منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الأدب الساخر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=63)
-   -   مذكرات الفتى الطائش (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=13932)

جمال سبع 05 / 04 / 2010 36 : 10 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
[align=justify]لا تفكرينني أختي امال في " شردودة " ، فهي تزورني في الأحلام .
أسعدني جدا تواجدك الدائم عبر مذكراتي الطائشة .[/align]

امال حسين 05 / 04 / 2010 40 : 10 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
الله يسعدك أخى الطيب


وانتظر استكمال مذكراتك الشيقة


كل تقديرى واحترامى

جمال سبع 03 / 05 / 2010 01 : 10 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
[align=justify]عدنا ....
كانت حبيبتي الصغيرة تزورنا على فترات متفاوتة عندما يغادر عمي سعد المنزل ، أتابعها من بعيد كلما حلت بوجهها المشرق ، أتغزل ملامحها في صمت ، أمي كانت تحس أنني مولع بها ، لذا تنهرني كلما اقتربت من مجمع النسوة ، أم حبيبتي خالتي " اندريا " كانت تحب أمي كثيرا، فكلما جاءت منزلنا تفتح صفحات عام من الأحداث السعيدة و الحزينة ، من يسمعها لا يقول أنها ليست عربية الدم .. فلانة ماذا حدث لها ؟ علانة هل تزوجت ؟ و سيل جارف من الأسئلة لأمي لتي كانت تجيب بانفعال تام .
تكلمت كثيرا عن معشوقتي الصغيرة ، و جاء الدور لأتكلم عن الغارات التي كنا نقوم بها مع أطفال الجيران ، كنت زعيم العصابة الصغيرة بحكم أسبقية الطيش ، لنقل حركة تحرر ضد الوقت ، تنفيذ الأوامر من أهم قوانين العصابة ، سلاحنا كان اليقظة و الحرص الشديد و المداهمة على حين غرة .
في العطلة الصيفية يتعذر علينا الذهاب إلى شواطئ البحر للاستجمام ، ليس بسبب بعد المسافة ، و لا بسبب ضعف الإمكانيات المادية ، و لا بسبب نسيان الدولة لأطفال المناطق المغمورة ، و لا بسبب أن أبي لم يكن شهيدا أو مجاهد ، إنما بسبب أن أجسادنا لم تكن مؤهلة لملامسة ملح البحر. كنا نستجم في البحر الأسود المتوسط ، و أحيانا الأحمر المتوسط ، برك اختلط فيها الماء بالطين ، و البعوض .. يا البعوض !! أنجز مخيمات صيفية عائلية بالمجان ، الدفع رمزي بصك عضة و قليلا من الدم ، و أحيانا "ونونة" استفزازية .
مزرعة عمي "حشاني "الزاخرة بكل أنواع الفواكه ، تين ، خوخ ، عنب و رومان ، بطيخ أحمر ، أصفر و برتقالي ، كانت متنفسنا و الكافتيريا المتاحة مع كثرة المصاعب ، و عصير الفواكه كان هناك طازج و لذيذ .
كانت محاطة بسياج ملغم بالشوك من جميع الأنواع ، و لو وجد الألغام المضادة للمدرعات لوضعها لتنفجر كلما حاولنا اختراق منطقته المحرمة .
كنت عندما أقرر عمل طائش لا أعي لا أرى لا أسمع ، و لكي أداهم الكافتيريا عفوا المزرعة ، قررت أن أضع خطة محكمة .
كان عمي "حشاني" عندما يريد أن يغادر مزرعته يترك حماره مقيد إلى جدع نخلة ، لكي يعتقد كل من يراقب المزرعة أنه لم يهم بالمغادرة ، يتسلل من مكان سري و يخترق مزارع مجاورة ليجد نفسه في الطريق الرئيسي بعد ذلك .
قسمت مجموعتي إلى عناصر مراقبة و عناصر متدخلة ، "سفيان" و "العيد" يترصدون مروره بالشارع الرئيسي ، أنا و "الطيب" نخترق الجدار الفاصل عفوا الحدود المسيجة و ننهب ما لذ و طاب .
تموقعنا قبل ساعة الظهيرة و الشمس ملتهبة في كبد السماء ، اتخذنا الحشائش مخبأ تمويهي كجنود "المارينز" ، بعد ساعة من الانتظار و الترقب جاء "سفيان" مسرعا ، عرفت أنها إشارة الانطلاق في عملية عاصفة الصحراء ، عود ثقاب واحد كان كاف لكي يشعل السياج الجريدي المشوك ..القليل من الماء جعلنا ندخل من غير أن نحترق ..قطعة لحم ممزوجة بالكبريت جعلت الكلب يقتل في خمسة دقائق .
انتشرنا بأمر مني ..كل واحد في شجرة .. الأكياس كانت قمصاننا ، و لكي يبدو العمل محترف حطمت العمود الأوسط لقصر الجمهورية ..كان كوخ مغطى بسعف النخيل و مفروش بالحشائش الطرية ....... يتبع [/align]

ناهد شما 09 / 05 / 2010 07 : 12 AM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 

رئيس عصابة الله يسامحك أستاذ جمال
عندما بدأت القراءة لأول جملة فقط
كانت حبيبتي الصغيرة تزورنا


قلت الفتى الطائش كبر واصبح له حبيبة
ولكن تبين انه رئيس عصابة
اتابعك وأريد المزيد
دمت بخير

جمال سبع 09 / 05 / 2010 55 : 09 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 71634)

رئيس عصابة الله يسامحك أستاذ جمال
عندما بدأت القراءة لأول جملة فقط
كانت حبيبتي الصغيرة تزورنا


قلت الفتى الطائش كبر واصبح له حبيبة
ولكن تبين انه رئيس عصابة
اتابعك وأريد المزيد
دمت بخير

[align=justify]أختي ناهد .. رئيس عصابة على طولي .. ربما هي اشارة مني الى وجوب مراقبة الأطفال في مرحلة بداية العمر .. ان الطيش ليس فطري في البشر و لكن التربية و عوامل كثيرة تجعل من الطفل يعيش فترة غير مقبولة في الأعراف .
كما أشرت الى أنه داخل كل طفل عاشق ولهان .. اتمنى الانتباه الى هذه النقطة أيضا .
الأخت ناهد مرحلة التعقل و الالتزام على الأبواب فتابعي جديدها .[/align]

امال حسين 21 / 05 / 2010 51 : 03 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
كمل أخ جمال سبع


سأنتهى عن قريب من الامتحانات سوف أحجز مقعد بالصف الأمامى

فلا تبخل بالمزيد فالحكاية فيها من الطرافة الكثير

كل تقديرى واحترامى أخى الكبير جمال سبع

جمال سبع 21 / 05 / 2010 23 : 04 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
[align=justify]أختي الطيبة امال ..
موفقة بحول الله في امتحاناتك .. لك مني كرسي مريح بعد ايام من المذاكرة و الامتحانات .
الفتى الطائش سيعود بحول الله بحلقة جديدة و آخيرة .[/align]

رولا نظمي 22 / 05 / 2010 47 : 11 AM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
استاذ جمال سبع القدير
وين كل هاي الغيبة ان شاء الله خير
يعني انا اشتقت لكتباتك الرائعة ومذكرات الفتى الطائش
اصدي الشقي ههههههه
دمت استاذ بكل الخير وما تغيب كتير لأنو كتاباتك مميزة جداً وطيبة
دمت بالف الف خير وحفظ الله تعالى

جمال سبع 22 / 05 / 2010 49 : 10 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 73310)
استاذ جمال سبع القدير
وين كل هاي الغيبة ان شاء الله خير
يعني انا اشتقت لكتباتك الرائعة ومذكرات الفتى الطائش
اصدي الشقي ههههههه
دمت استاذ بكل الخير وما تغيب كتير لأنو كتاباتك مميزة جداً وطيبة
دمت بالف الف خير وحفظ الله تعالى

الأخت رولا مشكورة على لفتتك الطيبة .. أنا هنا موجود .. و لن أبخل عليكم بما تجود به قريحتي .

جمال سبع 22 / 05 / 2010 53 : 10 PM

رد: مذكرات الفتى الطائش
 
[align=justify]عدنا ...
الغنائم كانت لذيذة .. بنكهة أخذ الحقوق بالقوة .. مع أنها لم تكن من حقنا .. صورت لنا أنفسنا الخبيثة أن ما حجب بالقوة لا يأخذ إلا بالقوة .. يومها رجعت للمنزل منتفخ البطن .. كيف لا و فواكه الصيف كانت تتراقص في معدتي .. معدتي يا معدتي .. صغيرة الحجم لكنها تحملت ما وضع بها .. لكنني في ساعة الطحن و الهضم و التحليل نقلت على جناح السرعة إلى المستشفى .. أجريت لي عملية غسيل بمسحوق "أريل" سريعة .. شاهدت النجوم في الظهيرة .. أنابيب دخلت و أخرجت ما قمت بسرقته .. لو تأخرت نصف ساعة لزرعوا لي معدة حديدية بدل المتوقفة عن العمل .. معدة حديدية ، فكرة جديرة بالدراسة من قبل أصحاب تغيير الأعضاء و زرعها مقابل ملايين الدولارات .
سألتني أمي عن الشيء الذي أكلته .. أجبتها " خبز قديم و بصل من وقت قارون " .. لو قلت لها أنني تناولت تين و تفاح و عنب من وقت "أوباما" لأخبرت أبي فتتحرك العصا "شردودة" العظيمة .
هذه التجربة جعلتني أتراجع عن طيشي .. عن مغامراتي المجنونة .. قررت العودة إلى جادة الصواب .. ليس العيب أنني كنت طائشا ، و لكن العيب إن كنت تماديت في طيشي ، كان الطالب حركاتي هو من أرشدني إلى طريق الهدى .. طريق الالتزام بالأخلاق الحميدة .
رميت بجلدي الطائش من أول كلمة قالها لي " إلى متى و أنت بهذا الحال يا ابني ؟ " .. غابت عني الإجابة .. لأول مرة يتوقف لساني الذي كان كالمقص يقطع كل من يتهجم عليه .. ربما وقاره و لحيته البيضاء هو ما جعلني أتلعثم فصمت .. كان يصدر من ناصيته نور غريب .. كلماته بمثل بلسم .. بمثل مرهم .. بمثل صيدلية روحانية .
عدت إلى المنزل .. اغتسلت .. لبست ثوبي الأبيض الذي أهداني إياه عمي بعد عودته من البقاع المقدسة .. توجهت إلى المسجد الذي لم يكن يبعد كثيرا من المنزل .. أديت صلاة المغرب .. اجتاحت جسدي رعشة ربانية .. كان موعدي مع الولادة من جديد .. سلخت جلد الفتى الطائش و لبست جبة الفتى الملتزم.. ما أجمل أن يكون الإنسان صورة للأخلاق الجميلة .
في المدرسة لاحظني مدرس مادة الرياضيات .. كان اسمه " الأستاذ عبد الناصر " .. قال لي " لقد تغيرت 180 درجة .. لا مشاغبات .. لا تشويش .. لا مضايقات .. لا ضحكات من تحت الطاولة .. تركيز في الدرس و فقط .. ما الذي غيرك هكذا ؟ ..أجبته " الله يفعل ما يريد بعباده " .. و لأنني كنت أمتلك قدرة رهيبة على الاستيعاب الفوري .. استقطبت اهتماماته .
أول عمل قام به معي ، أن حولني من المقاعد الخلفية إلى الأمامية .. استحسنت هذا التغيير .. خاصة أنه كانت الآنسات الحسناوات يقبعن في الأمام .. لا تأخذوا كلامي محمل الجد .. هي أفكار طائشة قديمة و فقط .. كنت أعتبرهن زميلات طيبات و ليس إلا .
بمرور الوقت بدأت نتائجي الدراسية تتحسن .. أصبحت فتى مجتهد في كل شيء .. طبعا إلا الطيش و أعمال الشيطنة ..
حضوري لدروس الإرشاد الديني كان بلا انقطاع .. حفظت الأربعين حديث نبوي .. و تمكنت من ختم نصف القرآن الكريم في ظرف وجيز .
أوقات الفراغ كانت محصورة بين المسجد و مداعبة كرة تنس الطاولة .. تحاشيت متعمدا كل أصدقائي القدامى .. حاولوا في العديد من المرات سحبي إلى عالم الطيش الصغير .. رفضت و كأن الرعاية الربانية كانت ترعاني .
أبي فرح كثيرا بتغييري هذا .. ربما يكون في نفسه قال " الحمد لله الآن ذهب عني وجع الرأس " .. كنت أساعده في كل أعماله .. في الحقل .. في التسوق .. حتى في ربط حماره بعد عودته من واحتنا الصغيرة .
هل تعلمون أن أمي وزعت " الكسرة " عندما أخبرها الطالب "الحركاتي" أنني ختمت نصف القرآن .. كانت تحبني كثيرا و لم تدخر خبز الأيام لتوزعه صدقة تعبيرا عن فرحتها .. كنت كظله الذي لا يفارقه إلا أوقات النوم .. تعلمت منه الكثير في أمور الدين .
من الأشياء التي كانت صعبة في بداية عودتي إلى الطريق الصحيح ، صلاة الفجر ، الجو بارد ، الماء بارد ، و الفراش دافئ ، تخيلوا منظر الماء المثلج و هو ينساب على جلدكم في صباح بارد ، و تذكروا دفئ الفراش و الوسادة .
آه .. تفوقت في كل مراحلي الدراسية .. نلت الجوائز و الإكراميات و التشريفات.. أبي كان يفتخر بي في جلسات الدردشة .. في المقاهي .. حتى في حديثه مع حماره المسكين .. التوفيق كان حليفي بقبس رباني ظهر أمامي في أمسية جميلة .
الآن أنا حاصل على شهادة جامعية عليا .. أعمل في مجال صعب جدا.. جدا .. جدا .
متزوج و أب لطفلة مشاغبة جدا .. جدا.. جدا ..
ربما طيشي تكرر من جديد في ابنتي .. ربما هي وراثة .
تمت على بركة الله .[/align]


الساعة الآن 05 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية