منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جمهورية الأدباء العرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=374)
-   -   عش رشيد الميموني الدافئ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14437)

ناجية عامر 24 / 11 / 2016 56 : 11 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
جعلها الله عودة ميمونة أستاذ رشيد
مليءة بالعطاء
لك احترامي و تقديري

رشيد الميموني 25 / 11 / 2016 04 : 12 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عامر (المشاركة 220244)
جعلها الله عودة ميمونة أستاذ رشيد
مليءة بالعطاء
لك احترامي و تقديري

ربي يسعدك أختي الغالية ناجية ..
ممتن لك على هذا التجاوب الذي رافق كتاباتي منذ البداية .
عودتك أجمل وابهى ..
ربي يشفيك ويعافيك معافاة دائمة إن شاء الله
محبتي وتقديري

رشيد الميموني 21 / 01 / 2017 19 : 03 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]لم أرفع عيني فورا كما كنت أفعل سابقا عندما كنت أستسلم للهفة .. لهفة أضناها طول الانتظار .. صرت أتوجس من كل شيء حتى أحلى المفاجآت التي يمكن أن يحملها إلي ظهور هذا الظل الأنثوي المنبعث عن يميني .. تعودت مؤخرا أن أتلقى صدمة بعد أخرى وأن أتحمل على مضض فراق مر مذاقته بعد وصال خاطف .. بل إني بدأت أشك في أن من تزورني من الغيد مجرد أضغاث أحلام ..
أتلفت نحو أشيائي المحيطة بي في صمت مهيب فألمح حيرتها ووجومها ..وأغمض عيني لعلي أتأكد من يقظتي ثم أفتحهما لأجد ألا شيء تغير .. ولو كنت في حالة نفسية مغايرة لما أنا عليه الآن لوجدت نفسي أنط بين التلال والربى وأتسلق شجرتي لأنظر إلى الأفق الأزرق البهيج ثم أهرع نحو المرج المجاور للشلال وأستلقي في نشوة على العشب الملون بشقائق النعمان وكأنها شفاه تبتسم ..
شعرت لأول مرة بالوحدة .. وكنت أخشى أن تنظر أشيائي إلى عيني فتفضحني نظراتي الزائغة وتحس بالإحباط والمرارة .. كيف لي ان أشعر بالوحدة وشجرتي لا تفتأ تتمايل أغصانها حانية برقة ؟ وكيف لي أن أستسلم لهذا الشعور ومنبعي لا ينقطع تدفقه ليمنح نهري خريرا متواصلا وكأنه يترنم لي بأحلى الأغنيات ..
وكيف أنسى أن كوخي هناك على التلة يهفو لاحتضان جسدي العليل دوما فيمنحه من دفئه وسكينته ؟
والكهف ؟ .. والصخرة هناك تطل علي بحنو ؟ .. أشعر باستيائها لعدم مروري قربها والجلوس عليها .
وفي غمرة اهتمامي بأحاسيس أشيائي ، شردت عن الظل الواقف بجانبي وكأنه ينتظر ردة فعلي .
استجمعت شجاعتي ورنوت ببطء إلى القامة الهيفاء وأشعة الشمس تطل من ورائها حاجبة عني ملامح الوجه .
وأستطيع الآن أن أقول بلا تردد أن الوجه الذي رفعت عيني إليه كان شبه مألوف لدي لكني لم أجشم نفسي عناء تذكر صاحبته .. فقد كان يجمع في آن واحد جمال الغادة وبساطة حليمة وخيلاء دنيا ..
كانت هنا .. واقفة بكل شموخها .. بدا لي وجهها المستدير كبدر يعلو كبد السماء .. التقت عيناي بعينيها فسرت في جسدي قشعريرة .. كان فيهما جاذبية .. تميلان للكبر .. لكن أشد ما جذبني إليهما هو ذاك النداء الخفي للغوص في بحرهما الذي بدا لي عميقا لا قرار له .
كان كل شيء فيها ينطق بالبهاء .. حتى اني سهوت عما حولي فلم اعد أسمع شيئا أو أرى شيئا .. كل صوت تلاشى وكل ما كنت انظر إليه اختفى وكأني فقدت الوعي وانسقت بدون إرادتي إلى متاهة لا حد لها . لكن الشيء الأكيد هو أني ، سواء غبت عن وعيي أو صحوت فلن أستطيع وصفها رغم ما يشهد لي من براعة في ذلك .. فشعرها الكستنائي المنسدل على كتفيها وعيناها النجلاوان وشفتاها الشهيتان ، كل ذلك ألجم لساني وأخرس كلماتي فالتزمت حروفي الصمت في خشوع تام .
ها قد بدأ فصل آخر من فصول عشقي .. فهل سأكون في مستوى هذا البهاء ؟ وهل سأكون كفؤا لما حظيت به أم أني سوف أبقى نزقا على مر العصور ؟[/align]

محمد الصالح الجزائري 21 / 01 / 2017 39 : 03 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]..وتستمر المتعة المرشوشة بدفء الحرف البهي ، في العش الدافئ لأحب جار ، الأستاذ رشيد ، !! دهشة الحرف..شاعرية المكان..رومنسية الوصف..شلال من الإبداع! ما أجمل أن نعود إلى حميمية اللحظة في عش الميموني ، الذي يتسع لكل الأرواح الطيّبة!!برودة الشتاء ، ووحشة النصوص ، قادتني ، أخي رشيد ، إلى هذا الملاذ الطيّب أهله ![/align]

عزة عامر 21 / 01 / 2017 20 : 04 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
إنسيابية الحرف ، وروعة المشهد تضطرني ، لمواصلة التحليق فوق ذلك الشلال المتدفق ، بالرومانسية الحالمة .. دام لك الإبداع أخي.

رشيد الميموني 21 / 01 / 2017 17 : 01 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 222461)
[align=justify]..وتستمر المتعة المرشوشة بدفء الحرف البهي ، في العش الدافئ لأحب جار ، الأستاذ رشيد ، !! دهشة الحرف..شاعرية المكان..رومنسية الوصف..شلال من الإبداع! ما أجمل أن نعود إلى حميمية اللحظة في عش الميموني ، الذي يتسع لكل الأرواح الطيّبة!!برودة الشتاء ، ووحشة النصوص ، قادتني ، أخي رشيد ، إلى هذا الملاذ الطيّب أهله ![/align]

أخي وجاري الأحب ..
مرورك الكريم وتجاوبك الحميمي الرائع كفيلان بجعل كلماتي تتأجج من جديد وتندفع كالسيل .. لا شيء يردعها ولا يكبح جماحها .
دمت لي مشجعا وسندا لحرفي .
محبتي بلا حدود

رشيد الميموني 21 / 01 / 2017 21 : 01 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 222464)
إنسيابية الحرف ، وروعة المشهد تضطرني ، لمواصلة التحليق فوق ذلك الشلال المتدفق ، بالرومانسية الحالمة .. دام لك الإبداع أخي.

ما أجمل أن تلقى كلماتي كل هذا الثناء ..
وما أروع أن ينال حرفي المتواضع كل هذه الحفاوة ..
شكرا لك من كل قلبي عزة ..
كوني دوما بالجوار ..
مع خالص مودتي .

البهلول يوسف 22 / 01 / 2017 11 : 12 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]والله يا أخي يا رشيد حلو هذا الكلام.. وأحلى شيء فيه أنك جعلت النثر مثل الشعر..
صحيح أنا بهلول، لكن أعجبك.. أنا بهلول مثقف وأحب الكلمة الحلوة والجملة الحلوة..
الله يعطيك العافية ويسلّم يدك ويحمي لك عشك يا رب..[/align]

رشيد الميموني 22 / 01 / 2017 24 : 02 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البهلول يوسف (المشاركة 222503)
[align=justify]والله يا أخي يا رشيد حلو هذا الكلام.. وأحلى شيء فيه أنك جعلت النثر مثل الشعر..
صحيح أنا بهلول، لكن أعجبك.. أنا بهلول مثقف وأحب الكلمة الحلوة والجملة الحلوة..
الله يعطيك العافية ويسلّم يدك ويحمي لك عشك يا رب..[/align]

الأحلى هو تواجدك هنا أخي البهلول الرائع .
طبعا ستعجبني دوما .. فهطولك على اي متصفح يكسبه مرحا وبشرا ..
دمت بكل المحبة .

رشيد الميموني 10 / 02 / 2017 32 : 01 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]كعادتي حين تغمرني فرحة أو اشعر بانتشاء ما ، أتلكأ في استعجال لحظات الفرح تلك وكأنني أريد أن أتذوق طعمها كما أتذوق شهدا .. قطرة قطرة . شبح ابتسامة على شفتيها كان كفيلا بأن يشجعني على وضع حد لهذا الصمت الذي طال أكثر مما يجب .. لكني لم أنبس ببنت شفة ربما لأني لم أجد ما اقوله في حضرة البهاء الذي أصابني بحالة من الشلل العام .. فجاء صوتها الرخيم لينتشلني من حيرتي وارتباكي :
- هل ستظل هنا إلى ما لا نهاية ؟
هي دعوة صريحة لمرافقتها عبر هذه التلال الممتدة من وراء المنبع والتي تبدو متموجة في انحدارها نحو الوادي .
- طبعا لا .. لكني خلوت لنفسي كي استجمع أفكاري ..
- وهل هناك ما يسبب تشتتها ؟
لم أحر جوابا في البداية وظلت عيناي مشدودتين إلى شفتيها وكأنهما تعزفان لحنا ..
- الخلوة تساعدني على التركيز .. أريد أن أكتب شيئا .
- أعتذر إن قطعت عليك هذه الخلوة .
- بالعكس .. سعيد أنك هنا .. تعالي أريك شيئا .
أخذت بيدها كي أساعدها على تجاوز صخور المنبع الناتئة وسط المياه الصاخبة .. سرت في جسدي قشعريرة لا أدري إن أحست بها هي أيضا .. كنت أنظر إليها خلسة وفكري شارد .. هل كنت اقارنها بواحدة ممن عرفت من الغيد ؟ من تكون ؟ .. في صفاء عينيها وبشرتها القمحية وتلقائيتها كنت أرى حليمة .. لكن أين مني حليمة البدوية البسيطة بمنديلها المخطط بالأحمر والأبيض و"شاشيتها" التي تذكرني بأهالي المكسيك ؟ ..
أنا الآن برفقة أنثى جمعت بين البساطة والأناقة المفرطة .. في جمالها ما يوحي بعزة النفس الخالية من كل تكبر أو خيلاء .. لكن الصوت والبشرة و تلك النظرة البريئة ، كل ذلك كان يصرخ نيابة عنها "أنا حليمة .. "أنا حليمة"
أوغلنا في مسلك ضيق بين الأشجار ونبات الصبار وأشرت لها بألا تتكلم ثم أدنيتها من وكر يمام به فراخ خرجت للتو من بيضها . وعلى عريش بالقرب منهما كان زوجان من اليمام ينظران إلينا بفضول وتوجس .
التفت إليها لأجدها تنظر إلى العش شاردة الذهن .. ما الذي يجعلها سارحة هكذا ؟ أهي الأمومة التي تحركت في أعماقها دون وعي منها ؟ جذبتها برفق :
- تعالي .. لندع اليمام حتى لا ننغص عليها طمأنينتها .. اكتشفت منذ يومين الوكر قبل أن يفقس البيض وخفت عليها من الثعالب فصرت أقضي بعض الوقت بالقرب كي أمنعها من الاقتراب .. وها أنت ترين .. كللت جهودي بالنجاح ورأت الفراخ النور .
- ذكرتني بما كنا نفعله مع سرب الحمام في حظيرتنا ...
توقفت عن الحديث وكانها باحت بما لم تكن تريد قوله .. لكن الوقت كان قد فات .. تخضبت وجنتاها بلون فاق الشفق احمرارا . لكني لم أبد اي رد فعل لبوحها واستمررت في الصعود جاذبا إياها وهي مستسلمة حتى وصلنا صخرتي المتلهفة لحضوري دوما ..
- صخرتك هذه ولا شك ؟
- نعم يبدو أنك تعرفين اشيائي واحدا واحدا ..
وضحكت .. فابتسمت لتعاود الحمرة وجنتيها .
تحت أقدامنا بدت القرية وديعة كعادتها .. وعن يميننا كان زوج اليمام لا يزال في مكانه يحرس الفراخ ويلتفت بين الفينة والأخرى يمينا وشمالا ..
وفي لحظة تلاقى منقاراهما وكأن زوال الخطر الذي أحساه ونحن بالقرب منهما اشعل في نفسيهما رغبة العشق فصار رأساهما الصغيران يتمايلان دون أن ينفصل منقراهما ..
كان لمنظر الغروب وعشق اليمام والسكون الذي يعم الأرجاء أثر في مشاعري نحو من تجلس إلى جانبي .. استدرت نحوها لأجد حمرة وجنتيها صارت قانية .. هل كانت تشعر مثلي بهذا الإحساس الغريب وزوج اليمام يتبادل العشق في طمأنينة ؟
لا أدري كيف امتدت يدي تطوق كتفها وأنظر إليها محدقا فى عينيها النجلاوين .. شعرت بارتعاشها والشمس ترسل آخر أشعتها قبل ان تغوص هناك في أعلى الجبل الجاثم عن يميننا ..
الآن أرى حليمة ولا أحد سواها . انهالت علي الذكريات .. وتدافعت الصور تغزو مخيلتي مصحوبة بأصوات لا أميز فيها بين ثغاء وخوار وخرير مياه وعيطة البدويات وسط الحقول مترنمات بقصائد يبحن فيها بوجدهن ومكنونات قلوبهن البسيطة .. ثم هذه الرائحة المنبعثة من الفرن .. دخان وخبز ساخن .. ثم رائحة اللبن وروث البقر .. نعم أنت حليمة .. كل شيء كان يصرخ بداخلي .. وكل شيء يصيح في عينيها وشفتيها وكل جسدها .. أنا حليمة .
كانت عيناها تهمسان وشفتاها تناديان .. فكانت لحظة انسجام .. وكنا زوج يمام .. تلاقت شفاهنا فتمايلت من حولنا أشجار السنديان والعرعر وتعالت في الجو ما يشبه أنشودة عشق ترنمت بها كل الربى والتلال .. وترددت أصداءها عبر الوادي وبين الخوانق .. ليبدأ سمرنا مع بداية مساء جميل يمنينا برحلة حلم عند حلول الظلام وبداية ليل جديد .. [/align]


الساعة الآن 34 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية