![]() |
رد: همسات دمشقية
اقتباس:
هذا الحزن صار نبضَ القلب، ولكن مع ذلك لم يبلغ التعبير عنه مداه بعد، فثمة همسٌ أشدُّ حزناً... وأنا آسف لإيلام من يقرأ همساتي هذه، لكن لا حيلة لي في عدم القدرة على تلوينها بأيٍّ من ألوان الفرح، ولو على سبيل الرياء والنفاق.. فأرجو المعذرة.. مع محبتي..[/align] |
رد: همسات دمشقية
[align=justify]الهمسة (4)
ذات مساء سوري مُثقَلٍ برائحة الأسى، جلستُ إلى شرفة رغائبي، آملاً أن أرى ذكرى جميلةً مَضَتْ أغفو على ساعدها مُستذكِراً سعادةً غابرة، أو أرى حلماً جميلاً يتحقَّق في غيبٍ قريبٍ مُقبِل، فلم أرَ إلَّا عملاقاً بطول التاريخ البشري، اضطرَتْه طعناتُ الغدر إلى الانطواء على نفسه.. رفعتُ رأسه لأعرفَ من يكون، فإذا به شعبي، قد اتحدَ الألم في نظراته بالغضب.. على غير إرادة مني، انفلتَتْ (لماذا) كبيرة من فمي، وانطلَقَت تجوبُ أرجاء العالم صيحةً مُوجَعَةً مُتوتِّرَةً بكثير من الاستياء، آملةً أن تلقى أُذناً صاغية أو ضميراً ما زالت به من الحياة باقية.. لكن.. كم كانت دهشتي كبيرة، حين رأيتُ صيحتي تتقاذفها سخريةُ "أخٍ" عربي من هنا ولامبالاة "أخٍ" عربي من هناك.. ثم تدوسها بلاهة "أخٍ" مسلم أُوهِمَ أنَّه خرج ليُحارب "الإرهاب" فلم يَقتل سوى الأبرياء من أتباع دينه، وقام عدوُّه "المسلم" الواقف على الطرف الآخر من الخندق بقتل كلِّ المسلمين الذين صوَّرَهم له جهلُه كفرةً ومارقين.. وبين ساخرٍ وشامتٍ، من "أخوتنا العرب والمسلمين"، وبين لامبالٍ ومُكَفِّرٍ ومُحاربٍ للإرهاب، نَبَتَ نَبْتٌ شيطانيٌّ آخر أشدَّ إثماً ولؤماً، ذاك هو "الأخ" الذي غَطَّى شهوته بعباءة الرغبة في العمل الصالح، وجاء إلى خيام لاجئينا لشراء أعراض بناتهم الصغيرات بلقيماتٍ تُنقذُ باقي أسرهِنَّ من الموت جوعاً.. وبالإضافة لهؤلاء جميعاً، لم يعدم أبناء شعبي، والحقُّ يُقال، مَن لفَّ فضلاته بورقة زاهية الألوان، كَتَبَ عليها (صَدَقَة)، ثمَّ دَلَّاها لهم من علياء تكَبُّرهِ مربوطةً بحبل من المَنِّ والأذى غليظ... أبعدَ هذا، ثمةَ من يمكن أن يلومَ السوريين إنْ كفروا بـ "الأُخُوَّتين العربية والإسلامية" المُعاصرَتَين؟![/align] |
رد: همسات دمشقية
اقتباس:
|
رد: همسات دمشقية
اقتباس:
|
رد: همسات دمشقية
اقتباس:
|
رد: همسات دمشقية
[align=justify]الابنة الغالية عزة..
شكراً لتعليقاتكِ المُعبِّرة التي تشي بعمق تفاعلك مع مضمون هذه الهمسات التي ما هي في الحقيقة إلا نفثات قلب محروق من شدة الألم والحزن، على وطنٍ وشعب وأمة.. أتمنى لكِ النجاح في امتحاناتك والعودة إلى نشاطك في المنتدى، كسابق عهدك.. مع محبتي وتقديري ودعائي لك بالنجاح..[/align] |
رد: همسات دمشقية
[align=justify]الهمسة (5)
في ظلمة ليلٍ ثقيل، شَهِدَ غفلةَ أمَّةٍ خَدَّرَها أعداؤها بخليط من بارقِ المكر ورهبةِ الظلم، اجتمع كلُّ أبالسة العصر، وحفروا وادياً عميقاً ظَنُّوه يتسع لكلِّ قيمِ العروبة والإسلام وأخلاقهما ومبادئهما النقيَّة.. وإلى هذا الوادي، دفعوا العرب والمسلمين، ليُلقوا في غَيَاباته، طَوْعاً أو كَرْهاً، كلَّ ما يربطهم بتلك القيم والأخلاق والمبادئ، مُضافاً إليها كلَّ ما ورثوه من آبائهم وأجدادهم من أمجاد وذكريات ومآثر.. على شفير ذلك الوادي الرهيب، كانت تنتصبُ سنديانةٌ عُمرُها التاريخ اسمها (شآم)، أمرَتْ جذورَها التي غَطَّت قعر ذلك الوادي بامتصاص كل ما يُلقيه المُكرَهُون فيه بلا استثناء، ثم تسليمه لجذورها الأعمق في باطن الأرض كي تحفظه حيّاً.. لم يكتشفِ الأبالسةُ ما فعلَتْه (شآم) إلّا ليلةَ قرروا الاحتفالَ بردمِ واديهم، إيذاناً باكتمال مشروعهم.. ولشدةِ غيظهم مِن فِعلَتِها، أبقوا النار مُشتعلَةً فيها حتى صارت ساقُها وأغصانها وأوراقها رماداً أَلقَوه في الوادي قبل ردمه، ورحلوا.. بعد رحيلهم، تحرَّك ما اكْتَنَزَتْه جذور (شآمُ) العميقة من قيمٍ وذكريات ومبادئ، لتندفعَ من تلك الجذور حياةً جديدة، شَقَّتْ تربةَ الجريمة السوداء، وانبثقت منها بداياتٍ لأشجار فتيَّةٍ سرعان ما امتلأت بأغصانٍ كثيرة اكتسَت بأوراق صغيرة خضراء حلوة، راحت تضحك وتمرح بصخب، مُعلنةً ميلاد فجر إنساني جديد مُعَطَّر بكلِّ نقيٍّ وَأَدُوه من قيمِ العروبة والإسلام..[/align] |
رد: همسات دمشقية
شكرا لك أستاذي الكريم ..وهمسة خامسة يعتريها شيء من أمل .
|
رد: همسات دمشقية
[align=justify]علينا أن نقرأ الهمسات مجتمعة لا فرادى متفرّقات (كأبناء أمتنا )..سأتابعها باهتمام.. ولي عودة إن شاء الله...شكرا لك عميدنا الراقي الأستاذ توفيق..[/align]
|
رد: همسات دمشقية
[align=justify]شكراً لمتابعتكَ أخي الحبيب محمد الصالح..
وأنا لن أملَّ انتظار عودتك.. ليس فقط ليقيني بأنَّها لن تطول، بل لأنَّني، وهذا سرٌّ بيني وبينك، مستمتعٌ مسرورٌ بكتابة هذه الهمسات كثيراً.. لا أدري السبب الحقيقي لسروري، وإن كنتُ أُرَجِّحُ أنَّه الحوار مع حبيبتي دمشق وشعوري بالقرب الشديد منها.. وأنتَ، كشاعر، لاشكَّ تعلمُ كم يُسَرُّ الحبيب بحوار حبيبه والحديث عنه.. محبتي الدائمة لك وتقديري..[/align] |
الساعة الآن 36 : 04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية