منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   متفرقات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=555)
-   -   همسات دمشقية (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=31423)

عزة عامر 31 / 05 / 2017 33 : 07 AM

رد: همسات دمشقية
 
أستاذي الجليل .. مازلت تخط الأمل سطورا ، وتنقش ريشتك الهمسات .. إن كان الفينق في الأسطورة .. قديما مات .. فحتما يوما .. فينق سوريا الناري لآت .. همسة تتلوا آيات الأمل ، والرجاء .. والثقة بالله .. فشكرا لك ..

محمد توفيق الصواف 05 / 06 / 2017 34 : 02 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 226021)
أستاذي الجليل .. مازلت تخط الأمل سطورا ، وتنقش ريشتك الهمسات .. إن كان الفينق في الأسطورة .. قديما مات .. فحتما يوما .. فينق سوريا الناري لآت .. همسة تتلوا آيات الأمل ، والرجاء .. والثقة بالله .. فشكرا لك ..

[align=justify]شكراً لكِ ابنتي الغالية عزة على هذا التفاعل مع نصوصي التي أكتبُها.. وشكراً للطيف تعليقكِ عليها..
مع محبتي..[/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 06 / 2017 41 : 02 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 226011)
[align=justify]همساتك ترسم في خيالاتنا أجمل شكل لسورية وهي تنهض رغم جراحاتها وتنفض عنها كل الآلام لتنسج أعذب الأحلام ..
أحس بنبضك يكتب نيابة عنك أخي محمد .. في كل حرف نبرة صدق ..
تحية محبة لك [/align]

[align=justify]أخي الحبيب رشيد..
شكراً لمتابعتك وتعليقاتك ذات النكهة الخاصة دائماً، والتي تُشعرني بأنَّ النصَّ الذي أكتبه قد وصل إلى مُتَلَّقِيه على النحو الذي تمنَّيتُه تماماً..
مع محبتي..[/align]

محمد توفيق الصواف 05 / 06 / 2017 08 : 03 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (9)
على مُنْعَطَفِ تاريخها الذي نَشَرَتْ أعوامَه السبعة آلاف على كتفيها خلوداً زادَ شبابَها الأبدي أَلَقاً، التقيتُها، فهمسَتْ لي بسرٍّ جديدٍ من أسرارها:
- (أترى إلى ياسَمِينِي الأبيض هذا... إنَّه ذاكرتي الخالدة على مرِّ العصور... بياضُه من نصاعة سِيَرِ عظمائي وعطرُه بعضُ طِيبِ أخلاقهم وفِعالهم)..
أدهشَني قولُها..، ولكن ما أدهشنِي أكثر حفاظُها على ياسمينها ناصعَ البياض عَطِراً، رغم كثرةِ مَن عبرَ تاريخها من أصحابِ الفِعالِ السُّود والسِّيَرِ النتنة..!
قَرَأَتْ دهشتي، فابتسمت، ثم قالت:
- (نعم.. ما أكثرَ السَّيِّئِيْنَ الذين حاولوا جاهدين التسلُّلَ إلى ذاكرتي الياسَمِينِيَّة وسُكْنَاها للتَّمتُّع بخلودِها، ففشلوا... أتعلمُ لماذا؟ لأنَّ لهذه الذاكرة طبيعةً فريدة تُمَكِّنُها من عَرْضِ كلِّ ما يَعْبُرُها من سِيَرٍ على معيار قِيَمِها الفاضلة النبيلة، فما تَلاءَمَ مع هذه القيم أَثْبَتَتْه خالداً في بياضِها وعِطرِه، وما عَارضَ قِيَمَها وخالَفَها أَلْقَتْهُ في سلة الإهمال مَنسيّاً.. وبهذه القدرة الفريدة، حافظَتْ ذاكرتي الياسَمِينِيَّة على نصاعة بياضها وطِيبِ عطرها)..
قالت ذلك، ثم أطرقتْ ملياً، ثم رفعت رأسها وسَأَلَتْني أن أُبلِّغَكم رجاءها:
(رِفقاً بزهراتي الجميلات وأكرموهُنَّ، فكلُّ واحدة نسخةٌ من سِيَرِ عظمائي تفوح بطِيبِ مآثرهم..)..[/align]

هدى نورالدين الخطيب 05 / 06 / 2017 41 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
ما أجملها وأعذبها من همسات .. معها ومعك نغوص حيث اللؤلؤ والمرجان ..
أديبنا الغالي أستاذ توفيق شكراً على هذا الإمتاع .. متعة هي القراءة حين تزينها مفرداتك ويتوجها الحب والحنين وعمق الانتماء..
لك ولدمشق الحبيبة أبهى أزرار الياسمين.. والياسمين دمشقي الهوى والنسب.

محمد توفيق الصواف 06 / 06 / 2017 50 : 01 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]شكراً لتعليقكِ اللطيف أستاذة هدى.. وشكراً لرأيكِ المُصاغ بجمالٍ يُضاهي ما ذكرْتِه عن جمال كلماتي..
شكراً مع مودتي وتقديري.[/align]

رشيد الميموني 12 / 06 / 2017 13 : 01 AM

رد: همسات دمشقية
 
من كانت له مثل كلماتك ووفائك ، لن يذبل الياسمين وهو يرتوي منه ..
دمت ودام قلبك الناصع نصاعة الياسمين الدمشقي ودام نبضه الصادق .
محبتي

محمد توفيق الصواف 12 / 06 / 2017 39 : 12 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]شكراً لك أخي الحبيب رشيد، وشكراً لتعليقاتك اللطيفة دائماً...
مع محبتي وتقديري...[/align]

محمد توفيق الصواف 12 / 06 / 2017 42 : 12 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (١٠)
على ضِفَّةِ عُمُرٍ قد وَلَّى، جلسْتُ منهكاً ألتمسُ بعضَ الراحة من وَعْثاءِ رحيلٍ اضطراري في حاضرٍ مُعَبَّدٍ بالخوف والهَمِّ ومُلَبَّدٍ بالقلق...
كان الجو المحيط بمجلسي على تلك الضفةِ مُغَبَّشاً بذكريات ترسم وجوهاً لأحباب من ذلك الزمن الذي مضى.. أحباب عشتُ أجمل عمري معهم، فَهَيَّجَ مرأى وجوههم شوقي إليهم ودفعني للسؤال ملهوفاً عنهم.. فأنبأتني مويجات ماضيّ المُتهالِكَة بِغنْجٍ أمامي، أنهم رحلوا جميعاً إلى حيث أُهْدُوا من الجَمالِ ما فاق ما سألوه في أدعيتهم..
فابتسمتُ مسروراً بالسعادة التي صاروا إليها، وراجياً موافاتهم إلى حيث أحظى، أنا أيضاً، بما يفوق أمنياتي..
وكأن مويجات العمر المُتدافعة أمامي قرأْنَ ما رجوتُ بخاطري، فتَضاحَكْنَ وغَمَزْنَنِي عابثات ثم هَمَسْنَ لي بِودٍّ وهنَّ يَتَصَنَّعْنَ الاستغراب:
ـ ألا تظنُّ أنَّ الجمالَ الذي تمنيتَه في دعائك ثواباً، لهُ بعض ملامح حبيبتكَ دمشق؟
وبسؤال صاغَتْه بديهة العشق وعفويته، أجبتُ سائلاتي:
ـ أتَعْنِينَ أنَّ دمشقَ قد تكون إحدى جِنانِ الخلد؟!
[/align]

محمد جادالله محمد 13 / 06 / 2017 15 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
همسات بلاغية..معجونة بعبق التاريخ..
وحب الجمال الدمشقى..والمحسنات..
متأثرة بألم الوقع..
منتقدة في نفس الوقت..
موقف العالم الدولى..من هاذا الواقع..
ولمزيد من الهمسات..
ننتظر..

محمد توفيق الصواف 17 / 06 / 2017 31 : 01 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]شكراً للطيفِ تعليقِك أخي محمد جاد الله..
مع مودتي..[/align]

محمد توفيق الصواف 17 / 06 / 2017 41 : 01 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (11)
ما إن دخلتُ مَخْدَعَ وحدتي، لِأَختلي بدموعي التي أُحبُّ أنْ أذرفَها بعيداً عن فضولِ الناس، حتى فاجَأَني اشتياقي إليهم يمتدُّ مسافةً بطولِ عدد دموع أمهاتٍ سورياتٍ ثَكِلْنَ أولادهنَّ، وبطول آهاتِ آباءٍ كَسَرَتْ الفجيعة كبرياءَهم فبكوا..
أمسكتُ شوقي للأُلَى رحلُوا، بِكَفَّيْ تَجَلُّدِي، محاولاً ألَّا أَنْهَارَ ضَعْفاً أمام رجولتي، فإذا بتَجَلُّدِي يفشلُ حين انعقدَت ذكرياتي معهم سحابةَ عطر فاحتْ، في سماء وحدتي، عشقاً برائحة قلب مكسور..
وبطبيعتها اللطيفة التي تُمَكِّنُها من عبورِ الجدران السميكة لمخادع الوحدة التي يَخْتَلِي فيها الأُباةُ من أبنائها المكسورين، أحالَ دخولُها وحشةَ وحدتي أُنساً..
مَسَحَتْ على رأسي مُواسيَّةً؛ وبصوتِها الودود هَمَسَتْ مُعاتِبَة:
- إِلامَ تُخفي عشقكَ بعدما صار إدماناً؟ إلامَ، ودقاتُ قلبكَ الملهوف ما فَتِئَتْ تنسابُ دمعَ اشتياقٍ للأُلى رحلوا؟
فأَجَبْتُها:
إلى أنْ أَكُفَّ عن غَمْسِ يابسِ لقيماتي بدموع تَذّكُّرِي لما كانوا يُحبُّون من أطعمةٍ وأَشرِبَة..
إلى أنْ يَكُفَّ أنفي عن بَعْثِ روائحِهم ذكرياتٍ، في البالِ تَلَظَّى، كلَّما دخلتُ مكاناً جَمَعَني بهم، ذاتَ ماضٍ عَبَر..
إلى أنْ تَكُفَّ خطواتي عن الجري لاهثةً وراء صورهم، في كلِّ الشوارع والأزقة التي سرناها معاً ذات عُمُرٍ وَلَّى..
إلى أنْ تَكُفَّ شيخوختي عن خوفها من التَّجمُّدِ انتظاراً في جليد وحدتها، ثم ينتهي العمر، فيُدرِجوا عظامي الواهنة، في كَفَني، حسرةً على أنْ رحلتُ ولم أرَهُم..
قلتُ لها ذلك، ففاجأنا قلبي بالسجود آهاً ترجو اللهَ أنْ يكونَ اللقاءُ قريباً..[/align]

رشيد الميموني 18 / 06 / 2017 32 : 02 PM

رد: همسات دمشقية
 
ما أجمل الحرف حين نستشف الصدق بين ثناياه ..
وما أنبل الألم حين يكون من أجل من افتقدناهم واشتقنا لرؤيتهم .
لحرفك وقع خاص على القلب والنفس معا أخي محمد توفيق .
دمت بكل المحبة ، ودامت همساتك الدمشقية متألقة .

محمد توفيق الصواف 28 / 06 / 2017 29 : 08 AM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]أخي الحبيب رشيد..
يُؤسفني كثيراً التأخُّر في الرد على تعليقك.. خصوصاً وأنَّك البقية الباقية التي ما زالت تقرأ لي وتذكرني في هذا الموقع.. فشكراً لوفائك وشكراً لتعليقك..
مع محبتي، وكلَّ عام وأنتَ والموقع بألف خير..[/align]

محمد توفيق الصواف 28 / 06 / 2017 40 : 08 AM

رد: همسات دمشقية
 
الهمسة (12)

(كلّ عام وأنتم بخير)...

[align=justify]أمنيةٌ تأخَّرْتُ في إرسالِها لكم بسبب استغراقي في أحلام اليقظة، فأرجو المعذرة، وأرجو أن تكون ما زالت مقبولة لديكم، خصوصاً بعد أن أقُصَّ عليكم أهمَّ تلك الأحلام...
استيقظتُ قبيلَ فجرِ هذا العيد، لأجدَ نفسي أسبحُ في فضاء مُرهِقٍ من الوحدة، يمتدُّ من ذكرياتي إلى ذكرياتي.. ولأنَّني لم أستطع التخلُّصَ من اعتقاله لإرادتي وحركتي، إلَّا بشقِّ الأنفس، فقد أسرعتُ، فورَ خلاصي منه، إلى الماء أتوضأ لأذهب إلى صلاة العيد..
ارتديتُ ملابسي القديمة لعجزي، هذا العيد، عن شراء أخرى جديدة، ثم اتكأْتُ على أمنياتي، ومددْتُ رأسي من نافذة اعتيادي، مُنادياً مَن اعْتَدْتُ صحبتَهم لأداء صلاة العيد، ثم زيارة المقبرة، قبل الطواف على الأحياء من الأهل والأصحاب، فارْتَدَّ إليَّ ندائي صدى غُربةٍ قاهرةٍ ووجعٍ يكسر القلب..
لكنَّني لم أستسلم لِرَجْعِ الصدى، بل تَوَسَّلْتُ لعينيَّ أن تُرسلَا نظراتهما في أرجاء الفراغ، تبحثان بهما عن صُحْبَةٍ، أيّ صُحْبَة، غير الذكريات والحسرة، فلم تَعُدْ نظراتهما بغير الخيبةِ تُخبرانني بها أنْ ليس غير اللاأحد يمكن أن يصحبني..
ولأنَّه لابدَّ مما ليس منه بُدّ.. حزمتُ أمري أخيراً، وتأبَّطْتُ ذراعَ اللاأحد لأمضي بصحبته إلى صلاة العيد، قبل زيارة الأموات والأحياء..
مع أنَّ جميع من حضروا اجتماع العيد، لم يروه من قبل، فإنَّ أحداً منهم لم يستغرب صًحْبَتَه لي ولم يستنكرها..
للوهلة الأولى، أدهشني ذلك.. لكن دهشتي سرعان ما غادرتني حين غادرَني اللاأحد الذي رَافَقَنِي لِيَنْضَمَّ إلى أمثاله الذين كان كلٌّ منهم رفيقَ واحدٍ من أهلي إلى مكان اجتماعنا..
نظرتُ إلى الحضور، وهم كلُّ مَن تَبَقَّى من أهلي على جغرافية وطنٍ مَزَّقَتْه الفتن، فإذا بهم قليلٌ غادرَهم كثيرُهم لينتشرَ، قلوباً وأكباداً، على كامل جغرافيةِ الظلم العالمي.. دَقَّقْتُ النظر أكثر، فتهيَّأَ لي أنَّ شيخوخاتهم تُنذرُ باحتمال تَحَوُّلِ الوطن قريباً، إلى جغرافيةِ ذكرياتٍ تطوفُ دموعاً وآهات، في فراغ اللاأحد...
[/align]

محمد الصالح الجزائري 28 / 06 / 2017 12 : 03 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]والاأحد يقرئك السلام ويرجو لك دوام الصحة والعافية..فعيد سعيد رغم الغربة والحرقة وتشوّهات وجه العيد والوطن..أخي الغالي الدكتور توفيق..شكرا لك لأنك مازلت تسحرنا بكتاباتك الفذّة!! تحيّتي ومحبّتي..[/align]

محمد توفيق الصواف 28 / 06 / 2017 36 : 08 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]ما أسعدني بقراءة تعليقك، أخي الحبيب محمد الصالح.. وأرجو أن يحفزني تعليقك على العودة لنشاطي في الموقع برفقتك الطيبة، بعد انقضاء أيام العيد، أعاده الله عليك بالخير والسعادة..
ودمتَ أخي...[/align]

محمد الصالح الجزائري 29 / 06 / 2017 56 : 02 AM

رد: همسات دمشقية
 
[frame="10 98"][align=justify]
الهمسة 7

خرجتُ إلى ظاهرها، أُريدُ استقبال رمضان هذا العام، وفي النفس أشواقٌوأحزان.. فإذا بها سبقَتْني مُلْتَفَّةً بعباءةٍ من دعوات أبنائها وبناتها،تفوح كلماتُها محبةً انتشر عطرُها في كلِّ أرجاء المكان..
يا الله كم بَدَتْ لي جميلةً في ذلك الموقف.. حتَّى أنَّني لشدة انبهاريبجمالها نسيتُ لِمَ خَرَجْت، لولا أنْ أعادت لي وعيي هامسةً بودّ:
-
كُفَّ عن النظر إليَّ هكذا، واملأ عينيك من روعته، فها قد أتى..
نظرتُ إلى حيث أشارت، فرأيتُه يُسرعُ نحوها، فاتحاً ذراعيه لعناقها.. وفيلحظة فريدة، التقى المكانُ الأقدمُ بالزمان الأطهر في عناقٍ يقطر صُوَراًمن ماض شامخ تمتزج بصُوَرٍ أخرى مازالت تتشكَّل بُشرى في رحم غدٍ قريبقادم..
لم يطلْ العناق، فقد بدا رمضان مُتَعَجِّلاً الوصولَ إلى أسواقها العريقةليشتري بكلِّ ما أُوتيَ، من زكاةٍ وصدقات، طعاماً يُشبِع فقراءها وكساءًيستر عريهم ويُفرِحُ قلوبَهم..
لكنْ... وعلى غير عادته، عادَ السنةَ من مدنها وأحيائها سريعاً.. جلس علىأرضها حزيناً مُثقَلاً بما اشتراه.. أسند ظهره إلى بابها العتيق وبكى..
اقتربتُ منه مُشفِقاً وسألتُه عمَّا يُبكيه، فأخبرني أنَّه يبكي عجزَه عنتلبية طلب السوريين، هذه السنة، بعدما رَدُّوا ما اشتراه لهم من طعاموألبسة، على الرغم من حاجتهم الماسَّةِ لها، لأنَّهم لم يجدوا في معظمهاأثراً لمحبة مَن أعطوه ثمنها وإسلامهم، كما لم يَشمُّوا رائحةً لإنسانيةٍتفوح منها..

الهمسة 8

خرجَت بليلٍ، لتجمعَ بضعة أعواد يابسة تُشعلُها لتطهوَ على نارها ما يُسكتُ صراخَ الجوع المُنْبَعِثِ من بطونِ صغارها..
وكما تفعلُ الساحراتُ، في الخرافات القديمة، راحتْ تُمسك كلَّ عودٍ علىحِدَة، وتتلو عليه أدعيةً لا يُلْهَمُها إلَّا اللاجئون السوريون، آملةً أنتَحْدُثَ معجزةٌ تجعل حزمةَ الأعشاب التي ستطهوها للجائعين مُشبِعَة..
وبعد أن اطْمَأَنَّتْ إلى أنَّ دعاءها بلغَ السماء، أشعلت الأعوادَ تحتقِدْرِ ماء كبيرة، فانبعثَتْ من اشتعالها غيمةُ عطرٍ بالغة التأثير،اجتذبَت جَوْعَى المخيم، فهرعوا إليها يتساءلون: ماذا تُوقدين؟
فأشارت إلى الأعواد خائفة.. فلَمَّا رَأَوها تَتَشَكَّلُ طيراً من نار لهوجهُ سوريا الأصيلِ وروعتها العريقة، تراجعوا أيضاً خائفين..
فلما رأوا نارَ الطيرِ تخبو رويداً رويداً حتى صار الطيرُ رماداً، حزنوا.. لكنَّ حزنَهم سرعان ما تَحَوَّلَ دهشةً، حين رأوا ذاك الطيرَ نفسه ينهض، منرماده، حيّاً قويّاً مُعافى من جديد..
سألوه عن سرِّه، فأخبرهم أنَّ اسمَه (الفينيق)، وأنَّه طائرُ سورياالأسطوري، ورجاهم الَّا يخافوا ولا يحزنوا، مهما اشتَدَّتْ صروفُ الدهرِعليهم، لأنَّ فيهم سِرَّه، كما يُؤكِّدُ تاريخهم الذي يروي أنَّهم في كلِّمرةٍ تُحيلُهم المأساةُ رماداً، إذا بهم، من رمادهم، ينهضون شباباً قائداً،من جديد، وَسَادَةَ دنيا ودين..

الهمسة 9


على مُنْعَطَفِ تاريخها الذي نَشَرَتْ أعوامَه السبعة آلاف على كتفيهاخلوداً زادَ شبابَها الأبدي أَلَقاً، التقيتُها، فهمسَتْ لي بسرٍّ جديدٍ منأسرارها:
-
(أترى إلى ياسَمِينِي الأبيض هذا... إنَّه ذاكرتي الخالدة على مرِّالعصور... بياضُه من نصاعة سِيَرِ عظمائي وعطرُه بعضُ طِيبِ أخلاقهموفِعالهم)..
أدهشَني قولُها..، ولكن ما أدهشنِي أكثر حفاظُها على ياسمينها ناصعَ البياضعَطِراً، رغم كثرةِ مَن عبرَ تاريخها من أصحابِ الفِعالِ السُّودوالسِّيَرِ النتنة..!
قَرَأَتْ دهشتي، فابتسمت، ثم قالت:
-
(نعم.. ما أكثرَ السَّيِّئِيْنَ الذين حاولوا جاهدين التسلُّلَ إلىذاكرتي الياسَمِينِيَّة وسُكْنَاها للتَّمتُّع بخلودِها، ففشلوا... أتعلمُلماذا؟ لأنَّ لهذه الذاكرة طبيعةً فريدة تُمَكِّنُها من عَرْضِ كلِّ مايَعْبُرُها من سِيَرٍ على معيار قِيَمِها الفاضلة النبيلة، فما تَلاءَمَ معهذه القيم أَثْبَتَتْه خالداً في بياضِها وعِطرِه، وما عَارضَ قِيَمَهاوخالَفَها أَلْقَتْهُ في سلة الإهمال مَنسيّاً.. وبهذه القدرة الفريدة،حافظَتْ ذاكرتي الياسَمِينِيَّة على نصاعة بياضها وطِيبِ عطرها)..
قالت ذلك، ثم أطرقتْ ملياً، ثم رفعت رأسها وسَأَلَتْني أن أُبلِّغَكم رجاءها:
(رِفقاً بزهراتي الجميلات وأكرموهُنَّ، فكلُّ واحدة نسخةٌ من سِيَرِ عظمائي تفوح بطِيبِ مآثرهم..)..

الهمسة 10

على ضِفَّةِ عُمُرٍ قد وَلَّى، جلسْتُ منهكاً ألتمسُ بعضَ الراحة منوَعْثاءِ رحيلٍ اضطراري في حاضرٍ مُعَبَّدٍ بالخوف والهَمِّ ومُلَبَّدٍبالقلق...
كان الجو المحيط بمجلسي على تلك الضفةِ مُغَبَّشاً بذكريات ترسم وجوهاًلأحباب من ذلك الزمن الذي مضى.. أحباب عشتُ أجمل عمري معهم، فَهَيَّجَ مرأىوجوههم شوقي إليهم ودفعني للسؤال ملهوفاً عنهم.. فأنبأتني مويجات ماضيّالمُتهالِكَة بِغنْجٍ أمامي، أنهم رحلوا جميعاً إلى حيث أُهْدُوا منالجَمالِ ما فاق ما سألوه في أدعيتهم..
فابتسمتُ مسروراً بالسعادة التي صاروا إليها، وراجياً موافاتهم إلى حيث أحظى، أنا أيضاً، بما يفوق أمنياتي..
وكأن مويجات العمر المُتدافعة أمامي قرأْنَ ما رجوتُ بخاطري، فتَضاحَكْنَوغَمَزْنَنِي عابثات ثم هَمَسْنَ لي بِودٍّ وهنَّ يَتَصَنَّعْنَ الاستغراب:
ـ ألا تظنُّ أنَّ الجمالَ الذي تمنيتَه في دعائك ثواباً، لهُ بعض ملامح حبيبتكَ دمشق؟
وبسؤال صاغَتْه بديهة العشق وعفويته، أجبتُ سائلاتي:
ـ أتَعْنِينَ أنَّ دمشقَ قد تكون إحدى جِنانِ الخلد؟!
الهمسة 11

ما إن دخلتُ مَخْدَعَ وحدتي، لِأَختلي بدموعي التي أُحبُّ أنْ أذرفَهابعيداً عن فضولِ الناس، حتى فاجَأَني اشتياقي إليهم يمتدُّ مسافةً بطولِعدد دموع أمهاتٍ سورياتٍ ثَكِلْنَ أولادهنَّ، وبطول آهاتِ آباءٍ كَسَرَتْالفجيعة كبرياءَهم فبكوا..
أمسكتُ شوقي للأُلَى رحلُوا، بِكَفَّيْ تَجَلُّدِي، محاولاً ألَّاأَنْهَارَ ضَعْفاً أمام رجولتي، فإذا بتَجَلُّدِي يفشلُ حين انعقدَتذكرياتي معهم سحابةَ عطر فاحتْ، في سماء وحدتي، عشقاً برائحة قلب مكسور..
وبطبيعتها اللطيفة التي تُمَكِّنُها من عبورِ الجدران السميكة لمخادعالوحدة التي يَخْتَلِي فيها الأُباةُ من أبنائها المكسورين، أحالَ دخولُهاوحشةَ وحدتي أُنساً..
مَسَحَتْ على رأسي مُواسيَّةً؛ وبصوتِها الودود هَمَسَتْ مُعاتِبَة:
-
إِلامَ تُخفي عشقكَ بعدما صار إدماناً؟ إلامَ، ودقاتُ قلبكَ الملهوف ما فَتِئَتْ تنسابُ دمعَ اشتياقٍ للأُلى رحلوا؟
فأَجَبْتُها:
إلى أنْ أَكُفَّ عن غَمْسِ يابسِ لقيماتي بدموع تَذّكُّرِي لما كانوا يُحبُّون من أطعمةٍ وأَشرِبَة..
إلى أنْ يَكُفَّ أنفي عن بَعْثِ روائحِهم ذكرياتٍ، في البالِ تَلَظَّى، كلَّما دخلتُ مكاناً جَمَعَني بهم، ذاتَ ماضٍ عَبَر..
إلى أنْ تَكُفَّ خطواتي عن الجري لاهثةً وراء صورهم، في كلِّ الشوارع والأزقة التي سرناها معاً ذات عُمُرٍ وَلَّى..
إلى أنْ تَكُفَّ شيخوختي عن خوفها من التَّجمُّدِ انتظاراً في جليد وحدتها،ثم ينتهي العمر، فيُدرِجوا عظامي الواهنة، في كَفَني، حسرةً على أنْ رحلتُولم أرَهُم..
قلتُ لها ذلك، ففاجأنا قلبي بالسجود آهاً ترجو اللهَ أنْ يكونَ اللقاءُ قريباً..
الهمسة 12
(كلّ عام وأنتم بخير)...
أمنيةٌ تأخَّرْتُ في إرسالِها لكمبسبب استغراقي في أحلام اليقظة، فأرجو المعذرة، وأرجو أن تكون ما زالتمقبولة لديكم، خصوصاً بعد أن أقُصَّ عليكم أهمَّ تلك الأحلام...
استيقظتُ قبيلَ فجرِ هذا العيد، لأجدَ نفسي أسبحُ في فضاء مُرهِقٍ منالوحدة، يمتدُّ من ذكرياتي إلى ذكرياتي.. ولأنَّني لم أستطع التخلُّصَ مناعتقاله لإرادتي وحركتي، إلَّا بشقِّ الأنفس، فقد أسرعتُ، فورَ خلاصي منه،إلى الماء أتوضأ لأذهب إلى صلاة العيد..
ارتديتُ ملابسي القديمة لعجزي، هذا العيد، عن شراء أخرى جديدة، ثم اتكأْتُعلى أمنياتي، ومددْتُ رأسي من نافذة اعتيادي، مُنادياً مَن اعْتَدْتُصحبتَهم لأداء صلاة العيد، ثم زيارة المقبرة، قبل الطواف على الأحياء منالأهل والأصحاب، فارْتَدَّ إليَّ ندائي صدى غُربةٍ قاهرةٍ ووجعٍ يكسرالقلب..
لكنَّني لم أستسلم لِرَجْعِ الصدى، بل تَوَسَّلْتُ لعينيَّ أن تُرسلَانظراتهما في أرجاء الفراغ، تبحثان بهما عن صُحْبَةٍ، أيّ صُحْبَة، غيرالذكريات والحسرة، فلم تَعُدْ نظراتهما بغير الخيبةِ تُخبرانني بها أنْ ليسغير اللاأحد يمكن أن يصحبني..
ولأنَّه لابدَّ مما ليس منه بُدّ.. حزمتُ أمري أخيراً، وتأبَّطْتُ ذراعَاللاأحد لأمضي بصحبته إلى صلاة العيد، قبل زيارة الأموات والأحياء..
مع أنَّ جميع من حضروا اجتماع العيد، لم يروه من قبل، فإنَّ أحداً منهم لم يستغرب صًحْبَتَه لي ولم يستنكرها..
للوهلة الأولى، أدهشني ذلك.. لكن دهشتي سرعان ما غادرتني حين غادرَنياللاأحد الذي رَافَقَنِي لِيَنْضَمَّ إلى أمثاله الذين كان كلٌّ منهم رفيقَواحدٍ من أهلي إلى مكان اجتماعنا..
نظرتُ إلى الحضور، وهم كلُّ مَن تَبَقَّى من أهلي على جغرافية وطنٍمَزَّقَتْه الفتن، فإذا بهم قليلٌ غادرَهم كثيرُهم لينتشرَ، قلوباًوأكباداً، على كامل جغرافيةِ الظلم العالمي.. دَقَّقْتُ النظر أكثر،فتهيَّأَ لي أنَّ شيخوخاتهم تُنذرُ باحتمال تَحَوُّلِ الوطن قريباً، إلىجغرافيةِ ذكرياتٍ تطوفُ دموعاً وآهات، في فراغ اللاأحد...
[/align][/frame]

محمد توفيق الصواف 07 / 07 / 2017 38 : 05 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (13)
لَكَمْ شغفَها مرآه وهو يتقدَّمُ قطيعَ آماله، عائداً به، ذات غروب، من مرعى تطلعاته المترامية على أطرافِ غدٍ لم يُولَد بعد..
ومع أنَّه كان أشعثَ أغبرَ مزركشاً بما تركتْهُ الحرب على وجهه وجسمه من حروق وندوب، فقد بدا لها ساحراً وهو يَقْتَعِدُ حافةَ الرؤيا، تاركاً خيالَه ينوسُ بين ذكرى وأُمنية...
وفي لحظةِ طُهرٍ صافية، امتزجَتْ بُحَّةُ نايهِ الذي جَرَّحَتْهُ اللهفة بآهةِ عشقٍ تَصَعَّدَتْ من قلبها، غادَرَ قلبُها مدارَ كينونته الترابية الكثيفة ليتماهى بنورانيةِ قلبه التي انبثقَتْ دعاءً تعالَى صافياً من أحزانِ رجالٍ ونساء وأطفال خَضَّبَتْ الحربُ ترابَ وطنهم بدماء أبنائهم وأَحِبَّتِهم..
أولئك كانوا سوريين أُدخلِوا تلك الحرب، وأرضُهم، مُرغَمِين.. لكنهم، وعلى الرغم من شديدِ قسوتها، رفضوا التلاشي في نارها، وأصرُّوا على النهوض من رمادهم فجراً مستحيلاً يأبى الانكسار والهزيمة..
ومن فجرهم ذاكَ الذي تَكَوَّنَ تحت رماد احتراقهم، وصار على وشك البزوغ، قرروا أن يُطلُّوا على العالم من جديد، عطاءً إنسانياً يَقْطُرُ محبةً وتسامحاً، ويؤكد أنَّ إرادة الحياة عندهم أقوى وأعظم من كلِّ عقائد الموت واللاإنسانية عند أعدائهم..[/align]

Arouba Shankan 07 / 07 / 2017 45 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
إرادة الحياةهي الأقوى
نعم، يستمر الصراع وإرادتنا صلبة
تحيتي

محمد الصالح الجزائري 08 / 07 / 2017 57 : 01 AM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]تحيّة إكبار لكلّ سوريّ حرّ برفض التّلاشي والذّوبان..شكرا لك أخي الدّكتور على زفرة أخرى...[/align]

رشيد الميموني 24 / 07 / 2017 44 : 07 PM

رد: همسات دمشقية
 
العزيز محمد توفيق ..
رغم ما شاب همساتك من نبرة ألم وما أثخنت به من جراح فإن الياسمين الدمشقي يطغى عبيره فيمنحنا شعورا بالأمل في غد مشرق ..
دمت ودامت همساتك العذبة .
محبتي .

محمد توفيق الصواف 27 / 07 / 2017 54 : 07 AM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة*(14)

هَالَنِي أن أراها جالسةً على نار غضبها، تحتضنُ قاسيونها بين كفيها، شأنَ من يحتضنُ رأسَه بين كفيه مُفَكِّراً بهمومٍ دَهَمَتْه، ولم يَجِد للخلاص منها مَهْرَباً..
سألتُها مُشفِقاً: ما بكِ؟
فقالت غاضبةً حانقة:
- القدسُ أختي وأقصاها يُستباحان مُجدداً، والمسلمون وولاتُهم صامتون ينظرون إلى مُستبيحيهما اليهود نظرَ المغشيِّ عليه من الموت، فأَوْلَى لهم.. ألا يعلم هؤلاء أن سقوط الأقصى يعني سقوطَ عروشهم؟!
وصمَتَتْ لحظةً، ثم تابعَتْ، وهي تهزُّ قاسيونَها مُفكِّرَةً:
- بل يعلمون، لكن أكثرَهم لا يملكُون غيرَ الصمتِ أمام فِعالِ مَنْ على تلك العروش وضَعَهم، ويقدرُ عنها، متى أرادَ، أن يُزيلَهم.. أما الذين كانوا على معارضةِ اليهود وداعميهم قادرين، فأُشغِلوا بقتال بعضهم حتى ضعفوا..
فسألتُها: وكيفَ تَرَينَ المآلَ غداً؟
فجاوَبَتْني، ولا دمعَ في عينيها تذرفُه، مُذْ جفَّ بردى الذي كان يَرْفِدُ بالدمع مآقيها:
- إنِّي لأرى عروشاً إسلاميةً كثيرة قد نَخِرَتْ وحان سقوطها..، ومعها أو قبلها، ستسقطُ إسرائيلُ وحلمُها وداعموها قبل أن تتمكن من إسقاط الأقصى..
- أبمعجزةٍ إلهية؟
- نعم.. لكنها لن تكونَ بملائكةٍ ينزلون من السماء، ليُحاربوا نيابةً عن المسلمين، بل ستكون بأنَّ اللهَ سيُؤَلِّفُ بين قلوبهم ثانيةً، كما ألَّفَ بينهم فيما مضى.. وبذلكَ يعودون كُلّاً واحداً كالبنيان المرصوص، رُغمَ أنف اليهود وداعميهم وأذنابهم، ورغم إنفاق هؤلاء كلَّ ما نهبوه من شعوب الأرض جميعاً ليمنعوا عودةَ تآخي المسلمين ويمنعوا اعتصامهم بحبل الله جميعاً من جديد..[/align]

محمد الصالح الجزائري 29 / 07 / 2017 24 : 03 AM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify] (- نعم.. لكنها لن تكونَ بملائكةٍ ينزلون من السماء، ليُحاربوا نيابةً عن المسلمين...)[/align]
[align=justify]أجل صاحبي ! صدقتَ في همستك..شكرا لك أخي الأكبر الدكتور توفيق على همسات جديرة بالقراءة والتدبّر..[/align]

رشيد الميموني 29 / 07 / 2017 12 : 09 PM

رد: همسات دمشقية
 
في كل همسة من همساتك يزيد الياسمين الدمشقي تفتحا ويعبق أريجا .
كنت منذ قليل اعلق على ملف الأخت ناهد بعنوان "دمشق" فطرأت لي فكر العروج على هنا .
دمت بود لائق بك .

محمد توفيق الصواف 31 / 07 / 2017 55 : 07 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 226990)
[align=justify] (- نعم.. لكنها لن تكونَ بملائكةٍ ينزلون من السماء، ليُحاربوا نيابةً عن المسلمين...)[/align]
[align=justify]أجل صاحبي ! صدقتَ في همستك..شكرا لك أخي الأكبر الدكتور توفيق على همسات جديرة بالقراءة والتدبّر..[/align]

[align=justify]أخي الحبيب محمد الصالح..
شكرا لمتابعتك، فلولا تعليقاتك ولولا تعليقات أخي رشيد، لظننتُ أن الموقع أقفلَ أبوابه، وذهب أعضاؤه إلى نوم عميق يقلدون فيه نوم أهل الكهف..
دمتَ ذلك المبدع المتألق.. مع محبتي الكبيرة، لإبداعك ولطيبتك ولقدرتك الاستثنائية على احتمال أمثالي..[/align]

Arouba Shankan 31 / 07 / 2017 58 : 07 PM

رد: همسات دمشقية
 
لم يذهب أحد إلى النوم، هي حرارة تموز وبدايات شهر آب
نتابع معكم دكتور
تحيتي وتقديري

محمد توفيق الصواف 31 / 07 / 2017 01 : 08 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 227028)
في كل همسة من همساتك يزيد الياسمين الدمشقي تفتحا ويعبق أريجا .
كنت منذ قليل اعلق على ملف الأخت ناهد بعنوان "دمشق" فطرأت لي فكر العروج على هنا .
دمت بود لائق بك .

[align=justify]
أخي الحبيب رشيد..
وفي كل تعليق من تعليقاتك اللطيفة، يزيد يقيني بأن نور الأدب موقعٌ عصيٌّ على التوقف والموت، حتى لو لم يبقَ فيه إلاكَ وأخي محمد وتلك الثلة من الصناديد والصنديدات الباقين، وفي مقدمتنا جميعاً السيدة هدى، حفظكم الله جميعاً.. (ابتسامة)...
مع محبتي وتقديري وشوقي البالغ لك ولإبداعك..[/align]

محمد توفيق الصواف 31 / 07 / 2017 47 : 10 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan (المشاركة 227064)
لم يذهب أحد إلى النوم، هي حرارة تموز وبدايات شهر آب
نتابع معكم دكتور
تحيتي وتقديري

[align=justify]المبدعة الغالية الأستاذة عروبة..
أسعد الله أوقاتك.. أعلم أنكِ أنتِ بالذات لن تدخلي في ذلك النوم الكهفي، وتحت أيِّ ظرف.. لكنني فكرتُ قبل أنشر ما كتبتُه في ردِّي على تعليق أخي محمد الصالح، هل أستثنيكِ من اتهامي الاستفزازي، أم أتركه لأستمتع برد فعلكِ الذي جاء كما توقعتُه، فاعلاً مثلما يفعل الذي يهزّ الورد ليستمتع بفوح رائحته...؟ ففضلت أن أهزَّ الورد والاعتذار له... وكلِّي أملٌ بقبول الاعتذار..
مع محبتي وتقديري... [/align]

عزة عامر 02 / 08 / 2017 32 : 05 AM

رد: همسات دمشقية
 
أولا أطرق باب الهمسات ، مستأنسا ،ومسلما على أهلها ..ومهنئا بالعود المحمود ، والمنتظر في آن ..وثانيا ها أنا ذا لم أنم حتى اللحظة ، لإستمع لتلك الهمسات ، الأكثر من رائعة ، وحزينة ، ومتفائلة ، ومبكية ، ومنعشة لكل ذي أمل ، في طريقة إلى دروب اليأس ، ليعود مجددا ..شكرا لك د . محمد توفيف الصواف .. وهمستي لك .. سر في أمان الله ، في درب همساتك ..ونحن على إثرك بأعيننا ، وقلوبنا سائرين ، خالص تقديري ، وإحترامي .

شيماء أحنين 02 / 08 / 2017 43 : 07 PM

رد: همسات دمشقية
 
كثيرا ما شدني الحنين الى سوريا والى مشق خصوصا وها انا أجد نفسي ارحل عبر همساتك دكتور محمد توفيق الصواف الى تلك المدينة الجميلة .
دمت بخير

محمد توفيق الصواف 06 / 08 / 2017 25 : 07 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (15)

تَأّبَّطتُ ذراعَ وحدتي، وقررتُ أن أُمضيَ إجازتي معها على شاطئ بحر الملل، لأشاركَ مَن سبقوني إليه في مراقبة أمواجه الكسولة وهي تتدافع ببطءٍ شديد يُوهِمُ من يُتابعها أنها لن تبلغ الشاطئ أبداً..
وصلنا ضحىً، ففُوجئنا باكتظاظ ذلك الشاطئ الممتد من اللامبالاة إلى اللامبالاة، بأجساد المُستَرخِين على رمله الرمادي الكئيب، يستمتعون بتذوُّقِ البلادة المطلقة، وهم يتثاءبُون بتكاسل، مُقلِّدين كلَّ ما يُحيط بهم من رمال وأشجار وطيور وأسماك وأصداف...؛ بل حتى دقائق زمنهم وثوانيه كانت تتثاءب أيضاً وهي تزحف كدودة عجوز على أطراف ساعاتهم اللزجة..
وعلى الرغم من غرابة كلِّ ما رأيتُ على ذلك الشاطئ الذي أطلقوا عليه اسم (شاطئ مخيمات اللجوء)، لم يُحيّرني سوى امتلاك أولئك المُتثائبين على رماله نفس الوجه والملامح، وأنهم جميعاً عربٌ مُتَّهَمون بالإرهاب، مع أنَّ بلادتَهم ولامبالاتهم والدهشة المُطلَّة من عيونهم تصرخُ أنَّهم ضحايا من زرعوا الإرهاب في بلدانهم ليُخرجوهم منها ثم يحتلوها بحجة تحريرها من الإرهابيين..!!
في اليوم التالي، حَذّرتني حبيبتي دمشق التي أنقذتني من الغرق في بحر الملل الذي حاولتُ الانتحار فيه، من العودة ثانيةً إليه، خشيةَ أن يظنَّني المشرفُ على الذين رأيتهم مُمَدَّدين على شاطئه إرهابياً مثلهم، فيعتقلني بتهمة ممارسة الحلم بوطن حرٍّ أعيش فيه بكرامة وأستمتع في ربوعه بالأمن والأمان، حتى وإن كنت أكره إسرائيل وداعميها وأذنابها...[/align]

Arouba Shankan 06 / 08 / 2017 32 : 08 PM

رد: همسات دمشقية
 
شكراً لك د. محمد توفيق الصواف
وشكراً لحبيبتك وحبيبتنا دمشق هذه الأصدف من الكلمات والمشاعر
تحيتي وتقديري

محمد الصالح الجزائري 07 / 08 / 2017 00 : 12 AM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]همسة راقية راقية بكل معاني الرقي الحسي والأدبي والانتمائي !![/align]
[align=justify]شدتني كثيرا هذه العبارة..( ..فيعتقلني بتهمة ممارسة الحلم بوطن حرٍّ ...) فشكرا لك..شكرا لدمشق الشامخة..[/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 08 / 2017 32 : 04 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan (المشاركة 227227)
شكراً لك د. محمد توفيق الصواف
وشكراً لحبيبتك وحبيبتنا دمشق هذه الأصدف من الكلمات والمشاعر
تحيتي وتقديري

[align=justify]أسعد الله أوقات مبدعتنا المتألقة دائما عروبة.. وشكرا لهذا التقييم اللطيف...
محبتي وتقديري...[/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 08 / 2017 38 : 04 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 227230)
[align=justify]همسة راقية راقية بكل معاني الرقي الحسي والأدبي والانتمائي !![/align]
[align=justify]شدتني كثيرا هذه العبارة..( ..فيعتقلني بتهمة ممارسة الحلم بوطن حرٍّ ...) فشكرا لك..شكرا لدمشق الشامخة..[/align]

[align=justify]أخي الحبيب محمد الصالح..
سعيدٌ بتقييمك لهذه الهمسات، ودمشق وأنا نرد على تحيتك لنا بمثلها..
أدام الله المحبة بيننا، وأعاد جميع بلداننا العربية والإسلامية بلدا واحدا موحدا يكون وطنا لنا جميعا..
محبتي العميقة وتقديري الكبير لك..[/align]

محمد توفيق الصواف 07 / 08 / 2017 44 : 04 PM

رد: همسات دمشقية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء أحنين (المشاركة 227108)
كثيرا ما شدني الحنين الى سوريا والى مشق خصوصا وها انا أجد نفسي ارحل عبر همساتك دكتور محمد توفيق الصواف الى تلك المدينة الجميلة .
دمت بخير

[align=justify]الابنة اللطيفة، والوردة العابقة بأريج الإبداع شيماء...
حنين دمشق وأهلها لمغربكم مثل حنينكم لنا وأكثر.. وبعد ان عرفتُ ان همساتي صارت تحملك الى دمشق، بدأت أحترم هذه الهمسات وأقدرها.. شكرا لتعبيرك اللطيف وذوقك، وان شاء الله نفرح بك مبدعة متألقة في سماء هذا الوطن، عما قريب..
مع محبتي وتقديري..[/align]

محمد توفيق الصواف 08 / 08 / 2017 57 : 08 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (16)
لأنَّهم أُكرهوا على الإسراع بتشييعها إلى مثواها الأخير، في مقبرة (النسيان الدولي القهري)، لم يُتَحْ لي إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على (لهفتي إلى المستقبل)، قبل دَفْنِها في تلك المقبرة التي تُعَدُّ الأكبر في تاريخ الإنسان..
ويشهدُ حبِّي لها ومكانتها عندي، أنَّني ما تأَخَّرتُ عن وداعها تقاعساً ولا كسلاً، بل اضطراراً سبَّبَهُ امتلاءُ جميع الطرق المؤدِّية إلى بيتها، بما لا يُحصى من أجيال الراهن العربي والإسلامي الذين أُكرِهوا، في ذلك اليوم، على إعدام كلِّ أحلامهم بالحرية والكرامة وما أفرزتاه من شعارات وهتافات، وكلِّ تطلعاتهم وتطلعات أبنائهم إلى مستقبل آمن زاهر، وكلِّ رغباتهم بعيش سعيد هانئ في أوطانهم، ثم إدراج جثث هذه الكائنات المكروهة دولياً، في أكفان اللعنة الأبدية، بعدما اتهمتها إسرائيل وأذنابُها الغربيون وأذنابُ أذنابها من العرب بالإرهاب، وبعدما أَمَرَتْ "بموافقتهم"، منظمات النفاق التي أسَّسوها للحفاظ على حقوق الأحلام والأماني والتطلعات الإنسانية، أن تَحُثَّ أصحاب تلك الجثث على الإسراع بدفنها، خشية أن تتفسخ وتعود إلى نَشْرِ أوبئة الرغبة في الحرية والكرامة والحياة السعيدة التي حرَّمها المجتمع الدولي الراهن بالإجماع، على العرب خاصةً والمسلمين عامة، بعدما ثبتَ له، وبالأدلة العنصرية القاطعة، أنَّهم لا يستحقونها!!..[/align]

بوران شما 09 / 08 / 2017 13 : 12 AM

رد: همسات دمشقية
 
الأخ الأستاذ محمد توفيق الصواف
تابعت بكل اهتمام وشغف همساتك الدمشقية الرائعة ،
وقد لامست شغاف القلب والعقل ، وبرغم كل ماعملوا
ويعملون ستبقى دمشق منارة الحرية والكرامة ، وستعود
آمنة بإذن الله بعد استئصال جذور الإرهاب .
تحياتي وتقديري .

عزة عامر 09 / 08 / 2017 07 : 03 PM

رد: همسات دمشقية
 
د . محمد توفيق الصواف .. كم هي همسة مؤلمة حد البكاء .. ولكن وعد الله لا محالة آت ..ونحن ننتظر ..
تحيتي . وتقديري


الساعة الآن 43 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية