![]() |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
اقتباس:
الأستاذ الفاضل طلعت سقيرق: كل عام وأنت بخير. شكرا لاطرائك ولكلماتك الطيبة التي تشي بنبل روحك. عن سؤالك الأول: قصصك متأثرة بل هي معجونة بأريج الشعر ، حتى مقالاتك تأبى أن تبرح الشعر ، هنا أحب أن أسأل عن تأثير والدك الشاعر محمود ياسين على حركة القلم والإبداع والذات ؟؟.. لا شك أن لوالدي-حفظه الله- تأثيراً كبيراً بي، وفضلاً عظيماً علي، فهو من رعاني ووجهني، وهو من ساعدني على اكتشاف موهبتي، وهو من وجهني للقراءة واختار لي، هو أيضا أول من قرأ نصوصي وأعطاني ثقة بقلمي، وكان يعطيني أشعاره وكتاباته فأقرأها، ويسألني عن رأيي فيها، إمعانا منه في توجيهي إلى تذوقٍ متميز للكلمة، وأهم من كل ذلك أنه كان يطلب مني بألا أقيد قلمي بأي شيء لا أؤمن به، وأن خطوطي الحمراء أضعها أنا ولا يفرضها أحد علي لكي تكون الكلمة صادقة بما يكفي لتصل إلى قلب القارئ. وما زال أبي حتى الآن أول من يقرأ نصوصي. في هذا الجو الشاعري ، أقترب من مجموعتك " أنثى في قفص " الصادرة عام 2006 .. في قصة " أنثى في قفص " مقاطع شعرية وتفتيت للحدث وتداخل مع " يحكى أنّ " و" قالوا " ثم تنقل سريع بين حالات متعددة ونهاية تقول " و قالوا إنني عندما جاء دوري لأمثل دور سندريلا ... لبست حذائي بإحكام... و حرصت على أن لا أفقده ... و هكذا ... لم يبحث عني أحد....أي أحد."..ماذا عن هذه الأجواء المتعددة ، هنا انزياح عن النمط المتعارف عليه لكن ببراعة ، جعل الصور المبعثرة زمنيا تاريخا صحيحا حين نؤلف في الذهن ترتيبا افتراضيا للسرد ، الإدهاش من خلال إفراغ ما علق بالذهن، والمثال إضافة إلى ما سبقه ، المقطع الخاص بسندريلا في كسره للمتوقع حسب الموروث الذهني فسندريلا هنا لم يبحث عنها لا الأمير ولا غيره .. ؟؟.. كنت - من خلال تلك النصوص المجهرية المتلاحقة- أبحث عن طريقة أوجز فيها خيبات المرأة، فهي تولد كما أي انسان معجونة بحرية خالصة، إلا أنها تتساقط منها شيئا فشيئا. أظن أن نصوص " أنثى في قفص" هو سيرة ذاتية مكثفة لكل امرأة. سيرة لا تعنى بالتفاصيل والملامح. ولا بأشكال الخيبات التي تتوالى. ولا بتفاصيل الزمان والمكان، ولا بالأسماء. إنما هي سيرة من سطور لامرأة تشبه كل النساء. أكتفي الآن بهذا القدر. وأعود للإجابة عم بقية أسئلتك لاحقاً. شاكرة حرصك على ايلاء التفاصيل أهمية استثنائية. بوركت سيدي الكريم طلعت. |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
اقتباس:
كل عام وأنت بخير. عذرا، فقد أخذت من وقتك الكثير بسبب تلك المشاكل التقنية. كل الشكر لجهودك أسعدك الله. لبنى |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
الفاضلة لبنى ياسين عيدك مبارك وكل عام وأنت بخير وأخيرا عدت بعد غياب طويل ... بسبب المشكلة التقنية نتمنى أن تكوني في صحة و خير و نشاط تحية متجددة ومتواصلة مع تواصل الحوار الراقي بفضل إجاباتك الراقية الوافية ... وحتى يتم تنظيم الحوار الراقي الجميل أملي أن تردي على أسئلتي في الصفحة (43) لأنك أجبت عن سؤال واحد فقط وهو إدراج قصة ( أنثى في قفص) كذلك أسئلة الأديبة ناهد شما في الصفحة (47). و لي أسئلة أخرى سأطرحها بإذن الله. *********** أختي لبنى تقبلي تحياتي و تقديري |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
أهلاً بعودة الأديبة المبدعة لبنى ياسين بمناسبة عيد الفطر كل عام أنت وأسرتك بخير أعاده الله عليكم بالصحة والعافية وأشكر الأستاذة هدى للتنويه عن الصور التي أضيفت بأسلوب النسخ واللصق لأن من شأنها أن تجعل الملف ثقيلاً ووضعت بدلاً منها ورود من لوحة المنتدى لخلوها من الفايروس لأننا نريد من جميع الأحبة الأعضاء في جميع الدول التواصل معنا وهذا لا يكون إلا بالإستغناء عن الصور التي تثقل الملفات أشكر الأستاذ يسين عرعار للجهود التي يبذلها واستضافة اللامعين من أديبات وأدباء في هذا الصرح الرائع دمتم بخير |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
أهلا بك استاذ يسين: كل عام وانت بخير وشكرا على التهنئة الطيبة. عذرا فعندما فتحت الموقع فتح تلقائيا على اسئلة الاستاذ طلعت، فاعتقدت أن ما سبق حذف أثناء اصلاح المشاكل التقنية. بالطبع سأعود اليها وأجيب عنها إن شاء الله. كل المودة لبنى |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
اقتباس:
أهلا بك، وشكرا على التهنئة الراقية، كل عام وأنت وأسرتك بخير وسعادة. كل المودة لبنى |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
مرحبا من جديد بالأديبة الغالية لبنى ياسين وكل عام و أنت بكل خير وبمزيد من التألق ..
افتقدنا تواجدك بعد المحنة التي مر بها منتدانا العزيز .. و الآن لا يسعنا إلا أن نبتهج بعودة الأمور إلى نصابها .. أهلا بك و بإطلالتك علينا .. بكل المودة . |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
أنا بدوري أرحب بعودة الأستاذة لبنى ياسين متمنيا أن لا تبخل علينا بجديدها دوما فأنا سيدتي من المعجبين بأسلوبك في الكتابة من أول ما قرأت لك في منتدانا الجميل .
|
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
الأستاذ الفاضل يسين :
أعود ثانية لأشكرك على اهتمامك بالحوار وعذرا لتأخري في الإجابة: 1 - وردت في إجاباتك عن أسئلة الأديب طلعت سقيرق العبارة ... ( وبأي حال فالفكرة عندما تباغتك تحضر أدواتها معها، ونادراً ما تترك لك القرار، ذلك أن الديمقراطية ليست من طبع الأفكار الخلاقة التي تفرض حضورها وأدواتها ومفرداتها وأدق تفاصيلها على صاحبها. ) . - هل يمكن أن تسيطر الفكرة على القاص داخل الفضاء القصصي بعد مجيئها المباغت و تحجب أو تمنع شيئا من حريته و ديمقراطيته مع أنه صانع أحداث القصة والفكرة في قبضة يده لحظة الكتابة ؟ سأتكلم عن نفسي باعتبار خصوصية كل كاتب في تعاملهمع أفكاره. من ناحيتي نادراً ما أغير القالب الذي قدمته لي الفكرة كهوية لها عندما باغتتني، فأنا أثق باختياراتها، ذلك لم يمنع أنني نجحت في تغييرها عندما أردت، لكن ذلك كان لسبب ما، وبدون ذلك السبب ما كنت لأغير من قالب الكلمة. لكنني ما كنت لأراها حجباً لحريتي، أو منعاً لها، بل أراها شعلة جميلة تأتي متخذة اللون الأنسب لها، وتترك لك إظهارها بلونها، أو تغييره إن شئت متحملاً مسؤولية ذلك التغيير، فكما تعلم الفكرة زائر لطيف لا يمكث طويلا، وسرعان ما يتلاشى إن أنت أهملته، لذلك عليك اصطياد الفكرة وتصويرها على الورق بأسرع ما يمكن لئلا تهرب منك، وأثناء ذلك قد لا تمنحك الوقت الكافي لتفكر في تغيير القالب الذي تريد منحه لها. 2 - أنت درست الفن التشكيلي وهو فن قائم بذاته له آفاقه و مجالاته المختلفة وجمهوره الخاص ولا أقول الواسع .... و القصة فن عملاق تعتني بالمحور الأساس في البحث عن حلول لمشكلة تضمنتها الفكرة الأساسة دون إهمال المحاور الأخرى ... والبطل عادة هو العنصر الفعال في إحداث القرار الداخلي لمسار القصة ويبقى القاص خارج رقعة القصة إذا اعتنى بالشخوص في ( حركية الإبداع ) الذي يبحث عنه ويجسده ... - إلى أي مدى وظفت لبنى ياسين الفن التشكيلي في رسم حركية الإبداع و تجسيد معالم الشخصية المحورية ( البطل ) و الشخوص الأخرى ؟. التفكير والأعمال المتعلقة بالعقل هي أعمال غير مرئية وغير قابلة غالباً للتحديد، لذلك لا أستطيع تحديد المدى الذي ساهمت فيه دراسة الفن التشكيلي في تجسيد الشخوص، إلا أنها لا بد وأن تكون قد تركت بصمة ما، قد تكون في الوصف للأشياء المرئية والأماكن والألوان، ذلك أن دراسة الفن التشكيلي تكسبك مساحة لونية شاسعة، وحقل رؤية مختلف للظل والنور، وللكتل المحيطة في المكان، لاحقاً..وبعد الدراسة، أظنني أصف الأشياء من خلال تلك الرؤية التي لم تعد كما كانت قبل دراسة الفن التشكيلي. - ما أبعاد و عناصر القصة الموفقة حسب رأي الأديبة لبنى ياسين و تجربتها القصصية ؟. القصة الموفقة هي تلك التي تندمج في تفاصيلها فتقترب حد الالتصاق من البطل، فتتقمص مشاعره، وتعيش أحداث القصة كأنما هي تحدث لك. وهي تلك التي لا تفقد تفاصيلها بمجرد أن تنهي القراءة. وهي أيضاً تلك التي تترك في قلبك شيئاً منها..يبدو كأثر لا يمحى. - هل لك أن تدرجي لنا نموذج قصة قصيرة جدا من إبداعاتك ؟. هذه مجموعة قصص قصيرة جداً تحت عنوان " رؤية طفل". رؤية طفل لبنى ياسين حجر ادخر مصروفه كثيرا ... حتى آن أوان فتح حصالته... جلست أمه على حافة سريره تساعده في فتحها... و إذ سكب النقود على السرير ... سألته مداعبة: مال كثير... ماذا ستشتري به؟؟ فكر الطفل قليلا ثم أجاب سأشتري حجرا لاضرب به اليهود في فلسطين ... تفاجأت الأم لكنها استطردت : أ كل هذا المال من اجل حجر واحد؟؟ أجاب الطفل ببراءة : لو تبقى معي مالا سأشترى حجرا من اجل العراق أيضا. خادمة يلجون إلى عالم الخيال الثري الذي يميز أعمارهم الصغيرة مدفوعين إلى مكان سحري خارج حدود الزمان و المكان . تتعلق عيونهم بمدرسة التربية الدينية و هي تشرح لهم السبيل إلى الجنة ... مستزيدين من وصف ذلك المكان ... مندفعين بقلوب طاهرة نحو الخير سبيلا للوصول إليه.. فجأة ... و من لجة السكون ... يصرخ طفل منتزعا انداده من جنة أحلامهم الأخاذ بقوة ... متوجها بالسؤال إلى المعلمة : هل أستطيع أن آخذ الخادمة معي إلى هناك؟؟ أجنحة هو... كان طفل العـراق الذبيحـة ... ربما قـتـلت المشاهد اليومية خياله البريء و جعلته مكبلا إلى واقع لم يستطع أن يسبر أغواره بعد ... حتى لم يعد يستمتع بزيف الخيال . في أحد الأيام طرحت المدرسة موضوع إنشاء باللغة الإنكليزية تمثّـل في جملة واحدة على الأطفال إكمالها استنادا إلى جموح خيالهم . كان السؤال هو: لو استطعت أن أطير : .... تنوعـت الإجابات ... فكتب بعضهم : كنت أمسكت الغيم . وكتب الآخر : كنت رافقت الطيور . و هناك من كان اكثر جموحا فكتب : كنت لامست الشمس . وحــده كتـب : أنا لا أستطيع الطيران . سلاح أجاب الطفل: رد لي حجري. إرهاب أجاب: سأصبح إرهابيا. الله معي أجاب الطفل : لا أتذكرها ... لكني اعرف أن الله معي . http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1426.imgcache.gif http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1426.imgcache.gifhttp://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1426.imgcache.gif 3 - وردت العبارة في إجابتك عن سؤال الأديبة هلا عكاري ( أما عن إقبال الناس على قراءة الشعر، فبشكل عام لا يعتبر الشعب العربي قارئاً ، ولكن لا يخلو الأمر من متذوقين ومهتمين، وإلا لما تطور الشعر وتغير..ولاندثر عبر الزمن.). - على حد تعبيركم من خلال هذا الكلام الجميل الذي أوافقك الرأي فيه... ما مستقبل القصيدة العربية ؟ . للشعر خصوصيته عند العرب، فالشعر ديوان العرب كما قالوا. ستبقى القصيدة العربية موجودة، وستثبت ببقائها أن هناك غربالاً غير مرئي للزمن، يسقط من خلاله الغث والهش والتافه ويبقي الشعر الراقي الجميل حاملا قيمته عبر الأجيال. هل تعتقد أن كل ما كتب في العصور القديمة وصلنا؟ لا بد أن الكثير منه تلاشى لأسباب مختلفة..أهمها وأولها..كونه لا قيمة حقيقة له. - هل ترين أن الموسيقى سرقت أوتار الأذن السماعة وأغبرت منمنمات القراءة التأملية والتحليلية لتصير القصيدة مجرد جنون فوق النوتات و معزوفة للرقص والترفيه لا للمزج بين الفنين ..الموسيقى و الشعر ؟ سأرد على سؤالك بسؤال آخر: هل كانت قصائد نزار قباني غير مقروءة قبل أن تصبح مغناة؟ هل كانت رباعيات الخيام مجهولة قبل أن تغنيها أم كلثوم؟ قد أتفق معك بأن هناك بعض من جمهور الأغنية ممن لا رغبة له بالقراءة، هذا الجمهور وصلته القصائد وحفظهاعندما تحولت إلى أغنية، لكن هذا الجمهور ليس كبيراً كما أظن، لأن من يحب القصائد المغناة غالباً ما يكون من القراء ومتذوقي الأدب والشعر، وأما محبي الأغاني بشكل عام فهم يحبون ويسمعون الأغاني الراقصة ذات الإيقاع السريع الذي لا تتحمله القصيدة، وغالبا ما تكون القصيدة بلغتها العربية الفصحى ثقيلة على أسماعهم. - هناك من يطرب لكلمات نزار قباني بصوت ماجدة الرومي و كاظم الساهر و غيرهما و لا يستطيع مؤانسة القصيدة في الديوان للحظة واحدة ومن هنا جاء على حد تعبير أحدهم ( أن شهرة الكثير من الشعراء موقوفة نوعا ما على فن الموسيقى ).... ما تعليق الأديبة لبنى ياسين ؟ كما سبق وأجبت، أظن أن القلائل من غير قراء الشعر هم من أحبوا القصيدة المغناة. إلا أن أغلب من سمعوا القصائد المغناة وأحبوها هم قراء للشعر. *********** تحياتي و تقديري [/quote] |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
[quote=طلعت سقيرق;45182][align=justify]
تحياتي للجميع تقديري للقاصة الأديبة لبنى ياسين ولشاعرنا يسين عرعار أحبب أن أضع هنا قطعة " شارب زوجتي " للأديبة الاستثنائية فعلا لبنى ياسين،وظني أنّ من حقنا أن نحظى بهذه القطعة الأدبية الشهيرة بعد أن صارت منشورة في كل مكان ، وللأسف كما تفضلت أديبتنا دون الإشارة إلى اسمها كمبدعة ومؤلفة لهذه القطعة .. قبل أن اقرأ هذه القطعة الأدبية النادرة والشهيرة ، كنت أظن أنّ انتشار وشهرة هذه القطعة إنما كان جراء الاسم " شارب زوجتي " فهو يشدك شدا لن تقرأ حيث فيه من المفارقة والسخرية والتندر والغرائبية ما فيه، لكن بعد قراءتي قلت " لله درك يا لبنى ، لله درك أيتها الكاتبة المبدعة التي تعزف على العصب تماما وتعرف كيف تلون الضحكة بدمعة ، وكيف توظف السخرية توظيفا بارعا يصيب أهدافه بدقة شديدة .. ".. لا أريد أن افسد متعتكم ، مع أنّ هذه القطعة تستحق الكثير من التعليق والتحليل والتصفيق .. فقط أبرر فأقول قطعة لا مقالة أو قصة أو خاطرة لندرتها .. اعتذر من أديبتنا إن وضعت هذه القطعة دون إذنها ، إذ أصبحت شبيهة بالملك العام لشهرتها .. وأقول للغالية أ. ميساء البشيتي ، تفضلي أختاه واقرئي ، والله لقد جاءتكم كاتبة ستأخذ حقوق النساء وزيادة ، بذكاء وسلاسة وإقناع وإبداع متفوق .. ----------- شارب زوجتي بقلم الأديبة القاصة : لبنى ياسين عندما قمت بحمل عبوة الغاز المليئة لتغيير تلك التي فرغت في المطبخ, همست حماتي لزوجي زاجرة: قم احملها إنها ثقيلة جداً. فما كان منه إلا أن رد هازئاً كعادته: لا تخافي يا أمي, هدى رجل ولا أجدعهم, حتى أنها لا تضع كحلاً كالنساء, بعد قليل سترين شارباً ينبت لها. عضت حماتي على شفتها في محاولة لإسكاته, لكنه أضاف: انظري إليها هل هذا منظر امرأة؟ نظرتُ إليه, ولم أرَ رجلاً... لم أرَ إلا امرأتين تتحدثان إحداهما كانت حماتي. * * * * * * * * * * نعم يا زوجي العزيز...رجل أنا, منذ أن سفحت رجولتك على الاستراحات والمقاهي تقضي فيها جل لياليك لتعود مع آذان الفجر, وعندما أرقت ماء وجهي أمام كل من أعرف من الأقارب ليقوموا بالبحث عن عمل لك وبحمل ملفاتك وتقديمها ودعمها مرة تلو الأخرى ولم يتبقَ إلا أن يداوموا بدلاً عنك, ولما كلفك كل مدير من مدراء أعمالك بعد فترة وجيزة من استلامك لكل عمل بمهمة استثنائية جليلة ما هي إلا زيادة عدد العاطلين عن العمل اثر تخلفك وتأخرك المتكرر, فأنت لا تستيقظ صباحا كما هو كل موظف في العالم, ذلك أنك لا تستطيع التقصير في عملك الليلي, وهذا ما لم يقدره السادة المدراء, لا أفهم كيف لم يستطيعوا أن يدركوا أي خدمة تقوم فيها كل ليلة لهذا الوطن وأنت تحصي عدد استراحاته ومقاهيه...ومن سيفعل ذلك إن لم تفعل أنت؟ رجل أنا في كل مرة أغادر المنزل طلبا لرزق عيالي واترك خلفي –كما هي العادة- زوجتي في المنزل نائمة, إذ أن تحصيل الرزق عادة على عاتق الرجال. وعندما تتشدق أمام الناس مفاخرا, أنا مصروفي في الشهر يتجاوز الــ....., وتنسى أن تقول لهم من أين تحصل أصلا على مصروفك. وعندما نقف أمام المحاسب اثر كل تسوق نقوم به,فتبتعد أنت تاركا الرجل يدفع كما هي العادة. وعندما يتجه إليّ الأولاد طالبين مصروفهم واحتياجاتهم لأنهم يعرفون تماما أن والدهم يقف مثلهم أمامي ليطلب حاجاته. نعم يا زوجي العزيز ...رجل أنا يشهد علي قول الله (الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا) وبما انك تنتظر مطلع الشهر حتى تأخذ مصروفك للذهاب إلى هنا وهناك مني, دون أن يهتز لرجولتك شعرة في وجهك, وتترك لي تسديد الفواتير وشراء حاجيات المنزل, وقسط المدارس, وقسط سيارتك, وحتى ثمن ثوبك الذي ترتديه. رجل أنا يا زوجي العزيز تشهد عليّ معارض الأدوات الكهربائية, وورشات إصلاحها, وصاحب المنزل الذي يدق بابنا فلا يجد رجلا غيري لتسليمه أجرة المنزل. رجل أنا منذ أدركت أن البيت ينقصه رجل. أقلت شارباً؟؟؟...انظر جيدا يا زوجي العزيز لقد نبت لي شارب بالفعل, وانقرضت مساحيق التجميل والعطور من دروجي, وما ذلك إلا لأن مرتبي لا يستطيع أن يغطي مصروفات تافهة مثل المشاغل والعطور والماكياج وهي لا تلزم عادة لرجل مثلي, حين تكون زوجتي –أنت- في حاجة إلى مصروف لعملك الاستثنائي الليلي الرائع الذي لا يقدره أحد. أتعرف يا زوجي؟ نعم لقد نبت لي شارب منذ اليوم الذي تلاشى فيه شاربك. الاستاذ المبدع طلعت: كل الشكر لايراد النص الساخر. ولا داعي للاعتذار أبداً وكل المودة |
الساعة الآن 04 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية