منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=436)
-   -   حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24892)

هدى نورالدين الخطيب 19 / 02 / 2013 46 : 11 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=justify]
تحية صباحية مشرقة
أهلاً ومرحبا بك وبأسئلتك مجدداً الأديبة العزيزة أستاذة نصيرة تختوخ

بالعودة لك أديبنا العزيز أستاذ خيري حمدان

الإبداع هو قدر من الوحي يُدخل المبدع في حالة نفسية وإنسانية خاصة نتيجة التفاعل والحالة الحميمية بين الذات المبدعة وتركيز القوى الذهنية باتجاه محور الصورة أو الفكرة الكامنة التي يود تجسيدها حتى تتحول إلى هاجس، ولكل مبدع طقوسه الخاصة ...
ما هي طقوس الأديب الأستاذ خيري حمدان التي يتبعها أثناء تفرغه للكتابة؟

دراساتك الأدبية وترجماتك المتنوعة وانفتاحك على الثقافة الأدبية الغربية عموماً ، ماذا أفادك إنسانياً وماذا أضاف لك أدبياً؟؟

كتبت عن تأثر الأدب البلغاري سلباً بالحقبة الاشتراكية وقارنت بين الأعمال الأدبية لبعض الأدباء والشعراء أثناء تلك الحقبة وبعدها
هل يمكن أن تحدثنا عن الأجواء الثقافية والأدبية في بلغاريا حالياً وما يتميز به الأدب البلغاري بشكل خاص؟؟[align=justify][/align]
لك وللجميع يوماً مشرقاً[/align]

خيري حمدان 19 / 02 / 2013 04 : 11 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة نصيرة تختوخ، أهلا بك مجددًا في الجزء الثاني من هذا الحوار ونتوجه لمواضيع الأدب المترجم وهمومه البالغة.

*كيف ينظر الأديب و المترجم خيري حمدان للترجمة على الترجمة؟ وماهي الأولويات التي يأخذها بعين الاعتبار وهو يترجم النص أو المقال الأدبي؟

بداية، أعتقد بأنّ معرفة اللغة الأجنبية لا تكفي للقيام بالترجمة مباشرة، وأرى بأنّ على الأديب أن يتذوق الشعر ويدرك مفاهيمه وبحوره والعلوم والمبادئ المتّفق عليها في هذه المجالات كي يبدأ بترجمة الآداب الأجنبية وللتوصل إلى الجمالية التي يتمتع بها النصّ الشعريّ والأدبيّ. شخصيًا قمت بترجمة شاعر وأديب حداثي هنغاري شاركت وإيّاه في مهرجان أدبي في صوفيا، طبعًا الهنغارية صعبة للغاية وطلبت منه أن يسمح لي بترجمة قصيدته من الإنجليزية للغتين العربية والبلغارية، وكان مندهشًا حين قدّمت له هذه الهدية، والمتعة بالطبع للقارئ العربي. لا أدري هل يترجم شيء من اللغة الهنغارية مباشرة للعربية، وأقصد تحديدًا الشعر الهنغاري؟ من جهة أخرى حين عثرت على مذكرات غابريل غارسيا ماركس المنشورة للمرّة الأولى باللغة الإسبانية، انتظرت قليلا لظهور هذه المذكرات باللغة العربية، وبالرغم من وجود الكثير من العارفين للإسبانية من العرب، إلا أنّ أحدًا لم يقدم على ترجمة هذه التحفة من المذكرات، لذا تشجّعت لترجمتها ونوهت إلى أن الترجمة بتصرف لأنّها ترجمة لترجمة من البلغارية، وكان أن وجدت طريقها لأهم المواقع الأدبية في العديد من الدول العربية. عزيزتي نصيرة، الترجمة في العالم العربي ليست ممنهجة وتتمّ بطريقة انتقائية تعود لضمير ونشاط الكاتب، وهذا واضح من النشاطات المختلفة للعديد من الكتّاب المبادرين، وأتمنّى أن توضع منهجية لمساعدة المترجمين على كافّة المجالات كي يتكوّن لديها مخزون من الأدب الأجنبي المترجم.

خيري حمدان 19 / 02 / 2013 13 : 11 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة نصيرة أهلا بك مجددًا

* قد تبدو الترجمة للبعض عملا شبه آلي لكنها في الحقيقة لا تخلو من التحديات ومن متعة الإبداع، هل يمكن أن يحدثنا الأديب عن هذه النقطة؟

لا أعتبر نفسي مترجمًا مهنيًا لأنّني ((وهذه ليست بشكوى)) لا أحصل على أيّ دخل من الترجمة الأدبية. لذا فإنّني اقرأ النصّ وأجد نفسي قد أصبحت أسيره وأنطلق لترجمته على الفور أو بعد حين، وهذا ينطبق بالطبع على النصوص العربية التي تجد طريقها للبلغارية بسلاسة المحبّة والجاذبية التي أبقتني ملازمًا للنص. أمّا البلغارية وبالرغم من أنّها ليست لغة عالمية كاللغات الأساسية، إلا أنّ الشعوب الصغيرة ملأى بالتحدّي ويوجد لديها عبقريات عديدة، هناك كمّ هائل من الأدب والنصوص التي تتحرّق وتتشوّق لنقلها للغات الأخرى، لكنّ هذا الشأن يحتاج لمؤسسة كبيرة ذات إمكانيات وذات رؤية مستقبلية قابلة للتطبيق. لا آلية لديّ في الترجمة لكن لديّ آلية لشكرك على هذا الاهتمام البالغ والعطاء المستمرّ. خالص مودّتي أديبتنا الرائعة نصيرة.

وسام أحمد 20 / 02 / 2013 39 : 01 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
أستاذنا الرائع الأديب خيري حمدان أتابع منذ بداية اللقاء
الأسئلة والإجابات الواعية والشاملة والتي تنم عن موسوعية وإلمام وثقة كبيرة وعلم ممتزجه بخبرة
بادرني سؤال وألح على ذهني
هل الحصار الذي نعيش فيه في غزة ووضعنا السياسي والاقتصادي والظروف البيئية أثرت على وعينا الثقافي والإبداعي
أم ان المبدع لا تحده الحدود ولا تؤثر فيه الظروف ؟
أحيانا أشعر بأن التنقل والترحال والامتزاج والاحتكاك المباشر بثقافات وحضارات ولغات أخرى لها تاثير مختلف على القدرة الابداعية للكاتب والأديب
أشعر بالعجز تارة وبالإرادة والتحدي تارة أخرى وأن الفضاء بدأ يضيق بوجود الإنترنت والفضائيات فليس لي حجة أو عذر
فما رأيك وماذا أثرت فيك ذاكرة السفر والترحال منذ أن خرجت من فلسطين وحتى هذه اللحظة ؟
تقديري ووافر مودتي واحترامي لك ولصاحبة المساحة الراقية

رشيد الميموني 20 / 02 / 2013 54 : 01 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أولا أرحب بالغالي خيري وأعبر عن سعادتي بالانضمام إلى ركب الأحبة الذين أدلوا بدلوهم لمساءلته في شتى المجالات خاصة الأدبية منها .
ثانيا أعتذر عن هذا التأخر في المشاركة آملا ألا أكون وصلت متأخرا ..
أهلا بك أخي الحبيب ولي عودة لطرح بعض الأسئلة التي أرجو ألا تثقل عليك .
محبتي لك .

رشيد الميموني 20 / 02 / 2013 04 : 02 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=justify]أخي خيري ..
تحتل الأمكنة حيزا هاما في مخيلتنا وأحيانا نحمل البعض منها في أفئدتنا وأرواحنا لتتقمص أمكنة أخرى ..
الدانوب .. ماذا يمثل لك ؟ وهل تجد فيه ما يربطك بعالمك الحميمي .. أقصد فلسطين ؟
صوفيا .. هل وهبتك شيئا مما ينقصك كاديب يهفو للتعبير بكل تلقاية وحرية ؟
الحب عند خيري .. في كلمة .
أحيانا تجتاحنا الآلام .. ومنا من يتعايش معها .. بل ويأنس بها .. فأين خيري من الآلام ؟
ما هو الصنف الأدبي الذي ترتاح إليه سواء قراء أوكتابة ؟
وأعتذر إن كررت سؤالا سهوت عنه عند قراءتي لأسئلة الأحبة ..
شكرا لك العزيز على القلب .. خيري .
ولك الحب .. كل الحب .[/align]

فاطمة البشر 20 / 02 / 2013 20 : 03 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 

ربما تأخرت عن التعليق على الحوار ، لكني كنت أتابع بصمت ...
أشكر السيدة هدى والأستاذ خيري على هذا الحوار الأدبي الرائع الواعي ،
سأعود بالأسئلة أ. خيري ... كن بخير أستاذي
ودي ووردي

خيري حمدان 20 / 02 / 2013 36 : 03 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة هدى الخطيب
لا شكّ بأنّ الأدب هو خليط ما بين الدراسة والقراءة المستمرة والكتابة، ولا يمكن بأن يتقوقع أديب على نفسه معلنًا بأنّه يكتب ولا وقت لديه للقراءة والانشغال بالتحليل، وكأنّ هناك وحي يحوم من حوله، ينفحه القوافي بشكل متواصل ويعفيه من هموم وتبعات القراءة والحصول على المعرفة. الأديب يجب أن يطّلع على الآداب العالمية والوطنية، يغرف من الماضي ليستشفّ المستقبل وإلا فإنّ وظيفته ستنتهي صلاحيتها بعد وقت معلوم، والقراءة هي استمرارية وتتابع للحالات الإبداعية المتراكمة طوال الوقت. لذا كان اهتمامي بالغًا بقراءة كلّ جديد، ثمّ بدأت بالفرز والوقوف على قراءة الجيّد فقط من النتاج الأدبي.
ما ينشر حول العالم من آداب وقراءات ودراسات هائل وكبير للغاية وأنت أدرى بذلك ما دمت تتعاملين بطلاقة مع الإنجليزية ، لكنّ الأوضاع الثقافية وهي ليست بمعزل عن الأوضاع الاقتصادية تعاني من حالة احتضار طويلة الأمد في العالم العربي. وسأتحدّث بالتفصيل عن الأدباء العالميين الذين تعاملت معهم خلال إقامتي في أوروبا، ومن ضمنهم برهان باموق الذي التقيته في صوفيا على هامش محاضرة ألقاها في الدارة الثقافية الأوروبية الحمراء في صوفيا. الدراسة التي نشرت وتحدثت فيها عن الأدباء الواقعين في مرمى النار هي جزء من كتاب يحمل عنوان "مقاربة ما بين الإعلام والأدب"، ونشرت جزءًا من هذه الدراسة في هذا الملف، كما توجد أبواب عن المسرح والسينما وأتمنّى أن يجد من يهتمّ بنشر هذه الدراسة التي امضيت ما يزيد على العام في تدوينها. أمّا حلقات "شخصيات عبر التاريخ" فقد كنت أخطّط لكتابة المزيد منها، لكنّي على ما أذكر تلقيت رسالة من قارئ يقول فيها "أريد أن تكتب المزيد!" دون أيّة إضافات وكأنّني آلة نشر أو نسخ أمامه تنتظر بأن يضغط على الزرّ لأبدأ بتقديم دراسات عن الشخصيات العالمية، ولم يقل هذا المعنيّ حتّى كلمة شكرًا، لذا أصبت بالإحباط وتوقفت لفترة. بقي اهتمامي ونشاطي فيما بعد مرتبطًا بالوقت وما يجود به عليّ.
الأديبة العزيزة هدى نور الدين الخطيب شكرًا لأنّك فتحت آفاقًا واسعة للحوار وسأجيب على باقي الأسئلة، وهي بحدّ ذاتها ليست مجرّد أسئلة تقليدية بل مفتاح لحوار طويل قد لا ينتهي.

هدى نورالدين الخطيب 20 / 02 / 2013 08 : 05 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمداالأديب الأستاذ خيرن
 
[align=justify]
تحياتي مجدداً بالأديب العزيز الأستاذ خيري حمدان وأرحب بالأدباء الذين انضموا للحوار
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأديب الأستاذ رشيد الميموني
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأديبة الأستاذة وسام أحمد
أهلاً ومرحبا بالأديبة الحبيبة الأستاذة فاطمة البشر
**

الأديب الأستاذ خيري حمدان
- تجيد كما فهمت اللغة البلغارية واللغة الروسية وأنت منفتح تماماً على الثقافة الأدبية الشرق أوروبية بشكل خاص
- تعرفتَ على عدد من الشعراء الأوروبيين وكتبت عنهم وترجمت لهم وعنهم إلى العربية
-في المسرح البلغاري خضت تجربة الإخراج والتمثيل وكتابة النصّ المسرحي
- شاركت في حفل شعري دوليّ شارك به شعراء من أميركا ، رومانيا، مكدونيا وهنغاريا والعديد من الكتّاب البلغار والأجانب. طلبت اللجنة إكمال مطلع لقصيدة لشاعر بلغاري يعتبر عميد الأدب البلغاري، وفزت على الجميع ووضعوا إكليل النصر على رأسك وفق التقاليد الإغريقية القديمة وأعلنوك شاعر بلغاريا وفلسطين، وكان الإكليل مصنوعاً من شجيرات الزيتون المقدّسة والقادمة مباشرة من القدس على متن طائرة (العال)

كتبت عدداً من الدراسات عن أدباء أوروبيين وعرب، وخضت تجربة الدراسات المقارنة.. وكان قد لفت نظري بشكل خاص: " كتّاب في مرمى النار " قارنت فيها بين الكاتب الباكستاني صاحب الآيات الشيطانية " سلمان رشدي " الذي تقول زوجته البريطانية عنه أنه وصولي وأن هدفه الوحيد كان الشهرة والمال..
طبعاً الرابط بينها هنا هو القتل أو التعرض للقتل
أنموذج سلمان رشدي تكرر كثيراً، وأنا شخصياً في كندا لدي شواهد عديدة لأمثاله ورأيت كيف يغدق عليهم المال وينتقلون بين ليلة وضحاها من حال إلى حال..
ما رأيك بهذا النوع من الكتّاب، وما هي المعايير الأخلاقية للكاتب في بلاد المهجر والحد الفاصل بين الحرية في النقد وبين الخيانة والتنكر ؟؟

تحياتي وتقديري

[/align]

عادل سلطاني 20 / 02 / 2013 24 : 06 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
أستاذنا الفاضل المبدع الأديب الموسوعي خيري حمدان ها أنذا أعود إليك ببعض الأسئلة المؤرقة :
الإبداع في رأيي الخاص هروب إلى الأمام من أجل تجسيد القيمة في الواقع أو بشكل آخر هروب من أجل تشكيل واقع مغاير لواقع حقيقي صادم .. كيف تتشكل القيمة في مطلقها الإبداعي والوجودي لدى أديبنا المتميز على مستويي التجربة والممارسة؟
كيف يرى مبدعنا ممارسة ظاهرة التجريب وإلى أي مدى كان أديبنا ناصا مجربا في أشكاله الأدبية المختلفة؟
هل الترجمة لديك تستكنه روح النص الأصلي على صعيدي الممارسة والتجربة وهل هي محاولة لنسخ روح النص الأم في شكل لغوي جديد أم هي امتداد وخلق آخر وشكل نصي جديد على مستويي البناء والمعنى ؟
كيف يكون الحدث الترجمي نصا خالدا يتجاوز النص والمبدع زمكانيا في رأيك ؟
هل تعتبر الترجمة خيانة للنص الأم الأصلي أم تراها بعثا نصيا جديدا مغايرا ينسخ النص الأصلي من أجل تجاوزه وإثرائه شكلا ومضمونا ؟
كيف تقيم واقعنا الترجمي من عصر المأمون إلى يومنا هذا في وطننا الكبير على مستويي التجربة والممارسة ؟
هل ترى بأن استشراف ظاهرتنا الترجمية يشكل حقيقة ظاهرة حراكية تغييرية محتذاة ؟
كيف يتجاوز "النص الحمداني "الواقع المحيط الصادم ليتجاوز بدوره عقدة الاغتراب وتزييف الوعي بالذات والوعي بالممكن في واقع رديء يحاصر المبدع من كل جانب؟
النص الجاد في رأيي يهدم واقعا مرفوضا لإعادة بنائه على مقاسات المبدع وحلمه كيف يبني مبدعنا واقعه المفارق في عالمه الإبداعي على مستويي التجربة والممارسة ؟
كيف يستشرف مبدعنا النص الملاذ في عصر عولمي يخنقه التغيير المتلاحق السريع المتواتر؟
هل سيكون نصك الملاذ مصدا قيميا مرجعيا جماليا راسخا يمكن ذاتك المبدعة من الصمود في وجه أعاصير العولمة العاتية؟

تحياتي

ماري الياس الخوري 20 / 02 / 2013 39 : 10 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=center][table1="width:100%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=right]مساء الخير
يسعدني ويبهج قلبي عودة صالون الأديبة الحبيبة هدى الخطيب لنشاطه
أرحب بالأديب الفلسطيني خيري حمدان وآسف على تأخري بمتابعة الحوار
حيث وصلتم بالحوار وبعد قراءتي لبعض دراساتك التي نقلت روابطها الأديبة هدى الخطيب، اسمح لي أن أسألك؟

من هم بالأسماء والجنسية الأدباء الأوربيون الذين كتبت عنهم وترجمت لهم إلى العربية؟!
ومن هم الأدباء العرب الذين كتبت عنهم؟
هل كتبت فقط عن الأدب الغربي المعاصر أو كتبت عن أدباء من عصور مختلفة؟

وشكراً
[/align]
[/cell][/table1][/align]

خيري حمدان 21 / 02 / 2013 31 : 01 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة هدى نور الدين الخطيب
لا شكّ بأنّ ترجمة الأدب البلغاري نافذة للآداب العالمية، وأعتقد بأنّ الشعوب الأوروبية الصغيرة ذات رغبة كبيرة لإثبات وجودها من خلال الأدب. على سبيل المثال بكى وزير الثقافة البلغاري اليوم "فجدي رشيدوف" وهو من أصول تركية بعد أن اضطرت الحكومة البلغارية من تقديم استقالتها إثر مظاهرات عارمة اكتسحت شوارع العاصمة ومعظم المدن البلغارية بسبب ارتفاع الأسعار والمطالبة بتحسين ظروف الحياة. بكى الرجل قائلا بأنّه قد أصبح مجددًا فنانًا حرًّأ وهو الفنان والنحات الكبير، الذي تباع أعماله:nic93: حتى اليابان.

كتبت عن تأثر الأدب البلغاري سلباً بالحقبة الاشتراكية وقارنت بين الأعمال الأدبية لبعض الأدباء والشعراء أثناء تلك الحقبة وبعدها
هل يمكن أن تحدثنا عن الأجواء الثقافية والأدبية في بلغاريا حالياً وما يتميز به الأدب البلغاري بشكل خاص؟؟

الأدب الاشتراكي هو أدب إديولوجي بكلّ معنى الكلمة، لكن هناك بذرة إبداعية خفيّة وصغيرة للغاية لكنّها في منتهى العمق والجمال. بذرة قد لا تتجاوز 1% فقط لكنّها بعمق الدرر الكامنة في أعماق المحيطات. ليس مصادفة بأن أهديت رواية كاملة "أرواح لا تنام" لروح الشاعر البلغاري ديمو إيفانوف، الذي بقي ملاحقًا حتى التغييرات عام 1989 ثمّ انتقل إلى نيوزلندا وتوفي هناك دون أن يتعرف عليه أحد، وجدت بين بقايا أشيائه عنواني وعنوان ممثل بلغاري، ودفن هناك بشكل رسمي حضر الجنازة مندوب عن المحافظة لعدم وجود أيّ قريب. هذا الأديب الرائع قدّم لي في ثمانينيات القرن الماضي وصيته لأنّه كان ملاحقًا من قبل أجهزة الأمن الاشتراكية لكنّي أضعت الوصية بسبب سفري وتنقلي فجاءت الرواية لأقصّ حياته وكاعتذار شبه متأخر.
الأدب البلغاري الذي تبع مرحلة التغيير مباشرة تأثّر بالآداب الغربية المعاصرة الجيّد منها والسيّء، لكن هناك مجموعة من الكتاب تمكنوا من المحافظة على العمق الأوروبي الشرقي المميّز. الأدب البلغاري يتراوح ما بين البلقنة والمحاولة للقفز على الواقع، هناك ثلّة من المفكرين الذين تركوا بصمات عميقة في تاريخ الأدب البلغاري الحديث وترجموا لعشرات اللغات ومن بينهم الشاعر والكاتب المسرحي ستيفان تسانيف ومن أهم أعماله "المرور من تحت قوز قزح" العنوان بحدّ ذاته أطروحة تستحقّ الدراسة وكذلك الأديب خريستو بويتشيف الذي هجر بلغاريا وباتت أعماله المسرحية تدرّس في الأكاديميات المسرحية العالمية وتعرض في هوليوود أيضًا ومن أهمّ أعماله "العقيد والطيور" الذي بات من أهم الأعمال العالمية المعاصرة. ولي عودة لتناول المزيد من الأدباء والكتاب. شكرًا لأنّك فتحت باب الأدب من أوسع أبوابه سيدة هدى الخطيب ومشوارها يطول.

خيري حمدان 21 / 02 / 2013 43 : 01 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة وسام أحمد

هل الحصار الذي نعيش فيه في غزة ووضعنا السياسي والاقتصادي والظروف البيئية أثرت على وعينا الثقافي والإبداعي
أم ان المبدع لا تحده الحدود ولا تؤثر فيه الظروف ؟
أحيانا أشعر بأن التنقل والترحال والامتزاج والاحتكاك المباشر بثقافات وحضارات ولغات أخرى لها تاثير مختلف على القدرة الابداعية للكاتب والأديب
أشعر بالعجز تارة وبالإرادة والتحدي تارة أخرى وأن الفضاء بدأ يضيق بوجود الإنترنت والفضائيات فليس لي حجة أو عذر
فما رأيك وماذا أثرت فيك ذاكرة السفر والترحال منذ أن خرجت من فلسطين وحتى هذه اللحظة ؟

لقد كتبت الكثير عن غزّة وبدأت بكتابة رواية لم أكملها بعد عن المعاناة الكبيرة في القطاع ولي عودة لإكمالها. الأديبة العزيزة وسام، أذكر بأن العديد من الكتاب البلغار قد حسدوني لأنني ابن لقضية كبيرة وعادلة، الشأن الذي يمكنني من إيجاد مصدر معاناة يحثّني للكتابة. الحصار الذي تعانيه غزّة هو بمثابة منبع كبير للتعبير عن الذات الغزّية الثرية للغاية، وكما تفضّلتِ فإنّ النت قد قصّر المسافات. لكن يمكنك من بحر غزة وممّا يدور حولك من أحداث مصيرية وحراك اجتماعي من الكتابة والإبداع. يمكنك أن تتناولي حياة المرأة الغزّية الشأن الذي قد لا يكون في متناول الكثيرين. ما حرمت منه غزة قدّم لها الكثير من الامتيازات. انتهزي الفرصة واكتبي لنا عن غزة الخفية التي لا نعرف عنها الكثير وهي التي تملأ بقعة كبيرة بحجم القلب فوق الخارطة العالمية. لا مكان للعجز صدقيني بأن الإنسان قادر على تجاوز الحدود وعمل المستحيل أيضًا. أمّا ذاكرة الجسد فأنا أتفق معك هي تغني الروح وتزيد من اتّساع الآفاق وأتمنى لك آفاقًا واسعة وعريضة كي تتخطين كافة الحواجز. ترحالي ترك في روحي آثارًا يصعب أن تنمحي وتركت أيضًا بعض الجراح. شكرًا لأسئلتك المتميزة ودمت أديبة مبدعة ومتجددة.

حسن ابراهيم سمعون 21 / 02 / 2013 18 : 05 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
سألك الكثيرون أخي الأستاذ خيري ,,,أسئلة ضمن المجال الأدبي
وهذا سؤالي الأخير بأسئلتي الخارجة عن البروتوكول ربما ,,
لكن طالما هي ساحة الأستاذة هدى وساحتك فلن أخاف وسأسالك:
هل القرد إنسان منحدر , أم الإنسان قرد متطور ؟
وما هو رأيك في داروين ؟ والنشوء والارتقاء ؟؟؟
أخي الفاضل , أنا أعمل على دراسة يهمني فيها آراء الأدباء والمفكرين , والفلاسفة
كأجوبة إحصائية , وروائز ذات دلالة ؟؟؟لك حق الاعتذار عن الجواب .
لكن إن قررت الجواب فأرجو أن يكون صريحًا ويمثل وجهة نظرك الاعتقادية بالأمر ..
لأنني سأبني عليه ...
أرجو عدم المؤاخذة ...وللجميع تحيتي واحترامي
حسن إبراهيم سمعون

علاء زايد فارس 21 / 02 / 2013 34 : 05 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديب العزيز الاستاذ / خيري حمدان ، معذرة على تأخري بالمشاركة في هذا الحوار الرائع
فالله وحده هو أعلم بالحال ...
والشكر الكبير للاستاذة هدى الخطيب التي أدارت هذا الحوار بشكل مبدع وراقي
والاحترام والتقدير لكم وللضيوف والادباء الأفاضل ..........

وددت أن أسأل حضرتك بعض الأسئلة الخفيفة المتنوعة :

1- ماهي نظرتك للمستقبل العربي بعد ثورات الربيع العربي ؟؟
البعض كان متفائلاً جدا ، والبعض كان متشائما ً
والكثير الآن ينظر للاضطرابات التي تحدث هنا وهناك بسوداوية اليائس؟؟
أريد نظرة الأديب خيري حمدان لما يحدث بالعالم العربي ؟؟؟

2- القراءة والتجربة هما الوقود اللازم لتشغيل قلم أي أديب على وجه الارض
ما رأيك بهذه العبارة؟؟
وإن كان هذا صحيحا كم تعطي القراءة والثقافة من نسبة
وكم تعطي التجارب الشخصية من نسبة مئوية ؟؟

3- لو قلت لك وأنت تعرف نوع الكتابة التي اكتبها ...
انصحني لمن أقرأ
وماذا اقرأ
وماذا أفعل لأطور قلمي وفكري، فماذا ستقول لي أيها الأديب الطبيب؟؟

وإن كانت الحياة قد بدأت تأخذني عنوة بمشاغلها ومشاكلها التي لا تنتهي من الكتابة فكيف اتغلب عليها؟؟؟


اكتفي بهذا القدر الآن
ولي عودة إن شاء الله
وكلي أمل ان يستمر هذا الحوار الممتع

فاطمة البشر 21 / 02 / 2013 15 : 07 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 

مرحبا بك أ. خيري ،
عدت ومعي بعض الأسئلة ؛

ترى أستاذي حال الوطن العربي في الآونة الأخيرة ، وفي بعض الأحيان نجد بعض الأدباء بدل من أن يخفف حدة التوتر يزيدها ، لست أعني فقط الحال السياسي بل الاجتماعي والثقافي أيضاً .. بماذا تعتب على الأدباء العرب ؟

أي نوع من أنواع الأدب تجده الأقرب إلى النفس وأيها أقرب إلى المتلقي . ولماذا؟

لو أهداك أحدهم كتابين ، فما هما الكتابان اللذان سيخطران على بالك قبل أن تعرف أسماء الكتب المهداة إليك ؟

ودي ووردي

حسن ابراهيم سمعون 21 / 02 / 2013 08 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأستاذ خيري , مساء الخير ,, آمل أن تكون قد اطلعت على مشروع الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين )
أتمنى عليك أخي الفاضل أن تزودنا بأي نصوص شعرية أجنبية تناصر قضية فلسطين ,
وأن تترجم لنا ماتستطيع , والباقي نحيله للجان المخنصة بهيئة الترجمة ..
نصوص شعرية فقط , مع اسم الشاعر , وبلده , وسيرة ذاتية إن أمكن
هذا تمن , أخوي ,,, ولك الشكر سلفًا
حسن إبراهيم سمعون

هدى نورالدين الخطيب 21 / 02 / 2013 37 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=justify]تحياتي لضيفنا الأديب الأستاذ خيري حمدان ولجميع رواد الصالون الأدبي

أهلاً وسهلاً ومرحباً بالصديقة الأستاذة ماري الخوري وبأسئلتك الجميلة في سياق ما وصلنا له من محطة في الحوار
في صيغة سؤالك صديقتي حضرتني طرفة لعلي أرويها فيما بعد.

أهلاً وسهلاً ومرحبا بالشاعر الأستاذ عادل سلطاني ومزيد من الأسئلة النقدية

أهلاً وسهلاً ومرحبا بالشاعر الغالي الأستاذ حسن سمعون وأسئلته المتميزة، وأحب شخصياً أيضاً أن أجيبك في ملف الدكتور أسامة أبو شعر في تفسير آيات من سورة البقرة على هذا السؤال..
واسمح لي بتفكيك السؤال هنا، إذا سمحت لي وسمح لي الأستاذ خيري، أو يمكنكما تجاهل تفكيك السؤال
الإنسان أصله إنسان بعدما نفخ واجب الوجود سبحانه في البشر الروح وهنا فقط أصبح إنساناً، أما أصل البشر المختار لتقبل الروح العلوية المكلفة - أي السلالة - قبل نفخ الروح العلوية من أي سلالة هو ، أسلالة قائمة بذاتها في مجال التطور أم أنه صنف من أصناف القرود؟؟
وللطرفة ورسم ابتسامة بسيطة على شفاهكم لو أمكن
في إحدى القرى في شمال لبنان حيث كنا نقضي فصل الصيف، كان الرجل الذي يفجر الصخور بالديناميت لتسوية أساسات البناء يحذر الأولاد من الاقتراب بعبارة يكررها بأعلى صوته: "بارود يا قرود"

أهلاً وسهلاً ومرحبا بالشاب الغزاوي المتألق الأستاذ علاء زايد فارس وأسئلته

أهلا وسهلاً ومرحبا بالحبيبة الأستاذة فاطمة البشر وأسئلتها المتميزة

معاً نلتقي ويثمر الحوار ونستخرج مزيداً من كنوز الأديب الأستاذ خيري حمدان
:nic93:

[/align]

هدى نورالدين الخطيب 21 / 02 / 2013 06 : 11 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 171655)
[frame="1 98"]الأديبة العزيزة هدى نور الدين الخطيب
لا شكّ بأنّ ترجمة الأدب البلغاري نافذة للآداب العالمية، وأعتقد بأنّ الشعوب الأوروبية الصغيرة ذات رغبة كبيرة لإثبات وجودها من خلال الأدب. على سبيل المثال بكى وزير الثقافة البلغاري اليوم "فجدي رشيدوف" وهو من أصول تركية بعد أن اضطرت الحكومة البلغارية من تقديم استقالتها إثر مظاهرات عارمة بسبب ارتفاع الأسعار . بكى الرجل قائلا بأنّه قد أصبح مجددًا فنانًا حرًّأ وهو الفنان والنحات الكبير، الذي تباع أعماله حتى اليابان.

كتبت عن تأثر الأدب البلغاري سلباً بالحقبة الاشتراكية وقارنت بين الأعمال الأدبية لبعض الأدباء والشعراء أثناء تلك الحقبة وبعدها

الأدب الاشتراكي هو أدب إديولوجي بكلّ معنى الكلمة، لكن هناك بذرة إبداعية خفيّة وصغيرة للغاية لكنّها في منتهى العمق والجمال. بذرة قد لا تتجاوز 1% فقط لكنّها بعمق الدرر الكامنة في أعماق المحيطات. ليس مصادفة بأن أهديت رواية كاملة "أرواح لا تنام" لروح الشاعر البلغاري ديمو إيفانوف، الذي بقي ملاحقًا حتى التغييرات عام 1989 ثمّ انتقل إلى نيوزلندا وتوفي هناك دون أن يتعرف عليه أحد، وجدت بين بقايا أشيائه عنواني وعنوان ممثل بلغاري، ودفن هناك بشكل رسمي حضر الجنازة مندوب عن المحافظة لعدم وجود أيّ قريب. هذا الأديب الرائع قدّم لي في ثمانينيات القرن الماضي وصيته لأنّه كان ملاحقًا من قبل أجهزة الأمن الاشتراكية لكنّي أضعت الوصية بسبب سفري وتنقلي فجاءت الرواية لأقصّ حياته وكاعتذار شبه متأخر.
الأدب البلغاري الذي تبع مرحلة التغيير مباشرة تأثّر بالآداب الغربية المعاصرة الجيّد منها والسيّء، لكن هناك مجموعة من الكتاب تمكنوا من المحافظة على العمق الأوروبي الشرقي المميّز. الأدب البلغاري يتراوح ما بين البلقنة والمحاولة للقفز على الواقع، هناك ثلّة من المفكرين الذين تركوا بصمات عميقة في تاريخ الأدب البلغاري الحديث وترجموا لعشرات اللغات ومن بينهم الشاعر والكاتب المسرحي ستيفان تسانيف ومن أهم أعماله "المرور من تحت قوز قزح" العنوان بحدّ ذاته أطروحة تستحقّ الدراسة وكذلك الأديب خريستو بويتشيف الذي هجر بلغاريا وباتت أعماله المسرحية تدرّس في الأكاديميات المسرحية العالمية وتعرض في هوليوود أيضًا ومن أهمّ أعماله "العقيد والطيور" الذي بات من أهم الأعمال العالمية المعاصرة. ولي عودة لتناول المزيد من الأدباء والكتاب. شكرًا لأنّك فتحت باب الأدب من أوسع أبوابه سيدة هدى الخطيب ومشوارها يطول.[/frame]

[align=justify]
الأديب العزيز أستاذ خيري سرتني جداً هذه الإضاءة وأنا بانتظار حار لتتناول مزيد من الكتّاب والأدباء
تأثرت جداً فيما رويته عن الشاعر المنفي البلغاري "ديمو إيفانوف" وتألمت لضياع الوصية وإهداءك رواية لروح هذا الشاعر المعذب، وهذا رابط الجزء الأول من رواية " أرواح لا تنام " :

أرواح لا تنام الجزء الأول (التيه)
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=9882


لكني لم أجد رابط الجزء التالي في آخر الجزء الأول وسأبحث مجدداً إذا كنت نشرتها كلها ، أو أرجو أن تفعل في المستقبل القريب وبعد اختتام الحوار

متمنية الآن أن تكمل على هذا المحور من أجل التسلسل العام للمطلع على الحوار من جهة وتسلسل أفكارك من الجهة الأخرى ، ثم ننتقل إلى الإجابة على أسئلة الأدباء الكرام مما يخرج عن السياق الحالي
كل الشكر والتقدير للجميع
[/align]


آمنة محمود 22 / 02 / 2013 34 : 01 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
مسااؤكم الورد والشهد
أعتذر وبشدة لتأخري لسباب قاهرة
أرحب بك أستاذنا الرائع خيري
واشكر الأستاذة هدى على اختيارها الرائع الصائب
فأهلا وسهلا بك ضيفنا الراقي
يا هلا بكـٌ ياأغلىٍ أخوتنااا
ويا مرحبا بقلبك وموطاك
مرحباا مليون حياك
والفرح يكمل برؤياك
ايا سعادة يطيب ممساك
والفرح والخير يأتياك
ومن سويداء القلب .. الله حيااك
ساعود مجددا لألقي ما في جعبتي من أسئلة
وإن لم يتبق اي استفسار
فلم يجعل السابق للاحق اي سؤال ...
أكرر اعتذاري لكم جميعا عن تأخري ..
احترامي ومودتي لكم

خيري حمدان 22 / 02 / 2013 27 : 09 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة هدى نور الدين الخطيب

تناولت السيدة الأديبة هدى الخطيب شأن الكتاب الذين يحاولون التعدّي على المسلّمات والروحانيات والعقائد من أجل الحصول على الشهرة والامتيازات والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة.
بداية سألت العديد من الأصدقاء والمعارف والكتّاب إذا ما كانوا قد قرأوا آيات شيطانية، لكنّهم استغربوا سؤالي وتبيّن بأنّهم لم يقرؤوا هذا الكتاب بعد. شخصيًا لم أتمكن من إنهاء قراءته لأنّه مملّ للغاية. ما أريد توضيحه هو أنّ العنوان عدواني ومحرّض لكن المضمون لا يختلف كثيرًا عمّا قرأته في الكوميديا الإلهية لدانتي، دون أن يتمكن رشدي من الوصول إلى الأفق الشعري والفنّي الذي حققه دانتي ألييجيري. "ولو" أهمل الكتاب والكاتب لبقي رشدي كاتبًا عابرًا ضمن الكتّاب الذين وُضعوا في قائمة الراغبين بتخطّي الخطوط الحمراء من أجل الشهرة والمال، وأنا على قناعة من أنّ نزرًا محدودًا فقط من القرّاء يعرفون شيئًا عمّا كتبه السيد سلمان رشدي، وعن إبداعاته الجديدة. لذا فإنّه من العبث ضمن الدعم الأوروبي كما ذكرت لهذا النمط من الكتّاب أن نقيم الدنيا ونقعدها لنقدّم لهم الشهادات التي يريدونها وأهمّها اتهام العالم العربي والإسلامي بأنّه همجي وغير ديمقراطي، إهمال هؤلاء الكتّاب هو أفضل الحلول لمواجهتهم. وتبقى القيم والجمالية هي العوامل الأهم للحفاظ على الإبداع ومساراته، والآيات السماوية ليست حكرًا فقط على الإسلام، لذا فإنّ من يتعدّى على أيّ كتاب سماوي لن يجد حرجًا بالتعدّي على باقي الكتب السماوية.

سؤال في منتهى الأهمية أديبتنا العزيزة هدى نور الدين الخطيب. ولي عودة قريبة للتحدّث عن الأدباء الذين تأثرت بهم، وأعد بالردّ على الكمّ الكبير من الأسئلة دون حرج والشكر موصول لجميع الأديبات والأدباء الذين تركوا بصماتهم الكريمة في هذا الملف. خالص المودّة لكرم الحضور والتقييم الذي وجدته لديكم في هذا الموقع الغالي على التفس.

خيري حمدان 22 / 02 / 2013 54 : 01 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة هدى الخطيب

سأذكر هنا قصتي مع أحد رجال المسرح الذين قدّموا لي المساعدة للتعامل مع المسرح عن قرب، وبفضله كنت أقضي ساعات طويلة لمراقبة الإخراج ومطبخ تحضير المسرحية لترى النور أخيرًا.
الفنان بيتر سلافوف وقد غادر الحياة منذ سنوات يتميّز بطقوس حياتية غريبة لكنّها أسطورية، فلتقديم الورد لديه حكاية، خاصّة وأن العاصمة صوفيا ملأى بحدائق الورد الجميلة. هذا الفنان لا يعترف بمحلات شراء الورد وتنسيقها والورد الحرّ الطبيعي وحده الذي يستحقّ بأن يقدّم للمرأة في أيّة مناسبة تخصّها. كان قد دعاني لزيارة فنانة في عيد ميلادها، أحضرت هدية لا أذكر فحواها الآن وانطلقنا إلى المكان المحدّد. أخذ بيتر معه غليون قام بتصنيعه بنفسه، حيث حفر الأساس من شجر الجوز باعتباره مقدّس بالنسبة لمفاهيمه الخاصّة، شجر يقدّم ثمرًا بشكل الدماغ وتمضي جذوره في عمق الأرض، أدخل بعد ذلك قطعة خشبية طولية نادرة وجدها في إحدى الغابات البركانية في القطعة الأساسية للغليون، ووضع كرّة صغيرة أخرى تفوح منها رائحة المسك، وكوّر في نهاية المطاف منجل الغليون بمادّة مقاومة للحرارة، لينتج في نهاية المطاف ليس فقط غليون بل تحفة فنّية في منتهى الجمال والأصالة. وضع فيه التبغ وأشعله ثمّ مضينا إلى حفلة عيد الميلاد. في جيبه الداخليّ كان يحمل مقصًا، دار في الحيّ لعدّة مرّات قبل أن يشاهد حديقة ملأى بالزهور الحمراء طول الواحدة منها 150 سم. ورود في منتهى الإغراء والجمال. تساءلت عمّا يرغب بالقيام به قال بأنّ "جيجي - يطلق على كلّ أحبته اسم جيجي" تستحقّ القيام بخطيئة، لا قيمة للورد إذا دُفع ثمنه. دخل الحديقة وقصّ الوردة من الأسفل، بطريقة تسمح لها بأن تنمو من جديد. أشار لي بأن أتقدم ومضينا إلى المنزل الغريب. دقّ الجرس، خرجت امرأة ومن خلفها رجل، عرفوه على الفور فقد كان فنانًا محبوبًا. طلب منهم العفو لأنّه لم يقاوم إغراء الوردة، وما كان من العائلة إلى أن أصرّت على دخولنا لتناول القهوة بمعيّتهم.

الفنان بيتر يعيش في عالمه الخاص بطريقة فريدة للغاية، وقد أدّى ذلك لوفاته المبكرة بعد أن أدرك بأن التغييرات في عالم أوروبا الشرقية ليس حقيقية وأن الفنّ الذي يؤمن به بات على الهامش وليس رائدًا كما كان عليه في فورته السابقة. هكذا أطلق إشارات داخلية لجسده بأن يبدأ الرحلة نحو العالم الآخر، واستجاب الجسد، مرض وبعد معاناة مع أمراض عديدة مضى للعالم آخر حيث يتوقّع المكوث هناك مجددًا بين المعارض وعلى خشبات المسارح. في ثمانينات القرن الماضي قبل ثورة أجهزة التواصل من هواتف محمولة وما شابه، أذكر بأنّ زوجته اتّصلت بي تسأل إذا ما كنت قد رأيت بيتر خلال اليومين الأخيرين؟ أجبتها بأنّني لم أشاهده. بعد ذلك أدركت ما حدث. فقد خرج صديقي الفنان ليشتري كبريت لسجائره، لكن الوقت داهمه وانطلق إلى المسرح ليلعب أحد أدواره، بعد الانتهاء من العرض شارك في حفل عيد ميلاد أحد أصدقائه، داهمه التعب ونام في بيت صديقه، في صباح اليوم التالي كان برنامجه يتطلب المشاركة في تدريبات لمسرحية أخرى، التي استمرت لساعات متاخرة بعد الظهر. ثمّ شارك في المساء في عرض مسرحي آخر، تبع ذلك حفلة عيد ميلاد أخرى، ونوم اضطراري (في تلك الآونة لم تكن المواصلات متوفرة بشكل منتظم وجيد) في بيت الأصدقاء، تدريبات مسرحية أخرى وعرض آخر، ليعود إلى المنزل في اليوم الثالث. حين سألته زوجته عن غيابه، تحسّس جيبه وقال (جيجي، أتعرفين بأنّ البقالة كانت مغلقة، لم أتمكن من شراء علبة كبريت!) زوجته كانت متفهّمة واتصلت بالمسرح وعرفت تفاصيل برنامجه، لا أدري إذا لحق ذلك ثورة من الغيرة على أيّة حال. كتبت قصّة بعنوان علبة الكبريت فيما بعد تمثّل حكاية الفنان بيتر. كما ترون يمكن تعلّم طريقة ممارسة الحياة وتحسّس تفاصيلها الجميلة بطريقة مختلفة عن المألوف. عمليًا، لا أعتقد بأنّ معشر الرجال الآن من الكتّاب قادرين على الكذب على زوجاتهم كما فعل بيتر، لأنّ الهاتف الجوّال بات قادر على تحديد مكان وجود الزوج والتواصل معه أفضل من المخابرات - طوال الوقت يا سادة. هذه إحدى سلبيات التواصل المعاصرة.
خالص المودّة والمحبّة والمزيد من الشكر لهذا الصالون العامر بأهله ومضيفته السيدة هدى نور الدين الخطيب.


سلمان الراجحي 22 / 02 / 2013 20 : 06 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الاخت الاديبه رئيسة المنتدى هدى نور الدين الخطيب

والاستاذ الفاضل خيري حمدان...السلام عليكم

ارجو المعذره عن التأخير وان اعذرتموني

فهذا من كرم اخلاقكم التي لاتخفى على أحد

لكثرة مشاغلي هذه الايام في عملي..ولعطل

أصاب الاميل مع المنتدى فلا أعرف بالموضوع

الا بعد البحث وفوات الاوان.

الآن أنا عاكف على قراءة ما فاتني من أسئله

وأجوبه قيمه كما وأود أن أسأل سؤال

ماهي وجهة نظركم للواقع العربي الحالي...وكيف تقرؤون الوضع الاقليمي المجاور للعراق..؟

مع خالص تحياتي واعتذاري

أخوكم سلمان الراجحي

آمنة محمود 22 / 02 / 2013 27 : 06 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
صباحكم الطهر والنقاء وجمعتكم مباركة إن شاء الله تعالى
صباح يتلألأ بوهج كلامكم الدافئ في هذا الحوارالراقي برقي شخوصكم
وورقي الأستاذ خيري وحسن إجاباته الرائعة ورقي الأستاذة هدى صاحبة الدار والحوار
هاهي الآن بدأت الشمس تملأ الكون بشعاعها الدافئ الحنون ..
وهذا الحوار يتقدم بأنفاسكم الجميلة الحانية الرقيقة .
واسمح لي ضيفنا العزيز أن أسأل بعض الأسئلة علها تكون خفيفة على روحك النقية

ما رأيك في القصة القصيرة جدا (ق .ق .ج )؟ وما مواصفات القصة القصيرة جدا الناجحة ؟
داخل كل فنان قلب ينزف وقلب يعزف ..أي القلبين يتحكم أكثر في الأستاذ خيري ؟
لديك ورقة وقلم وبطاقة ووردة...
ماذا ستكتب ؟ ولمن ستقدم الوردة والبطاقة ؟
ماذا ستعبر لنا عن حياتك التي عشتها إلى الآن .. بكلمات بسيطة وقليلة ؟؟
ماذا يعني لك ...الانتماء للوطن فلسطين الأم ....؟؟
وماذا تعني لك كل من ...
المرأة...؟؟
الأولاد ...؟؟
الثقة بالنفس ؟؟
الرومانسية؟؟
حق العودة ؟
كلمة تقولها لأهل غزة في ظل الحصار الظالم ؟

اتمنى ألا أكون قد أثقلت على شخصكم الكريم باسئلتي المتواضعة
تحيااتي وتقديري لكم

هدى نورالدين الخطيب 22 / 02 / 2013 01 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=justify]
تحياتي لأديبنا الأستاذ خيري ولرواد الصالون الأدبي ويوم جمعة مبارك لكم جميعاً
هاقد دخلنا في الأسبوع الثالث مع هذا الحوار المتميز

أهلاً وسهلاً ومرحبا بالأستاذة الغزاوية الحبيبة آمنة محمود وأسئلتك المميزة
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالعراقي النشمي الأبيّ الأستاذ سلمان الراجحي وأسئلتك المتميزة
وانتظرني سأرشدك لحل مشكلة الإيميل عندك اليوم بإذن الله
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 22 / 02 / 2013 34 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=justify]الأديب العزيز أستاذ خيري
معبر جدا أسلوبك بوصف سيرة صديقك الفنان المسرحي بيتر سلافوف
للمبدع الحقيقي دائماً سمات وطقوس حياتية بعيدة عن الروتين والمتعارف عليه..
المبدع الحقيقي غالباً لا ينتمي لعالم الكبار وتعقيداتهم
كنا دائماً شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق وأنا نتحدث عن طفولة أزلية تسكن المبدع وشفافية تنقي روحه باستمرار من شوائبهم ، ومع هذا فهذه الشفافية تجعله يصدم أحياناً بنواميسهم وتنكسر روحه من بشاعة ما يسود عوالمهم !
ما رأيك بطفولة المبدع الأزلية وهل تؤمن بها، وبمعنى آخر هل تشعر كمبدع أن في داخلك يعيش هذا الطفل؟؟
عبارة ذكرتها عن صديقك أدمعت عيناي وتوقفت عندها طويلاً..
قلت: (( هكذا أطلق إشارات داخلية لجسده بأن يبدأ الرحلة نحو العالم الآخر، واستجاب الجسد))
لقد ضغطّ فيها على وجع، فأنا كنت أشعر بهذه الإشارة التي أطلقها طلعت لجسده ، وكثيراً ما أؤنب نفسي وأجلدها لأني وأنا من أقرب الناس له وأحبهم عنده ، لم أحسن التقاط الإشارة بصورة واضحة وترجمتها لمساعدته في عكس تلك الإشارت التي شعرت أنه يرسلها...
حقيقة نحن لا نموت دفعة واحدة ، ولا كل قتيل يقتل بالسلاح..
نبدأ رحلة الموت
حين نشعر أن طوفان القبح أكبر وأشرس من كل الخير والنقاء والمحبة الذي تنطوي عليه جوانحنا وحين يغدو هذا الطفل الساكن داخلنا برسم الاغتيال...
[/align]

سلمان الراجحي 22 / 02 / 2013 03 : 10 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
zdravo drug خيري حمدان

hoco da vas pitam

koliko godina ziviti u balgarja

sad ja mislim hocete zeveti ubalasten

zato sto balsten boli od belgarja

hvalo lepo

dovegenja

خيري حمدان 22 / 02 / 2013 38 : 10 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
مع خالص محبتي للجميع
أسارع بترجمة ما جاء من سؤال على لسان الأستاذ العزيز سلمان الراجحي باللغة الصربية، وهي قريبة جدًا من البلغارية، وأنا شخصيًا تعاملت مع الكثير من الصرب الذين يمتلكون حاسّة وطنية كبيرة. سؤال الأستاذ سلمان كالتالي "منذ متى تعيش في بلغاريا؟، أعتقد بأنّك ترغب بالعيش في فلسطين لأنّها أجمل من الحياة في بلغاريا؟". أخي العزيز سلمان أشكرك لوضع لمسة بلقانية على الحوار وسأجيبك بالعربية كي يفهمنا رواد المنتدى.
حضرت للدراسة إلى بلغاريا عام 1982 وأنهيت درجة ماجستير في هندسة الأتمتىة عام 1989، ثم عدت إلى الأردن وحاولت العمل في الوقت الذي طرد فيه ملايين الفلسطينين من الخليج العربي بعد الحرب العراقية الكويتية، والموقف الأردني الفلسطيني المعروف، ما تسبّب ببطالة هائلة أدّت حتى لانتحار بعض العائدين، ولم أتمكن من العمل طوال سنوات، طبعًا كنت أشغل وظائف مؤقتة مختلفة هنا وهناك، ثمّ قررت العودة إلى بلغاريا، ولم أمكث فيها بشكل متواصل، عملت لمدّة سنة في بروكسل لكنّي في نهاية المطاف امتهنت التدريس والآن أعمل في الترجمة. أمّا بالنسبة للشطر الثاني من السؤال فأنّا لا أملك حقّ العودة إلى فلسطين ولا أظن بأنّ الرئيس أبو مازن حفظه الله قد يساعد في ذلك. يوم في فلسطين يعادل كلّ أوروبا أستاذ سلمان ولكن ليس في اليد حيلة، وأتمنّى إذا لم أتمكن من العيش في وطني أن أموت فيه وهذا أضعف الإيمان.
شكرًا لحضورك القيّم
Много хвала за Вас, жив и здрав драги

خيري حمدان 22 / 02 / 2013 45 : 10 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة هدى الخطيب
وكيف يمكن للطفل أن ينام أو يتيه في نفس الأديب، هذا يعني بالطبع خسارة أثمن وأكبر جزء في ذاته وقد يؤدي بالتالي إلى تنويم الحالة الإبداعية في نفس الأديب. الطفل لديّ قد يكون قد كبر قليلا ليتحول إلى شقيّ غير قادر على مجاراة السنوات المتتالية، أنصح كافّة الأدباء بالحفاظ على الطفل في ذواتهم فهو منبع الكثير من علامات الإبداع والعطاء.
أما بالنسبة لإشارات الموت، أعتقد بأنّ الأدباء الكبار وحدهم قادرين على تفعيلها، وكيف يمكن لك أن تغيري هذه الإشارات التي انطلقت من عالم المرحوم طلعت العميق، قد يكون هذا الأديب الكبير قد أدرك بأنّ العالم أصبح أكثر نفاقًا وغير قادر (أقصد العالم الخارجي) على فهم واستيعاب عالم طلعت الجميل. الكبار وحدهم يعرفون كيف يعيشون وكيف ومتى يموتون دون أن ينتحرون، بل يُحضرون الموت إلى يومهم ويٌخضعونه لإرادتهم. نعم وطلعت ينتمي لعالم الكبار. كم أفتقد هذا الوعي وهذا الفكر المتّقد. رحمك الله أيّها المبدع - آمين.

خيري حمدان 22 / 02 / 2013 03 : 11 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
أهلا بك أستاذ رشيد، أشكرك أيّها الصديق على حضورك الجميل وحان الوقت حقيقة للتواصل معك والردّ على أسئلتك الوجدانية الفكرية الرائعة.

الدانوب .. ماذا يمثل لك ؟ وهل تجد فيه ما يربطك بعالمك الحميمي .. أقصد فلسطين ؟

حكايتي مع الدانوب بدأت في السنوات الأولى من دراستي، فقد كنّا نذهب عادة لشواطئ البحر الأسود صيفًا، لكن وخلال شهر ديسمبر البارد جدًا قررت الصعود إلى القطار والذهاب إلى مدينة روسي والمكوث في فندق ريغا قبالة نهر الدانوب، واقتربت من النهر شبه المتجمد لأغطس قدميّ في مياهه. نهاية العام استمعت لصوت وهدير القوارب والمراكب العابرة والمتواجدة في ميناء المدينة مرحّبة بحضور العام الجديد ثمّ كتبت قصيدة، عرف الأصدقاء بما قمت به وقرروا في شتاء العام الماضي أن يكرروا تجربتي، حتى أن أحد الأصدقاء كان أكثر جرأة منّي وسبح في النهر. الدانوب هو امتداد لحضارات أوروبا الغنية بالأحداث والعراقة الممتدة عبر التاريخ، علمًا بأنّ هذا النهر يعبر الكثير من العواصم الأوروبية كفيينا وبودابست وبلغراد وغيرها. أعتقد أحيانًا بأنّ الدانوب قد يعدّل مساره يومًا حين يدرك بأنّني أتواجد على متن أحد قواربه ليتوجه إلى فلسطين.
أنا مستمر بالإجابة على باقي أسئلتك أستاذ رشيد – ألف وردة وقافية لشخصك الكريم.

صوفيا .. هل وهبتك شيئا مما ينقصك كاديب يهفو للتعبير بكل تلقاية وحرية ؟

صوفيا مدينة المقاهي والورود التي تظهر خلال الربيع كالسحر، صوفيا مدينة الموسيقى الساحرة لوجود حجم كبير من الموسيقيين الموهوبين من أبنائها. نعم، قدّمت لي هذه المدينة الكثير وأعتقد بأنّها باتت تعيش في داخلي بالرغم من الهموم اليومية التي نواجهها في هذه العاصمة البلقانية. للمكان دور كبير في تكوين روح ونفس الشاعر والأديب، قد يتمكن الأديب من كتابة الكثير في المكان القادر على طبع ابتسامة على وجهه، لا أدري لماذا تفتقر بروكسل لهذا الألق بالرغم من أنّها عاصمة المنظومة الأوروبية. ربّما لهذا لم أتمكن من كتابة الكثير هناك.
أنا مستمر بالإجابة على باقي أسئلتك أستاذ رشيد – ألف وردة وقافية لشخصك الكريم.

خيري حمدان 23 / 02 / 2013 02 : 08 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الحب عند خيري .. في كلمة .

كيف يمكن أخي رشيد أن نقمّص الحب في كلمة واحدة، إذا كان هذا ضروريًا فالحبّ بكلمة واحدة هو "الحبّ". وإلا، إذا أحببت شخصًا ما دون أن تعرف السبب فهذا هو الحبّ، لأن القلب هو الذي اختار ذلك وليس المصلحة الشخصية الآنية.

أحيانا تجتاحنا الآلام .. ومنا من يتعايش معها .. بل ويأنس بها .. فأين خيري من الآلام ؟

الآلام هي المرآة للفرح، نتعرض للآلام كلّ لحظة، حين نرى عربة مسرعة تهرس طيرًا دون أن يلحظ السائق ذلك، وسرعان ما يأتي الطير الآخر "الحبيب" ليبكي على طريقته. الألم كذلك هو أن تدرك معاناة الإنسانية اليومية المتواصلة دون أن تتمكن من تقديم المساعدة. الألم هو أن ترى أحد أفراد العائلة مريضًا أو بحاجة لشيء ما دون أن تتمكن من تقديم المساعدة. الألم حين ترى تجار الأوطان يبيعون ويشترون دون الاهتمام باحتياجات المواطنين وهمومهم.

ما هو الصنف الأدبي الذي ترتاح إليه سواء قراء أوكتابة ؟

أحب قراءة الرواية بشكل عام، الأدباء الذين قرأت معظم نتاجهم وأقرأ كلّ جديد لهم "أمين معلوف، ميلان كونديرا، تشيخوف وأقرأه كلّما شعرت بحاجة لاستعداد ذاتي"، مؤخرًا أقرأ كذلك دراسات عديدة بشأن طرق ومناهج التحكّم بالإنسانية وتحديد المناهج الاقتصادية وتركيع الشعوب وما شابه. أكتب الرواية بشكل أساسيّ، أمّا الخاطرة فهي المساحة الحرّة التي أرتاح في ظلّها، والقصّة باتت بالنسبة لي التزامًا، لا يمكنني أن أكتب أيّ شيء، بل لا بدّ من قضية أو معاناة لأتمكن من كتابتها، أمّا القصيدة فالغريب أنّني أكتبها فقط بالبلغارية في الأونة الأخيرة.

أشكرك أخي رشيد على اهتمامك وحضورك وعلى الوقت الثمين الذي أكرمتني به وعلى الخير والإبداع نلتقي.

خيري حمدان 23 / 02 / 2013 21 : 08 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديب العزيز عادل سلطاني، أهلا بك وبأسئلتك الزخمة كالعادة.
الإبداع في رأيي الخاص هروب إلى الأمام من أجل تجسيد القيمة في الواقع أو بشكل آخر هروب من أجل تشكيل واقع مغاير لواقع حقيقي صادم .. كيف تتشكل القيمة في مطلقها الإبداعي والوجودي لدى أديبنا المتميز على مستويي التجربة والممارسة؟

قد أختلف معك في بعض ما تفضّلت به أستاذ عادل، لأن الإبداع هو قفزة شجاعة نحو الأمام وليس هروبًا كما ذكرت، وإلا لكان الأدب مجرّد متعة، لأنّ الهرب هو ابتعاد عن المشاكل الآنية، القيمة المطلقة تتأتّى حين تتراكم التجربة ويصبح القلم قادرًا على تحسّس الواقع وتوقّع الحلول الممكنة، الأديب أخي العزيز عادل لا يقدر على حلّ المشاكل المعيشية والفكرية، لكنّه قادر على طرح الحلول الفكرية والإديولوجية، القائد الحقيقي هو القادر على اتخاذ القرار المصيري، لأنّ الأديب كما أسلفت يضع الكثير من الحلول وليس حلا واحدًا خوفًا من تحمّل مسؤولية الوقوع في مأساة إنسانية أو أخطاء مصيرية، لذا فإنّ الأديب ليس بالضرورة أن يكون قائدًا ميدانيًا لكنّه منبر ونبراس. سؤال في منتهى الجمال والأهمية.

كيف يرى مبدعنا ممارسة ظاهرة التجريب وإلى أي مدى كان أديبنا ناصا مجربا في أشكاله الأدبية المختلفة؟

الأدب الناجح يقوم على التجريب، أوّل رواية صغيرة كتبتها جاءت في سنّ مبكّرة للغاية، وهي من وحي الخيال، والآن حين أقرأ تلك الصفحات أضحك بملء فمي لأنّها بالطبع غير ناضجة، لكنّها تجربة جريئة للغاية. يمكن التجريب في المسرح أيضًا لأنّ النصّ يتفاعل مع رؤية المخرج أضف لذلك التأثيرات الصوتية والمرئية وما إلى ذلك. يمكن التجريب في الرواية بخلط المعايير التقليدية مثل الحوار والسرد والخروج عن المألوف بشأن مزج الأزمنة والأمكنة وما إلى ذلك. لكن النجاح يأتي حقيقة بعد تراكم التجربة والمعرفة. الأديب كالقارب يمكنه الإبحار لمسافات كبيرة، لكنّه يختلف عنه بشأن الفراغ الذي يتطلبه تجويف القارب كيلا يغرق، لا بدّ للأديب من نضح المعرفة وقراءة الآثار القديمة الثرية وما تجود به التجارب المعاصرة.

سلمان الراجحي 23 / 02 / 2013 26 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 171868)
مع خالص محبتي للجميع
أسارع بترجمة ما جاء من سؤال على لسان الأستاذ العزيز سلمان الراجحي باللغة الصربية، وهي قريبة جدًا من البلغارية، وأنا شخصيًا تعاملت مع الكثير من الصرب الذين يمتلكون حاسّة وطنية كبيرة. سؤال الأستاذ سلمان كالتالي "منذ متى تعيش في بلغاريا؟، أعتقد بأنّك ترغب بالعيش في فلسطين لأنّها أجمل من الحياة في بلغاريا؟". أخي العزيز سلمان أشكرك لوضع لمسة بلقانية على الحوار وسأجيبك بالعربية كي يفهمنا رواد المنتدى.
حضرت للدراسة إلى بلغاريا عام 1982 وأنهيت درجة ماجستير في هندسة الأتمتىة عام 1989، ثم عدت إلى الأردن وحاولت العمل في الوقت الذي طرد فيه ملايين الفلسطينين من الخليج العربي بعد الحرب العراقية الكويتية، والموقف الأردني الفلسطيني المعروف، ما تسبّب ببطالة هائلة أدّت حتى لانتحار بعض العائدين، ولم أتمكن من العمل طوال سنوات، طبعًا كنت أشغل وظائف مؤقتة مختلفة هنا وهناك، ثمّ قررت العودة إلى بلغاريا، ولم أمكث فيها بشكل متواصل، عملت لمدّة سنة في بروكسل لكنّي في نهاية المطاف امتهنت التدريس والآن أعمل في الترجمة. أمّا بالنسبة للشطر الثاني من السؤال فأنّا لا أملك حقّ العودة إلى فلسطين ولا أظن بأنّ الرئيس أبو مازن حفظه الله قد يساعد في ذلك. يوم في فلسطين يعادل كلّ أوروبا أستاذ سلمان ولكن ليس في اليد حيلة، وأتمنّى إذا لم أتمكن من العيش في وطني أن أموت فيه وهذا أضعف الإيمان.
شكرًا لحضورك القيّم
Много хвала за Вас, жив и здрав драги



شكرا جزيلا أستاذي العزيز وارجو ألا أثقلت عليك بهذا السؤال

وأنشاء الله يطوّل لنا بعمرك وتسمح السلطات لي ولك بزيارة

فلسطين ونتبرك في المسجد الاقصى

تحياتي وتقديري

more hvala za vas----zivili uvek

أخوكم سلمان الراجحي أعذرني لوحة المفاتيح عندي فقط بالانكليزي.....درست هندسة طائرات في يوغسلافيه/فرع اتصالات

خيري حمدان 23 / 02 / 2013 24 : 10 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
شكرًا أستاذ سلمان الراجحي على حضورك وردّك الكريم، فيما يلي أستمر بالإجابة على أسئلة الأستاذ عادل سلطاني.

هل الترجمة لديك تستكنه روح النص الأصلي على صعيدي الممارسة والتجربة وهل هي محاولة لنسخ روح النص الأم في شكل لغوي جديد أم هي امتداد وخلق آخر وشكل نصي جديد على مستويي البناء والمعنى ؟

الترجمة الجمالية هي خليط مما ذكرت أستاذ عادل، على صعيد التجربة الشخصية لا يمكنني ترجمة نصوص لا أرتاح لها بالرغم من أنّني أجبرت لترجمة شيء من هذا القبيل لأسباب لا مكان لذكرها هنا، أرى بأنّ النصّ الأصلي يجب أن يبقى حاضرًا حين تبدأ عملية نقله للغة الأخرى، أحيانًا أتوقف عند فقرة ليومين وأكثر كي أتمكن من استيعاب كافّة أبعادها بهدف إيجاد الكلمة المرادفة بما يتوافق مع جمال النصّ الأصلي، وأحيانًا أخرى أجد متعة في تجاوز المعايير المتّفق عليها وإيجاد قالب مناسب وشكل لغوي لنقل النصّ بطريقة تتيح المجال للإبقاء على قيمته الأصلية. مثالي في الترجمة حقيقة هو الأديب الكبير كمال أبو ديب.

كيف يكون الحدث الترجمي نصا خالدا يتجاوز النص والمبدع زمكانيا في رأيك ؟

هذا أمرٌ صعب للغاية، باستثناء رباعيات الخيام التي لقت رواجًا كبيرًا وأشرف على ترجمتها للعربية العشرات من الأدباء والكتّاب، لكن بحق بقيت ترجمة الشاعر أحمد رامي هي الأكثر شاعرية خاصّة وأنّ أم كلثوم قد غنّت بعض الرباعيات التي ترجمها أحمد رامي.
سمعت صوتاً هاتفاً في السحرْ
نادى من الحان غفاة البشرْ
هبوا أملأوا كأس الطلا قبل أن
تفعم كأس العمر كفُّ القدر
الترجمة ليست فقط من لغة لأخرى، بل يمكن ترجمة قصائد للغة الألحان لتصبح أغنية قادرة على الصمود أمام النسيان، كقصائد درويش التي غنّاها مارسيل خليفة وقصائد نزار قباني بصوت كاظم الساهر وقصائد أحمد رامي الذي كرّس موهبته بصحبة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وقصائد الشاعر طلعت سقيرق التي غنتها بعض الفرق الشعبية الفلسطينية، خلدت هذه القصائد بعد أن أصبحت في متناول الأذن البشرية وليست فقط مقروءة. لكن دعنا نذكّر بأنّ الفلسفة اليونانية قد ترجمت للعربية قبل أن تختفي، ونقلت للغات الأجنبية المعاصرة نقلا عن العربية بعد أن ضاعت النصوص اليونانية الأصلية. هذا بمثابة اعتراف بأنّ الترجمة تخطّت النصوص الأصلية في الزمكان.

هدى نورالدين الخطيب 24 / 02 / 2013 02 : 11 AM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
[align=justify]
تحياتي للأديب العزيز الأستاذ خيري حمدان ولرواد صالوننا الأدبي
[/align]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 171953)

[gdwl][align=justify]أرى بأنّ النصّ الأصلي يجب أن يبقى حاضرًا حين تبدأ عملية نقله للغة الأخرى، أحيانًا أتوقف عند فقرة ليومين وأكثر كي أتمكن من استيعاب كافّة أبعادها بهدف إيجاد الكلمة المرادفة بما يتوافق مع جمال النصّ الأصلي، وأحيانًا أخرى أجد متعة في تجاوز المعايير المتّفق عليها وإيجاد قالب مناسب وشكل لغوي لنقل النصّ بطريقة تتيح المجال للإبقاء على قيمته الأصلية.[/align][/gdwl]

[align=justify]
معك تماماً أستاذ خيري ، لهذا فترجمة النصوص الأدبية أصعب أنواع الترجمة، برأيك إلى أي حد نستطيع الحفاظ في الترجمة على روح النص وموسيقاه؟

قبل أن ننتقل إلى المحور الأخير في هذا الحوار لتحدثنا عن إبداعاتك الروائية والقصصية العربية ريثما تجيب على الأسئلة المتبقية، اسمح لي أن أتوقف معك قليلاً في محطة غير تقليدية نجوب فيها أعماق ذاتك البعيدة، وبما أننا تحدثنا عن الطفولة الأزلية أود أن تأخذني والقراء في رحلة زمكانية إلى حيث ما زال هناك الطفل خيري حمدان..
كيف كانت طفولتك وعلاقتك بالأبوين والأصدقاء ورفاق الصبا، هل كنت طفلاً خيالياً حالماً، مشاغب، نهم للمطالعة والتعرف على ما حولك؟؟؟
كيف استطعت أن تلتقط معنى اغتصاب الوطن، وهل كان خيالك الطفولي الذي سيصبح ذات يوم خيال روائي وقاص خصب يصيغ لك حلم التحرير ودحر الاحتلال ببطولات ستقوم بها يوماً حين تكبر؟؟
بمعنى آخر هل كان الخيال منذ الطفولة ملجأك للهرب من أي واقع مؤلم إلى مدينة فاضلة كنت تبنيها في خيالك؟
و أخيراً كيف يتعامل الأديب الأب خيري حمدان مع أطفاله ويعلمهم ألف باء الوطن في المهجر الذي قد يكون لمن ولدوا فيه هو الوطن؟؟
والسؤال الأخير بشكل عام، هل يستطيع الفلسطيني في الشتات وبدول الغرب بشكل خاص الحفاظ على انتماء أولاده لفلسطينهم؟

يوم مشرق أتمناه لك ولجميع رواد الصالون الأدبي
[/align]

خيري حمدان 24 / 02 / 2013 58 : 07 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
هل تعتبر الترجمة خيانة للنص الأم الأصلي أم تراها بعثا نصيا جديدا مغايرا ينسخ النص الأصلي من أجل تجاوزه وإثرائه شكلا ومضمونا ؟

أستاذ عادل، هناك خيانات جميلة تصل حتى الوفاء وتعتبر ضرورية لتستمر الحكاية وليصبح البعث الجديد للنصّ الأصلي ممكنًا. وهناك ضرورة لبثّ وضخّ جزء من التراث والحضارة التي سينتقل النصّ الأصلي لحماها كي تأخذ الطابع المتوّقع الجماليّ المطلوب. أرى بأنّ نقل النصوص من اللغات العريقة أسهل لأنّها تحمل عمقًا تاريخيًا وحضاريًا، وما أسهل ترجمة نصوص قصص الحبّ والروايات الرخيصة النموذجية، يمكن معرفة اللغة الأجنبية بشكل جيد وبضعة آلاف من المفردات كي يتمكن المترجم من نقل العمل الأدبي التقليدي حتى السأم.

كيف تقيم واقعنا الترجمي من عصر المأمون إلى يومنا هذا في وطننا الكبير على مستويي التجربة والممارسة؟

هناك فارق كبير ما بين القرن التاسع الميلادي إبّان حكم الخليفة العبّاسي السابع وما بين الفترة الحالية، في تلك الآونة كان العالم ينقل عن الحضارة العربية ليل نهار، وكنّا نكتب ونؤلف ونصنع الحضارة في تلك الآونة، لكن هذا جزء من الماضي ولا ضرورة للعودة إلى تلك الحقبة، أمّا الحقبة الحالية فهناك نوع من الخبل والتنويم التلقائي في العالم العربي. الكثير من الشعوب العربية تركض خلف رغيف الخبز بالرغم من الثروات التي يمتلكها هذا العالم، ولا توجد رغبة كبيرة للقراءة، حيث تستخدم الصحف لشؤون أخرى عدا القراءة فما بالك بالكتب والمؤلفات، الترجمة متواضعة جدًا ولا توجد برامج جادّة لتنميتها بهدف معرفة الحضارات الأخرى المنتجة. نحن مستهلكون في طابعنا العام، أخبر الأثرياء عن آخر نماذج أجهزة الهواتف والحاسوب وسترى كيف يدفعون مئات الآلاف، ولكن حين تتحدث عن الكتب والدوريات فتراهم يديرون وجوههم وكأنّهم قد سقطوا سهوًا من عطارد.

هل ترى بأن استشراف ظاهرتنا الترجمية يشكل حقيقة ظاهرة حراكية تغييرية محتذاة ؟

كيف يمكن الحديث عن حالة استشرافية في الوقت الذي نفتقد فيه لبرمجة شأن الترجمة؟ على سبيل المثال أجد بأنّ القواميس التي تظهر اليوم قد أصبحت قديمة لأن هناك آلاف المفردات التقنية الجديدة ما يهدّد مستقبل اللغة العربية بالرغم من أنّها قادرة على العطاء ومجاراة الواقع المعاصر.

خيري حمدان 24 / 02 / 2013 21 : 08 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
كيف يتجاوز "النص الحمداني "الواقع المحيط الصادم ليتجاوز بدوره عقدة الاغتراب وتزييف الوعي بالذات والوعي بالممكن في واقع رديء يحاصر المبدع من كل جانب؟

أخي العزيز عادل، نصّي حالة متراكمة من الصدامات مليء بالألم والأمل، أمّا الاغتراب فهو محرّك للمخزون العاطفي وقد خدمني كثيرًا للغاية. الوعي متواجد في نفس وروح ووجدان كلّ أديب ومبدع ولكن يمكن تطويره من خلال القراءة والتجريب والنفاذ إلى الحقائق الممكنة. أحيانًا يلجأ المبدع لتزييف الوعي، وأحيانًا يقوم الوعي بفرض حالة مزيّفة مثل النيكوتين الذي يقنع الدماغ في مرحلة مبكرة من التدخين بأنّه ضروريّ ومفيد وبالتالي يعمل الدماغ على بناء جسر مباشر مع الحواس لقبول النيكوتين، هذا هو الإدمان من الناحية العلمية. لذا فإن زيف الوعي وارد بهدف الخلاص والتخفيف من حدّة حضور الواقع المؤلم. هذا الزيف قد يخلق حالة إبداعية أجدها شخصيًا متمثّلة بالكوميديا السوداء.

النص الجاد في رأيي يهدم واقعا مرفوضا لإعادة بنائه على مقاسات المبدع وحلمه كيف يبني مبدعنا واقعه المفارق في عالمه الإبداعي على مستويي التجربة والممارسة ؟

أدرك مفهوم النصّ الجادّ، ولكن ما معنى النصّ غير الجادّ، هل هو الهزلي؟ النصوص غير الجادة هي التي قتلت النت العربي وسمحت لنشر كمّ كبير من الخرافات والسيّء والمجاملات القاتلة حتّى أصبحت هامات كبار الكتّاب والأدباء غير مرئية أو محسوسة. حتى بات بإمكان أيّ متحذلق الاستهتار بكبار الكتّاب كي يرتفع هو بهامته المتدنّية. جميع النصوص الجادّة هي محاولة لهدم الواقع ورفضه من خلال فضحه بالطبع، مع تقديم صورة بديلة وعدم الوقوع في دهليز ودوّامة النقد من أجل النقد، بل الإشارة لبصيص الضوء الذي يمثّل الخلاص أو بدايته وهذا أضعف الإيمان.


كيف يستشرف مبدعنا النص الملاذ في عصر عولمي يخنقه التغيير المتلاحق السريع المتواتر؟

لا أحبّذ الركض وراء المتغيّرات، ولكن يمكن الاستفادة من التجديد في الفن والأدب. كتبت نصًا تجريبيًا قبل فترة وجيزة بحيث بدأت بكتابة الفقرة باللغة العربية وأنهيت الفكرة بالبلغارية، وهكذا يستحيل فهم النصّ دون معرفة اللغتين، ونشرته في مجموعة خريجي بلغاريا في الفيس بوك، واستمتعوا بقراءتها. يمكن للأدباء أن يقوموا بمثل هذه التجربة بمزج العربية بالفرنسية أو الإنجليزية. لذا فإن الهرب من التغيير لا يعني بالضرورة الخلاص من حالة الخنق المتمثّلة في العولمة، بل استخدام العولمة من أماكن ضعفها.


هل سيكون نصك الملاذ مصدا قيميا مرجعيا جماليا راسخا يمكن ذاتك المبدعة من الصمود في وجه أعاصير العولمة العاتية؟

العولمة بحدّ ذاتها تحدّ كبير ومن العبث مواجهتها ولكن يمكن التعامل معها بموضوعية والاستفادة من الموجة العاتية مع الحفاظ على الخصوصية. العولمة تحاول هدم الخاصّ وتعميم الطابع التقليدي المتداول بحيث تستمع جميع الشعوب والأمم لنمط واحد من الموسيقى والأدب، ما يسمح بالتالي التحكّم بالشعوب على المستوى البعيد. لذا فإنّ الخصوصية والإبقاء على البعد الوجداني الجغرافي والتاريخي لعالم الأديب هو الحلّ، هذا هو الشرط المطلوب لبقاء وخلود النصّ، وهذا سرّ عبقرية تشيخوف وماركيز وغيرهم من كبار الأدباء.

أشكرك أستاذ عادل على هذه الباقة الجميلة من الأسئلة، عمت بخير وطاب مساؤك.

خيري حمدان 25 / 02 / 2013 23 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
أهلا بالسيدة الأديبة ماري الياس الخوري
شكرًا لحضورك الكريم ويشرفني أن أتواصل معك وأرد على أسئلتك.

من هم بالأسماء والجنسية الأدباء الأوربيون الذين كتبت عنهم وترجمت لهم إلى العربية؟!
ومن هم الأدباء العرب الذين كتبت عنهم؟
هل كتبت فقط عن الأدب الغربي المعاصر أو كتبت عن أدباء من عصور مختلفة؟

لا شكّ بأنّ الأدب العالمي متنوّع ويمكن غرف الكثير من درره. لقد قمت بالتعرّف على الكثير من الأدباء الأوروبيين الشرقيين والروس في مراحل مختلفة من حياتهم، أهمّهم تشيخوف وتولستوي وباسترناك، وقد نشرت معظم الدراسات التي قمت بها بشأن الكتاب والمخرجين الروس الكبار ومن بينهم تاركوفسكي وفيسوتسكي. أما على الصعيد البلغاري فكتبت عن كبار الكتاب ومنهم الشاعر ليوبومير ليفتشيف. أذكر سيدة ماري بأنّني حين عدت من بروكسل قبل عدة سنوات حاولت الاتصال بكاتب بلغاري عاش معظم حياته في ألمانيا واسمه فكتور باسكوف لكنّ الرقم كان لاغيًا، وضعت بعد ذلك اسمه في المحرّك غوغول لآقرأ آخر أخباره وتبيّن لي بالرغم من أنّه ما زال في الخمسينيات من العمر بأنّه قد فارق الحياة منذ شهرين بسبب السرطان. فكتبت نصًا بعنوان "هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا". كما تناولت سيرة همنغواي وبرهان باموق وترجمت للشاعر بلغاري نيكولاي يوردانوف الذي يعيش في أمريكا منذ زمن طويل وغيرهم كثير. أمّا الأدباء العرب الذين ترجمت بعض أعمالهم فالقائمة طويلة وتشمل محمود درويش ونزار قباني وسميح القاسم وطلعت سقيرق وجبران خليل جبران وأدونيس وغيرهم كثر.

اهتتمت بالأدباء الأوروبيين الذين عاشوا قبل قرون مثل ستيفان تسفايغ وت س إليوت، الذي حاولت قراءته بالإنجليزية. سيدة ماري أتمنى لو يطول بي العمر كي أتمكن من قراءة وكتابة الكثير عن الأدباء العرب والغربيين ويبقى هناك بعض الوقت لأكتب بعض الأدب.
شكرًا لحضورك الكريم وألف باقة لطلعتك البهيّة.

خيري حمدان 25 / 02 / 2013 53 : 09 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديب العزيز حسن ابراهيم سمعون
أهلا بك مجددًا ويبدو بأنّ أسئلتك ستبقى مميّزة بالرغم من أن المنحى الذي سأسلكه سيبقى مرتبطًا بالأدب على أيّة حال.

هل القرد إنسان منحدر , أم الإنسان قرد متطور ؟

أودّ أن أذكرك بالفيلم الأمريكي (Planet Of The Apes) باعتبار السينمغرافيا قادرة على استشراف الأحداث وتقدّم مادّة زخمة للتفكير. الفيلم وهو نتيجة لسيناريو دقيق ومبدع يخلط ما بين النظريتين وكأنّ القرد والإنسان يتماهيان في مصير أصوليّ واحد. أعتقد بأنّ الطريق التي تسير عليها الإنسانية زلقة وخطرة للغاية وملأى بالحروب وليس غريبًا بأن تنتهي هذه الإنسانية كما بدأت لتعود إلى عصر الخليّة الأولى الأميبيا. الإنسانية غارقة بمتاهات متباينة. القرد قادر على إظهار ذكاء خارق لكنّه عنيف للغاية ما يذكّر بأصوله الحيوانية، الإنسان كذلك خارق الذكاء ما دام قد وصل المريخ لكنّه أكثر عنفًا ما دام قد اخترع التفجير والقتل بواسطة الذرّة. هناك الكثير من العوامل المشتركة ما بين القرد والإنسان وما أسهل السؤال أستاذ حسن وما أصعب الإجابة وأمتعها أيضًا.

وما هو رأيك في داروين ؟ والنشوء والارتقاء ؟؟؟

قرأت أصل الأنواع منذ زمن طويل، أعتقد بأنّ داروين قدّم خدمات كبيرة في عالم الأحياء والبيولوجيا، لكن هناك العديد من النظريات التي تؤكد فشل نظريته القائلة بأن أصل الإنسان قرد. أخشى أن يرتقي الإنسان حتى تدمير ذاته وهذا أكثر مجالات الارتقاء انحدارًا.

شكرًا لحضورك وعلى الخير والعطاء نلتقي.

خيري حمدان 25 / 02 / 2013 16 : 10 PM

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
 
الأديبة العزيزة هدى الخطيب، دائمًا تأتي أسئلتك في الصميم وليعذرني الكتّاب الكرام لانتقالي للإجابة عن آخر باقة من أسئلة السيدة هدى للأهمية ولي عودة عاجلة للإجابة على باقي أسئلتهم.

كيف كانت طفولتك وعلاقتك بالأبوين والأصدقاء ورفاق الصبا، هل كنت طفلاً خيالياً حالماً، مشاغب، نهم للمطالعة والتعرف على ما حولك؟؟؟
:nic93:
طفولتي كانت صعبة للغاية لكنّها شقّية للغاية أيضًا. المرحلة المبكرة الأولى مضت بذكريات هلامية مرتبطة بالهجرة، أمّا مرحلة الطفولة الواعية فأمضيتها باللعب بين جبال الزرقاء القاحلة والقراءة المتواصلة، وكنت نهمًا أقرأ الكتاب خلال يوم أو يومين، وأذكر بأنّني كنت أتأخر عن طعام الإفطار في رمضان حوالي نصف ساعة كي أكمل قراءة فصل من كتاب. وهكذا كان الأمر مع أصدقاء الصبا الذين أصبحوا أطباء، وأحدهم الآن عميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا في الأردن. الخيال كان المحرّك الأكبر لطفولتي وقد فكرنا بصنع بالون هوائي لنرتفع بالهواء الساخن بالرغم من أنّ البالون قد اخترع قبل ذلك بكثير لكنّ ضيق الحال والرغبة بالانفتاح على العالم حثّنا على اختراع ما هو موجود.

كيف استطعت أن تلتقط معنى اغتصاب الوطن، وهل كان خيالك الطفولي الذي سيصبح ذات يوم خيال روائي وقاص خصب يصيغ لك حلم التحرير ودحر الاحتلال ببطولات ستقوم بها يوماً حين تكبر؟؟

عايشت اغتصاب الوطن بطريقة درامية للغاية، عمليًا كان عمري خمس سنوات، وأذكر بأنّني كنت أشاهد أضواء الانفجارات فأفرح ثمّ أسمع صوتها فأجفل، وكنّا قد أقمنا في غابة، في تلك الأثناء ظهرت وتكونت في ذاكرتي سيرة الجدّ الذي أحببته بلا حدود، كنت مقيمًا إلى جانبه تحت سقف السماء وأذكر في إحدى الليالي السوداء بأنّه هرع حاملا فأسه ليلاحق ويطرد ذئبًا. هذا الرجل عمل في المحاجر وأذكر كذلك بأنّ خطّ أمامي بعد سنوات دائرة قائلا هذه فلسطين، ثمّ رسم في داخل الدائرة نقطة وقال، هذا ما سيتمكن العرب من تحصيله قالها قبل أكثر من 30 عامًا، ويبدو بأنّه قد أدرك ما خفي عن الكثير من الشهداء، إنّها السياسة باختصار. كلّنا أبطال في مخيلاتنا سيدة هدى، لكنّي في نهاية المطاف وجدت القلم هو السلاح الوحيد المتاح لي.


الساعة الآن 14 : 07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية