![]() |
رد: مذكرات الفتى الطائش
أتابع مذكراتك أستاذ جمال ولست أخشى من نهاية هذه المذكرات لأني حكمي عليك الآن أنك شاب مثقف وموهوب وذو أخلاق حميدة نهاية موفقة إن شاء الله بارك الله بك دمت بخير |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
[align=justify]عــــــــدنا ......
بلمح البصر خطرت لي فكرة الفرار مرة أخرى ، لكن أين المفر من بطش أبي ، الله يسامح أمي التي لم تستطع الصمود أمام صرخات أبي التي كانت بشكل العاصفة التي تضرب المدينة النائمة في جنح الليل الدامس، أذكر أنه مرة رماها بمفتاح حديدي فقط لأن وجبة العشاء كان ينقصها الملح فأحدث حفرة بترولية لم تنطفئ لعشرات الأيام ، ما بالك بالذي قمت به و بتسترها على هروبي من عرين الأسد . كان الحائط الفاصل بين منزل خالتي و منزل عمتي" الطاوس" الملقبة "برتشر قلب الأسد" أيامها لا يتعدى ارتفاعه المتر ، بالطبع لدواعي أمنية لم تكن هناك حدود بين الدولتين أي المنزلين لكي يسهل تهريب الغداء و الأخبار و أشياء أخرى ، لذلك سهلت عملية فراري من غير علم خالتي التي وصل صوت صراخها مع أبي الى أذني الصغيرة و انا أهم بالقفز ، من شدة ارتباكي حطمت جرة الماء في طريقي و بعض المعالم التاريخية و التحف المستوردة بالعملة الصعبة، هل تعلمون أن خالتي الطاوس كانت تملك تحف غريبة لم أقدر ثمنها بسبب صغر سني ، لو عرفت لكنت صادرتها لدواعي تأريخية طبعا ، لم يحس بي أحد لأن عمتي الطاوس كان سمعها منخفض ، فقد فقدت جزء منه بسبب انفجار قنبلة يدوية بقربها أيام حرب التحرير ، من ذلك اليوم سميت" برتشر قلب الأسد" لشجاعتها و عدم خوفها . خرجت إلى الشارع بسرعة الصاروخ ، ما هي إلا لحظات حتى وجدت نفسي أعوم في دمائي بسبب خبطة من سيارة الشرطة ، هل وجدتم مفارقة أكثر من هذا ؟ سيارة الشرطة أوقفت هربي و كأن طيشي لا يوقفه الا رجال البوليس ، حملوني على جناح سيارتهم التي كانت تنفث دخان يقتل حتى الحشرات السامة ، قال لي الشرطي الذي كان يرتعد خشية أن أموت " لماذا يا ناموسة كنت تسرع و تقطع الطريق في استعجال " ؟ قلت له في داخلي " لو عرفت ما قمت به لأخذتني إلى معتقل (قواتنامو) بدل المستشفى " ، فضلت الصمت و أسقطت دمعتين مصطنعتين بينما أكمل هو الطريق نحو مستشفى الاستعجالات . المبنى كان رائع جدا ، هندسته بمثل هندسة قصور العصور الغابرة و التي أكل عليها التراب و مات ، لونه الخارجي كان أحمر فاقع لونه لا يعجب الناظرين ، بوابته كانت مثل بوابة سجن المجرمين المحكوم عليهم بالشنق، عند دخولنا رحبت بنا مجموعة من القطط المفترسة و كأنها كانت تقول لي " لماذا أتيت ؟ ستنقص علينا الفضلات " ، الفئران المدورة و المكورة فضلت الاختباء لكي ترحب بقدومي ليلا .. على طريقة أفلام رعاة البقر بالتأكيد . لم أحمل على العربة المجرورة الخاصة بالاستعجالات ، إنما على عربة كانت تستعمل لتشييد جدار فاصل ، لا تخافوا هو ليس الجدار الفاصل الذي في مخيلتكم الآن ، وضعوني في سرير كان صاحبه قد مات بسبب مرض أنفلونزا الجراد و القمل، هكذا سمعت الممرضة تقول للشرطي الذي أحضرني . أوصى بي المسكين العاملين على الرغم منهم بعد أن قال لي " سأخبر والدك بما حدث " .. قلت في أعماق أعماقي " و الآن الى أين المفر؟ " ... يتبع[/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
[align=justify]عــــــــدنا ......
ما إن خرجت القوات المسلحة من المستشفى حتى عاد إلى رأسي جن الشقاوة ، كان أحد الأطفال الطيبين المسالمين متمدد في سريره بقربي ، و من خلال ملابسه الأنيقة و القارورات المعطرة للجو المصطفة من تحته و من فوقه، أدركت أنه ابن شخص مرموق في المدينة ، يعني زميل مرض مع صغر التشبيه ، خيرات السوق كلها اجتمعت من جنبه الأيمن و الأيسر ، تفاح و عنب و دجاج مشوي و محمر و مشروبات بجميع الماركات المستوردة و الغير مستوردة، و لأنني كنت قد استنفدت طاقتي بالجري و الفرار قررت أن أخد حق الشعوب الضعيفة و الفقيرة من الطبقة الارستقراطية بقبضة يدي ، يدي أطاعت أوامري و لم تخيب إرادة الشعوب المقهورة ، ما هي إلا دقائق حتى أكلت ما أكلت و وضعت ما وضعت من غنائم ثورة الشعوب تحت السرير ، ستسألون كيف استطعت فعل كل هذا بوجوده و أمام أعينه ؟ الإجابة ببساطة المقولات الأربع " ما أخد من الكبار يسترده الصغار " و مقولة " حمر عينك يخاف منك القط " و مقولة " اضرب متى يكون الناس نيام " و مقولة " إن كنت جائعا لا تتردد " ، كانت مقولاتي طبعا فأنا لا أعرف من المقولات المدونة الا مقولة أمي " ربي يهديك يا ولدي " ، حتى القطط أخذت حصتها لأنني من دعاة الرأفة بالحيوان و النبات و الحجر إلا الحجر الذي يشيد به الجدار الفاصل ، أما الفئران فقد تركت حصتها تحت السرير لكي تستلمها عندما أنام و ينام الجميع . الممرضة بعد أن ضمدت جراحي لم تعد إلى الغرفة ، الله يساعدها فقد كانت تحضر وجبة عشائها في غرفة العمليات ، ربما كانت تخاف من الجراثيم المنتشرة في بيتها و فضلت التعقيم المجاني ، الأطباء كانوا كالأشباح الذين يظهر لونهم الأبيض لنصف دقيقة و يغيبون لباقي اليوم ، "مستشفى عام هيه " هكذا قال الطبيب الذي غطى وجهه المنتفخ بنظارة بلاستيكية للمريض الذي كان يتألم في أروقة المستشفى . نامت شمس النهار و بانت ظلمة الليل و بانت معها الفئران الأربعة و الأربعون و أمهم "الغولة" ، اجتياح كاسح على أنغام موسيقى الصراصير ، و لأنني كنت لا أحمل بندقية ف16 و لا أحتمي بداخل ذبابة روسية الصنع ، فضلت أن أجمد دمائي و عروقي و حتى صوتي الذي كنت لا أملك غيره، أكلوا كل شيء يمكن أكله و لو لا أنني تمسكت جيدا بالوسادة لكانوا قد قضوا على أحلامها بالنوم بقربي، مثل فيلم الوسادة الخالية الذي كان يبكي خالتي بعد المشاهدة الألف و واحد ، قد تقولون لماذا لم يهاجموا زميلي الأرستقراطي ، بسبب الحصانة البرلمانية المسلطة على رقبتي و رقاب الجميع ، و الفقير تهاجمه كل الحيوانات و الزواحف و الحشرات حتى في المرض ليس لنا حق المساواة . ما إن بزغ نور الفجر و لاح حتى قررت الهرب من هذا الكابوس ، تذكرت كوخ عمي" العياشي " الذي كنت أذهب له عندما أشتاق للضحك ، كان أكبر سكير على تراب الجمهورية و الجمهوريات المجاورة، لا يشرب الماء إنما مكانه كل أنواع المسكرات الأصلية و المهجنة . تسللت رغم أنه ما كان علي أن أفعل ذلك لأن نصف العاملين كان غائب عن العمل و النصف الآخر في سبات عميق ، لو انفجرت قنبلة "هيروشيما" بجوارهم لما استفاقوا ، الله يكون في عونهم من شدة العمل ... يتبع [/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
أيها الفتى الطائش سابقاً مذكرات جميلة حقاً تصلح كما قلت لك سابقاً أن تكون مسلسل تلفزيوني وهادف ما دمت قد وعدتني أن تكون النهاية سعيدة هناك شيء آخر وهو الأم من طبعها وعاطفتها وقلبها الشفاف أن تتغاضى كثيراً عن أخطاء الأبناء بعكس الأب , حتى سوء التفاهم بين الوالدين والصراع المستمر حتى لأتفه الأسباب ( مثل الملح في الطعام ) كل ذلك برأي الخاص ينعكس سلباً على الأبناء مازلت متابعة لك حتى لو تأخرت مرة لكن لا بد ان أتابع دمت بخير |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
نفس سردي رائع وبعد نقدي لاذع
لكن في بعض الاحيان يتداخل القاص مع الراوي مع البطل فلا ندري ايهما في اليمين وايهما في اليسار هههههههههههههه [هنا مؤاحذة!!! ولا مؤاخذة يا حضرت البيه الباش كاتب ههههههههه] لكن الجميل ان رابعهم هو القارئ وعندما يكون القارئ احد هذه الزمرة ويحاول تقمص احد تلك الاشخاص[ الكاتب او الراوي او البطل] فان الامر يصبح خطيرا ويبرهن على ان الكاتب احكم قبضته على مخيلته ومكنه من ان يعيش الاحداث لا ان يعايشها فقط سامحك الله الم تجد الا فتى طائشا لكي تسحبنا الى عالمه لولا بحثت عن بطل غيره ههههههه ما رايك بزعيم او ولي او عالم او مجاهد الست من بلد المجاهدين ههههههههههه تحياتي وتقديري |
رد: مذكرات الفتى الطائش
[align=justify]أخي أيمن جميل جدا عندما يندمج شخصي مع شخصية البطل .. و الجميل حقا أن تتمتع أخي أنت بيننا و تعتبر نفسك بطلا ثالثا ... البساطة في السرد الحكاواتي ما يجعل المسافر في سفينة طيش البطل يتمتع أكثر و أكثر ... ربما أحوال نقل مرارة الواقع بسخرية رجل يحاول الكتابة .
ننتظرك أخي مع موعد آخر و في مكان آخر فلك أن تتخيل كيف سيكون و ماذا سيفعل بطلنا الطائش . تحياتي الأخوية لشخصكم المحترم [/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
أخي جمال فعلا لك جمال الكلمة و الكاتب الجيد هو كاتب جريء و أمام بوح المداد طفل بريء...تشرفت كثيرا بالقراءة لك و لو أنني تأخرت في تصفح هذه الورقة الهاربة من ذكرى طفولتك...أبدعتَ و أسمعتَ...و بالقول البسيط أمتعتَ و أشبعتَ...و على عرش السهل الممتنع تربّعتَ...لك المحبة و التقدير.
|
الساعة الآن 05 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية