![]() |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
أستاذي الحازم الحاني الراعي الحاضن ( بو عصا حنينة وسحرية )
ماذا نفعل غير امتنانك وتوجيه الشكر لك كأننا في دار رعايتك وأظن أن ذلك يسعد شهد كما يسعدني ولكن أظنها أيضا تخشى كما أخشى أن نتعبك أيها الغالي .. أما ابنتنا شهد فإن غابت قمرا تأتينا بدرا مشعا كما عودتنا شكرا من القلب |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
- لكل شيء نهاية . " عندما قال عدنان ذلك تغيرت قسمات وجه وليد ، بدا وكأنه أسقط عليه حملا ثقيلا أنهكه ! - كيف سينتهي الأمر بنا في رأيك وماذا سنفعل .. ؟ كان وليد يكرر هذا السؤال وهو يُمسك بفنجان قهوته دون أن يسمع أي رد .. ترى لماذا سكت عدنان .. ! تاه في صمته ،فالمسألة لم تعد بضع ايام جميله ثم تمضي هكذا !! كان اسمه وليد عندما قدم إلى هنا ، كان يعرف على اقله ماذا سيفعل .. أما الآن ... !! اصبح في مكان آخر وهو يفكر ، كأن زوبعة زمنية نقلته من مكان إلى آخر، غاب حقا ، لم يعد إليه وعيه ، إلا ويدّ عدنان تهزه من كتفه ويصيح به : "- يا وليد .. هييه ،هيي .. هل تسمعني ؟ أما زلت تحلم يا صديقي ؟ نحن هنا الآن في معرض الكتاب !! ألم تقل لي قبل قليل ، حين مرت تلك الجميلة " لقد مرّ من الزمن عشرات السنين ؟! اشرب قهوتك اشرب ، ودعنا نكمل جولتنا ، فالازدحام قد خفّ ! " صحيح أن عشرات السنين قد مرّت ، لكنها لم تُغيّر في طباع عدنان .. ما زال يلاحق الأنثى التي تعجبه كلما وقع نظر إحداهن على عيناه ولو بالصدفة ! .. وما زال صديقه " المتعفف " يظهر بمظهر القانع الشكور المتفكر ، والذي أوغل بالتفكير بتفاصيل غرامه الماضي كأنه ما زال جالسا عند حافة المسبح في فارنا هو وعدنان يرتشفان قهوتهما . ساعة حاول أن يشرح لصديقه الشعور الذي بدأ يعصف به تجاه بيرنا قال له " لكل شيء نهاية " ! إنه الماضي البعيد ..ولكنه الماضي الذي لا ينسى ! : : - هاي عدنان .. كيفك وليد .. " العربية للكتاب " تنشر رواية جديدة ل " باولو كويلو " تسمى " الألف " ترجمتها الدار وهي معروضة الآن .. الدار تقع في القسم الشرقي الشمالي من المعرض ، الحقوها قبل أن تنفذ " التفت عدنان نحو صديقه فادي ، شكره ودعاه إلى الجلوس وقال " سنلحقها لا تخف ، شكرا فادي " ! - من قال لك باني أحب فلسفة هذا الكاتب ، روايته السابقة " الخيميائي " لم أكملها لقد مللت منها .. ربما لم أفهمها جيدا كما لم أفهم الكثير هذه الحياة " قال وليد ذلك بانفعال متعمد ، التفت نحو عدنان وأردف " سوف اجول في الأرجاء ، عند انتهاءك اتصل و.. سنلتقي " توقف وليد أمام كتاب يتحدث عن الحرب الأهلية في لبنان .. يحب هذا النوع من الكتب ، مع انه عاش تلك الحرب بكامل فصولها ومآسيها . كان الكتاب يتضمن صورا كثيرة عن أهم الشوارع والأحياء والمعالم التي هدمتها صراعات الخمسة عشر عاما من القتال، لكن صورة استوقفته لمطار بيروت وهو يُقصف ويرتفع منه دخان القذائف ! دقق بالصورة جيدا ، حاول قراءة تاريخ التقاطها لم تسعفه عيناه ، ارتبك وهو يبحث عن نظارته المكبرة ، نسي بأنه يضعها على رأسه فوق أختها التي على عيناه ، حملق مليا بالتاريخ بعد وضوع الرؤية ، استعجل في أخذ الكتاب وكأنه قد حصل على آخر نسخة مع أن هناك الكثير منها ، حمله بيده وراح يبحث عن صديقه بعينان تائهتان ثم أخذ هاتفه واتصل به في الحال : - اترك كل شيء من يدك وتخلص من هذا السمج و وافيني امام باب الكافتيريا فورا ! - هل حدث شيء ما .. ؟ ممممممم يعني هل وجدتها .. سأوافيك فورا !" من مكان شراءه للكتاب حتى باب الكافتيريا كان وليد يمشي وعيناه معلقتان بتلك الصورة .. ولكن لماذا دقق بالتاريخ ومطار بيروت قد قُصف مرارا وعلى مدى سنوات ؟! التقى الصديقان ، تنحيا جانبا فالازدحام شديد ، دققا بالصورة جيدا ، الصورة عادية جدا لولا ذلك التاريخ الذي التقطت فيه ، كان يشير إلى أنها المرة الأولى التي قُصف فيها المطار . ما هذه المصادفات الغريبة في هذا المساء ولماذا ترافق ظهور تلك الصورة مع ظهور تلك السيدة التي اعترض عدنان طريقها وكان ربما عرّض نفسه إلى إهانة كبرى ليثبت بأنها سعاد ! ما علاقة الزمان بالمكان؟! نظرا جيدا إلى الصورة ، دققا جيدا في تاريخ التقاطها وكانوا مذهولين .. قال عدنان " غير معقول .. صدفة عجيبة حقا " كيف ينسون ذلك النهار، لقد تذكرا ذلك جيدا !! : ما أن وصلت بهم الطائرة وحطّت في مطار بيروت تدافع معظم ركابها أمام الباب الرئيس قبل أن يُفتح وقبل أن يصل السلم الخاص الذي يرتفع حتى بابها ، كان السبب في ذلك أن إحدى المضيفات وعبر مكبر الصوت وبعد تهنئتهم بالسلامة وتمنيتها بأن يصلوا إلى بيوتهم أيضا بالسلامة ، أخبرتهم بأن عليهم التصرف بهدوء فالأمر قد حدث وانتهى : " بضع قذائف سقطت بالخطأ في حرم مطار بيروت ولم يصب أحد بأذى " !! عندما فتح باب الطائرة كاد الجمع يطيح ب المضيفتان ويوقعانهن من أعلى السلّم ، وعندما نزلوا بانتظار الباص الذي سينقلهم من طرف المطار شاهدوا قادما باتجاههم بسرعة جنونية وتوقف بشكل فجائي وعنيف . خاطبهم سائقه بصوت عال بأن عليهم الصعود جميعا وبسرعة ، فالمطار قد قُصف قبل ساعتين ، وتوقف بعد وساطات بين امراء الحرب .. ! أضاف : " ولكن من يدري ؟ " ارتبك معظم الواصلين وانتقلوا من حال نفسي إلى حال آخر ، حشروا أنفسهم وانطلق ! إحدى الراكبات صرخت وهي تنظر في وجوه لم تعد تعرفها : " ماذا يريدون منا ،الله يقصف أعمارهم .. ؟ بدأ حديث التحزّب داخل الباص بين من يقول إن القذائف من الشرقية ، ومن يقول أنها من الغربية ، عادوا إلى لغة الفرز الطائفي وكأنهم لا يعرفون بعضهم البعض ؛عجيبة هي بلادنا وكأن أرضها لا تنبت إلا الشوك !! أقل من خمسة دقائق صار الركاب فريقين ! ولكن .. يا لميزة هذا المجتمع : هناك دائما رجل مصلح! شخص ما ، يحاول حلّ هذه الإشكالية حين يقول : " يا إخوان لا شرقية ولا غربية ، هيْدي أيادي خارجية وطرف ثالث " طرف ثالث .. ؟ دائما هناك طرف ثالث ولكن لا أحد يعرف أو كشف عنه إلا بلغة السياسة !! خمس دقائق مرت على بعض الركاب دهرا وبعضهم طرفة عين ، الهمس والهمهمة والوجوم صاروا السمة الظاهرة على وجوههم ، كأنهم ليسوا قادمين على نفس الطائرة ولم يكونوا في نفس " الكروب " السياحي مع بعض ؛ فحتى صباح ذلك اليوم ، كانوا معا ، أكلوا وشربوا وضحكوا مع بعضهم البعض .. غنوا ورقصوا طوال تلك الرحلة ، ومنهم من تحابّ ! فما هي علتهم ، كيف عادوا في لحظات إلى التقوقع بلا سبب ؟! : بينما كان معظمهم مشغولا بالحدث كان وليد يطوق برناديت بذراعه وهما واقفان طوال مسافة الطريق ، كانت تندس بصدره ، لاويةً ذراعيها نحو الخلف ، متأبطة بوسطه النحيل ، تشبك أصابعها بثيابه تتمايل بجسدها مع أن الطريق ليس فيها منعطفات . جميع الركاب يعرفون قصة هاذان العاشقان ، أخبارهما كانت إن لم تُرى تتناقلها الألسن في مجتمع السياح بفارنا ؛ فبعد تلك الليلة إياها نُسجت بينهما قصة حبّ رومانسية جميلة عاشاها كالحلم طوال ما تبقى لهم من ايام سعيدة هانئة و وردية .. ولكن عندما حزموا أمتعتهم صباح ذلك اليوم إيذانا بالرحيل ، السماء أمطرت بغزارة ،كانا يجلسان منذ الصباح الباكر في حديقة فندقها ،كانا في عناق حين اختلطت دموعهما بماء المطر ، ابتلت ثيابهما ولما بدلاها تبادلا قمصانهما المبتلة بالمطر والدموع كما يتبادل أبطال الكرة ألوانهم ،كانوا كمن يودعان بعضهما لآخر مرة وهم في الطائرة ، بقوا في عناق حميم طوال تلك الرحلة يمسحون أدمعهم كلما اقتربت من لبنان ، إحدى المضيفات البلغاريات أخبرتهم بأن الطائرة تقترب من لبنان وقالت لبيرنا أتحنين للوطن ؟ أشارت بيرنا إلى وليد وقالت " هو وطني " ! انحنت تلك الجميلة نحو بيرنا ، وضعت يدها على شعرها ، مسحت دمعتها وقالت : يجب أن تكوني سعيدة ! " تلك الغريبة عن لبنان لا تعرف أن المشكلة تكمن أصلا في ما يعانيه وطن بيرنا ، لكنه ومهما كان وطنها ؛ لقد كان ل برناديت من قبل وطن ، وما زال ؛ أما هو ، فكان بلا وطن قبل أن يعرفها ، معاناته ليست مع وطنه بل انه ووطنه يعانون مشكلة من نوع آخر . لا يستطيع لمسه ولا حضنه ولا حتى الموت فيه ! عندما عانقته لأول مرّة ، عرف منذ تلك اللحظة ما معنى أن يكون حضن الإنسان للإنسان وطن لقد قال لها " صار حضنك وطني " فبكت . عندما اشارت إليه وقالت للمضيفة " هو وطني " شهق وكاد قلبه ينفجر . لكنهما الآن على ارض الواقع ، وسيتصرفان كالأغراب حين يخرج الركاب إلى قاعة الوصول . لا خيال ولا كلمات حب ولا احلام جميلة . |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
ما أروع الحديث عن الوطن!!!! مواقف رائعة في هذا الجزء..كويلو وصورة قصف مطار بيروت...استمرّ ...مودتي...
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
أشكرك ، أشكرك .. وما أروع الإنسان دون تكلف .. هكذا على طبيعته .. واثقا من نفسه ..كبيرا في تواضعه .. محبا ، محبوبا ، محترما .. سلمت أيها الغالي مودتي تقديري واحترامي |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
للحظات السفر متعة خاصة ،يكون فيها معظم المسافرون سعداء برحلتهم مهما كانت
وجهتهم أكانت للعمل أو الاستجمام أو الدراسة أو العلاج ! لكن للمودعين علامة فارقة ، هي لوعة خاصة تتبدى بأشكال مختلفة بريق العيون الدامعة هي أكثر ما تُرى ، ليس فيها سوى الحزن وتلك الدموع والنحيب وبعض الرجاء في امل مؤجل ؛ إلا القلائل منهم ؛ فمن هو الذي يودع عزيزا ولا يترك غيابه لوعة في القلب والنفس والوجدان ؟! أما العائدون إلى الحضن الدافئ : الأهل والوطن . يكونون على حدّ سواء مع مستقبليهم في غاية في الفرح والسعادة ، فمن ذا الذي يعود إلى أهله وناسه و وطنه ولا يكون في غاية الشوق والسعادة ؟! من ذا الذي سوف يعانق عزيزا جاء لاستقباله على أرض قدومه إن براً أو بحراً أو جواً ولا يكون إلا غير أحب الناس أعزهم علينا وأقربهم إلينا ؟! وللمطارات القديمة ميزة رائعة ربما لا يعرفها الكثيرون فمن شرفة عالية مطلّة ، كان يقف المودعون والمستقبلون سويا ، على مرمى من أنظارهم تمتد مساحة من ارض المطار يرون منها إقلاع وهبوط جميع الطائرات وأيضا جميع الركاب القادمين والمسافرين من لحظة صعودهم الباصات المُقلّة حتى باب الطائرة .. لكن المسافة ما بين أبواب الخروج الواقعة تحت الشرفة التي تقف عليها الناس وما بين موقف "باصات " النقل ، تمتد مسافة ل 50 مترا أو أكثر بقليل لا يعلوها سقف سوى السماء ، تتيح للقادمين والمسافرين ، للمستقبلين والمودعين على حد سواء فرصة النظرة الأولى أو الأخيرة ما بين الأهل والأحبّة ؛ هي لحظات قليلة ولكنها لحظات حاسمة ساحرة يُطل فيها المودعون خارج المتكئ يراقبون خروج احباءهم إلى تلك المساحة فيمتعون انفسهم بنظرات العطف والحنين ثم يتطلعون نحو السماء يرفعون دعاءهم للراحلين إلى المجهول ساعة إقلاع الطائرة ! الذين صمموا تلك الفسحة لم يكونوا اغبياء بل كانوا في غاية الذكاء الإنساني .. ! كانت تلك الميزة لا تشعرك بثقل الوقت الذي تشعر به الآن وانت تنتظر وليس ما يخبرك سوى لوحة اليكترونية مجدّولة بوصول الطائرات أو تأخرها !! تلك المساحة .. كانت تتيح لعينك رؤية الأحبة حتى وهم ينزلون سلم الطائرة إن كنت تحمل منظارا بسيطا في يد وتلوّح لهم باليد الأخرى ، تلك المساحة ، كانت تتيح لك فرصة النظر والتأمل في عزيزك الغائب القادم فلا يفاجئك فيهم فعل الزمن !! كانت تلك الفسحة تجعلك متقاربا مع الناس ، كان الفرِحُ منهم يعزي الحزين بفرحه ! يشكلون لتلك الشرفة توازنها العاطفي ، فتبدو في جميع الأوقات كلوحة فنية رائعة لا يمكن لرسام واحد وضع كل تفاصيلها ورؤية جميع زواياها الحادّة والمنفرجة . صحيح أن المطارات قد كبرت ، وزاد عدد المسافرين فيها .. وصحيح أن المطارات كغيرها من ممرات الحدود يجب أن تكون آمنة ، لكن المصممون قتلوا ذاك البناء الجميل واخترعوا بدلا عنه " مستولدات " أمنيّة تعزل البشر وتجعلهم في وضع قلق ،يتركون اشعتها تعبث حتى في تركيب عظامنا قبل أن ندخل تلك الأنابيب المتصلة بباب الطائرة فضيعوا بذلك منا سحر السفر وحنينه الغالي !! من تلك الشرفة الجميلة، كانت الأيادي المرتفعة التي تلوّح للقادمين تبدو كأوراق صفصاف متراقصة على انغام نسمة صباحية .. بعض الناس تأخذهم الحماسة فيقفزون من الفرح حتى يلفتون إليهم أنظار الزائغة أنظارهم عنهم بالرغم من تطلعهم إلى الأعلى نحو الشرفة . كانت أنظار بيرنا و وليد زائغة في تلك اللحظة .. يتطلعون لكنهم لا يرون احدا .. عندما نزلوا من الباص تفرقت أياديهم .. ثم عادت واشتبكت في حضرة رجال " الأمن العام " ! كانت الساعة تشير إلى الخامسة وثمانية دقائق بعد الظهر انتهت الإجراءات الأمنية بسرعة .. التقطوا امتعتهم بسرعة ولكن عناقهم طال امام مرأى الجميع .. لم يفعلوا ذلك وحدهم ! كانت أصوات همس وبكاء ووعود تدور ، تسبح ، في تلك القاعة بكلمات .. كلمات ، كلمات لا تحمل إلا وعدا باللقاء . عندما أطلوا على الأهل والمحبين ، سحبت بيرنا يدها ببطيء شديد من يد وليد بعد أن شدّت عليها بقوة ، سلمت على من كان باستقبالها بحرارة ، وسلم معظم الواصلين على بعضهم بالأيادي والعناق ، ولما التفتت نحوه وهي مرتبكة لم تجده بين الحاضرين ! كان أهلها يحثونها على الخروج سريعا مثل معظم المستقبلين .. فالفرحة لم تنسيهم أن المطار طالته قذائف الحرب وقد تعود في اي لحظة ، اقتربت من عدنان الغارق في حضن أخيه سألته فقال " لا أدري " ! بحثت عيناها المتسعة بصورته بين الوجوه فلم تجدها ، تستدير بوجهها من اتجاه إلى آخر وتطلع نحو كل الزوايا كقطة اضاعت أبناءها تنصت قليلا كأنها كانت تتوقع سماع صوته يناديها دون طائل ! عادت إلى عدنان فقال : " لقد هرب وليد. لقد هرب ! اعرفه جيدا ،لن يظهر قبل ارتحالك " عندما شدّت بيدها على يده وافلتتها ، شعر كأن صقيع الأرض كلها أحاط به ونخر عظامه فجأة .. كأن الأرض توقفت عن الدوران ، كأن الكون قد انفجر ، لكنه لم يمت !! بدا كأبيه حين طرد من الجنّة ولكن دون حواءه . غادرت المطار مع أهلها وصحبها دون أن تراه ، كان يقف خلف أحد الأعمدة يراقبها من بعيد .. كان يبكي بحرقة مثل الأطفال ، ولما ابتعدت صار قلبه ينتحب . : لا يمكنه نسيان ذلك التاريخ ، تاريخ مطار بيروت وهو يُقصف لأول مرة ، لأنها كانت المرة الأولى التي بكي فيها امرأة أحب. كان يقلب صفحات الكتاب ويتحسس تلك الصورة ؛ تذكّر ذلك اليوم جيدا ابتسم تنهد وانتقل مع صحبه نحو جناح آخر من المعرض . رن جرس هاتفه الجوال ، ردّ على أحدهم وقال له " سأتصل فورا " !! |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
وتستمرّ متعة قراءة الأحداث بعين متلهّف إلى البقية..أخي رأفت أبدعتَ في أنسنة المطارات!!! وصفك لها ولحميمية أجوائها ..لما طرأ عليها من تغيّرات..لهفة الإنتظار..متعة مسحها بالأعين..أرى صورة مطار بيروت ماثلة أمامي..وأنا أنتظر المكالمة...شكرا لك...
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
ماذا أفعل إن كنت الوحيد الذي يتابع ويستحسن ما أكتب .. وهذه ميزة تجعلني أحبك أكثر وسأكمل لو لم يقرأ أحدا غيرك وذنبك على جنبك ههههههه سالت شخصا احبه هنا وقلت له ألا يلفتك عنواني هذا ولا مرة وأسمك لم اراه بين القراء ( تحت ، في الكاشف ) فقال لي نعم أدخل ولكن متخفي !! لماذا متخفيا يا رجل فهل أنت داخل على خمارة ؟ قال لا ، حتى لا ألزم نفسي برد قد لا يعجبك .. ! قلت يا عمي أريد رأيك هذا أرجوك ! وهكذا يا سيدي الفاضل .. ترى هنا عشرات المشرفين وتسأل لماذا لم أراهم يدخلون لموضوع أكتبه ولو لمرة واحدة فأستغرب وهذا بالنسبة لي لا يقدم ولا يؤخر لا بقيمة ما أكتب ولا بالفكرة التي أكتب فيها .. ولكن الأمر يدعو إلى الاستغراب بالفعل مع أن هناك من يُقحم مواضيع يراها بالأهمية إقحاما لنقرأها ونشكره على ذلك !! ما علينا .. أنا فقط كتبت هذا هنا لأن الأغلبية من الأخوة المشرفين لن يشاهدوه ومن يفعل متخفيا سيطنش وهذا ما أريد أشكرك من الأعماق ، وجدا لأنك تحملتني في فشة الخلق هذه التي أتت والله بنت ساعتها ولم أغير فيها حرفا أيها الأخ الصبور |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
أستاذ رأفت .. للأسف الشديد هذه هي المشكلة .. فلولا الكلمة التي تعتبر نقطة سرية ينطلق منها السحر .. لأبتي الفاضل " استمري " كما قلت أنت لكنت ربّما توقفت .. لكني يكفيني أن اجدكما هناك .. و أجد نفسي رفقة الأب الصالح أيضا الذي لا يغيب توقيعه و همسه الجميل .. نتابع و نقرأ بشغف و استمتاع .. و انا أيضا سأنضم لقائمة القائلين .. استمر .. تحياتي و تقديري ... |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
لا .. أنا الذي أرجوك :) أنا لا اتوقف عن الكتابة وربما لن إلا إن كانت الظروف لا ولن تسمح .. والأمر الذي شكوته لا يعلق بي فقط فأنا بالنسبة لآخرين مبدعين نعمة وهذه تتمثل بك اولا .. ( مين يصحلوا اللي صاححلي يا خي ) وثانيا بالأخوات الرائعات .. الأمر يتعلق بجهد مبذول من - كما قلت مبدعين - وترى الردود صفر صفر .. والأنكى - قلتها فيما مضى - أن بعض الكتاب يعتقدون بأن الأعضاء تتلهف لقراءتهم ولا يكلفون انفسهم عناء الرد حتى على من ابدى اعجابه بكتابتهم بحجة أنهم يديرون ملفات " البيت الأبيض " ليس لديهم وقت أما الآخرين فلا شيء يشغلهم سوى انتظار ان تنزل " إبداعاتهم " ليعلقوا عليها .. على أي حال مثلك أنا يا عزيزي أحمل قلمي لا يغير من وجهته كثر الضجيج ولا يستطيع احد تدجينه أو التأثير عليه حتى لو عُزل وحوصر فالفضاء أيها الغالي رحب وواسع . تحيتي إليك يا عم ابوعصاي :) وعذرا منك إن شغلتك قليلا بما لا يفيد أنا الذي أشكرك من القلب أستاذي الغالي |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
الأخت / الأبنة العزيزة حياة أنا شخصيا أحمد الله اني وجدتك في هذا القسم وقد شدني نصك كثيرا وكان واجب الصدق مع الذات يحتم علي أن اعرب لك عن هذا الإعجاب وكانت تلك هي المرة الأولى التي أسمعك فيها وتسمعينني .. وكان من حظي الجميل أيضا ان أحظى ليس فقط بكلمة استحسان إنما رعاية أخوية كانت بالنسبة لي المحرك النفسي والدافع لمواصلة الكتابة بأصعب فروع الكتابة : الرواية ، لما تحتاج من جهد ووقت ومراجعات عدة حيث يمكنني مثلا استخلاص عدة مواضيع في فروع مختلفة من مضمون إضافة واحدة من روايتك .. باستطاعتي كتابة خاطرة رائعة ومقالة جميلة وكلمات بأفضل الصيغ الأدبية ، وفقط ، من ردك الأخير مثلا حيث يمكنك القياس على ذلك .. أرأيت ؟! ولأن الصالح أستاذنا الغالي متميز بالفكر والمعرفة نراه كالأب الحنون يتابع ويتابع دون ملل ليس لأنه مغرم بنا ولسنا لأننا متميزون عن الآخرون ولكن لحبه للأدب لمهمته الرسالية التي تلقي عليه مسؤولية أخلاقية تجاه الثقافة العربية .. تلك الرعاية نابعة عن عمق إيماني بأن الرعاية قد تنتج شيئا لا نتوقعه يضاف إلى مخزوننا الأدبي وقد لا ينتج شيئا ولكن الواجب قد أُودي وبراحة ضمير .. يعجبني كثيرا في هذا المجال الأديب الناقد الأستاذ عبد الحافظ وغيره من أصحاب الضمائر المخلصة للفن والأدب . طبعا ساستمر .ز وما كنت بحياتي أتوقع أن تقرأ لي صبية من بلادي أديبة تغزل حروفها كما غزلت جداتنا أجمل ما في التراث فخلد حين ورثنا منهن الجمال والفن .. شكرا لك من القلب .. واهربي بسرعة أو عصا ورانا :) مودتي واحترامي |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
هههه ... أستاذ رأفت .. تلك العصا قلت لك انّها سحرية .. فهي تظهر في كلّ مكان .. لذلك لن تستطيع الفرار .. جميل أن يمتزج الإبداع بخفة الظل .. و الروح المرحة .. دام حسك الإبداعي و ذوقك الرفيع .. شكرا على كلمات أثقلتني حتّى كدت أسقط أمامها خجلا .. شهادتك فخر و عزّة .. أتمنى لك كلّ التوفيق .. فالطريق طويلة و متعبة .. كما قلت الرواية هي أصعب صنف ادبي .. اتمنى التوفيق و القدرة على المواصلة .. و ما التوفيق إلا من عند الله تعالى .. تقبل فائق تقديري و احترامي .. |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
قال " سأتصل فورا " !! يااااااااااااااااه كم تغير الزمن وتطور .. سيتصل فورا . من المكان الذي يقف فيه سوف لا ينتظر أمام إحدى السنترالات وقتا طويلا قد يمتد لساعات ،وأحيانا لأيام ليجري مكالمة مع شخص آخر ! مرّر إبهام يده اليسرى على سطح الهاتف بنعومة مرتين ، وفي لحظات سُمع صدى صوت شخص آخر على الخط الثاني ، أجرى معه محادثة قصيرة ختمها وليد بقول جملة صغيرة " خيرا إن شاء الله " ثم اقفل هاتفه ومشى . جرى الأمر كله بثواني معدودات ؛ ولكن أن ينتظر لمدة اسبوع أو أكثر ليجري مكالمة هاتفية حتى تتحقق .. ! فهذا يخبرنا بحجم التطور الهائل والخطير الذي حدث في حياتنا في هذا الزمن ويخبرنا عن معاناة البشر في مثل تلك الظروف . لم يكن لا عدنان ولا وليد يملكون هواتف في بيوتهم ولا في أماكن عملهم ، ورقم الهاتف الوحيد الذي أودعوه لدى الجميلات ، كان رقما لهاتف " العطّار " جار عدنان الذي يملك متجر عطور مركّبة وهو في ذات الوقت كان " مختار " المحلّة أيضا . كان محظوظا لأنه حاضر في أي وقت من النهار إن تحدثت إليه سعاد أو تحدث إليها كلما سنحت لهم فرصة الحديث عن بعد ،المسافة التي يقطعها لا تزيد عن سبعة امتار ليقبض على سماعة الهاتف وهو قلق ، لا يأخذ راحته في الكلام ، يستدير من جانب إلى آخر وعيانا " المختار " تلاحقه واذناه تسترق السمع ويفتعل ضجيجا بكفتي الميزان الصغير وينظر إلى ساعته ويتأفف ثم يعلنها صراحة بأنه كان ينتظر مكالمة ويخاف أن " يطير " منه الرزق .. ومع ذلك كان المختار لا يحتمل زعل جاره الذي كان يهتم بعائلة ولديه من البنات ثمانية ! أما وليد فكان ينتظر موعدا من اسبوع إلى آخر ليتحدث إلى بيرنا عبر المركز الرئيس لسنترال المدينة ! لم يكن ليسمح لها بتلقي مكالمات هاتفية خاصة بمركز عملها في إحدى فروع المصرف المركزي إلا إن احتالت على عامل السنترال الأعمى !! أقسمت بيرنا بأنه أعمى تماما، ولكنه يدير العمل فيه بأفضل ممن له عينان تري. ارشدتها إحدى قدامى الموظفات على مفتاحه .. كان لا يطمع باكثر من لوح من الشوكولا وعلبة صغيرة من الحليب المحلّى لتحتضنهما جيوبه الجوعى أو علبة سجائر فاخرة حتى يمرر لها خطا خارجيا لمدة دقيقة أو اثنتين على الأكثر ، وغالبا ما كانت المكالمة تنقطع وذلك ليس بفعل " أبو جيوب " وإنما لخراب متعمد خصوصا عندما كانت تزداد المعارك ضراوة بين المنطقتين من بيروت : الشرقية ، والغربية . مع ذلك فإن الأمر لم يدم طويلا ،توسعت جبهات المعارك وانقطعت الخطوط الهاتفية كليا بين الجبهتين ولسنوات قادمة ! : عندما كانوا في فارنا ، تحدثوا في موضوع الحرب " الأهلية " طويلا وقضوا سهرة كاملة في الحديث عنها اشترك فيها عدنان وسعاد وتطور الأمر إلى خصام بين ما بين وليد وسعاد على خلفية اختلاف مفاهيمهما السياسية والثقافية ، كانت بيرنا محايدة ، أو انها بدت كذلك .. لم تُبدِ موافقتها على ما قاله وليد ، ولم تعترض على ما قالته سعاد ! كانت سعاد حانقة غاضبة عندما سألت : " ماذا تريدون من هذا البلد الصغير ؟ لماذا جعلتمونا نكرهكم ، فلبنان احتضنكم كل هذه السنوات .. فلماذا تحاربوننا ؟! " أسئلة لو طرحت على وليد بعد عدة سنوات من طرحها في تلك الليلة لأصابت بلا شك جوهر القضية التي كان" يناضل " من أجلها ، وقد لا يستعصي عليه إنكار الحقيقة بعد أن وضحت الأمور وأصبحت بائنة بشكل صار من العبث الجدل فيها .. ولكن .. هل كان حينذاك قادرا على أن يتعدى الخيال بفكره إلى ما ستؤول إليه القضية ؟!! كان وليد – وبالرغم من بعده عن أي مفهوم طائفي – يتحدث إلى سعاد بنفس الحدّة وقال فيما قال : " بأن لبنان ليس لطائفة واحدة ولا يمكنكِ بالتالي التحدث باسم شعب لبنان لأن أكثريته تؤيد " الثورة " الفلسطينية " ! - ولكن ، هل ستقتلني وتدوس على جثتي لتحرر بلدك ؟! قالتها بغضب شديد ؛ مما استدعى أن يكون رده بنفس الحدة من الغضب : - وهل يجب أن استسلم لأحقق رغباتك وأعيش مطيعا كالأغنام وبيدك سكين الذبح ؟! كانت المفاهيم مُعلبة جاهزة لا يغير من مضامينها حوار لم يتعلموا ماهيته، وكانوا لا يروى إلا صورة الأبيض والأسود ومع ذلك كان لهم قلوب تحبّ ومستعدة للتضحية في كل وقت ؛ ترى لو عُرض على وليد الاختيار ما بين التضحية بالدم والموت في سبيل من يحب : فتاته أم "الثورة " من أجل من كان سيضحي ؟!! أسئلة من هذا النوع ينبغي طرحها في الزمان والمكان والظروف ليجيب المرء بمنطق الحب نفسه لكلا القضيتين !! : أن تقطع سيارتك مسافة 50 كيلومتر في ساعة ،فمسالة طبيعية .. أما أن تقطعها بسبعة ساعات فسألة فيها نظر ! كانت الطريق بين المدينة التي يقطنها وليد وعدنان تبعد أقل من خمسين كيلومتر جنوبا من بيروت ،ولكن الطرقات كانت تُقطع من قِبل المسلحين وتنصب فيها الكمائن باستمرار ، الأمر الذي كان يدفع الناس للالتفاف بعيدا عن الخطر بل بعيدا عن الموت ؛ كان كل فريق يقوم بنصب كمينه في الطرقات الرئيسة التي تستخدمها كل الطوائف للتنقل ما بين المدن والمناطق الريفية ، في البدئ كانت إشاعة مدمرة تقول بأن أهل البلدة الفلانية ( + ) قطعت الطريق وخطفت خمسة " مسلمين " من قرية ( ) ) وقتلوهم ورموا جثثهم بين الأحراج بعد أن مثلوا فيها؛ ودون أي تحقق بصحة او عدم صحة الخبر تقوم القرية " المنكوبة " بردة فعل من صبيتها أو بعض الجهلة فيها فينصبون كمينا مسلحا ويخطفون عددا من اهل القرية الأخرى المفترض أنها البادئة ويقومون بقتلهم على الفور والتمثيل بجثثهم وأحيانا يعلقون رؤوسهم على الطرقات فوق أعمدة الكهرباء .. وهكذا، كانت القرى والبلدات يتبادلون الموت ويتبادلون الجثث المتعفنة أيضا !! |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
كانت الهوية هي الدّال على الاختلاف وليس المبدأ أو الفكر ، سقط الفكر والمفكرون وسقطت العقائد الانسانية والحزبية وتحكمت الطائفية حتى بمن لا يعترفون بالطوائف فعندما تحمل فئة السلاح في وجه فئة اخرى شقيقة ،لا يحكمها ويقودها سوى الجبناء والعملاء ، فالجبناء لا يحسنون سوى استخدام السلاح ليثبتوا أنهم قادّة ، هم لا يحسنون التفكير إلا من فوهة البنادق ،أما العملاء فمن مهامهم إفشال أي حوار، يعملون على تدمير المنطق ويخضعون المناضلون لإرهاب الرصاص والأفكار فيلتزم الآخرون صمت القبور. كانت الهوية هي الدّال على الاختلاف ، وفيها ليس فقط ما يميز الطوائف وإنما المذاهب أيضا ، والانتماء إلى المناطق كان إلى جانب اسمك يحدد هويتك بكل وضوح ؛ فالقتل واقع واقع إلا الذين سلموا بأعجوبة فكانوا يظهرون بعد غياب أيام أو اسابيع أو سنوات أو لا يظهرون ابدا . بحسب الكشوفات الرسمية ما زال لغاية كتابة هذه السطور ستة وثلاثون الف مختطف مجهولي المصير كليا ؛ وبحجة هؤلاء وبسببهم ، صارت البلدات تُقصف وتُتبادل الاقتحامات للقرى : فتسرق ، وتحرق ، وتهدم ويهجّر سكانها لعشرات السنين ، الناجين من بعض تلك القرى حتى كتابة هذه السطور أيضا يمرون بقراهم بعد ولا يستطيعون لمس جدران بيوتهم بل ولا يستطيعون حتى الوقوف أمامها ! كان التنقل بين المدن والمناطق يمر بطرقات جبلية وعرة تمتد لساعات من أجل أن تقض الناس مصالحها ومن أجل الحمقى أمثال وليد الذين عرضوا أنفسهم للخطر مرارا من أجل إنسانة من المفترض إقناعه بأنها عدوة وليست حبيبته ، أو، انه خائن ينقل اخبار " الوطنيين " إلى "الخونة " !! رغم طموحاته الفكرية التي كانت تدفعه لقيادة مجموعة مسلحة كان يحلم بأنها ستساهم يوما في تحرير وطنه بعيدا عن ذاك الجنون الجماعي في حرب عبثية ! الذين عرفوا خطوط التماس بين " البيروتين " في الحرب كانوا متميزين : فإما هم من المقاتلين أو التجار أو الصحفيين وبعض المغامرين . كانت ساحات القتال تفوح منها رائحة البارود والموت ، الجثث كانت تُبقى في الشوارع لأيام لا يستطيع أحدا رفعها ، جدران الأبنية تملؤها الفجوات التي كان يعرف المقاتلون كل فجوة ما نوع القذيفة التي اخترقتها ،كانوا خبراء في كل شيء : في الخطف والقنص والذبح ورفع المتاريس وأين ومتى وكيف تتنقل بين المنطقتين ، كانوا يفصلون الشوارع بالأتربة وحجارة الإسمنت والسيارات المحترقة .. كان بيدهم حياتك أو موتك ، يقررونه إن لم يعجبهم شكلك أو لبسك ! عندما سُأل أحد القناصين : "هل تركت شخصا وعفوت عنه كان في مرماك ؟! " فقال " نعم . أعجبني فيه تأنقه وقتلت الكثيرين لملل عانيت منه في بعض الأوقات .. !! قتلت عجوزا رأيته في المنظار يحمل رغيفا وعلبة سردين .. فعلت ذلك شفقة عليه ورحمة .. أرحته من عذابات الحياة " ولما سأل هل عرف منهم أحدا فيما بعد فقال : " نعم ، لقد كان صاحب الرغيف شاعرا عراقيا عاش في لبنان أصيب ولم يمت ، أردت خلاصه من الفقر والغربة فكانت الرصاصة خلاصا له من واحدة فمات في بغداد " : كان عليك إطاعة أوامر من يتحكم بممرات خطوط التماس وتقدم لهم حجتك المقنعة ليمرروك إلى الجانب الثاني في ساعات الهدنة .. فالمسلحين على الجانبين كان بمعظمهم يعرف بعضهم بعضا .. يتحدثون مع بعضهم ليل نهار .. لهم موجاتهم اللاسلكية السرية التي يعرفونها ويلتقون عبرها ، كان زعماء الأحياء أو الشوارع بالقتل فيقتلون ويمارسون التجارة أيضا ! كل طرف يمرر ما يحتاجه الطرف الآخر ، وما لا يحتاج يتبادلون الأشياء التي لا تتوفر عندهم : من هنا تأتي الحشيشة والأفيون .. ومن هناك تأتي صناديق الويسكي والسجائر ، هنا الزيت والشحم للسيارات وقطع الغيار ومن هناك أكياس الطحين والقمح .. هنا من سيطر على المطار وهناك من سيطر على المرفأ !! في أشهر الحرب الأولى كانوا يلبسون أقنعة حتى لا يكشفون بعضهم ، وعندما صارت تُعقد الاتفاقات المتكررة لوقف النار كشفوا عن وجوههم وعبروا المتاريس ، سلموا ، تعانقوا طويلا حنّا ومحمد والياس وحسين ! " بتبادل المنفعة نحيا " قال أحدهم ، وليس بإطلاق الرصاص ؛ كان على الناس ألا تصدق ما قيل لأن الأمر الآتي من غرف السفارات السوداء بإطلاق النار كان يُنفذّ . المقاتلون في بعض المواقع أو أغلبها على الطرفين كانوا ينبهون بعضهم البعض إن أتتهم أوامر القصف على من وأين يقصفون ، فيتبادلون المعروف ولا يخالفون الأوامر : كانت أعداد القتلى من المسلحين 1%100 من المدنيين !! كل مسلح كان يقتل مائة مدني قبل أن يموت وعلى الجانبين !! وكان وليد ما زال عاشقا ، وما زالت بيرنا تخاطر أكثر منه ليلتقوا على خطوط التماس بعدما تعودوا إطاعة الأوامر وتعود مقاتلو الطرفين على رؤيتهم باستمرار !! |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
جزآن في غاية الأهمية..يبدو أن الرواية بدأت تتكشّف ملابساتها..هل تجرّنا إلى نهاية قريبة يا سي رأفت؟؟؟ أرجو أن تستمرّ أكثر فأكثر حتى لا أفقد لذة المتابعة..أنتَ تعلم أنني أتنقّل بين شاطئين لبحر واحد أعبر من شاطئ شهد إلى شاطئ رأفت سباحة ..أستريح عندك لأسافر إلى شاطئ شهد وهكذا ...استمر إذن ...أمامك متّسع من الإبداع...مودتي التي لا تنتهي...
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
أما أنا فقد ساقتنى الصدف و في الحقيقة لم أقرأ مافي الصفحات السابقة ولا أعرف حتى الموضوع هنا ... ؟ ولكن تعليقك للأستاذ محمد الصالح إستوقفني وقرأته ...وأعلَم أنك أصبتَ في كل ماقلته وإذا كانت محبتك لأستاذنا بسبب القراءة فسنحاول أن نقرأ نحن أيضا ليس هناك كنز أغلى من المحبة لله أدامها الله وأدامكم لكم مودتى و تقديري |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
نحن اقتربنا من خط النهاية بعد جلاء بعض الملابسات التي حاول وليد اخفاءها عني وقد أتعبني قليلا ولكن لكل شيء نهاية ! وإني اشهد لك يا سيدي بأنك سباح ماهر قد أهلّك ذلك وجعلك من امهر المنقذين أيضا فكم من الأرواح تزهق في غياب العين الساهرة التي تسافر من شاطئ إلى آخر وبكل الحب . شكري لك لا ينتهي ومحبتي لا تبور بإذن الله دمت بكل خير وجمال وعافية |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
بركاتك يا سي الصالح بركاتك يا سيدي ودستور من خاطرك :) سيدتي الغالية الأستاذة فتحية عبد الرحمن جنائن ورود قلبي ترحب بك قرأت أم لا .. ازدانت الصفحة بحضورك أدام ربي نعمه عليك إحداها ما أحببنا وأعجبنا الا وهو جمال قلمك وأعلاها دماثة خلقك .. أشكرك من قلبي سنحفظ المودة بإذن الله احترامي سيدتي وتقديري |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
:
كان العبور بين المتاريس للوصول إلى " المنطقة المحايدة " محفوفة بالمخاطر بالرغم من وقف إطلاق النار ألا أنها لا تقتصر فقط على من يضغط على الزناد من المقاتلين ؛ قد تدوس على رصاصة محشوة فتنطلق ، أو تمر بجانب قذيفة لم تنفجر قد تنفجر ، وتتكئ على حديد دبابة أو تمر بمحاذاة ماسورة مدفع ، وفوق ذلك عليك أن تنصاع لأوامر المسلحين حين يفتشونك ، لا يسمحون إلا بنقل ثيابك الخاصة القليلة والأهم اقتناعهم بأسباب عبورك نحو الساحة المحايدة .. فهناك يلتقي الأخ مع أخيه ، والجار والنسيب ، القريب والحبيب. كان وليد يذهب كل نهار أحد إلى ذاك الممر ، يخلق الأعذار والحجج ،يدفع بالرشا ، يحتال ، يكذب ، ينتظر لساعات طويلة من أجل قديسته برناديت . في منتصف القرن التاسع عشر في احدى المناطق في فرنسا كان الناس يمشون لأيام في البراري في الحرّ والبرد ، في أيام العواصف والثلوج .. يحملون شموعهم المضاءة بين تلك التلال النائية والأمل يُشرق ثم يتلاشى فمن تضاء شمعته ولا تنطفئ يحظى بأولوية مشاهدة الجسد المسجّى لأنه على ما قيل دليل إيمان ؛ ينتظرون لأيام وأيام، لمشاهدة جسد فتاة فرنسية فقيرة أحبت سيدتنا العذراء مريم تقدس اسمها وماتت من أجل ما آمنت به ،كان لها شفاعات كبرى على ما يقول الناس الذين امتلأت قلوبهم بمحبتها واصبح مكانها محجة للفقراء والمساكين ، فطوبها بابا روما قدّيسة كرّست تلك الشفاعات وتيمنا ، أطلق " سمعان" اللبناني على مولودته الشقراء الجميلة اسم تلك القديسة ؛ برناديت . كان وليد يرى أن القداسة ليست حكرا على الفتاة الفرنسية أفلا يخاطر؟ كان يمشي لساعات وينتظر لساعات من أجل قدّيسته هو ؛ فشمعته كانت تضاء وكان يؤمن بحواسه يصدقها ، عندما كان حدسه يقول سوف تجيئ كانت تجيئ ، في لقاءهما الأخير تم تهديهما حتى يخرجا من المنطقة المحايدة بقوة السلاح كان القنص كثيفا في ذلك النهار ، رصاصة " ذكية " اصابت الحبل الذي يحمل الستارة العملاقة المشدود إلى بناءين من الأعلى حتى الأرض لتحجب الشارع المقسوم حتى تقي الناس من القنص . لقد سقط الساتر ورصاصة أخرى كادت تطيح برأس وليد ، التصق بجدران احدى البنايات المهجورة إلا من المسلحين الذين باتوا يعرفونه ، صرخ عليه أحدهم وقال : " نحن نموت من أجلكم وأنتم تموتون من اجل الحب ! " أجابه وليد وهو يضحك : " وأنت أيضا تموت من أجل ما تُحب ّ، تؤمن بأن الوطن يحتاج إلى حبك وتضحيتك وأنا أيها الرفيق مستعد للتضحية من أجل من أحبّ كما تفعل أنت " ضحك المسلح وقال بلهجة بيروتية خالصة : " بس وَيْنَكْ ، على رَقِبْتي هي بْتِسْتيِهِل .. وحياة أختي بتستيهل .. ولك موْتني منشان ستنا مريم .. ولَكْ لو كانوا إخوات " ال.... " المسحية كلّن هيك متله ، كان لشو الحَرِبْ ؟ " : في لقائهما الأخير واثناء عناقهما لم يفلح وليد بإقناعها بالبقاء ، قال " كيف أحيا دونك " فقالت " سأموت حتما وإن بقيت على قيد الحياة سأكرس نفسي لخدمة " الرب " سوف أترهبن !" في لقائهما الأخير كاد أحد المسلحين أن يطلق النار عليهما وكان يصرخ بشكل هستيري ، فافترقا قسرا، وقهرا . كانت القذائف تنهمر بغزارة وتمر من فوق الأسطح صافرة مدوية .. احتجزته بيروت أربعة أسابيع قضاها على خطوط التماس مع شقيقه الأصغر الذي قال له أهلا بعودتك إلى التنظيم !! لكنه لم يكن يؤمن يوما بأن له قضية فيها ، مع انه لو مات فسوف ينعوه شهيدا ، كان يؤمن بذلك.. ولكن .. شهيدا من أجل من أحب. في لقائهما الأخير بكت بيرنا بحرقة ، وقالت " كنت أعلم ذلك من قبل ، واعتقدت أن الأمر سيطول فحين هاجر عمي كان قد أمضى سنتين بانتظار الموافقة لكن ابي قد اتته الموافقة فورا !! " كانت بيرنا تعلم وتخفي عن وليد بأن والدها كان يسعى من أجل معاملات الهجرة إما لكندا أو استراليا فوافق الأستراليون على طلبه دون تأخير ، كانت الهجرة سهلة وميسرة أمام تلك الفئة من اللبنانيين ؟!! في لقائهما الأخير سألته إن كان حقا يحب " العذراء " فقال : - إن كان أبي يبكي لما كان يقرأ قصتها في القرآن ،سألته لماذا ؟ فقال يا ولدي ، إن الذين افتروا علينا كذبا وأخرجونا من ديارنا هم على ذات النهج مع أولئك الذين افتروا عليها كذبا واخرجوها من ديارها شريدة حين لاذت بمغارة نائية لم تجد ما تقتات به سوى "رطبا جنيا " ، لماذا تسالين ؟ " أخرجت من " جيوبها " أيقونة تمثل السيدة العذراء ، قبلتها ، وتمتمت بكلمات رجاء .. أخذها ، قبلها وما زال يحتفظ بها كأغلى تذكار كلما نظر فيه يرى صورتها على الوجه الثاني من الأيقونة مصلوبة في ديار الغربة التي أخذتها وطوتها السنين . |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
قالت في إحدى رسائلها المتأخرة ستة أشهر : " تعلمت الصبر يا وليد ! كنت اجلس في بيت عمي المحاط بالأشجار هنا في سدني ، أنظر إليها فتذكرت كلامك عن ذلك العجوز البلغاري . تأملت تلك الأشجار ، راقبت أغصانها المتداخلة ، نظرت إلى أوراقها المتساقطة ولاحظت شيئا لم اكن اعرفه من قبل ، أنها لا تتساقط في وقت واحد ! لا تتساقط الأوراق إلا حينما تستشعر بتكوين براعم صغيرة جديدة تحلّ مكانها فتترك لها فرصة للحياة . فهمت أيضا معنى التعاضد ، التسامح والتضحية .. شاهدت بأم عيني عناق الأغصان للأغصان فرحة بأوراقها وهي تتكاثر ، راقبت جذوعها كيف تعلو وتكبر ، لكني سأضيف شيئا إلى ما قاله ذلك العجوز البلغاري ؛ نحن البشر نختلف قليلا عنها ، فهي لا تنتقل مثلنا . لا ترتحل بعيدا عن تربتها وجذورها ، تموت ! نحن نعاني عندما نبتعد عن تربتنا وجذورنا ولكننا لا نموت . نحن البشر قد تطور عقلنا كثيرا ، أقلمته الأوجاع ، والأشياء ، درجنا على استخدامها ، ممارستها . صار يختزن الماضي حين يُسقط النسيان ورقة ، لا تسقط قبل أن تترك مخزونها لبرعم ينمو إلى جانب برعم آخر ،فتصبح مجموع الأوراق تحمل مجموع أخبار الماضي : كل خفايانا ، أسرارنا ، أوجاعنا ، أفراحنا ، عشقنا ، وحبنا ، كرهنا معاناتنا ، تحمل كل تفاصيل حياتنا . دوّنها العقل على مراحل وقال " هذه ذكرياتكم " !! سموها الذكريات . بفضلها، نحن ما عليه الآن . هي طفولتنا ،هي الأم والأخ والأصدقاء هي ملعب المدرسة ، الوطن ، الحبيب .. كل شيء .. كل شيء . فالذكريات هي كل حياتنا .. ولكن .. ألم يصادفك بعض الأشخاص حين تراهم لأول مرة تقول كأنك تعرفهم منذ زمن بعيد ؟! تجول في رأسك تساؤلات ، تدور بمعظمها عن بعض التصرفات الغامضة التي نستشعر بها نحن البشر في مثل تلك الأحاسيس، فهل يجوز لنا التقرير في غياب اليقين إن كنا نعرفهم بالفعل أو لا ؟! نحن البشر قد تطور عقلنا وصار يختزن الماضي حين يُسقط النسيان ورقة ، تترك مخزونها لبرعم ينمو ويحمل الذكريات كما تُحْمَل موروثاتنا في جينات خلايا أجنّتنا عند التكوين في أرحام الأمهات ثم يرضعنها للأطفال حليبا من أثدائهن ثم يصير الميراث سلوكا وتربية في كل الأزمنة ، وفي كل الأمكنة ؛ فحين نرتحل ، ترتحل معنا ، ترافقنا حتى الممات !! قد تتكون أهم الذكريات وأجملها في حياتنا في مكان واحد ، في زمن قصير جدا ، فيكتب فيها العقل ملايين الكلمات على آلاف الأوراق .. وقد يمضي زمن العمر كله فلا يُسجل العقل سوى بعضصفحات تافهة ,تبقى بمعظمها بيضاء ، لا تترك إلا بعض الذكريات الباهتة فلا تُذكر أو تكاد ؛ فهل يتوقف ذلك على وعي البشر ، مفاهيمهم ، ثقافتهم وعلى مدى تعلق الانسان بالإنسان ؟!! " كان وليد حاضر الذهن وهو يقرا تلك الرسالة .. ولكنه شهق حينما وصل إلى قراءة الأسطر الأخير حين قالت : أنت يا حبيبي ، في زمن قصير قد جعلت عقلي يملئ دفتر ذكرياتي كله أنا أعانقك الآن ، طيفك لا يفارقني لحظة وهو معي في كل الأمكنة ، فلا تخف عليّ .. ولكن .. هل ستحتفظ مثلي بأوراق ذكرياتنا حتى نهاية العمر ؟ ! ربما .. ربما يأتي يوم ما ونلتقى فيه على قارعة رصيف تساقطت عليه أوراق الشجر ربما ، نتعانق جديد .. وربما نمر أمام كتاب نتجاهل كل ما فيه إن كانت الذكرى عابرة فمن يدري ! إن كانت الأشجار لا تحيا إلا بالعناق ففي غيابها ، لا نحيا بلا ذكريات . انتهت |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
وكأن الرواية توشك أن تنتهي...مجرد إحساس رهيب..وليتها لا تنتهي..ليتك تستمرّ لأجزاء أخرى!!! قلتُ لأختك الصغرى (شهد) سأرحل إلى الشاطئ الآخر حيث رأفت ..وحتى لا يفوتني جزء قد عرضه!! وفعلا وجدتُ ما رجوت...استمر إذن...
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
فكلما قرأت سطرا قلت هذا أنا وأنا هنا فبين السطر وجدت قصة وبين كل كلمة وأخرى معنى وبين الحرف وحركته ألف معنى لا أريد فلسفة الأمر ولكنه شعور غريب ...إمتزج بدهشة أنا لا أعرف مافي هذه الصفحات أهي رواية أو مذكرات ... لأنني ببساطة لم أقرأ ولكن فضولي اليوم دعاني لأحاول القراءة فوجدتني أتهجأ حين يستهويني الحرف أجدني أتعلم القراءة من بدايتها وأشدد على الحرف وأعيد الكلمة مرة ومرات أكملت هذا النص وأنا أشعر بانتصار كبير على نفسي ... فوجدتنى أكتب لك تحية مودة و تقدير أخي رأفت |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
أيها الأخ والصديق والحبيب ليتها لا تبلى عيناك.. الحق الحق أقول لك لولا وجودك هنا لبهتت السطور وجف الحبر والرمق .. أسعدني كلامك جدا ، تعودت على رفقتك فكيف سأشفى منك .. أشكرك بعدد اوراق الشجر وتحية بطول الطريق إلى سدني على قولة شاعرنا " السايح " حين يرسلها بطول النيل وأعتقد بأني سأتعبك بواحدة جديدة ولكني صدقا احتاج إلى بعض النقد مهما كان ولكن حتى ترتاح من السباحة التي تتقن ممارستها حتى بعد منصف الليل أمدك ربي بالصحة والقوة والعافية تحيتي محبتي واحترامي :nic93: |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
أيها الأخت العزيزة أستاذتي فتحية صباحك الخير والورد والسعادة تلك الكلمات سيدتي استكمال لرسالة من عاشقة قهرتها الهجرة من الوطن .. علمتها الغربة فلسفة حياة حين تأملت قليلا في عمرها المتسرب كما يتسرب الرمل من قبضتها لكن قلبها عامر بالإنسانية الإخلاص والوفاء والمحبة في زمن يعتقد الكثيرون بأن تلك الصفات افتقدت ! سيدتي الفاضلة سُعدت جدا جدا بكلماتك .. لا أدعوك إلى قراءة الرواية / إن صحت تسميتها كذا / مع أن فيها أشياء جميلة – على ذمة الصالح الحبيب – :) ولا أعتقد بأنه كان يجبر بخاطري فقط جبر الله بخاطرك آمين شكرا لك من أعماق قلبي تقبلي مني عميق الاحترام ورجاء المودة |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
فحين وقفت على نصك لم يكن من عدم وحين أصابتني الدهشة فمؤكد أن أحرفي رسمتها وبدقة وحين تهجأت حركات الحرف فهذا لا يعني جهلا بالقراءة بقدرما هو قيمة لمعاني الكلمات النص فرض نفسه وكان علي فقط أن أخطو أول خطوة حتى أتذوق قيمته ستخبرك الأيام بما أنت جاهل وستعرف ذات قدر أنا الحرف الذي أجدني في خباياه أكتب له منه عنه لا فرق ... ولكنني أكتب صباحك وصباح الأستاذ محمد الصالح رحمة ونور |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
عفوا سيدتي وهل يُخفى الحرف الذي سحرني بجماله واناقته ، عندما قلت " لا أدعوك " كانت من باب التحريض على الفعل / قراءتك التي بالفعل أدهشتني / اعتذر والله إن شعرت بضيق من ردي وقد كنت مغتبطا حين كتبته سعيدا بوجود قلم مثل قلمك اتعلم من مفردات احرفه الكثير .. صباحك الخير والسعادة |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
رباه أين المفر هههههه لا والله ماعنيت ماوصلك أبدا قرأت ردك بمحبة وعلقت دون مافهم قاصر بالعكس أكدت على قيمة النص ليس أكثر تحية تقدير لقلبك الكبير |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
أيعقل أنّ المكان الذي ألفناه فجأة يغادرنا انتهت روايتك لكن لم يختفي همسك و طيفك الّذي سكن الصفحات أستاذ رأفت .. قسم الرواية ضمنا بكلّ حب و علّمنا كيف نحب الكتابة .. و كيف نصنع لانفسنا جسورا نعبرها .. و في كلّ خطوة مئات الحروف .. حتّى نصل منتى الرّوعة .. لذلك كنت رائعا هنا .. و كان حضور مزدوج يحمل من الرّوعة و السّحر ما يفوق كلّ التوقعات .. أنت و الأب الصالح محمد الصالح .. كنتما رائعين .. انتهت .. و قد شرحت لنا من العلاقات الإنسانية ما يصرفنا عن كلّ التفاهات الّتي تغلب للأسف الشديد على علاقاتنا اليوم .. علاقة إنسانية و وصف شديد الدّقة لحرب دمّرت الإنسانية ببشاعتها و قسوتها .. أستاذي .. سعدت جدا لأنّي تعرّفت على حضرتك و على إنسانيتك و أنّ الرواية جمعت بين أرواح عربية كلّ همها .. خدمة العروبة .. سننتظر قطارك الجديد القادم من ناحية الشرق .. أين مقر الجراح .. ليؤنسنا مرّة اخرى .. وحتّى لا تفوتك رقة العصا السحرية .. كلّ تقديري و احترامي لك أستاذ رأفت .. و مزيدا من الكتابة .. و الحضور الجميل .. |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
سيدتي الغالية الأديبة حياة شهد جعل ربي حياتك ومستقبلك أحلى من الشهد نفسه اما المكان سيدتي فلن أغادره بعد أن ألفت نوعا من البشر هنا هم على ذات الصورة التي أرادها الله لهم أن يكونوا على هيئتها شكلا ومضمونا نعم إني أحب الكتابة ، ولكن الأهم أن الآخرين يحبون ما أكتب وهذه النعمة اكتسبتها هنا بين حنايا الضفتين ، بين حلمين تلاقيا ليس بفعل عمل مركب ولا مهيأ بل بفعل الصدفة التي جمعتنا ومن غير أن نراهم طُرح علينا التساؤل : هل نعرف بعضنا منذ زمن بعيد ؟! هذا ما كنت أقصده سيدتي حين جال السؤال في رأسي عن بعض التصرفات الغامضة التي نستشعر بها نحن البشر .. وحين تساءلت مرة ثانية والحيرة ماثلة أمامي تُعجزني عن التقرير إن كنا نعرف بعضنا بالفعل في أماكن أخرى الحيوات أو من عالم في تواريخ أخرى موغلة بالقدم ؟!! ليس صدفة سيدتي حين تحدث أخي وأستاذي الصالح عن الشاطئين لبحر واحد خُيل إليّ بأن مركباتي الجينية هي خليط ما بين رمح الفاتحين حين عبروا شواطئ الشام نحو رأس المحيط وبين درع المرابطين الذين ارتدو شرقا حيت هُددت الثغور على نفس الشواطئ فدافعوا عنها هي نفس الدماء ضد موجات الغزاة المدججين .. !! هذا الذي أؤمن به في أعماقي سيدتي وليس ذلك الذي قاله شخص ذات غباء اني ما بين الكنعانية وسكان البحر الإيجي ليسلخني عن ذلك الشاطئ الممتد على طول الأطلس .. هي عروبتنا الإنسانية الزاخرة بالتنوع إن أحببناها انصهرنا وإن أنكرناها تفتتنا دون تدخل استعماري حتى .. ! ما بين الشواطئ والعصا ، وبالرغم من قصر الزمن ، الا أن ذاكرتنا سيدتي قد ملئت عشرات الصفحات الجميلة في حين قد مرّ على وجودي حوالي الأربع سنوات هنا أبحث في ساعات عن سطر واحد فيه ذكرى مع أشخاص فلا أجد .. مع أني لا أنكر أن لي هنا اعزاء على نفس القدر من المحبة كتبنا واياهم أيضا عشرات الصفحات . شاركونا وشاركناهم الأمل والألم . لن نهجر المكان سيدتي بل كما قال أستاذنا الحافظ حفظه الله قد نفعّله ونستمر في استمرار حيويته .. وبعدين مين راح يتركك وعصا الصالح في ظهري هههه أشكرك من القلب وتقبلي مني التحية والتقدير والاحترام :nic92: |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
[gdwl]وكما سبق وأن ذكرتُ..سأوافيك بقراءتي الخاصة لروايتك أيها الحبيب مشفوعة بالنقد ...هكذا لتستريح العصا السحرية من صلابتك الفولاذية ههههه امهلني أسبوعا يا رأفت...فنحن في فترة الامتحانات الأخيرة والعصا ستواصل فعلتها في الطلاب إلى غاية 20 ماي !!!! ستكون القراءة بإذن الله دعما لك لإبداع آخر في الطريق..أعدك بذلك...مودتي التي لا تنتهي...[/gdwl]
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
أستاذي الحبيب أخي الغالي .. لا أريد إتعابك يكفيك ما أنت فيه خصوصا ان أبناءنا من هذا الجيل الجميل لا يخاف من العصا ولا يحترمها لأنه لا يعرف أفضالها هههه أما لو جاء إلى الصف صباحا ونمرة قدماه 40 وعاد في المساء وهي 55 محمولا ولا يمشي عليهما فسيعرف أن الله حق ههههههه وسيتمنى عندما يكبر أن تبقى تلاحقه كما أحب أن تلاحقني .. أما وانك وعدت فإني أرى ألف ألف نجمة تتراقص حولي وكأني حققت حلما كنت أحلمه .. شكرا لك ألف شكر وربي يعطيك الصحة والعافية وقل لطلابك أن يفرحوا فهم بين يدي مربي وأديب وإنسان يهتم وصاحب رسالة . تحيتي احترامي مودتي التي لا تبور بإذن الله |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
[frame="1 98"]من (هل تأتي لتأخذني أم امرّ أنا وننزل بسيارتي ؟!) إلى (إن كانت الأشجار لا تحيا إلا بالعناق ففي غيابها ، لا نحيا بلا ذكريات .) قرأتها وأعدتُ قراءتها..سجّلتُ بعض الملاحظات ..ثم أخذتُ في قراءة جزء كل ليلة..أضع الملاحظات..لقد أكملتُ أهم جزء من القراءة..سأنتقل إلى النقد..ووضع جزء خاص بما يجب تصويبة (قراءة لغوية) ثم سأضع أخيرا (صفوة القول) في قلم اسمه رأفت العزي!!! أمهلني حتى أنتهي من تصحيح أوراق الطلاب (175) !! مودتي أخي رأفت..مازلتُ عند وعدي رغم السنين وظروف مهنة الأتعاب وتنقية الألباب ونفض التراب...
[/frame] |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
أستاذي الغالي الأديب الشاعر المربي محمد أسعد ربي أوقاتك بالخير والمحبة لا أخفي سعادتي ولا أقول لست ممنون إنما على العكس فأنا جدا ممنون وجدا سعيد بل وفي غاية السعادة أن يرى أستاذ بقدرك شيء يُقدّر لتشغل نفسك وعقلك وتضيع وقتا من وقتك الثمين قد تستثمره بما وهبك ربي من إبداع ولن اقول إن ذلك لا يعني لي شيئا بل إني انتظر هذا الرأي منذ زمن لأني بالفعل أعيش بين اتجاهين .. اتجاه لا يعنيني فيه نقد ولا تقويم ألا وهو الكتابة في المقال السياسي الذي يعني الموقف والرأي والقدرة على التحليل فأنا أعرف نفسي وحدّي الذي اتوقف عنده .. أما الذي يعنيني فعلا هو الكتابة في المجال - الأدبي - إن صح تعبيري ، وحقيقة هنا أكون صريحا معك أشك بنفسي وبمدى جودة وقيمة وصحة ما أكتب واعتبر نفسي طارئا على الأدب فأنا إنسان بسيط .. تحصيلي العلمي لم يتعدى الصف الرابع ابتدائي / يعني أصغر حفيد عندي قد وصل أعلى من صفي / هههههههه .. لا أعرف معنى فقه اللغة وأحيانا أخطئ ب ( عن - على - من - إلى ) ولهذا قلت أريد أن اعرف أين أقف في هذا المجال .. وليس لرجل مثلي قدرة على إهدار الوقت ، الوقت بالنسبة لرجل في السبعين يساوي عمره فليضيعه إذن بشيء مفيد .. يُخيل إليّ أحيانا أن المحبة تطغى على الحقيقة حين يقول لي ( على سبيل المثال ) الأخ الغالي حسن سمعون يا بارع يا مبدع بسبب الكيمياء المتجانسة بيني وبينه .. وهكذا !! أرأيت كم هو مهم وعدك الذي انتظر فيه صدقك وإن وجدت فيه نقدا سوف أبكي طول اليوم هههههههههه لا يا سيدي فمن هم في مثل عمري تكفيهم كلمة صادقة تحمل بطياتها المحبة ليشعر قلبهم ويشتعل بفرح عظيم . ربي يعطيك العافية والصحة والقدرة والصبر فمثلك سيدي الدعوة لهم كالعطاء الذي يفرح صاحبه ودمت أيها الصديق الحبيب تحيتي احترامي ومحبتي الخالصة لوجه الله |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
استاذي الحبيب وابي الغالي ..
عندما اخبرتني انك كتبت شيئا عن الحب .. وكان حوارا استمتعت به ذاك النهار الكندي .. فتصورت حينها انك كتبت خاطرة او قصة قصيرة - كما قرأت لك سابقا- .. ولكن عندما بحثت عن العنوان الذي اخبرتني به وجدته في قسم الرواية !! فتهلل روحي لاني ساقرأ لك بمنظور اخر .. اعترف اني استمتعت بكل كلمة كتبتها .. بكل مشهد .. بكل الحكم والفلسفات التي صببتها هنا .. رأيت الابطال شاخصين امامي .. وشممت رائحة الاماكن .. كنت معهم في معرض الكتاب .. الى اللحظة التي قرأ فيها رسالتها .. مرورا بالمطار وبناءه قديما وحديثا .. تلك الدولة الاروبية بمقاهيها ومطاعمها وشواطئها .. بيروت الشرقية والغربية وما يفصلهما من رائحة البارود والموت والجثث .. والحمدلله اني قرأتها متأخرة .. فلم اكن لانتظر مثل معلمنا واستاذنا الرائع محمد الصالح الجزائري :) ورغم انك قلت لي انك كتبت للحب .. الا انني كنت متأكدة انك ستقحم السياسة فيها .. لاني اعلم ان السياسة لا تنفك عن روح قلمك .. وانت الماهر فيها واستاذها بجدارة :) استاذي ومعلمي وابي الروحي .. لا اطيل عليك ... ولكني ارجوك ان تتحفنا برائعة اخرى قريبا .. ادامك الله لنا ... ومتعك بالصحة والعافية :) |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
|
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
كلنا أدمنا دفء المكان ذات صدفة
نسأل الله أن يكون صاحبه بألف خير/ تحياتي |
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ! ))
اقتباس:
استاذي الفاضل وأخي الحبيب كنت أشعروأنا في هذا المكان أني مخلوق آخر قد صثنع من على شكل لعبة أطفال جميلة ملونة بالوان زاهية :nic82: تحب أن تعبث فيها يدهم يدللونها تبتسم يقبلونها تبتسم يلقون بها بعيدا تظل تبتسم لأنها تعرف أن اياديهم ستعود إلى لمسها واللعب معها في حكاية لا تنتهي ، كان لي أكثر من مؤانسة وأكثر من مكان دافئ كان حلما جميلا وجدت في صفحاته أجمل الرجال وأخلصهم وجدت الذين ينتصرون على انفسهم يتفوقون عليها بالكلمة الجهد الذي يترك السعادة تغمر الآخرين الذين لم يعرفوهم سوى بالكلمة و وجدت هنا نساء يمتلئن أنوثة وجمال ، تشعر بقوة إرادتهن وصلابتهن وفي ألسنتهن أجمل الكلام فلماذا رددتني إلى هذا الحلم الجميل ..؟ هل لأن صنعتك هي الجمال ! يا سيدي لم أشك في صدقك وكنت أعرف أن غيابي قد طال وثقل ولكني تذكرت يوما من الأيام الخوالي في إحدى مراحل الصراع الدامي كانت تمر ليال طوال يسود فيها الهدوء في هدنة غير معلنة ونحن على مرتفع واحد من الجبال الشاهقة في ليلة من ليالي منتصف صيف تلك السنة ، كنا نفترش الأرض ونلتحف السماء الناظر إليها لا يسعه إلا أن يسبح الله الذي خلق السموات وزينها بالكواكب والنجوم وكان القمر بدرا فخطر لي كتابة رسالة ! " أتكتبها على ضوء القمر !؟" سألني رفيق سلاح بأن انتظر حتى الصباح فقلت لا ؛ فإني سمعت مناجاتها للقمر تسأله فسقطت عليّ سحابات من دموعها فاستنفرت مشاعري وسأكتبها الآن رسالة حب ، بالرغم من أجواء الحرب ! فبالنسبة لي ، القتال على جبهتها لا تقطعها هدنة وهي أمرّ وأصعب ! صدقني ايها الغالي .. بالرغم من تقدمي بالسن ما زلت اعتبر الجلوس خلف متراس أهون من اللهاث خلف كلمة حب لو وصلت من إلى آخر إلى آخر تنتهي الحرب .. ! إليك مني أرق التحايا وأجمل الأمنيات وشكرا لك على كل شيء وفي أي حال |
الساعة الآن 43 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية