منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الرواية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=166)
-   -   الحب في زمن كوفيد19 (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=33651)

خولة السعيد 17 / 08 / 2020 20 : 08 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
يا عزة.. اعذريني لم أنم بعد .. كنت أنتظر أذان الفجر وها قد حان إلى اللقاء إن أطال الله العمر..
كوني بخير عزيزتي

عزة عامر 17 / 08 / 2020 26 : 08 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
أطال الله عمرك وأعزه ، وأبقاك بكل خير وصحة وسعادة ، وتقبل الله منك ومنا ..

خولة السعيد 17 / 08 / 2020 19 : 03 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250008)
أطال الله عمرك وأعزه ، وأبقاك بكل خير وصحة وسعادة ، وتقبل الله منك ومنا ..

آمين ..
شكرا لك عزة

خولة السعيد 17 / 08 / 2020 58 : 04 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250005)
وها قد هل هلال عيد الفطر، والتهاني والتبريكات به رغم الحجر الصحي متبدلة بين الأحباب وها هما كل منهما بركن يرى حبيبه في صورة من معه ويتمنى لو كان الأمر حقيقة بهذا العيد، ما كل هذا الوله وأسماء الحب جميعها التي أصبحت تتحلين بها يا ريم؟
أصبحت ما إن تفتحي عينيك من النوم وهما ما تزالان شبه مغمضتين تفتحين أيضا الهاتف لبداية يوم نشيط يراقص كلمات الحبيب الذي وعدك بأن يعلمك شتى أنواع الرقص لو كنت معه، وتمرحين على نغمات صوتك الهامس وهو يردد كلماته، أو يقرأ كلمات تكتبينها له أنت، وحبيبك يقول: إن صباح الخير منك تقرأ أحبك حبيبي..
حاولت مرارا أن تقنعي قلبك بطرده، تذكرت شخصا كنت قد سمعته يتحدث في زمن مضى على كيفية التخلص من الحب (....؟؟؟)
قال : تخيله متسخا ورائحة العرق تفوح منه، تحاولين فعل ذلك وتفكرين أنه يكاد يكون يستحم يوميا منذ عرفته قبل انتشار الوباء، إذ غالبا ما يخبرك، فمن المستحيل إذن أن تشتم رائحة عرقه.
قال: تخيله استيقظ من نومه أشعث أعمش، فقلت: هو غالبا يستيقظ قبلي لصلاة الفجر إذن هو من سيوقظني ويراني كذلك...
المهم حتى الطرائق التي كنت تساعدين بها بعض صديقاتك للتخلص من أحدهم لم تنفع معك، فكيف وقعت أنت أصلا بكل ما كان يظهر عليك من قوة وصلابة، كثيرون من أحبوك ولم يقدرواعلى محادثتك في الأمر لأنك كنت إذا أحسست برائحة ذلك تحولت تصرفاتك إلى ما يشبه تصرفات الرجال. أيمكن أن يكون عليا قد تعمد إيقاعك في فخ شباكه، لتحوي أكبر عدد ممكن من الإناث، وهو يردد لك قول هذا الشاعر أو ذاك وقوله هو أيضا:
السيف في الغمد لا تخشى مضاربه ........ وسيف عينيك في الحالين بتار
حين أحببته يا ريم لم يكن يعرف عن شخصيتك شيئا، ولا أنت تعرفين عنه شيئا فكيف حصل؟ تحتارين وأحتار معك... تذكرين ياريم قبل أن يبوح له قلبك بحبه أن من بين الحوارات التي دارت بينكما، هو أن اسم صديقتك جاء في كلام ما فسألك عنها، وإن كانت متزوجة، وقلت:
_ ولم تسأل؟ ألست متزوجا
_ بلى، أنا فقط أردت أن أعرف لأنها إن لم تكن متزوجة فأنت أقوى منها حيث إنك مسؤولة عن بيت و أسرة ومسؤولة في عملك،....
_ ظننتك كنزار كان متزوجا بابنة عمه، وظل كلما رأى جميلة يقول فيها شعرا حتى لو لم يكن بينهما شيء وزوجه تغني: " مغيارة ويلا قالوا مغيارة" و تغني " أغار إني أغار...." حتى طلقها وتزوج بعد سنين بلقيس الصغيرة ولابد أنك تعرف قصة زواجهما..
فظل حبيبك _ الذي ما كنت أحسست بعد بحبه، أو لعلك شعرت به وكذبت كل حواسك .. _ يضحك..
وها هو الآن من جديد يطلب رؤيتك كما يحب ليهدأ غليان المحب، لتنطفئ ثورته، فيودعك من جديد إذ ترفضين طلبه.. يودعك علما أنه يعلم أنك قد أصبحت مريضة، ولم يكلف نفسه في السؤال عنك إلا بعد يومين ولم يسأل عن حالك، بل بعث رسالة، يقول لك :
_ إن كنت تريدين الاستفسار حول موضوع ما فأنا أنتظرك على الفايس
عجبا .. أهكذا يعود لها؟ وماذا يقصد برسالته؟

لم يسأل عن حالها؟ عن صحتها؟ لم يطلب منها أن تطمئنه عليها وهو من قال لها مرة عندما سألته كيف يمكن أن يكون شعوره إن علم أنها راقدة بالمستشفى:
_ سأطير من الداخلة إليك، سأهرع إليك دون أن أفكر في شيء آخر..
عبثا؛ ما تقول يا علي، تعبث بقلوب العذارى، وتعزف على أوتار قلب من تحبك أحلى الجراحات ..
في أول يوم بعد الوداع الأخير هذا كانت قد غضبت منه جدا معتبرة أنه لا يرى فيها غير صورة الجسد الأنثوي الذي يعشقه، وعليها ما دامت صرحت بحبه لها أن تمنحه ما يعشق عن طريق اتصال مباشر يمكنه من رؤيتها، فقررت كما قررت من قبل ألا تعود إليه وعادت، لكنها هذه المرة كانت عازمة على ذلك، فسدت كل الطرق المؤدية للتواصل معه، وبكت على قلبها بعد أن وضعت عليه قطعة جليد، زاد ألمها وإحساسها بالمرض وهو يضعف جسدها الذي وهن مذ أحبت عليا، أخذها أخوها لعيادة خاصة، فحصها الطبيب وألزمها بإجراء بعض الفحوصات، وباتباع أدوية كثيرة ومتعددة، خرجت من العيادة وأخوها يمسك يدها وهما يضعان الكمامة على وجههما، تلك الكمامة التي استطاعت أن تخفي شفتيها _ شفتي الحب المدمر _ ، استقلا السيارة، وفي انتظار أن يمنح الأخ لحارس السيارات الثمن المؤدى على الحراسة، وقف الرجل الهرم أمامهما متأملا ريم التي لم تنتبه لوجوده، قد تكون عيناها تريانه لكنهما تنظران إلى شيء أبعد من ذلك، حتى فاجأها الحارس الهرم بقوله وهي تزيل الكمامة على وجهها ودون أن يعير اهتماما للرجل الذي يجلس بجوارها:
_ أرأيت أيتها الجميلة؟ الكمامة لا تليق بك.. أنت يجب أن يداعبك الهواء، هنا بالسيارة تجنبا لرائحة البنزين ضعيها، لكن في الشارع افتحي فاهك للهواء...
تبتسم ريم في صمت إلى الرجل، تنظر لأخيها مستغربة، لكن الهرم أضاف بعد ابتسامتها:
_ الله... هكذا ابتسمي دائما، أبعد الله عنك كل ألم وحزن، لا تيأسي، فابتسامتك يحتاجها الهواء..
أكان شاعرا هذا العجوز أيضا؛ أم هو كذلك الآن؟ ماذا لو كان علي هو من معها... أكان العجوز سيتحدث أم أن هذا الحارس هو عراف أيضا أحس ما تحسه فأراد أن يسعدها بكلماته...؟
صارت ريم كلما تحدثت مع أمها تغالب دمعاتها، وهي تتمنى لو استطاعت أن تخبر والدتها بكل ما يخالج صدرها، أن تقول لها:
يا أمي أنا أحب... أحب أخيرا؛ فأمها تعلم أنها لا تحب زوجها لكنها تراه إنسانا طيبا رغم ما يمكن أن تعيبه عليه هي وكل أسرة ريم حتى إن ريم لا تغضب منهم أبدا إن قلد فعله أحد، أو عابوا عليه شيئا.. لكن.. كيف سيكون رد فعل الأم حينها ستلومها طبعا، ستغضب منها أكيد، حاولت مرة إخبارها وهي تقول لها:
_ كنت أريد أن أترك إبراهيم معكم وأظل وحدي بالبيت، طلبت من عبد الرحيم أيضا أن يذهب عند أهله، لكنكم اتفقتم علي الآن، اتفقتم ألا تتركوني وحدي..
_ وكيف تريدين البقاء وحدك وأنت على هذه الحال؟
_ أريد أن أخلو لنفسي أياما.. أريد ألا أكلم أحدا غيري، ألا يتألم أحد لرؤيتي، أريد أن أتحدث إلى ربي علي آخذ منه قبسا من نور..
لم تنتبه أمها إلا لقولها "أريد ألا أكلم أحدا غيري" ، فردت عليها:
_ أمجنونة أنت؟ المجانين وحدهم من يحبون البقاء في مكان لا يوجد فيه غيرهم ليكلموا أنفسهم..
_ أكنت يا ماما ترينني مجنونة قبل اليوم؟
_ لا طبعا؛ ولكن حالك قد تغير، أتعرفين أن والدك سألني إن كنت تحبين شخصا غير زوجك؟
تستغرب ريم وتتلعثم ولا تعرف كيف ترد على هذه الجملة الأخيرة

خولة السعيد 17 / 08 / 2020 00 : 05 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
لا تخشي عزة سأحاول إنهاءها اليوم وإلا فبأقرب وقت ممكن إن شاء الله، لكن علي بعد ذلك أن آخذها للتنقيح، فإني بكل مرة أنتبه لبعض الأخطاء التي قد تحدث سهوا وقد وجب تعديلها..

عزة عامر 18 / 08 / 2020 03 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250019)
لا تخشي عزة سأحاول إنهاءها اليوم وإلا فبأقرب وقت ممكن إن شاء الله، لكن علي بعد ذلك أن آخذها للتنقيح، فإني بكل مرة أنتبه لبعض الأخطاء التي قد تحدث سهوا وقد وجب تعديلها..


لا خوخة اتركيها لا تنهيها دعيها ، وأضيفي إليها ..لا أريدها أن تنتهي بهذه السرعة .. فهي تؤنسني كثيرا كلما كنت في نور أدب ووجدت منك إضافات .. يبدو أنني اندمجت فيها ويحزنني أن تأتي اللحظة وأغلق الملف وأخرج منها باكية !! كما أفعل عند متابعتي لكل مسلسل .. اتركيها عشر سنوات أخرى وإن لم أعش لآخرها .. فاتركيها مفتوحة ، وعلى القاريء أن يتخيل أحداث النهاية كما تروق له ..

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 14 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250022)
لا خوخة اتركيها لا تنهيها دعيها ، وأضيفي إليها ..لا أريدها أن تنتهي بهذه السرعة .. فهي تؤنسني كثيرا كلما كنت في نور أدب ووجدت منك إضافات .. يبدو أنني اندمجت فيها ويحزنني أن تأتي اللحظة وأغلق الملف وأخرج منها باكية !! كما أفعل عند متابعتي لكل مسلسل .. اتركيها عشر سنوات أخرى وإن لم أعش لآخرها .. فاتركيها مفتوحة ، وعلى القاريء أن يتخيل أحداث النهاية كما تروق له ..

ألست من طلب مني إنهاء أحداثها سريعا؟!!!!

عزة عامر 18 / 08 / 2020 17 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250024)
ألست من طلب مني إنهاء أحداثها سريعا؟!!!!

أمممم ..ولكني شعرت بالحزن لوداعها بعد قراءتي للجزء الأخير ،🥺

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 24 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250026)
أمممم ..ولكني شعرت بالحزن لوداعها بعد قراءتي للجزء الأخير ،🥺

إذن انتظري سأضيف جزءا آخر بعد قليل ولن يكون النهاية (ابتسامة)

عزة عامر 18 / 08 / 2020 26 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250028)
إذن انتظري سأضيف جزءا آخر بعد قليل ولن يكون النهاية (ابتسامة)


هيا أنتظر. 👀

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 39 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250029)
هيا أنتظر. 👀

الآن يا كل القراء هيهييهيه 1_ 2 _3

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 40 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250018)
لم يسأل عن حالها؟ عن صحتها؟ لم يطلب منها أن تطمئنه عليها وهو من قال لها مرة عندما سألته كيف يمكن أن يكون شعوره إن علم أنها راقدة بالمستشفى:
_ سأطير من الداخلة إليك، سأهرع إليك دون أن أفكر في شيء آخر..
عبثا؛ ما تقول يا علي، تعبث بقلوب العذارى، وتعزف على أوتار قلب من تحبك أحلى الجراحات ..
في أول يوم بعد الوداع الأخير هذا كانت قد غضبت منه جدا معتبرة أنه لا يرى فيها غير صورة الجسد الأنثوي الذي يعشقه، وعليها ما دامت صرحت بحبه لها أن تمنحه ما يعشق عن طريق اتصال مباشر يمكنه من رؤيتها، فقررت كما قررت من قبل ألا تعود إليه وعادت، لكنها هذه المرة كانت عازمة على ذلك، فسدت كل الطرق المؤدية للتواصل معه، وبكت على قلبها بعد أن وضعت عليه قطعة جليد، زاد ألمها وإحساسها بالمرض وهو يضعف جسدها الذي وهن مذ أحبت عليا، أخذها أخوها لعيادة خاصة، فحصها الطبيب وألزمها بإجراء بعض الفحوصات، وباتباع أدوية كثيرة ومتعددة، خرجت من العيادة وأخوها يمسك يدها وهما يضعان الكمامة على وجههما، تلك الكمامة التي استطاعت أن تخفي شفتيها _ شفتي الحب المدمر _ ، استقلا السيارة، وفي انتظار أن يمنح الأخ لحارس السيارات الثمن المؤدى على الحراسة، وقف الرجل الهرم أمامهما متأملا ريم التي لم تنتبه لوجوده، قد تكون عيناها تريانه لكنهما تنظران إلى شيء أبعد من ذلك، حتى فاجأها الحارس الهرم بقوله وهي تزيل الكمامة على وجهها ودون أن يعير اهتماما للرجل الذي يجلس بجوارها:
_ أرأيت أيتها الجميلة؟ الكمامة لا تليق بك.. أنت يجب أن يداعبك الهواء، هنا بالسيارة تجنبا لرائحة البنزين ضعيها، لكن في الشارع افتحي فاهك للهواء...
تبتسم ريم في صمت إلى الرجل، تنظر لأخيها مستغربة، لكن الهرم أضاف بعد ابتسامتها:
_ الله... هكذا ابتسمي دائما، أبعد الله عنك كل ألم وحزن، لا تيأسي، فابتسامتك يحتاجها الهواء..
أكان شاعرا هذا العجوز أيضا؛ أم هو كذلك الآن؟ ماذا لو كان علي هو من معها... أكان العجوز سيتحدث أم أن هذا الحارس هو عراف أيضا أحس ما تحسه فأراد أن يسعدها بكلماته...؟
صارت ريم كلما تحدثت مع أمها تغالب دمعاتها، وهي تتمنى لو استطاعت أن تخبر والدتها بكل ما يخالج صدرها، أن تقول لها:
يا أمي أنا أحب... أحب أخيرا؛ فأمها تعلم أنها لا تحب زوجها لكنها تراه إنسانا طيبا رغم ما يمكن أن تعيبه عليه هي وكل أسرة ريم حتى إن ريم لا تغضب منهم أبدا إن قلد فعله أحد، أو عابوا عليه شيئا.. لكن.. كيف سيكون رد فعل الأم حينها ستلومها طبعا، ستغضب منها أكيد، حاولت مرة إخبارها وهي تقول لها:
_ كنت أريد أن أترك إبراهيم معكم وأظل وحدي بالبيت، طلبت من عبد الرحيم أيضا أن يذهب عند أهله، لكنكم اتفقتم علي الآن، اتفقتم ألا تتركوني وحدي..
_ وكيف تريدين البقاء وحدك وأنت على هذه الحال؟
_ أريد أن أخلو لنفسي أياما.. أريد ألا أكلم أحدا غيري، ألا يتألم أحد لرؤيتي، أريد أن أتحدث إلى ربي علي آخذ منه قبسا من نور..
لم تنتبه أمها إلا لقولها "أريد ألا أكلم أحدا غيري" ، فردت عليها:
_ أمجنونة أنت؟ المجانين وحدهم من يحبون البقاء في مكان لا يوجد فيه غيرهم ليكلموا أنفسهم..
_ أكنت يا ماما ترينني مجنونة قبل اليوم؟
_ لا طبعا؛ ولكن حالك قد تغير، أتعرفين أن والدك سألني إن كنت تحبين شخصا غير زوجك؟
تستغرب ريم وتتلعثم ولا تعرف كيف ترد على هذه الجملة الأخيرة

كم ودت أن تبكي على صدرها وتحكي لها كل شيء، فتواسيها أمها وتدعو لها، ودت لو أنها تمكنت من الحكي وأمها تداعب خصلات شعرها الغجري وتمسح عنها دموعها الساخنة مهدئة لتلك الحرارة بقلبها، لكن.... لن يحصل هذا. ردت ريم، كيف لي أن أحب رجلا آخر، وأنا لا أحب حتى زوجي.. أنا لا أطيقهم، أكره صنف الرجال،_ وهي تضغط على حرف الكاف _، وقلبها يقول :
_إلا علي يا ريم.. إلا علي ..
دمعت عينا الأم وهي ترى ابنتها تبكي بحرقة بعدما كانت تخفي لواعجها لمدة طويلة، زاد ألم ريم حينها، قامت تعانق أمها و تكفكف دمعها..
_ سأرتاح يا ابنتي إن عرفت أنك مرتاحة، أتظنين أنني لم أكن أحس بك، مرحك غاب عنا يا ريم منذ زمن، ضحكاتك صارت تختفي شيئا فشيئا..
_ لهذا يا ماما؛ لم أكن أريد أن يراني أحد، صبرت وحاولت أن أخفي أمري، لكن لا أحد سمح لي بأن أظل وحدي..
_ أنا السبب؛...
_ لا.. لماذا ماما؟ لا تقولي هذا
_ أنا التي شجعتك على الزواج به، رأيته متشبثا بك فقلت هو من يستحق ابنتي، لا يمكن لابنتي التي أرضى عليها كل يوم بيقظتي ونومي أن تعيش في كنف عائلة لا تحبها، أنا يا ريم أحمد الله أن كل عائلته يقدرونك ويحترمونك
_ ومع ذلك.. للأسف لم أستطع.. رغما عني لم أستطع.. صدقيني ماما، لم أستطع، لو كنت أعلم أني سأصل لهذه الحال يوما لهربت من فاس كلها وقت الخطوبة، لأن تمسكه بي حقا هو ما جعلني أيضا أوافق مقنعة نفسي بأني لن أجد خيرا منه، لكن هو لن يجد أسوأ مني، رميت له خاتمه بالشارع أيام الخطوبة وسامحني، بالشارع أيضا رميت له هداياه، وكنت أدخل البيت وأطفئ الهاتف كي لا يصلني أي اتصال منه فيتصل بك أنت ماما لتعطيني هاتفك من أجل أن أكلمه، أو لتطلبي مني تشغيل هاتفي.. يا ماما حاولت، ولكني...
تكاد تنقطع أنفاس ريم لكنها مع ذلك تضيف:
_ حتى بعد زواجنا كثيرا ما قلت له " أنا لا أحبك" لم لم يفهم؟ لم تزوجني وهو يعرف أني لا أحبه، لِم يستطيع رجل أن يتزوج أنثى تصرخ بملء صدرها أنها لا تحبه؟
_ ما دام الأمر كذلك فلا تعذبي نفسك وهذا الإنسان معك.. لم نر منه إلا خيرا، قولي له صراحة أنك تريدين فراقه خير من أن يكبر ابنكما بينكما في مشاكل لا تنتهي..
_ أتظنين لم أفعل؟ قلتها يا ماما قلتها، لكنه يقول إنه لن يستغني عني، أ قطعة قماش أنا يملكها؟
_ يحبك
تصمت ريم لحظة، وتصمت أمها، ثم يستمر الحوار بعد حين، وأمها تطلب منها أن تكف عن هذا الألم فلطالما كانت هي الأمل وهي شمعة البيت التي تنير وتنصح وتجهد نفسها لإسعاد و إرضاء أسرتها..
بالليل كانت ريم تفكر فيم سبب لها علي من أسى وهي مصممة ألا تعود إليه مهما كان، ومهما قال.. كانت تسعد بتواصلها معه وهما يتحدثان عن جمال فاس وتاريخها عن علال الفاسي الذي قال لها علي عنه مرة:
_ يعاب عليه أنه كان يدفه الشعب للنضال أيام الاستعمار، إلا أهل فاس كان يحثهم على العلم.
ثم يقول مازحا:
_ ربما لأجل ذلك يعرف على أهل فاس أنهم يخافون كثيرا..
فترد مدافعة عن علال وكل فاس:
_ لا يا عزيزي؛ لا تنس أن فاس عاشت أياما دامية وانتفاضات شعبية جارفة، ولا تنس أيضا كم ضمت جامعة القرويين العظيمة التي نتشرف بها من مجاهدين وحمتهم مع سلاحهم بين جدرانها... أنتم يا أهل الداخلة الذين كنت تخضعون للاستعمار الاسباني إلى أن جئنا إليكم نحن وحررناكم منه بمسيرة حاشدة خضراء
_ شكرا لجنابكم ، أصلا يجب أن تعرفي أن الداخلة لم تكن مدينة إلا في سنة 1884
_ وإذن؟
_ غلبتني، مع أن مدينتي أجمل، تستقطب السياح، بسواحلها الأطلسية الثلاثة التي تحده كأنها جزيرة، وتمارس بها الرياضات المختلفة، ولا تنسي أنها حازت على جائزة المدينة الرياضية الأورو- متوسطية، كما لا تنسي أننا أهل شعر حبيبتي
_ واضح فبه ربما سحرتني
يبعث لها رابطا لتستمع لشعر حساني
https://youtu.be/iYtz3zQHjYQ
فتقول له ضاحكة:
_ هيهيهيهيهيههيهيهيهيهيهيهيهيهي لم أفهم غير الكلمة الحسرة، هذا إن كان لها نفس المعنى، ترجم يا حبيبي ترجم...
_ العيب فيك إذن
_ أنا؟ حرام عليك، لا.. صدقا في اللهجة الحسانية ألفاظ صعبة ربما لأننا لم نألف تداولها، لكني أعدت الاستماع ففهمت ألفاظ أخرى ، المهم أن الشاعر بالأخير ضائع... هيهيههيههيهي.. اسمع يا حبيبي لفن الملحون؛
https://youtu.be/WAR6d7pYDaQ
https://youtu.be/swBp2ak-JFw
https://youtu.be/ZAeDAgltfhs

_ إن شئت زدتك من روعته...
كفاني يا الشمعة أن تكوني أنت لحني وملحوني و أحسن من الحساني
_ هيهيهيهيهيههي وكفاك أيضا وإلا قلت شعرا غير مفهوم
وكانت تمرح وهما يتحدثان عن هذه الرواية أو تلك كأنهما قرآها معا، يلخصان أحداثها، ينتقدانها، ويذكران لبعض كيف حصلا على الرواية ...
يقولان شعرا فيجدان نفسيهما معا يعشقان أبا الطيب المتنبي و Jacques Brel يعشقان معا الشعر الثوري والشعر الهادئ الرومانسي ووووو....
تتذكر حين قالت له مرة:
سبقت زوجي للسرير كي أنام وكنت غاضبة، فجلس وقد شغل المذياع لتبدأ أغنية " يا سيدي أنا حر" ووجدتني أغنيها و أكتشف أني أحفظ كلماتها حتى قال لي هو: لعلها لنزار قباني أيضا..
_ هههههه ، وأنا أحب هذه الأغنية، تعرفين ما هو أحب مقطع لدي فيها؟
_ دعني أولا أخبرك أنا
حسنا، وكان يبدو حينها أنه قد بدأ بكتابة المقطع ثم مسحه بعد طلبها، فكتبت:
_ أنا ماشي من هادوك اللي ما يقطفوشي الوردة غير لكان ما فيها شوك... ويلا كتاب و حبيتي واتجرحتي وابريتي يغيروا منك ويحسدوك..
_ تصدقين ريم أنه نفس المقطع الذي سجلته لأخبرك به ومحوته عندما طلبت أن تخبريني أولا..
تفكر ريم بهذه الليلة و تفكر وتفكر، تذكرته عندما تحدث لها عن أول حب بحياته، تلك التي كان ينوي الزواج منها فلم يقدر له لظرف ما، وظل منذ ذلك الحين وهو يستمع بحسرة إلى أغنية ذكريات لأم كلثوم وقت الأصيل وهو مستلق يتأمل ذكرياته... وبعث لريم بالأغنية ، معبرا أنه فقط اعتاد على سمعها كأنه يلوم نفسه على حب عاشه لم يكن أهلا لقلبه..
تفكر ريم وتفكر لتجد نفسها كما قال في رسالة وداع انسيني وسأنساك أيضا، ستكونين أجمل ذكرى.. فعلا ما عادت الآن ريم إلا ذكرى قد تنمحي مع مرور الزمن، فيطويها النسيان، قالت له حينها:
_ لا دخل لك بذاكرتي وإياك أن تأمرني مرة بنسيانك أو بشيء آخر.. انساني أنت وارحل بعيدا عني لكن لا تتدخل فيم أذكره أو أنساه...
ظلت ريم تفكر حتى ارتسمت ببالها أنها قد تظل ذكرى فعلا لن ينساها، كما لم ينس سابقاتها، وسيتحدث عنها لحبيباته اللاحقات، لذلك فعلت حسابا فايسبوكيا جديدا باسم مستعار ولم ترسل له دعوة، بل أدرجته ضمن المجموعة بالصفحة التي ينتميان إليها معا، على أساس أنه سيدعوها لصداقته كما جل من يوجدون بالصفحة وحينها سترى إن كان سيحاول أن يوقعها بشباكه هي الأخرى ويحكي لها عن ريم وعن ... وعن.... وعن...
أرادت أن يحصل ذلك فتحتقره وتتأكد من حقيقته فتكرهه، ثم رأت أن في ذلك غدر للحب الذي عاشته هي على الأقل بصدق، ولم تكتب أي حرف بذلك الاسم المستعار، ولم يظهر الاسم لا له ولا لغيره، وإن أرادت كشف حقيقته..
كيف يمكن أن تمثل دورا آخر؟ كيف يمكنها أن تلعب شخصيتين في آن واحد، هي لا تتقن الكذب، ولا تدرك مهاراته، فكيف ستفعل بهذا الاسم المستعار الذي خطرت فكرته بلحظة غضب؟ لا تستطيع أن تتحدث بوجهين .. بلسانين، لن تعرف كيف يمكن أن تغير من أسلوبها... لن تفعل... مستحيل أن تفعل، وليراها هو كما شاء.. ذكرى، نزوة، شهوة، (حبيبة) هي من رمت بنفسها إليه، تستحق كل تحقير منه..
في الغد أحست بأنها صارت أحسن حالا وبأنها رغم اتخاذها قرار عدم العودة إلى علي إلا أنها مشتاقة جدا إلى ذاك الحبيب

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 43 : 12 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
ما رأيك الآن عزة؟

عزة عامر 18 / 08 / 2020 06 : 01 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
جميل ما سردت ..معك أتابع .. و أنتظر البقية .

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 45 : 02 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250040)
جميل ما سردت ..معك أتابع .. و أنتظر البقية .

شكرا عزتي العزيزة

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 21 : 03 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250032)
كم ودت أن تبكي على صدرها وتحكي لها كل شيء، فتواسيها أمها وتدعو لها، ودت لو أنها تمكنت من الحكي وأمها تداعب خصلات شعرها الغجري وتمسح عنها دموعها الساخنة مهدئة لتلك الحرارة بقلبها، لكن.... لن يحصل هذا. ردت ريم، كيف لي أن أحب رجلا آخر، وأنا لا أحب حتى زوجي.. أنا لا أطيقهم، أكره صنف الرجال،_ وهي تضغط على حرف الكاف _، وقلبها يقول :
_إلا علي يا ريم.. إلا علي ..
دمعت عينا الأم وهي ترى ابنتها تبكي بحرقة بعدما كانت تخفي لواعجها لمدة طويلة، زاد ألم ريم حينها، قامت تعانق أمها و تكفكف دمعها..
_ سأرتاح يا ابنتي إن عرفت أنك مرتاحة، أتظنين أنني لم أكن أحس بك، مرحك غاب عنا يا ريم منذ زمن، ضحكاتك صارت تختفي شيئا فشيئا..
_ لهذا يا ماما؛ لم أكن أريد أن يراني أحد، صبرت وحاولت أن أخفي أمري، لكن لا أحد سمح لي بأن أظل وحدي..
_ أنا السبب؛...
_ لا.. لماذا ماما؟ لا تقولي هذا
_ أنا التي شجعتك على الزواج به، رأيته متشبثا بك فقلت هو من يستحق ابنتي، لا يمكن لابنتي التي أرضى عليها كل يوم بيقظتي ونومي أن تعيش في كنف عائلة لا تحبها، أنا يا ريم أحمد الله أن كل عائلته يقدرونك ويحترمونك
_ ومع ذلك.. للأسف لم أستطع.. رغما عني لم أستطع.. صدقيني ماما، لم أستطع، لو كنت أعلم أني سأصل لهذه الحال يوما لهربت من فاس كلها وقت الخطوبة، لأن تمسكه بي حقا هو ما جعلني أيضا أوافق مقنعة نفسي بأني لن أجد خيرا منه، لكن هو لن يجد أسوأ مني، رميت له خاتمه بالشارع أيام الخطوبة وسامحني، بالشارع أيضا رميت له هداياه، وكنت أدخل البيت وأطفئ الهاتف كي لا يصلني أي اتصال منه فيتصل بك أنت ماما لتعطيني هاتفك من أجل أن أكلمه، أو لتطلبي مني تشغيل هاتفي.. يا ماما حاولت، ولكني...
تكاد تنقطع أنفاس ريم لكنها مع ذلك تضيف:
_ حتى بعد زواجنا كثيرا ما قلت له " أنا لا أحبك" لم لم يفهم؟ لم تزوجني وهو يعرف أني لا أحبه، لِم يستطيع رجل أن يتزوج أنثى تصرخ بملء صدرها أنها لا تحبه؟
_ ما دام الأمر كذلك فلا تعذبي نفسك وهذا الإنسان معك.. لم نر منه إلا خيرا، قولي له صراحة أنك تريدين فراقه خير من أن يكبر ابنكما بينكما في مشاكل لا تنتهي..
_ أتظنين لم أفعل؟ قلتها يا ماما قلتها، لكنه يقول إنه لن يستغني عني، أ قطعة قماش أنا يملكها؟
_ يحبك
تصمت ريم لحظة، وتصمت أمها، ثم يستمر الحوار بعد حين، وأمها تطلب منها أن تكف عن هذا الألم فلطالما كانت هي الأمل وهي شمعة البيت التي تنير وتنصح وتجهد نفسها لإسعاد و إرضاء أسرتها..
بالليل كانت ريم تفكر فيم سبب لها علي من أسى وهي مصممة ألا تعود إليه مهما كان، ومهما قال.. كانت تسعد بتواصلها معه وهما يتحدثان عن جمال فاس وتاريخها عن علال الفاسي الذي قال لها علي عنه مرة:
_ يعاب عليه أنه كان يدفه الشعب للنضال أيام الاستعمار، إلا أهل فاس كان يحثهم على العلم.
ثم يقول مازحا:
_ ربما لأجل ذلك يعرف على أهل فاس أنهم يخافون كثيرا..
فترد مدافعة عن علال وكل فاس:
_ لا يا عزيزي؛ لا تنس أن فاس عاشت أياما دامية وانتفاضات شعبية جارفة، ولا تنس أيضا كم ضمت جامعة القرويين العظيمة التي نتشرف بها من مجاهدين وحمتهم مع سلاحهم بين جدرانها... أنتم يا أهل الداخلة الذين كنت تخضعون للاستعمار الاسباني إلى أن جئنا إليكم نحن وحررناكم منه بمسيرة حاشدة خضراء
_ شكرا لجنابكم ، أصلا يجب أن تعرفي أن الداخلة لم تكن مدينة إلا في سنة 1884
_ وإذن؟
_ غلبتني، مع أن مدينتي أجمل، تستقطب السياح، بسواحلها الأطلسية الثلاثة التي تحده كأنها جزيرة، وتمارس بها الرياضات المختلفة، ولا تنسي أنها حازت على جائزة المدينة الرياضية الأورو- متوسطية، كما لا تنسي أننا أهل شعر حبيبتي
_ واضح فبه ربما سحرتني
يبعث لها رابطا لتستمع لشعر حساني
https://youtu.be/iYtz3zQHjYQ
فتقول له ضاحكة:
_ هيهيهيهيهيههيهيهيهيهيهيهيهيهي لم أفهم غير الكلمة الحسرة، هذا إن كان لها نفس المعنى، ترجم يا حبيبي ترجم...
_ العيب فيك إذن
_ أنا؟ حرام عليك، لا.. صدقا في اللهجة الحسانية ألفاظ صعبة ربما لأننا لم نألف تداولها، لكني أعدت الاستماع ففهمت ألفاظ أخرى ، المهم أن الشاعر بالأخير ضائع... هيهيههيههيهي.. اسمع يا حبيبي لفن الملحون؛
https://youtu.be/WAR6d7pYDaQ
https://youtu.be/swBp2ak-JFw
https://youtu.be/ZAeDAgltfhs

_ إن شئت زدتك من روعته...
كفاني يا الشمعة أن تكوني أنت لحني وملحوني و أحسن من الحساني
_ هيهيهيهيهيههي وكفاك أيضا وإلا قلت شعرا غير مفهوم
وكانت تمرح وهما يتحدثان عن هذه الرواية أو تلك كأنهما قرآها معا، يلخصان أحداثها، ينتقدانها، ويذكران لبعض كيف حصلا على الرواية ...
يقولان شعرا فيجدان نفسيهما معا يعشقان أبا الطيب المتنبي و Jacques Brel يعشقان معا الشعر الثوري والشعر الهادئ الرومانسي ووووو....
تتذكر حين قالت له مرة:
سبقت زوجي للسرير كي أنام وكنت غاضبة، فجلس وقد شغل المذياع لتبدأ أغنية " يا سيدي أنا حر" ووجدتني أغنيها و أكتشف أني أحفظ كلماتها حتى قال لي هو: لعلها لنزار قباني أيضا..
_ هههههه ، وأنا أحب هذه الأغنية، تعرفين ما هو أحب مقطع لدي فيها؟
_ دعني أولا أخبرك أنا
حسنا، وكان يبدو حينها أنه قد بدأ بكتابة المقطع ثم مسحه بعد طلبها، فكتبت:
_ أنا ماشي من هادوك اللي ما يقطفوشي الوردة غير لكان ما فيها شوك... ويلا كتاب و حبيتي واتجرحتي وابريتي يغيروا منك ويحسدوك..
_ تصدقين ريم أنه نفس المقطع الذي سجلته لأخبرك به ومحوته عندما طلبت أن تخبريني أولا..
تفكر ريم بهذه الليلة و تفكر وتفكر، تذكرته عندما تحدث لها عن أول حب بحياته، تلك التي كان ينوي الزواج منها فلم يقدر له لظرف ما، وظل منذ ذلك الحين وهو يستمع بحسرة إلى أغنية ذكريات لأم كلثوم وقت الأصيل وهو مستلق يتأمل ذكرياته... وبعث لريم بالأغنية ، معبرا أنه فقط اعتاد على سمعها كأنه يلوم نفسه على حب عاشه لم يكن أهلا لقلبه..
تفكر ريم وتفكر لتجد نفسها كما قال في رسالة وداع انسيني وسأنساك أيضا، ستكونين أجمل ذكرى.. فعلا ما عادت الآن ريم إلا ذكرى قد تنمحي مع مرور الزمن، فيطويها النسيان، قالت له حينها:
_ لا دخل لك بذاكرتي وإياك أن تأمرني مرة بنسيانك أو بشيء آخر.. انساني أنت وارحل بعيدا عني لكن لا تتدخل فيم أذكره أو أنساه...
ظلت ريم تفكر حتى ارتسمت ببالها أنها قد تظل ذكرى فعلا لن ينساها، كما لم ينس سابقاتها، وسيتحدث عنها لحبيباته اللاحقات، لذلك فعلت حسابا فايسبوكيا جديدا باسم مستعار ولم ترسل له دعوة، بل أدرجته ضمن المجموعة بالصفحة التي ينتميان إليها معا، على أساس أنه سيدعوها لصداقته كما جل من يوجدون بالصفحة وحينها سترى إن كان سيحاول أن يوقعها بشباكه هي الأخرى ويحكي لها عن ريم وعن ... وعن.... وعن...
أرادت أن يحصل ذلك فتحتقره وتتأكد من حقيقته فتكرهه، ثم رأت أن في ذلك غدر للحب الذي عاشته هي على الأقل بصدق، ولم تكتب أي حرف بذلك الاسم المستعار، ولم يظهر الاسم لا له ولا لغيره، وإن أرادت كشف حقيقته..
كيف يمكن أن تمثل دورا آخر؟ كيف يمكنها أن تلعب شخصيتين في آن واحد، هي لا تتقن الكذب، ولا تدرك مهاراته، فكيف ستفعل بهذا الاسم المستعار الذي خطرت فكرته بلحظة غضب؟ لا تستطيع أن تتحدث بوجهين .. بلسانين، لن تعرف كيف يمكن أن تغير من أسلوبها... لن تفعل... مستحيل أن تفعل، وليراها هو كما شاء.. ذكرى، نزوة، شهوة، (حبيبة) هي من رمت بنفسها إليه، تستحق كل تحقير منه..
في الغد أحست بأنها صارت أحسن حالا وبأنها رغم اتخاذها قرار عدم العودة إلى علي إلا أنها مشتاقة جدا إلى ذاك الحبيب

اتخذت قرارها صباحا بأن تفتح ما سدته قبلا دون أن تبعث له كلمة، مجرد فتح أبواب هي أبواب شوق وأمل، وكعادتها إذ تشتاق إليه، تأخذ أقرب صورة له تبدو لها متجلية على صفحة من صفحات الآلة ، وتقبلها بحب وشوق، تداعب ملامح وجهه فيها، تغني له وتراقصه، تجلس إلى جانبه، تجعله يرافقها حيثما كانت ...
في الغد وصلتها رسالته تلك، رسالته التي لم تفهم لماذا بعث بكلماتها هكذا وهو المعتاد عند كل عودة أن يعود بورد فيكون العود أحمد، أرسلت إليه مستغربة: _مرحبا
_إن كان لديك أي سؤال فمرحبا، مستعد للإجابة
_ ولماذا سيكون لدي هذا السؤال؟ ماذا تقصد؟
_ وصلتني رسالة لم أعرف مصدرها ولأني محوت رقمك الهاتفي ، فكرت أن تكون الرسالة لك.
_ ليست لي.. إن كان من أجل هذا أرسلت كلماتك فإلى اللقاء
_ انتظري ريم، أنا فقط أردت التأكد ...
_ ابعث لصاحب الرقم يخبرك بمن يكون .. إلى اللقاء
_ ريم .. آسف، أنا نظمت قصيدة ونشرتها بالصفحة فوصلتني مباشرة الرسالة تسأل لمن أوجه كلماتي.. كنت فقط أريد أن أقول إنها موجهة لحبيبتي، موجهة لك ريمي..
_ شكرا.. لكن ليس بهذه الطريقة
_ لكني فعلا لم أعرف صاحب الرسالة وفكرت فيك مباشرة ما دامت قصيدتي إليك
_ الذنب ذنبك أنت محوت رقمي
_ ما دمت لست أنت فقد تكون سلمى التي تقطن بفرنسا
_ ورقم الهاتف ؛ يبدو عليه من خارج المغرب؟
_ كيف؟
شرحت له كيف، وماذا تقصد برقم المغرب وغيره، فتبين له أنها ليست من سلمى، فقالت ريم:
_إذن لعلها من فدوى..
_ فدوى لا تفعل ذلك، ليس ذاك من تصرفاتها .. أنا واثق
_ حسنا، تأكدت من أن الرسالة ليست مني، اسمح لي بالانصراف، إلى اللقاء، لكن جميل أن تكون واثقا من تصرفات فدوى وتشك في أمري وفعلي.. مع السلامة..
استشاطت غضبا من عدم ثقته بها، تلتفت يمنة فتجد فيلما يتردد فيه اسم " علي" ، يقلب زوجها القنوات فتسمع بإشهار اسم " علي" تحب سماع أغنية فتجد أن شخصا اسمه "علي" يغنيها ، تحمل بيده رواية، لقراءتها فيكون بطلها اسمه " علي" تطل من شرفة بيتها فتسمع الأطفال ينادون على صديقهم " علي" تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذكر عليا بن أبي طالب رضي الله عنه، تبحث عن قلبها فتجده قد غادرها إلى علي..
ما بال علي هذا لا يغادر قلبها حتى في لحظات الغضب، بل أصبح لا يغادر سمعها أيضا، ونظرها كذلك، فها هي تفتح صفحتها الفايسبوكية لتجد للمرة الألف دعوات صداقة باسم علي وهي تكتفي بعليها الواحد ..
أخيرا ها هي ذي الورود تتطاير في سماء الميسانجر والفايسبوك معبرة عن حب واعتذار العزيز الغالي علي حامد الذي طالما دعت الله أن يعلي قدره و أن يجعله من حامديه..
وها هو قلبها يلين له وتعود إليه طائرة ناسية حقدها عليه، ومن قال إنها كانت حاقدة عليه؟
ومن جديد يبعث لها بأحلى الكلمات والأغنيات ويقول لها ما قال درويش:
خذي القصيدة إن أردت
فليس لي فيها سواك
ويرسل لها:
https://youtu.be/plOT6AdYWAU
https://youtu.be/9gnmVXa0lvA

ثم يعدها ألا ينساها أبدا وأن يظل حافظا لحبها، متشبثا به؛ لكن سرعان ما يعود نفس النقاش؛ تسأله لماذا لا يتحدثون ويخوضون في كلام آخر كما كانوا من قبل مبتعدين عن الحديث عن الجسد، فيتوسل لها بأن تسمح لها برؤية جسدها ولا حتى وصفه، فيتعلل بأن شوقه لها ورغبته فيها تنهكه وتتعب جسده ويقرر من جديد تجنب الحديث لأيام معها، تمل هي من هذا الوضع وتضجر ومع ذلك لا تجد إلا قلبها بعيدا عنها قريبا منه، أو صار ملكا له.. تريد أن تنس كل شيء، تتمنى لو كان بإمكانها أن تبتعد عن العالم كله شرط أن يكون صغيرها معها، أن تأخذ نفسها للعالم الآخر لكنها تخاف من دمعات أمها وحزن كبدها، ومن أن تترك ابنها دونها..
لكنها أحست بأنها تريد أن تنام مدة أطول خاصة مع الآلام التي كانت تشعر بها إثر كل انفعال وكل لحظة غضب، فما إن تتخلص من علي حتى تجد عويل عبد الرحيم الذي لا ينفد، لجأت إلى سريرها، وأخذت علبة من علب الدواء أخذت منها أربع كبسولات مرة واحدة، كانت تأمل أن يسكنها ألم أقوى تنسى به آلام قلبها البعيد و آلام ضميرها الذي تظل تردد له:
ويصحو الضمير من غفلة
ينادي القلب فما من صدى
يقول: أفق قد حان الموعد
ويرد القلب بثقة: أنا لا أذنب
كذلك كنت أنا أقول؛
لست خائنة بل قلبي من خانني
وكل منا أنا وقلبي يرمي بالتهمة للآخر
ما شاورنيش أنا قلبي ما شاورنيش
قبل ما يعشق لو كان شاورني ما نبغيش أنا مانبغيش
المخبي فالقلب ها انا كابرت و قلتو
اصفا من صافي والله شاهد ما ازورتو
شكون اسمعني وفهمني أو اداها فيا
وانا حبي يا ناس واضح وباين
وضوح الشمس فنهار جميل واضح وباين
ارحمني يا رب ارحمني

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 34 : 04 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250054)
اتخذت قرارها صباحا بأن تفتح ما سدته قبلا دون أن تبعث له كلمة، مجرد فتح أبواب هي أبواب شوق وأمل، وكعادتها إذ تشتاق إليه، تأخذ أقرب صورة له تبدو لها متجلية على صفحة من صفحات الآلة ، وتقبلها بحب وشوق، تداعب ملامح وجهه فيها، تغني له وتراقصه، تجلس إلى جانبه، تجعله يرافقها حيثما كانت ...
في الغد وصلتها رسالته تلك، رسالته التي لم تفهم لماذا بعث بكلماتها هكذا وهو المعتاد عند كل عودة أن يعود بورد فيكون العود أحمد، أرسلت إليه مستغربة: _مرحبا
_إن كان لديك أي سؤال فمرحبا، مستعد للإجابة
_ ولماذا سيكون لدي هذا السؤال؟ ماذا تقصد؟
_ وصلتني رسالة لم أعرف مصدرها ولأني محوت رقمك الهاتفي ، فكرت أن تكون الرسالة لك.
_ ليست لي.. إن كان من أجل هذا أرسلت كلماتك فإلى اللقاء
_ انتظري ريم، أنا فقط أردت التأكد ...
_ ابعث لصاحب الرقم يخبرك بمن يكون .. إلى اللقاء
_ ريم .. آسف، أنا نظمت قصيدة ونشرتها بالصفحة فوصلتني مباشرة الرسالة تسأل لمن أوجه كلماتي.. كنت فقط أريد أن أقول إنها موجهة لحبيبتي، موجهة لك ريمي..
_ شكرا.. لكن ليس بهذه الطريقة
_ لكني فعلا لم أعرف صاحب الرسالة وفكرت فيك مباشرة ما دامت قصيدتي إليك
_ الذنب ذنبك أنت محوت رقمي
_ ما دمت لست أنت فقد تكون سلمى التي تقطن بفرنسا
_ ورقم الهاتف ؛ يبدو عليه من خارج المغرب؟
_ كيف؟
شرحت له كيف، وماذا تقصد برقم المغرب وغيره، فتبين له أنها ليست من سلمى، فقالت ريم:
_إذن لعلها من فدوى..
_ فدوى لا تفعل ذلك، ليس ذاك من تصرفاتها .. أنا واثق
_ حسنا، تأكدت من أن الرسالة ليست مني، اسمح لي بالانصراف، إلى اللقاء، لكن جميل أن تكون واثقا من تصرفات فدوى وتشك في أمري وفعلي.. مع السلامة..
استشاطت غضبا من عدم ثقته بها، تلتفت يمنة فتجد فيلما يتردد فيه اسم " علي" ، يقلب زوجها القنوات فتسمع بإشهار اسم " علي" تحب سماع أغنية فتجد أن شخصا اسمه "علي" يغنيها ، تحمل بيده رواية، لقراءتها فيكون بطلها اسمه " علي" تطل من شرفة بيتها فتسمع الأطفال ينادون على صديقهم " علي" تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذكر عليا بن أبي طالب رضي الله عنه، تبحث عن قلبها فتجده قد غادرها إلى علي..
ما بال علي هذا لا يغادر قلبها حتى في لحظات الغضب، بل أصبح لا يغادر سمعها أيضا، ونظرها كذلك، فها هي تفتح صفحتها الفايسبوكية لتجد للمرة الألف دعوات صداقة باسم علي وهي تكتفي بعليها الواحد ..
أخيرا ها هي ذي الورود تتطاير في سماء الميسانجر والفايسبوك معبرة عن حب واعتذار العزيز الغالي علي حامد الذي طالما دعت الله أن يعلي قدره و أن يجعله من حامديه..
وها هو قلبها يلين له وتعود إليه طائرة ناسية حقدها عليه، ومن قال إنها كانت حاقدة عليه؟
ومن جديد يبعث لها بأحلى الكلمات والأغنيات ويقول لها ما قال درويش:
خذي القصيدة إن أردت
فليس لي فيها سواك
ويرسل لها:
https://youtu.be/plOT6AdYWAU
https://youtu.be/9gnmVXa0lvA

ثم يعدها ألا ينساها أبدا وأن يظل حافظا لحبها، متشبثا به؛ لكن سرعان ما يعود نفس النقاش؛ تسأله لماذا لا يتحدثون ويخوضون في كلام آخر كما كانوا من قبل مبتعدين عن الحديث عن الجسد، فيتوسل لها بأن تسمح لها برؤية جسدها ولا حتى وصفه، فيتعلل بأن شوقه لها ورغبته فيها تنهكه وتتعب جسده ويقرر من جديد تجنب الحديث لأيام معها، تمل هي من هذا الوضع وتضجر ومع ذلك لا تجد إلا قلبها بعيدا عنها قريبا منه، أو صار ملكا له.. تريد أن تنس كل شيء، تتمنى لو كان بإمكانها أن تبتعد عن العالم كله شرط أن يكون صغيرها معها، أن تأخذ نفسها للعالم الآخر لكنها تخاف من دمعات أمها وحزن كبدها، ومن أن تترك ابنها دونها..
لكنها أحست بأنها تريد أن تنام مدة أطول خاصة مع الآلام التي كانت تشعر بها إثر كل انفعال وكل لحظة غضب، فما إن تتخلص من علي حتى تجد عويل عبد الرحيم الذي لا ينفد، لجأت إلى سريرها، وأخذت علبة من علب الدواء أخذت منها أربع كبسولات مرة واحدة، كانت تأمل أن يسكنها ألم أقوى تنسى به آلام قلبها البعيد و آلام ضميرها الذي تظل تردد له:
ويصحو الضمير من غفلة
ينادي القلب فما من صدى
يقول: أفق قد حان الموعد
ويرد القلب بثقة: أنا لا أذنب
كذلك كنت أنا أقول؛
لست خائنة بل قلبي من خانني
وكل منا أنا وقلبي يرمي بالتهمة للآخر
ما شاورنيش أنا قلبي ما شاورنيش
قبل ما يعشق لو كان شاورني ما نبغيش أنا مانبغيش
المخبي فالقلب ها انا كابرت و قلتو
اصفا من صافي والله شاهد ما ازورتو
شكون اسمعني وفهمني أو اداها فيا
وانا حبي يا ناس واضح وباين
وضوح الشمس فنهار جميل واضح وباين
ارحمني يا رب ارحمني

أخذت الكبسولات الأربعة ولم تنم عيناها سريعا رغم ما أحسته من وجع، أخذت تقرأ فيما يسببه من أضرار هذا الدواء علها تجد أنه يسبب كثرة النوم، لكنها وجدت أنه يسبب آلاما حادة بالمعدة وذاك ما حصل لها ليومين متتاليين وليلتين، مع أنها لم تأخذ حبة أخرى بعد ذلك طوال فترة ذاك الألم، وها هو بعد يوم أو أيام ينشر بالصفحة:
ارحلي فإني ما عدت أتحمل
لا تقتربي، فقربك مني يُمل
وجع حبك.. ألم حبك
وبسمة شفتيك سيف يقتلني
فلا تبتسمين أمامي
نظرة عينيك تذبحني وتحييني
ثم حيا تحت التراب تدفنني
ارحلي عني فالعذاب ثقيل
ترى الكلمات وتقلق.. يشتد ألمها، تزيد ثورتها، تتمالك غيظها وتصبر على ما بها قد ألم، وترد بكلمات هادئة ثائرة على كلماته دون أن تضع علامة الإعجاب كعادتها، وما إن تفعل حتى تقرأ له كلمات أخرى:
عودي إلي يا عودي
يا عود ورودي
يا ريمي
كوني هنا وبقلبي ظلي
عودي فإني بحبك أهتدي
أنت حري وبردي
فكيف ببعدك يطيب وجدي
حبك رشدي ونشيدي
فلا تبخلي عني بفرحة الوجود
ثم يبدأ استرسال الأغاني تترى واحدة تلو أخرى
https://youtu.be/SuOKAssXZm0
https://youtu.be/YuC3qemdcDA
https://youtu.be/yLrr5xlomRI
تضحك هي وكلما سمعت أغنية تزيد ضحكتها وتتخيله بصوته أو بصوتهما معا، سريعا هذا الشقي يضحكها ويزيل كآبتها مع أنها أصبحت في كل مرة تقول إنها لن تعود بعودته، وإن عادت لن تبكي رحيله خاصة في المرة الأخيرة التي أكدت له فيها أنها تحبه رغم التمزقات والجراحات التي سببها لقلبها ولم تنفع فيها ضمادات ولا أي دواء، لأن قلبها ليس بيدها ولا تملكه، ولكنها ما تزال غاضبة منه بشدة، مع ذلك ترتمي بأحضانه كلما رجع ...
وما رجع هذه المرة إلا ليخبرها أن حبها تملك منه، وأنها لا تحس بوجعه ورغبته فيها علها تضعف وتفضح المكنونات المستورات ولما لم تفعل بعث لها رسالة:
_ يا ريم اعذريني إن قلت لك هذه آخر رسالة أبعثها إليك، وقد ترددت كثيرا في هذا الفعل إذ لم يكن قلبي يطاوعني على فراقك، لكني فكرت مليا ورأيت أنه من الواجب أن أبتعد، فقد تعبت وتعبت نفسي، تعبت من وجعي الذي لا ينتهي كلما اشتدت رغبتي فيك، تعبت وأنا في كل مرة....
تغالب دموعها، فهي الآن لا تجلس وحدها، هي مع أهل زوجها، تخونهم جميعا وهي تقرأ رسالة عليها تبكيه برئتيها اللتين تتنفس بهما وبالمكان الخالي للقلب الذي هجرها، تحاول إكمال الرسالة، وهي تقول في نفسها: وطاوعك قلبك الآن؟ تصل إلى قوله: أنت في نظري ريم التي أحترمها أما ومدرسة. تتأمل عبارته هذه وتقول في نفسها: شكرا لك.. أما؟ ومدرسة؟ لست أهلا لهما معا، فمثلي لا يستحق شيئا جميلا من هذه الحياة..
تقرأ طلبه الأخير أيضا...
لا تستغربي يا ريم.. لا تستغربي، وكفاك ما بكيت بكل ما فيك..
فكري فيم سيؤول إليه وضعك، قلبك رحل إليه، لكنه حين أراد أن يرميه رميه في الصحراء البعيدة ولم يكلف نفسه عناء إرجاعه، كذاك كان جزاء قلب خائن، يستحق ذلك، وتستحقين أن يرمى قلبك في الصحراء لتعصف به الرياح وتبعده أكثر..
ودائما منذ مدة وأنت تفكرين في حل يبعد عنك الإحساس بالذنب، و.....

عزة عامر 18 / 08 / 2020 22 : 07 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
أتابع معك ..لازلت .

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 48 : 04 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250055)
أخذت الكبسولات الأربعة ولم تنم عيناها سريعا رغم ما أحسته من وجع، أخذت تقرأ فيما يسببه من أضرار هذا الدواء علها تجد أنه يسبب كثرة النوم، لكنها وجدت أنه يسبب آلاما حادة بالمعدة وذاك ما حصل لها ليومين متتاليين وليلتين، مع أنها لم تأخذ حبة أخرى بعد ذلك طوال فترة ذاك الألم، وها هو بعد يوم أو أيام ينشر بالصفحة:
ارحلي فإني ما عدت أتحمل
لا تقتربي، فقربك مني يُمل
وجع حبك.. ألم حبك
وبسمة شفتيك سيف يقتلني
فلا تبتسمين أمامي
نظرة عينيك تذبحني وتحييني
ثم حيا تحت التراب تدفنني
ارحلي عني فالعذاب ثقيل
ترى الكلمات وتقلق.. يشتد ألمها، تزيد ثورتها، تتمالك غيظها وتصبر على ما بها قد ألم، وترد بكلمات هادئة ثائرة على كلماته دون أن تضع علامة الإعجاب كعادتها، وما إن تفعل حتى تقرأ له كلمات أخرى:
عودي إلي يا عودي
يا عود ورودي
يا ريمي
كوني هنا وبقلبي ظلي
عودي فإني بحبك أهتدي
أنت حري وبردي
فكيف ببعدك يطيب وجدي
حبك رشدي ونشيدي
فلا تبخلي عني بفرحة الوجود
ثم يبدأ استرسال الأغاني تترى واحدة تلو أخرى
https://youtu.be/suokassxzm0
https://youtu.be/yuc3qemdcda
https://youtu.be/ylrr5xlomri
تضحك هي وكلما سمعت أغنية تزيد ضحكتها وتتخيله بصوته أو بصوتهما معا، سريعا هذا الشقي يضحكها ويزيل كآبتها مع أنها أصبحت في كل مرة تقول إنها لن تعود بعودته، وإن عادت لن تبكي رحيله خاصة في المرة الأخيرة التي أكدت له فيها أنها تحبه رغم التمزقات والجراحات التي سببها لقلبها ولم تنفع فيها ضمادات ولا أي دواء، لأن قلبها ليس بيدها ولا تملكه، ولكنها ما تزال غاضبة منه بشدة، مع ذلك ترتمي بأحضانه كلما رجع ...
وما رجع هذه المرة إلا ليخبرها أن حبها تملك منه، وأنها لا تحس بوجعه ورغبته فيها علها تضعف وتفضح المكنونات المستورات ولما لم تفعل بعث لها رسالة:
_ يا ريم اعذريني إن قلت لك هذه آخر رسالة أبعثها إليك، وقد ترددت كثيرا في هذا الفعل إذ لم يكن قلبي يطاوعني على فراقك، لكني فكرت مليا ورأيت أنه من الواجب أن أبتعد، فقد تعبت وتعبت نفسي، تعبت من وجعي الذي لا ينتهي كلما اشتدت رغبتي فيك، تعبت وأنا في كل مرة....
تغالب دموعها، فهي الآن لا تجلس وحدها، هي مع أهل زوجها، تخونهم جميعا وهي تقرأ رسالة عليها تبكيه برئتيها اللتين تتنفس بهما وبالمكان الخالي للقلب الذي هجرها، تحاول إكمال الرسالة، وهي تقول في نفسها: وطاوعك قلبك الآن؟ تصل إلى قوله: أنت في نظري ريم التي أحترمها أما ومدرسة. تتأمل عبارته هذه وتقول في نفسها: شكرا لك.. أما؟ ومدرسة؟ لست أهلا لهما معا، فمثلي لا يستحق شيئا جميلا من هذه الحياة..
تقرأ طلبه الأخير أيضا...
لا تستغربي يا ريم.. لا تستغربي، وكفاك ما بكيت بكل ما فيك..
فكري فيم سيؤول إليه وضعك، قلبك رحل إليه، لكنه حين أراد أن يرميه رميه في الصحراء البعيدة ولم يكلف نفسه عناء إرجاعه، كذاك كان جزاء قلب خائن، يستحق ذلك، وتستحقين أن يرمى قلبك في الصحراء لتعصف به الرياح وتبعده أكثر..
ودائما منذ مدة وأنت تفكرين في حل يبعد عنك الإحساس بالذنب، و.....

ولا تنسين الآخر مع ذلك.. تتذكرين حين كنت ترددين له قصيدة " الحب والبترول" فيلومك ويعاتبك إذ يقول إنه لا يريد أن تريه كذلك!
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لست واحدة كغيري من صديقاتك ولا فتحا نسائيا يضاف إلى فتوحاتك
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لن أكون هنا رمادا في سجاراتك
ورأسا بين آلاف الرؤوس على مخداتك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات......
ثم تذكرين أن حبيبك لا يدخن ويكره مثلك رائحة السجائر، وتقولين: إن هي إلا قصيدة أحبها منذ زمن.. ثم تصلين لقول الشاعر:
أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك
ولا ترضين ذكرها لحبيبك..
قال لك مرة:
أ حبك لي حلال ورؤيتي لجسدك حرام؟
ما هذا؟ أكيد جن المجنون؟ وغضبت ولم تجدي قولا تردين به على سؤال أستاذ التربية الإسلامية ذاك..
ليختم آخر كلامه برسالته الأخيرة أن الحب لا يكون روحيا فقط بين الرجل والمرأة حتى لو كانا صديقين .. فإنه بالضرورة يراها جسدا..
لماذا إذن ترسل دعوات الصداقة للجنس الآخر؟ لتراهن جسدا... حسنا ريم تحبك مع ذلك.. تقف أمام المرآة وتراك بعينيها.. تخاطب نفسها :
_ اكرهيه كما لم يحبك يوما اكرهيه
تدمع العينان ثم تصيح لا.. أحبه
_ امقتيه أبغضيه.. قد كنت له مسلية فلما لم تستجيبي لنزواته أدرك أنك مصيعة لوقته.. انسيه كما رميك وقلبك في الخلاء
_ قلبي حر تعصف به الرياح ولعله إن دفن تحت الرمال.. تكون رمال بحر عل الماء يرويه... لكن علي أرجو الله أن يعليه... أنت اغربي عني فحبيبي سيبقى لي حبيبا

خولة السعيد 18 / 08 / 2020 50 : 04 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
سأتوقف هنا عزة لأكمل بوقت لاحق النهاية.. أنت أدرى
موعدنا بلا موعد..
أستودعكم الله

عزة عامر 18 / 08 / 2020 57 : 09 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
إن شاء الله تبقي بخير وتكمليها ..

خولة السعيد 20 / 08 / 2020 59 : 01 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250069)
إن شاء الله تبقي بخير وتكمليها ..

شكرا عزة ..
وأنت أيضا..
الحمد لله أن الأمر لم يكن حاد التفاقم...
شكرا..
وها قد عدت

خولة السعيد 20 / 08 / 2020 04 : 02 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250059)
ولا تنسين الآخر مع ذلك.. تتذكرين حين كنت ترددين له قصيدة " الحب والبترول" فيلومك ويعاتبك إذ يقول إنه لا يريد أن تريه كذلك!
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لست واحدة كغيري من صديقاتك ولا فتحا نسائيا يضاف إلى فتوحاتك
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لن أكون هنا رمادا في سجاراتك
ورأسا بين آلاف الرؤوس على مخداتك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات......
ثم تذكرين أن حبيبك لا يدخن ويكره مثلك رائحة السجائر، وتقولين: إن هي إلا قصيدة أحبها منذ زمن.. ثم تصلين لقول الشاعر:
أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك
ولا ترضين ذكرها لحبيبك..
قال لك مرة:
أ حبك لي حلال ورؤيتي لجسدك حرام؟
ما هذا؟ أكيد جن المجنون؟ وغضبت ولم تجدي قولا تردين به على سؤال أستاذ التربية الإسلامية ذاك..
ليختم آخر كلامه برسالته الأخيرة أن الحب لا يكون روحيا فقط بين الرجل والمرأة حتى لو كانا صديقين .. فإنه بالضرورة يراها جسدا..
لماذا إذن ترسل دعوات الصداقة للجنس الآخر؟ لتراهن جسدا... حسنا ريم تحبك مع ذلك.. تقف أمام المرآة وتراك بعينيها.. تخاطب نفسها :
_ اكرهيه كما لم يحبك يوما اكرهيه
تدمع العينان ثم تصيح لا.. أحبه
_ امقتيه أبغضيه.. قد كنت له مسلية فلما لم تستجيبي لنزواته أدرك أنك مصيعة لوقته.. انسيه كما رميك وقلبك في الخلاء
_ قلبي حر تعصف به الرياح ولعله إن دفن تحت الرمال.. تكون رمال بحر عل الماء يرويه... لكن علي أرجو الله أن يعليه... أنت اغربي عني فحبيبي سيبقى لي حبيبا

_ إنه يا ريم لم يحبك يوما..
_ أعرف.. ولكن قلبي ..
_ قد أذلك
_ نعم قلبي أذلني؛ قلبي النذل هو من أذل
_ يجب يا ريم أن تتناسي تلك الذكريات اللعينة وتتأملي مستقبلا تشرق به شمسك
_ أرجوك أيتها الكاتبة غبية.. عن دموعي وذكرياتي اغربي
تفكر ريم؛ وتحاول فعلا أن تتناسى قلبها المهاجر، قلبها الذي لم لم تعد تدري له مكانا؛ قلبها الذي أخطأ وجهته فوجد نفسه تائها باللامكان يعيش للحظات قبل أن يلفظ نبضه الأخير... تتيه بفكرها.. تضيع.. تناجي الرب راجية أن يقبل مناجاتها واستغفارها.. ترى هل من توبة لها عن هذا الحب؟ هل تستطيع ريم أن تعود لحياتها التي كانت عليها من قبل رغم ما كان بها من ملل؟ قال لها الحبيب مرة:
" كل منا وجد في الآخر شيئا يفتقده"
فعلا كم إشارة أعطاها لكنها كانت تتبع هواها ... كم مرة عزم على الرحيل لكنه كان يعود فتتبعه كأية بلهاء..
ستحاول أن تعيش مع والد ابنها.. هكذا قررت مادام قد رفض طلاقها الذي طلبته مرارا كي لا تعيش معه وهي تحس بأنها خائنة؛ منافقة؛ غادرة وجبانة أيضا... كم مرة كانت صريحة معه فأخبرته أنها تحب شخصا آخر وكأنها تزيح عنها تلك الصفات التي تلتصق بها، وما كان يصدقها من حبه وثقته بها، إلا مرة واحدة حاول أن يقنع نفسه بصدق كلامها ومع ذلك قال لها :
" مهما كان قد سامحتك"
كم مرة سبب لها مشكلا ما فأوقدته هي نارا بدل أن تطفئ اللهيب كعادتها من قبل فتزيد ثورتها عله يمل فيطلقها كما ترغب، لأجل أن يرتاح منها فهو كما أصبحت ترى أسمى من أن تكون له هي زوجا، هو لا يستحق خائنة مثلها، كل هذا الحب، والثقة ومع ذلك لم تحترم منه شيئا وخاضت فيما خاضت به، مع أنها حين نطقت وباحت بالكلمة أو كما شعرت بها حينها وقد كتبها قلبها بدماء مهجته تشبثت بها وسعدت وأحست أنها يجب أن تلتزم بها...
فكرت ريم في كيفية التخلص من كل ما يشغلها من ألم، ولم تعد تتقبل ثرثرة من أحد، أو ......أو أي شيء؛ لم تجد حلا..
إذن ما عليها إلا أن تصبر على قدرها المحتوم، وتعيش مع من يحبها لا مع من أحبته هي ... كانت من قبل تعيش معه بقلب خال، والآن تعيش معه بقلب راحل... لابد أنه ينبض في ركن ما نبضاته الأخيرة التي تطرق صدرها طرقات متباعدة...
تعبت كثيرا، مرضت، أخذها الزوج للعيادة، كان لزاما بعدها أن تشتري أدوية كثيرة كأنها حقيبة سفر، أرادت أن يلامس الهواء أنفاسها، أن تداعب الشمس بأشعتها عينيها، وأن تتمشى قليلا مادامت غير قادرة على الحركة منذ مدة، تمشي ببطء، تحط فجأة حمامة على كتفها، تسير على مهل، تبقى الحمامة سعيدة بهذا الملجإ، تلتفت ريم، فترى سرب حمام ينتظر روحها، تقف برهة لتأخذ للسرب صورة ، وإذا بسيارة تخرج عن طوع الطريق بسرعة تجاوز بها صاحبها القانون، تدهس ريم، فتسابق روحها الرئام والغزلان والظباء، تنظر حولها، فترى طيف علي يبتسم ثم يضحك كأنه سعيد بما حصل فقد رحل عنه شيء لطالما أرقه، سيحيا الآن بسعادة بعيدا عن هذه اللصيقة، فجأة تسمع نحيب زوجها، تلتفت إليه توصيه بابنها وترجوه صفحا أخيرا، تناجي ربها آخر المناجاة قبل الرحيل الأخير وتدعوه لأجل ابنها.. أخيرا يحمل سرب الحمام روحها فيكون الحِمام قاسيا...
ارتح علي فما عاد لريم وجود، القلب لفظ نبضه الأخير عندما لم يجد له مأوى إليه يسير، تبعته الروح كما جرها بداية... هما الآن في عناق سرمدي...
ارتح علي .. ارتح يا عزيزي فخير لريم أن ترحل عن الجميع كي لا تتعب أحدا و لا ترهق نفسها أيضا...
ارتح علي فقد كنت مدرسة ممتعة و...
الحمام الذي كانت تتخيله يأتيك برسائلها وقد وضعتها له بطوق ها قد طوق روحها وحملها بسلام...
وداعا ريم

خولة السعيد 20 / 08 / 2020 06 : 02 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
عزة وصلت النهاية، بقي لي أن أجمع النص كاملا لتصحيحه لأني غالبا كنت أمتب مباشرة هنا فأخطئ ولا أنتبه إلا حين لا يجوز لي التصحيح...
النهاية ليست كما طلبت مني أول مرة لكني أراها مناسبة، ما رأيك؟.
شكرا عزة على المتابعة..

عزة عامر 20 / 08 / 2020 23 : 03 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250083)
_ إنه يا ريم لم يحبك يوما..
_ أعرف.. ولكن قلبي ..
_ قد أذلك
_ نعم قلبي أذلني؛ قلبي النذل هو من أذل
_ يجب يا ريم أن تتناسي تلك الذكريات اللعينة وتتأملي مستقبلا تشرق به شمسك
_ أرجوك أيتها الكاتبة غبية.. عن دموعي وذكرياتي اغربي
تفكر ريم؛ وتحاول فعلا أن تتناسى قلبها المهاجر، قلبها الذي لم لم تعد تدري له مكانا؛ قلبها الذي أخطأ وجهته فوجد نفسه تائها باللامكان يعيش للحظات قبل أن يلفظ نبضه الأخير... تتيه بفكرها.. تضيع.. تناجي الرب راجية أن يقبل مناجاتها واستغفارها.. ترى هل من توبة لها عن هذا الحب؟ هل تستطيع ريم أن تعود لحياتها التي كانت عليها من قبل رغم ما كان بها من ملل؟ قال لها الحبيب مرة:
" كل منا وجد في الآخر شيئا يفتقده"
فعلا كم إشارة أعطاها لكنها كانت تتبع هواها ... كم مرة عزم على الرحيل لكنه كان يعود فتتبعه كأية بلهاء..
ستحاول أن تعيش مع والد ابنها.. هكذا قررت مادام قد رفض طلاقها الذي طلبته مرارا كي لا تعيش معه وهي تحس بأنها خائنة؛ منافقة؛ غادرة وجبانة أيضا... كم مرة كانت صريحة معه فأخبرته أنها تحب شخصا آخر وكأنها تزيح عنها تلك الصفات التي تلتصق بها، وما كان يصدقها من حبه وثقته بها، إلا مرة واحدة حاول أن يقنع نفسه بصدق كلامها ومع ذلك قال لها :
" مهما كان قد سامحتك"
كم مرة سبب لها مشكلا ما فأوقدته هي نارا بدل أن تطفئ اللهيب كعادتها من قبل فتزيد ثورتها عله يمل فيطلقها كما ترغب، لأجل أن يرتاح منها فهو كما أصبحت ترى أسمى من أن تكون له هي زوجا، هو لا يستحق خائنة مثلها، كل هذا الحب، والثقة ومع ذلك لم تحترم منه شيئا وخاضت فيما خاضت به، مع أنها حين نطقت وباحت بالكلمة أو كما شعرت بها حينها وقد كتبها قلبها بدماء مهجته تشبثت بها وسعدت وأحست أنها يجب أن تلتزم بها...
فكرت ريم في كيفية التخلص من كل ما يشغلها من ألم، ولم تعد تتقبل ثرثرة من أحد، أو ......أو أي شيء؛ لم تجد حلا..
إذن ما عليها إلا أن تصبر على قدرها المحتوم، وتعيش مع من يحبها لا مع من أحبته هي ... كانت من قبل تعيش معه بقلب خال، والآن تعيش معه بقلب راحل... لابد أنه ينبض في ركن ما نبضاته الأخيرة التي تطرق صدرها طرقات متباعدة...
تعبت كثيرا، مرضت، أخذها الزوج للعيادة، كان لزاما بعدها أن تشتري أدوية كثيرة كأنها حقيبة سفر، أرادت أن يلامس الهواء أنفاسها، أن تداعب الشمس بأشعتها عينيها، وأن تتمشى قليلا مادامت غير قادرة على الحركة منذ مدة، تمشي ببطء، تحط فجأة حمامة على كتفها، تسير على مهل، تبقى الحمامة سعيدة بهذا الملجإ، تلتفت ريم، فترى سرب حمام ينتظر روحها، تقف برهة لتأخذ للسرب صورة ، وإذا بسيارة تخرج عن طوع الطريق بسرعة تجاوز بها صاحبها القانون، تدهس ريم، فتسابق روحها الرئام والغزلان والظباء، تنظر حولها، فترى طيف علي يبتسم ثم يضحك كأنه سعيد بما حصل فقد رحل عنه شيء لطالما أرقه، سيحيا الآن بسعادة بعيدا عن هذه اللصيقة، فجأة تسمع نحيب زوجها، تلتفت إليه توصيه بابنها وترجوه صفحا أخيرا، تناجي ربها آخر المناجاة قبل الرحيل الأخير وتدعوه لأجل ابنها.. أخيرا يحمل سرب الحمام روحها فيكون الحِمام قاسيا...
ارتح علي فما عاد لريم وجود، القلب لفظ نبضه الأخير عندما لم يجد له مأوى إليه يسير، تبعته الروح كما جرها بداية... هما الآن في عناق سرمدي...
ارتح علي .. ارتح يا عزيزي فخير لريم أن ترحل عن الجميع كي لا تتعب أحدا و لا ترهق نفسها أيضا...
ارتح علي فقد كنت مدرسة ممتعة و...
الحمام الذي كانت تتخيله يأتيك برسائلها وقد وضعتها له بطوق ها قد طوق روحها وحملها بسلام...
وداعا ريم



وداعا ريم بكل ما كان بك من براءة وحب ..

عزة عامر 20 / 08 / 2020 27 : 03 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250084)
عزة وصلت النهاية، بقي لي أن أجمع النص كاملا لتصحيحه لأني غالبا كنت أمتب مباشرة هنا فأخطئ ولا أنتبه إلا حين لا يجوز لي التصحيح...
النهاية ليست كما طلبت مني أول مرة لكني أراها مناسبة، ما رأيك؟.
شكرا عزة على المتابعة..

رأي أنها جميلة ..

خولة السعيد 20 / 08 / 2020 37 : 06 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250103)
رأي أنها جميلة ..

أرجو ألا أكون قد خيبت ما كنت ترغبينه أن يكون نهاية..
شكرا لك عزتي

عزة عامر 21 / 08 / 2020 00 : 11 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 250109)
أرجو ألا أكون قد خيبت ما كنت ترغبينه أن يكون نهاية..
شكرا لك عزتي

نعم خوخة .. فنحن نحب ونميل إلى النهايات السعيدة ، سواءا في كل واقع ، أو في كل خيال ، إلا أننا لا نملك وحدنا ذلك أحيانا تحاربنا الظروف من كل جانب وتجابهنا العراقيل ، لتركع أمام الأقدار ملبية .. ونكون نحن قد استنزفنا قوانا في جعل كل شيء على هوانا ورغباتنا كما نحب حد العجز ، فنضطر بعد ذلك للإستسلام التام ورفع الراية البيضاء والتسليم بالأمر الواقع .. وهذا ما حدث معك أقصد مع ريم بطلة قصتك التي أقحمت في قصة هجر ورحيل لا ذنب لها فيها إلا أنها كانت ذو خلق ودين ، قد أبت أن تكون نسخة مكررة من الكثيرات ، قد أبت أن تصبح مجرد قطعة لحم تلوكها أنياب افتراس فتبتلعها أو تبصقها ، وتلاقي مصير الهجر ذاته ، نعم أحبت ، وشتان بين إرادتنا في الحب حيث لا إرادة لنا فيه ، وبين انتزاع عفافنا الذي جعلت فيه إرادتنا قبضة يدنا وملك عقولنا واختيار سلوكنا .. إذا كان علي حقا لم يحب الريم إلا لتلك الرغبات دون ذاتها وعقلها وقلبها ونقاء روحها كما صورتها ، فهو صنف لا يتميز عن ذويه من الكثر الذين لا يقدرون في المرأة سوى جسدها ، وما أكثر الأجساد الرخيصة ، ولو أنه أحبها كما قال روحا وعقلا وجسدا لبقي من أجل الروح والعقل إذا اضطر لتنحية الجسد ، والمألوف أن ذاك الأخير يمتلك ضمن ممتلكات المتحابين من قلوب وعقول وأرواح ، ولكن في أطر تختلف عن أطره ، وشرائع تتنافى وشرعته ... فلم يكتمل صدق ذلك الحب الذي صرح به ، وريم أو غير ريم في وهمه سيؤدون الغرض الذي لا يعنيه سواه ، وريم لم تكن في قصتك تبحث عن الحب بل تفاجأت به وحاولت تكذيبه أكثر من مرة والهروب منه إلى أن غلبها فاعترفت به في غفلة شوق وحنين ، أحبت وخافت على حبها وحبيبها أن تخسره بذنب تفعله وتشتري لحظات قرب قليلة بعمر جميل أرادت أن تقضيه معه وهي تعرف جيدا بحكم تدينها كيف تكون سرعة العقاب ، فخشيت الحرمان منه وهي التي تلوم نفسها دائما وأبدا على كل ذنب يتسرب من بين جنبيها في حق نفسها أو في حق الأخرين ، ولو كان بيدها شيء لما اختارت إلا راحة البال ، لكن القلب ملك الرب ، والرب يفعل ما يشاء ويقلب القلوب أنى شاء , فتحب وتنجذب ، وتنفر وتهرب .. لم أحب كلماتها في حق ذاتها ، فهي لم تكن لصيقة ككناية عن ثقلها وإجباره على علاقتها ، فهو من أبدى رغبته في التعارف عليها والإهتمام بها ، فكيف تصف نفسها باللصيقة ، أو نصفها نحن بأي وصف لا يليق بمخلوق يحمل كل ذلك الحب ، وإن كان قلبها يأمرها بالعودة إليه في كل مرة يجرح مشاعرها ، فقد فهمت من سياق القصة أنه بالنسبة لها يعد أول حب في حياتها استشعرته بصدق ، وهذا الحب على وجه التحديد كما يقولون كقطفة أولى لكل براءة وصدق ونبض ومشاعر ، من المؤسف أنها أغدقته على من نحس قلبه كما يقولون ، فهو لم يشعر بروعة أحاطته ما كان ليرتجيها يوما ، وما كان ليتذوقها ويقدر ندرتها ، فهان عليه التفريط فيها !! ريم التي اختارت الموت على الحياة ، إختارته لأن قلبها أنقى وأطهر من أن يرضى العيش مخادعا منافقا يختنق ويختنق بينه وبين ذاته ولا يشعر به أحد ، فضلت جوار ربها عن جور زوجها الذي لم يتفهم صعوبة أن تعيش امرأة مع رجل لا تحبه , ولو أحاطها هو بعشقه ! وعلي الذي مضى بلا مبالاة وبلا رحمة ، لم يتحمل مسئولية ذلك القلب الذي نزف لأجله الدماء ، قد جهل كيف يقتل إنسان في صمت ، ولا تكتشف جريمته ! وكيف أصبح قاتل حقيقي ، لا عقاب عليه ولا حد يقام على ظلمه !! وروح ريم التي فاضت ، ستظل في عنق أنانيته ، ودنيء رغباته إلى يوم يبعثون .
وبالنهاية خوخة قد وفقتي للنهاية فمثل تلك الفتاة خسارة أن تبقى في تلك الغابة .. محظوظة ريم أن وجدت سبيلا للخلاص .. وهناك مازالت أريام كثيرات ..

خولة السعيد 24 / 08 / 2020 57 : 11 AM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 250146)
نعم خوخة .. فنحن نحب ونميل إلى النهايات السعيدة ، سواءا في كل واقع ، أو في كل خيال ، إلا أننا لا نملك وحدنا ذلك أحيانا تحاربنا الظروف من كل جانب وتجابهنا العراقيل ، لتركع أمام الأقدار ملبية .. ونكون نحن قد استنزفنا قوانا في جعل كل شيء على هوانا ورغباتنا كما نحب حد العجز ، فنضطر بعد ذلك للإستسلام التام ورفع الراية البيضاء والتسليم بالأمر الواقع .. وهذا ما حدث معك أقصد مع ريم بطلة قصتك التي أقحمت في قصة هجر ورحيل لا ذنب لها فيها إلا أنها كانت ذو خلق ودين ، قد أبت أن تكون نسخة مكررة من الكثيرات ، قد أبت أن تصبح مجرد قطعة لحم تلوكها أنياب افتراس فتبتلعها أو تبصقها ، وتلاقي مصير الهجر ذاته ، نعم أحبت ، وشتان بين إرادتنا في الحب حيث لا إرادة لنا فيه ، وبين انتزاع عفافنا الذي جعلت فيه إرادتنا قبضة يدنا وملك عقولنا واختيار سلوكنا .. إذا كان علي حقا لم يحب الريم إلا لتلك الرغبات دون ذاتها وعقلها وقلبها ونقاء روحها كما صورتها ، فهو صنف لا يتميز عن ذويه من الكثر الذين لا يقدرون في المرأة سوى جسدها ، وما أكثر الأجساد الرخيصة ، ولو أنه أحبها كما قال روحا وعقلا وجسدا لبقي من أجل الروح والعقل إذا اضطر لتنحية الجسد ، والمألوف أن ذاك الأخير يمتلك ضمن ممتلكات المتحابين من قلوب وعقول وأرواح ، ولكن في أطر تختلف عن أطره ، وشرائع تتنافى وشرعته ... فلم يكتمل صدق ذلك الحب الذي صرح به ، وريم أو غير ريم في وهمه سيؤدون الغرض الذي لا يعنيه سواه ، وريم لم تكن في قصتك تبحث عن الحب بل تفاجأت به وحاولت تكذيبه أكثر من مرة والهروب منه إلى أن غلبها فاعترفت به في غفلة شوق وحنين ، أحبت وخافت على حبها وحبيبها أن تخسره بذنب تفعله وتشتري لحظات قرب قليلة بعمر جميل أرادت أن تقضيه معه وهي تعرف جيدا بحكم تدينها كيف تكون سرعة العقاب ، فخشيت الحرمان منه وهي التي تلوم نفسها دائما وأبدا على كل ذنب يتسرب من بين جنبيها في حق نفسها أو في حق الأخرين ، ولو كان بيدها شيء لما اختارت إلا راحة البال ، لكن القلب ملك الرب ، والرب يفعل ما يشاء ويقلب القلوب أنى شاء , فتحب وتنجذب ، وتنفر وتهرب .. لم أحب كلماتها في حق ذاتها ، فهي لم تكن لصيقة ككناية عن ثقلها وإجباره على علاقتها ، فهو من أبدى رغبته في التعارف عليها والإهتمام بها ، فكيف تصف نفسها باللصيقة ، أو نصفها نحن بأي وصف لا يليق بمخلوق يحمل كل ذلك الحب ، وإن كان قلبها يأمرها بالعودة إليه في كل مرة يجرح مشاعرها ، فقد فهمت من سياق القصة أنه بالنسبة لها يعد أول حب في حياتها استشعرته بصدق ، وهذا الحب على وجه التحديد كما يقولون كقطفة أولى لكل براءة وصدق ونبض ومشاعر ، من المؤسف أنها أغدقته على من نحس قلبه كما يقولون ، فهو لم يشعر بروعة أحاطته ما كان ليرتجيها يوما ، وما كان ليتذوقها ويقدر ندرتها ، فهان عليه التفريط فيها !! ريم التي اختارت الموت على الحياة ، إختارته لأن قلبها أنقى وأطهر من أن يرضى العيش مخادعا منافقا يختنق ويختنق بينه وبين ذاته ولا يشعر به أحد ، فضلت جوار ربها عن جور زوجها الذي لم يتفهم صعوبة أن تعيش امرأة مع رجل لا تحبه , ولو أحاطها هو بعشقه ! وعلي الذي مضى بلا مبالاة وبلا رحمة ، لم يتحمل مسئولية ذلك القلب الذي نزف لأجله الدماء ، قد جهل كيف يقتل إنسان في صمت ، ولا تكتشف جريمته ! وكيف أصبح قاتل حقيقي ، لا عقاب عليه ولا حد يقام على ظلمه !! وروح ريم التي فاضت ، ستظل في عنق أنانيته ، ودنيء رغباته إلى يوم يبعثون .
وبالنهاية خوخة قد وفقتي للنهاية فمثل تلك الفتاة خسارة أن تبقى في تلك الغابة .. محظوظة ريم أن وجدت سبيلا للخلاص .. وهناك مازالت أريام كثيرات ..

شكرا عزة.. سأعود لكلماتك لاحقا إن شاء الله

عزة عامر 24 / 08 / 2020 21 : 04 PM

رد: الحب في زمن كوفيد19
 
إذن سأنتظر ..


الساعة الآن 03 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية