![]() |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]الفجر يتثاءب وأنا أحط الرحال على مرفإ صغير من تلك المرافئ التي تهفو إليها النفوس التائهة ، اللاهثة مثلي وراء لحظات هدوء وسكينة .. يتوقف أخيرا مجذفي الذي عوض أشرعتي المتمزقة بفعل العواصف ..
رغم هذا الوقت الباكر فإن المرفأ يعج بأناس لا ادري سر تواجدهم هناك .. والأغرب أنهم يشيرون إلي أن واصل سيرك إلى هناك حيث انتصب الجبل شامخا .. من أدراهم أني أبحث عنك ؟ .. أتكون أضغاث أحلام هذه التي جعلتني أقرب إلى الجنون ؟ لا .. فخطواتي تقودني دون وعي مني نحو منعرج يلفه الضباب .. تتعالى ترنيمة شجية وتملأ خياشيمي رائعة عطر أعرف أنه لك .. إذ لا يمكن لأية أنثى مما بلغت من الحسن أن يكون لها هذا العطر المميز الذي تتضوع منه كل الأمكنة . الغريب أن كل شيء يوحي بأنك هناك حيث الضباب الكثيف .. صورتك جلية في كل مرج وعلى كل الربى .. وعبيرك يفوح من كل الورود والأزهار .. ومن خرير مياه النهر وحفيف الأوراق أستشف نبرة صوتك التي صارت أليفة لدي .. هنا أدركت أن متعة البحث عنك أكبر من فرحة اللقاء بك .. [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
.. غريبٌ هذا الإلحاح في البحث عن نفسي فيك، والبحث عن نفسك فيني.. نمضي العمر ولانلتقي، وكلانا سكن الآخر..
تشدُنا رائحة الغابات التي تسكن عطرنا.. ونتوه بين الأوراق المُسافرة وشوشات العصافير، نهايات الفصول الفوضوية، وزيزفون الجبال في القمم..تخترقُ رائحته السماء الضبابية.. في أريجها وهمٌ بأننا سوف نلتقي ولن نلتق. فخفف من تجذيفك نحو الأعالي.. اهبط لِأرض الواقع.. دع السكون في الجبال يُلبسني رداءه، أُنثى في طور التكوين. وشاحها صمتٌ تتناقله الرياحُ.. ومُتعتها حكايةٌ في البحث عنك، دونما ضجيج.. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]ماذا لو أطلقت العنان لهذياني والليل يسري في هدوء ؟ ماذا لو لم أكبح جماح كلماتي المندفعة كالسيل وتركتها حرة طليقة ؟
ماذا لو فتحت الباب لأحلامي على مصراعيه وسرحت بخيالي إلى ابعد مدى ؟ ستلح كلماتي في البحث عن نفسي فيك وستجعل وهم لقائنا يتوهج حلما واقعا .. ولسوف تتصاعد وتيرة التجذيف نحوك . أما خيالي فسوف يتقمص سكون هذا الجبل ليلبسك رداءه وتكوني أنثى أزلية في طور التكوين .. وسيشكلك من جديد لتكوني تارة زنبقة تتوسط المروج وتارة نورسة تجوب الآفاق باحثة عن نورسها التائه مثلها .. وحين ينتهي هذياني ويخبو لهيب حلمي ويتوقف اندفاع كلماتي ، أعود فأتأمل واقعي فأجد نفسي في دوامة لا تنتهي .. ومع ذلك .. لن أستسلم ..[/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
مع مطلع كل بداية جديدة ، مع مطلع إشراقة حروفكما .. أسترق النظر إلى ألوان حكايتكما...التي تزهو رونقا وبهاء .. وجمالا .. تابعا حتى نستمتع بإيقاع همس .. بينكِ وبينه ،بينك َ وبينها ،يحملنا على جناح مخيال خصيب ، إلى محطات عزفكما الممتعة .. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
اقتباس:
العزيزة رجاء .. مجرد حضورك هنا يجعل الكلمات تنتشي والحرف يطرب . كوني دوما بالجوار لأسعد ببصمتك مع خالص مودتي وجميل ورودي |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
ليس هذياناً أن أستوطن الجبال، تابع رحلة بحثِك عني، ألهمني فنون الشعر
وألوان النثر.. أمهل قصيدتي الإنتهاء.. وحروفي الإنصياع في البُعدِ ياصديقي تتفجر ينابيع الإبداع مِن شوقٍ، وهيام، مِن تمردٍ وعصيان.. نستودِعُها عيون الأرض،، حين تنشقُ مُعلنةً فيضانها فانهل.. واحكي لها حِكاياتك تهدأ ثورةُ الهذيان لديك |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify] الجبال استوطنتي قبل أن تستوطنك .. وشكلك لاوعيي منذ الأزل سنديانة من سندياناته ..
كنت ولا تزالين أنثى في طور التكوين في خيالي الذي لا يفتأ يوحي لي بما يلهمك الشعر والنثر .. فصار ديدني أن تكوني في مدرسة عشقي التي بنيتها لبنة لبنة بمزيج من الأمل والألم .. سأمهل طبعا قصيدتك الانتهاء كي أرتشف من نبعها قطرة قطرة . أعجب اني كنت في ما مضى ، كلما ارسلت شراعي في رحلة البحث عن وهم ما أو حلم ما تتيه بوصلتي فأجد نفسي مستسلما لمتاهة لا نهاية لها .. بوصلتي الآن عرفت اتجاهها .. جذب عقاربها عبيرك الشرقي الساحر .. وهبت ريح رخاء تدفع بشراعي نحوك .. فكان لا بد من أن تتأجج قصائدي وخواطري وتتفجر ينابيعي متحدية بعد المسافات لتعلن عبر الأمواج الصاخبة عن ميلاد عشق لا زال في طور التكوين أيضا .. رضيعا يحبو .. ثم فطيما يدب الهوينى .. قبل أن يشب وينمو وينمو معه عنفوانه .. لكنه يبقى دائما محتفظا بنزقه الطفولي ومشاكساته الصبيانية .[/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
منتهى الروعة والأدب والإبداع ، استمتعت هذا الصباح بثنائية غاية في الإحساس والرقة المتدفقتين من أذيبين غنيين عن التعريف .
صباح سعيد لك أستاذ رشيد والأستاذة عروبة وشكرا على الإمتاع ، تحياتي |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
اقتباس:
ما اجمل انهمار حرفك هنا العزيزة فتيحة .. سعيد بتجاوبك وبإعجابك بهذه الثنائية وارجو أن يدوم استمتاعك مودتي |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]حين يسدل الليل ستاره ويغلف المدينة بعتمته التي سرعان ما تتلاشى أمام انوارها المتلألئة . أحث الخطى حيث أنت متخيلا أناقتك كما لو كنت كونتيسة خارجة من قصر فرساي . ينتظرك الحوذي ذو الأصول النورماندية ليحملك بعربته وخيوله المطهمة إلى غابة "البولوني" ومنها الى حديقة "اللوكسمبورغ" حيث أنتظرك وفي يدي باقة "الأوركيدي" وقد أنعشها الندى المنساب على أوراقها ..
تترجلين وفي يدك مروحة تزيد من أناقتك .. وتتلفتين يمينا وشمالا فأشير إليك وأنهض مسرع الخطوات وكأنني أهم بعناقك .. لكني أكتفي بانحناءة وأقبل يدك فتتأبطين ذراعي وننطلق .. أبوح لك بأشياء وتهمسين لي بأشياء لا يفقهها أحد .. تنتظرين مني بوحا خاصا يليق بليل باريس ، ونجد أنفسنا وقد خرجنا إلى فضائها المتلألئ الفسيح .. يرمقنا "برج إيفل" في فضول ويفسح لنا "الشانزيليزي" أرجاءه معرضا عن المارة المتكدسين على أرصفته .. وحين نقف على ضفة "السين" عند "جسر ميرابو" أهمس لك بالقصيدة ذاتها .. فتتوهجين وأحس بنبضك يعلو مرددا صدى نبضي ، ونوغل اكثر في ليل باريس . نودع نهر السين وعلى شفتيه سؤال : ما هو الحب ؟ ? C’est quoi l’amour هنا أعود بك إلى حيث تنتظرك مركبتك ليحملك الحوذي إلى "فرسايّ" وتوصد أبوابه معلنة عن أجمل ليلة عاشتها الكونتيسة الباريسية . وأجدني أنصرف وعيناي لا تفارقان ستائر نوافذ القصر وهي تتحرك وجدا وأهمس : ! Comme je t’aime [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
Tu m'as manqué
بَهذه العبارة كان يلقاني، وكم كانت الكلماتُ تتلعثم فوق شِفاهي كثيراً ما أنبتُ خاطري، ورجوته سِراً بأن لا يبُثني أي كلمة خارج نطاقي اللغوي الذي استنفذ الكلمات في متاهات خجلي، فترك تورداً ربيعياً فوق وجنتي، وترك حيرةً، وترك ألماً.. Bonjour ma comtesse ويضطربُ قلبي، فيتلون نهاري بأبجديته، وتتلون مُفرداته في استقبالي عِند طرف السين قبل رحيل الشمس في أيلول، أعود للقصص الباريسية التي كانت تستهويني صورها كما طفلةٍ أُتابعها بعيني، وعبثاً أفك طلاسم حروفها، لِأعود من جديد لمتابعة الصور فأصيغُ من أبجديتي حكاياتٍ، هاهم أبطالها توزعوا عند ضفاف النهر وهاهي الجيادُ التي حلمتُ بها، والفرسانُ ثلاثةٌ رابعهم بقي مجهولاً وبقيت الكونتيسة بانتظاره حزينة هكذا كانت إحدى حكايات الصورالتي لم أُتقن فن لغتها بِحرفيةٍ فلا أملك سوى: Toı Aussı Toı Aussı |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]يأبى الشعر إلا أن يرافق رحلتنا عبر نهر السين ونحن نمر تحت جسوره .. وتنهال القصائد وأنت تصرين على مغادرة المدينة المتلألئة متخلية عن لقبك وكل امتيازاتك في قصر فرساي ملبية نداء الرومانسية المتغلغل في وجدانك وهو يدعوك للانطلاق نحو الجنوب "لابروفانس" حيث عبير المتوسط ونكهة السنديان وأزيز الصرار في أيام الصيف القائظ .
تغفين مع نغمات الأكورديون وهي تشدو مع جاك بريل : حين لا يكون عندنا إلا الحب حبي ، أنت وأنا كي تنفجر فرحا كل ساعة و كل يوم حين لا يكون لنا سوى الحب كي نعيش وعودنا Quand on n'a que l'amour Mon amour toi et moi Pour qu'éclatent de joie Chaque heure et chaque jour Quand on n'a que l'amour Pour vivre nos promesses وأنا كالحالم المجنون .. أحس وكأنني أسابق الزمن كي أهديك أجمل الأحلام وأبثك هذياني ليسكنك دائما وأبدا، ويحتلك كما احتلني هذا الشعور الذي تأبين أن تسمعي بوحي به . وحين نصل إلى ضفة "الكارون" الهادئ المشبع برائحة المتوسط الجميل نستقل مركبا يجول بنا عبر قناة "ميدي" وأحكي لك عن قصة "ريمي" الذي بدأ بدون عائلة والتقى بأمه هناك ثم يفترق عنها دون أن يعرفها .. لقاء عاطفي مثير ندم المايستور "فيتاليس" بعد ذلك على عدم ترك الصبي مع تلك الانجليزية الثرية رغم إلحاحها ليرافق ابنها العليل "آرثر" .. حكاياتي لا تنتهي .. وربما تقمصت دور شهرزاد كي أحتفظ بك وأنا أرى في عينيك وهج الإبحار كلما اقتربنا من الساحل .. لن أودعك .. فوداعك بمثابة حكم بالإعدام على كل شيء في .. قصائدي وخواطري وآمالي وهذا الشعور الجميل الذي لن أسميه نزولا عند رغبتك .. وأنتهي إلى حيث انتهت ترنيمة جاك بريل : Alors sans savoir rien Que la force d’aimer Nous aurons dans nos mains Amis , le monde entier ودون أن ندري شيئا سوى قوة أن نحب سننال في أيدينا يا أصدقائي ، العالم كله [/align] https://www.youtube.com/watch?v=Vl3k5cwQ94Y |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]على ضفاف المتوسط البهي وزرقته تعانق زرقة السماء المشبعة نوارس ، جلست أتأملك قبل رحيلك . قررت أن أرسمك وأشكلك من جديد .. اخترت ألواني بعناية فجاء الأصفر من اشعة شمس الأصيل الآيلة للأفول .. وأخذت الأخضر من مروجي على سفح الجبال الشامخة هناك في الضفة الأخرى .. واقتبست الأسود من عتمة الليل الذي شهد سمرنا وشرب نخب محبتنا ..
أعطتنا السماء بسخاء لونها الأزرق فهاج البحر وماج تجاوبا وعشقا . وصبغت وجنتيك بمداد الشفق الحالم هناك في الأفق .. أنظر إلى صورتك فتأخذني نشوة بما أضفته أناملي عليها من سحر .. وأتأمل تقاسيم وجهك البهي فأحس كأن شفتيك تنطقان .. وأسرع في لملمة فرشاتي وألواني ، ثم أخفي صورتك عن العيون حتى لا يسترق النظر إليها أحد .. أريد ان أكون أنانيا حين أملكها .. هي في حضني أجوب بها الأقطار والمصار .. وأعبر بها البحور والقفار .. ربما أكون مازوشيا وأنا اتلذذ بعذاب الشوق إليك حين أتأملك .. أو نرجسيا حين أعشق نفسي فيك .. كوني حيث شئت .. وغيبي أنى شئت .. فأنت الحاضرة الغائبة .. وأنت هنا وهناك .. يحوم طيفك حولي كلما اشتاق لتقمص صورتك المخفية في حضني المتغلغلة في أعماقي .[/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
لِما هذا الحنين، وكلانا أضناه سهر الحوارات الصامتة، في عينينا رقدت أحلى حكايات السنين، تعبنا حتى اعتنقنا الصمت، وانغلق كلٌ منه على عالمه ..
أصبحنا جزئين لا ينفصلا، نبتعد، نشتاق، تئن ذكرياتنا، فنعود حيث الصفحة الأولى، وتعود لأيامنا حرارة اللقاءات المُستلقية نبضاً هُناك عِند شواطئ المتوسط.. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]الحنين يا عزيزتي من تداعيات هذه السنين التي مرت يحفها الصمت وكأنها سنوات عجاف .. يقولون إن للبحر لغة لا يفهمها إلا من يحس به ويبوح له بأسراره .. وها هو البحر في سكونه الذي يذكرني أيضا بثورانه وتجاوب نفسي المتأججة مشاعرها على إيقاع صخبه ، يسمح لي بلحظات تأمل أنسى فيها تعبي وحزني الدفين ..
حتى ذاك النورس المتهادي دوما في الأفق يمنحني أنسا ويبعث من حولي ألفة فيجعل حنيني إليك مشبعا بألأمل وأعود لأترنم مع البحر : ِComme une mouette sur la mer S'envole , glisse et puis se perd A l'horizon encore fragile D'un quelconque avant hier كنورس فوق البحر يطير ، ينزلق ثم يتلاشى في أفق أول أمس هش Comme une lettre griffonnée Par l'adolescence oubliée Tu es revenue pour me dire Qu'il faisait beau ailleurs كرسالة مخربشة من مراهقة منسية لقد عدت لتقولي لي إن الجو صحو بعيد من هنا وأشعر فعلا أني أتحول نورسا فعلا لأطوي المسافات نحوك وأحمل جزئي ليشكل مع جزئك وحدة متكاملة متناغمة في كل شيء .. لنكون معا تلك الحلقة المفقودة التي تفرز ذاك التكامل المنشود عبر كل تلك السنين العجاف . هنا عند انكسار الموج على شاطئ المتوسط المقفر إلا من ذكرياتنا التي حكتها من نسيج أحلامي وخيالي ، سيكون موعدنا لنقبر كل الآهات وكل الأنين .. أعدك أن يعود نبض لقاءتنا أكثر حرارة وحميمية وأن يكون بوحي متدفقا لا حدود له ولسوف تتدافع كلماتي كالسيل الجارف ويتأجج حرفي كالبركان الثائرة حممه . سأنتظرك ولو صار انتظاري سرمديا .. فأنا أعلم علم اليقين أن نبضي ونبضك قد انصهرا فصارا واحدا .. فكوني في الموعد .[/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
يقولون القهوة هي صديقة أدب الرسائل وأنا اقول إنها صديقتي أرتشفها لأبحث عن متعة التفكير وإنجاب أحلى الكلمات وأنا أرى مدى الجمال حين تتماهى الكلمات في عزف صادق ونقي
جميل همس حروفكما أستازة عروبة وأستاذ رشيد لكل منكما همسات صادقة والاهم أن تعرف البوصلة في النهاية اتجاهها ، وأن يتجه الشراع الى المكان الصحيح سأتابع بصمت هذه الهمسات وربما بعد كلماتي هذه لن أجد حروف تليق بهذا العزف الرئع دمتما بخير |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
اقتباس:
أضفيت بإطلالتك هذه نكهة خاصة على ثنائيتي مع الغالية عروبة .. أشكر لك تجاوبك وارجو أن نكون عند حسن ظنك .. أما البوصلة والشراع فتوجههما تلقائي .. (ابتسامة) محبتي |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
من كان يدري أن يوما ما سيأتي وأبحث عن دفاتر قديمة عشش فيها الغبار و الصدأ وبهتت الكلمات فيها فصارت كأوراق الخريف ذبولا وأنني سوف أنسى أني طلقت الحب طلاقا بالثلاث ..طلاقا بائنا غير رجعي وأني سوف أعيده صاغرا ذليلا وأزفه إلي عنوة مثنى وثلاث و رباع وأن نبضي سوف يعود أشد و أقوى وأن دمي سيسري متدفقا في الشرايين من كان يدري أن الليل سوف يعود ليلا كما كان في منتهى البهاء و الصفاء و النقاء .. وأنني سوف أكون له سميرا حتى الهزيع الأخير ونديما حتى السحر وأن الفجر سيبزغ من جديد مبتسما ليحمل لي شذا و أن الصبح سينطق ثغره ندا لم أكن أدري أن الأفق سوف يورد من جديد وأن عشبي سيخضر و مرجي سيزهر وأوراق شجري ستينع من كان يدري أن الريح العاتية ستصير نسيما عليلا و هدير المياه لحنا شجيا .. من كان يحلم بأني سوف أعود أنا كما كنت .. من الأزل .. من الأبد .. من الفنا .. وأن طيفك سيحمل لي كل السنا وأن تقويما جديدا سيبدأ وتأريخا آخر قد بدأ سأعلن أمام الملأ أن حفلا سيدوم عاما أو قرنا أو عمرا أو دهرا .. وسأذبح الذبائح .. و أمد السماط ليأكل البشر .. والدواب و الوحوش و الهوام .. كل هذا لأني لم أدر يوما أنني سأجثو أمام الحب مادا معصمي .. مستسلما لقيود وأغلال من حرير .. لم أدر يوما ما أنني .. وبكل بساطة .. سأحب وأعشق من جديد . |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
ما أروع هذه المعزوفة الثنائية المتناغمة .....!!!!
تابعا .. ولا تتوقفا ، |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
اقتباس:
يكفي أن تهطل حروفك هنا لتزيد هذه الثنائية جمالا وبهاء . كوني دوما بالجوار .. فحضورك ألق . خالص مودتي . |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
مررت من هنا فجذبني سحر الكلام.
تحياتي |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
اقتباس:
بمرورك تضوعت هذه الثنائية شذا وعبيرا . كوني دوما بالجوار .. مع خالص مودتي وتقديري |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
بيني وبينك ياهاالليل في أسرار، وبتعرف أحزاني
من كان يُصدق أن يعود أ. رشيد بهذه الحيوية والنشاط فيُفرغ خواطره باللغتين الفرنسية والعربية!! بل ويُترجم أيضاً ويشارك الليل أسرارنا أشكر من مر على الثنائيات، وعلق، ربما عجزتُ عن مواكبة قلم أخي رشيد فاالليل شغلني ليسرق أسراري، لكنه بقيّ أميناً وبقيت أسراري طي الدُجى تبحثُ عن نجمةٍ تسرقُ مِنها الضوء لتصوغ مِنه لحناً وأغنيةً |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
اقتباس:
دمت بمودة تليق بك عروبة .. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]أحلى الصدف ..
سيدتي .. قد يكون أمس أو غدا .. قد يكون أول أمس أو بعد غد ، أو منذ زمان ، حين عرفتك . هل كنا على موعد ؟ لا أدري ، لكنك أتيت بكل بساطة وتجليت كهالة بدر في السحر . قد تكونين سرا من أسرار الليل ، فباح لي بكل اسراره وأنت تتجلين ندى ينسكب ليبلل براعم الورد . صدفة ، كنت في انتظارك ..كنت عرضة لقلق يشطرني نصفين ، فمحوت القلق . وكنت فريسة لوهم ينخر في النفس فيرديها صريعة تتخبط يأسا . فأزلت عني الوهم . كم رزحت تحت نير الكآبة وهي تمزقني شر ممزق ، فانتشلتني من براثن الكآبة . اقتحمت حياتي فلم تجدي سوى الهم والغم ، وسماء ملبدة بالأسى والكدر ، فجعلت الهم يتلاشى والغم يندثر كما يندثر الضباب في صباح صيفي بهيج ، ومحوت الأسى و الكدر لتمنحي نفسي الأمان والسكينة .. أضفيت عليها نورا عم حناياها وتغلغل بين جوانحها ليزرع فيها بذور الأمل والرجاء ، فأنبتت سنابل الأمل والرجاء وبراعم الفرح والهناء . صدفة أتيت ، فانتشى القلب بوجودك والروح بحضورك والعين برؤيتك ، فكنت النجم في السماء وكنت السماء في الكون . كنت أرضا خصوبا ونهرا كبيرا .. تشكلت جدولا وغديرا وانهمرت غيثا مدرارا . تشكلت واحة آمنة أتفيأ ظلالها الوارفة .. وأنعم بحضنها الدافئ . وكنت كما انتظرتك أن تكوني .. بل أبهى مما توقعت وأجمل مما تخيلت . فطوبى لأرض تحملك وطوبى لسماء تظلك .. وبورك في نسيم تضوعه أنفاسك . [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
لا لم نكن على موعد، فجميعُ ساعات الانتظار أحرقتها، وخلعتُ عن نبضي ثواني الأشواق، لم أعد بحاجة لساعة تُذكرني بموعدي، ولا لِنجمة تسقطُ سهواً من عيون الليل، فتُعلمني بقدومك..
ليست الصُدفة التي جمعتني بك، فشطرت قلبي الذي انتفض لِيراودني عنك، فتتملكني الكآبة، ويتملكني إحساسٌ جامِحٌ للعُزلة، والاسترسال وعالم الأحلام اللا مُتناهي.. ماالذي يجعلُنا نقتَحِمُ الأحزان، فنسكن ضباب الأُمسيات، ونسكنُ سحابات الصيف العابِرة! توقفتُ كثيراً عِند سطر التساؤلات الجمة ورسمت بأناملي الباردة آمالاً سرعان ما بددها دمعٌ انسكب حاراً فوقها غرقتُ في جداول الأمنيات، وتوغلتُ واحات الأوهام.. فلم أنعم بأمن المكان، ولا بسلام النفس.. التفكير بك شتاتٌ.. وقراءةُ حروفك مغامراتٌ لا شُطآن لها.. فدعني أنعم بسكون الكلمة، بعيداً عن علامات التوصيف الفوضوية بين سطورك.. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]سأدعك سيدتي .. لا لتعمي بسكون الكلمة ، بل بتأججها لأني أعلم مدى لهفتك لنبض الكلمة المتسارع وهي تنساب بين أناملك تارة نسيما رخاء وتارة ريحا صرصرا عاتية .. في حروفي مغامرات متعددة الشطآن فاختاري ما يحلو لك .. لكن دعيني أوجه بوصلتك إلى شطآن تجعل كل المصطلحات غير التي ألفناها .. فهناك دمع غير الدمع الذي نسكبه وألم غير الذي نعانيه وحزن مختلف عن الذي نقاسيه وضباب غير الذي يضفي على النفس كآبة ووحشة ..
هناك عالم يجعل الدمع لآلئ فرح تسكبه أعين مفعمة بالأمل والرجاء .. وألم يجدد للنفس عزيمتها ويمنحها إصرارا وثباتا .. هناك دنيا تلملم كل حزن فيصير حنينا وشوقا متأججا ونزوعا للانطلاق والحرية لتلتقي النفس بمن تهفو إليه وتحبه رغم المسافات .. ستوجهك بوصلتك إلى شطآن يغلف أفقها ضباب كثيف يوحي بالتأمل والسكينة في انتظار شمس تبدده فيتلاشى في دعة ودلال . هناك ستقتحمين كل أحزانك و"تسكنين ضباب الأُمسيات" و"سحابات الصيف العابِرة" وكل سحابات الفصول الأخرى .. وستعلمين في كل لحظة تمر بك هناك على تلك الشطآن الغارقة في بحور الأمل والفرح أنك سوف تنبعثين حورية متسربلة بطحالب البحر ، مرتدية فيروزا ومرجانا ، لتغادري عزلتك إلى الأبد وتختزلين كل المسافات رغم تباعدها ليرسو شراعك على مرفإ من مرافئ حلمك .[/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
ـ ويغفو الناي عِند مرافئ أحزاني.. بألحانٍ بحرية، كانت تدعو إلى التأمل طويلاً..خلعت فيروزية أحلامي عليها.. وأعادت تكويني حوريةً.. تُعايشُ الأحزان والأفراح بآنٍ واحد، وتتمرد على السحابِ العابر، تسكنه، تحورهُ، تُعيد تكوينه لِيمطُر أملاً، رغم المسافات الصامتة مابين أرصفةِ النجاة، تتسللُ من بين أناملها قطراتٌ صاخِبة، تُحيك للبهجةِ أبجديةٍ
تتغلب على الحُزن الساكن فينا، وعلى الزمن المُمتد انتظاراً للبهجة والسرور.. ـ دعني ياصديقي أنعم بلون البحرِ.. أتوهُ بين أمواجه العاتية اُسابِقُ مدهُ طولاً.. وأبني من رمال الشواطئ ساعاتٍ رملية تختصِرُ مسافاتُ الانتظارِ.. وتعدني بلقاء.. ـ دعني لِحُزني، لوحدتي، لِهمومي.. لِأبجدية النساء، أُلملِمُ ذكراك، وأمضي، امرأةً بِلا عنوان... |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify] ماذا لو حدثتك عن الحب ؟
لا لأعلمك أو ألقنك مبادئه ، ولا لأسبر لك أغواره .. فأنا لست ضليعا في ذلك ولا أعتبر نفسي كازانوفا أو دون خوان يتنقل من زهرة لأخرى ليرتشف من رحيق هذه حتى إذا ذبلت ارتمى في حضن أخرى لينهل منها . لا أدري لم أيقظ في مطر هذا الصباح رغبة جامحة في الحديث عن الحب .. ربما لأني ارى في كل شيء من حولي ينضح حبا .. حتى هذا المطر المنهمر في صمت يحمل في كل قطرة من قطراته حبا وعشقا .. وحين أرى الروابي تهتز وتربو ، والمروج تينع مرحا ، والجداول تسري في لذة شبقة ، أحس أن في تفاعلها وإيحاءاتها حبا . قد تستغربين سيدتي أن أرى في كل شيء ما يشي بالحب .. حتى الحزن .. حتى اليأس .. حتى الدمع والزفرات وأنين النفس وجراحها ، يتجلى لي الحب في كل ذلك .. لأني أعلم أن الحزن يهفو للفرح ، والدمع للبسمة والزفرات لتنهيدة ارتياح ورضى والجراح لبلسم .. الحب بلسم لكل الجراح ، وبسمة مشرقة على شفاه تصبو للحظات ترتشف منها الفرح وتنهل منها جرعات من الأمل .. فاجعلي كل دنياك حبا ودعي أحلامك تنضح حبا وتكتسي بألوانه الزاهية .. وأطلقي العنان لشراعك ليرسو على مرفإ يحفه الحب ، قبل أن يقلع وينطلق من جديد في رحلة أخرى أجمل وأبهى . [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
وماذا لو حدثتك عن الحُب! فتحَ المطرُ نوافِذ قلبي على الحياة، أيقظ الأمس خلف الزُجاجِ، بِستائرٍ رطِبة، عذبة الروائح تُشبه خطوات أماسينا تحت وقع حباته، كسرت صمت المكان، واعِدةً مروج الانتظارات بخصبِ لقاءات وأكثر.. أوافِق عبراتك بأن الحُب في كُل شيء، في الفرح القابض على أحزاننا، والأمل المُنتصر على يأسنا في الابتسام المُتغلب على الدموع.. الحُب في نبض ساعات الألم، يصوغُ أنشودةً تُصر على الحياة.. يكتسي القوس قزح، فتلون نهاراتنا بشمس نغمه الساطِعة.. الحُبُ يا صديقي أن تستحلي شقوق العزلة، فترى النور يتسللُ إلى النفس خلسةً، رغم عتمة الرُدهات.. الحُبُ أن تعدل عن فكرة الانتقام أوج تمرد السماء.. الحُب يحول اللعنة نِعمة، فانعم بصفاء القلب وامنح الآخرين مساحات سلام.. إنني أحياهُ يومياً، رغم نشرات الأخبار الدموية! التي تُخبرني كل يوم بحكايات سقوط الزهور مِن شُرفات العمارات التي كانت تحيا على أنفاسها! يُمطِرون الحياة بوابلٍ من قذائفٍ على وقع انفجاراتها يتجدد الأمل في النصر.. إنني أحيا الحُب الذي يبني الحياة بسلام فيصوغ من أمواج المِحن مرافئ سلامٍ، استلقى على رصيف إحداها جسدي المُتعب، وسأل الحُب النجاة... |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
وما ذا لو حدثتك عن سر الحب ؟! كما تتفتح الأزهار ، كما تشرق الشمس ، كما يسقط هذا الرهام الموشى عطرا وندى ، كما سناء النجوم في السما ، يولد الحب معنا ، مع أول صرخة ،نتلقى سهم الحب حتى نواصل الحياة فتوقظ فينا رغبة البقاء ، ويقظة النفس ، وجمال الإحساس ، لتسمو مشاعرنا إلى مرتبة الطهارة فينضج إحساسنا ويكبر مع صفاء الحب .. هي أجرام الحب ترسل وميضها إلى كل القلوب المرتعشة خوفا ،. النابضة عشقا .. تهمس سرها إليك حين تكون في لحظة نفور لتحملك إلى لحظات ملأى بالحب..لحظة ابتسامة دافئة ترسمها على شفتيك وأنت تنظر بإطالة و بحب إلى كل التفاصيل الهامشية .. التي تغافلت عنها ، فتغافلت عنك ..!! أن تغفل تفاصيل تبدو دهشى .. لغيرك ، عادية .. لك ،فأنت تدير قلبك عن الحب ، وتدير ظهرك .. عن الجمال ، ، هو تغافل غير واعٍ ، دون فسح مجال تأمل .. لقلبك أن يصنع الحياة والفرح ، من أبسط الأشياء ..أن يدرك سر الحب .. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
هي ثلاثية
وصارت أجمل أهلاً بك د.رجاء وبفيض كلماتك الساحر |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
يوقظني المساء وأنا غاف أحلم .. ينتشلني من ذهولي وأنا أعانق جمال الحروف ..
ما أجمل انهمار غيثك على هذه الثنائية التي زادها يناعة . شكرا أختي رجاء . دام لك الود |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify] ملحمة قلب
يوما ما ، وضعت قلبي في المزاد .. افتتح المزاد وغصت القاعة .. وأعلنت :"من يشتري هذا القلب ؟ من يزيد درهما أو دينارا أو قرشا أو... لا شيء ؟ من يأخذه مجانا ؟ فهو لم يعد لي .. ولم يعد ينفعني ." كان دوما متمردا ، عاصيا .. وكان دوما باكيا شاكيا .. وكان دوما ساذجا غرا ، وكانت أحلامه لا تحصى و لا تعد .. وكان ينبض بالحياة .. بالأمل . في ذلك اليوم، رايت أنه آن الأوان لكي يباع في سوق النخاسة ، في قاعات العرض ، في أي مكان .. لم يعد فيه ما يسرني . صار كجلمود صخر .. صار كندف الثلج ، كحديدة صدئة .. حتى دمه برد وتجمد ، حتى شرايينه جفت و تقلصت . لم يعد لي بعد أن عقني ، ولم يعد يهمني بعد أن استباحته الأيادي وتلاعبت به الأهواء .. كنت اصيح منفعلا : "من يشتري ؟ .. بفلس .. بقطعة قماش .. لا ضير .. من يشتري ؟ .. كنت اخشى أن تعجب استكانته أحدا ، أو أن تثير ملامحه الكسيرة أحدا ، وربما تغري تفاصيله الخادعة أحدا .. فعادته أن يبدو ساكنا وهو هائج .. ويبدو وديعا وهو ثائر ويبدو مبتسما وهو عابس . قد تعجب تناقضاته الآخرين .. أما أنا .. فلا .. لأني أعرفه جيدا ، وما نويت بيعه إلا بعد أن طفح الكيل و بلغ السيل الزبى أنا طفت به كل الأصقاع ، وكل الأقطار ملتمسا رميه ناويا وأده أو إغراقه . حاولت تمزيقه إربا إربا ، لكنه في كل مرة كان يعود لي باكيا ، شاكيا ضارعا ، خانعا ، متوسلا ، ملتمسا العفو .. عازما على التوبة ، فأرق له و أحنو عليه .. وما هي إلا لفحات عشق جديد وحب وليد ، حتى يتمرد و يعصي ناسيا توبته .. صار يعشق السراب ، وينغمس في الحلم ويوغل في متاهاته ، لا يبالي بالألم .. فقد عزته و أنفته .. تمرد و تخلى عن كبريائه .. فكان لا بد من أن يلقى جزاءه .. لقد سعى إلى حتفه بظلفه .. وكان لا بد لي أن أتخلى عنه .. لهذا بحثت عن مشتري .. بل عن متطوع يأخذه مجانا و بدون مقابل .. فكان لي ما اردته ، وتخلصت من عبء ظللت أرزح تحته ردحا من الوقت .. واليوم كان الميلاد .. عند السحر كان المخاض .. ومع بزوغ الفجر جاء الطلق .. وأغمض القلب عينيه متقيا نور الصباح المتنفس عبر الربى .. قلب جديد يولد .. مستشرفا الأفق في أمل .. متمليا بالبهاء من حوله .. لم يكن يدري أنه على موعد مع النور وظل سنين متمسكا بالرحم يخشى الخروج لتلفحه نسمات الحياة .. ربما أخبرته غريزته أنه قلب سيولد لكي يعانق الحب والعشق و يتلظى بأتون الشوق و يخوض غمار كل ذلك . أو ربما تناهت إليه أصداء المزاد لقلب انتهى به المطاف إلى ما لم يكن يتوقعه . القلب الجديد يعيش أزهى فترات عمره .. إنه الصبا في حضن حب لا يعرف النفاق و لا الخداع و لا ما يمكن أن يسببه من آلام و معاناة هو في غنى عنهما .. هكذا حدثته أولى نسائم الحياة وهي تتغلغل عبر خياشيمه و اليد الدافئة تتلقفه في حنان .. يرنو إلى العينين الحانيتين فيستشف منهما كل الحب .. ويستسلم للحضن الدافئ فيشعر بالأمان . وتغفو عيناه في غبطة و سرور ناسيا ما كانت تحدثه الأصداء الأولى في نفسه من فزع . الآن هو يعلم أن الحب قدره .. لكنه حب مختلف .. حب يحمل من البهاء و الصفاء و النقاء الشيء الكثير .. حب يحضنه وينطلق به بعيدا ليرتع و يلعب ويسعد و يضحك .. ويقطف من الأزهار ما يشاء و من الورود ما يشاء .. له أن ينطلق دون خوف و يبتسم دون تحفظ و يعانق الأغصان و يسابق الجداول و يجلس عند الغدير .. ويجري هنا وهناك عبر التلال و الوديان .. بين الربى و الآكام .. . سيتعلم من الآن ألا يخنع و لا يستسلم .. فقط عليه أن يحب كما يجب أن يحب و أن يعشق كما ينبغي أن يعشق دون تكلف أو مسكنة ، ودون تردد أو مذلة .. سيتعلم كيف يجعل من الحب رحيقا دائما .. وشهدا سائغا .. ومتعة سرمدية .. [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
أبيتُ تعليق قلبي في مزادات اللا إنسانية، رغم تمرد نبضه، وحُزن انقباضاته لِنبكي سويةً، تمرُد الإنسانية، واستعصاء العلاج، لِنبك صلابة الشرايين، وجفاف الأوردة، وقلة الدماءِ، ورقة الغلاف المُتبقي في نبضينا.. لنبك كل شيء انعدم من وجودنا، لنا إنسانيتنا، ولنا مشاعرنا، ولن تصلح للبيع في أسواق النخاسة المنتشرة لا مشترٍ لرهافة أحاسيسنا، لنعد ياصديقي توأمين وحيدين على الدوام، هذه البسيطة ليست لنا، دعنا نقتسم الآه قبل البسمة، ودع لمساراتنا النبض الأنقى، نبضنا كفيلٌ بأن يُحينا.. ـ ياقلبي! أنت لست للبيع، ومن خان، لابُد لِألة الندامة أن تسحقه، وإن لم يعد، فحسبه أن سيذكرك.. فكُفَ عن التصدي لجملةٍ مِن مشاعرٍ خانتك.. لك كبريائك الذي اتحد بشراييني ولي الصبر، دون البحثُ عمن يجود بنبضه لقاء تعافي وجداني.. انطلق مُحرراً مِن تبعيته، ذلك الوهم الذي دُعي (هو).. حطم قيده، اكسر حواجِزَ الرهبة، وادخل عالم الهدوء الحالم، لابد لشمسه أن تجلب لك السعادة، ولقمره أن يهبنا الوئام والتصالح مدى الحياة.. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]أنت وأنا .. و الصمت
أحيانا أسائل نفسي مدفوعا بالفضول عن كنه علاقتي بك وعن مدى معرفتي بك ، فأقف حائرا و أعجز عن تخطي ما يشبه حجابا سميكا يفصلني عن إدراك الحقيقة .. و أتخذ قرارا بصرف ذهني عن كل هذا لكني أجد نفسي من جديد أتقصى طيفك المراود لي في يقظتي كما في منامي . هل كنا متواعدين منذ الأزل ؟ أم أننا التقينا صدفة ؟ .. ربما كان زماني مختلفا عن زمانك فعدت أنا إلى الماضي السحيق أو أنك أتيت من غياهب المستقبل .. أو ربما كنا نحن الإثنان لا ننتمي للزمان ولا للمكان .. ماذا تمثلين لي ومن أنا بالنسبة إليك ؟ لشد ما يحيرني أنني كلما دنوت منك ابتعدت ، وكلما نأيت عنك هرولت نحوي . ولشد ما يربكني هذا الحوار الصامت الذي يدور بيننا .. يربكني لأنني حين أبوح و تبوحين ، وحين أسر إليك بما يعتلج قلبي وتفضين إلي بكل خفايا نفسك أجد نفسي لا أفقه شيئا .. فتثورين كما أثور و تصرخين فأصرخ حتى نكل وتخفت أنفاسنا اللاهثة ويسود الصمت .. عندئذ أشعر أنني أفهمك جيدا و أنك تلمين بكل شيء ، مدركة تماما كل ما أريد الإفصاح عنه تطلبين من صمتي أن يغازلك فأفعل .. و أطلب من صمتك أن يحضنني فلا تترددين .. و أنتشي كما تنتشين فنلتحم معا وننصهر في بوتقة تلملم كل الأزمنة و كل الأمكنة .. وأفسح المجال لنفسي كي تحلم قليلا .. في حلمي هذا الغارق في لذة الصمت أراك قبالتي تزيدين توهجا .. فتبدين تارة نجمة و تارة أخرى أقحوانة .. و أحيانا حورية .. وأشكل باقة ورد لك لكنني أقضي زمنا طويلا للحاق بك حتى تذبل ورودي فأستنكف أن اقدم لك ورودا ذابلة ، وأعود أدراجي لأشكل من جديد باقة أخرى.. حين أناجيك تتراقص جدائل شعرك المتماوج على إيقاع الريح و تسرح عيناك إلى هناك حيث الأفق المتورد من وهج خديك .. وما بين لمعان عينيك و تورد وجنتيك أدرك أن العشق قد تسلل إلى خلاياك عبر مسامك و أن الشوق قد تغلغل في أعماقك وعشش في حشاك . و حين يطول صمتنا و يتوهج عشقنا تنتابك الهواجس ويستبد بك القلق فتفضين إلي بما يؤرقك وتلحين علي كي نهرب بعيدا عن الأعين و لآذان . هنا ينتهي حلمي وأنتبه إلى أنني يجب أن أتكلم دون أن أدري ما سوف أقوله .. هكذا كنا وهكذا نحن .. لا أدري كيف جمعتنا الصدف .. لكنني على يقين من أنني يوما ما سأدرك من أنت ومن تكونين بالنسبة لي .. و هذا لن يتأتى لي إلا حين يسود الصمت من جديد بيننا . أين أنت الآن ؟ .. لا أدري.. أو ربما كنت أدري ما دمت أشعر بدبيب أنفاسك وتضوع روحك وهي تحوم من حولي فتجعل فنجاني يهتز طربا و نشوة . أعرف أنك تراقبينني في صمت .. تتلهفين لرؤيتي و وتشتهين مشاكساتي وغالبا ما يثيرك هدوئي وتعملين جاهدة على أن أتصرف تارة بنزق صبياني وتارة أخرى بحدة و قسوة تذرفين على إثرها دموعا .. أنا أيضا أهفو للحظات تستشيطين فيها غضبا وتبدين في أوج ثورتك .. هل نتصرف بسادية تجاه بعضنا البعض أم أننا نتلذذ بالألم ونبحث عن المعاناة ؟ أعلم أيضا أنك تنظرين بكل فضول إلى فنجان قهوتي و أنا أرتشفه على مهل و تودين اقتحام خاطرتي لتلمي بكل جديد ، لأنك تعلمين علم اليقين أن كل أفكاري ستكون مضوعة بعطرك موشاة بألوان طيفك . [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
.. كثيراً ما حمل النسيم عِطرك، مُقتحِماً أنفاسي، وكثيراً ما رافقت رشفاتُ قهوتي أمنياتي بأن نلتقي.. يستعصي على الصمت إدراك كلماتنا، وعلى النسيم محو أحزاننا، كما الاقحوان أوان السفر نترك أبجديتنا مُبعثرة بين رُدهات الخريف الأصفر، فوق الأرصفة الساكنة! تتحدُ بصمت الطبيعة، المكان باردٌ، بارِدٌ ياصديقي، هُنا الوحدةُ مساحاتها اتسعت، بانتظار أن تأتي، رغم النسيم الذي عُتِقَ بنبض عطرك! شاهدتُ جُرحاً نازفاً، مِن قلبٍ كان ينبِضُ إنسانيةً، على وقعِ خفقه تبتسم الشِفاهُ المحرومة حُباً، كم كان يُشعرها بالسلام، وكم بكت نزفه، إنها حُرمت الأحساس بالأمان، كما حُرِم نبضي إيقاع الوئام.. اِحلم صديقي، بأن نلتقي، فنتشارك القهوة والأحاديث، ونتشارك الجنون، ونتشارك صخب الأمكنة التي أتعبها صمتُ الإنتظار. اِحلم بأن نمنحها وردية الخطوات، لِتعود الأبهى من بين دروب مدينتنا، تحيا البداية معنا، ونحيا معها.. اِحلم بأن ترى مدينتنا تبتسمُ من جديد، تُعانق الألق، فتعود تُعايش نبض الشباب، وتعود مدينتنا لنا على الدوام.. اِحلم ياصديقي، عِندما نلتقي، لا دَمعٌ يكوينا، ولا عيون ترصدُ حركاتنا، اِحلم يا صديقي، اِحلم، إنني أحلمُ بأن ينتهي حُلمي، لِتبدأه أنت! أحلمُ بأن يندمل جُرحي، وطبيبهُ أنت، أحلمُ بأن أتصالح ومدينتي، فتكون أنت البادي بِترميم ما تصدع في الأعماق مِن مشاعر وأحاسيسٍ.. أحلمُ بأن أستلقي عِند حافةِ جبلٍ حاضِنةً هموم السنين، فأُلقي بها في غياهب الوديان، داحِرةً ما مر من أحزان، لِأجل أن نحيا ببعضٍ مِن أمان.. |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]حين أشرع نافذتي لتنعشني نسائم المتوسط المحملة برذاذه ، تتجه بوصلتي تلقائيا إلى حيث أنت .. وأشعر بما يشبه هبات مضوعة بياسمين حزين ينشد الفرح ويهفو للأمل .. فأعرف أن هذه الهبات ما هي إلا لفح من أنفاسك وأنها قبس من زفراتك ..
اعلمي يا صديقتي أن أنفاسك حملت كل الفصول في صقيعها وقيظها ودفئها ويناعتها .. وأن حزنك ووحدتك لاقت من نفسي تجاوبا فلذ لي أن أحزن معك وأعيش وحدتك .. ما أكثر الجراح عزيزتي وما أشد آلامها .. وما افظع قسوة الأيام حين تشعرك بأن حياتك صارت قفرا وأن عمرك ما هو إلا صحراء قاحلة تهفو لقطرة غيث . تتحدثين عن الحلم وهو ملاذي الأخير .. تعيشين على أمل أن نلتقي ولا تدرين أنه أمل لا يفارق مخيلتي ويعشش في ذاتي منذ الأزل .. تتحدثين عن فنجان قهوة وفنجاني لم يفارق يدي ، يشاركني حلمي أن أرتشفه معك يوما ما على عتبات هذا الصمت ومحطات الانتظار المضني واللامتناهي . دعيني أحلم معك وأتسلل بين ثنايا الحلم إلى مدينتك لنمنحها معا دفء أمانينا وعبق أنفاسنا المحملة بآلامنا وآمالنا . دعيني أحلم بلقاء تتحدث عنه الأساطير وتنتشر أخباره عبر الزمان والمكان .. حتى إذا توهج الحلم وتأججت الأمنيات ، ارتسمت أحلى بسمة على شفاه مدينتك .. عفوا .. مدينتنا ، وعاد إليها نبضها وحيويتها المفتقدة قسرا . لنلتق إذا ولنضع حدا لهذا الدمع الذي يأبى إلا أن يأخذك مني ويبعدك عن ذاك الأمل الذي أحمله إليك بين ثنايا باقاتي التي لا تذبل ابدا . لنلتق بعيدا عن العيون ، لا لأبدأ حلمك الذي انتهى ، بل لأواصل هذا الحلم الذي أريده دوما متغلغلا فيك معششا على الدوام بين جوانحك . لنلتق ، ولأكن بلسما لجراحك وتكوني بسمة لزماني العابس .. لنلتق كي أزرع فيك بذور أجمل الأحاسيس وأبهى المشاعر .. لتعلمي صديقتي أني وليد الجبال ورضيع الوديان وربيب الغدران . وفي استلقائك عند حافة جبل تكونين قد استلقيت على مهد أعددته لك سلفا . وسأكون هناك عند السحر ، لأشهد تناثر همومك وتلاشي أحزانك ليكون ذلك إيذانا ببزوغ فجر جديد ، لأهديك الفرح .. والأمل .. والحب . [/align] |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
أردت فتح نوافذ قلبي لك، ليس لِأنك صديقي المُقرب، الذي يحتالُ على الأماني فتوهمني بوردية القادم، ويُتقِنُ فن ترصيع الكلمات فتصلني كما نبيذٍ مُعتق أرشِفُهُ في ليالي الشتاء البارِدة، حرفاً حرفاً، لِأسترسِل في معاني المُفردات، والدمعُ منسكِبٌ.. دخولك عالمي، يحِدُ مِن الصِراع الساكن أعماقي، يكبحُ أمواج تمرُدي يردني أُنثى، تحتالُ على مِرآتها، فتُقنعها بأن وجهها أجمل الوجوه، وقدها نخيلٌ، وشعرها أدغالٌ افريقية، حتى إذا ما رأتك تسلل من حُنجرتها ألحانُ بلابِل تبُثك اشتيقاها، بكبرياء الأُنثى الذي قلدتها به! أردت لك عالمي الفسيح المُنفتحُ على فوضوية الخطوات، فيه أُرصف يومياتي بشيء من أناقة حضورك، وطيب أنفاسك، تتساقطُ كلماتي فوقها بانسيابية وعفوية، تذكر ما زِلتُ أهوى القصيدا، الذي تُنظِمُهُ موزوناً ثرياً! |
رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]هل أقول لك شيئا ؟
ليس الآن .. تعالي ..أعطيني يدك لترافقيني إلى حيث ستجدين همسي منبثا على ضفاف ذاك الغدير الحالم ليقول لك أشياء وأشياء ضاق الصدر ذرعا بعدم البوح بها .. تعالي إلى حيث الجدول الصغير المستلل بين الربى لتجديه يردد صدى همسي الذي طالما رددته على غير وعي مني وأنا اذرع هذه الوديان الموغلة في الصمت . ربما لا تدرين أني طالما تغنيت بك وتغزلت بك واصطحبت صورتك معي بعيدا بين الأحراش كي أبثك ما رغبت في أن أبوح لك به منذ زمان .. بعيدا عن الأعين والآذان ،فأجد نفسي أشكل صورتك في كل مرة كي تتغلغل ملامحها كاملة في كياني جزءا جزءا .. حتى إذا اكتملت واستقرت هناك في الأعماق ، أحسست فعلا أنك احتللتني وما أجمله من احتلال لتشمل نفسي نشوة تثملني إلى ما لا نهاية . كنت أحلم دائما باقتحام خلوتك والتسلل إلى عالمك لأخطفك كما يخطف الفارس أميرته ، فإذا بي أجد عالمك يجذبني ويحتويني وأدرك أن عالمينا قد انصهرا في بوتقة واحدة .. كان حلمي دائما يتوهج حين أتخيل نفسي أذرع التلال بحثا عنك .. وما أجمل أن أبحث عن أنثى وطيفها يتخفى تارة في سنبلة وتارة في أقحوانة تشتهي قبلة من نسيم رخاء . وها أنت أمامي أنثى كما اشتهيتك .. كما تخيلتك .. كما كنت دائما في حلمي الأزلي .. ترضين غروري وتطفئين جذوة الوجد المتمكن مني حتى النخاع . لست في حاجة إلى كلماتي كي تقنعك مرآتك أنك الأجمل .. فقد شكلك خيالي أنثى تنضح بهاء وتتوهج حسنا . ولسوف يحتويك عالمي إلى ما لا نهاية وتحضنك أمنياتي لترويك من كلماتي المنظومة والمنثورة لتعلمي أنك أنثى خلقت لكي ... أحبك .[/align] |
الساعة الآن 20 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية