![]() |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء الثلاثون *
[align=justify]... نقطة التقاء بيننا للتوّ اندثرت .. انتقاما من شجرة موسمية خائنة، داعبتهما حين كانا جالسين تحتها و كأنّ الشّجر أيضا يرفض الخيانة .. تلك السّيجارة اللّعينة الّتي رفضت الاستكانة بين شفتيّ .. و علبة الكبريت الّتي أخفيتها في سترتي منذ المساء و شرارة حاقدة توارت خلفهما .. فكانت الكارثة .. أحرقتُ شجرتي، و افتعلتُ قسوة شتوية كي أداري عنّي ألمين .. أحرقتها لأنّي كنت أريد أن ألقّنها ( هي ) تفاصيل الاحتراق و لو على بُعْدٍ زمني موثوق .. !! هو الفاصل بينها و بين قصيدتها المنثورة كزجاج بأعماقي .. تلك المسافة الّتي قضيتُ عمرا بحاله كي أقطعها .. مَزَّقَتْها في ثانية لعينة و بَعْثَرَتْها .. فكان صعبا لملمة حروفها الجارحة . [/align]كانت قصيدة .. و عمر القصائد قصير جدا، يساوي الشّرعية الّتي تكتسبها ورقة بيضاء حين تتنصّل من دفتر مهجور .. كي ترتبك و هي تؤبّن امرأة داستها قاطرة النّسيان .. و لأنّ التأبين حفل متستّر بثياب حداد .. امرأة تختلف في طريقة موتها عن مجرّد العبور .. فوق سطر مسموم فماتت صدفة ( ككلمة )، موت يشبه الانتحار الصّامت .. بين ثانيتين .. الأولى هي عمر الحبّ المزعوم و ثانية هي فاجعة الانتحار كنتيجة لكلّ شيء مزعوم .. ! امرأة تتقن التلصّص على السّطور فتردعها عن قتلها .. لأطول وقت ممكن .. و لأكبر عدد من السّطور، حتىّ تقع ضحيّة لمكيدة سطرية من تلك الّتي يتبنّاها رجل شرقي .. بكلّ تفاصيلها، يرهن كلّ أناقته الرّوحية و الجسدية في سبيل دحض الزّيف عنها فتستسلم مقهورة .. بعدها تفقد الورقة شرعيّتها فجأة، أمام تعديل طفيف لمراسم الاعتماد .. لتستلقي منهكة تراجع هفوات القلم المتمرّد .. ثم تنتحر حرقا .. حتّى الأوراق لها ميولها السّياسية أيضا .. ! كنت أجلس وحيدا تحت هيكل شجرة الزّيتون المحترقة .. و قد خفت عنها نورها و تداعت أغصانها ورسمت على حدود وجهي و على سترتي خطوطا سوداء تعكس تفحّمها .. تزامنا مع تفحّم أوراق امرأة .. أسكنتها قصري، يوم طردت أشباح نساء أخريات، و أشباه أنثاي المجهولة و وثّقتها في أوراقي الدّبلوماسية ببصمة أصبع متعجرفة .. فكان أن نقلت إليها عدوى التّعجرف .. حتّى الشّمس اشمأزّت من منظرها المريع .. فرفضت في كبرياء أنثى .. أن تداعب شقوقها و تطلع من خلف الجبال راقصة متمايلة على أغصانها .. شجرتي كانت تحفظ تاريخا بحاله و تشهد تفاصيل حياة و ممات و قرونا من أحاديث سمر، لا زالت تحمل بين ضلوعها ملايين البصمات من عهد ثورة التحرير .. كأنّها هواية جمع البصمات، بعضها مشبوه بخيانة وطن .. أيام كان المجاهدون يمرّون بها و يخطّطون تحتها و يعجنون خلفها و بين الأحراش .. خبزا يبقيهم على قيد الحياة ... و أيام جدّتي و العزف على النّاي و الدّف و الأعراس و الخيول .. و أيام الوشم المشهور المرسوم ببراعة أنثى .. تنتمي لجيل اندثرت آثاره، على الذّقن و على الجبين و على أطراف الأصابع و على المعصم .. أيام موضة تعصيب الرّأس و الحناء .. أيام الحشمة و الرّجولة المضاعفة .. تلك الشّجرة المنتحرة، المقتولة .. ! تبنّت جيلا من خِراف، عُلّقت عليها في مناسبات كثيرة أهمها حفلات الزّفاف و الموت .. و الآن تصرّ على الرّحيل قبل أن تشهد مراسيم زفافي .. بل تصرّ على تأبين كلّ أنثى تجاهلت ثقافة الأوراق المتساقطة و تشبّثت فوق جذعها امتدادا لها، بأعماقي .. امرأة كانت تدرك أنّ الشّجر قضيّة وطن تلبّستني حتّى الموت .. فكان أن اصطنعت لنفسها أغصانا أحاطتني بها و علّقت راياتها العربية فوق كلّ غصن .. حتّى صارت خارطة موحّدة .. هزمت في لحظة أنوثة، كلّ الاضطرابات و كلّ الانتكاسات و حطّمت كلّ الحواجز المفضوحة منذ قرون فوق صفحات المساء الباهتة .. امرأة ذكية حدّ المستحيل، الّتي استغلّت حمق الشّجرة لتثبّت نفسها و بعمق ساحق بين آهاتي و تزامنا مع وجع مكرّر حدّ الصداع .. و لأنّها أذكى و أذكى، استغلّت وطنيّتي لتلبسني وطنا جديدا كنت بحاجة لرسم حدوده كي أتناسى جرح العروبة .. و لأنّها أنثى بمفاهيم عديدة، دفعتني لأن أتحرّش بشجرة و أحرقها ثم أدّعي فيما بعد أنّها انتحرت قبل أن يقتلها حبّ امرأة غيرها .. أشرس أنواع الموت .. ثمّ لأصبّ نزوات غيرتي على جذعها النابذ للخيانة .. تكرارا لمأساة جسّدتها المدينة .. أحقا تغار من امرأة قلَّدْتُها ذات مساء شاعريّ تاج مملكتي .. ؟ فقرَّرَتْ ( برغبتي ) الانتقام منها و لو بحرق ذكراها و ملامحها المرسومة بشوقي ثمّ بحرقتي، فوق جذعها .. و محو آثار الحبر العالق منذ سنين، حين أضعْتُ مخبأ رمزي المدفون لتصاميم أنثاي، و وجدته على حين غفلة بين أشيائها .. فأضاعته بسذاجتها .. و دوّنت بعده شيئا مزيّفا لا يمتّ للرّموز بصلة غير أنّه شيء مشفّر .. ذلك آخر نَفَسٍ لحبر صُدِمَ على إثر حماقتها .. رغم أنّها أذكى أنثى سارت على شفرة شرقيّتي و لم تمزّق حدّتها شيئا من قدميها الحافيتين .. سارت محمومة بين تنهيداتي المتتالية دون أن تشتعل حمّتها بضعف الدّرجات فتحترق .. سارت تضافرا مع قلمي، حين كنت أجهده و أجبره على الكتابة لها و عنها .. نكاية في صورتها الممزّقة ( كخريف أنثوي ) فوق رصيف مكسور .. انتقم الكلّ منّي، يوم أعلنت أمام الجبال حبّها و أشهدت شجرة الزّيتون على عهد كنت سأطلب منها توقيعه يوما و لو بطريقة خداع للبصمات .. بطريقة تزوير توقيع عاشق .. يومها كنت سأنسبه لها .. و أعلن للتاريخ أنّها وطن يصلح لأن تتصدّره الصّحف و المجلّات كعنوان لعنفوان جديد .. !! لكنّي أدركت أنّ التّاريخ رجل منافق يتصالح مع كلّ الأجيال و يتبنّى كلّ الأوطان .. فقط حتّى يملأ صفحاته .. ثمّ يخذلها فيما بعد، بأن يقلب الصفحات .. و يدوّنها كمرجع لزمن مضى .. لا يصلح إلّا للتّطفّل لما بين الحقبات التاريخية المعتمدة .. لذلك حذفتها حرقا من تاريخي .. !! |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
مع مؤانسة الرائع رأفت يستمر الإبداع بأكثر ألق..شكرا لهكذا مواصلة!!!
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
المواصلة لها طعم خاص مع هكذا حضور .. كلّ شيء يصبح جميلا .. شكرا أبتي لأنك هنا .. تقديري العميق و امتناني .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
رائع آنستي أتابعك بشغف
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
شكرا سيدي الفاضل .. قراءتك شرف لي .. فائق تقديري ... |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
وجدت نفسي في هذا الجزء الأخير وكأني اطوي مساحات من الزمن و تصعد بي الكلمات نحو ارتقاء فوق ارتقاء
" عمر القصائد قصير جدا، يساوي الشّرعية الّتي تكتسبها ورقة بيضاء حين تتنصّل من دفتر مهجور .. كي ترتبك و هي تؤبّن امرأة داستها قاطرة النّسيان " هذه فلسفة يا شهد . " شجرتي كانت تحفظ تاريخا بحاله و تشهد تفاصيل حياة و ممات و قرونا من أحاديث سمر، لا زالت تحمل بين ضلوعها ملايين البصمات من عهد ثورة التحرير .. كأنّها هواية جمع البصمات، بعضها مشبوه بخيانة وطن .. أيام كان المجاهدون يمرّون بها و يخطّطون تحتها و يعجنون خلفها و بين الأحراش .. خبزا يبقيهم على قيد الحياة ... و أيام جدّتي و العزف على النّاي و الدّف و الأعراس و الخيول .. و أيام الوشم المشهور المرسوم ببراعة أنثى .. تنتمي لجيل اندثرت آثاره، على الذّقن و على الجبين و على أطراف الأصابع و على المعصم .. أيام موضة تعصيب الرّأس و الحناء .. أيام الحشمة و الرّجولة المضاعفة .. " وهذه حكمة وثقافة لا يفقهها من عاش " بين الحفر " ولم يتعلم الاطلاع على التاريخ والأصالة . تحية الصباح ألقيها عليك يا ممتلئة نعمة برضى الرب |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أن أجد توقيعك يزيّن متصفحي و بمثل كلّ هذه الرّوعة و السّحر .. فذلك يفوق الحلم بكثير .. أستاذي الفاضل رأفت .. سعدت بزيارتك الثانية .. و بكلماتك الدافئة .. شكرا من أعماقي ... شكرا فائق تقديري و احترامي لشخصك النبيل .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء الواحد و الثلاثون *
.... كنت أفكر " قبل ذلك" أن أطلب منها الزّواج ... !! أحقا كنت سأفعل ذلك ... ؟ .. كيف لم يخطر ببالي " مصادفة " ..؟ كتلك الّتي تفقدّها طيشي تلك الثّانية .. و كأنّه مع ميلاد الجرح تُجهض الأحلام البريئة، تلك الّتي تخفّت كي لا يكيد بها الجنون .. و تقتلها الحقائق التّاريخية من عمق ألمي .. بصدفة غريبة .. أبدا ما كانت لتحدث لو لم أقرّر النّسيان .. تلك هي الحقيقة .. بل كلّ الحقيقة .. !! هل هي تداعيات ذكرى لوّحت فجأة من بعيد .. ؟ و حتّى تجد لنفسها العذر، لتفنّد مزاعم رجولتي أمام قسوة أنوثتها .. اتّكأت على مطلع جرحي كي تشرق هي .. ذكرى تشبه أنثى في جبروتها .. استنطقت نقطة ضعفي ببراعة، ثم صبّت فوقها قطرتيْ حبر استكمالا لحتمية الاستمرار .. و انصرفت .. و تركتني فيما بعد شريدا بين ( قوسين ) .. و بين جسدين تفصلهما مزاعم رئاسية، على حدود الرّسم المختلف .. أم هي مجرّد تطاول على ماضٍ .. ؟ كان يحمل رسمها و شيئا منّي .. بل منّا .. كان أقسى منها .. لدرجة الامتداد الزّمني بينهما حتى تواصلا و انفجرا متخاصمين على صدري .. مجرّد الذّكرى جعلتني أفكّر في نحر خاطرتي قبل أن أألف تواجدها بين طقوس الارتياب الّتي كنت أمارسها يوميا و منذ أكثر من عشر سنوات .. و كأنّي خفت أن يُشْهِر الألم سلاحه في وجهي من جديد .. ليعيد فتح الدّفاتر القديمة و يعانقها .. كقصيدة رثاء جميلة .. ! يحدث أن أدوّنها رغما عنّي .. فوق تقاسيم وجهي .. ثمّ يربت على كتفيّ بحنان مريب، قبل أن يدسّ سمّه و يرفع رشّاشه ليفرغه على جسدي و أنا في استسلام تام ... و كأنّي في ساعة قيلولة ربيعية جميلة .. كانت أحجية .. أجل، كانت أحجية .. اختتمتها شرعيّة الاحزان .. بعلامة استفهام ضخمة بحجم الظِّلال ساعة الغروب .. يومها ارتَسَمَتْ هي فوق كلّ الظِّلال، كي تجسّد شرعيّتها كأنثى افتتحت تاريخا بلقطة واحدة .. !! ثمّ أقْفَلَتْهُ على تاريخ يصادف جرحا قديما .. تنبّهتُ له فجأة و أنا أحاور طفلا صغيرا كان يلعب بالتّراب .. ثمّ بعدها بفارق طفولة بائسة بحثْتُ عنه بين التّواريخ الّتي تحمل لعنات شريط أحمر منذ أزّل الجّراح .. فلم أجده إلّا هو .. !! و صورة قديمة لطفل مفقود .. و شبه أنثى .. مارلين مونرو المرأة السّعيدة .. بتلفيق قدر .. الأسطورة السّينمائية و التّاريخية الّتي استعملت يوما كمحفّز للجيوش، حين رُشّحت لتقدّم عروضها أمامهم .. كمثال لامرأة جميلة تطيح بعالم بحاله .. و كانوا في أشدّ حالات الملل و الضّجر و الارتباك النّفسي .. أن تعرض ( أنثى ) توافرت فيها كلّ المواصفات .. لتكون أنثى .. باذخة الجمال و السّحر و الإغراء .. على جنود يتربّص بهم الموت و الحنين .. فذلك أشهى حالات الانتحار و الموت .. على فرضيّة مسمومة .. !! تنفرج أسارير السّماء الّتي تظلّلهم، في محاولة لتصوير سينمائي .. بكامل ألوانه الطبيعية و بابتسامة مصطنعة .. كتلك الّتي تعلّمت فنونها أنثى التّاريخ تلك .. حين دارت ابتسامتها الحقيقية بأمر من نجوميّتها .. و كان عليها التّضحية بتقاسيم وجه، لتدخل التّاريخ و لو بأخرى مزيّفة .. حتّى في ظهورها المباشر، المتبرّئ من أيّة عملية جوسسة، كادت أن تشعل فتيلة حرب مصغّرة بين الجنود .. رغم وحدتهم العسكرية و الحربية .. رغم أنّ مارلين مونرو كانت من أتعس النّساء على وجه الأرض .. و هي الأسطورة الّتي لا يزال التّاريخ يستشهد بها و كأنّها معلم تاريخي أو قطعة أثرية نادرة .. قد تجلب السّعادة لكلّ رجل عثر عليها في قطعة أرض تابعة لملكه الخاص .. و الآثار في زمن أصبح كلّ شيء فيه اصطناعي حتّى التّنفس .. لها مكانتها الشاهقة و المصنّفة ضمن شواهد ضوضاء العالم .. !! يكفي أنّ مارلين انتحرت و هي بعد في ريعان شبابها و قمّة شهرتها .. لتثبت للكون أنّ السّعادة كنية لكلّ تعيس، أراد أن يتخفّى حتّى لا تدوسه سخرية الآخرين .. فتحرّض فكرة الانتحار لديه .. لست أدري لماذا تذكّرتها فجأة .. !!كأنّها تشبهني في جوانب غامضة .. في تعاستها المعجونة بنوع من الغرور الآسر .. في شجنها المصبوغ بقطعة رياء .. في جنونها المحظور في لحظات الحزن .. و كأنّ الحزن بأنانيّته القاتلة، يرضى فقط بحالات الصّمت المشبوب ببكاء متقطّع و صحوة غزل على أصوات النّحيب .. !! |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
الجزء الواحد والثلاثون..ومازالت متعة اللغة الشاعرية الحالمة!!! مواصلة موفقة إن شاء الله...مودتي..
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
و هذا ما أردته تماما أبتي .. أن اجعلها شاعرية حالمة .. و كأنها قصيدة شعر مطوّلة .. حتّى عند عرضي للأحداث و الوقائع تعمّدت أن أطيل الوصف .. حتّى لا أتيه عن مسار الشّاعرية .. و أحافظ على حسّ موسيقى بين السطور .. أتمنّى أن اوفّق في ذلك .. لك امتناني و شكري و تقديري أبتي الغالي .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
[align=justify]الأخت حياة .. أيتها الأستاذة في الكتابة الروائية بلا منزاع .
قدرة رهيبة على المتابعة و على السرد و حمل الصور نحو روح القارئ .. أصدقك القول قرأت الجزء الأول فقط ، ثم قلت " يجب أن أعود إلى جميع الأجزاء لكي أستجم بين فصولها الجميلة عندما يمهلني الوقت " . لقد تقمصت شخصية الرجل بكل اقتدار ، و جعلت من أنفاسه تتحرك بين روحك كأنها مولودة من رحم واحد . سيكون لي تعليق قادم عندما أكمل جميع الأجزاء . برافو .. برافو .. برافو .. برافو..... تحياتي و تقديري .[/align] |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
الأخ الفاضل جمال سبع .. كنت سأبعث لك دعوة .. فقد تمنيت حقا أن اجدك هنا .. و اجد توقيعك و لمستك الخاصة .. أخي سعيدة لأن الجزء الّذي قرأته أعجبك .. في انتظار زيارتك القادمة .. مع اعتزازي .. أشكر تواجدك المميّز و حضورك الانيق .. و كلماتك الأرقى .. و الأرقى . امتناني لك أخي الكريم .. تقديري و احترامي .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
( أنا أضحك على الجملة قبل أن اكتبها )
الغلية الأستاذة الأديبة حياة شهد إسمعي ياسيدتي يا ابنتي من يدخل إلى صفحتنا سوف يقول شوف عملوا فرقة موسيقية جديدة نعزف على ذات الأنغام تلحنلي ولحنلك هههههههههههههههه والمايسترو استاذنا الحبيب الكبير محمد الصالح فأنا أتواضع وانت تتواضعين .. أنا أرفع من شأن كتابتك وأنت مما اثقلت على نفسك تئنين كنت اتابع الغالي الصالح على صفحتك وشعرت بوجوده وكأنه ماسك لك عصاي وكل ما نثرت رد يقول لك همممممممممم أنا معك .. تابعي .. تابعي .. ما زلت على السمع أكملي اكملي لحد ما انقطع نفسه وقطع نفسك ههههههههه وربي إني سعيد هنا وعلى سجيتي فمن أحبه لا أجد نفسي إلا وحبكت معي في رد أحاول فيه كسر جليد الرسميات قليلا فنحن يا ابنتي بشر ولسنا أجهزة طبع وبس ودون لف ولا دوران أنت بالفعل صاحبة موهبة عظيمة وصاحبة مقدرة وثقافة قرأت لك بمختلف الاتجاهات فوجدتك عبقرية فذّة .. اكتبي كما تشعرين فقط أنا هنا لا أوجه إنما أقول لك عن تجربتي .. لا ألجئ للتأليف لا أعصر عقلي لاستحضار المفردات وصدقيني لم أعبر أكثر من الصف الرابع الابتدائي ولكني لم اترك الكتاب . وأروي معظم الأحداث التي عشتها |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أستاذي الفاضل الكريم الطيب رأفت .. أسعدني أني وجدتك على تلقائيتك .. تكتب و تعبر دون رسميات و لا ألقاب .. هذا ما أريده .. أن يشعر كل شخص أنه في صفحته و مع فرد من عائلته فيتحدث و يتحدث دون مراجعة لما كتب .. دون أن يفكر .. فليكن .. العزف جميل و ساحر و يسعدني ان اواصل العزف و بانطلاقة قوية أيضا .. و ليواصل أبتي الصالح حمل عصاه .. أبدا ما كانت للتوجيه إنما كان مفعولها مثل السّحر .. ذاك الّذي يصنع الجمال أينما حلّ .. لذلك لا و لن أستغني عنه و لا عن عصاه .. هههههه و على عن ملحّن قوي .. و طيب أيضا .. هو حضرتك سيدي الفاضل .. صفحتي أصبحت أكثر جمالا الآن .. و لا يهم إن قرّرت الرواية التوقف أم المواصلة ههه سعيدة بك سيدي و سعيدة بردك .. و سعيدة اكثر أنك شعرت بالراحة هنا .. ساترك أبتي محمد الصالح يعقّب على ما تفضلت به في حقّه .. شكرا جزيلا بحجم حبّك لفلسطين و بحجم هوسي بها .. تقبل فائق تقديري و احترامي .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء الثاني و الثلاثون *
[align=justify] ... قبل أكثر من عشر سنوات .. تعرّضت لحادثة لا أحد يعلم عنها شيئا لحدود السّاعة .. فقط عزيز و قد مات .. ليأخذ معه تفاصيل سرّي للأبد .. و ليفقد الحزن مساوماته المرهقة .. و لتفقد المراجيح المنتشرة بالمدينة و بقريتي سطوتها و تتفرّغ للملمة شظايا طفولة كَسَرْتُها عن قصد و دون قصد .. !! عزيز مات و حرّر شيئا من وجعي بين أشجار الزّيتون الّتي تحادثه كلّ خريف، بحبّاتها السّمراء .. قبل أن تجنى و يسترجع بعدها وحدته القاتلة .. [/align]كانت أمسية حالمة .. بدقّاتها الكلاسيكية و شيء من رومانسية مشفّرة، محبِطة .. تطالب بطاولة سحرية و مجموعة شموع متّقدة و أزهار ملوّنة تغطّي شظايا مزهرية مكسورة .. فقط للتّضليل .. و كأنّه استنطاق للغيب و حالة لا وعي تمهّد لانكسار قريب .. في يوم كنت وحيدا منكسرا .. الفاجعة لا تأتي إلّا متأخرة .. في منتصف ليلة سعيدة .. حيث تقتضي حتمية السّهر، فصلا آخر تعنونه الذّكريات الحزينة أو استتباب لحالة شجن آنية .. غادرت شقّتي .. قاصدا شقّة بشارع مجاور، لصديق لي ... ليلتها لم أحمل وثائقي الثّبوتية و كأنّي حاولت أن أتنصّل من شخصيّتي و من انعكاس صورتي بمرآة معلّقة بسماء حديثة العهد بالضّباب .. فكان أن محت عنّي جزءا من ملامح جريئة .. و تركت فوق هفوة السّطور، شيئا من تقاسيم حزينة ..و نقطة سوداء لامعة .. تضاعفت بعدها بساعتين .. !! كنت أحمل فقط .. !! مجرّد فتات لصورة ممزّقة، كنت أحفظها للذكرى .. و قطعة شعرية تشحن هوسي .. و قلم جاف أسلت حبره عنوة .. و كأنّني أستبيح بذلك منطق الصّمت المدقع .. حتّى علبة سجائري كانت شاغرة .. حملت طفولتي و أرجوحة كانت تملؤني غبطة من الحين للحين .. كانت معلّقة على حبل أنفاسي المضطربة .. كلّما اضطربت أكثر تمرجحت و تمايلت يمينا و شمالا في صورة جسد يتهاوى .. و كنت أقصد تمايلها كي تُشنق الهفوات، كي يُشنق حدسي عن آخر صفعة لقنّني إياها، كميلاد لشيء مؤلم قد يحدث .. كي أنكر عن نفسي تهمة أردتها خيالا .. و تحقّقت فيما بعد واقعيا، و كأنّه سوء تقمّص للأدوار .. !! جلسنا نتسامر، كنت أوقّع على انتكاساتي بابتسامة شاحبة .. و أغدق من فيض زيف القهقهات ما يشحن السّهرة بنكت فاشلة ... ما كنت لأفهم تفاصيلها و أنا في حالة ذهول تام و شرود يصلني بحدود الصحراء على بعد ألاف الكيلومترات .. من الوّعي .. كنت شاردا كحرف دخيل على سطرين .. لا القصيدة تكفله و لا التّمزيق يقرّر ميوله .. و لا هو قادر على الانتماء لأيّ بيت شعري، خدمة لأنثى .. كان أحد رفاق صديقي شرطيا قادما من الغرب الجزائري .. من ولاية وهران و كان ينظّف مسدّسه، بطريقة متأنّية، حذرة .. تقطعها أحيانا شحنات الضحك المتتالي .. حينما هممت بالمغادرة و بحركة سريعة كأنّني استعجل أمرا ما .. مررت بمحاذاة مسدّسه، تلك كانت وجهة خاطئة، كمن يبحث عن وجهته الشّرقية بين أطلال الغروب .. و يدعّي فيما بعد، أنّ الشّرق ينتهي حيث يفضح المساء زمنية مسافاته الغربية .. لا حاجة بعدها للسّير فوق الشّفق .. إنّما مراجعة الخطى باستقامة شديدة، كفيلة بتحديد الاتجاهات .. فجأة انتصبتُ فوق ظلالهما الطويلة هو و مسدّسه، أحجبُ عنه تركيزه، فارتبك .. متورّطا مع مسدّس كان يبحث عن انتماء للطلقات .. أفزعته حركتي المجنونة المباغتة، المسرعة، كان قد فرغ من تنظيفه و همّ بشحنه، تاهت رصاصة طائشة منه لتستلقي على خاصرتي و كأنّها أرادت أن تمارس جنونها في التمرّد على مسدّس .. عيبه الوحيد أنّه أخرسها و ينوي أن يخرسها لوقت مجهول .. فكان أن تكلّمت على جسدي تجسيدا لرغبة مشروعة بينهما .. !! و الرّصاص كأنثى .. محاصر بالصّمت و الشّجن .. تفلت منه و في لحظة سهو، لقطة مجنونة تواريه شمس العصيان .. فيتمرّد و يرقص و يُشعل صوته المكتوم .. ليدندن في عزّ اللّيل و يعزف وجعه على ناي بحر هائج .. قد لا يسمع صوته أحد، لكنّه في قرارة نفسه يشعر بانتمائه لجسد حزين .. يشعر بالتّغيير و بهفوات تمرّده الصارخ ... رغم أنّه لم يسجّل ملكيّته الخاصة على صفحات اللّيل .. الخالية، ليطالب بحقوقه كاملة عند كلّ تمرّد آخر قد يشبهه لحدود غير معقولة .. حتّى الرّصاص يبحث عن شرعيّة يمارس خلفها نزواته .. و إلّا كان متمرّدا على كلّ شيء، يقتل بشهوة و يمزّق دفاتره .. في الشّرق، الرّصاص متجبّر .. يتسكّع جهارا فوق الأجساد البريئة .. يغنّي، يرقص، في الشّرق، الانتماء لرصاصة طائشة تحكمه حتمية خاصة، تقضي بأن يغازل كلّ جسد يعترف بميوله الشّرقية بقطعة رصاص .. في الشّرق، الرّصاص ديانة شرعية .. يجوز اعتناقها في كلّ الفصول، في أيّة ساعة حربية أو سلمية .. في النّوم، في اليقظة .. فوق السّطور .. في الشّرق، قد تحمل أنثى و تضع مولودها استنجادا برصاصة .. تجبرها على استقدام مخاض أحمر .. في الشّرق، الصيف يتعرّى، و الشّتاء يتعرّى .. تبقى قصيدتي فقط من تلبسها الأمنيات .. في الشّرق، يرقد الفجر باكرا .. و يفيق باكرا .. و ما بينهما سهاد قاتل .. بحجم ليلتين و يومين .. في الشّرق، عشقت أنثى .. و مزّقت أنثى كورقة ذابلة .. و رسّخت أنثى حتّى كادت تقتلني بصماتها الحاقدة .. في الشّرق، فضحت غباءً فوق تذاكيها و نثرت فوق شباكها حبرا بحجم بحر جدير بملامسة عطرها .. كنت أريد أن أكتب آخر قصائدها بريشة ألفّها من سجائري و شيئا من خصلات شعرها .. حتّى يكون الرّماد فيما بعد رهيبا في تلوّنه بين سمرة و شقاوة شقراء .. و يكون الاحتراق وجيها في انتمائه لقلادة شمسية فاخرة .. في الشّرق، أنجبت و قتلت طفلي فوق كفّيها .. و انحنيت أقبّل كفيها عن قصيدة كتبتها من وحي القبل و ضريح لطفل صغير .. في الشّرق، حضرت جنازتها .. يوم ألبستها كفني و بقيت أردّد شعارات نشلتها شفتيّ من مظاهرة عربية، مرسومة فوق الشّفق .. ذاك الّذي يعلو الواد الكبير .. دون غيره .. تلك حدود موهبة طفولية، فالأطفال لا يجيدون حساب المسافات الّتي قد يلاحقها الغروب .. و لا تلك الّتي يحاصرها الشّروق .. و لا تلك المتبرّئة منهما .. كلّها ألوان صارخة، جريئة .. تمتّد لخارج الصفحات .. في الشّرق، تلقّيت رصاصة كعربون وفاء .. و تأكيدا أنّ المسافات لا تقطع حتمية الجهاد .. و أنّ الرّسم المشهود لشبه الجزيرة العربيّة اتّحد فجأة مع تفكيري .. فكوّنا قارة جديدة .. بمحيطين .. !! متناسيين شواهد العروبة الأخرى .. و أنّه قد حان الوقت .. لاستكشاف جديد .. !! في الشّرق، اتّحدتُ فجأة مع الموت .. فكان أن جنّبني هواجسه .. و ارتمى في حضني لثوان .. ثم ودّعني عن انتكاسات مدمّرة .. في الشّرق كان ميلاد جديد، لشجن جديد .. لا يمتّ لأنثى بصلة .. غير أنّها الأرجوحة الموصولة بين الدّفّتين .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
... وأواصل الاستمتاع بالرواية وحجز المقعد الأمامي دوما...واصلي العزف (على حد تعبير الرائع العزي)
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
و أنت أبتي .. واصل حمل العصا .. فعليها أتكئ و لي فيها مآرب أخرى .. يكفي أنّها ملهمتي .. و طريقي نحو الاستمرار .. شكرا .. و تأكّد أنّ مقعدك الأول دوما محجوز .. مودتي و تقديري .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء الثالث و الثلاثون * ... ذلك الشّجن المكبوت في رصاصة طائشة .. فجّر مراهقتي المحاصرة منذ زمن بعيد .. و أشعرني برغبة جارفة في اختراق المجهول و كأنّي في لحظة مجنونة، قرّرت أن أعايش الموت لبضع ساعات .. علّني أجد سكينتي المفقودة .. و لأمارس نوعا جديدا من الحياة لا تفقهه الأحزان، حتّى أغتالها .. ( شفهيا ) بآخر نَفَس .. لأهزم رّوتيني اليّومي، الّذي شطرني نصفين في لحظة نزيف داخلي .. و كانت تلك الرّصاصة بجبروتها و رغباتها القاتلة في التمرّد .. طريقي الوحيد لتحقيق شيء من تلك الخواطر .. لتحقيق آلام خاصة .. كأنثى .. جاءت لتقلب تفاصيل انقلاب عسكري و تُلْبِسَنِي إياه، نوعا جديدا من الانقلابات و وجها جديدا يسكن مرآتها ..كلّما صرخت خرجت من فوهتها أبخرة تحمل تشفير الأمنيات المغتالة .. كلّما عاودتها " قهرا " رغبة الصّمت دارت قهرها ببقايا دخان سجائري .. و هي تعلم أنّ الاحتراق كان كبداية شرعية للنّسيان و .. لتفنيدها .. ذلك أنّ السّيجارة الملفوفة فوق الدّمار تحترق بسرعة، لذلك تعمّدتُ مزج الأعماق بقطعة مخدّر كي أُخْرِسَ الدّخان عنّي .. و حتّى أحلّق فيما بعد معه، كما لو كنت آخر شيء يُنْفَثُ بعد الانطفاء .. !! تلك الرّصاصة غُرِزت بتواطؤ أنثوي صارخ .. كي تسرح بي في عالم مجنون و كي تورّطني في قضية انتقام وطنية، هدفها فكّ الحصار عن ميولي الحَرْفية .. و لتَعْبُرَ جسدا، كان لفترة طويلة مغلقا تماما كمعبر رفح ... فجّرت بوقع ارتطامها بصخرة حزني، مخزنا لتعاطي الحزن، فجرّعتني أهواله كأسا، كأسا، حتّى أدمنته .. فتحت نافذة الألم على مصراعيها .. الألم الجسدي المحض .. قبل أن تُمَهِّد لغزو قاتل، استهدف روحي المعذّبة بمفهوم آخر و بشكل جديد لم تشهده واقعية الأحزان في حياتي .. حين وصلتني رسالة الرّصاصة المشفّرة على بعد يسير من المسدّس الغاضب .. تراقصت أشجار قريتي بين عينيّ و كأنّها حفلة تأبينية خاصة .. و رشقني نيسان بأزهاره المسالمة محاولة منه لطمس قطرات الدّم المتناثرة .. تهاويت بنصف ابتسامة، خلّفتها آخر نكتة تناهت إلى سمعي قبل أن يخترق أذنيّ صوت دويّ الرّصاصة .. كنت عطشا لحدود غير معقولة .. و كأنّ الدّم الّذي نزف من جانبي الأيسر قد أورث جسدي رعونة الاختلاس .. !! بعد صراخ و هلع و خوف لمحتهم على وجوه حاضرة و أصوات أخرى مجهولة، فقدت وعيي و لم أعي ما حدث بعدها .. بقيت في المستشفى لأكثر من شهر .. نصفه تقريبا في الإنعاش و الباقي متهالكا على سرير كفنّ جرحي بشراشفه البيضاء .. ثم أيقظه بقسوة احتضار .. تماثلتُ للشّفاء .. بعد أن أسفرت محاولة الانتحار ( مقلوبة الأحداث ) .. عن نتائج مبهرة، تماما كما خطّطت لها أنثى متوارية، ذلك أنّ الآلام ذاكرة مؤنّثة .. تسخّر كلّ أنوثتها فقط لتراني صفحة مؤرخة بتاريخ قديم فوق دفاترها .. منطق الحياة بادلني رغباتي و حقّق جزءا من خططي .. لكنهّ كان أقسى ممّا تمنّيت .. أفقت بعدها لأواجه واقعا مفصولا عن سابقه بزمن شتوي حالك .. لأنّي و في غفلة من قدر أدركت أنّ حقيقة أخرى قد استوطنت جسدي .. كلاجئة سياسية مطرودة من وطنها المنبوذ .. فقط لأنّ أرجل الخيانة داسته ساعة فجر لا ينتمي للإسلام .. ذلك أنّ فجر الإسلام لا يطلع و بين أنفاسه زفير خائن .. و اللّجوء بطعم النّفي .. يحمل بين طقوسه عنصرية شديدة، تصل حدّ الاغتيال الصّريح لوطنية مدنّسة .. عرفتُ أنّ احتمال إنجابي للأطفال مستقبلا ضعيف جدا .. بل و قد يصل حدّ الاستحالة .. واقع كهذا بطعم الطّرد من الحياة .. كيف له أن يَسْكُنَنِي بهواجس أنثى .. ؟ ثم بعدها يُرغمني على أن أعشقها .. فقط لأخمد الهواجس .. و تنتهي قصّتي معها كقصيدة مرّ يومين على كتابتها .. كيف له أن يعيد بناء تركيبتي البيولوجية من جسدها .. ؟ كي أتجاوز فكرة الجسدين .. !! |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
وأواصل الاستمتاع على وقع أنصاف الإبتسامات والرصاصات االمشفّرة...مودتي...
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
أما وقد حدث تحسن طفيف في موضوع الكهرباء،
فقد آن الأوان وقبل أن تكثر الصفحات أن أبدأ في قراءة الرواية جزءً جزءً كي ألحق بالركب، كنت في السابق أقرأ بعض المقتطفات الصغيرة ولكن الفضول تملكني لكي أحسم الأمر فلا يوجد مع الإبداع أنصاف الحلول! سلمت يداك يا روائية النور |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
و هل هناك أصدق و أنقى من الرّصاصات المشفّرة .. بثأر عربي .. لا تطلق جنونها إلّا و أزهقت شيئا .. يؤكد شرعيتها .. أبّتي الصالح .. شكرا على توقيع أرقى من كلّ شيء .. و على تواجد خاص .. يبعث الحياة .. تحياتي و تقديري و مودتي .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
اللّه ينوّر عليك يا علاء .. فلا تحتاج بعدها لكهرباء .. الإبداع .. هو أن تحضر و تزيّن الصفحة .. أمّا توقيعك فقد تجاوزه بكثير .. سعدت أيضا حين رأيت أبتي محمد الصالح يرافقك بتوقيعه الخاص .. سيسّر حين يرى اسمه يزيّن توقيعك الخاص .. على كلّ صفحاتك .. أخي علاء شكرا لأنك دخلت .. و شكرا على القراءة .. تمنياتي لك بالمزيد من التوفيق .. تقديري ... |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
نعم يا سيدتي حياة ولكني تعودت الإقامة هنا بعد أن انسجمت .. ربي يسعد عمرك ويطول عمر استاذنا أبو " عصاي " ههههه |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أستاذي .. الصفحة هي من ألفتك و اعتادت وجودك .. و أنا اعتدت توقيعك الجميل و حضورك الاكثر من رائع .. الله يحفظك .. تقديري ... |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أنت رائع أبتي .. الله يحفظك و يحفظ عصاك .. الحكيمة هذه .. تقديري .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
يعني لأن الأستاذ قال ساترك العصا اخذت غفوة .. سأكون فتانا وأستدعيه في الحال
استاذة حياة من الطبيعي - وانت أدرى - أن تربكنا بعض المفاصل ولكن لا تجعليها تلقي بثقلها على المسار العام للرواية .. وقعت من قبل في هذا وتركت العمل فيه اكتبيها وانشريها ومن خلال قراءتك سوف تكتشفين أشياء تمكنك من صياغتها من جديد وربي قالوا قبلنا ونقول إن الكتابة لعمل شاق يحتاج إلى جهد كبير أعانك المولى وسدد خطاتك اتمنى لك التوفيق والسعادة |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أستاذ رأفت سعدت حين دخلت بوجودك .. و قد مضى وقت كنت غائبة تماما .. المشكلة الأولى هي النت طبعا .. و ثانيا كما قلت الكتابة مرهقة جدا .. خاصة أنّي قرّرت أن اكتب روايتي و أنا معكم هنا .. يعني أنّها لم تكتمل بعد .. وهذا يعرّضني لكثير من الأزمات .. أوّلها ظروف الحياة القاسية تلك الّتي تحول أحيانا دون المضي في الحياة بوجه باسم .. فكثيرا ما تصاحبنا رغبات في عدم الكتابة و عدم المواصلة و هكذا .. لكن يبقى الحضور الجميل كشخصك و الأب الفاضل محمد الصالح و من مثلكما الدافع و المحفّز على المواصلة .. أشكر حضورك الأنيق سيدي .. و أشكر تشجيعك .. و الله كلّ ما قلته هنا جميل لا يمكنني ردّه هكذا بسهولة .. شكرا .. بعمق وطنيتك .. أما عن العصا فهي أرحم عصا رأيتها في حياتي .. و أحن شيء يمكن أن يرفع في الدنيا .. كي يرغمنا على الاستمرار بعطف لا مثيل له .. تقديري لك و لنبضك الجميل .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
شكرا .. أبتي الغالي .. حضورك يكفي .. و شخصك الجميل أروع شيء يمكن أن أصادفه .. لك كلّ الاحترام و المودة و التقدير ... |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء الرابع و الثلاثون * ... كيف لي أن أعيش متوترا كزلزال .. ؟ بين أنثى و أنثى .. و ..... أنثى حضرت موسمين بعد الجراح .. فأربكتني كقارة زلزالية، لا تبرحني هزّاتها .. و لا تغادرني خرائطها المدسوسة كهواجس تحاصر رسم كلّ الخرائط .. امرأة أشعلت فيّ ذات يوم رغبة الطفولة و الأبوة، بعد أن أطفأتهما الرّصاصة الملعونة لسنتين .. كيف لحادث " عَرَضِي " أن يحطّمها " هي .. الخطّ النّاري الّذي عَبَرَ مشتعلا، فرسم اشتعاله أنفاقا و وديانا و حمما .. كوطن لحظة اجتياح عسكري " هي .. بكلّ تفاصيلها و حواجزها .. بكلّ تناقضاتها و حماقاتها و حضورها الموجوع بصدري .. ؟ كيف لي أن أسطّر بلون أحمر تحت حرف كان سينتمي لها، تمهيدا لحذفه .. ؟ ثم أراجع بعد ذلك كلمتي فلا أفهم منها غير حرفها المحذوف .. لأنّ الألم يستشعر ذاته بين آلاف الطقوس و الأحاسيس و المشاعر، تلك الّتي تتشابه في انتمائها للنّفس البشرية .. كيف لي أن أحب امرأة، منذ ثانيتها الأولى ذكّرتني بطفولتي .. ؟ ثمّ سارت مسافات بعيدة فوق الهواجس حتّى ذكّرتني ذات خريف .. بطفلي المفقود بين تجاويف رصاصة شرقية .. و كأنّ الخيانة جسر شرعي يوصل لكلّ الجروح .. يكفي امتطاؤه على عجل، ليصل في ثوان كلّ قارات المواجع، حتّى تلك المتطرّفة .. حتّى تلك الّتي ماتت برصاصة نسيان .. كيف لي أن أتجاوزها .. ؟ و هي الّتي طلعت بأمومتها فجأة بين جبال الجليد فأذابتها و سكنتني بعاصفة جديدة، متجاهلة خصري ذاك الّذي كان لا يزال محتفظا بمخطّط الرّصاصة القاتلة حتّى بعد أن شفيت منها .. أوَ ليست الأمومة مقاسا يناسبني أيضا .. ؟ ! ذلك أنّي لو لم أشعر برغبة في أمومتها لما استنطقت شرعية الرّجل الّذي بداخلي ليكون أبًا .. فجأةً .. و في يوم حدادٍ خريفيٍّ، ذكّرتني بموتي لمرتين .. مرّة كانت قبلها بفارق استفاقة كان الوهم سيّدها .. و مرّة كانت بعدها .. كانت بحجمها .. بحجم مسافات عشقها .. لذلك كان الموت عنيفا .. موغلا في جرحه حدّ الكتمان السّطري .. ذلك أنّي توقّفت بها بين سطرين .. !! بين حدّين للجَلْد الحرفي، كأنّي رسمتها نقطةً في وسط دائرة نارية و أُرْغمت أن أمتطيها، مشكّلا علامة للتعجّب ضخمة .. و بتركيز شديد حتّى لا أفقد ذهولي و سكوني و أفيق مصدوما .. فأسقط عنها و أحترق، احتراقا واحدا .. و كنت بحاجة للاحتراق بمفهوم المسافات الزّمنية، تماما كاختلاف التوقيت بين قارتين، كي أستفيد من الفاصل الوقتي بين الثالثة صباحا و الثالثة مساءً .. حتّى أنفّذ جريمتي بينهما، في لحظة ارتباك زمني جميل .. حتّى أنطفئ بين احتراق و احتراق و أجمع رمادي بين كلّ احتراقين .. و أنثره فوق لوحة الرّماد تلك الّتي صنعتها لنفسي بعد احتراق شجرتي .. تلك اللّوحة الّتي أردتها قارة ألملم فيها شتاتي و رماد الاحتراقات كلّها .. حتّى الوطنية منها .. فلا غرابة أنّها اكتسحت كلّ المسافات .. !! كلّ الاتجاهات بإيماءات احتراق .. لم تعلم عائلتي بشيء .. لأنّي كنت في العاصمة ... اعترفت بعد أن أفقت من غيبوبتي بأنّ الخطأ يقع على عاتقي ... حتى أرضي غرورا تلبّسني كشرعية منافقة .. و حتّى أقنع نفسي، أنّ اختيار الانتحار ( بتفاصيل مقلوبة ) انحرفت قليلا لتُجَسَّدَ في مجرّد الرّغبة فيه فقط .. كان نابعا من إرادتي المنفردة و تحت ضغط من هواجس خفيّة في نفسي، و حتّى أقطع َصفحة من دفتر ذكريات قديم .. كنت قد خبّأته للتّضليل، فكان أن مزّقني بقطعة حرفية .. من تلك الّتي تجرح قبل أن تمنحك حقّ تلمّسها بشفتين تجيدان الإلقاء .. ثمّ بعدها توثّق جرحها بدفتر جديد، كلّ صفحة منه، بعهدة تمزيق و مراسيم عزاء خاصة .. تجسّدها لهفة جنونية من تلك الّتي تطبعها نار حاقدة على أوراق أغرتها ذات يوم بالاشتعال، ثم تنكّرت لها بوقود حسّي ملفّق .. أطفأها و هي في أوجّ الاستعباد استقداما لمرحلة حرق للذّكرى .. و الإغراء خاصّةٌ أنثوية .. كلّ ما ينسب لأنثى جارح .. حتّى الأطفال .. !!! حتّى دميتي .. و قارورة عطري و مزهريّتي الّتي كسرتها ذات يوم أمال ابنة شقيقتي .. صدفة .. فكان أن ماتت بعدها و جرحتني مرتّين .. يوم كسرت مزهريّتي و يوم ماتت و يدها الصغيرة تمسك فستان آخر دمية أهديتها إياها في نيسان .. في احتفالية تضاهي عيد ميلاد آخر من عمرها و كأنّي أردتها أن تحتفل مرتّين .. مرّة لسنتها تلك، و مرّة لسنة أخرى .. أوزّعها كيفما أشاء على ما تبقّى من عمري .. كان يوم ميلادها الأول من نيسان .. أروع كذبة كانت هي .. و أفضع كذبة كانت تمهّد لحقيقة مؤلمة .. و ماتت في أيلول .. موسم قتلني لأكثر من مرّة .. آخرها كان بذاكرة إجرامية موثّقة .. !! تصلح لأن تتصّدر جرائم القتل للقرن الواحد و العشرين .. ( تلك شرعية أخرى ..كان عليّ أن أوثّقها فيما بعد .. !! ) أمال آخر طفلة كنت سأرضى بها بديلا لو لم تمت قبل فاجعتي .. لكنت ألبستها ثقافتي في النّساء لتكون امرأة بتصميم جدير بالانصياع العالمي .. و ثقافتي في الرّجال لتحمل شيئا من حنكتي و تداري بها فجوات أمومتها ذات يوم .. !! فيطلع من بين كفّيها، رجلٌ آخر يعلن من فوق فوهة بركان ثائر .. قرارا عسكريا نافذا، شاءت الصدف أن تولد أمال و أحملها ثوان بعد ميلادها و كأنّها مواساة لما قبل المأساة ..ثم تموت لتقتل معها كلّ الرّغبات .. حتّى قبل أن تصيبني الرّصاصة بآخر لعنة للزّجاج المكسور .. كلّ الّذي حدث بعدها جاء خارجا عن تصوراتي و خارج خططي .. و خارج مزاعمي الرّجولية .. كلّ الّذي حدث كان قاسيا .. و كأنّ فترة الاستلقاء بعد الرّصاصة، كانت مجرّد تخدير جزئي .. تمّت بعدها عملية استنطاقٍ للحواس .. بصعقة خلّفتها شظيّة من حرب طائفية، تلك الّتي تتبنّى الانشطار و الانقسامات في الجسد الواحد .. كما يحدث حاليا في معسكرات العروبة .. و في الأفواه الّتي تجيد التسكّع بين الشّعارات الواهية .. و كأنّ اللّسان الناطق للعربية، له أن يفكّ عنه أسر الكلمات دون أن يخدش حياءها .. و عذره أنّ العربية لا يمكنها أن تنكسر .. صحيح .. العربيّة لا يمكنها أن تنكسر، لكنّها تتبعثر .. بحيث يخفق العناق الحرفي في لمّ شمل أوّل جملة تنازعتها حدود الهجر .. تلك عهدة رئاسية خلّفتها قوانين زمن الحرب .. و الحرب استنطاق شرعي لسلاح صامت .. حدث و أن صرخ يوما فوق جسدي .. استكمالا لسلسلة صرخاته المتتالية .. مستلهما صداه من أصوات النّحيب على بعد قارتين .. من هنا .. فكتم عنّي كلّ أصوات الطفولة .. !! |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
..وجزء آخر أضيفه إلى الرواية... استمرّي حتى تستمرّ متعة القراءة...مودتي التي لا تنتهي...
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أبتي .. رائع كعادتك .. شكرا أتمنى أن أكون و أبقى عند حسن ظنك .. و ثقتك مودتي و تقديري .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء الخامس و الثلاثون *
... تقبّلي للوضع و لفرضية فقدان حقي الطبيعي في أن أصبح أبا .. جاء تدريجيا و كأنّ فكري تسلّق طوابق الفكرة درجا .. درجا مع لحظات كنت أتفرّغ فيها لكسر القّهر بداخلي .. بأن كنت خلالها أسرف في تناول دواء مخدر حتى أنام لأطول وقت ممكن فيخمد ألمي في انتظار إفاقة جديدة .. كلّ مشاريعي لتلك السّنة جمّدت، حتّى دراستي، حتّى ميولي، حتّى النّساء في مقصورتي طَويْتُ عنهن دفاتري و سَرَّحْتُ لهن القصائد القديمة .. لِمَا قبل سنتي تلك .. سنة بعمق الحزن .. مُزِّقت من حياتي كصفحة بيضاء بهوامش معطوبة .. سنة وُقّعت أوراقها سلفا، بشهادة الحسرة و الغصّة بأن لا تصاحب تواريخها المميّزة و لا إجازاتها الرّسمية، لا تعترف بأعياد ميلادها، و لا بأعيادها الدّينية .. لا بفصولها .. و لا بمواسمها الشّبيهة بمواسم جرحي .. تنكر تفاصيل الخريف و أحجيات نيسان .. تحاصر إطلالة العصافير من فوق نخلة صامتة، عقيمة وسط المدينة .. فتزيدها عقما و صمتا .. تشبّها بصمتي و سكوني .. بعد ذلك الحادث المروّع و ما تلاه من تفاصيل مؤلمة اعتنقتُ ثقافة جديدة و مفاهيم جديدة، جعلتها راسخة فيما بعد .. و كأنّني رضيت بواقعي المر بطريقة التّحديات و المراوغات، تماما كمراوغة حرفية من تلك الّتي تتنكّر لأنثى فقط لتقتلها و هي تعلم أنّها الأرسخ .. كلّ الّذي نجيده هو التخفّي حتّى من أنفسنا أحيانا .. فالمواجهة موت بطيء يشبه التّقييد لحظة ذبح سطحي .. بتمرير خنجر متلهّف، بطريقة يفتتح بها شهية الدماء للانهمار المغري " كأنثى " ثم ينصرف صاحب اللّقطة الكاذبة .. و هو يعلم تماما أنّ الفاصل الزّمني بينه و بين التّرميم الجسدي يكفي لقرونٍ من السيلان .. تلك أقسى طريقة في التعذيب قد تخطر على مخيّلة بشر، ثم يمسك سيجارة فاخرة من تلك الّتي افتعلتها حرب كونية .. مصمّمة على مقاييس أنثى فاتنة .. كلّ انحناءة احتراق منها تكفي لتقتل برغبة قاتلة حشدا من " النّسور " المحلّقة صدفة فوق دخان الكلمات .. ساعتها سيكون القتل موضة رسمية لكلّ مدخّن تخلّى عن كلاسيكية السّجائر .. و اعتنق ثقافة أخرى ممثلة في ازدواجية المطلب و النّشوة و التّخدير .. سيجارة تحتاج لذكرى حتّى تشتعل .. لا لعود كبريت .. تشتعل بتمهّل شديد و كأنّها تقتّص لنفسها من لحظات الارتباك العقلي .. ثمّ تمارس ابتزازها العاطفي، حتّى تتمكّن من رصد كلّ مكامن الاشتعال .. لتنطفئ عن حقائق مذهلة .. تلك الّتي تتحوّل في ثوانٍ .. إلى هزيمة ثم انتصار لقوى الشّر، تلك الّتي تخلّفها كلّ سيجارة احترقت بنشوة فوق جسد حزين .. كنتيجة للاحتراق و الألم و الجرح نتعلّم القسوة .. نتعلّم الانتقام .. ثم ينصرف ذلك القاتل " الفنان " موصدا كلّ الأبواب بهدوء تام .. مدركا أنّ أجهزة الإنذار معطّلة بتفنّن مربك .. و كاميرات المراقبة أيضا معطّلة اقتداءً و تنفيذا لمطالب تمّ تسريبها عن طريق جهاز للتحكّم عن بعد، و الوقت ..كلّ الوقت عالق حتّى الهذيان بساعة حائطية سكنت كلوحة صامتة .. و كأنّ عقاربها اختلّت على فوضى التّوقيت العالمي .. في ثانية شهقت ساعة لندن الشهيرة " بيغ بن " فأربكت الزّمن و كانت تشير إلى رقم عنيد " كأنثى " .. و لأنّي لا أجيد التحرّش برقم سَكَنَ بين شفتيّ لحظة استنطاق .. فقد فقدت فاصلي الزّمني بين كلّ الجراح .. و انحنيت ألتقط شيئا من دقائقها القديمة كي أعيش .. مخدّرا لعمر يلزمني لأتناساها و أتناسى ذاكرة أخرى تنتمي لجرحها ..كلّ المكائد تحاك بتدبير سرّي .. حتّى الأخطاء .. تلك الفجوة الّتي تركتها الرّصاصة بجسدي .. التأمت، لكنّ نزيفها لم يتوقف .. كانت تجلدني كّلما مرّت أنثى قبالة أبوّتي .. و استرعت بفضل تدفّقها " كأنثى تصلح لأن توثّق عهد الطفولة " اهتمام شرعيّتي المفقودة .. رصاصة بمقياس قرون من الاحتراق .. كانت .. " كسيجارة " .. تمرّر فوق شفتيّ اشتعالها من وحي الذّكرى، فتحرقني عن آخر رغبة صامتة في أن أنسب طفلا لنفسي " و لو خيالا " .. حين تفجّرت الرّغبات فجأة بظهور تلك المرأة .. احترقْتُ بأكثر من سيجارة لذلك كان لابد لي أن أستحضر الجنون .. لأُرْبِكَها .. كزوبعة تلتف حول نفسها حين تضيع عنها الاتجاهات .. كصاعقة تدمّر ذاتها في لحظة طائشة .. و حتّى تضيع بين مجموع الأبخرة الناتجة عن الاشتعال المتزامن بين عدد من السجائر .. فأشغلها عنّي لبعض الوقت .. لكنّي أحببتها رغم الدّخان المتراكم فوق جسد الأمنيات المنهارة .. كجسور تآكلت حبالها، كل ثانية يسقط منها شيء فيختلّ رسم ظلالها فوق الوادي .. لكنّها تبقى متماسكة رغم كلّ شيء، قد يكون ذلك اعتزازً منها بقيمة تاريخية هي عمرها المشهود، الموشوم منذ زمن فوق كتبي و دفاتري .. أحببتها رغم طيفها المسكون بأشباه ضباب .. تهت عن نفسي فيها .. ثم أضعتها كآخر " انتماء " لسلطان الرّصاصة .. و الرّصاص سلسلة من اللّعنات تمتّد حتّى تثبت مزاعمها الملكية على كلّ الأشياء الخاصة .. حتّى الحنين .. ألهذا .. !! استوطن الرّصاص منذ قرون مدن الأبجدية العربية .. بطريقة جعلته حرفا شرعيا .. ضميرا مستترا .. يتكّلم بهويّة متقنة، لعناته أبدية .. لذلك تساءلت ذات أمسية " رسمية " .. كيف لمدينة تعتزّ بحدودها مع السّماء و الحكمة الإلهية .. بل و ارتباطها العقائدي الدّيني الرّاسخ و تواصلها الإلهي، كيف لمدينة اعتنقت " حكرا جميلا " أعظم ديانة سماوية .. ؟ بقرآنها الّذي حشر الدنيا لآلاف القرون .. لعمر غيبي .. ضمن موسوعة خاصة .. فيها من الحقائق التّاريخية ( الّتي أثبتها التاريخ قبلا و الّتي سيثبتها لا محال، كقناعة راسخة ) .. قرآنها الّذي حرّر فلسطين قبل آلاف السنين .. و نصر الإسلام .. و مضى فاتحا كلّ الممرّات العابرة للعروبة، المغلقة بتواطؤ دنيوي حقير .. كيف لمدينة لها حجم أسطول بحري .. ؟ يمتّد على طول كلّ المحيطات و الجبال " عمقا و أصالة " .. أن تعجز عن ابتكار حيلة توقف بها لعنات الرّصاص .. ألست عربّيا .. !! و لي الحق في أن أستتب أمني الداخلي .. و سكينتي و صمتي الّذي أصبح يوما عن يوم يدندن مقطوعةً مستوحاة من صوت الرّصاصة .. تذكيرا منه بأنّ جسدي " مفصولٌ " .. بعاهة .. تماما كما هي الحنكة العربية .. !! |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
جزء آخر ومتعة أخرى رفقة القلم المتوهّج دوما !!! استمرّي بنيّتي...مودتي...
|
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
كيف لمدينة تعتزّ بحدودها مع السّماء و الحكمة الإلهية .. بل و ارتباطها العقائدي الدّيني الرّاسخ و تواصلها الإلهي، كيف لمدينة اعتنقت " حكرا جميلا " أعظم ديانة سماوية .. ؟ بقرآنها الّذي حشر الدنيا لآلاف القرون .. لعمر غيبي .. ضمن موسوعة خاصة .. فيها من الحقائق التّاريخية ( الّتي أثبتها التاريخ قبلا و الّتي سيثبتها لا محال، كقناعة راسخة ) .. قرآنها الّذي حرّر فلسطين قبل آلاف السنين .. و نصر الإسلام .. و مضى فاتحا كلّ الممرّات العابرة للعروبة، المغلقة بتواطؤ دنيوي حقير .. كيف لمدينة لها حجم أسطول بحري .. ؟ يمتّد على طول كلّ المحيطات و الجبال " عمقا و أصالة " .. أن تعجز عن ابتكار حيلة توقف بها لعنات الرّصاص ..
ألست عربّيا .. !! و لي الحق في أن أستتب أمني الداخلي .. و سكينتي و صمتي الّذي أصبح يوما عن يوم يدندن مقطوعةً مستوحاة من صوت الرّصاصة .. تذكيرا منه بأنّ جسدي " مفصولٌ " .. بعاهة .. تماما كما هي الحنكة العربية .. !! نعم أيتها الرائعة فإن سؤالك هذا قد أرقني منذ زمن فكتبت عن اختفاء الجسور في كل العالم ! فقدنا فن بناءها حتى بين الأسر فكيف بين مجتمعات نسيت أن قرآنها هو الأصل فاتبعت كل من قال انه سمع جده فقال سمع جارته وهي تقول لابنها أن ابن خالة عمته سمعت ابيها انه حلم فقال .........!! والآن جاء دوري لأقول أني سمعت أن صالحا جزائريا قال استمري فأعجبتني الكلمة : استمري :) بالتوفيق ان شاء الله احترامي وتقديري |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أبتي .. الكريم .. الرّائع دوما .. شكرا على حضور يشبه الشمس .. و القمر .. كلماتك عزائي و فخري .. تقديري و مودتي .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس:
أستاذي الفاضل رأفت .. لو القضية توقفت عند حدود الأقاويل و الأحاديث المنقولة .. عن الجد أو الخال أو العمة أو .. أو ... لهان الأمر .. الوضع متأزم و أحقر من ذلك بكثير .. فقد وصلنا للعمل بما تفرضه ديانات أخرى .. و حتى طقوس ابتدعها البشر .. بمعنى أصح " التقليد الأعمى " لكلّ ما ينتمي للغرب .. هذا الغرب الذي يدوسنا كلّ يوم بأصابع قدرة .. و يقتلنا كأننا جرذان .. و يحتقر لغتنا و ديننا و طقوس عباداتنا .. و يستهزء بحضارتنا .. أما قضية الجسور و البناء .. فهي تنتمي أكثر لقضية التقدّم التي هي " طبعا " حكرا على الغرب أيضا .. فالمدن العربية تحلّت بمظاهر شاذة و دخيلة .. تحياتي أستاذي الفاضل .. و شكرا على مرور أرق من النسيم .. |
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
* الجزء السادس و الثلاثون *
... لذا قرّرتُ بعدها أن أعايش واقعي بطريقة سلمية علّه يجنّبني المزيد من الأزمات .. قد أكون فكّرت لأكثر من صدفة في أن أتزوّج، ثمّ أبحث عن حبّ جديد خارج مراسيم الزّواج .. فقط لأملأ فراغ القصائد بأنثى .. كنت بحاجة لها كحاجتي لسطور محجوزة .. لا تقبل الانهيار لمجرّد أنّ صمتا موسميا تثاءب عند عتبة باب صفحة مهجورة و هو يرتدي شيئا من شجن مبتور .. لأنّي قررت أن لا أنهار .. لأنّي استغنيت عن حاجتي للأطفال .. رغم أنّ ذلك كان رغما عنّي .. و أقنعت نفسي بأشياء ما كانت لتخطر على بالي قبلها أبدا .. الأنثى أصبحت بالنّسبة لي فارقة حياة و منعطف شائك يجب أن أتخطّاه بثبات شديد .. و كان لابد لي أن أتخطّاه و إن تحطّمتُ بعدها لفاجعتين، كلّ أنثى بعمر قصيدة و عمر صفحة كانت قبلها امرأة صامتة ثم تكلّمت فجأة فاضحة رعونتها فماتت .. عَبَرْتُهَا .. كمحاولة لتجاوز جسر شيطانيٍّ آيل للسّقوط عند أيّة زلّة قدم أو تشبّع بأفكار فلسفية لا غاية لها إلّا اللّعب بأعصاب باردة .. تلك الّتي تستغني عن روابطها و تتبعثر ككلمات غامضة .. لا شيء يدلّ على أنّها كلمات إلّا الرّسم البياني للجرح .. و الجرح مسافة شرعية بين الذات الشاعرة و الخطيئة الحسّية .. و تصرّف لا عقلاني لقوى خارجة عن مفهوم الذاتية .. تلك الّتي تتخذ صورا و أشكالا لا حاجة لنا لنفقهها .. يكفي فقط الألم لاستشعارها .. يزول الألم المادي لكنّه يسكب امتداده في الرّوح كتوقيع رسمي .. و ما اختلط بالرّوح استحال تفنيده .. لذلك كان توقيع الرّصاصة نافذا .. لأنّها لم تكتفي بمجرّد الرّسم السطحي، لكنّها تعدّته لتحفر توقيعها فوق مشاريعي القادمة .. بقسوة .. فكان أن وضعت نقطة نهاية رسمية قطعت بها امتدادي .. وتركتني أبحث عن ممرّات جانبية أسرّب من خلالها شيئا من قدر جارح و ما تبقّى من فجوة أصبحت أرستقراطية بفعل انتمائها لجسدي .. علّني أستوعب شيئا من خارطة كلّ حدودها نساء .. علّني بعدها أفيق متلعثما، متعثرا بكلمتين ( الرّصاصة و الأنثى .. ) فأسقط عنهما بمقياس الجاذبية بين الشّيئين، فكان أن تمزّقتُ بينهما، ذلك أنّ الهوّة الموجودة بين رصاصة أقعدت العالم و أنثى أقامت العالم ثمّ أقعدته ثمّ مرجحته بين القيام و القعود .. تمنع تجاذب الأحداث الداّمية و الحانية .. و تكاثفها .. رغم أنّهما قد يتّفقان في جسد واحد .. كما حدث لي .. !! رصاصة سرّبت عمرا كنت سأطلبه .. في أنثى كنت لا زلت أبحث عنها .. رصاصة سجّلت حضورها بأطيافها الحمراء ( كنجم ، ككوكب ) قهرتها المسافات الشاهقة و الأبعاد العينية .. انطلاقا من ثقب المسدّس حتّى الوصول لنقطة البعد الشّرعي للجرح، ذاك الّذي يقاس بزمنية القهر الحسّي .. تجاوز في ثانية آلاف الأميال الفجرية .. بصاعقة سوداء انحطّت على جسدي مربكة المواقيت و الفوارق الضوئية بين اللّيل و النّهار .. فكان أن انتصر اللّيل بفوضى حواسه و ارتباكاته، و ظلمة سكنتني لأبدية الشّعور بالألم .. و الأنثى الّتي عبرت كطيف ملامحي فسكنتني .. قبل أن تربك الرّصاصة رسمها فوق ملامحي .. بتصميم جديد لا تعنيني خطوطه المتكّسرة .. فالبعد الصارخ بين مسافتين كالفضاء و الأرض يجعل الأشياء تتطاير " كحلم " بين يقظة و شبيهتها، بين وعي و أشباه الوّعي .. ذلك الحلم الّذي ينتمي لأعلى قمّة من الجنون .. بحكم قوانين الجاذبية المعروفة .. و التي يجوز إسقاطها على حالة الذهول و الشرود .. لذلك بقيت مترنّحا، محلّقا تمنعني الجاذبية العالية لسلطان الرّصاصة من أن أعيش سيّدا بمملكة النّساء .. ثم بعدها أوقظ شرعيّتي في جسد طفل صغير، يحمل من تقاسيم العروبة ما يحرّر بها وطنا، اسمه يطوّق كلّ حروف الأبجدية العربية و حدوده تُداخل الصين و الجزر و المذابح القارية .. و اليونان القديمة و شيئا من حداثتها .. وروما .. معلنا ميلاده من فوق مآذن القدس الشّريف، فوهة البركان العربي .. وطنا يقتني من الحضارات " أثمنها " فقط للذاكرة التَّأْرِيخية .. طفلٌ استحوذ على زاوية من الزّوايا الثّلاث لمثلث برمودا .. فقط ليحضر موت الأطفال .. رمزا قديما للموت، يصلح لأن يكون استحداثا جديدا لآلية تفنّد الاغتيالات .. تاركا إيّاه بزاويتين و مقصلة مفتوحة .. حتّى لا يفنّد عنه مزاعم التاريخ في أنّه المنفى الوحيد الّذي لا يعترف بانتهاء عهدة النّفي .. و أنّه مملكة الشّياطين .. و أنّه سيّد المآسي البحرية .. طفل أربكته الرّصاصة، تشبّها بمثلث الموت .. من حيث عدد المآسي الّتي تعاقبت فور الرّسم الدائري لها، فوق منطقة كانت لغزا صامتا قبل ذلك .. ثم شيّعت صمتها محرّرةً سلسلة من الألغاز .. آخرها كان رمزا سرّيا لامرأة تنتمي بحكم رسوخها لعهد حجري .. طفلٌ كان سيحرّرني من لعنات الرّصاصة .. ثم يلتفت شرقا ليكمل مهامه السّياسية .. و يرحل .. !! لكنّه رحل .. باكرا جدا .. قبل أن يحلّ شتاء جديد .. رحل و تركني على عهد معلّق مع أنثى .. !! ذلك أنّ علاقتي بها أصبحت حدودها مرسومة بنقطة نهاية .. و لن تعتقني .. الذاكرة الأنثوية .. ذلك أنّ الأنثى تذكير شرس .. !! و توقيع حاد يطبع خطوطه بتركيز شديد فوق الخطوط الدّامية .. تقديسا للتواقيع، و حتّى لا تتهّم فيما بعد بالتّقليد .. |
الساعة الآن 36 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية