![]() |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
|
رد: مذكرات الفتى الطائش
[align=justify]عـــــــدنا ...
عاد عمي " العياشي " من جولته التفقدية .. النخيل في أمان .. الضفادع في أمان .. اليراع و الحشائش في أمان .. الخنازير البرية هي أيضا في أمان . قطه المدرب على طريقة "الكينكفو" هرع إليه بمجرد أنه سمع خطواته المتثاقلة ، طرح السلام بشاكلة " هاي هتلر " ، أخد زجاجته الخضراء التي لا تصر الناظرين ، قبلها في هيام من القلب إلى سائل نكهة الروح ، كان منهك القوى ، عرق اللف و الدوران تصبب من جبينه ، فضلت عدم إزعاجه بحلمي الذي كان . قضيت ليلة بأكملها أصارع البعوض الأسود و الأصفر و الأخضر ، أما أصوات الضفادع و الصراصير فيا رب لا يسمع احد بها ، خاصة على موسيقى تغريد البعوض الليلية ، صدقوني لم أحس أن عيني غمضت للنوم ، يدي ضلت طول الليل تمارس عملية الصيد ، أما جلدي فقد احمرت لمساته الطرية من شدة الحك ، أظافري تفننت في طرق الحك .. الحك الجانبي .. الحك الحاد .. الحك مع الإصرار و الترصد .. الحك الظاهر و الخفي . في الصباح الباكر قررت العودة إلى المنزل ، سئمت من الهروب إلى الخلف .. سئمت من الكلاب و القطط .. سئمت من البعوض مع أنني كنت أسمى "بالناموسة "، اشتقت للنوم في سريري – آه يا سرير – و كأنني أتكلم على نوم في نزل خمسة نجوم ، أو قصر من قصور الذين نهبوا ما نهبوا ثم هربوا و يا ليتهم رجعوا . سريري كان عبارة عن ألواح من جريد النخل ، فراش خشن و شبه وسادة ، في غرفة كانت بها فتحة علوية للتهوية ، ليست نافذة لأن هذا النوع من الرفاهية موجود في القصور و المنازل "الهاي كلاس" . لم أكن أعلم أن طريق العودة ستكون طويلة.. موحشة .. مرهقة .. صورة العصا "شردودة "و هي تهوي على راسي كالمطرقة لم تفارق تفكيري ، كنت أتمنى أن يتم قتلي بطريقة رحيمة ، لم أكن أريد أن أقصف بصاروخ "شردودة" العابر للقارات ، و لا بدخان أبي المسيل للدموع و اللحم و الجلد ، حتى منظمات حقوق الطفل كانت ستتحرك لنصرة قضيتي ، و ستكتب الجرائد بالبند العريض – اغتيال طفل أعزل – أما قنوات bbc و cnn و nbi سينشرون في الأخبار العاجلة أنني مضطهد من قبل أبي و عمي و خالي ، لكنهم طبعا سيغضون الطرف على قتل طفل آخر .. في مكان آخر .. على يد مجرم آخر .. بصاروخ آخر . لمحت باب منزلنا من بعيد ، كأنني كنت في الغربة و عدت بعد طول غياب، قلت في داخلي الغربة مرة و كان يجب أن أحمل مع السكر . ما إن اقتربت حتى توقفت في مكاني من شدة المفاجأة ، سيارات شرطة .. الدرك .. الإسعاف .. الحماية المدنية .. و حتى الجيش و الكشافة .. قلت ربما اكتشفوا أن أبي منخرط في منظمة إرهابية . كانت الجنازة كبيرة و الميت فأر ، كنت أنا الفأر طبعا ، فقد علمت بعد ذلك أن أبي كان قد أخبر كل الجهات المسؤولة و الغير مسؤولة ، أداع الخبر في كل مكان ، حتى القنوات المشفرة نقلت الخبر في ساعات الذروة من المشاهدة " خرج و لم يعد " و " أنقضوا الطفل الضائع " . تسللت إلى المنزل لأنني كنت مطلوب على جناح السرعة من جهات فاعلة ، لمحتني أمي الحزينة ، و كأنها اشتمت رائحة حدائي ، دموعها تتوقف من روعة فرحتها ... يتبع [/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
أهلا بك أخى الكبير جمال
ففى الحلقة الخمشتاشر من الجزء التشعتاشر أؤكد إنك بارع فى السرد القصصى الظريف والذى شدنى دون استدعاء عاجل للقراءة والكتابة والرد السريع بالاعجاب والتصفيق للكتابات الرائعة الساخرة من اضطهاد الأطفال والتخويف والترويع للطفولة البريئة بآلة الترهيب شردودة العصا الشريرة .........ووصفك الرائع للباعوض (الناموس فى لغتنا المحلية فى القرية الذكية ) استمر مع تقديرى ومتابعتى المتأنية لك أخى تقبل تقديرى واحترامى |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
أما سردي القصصي فهو لكم أخوتي .. نابع من القلب .. مع رسائل طفل ، و طفل آخر بين ويلات الحصار يتألم . جميل أن نكتب ، لكن الأجمل منه أن نبحث بين السطور عن أنفاس طيبة و الكثير من العبر لمن يريد أن يعتبر ، الحياة دروس ننهل منها من تجاربنا الأليمة و السعيدة ، و في وسط الطريق نرسم لوحة لعمر قادم . تقبلي فائق لمسات الأخوة الصافية .[/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
لا اريد ان أعلق عما قرأت أنتظر المزيد مع نصيحتي لك بنشر مذكراتك في كتاب دمت بخير |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
أعدك أختاه و أعد الجميع أنه عند انتهاء مذكرات الفتى الطائش ، سأنطلق بحول الله في سلسلة جديدة بعنوان " خمسة في مهب الريح " ، أكثر تشويقا . من يريد متابعة مسلسل "خمسة في مهب الريح " فليحجز مكانه من الآن على قناة نور الأدب التي ستبثه حصريا .[/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
الأخ العزيز جمال
أنا متابعة بإذن الله لمذكرات الفتى الطائش الممتعة والجميلة , ومن الآن أحجز مكان لمتابعة مسلسل " خمسة في مهب الريح" تحياتي . :nic70: |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
مسلسل خمسة في مهب الريح هو من وحي ما وراء الواقع ، احداثه فعلا دسمة بالمفاجأت ، لكن أعلم أن كتابته ستكون مرهقة لي ، لكن من أجلكم أخوتي يهون كل شيء . مكانك أختاه درجة أولى و في الصف الأمامي . دمت طيبة و منيرة لمساحاتنا .[/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
[align=justify]عـــــــدنا ......
أمي فرحت بعودتي إلى المنزل سالما ، أما أبي فمنعته قوات الأمن المدججة بالأسلحة المتطورة من تسليط عقوبة الفرار الطويل ، طبعا شكرتهم في سري ، فلو لا وجودهم لكنت أكلت طريحة بمعجون المشمش و التفاح و البرتقال ، المهم أن أبي عاد إلى طبيعته القديمة بعد أن أخد منه تعهد كتابي بعدم معاقبتي مستقبلا. الهدوء القاتل عاد إلى المنزل مع دخول فصل الصيف ، و لأنها كانت فترة عودة المغتربين إلى البلدة ، ترقبت أن يحل هلال بنت الجيران، التي ما إن تحضر إلى البلدة حتى ينطح رأسي أقدامي و قلبي يرقص طربا ، كان والدها يعمل مدير في إحدى المؤسسات التربوية في ولاية مجاورة ، اسمها "رونق" و هي رونق بجميع المقاييس العالمية و المحلية، عيناها بحجم الفنجان ، شعرها يسافر في كل المكان ، و القد الممشوق أدهشني و أدهش الصبيان ، قد تقولون أنني كنت صغير على العشق ، ماذا أفعل و قلبي اللعين يجرني إلى حيث ألقى هلاكي . في صبيحة ساخنة قرر أبي التوجه إلى الحقل ، حماره العاق و المتمرد على أوامر سيده رفض أن يخرج ، منحه ما استحق من ضرب و شتائم بجميع اللغات حتى لغة الصم البكم ،في آخر المطاف خرج و رجله فوق رأسه ، كان يريد أن يأخذني معه ، لكنني اختبأت تحت السرير ، آه بعد أن كان يتربص بي و يحضر لي العصا "شردودة" لكي تحطم إحدى أضلعي يأخذني معه !!!!، لو كنتم مكاني هل ستذهبون معه ؟ بكل تأكيد لا . بعدما غاب عن الأنظار ، خرجت يومها لكي ألعب قليلا في الخارج ، فإذا بسيارة ماركة "مرسيدس " متوقفة أمام باب منزلهم ، عرفت أنها جاءت ، قلبي راح يخفق في 160 كلم في الساعة ، رجعت في الحال إلى المنزل ، لبست سروالي الوحيد الجديد .. قميصي الوحيد الأزرق .. نظارتي البلاستيكية التي صنعها الرومان الأوائل ثم ماتوا أو انتحروا .. عدت إلى الشارع لكي ألمح فتاتي بعد عام من الانتظار .. الانتظار مؤلم خصوصا بالنسبة للعشاق من أمثالي . خرجت و ابتسامتها النرجسية لفحتني كفراشة ترفرف فوق غصنها الأخضر ، رومانسي أنا أليس كذلك ، لكنني كنت مهووس بالجمال و أكره كل الأشكال القبيحة المقرفة، كانت بنت عمي من هذا النوع ، شعرها اجتمعت فيه كل الأتربة ، الحمراء و الصفراء و السوداء ، دوما تضع به غاز و بترول لكي تقتل القمل ، أنفها دائم السيلان " بالخنونة " ، تكره الماء و إن وصفه لها الطبيب و هي على سرير الموت لا تغتسل. فتاتي كانت سبحان من أبدع و صور ، ماركة مسجلة فأمها كانت ألمانية مستوردة ، أما والدها فكان من سكان البلدة ، لم أكن أعرف قصة زواجه بخالتي " أندريا " ، ليست في محلها كلمة خالتي " أندريا " أليس كذلك ، كلمة خالتي لا يمكن ربطها بالأسماء الغربية، ربما تصلح على "الطاوس" ، "خضرة" ، "بركاهم" و مجموعة أخرى من الأسماء محلية الاكتشاف . عمي "سعد" خرج ، لمحني بعين و عينه الأخرى صوبها نحو بنته "رونق"، شاربه الكثيف وجه نحوي رسالة ، فهمتها طبعا ، لكنني لم أكن من الأطفال الذين يهزمون من أول جولة ، نهر المسكينة فدخلت مسرعة إلى المنزل ، غلق الباب في غضب حتى كاد يكسره ، قررت أن أنتقم لكل حسناوات العالم و منهم طفلتي الجميلة ، أحسن حل لرد الكرامة المنتهكة أمام الجميع هو القصف و بقوة . عجلات سيارته كانت الهدف الأمثل لضربتي الأولية ، أخذت لوحة خشبية و غرست بها مسامير مسمومة ، وضعتها في خبث تحت العجلات الجميلة و الجديدة ماركة " ميشلان "، عدت إلي البيت لكي أسمع انفجارها في هدوء تام ......... يتبع[/align] |
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس:
ولكن سنسامحك لجمال القصة استكمل وإلا شردودة كل تقديرى واعجابى اخى الكبير جمال |
الساعة الآن 18 : 05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية