منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   القصص (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=249)
-   -   تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=1295)

هدى نورالدين الخطيب 23 / 01 / 2008 20 : 10 AM

تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
[frame="2 10"]
سؤال كثيرا ما ألحّ عليّ، إلى أين تذهب أحلام الموتى؟!
إلى أين يذهب كل هذا الكمّ من الأحلام و الآمال؟!!

الوجد والحب... العشق ...الشكوى... و ساعات الانتظار؟؟؟!!
قال العلماء: " الأصوات لا تفنى و أنها كلها في الفضاء عند غلاف الأرض متشابكة إلى حد يصعب فصله ".
أصوات الشرّ و القتل و التدمير متشابكة مع الصلوات و دعوات الأمهات و أنين الثكالى و نحيب الأطفال الأيتام...
مناجاة الأحبة و قصائد الشعراء!!!


ماذا عن الأحلام هل تفنى؟
كانت.......
وقعتُ عن رصيف العمر
تبعثرت حروف اسمي
و تبددت كلّ أحلامي..
غابت الطفلة و الشابة
و وقعت المرأة...
جاء الأجل الصهيوني و خرجتُ
من وراء برزخي
أقرأُ أيّامي
كنتُ...
قطرة ماء في سحابة أحلامي
لهثت طويلاً و حلمت كثيراً
خالية الوفاض
خرجتُ...
من أزمنتي و شخوصي
فهل خرجتُ من أحلامي؟!!

عبدت الله...
أحبت الخير و النور، أحبت الناس و الشجر
أحبت الأرض و الزهر و المطر و ما عرفت الكراهية طريقا إلى نفسها يوماً...
وأحبته... وهبت له عمرها باقة عشقٍ و آمنت به حتّى الانصهار..
زرعت كلّ دروبه نرجساً أمطرت ولهاً و أزهرت حنيناً أشرقت في صباحا ته ياسميناً و في أمسياته وردا جورياً...
تعبدت في محرابه.. تبتلت..
الدنيا كلّها تضحك حين يضحك
و عويل في الروح يصرخ ... يستجير حين تراه حزيناً....
عاشا معاً في جنتهما... عاشا كثيراً.. عاشا قليلاً..
كلّ يوم كان عمرا و كل العمر ما كان يكفي حبّ يوم....
سيّد الرجال في عينيها و سلطان العشق و في عينيه أجمل النساء هي على وجه الأرض و مليكة القلب لا يحطّ رحاله إلاّ على شواطئها، صدره و طنها الخاص و عيناه عالمها و عيناها عمره وبيتهما مرفأ الأمان على شاطئ الحنان...
يقرآن في كتاب واحد و يحبان نفس الطعام و ألوان الفنون و الموسيقى..
هكذا التحما و انصهرا إلى حد بات النسيم لا يمر من بينهما..
نسي ما كان عليه من قبلها و نسيت ما كانت عليه، تطالع ملامحه في مرآتها و يطالع كيانها في كيانه...
سأله الناس و سألوها أما آن لكما أن تنجبا؟ و حين تراكمت السنون سألوا ممن العيب؟ حاولوا أن يحرضوها عليه و يحرضوه عليها و لكن هيهات!!
كانا مكتفيان و لا يهمهما أن يعرفا أين العيب في هذه الأنا الواحدة التي صهرتهما...
كانت تقول هو طفلي و أبي و أخي و صديقي و حبيب عمري و لا أحتاج المزيد، و كان يقول هي ابنتي و أمي و أختي صديقتي و حبيبيتي، حتى مل سؤالهما الجميع و تركوهما في حالهما...


في أحد الأيام فيما كانت عائدة من عملها إلى جنتها، تسير على الرصيف تحمل كيس الكرز الذي اشترته تفكر كيف ستعد له العشاء اليوم و كيف ستضع الشموع الحمراء لينعكس وهجها فوق حبات الكرز...
كان يقف مستوطنٌ قذر مملوء بالحقد و الإجرام على أحد السطوح و يحمل بندقيته و يمارس هوايته الإجرامية بالصيد، صيد الفلسطينيين!!
رآها.. خرجت الطلقة الحاقدة و مزقت قلبها العامر بالحب و الخير والسلام و اختلطت دمائها بدماء حبات الكرز...
و ما أن سقط الجسد و خرجت منه حتى تلألأت الأنوار الباهرة و وجوه سمحة وسط هالات من النور تستقبلها بالحبور و تبشرها بنقلها إلى جنة عرضها السماوات و الأرض و فيما كانت تستعد للرحيل سمعت صراخ بدر حبيبها ينكب على الجسد يهزه مفجعاً مذعوراً: " نجوى حبيبتي لا تتركيني " ، فكيف تتركه و أي جنة بدونه؟؟!!
توسلت إلى الملائكة أن يتركوا روحها زمناً بجوار حبيبها إلى أن تطمئن عليه، و كان للروح ما شاءت..
مرت الأيام و الشهور هو يبكيها و الروح تناجيه و تئن لحاله و الأقارب و الأصدقاء يحاولون عبثاً إخراجه من حالة الحزن، يدفعونه للزواج و يحاولون تقريب من يرونها تناسبه..
حاول أن يخرج من حزنه و عزلته، أن يختار إنسانة من بين المرشحات لكن غربته كانت تزداد و حزنه يشتد كلما اقترب من إحداهن و روحها تعاني لمعاناته و هو لا يدري و يطول الليل به دهراً
يا نجواي..
الليل في بُعدك دهر
و النهارات بعدك ليلُ
حبك كان نعيم الدنيا
و لا نعيم بعدك و لا نور
ضميني إليك
و امسحي بصفاء الروح
غربة العمر في ليل حرماني
لهفي عليك يزداد وجعاً
و الروح من بعدك تنطفئ

ذات يوم كان عائداً و انطلقت رصاصة من تلك البندقية و استقرت في قلب طفل صغير كان يسير مع أمه على ذلك الرصيف
لا يدري كيف انطلق إلى البيت يحضر بندقية قديمة كانت لوالده، لا يعرف إن كانت تعمل أو إن كان رصاصها قد فسد، فعلى مدى عمره لم يستعمل السلاح!
زيتها و جهزها و جلس في زاوية بعدما خبأها تحت معطفه، يومين أو أكثر و هو ينتظر و ما أن خرج المستوطن إلى السطح حتى انطلقت الرصاصة إلى رأس الثعبان و أردته لتقبض الملائكة على الروح الشريرة و ترميها في الجحيم ... و في أقل من دقيقة أصيب جسد بدر اخترقه رصاص الجنود الإسرائيليين الذين يحمون إجرام المستوطنين و حولته إلى كتلة دماء، و سرعان ما استنكر العالم إرهاب المجرم الفلسطيني و الاعتداء على مواطن إسرائيلي مسكين!!

و لكن في ذلك كانت روح بدر وسط الأنوار المتلألئة تحيط بها الملائكة بالبشر و مسوح الجنة، و بين الملائكة كانت روح نجوى تستقبله:
تعالَ حبيبي..
ضمني إلى الأبد
هذا عرسنا
الملائكة تزفنا
بالنور تعمدنا
عرس المحبة الصادقة
عرس الأرواح الطاهرة
عرس انصهارنا
السماء مسكننا
و الكون مسرحنا
تعال حبيبي
و ضمني إلى الأبد
[/frame]

رشيد الميموني 23 / 01 / 2008 48 : 12 PM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
هذه التحفةالرائعة لها طعم خاص .
فهي تجمع بين الحب والنبل والشهامة و عزة النفس .. كل ذلك مخضب بلون الدم الزكي .
لها طعم خاص لأنها أولى القصص التي قمت بالرد عليها في منتدى أوراق وأنا أتلمس الطريق بحثا عن منتدى أجد فيه ضالتي ..
ولها طعم خاص لأن الرد جاءني من أختي هدى - شفاها الله - بكل ما تحمله الكلمات من رقة ومشاعرأخوة .
ولها طعم خاص لأنها قصة تتجدد دماؤها ويزيد توهجها لأنها وبكل بساطة تسايرالزمن وتحكي الواقع المعاش يوميا .
رعاك الله أختي وأضفى عليك نعمة الشفاء والعافية والمعافاة الدائمة .
أخوك رشيد

وفاء النجار 23 / 01 / 2008 52 : 03 PM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
[frame="15 98"]
اخيتي الأستاذة هدى السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

((لا يدري كيف انطلق إلى البيت يحضر بندقية قديمة كانت لوالده، لا يعرف إن كانت تعمل أو إن كان رصاصها قد فسد، فبعمره لم يستعمل السلاح، زيتها و جهزها و جلس في زاوية بعدما خبأها تحت معطفه، يومين أو أكثر و هو ينتظر و ما أن خرج المستوطن إلى السطح حتى انطلقت الرصاصة إلى رأس الثعبان و أردته لتقبض الملائكة على الروح الشريرة و ترميها في الجحيم ...))

شعب شجاع لا يهاب الموت وغيور على أرضه وعرضه ياليت باقي الشعوب تعلموا منهم .



((و في أقل من دقيقة أصيب جسد بدر اخترقه رصاص الجنود الإسرائيليين الذين يحمون إجرام المستوطنين و حولته إلى كتلة دماء، ))
الصهاينة يتميزون بشراستهم المنقطعة النظير .


((و سرعان ما استنكر العالم إرهاب المجرم الفلسطيني و الاعتداء على مواطن إسرائيلي مسكين!!))

سبحان الله إن قتل صهيوني كل العالم يستنكر بل ويتوعد و... وإن غسلت أرض فلسطين بدماء أصحاب الأرض يكفي أن يندد البعض من العالم وعلى استحياء

((و لكن في ذلك كانت روح بدر وسط الأنوار المتلألئة تحيط بها الملائكة بالبشر و مسوح الجنة، و بين الملائكة كانت روح نجوى تستقبله:))
الشهادة وسام شرف والمقاومة شهامة و حصارها خذلان .

شكر الله لك أخيتي هدى ووالله إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وسوف تقلب موازين القوى بإذن الله عز وجل والحق يعلى ولا يعلى عليه .إن الله يسمع ويرى إنما يمليهم كلهم والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
[/frame]

ميساء البشيتي 23 / 01 / 2008 36 : 05 PM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
[frame="2 98"]

اختي الحبيبة الأستاذة هدى الخطيب

قصة رائعة جدا ً وعميقة جدا ً

لا يكفينا الأحتلال البغيض وممارساته الدنيئة

حتى يهل علينا مستوطنون قذرون يمارسون

هواية صيد القلوب الطاهرة ،، لكن بدر لم ينتظر

طويلا ً حتى يلقنهم درسا ً قاسيا ً حتى ولو دفع الثمن

روحه الطاهرة لا يهم طالما الحبيبة هناك فليرحل إليها .

اسمحي لي ان أتذكر بعض شقاوتي وأنا صغيرة جدا ً

حيث كنت اقف على باب بيتنا في باب الحرم وكان يمر من هناك

العديد من الشكناز وكانوا جبناء للغاية ويخافون من خيالهم

وكنت انا وأبنة عمي التي في سني نركض عليهم ونشد السالف

هل تعرفينه يا هدى السالفان ونبقى نشد بهم وهم يصرخون ويحاولون الهرب

لم نكن نعرف الخوف حينها بل كانوا هم دائما الخائفين الجبناء

شكرا ً لك يا غاليتي ودمت بالف الف خير .

[/frame]

خليل حسن 26 / 01 / 2008 04 : 02 AM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
اسجل مرورى واعجابى بما خطه قلمك الرائع يا كاتبة ومناضلة

ودمت بالف خير وعافية

والى الامام دائما

ايهاب هديب 09 / 01 / 2009 14 : 07 AM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
اسجل مرورى واعجابى بما خطه يراعك المتميز
وأقول لك يا أختاه كم كان لي وللجميع أحلالالالالالالالالام ...
ذهبت الى حيث ألقت !!!!!!!

عليا احمد 13 / 01 / 2009 06 : 05 PM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
الرائعة الاستاذة هدى الخطيب
بكل احترام وتقدير كلماتك رائعة لقد اصبتي حين يموت مواطن اسرائيلي يقف العالم وحين يموت مواطنين فلسطينين ينددون ولا يقفون
وتذهب احلامنا سدا ولا احد يبحث لماذا ذهبت
ذهبت لان من يفترض بهم ان يكونو راعون الامة في سبات
قصة رائعة واصبتي تحدثتي عن معاناة هي مازالت تدوي
دمتي بود واحترام
عليا احمد
الامل الباكي

بغداد سايح 18 / 12 / 2009 29 : 06 PM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
كلما قرأت لك إلا و أحسست أنك تختزلين المسافة بيننا إبداعاً....هذا النص يعكس مدى عمق تلك التجربة التي تعتقت في نايات ذكرياتك نغما جميلا و نبضا أصيلا....صدقيني أنا معجب بما تكتبينه و تنثرينه زمردا أخضر الحكايات و مرجانا أحمر البدايات...لك كل المحبة و التقدير.

طلعت سقيرق 21 / 12 / 2009 45 : 03 AM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
قصة جميلة ومعبرة

نعيم الأسيوطي 09 / 06 / 2010 01 : 01 AM

رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
 
كود:

ما شاء الله
 
 
أسعدني المرور على متصفحك الجميل ..

 
وسوف أعود إليه مرات ومرات ..
 
 
فهل تسمحين لي سيدتي المبدعة المناضله ..
 
 
مودتي وتقديري
 



الساعة الآن 55 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية