![]() |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
الجميل في هذا المتصفح هو أن فاتحه الأستاذ رشيد الميموني؛ اختار له عنوانا ذكيا، حيث بإمكاننا في أي وقت أن نفتحه ونسجل آية أو سورة أو لفظة من القرآن الكريم، ويكون بإمكاننا كذلك أن نناقش تلك الروعة في بلاغة القرآن، فيدلي كل منا دلوه في لفظة واحدة أو آية كريمة، ونفيد من ذلك جميعا..
ما رأيكم أن نحيي هذا الملف؟ نبدأ؟ |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)} سورة مريم
صدق الله الودود المجيب العظيم |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
أقف عند الآية الكريمة السابقة.. الآية الرابعة من سورة مريم، وقد أحببت أن أبدأ بها لأن أساتذة لي كانوا كثيرا ما يستشهدون في الاستعارة ب " واشتعل الرأس شيبا"، وكنت أجد متعة كبيرة في الاستماع إليهم.
وهنا آخذ أولا ما ورد في كتاب " دراسات أسلولية في التراث" لأستاذَي: د. عبد الرحيم الرحموني و د. محمد بوحمدي " [...] ويبين في الوقت ذاته أسرارا من معنى الآية الكريمة الذي ينسجم مع كامل دعاء زكرياء عليه السلام الخفي { رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا} فهو عليه السلام تأدب بآداب النبوة والإيمان ، فدعا ربه دعاء خفيا تمشيا مع التوجيه الرباني { ادعوا ربكم تضرعا وخفية} . وتأدب في الدعاء { ولم أكن بدعائك ربي شقيا} ، لأن الأصل في الدعاء التواضع وعدم الاعتداء فيه { إنه لا يحب المعتدين} ، ثم وصف حاله أولا، وهو سبحانه وتعالى أعلم بحاله، فشكا تقدمه في السن ووهن حالته وضعف بنيته، وهي حالة لا يناسبها في المظهر إلا اشتعال الرأس شيبا،[...]" ص. 17/18 وآتي الآن إلى " اشتعل الرأس شيبا" سيتبين للكثيرين أن المقصود بالاشتعال ليس هو الرأس وإنما الشيب، وإن أسند إلى الرأس ، حيث المعنى هو: " اشتعل شيب الرأس" كذلك نلاحظ أن زكريا لم يسند إليه " الرأس" بل تم تعريف " رأس" ب " ال" ( الرأس) بدل الإضافة ( رأسي) .. فكان هذا التعريف مانحا حسنا راقيا .. إن استعارة " الاشتعال" للرأس كان لها الفضل في إبراز لمعان الشيب على عمومه حيث لو قيل واشتعل الشيب في الرأس أو شيب الرأس لقلنا إنه قد ظهر في جزء من الرأس فقط بينما " الرأس" تفيد الشمول والعموم ، و يجعلنا هذا الشمول نفكر في شيب شعر اللحية كذلك لأنها جزء من الرأس وقد شبه اشتعال الشيب في الرأس باشتعال النار التي سريعا ما يملأ لهيبها المكان ، فحذفت لفظة " النار" وذكر احد لوازمها الذي هو " الاشتعال".. وهكذا نلاحظ أن جمال الاستعارة في الآية الكريمة ينبع من جمال النظم القرآني .. أرجو أن أكون قد وفقت ولو بنزر |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
ومن احسن من الله قيلا - النساء 122
بارك الله فيكم ونفع بكم |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
{باسم الله الرحمن الرحيم . قل هو الله أحد. الله الصمد.لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفؤا أحد.} صدق الله الكريم العظيم
|
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { إياك نعبد وإياك نستعين} صدق الله العظيم
|
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
نلاحظ في قول الله جل جلاله - الآية 5 من سورة الفاتحة - أنه عز وجل يتحدث بلسان عباده، وكم نردد هذه الآية في صلواتنا .. في دعواتنا.. وفي سهونا ونحن نفكر في شيء ما ، ونحن نطلب عونا من الله.... كأنه سبحانه يعلمنا كيف نخاطبه انطلاقا من فاتحة الكتاب..
وإن تأملنا هذه الآية الكريمة قد تجعلنا نفكر كذلك في آية أخرى { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون} يمكن تفسير ذلك بأننا إن عبدناه تعالى أكيد أنه هو المعين، فمن أسمائه " المعين" ، لذلك يمكن أن نشير إلى أن الله تعالى قد قدم في هذه الآية الكريمة " العبادة" على " الاستعانة" لأن العبادة هي التي تقربنا حتى نتمكن من طلب الحاجة، العبادة هي الحب الذي يجعلنا نطلب الاستعانة باطمئنان، العبادة هي الغاية التي خلق العباد لأجلها .. ف" إياك نعبد" ترتبط دلالتها بالإخلاص الذي سييسر الاستعانة فيما بعد..... |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴾، 45-46، الفرقان. ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾؛ يلفت الله سبحانه وتعالى نظر حبيبه المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام؛ إلى صورة من صور خلقه، ومشهد من مشاهد الكون البديعة، ومجال من مجالاته الواسعة الرحبة؛ ليستميل إليها مشاعره المجروحة من تطاول المشركين عليه، واستهزائهم به، وتكذيبهم لرسالته ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾؛ فيخرجه من حلق الضيق الذي ألم به، إلى فضاء الكون الشاسع الرحب؛ الذي تستصغر عظمته صنيع أعداء الإسلام؛ مخاطبا إياه بجملة استفهامية؛ محولا بوصلة تفكيره من فعل دنيء إلى قدرة القادر المتحكم في خلقه؛ بدءا من وجوده إلى فنائه، موجها عقله وقلبه إلى تدبر آيات الكون المرسومة بإبداعه وتدبيره، المنثورة في أرجائه؛ وبذلك يبث في نفسه إحساسا بالأنس والطمأنينة، وشعورا بالثقة، وتذكيرا بقدرته وتدبيره. ومن حكمته تعالى أنه ساق لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في الموقف العصيب الذي عاشه مع المشركين؛ مشهد الظل؛ وهو يوحي إليه أنه الظل الظليل؛ في حرارة الصحراء وحاميه من كيد الأعداء. وفي دعوة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى تدبر مد الظل؛ مسحا لكل ألم نال من فؤاده -الذي هو ألطف وألين ما في البدن، وأشده تألما بأدنى أدى- لأن حركة الظل الممدود تبعث في النفس راحة بعد التعب؛ وهي دعوة إلى تدبر العقل في صنع الخالق؛ بما يجعل الأجرام تلقيه من الظلمة الخفيفة؛ وهي تحجب أشعة الشمس في النهار؛ فيمتد الظل من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس، ويبين سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في أيِّ الظل قدرته ﴿ولو شاء الله لجعله ساكنا﴾ ومشيئته في تحكمه في خلقه؛ فهو قادر على أن يوقف حركة الأرض فيجعلها ثابتة؛ وبذلك يثبت الظل فوقها؛ فلا يمتد ولا يقبض، ولا يمحى بطلوع الشمس؛ فبقدرته بنى الكون على نسق يتحكم في حركة الظل الخفيفة، وفي اختلاف ذاك النسق اختلاف في حركة الظل. وفي قوله تعالى:﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾؛ دليل على قدرة الله على ايضاح صورة الظل بظهور الشمس؛ التي لولاها ما عرف؛ لأنها تدل عليه بضوئها وحرارتها، في وضعه وامتداده وشكله؛ حين تواكب حركته حركة الأرض في مواجهة الشمس. و يختم سبحانه وتعالى الصورة الكلية للظل بقوله: ﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾؛حيث يخبر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ انه قبض الظل الممدود إليه قبضا لطيفا خفيفا؛ بفعل الشمس، يسيرا غير عسير؛ وهو أهون عليه من خلق السموات والأرض في ستة أيام، وخلق الكون بنواميسه وقوانينه. وحاصل دعوة الله تعالى إلى تدبر مد الظل وانقباضه؛ إدراك لنعمة معرفة أوقات النهار، ونعمة التناوب في انتفاع خلق الله في كل الأقطار؛ بفوائد شعاع الشمس وفوائد الفيء؛ وهو من عظيم نعم الله الخالق المدبر. ومشهد هذه الظاهرة يغفلها الإنسان كما يغفل العديد من آياته في خلقه؛ لأن التعود على رؤيتها تفقده حس التدبر، وفي الذكر الحكيم تذكرة وحث على تدبرها. |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
{باسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين} صدق الله الحميد العظيم
|
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
اقتباس:
الآية 24. صدق الله العزيز العظيم.. شكرا على هذه المشاركة الطيبة والمفيدة الغالية ليلى |
الساعة الآن 21 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية