![]() |
جسد المرأة وحديث الشعراء .
جسد المرأة وحديث الشعراء . لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد زَعَموها سَأَلَت جاراتِها وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد وَلَقَد أَذكُرُ إِذ قُلتَ لَها وَدُموعي فَوقَ خَدّي تَطَّرِد قُلتُ مَن أَنتِ فَقالَت أَنا مَن شَفَّهُ الوَجدُ وَأَبلاهُ الكَمَد نَحنُ أَهلُ الخَيفِ مِن أَهلِ مِنىً ما لِمَقتولٍ قَتَلناهُ قَوَد قُلتُ أَهلاً أَنتُمُ بُغيَتُنا فَتَسَمَّينَ فَقالَت أَنا هِند إِنَّما خُبِّلَ قَلبي فَاِجتَوى صَعدَةً في سابِرِيٍّ تَطَّرِد إِنَّما أَهلُكِ جيرانٌ لَنا إِنَّما نَحنُ وَهُم شَيءٌ أَحَد حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَد كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد الشاعر عمر بن أبي ربيعة . هذه القصيدة الرائعة للشاعر عمر بن أبي ربيعة والتي أسهب فيها بوصف المحبوبة هند وقبل أن أدخل في التفاصيل فقط أريد أن أنوه أنني أحب هذه القصيدة جداً ولكنني استعنت بها للتشبيه فقط وليس لي عليها أي اعتراض . قلت أن الشاعر هنا أسهب في وصف المحبوبة هند .. وصف هند الجسد .. كما هو متضح من هذه الأبيات ... وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد هذا عن عمر بن أبي ربيعه ووصفه لهند محبوبته . اليوم بعد أن تخطينا كل هذه القرون والمرأة تجاوزت فكرة أن تكون مجرد جسد كما كان يحاول البعض ترسيخ هذا المفهوم .. نجد أن البعض من شعرائنا الأعزاء لا زال يرى المرأة هذا الجسد .. لا زال يراها جسداً ممشوقاً بضاً ..بجدائل شقراء أو سوداء ورموش كحيلة وشفاه قرمزية وماالخ .. هذا الكلام لا يصح في هذا التوقيت بالذات فالمرأة كما قلت تخطت كونها جسداً وأصبحت روحاً شفافة تطير من حولنا وتحلق في فضاءاتنا .. المرأة أصبحت متعلمة .. مثقفة .. ذات حجة بالغة .. وصلت لأعلى المناصب وهي اليوم تدير دفات الحروب وتفض النزاعات بين الدول فهل يعقل أننا لا زلنا نقول أعشق شفتيك القرمزيتين ولا نقول أعشق الحروف التي تنطقين بها .. هل يعقل أن نقول أعشق جدائلك الشقراء الممتدة حتى أخمص قدميك ولا نقول أعشق الفكر الذي يتلألأ في سمائي فيضيئها.. طبعاً أنا لست شاعرة ولن أبرع في الوصف كالشعراء ولكن أنا أردت أن أوصل فكرة وهي أن جسد المرأة أصبح مستهلكاً كمادة للشعر وعلينا أن نبحث في روح المرأة وعقل المرأة وذكاء المرأة ودهاء المرأة وتعدد شخصياتها وتقلب مزاجها ولينها وقسوتها وجبروتها وأن نترك الجدائل والشفاه والجسد البض لأنه انتهى زمانه . طبعاً هذا رأيي وهو ليس نهاية الكون لذلك أحب أن أسمع ملاحظاتكم أيها الأحبة وأنا بالانتظار ._ *************** |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
تسجيل حضور اولي ..
ولي عودة بالطبع .. فانا اليوم اعاني من كسل غير طبيعي :) لكِ تحياتي .. |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
سأعود
أمسية سعيدة أيتها المرأة |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
[align=justify]الأستاذة ميساء هذا الموضوع يحتاج أكثر من تحليل، ففي السابق كان الشعراء يتغزلون بجسد المرأة لأنه الوسيلة الوحيدة للوصول إلى قلبها ، و كذلك اليوم لم يتغير أي شيء ، لأن المرأة هي المرأة بطبيعتها التي خلقت بها منذ أن خرجت من ظلع آدم ، فهي تحب أن يمدحها الجميع و يهللون و يكبرون لجسدها الممشوق ، هنا أقصد الطبيعة الفيزيائية لا الطبيعة الروحية ، كذلك الرجل بطبيعته الفيزيائية يستهويه الجسد لا الروح .
و هنا أطرح سؤال " لم تتجمل كل سيدة عند حظور كل عرس بينما في منزلها ترتدي أي شيء " و أيضا " لم تخاف إن خدش وجهها الجميل ؟ " .. المشكلة تكمن في عمق المرأة قبل الرجل .. الرجل ما هو إلا متلقي لقناعات كامنة داخل جسد حواء . و لي عودة بحول الله [/align] |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
أنا أرى أن جسد المرأة أكثر ما أهين في هذا العصر
عصر الفضائيات والإعلانات التي تستخدم جسد المرأة، والأغاني الساقطة وتحويل الساقطات وفتيات الملاهي الليلية لمثل يحتذى وإضفاء البريق والهالة عليهن جسد المرأة في عصرنا هذا أصبح مادة استهلاكية وهذا ما يجب أن تتصدى له النساء في حملات جادة احترامي لعمق الطرح |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
الأخت ميساء..جميل أن يأتي هذا الطرح من امرأة مسلمة مؤمنة ... لمستث في الموضوع دفاعا عن المرأة كمخلوق لا يجب أن يُنظر إليه على أنه مادة دون روح ! أو إلى ظاهره لا باطنه ! صحيح أن المرأة صورة حسنة وجمال فاتن...لكن هذا لا يمنع من كونها أيضا مخلوقا يفكر ويعبّر عن وجوده..شأنها شأن الرجل..فالمرأة في المطلق لا بد أن تكون جميلة ..جميلة في مظهرها ..جميلة في مخبرها..لا يمكن أن نهمل جمال القوام ! فحتى حين تُطلب للنكاح ..لقد قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم في أمر النكاح ..فعَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: (( تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ )) مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
والجمال فرعان ..جمال حسي وجمال معنوي ..فالحسي هو كمال الخِلقة .. لان المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها و أصغت الأذن إلي منطقها فينفتح إليها القلب و ينشرح إليها الصدر و تسكن إليها النفس و يتحقق فيها قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة))-( الروم-21).الجمال المعنوي: كمال الدين و الخلق فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا كانت أحب إلى النفس و أسلم عاقبة.. و لقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال :((التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره))- رواه أحمد والنسائي . ... وهذا أغلب ما ذهب إليه علماؤنا... وعن نفسي لا أذكر أنني تغزّلت في المراة كجسد .. ولك أن تعودي إلى قصائدي في المنتدى..فلا أرى شفة عذبة بمعزل عن روح طاهرة عفيفة..ولا أرى الوجه الحسن بعيدا عن المنطق العذب والقول الجميل... ولكن طالما أصبح العالم لا يسمع إلا بعينه ولا يرى إلا بشهوته ولا يفكر إلا ببطنه ..إننا نعيش فوضى الحواس وخلل الوجدان وعبثية التفكير ..فالصورة (المادية ) أخفت الصورة (المعنوية) وأصبحنا نكتب بأقلام مستعارة ونرى بعين الغرب ونتغزّل بما نلمسه لا بما نحسه !!!فلا بد للمرأة أن تعيد النظر في سلوكاتها ..ولا بد للرجل أن يعيد النظر في نظرته إليها...أشكرك على تناول مثل هذه المواضيع... |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
مساء الخير أختي الكريمة ميساء موضوع شائك و مهم و حساس عالجتي موضوع الشعر الذي يتغزل بجسد المراة و أعطيتي مثالا عن الشعر القديم رغم ان هذا النوع من الشعر لا يزال حاضرا و أبرز مثال عن ذلك شعر نزار قباني الحديث و اعتقد ان قصائده المحضورة قد تجاوزت الحد في وصف جسد المرأة أكثر من الشعر القديم و لو بحثنا أيضا سنجد المزيد من الشعراء من يهمه هذا الموضوع و يحبذ الكتابة فيه غير ان المختلف في زماننا هو الصورة ليس فقط الشعر للأسف الشديد الوضع يتجه إلى الأسوء نسأل الله العافية و المهم ان هذه النظرة غير شاملة أي ان هناك من الادباء و المثقفين من يهتمون بالمراة كشخص له كيان و روح و تفكير و ذكاء و فطنة اما عن مسألة الجمال فذلك بديهي بالنسبة للمرأة قبل الرجل المراة من تبحث على ان تكون جميلة بل تستميت من اجل ذلك و هي غريزة طبيعية سواء كانت لغرض في نفسها أو من اجل جذب الرجل لكن تبقى المراة الذكية العاقلة من تصرف نظر الرجل عنها كجسد فقط و يبقى السؤال مطروح .......... شكرا على موضوعك الجميل |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]ربما يكون وصف المفاتن أيسر من التعبير عن المحاسن الروحية بالنسبة لبعض الشعراء وأكثر إثارة للمتلقي أيضا.
مايخاطب الغرائز قد يكون أكثر إقبالا لطبيعة النفس البشرية لكن هناك اختلاف أيضا في التغزل بمفاتن المرأة ودرجاته فهناك مايكون ساميا ويعبر عن رؤيا المحب النابعة من محبته وإحساسه ذاك أن من يحب يرى محبوبه في أجمل صورة وهناك مايكون فيه حصر للمرأة في مجرد قالب الجسد. من المفروض أن المرأة أثبتت محاسنها الأخرى التي تستحق التغني بها ولو كانت أقل إثارة واجتذابا بالنسبة للبعض. لك تحيتي أستاذة ميساء.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
شيماء
أنتظرك بعد طرد الكسل الربيعي لا تطيلي الغياب موفقة حبيبتي |
رد: جسد المرأة وحديث الشعراء .
عروبة
وأنا سأنتظر يا طويلة العمر أيضاً لا تطيلي الغياب حبوبتي دمت لنا |
الساعة الآن 06 : 11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية