منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الرواية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=166)
-   -   واقع يلفه الحلم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14789)

رأفت العزي 13 / 12 / 2010 32 : 11 PM

رد: واقع يلفه الحلم
 

إن الهجرة اليهودية إلى فلسطين قد بدأت مع بداية الاستعمار
البريطاني وتوسعت مع ترسيخ هذا الاستعمار لوجوده ووصلت إلى
الذروة مع بداية الحرب العالمية الثانية وبعد نهايتها .
والحديث عن التوسع في بناء المستوطنات اليهودية وشراء الأراضي لم يُعطى الأهمية
من قبل المؤرخين الفلسطينيين أو المؤرخين العرب بسب غياب التوثيق وحساسية
الموضوع لأن الدعاية الصهيونية قد أثّرت على حتى بعض المثقفين وغمز بعضهم
من قناة الفلسطينيين الذين " باعوا " أراضيهم لليهود بشكل مباشر أو بالواسطة ..!
وغاب عن هؤلاء وأولئك أمرا بسيطا وهو حتى لو سلمنا جدلا بأن عددا صغيرا كان أم
كبيرا قد باع أرضه فهل هذا يُعطي للشاري حق تملّك الوطن ؟!
وهل يخوّل أصحاب الشركات الأجنبية شرائهم ما نسبته 80% من عقارات دولة خليجية بأن يحولوها إلى وطن ؟
أم ان الأمر في فلسطين كان مؤامرة دولية اتفقت فيها دول العالم كله شرقا وغربا وبشكل شاذ لم يحدث في التاريخ
بأن اتفقت قوى بهذا الكمّ على مسألة واحدة ؟!
هذا هو لبّ الموضوع ولن أبقى في موضع الاتهام في هذا الخصوص وعلى المرء أن يسأل أيضا :
هل تمّ شراء أراضي معظم الشرق العربي عندما أحتلها الأجنبي وأقام عليها دويلاته وأعلن عن
أسماء ممالكه خصوصا في القدس الشريف استمرت حوالي مائتي عام من التاريخ ٍ؟!



فلسطين هي موطني وحيفا هي مسقط رأسي والمدينة التي اعشقها ...

وهي مدينة كانت عامرة توارد إليها الناس من مختلف المناطق
الداخلية ومن خارج فلسطين حيث يبدأ تاريخها الحديث " من اليوم الذي تحرك فيه قطار
الحجاز في سنة 1905 عندما ربطها بدمشق والحجاز " وكذلك ربطها ببيروت وطرابلس الشام
ونمت اقتصاديا عندما افتتح " خط أنابيب كركوك- حيفا " وصب فيها الزيت لأول مرة في
مستودعاتها و بدأت معامل التكرير في " مصفاتها " في العمل لتزود الشرقين الأدنى والأوسط
عام1933 وتم تدشين ميناءها الحديث في نفس العام
ليكون ثاني ميناء على البحر المتوسط بعد ميناء مرسيليا
الفرنسي ، حتى أصبح الشريان الحيوي لفلسطين والأردن
وسوريا والعراق وإيران وغيرها من البلدان الأسيوية ،
" فإذا أضيف إلى هذه الأعمال ما كان فيها من مصانع
الأسمنت وصناعة السجائر والغزل والنسيج تبين لنا
قوة الجذب إليها من العمال العرب من مصر وبلاد الشام
واستقدم إليها التاجر الشامي الدمشقي الذي نجح نجاحا
باهرا في مزاحمة التجار اليهود تجاريا"

لذلك كانت حيفا مركز العمل والعمال في فلسطين
وفيها تبلورت حركتهم التقدمية فأنشئوا جمعية منظمة
" للعمال " وصناديق توفير وجمعيات تعاونية ضمت
أصحاب المهن في البلاد ..

وحيفا كانت تعيش كما يشهد ابناءها وحدة إنسانية توحد بين مواطنيها العرب
مسلمين ومسيحيين ، واحد مظاهر تلك الوحدة هو الاحتفالات بعيد مار الياس
يشترك فيه الحيفاويون في يوم واحد فالمسلم في " زاوية " الخضر والمسيحي في زاوية أخرى
يتبادلون التهاني على سفوح جبل الكرمل الشامخ .
وحيفا مدينة الثقافة والعلوم في فلسطين حيث يزول
العجب عندما نعلم ان الصحف والمجلات الصادرة فيها
فلا تعد ولا تحصى .. وعلى سبيل المثال : لقد كانت تصدر
فيها حوالي الأربعون صحيفة يومية ما بين سنة 1908- 1948
غير عدد المجلات الثقافية والاجتماعية .. !
وكان عدد الجمعيات والنوادي فيها واحد وعشرون ناديا
وجمعية عربية عدا ما كان يملكه اليهود من جمعيات وما
كان يصدره من صحف لا يقارن بما كان للعرب !
ووصل عدد المدارس فيها إلى 33 مدرسة حتى العام 1933
حيث عمدت الحكومة البريطانية إلى الحد منها حيث أنها لم
تزد عن ثلاثة مدارس خلال عشر سنوات التالية ..

إن هذا أهلّها لتلعب دورا نضاليا وسياسيا رائدا ضد الاحتلال والحركة الصهيونية
" وفي هذا الجو المزدهر وحركة العمال استطاع
الشهيد عز الدين القسام ان يقوم بعمل لم يكن بالحسبان ..
ففي سنة 1934 قال له عامل بسيط بعد ان سمع منه درس " الجهاد " :
هل سمع سيدنا عن الأسلحة التي كان يهربها اليهود ؟
ومنذ ذاك التاريخ اختفى الشيخ الجليل والذي اكتشف
أمره بعد سنة يحمل السلاح في غابات بلدة " يعبد
" قضاء مدينة جنين يدرب مجموعة من المجاهدين على
القتال فطوقتهم قوات الاحتلال البريطاني واستشهد مع
أربعة من رفاقه في العشرين من تشرين الثاني \ نوفمبر \
حيث كانت تلك هي الشرارة والمهماز لثورة شعب
فلسطين لمدة ثلاث سنوات 1936-1939 .. "

وبالرغم من هذا الازدهار والانفتاح لم تخف حيفا تعصبها لقوميتها العربية والسورية .. فمع وصول
لجنة الاستفتاء الأممية 1919 برئاسة الأميركي " كراين " الذي سميت اللجنة على اسمه
والتي كانت غايتها الوقوف على رأي السكان ومعرفة رغباتهم بعد انتهاء الحرب
العالمية الأولى تقدمت المدينة بتقرير موحد يعبر عن
رغبات السكان العرب : النص أورده الشيخ عبد الرحمن مراد في
كتابه " حيفا ومعركتها الأخيرة " نقلا عن وثائق مركز
الدراسات الفلسطينية التي حصل عليها من ( مكتب السجلات العامة – لندن )
:
1 - إن شعب فلسطين جزء من الشعب العربي في البلاد السورية ....

2 – إن فلسطين عبر التاريخ هي الجزء الجنوبي لسوريا
ومرتبط بها ارتباطا عضويا من الناحية الجغرافية والسياسية
والاقتصادية وداخل ضمن حدودها الطبيعية ، فسكانها مرتبط
بعضهم البعض في وحدة اللغة والعادات والتقاليد والأنساب
والاشتراك في التملك الخ .....

3 - يرفض شعب فلسطين تجزئة البلاد السورية ( ولا سيما الجزء الجنوبي فيها )
ويصر على وحدته في هذا السياق .

رأفت العزي 13 / 12 / 2010 37 : 11 PM

رد: واقع يلفه الحلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الخطيب (المشاركة 100943)
الأستاذ القدير و الروائي المبدع رأفت العزي..
أسجل حضوري و أعجابي و متابعتي لما يخطه قلمك الرائع أيها الحبيب
بوركت و دمت بكل التألق.

وأقدّر لك عاليا هذه المتابعة الكريمة راجيا الله التوفيق لأكون دائما عند حسن ظنك بي
الحبيب عبدالله أشكرك واحييك

رأفت العزي 14 / 12 / 2010 43 : 01 AM

رد: واقع يلفه الحلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حليمة (المشاركة 101067)
سلام عليك أستاذي الكبير .. والأديب المتمكن ..الأستاذ رأفت العزي ..
أستاذي الكريم كوني لست من عداد المعلقين على موضوعاتكم ، وروايتكم هذه بالذات ، فليس معنى هذا
أني في عداد الأموات ... بل آتي إلى مرابعكم الغناء بين الفينة والأخرى فأستمتع بما تجودون به ، وأستفيد بما يخطه قلمكم .. سواء مقالة ،
أو صفحة من التاريخ أ او كتابة كهذه الرواية التي أتوقع لها ـ وهذا رأيي المتواضع ـ مستقبلا فاردا ذراعيه ، لاستقبالها استقبال يليق بها ، وبكاتبها ،
إضافة أنها تروي واقعا معاشا بالنسبة للكثيرين من أبناء الشعب الفسطيني الرائع ، وأن معظم الأحداث كما فهمت ، أنتم كنتم من أبطالها ، أو شهود عيان لها ، وهذا يمنحها مصداقية ، وواقعية ممتازة .. وإذا تناولت الموضوع من الناحية الفنية واالروائية ـ وإن كنت متطفلا وقحا على هذا الفن ـ فإن الواقعية الروائية لها قراؤها الذين لا يستهان بهم ، ورونقها الخاص ، بحيث إن عرف الكاتب كيف يوظفها ، فمن المؤكد سينجز عملا روائيا عظيما ، وهذا الروائي العبقري الروسي ( تولستوي ) الذي أعتبره ـ وقبلي الكثيرون ـ رائدا للواقعية الروائية في عصره .. لا بل في كل العصور إلى اليوم ...
أرجو أن تقبلونا فردا صغيرا متواضعا في عداد قرائكم ... تحياتي لكم أستاذي ..

فتى سوريا ..


الفاضل الكريم محمد حليمة / فتى سوريا الحبيب
ما نطق به قلمك يدلّ على انه قلم بسبعة أرواح ودلّ على انه يمتلك أعين كعينا صقر يافع ومقدرة على رؤية
ما أعجز أنا صاحب الموضوع عن رؤيته أدام ربي نعمته عليك فيا لحظي السعيد بهكذا كرم حاتمي أغدقته عليّ
ايها الحبيب ، لا اخفي عليك سرا بأني أواجه صعوبة بل وجهلا في معاني التصنيف التقني والفني " للرواية "
وما أركز عليه هو المضمون والصدق في سرد الأحداث بعيدا عن التأليف والإنشاء محاولا تقديم عمل لا يشبه
إلا نفسي على تواضعها وافتقارها لأدوات العلم في اللغة والكتابة وملتزما بالمقدمة التي كتبتها إن وصلت إلى غاياتها
وعلى أي حال فإني لن أتجاوز ما أتعلمه مما تخطه أقلامكم وتختزنه عقولكم من معرفة خصوصا في الجانب الفني
الذي تحدثت عن لك عميق شكري ومحبتي
تحيتي واحترامي

رأفت العزي 14 / 04 / 2015 05 : 01 AM

رد: واقع يلفه الحلم
 
أسجّل هنا حلما يحطمه الواقع !

ناهد شما 15 / 04 / 2015 26 : 02 AM

رد: واقع يلفه الحلم
 
1 - إن شعب فلسطين جزء من الشعب العربي في البلاد السورية ....

2 – إن فلسطين عبر التاريخ هي الجزء الجنوبي لسوريا
ومرتبط بها ارتباطا عضويا من الناحية الجغرافية والسياسية
والاقتصادية وداخل ضمن حدودها الطبيعية ، فسكانها مرتبط
بعضهم البعض في وحدة اللغة والعادات والتقاليد والأنساب
والاشتراك في التملك الخ .....

3 - يرفض شعب فلسطين تجزئة البلاد السورية ( ولا سيما الجزء الجنوبي فيها )
ويصر على وحدته في هذا السياق .

لا تعليق غير :
الفلسطيني + السوري = شخص واحد
هذه هي حياتنا في سورية
لم نشعر في يوم من الأيام أي عنصرية لاحدهما
سلمت يداك ويمناك استاذ رأفت فكل ما ينثره يراعك سواء كان رواية او مقالة او حتى حلم فإنه رائع ويعبر عن واقعنا

رأفت العزي 16 / 04 / 2015 06 : 12 AM

رد: واقع يلفه الحلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 205855)
1 - إن شعب فلسطين جزء من الشعب العربي في البلاد السورية ....

2 – إن فلسطين عبر التاريخ هي الجزء الجنوبي لسوريا
ومرتبط بها ارتباطا عضويا من الناحية الجغرافية والسياسية
والاقتصادية وداخل ضمن حدودها الطبيعية ، فسكانها مرتبط
بعضهم البعض في وحدة اللغة والعادات والتقاليد والأنساب
والاشتراك في التملك الخ .....

3 - يرفض شعب فلسطين تجزئة البلاد السورية ( ولا سيما الجزء الجنوبي فيها )
ويصر على وحدته في هذا السياق .

لا تعليق غير :
الفلسطيني + السوري = شخص واحد
هذه هي حياتنا في سورية
لم نشعر في يوم من الأيام أي عنصرية لاحدهما
سلمت يداك ويمناك استاذ رأفت فكل ما ينثره يراعك سواء كان رواية او مقالة او حتى حلم فإنه رائع ويعبر عن واقعنا


سيدة الحكمة الأديبة الأستاذة الغالية ناهد شما المحترمة

تنزل الكلمات أحيانا كما الندى على غصن ذابل فتحييه وأحيانا تنزل كالصواعق الحارقة
فأي وجهة تتوجه أوراق هذا الغصن إن حيت يا سيدتي إلا وجهة السماء .. فأنا اتضرع
نحو تلك الوجهة بأن يطيل الله في عمرك وأن يجعل حياتك هانئة مستقرة ، سلمت وشكرا لك .

سوف أستجمع بعضي وأستكمل أو ربما أبدأ بجزء جديد لا أعرف .. ويكون هذا بفضل تشجيعك
ما زلت طفلا يا سيدتي وأتقبل الحوافز :) شكرا لك مرة ثانية الف شكر
تحية احترام وتقدير ومحبة أيتها الأخت الرائعة
:nic54:

زين العابدين إبراهيم 27 / 05 / 2015 14 : 05 PM

رد: واقع يلفه الحلم
 
شكرا لك أيها المبدع الفلسطيني الأصيل
رائع أيها الصديق ما خطته أناملك
محبتي وتقديري
ولي عودة

إلا أنه.. لم يكن الفنيقيين يوما غزاة للأمم والشعوب بل أهل اقتصاد وحضارة مازالت أسوار موانئهم شامخة على قارعة المحيط شاهدة على ذلك إلى اليوم ,,

رأفت العزي 02 / 10 / 2015 34 : 02 AM

رد: واقع يلفه الحلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زين العابدين إبراهيم (المشاركة 207025)
شكرا لك أيها المبدع الفلسطيني الأصيل
رائع أيها الصديق ما خطته أناملك
محبتي وتقديري
ولي عودة

إلا أنه.. لم يكن الفنيقيين يوما غزاة للأمم والشعوب بل أهل اقتصاد وحضارة مازالت أسوار موانئهم شامخة على قارعة المحيط شاهدة على ذلك إلى اليوم ,,


اولا أعتذر .. اي والله أعتذر ولولا ولوجي إلى هذا المحور في هذه اللحظة لبقي ردك دين ثقيل عليّ وخاصة إنا نعزك .
أخي الحبيب زين العابدين ما تفضلت به لهو صحيح ولا أذكر أني قلت أنهم كانوا غزاة إلا إن كانت سقطة او في سياق متصل
عن شيء آخر .. على أي حال شكرا على هذا التنويه والذي يدل على عمقك الثقافي واهتمامك الدفيء

تحيتي احترامي محبتي


الساعة الآن 43 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية