منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جمهورية الأدباء العرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=374)
-   -   بينها وبينه : عروبة ورشيد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=31117)

رشيد الميموني 28 / 01 / 2017 45 : 03 AM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
[align=justify]الفجر يتثاءب وأنا أحط الرحال على مرفإ صغير من تلك المرافئ التي تهفو إليها النفوس التائهة ، اللاهثة مثلي وراء لحظات هدوء وسكينة .. يتوقف أخيرا مجذفي الذي عوض أشرعتي المتمزقة بفعل العواصف ..
رغم هذا الوقت الباكر فإن المرفأ يعج بأناس لا ادري سر تواجدهم هناك .. والأغرب أنهم يشيرون إلي أن واصل سيرك إلى هناك حيث انتصب الجبل شامخا .. من أدراهم أني أبحث عنك ؟ .. أتكون أضغاث أحلام هذه التي جعلتني أقرب إلى الجنون ؟
لا .. فخطواتي تقودني دون وعي مني نحو منعرج يلفه الضباب .. تتعالى ترنيمة شجية وتملأ خياشيمي رائعة عطر أعرف أنه لك .. إذ لا يمكن لأية أنثى مما بلغت من الحسن أن يكون لها هذا العطر المميز الذي تتضوع منه كل الأمكنة .
الغريب أن كل شيء يوحي بأنك هناك حيث الضباب الكثيف .. صورتك جلية في كل مرج وعلى كل الربى .. وعبيرك يفوح من كل الورود والأزهار .. ومن خرير مياه النهر وحفيف الأوراق أستشف نبرة صوتك التي صارت أليفة لدي ..
هنا أدركت أن متعة البحث عنك أكبر من فرحة اللقاء بك ..
[/align]

Arouba Shankan 28 / 01 / 2017 07 : 06 PM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
.. غريبٌ هذا الإلحاح في البحث عن نفسي فيك، والبحث عن نفسك فيني.. نمضي العمر ولانلتقي، وكلانا سكن الآخر..
تشدُنا رائحة الغابات التي تسكن عطرنا.. ونتوه بين الأوراق المُسافرة
وشوشات العصافير، نهايات الفصول الفوضوية، وزيزفون الجبال في القمم..تخترقُ رائحته السماء الضبابية.. في أريجها وهمٌ بأننا سوف نلتقي
ولن نلتق. فخفف من تجذيفك نحو الأعالي..
اهبط لِأرض الواقع.. دع السكون في الجبال يُلبسني رداءه، أُنثى في طور التكوين. وشاحها صمتٌ تتناقله الرياحُ.. ومُتعتها حكايةٌ في البحث عنك، دونما ضجيج..

رشيد الميموني 29 / 01 / 2017 00 : 01 AM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
[align=justify]ماذا لو أطلقت العنان لهذياني والليل يسري في هدوء ؟ ماذا لو لم أكبح جماح كلماتي المندفعة كالسيل وتركتها حرة طليقة ؟
ماذا لو فتحت الباب لأحلامي على مصراعيه وسرحت بخيالي إلى ابعد مدى ؟
ستلح كلماتي في البحث عن نفسي فيك وستجعل وهم لقائنا يتوهج حلما واقعا .. ولسوف تتصاعد وتيرة التجذيف نحوك .
أما خيالي فسوف يتقمص سكون هذا الجبل ليلبسك رداءه وتكوني أنثى أزلية في طور التكوين .. وسيشكلك من جديد لتكوني تارة زنبقة تتوسط المروج وتارة نورسة تجوب الآفاق باحثة عن نورسها التائه مثلها ..
وحين ينتهي هذياني ويخبو لهيب حلمي ويتوقف اندفاع كلماتي ، أعود فأتأمل واقعي فأجد نفسي في دوامة لا تنتهي ..
ومع ذلك .. لن أستسلم ..[/align]

د. رجاء بنحيدا 29 / 01 / 2017 02 : 02 AM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
مع مطلع كل بداية جديدة ، مع مطلع إشراقة حروفكما .. أسترق النظر إلى ألوان حكايتكما...التي تزهو رونقا وبهاء .. وجمالا ..
تابعا حتى نستمتع بإيقاع همس .. بينكِ وبينه ،بينك َ وبينها ،يحملنا على جناح مخيال خصيب ،
إلى محطات عزفكما الممتعة ..

رشيد الميموني 29 / 01 / 2017 09 : 02 AM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. رجاء بنحيدا (المشاركة 222972)
مع مطلع كل بداية جديدة ، مع مطلع إشراقة حروفكما .. أسترق النظر إلى ألوان حكايتكما...التي تزهو رونقا وبهاء .. وجمالا ..
تابعا حتى نستمتع بإيقاع همس .. بينكِ وبينه ،بينك َ وبينها ،يحملنا على جناح مخيال خصيب ،
إلى محطات عزفكما الممتعة ..

ما أجمل أن تنهمر حروفك هنا لتضفي على هذه الثنائية ألقا وتضوعها شذا .
العزيزة رجاء .. مجرد حضورك هنا يجعل الكلمات تنتشي والحرف يطرب .
كوني دوما بالجوار لأسعد ببصمتك
مع خالص مودتي وجميل ورودي

Arouba Shankan 30 / 01 / 2017 57 : 02 PM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
ليس هذياناً أن أستوطن الجبال، تابع رحلة بحثِك عني، ألهمني فنون الشعر
وألوان النثر..
أمهل قصيدتي الإنتهاء..
وحروفي الإنصياع
في البُعدِ ياصديقي تتفجر ينابيع الإبداع
مِن شوقٍ، وهيام، مِن تمردٍ وعصيان..
نستودِعُها عيون الأرض،، حين تنشقُ مُعلنةً فيضانها
فانهل.. واحكي لها حِكاياتك
تهدأ ثورةُ الهذيان لديك

رشيد الميموني 30 / 01 / 2017 39 : 05 PM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
[align=justify] الجبال استوطنتي قبل أن تستوطنك .. وشكلك لاوعيي منذ الأزل سنديانة من سندياناته ..
كنت ولا تزالين أنثى في طور التكوين في خيالي الذي لا يفتأ يوحي لي بما يلهمك الشعر والنثر .. فصار ديدني أن تكوني في مدرسة عشقي التي بنيتها لبنة لبنة بمزيج من الأمل والألم .. سأمهل طبعا قصيدتك الانتهاء كي أرتشف من نبعها قطرة قطرة .
أعجب اني كنت في ما مضى ، كلما ارسلت شراعي في رحلة البحث عن وهم ما أو حلم ما تتيه بوصلتي فأجد نفسي مستسلما لمتاهة لا نهاية لها ..
بوصلتي الآن عرفت اتجاهها .. جذب عقاربها عبيرك الشرقي الساحر .. وهبت ريح رخاء تدفع بشراعي نحوك .. فكان لا بد من أن تتأجج قصائدي وخواطري وتتفجر ينابيعي متحدية بعد المسافات لتعلن عبر الأمواج الصاخبة عن ميلاد عشق لا زال في طور التكوين أيضا .. رضيعا يحبو .. ثم فطيما يدب الهوينى .. قبل أن يشب وينمو وينمو معه عنفوانه .. لكنه يبقى دائما محتفظا بنزقه الطفولي ومشاكساته الصبيانية .[/align]

فتيحة الدرابي 31 / 01 / 2017 40 : 01 PM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
منتهى الروعة والأدب والإبداع ، استمتعت هذا الصباح بثنائية غاية في الإحساس والرقة المتدفقتين من أذيبين غنيين عن التعريف .
صباح سعيد لك أستاذ رشيد والأستاذة عروبة وشكرا على الإمتاع ، تحياتي

رشيد الميموني 31 / 01 / 2017 54 : 01 PM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتيحة الدرابي (المشاركة 223160)
منتهى الروعة والأدب والإبداع ، استمتعت هذا الصباح بثنائية غاية في الإحساس والرقة المتدفقتين من أديبين غنيين عن التعريف .
صباح سعيد لك أستاذ رشيد والأستاذة عروبة وشكرا على الإمتاع ، تحياتي


ما اجمل انهمار حرفك هنا العزيزة فتيحة ..
سعيد بتجاوبك وبإعجابك بهذه الثنائية وارجو أن يدوم استمتاعك
مودتي

رشيد الميموني 04 / 02 / 2017 17 : 05 PM

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
 
[align=justify]حين يسدل الليل ستاره ويغلف المدينة بعتمته التي سرعان ما تتلاشى أمام انوارها المتلألئة . أحث الخطى حيث أنت متخيلا أناقتك كما لو كنت كونتيسة خارجة من قصر فرساي . ينتظرك الحوذي ذو الأصول النورماندية ليحملك بعربته وخيوله المطهمة إلى غابة "البولوني" ومنها الى حديقة "اللوكسمبورغ" حيث أنتظرك وفي يدي باقة "الأوركيدي" وقد أنعشها الندى المنساب على أوراقها ..
تترجلين وفي يدك مروحة تزيد من أناقتك .. وتتلفتين يمينا وشمالا فأشير إليك وأنهض مسرع الخطوات وكأنني أهم بعناقك .. لكني أكتفي بانحناءة وأقبل يدك فتتأبطين ذراعي وننطلق ..
أبوح لك بأشياء وتهمسين لي بأشياء لا يفقهها أحد .. تنتظرين مني بوحا خاصا يليق بليل باريس ، ونجد أنفسنا وقد خرجنا إلى فضائها المتلألئ الفسيح ..
يرمقنا "برج إيفل" في فضول ويفسح لنا "الشانزيليزي" أرجاءه معرضا عن المارة المتكدسين على أرصفته .. وحين نقف على ضفة "السين" عند "جسر ميرابو" أهمس لك بالقصيدة ذاتها .. فتتوهجين وأحس بنبضك يعلو مرددا صدى نبضي ، ونوغل اكثر في ليل باريس .
نودع نهر السين وعلى شفتيه سؤال : ما هو الحب ؟
? C’est quoi l’amour
هنا أعود بك إلى حيث تنتظرك مركبتك ليحملك الحوذي إلى "فرسايّ" وتوصد أبوابه معلنة عن أجمل ليلة عاشتها الكونتيسة الباريسية . وأجدني أنصرف وعيناي لا تفارقان ستائر نوافذ القصر وهي تتحرك وجدا وأهمس :
! Comme je t’aime [/align]


الساعة الآن 21 : 04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية