![]() |
وردة ريلكة
منذ فترة قمت بزيارة معرض الكتاب في أبو ظبي ولفت نظري ركن الإصدارات المترجمة في احد دور النشر هي إصدارات عالمية لكتاب غربيين انجليز والمان وفرنساويين ، تصفحت مجموعة من الكتب ولفت نظري كتاب للشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه ، تصفحته بسرعة ولفت نظري البعد الإنساني في كتاباته.
أذكر لكم موقف لهذا الشاعر والتى سأبني عليها لاحقاً موضوع للحوار. أقام الشاعر الألماني ريلكه فترة في باريس. و كان يمر صباح كل يوم في شارع مزدحم و هو ذاهب إلى الجامعة بصحبة صديقة فرنسية. و كانت هناك متسولة تجلس جامدة كتمثال عند إحدى زوايا هذا الشارع. و كان يراها دائماً في المكان نفسه، تمد يدها و عيناها تنظران إلى الأرض. لم يكن ريلكة يعطيها شيئاً ، بينما كانت صديقته تعطيها غالباً بضعة فرنكات. و ذات يوم، سألته الشابة الفرنسية مندهشة: "لماذا لا تعطي شيئاً لهذه المسكينة ؟" فأجاب الشاعر: "يجب أن نعطيها هدية لقلبها و ليس ليدها" و في اليوم التالي ، مرّ ريكله و معه زهرة رائعة قد بدأت تتفتح ، ووضعها في يد المتسولة ، و تظاهر أنه يتابع طريقه ، فحدث حينها ما لم يكن متوقعاً. رفعت المتسولة عينيها، ونظرت إلى الشاعر، ثم وقفت بصعوبة و أمسكت يد الشاعر و قبلتها، ثم مضت و هي تضم الوردة الجميلة. و لم يرها أحد طوال أسبوع. و في اليوم الثامن، عادت إلى مكانها المعتاد، ساكنة جامدة كما من قبل. فسألت الفتاة الفرنسية: "ممّ عاشت كل هذه الأيام؟" فأجاب الشاعر: "من الوردة" نظراً لإنني أهتم كثيراً بالعلاقات الإنسانية ومدى تأثير هذه العلاقات على سلوكياتنا كأفراد، اخترت ان يكون موضوع الحوار اليوم في هذا السياق " تأثير التواصل الإنساني على سلوكياتنا كأفراد" سأضع بعض الأسئلة لتكون ركيزة لهذا الحوار - هل علاقتنا في هذا الوقت هي كعلاقات الأفراد في الخمسينات على سبيل المثال؟ - ما التغير الذي طرأ على طبيعة العلاقات الإنسانية ؟ ومالسبب في ان العلاقات الأن يغلب عليها الطابع المادي البحت؟ - مالذي نحتاجه كآدميين حتى نعيش متصالحين مع أنفسنا وسعداء مع الآخرين؟ - مالذي يربطنا كبشر؟ هل الماديات وحدها كفيلة ببناء جسوراً من المحبة أم ان التواصل الإنساني فقط هو من يبني هذه الجسور أم كلاهما معاً؟ - هل بالخبز وحده يحيا الأنسان؟ أم أن الكلمة الطيبة ، اللفتة الإنسانية كلفتة ريلكة ضرورية لإحياء انسانيتنا؟ أحياناً كلمة طيبة أو موقف انساني راقي يرفعنا الى القمة ، واحياناً تصرف لا إنساني يهوي بنا الى سابع أرض مخلفاً حطام آدمية ، هذا يجعلني متأكدة بإن للعلاقات الإنسانية مفعول السحر في حياتنا كبشر. وردة ريلكة بمفهومها الإنساني هي أثمن بكثير من كل الماديات لإنها خاطبت الحس الإنساني الذي يغيب عن أعين الكثيرين. في انتظار تفاعلكم مع الموضوع ، لكم محبتي، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
عزيزتي استاذة سلوى لا أعلم أن كنت فعلا تريدين منا التقيد بالأسئلة بالضبط ؟؟ أنا أحاول أن أدلي بدلوي بشكل عام ... بالنسبة للخمسينات فأعتقد أن معظمنا كان صغيرا ً إن لم يولد بعد .. لذلك أنا صعب أن أتكلم عن علاقات كانت بين آباءنا لأنه باختصار شديد نحن لم نكن أطراف فيها .. لكن دعينا نقارن حياتنا منذ أخر عقدين أو ثلاثة عقود . الحياة في كل يوم تتغير وتصبح أقسى وأنا لا أرى أن الناحية المادية أو المصلحة تلعب دورا ً في علاقات الناس ببعضها ولكن هناك شيء لا بد أن نصارح أنفسنا فيه وهو كم كبير من الهزائم والإنكسارات وخيبات الأمل جعلتنا ننغلق على أنفسنا .. فقدنا الأمل .. فقدنا الثقة بالآخر .. أصبحت عندنا قناعات أن هذه الحياة لن تجود فيما بعد بالأفضل لذلك لم نعد ننتظر الأفضل .. أصبحنا من كثرة ما فقدنا من أصدقاء نتردد في محاولة إقامة علاقة صداقة مع أحد .. دخلت عوامل الغربة التي لم تكن موجودة في السابق هناك السفر يهدد أي علاقة بالدنيا .. حتى داخل الرقعة الواحدة بعدت المسافات والنفوس أصبحت مثقلة بخيبات الأمل لذلك لم نعد ننتظر صديقا ً مخلصا ً ولا محبا ً وفيا ً .. عدا عن ذلك انتفت الصراحة بين الناس .. الصراحة التي كان يتمتع بها السابقون نحن نعتبر أنفسنا أكثر تطور وحضارة بالتالي لا نهتم بمكاشفة الآخر ولا نعاتب ولا نصارح هذه أمور تخلق حواجز وتؤدي فيما بعد إلى النفور .. عدا عن الضغوطات المادية والإرهاصات والانهزامات المتلاحقة التي جعلتنا لا نتحسس أرضا ً تحت أقدامنا فكل تفكيرنا منحصر ماذا نفعل بالغد ؟ لا يوجد وأنا متأكدة من كلمتي هذه من يهديك وردة بقلب ٍ صاف ٍ أو لأنه يفهم لغة الورود كل من حولنا يجيد التمثيل والتصنع والممالقة لأنهم يعتبرونها فن التعامل مع المرأة لكن الإحساس الحقيقي الصادق بالمرأة أو حتى بالآخرين مفقود . الحقيقة مرة والمواجهة صعبة وأنا متأكدة أنهم سيتهمونني بالتشائم وبأني أظلم الآخرين .. لكنني لن أهتم لأن بين يدي من التجارب ما يكفي لأقول لهم التمثيل والخداع والزيف والرياء هو رصيدنا في هذه الأيام الصعبة ولأني لا أملك هذا الرصيد فأنا وبكل شرف أتنحى جانبا ً وأنزوي وأقتنع أن وحدتي هي أقصر الطرق للعيش بسلام في مجتمع انقلبت كل المفاهيم لديه . شكرا سلوى لطرح الموضوع ولرحابة صدرك ودمت بكل المحبة |
رد: وردة ريلكة
[align=justify]الأستاذة العزيزة سلوى :
وردة الشاعر ريكله اختصار للشجن الإنساني الذي يجدر بالبشرية أن تتفانى من أجل تقسيمه بالتساوي بين الأفراد، و المجموعات مهما كانت دياناتها و ثقافاتها و اعتقاداتها السياسية. في عالم الأدب الإنسانية ارتسمت كرمز عظيم في وردة ريكله، و في عالم القانون تتجلى الإنسانية في الحق الكوني في ممارسة الحريات الشخصية مع مراعاة حريات الآخر، و في الفلسفة تمثل الإنسانية مركز أشكالية :" الحق في الإختلاف". القيمة الوجدانية للفعاليات الأدبية تنسجم مع عطاءات الإنسان في العلوم الإجتماعية. في مقتطفك الجميل و المناسب عن قصة الشاعر الألماني ريكله مع المتسولة : هل تطلقين دعوة لدراسة حالة أدبية؟ أم تحيلين إلى موضوع اجتماعي؟ أعتقد أنك تقصدين كلا المجالين، و ما دام عقل الإنسان و وجدانه يتطلبان الشعور بالإنتماء الإنساني أو ما أسميه :"عشق ظهور الأنانية في الذات الأخرى"، فلماذا يتأخر التطبيق؟ العامل الوحيد الذي يؤخر التطبيق و الذي يمكن أن نناقشه دون خوف من إثارة خلافات فكرية هو العامل التربوي، علينا أن نفكر جديا في تحويل المشاعر و العواطف من نطاق الإكتساب إلى نطاق الطبيعة و هكذا عندما يساعد شخص ما شخص آخر أو يقبل عليه بحديث رحب يتوجب عليه أن لا يشعر بأنه يحقق ضرورة الطبع الإجتماعي للإنسان كما يقول ابن خلدون و إنما يجدر به أن يشعر بأنه يمارس إنسانيته، بأنه يعيش، يحيا كما تقول الأستاذة سلوى حماد عبر رمز وردة ريكله. دام لك البهاء و الصفاء أديبتنا الراقية. [/align] |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
الأسئلة هنا ليس قيد ، ولكنها فقط قاعدة يمكن للمتحاورين البدء منها ، انطلقي غاليتي كما يحلو لك المهم ان نسمع رأيك . اقتباس:
لقد طرحت أسباب عدة لما نمر فيه من حالة ركود في التواصل الإنساني الذي انسرقت منه العفوية المحببة في العلاقات بين البشر ضغوطات الحياة والسعي من أجل الحصول على لقمة العيش الكريمة جعلت الإنسان كمن يدور في ساقية لا يعي متى يبدأ يومه ومتى ينتهي وفي زحمة المشاغل تضيع التفاصيل الجميلة. صديقة لي قالت لي انها عاتبت زوجها لإنه لم يقل لها كلمة رومانسية منذ زمن فرد عليها قائلاً " عندما عدت من السفر العام الماضي قلت لك أشتقت لك" هذا مثل بسيط على الجفاف الذي طال مشاعرنا، ايضاً الغربة لها دور لا نغفله ، أصبحنا عبارة عن مسافرين بصفة دائمة ومشاعرنا حبسناها في شنطة سفرنا ، نتعرف هنا وهناك ، ونلوح بالوداع لنحط رحالنا في محطات جديدة . كل ماذكرتيه ميساء مسببات حقيقية اثرت كثيراً على تواصلنا كبشر ، ولكن علينا ان لا نستسلم وان نناضل من أجل انسانيتنا قبل ان يدوسها قطار الماديات. دمت قارئتي حتى السطر الأخير ، كوني بخير ولك باقة من الورود ( أجمل من وردة ريلكة :sm113:) بكل الحب، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
أتفق معك تماماً د. هشام في ضرورة المبادرة لتلبية حاجتنا للإنتماء الإنساني وان نحاول احياء ثقافة الإنتماء الى الإنسانية بغض النظر عن اي اختلاف مهما كان نوعه. علينا ان نكون أكثر شجاعة ونعرب عن مشاعرنا الحقيقية بلا اي مساحيق ، نحتاج للعفوية في علاقاتنا مع من حولنا بدون اي تخطيط مسبق، نحتاج الى ان نحتضن مشاعر الأخرين باحترام وأن نمارس انسانيتنا من خلال تواصلنا العفوي وأصر على كلمة عفوي هنا لإن العلاقات الإنسانية اذا خرجت من إطار العفوية تصبح علاقات ممسوخة بلا روح. عزيزي د. برجاوي مداخلتك قيمة وقد أثرت الموضوع وأضافت له ابعاد أخرى ، مودتي وصادق تقديري، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
عزيزتي استاذة سلوى لك اهداء على هذا الرابط http://www.nooreladab.com/vb/showthr...4570#post34570 اتمنى ان ينال اعجابك |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
الأديبة الرقيقة ميساء، اشكرك غاليتي على هذا الإهداء المميز الذي جاء في سياق الموضوع ، بمناسبة الورود ومفعولها الجميل على الروح ، اخترت هذه القصة الجميلة التى عايشتها وظلت عالقة بذاكرتي بالرغم من قدمها إذ ترجع احداثها الى العام 1980، سأخبركم بقصة العم مصباح ، العم مصباح كان حارساً لمشتل في كلية الزراعة في الجامعة التى درست بها ، كنت وقتها طالبة في كلية العلوم وكان علي أن أدرس احد المساقات في قاعات كلية الزراعة ، كان يتطلب منا هذا السير على الأقدام حوالي العشر دقائق. بطريقنا لكلية الزراعة كنا نمر بمشتل الكلية والذي كان يحتوي على كافة انواع الزهور والمزروعات الاخري الخاضعة للبحوث والتطوير، كان العم مصباح في العقد الخامس من عمره ، رجل طيب يبتسم للمارة بحب، وبالرغم من ضيق الوقت بين المحاضرات إلا انني كنت أحرص على الوقوف ورد السلام عليه وسؤاله عن احواله وعن أسرته ، وفي كثير من الأحيان كنت أحمل له بعض من قطع الشوكولا. في إحدى الأيام وجدته ينتظرني وفي يده ثلاث زهرات جورية بألوان بديعة للغاية وهي من نتاج التجارب التى تقوم بها كلية الزراعة لتحسين سلالات الأزهار وقد لف جذورهم بقرطاس من الورق وقدمهم لي قائلاً " القطفة الأولى لأطيب طالبة في الجامعة" ، دمعت عيني ولم أدري وقتها ما الذي يجب ان أفعله، أخذت القرطاس واحتضنته، تعجبت زميلات لي يرافقنني في رحلتي لكلية الزراعة وتسائلن : " ونحن أين زهورنا يا عم مصباح؟" فرد عليهن " الورد للورد، هي لا يمكن ان تمر دون ان تسأل عني". وبقي العم مصباح حريصاً على إهدائي كل صباح ثلاث زهرات مختلفة في قرطاس ورقي بسيط الى ان تخرجت ، لا أدري لماذا اختار ثلاثة وردات !!!!!!!!!!!!! من يومها أطلق علي زملائي بالجامعة لقب " عاشقة الورد" . ما قصدته هنا من سرد هذه القصة هوأن العم مصباح الإنسان البسيط قد وعي قيمة الورد ولذلك عندما أحب ان يكافئني على اهتمامي به لم يجد غير الورد ليهديني أياه. ما أجمل ان نعرب عن مشاعرنا في الوقت المناسب ، وأن لا نسمح لطاحونة الحياة ان تطحن هذه اللمسات الجميلة. دمتم بحب وبإنسانية ، ولكم مني مشاتل من الورد أغرسها في قلوبكم الطيبة، بكل الحب، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
[align=justify]الأستاذة العزيزة سلوى :
أعتقد أن جوهر اللمسات الإنسانية يتجلى في إبداء الحرص الفائق من أجد ديمومة ،و لما لا، خلود العلاقة الإنسانية. في الغياب انفراج للإنطباعات المكفهرة، لذلك على المناضلة الإنسية أن تبحث عن تكريس حضورها الرمزي و المادي. لا تغيبي عن المنتدى و لا تحرمي مجتمع نور الأدب من مساهماتك المليئة بالمشاعر العميقة و الخلابة. مع وافر التقدير.[/align] |
رد: وردة ريلكة
الأخت الأستاذة العزيزة سلوى حماد طرح هام وضروري , لاشك أن العلاقات الانسانية كانت في الماضي (الأربعينات والخمسينات ) أوثق كثيرا من هذه الأيام . ومن المؤكد أن الهزائم والانكسارات وخيبات الأمل التي تعرضنا لها مؤخرا ,جعلت الكثير منا يشعر بعدم الثقة بالآخرين , وكذلك مانتعرض له من ضغوطات معيشية ومادية أبعدت عنا هذه المشاعر الإنسانية الجميلة الهامة والتواصل الإنساني.. ولكن لانستطيع أن ننفي نهائيا مثل هذه العلاقات الحميمية بين البعض من الأزواج , وحتى الأخوة , والأصدقاء , والمحبين . وبالنسبة لموضوع الورد : سأصارحكم بقول لإنسان عزيز ومحب لي أهداني وردا , وقال لي : الأصح أن نهديك أنت للورد , بدل أن نهديك الورد , فأنا أرى مثل هذا الإنسان يحمل في نفسه أرقى وأجمل المشاعر والحب . وهاهو العم مصباح أيضا أحب أن يكافأ الإنسانة التي اهتمت به بالورد وهذا شعور رائع . عزيزتي أستاذة ميساء : كما يقول المثل: إن خليت خربت . أرجوك لاتتنحي جانبا ولا تنزوي وتلجأين للوحدة ,كما تقولين. وأتمنى لكم جميعا حياة مليئة بالحب والسعادة وبالتواصل الإنساني الرائع . |
رد: وردة ريلكة
[align=justify]
تحياتي لك أستاذة سلوى.. سرني جداً هذا الطرح المتميز في هذا المنتدى الجديد " آداب السلوك الإجتماعي " وردة ريلكة والوردة رمز راقي للمشاعر الإنسانية اللفتة الإنسانية هي أشد ما نفتقد في هذا الزمن المادي قبل ريلكة قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " ابتسامتك في وجه أخيك صدقة " هي النفحات الإنسانية واللمسات الرقيقة التي يحتاجها أي إنسان الوردة أحياناً تكون أثمن من كل كنوز الأرض خاتم من حجر الماس يستطيع أن يهديه أي ثري وباقات الورود وسلال الزهور يهديها كل البشر، ولكن للوردة هذه خد إنساني لا يعرف كيف يهديها إلا بشر بمرتبة إنسان لإنسان دمت ودام حسك الإنساني [/align] |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
اشكرك على حضورك البهي وتواصلك الرائع، تغيبني الظروف وتطحن دوامة الحياة الوقت فتسرق مني لحظات الفرح التى اقتنصها بتواجدي بينكم وبين كلماتكم الجميلة ، لكم أكتب وبكم ترقى كلماتي الى عنان السماء ومعكم يصبح للتواصل الإنساني معنى وقيمة. دمت بكل الود، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
صدق من قال لك الأصح ان نهديك انت للورد ، فأنت خير هدية أختي الغالية لما تملكينه من صفات رائعة وأصالة ، بلا شك تأثرت علاقتنا ببعض وليست كما كانت في السابق ، ولكن ألا تستحق انسانيتنا الى وقفة ، ألا تستحق الى ان نقاتل من أجل حمايتها من هجمة الماديات التى طالت كل شيئ؟ أشعر بإن تواصلنا هنا هو البداية ، فلننطلق من هنا ، لنتواصل بالكلمة الطيبة التى لها مفعول الوردة وأكثر ، ولنكن اكثر شفافية في تعاملاتنا ، ولنغسل قلوبنا بالسماح والطيبة ونفرشها بمساحات من البياض والنقاء . دمت بخير يا بوران ، واسمحي لي ان أغرس مشاتل من الياسمين النقي بجانب قلبك الطيب احملها صادق أمنياتي لك بموفور الصحة والعافية. بكل الحب، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
عندما قرأت العنوان لم يتبادر إلى ذهني مباشرة أنك تقصدين الشاعر و الكاتب الألماني Rilke و ابتسمت بعدها لأن حرف e لا يجد غالبا مقابلاله خاصة عندما يتعلق الأمر بالأسماء إلا التاء المربوطة أو الألف الممدودة فتجدينا هنا بهولندا حين نترجم بعض الأسماء الهولندية كArianneو Nienke ننطقها آريانا و نينكا..أو آريانه ونينكه..
لكن إذا عد ت إلى رمزية الورود و اللمسات الإنسانية سأقول : اللامبالاة قد تخلق الكثير من اليأس و تنسج مشاعر سلبية كثيرة ليست الماديات هي كل ما ينقص الآدميين , كلمة طيبة, رسالة محبة, باقة ز هر أو هدية بسيطة..أي شيء يجعل الإنسان يحس أنه يعامل بتكافؤ و إيجابية كإنسان ودون نظرة دونية أو احتقار بإمكانه أن يضيف إيجابية و سلما ومحبة إلى هذا الكون. وقبل أن أترك مجلسك أخت سلوى أترجم لك بعض ابيات راينر ماريا ريلك أو ريلكة وأهديهالك مع وردة صباحية: "تجرأ على حمل الحياة بسمو فقط الأرواح الصغيرة تصغر الحياة المتسولون يمكن أن يكونوا إخوتك, و مع ذلك يمكنك أن تظل ملكا" http://tbn2.google.com/images?q=tbn:...yorin-roos.jpg |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
بلا شك في ديننا الإنساني لفتات إنسانية رائعة والتى جسدها رسولنا الكريم في الكثير من تعاملاته ووثقها في الأحاديث الشريفة، فنحن محظوظون بأننا ننتمى لهذا الدين الحنيف. الفكرة هنا هي أن الأنسان يبقى أنسان ، يشعر ويتفاعل مع اللمسات الإنسانية مهما كان عمره أو مكان اقامته أو ثقافته أو لغته، والورد هو لمسة انسانية يتذوقها كل من له حس انساني. أتفق معك بإن ليس كل البشر سواء وان البشر يجب عليه ان يمارس انسانيته حتى يرتقي الى مرتبة انسان. اشكرك على اطلالتك الجميلة واتمنى لك موفور الصحة والعافية، دمت بود، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
أهلاً وسهلاً أستاذة نصيرة، اشكرك على المقتبس الجميل لماريا ريلكة ، أحساس الإنسان بإنسانيته يلغي كل الفوارق والطبقية بين البشر ويصبح التعامل بينهم مبني على معطيات بعيدة عن الماديات البحتة اشكرك على الإضافة الجميلة استاذة نصيرة، وعلى وردتك الرائعة مودتي، سلوى حمّاد |
رد: وردة ريلكة
- هل بالخبز وحده يحيا الأنسان؟ أم أن الكلمة الطيبة ، اللفتة الإنسانية كلفتة ريلكة ضرورية لإحياء انسانيتنا؟
الأخت العزيزة والأستاذة القديرة سلوى حماد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , يسعدني دائما , بل ويثلج صدري كل من يهتم بالنواحي الإنسانية , والمشاعر والأحاسيس , فبدونها تصبح الحياة جامدة قاسية . ونحن دائماً نطلق على (الخمسينيات والستينيات .... إلى الثمانينيات ) من القرن الماضي .. الزمن الجميل .. زمن الرومانسية . أما الأن في عصر التكنولوجيا والعولمة .. تحول الزمن الجميل الرومانسي إلى زمن مادي بحت يكاد يخلو من المشاعر والأحاسيس . ولقد سطرت كلمات بسيطة في المنتدى عن ( الحب قبل الخبز أحياناً ) http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=9770 وأتمنى أن نتكاتف جميعاً من هذا المنبر ونحاول إحياء الزمن الجميل الرومانسي لنستطيع مواجهة الحياة بصعابها ومشاكلها , تحياتي وتقديري .:sm217: |
رد: وردة ريلكة
اقتباس:
أتابع مقالاتك الجميلة والمتنوعة ، لك مني كل التحية، أشد على يدك واضم صوتي لصوتك أستاذة مرفت لٌنحيي الزمن الجميل ، الزمن الذي كانت للكلمة معنى وللوردة قيمة وللنظرة حكاية الزمن الذي كنا نعيش فيه احلاماً وردية ونمتطى صهوة خيالنا مع فارس الأحلام النبيل الشهم وليس كما يفعلن بنات هذا الجيل، فارس الأحلام الذي يٌقيم بما تحتويه جيوبه وبنوع سيارته ..الخ. أشفق على جيل هذا العصر الذي يحسب كل شيئ بالأرقام، وعندما يأتي الحديث عن الرومانسية والمشاعر يحملقون بنا وكأننا من كوكب آخر ، طبيعة عملي تتطلب التعامل مع طلبة اعمارهم في العشرينات ، ذات يوم جائتي أحدى الطالبات فرحة مستبشرة وقالت لي : باركي لي يا مس قلت لها: الف مبروك ، بس على شو؟ قالت: اليوم رميت الدبلة في وجه خطيبي قلت لها : لماذا فسخت الخطبة؟ قالت : عايش في عصر افلام الأبيض والأسود حب وغيرة وما الى ذلك قلت لها: ولكن هذا جميل ، الذي يحب يغير وهذا يرضى الأنثى قالت : يا مس بلا حب بلا كلام فارغ ، ثبت فشل الحب وكل صديقاتي اللي تزوجن عن حب انتهت حياتهن بالطلاق صراحة صدمني الحوار وصمتت . هذه هي عقلية هذا الجيل ، عقلية عملية بحتة لم تترك فراغ للمشاعر والعواطف. موضوعك الحب قبل الخبز احياناً موضوع جميل وهو يصب في هذا السياق يلا أستاذة مرفت نرفع شعار " معاً من أجل إعادة الزمن الجميل" أدام الله عليك السعادة وجعل قلبك عامراً بالحب، مودتي وتقديري وباقة ورد لعيونك، سلوى حمّاد |
الساعة الآن 56 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية