![]() |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=justify]
الأستاذة الكريمة نزهة مكي : لي كامل الشرف و الفخر بالحوار معك أيضا. ساعلق فقط على النقطة الرابعة من مداخلتك دكتور لذا اسمح لي ان اقول أن العقيدة الاسلامية لا يمكننا ان نقارنها بالقانون الوضعي لانها منظومة أخلاقية بالدرجة الاولى اسمحي لي أن أقول بكل وضوح إن هذا الكلام جريء جدا و يستمد وجوده من حالته التاريخية القديمة مقارنة بما توصل إليه البحث الأكاديمي، فالإسلام تقليديا ينقسم إلى معتقد و إلى تشريع عملي، و الأخلاقيات تنتمي إلى المعتقد و تأخذ شكل :"الخلفية الأيديولوجية" في النطاق التشريعي. و النقاط التي أختلف معك فيها هي كالتالي : 1/ تقولين سيدتي الكريمة :"لا يمكننا ان نقارنها بالقانون الوضعي لانها منظومة أخلاقية بالدرجة الاولى "، هذا المقطع يعبر عن الرؤية البانورامية التي أعارضها و التي أعتبرها عائقا أمام مرونة التحليل السوسيولوجي العربي. القانون الوضعي سيدتي الكريمة ليس تلك الكتلة اللاأخلاقية كما رسمته كتابات المشايخ و الفقهاء، إنه كيان تشريعي لا يتناقض مع الأخلاق، و إنما يتحرك بالتوازي مع رغبات المجتمع التي لا يجب أن تشمل ثوابت يحددها دستور كل دولة على حدة. و أرجو أن تعطيني تعريفا مقتضبا لما تعنيه "الأخلاق" أو "منظومة أخلاقية" ضمن انطباعاتك. 2/ المقارنة بين الاسلام و القانون الوضعي لا تعني منهجيا و أكاديميا بناء مقارنة كاملة بين المنظومتين، فالإسلام يحتوي على جزء تشريعي ذي مصدر غير إنساني، و سأخبرك بالذين قارنوا بين المنظومتين : * الماوردي في كتابه :"الأحكام السلطانية" عندما قال إن الخلافة "نظام حكم سياسي". * ابن رشد عندما قال :"الموجودات في معناها العام منطلق للتشريع الإسلامي". * المسيو ميو :"الإسلام يسعى إلى فرض مادته القانونية انطلاقا من خاصية الإنسانية التي تتسم بها رسالته". * الباحث شحاتة في قوله:"الإسلام قانون وضعي، و المصدر فوق-الإنساني يتعلق بالمعتقد". أنا لم أحبذ ايراد مواقف المشايخ و الفقهاء الذين ينطبق عليهم قول ابن خلدون :"علماء السلاطين". مع فائق الإحترام سيدتي الفاضلة. [/align] |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لكل الاحبة الكرام و تحية خاصة لاستاذنا الكبير الدكتور هشام برجاوي الذي خصني بهذه المناقشة التي استفدت منها الكثير و إن كنت لا اتوفر على اي تعليم اكاديمي متخصص لا في الفكر و لا في القانون حتى اسمح لنفسي بأن أقف امام شخصه الكريم ، لذا احب ان انوه أن كل ما حصلت عليه بمجهود ذاتي و بمساعدة اساتذة فضلاء تشرفت بالتتلمذ على أيديهم و الاستفادة مما لديهم من علوم في ساحات ثقافية متعددة و منها نور الادب الذي اصادف فيه من جديد اساتذة افاضل أمثال الدكتور هشام برجاوي و باقي الفضلاء من اسرة نور الادب . اليكم جميعا اهدي كل التقدير و الاحترام |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=justify]
الأستاذة الكريمة نزهة مكي : بل أنا الذي استفدت من أفكارك و مناقشاتك الثرية و التي فتحت باب الحوار أمام تبادل المعلومات و المدارك حول الإسلام و علاقة مادته القانونية بالمستجدات الاجتماعية. انحرفنا قليلا عن القضية الأساسية، لكننا أنتجنا حوارا هادئا و رصينا و غنيا. و أتمنى أن تتكرر مثل هذه اللقاءات الحوارية المتميزة باحترام أدبيات الحوار من جهة و بثراء المعارف التي تطرحها للنقاش من جهة أخرى. تحياتي أستاذة نزهة مرفوقة بأسمى عبارات التقدير و الإحترام. [/align] |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
أوافقك الرأي في أن ما يجري حولنا من أحداث لا بد وأن يؤثر تأثيراً مباشراً على سلوكياتنا كما غير الكثير من مفاهيمنا ، الهزائم المتتالية في منطقتنا والتى استهدفت بطريقة مباشرة كياننا العروبي أثرت على الأجيال التى عاصرت هذه الهزائم وولد لديهم شعور بعدم الإنتماء لكل ما هو عربي ومحاولة تقليد الغرب هذا الشيئ القادر على فعل المستحيلات. نلاحظ قصات الشعر الغريبة بدأت تجتاح اوساط المراهقين والمراهقات ، حتى السلوكيات تغيرت اذ اصبح معظم الشباب يتحدثون الأنجليزية بدلاً عن العربية واعتبارها هي اللغة الأكثر قيمة، تغيير الشكل هو احدى الطرق للإنسلاخ عن الهوية العربية، 70 % أو اكثر من النساء العربيات يقمن بصبغ شعرهن باللون الأشقر او يقمن بعمل خصلات ملونة بالرغم من أن الشعر الأسود وبشهادة الغربيين انفسهم اجمل بكثير ويلائم البشرة الحنطية وهو اللون الدارج في الوطن العربي. من الأشياء الجمالية في بعض المجتمعات العربية هي الحناء وهناك نقوش غاية في الرقة ومنتهى الذوق ولكن هناك من يصنف هذا في قائمة الأشياء البالية ويقمن بعمل التاتو وهو شيئ مشابه للحنة ولكنه تقليد اجنبي. استطيع القول بإن عمليات التجميل هي هروب او تمرد على واقع معين ، ومحاولة للفت النظر. أستاذة هدى أشكرك على المداخلة الراقية وفي انتظار مداخلاتك في المواضيع القادمة، مودتي وتقديري، سلوى حمّاد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
الأساتذة الأفاضل
د. هشام البرجاوي الأستاذة نزهة المكي سعيدة جداً بهذا الحوار الراقي الثري بالخبرة الشخصية والثقافة المدعمة بالحقائق والتى ان دلت على شيئ انما تدل على ثقافتكما العالية وطيب اخلاقكم. خروجكما عن الموضوع لم يكن نشازاً ولكنه جاء كمعزوفة جانبية اثرت الموضوع وفتحت لنا أبواب المعرفة التى نطمح لها جميعاً اشكركما من كل قلبي على الإضافة القيمة التى اضفتماها للموضوع. واسمحا لي ان أقدم لكما دعوة مفتوحة لحضور كل الحوارات القادمة، لكما صادق مودتي وتقديري، سلوى حمّاد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام أعود اليكم مرة ثانية لاطرح قضية مهمة بخصوص عالم التجميل ، سبق و أن المح إليها الدكتور هشام البرجاوي في مداخلاته السابقة : و لا أحد سيجادل في حقيقة إدراكهن لما يقمن به. لدى ذهاب المرأة العربية إلى صالون للماكياج أو عيادة الطب التجميلي فهي تدرك أن جزئيات من هذه النشاطات تتعارض مع مفهوم الأخلاق العامة داخل المنظومة الديونتولوجية الإسلامية. هذه نقطة مهمة جدا فحب التجمل غريزة فطرية في الانسان عموما و المرأة على الخصوص و العقيدة الاسلامية لم تحرم هذا الجانب بل هذبته و وضعت له ضوابط معينة الهدف منها حماية الانسان من الحاق الاذى بنفسه . للاسف كما أن هناك سوء فهم و تطبيق للعديد من الشرائع الدينية فإن هناك سوء فهم ايضا لنظرة الدين للجمال و التجمل سيطرت على مجتمعاتنا الاسلامية حتى اصبح ذهاب المرأة لصالونات التجميل محرم او تحوم حوله عدة شبهات و بما ان مسالة التجميل شيء مهم جدا في حياة المراة فإنها لا تجد امامها الا دخول معركة التحدي لتلبي رغبتها و إن لاقت المزيد من الاعتراضات فإنها أحيانا و بدل التراجع فإنها تهرب للامام الى أن تصل مدى غير مرغوب فيه أو يدخل في إطار الحرام بالفعل . السبب في نظري هو سوء فهم المجتمع الاسلامي لهذا العالم و سوء فهمه ايضا لعقيدته كذلك حيث صبغ جميع الامور بصبغة دينية فقدس شكلياتها و غفل عن مضامينها وهذا امر خطير يتجلى لنا الان فيما اصطلح على تسميته " بالاسلام السياسي " حيث تكونت كيانات تنظيمية تحمل شعار الاسلام فتعلق المسلمون بتلك الكيانات و الرموز أكثر من العقيدة نفسها و هيأ الفرصة لبعض الجهلة او المضللين لاستغلال العباءة التنظيمية الاسلامية لفرض مفاهيم خاصة بهم على الناس و تكفير من لا يتقبلها . هذا الامر انعكس ايضا على مسالة التجميل حين ظهر مصطلح " الطب النبوي " الذي اتحفظ منه كثيرا و أفضل مصطلح الطب الطبيعي أو البديل . فالعامة عندما حين تسمع بالطب النبوي ـ الذي اقتحم كل المجالات حتى التجميل ـ فإنهم يصبغون مسحة من القداسة على مدعيه او الانسان الذي يمارسه فيتفبلون جميع وصفاته و كانها نزلت في الكتاب الكريم و حين تقع بعض الاخطاء في هذه الوصفات و هذا يحدث كثيرا فإن هؤلاء يجلبون الاساءة للدين و العقيدة . صحيح أن الرسول الاعظم قدم لنا وصفات معينة في الطب البديل أو النبوي حسب ما نسب اليه صلى الله عليه و سلم و منها وصفات في التجميل أثبت العلم الحديث صحتها و نجاعتها إلا ان هذه الوصفات لم توحى اليه و إنما نقلها هو ايضا عن محيطه و كانت مما ورثه عن الاجداد وهي طبعا قابلة للتحريف و التشويه مع مر العصور لهذا يجب أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار حتى لا نسقط في شباك بعض المشعوذين و الجهلة ممن يستغلون الدين لتسويق تجارتهم . كما تجب مراجعة النصوص الدينية التي وردت في بعض اشكال التجميل منها حديث " النامصة و الواصلة و الموصول لها " الشهير و الذي بمقتداه حرم بعض العلماء تهذيب الحاجبين و وصل الشعر بخصلات مصطنعة . في حين ان بعض العلماء فسروا الامر بطريقة اخرى اجدها شخصيا هي الاقرب للصحة و ذلك حين ارجعوا الحديث لاسباب تنزيله و قصته الحقيقة التي تتلخص في سيدة جاءت للرسول الاعظم تطلب رايه في موضوع ابنة لها تعاني من الشعر الخفيف و هي مقبلة على الزواج هل تصل لها ام لا تصل اي هل تضع لها خصلات صناعية لتخفي عيبها حتى يراها اهل العريس جميلة أم لا ؟ فذكر صلى الله عليه و سلم ذلك الحديث لكن من باب انه لا يجوز الخداع و الكذب على العريس و اهله و بعد ذلك تكتشف الحقيقة ، عليها ان تقدم ابنتها على ما عليه فان ارتضاها لدينها و خلقها فهو كذلك و ان كان لا يعنيه الا الشكل فلا خير فيه . أما بعد ذلك فيحق للمراة ان تجمل نفسها بما تشاء بل هذا مرغوب فيه حين تتقدم في السن و تحصل لها تشوهات في الجسد بفعل الولادة و الارضاع التي غالبا ما تلحق اضرار بالشعر على الخصوص هنا بامكانها ان تتجمل حتى بوضع خصلات شعر صناعية لتبدو جميلة امام نفسها اولا لتزداد ثقة و امام زوجها ايضا و هذا الامر له تاثير كبير في استقرار الاسرة . فاصل التحريم في هذا الجانب هو منع الكذب و الغش و الخداع و ليس التجميل في حد ذاته . شكرا لكم [/align] |
الساعة الآن 15 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية