منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   رسائل في مهب العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=257)
-   -   رسالة إلى صديقة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14168)

ميساء البشيتي 15 / 08 / 2015 14 : 08 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...Vy4tcayBlh4Bzg


كنت أظن يا نصيرة أن الهزيمة سحابة صيف .. غيمة عابرة .. محطة يقف عندها القطار ، ثم يتابع سيره .. لكنَّ الهزيمة طالت حتى غدت مشوار حياة .
لم يعد بوسعي يا صديقتي أن أغازل قمر الجوار وفي حيِّه طفل جائع !
في بلادي يموت الناس وهم على قيد الحياة .. يفتك بهم الجوع .. في حين أن العالم حالياً يعاني من تخمة واضحة !
في بلادي يموت الناس من القهر وتكميم الأفواه .. مع أننا كنا في يوم مضى قدوة لهذا العالم في فن المبادرة .. وفصاحة اللسان .. وجمال الصورة .. وحرية الفكرة .. وقبول الآخر مع حفنة بنفسج !
في بلادي تجتمع كل المتناقضات .. تُذَوْب في كأس واحدة ليشربها الجميع .. فلا عجب أن تري وتسمعي منهم العجائب السبع !
في بلادي يكثر الموت .. وتكثر الأنباء العاجلة .. وتتصاعد وتيرة الوفيات .. أعلم أن الموت علينا حق ولكننا أيضاً خلقنا للحياة .. ولا يمكن أن نتجاوز هذا الحياة فندخل في عداد الوفيات قبل أن نسجل في عداد المواليد الجدد لهذه الحياة !
كل هذا يا نصيرة لم يربكني .. لم يخيفني .. لم يحبط قلمي عن المضيِّ في مشواره .. إلِّا قصة واحدة .. قتلت في داخلي كل أبجديات الحياة ..
في بلادي يهربون من حياتهم إلى الحبِّ .. وهذا أخطر ما يحدث الآن ..
إنها إهانة للحب .. إنها ضد نواميس الحبِّ .. ونواميس الكون .. فالحبُّ ليس مجرد قارب نجاة .. ليس سفينة للإبحار للمجهول .. الحبُّ هو ماء الحياة .. سرُّ البقاء .. العمر الذي ينتقل من عتبات الطفولة إلى مرابع الشيخوخة بسلام .. فكيف يتحول في بلادي إلى طوق نجاة ؟!
أرأيت يا نصيرة أن الهزيمة لم تكن عابرة .. وأنَّ القبائل لم تعد قبيلة عبس .. وقبيلة بني ذيبان .. بل أصبحت أنا وأنت وكلُّ هذه الحروف .. وأنَّ السيف لم يعد يقتل كالكلمة .. و الخلاف أصبح سيد الوقت .. والحبُّ أصبح مجرد وسيلة تسلية كورق اللعب وأحجار النرد .. وقمر الجوار أصبح يغازل طفلة ، يحاول أن يغويها ، وما يصدمني أكثر أن الطفلة يعجبها قمر الجوار !
لا أدري من أين أبدأ الحكاية بالضبط ؟ حكاية بلد كل شيء فيها أصبح مشرعاً على الخراب .. مباحاً لطائر البوم كي ينعق فيه صباحاً و مساءًً .. موشوماً بعلامات غريبة لا تبشر بمطر يغسل الأرض والروح والأبصار .. مع ذلك هذه ابتسامتي يا صديقتي اصنعي منها قدحاً تثمل منه الحروف .. فليس سواها يقرأنا يا صديقتي .. ولا أريد أكثر من هذا ..

محمد الحلوانى 22 / 08 / 2015 07 : 12 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
الاستاذ الفاضلة والاديبة الرقيقة ميســــاء
حقيقة اننى ابحث عن مشاعرى وانا الهث بين كلماتك الرقيقة المعبرة
كنت اخشى وانا اجرى بين الكلمات والسطور وبين المعانى المتدفقة كنت اخشى ان اتوه بين تلك المعانى الرقيقة كخيوط الحرير
اشكرك فلقد عشت مع كلماتك ومعانيها ايام وايام
اتمنى لك التوفيق دوما................ واتمنى ان لا تحرمينا من تلك المشاعر الصادقة

محمـــد محمــــد الحــــــــــــــلوانى:nic2:

نصيرة تختوخ 04 / 10 / 2015 42 : 12 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
عزيزتي،
خَطَفَتِ المَشَاهِدُ الكلام وماتبقى معي قليل وقد لا يشفي غليلك. مع ذلك سأحاول كما عوّدتك، أحاول لأضيف ربّما فشلا جديدًا إلى رصيدي لكنّي معه أُجيد ضفر جسر ياسمين آخربيني و بينك، كما عهدتني لاأوفر الزّهر على مشوار صداقتنا.
صديقتي، هل انتبهت أنّك حتّى بين يأسٍ وموتٍ جئتني بالحبّ؟ تتساءلين عنه، عن دوره، عن الزّج به فيما لا يناسبه والحبّ بريء يليق به الصّدق وتُشرّفه النّزاهة.
أتفاءل لأنّني ألمس طبعك وأستشعر أنوثتك كهواءٍ قادمٍ من جهة البحر حاملاً همهماته. الحبّ الذي لاترضين تدليسه لازال موجودًا ، بليّة التّيه عنه لا تُلغي نِعمة العثور عليه، الثقة فيه بهدوء مريح للنّفس وأملٍ نَضِر تبقى حيث يكتمل وفاء الإنسان لإنسانيته
خذينا مثلاً، تهبّ علينا الأحداث، السّنوات، ندرك الفوضى الحاصلة ولانُنكر من آلام الغير شيئًا ونرفض أن نُسْقِطَ ماجمعنا وعرفنا من جمال نأبى الاستسلام للخوف والقبح. لوجه الصّباح نصفو ، وعندما يتلّقفنا النهار وحتى يلفظنا انكفائه نبقى على ذات العهد، إنْ تجرّعنا الخيبات نواسينا بأنّ غدًا يوم آخر.
غدًا يوم آخر ياصديقتي كأنشودة ماقبل النّوم.
غدًا بملامحه المُبْهَمَة وإن أَنْذَرَنَا هول الحاصل وخوّفنا ببشاعةٍ وقسوةٍ أكبر فإنّنا نضرب مواعيد آمالنا الأبعد مصدّقتين بأنّ اليُسر يطوي العسر.
عنّي ياعصفورتي الرفيقة، أمام الحرائق والجرائم والجثث يلفظها البحر الأبيض المتوسط لي صبري والأناة. منطق السّبب والنتيجة يجعل مايحدث ممكنًا, طبيعيّ أن تتفجر البلاد التي عاشت على الألغام طويلاً دمًا ودمع .
طبيعيّ أن يشتدّ الجنون وقد بدا وهن العدالة، طبيعيّ أيضا أن أخبرك بأنّ أعشابًا عطرية وأزهارًا حمراء أخذت حرّيتها وسرحت في الحديقة في غيابي، وأنا أراها الآن وأكتب لك، أتساءل : متى ياصديقتي، تذوب المسافة ويحضننا الوقت في حديث طويل نتنقل فيه كفراشتين من موضوع لموضوع وكأنّ بنا جوع كلام وما بنا إلاّ نشوة صداقة معتقة ؟
من يدري قد يحدث كما سيحدث ويباغتك شغب أيلول وكنتِ ألفت ليالي الصّيف الطويلة.
دمت و لتعش صداقتنا عمرها المديد.

Nassira 18-8-2015

Arouba Shankan 13 / 10 / 2015 35 : 11 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اسمحا لي اقتحام عالم رسائلكما، فأُبادلكما بعضاً من أوجاع الإنسانيه، مداً حتى عقد ياسمين
يأمل أن يرسو بين أناملكما، ذات سلام


كثيراً ما قلبتُ صفحات الأمس، فلا أجد سوى أبجدية دامية، تركت بصماتها القاهرة بأعماقي
ليتجدد الحزن والمأسي، صفعات لا دواء لها، حيث لا فُسحة أملٍ، ولا حيّز تفاؤل وسط عالم ضج
بالأحداث والفواجع والكوارث، نعيش شيخوخة الحياة أوج ربيعنا، لننته عند حقول جرداء، عتمٌ
أُفُق سمواتها، عواصفٌ وحروبٌ طويلةُ الأمد، وعالم الشعر الذي قرأنا عنه أُذيبت بين مضاربه
تقاسيم الهناء، حيثُ تفرقت القلوب، وتواترت نفحاتُ العذاب تعذيبنا

عهد ابتداء الزوال نحيا، وافتتاحية على الضحايا وأرقام المفقودين صُحفنا، شعور جديد انتاب إنسانيتنا
اكتئابٌ يسبقه اكتئاب، ونفورٌ ما بعده نفور، حالة تأهب قصوى للعدوانية، وألوان سوداوية المدار
همومٌ،، تسول ابتسامات عند أرصفة الغرباء، ما عادت حياتُنا تشبه الحياة
وما عادت قهوتنا تنتظر الأحباب
انقطعت الصلات التي جمعت بيننا، وتلك المشاعر الدافئة، سكنتها الفوضى، كما تراكم أوراق الفصول
بانتظار هبوب ريحٍ تعصف بها،لِتُثيرها في الفضاء، لِترقُد من جديد بحالة ذهول

رسالتي تشوبها السوداوية، فإن. تسلل شُعاعٌ من بعضِ أملٍ من بين أنامِلكُما، لا تبخلا به
على الإنسانية

نصيرة تختوخ 14 / 10 / 2015 23 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
عزيزتي عروبة إبقي في الآن وحاولي أن تضيعي فرص الفرح عندما تأتيك. غدا يوم آخر قد يكون أفضل أو أقسى لكن بالتأكيد لن نغلق في وجهه الباب وسنأمل الخير.
تحيتي لك ودمت بكل خير.

ميساء البشيتي 15 / 10 / 2015 15 : 05 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحلوانى (المشاركة 208803)
الاستاذ الفاضلة والاديبة الرقيقة ميســــاء
حقيقة اننى ابحث عن مشاعرى وانا الهث بين كلماتك الرقيقة المعبرة
كنت اخشى وانا اجرى بين الكلمات والسطور وبين المعانى المتدفقة كنت اخشى ان اتوه بين تلك المعانى الرقيقة كخيوط الحرير
اشكرك فلقد عشت مع كلماتك ومعانيها ايام وايام
اتمنى لك التوفيق دوما................ واتمنى ان لا تحرمينا من تلك المشاعر الصادقة

محمـــد محمــــد الحــــــــــــــلوانى:nic2:

كل الشكر أستاذ محمد الحلواني على هذا المرور الجميل
وأتمنى أن تبقى رفيقاً للرسائل
وأهلا بك دائما هنا وفي كل أروقة منتدانا الحبيب
بورك الحضور الطيب

:nic15:

ميساء البشيتي 15 / 10 / 2015 27 : 05 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
غاليتي عروبة
غاليتي نصيرة
في هذه الأيام تسيطر عليَّ فكرة القفز بين السطور .. أحاول أن أجنب قلبي لعنة الحزن التي تكبر وتتضخم في كل سطر وتبتلع من مساحات قلبي أية مساحة تحاول أن ترفع رأسها جاهدة بالفرح .
الفرح .. كلمة ليست غريبة على مسامعنا فلقد كنا رفاقاً لها لفترة ليست بالقريبة ولا البعيدة ..
كل ما حصل أن أحدهم عبث بروزنامة الأيام .. أخذ يقلب صفحاتها بجنون ..لا أحد يستطيع أن يكبل يديه ، أن يمنعه من تمزيق أيامنا بهذا الشكل الهستيري .
لم أعد قادرة على القبض على يومي .. وتفاصيل يومي !
فنجان القهوة أدلقه في جوفي وأنا متسمرة أمام نشرات الأخبار أتابع جثامين الشهداء وهي تتدافع في موطني كأنها في موسم الحجيج .
نحن في فلسطين نولد شهداء .. أو مشاريع شهداء .. حتى لا يقولون أنني أبالغ في القول ، مع أنني أقول الحقيقة بأبسط صورها .
من قال أن في هذا العالم أم تحب أن ترى ابنها أو ابنتها وهما في عمر الزهور شهيداً أو شهيدة ؟
الأم الفلسطينية لم تأتِ من كوكب آخر .. إنها من هذا الكوكب الملعون .. الذي كَتَبَ اللعنة على شعبي .. وألبسه إياها وشماً على الجبين .. يتوارثه جيلاً بعد جيل .. من قال بأن جبل النار " نابلس " تصبح أنهاراً من اللبن والعسل لمن يغتصبها ويمزق جدائلها ؟
من قال أن الأقصى سيصغر وتنحني هامته لشرذمة من أبشع خلق الله ؟
من قال أن القدس الطاهرة الأبية العربية ستصبح عبرية اللغة والعينين والشفتين ؟
كل هذا لن يحصل في زمنٍ تُقَدِم الأم الفلسطينية وليدها الذي بعمر الورد شهيداً في كل لحظة ..
هل يفهم العالم هذه اللغة ؟!
لو كان يفهمها لما جرد حسامه في وجه أحبتنا في سوريا .. ما دك أسوارها ، وذبح فؤادها ، وشرب من دمائها ، ثم أتى يتمطى .. يفتح شوارعاً للاجئين الذي حطم أسوار بيوتهم بيديه ..
على من تتلو مزاميرك يا داود .. وعلى من تمرُّ هذه المزامير ..
إنهم أبالسة في ثياب إنس .. إنهم يستحقون الرجم .. والأقصى يستحق أن يحجَ إليه .. لا أن يغتصب على مرمى السمع والبصر !
لكننا أمة لا تقرأ .. وإن قرأت لن تفهم .. أمة تبصم بالعشرة لكل من يبصق في وجهها .. ثم يقدم إليها كسرة خبز !
لا تكلماني عن الحزن فالحزن أشرف مما نحن فيه الآن من ذلٍ وخزي وعار ...
ولكنها فقط نسائم الورد هي التي تأخذ لنا اليوم بالثأر .. إنها مولد الثوار .

نصيرة تختوخ 17 / 10 / 2015 02 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
إلى صديقتي ميساء البشيتي ردًّا على رسالتها:
أخشى ياصديقتي أن أخبرك بأنني بمزاج آخر، تمرُّ عليّ أخبار موطنك صدفة فأتوقف قليلا، أستغرب ثم أعود إليّ. قد يبدو في قولي الكثير من الأنانية ولايحرجني ذلك. إنّه أكتوبر يتقدّم وتتقدّمه فؤوس الشّتاء. تنفر درجات الحرارة، تمارس هروبها والحذر وأُتابع حالاتها.أستشعر مراحلها في اللعبة ,ولاأخفي عليك أنها في أول أسبوع من أكتوبر انهزمت ثلاث مرّات وفضحت جبروت الشتاء الآتي. قبل أن توصيني، تصرخ فيّ :" شجاعتك "؛ خلعت شجاعتي عرّيت ضعفي وهويت؛ ففي البداية أو النهاية البرد موت وليس الانهزام أمامه عارًا كبيرا. رغم ذلك أقف من أجلك حين تحزنين،تنكسرين وأنت تتحدثين عن البطولة الأليمة. لاأحبّك بعينين دامعتين أفضلك صافية والابتسامة فراشتك التي كانت قُبْلة قبل أن تغير قرارها أو بعده.
صديقتي، لاتستعجلي وتغضبي إن قلت لك أنّ موطنك ثقيل بسنوات احتلاله الكثيرة، بالغائبين الذين أورثوا ذاكراتهم؛ بالحقائب المغلقة في النفوس والقلوب، بأنّه المكان والمكان ليس فارسًا نبيلاً ولا مقاتلاً شديد البأس وبأنّ حبّه متعب فَرِفقا بنفسك. لست ممن يتحمسون للخناجر ولا للانفجارات ولا لشعارات الموت، يزعجني أن تكون وأعرف أنّ إلغائها صعب أن للظلم تبعات مظلمة ومايهمني في كلّها الآن أذاها للإنسانة التي هي أنت.
كيف أرشدك للاحتماء منها؟ كيف أبتكر أغنية لينام الدخان الصاعد من سنوات مشتعلة؟ كيف أقول لأحبائك الموتى عودوا غدا في موسم الإزهار بتفاصيلكم المفرحة لا مهجوسين تجرون يأس أعمار انطوت؟
ربما عليّ أن أفتح الباب للبرد وأراهن على حكمته لمرّة واحدة لعله يرشدني أو أدير وجهي نحو كبرى المزهريات وأستستلم لخطاب ساكنتها. فيها فصائل كثيرة ومع ذلك تتحدّ في خطاب الرّقة ونظرتها المركزة.كيفما تأملّتها أجدها لا تشتّت انتباهها وتحافظ على رسالتها؛ أقرأها من قرص عباد الشمس البنيّ:" ليس كساءً ، هنا تثمر الشّمس حَبًّا " ومن طلعة الأزهار الصغيرة التي أجهل اسمها :" الأزرق لاينتهي " ومن الأقحوانات بالوردي والأبيض : " إناث " ويضحكن بمقاس يزيد عن الابتسام بقليل ،لست متأكدة لكني أخمّن أنه احتفاء يناسب الإناث أو تذكير لهن كي يبقى النهار جميلا؛هل صدقتهن؟ عنّي، لن أخذلهن.
غدا يوم آخر يا صديقتي ونتمناه أجمل. مثل أزهاري أنتصر للجمال وأتناسى أن الشتاء يسايف درجات الحرارة.
دمت.
Nassira 17-10-2015

ميساء البشيتي 18 / 10 / 2015 35 : 07 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
آلمني أنني أزج بك إلى سماء سوداء يا صديقتي .. فأنا مثلك من عشاق الفرح ..
على الرغم من أني أيلولية خريفية بامتياز ألا أنني من عشاق النهار .. ومن مريدي الشمس ..
ومن عشاق المطر .. لكن من خلف الزجاج ، وفي ساعات الليل ، وليس تحت مظلة تتطاير أشرعتها عند أي هبة ريح ؛ فاغتسل
بمطر بارد .. وأحترق لخيط شمس يدفئني .. ولا يأتي .
أنا من عشاق الورد .. الذي يذبل في الخريف .. ولكني امراة تجمع المتناقضات .. تحب الشمس ،والنهار ، والشروق ..
لكنها خريفية حتى النخاع .
لا أحب الموت .. ولا أحب سيرته .. ولا أحب أن نهدي فلذات أكبادنا إليه !
لكن ما أصعب من الموت هو أن نرسل إليه الورود وهي راضية .. مرضية .. مطمئنة إن في الموت الراحة ..
وفي الموت الحياة .. وفي الموت النصر الأكيد .
ونحن كعادتنا .. فكما كنا نختبىء من قطرات المطر .. ونصفق لها من خلف الزجاج ..كذلك الأمر نصفق لهذه الورود
وهي تقصف عمر شبابها .. تقدمه للموت بسخاء علَّه يرضى!
علَّه يهبنا الحياة التي حرمنا منها .
ولكن هذا ليس من العدل في شيء .. هذا ليس عدلاً أبداً ..
الورود لم تخلق لتموت .. وليست مضطرة أن تهبنا حياتها لنتنعم بها .. ونهتف كعادتنا لحبات المطر من خلف النوافذ .
الحياة تستحق أن تعاش لهذه الورود أيضاً .. ونحن من يجب أن يهبهم الحياة .. ولكن كما ترين يا نصيرة فكفة المتفرجين هي الراجحة
اليوم .. ربما لأن الجبن احتل مساحات كبيرة في دواخلنا .. فلم نعد نرحم ورود العمر .. ورزهرات العمر .. من تقديم أنفسهم قرابينَ للموت .. كي نحيا ..لأجل أن نحيا نحن .. ونصفق للغيم وللرعد وللبرق وللصواعق من خلف نوافذ الحياة .
عودي لأكتوبر يا غالية .. حاولي أن تستجمعي من خيوط الشمس ما تستطيعين ؛ فحين يهجم المطر لن نشفى إلا بخيط شمس حنون .

نصيرة تختوخ 19 / 10 / 2015 02 : 12 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
صديقتي،
إقتربي لأوشوش لك، ليس سرًّا لكنه كلامٌ منّي خجول. أسعدتني بصدقك وصراحتك وسلامة إنسانيتك.
لا تستغربي فكثيرون أُصيبت إنسانيتهم، إختلطت ردّات الفعل عندهم بسوء التقدير.
أرفضي وأرفض وليرفض الوِسَامُ بنبلهم الترحيب بتقديم القرابين المجانية، الحياة ليست ضريبة تُدفع وكأنها قليلة القيمة وكأنّها معلقة بأنفاس صاحبها وحده. الموتى وإن كانوا شهداء ندوب الوطن آلمرهق بالاحتلال المخذول بالسياسة. لابدّ أن يكونوا مُحزنين و عوض تحميلهم آيات الرّضا قبل المغامرة يليق بالأيادي أن تمتدّ لهم ولشفاه التاريخ أن تتحرك وتقرأ الماضي على مسامعهم بالأخطاء والفخر وتجارب الشعوب وفيها الآلام والسقوط والطريق إلى النصر وشكل البداية.
لا أحبّ الدخول إلى منطقة قد لا أحسن التّحليق فيها لكني أستدير لأؤكد لك أنّي معك ومع الجميلات، وهن كائنات كثيرة إن شئتِ أحدثك لاحقًا عن خصالها وأقنعك بمسافةٍ قَطَعْتُهَا طويلة ومليئة بالوحدة.
لكي أرى وأمحو غيم المؤثرات الكثيف لم أنج من أن أكون وحيدة في هواء معقم حذر من أثر الآخر. بدأت أوّل مرّة أكتشف التفاصيل والتصانيف الجديدة، أدخل البياض وأخرج منه محملة بالألوان وقد أَنِسَ لي وتعلمت منه.
أبوح أننَّا ما أن نصل البياض حتّى نستحيل أطفالاً بشهيّةٍ للتعلّم، بسطاء وعميقين؛ متسامحين أخفاء. نشرّع حواسنا للاستقبال فنجتاز الحياد أغنى وأحيانا ليس دائما أسعد. هناك شيء محزن في الإنسان يبقى، وقد تتفقين معي أو تختلفين لكن بعض الحزن بليغ الجمال كما خبرته ولم أتردد لألُّفَ فيه قلبي هدية.
صديقتي كوني بخير واطمئني لهزائمي في الشتاء ونذالتها بعدها أصعد مع أوّل نرجسة تخلع غلالتها وتكشف أنوثتي الباقية.
Nassira Takhtoukh 18-10-2015

Arouba Shankan 19 / 10 / 2015 12 : 03 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
إليك عصفورة الشجن

اقفزي فوق أغصان الشعر، ابتعدي عن حُزنك قدر أسطرك الشجية، التي أدهشتنا وأهدتنا الفرح
الذي هو مِهنتك التي أتقنها بوحك، وشدا بها قلمك الصادق، شاطرنا جماً من أحداث الأقصى
الدامية ، وتقاسمنا الصمود والتضحية،، الدعاء والصلاة والإصرار، على مواصلة رسالتنا النضالية

لست وحدك الفلسطينية، إنما نحن أيضاً، نحن نسل بلاد الشام، وعلينا تقبل سطور الحياة
ببهجة حروفها، وشجى قوافيها
نُعاني عِشق الشهادة، ومُصرين على المُضي شهداءً شهداء

بمِدادنا،، دمِنا، ودموعِنا

صباحياتٌ لا بُد منها: شهيدٌ في التاسعة عشر، وشهيدٌ في العشرين،. وآخر في الخامسة والعشرين
وغيرهم أصغر

نكبُر بشموخهم، ونفردُ الأوراق تزين بِذكرهم،،. فلا تيأسي إن فاقت أعدادهم المليون وأكثر
فالأقصى رديف الشهادة
سلام على شبيبتكم أيتها العصفورة الشجية
وسلامٌ على الأرض التي أنجبتهم
وضمتهم
وسلامٌ على السماء التي رفعتهم، ليسمو نسبهم

وسلامٌ على امرأة حملت الهم والولد، فأهدت الغالي، لِتحتفظ بالهم والدمع

صديقة الشجن
ربما انبعثت انفاسنا دامية، وربما رشفنا قهوتنا ورياح الصواريخ والقنابل والقذائف، وربما اشتكت. البحار
والمحيطات أثقالنا، لكِننا مُتشبثين بشئ من نسائم أملٍ، بشئ من كِبرياء واصرار وعناد

رجم شعبي أشكال الظُّلم، وأبى العُنف، وواجه الطُغيان، غيب ملامح القصف شوارع المُدن
حيث دندنت خُطا صبية تغريدة عشق خجولة، وعمارات سويت بالأرض، حضنت طفولتنا وأحلامنا
لكننا موعودون بالأحلى، وبلون عيون خضراء، وسياج أحمر
قدرنا أن خُلقنا رياحين، وقدر بلاد الشام أنها موطن شقائق النعمان

وقدرُنا أن نلتقي والمِحنُ تجمعنا


تحيتي

نصيرة تختوخ 28 / 11 / 2015 16 : 11 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
صديقتي،
عدت لرسائلنا يوم أمس. قرأت بعضها وبكيت. كلّ ذلك العمر انسلخ منّا دون أن ننتبه، من بدايات الألفين وعشرة إلى الآن. كُنْتِ قريبة أُناديك فتطلّين كأميرة تُلاَعِبُنِي في ذات البستان، تمسح دمعي ــ أمسح دمعها عندما أتأذّى ــ تتأذّى ولازلنا. لم نفعل غير ما ناسبنا، لم نكن إلاّ أنفسنا ولو أنّ نظرتنا لبعض الأمور قد تكون تغيّرت لأن الحزن أنضجنا. لم أكن قد شربت كأس الألم مُرَكَّزًا بمرارة عالية في بداية مراسلاتنا، أُجْبِرْتُ عليه فيما بعد وفهمتك أكثر؛ إقتربت من المرأة التي سبقتني لحمل حقائبها وتلك التي ودّعت والديها وتلك التي تكثر عليها المشاعر فتجلس لتطرقها بدقّات القلب حتّى توصلها لأرفع وأرقّ درجاتها على الورق.
صديقتي؛أدلف إلى الحقيقة القديمة على مشارف ديسمبر حيث يبدأ الشتاء بتهديدي أبحث عن يد الإنسان ونوره، فتخطرين ببالي ويدفئني جمال صداقتنا الخالصة، أرفعها إلى أعلى برج في القلب وأُلَوّح إلى اللّورد النبيل الذي غادرني. أناديه: "ياأبي، ياجذعي المتين، أيّها الناجح في صداقاته، إنّني أجد الإنسان مثلك لازلت أجده وأحرص عليه وأُحِبُّ يا أبي أُحبّ! وإن تعثّروا في الحسد، الحقد، الأحكام السّريعة ...لا أفعل أنا الإبنة النبيلة لسعادتك، الصّديقة التي تناضل من أجل إتقان الإكسير وتوزع قطراته كي لاينفذ الإنسان ".
صديقتي؛ كوني معي، إبقي، حاولي على طريقتك، لا يجب أن ينفذ الإنسان، نوره ثمين والدفء الذاهب منه إلى الآخر أعند الأنهار وأقدرها على تحريك زورق حياة أيّ حياة نحو الأمل ونحو الأفضل.
دمتِ مستمرة ميساء ودمت بخير.

محمد الصالح الجزائري 29 / 11 / 2015 56 : 03 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
كُنتِ أكثر من شاعرة في هذه الرسالة..ما أنقى ما تكتبين أختي الغالية نصيرة..بصراحة ودون مجاملة نادرا ما نقف على نصوص بهذا الألق الملائكي وهذه اللغة المشعّة..لم أنتبه إلى مثل هذه الرسائل من قبل..قعذرا أختاه..كان من المفروض أن أقرأ كلّ ما تكتبين دون دعوة خاصّة..مشاغل الحياة وبعض الظروف القاهرة كانت السبب..فعذرا مرة أخرى..لم تخطئي أبدا في دعوتي..استمتعتُ فعلا بما قرأتُ..دام أملك وأثمرت إنسانيتك بمثل هذه الصّداقات..شكرا لك مرّات ومرّات...


نصيرة تختوخ 29 / 11 / 2015 49 : 09 AM

رد: رسالة إلى صديقة
 
أخي الفاضل الأستاذ محمد الصالح يسرني أن تطلع على ماكتبت وأن يأتي كلامك صادقا وشفافا يشهد على الإنسانية الجميلة التي تجمعنا.
تقديري وتحيتي

ميساء البشيتي 29 / 11 / 2015 48 : 02 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 
حاولت يا نصيرة أن أتهرب من قراءة هذه الرسالة قدر المستطاع لكن قلبي لم يطاوعني .
أنا حين كنت ألجأ للصمت كان ذلك في الماضي .. وذلك ربما لخيبة أمل عابرة ، أو سحابة كآبة أرخت ظلالها على عقلي وقلبي ومشاعري .. لكنني اليوم لم أعد أفسح المكان والمجال للكآبة أن تستولي عليَّ ولو لفترة بسيطة من الوقت .. ولم أعد أسمح لمساحات الانكسار أن تطغى على المساحات البيضاء في قلبي .. ووعدت نفسي ألا أبث أي موجات تحتوي على الطاقة السلبية لأي شخص أعزه وأكن له المحبة في قلبي .
ولكن ما لم يكن في الحسبان يا نصيرة أننا وفي أثناء ركضنا المتواصل ، والدؤوب في هذه الحياة لم ننتبه أن لأجسادنا علينا حق .. وأننا كما نراعي دوماً مشاعرنا وقلوبنا وأحاسيسنا وتفكيرنا يجب أن نراعي ذلك الجسد المسكين المتهالك الذي يحملنا على قدمين من ثبات وصبر ولعقود طويلة من الزمن .
تعب الجسد .. تعبت الجسد وأتعبنا معه لأننا لم نستجب لكل شارات ونداءات الاستغاثة منه ! تحاملنا عليه كثيراً ، وأمرناه كثيراً ، وهو المطيع الذي لا يعصي لنا أمراً .. حتى تعب وتعب كثيراً .
كم هو مؤلم يا نصيرة أن نخنق الفكرة في قلوبنا وعقولنا لأن اليد التي ستكتبها متعبة ؟!
قلت لك ووعدتك ألا أبث كآبة لو بين السطور .. لذلك أنا أهرب من رسائلك لأنني لا أحب أن أبقيها على لائحة الانتظار .. وكذلك لا أستطيع تجاهل نداءات الاستغاثة من جسدي المتعب أن استريحي .. استريحي .. استريحي .
سأعود يا نصيرة محملة بباقات الفرح لأقف إلى جوارك كما اعتدت .. ولكن ربما أحتاج بعض الوقت وإلى ذلك الحين نصيحتي إليك يا صديقتي ألا تدعي الهرم يتسلل إلى جسدك .. إمنحيه الراحة التي يشتهي كي يمنحك الأمان الذي تريدين .
في حفظ الله ورعايته أيتها الغالية .

نصيرة تختوخ 29 / 11 / 2015 22 : 03 PM

رد: رسالة إلى صديقة
 


الساعة الآن 04 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية