![]() |
خي تو *
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــــيء
لم يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك . كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة الإبتدائية ، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من أحلامها بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير قريتها وعالم آخر الذي حتما سيكون أفضل من عالمها الحالي الضيق والرتيب . لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء بجسدها الذي فاق بكثير سنها ، ومساهمة من الوالد في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل إلى معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل التكفل التام به . ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها وفهمها للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها ، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى ملتقى للسمر بأحاديث القلوب والعواطف بين المعلم وتلميذته ، وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين . خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي اصبحت الطريق إليها سالكة - شيئ ما ، لكن خوفه تبدد مع مرور الوقت . تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج الرباط المقدس الذي يلف العش الحاضن لها تحت جناح فارسها المعلم وما عادت تهمها الدروس ولا الإمتحانات ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها. رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها وكانت تجيب كل من يسألها عن الأمر : وماذا أفعل بالشهادة ؟ أنتم تعرفون مآل كل بنت ". وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة ..................... وأنتظرت ........... وطال الإنتظار ........... ولما أيقنت أن لاعودة ، وأنها كانت مجرد نزوة عابرة ، تلبدت سماؤها ، وتقوقعت في صمت رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم ، كانت تأخذ نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي تردد " خي تو .... خي تو ...." ، و عبثا حاولت صديقاتها معرفة مغزى هذه العبارة ، ولما انتشر ذلك بين الناس : أطلقوا عليــــــــها إســـــــــم " خي تو " . دارت الإيام ، ومرت الإيام و" خي تو " لا تزال على حالها رغم بلوغها سن الكهولة ، وفي يوم من الإيام تناهى إلى سمعها أن المعلم المتقاعد متواجد بالقرية في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه فأنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس الحال وهي تردد " خي تو ، خي تو ......" وتجري في الأزقة الضيقة والساحات حتى ألتقت بالمعلم فأتجهت صوبه وهي تردد نفس العبارة وظن أن أمرأة من نساء القرية أشتاقت لرؤيته ، ولما وصلت إليه ممرت كالبرق النصلة التي شحذتها سنين عددا على رقبته التي لم يبق فيها سالما شريان ولا وريد ثم عادت بنفس السرعة وهي تقول : يكفيني يا ربي ، يكفيني يا ربي " ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت من يدها النصلة وسقطت هي بعدها مفارقة لحياة لم تعرف فيها بعد الحلم إلا العذاب والتعاسة . فارقتها بعد أن حققت هدفا لم يكن يخطر على البال لولا تصرف من خص بحمل أنبل رسالة وأشرفها . لقد حققت هدفا بلون رمادي بعدما كان في السابق أهدافا وبألوان الطيف . * خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو . خي : ب تو : هذه بهذه أي سأخذ ثأري بهذه النصلة . |
رد: خي تو *
أحسنت أحسنت قصه جميله جداً والعبره ان لكل ظالم نهايه والامل بإنتصار المظلوم على الظالم رغم انني لا انكر ان خي تو أخطأت ونالت العقاب الشافي وهي ان
تبقى على مشارف الجنون وكأن الزمن لفظها ورمى بها الى أودية الحزن والشجن راقني نصك سيدي وابتي الفاضل اتمنى ان لا تحمنا من ابداعتكم تقبل مروري بود فاطمه |
رد: خي تو *
نهاية يستحقها ذاك المعلم ، ولكل نصيب مما يفعل ، قصة واقعية وذات نهاية مستحقة دمت مبدعا "أ. فهيم رياض" ودي ووردي |
رد: خي تو *
اقتباس:
وقتك الثمين لقراءة قصتي والتعليق عليها . هي البراءة إلى حد السذاجة والثقة العمياء في أن المعلم لا يخطيء وإذا أخطأ فسرعان ما يبادر إلى تصحيح خطأه ....... بارك الله فيك . |
رد: خي تو *
اقتباس:
في هذه المنتديات قصتي المتواضعة برد جميل جدا . شكرا جزيلا لك . |
رد: خي تو *
اقتباس:
قصة جميلة أستاذ فهيم رياض شكرا لك |
رد: خي تو *
ليكن عبرة لكل من تسوّل له نفسه اللعب في عواطف وعقول الفتيات قصة رائعة ومعبرة , دمت أستاذ فهيم رياض , ودام لك هذا التألق والإبداع . تقديري واحترامي . |
رد: خي تو *
الاستاذ الفاضل // فهيم رياض يظل المعلم قدوة للطلاب وأهاليهم لأنه يحمل رسالة سامية وأن أختلت النظرة بفعل مشين فـ هذه هي الكارثة الاستاذ الفاضل // نص جميل وسرد متمكن ومتميز جداً رائع تقديري نورة الدوسري |
رد: خي تو *
قصة جمية. تحمل مدلولات معبرة ..يقال أن الاعرابي اخذ بثأره بعد أربعين سنة... وعلى فكرة خي تو تعني باللغة السويدية الرقمان سبعة واثنان... شكرا لك على امتاعنا من خلال هذه الرائعة... باقة ورد لك |
رد: خي تو *
قصة واقعية
نهايتها مؤلمة لكن لا دخان بدون نار! شكرا لك أخي فهيم على هذه القصة احترامي وتقديري لك أتمنى دائما أن تكون بخير |
الساعة الآن 10 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية