![]() |
النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف [/fontصقر أبوعيدة نَبَتَتْ عَلى بَالي غُصُونُ قَصِيدَةٍ حَمَلَتْ أَهَازِيجَ الْوَطَنْ فَسَقَيتُها أَنْغَامَ شَعْبٍ قَادَهُ طُولُ الْمِحَنْ رَاوَدْتُها عَنْ صَفْحَةٍ لأَخُطَّ فِيها خَاطِري فَتَعَلَّقَتْ في شَوكِها أَحْبَالُ صَوتِي وَالشَّجَنْ سِرْتُ الْهُوَينَى في الْكَلامِ وَرُحْتُ أُومِئُ بِالدّمُوعْ فَلَعَلَّها تَمْضِي عَلى دَرْبِ الْقَصِيدِ بِلا رَسَنْ لَكِنَّها نَظَرَتْ إلى زنْزَانَةٍ بُنِيَتْ على كَسْرِ الضّلُوعْ فَتَراجَعَتْ تَرْجُو الْخَلاصَ مِنَ الْوَهَنْ وَرَجَوتُها تَسْمُو عَلى وَجَعِ الْقُيُودِ وَما يَلُوعْ فَاسَتَوحَشَتْ وَتَدَثَّرَتْ في صَمْتِها فَدَعَوتُ مَنْ يُلْقِي لَها نَغَماً يُذَلّلُ دَرْبَها أَسْمَعْتُها أَلَمَ الْعَصافِيرِ الّتي لَمْ تَبْنِ عُشَّ فِراخِها وَعَصَرْتُ في كَلِماتِها شَغَفَ الْفُؤادِ إلى السّكَنْ وَنَثَرْتُ في أَوْراقِها وَهَجَ الصّبَايا وَاشْتِعالَ صُدُورِها حَيثُ الْخُطُوبُ تَنازَعَتْ فِيها النّفُوسِ بِلا ثَمَنْ ذَكّرْتُها بِالشّعْبِ وَالأَرْضِ الّتِي رُوِيَتْ بِهِ قَالُوا احْصُدُوهُمْ عِنْدَ طَلْعَةِ لَيلِهِمْ * صَرَخُوا احْصُدُوهُمْ لِلرَّدَى خَمْسُونَ إلا وَاحِدا أَوَ تَذْكُرِينْ أَصْوَاتَ قَهْقَهَةٍ يُرَدّدُها الصّدَى وَالرّيحُ تَنْبَحُ وَالسّفِيهُ تَمَرّدَا في كُفْرِ قَاسِم.. لا فِدَى لَمْ يَنْتَهُوا بالْجَدِّ إِذْ نَزَعُوا شَغافَ بِلادِهِ في قَلْبِهِ بُورُ الْحُقُولِ وَليَلُ قُبَّرَةٍ تَحِنُّ لِلَحْنِها ذَكّرْتُها بِمَلامِحِ الزّيتُونِ عِنْدَ حَصَادِهِ وَالأُنْسُ يَكْظِمُ غَيظَهُ بَينَ الْبَرارِي وَالْمُدُنْ لَمّا رَأَتْ قَلَمِي تَهَيَّأَ لِلزّفافِ على عَرُوسِ قَصِيدَتي مَرّغْتُ صَدْري في مَراغِ خُيُولِها وَعَسَى الْحُروفُ تَقُولُ لي لَحْنَ الْوَطَنْ فَجَفاؤُها يُذْكِي مَرارَةَ غُرْبَتِي لَمّا رَأَتْ أَسَفِي يَفُورُ على جُفُوني شَاكِيا أَرْخَتْ سِتَارَ الصّمْتِ فَوقَ خِبائِها وَتَجَلْبَبَتْ بِسُكوتِها تَرْوي الْهُمُومَ وَما بِهِنْ فَلِقُاؤُنا آتٍ وَإِنْ رَبَضَ الْجَفا في دَرْبِها بَينَ ابْتِهالٍ وانْتِظارٍ أَرْشُفُ الْكَلِماتِ منْ حَسَراتِ نَهْرِ الصّابِرينْ فَحَمَلْتُ أَضْلاعي على صَخْرِ الْحُرُوفِ.. لأَنْحَتَ الشّعْرَ الّذي أَلْبَسْتُهُ قُمُصَ الْوَطَنْ وَجَبَلْتُ طِينَةَ خَاطِرِي وَالْمَاءُ يَجْرِي فَوقَ أَرْصِفَةِ الْقَصِيدْ وَكَأَنّهَا غَثَيانُ حُبْلَى تَشْتَكِي طُولَ الزّمَنْ قَالَتْ لِيَ الْكَلِماتُ في وَقْتٍ عَسِرْ الشّعْرُ في وَحْلِ النّفُوسِ تَلَوّثَتْ فِيهِ الصّوَرْ فَتَخُوضُ في رِجْسِ الأَغانِي وَالتّغَرّبِ وَالْفِتَنْ ياَ شَاعِرَ النّجْوَى تَرَفَّقْ بِالْقَصَائِدِ وَالْمُتُونِ وَمَنْ تُحِبْ شِعْرِي عَلى مَتْنِ النّفِاقِ تَفَرّقَتْ أَلْوَانُهُ يَا أُمُّ يَا حَوْشَ الَْعَبِيدْ أَيُّ الْحُرُوفِ تَرَينَها لا تَنْتَمِي لِلشّعْبِ في أَرْضِ الشّهِيدْ فَلْتُشْعِلِيها في الْحُطامِ وَفي الْوَقُودْ لا تَرْكَنِي لِلْحَرْفِ إِنْ جَمَدَ النّشِيدْ عِنْدَ النّوَائِبِ وَاخْتَفَى مِنْ سَطْرِهِ حِبْرُ الْوَطَنْ * في تمام الساعة الخامسة بعد ظهر التاسع والعشرين من أكتوبر 1956، فُرضَ أمرُ منع التجوّل على قرى المثلّث الفلسطيني وتمت المجزرة. قتل 49 شخصا ما بين رجل وطفل وامرأة وشيخ كانوا عائدين لبيوتهم في كفر قاسم |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
لا أملك إلا أن أُثبّت القصيد...مدهش أنتَ يا صقر!!!
يثبّت النص بتاريخ: 2012/03/04 |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
اقتباس:
أستاذنا الحبيب محمد الصالح الجزائري سلام الله عليك شهادة من أستاذنا الجزائري وكفى بها ثبت الله فؤادك في محبته |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
"فَحَمَلْتُ أَضْلاعي على صَخْرِ الْحُرُوفِ.. لأَنْحَتَ الشّعْرَ الّذي أَلْبَسْتُهُ قُمُصَ الْوَطَنْ وَجَبَلْتُ طِينَةَ خَاطِرِي وَالْمَاءُ يَجْرِي فَوقَ أَرْصِفَةِ الْقَصِيدْ وَكَأَنّهَا غَثَيانُ حُبْلَى تَشْتَكِي طُولَ الزّمَنْ" ****************** * * كم لقلب الأديب أن يحمل من شجى وكم لأرواح الحروف أن تصمد عائمة فوق مسطحات الأن والوهن؟ القدير المبدع صقر شعر الوطن ممسوس ببادئة الخليقة وكنهها سلم قلبكم ونبضكم أخي الكبير ولا عدمتم الألق أبدا مودتي |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
نص إنساني الملامح يرسم المأساة الفلسطينية للكون والإنسان ، سعدت بمعانقة نبض روحك النقية أيهذا الصقر الحر ، أعجبتني حومتك المحلقة من عل على مراقب الضمير ، هيا أخي الأخضر نزرع الإنسان ، نص يفتك إعجاب القارئ دون مجاملة أيها المبدع الرقيق .
تحياتي شاعرنا الحبيب المبدع صقر أبو عيدة |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
صديقي صقر , صاحب البصمة الفردة , لا أستطيع إلا التوقيع خلف الصالح , وذبيان , والسلطاني
مدهش أنت ياشاعر....................... لك كمشة من تراب سوريا حسن ابراهيم سمعون |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
قال الاساتذه عنك ايها الشاعر الفذ ايها المحلق في فضاءات الجمال والروعه
قلمك يكتب بحبر روح بقلم الوجد وعلى غلاف القلب سطور قصائده صقر انت يا صقر إكتب فلكلماتك سحر عجيب غريب لكنه رائع كروعتك سلم نبضك تقديري واحترامي أيها الشاعر الشاعر تحيه بعبق الزيزفون أختكم فاطمه |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
اقتباس:
حبيبنا ألبير تقرأ بجمال قلبك وترى غيرك جميلا فشكرا لبهائك الذي حط هنا ليثني على النص |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
اقتباس:
شاعرنا الأريب الحبيب عادل سلطاني يكفي حضوركم أخي لأعلم قيمة النص عندكم فأنت من له في القلب اكثير وأشكر حسن ظنك بأخيك |
رد: النَّحْتُ في صَخْرِ الْحُرُوف
اقتباس:
شاعرنا الذي نفتخر به حسن إبراهيم سمعون تشهد لأخيك بطيب قلبك ومحبتك التي أعرفها وأشكر لك جمال كلمك وثنائك القيم |
الساعة الآن 47 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية