![]() |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
ثانياً: آداب إجابة الدعوة ولها فى كتب السنة آداب كثيرة نكتفى منها بما يلى:*************** 1) أن يجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا لعذر ضرورى، كأن يخشى حوث ضرر له فى دينه أو بدنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: { من دعى فليجب } (رواه مسلم عن ابن عمر بلفظ "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب") وقوله صلى الله عليه وسلم :{ لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدى إلى ذراع لقبلت}(رواه البخارى عن أبى هريرة) فالإجابة سنة مؤكدة، وقد قيل بوجوبها فى بعض المواضع. 2) أن لا يميز فى الإجابة بين الفقير والغنى، لأن فى عدم إجابة الفقير كسراً لخاطره، كما أن فى ذلك نوعاً من الكبر، والكبر ممقوت فى الإسلام، بالإضافة إلى أن ذلك خلاف السنة، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه:{كان يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين}(أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس) ومما روى فى ذلك أن الحسن بن على رضى الله عنهما مرّ بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق، وقد نشروا كسراً على الأرض وهم يأكلون، وهو على بغلته، فسلّم عليهم ، فقالوا له: هلمّ إلى الغداء يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم، إن الله لا يحب المستكبرين.فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل، ثم سلّم عليهم وركب وقال: قد أجبتكم فأجيبونى، قالوا: نعم، فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا، فقدّم إليهم فاخر الطعام، وجلس يأكل معهم. 3) ليس من السُّنة إجابة من يستثقل الاطعام، وإنما يفعل ذلك مباهاة أو تكلفاً، لما رواه ابن عباس:(أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن طعام المتبارين) (أخرجه أبو داود في 'السنن' 'كتاب الأطعمة، باب في طعام المتبارين 3/ 344/ رقم 3754') والمتباريان: أى المتعارضان بفعلهما للمباهاة والرياء. 4) أن لا يفرق فى الإجابة بين بعيد المسافة وقريبها، فإن وجِّهت إليه دعوتان أجاب السابقة منهما واعتذر للآخر،إلا إذا جاءتا فى وقت واحد فيجيب أقربهما إليه لحق الجوار إن كانا سواء، وإلا بدأ بالأقرب لحق القرابة. 5) أن لا يمتنع لكونه صائماً، بل يحضر فإن كان صاحبه يسرُّ بأكله أفطر،وليحتسب فى إفطاره بنيَّة إدخال السرور على قلب أخيه، ما يحتسب فى الصوم وأفضل، وذلك فى صوم التطوع،وإلا دعا لهم بخير، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{إذا دعى أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل ـ يَدْعُ ـ وإن كان مفطراً فليطعم} (رواه مسلم (1150) عن أبى هريرة) وقوله صلى الله عليه وسلم لمن امتنع بعذر الصوم:{تكلف لك أخوك وتقول إنى صائم}(سنن الدارقطني 2: 178، عن جابر رضى الله عنه) 6) أن يمتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة، أويقام فى الموضع منكر كشرب الخمر أو أغانى خليعة أو رقص، أو اختلاط نساء متبرجات بالرجال، أو اشتغال بهزل أو لعب، أو استماع للغيبة والنميمة، والزور والبهتان والكذب، فكل ذلك مما يمنع الإجابة واستحبابها، ويوجب تحريمها أو كراهيتها، وكذلك إذا كان الداعى ظالماً أو مبتدعاً أو فاسقاً أو شريراً، أو متكلِّفا طلبا للمباهاة والفخر. 7) أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن، فيكون عاملاً فى أبواب الدنيا، بل يحسّن نيَّته، ليصير بالإجابة عاملاً للآخرة، وذلك بأن تكون نيَّته الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله:{لو دعيت إلى كراع لأجبت}(البخارى عن أبى هريرة) والحذر من معصية الله لقوله صلى الله عليه وسلم:{من لم يجب الداعى فقد عصى الله ورسوله}(أخرجه مسلم "باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة (1432) (110)") وينوى إكرام أخيه المؤمن، وإدخال السرور على قلبه، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: {من أكرم أخاه المؤمن فكأنما أكرم الله} (رواه الأصبهاني في ترغيبه عن جابر) ******************** يتبع إن شاء الله http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2 منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً http://im37.gulfup.com/Drfgm.jpg |
الساعة الآن 14 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية