![]() |
عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
عصفور النافذة ( قصة قصيرة ) د. ناصر شافعي تجاوز السبعين من عمره بقليل , كل من حوله من الأحباب والأقارب والمعارف والأصدقاء إختفوا تماماً من حياته .. واحداً تلو الأخر . شريكة حياته خطفها المصير المُقدر المحتوم في ليلة مظلمة من ليالي الشتاء البارد الحزين . ربما منذ عام , ربما منذ بضع سنين . لا يهم الزمن .. ولا يهم السكن . . ضاع الزمن والسكن .. ترك منزله البسيط المتواضع , وسريره النحاسي القديم , وفِراشه الدافئ الوثير , وكتبه القديمة الكثيرة , وأتى إلى هنا . يطلقون على هذا المكان الكئيب دار الضيافة !! .. حيث تختفي معالم الدار .. وصفات الضيافة . إنها حفرة عميقة , أو مقبرة فسيحة , تجمع فيها كل ألوان و أشكال البشر .. كل من بلا أهل أو صديق أو ولد . ولكنه منهم , وليس منهم .. لا يُقر , ولا يعترف .. " أنا لىّ أقارب و ولد .. إبني الأكبر هاجر وتركني في رعاية إبني الأصغر و حماية الله و الأم و الجار . إبني الأصغر شغلته متاعب الحياة و الزوجة و الأبناء . عاش معي في منزلي , حتى رحلت رفيقة عمري , فضاق بي و بوجودي معه و صرخ من مشاكلي الصحية . حررت نفسي من قيود الأوامر و النواهي من إبني و زوجته, بالبقاء طوال اليوم خارج المنزل .. حتى يقهرني التعب و يهزمني الإرهاق .. فأعود متسللاً كل يوم بعد منتصف الليل , إلى غرفتي .. لأنام وحيداً .. فلا أنام ". كان مناسباً أن يستمع إلى نصيحة الجيران , و إصرار الإبن و الأقارب .. في الدار ستلقى العناية و الرعاية .. ستعيش مع أقرانك و أمثالك , من كبار السن , و فاقدي القدرة على الحياة . ماذا تفيدك أموالك ؟ .. ماذا تبقى من أحلامك ؟ تمر الأيام .. بل الأسابيع و الشهور .. ولا أحد يسأل عنه . خادم الغرفة , جامد الوجه , عنيف الحركات , لا يتكلم , لا يبتسم . عامل المطبخ .. رجل طيب ولكنه يعتذر و يأسف على كل شئ .. هذه هى الأوامر . طعام بلا مذاق أو رائحة .. بلا ملح أو حلوى .. كل شئ مر .. لا شاي , لا قهوة , لا سكر .. كله منكر !! . في الصباح الباكر لأحد الأيام , إستيقظ على صوت عصفور يدق بمنقاره من خلف زجاج النافذة .. دقائق قليلة مرت .. دخل عامل الغرفة ليخبره أن زيارة في إنتظاره . كان الإبن الأكبر ينتظر في الردهة . تعانقا .. وبكى الأب .. طلب من إبنه الجلوس فإعتذر .. طائرتي ستقلع بعد ساعة واحدة .. آسف مضطر للإنصراف .. وضع في جيب والده حفنة قليلة من الأوراق المالية , و انصرف .. في اليوم التالي .. وفي نفس الموعد في الصباح الباكر .. إستيقظ على دقات منقار العصفور على زجاج النافذة . وبعد دقائق معدودة , دخل خادم الدار يخبره بأن نجله في إنتظاره . إحتضن إبنه الأصغر في لهفة .. وقبل أن يسأله عن زوجته و أولاده , بادره الإبن بطلب مساعدة مالية عاجلة , وأنه يعلم أن أخاه الأكبر ترك له بعض المال بالأمس . تلقى الابن المال من أبيه, و اختفى في لحظات . أصبح عصفور النافذة صديقه الوحيد .. يتعمد كل يوم أن يختلس بعض حبات الأرز من على مائدة الغذاء , يضعها في مظروف صغير يصنعه من ورق الصحف , ويخبئها في جيب بنطاله .. ينظر عن يمينه و يساره خشية إفتضاح أمره .. وفي المساء , وقبل أن ينام يضع حبات الأرز على حافة النافذة لصديقه الوحيد .. في الصباح الباكر يأتي العصفور ليلقي عليه تحية الصباح .. يفتح النافذة .. و يتحدث مع عصفوره الجميل , ويرد عليه التحية . وأصبح العصفور أمله الوحيد المنتظر في الحياة , الذي يأتي كل يوم , من أجله هو فقط , ليلقي عليه تحية الصباح . مرت الأيام و الشهور , و أُغلقت النافذة تماماً .. ولازال العصفور يأتي كل يوم ليلقي تحية الصباح على زجاج النافذة .. بدون حبات الأرز .. وبدون إنتظار لرد التحية . إنتهى . د. ناصر شافعي . 30 أيار / مايو / آيار 2009 |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
نعم .. لقد أحسست بأن النهاية الحقيقية بدأت من قبل .. منذ التحق بهذه الحفرة حيث الأقران ممن نبذتهم الأيادي و القلوب .
أما النهاية الأخيرة فكانت تحصيل حاصل ، وربما كانت زيارة الإبنين الأخيرة هي التي عجلت بها .. وكانت السلوى الوحيدة التي كانت تخفف وطأ تأخر هذه النهاية هي تلك الصداقة الحميمة الممزوجة بنكهة حبات الأرز .. رائعة و مؤثرة قصتك أخي د.ناصر .. عودتنا و الخبير بالنفس البشرية بأن توغل بنا في دنيا المشاعر و الأحاسيس ، وكان التوفيق دائما حليف نصوصك الممتعة . دمت متألقا |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الأخ الفاضل / دائم العطاء دكتور ناصر
استطعت ان ترسم صورة حقيقية لواحد من رواد هذه الدور (دور المسنين ) وجحود الابناء فانا بحكم عملى زرت دور مسنين البسيطة منها وال4 نجوم صحيح هناك فرق كبير ولكن شعورهم بالوحدة من دون الأحباب فلذات الاكباد قاتل نهاية صعبة ربنا ما يكتبها على حد. نشكرك على براعتك فى توصيل المعانى المؤثرة والأحاسيس الصادقة . :nic85: |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
أخي العزيز .. الأستاذ القدير رشيد الميموني : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على تعليقك الصادق الأمين على قصتي .. يعجبني فيك أنك تستطيع قراءة ماقبل , ومابين السطور . وأنك تدرك محاولاتي الدائمة لترجمة ونقل المشاعر و الأحاسيس الإنسانية , لعل الناس تفيق من سكرة الأنانية و الجمود و الجحود . وفقنا الله دائماً لما فيه من خير للبشر . |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
الأستاذة القديرة مرمر يوسف : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض ماأكتبه من قصص (أو على الأصح معظم ما أكتبه ) له سند حقيقي من الواقع , المؤلم أحياناً , الذي نعيش فيه . ربما أردت أن أوصل بعض المشاعر و الأحاسيس لدى بعض سجناء دار الإيواء , آسف دار الضيافة . أتمنى أن تكون لقصتي مردود طيب لدى الأبناء .. تحياتي و تقديري. د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الأخ الأستاذ الدكتور ناصر شافعي هذه الحالات بل القصص كثيرة جدا في مجتمعنا العربي , وقد كثرت مثل هذه الدور بأسماء مختلفة دار الضيافة , دار المسنين, دار العجزة , دار الكرامة , دار السعادة , وغيرها الكثير جدا . لايسعنا إلا أن نشكر هذه الدور على ماتقوم به من أدنى الخدمات لهؤلاء النزلاء . لكن لاشكرا لهؤلاء الأولاد الجاحدين الناكرين لوالديهم ويضعونهم في هذه الدور , مهما كانت الظروف والأسباب . لأني أرى بأن مثل هذه الدور هي للناس الذين لاأولاد لهم . أما الأولاد موجودين ويضعون والديهم في دور المسنين فهنا الطامة الكبرى . قال الله تعالى:" بسم الله الرحمن الرحيم: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا , إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا . صدق الله العظيم " وهل أبلغ وأعظم من هذا الكلام الذي يعلمنا كيف نعامل الوالدين . الأستاذ العزيز الدكتور ناصر : لقد رسمت صورة حقيقة واضحة عن مثل هذه الحالات بقصتك الرائعة, واستطعت أن توصل إلينا , بحق , هذه المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها الآباء . شكرا جزيلا لك أستاذنا , ودائما نحن بانتظار المزيد من قصصك الرائعة المعبرة . |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
[align=center]
الدكتور الغالي ناصر الشافعي مساء الخير قال تعالى في كتابه العزيز : ( و قضى ربك ألا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانا ) كلما طلع جيل جديد الا و تفاقم مثل هذا الوضع المخزي، نفور الأبناء لآبائهم، عدم الاعتناء بهم و تجاهلهم ان صح التعبير. كل هذا يدفعنا للتساؤل : أين يتجلى الاحسان بالوالدين لنيل رضاهم؟ يتجلى في رميهم في دور العجزة نظرا لكبر سنهم و عجزهم؟ أم في تجريدهم من ممتلكاتهم و أموالهم؟ أم احتلال مساكنهم و تركهم عرضة للشارع؟ كل هذه الأشياء نعيشها في مجتمعاتنا ، واضحة وضوح الشمس للعادي و البادي و لكل الناس. قال رسول الله (ص) في حديثه الكريم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه و ذلك أضعف الايمان ) في السنوات الأخيرة و لسوء الحظ لم نعد نرى جارا أو قريبا يعاتب ابنا ارتكب خطأ ما أو معاملة سيئة اتجاه والديه أو اتجاه أحدا من أفراد أسرته، مما يزيد من تصاعد النزاعات وسط أفراد الأسرة . شكرا لك دكتورنا الغالي لرسمك هذه الصورة الحقيقية تحياتي و تقديري [/align] |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
د . الفاضل ناصر عند اطلاعي على قصتك لم أشعر إلا وأني أزور دار الكرامة أو دار العجزة أو دار السعادة!! هذه الأسماء موجودة في دمشق وربما في كل الدول العربية !!! بأسماء أخرى التي امتلأت بأمهات وآباء كان قدرهم أن يعيشوا ويموتوا في هذه الزاوية عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي مالا وولدا وإن والدي يحتاج مالي قال أنت ومالك لوالدك إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم ( حسن صحيح ) _ ابن ماجه 2292 ففي سورة لقمان يقول الله تعالى ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) ويقول في سورة الإسراء ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) كم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بينت لنا واجب الأبناء تجاه الآباء ولكن نجد الكثير منهم ما أن أصبحوا شباباً إلا نسوا ما قدمه الأبوين اللذين كانا هم سبب وجودهم في هذه الحياة دكتور ناصر إن من عقوق الوالدين هوضعف الوازع الديني عند الابناء والتفكك الأسري ومقاطعة الأفراد بعضهم في الاسرة الواحدة وأن لمغريات العصر الحديث مع الإمكانيات المادية وتدليل الأبناء أو أحياناً الزوجة الحقودة التي ترغم زوجها على وضع أبويه في دار المسنين كل ذلك له دور كبير ايضاً وربما البطالة عند البعض أو ضعف الإشباع العاطفي من الوالدين للابناء !!! أمور كثيرة تجعل من الأبناء أن يعقوا والديهم فأين الإعلام من كل ذلك ولماذا لايقدم الآباء قصص لأولادهم عن رعاية الآباء لأجدادهم دكتور ناصر قصتك آلمتني كثيراً جعلتني أذكر قصص كثيرة سمعتها عن عقوق الوالدين ربما لقصتك هذه التي دخلت أعماقنا وأحاسيسنا عبرة لكل ابن ضال وعاق لوالديه شكراً لك على قصتك الرائعة ودمت بخير |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
استاذي الكريم د. ناصر قصة مؤلمة بالفعل .. والعصفور هو من فجر نقطة الألم في داخلي .. ربنا أرسل هذا العصفور ليؤنس وحدة هذا المسن الذي لفظه أبناؤه وفلذات كبده واصبح لهم مجرد ورقة نقدية أأسف عندما تموت المشاعر فينا .. ماذا تبقى لنا ؟؟ المسن هو كل شخص فينا فماذا ينتظر الأبناء ؟ وضعت يدك على الجرح استاذي الف شكر وبارك الله فيك وعفا عنك وعنا أجمعين :nic94: |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
عفوا ً استاذي الفاضل د.ناصر لم أقرأ رسالتك الكريمة إلا الآن الف شكر على دعوتك الكريمة لي بمشاركتكم قراءة القصة كله من لطفك وذوقك اخي وأرجو ان تسامح تقصيري عما قريب ان شاء الله سأتمكن من التواصل بشكل فعال اتمنى لك كل السعادة والهناء يا رب :nic35: |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
الأستاذة الفاضلة القديرة بوران شما : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دائماً أحترم و أقدر بشدة آرائك السديدة .. وأقيم رأيك الشخصي في جميع القضايا المطروحة تقديراً خاصاً غالياً . لا تحرمينا من مشاركاتك الثرية النافعة .. دعواتي بدوام الصحة و العافية . |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
العزيز ( د . ناصر شافعي ) سامحك الله إذ تضع يدك على جرح في الروح ويبقى عصفور الأمل .............................. ( قاتل الجسد مقتول بفعلته .... وقاتل الروح لاتدري به البشر )) كتبت ما كتبت انفعاليا وإنسانيا .. أيها الدكتور .. اما الأن فاسمح لي بمداخلة أدبية على القصة .. (( أنا لست بناقدا .. وليس لي الى النقد طريق )) الفكرة كانت واضحة تتأرجح بين السطحية أحيانا وبين الغموض إذ أن القارئ قد يستطيع التنبؤ بما قد يحدث بشكل أو بأخر .. إلا أنها ( الفكرة ) كانت مرتبة وغير مشوشة بتفاصيل ليست بضرورية .فكل ما كتب خدم الفكرة وقد كان الترابط واضحا تجلى ذلك في المقارنة بين ( ماقبل الدار .. وخلال الإثامة في الدار ) ويفيد أن أتكلم أيضا عن القيم الإنسانية الراقية والمفتقدة أحيانا التي عالجها النص بروح الحياد والتصوير الأدبي دون أن يزج برأيه بين طيات السطور ، وترك للقارئ حرية الإنفعال . أما من ناحية الألفاظ .. فكانت سهلة مطواعة خدمت النص دون تعقيد ورغم الإيحاءات القليلة نسبيا في النص إذ اعتمدت السرد .. إلا أن النهاية كانت كفيلة بإضفاء شيء من الرمزية للفكرة بتجسيد مبدأ الأمل من خلال عودة العصفور .. ولو تكلمنا عن الصور الجمالية من استعارات وكنايات و و و ... فنجد أن النص قد شح بها نوعا ما لإعتماده على طريقة السرد المباشر.. لكنك يا دكتور و (بإمانة) استطعت أن تصور بوضوح وأن تنقل لنا عاطفتك بأسلوب لبق مليء بالأناقة الأدبية .. أعيد يا دكتور ... أنا لست بناقد .... أنا تذوقت هنا نص إنساني عاطفي جميل لكنه لم يكن انفعاليا وهذا حسن (برأيي ) إذ أن الإنفعال يوقع بمشاكل مع اللغة ومع الذائقة العامة للقارىء ... دم حكيما يا سيدي . تقبل تحياتي .... رعد يكن |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الأستاذ القدير و الأخ العزيز رعد يكن : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعدني نقدك الصريح المفصل , وفهمك الواضح لمشاعر و أحاسيس الكاتب , قبل القارئ . أردت أن يكون النص صريحاً و واضحاً , بعيداً عن الإيماءات و الإستعارات , لأصل للهدف بكل بساطة ووضوح . أشكرك .. و دائماً في إنتظار مشاركة ك الجميلة الممتعة الثرية . د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/92.gif');"][cell="filter:;"][align=justify]
دكتور ناصر تحياتي قصة إنسانية رائعة أسلوب عذب وجميل ومعبر لقد سلطت الضوء هنا على آفة خطيرة مستحدثة وغريبة عن المجتمعات العربية للأسف بداية التفكك الأسري يبدأ من هنا ونتائج العولمة والمجتمع الاستهلاكي المادي كان شيوخ الأسرة هم أعمدتها والحجاب الواقي من التفتت والتفسخ واحترامهم فرض. قال العرب: " من ليس له كبير ما له تدبير " وآمنوا أن الكبير هو بركة البيت للأسف غزتنا أفكار المجتمعات الاستهلاكية المادية وأصابتنا في عمق أصالتنا ما زلت لا أفهم كيف يستطيع ابن أن ينام وتغمض له عين ووالده أو والدته في مأوى للعجزة ؟!! كيف يستطيع أن يأكل دون أن يطمئن على علة وجوده وكبيره أكل أم لم يأكل؟!! كيف يستطيع أن يشعر بالأمان وقد أغضب الله بأبويه وأذلّ شيخوختهما؟؟!! كيف يشاهد التلفزيون ، كيف يسهر، كيف يبتسم، كيف يعيش؟؟!! كيف لا يجزع من شيخوخته وموقف أولاده منه حين يشيخ؟؟!!! أي قدر من الجحود والجبروت؟؟!! إنها مأساة عقوق الأبوين مأساة المآسي رأيت مرة من نافذة بيتي الصيفي بالجبل في لبنان كنة تضرب حماتها في حديقة دارهم فجن جنوني وبدأت أناديها وأنا أكاد أفقد عقلي من هذا المشهد، فأطل عليّ رجل عجوز من بيت مقابل وقال لي: " اتركيها تضربها فإنه الدين الذي لا بد أن تفيه قبل موتها وتدفع ثمنه دنيا وآخرة، إن هذه الحماة يا ابنتي شاهدتها في شبابها تضرب والدتها في نفس المكان الذي تضربها فيه كنتها" سبحان الله قال ولد صغير لوالده الذي كان يؤنبه ليدرس حتى يأخذ شهادات ويعمل ليصبح عنده بيت: " لا تخف غداً حين أكبر تكون أنت أصبحت عجوزا فأضعك في مأوى العجزة كما وضعت أنت جدي وآخذ هذا البيت " قصتك دكتور ناصر رائعة وهادفة دمت ودام إبداعك وشفافيتك وحسك الإنساني الراقي [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الأستاذة العزيزة القديرة هدى نور الدين الخطيب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل ما تفضلتِ بسرده صحيح و واقعي و مؤلم .. إنها التربية سيدتي .. تربية وتنشئة الأبناء على الكراهية و الأنانية و الجحود .. غياب التواصل مع كبار السن من الأهل و الأقارب و الجيران .. إختفاء دلائل وعلامات و مقومات حب الآخر والمودة و العطف على المسن . زارع الحب و العطف و الرحمة و التواصل مع الأهل , سوف يجنى مثلها و يزيد . فلندعو لأبنائنا بالخير .. وأن يبعد الله عن قلوبهم الجحود و العصيان .. وأن يزيدهم الله من خيره وينعم عليهم بنعم العطف و الإحسان . تحياتي . د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الدكتور الأديب ناصر شافعي
لقد أحسنت وصف الوحدة القاتلة لهذا الإنسان الذي لم يبقَ من أقرانه أحد على الإطلاق ربما الاتكالية والوصولية والتخلص من هم رعاية الوالد المسن ستترك أثرها على الأبناء وربما تتكرر التجربة مع الابن العاق فيما بعد أما الطائر فهو أدرك مدى حاجته للصداقة والرعاية فكان هاجسه الصباحي التحية وحبات الآرز دمت مبدعا يا دكتورنا الفاضل |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
أستاذي القدير و أديبنا المبدع خيري حمدان : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شرفني وأسعدني كثيراً قراءة سيادتكم لقصتي .. أشكرك على تعليقك الصادق , النابض بالإحساس والمشاعر . جحود الأبناء مشكلة إجتماعية إزدادت مع مشاكل التربية و التنشئة الخاطئة .. حفظنا الله من جحود وعقوق الأبناء . تحياتي و شكري و تقديري . د. ناصر شافعي . |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعدني و شرفني تعليقك الكريم على قصتي .. و أعتذر عن تأخري في الرد . وجحود الأبناء له أسباب كثيرة , تفضلت سيادتك بذكر الهام منها , هوضعف الوازع الديني عند الابناء والتفكك الأسري ومقاطعة الأفراد بعضهم في الاسرة الواحدة وربما البطالة عند البعض أو ضعف الإشباع العاطفي من الوالدين للابناء , إنها ياسيدتي الفاضلة خطأ الأباء في التربية و التنشئة و غياب الحب والعطف وصلة الرحم . ومن يزرع الشوك لن يجني الياسمين . تحياتي .. وتقديري البالغ و الدائم و العظيم لردودك الجميلة , المبرهنة بالقرآن و الأحاديث النبوية الشريفة . متعك الله بالصحة و العافية و محبة الناس . |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
الأستاذةالقديرة ناجية عامر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على ردك القوي الصريح .. كل ما تفضلت بذكره صحيح و حقيقي , ولكن العيب الحقيقي يكمن في الآباء , طرق التربية الخاطئة . لابد من وضع الأسس الصحيحة في التربية الأسرية , الحب و العطف و المودة و صلة الأرحام . تحياتي و تقديري . د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
الأستاذة القديرة و الأديبة المتميزة ميساءالبشيتي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا قطعاً محظوظ بأن أحظي بتوأم من الردور الكريمة من سيادتكم . أشكرك على الإهتمام بالمشاركة و الرد رغم إنشغالك بالإمتحانات .. ربنا معاكِ . يظن بعض الأبناء أن واجبهم تجاه كبار السن من الأباء و الأجداد ينحصر في هدية عينية أو ورقة مالية أو تذكار في عيد الأم . الكثير منهم لا يعلم أن المودة والحب و العطف الدائم عليهم أهم بكثير . كرم المشاعر و الأحاسيس أهم كثيراً من كرم المادة و النقود . مع خالص شكري و تقديري . د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
سيدي المبدع الكريم... ما أعجبني في قصتك القصيرة هو ذلك الإندماج الحسي الخفي الذي ولد بين مخلوقين... ربما كان الأول إنسانا كرمه الله و الثاني عصفورا صغيرا لكن يجب أن لا نحقر الصغائر فإن الصحاري تكونت من حبات رمل صغيرة ... كما لا نحقر غيرنا فيوما ستدور علينا الدوائر... سيدي قصتك برغم بساطة كلماتها الا أنها تحوي عمقا كبيرا كبر البحار و المحيطات... اتمنى أن يكون بيننا تواصل- أخوكم الصغير جدا جمال سبع-
|
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
الأستاذ القدير و الأخ الكريم الكبير جمال سبع : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على مرورك و ردك الكريم ..والحمد لله أن القصة أعجبت سيادتكم . أعترف .. مع مرور الوقت , وتقدم الأديب في الخبرات و القراءات والعمر .. تتغير مفرداته و كلماته و أهدافه الأدبية .. لا أحب فلسفة الأمور ,أو أن أصف المراحل الأدبية بصفات لونية . أعترف أصبحت أكثر بساطة في التعبير عن نفسي و مشاعري .. وإزدادت لدي الأحساس بمشاكل البشر و همومهم .. أرجو أن يوفقنا الله لنفع البشر وخدمة البشرية مع إمتاع القارئ , وتقريبه وترغيبه في الأدب و الفن . تحياتي و عميق تقديري . د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الأستاذ القدير ، الأديب الطبيب ناصر شافعي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دمت مبدعاً .. بالفكر و الكلمات و الاسلوب الأدبي الأنيق . تحياتي . منير الفيشاوي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
الأخ العزيز .. الأستاذ القدير منير الفيشاوي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على تعليقك الكريم .. وكلماتك الرقيقة . أحاول أن أنقل للقارئ العزيز بعض المشاعر و الأحاسيس النفسية من واقع حياتنا العملية . محاولة لتنبيه البشر .. لفعل الخير و دفع الشر .. وصلة الرحم ، خاصة الوالدين . تحياتي و تقديري . د. ناصر شافعي |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل /ناصر شافعى عجبتنى القصة جداً لبساطة كلماتها وأسلوبها الغير متحزلق والمباشر ورمزية وجود العصفور فى أنه الأمل الذى ينتظره الرجل فى مقبرته الجديدة التى يطلق عليها دار العجزة (حتى أسمها من العجز ) التى يخزن فيها المسنين فاقدى الرعاية والأهل لحين انتقالهم تحت الثرى والردم عليهم أستاذنا الفاضل بر الوالدين قد فصله الاساتذة الكرام قبلى والكل يعلم أنه كما تدين تدان فمن يعق أحد الوالدين أو كلاهما سينال هذا الدين من أولاده فى الدنيا وأيضاً الخسارة وبئس الجزاء من رب العباد فى الآخرة فكل الذنوب عقابها مؤجل للآخرة إلا عقوق الوالدين فهو مقدم فى الدنيا ومؤخر فى الآخرة عجبنى جداً رمزية العصفور وحبات الأرز أى أعاشة الأمل لأطول فترة ممكنه حتى بعد مماته واغلاق شباك حجرته ومازال الأمل موجود لغيره تقبل فى النهاية استاذى تقديرى وجم احترامى ودمت لنا مبدعاً |
رد: عصفور النافذة ( قصة قصيرة )
اقتباس:
الابنة العزيزة امال حسين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على متابعتك المستمرة لأعمالي .. وأقدر فيك نشاطك و إجتهادك العلمي ، و ثقافتك الواسعة ، بالإضافة إلى الحس الإنساني المرهف . البشر أنواع .. ومنهم من هم على النقيض تماماً .. منهم من قرأ هذه القصة ، فلم تحرك فيه أي مشاعر أو أحاسيس داخله .. ومنهم من إنفجر بالبكاء .. ومنهم من جري إلى والده يستعطفه و يطلب منه السماح ، ويقدم له كل معاني الحب المادية و المعنوية . وسبحان علام الغيوب ومثبت القلوب . لك مني كل التقدير و الاحترام .. وأسأل الله لك السعادة على الدوام . د. ناصر شافعي |
الساعة الآن 58 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية