![]() |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
[الأستاذ الفاضل والمبدع طلعت سقيرق:
تحية طيبة أكمل الأجابة عن أسئلتك وأرجو أن أكون قد أعطيت كل سؤال طرح في الحوار حقه من الإجابة والاهتمام: · مجموعتك الأولى " ضدّ التيار " صدرت في العام 2004 .. والثانية " امرأة في قفص " 2006 .. والثالثة " طقوس متوحشة " .. لا أعرف زمن صدورها فأرجو أن تذكريه للاستئناس .. لا أستطيع هنا أن أدخل في صلب المجموعة فلم أقراها .. لكن من العنوان : هل كانت الطقوس طقوس كتابة ، أم طقوسا تكاد تكون في الموروث في أجواء سحرية ؟؟.. الحقيقة أنها كانت طقوس قصصية، بمعنى أنها تخص القصص التي في المجموعة، فكلمة" طقوس" أوردتها في عدة قصص من تلك المجموعة كما قال الناقد والكاتب محمد البشير في دراسة عنها،، كما أن عنوان إحدى تلك القصص كان " طقوس متوحشة"، وقد صدرت سنة 2007. · أنت خريجة كلية العلوم ،ولك دراسات علمية .. لكنك تجمحين بل تحلقين بخيالك قصصيا مما يجعل شخصياتك ذات حركة دائبة عالية الوتيرة.. هل استفادت القصة بشيء من أجواء دراستك..؟؟.. كيف جمعت بين متناقضين ؟؟. سأبدأ بالإجابة على الجزء الثاني من سؤالك، تفترض بعض الدراسات أن لنصفي الدماغ في الإنسان وظائف مختلفة ومتشابكة في آن واحد، حيث يختص جزء بالخيال والصفات التي تصحبه، بينما يختص الآخر بالتفكير المنطقي والرياضي وما يصاحبه، وتتغلب صفات النصف الذي يستخدمه الإنسان أكثر من الآخر على صاحبه، وفي اختبارات لمعرفة أي نصف استخدمه تبين أنني استخدم النصفين بشكل متساوٍ، وهناك الكثير من الأشخاص يتمتعون بنفس الميزة إن صح تسميتها كذلك، مما فسر حبي للرياضيات والفيزياء، والرسم والنحت والكتابة في ذات الوقت، ومما يفسر وجود أطباء مثلا شُهروا في الفن التشكيلي والشعر وغيره. أما عن إفادة القصة من دراستي، فكما أعتقد أن الدراسات العلمية تحث العقل على التحليل والتركيب والتفسير والبحث عن النتائج أكثر من غيرها من الدراسات، وربما خدم ذلك سيرورة القصة بطريقة أو بأخرى، وربما لا، وبصراحة.. أنا نفسي لا أستطيع أن أحدد ذلك. **قصتك "موت صابر" تخرج قليلا عن تلك الريشة التي كثيرا ما تضربين بها اللوحة بهذا اللون أو ذاك ، ضربات سريعة مؤثرة شديدة التنقل .. في هذه القصة تمشين مع نمط السرد المتعارف عليه، طبعا ، طبعا دون التخلي عن أسلوبك المميز .. كأنك تكتبين مرثاة لكل شيء حتى ليشعر المرء بقشعريرة تسري في بدنه وهو يرى عائلة صابر من أم وزوجة وبنات .. هناك أنسنة حتى للجدران التي تكاد تحتضنه وهي تسنده .. هناك أحلام مهزومة .. وسيارة تكون حلما وسكينا يذبح صابر والنهاية " بعدها ..أمسك صابر بيد أبيه و سارمعه في اتجاه ما ليس من الاتجاهات الأربعة التي نعرفها ...فتح أبوه باباً فإذاوراءه نور شديد أعمى عيني صابر فلم يعد يرى أو يسمع و لم يعد يشعر بأي شيء .. وهكذا مات صابر " .. أرجو أن تحدثينا عن هوية هذه القصة الجميلة ؟؟.. هي من قصص البدايات، عندما كتبتها كنت مستغرقة تماماً في طقوس الكتابة، وكانت تمليني نفسها دون عناء، وأظنني يومها – وبعد أن انتهيت من كتابة القصة وقراءتها- عرفت تماماً أنني سأكون قاصة، رغم أنها لم تكن أولى قصصي، ويومها أيضاً جربت التورط في حب البطل والتعاطف معه، والرثاء له كما لو كان شخصاً حقيقياً من لحم ودم، وجربت ملازمة البطل لي بعد انتهاء القصة. أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن أسئلتك. كل المودة |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
الأستاذة الفاضلة ناهد شما:
مسرورة بألق وجودك هنا..حيث أجيب عن أسئلتك، معلنة أن رأيي هو شخصي ولا يلزم أحداً ولا يصادر رأي أحد، في كل إجابة أجبتها في الحوار. السؤال الأول : هل للحكمة وطن ؟ أم من القلب تنبت ؟ الحكمة من وجهة نظري تسكن قلباً صادقاً وعقلاً منفتحاً، الحكمة لا دين لها ولا وطن، وهي كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم:" الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها". السؤال الثاني : متى يعاندك النسيان ؟ عندما يقترن بالألم. السؤال الثالث : ما هي الخطوط الحمراء في حياتك ولا تسمحين لأحد أن يتعداها حياتي الشخصية، وقراراتي . السؤال الرابع : أنا أفكر بشكل مختلف إذن أنا أتصرف بشكل مختلف إذن النتيجة مختلفة .... ما هي وجهة نظرك في ذلك ؟ بالتأكيد هي مقولة صحيحة، لكن هل الاختلاف المقصود سلبي أم إيجابي؟ مذموم أو محمود؟ هنا النقطة الأهم. عندما قررت بعض الفنانات السير بشكل مختلف فظهرن شبه عاريات على الشاشات، تصرفن بشكل مختلف، وكانت النتيجة أن فلانة من الناس صوتها يثير الاشمئزاز إلا إنها أشهر من نار على علم. ولو تصرفت بغير ذلك الاختلاف لما سمعنا بها ولما تخطت شهرتها باب الاستديو الذي طرقته. علينا إذاً أن نبحث عن الاختلاف المحمود. لنصل إلى نتيجة مختلفة..ومرحب بها. السؤال الخامس : ما رأيك في هذا المثل : أختي لا تبكي فنحن مَنْ يبكي على حالنا بصراحة، لم أسمع به قبل الآن. لكن البكاء أضعف الأسلحة. هو سلاحنا ضد الانهيار عندما نعجز. فليبك من يشاء قبل أن ينهار. شرط أن يفكر أثناء البكاء بطريقة يغير بها ذلك الحال الذي أوصله للبكاء. شكراً لوجودك سيدتي الفاضلة ناهد شما. |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
الأستاذة الفاضلة بوران شما:
كل الشكر والمبة لتواجدك الراقي هنا. في الحقيقة أن سؤالك هو الأصعب حتى الآن، لا أدري عم أتحدث، الذكريات كثيرة، لكنني سأخبرك بأمر في طفولتي لم أفصح به لأحد إلا مؤخرا، عندما أخبرت ابنتي الصغيرة بأنه لا بأس في محبتها غير المحدودة للأطفال الصغار، ودفاعها عنهم. فقد كنت وما زلت أكره الظلم ويترك بي أثراً لا يمحى، مهما كان المظلوم بعيداً ولا يهمني شخصياً، ويبدو لي أنني كنت لأصبح محامية جيدة لو أنني درست القانون. ولا أدري إن كان الأمر بعد تلك الحادثة، أم أنني اكتشفته خلالها في نفسي: كنت في الخامسة من عمري عندما رأيت أحد الأولاد وكان في السابعة تقريباً من العمر حيث كان يرتدي الزي المدرسي، وقد اجتمع حوله الصبيان الأكبر سناً، وبدأوا بضربه ودفعه ليسقط على الأرض حتى بلل نفسه من الخوف، شعرت يومها بالغضب والخوف في آن واحد، ولم استطع أن أفعل شيئاً ولا حتى أن أنسى ذلك المشهد، ربما لأنه خامرني طيلة الوقت شعور خفي بالذنب، ذلك أنني لم أفعل شيئاً لمساعدته. حتى أنني استخدمت ذلك المشهد في إحدى قصصي، بتعديل بسيط، وهي قصة" الآخر" من مجموعة "طقوس متوحشة". لاحقاً وفي الصف السادس، رأيت بنات صفي يدفعن الطالبات الصغيرات عن حنفيات الماء ليشربن أولاً، فجمعت الصغيرات في شلة أسميتها "قططي"، وكنت أقضي معهن أوقات الفسحة، وأصطحبهن للشرب لئلا تقوم الطالبات الأكبر سناً بدفعهن، وعندما اشتكت إحدى طالبات صفي للمعلمة، عنفتها الأخيرة، وأثنت علي، وأعطتني ابنتها التي كانت في الصف الأول إلا أنها أصغر من بنات الصف الأول لتنضم إلى شلتي الصغيرة. وهذا بالضبط ما تفعله صغيرتي.. من الذكريات التي لا تنسى أيضاً، قصة " أصابع جدي"، كنت قد كتبتها وأنهيتها تحت عنوان " أصابع أبي"، لكنني عدت وعدلتها، وعندما جاء والدي، أخبرته بذلك وبسبب التغيير، فقال لي:" لا تقيدي قلمك بي..اكتبي ما تشائين"، إلا أنه بعد قراءة القصة لم يعد ملاحظته تلك، وكنت أعلم أنه لن يعيدها، ذلك أن القصة كانت عن تحرش الجد بحفيدته، وأنت تعلمين أن أغلب القراء يخلطون بين كاتب القصة وبطلها، خاصة عندما تكون الكاتبة أنثى، وهذا ما حدث فعلاً، فقد كانت تصلني رسائل مواساة لي، أجيبها بأن أبي وأمي يتيمان، وأنني لم أر جدّاً لي إلا في الصورة. شكراً عزيزتي لأنك هنا. |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
اقتباس:
الأستاذ الفاضل رشيد الميموني: أهلا بك. سعيدة بتواجدك هنا. كل المودة |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
اقتباس:
الفاضل جمال سبع شكرا لك ولترحيبك الطيب يسعدني أن احظى بقارئ مثلك. وكل المودة لبنى |
الأديبة المبدعة لبنى ياسين
للأديبة لبنى ياسين حضور جامح وقويّ في ساحة الأدبي العربي. قصصها تمسك بتلابيب القارئ ولا تتركه حتى تصل غايتها من القصّ الجميل الهادف. شارب زوجتي كان من أوائل القصص التي قرأتها وحاولت إقامة مقارنة ما بين المرأة العربية الرازحة تحت ظلم المجتمع الذكوريّ الشرقي، حيث تعتبر المرأة مجرّد وسيلة للتوالد غالباً وتتحمّل المهانة والظلم ومشقّات الحياة. بينما تحصل المرأة الغربية على حقوقها أينما توجّهت وهناك القانون الذي يضمن ذلك. الهمّ الوطني يكاد لا يختفي في إطلالاتها مهما قصُرَت كما أجد التكثيف في الكتابة وتصوير الفكرة. طرحت الكثير من الأسئلة وأرغب في معرفة رأي الأديبة لبنى بتطوّر القصّة العربية؟ هل تجدينها قادرة على مواجهة متطلّبات العصر وتحدّياته؟ ولماذا نحن غير قادرين على نقل أدبنا للعالم الغربي عبر الترجمة؟ قرأت مرّة رأياً لكاتب روسي قال بأنّ الشعر العربي رديئاً. وكان محقّاً، حيث جاءت الترجمة ونقل الشعر العربي للروسية دون المعقول بل ودون الحدود الدنيا! اللغة العربية بشكلٍ عام تعاني. ونحن بالطبع لا نعرف ما الذي تفعله المجامع العربية ولماذا لا تحاول تعميم نشاطاتها لتكون في متناول اليدّ؟ بالطبع الأدب العربي مرتبط عضوياً بالمكانة التي يحتلها المتحدّثون باللغة العربية. وهي ليست بالمنزلة الرفيعة على أيّة حال لأسباب لا تخفى عن الجميع. قصة "شارب زوجتي" نموذجاً تعتبر تحدّس كبير لحريّة المرأة وحقّها بالشعور بانوثتها مهما كانت ظروف الحياة صعبة. أقرأ جديدك عبر رسائل اتحاد الكتاب العرب وفي الكثير من المواقع. وأهلاً بك في بيتك نور الأدب.
تقبّلي محبّة كاتب وزميل يعرف معنى الكلمة ومدى ثقلها وتأثيرها. عمت بخير |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
الأستاذ الفاضل
خيري حمدان نتشرف بحضورك الكريم ومداخلتك المتميزة ونشكر الأديبة لبنى ياسين عن إجاباتها الراقية وصبرها معنا ********** مودتي وتقديري |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
إنسانة رائعة في شخصيتها وطلتها , كلامها مليئ بعطر الصدق مزين بأزهارالعطاء و صادقة في إحساسها أمتعتنا بقصصها ا المتنوعة لتي لا يملها القارئ من ساخر إلى معاناة وحزن وفرح ولوحات من القصص ذات مغزى وهدف كلماتي لا تفي بحقها إنها الأديبة المبدعة لبنى ياسين أشكر لك ردك على أسئلتي ما زلت أستمتع بما أقرأ من تواصل الأخوة بنور الأدب في هذا الحوار الشيق مع الأديبة لبنى متمنية لك الصحة والعافية دمت بخير :nic92: |
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
الفاضلة ناهد شما شكرا على مداخلتك الأخيرة فالأديبة لبنى ياسين تستحق فعلا كل التقدير و الاحترام وهي مشكورة جدا على ما بذلته من جهود استجابة للاستضافة وإمتاعنا بمحاورتها رغم مسؤولياتها المتعددة والمشاكل التقنية أرهقناها كثيرا بالأسئلة وكانت نعم المجيبة والمتواصلة بطيبتها وتواضعها وأدبها الراقي الذي يدل على اطلاعها الواسع وننتظر منها الإجابة على أسئلة الأستاذ خيري حمدان كأسئلة أخيرة لهذا الحوار الأنيق الذي تشرف به منتدى نور الأدب ********************* تحية لكل المشاركين بالقراءة والمتدخلين بالأسئلة لنتوقف هنا عن طرح الأسئلة في انتظار الإجابة عن أسئلة الأستاذ خيري حمدان لأسجل مداخلة أخيرة تتعلق بأسئلة الخاتمة وبعد إجابة لبنى ياسين عن الأسئلة الختامية يتفضل العزيزان الأستاذ طلعت سقيرق الأستاذة هدى الخطيب بكلمتهما و بتشكراتهما نيابة عن الجميع ************* تحيتي و تقديري |
رد: الأديبة المبدعة لبنى ياسين
اقتباس:
الأستاذ الفاضل خيري حمدان: بادئ ذي بدء-كما يقال- أود أن أشكرك على التقديم المدهش الذي قدمتني به من خلال مداخلتك، وعلى وجودك الكريم هنا. البارحة قمت بالإجابة عن أسئلتك، إلا أنني فوجئت بصفحة الخطأ المعروفة تتقدم الشاشة. وعندما فتحت اليوم لم أجد كلمة مما كتبت. وها أنا أعيد الإجابة راجية أن أكون قد وفيت أسئلتك حقها. رأي الأديبة لبنى بتطوّر القصّة العربية؟ هل تجدينها قادرة على مواجهة متطلّباتالعصر وتحدّياته؟ القصة ما زالت- من وجهة نظري- في تطور مستمر، ولعلك رأيت من خلال قراءاتك التطور الحادث على القصة خلال المراحل المختلفة سواء من حيث اللغة أو الأدوات أو الرمزية والتكثيف، وها هي القصة القصيرة جداً تظهر على الساحة كتطور جديد على القص. وقد ساهمت التقنيات الجديدة من انترنت، وايميل، والقدرة على تبادل الكتب الكترونياً، في اتساع دائرة انتشار القصة، وتبادل الإبداعات بين الأدباء على الأقل ضمن حدود الوطن العربي، مما أكسبها انتشاراً أوسع،وأكسبنا إطلاعاً أكبر . فمثلا كان أدب المغرب العربي شبه محجوب عن المشرق العربي. إلا أن الإنترنت أوصله إلينا، فقرأناه وأحببناه. إلا أنني لا أرى أنه على الأدب أن يواجه تحديات العصر وحده، بقدر ما هو مطالب بأن يؤرخ للمرحلة الراهنة، ويحضّر الناس لمواجهة واقعهم فعلياً بالتغيير من نمطية التفكير، بأن يسلط الضوء على سلبيات المجتمع، وأن يقدم حلولا عندما يكون بإمكانه ولو من خلال الكلمة. فكيف يستطيع الأدب مثلا أن يقاوم قنابل الفسفور الأبيض بقصة؟ باعتبار الاحتلال الإسرائيلي هو أشد تحديات العصر الراهن ألماً. وكيف يعيد الأمان والسلام للأخوة العراقيين؟. وقد يقدم الأدب ثقافة راقية باعتبار الثقافة من أهم متطلبات العصر..لكن أين القارئ؟. بإمكان الكاتب أن يكتب أوجاع المواطن وهمومه ولو أن الكلمة لا تقارن بوجع أم ثكلى، أو طفل جائع، أو مواطن جلس يتفرج على أطلال منزل كان له، أو شاب عاطل لا يجد ما يسد رمقه. وهؤلاء غالبا ليس لديهم الوقت والمزاج للقراءة، فهم يقرؤون أوجاعهم في كل لحظة. كما أننا -كما تعلم- شعب غير قارئ. ربما يستطيع الأدب أن يقدم تغييراً فكرياً يسير الهوينى إلى ما لا نهاية، لكن من جهة أخرى التغيير يبدأ بفكرة ولا يصبح مرئياً إلا عندما تتحول الفكرة إلى سلوك، والفكرة هنا من نصيب الكلمة، هي التي توصل الفكرة بقالب قصصي أو شعري أو مقالي إلى عقل القارئ لتكسبه قناعة جديدة وثقة بقدرته على مواجهة واقعه مهما كان. لذلك أقول أن الأدب لا يستطيع وحده أن يقلب الموازين، وأن يواجه الكوارث التي يواجهها العالم العربي، لكنه سيكون الشعلة التي تؤدي إلى ذلك بطريقة أو بأخرى. ولماذا نحن غير قادرين على نقل أدبنا للعالم الغربي عبر الترجمة؟ حركة الترجمة في الوطن العربي، تماماً كحركة النقد، تسير بجهود فردية يتكبد فيها المترجم عناء عمله وحده، وغالباً ما لا يؤجر على ترجمته ما يكفي ثمناً للخبز، ونحن في عالم واقعي حيث يعتبر الخبز أولوية على مائدة العائلة لمن يعمل ليعيل عائلته. فكيف تتوقع لعمل يسير بهذه الطريقة أن يثمر؟ وما عدا المشاريع الفردية للترجمة لا أظن أن هناك مجهوداً حقيقياً لإيصال أدبنا العربي إلى العالم. وقد قرأت مرة (ولا أذكر تماماً المصدر لأورده) أن اللغة العربية مهددة بانتزاعها من بين اللغات العالمية بسبب ضعف حركة الترجمة، حيث أنها تحتل منذ عام 1970 المركز السادس بين اللغات العالمية. نحن بالطبع لا نعرف ما الذي تفعله المجامع العربيةولماذا لا تحاول تعميم نشاطاتها لتكون في متناول اليدّ؟ سؤال جدير بتوجيهه إلى أعضاء مجمع اللغة العربية. وأورد لك إحصائية تبين مدى تراجع اللغة العربية في زمن التقنية. حيث أنه حسب الإحصائيات العالمية المنشورة في برنامج المعلومات للجميع ((ifap، يتبين أن اللغة الانجليزية تتصدر اللغات الأخرىمن حيث عدد الصفحات المنشورة على الانترنت حيث تشكل ما نسبته (68.4%) من مجموعالصفحات المنشورة تليها اللغة اليابانية وبنسبة (5.9%) واللغة الألمانية بنسبة (5.8%) واللغة الصينية بنسبة (3.9%) واللغة الفرنسية بنسبة (3%) واللغة الاسبانيةبنسبة (2.4%) واللغة الروسية بنسبة (1.9%) تليها اللغة الإيطالية والبرتغاليةوالكورية بنسبة (1.6%) و (1.4%) و (1.3%) على التوالي، ويشير التحليل السابق على أناللغة العربية لا تعتبر من ضمن اللغات العالمية العشر ذات المحتوى الأعلى علىالانترنت بالرغم من أن اللغة العربية تأتي عالمياً ضمن اللغات الست الأولى من حيثعدد الناطقين بها. شكراً أستاذ خيري حمدان على تواجدك الكريم. وأرجو أن أكون قد وفقت في إيفاء أسئلتك حقها. كل المودة |
الساعة الآن 12 : 06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية