منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   بذلة العريس. نصيرة تختوخ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=21997)

نصيرة تختوخ 28 / 01 / 2012 49 : 11 PM

بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:burlywood;border:4px groove sienna;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة.
بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار, لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني.
للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن .
حلقت بجناحي الصغيرين أمامه وخلفه وعدلت بذلته هنا وهناك وطمأنت نفسي أنني أحوله إلى مايشتهي.
خشيت أن يرى جناحي وأن يشتم عطر الزنابق في أصابعي وبعثته إلى المرآة .

المرايا خرساء لاتفضح و انطباعاتي جارفة .
حاولت أن أقتبس منها ردة فعل مناسبة ومنها قرأت أن لاأجنحة لي ولا زنابق في المكان.
قلت له أن البذلة وربطة العنق و حتى القميص تتناسق برونق وأنها تناسبه.وتركت القرار له.
عدت إلى زميلتي أساعدها في محاسبة الزبائن بآلية وغبن. 'نعم وشكرا و من فضلك و إلى اللقاء ' ويتبدل الزبائن.
حين وصل دوره كانت هي من حاسبه واكتفيت بتوديعه بابتسامة.
غاب خلف زجاج المتجر وغاب نهار العمل خلفه.
سيكون العريس وسترف أمامه الجفون بإعجاب .
واحدة فقط هي من ستمسك ساعده وتمشي مختالة بجانبه.
سيقول لها أنها الأحلى .وسيكون سعيدا كأي أمير في خاتمة الحكاية.

شعرت باغتراب ووحدة وبيني و بين نفسي لمت ذاتي و أنبتها.
لم أعهدني حسودة ولم يكن البحث عن عريس من أولوياتي .رفضت أكثر من مرة مشاريع العرسان التي كانت تأتي بها أخواتي وزوجات إخواني.
بين الدراسة و العمل الإضافي والمعارك الحامية الوطيس التي كان يعرفها بيتنا لم يكن هناك مساحة لرجل أختبره أو أحبه أو أحلم به أو معه.

أخذت الفارس إلى منامي كما كان في المرآة وكما رأيته وأنا أرفرف حوله.
مشى بجواري ووضع يده على خصري وكان عادلا.
اقتسمنا السعادة معا و تبادلنا النظرات هادئين كغصنين يرنوان إلى وجه الغدير ولايسعيان إليه.
حكى لي عن حارس خسيس يخونه معي اسمه أحمر الشفاه وعن وصيفة مملة اسمها مشط وعن ربطة عنق تغار فتخنقه كلما زاد اقترابا مني.
ونزعت ربطة عنقه ضاحكة.
ضحكت كما يضحك السعداء من الأطفال ومن العجائز الممتلئة نفوسهم بالرضا.
و أفقت سعيدة غير أنني لم أبق كذلك للأسف.
عكر الحلم صفوي لزمن ليس بالقصير.
و ذاته الحلم شجعني على ترك العمل في المتجر و على إتمام دراستي دون تهاون.
أصبت بهوس تساؤلات متكررة حول مكنوناتي وكان يحدث أن أتردد في مكتبة الجامعة على قسم كتب علم النفس وأدخل في متاهات السيكولوجيا وكلام المفكرين.
وحدها صديقتي نجوى أوقفت دأبي وهي تجد تفسيرا عجيبا أضحكني بجنون مرارا .
كنت أتخيله في مشاهد وأضحك أكثر.
'الرجل ذو البذلة قد يكون حبيبي فعلا و عريسي في حياة أخرى ، في زمن آخر ، في ظروف أخرى.
ربما كنا معا في زمن الدناصير و الكهوف و كنا نشعل النار بالحجر .
ربما كان الدفء في الشتاء هاجسنا الوحيد و كان الحب ملاذنا حين تتبلل الأحجار و تأبى الاشتعال.
روعة البذلة قد لا تكمن في أناقتها بل لعنصر الدفء فيها.
فالدفء الثمين و النفيس كنا لم نهتد بعد لتوفيره لأنفسنا بلباس وفراش وثير.'

أنهيت الدراسة وتهربت من مواضيع العرسان بنجاح منقطع النظير ودون مشادات في البيت .و بدأت أراسل الشركات والمؤسسات التي بدت لي مؤهلاتي مناسبة لها.
استدعيت أكثر من مرة وكان أملي يخيب بموعد كاذب حينا و بعدد طلبات المترشحين المهول أحيانا أخرى.
إلى أن أتاني قدر لم يصنع إلا ليأتيني ويفاجئني .
دخلت مكتب اللجنة المعنية بالاختيار وكان الجالس أمامي شخصا واحدا هو المقرر و المدبر.
كان هو صاحب البذلة ببذلة أخرى وربطة عنق بنفسجية تتخللها خطوط متوازية.
تسمرت أمامه وخفت أن أضيع علي فرصتي في الحصول على وظيفة.
حاولت أن أنسى أنه كان وسيما جدا وأنه لازال وسيما جدا وأنه في الحلم غازلني.
حاولت أن أمثل الخريجة الطموحة المحتاجة لفرصة تثبت بها كفاء تها.
حاولت أن أبقى في اللحظة ولاأخرج منها إلا للحظة التي تليها.
وسألني كما شاء.كان مستريحا وكنت مستسلمة لقدري.
أغيب وأعود إلى استفساراته وبسماته ،إلى الخطوط في المكتب والورق وربطة العنق.
لم نكن متوازيين أبداً.
كان الزبون وكنت البائعة وصار المدير وصرت الباحثة عن عمل.
في المنام وضع يده على خصري و في الواقع حطت يده على بياناتي.
انتهت المقابلة ورافقني إلى الباب ثم الممر.
مددت يدي لمصافحته وتوقف الزمن.
قال أن الوظيفة تناسبني ولو لم تكن كذلك لكان عَدَّلَها حتى تحظى بي.
غدرتني الابتسامة وغادرني الكلام .
لم أرد عليه بشيء. أحسست أنني في كهف بارد وأن خارج الكهف مطر وعاصفة.
سحبت يدي و اعتذرت عن ارتباكي.
تحججت بالتعب وبتغير الفصل ووعدني ضاحكا بأن يعدل الفصل .
قال أتحبينه شتاء بالخريف أم صيفا بالربيع؟
واستفاق إدراكي على أنني أجمل من أي يوم وأن كل الفصول ستبدأ رحلة أزلية جديدة.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

عبد الحافظ بخيت متولى 29 / 01 / 2012 18 : 01 AM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
ان كتابة الحلم من خلال العمل الفنى تعنى رغبة ملحة من داخل الكاتب فى خلق واقع مواز يهرب اليه نفورا من حالمه الذى يحياه وقد يستغرق الكاتب فى الحلم حتى يتفلت منه العمل الادبى ولا ينجح فى اظهار المسافة بين الواقع والحلم هذه المسافة التى تمثل الخط البيانى الجمالى فى العمل
وهذه القصة التى التقطت حالة انسانية متكرره لكنها نجحت فى ان تتعامل مع بطلة القصة من الداخل منعكسا على الخارج معتمدة على توظيف الحلم بمهارة لتقول لنا ان الحلم هو بديل العجز فى الواقع معبرة عن حالة انسانية لم تلجأ الى اليأس او القتامة بل خلقت نوعا من التقاؤل والحياة فى القصة التى تمور بالحياة مع رحلة السرد وتدفع الى الطموح بنوع من الفنية الجميلة فبطلة القصة هنا تتحرك فى عوالم انسانية واسعة وتوجد البدائل لضيق الحياة على مستوى الواقع والحلم فى حالة من التوازى النفسى المستقيم حين تترك المتجر للتعليم حتى تحقق ذاتها وتقدم لنا نموذج الانسان السوى غير المشوه وهذه المفارقة الجميلة فى هذه العبارة
"كان الزبون وكنت البائعة وصار المدير وصرت الباحثة عن عمل." والتى تمثل عمق الرسالة فى القصة عبر لغة شفافة جاءت محولة بشاعرية وتناغم مع رحلة السرد البديعة وتلك النهاية التى تحملت بالدهشة لتضيئ متن القصة
كم هى رائعة كروعتك سيدتى الجليلة

محمد الصالح الجزائري 29 / 01 / 2012 25 : 01 AM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
[frame="1 10"]قصة رومنسية بامتياز... المشاهد تكاد تنطق ..وأنا أتابع سياقاتك كنتُ أتتبّع الخيط الذي يربط تلابيب القصة فكان متينا جدا..لغتك جميلة ..بريئة..دافئة كدفء الحلم الذي ملأ أعطاف القصة وصبغ فضاءاتها...مما أعجبني هذه السياقات:
ملامح رومنسية رائعة في قولك (المرايا خرساء لاتفضح و انطباعاتي جارفة.)
أو في هذا السياق: (غاب خلف زجاج المتجر وغاب نهار العمل خلفه.)
أو هنا أيضا: (ربما كان الدفء في الشتاء هاجسنا الوحيد و كان الحب ملاذنا حين تتبلل الأحجار و تأبى الاشتعال.)
أو هذا التعبير:(في المنام وضع يده على خصري و في الواقع حطت يده على بياناتي.)
أو هذا (غدرتني الابتسامة وغادرني الكلام.)
وهذه المزحة العذبة :(قال أتحبينه شتاء بالخريف أم صيفا بالربيع؟)
نصيرة بصدق كنتِ رائعة..فقط هناك ملاحظات على مستوى اللغة ..أرجو أن تصوبيها..:
1 ـ قلت له أن البذلة وربطة العنق و حتى القميص يتناسقون برونق وأنهم يناسبونه.وتركت القرار له:(.......تتناسق....وأنها تناسبه...)
2 ـ وحدتها صديقتي نجوى أوقفت .....:(وحدها.....)
3 ـ فالدفء الثمين و النفيسكنا لم نهتدي بعد ...: (لم نهتدِ....)
4 ـ ... من مواضيع العرسان الغير اللائقين بنجاح.....:(غير اللائقين...)
5 ـ قال أتحبينه شتاءا بالخريف أم صيفا بالربيع؟:......(شتاءً..)
مزيدا من التألّق...انتشيتُ أختي نصيرة...مودتي...[/frame]

نصيرة تختوخ 29 / 01 / 2012 53 : 01 AM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أشكر تأملك لقصتي أستاذ عبد الحافظ وتعبيرك عن رأيك فيها ورؤيتك لها.
كما أشكرك على الاقتراحات الإيجابية التي تقدمت بها.
سرني التعرف على انطباعك .
تقديري و تحيتي [/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 29 / 01 / 2012 57 : 01 AM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أخي محمد بعض الأخطاء كنت صححتها وأنت تقرأ والأخرى أشكرك على التنبيه لها.
أسعدني انطباعك حقا .
جميل أن تخرج من هذه الصفحة منتشيا وجميل أن نقرأ نصوص بعضنا بفرح.
دمت بخير[/align]
[/cell][/table1][/align]

علاء زايد فارس 29 / 01 / 2012 12 : 04 AM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
لا أعرف مالذي ينبغي علي أن أضيفه بعد ما قاله الأستاذ عبد الحافظ
والاستاذ محمد الصالح
سأخاطبك بلغة الرياضيات :-)
كتاباتك تأخذ منحى تصاعدي أختي نصيرة
ما أعجبني في هذا النص تراكيبه اللغوية القوية
وكل جملة في هذه القصة كانت تؤدي دورها بدقة
وبشكل عام امتلأ نصك بالأمل والإيجابية والتفاؤل..
وهو استمرار لسياستك في نشر السعادة والتفاؤل في ربوع هذا المكان وخصوصا في الفترة الأخيرة :-)

شكراً لك على هذ القصة الرائعة
تقبلي تحياتي

عبدالكريم سمعون 29 / 01 / 2012 49 : 04 AM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
دهور ، عصور ، حلم ، واقع ، خيال ، حياة أخرى ، زمن آخر ، وهنا وهناك .
وبجميع هؤلاء ..
كنت جميلة يا بطلة القصة ..
ويا فتاة حكايا الطفولة .
يا ذات الألق وأناقة الروح .
يا أستاذة نصيرة ، قصتك هاته أخّاذة .. تسرح الروح معها حتى أنها تنسى الحروف والكلمات وتعبر إلى ماوراءها ..
شعور غريب يستحوذ على ملكات القارئ .. أن ما يُروى هو أحداث حصلت معه ..
أو مرّت كشريط أمام ناظريه .
حقا لا طاقة لكلماتي للإعراب عن امتناني وشكري . لما تحمله صفحاتك من بياض ونصاعة ونقاء للقلوب .
خمائل ضياء وجنائن عطر وغلال زنابق .


نصيرة تختوخ 29 / 01 / 2012 48 : 01 PM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]شكرا لك أخ علاء أتمنى أن تظل كتاباتي في منحى تصاعدي كدوال النمو الأسي ذات الأساس الإيجابي الأكبر من واحد (ابتسامة).
دمت و دام نشاطك ووفقك الله.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 29 / 01 / 2012 51 : 01 PM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ عبد الكريم أشكر كل كلماتك الجميلة التي تفقدت هنا برفق ورقة و انسياب وأتمنى أن أقدم دوما مايستحق التوقف و القراءة.
دمت بخير و طاب صباحك.[/align]
[/cell][/table1][/align]

حسن ابراهيم سمعون 02 / 02 / 2012 13 : 06 PM

رد: بذلة العريس. نصيرة تختوخ
 
أعتذر فلم أقرأ دعوتك لقراءة النص إلا البارحة.
الأخت نصيرة , أوقع خلف الحافظ والصالح , وأضيف على ما قالاه , بانك تمكنت من تجريد الحلم الهلامي من الحالة الطيفية
إلى حالة حسية مدركة ماديًا بالحواس الخمس وبالحدس الجمالي
وهذا أيضًا يحسب لك ,,
هذا من حيث المضمون , وتخصيص التجربة ثم تعميمها
وهذا ما أشار اإليه الحافظ بقوله (وهذه القصة التى التقطت حالة انسانية متكرره لكنها نجحت فى ان تتعامل مع بطلة القصةمن الداخل منعكسا على الخارج معتمدة على توظيف الحلم بمهارة لتقول لنا ان الحلم هوبديل العجز فى الواقع معبرة عن حالة انسانية لم تلجأ الى اليأس )
وبالحقيقة الأحلام هي ميكانيزم لحالة تداع لاشعوري للهروب من الواقع عبر آلية معقدة خارجة عن السيطرة...
وبالشعوروبالسيطرة كانت الأسطرة والميثيا لوجيا هي الواحات المخملية التي يهرب إليها الإنسان بحالة ذهان ويحملها ماعجز عنه بالواقع فخلق البطل الأسطوري الذي لايموت , ويطير , ويسبح وووو.........
ملامح القصة تبدو جلية هذه المرة أكثر من نصوص سابقة ..
سعيد بمروري
حسن ابراهيم سمعون


الساعة الآن 01 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية