منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   ملف الخاطرة/عروبة شنكان (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=33727)

Arouba Shankan 21 / 10 / 2020 05 : 04 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
فضاءات كوكب غير هذا الكوكب!

تغني وهي ثائرة رزان الوردة الجميلة في قلبها عصفور يزقزق للحب وللأحباب للحياة التي تستحق أن تُعاش يسكن بين خافقيها جانح طير حط مسترسلا بين العبارات الناعسة التي تبادلتها مع أحد أصدقاء الطفولة ترعرعا معا وكبِرا معا تقاسما أحلام الشباب وتعاهدا على الوئام..
دعاها ذات عشق إلى الفضاءات الكونية بعبارات ودية أهداها نظرة استمهلها لتتورد الوجنتين وردا ويتهاطل من الأحداق عسل يزيد من جاذبيتها صعدا معا إلى أحد الكواكب بين دروب الحياة كان يختبئ حطت مراكِبهما في باطن الكوكب كان غضاً كما قلبيهما صرخ وصرخت ...
مازال صدى الصوتين يتردد بين الأكوان دون مجيب، غادر القلبين الغضين هذه الفضاءات سكنا آفاق الحرية رزان وردة جبلية جابت آفاق المدى أحبته أهدته إخلاصها الذي شح من كائنات الوجود وسام الفتى الجبلي أهداها نبضه ووفاؤه وغادر إلى حيث آفاق الحرية..
ذات صباح تشريني رسمت تلميذة طيف زميل لها فوق ارصفة المشاوير اليومية وضجت السماء بحكايات قلمين احتارت أين تخبئ شالا رماه فوق كتفيها، ألقته ذات شتاء فوق السفوح المغطاة بثلوج الكروم القريبة وتوالت شتويات الفصول كبرت تلميذة الوديان وغادر زميلها مقاعد الدراسة في كل فصل تعبر آفاق السفوح وتترك بتنهيدة حارقة عبارة أمل غدا لن يعودوا أحد سكنوا كواكب تستحق الحياة لقد غادروا الأرض..
كانت دامعة تتهاطل دموعها ألما على كوكب يكويها حنينها إليه مطلع كل صباح تفتح نوافدها الأرضية تستطلع زهراتها تقرأ فنجانها الذي يخبرها بأنه سكن كوكب آخر فيه الكائنات تضج حياة تتمسك به تنهض به ربما هو ما آخره عنها إنه منشغل في بناء كوكب آخر فيه عوالم مختلفة عن عوالمها الحالمة ستمر السنين وتمر السنين وتضج حنينا لكنها ستنشغل في حب كوكب الأرض ستكرس يومياتها لأجل السلام فوق كوكبها الذي تأمل أن تهبط فوقه مركبة من كوكبه فيها هو يهديها أرق العبارات ليغادر وتبقى الأرض!

رشيد الميموني 21 / 10 / 2020 45 : 11 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
يستمر إبداعك في نثر عبقه فتتضوع خواطرك شذا وعبيرا ..
جميل ما خطه يراعك الخصب عروبة ..
واصلي فمتعة قراءة حرفك لا حد لها

Arouba Shankan 07 / 11 / 2020 27 : 01 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
20
فجر يوم الزلزال
لم أكن يوما أرغب برصد كوارث الطبيعة وتقديمها للقراء كوجبة يمكن أن تلهيه عن مشاغله اليومية فيتابع قراءتها حتى آخر سطر، ولم أكن يوما مراسلا حربيا يتقن فن اصطياد الصواريخ وهي تنهال تباعا فوق رؤوس العُزل والآمنين لكنني وجدت نفسي مضطراً لان أرصد ما حدث في ذاك الصباح الدامي الذي عصف بالأرض حتى تزلزلت وتزلزل كياني كله.
كانت نشرات الأخبار تتلاحق حول أرمينيا وأذربيجان، والرسوم المسيئة للإسلام عادت لتتصدر الصحف وعناوين النشرات في ظل فوضى نشر الأخبار وازدحام وسائل التواصل والإعلام وجدت من حقي أن أراسلكم وأخبركم كيف كانت صبيحة ذاك اليوم عاصفة هزت الأرض هزات عنيفة تلها بضع مئة هزة ارتدادية مخلفة مئات القتلى والجرحى!
كنت على وشك أن أخط إليكم بعض من خواطري الصباحية التي أهديكم إياها مطلع كل صباح كانت السماء تنذر بوابل من غيم ماطر لكنها عدلت مسارها وضعت فنجان قهوتي وحيدا عند حافة نافذتي الصباحية التي تنتظر اقحوان حضوركم نتبادل طيب التحيات ثم أبدأ بترصيف الكلمات والعبارات أهديها لصباحاتكم الوردية كما كل تشرين نتبادل الأمنيات وفيض من خاطر لاذوردي ممتع!
عصفت السماء وتزلزلت الأرض هنا الحياة أصبحت لاتشبه الحياة وهناك بضع مساحات من الحرية بإمكان الإنسانية أن تتمسك بها وعلى مقربة من جسور البنى التحتية جثث ومباني تتساقط تباعا الزلزال قوة قاهرة من غدر الطبيعة التي لاترحم عندما تغضب من أبنائها.
استمهلت الثواني لكنها صفعتني وطعنت ابتهالاتي خيانة الشوارع تتزلزل والأرصفة تتكسر والمباني ركام فوق معاول ساكنيها تهجم كل شيء وتلاشت في الآفاق مسافات الأمل الواعدة بلقاء وطيب ذكريات وتحول سكون الخريف لمأتم صاخب ضجت أوراقه التهابا لتفترشها النفوس البائسة هنا الحياة لاتشبه الحياة هنا صقيع وعبارات التعازي تذيب جمود العيون الشاخصة لقد تبدد كل شيء ضاعت الأمنيات ذات صباح طاحن تهدمت تحت سمائه مباني وتصدعت جدران احتمت خلفها قلوب ونفوس!
ربما هي مشيئة الرب عقاب أنزله على أصحاب النفوس الضعيفة التي أرادت الشر لنا فكان وعد الله هو الحق ولاتبديل لكلماته.

خولة السعيد 07 / 11 / 2020 50 : 03 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
وتهز كلمات خاطرتك عروبة نفوسنا...
راقية أحرفك كعادتها

Arouba Shankan 11 / 11 / 2020 14 : 05 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
21
قطرات ندية على أرصفة خريفية
ناعمة هي أوراق تشرين المليئة بعطر الخواطر النرجسية كما أكمام الورد تستعد للإختباء بين المنعطفات وشقوق الصخور بانتظار صفاء السماء وتلون الفجر بالوردي كما الأحلام الطفولية المسافرة في آفاق الأطفال يلبسونها رغباتهم ويحملون الديمات الماطرة أسراراها ثم يغفون فوق وسائدهم الليلية يحلمون ثم يبتسمون ثم يكبرون!
يداعب نبضهم شعور مختلف أوج الشباب، تُدغدغ مخيلتهم هيفاء مليحة يهيمون عشقاً ويعبثون نزقا يسافرون يكتبون شعرا ونثرا وحكايات أسطورية يحملون أطيب الأماني لأبعد الكواكب ثم يعودون صغارا في أحلامهم تجرهم ذكرى العربشات الأولى على سفوح الجبال أو مرتفعات الأيام..
وتكبر هواجس الشباب وتتسع خطواتهم وتعلو ضحكاتهم أنهينا بنجاح مختلف الفصول الدراسية تُوجنا ألقا وأحتفلنا وانتصرنا وتباهت بنا الأمهات والأباء والجيران والأصدقاء كم ممتعة أيام الصبا وكم جميلة هي خطوات الحياة العملية الأولى..
تتزوج القصيدة القصيدة وتنجب الأبناء والأحفاد، وتلهو بين خمائل الحدائق المنزلية ضفائر الطفولة من جديد حياة استثنائية أن نلتقي بمن نحب مرتين فتتنازل الكواكب عن منازلها والشمس تدور بلطف تشع خجلا وتنزوي أملا شعاعها يسترسل ناعساً مع خطوات الخريف وتبعثر أوراق الأشجار..
هاهي الحياة تعيد دورتها تحضن أبناءها تتفقد رعاياها ولاتتنازل عن أحد منهم إنهم النبض لحروفها وتبدل طقوسها..يتناوبون تعاقب الفصول والوانها يدونون أحلى القصائد مع بتلات كل ربيع ويرسمون أجمل اللوحات الخريفية فوق خدود الأوراق التشرينية المُسافرة ومع وشوشات الجداول الحالمة التي تتأهب لتكون جليدا وصقيعا فتذوب مطلع اخضرار الأرض تملأ الدنيا سنابل وتروي عطش القلوب التي انتظرت شهورا طويلة ربيع هذي الأرض!

Arouba Shankan 15 / 11 / 2020 10 : 03 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
22
سهام تخترق أوراق الورد في تشرين

تُأجج المشاعر تلك الصورة التي أراك فيها ناعسا حالما تقطف من حقول النرجس بضع بتلات تضعها في سلال الورد ثم تختفي داخل الكوخ الخشبي المعمر حطبا وأشياء ثمينة هي مدخراتك للشتاء القادم حاملا إليك حكايات السمار والمسافرين من السائحين ومحبي الحياة..
أيها العم "جو" كم أبهرتنا بطلتك الريفية البسيطة وملامحك الشفافة التي تحمل في قسماتها عناد فلاح هاجه شوق الأحبة وراق له انتظارهم في البراري الغافية فوق سفوح الهضاب النائية على وفع ناي حزين ترافق قرع أجراس أغنام القرية وبين الدروب والمنعطفات ترافق غيم ضيعتنا المسافر وقد أنهكه حمل أسراب الحمام المهاجر إلى ربيع جهة نائية من أرض هذا العالم..
ترق النسائم التشرينية رغم برودتها تئن شوقا لها تنتظرهم وتسافر إليهم إذا ما أخلفوا موعد عودتهم تعيدهم إلى هُنا بين شطآن الضيعة وصفصافها!
أيتها الضيعة المنسية إليك تعود أسراب السنونو تشاركك حلم عودة الأحبة لأرض البرتقال والليمون لأرصفة الآه والميجانا والعتابا، لأكواخ اللقاءات الأولى فيها وهج الحنين وحرارة القُبل هل تعيد يا ترى هذي الأبواب أقفال القلوب العاشقة تفتحها للحب للأمل للسلام..

في سكون الليل في تشرين، بعيدا عن ضجيج المدن وتكوين المباني وهندسة الشوارع وطلاسم الخطوات التائهة تضج النجوم من تسكعات الوجع تنأى عن عالم المدن الصناعية خلف الضباب تحِط فوق روابي القمر تُشاركه صياغة الضوء تُلهم القلوب نبضات شعرية وتُنير جميع الأكواخ المطلية فيه الدفء يشع يملؤها حيوية ويقظة إنها لاتنام هي في حالة ولهٍ.
أيها العم"جو" تحمل فأسك تزيح الثلج عن درب دارك، تستعد لتوقد فرن الخبز وتنتظر الوافدين كل شتاء تبتسم رغم أوجاع السنين، تُرحب بالقادمين وتحكي لهم حكايات انتظارك على مر السنين تشرب الشاي وتسترسل بالذكريات تغفو وإلى جانبك القط المُدلل يغفو غيرة لانزقاً يُبعد عن مسمعك كل مواء ويعيرك كل اهتمامه رغم دهائه يخشى الابتعاد..

عزة عامر 15 / 11 / 2020 38 : 10 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
لم أشعر يوما واحدا أن شيئا تكتبيه أقل إبداعا مما قد سبق ومما قد يأتي .. دمت مبدعة الأزمنة الثلاث .

Arouba Shankan 05 / 12 / 2020 16 : 02 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
قطعة سكر والماس حزين!
قلبك الماسة كما قطعة سكر تصقلها آنات السنين التي خضناها بعيدا عن وطن عامر بحب أهله يحيا صباحاته نقية كما قلوب محبه، لم تقو الأزمات القلبية على اجتياح مساحات العشق المخضبة وفاء لعشبه الأخضر على امتداد شرايين الولاء والإخلاص..
بين الضلوع وردة ندية تنبض على وقع أنفاس صدقت وعدها وأخلصت بحبها لوطن كان صدر هذا الكون الرحب صباحات شمسه الذهبية حكايات ملحمية ترصف تنسيقاتها خطوات الجباه السمر، تلون مساءاتها تغريدات ناعسة عند عتبات الأهل بين الأزقة التي تحتضن هرولات الأطفال العابثة غير عابئة بأصوات الأمهات"إلى البيت"تصرخ اخت من خلف الستار اتسخت الملابس وأخرى تعتب على الوقت لم مر سريعا وحياكة كنزة الشتاء لم تنته بعد..
يتوقف النبض على وقع الحادية عشر صباحا، عيونه كانت شاخصة باتجاه السماء يغادر جسده منزلنا العتيق أنزوي باكية بعيدا عن المشيعين شعرت بهزات عنيفة تطرق قلبي يداي مرتعشتين كان الموت يرتسم أمامي في هيئة ملحدٍ تارة وفي هيئة ناسك تارة أخرى..
وقعت وردة حمراء من فوق الجسد المسجى أمام العيون المندهشة من وقع الخبركيف لنبض زعيم الحي أن يتوقف عن مراقبة خفافيش الظلام وهي تتربص بحيه المشبع بندى محبيه؟!تماسكت بعض الوقت لألقي نظرة الوعد بالانتقام والثأر ونزلت بين المشيعيين من الدرج المؤدي إلى صالة المنزل المعتق بلسمات مجد تتجذر يومياته فوق كل ركن وزاوية من المنزل أبو المجد الذي اعتلى نعشه أكتاف مودعيه..
غادر منزله الذي أسدل ستائره على حزن طويل لن ينتهي إلا بإخلاء البوم أعشاش الأغصان اليابسة على أكتاف الأشجار التي تتهيأ لاستقبال ربيع ملامحه صافية وأروقته دافئة تزين عتباته ضحكات الصبابا وابتسامات صغار الضيعة..

خولة السعيد 05 / 12 / 2020 00 : 03 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
تعجبني خواطرك المنسابة بجمال

عزة عامر 05 / 12 / 2020 39 : 10 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
مبدعة البوح كعادتك ..

رشيد الميموني 06 / 12 / 2020 54 : 01 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
العزيزة عروبة ..
لو كنت أعلم أن كل غياب لي سيجعلني أجد بعد عودتي كل هذه الروعة لصار الغياب متكررا ..
تعبيرك عن الألم له نكهة خاصة تجعلنا نتأمل في صمت ونرتشف حرفك بكل ما يحمله من معان إنسانية ودلالات عميقة يسكبها قلمك في تلقائية .
طوبى لقلمك وبورك إبداعك
مودتي

Arouba Shankan 11 / 01 / 2021 52 : 12 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
بدونك لا مرح لافرح الحياة هنا أوجاع!

لايوجد ما يشبه بوحك المسائي عند حافة نافذتي الشتوية الثلوج حولنا وموسيقى بيتهوفن تطرق الزوايا تُسر لي بوجعك واُسِرُ لك بحبي قد لاتكون الساعة مواتية لأن أُصرح لك بحبي لكنني وجدتها مناسبة لأبعِدك عن دائرة الأحزان التي تدور فيها ربما سأشعر بشوق ما بينما تمسح أعلى جبهتك المثير وربما شعرت ببعض الراحة بينما يديك تحضنان راحتي!
ستختلجني مشاعر مكثفة وسأبقى مُصِرة على أن أبوح لك بشيء من حبي بينما تصارع أنت نبض مقيت بارد عفن تراكمت قذارته مع الأيام تدانينا تباعدنا لم أزل على عهدي وفيه لشوق عينيك ولم تزل أنت تصارع فساد الوقت بعصبية نبراتها تثيرني وأبقى ملوحة لك عُد الحياة بدون نبضين متضادين محال أن تُعاش.

رشيد الميموني 11 / 01 / 2021 30 : 01 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
من جديد ، يتضوع صباحي بعبير حرفك المتألق الندي ..
فعلا .. متعة قراءة حرفك لا حد لها عروبة .. تنساب كلماتك في عفوية فتعبر بكل بهاء عن مشاعر وأحاسيس أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها في قمة الروعة ..
سلمت وسلم يراعك الخصب الفياض بكل الجمال .
خالص المودة والتقدير
مع باقة ورد تليق بك

عزة عامر 11 / 01 / 2021 05 : 07 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
انسياب الحروف يدعو إلى الخدر ، والذهاب بعيدا حيث فيضان الخيال .

Arouba Shankan 06 / 02 / 2021 23 : 04 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
25
وأعترف ياصديقي، بعد أن خط المشيب ما خط في أوجاع الرأس بأنني امرأة تختلف في طباع انتظار من تهوى لم تتقن فن إيقاعك في حبها واكتفت بأن تكون المرأة الحالمة التي تنتظر فارس لن يأتي تعيش على ذكرى حدث تمضي بانتظا رصدفة تجمعها بلقاء يهديها فارسها نظرة عابرة ويمضي بينما تحتفظ بوردة قطعتها من ساق محاطة بأشواك أدمت أناملها.
تعود لمنزلها وقد أنهكها صبر التحمل ترشف كأسا من شراب يوجز معاناتها ببضعة رشفات لتنتهي الرشفة الأخيرة على شرفتها الشتوية بينما تغريدات البلابل تتضاءل تاركة فوق أغصان مثلجة صدى آهات مُحزنة.
وأعترف ياصديقي، بكم الحزن القابع في صدري لأُسلِم نفسي لأحلام الفضاءات كما زهرة بيضاء تستلقي بنبضها فوق شفاه عاشقة يفوح شذاها يعطر أنفاس العاشقين وصدرها يبحث عن لحظة سعادة تترجى أملا لتسترخي فوق غيمة مسافرة مع ضباب المساءات الفضية وصقيع عجلات الأجياد التي تبحث عن عاشقين عاندوا الطقس وخرجوا لتبادل العناق والقبل.
أعترف ياصديقي، بكم الأوجاع وأنا أبكي عند حواف نافذتي أقبض على قلبي أتلمس أوجاعه في لحظة تبدد فيها قلقي بعد طول تأمل في متاهات الحياة هيأت للنجوم متكئاً زارتني النجوم كل النجوم هبطت أمامي قطع كريستال، تلألألت على ضفاف نافذتي بطقوس أبهجتني كانت كما أراوح مجندة ردت لأحلامي وردية الأزاهير ولأشجاني حلو التعابير استرسلت حالمة ركبت زورقا داكن الزرقة ورحت أنتقم للزوارق الغارقة التي استسلمت لعواصف الشتاء فاحترقت تحت سماء عاصفة تصدعت برقا ورعدا.
بقيت مسترسلة فوق وسادتي أعتلي أمواج أحزاني بسخاء دافىء ألقي بخشوع ما تبقى من دموع بين أحداقي تنطفئ نيران شوقي بترنيمة تواسي قلبي وما يكابده من عناء ارتحالك أيها الصديق اللامبالي بفوضويات شعري فوق أكتافي وأولويات كلماتي التي تحمل روائح الكرز بين حروفها هنا ياصديقي أول حكايتنا هنا ياصديقي نهاية حكايتنا هرمنا ونبض القلب يطرح لوزا وآمالا وردية..وما تغنت به عصافير الغابات عند سواقي الدوالي وصفصاف الفصول المسترسلة ترقرق شلال لتأكيد عهد الوفاء حتى نهايات الدروب الغافية عند حواف النوافذ التي استوطنتها نجوم السماء..
فإلى اللقاء مابعد فصل الصقيع والبرد مابعد فصول الشوق والانتظار..

عزة عامر 06 / 02 / 2021 55 : 09 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
رائع دائما ما تكتبين ، مشعا بالمشاعر والأحاسيس الحالمة .

Arouba Shankan 10 / 02 / 2021 47 : 11 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
26
عزيزتي "حواء"لاداعي للانشغال بتفاصيل الوقت!

أنت لاتُدرك معنى ان تتذوق المرأة أمام مرآتها ساعات طويلة وهي تستعد للقاء نصف ثاني في حياتها تهديه نظرة تبهجه أو ترميه بوردة نيسانية تزيح عن كاهله وجع سنين انتظاره تتحول بين يديه فراشة صيفية تهدي عطرها للأيام تنعش إنسانية الأنثى تُفجر طاقات عشقها ولعا ومحبة وهناء..تحول لحظات حضوره لحقول لافندر تهديه ابتسامة تحتضن عمق نبضه بحيوية تفيض أنوثة تكون باقته في الليالي الماسية بين نجوم السماء المسافرة خلف سحابات صيفية ترتوي من جداول عينيه يشعرها بالأمان تشعره بالحياه..
تكتوي بحنين انتظاره يفاجؤها بصخب حضوره يغضبها بنزق تقليبه الصحف اليومية يشاركها رشف القهوة ثواني معدودات طمعا بأن يحظى بتوقيع عذب من شفتيها عند حواف فنجانها الصباحي المرصع بزهور برية!
تتلفت في الاتجاهات الأربعة لاتجد سوى شبح طيف لرجل لايستحق الاهتمام بحضوره أو مواعيده لم يكن سوى أداة مطواعة لمغريات أبهرت عينيه أبحر في فضاءات الفنادق الفخمة والشوارع الضخمة سرقته العربات الفارهة والزوارق الليلكية والمجالس اللاذوردية بين الدروب المعشقة بياسمين الزوايا وجوري الأرصفة المخملية.

تشعر بالندم على قضاء وقتها أمام مرأة لاتعكس سوى رومانسية أفكارها وطيبة قلبها ورقة مشاعرها إنه لايُدرك شفافية حسها ولا يعي هل ردائها مخملي أم حريري! تشعر بأنه خدعها بارستقراطية مكتسبة لاتمنحه الثقة بنفسه أمام وفاءها أو رقة أحاسيسها.
صحيح أن فضاءات الشبكة العنكبوتية سافرت بأجيال وأجيال، لكن محال لنبض القلب أن يتوقف عن الخفقان وللأفكار أن تتجلد أمام شاشات الحاسوب وصور اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي..
صحيح أن مدارات الكون فسيحة لكنها تضيق لتسكن قلب امرأة تبحث عن طيف يُشاركها الرومانسية لحظات وردية تُبحر في فلكه تدور في مداراته تسكن خياله ولو بضعة دقائق تشده لكيانها لركن تأنس به ويأنس به فلا تشعر بالضيق لانشغالها باختيار الوان حريرية ذات ملمس مخملي تبهر عينيه وتسكن قلبه على مر الأيام..

عزيزتي"حواء"لاتُسرفي بالنظر إلى المرآة ولاتهتمي بتفاصيل اللقاء به ولا تزيني أريكة الصالة المخملية بعبير عطرك الثائر! لربما أخطأت التقدير وكان فتى المساء رجل من الطبقة التي لاتعبأ بعطر امرأة أو بعبير أنثى!


Arouba Shankan 25 / 02 / 2021 44 : 02 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
27
على ضفاف اللون الأبيض
ترسل تباشير أمنياتها فرحا لم تعد تستوعب نزق طفولتها كانت تشعر بشيء من القلق لقد تأخر عنها سنوات لكنها تحلم بعودته وتشعر بحاجته لها عديدة هي الوجوه التافهة التي تلتف حوله وكثيرة هي عبارات الإطراء التي يسمعها من هنا وهناك لكنه في داخله يشعر بفراغ لن يملؤه سوى شخصية عنيدة كما هي إنها تشعر بذلك لكن الحقيقة غير ذلك..
كثيرا ما وعدت مرآتها بآلاف الحكايات تخبرها إياها كل ليلة قبل اكتمال القمر في فضاءاتها الليلية في جلساتها عند حافة شرفتها التي تنتظرها يوميا تسامر النجوم وتغفو على صوت ناي من خلف سواقي الصفصاف يأتيها تطرب لرقة بحته تداعب بكلماتها أوارق يافعة تصرح لها بمشاعرها قائلة:
بعد مرور أعوام على ابتعاده عن آفاقي السريالية أشعر بأن محطات عديدة توقفت في حياتي في زمن خان أمنياتي وسلب أحلامي عذوبتها أدركت قسوة رحيلك تجلدت لم ينصفني الزمان في أي محطة انتظرتك فيها كثيرات يا صديقي يسيرون معك تتجاذب أطراف الحديث معهن تشعرهن بأنوثتهن يتوسدن ذراعك يبتعدن وتبتعد وأبقى أنتظر مواسم الفرح والبهجة.
كن على يقين بأنك في فضاءاتي كما أحلامي أصحو لأنام على تغريدات عباراتك الباسمة لي كل صباح هناك عند جداول الضحكات التي ماهزتها عواصف الرمال وما قهرتها رياح الليالي الشتوية في كانون!
ستظل حاضرا في بالي أذكرك في زحام الوجوه التي انشغلت بيومياتها التي لاتنتهي، وسأظل أنتظرك عند حواف الورد الذي كلل نوافذي أدون فوق أوراقه مأساة قلب أدماه شوك الخيانة حتى اختار العزلة قسرا لارغبة.

Arouba Shankan 26 / 02 / 2021 39 : 12 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
28
للحب مفهوم أبعد من الرومانسية
ذات انتصار ولد مفهوم جديد للحب يدافع عن المثل العليا اندمج العقل والجسد في زوبعة من عواطف متسامحة وصلت ذروتها كانت ماريا مغرومة فقط لكن قلبها متوافق مع عقلها عند غروب الشمس كانت تجلس تحاور شجر البلوط تدون بعضا من خواطرها تبكي تلقي نظرات عشوائية حول البحيرة والسهول والوديان تنكشف صور تسقط كما المرايا المتكسرة فوق صفحة النهر في مسافات مظلمة يُغرقها الغموض تتامل ظلال الأشجار تشعر كأن الشمس لم يعد لها اي أهمية الجليد في كل مكان في المشاعر بين مفاصل الصخور العتيدة على أطراف الغابات إنها تحيا في عزلة قاسية!
فقدت معطفها! لم تدرك ذلك سوى عندما وصلت إلى منزلها الريفي تأملت وجهها الشاحب في المرأة أسدلت ستائر المساء برومانسية أدارت "الغراما فون" تستمع لمعزوفة من القرن الثامن عشر بدأت تشعر بحاجتها إليه تملكها غضب ثائر تطلعت إلى البعيد كانت حقول اللوز الأبعد بينما نبضها يرسل خطاباته الغاضبة إلى هناك لمحت طيفا يقترب بهدوء مثير إليها سارعت لالتقاط شالها الأحمر وألقت به فوق كتفيها خرجت لتستطلع امر الطيف الذي يقترب ببطء مميت خذلتها مشاعرها عادت بتأني كان طيف الأشجار كفيل لاغتيال رومانسيتها وكانت هي أنثى حمقاء تصدق وشوشات الغروب المخادعة!

عزة عامر 26 / 02 / 2021 07 : 03 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
مازلت اتابع إبداعاتك عروبة التي هي كجذوة لا تنطفيء ..دمت مبدعة ..

Arouba Shankan 28 / 02 / 2021 23 : 11 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
29
أذكرك على مر الأيام والسنين!
لن أنسى جميع الأعوام التي مضت والأعوام القادمة وجها بدل حياتي أهداني أشياءً ألفتها مع الأيام رنين ضحكة يرقص لها صفصاف الغابات وعطر تسلل من أعالي الجبال علق بثيابي وبأمنياتي، علق بكل مكان التقينا فيه عناقا ووفاءً.
كلما مررت على كتاب تبادلنا قراءته أجد أحاديثك حول تبدل طبيعة الإنسان والظروف التي تساهم في تغيير تفكيره أذكر كيف خبأت بين عالمك عالمي الصغير وأغفلت أحاديثي النسائية لأذوب بعنفوان رجولتك لأتبنى حضورك في كل مكان وفي كل زمان شيء ممتع أن تمتلك امرأة دفاتر مواعيد حبيب لايبالي باهتماماتها اليومية به!
أتذكر رحلتنا إلى الشرق الأسيوي هناك"كنوز" لم تكتشف بعد وكيف تاهت في الصدى نداءاتنا للحياة للحب وللأيام القادمة بان تكون رؤوفة بنا تهدينا الأفضل والأجمل.
أتذكر أول أيام رمضان وهاتفك يرن لجانبي بعد الساعة الحادية عشر بدون فنجان قهوة ورائحة الجوري عالقة بين أنفاسي أهديك تحية الصباح ونتبادل التهاني الوردية وادعوك لحفل شواء على مائدتي عند رفع آذان المغرب يلسعني صاج الشواء تحضن دمعي وأتعجل الإفطار!
أذكر قدوم فصل الشتاء وبرودة الطقس وكيف سرق مني معطفي الثمين سارعت لشراء ثان لي وضعته فوق كتفي بحنان بالغ شعرت بأنني امرأة تخطت الأربعين على عجل استوعبت رغبتك كرجل واستوعبت انوثتها بنضج تام.
أذكر كيف حاولت استفزاز غيرتك وارتكبت حماقات جعلتك تغضب مني لكنها صبينات أنثى لاتعرف ما هي علامات الحب ولاتعرف ما هي حدود التدخل بحرية الطرف الآخر.
مرت السنوات! هاتفك الجوال مغلق ورنين ضحكتك آه من ضحكتك كم كانت تثيرني تلاشى صداها لم أعد أسمعها كم كانت تؤنسني كنت اعشقها نأت ومختلف الأمكنة التي جمعتنا صارت موحشة وفساتيني التي كنت التقيك بها ها هي في خزانتي اشتاقت حضورك مازال عبق عطرك الآتي من غابات الكرز بين ثناياها إنها غير عابئة بمرور الزمن كما قلبي وفي لذكراك مدى الدهر.

Arouba Shankan 28 / 02 / 2021 24 : 11 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
لكل من مر وقرأ وترك تعليقا خالص محبتي وتقديري
مودتي للجميع

Arouba Shankan 05 / 02 / 2022 48 : 04 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
30
حديث التحدي والحنين:

الأرض الأم، هاهي مليئة بالدماء، سخية بالعطاء!أرض جماعات واتجاهات وجنسيات تخطت الآفاق، أرض الفرات وبردى والعاصي، أودعناها الكثير من آمال وأحلام، من أمنيات وصداقات، أسرجنا خيولنا، وامتطينا الريح، جادت أمطارها بكل خير نبت زرع، ونبت قمح، واخضوضر العشب، شاركنا بجع البحيرات الرقص الرشيق، وشاركنا عصافير الحقول وفراش البساتين الغناء ومتعة التحليق.
نشعر دائما بالحنين لهذه الأرض، تاريخها يتبعنا، من قلاعها حتى أقلياتها التي استوطنت ربوعها أمنت و تقربت من مختلف المجتمعات فيها وتنعمت بخيراتها وحلقت في فضاءات حريتها أدبا وإبداعا، علماً وتنويراً، ليس هناك مايستحق الوفاء كما الأرض التي وهبتنا الحياة والانتماء، مختلف الأماكن فيها بكبريائها وبأوجاعها هي تمنح نكهة خاصة في كل متنفس فيها.

Arouba Shankan 06 / 02 / 2022 26 : 03 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
31

دعنا نحب الحياة..فنعيش أحباباً
رحلت!فأودعت في قلبي مختلف المشاعر من أحزان وقلق وترقب، لم أستسلم لليأس تمسكت بكل ماهو جميل بيني وبينك فقط لتعود، وأيقى برفقة صوتك لحن الصباح، وحلم المساء..ما أتعسني من امرأة تحيا على أمل أن تتلاشى صور التشاؤم من ذهنها فترضى بعودة سرمدية لطيف رحل إلى فضاءات نائية، تاركاً في ذهني أجمل الأماني، وأحلى الصور عن ماض جمعنا أحباباً ولم يزل.
أحببنا الحياة ذات طفولة، وحضنت شوارعنا خطواتنا وتطلعاتنا، تبادلنا نخب نجاحاتنا، ورقصنا حتى خيوط كل فجر كلل أمانينا ورديةً، ضحكنا، فرحنا، وبكينا، تسابقنا الطموح، وصعدنا سلم المجد، تبادلنا العناق وكما طارحتني أجمل الكلمات أهديتك أرق العبارات، كم كان صعباًوداعنا بعد كل هذه الروائع، وكم كان غريباً أن ننسى بسرعةٍ وبدون عودة!
سنوات مرت ولا أعلم أي فضاءٍ ضمك، بعيد أم قريب أنت عن أيامي، النتيجة واحدة، تكهنات وترقب وعذاب..جربت حب الحياة برفقتك سرقوا أمن النوم فن أجفاني، رموني بحجارة الحقد والحسد، ها أنت ابتعدت كما مدينتي وبقي اليأس شبح يخيم فوق أمسياتي في الغربة، أبكي ألمي وحيدة، أنتظر عودة جوادك، نُحِب الحياة، نعشقها، نفرح نضحك، نتبادل عبارات التفاؤل والأمل من جديد...

عزة عامر 07 / 02 / 2022 25 : 03 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
ونبقى كلماتك غضة تترونق وتتألق كلما مضى العمر بنا !!
دمت مبدعة عروبة ..

Arouba Shankan 07 / 02 / 2022 56 : 10 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
https://alumniyat.net/4779558

Arouba Shankan 04 / 03 / 2022 19 : 02 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
32
أُمسية لاتستحق الذكرى:
وترحل عبارات المجاملة وتختفي مختلف الصور التي تذكرنا بهم، فلايبقى سوى أُمسياتهم وكمشة ياسمين من عبق حضورهم الذي كان هُنا..
نُهديهم آيات حُبنا عناقيداً وعناقيداً، نُهديهم وفاء قلوبنا نبضاً نبضاً، نحتمي بوعودهم من عصف الأيام كانوا هُنا، أجل كانوا هُنا، ثم رحلوا على غفلة من ابتسام الساعات، وقبل حضور الربيع لهذا العام خانتنا أيام العمر، نسينا أن نكبر، نسينا وسط تداني قلوبنا، بأن خلف كل لقاء لابد وأن هُناك وداع وعقب كل ضحكة دمعة وشيئاً من مرارة!
نسينا بأن العمر لحظات نمضيها برفقة من نسعد بوجودهم، إن تغيبوا لنا ذكراهم ولنا عطر أنفاسهم ..
نسينا بأن الحُب هو أسمى الأشياء التي يمكن أن تُخلد في هذه الحياة..
رحلوا، وبرحيلهم تأمل دون انتظار، لقد كانت الدنيا بحضورهم آمالاً وياسميناً وعقود ياسمين..
لاشيء يستحق الذكرى، لاشيء يستحق الوفاء
فوداعهم لن يعقبه أي لقاء!

Arouba Shankan 08 / 03 / 2022 27 : 11 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
33
كثيرة هي أحلام المراهقة، وآمال الصبايا التي تدفع الكثيرات لتعلم مختلف أنواع الفنون والحِرف ..
كبيرة هي تطلعاتهن لبلوغ أعلى المراتب وأفضل المواقع، يحلمن بمنزل أنيق مبني على اطراز العصري وبسيارة فارهة
وبفارس أو ربما بدون فارس،، يمضين الحياة صخباً وآمالا وردية..
عندما كبرت، أيقنت بأن هناك أشياء كثيرة تعلمتها أهم من اواني المطبخ العصرية، والصالونات الأنيقة
أهم من حفلات الشاي والزجاج اللامع.. أشياء أهم من طول شعري، ولون عيوني، ونبرة صوتي..
أشياء أهم من نظرة الناس لي، ومن رجل أفني عمري لأجله..
أشياء أهم من إتقاني لفن الطبخ، وإلقاء التحية..
تعلمت أن أكون قوية، وأن أكون سكن للضعفاء.
سخية بمشاعر المودة والعرفان..
تعلمت أن أكون وطن الرجل، وجبين كبريائه
تعلمت أن أثق بالمستقبل، وبأن الله رفعني، ليكرم أمتي بي..
تعلمت، وسافرت، والتقيت به، عشت تجاربي، أخطأت وصوبت، حلمت وخططت ونفذت..
وأبداً لم أسئ الظن به، لم أنتظر فارس أحلام ينتشلني، لأنني كنت الفارسة لنفسي ولغيري، تعلمت قواعد الفروسية وغيرت حياتي..
قرأت، وكتبت، وألفت، وأيقنت بأن حكايات الأميرة النائمة التي كنت أشغله بها، غير موجودة على أرض الواقع، وبأن عودته سراب، وبأني منشغلة عن الواقع بالخيال..تعلمت بأن شهرزاد حكاية وهمية وبأن شهريار منشغل عنها بتأليف روايات لصبية شغلته تقوقعت ضمن ساحات كبريائي بكل عنفوان فرغم مختلف فنون الفروسية التي تعلمتها وأتقنتها، ورغم مختلف الأوسمة وشهادات التقدير التي نلتها..مازلت أجهل قواعد الاحتفاظ بقلبه لي وحدي.


:nic43:

عزة عامر 09 / 03 / 2022 08 : 01 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan (المشاركة 265645)
33
كثيرة هي أحلام المراهقة، وآمال الصبايا التي تدفع الكثيرات لتعلم مختلف أنواع الفنون والحِرف ..
كبيرة هي تطلعاتهن لبلوغ أعلى المراتب وأفضل المواقع، يحلمن بمنزل أنيق مبني على اطراز العصري وبسيارة فارهة
وبفارس أو ربما بدون فارس،، يمضين الحياة صخباً وآمالا وردية..
عندما كبرت، أيقنت بأن هناك أشياء كثيرة تعلمتها أهم من اواني المطبخ العصرية، والصالونات الأنيقة
أهم من حفلات الشاي والزجاج اللامع.. أشياء أهم من طول شعري، ولون عيوني، ونبرة صوتي..
أشياء أهم من نظرة الناس لي، ومن رجل أفني عمري لأجله..
أشياء أهم من إتقاني لفن الطبخ، وإلقاء التحية..
تعلمت أن أكون قوية، وأن أكون سكن للضعفاء.
سخية بمشاعر المودة والعرفان..
تعلمت أن أكون وطن الرجل، وجبين كبريائه
تعلمت أن أثق بالمستقبل، وبأن الله رفعني، ليكرم أمتي بي..
تعلمت، وسافرت، والتقيت به، عشت تجاربي، أخطأت وصوبت، حلمت وخططت ونفذت..
وأبداً لم أسئ الظن به، لم أنتظر فارس أحلام ينتشلني، لأنني كنت الفارسة لنفسي ولغيري، تعلمت قواعد الفروسية وغيرت حياتي..
قرأت، وكتبت، وألفت، وأيقنت بأن حكايات الأميرة النائمة التي كنت أشغله بها، غير موجودة على أرض الواقع، وبأن عودته سراب، وبأني منشغلة عن الواقع بالخيال..تعلمت بأن شهرزاد حكاية وهمية وبأن شهريار منشغل عنها بتأليف روايات لصبية شغلته تقوقعت ضمن ساحات كبريائي بكل عنفوان فرغم مختلف فنون الفروسية التي تعلمتها وأتقنتها، ورغم مختلف الأوسمة وشهادات التقدير التي نلتها..مازلت أجهل قواعد الاحتفاظ بقلبه لي وحدي.


:nic43:


لامستني كلماتك عروبة للحد الذي تصورت فيه نفسي والكثيرات ، غير أني ينقصني الكثير من العلم ولازال يشغفني الإطلاع ، والتطلع برغم العمر الذي مضى ، ولكن استوقفتني عبارة واحدة ، تقولين فيها ( مازلت أجهل قواعد الاحتفاظ بقلبه لي وحدي ) سؤال تسألته الكثيرات .. واسمحي لي أن أحييك من خلال قصة قصير ، وجملة أقصر ..

كان فيما مضى ، امرأة من الطراز القديم ، ليس في طريقة ارتداء ملابسها ، أو أسلوب حديثها ، أو طريقة تفكيرها ، بل من الطراز القديم في الحب ، لم تستقيه من لغة ، أوفكر ، أوثقافة ما ، بل استقته من فطرة استمرت ردحا من الزمن ، بحكم نشأتها ، هي لا تعرف بل ولا تعلم سواه ،كانت هي الطريقة الوحيدة التي تفهما تلك المرأة ، كانت إذا أحبت عميت إلا بذاك الحبيب ، ولسؤ حظها لم تجد من الحبيب ذلك العمى الذي يبقيها على تلك الفطرة الجميلة ، بل وجدت ما لم تتمناه ، وما لم تتوقعه أيضا ، فجفت شيئا فشيء ، حتى صارت كالزهور المجففة تبدو جميلة لكن بلا روح ، وعندما استفاق الحبيب المزعوم على خدوش كانت تنال من يده ، ونفسه ، كلما حاول الإقتراب منها !! هنا فقط بدأ يتعجب أين الزهرة النضرة المغرمة ،العاشقة ؟! لما لملمت شذاها ، واقتصرت به على ذاتها ؟! بحيث لا أشتمه إلا عن كثب شديد منها ويكاد لا يفوح بعبق !! ودون ذلك لا عطر يملأ المكان !! بكى كثيرا ، لما حاول سكب الماء فوق جفافها لينعشها من جديد ، بكى !! لكنه تفاجيء أنها ما عادت تظمأ ولا تروى بماء ، بل كانت تتبلور قطراته وتنزلق بسهولة من فوق أوراقها ،والتي بدت مبتسمة للماء ابتسامة باهتة وهي تراه يجري ليسقط عبرها تاركا إياها صلدة ، وكأنها تردد بعينيها باستنكار ، أين كان فيض سحاباتك ، حين كانت تحضر مني الحياة ؟! فات أوانك يا للأسف !! وهو جالس إلى جانبها يسكب زجاجات العطر فوق رأسها محاولا إعادتها إلى الحياة .. هي قصة كل امرأة أرادت الحب وتزوجت من رجل لا يستطيع له سبيلا ...
ولكن يا سيدتي .. لنخرج من المأسآة للأبد ، ونقول كيف تحتفظين بقلبه لك وحدك ؟؟ إنهما القاعدتين الأكثر فاعلية للإحتفاظ بقلبه لك وحدك :
ألا وهما ( الأمان الآسر ، والحنان اللامتناهي ) بشرط واحد أن يكون ممن يستطيعون فهم لغة التبادل ، أو التراشق بالعشق والمودة والتقدير ..

أستمتع بكل ما تكتبين عروبة ، أرجو أن تروقك مداخلتي ، وأن تعجبك القصة المأساوية التي استهللت بها حديثي ، والوصفة الأكيدة !!
أسعدك الله بمن تحبين وأسعده بك ..
مودتي . وباقات الزهور اليانعة ..

Arouba Shankan 19 / 03 / 2022 42 : 11 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
34
• أعود إليك وقد ضاع عمري في رسم تفاصيل الزوايا المحترقة شوقاً بأوراق الشجر المسافر فصولاً زمنية أرهقتني أعباء الأمس أرهقتني بحة الناي يشدو لحن شوق تاركا حنينا بين الضلوع..أعود إليك وقد أتعبني ضنى الانتظار، فوق أرصفة المحطات أُفتش عن مرفئ آوي إليه رغم خراب أطلالك مازال في الزمن بعثرات طيف يرمم رماد ما انطفئ..
• آه دمشق، ضجت الذكرى، وثورة الحنين تشعل فوق جدار الزمن آنات شوق، متى نلتقي؟أيها العمر عجل بي إلى مراسي مرافئها غالية هي، استنفذنا صبرنا، نسأل متى العودة.؟فيها تركنا أعباء الأمس وتراكم الذكريات بحلوها ومرها، غادرنا مقاعد الطفولة إلى عالم فسيح أوجع القلوب وأدمع العيون لنسال الزمن بضع دقائق لقاء وفرح..
• استيقظ فوق ركامها أحلام الأماني، خراب في الجزء العلوي من منزلي، وحريق في شارع مجاور، اقتلعوا الشجرة العتيقة حقداً وكراهية لكنهم لم يجرؤو على اقتلاع حبها من أعماقي الملتهبة إيماناً بمآذنها، لم يقوو على جز أصوات كنائسها من مسمعي..لم يقتلعوا أسوار قلعتها العنيدة، لم يسحبوا من أعماقنا فخر الانتماء..
• نعود إليك كما أسراب الحمام الموله بعشق أعشاشه فوق أسراب العمر، وقد خبأ فيها مشاعر هامت حتى الثمالة في هوى السماء الأبية، نعود إليك وبين الأكف روائح الأرصفة العتيقة، وبنفسج الغوطة العتيدة..نعود إليك وبين جعبتنا مئات من القصائد التي تغنت بمجدك الذي أبى أن يهوى فكنت الأبية وكنت العزيزة، وكنت الشامخة يادمشق.

Arouba Shankan 20 / 03 / 2022 04 : 02 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
35
إلى معلمينا في يوم عيدهم:
• يستحق الذِكر من صان أمانة الكلمة، فجعلها نبراساً يهتدي بها الأجيال، معلمي المراحل المختلفة الذين زرعوا في الطلبة الثقة، رفعوا من القيم النبيلة في النفوس، فكانوا مشاعل نور تهتدي بهم الطفولة والشبيبة بناة المستقبل الواعد..
أبحرنا في سفن علمهم، نهلنا من العلم والمعرفة بإشراف خبرتهم، حولوا الرجاء إلى امل واليأس إلى تفاؤل..
كنا تلامذة مجدين، وكانوا في نظرنا بناة حقيقيون..زرعوا الثقة بداخلنا ـ تغلبنا على رعشة الخوف ـ واحمرار الخدين خجلاً نهلنا من منارات علمهم وكانوا على طفولتنا المستأمنين..
• حملنا القلم وبه حققنا أحلام الصبا، ملأنا الكُراسات نثراً وأشعاراً، علمونا حل مشاكلنا بكل قوة وعزيمة وثبات، سرقنا منهم حب القراءة وعندما نضج الطفل بداخل كل منا سمونا بأخلاقنا فتخطينا آفاق حدود هذا الكون..عبرنا عن حب الوطن بعبارات صادقة صوبوا لنا جمل الإنشاء بحماس ومحبة..
• زرعوا في أرواحنا سنابل محبة، علمونا أن نُحب هذا الوطن الكبير، فنما بداخلنا روح التضحية، عشقنا رايات العز تسابقنا على زرعها خفاقة شامخة فوق الروابي الراسخة كبرياء وعنفواناً، أهديناهم تقديرنا وولاءنا المُطلق زرعوا أوسمة الفخر فوق صدورنا، فأقسمنا ان نكمل الرسالة ونصون الأمانة ونحافظ على وصايا المعلمين الأوائل في حياتنا..
• كبرنا، ومازلنا نحتفظ باحترام الإنسان ـ الذي سهر لأجل أن نرقى بمراتب العلم ـ يهدي إلينا أعلى العلامات مع تمنياته لنا بمستقبل زاهر، يُخلد أسماءنا في لوحات الشرف نتباهى بها ونسمو أمام الرفاق..كبرنا، ومازلنا كلما فاض الدمع بأحداقنا نعود لنصائح الدرس الأول وتوجيهات المعلم الأول بكل تقدير واحترام..
• يستحق إكليلاً من جوري الشام..من طوع القدر لنا..ومن سخر قدراتنا لأجل هذا الوطن على امتداد آفاقه من المحيط إلى الخليج..يستحق كل الوفاء من عبرنا معه إلى النجاة..سلحنا علما ومعرفة..ولدى نيل شهاداتنا كان المهنئ وكان المعلم وكان القائم على توزيع الشهادات والمناصب وكل بما يليق به..
• في يوم المعلم العربي، تحية لمعلمي الصفوف الأولى والدي ووالدك، من ضحى لأجل أن نرقى يستحقون كل تبجيل واحترام وتقدير..
:nic54::nic54::nic54:

عزة عامر 20 / 03 / 2022 13 : 02 AM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan (المشاركة 266107)
34
• أعود إليك وقد ضاع عمري في رسم تفاصيل الزوايا المحترقة شوقاً بأوراق الشجر المسافر فصولاً زمنية أرهقتني أعباء الأمس أرهقتني بحة الناي يشدو لحن شوق تاركا حنينا بين الضلوع..أعود إليك وقد أتعبني ضنى الانتظار، فوق أرصفة المحطات أُفتش عن مرفئ آوي إليه رغم خراب أطلالك مازال في الزمن بعثرات طيف يرمم رماد ما انطفئ..
• آه دمشق، ضجت الذكرى، وثورة الحنين تشعل فوق جدار الزمن آنات شوق، متى نلتقي؟أيها العمر عجل بي إلى مراسي مرافئها غالية هي، استنفذنا صبرنا، نسأل متى العودة.؟فيها تركنا أعباء الأمس وتراكم الذكريات بحلوها ومرها، غادرنا مقاعد الطفولة إلى عالم فسيح أوجع القلوب وأدمع العيون لنسال الزمن بضع دقائق لقاء وفرح..
• استيقظ فوق ركامها أحلام الأماني، خراب في الجزء العلوي من منزلي، وحريق في شارع مجاور، اقتلعوا الشجرة العتيقة حقداً وكراهية لكنهم لم يجرؤو على اقتلاع حبها من أعماقي الملتهبة إيماناً بمآذنها، لم يقوو على جز أصوات كنائسها من مسمعي..لم يقتلعوا أسوار قلعتها العنيدة، لم يسحبوا من أعماقنا فخر الانتماء..
• نعود إليك كما أسراب الحمام الموله بعشق أعشاشه فوق أسراب العمر، وقد خبأ فيها مشاعر هامت حتى الثمالة في هوى السماء الأبية، نعود إليك وبين الأكف روائح الأرصفة العتيقة، وبنفسج الغوطة العتيدة..نعود إليك وبين جعبتنا مئات من القصائد التي تغنت بمجدك الذي أبى أن يهوى فكنت الأبية وكنت العزيزة، وكنت الشامخة يادمشق.

ستعود يوما عصافير الزمان إلى أوقارها ..وكل شوق للوطن يصبح عناق ...
جميلة في رسم الحنين إلى الوطن ونثر الأشواق رسائلا حروفها اتقاد ...

رشيد الميموني 04 / 06 / 2022 39 : 04 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
تبدعين عروبة في وصف الحنين وكل الأحاسيس ..
أفتقد حروفك في كل ملف من ملفاتك ..
أنتظرك

رشيد الميموني 08 / 09 / 2022 50 : 06 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
ما زلت أفتقد حضورك هنا عروبة ..
شفاك الله وعافاك .

ليلى مرجان 09 / 09 / 2022 23 : 01 PM

رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
 
ومن منا من أهل "النور" لم يفتقد الأديبة عروبة؟
راسلتها كم مرة على الخاص ولا مجيب، عساها بخير وأملنا في قراءة جديد إبداعها.


الساعة الآن 35 : 05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية