منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مكتبة نور الأدب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=220)
-   -   مختارات طلعت سقيرق (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=10715)

طلعت سقيرق 31 / 05 / 2009 35 : 10 PM

مختارات طلعت سقيرق
 
[align=justify]
دأبت آلية المختارات في أدبنا العربي ، خلال سنوات طويلة ، على انتقاء ما يعجب صاحب المختارات من شعر ، إذ كان الشعر وما زال هذا الصوت الدافئ الجميل المعبر عن الكثير من مشاعر وأحاسيس العربيّ في الحلّ والترحال ..
في هذه المختارات ، التي أرى أن أفتتح كتابها اليوم ، أجد نفسي أكثر ميلا إلى اختيار ما يعجبني من كتابات دون التقيد بجنس أدبي محدد..فالساحة مفتوحة على الكثير ، بعد أن صار العصر، أو وقتنا الراهن ، عصر تعدد في الأجناس الأدبية التي لا تقل في كثير من الأحيان عن الشعر أهمية .. وقد أجد في مقطوعة نثرية ، ما لا أجده في قصيدة شعرية ..لذلك سأترك للمزاج والذائقة المجال رحبا في الانتقاء والاختيار ، تاركا للزمن ما استوقفني من محطات وجدت فيها متعة وفائدة وغنى وتميزا ، ظنا مني أنّ الزمن سيكون بحاجة في قادم أيامه للغربلة والانتقاء بعد أن كثرت الكتابات وتفرعت وصارت من حيث الكمّ بحجم لا يمكن معه لأي مطلع أن يقرأ كل شيء ..
طبيعيّ ، أن تكون المختارات ، أي مختارات ، ملاصقة أو نتاج شخصية ومزاج الذي يقوم بهذا الاختيار ..لكنها ، وهذا شيء أكيد لا يمكن أن تنتج إلا عن اطلاع وتمحيص وتدقيق كعملية مترابطة قام بها الكاتب، محاولا أن يقدم وجبة دسمة للقارئ قد يجد فيها المتعة والفائدة ..
سأحاول ، ويبقى الأمر نتاج مزاج وثقافة وتركيبة إنسانية شخصية ، أن أقدم ما أراه جيدا ..وكل أملي أن أنجح في هذا وإن بنسبة قد يكون فيها بعض الفائدة والمتعة ليس إلا ..
طلعت سقيرق
دمشق في 31/5/2009
ملاحظة : تنشر المواد المنشورة هنا بالتزامن في مدونة " مختارات طلعت سقيرق "
http://talaats.tadwena.com/
[/align]

عبداللطيف أحمد فؤاد 01 / 06 / 2009 07 : 08 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
هنيئا لدمشق لوجودك فيها استاذ طلعت واتمنى ان تنال مصر نصيبها فى حضورك لها

طلعت سقيرق 02 / 06 / 2009 09 : 02 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
امتلئ غرورا يا حبيبي فغروري بك أكثر .. بقلم : هدى نور الدين الخطيب

[align=justify]
ما أحلى الرجوع إلى ذاتك لأدخل عبر محراب ذاتك إلى حقيقة ذاتي و أكتشف أنّي ما عرفت ذاتي إلاّ حين بدأتُ الانصهار بذاتك...
تغار يا حبيبي؟ و أغار يا حبيبي...
تعال ننصهر أكثر و نتوحّد فلا تغار و لا أغار...
الغيرة تفصل قليلاً بين الحبيبين فيظلاّن اثنين مهما كان بينهما من حب، و كلّما ازددنا ثقة نستطيع أن نكون واحداً..
كلّما ازددت ثقة بحبك أستطيع أن أحبّ كلّ من تحب،..أحبّ حتى كلّ امرأة أحبتك و أحسّ نحوها بالألفة و المودّة..
تعالَ نُنشئ مذهباً جديداً في الحبّ ليس فيه أنا و أنت، فيه أنا التي عندك لي و أنا التي عندي لك، لنكون أنا و أنت، أنا فقط.....
الحبّ قصيدة الحياة التي نكتبها بأعمارنا و أيّامنا و ليالينا..
بأشواقنا.. بلهفتنا.. بدموعنا و أفراحنا....
لا تعتذر يا حبيبي من غرور الماضي مع من كنّ حبيباتك فحبيّ سيمنحك المزيد من الزهو والغرور..
الحبّ الصادق يمنحنا هذا التميّز الساحر و الغرور المطلق..
أن تكون عندي الحبيب فأنت ملك الملوك و سلطان العالم، الكرة الأرضية تدور بأمرك و رضاك و الشمس تشرق عليّ أو تُظلم الدنيا بكلمة منك..
معي لا يلزمك أن تقول إن وجدتِ رجلاً مثلي! لن أجد يا حبيبي من يساوي عندي لمحة من ظلّ حبيبي و حبي يناجيك و يناديك مع كلّ نفَس و نبض: " يا مليكي يا أيها المتوج وحدك على عرش كلّ الرجال ليس مثلك مثل "..
أحلى الرجال من أحب و أغلى الرجال من أحب و كلّ الرجال من أحب..
أسقيك كلّ رحيق الغرور قطرة قطرة..
ها أنا مذ أحببتك آذار / مارس طقوس الحبّ، أقبّل كلّ صباح جبينك العالي و في المساء أذوب وجداً مع كلّ همسة تولد حين تصغها الأصابع، و أية أصابع؟!! أصابع لا تشبه أصابع الناس، أصابعٌ مصاغةٌ من النور و معجونة بالسحر تتقن العزف على أوتار مشاعري أبدع الألحان، و أختم وجدي بصلاة الشكر لله على حبك..
أغنّي لك و أحنو عليك و أناجيك، و حين تنام.. عمت مساءً يا سلطان الرجال و يا مليكي..
حبك علمني أن أقدّم اعتذاري من كلّ النساء المتمردات الداعيات لتحرر المرأة من قيود الرجال لأنّ حبيبي غير كلّ الرجال..
أن تتوجني على عرش قلبك و تنصهر روحي بروحك أكون الملكة و سيّدة نساء زماني، أكون المرأة التي لا تعاد و لا تكرر..
لا أريد رجلاً عادياً يتشدّق بحريتي و بمساواتي و أتساوى عنده مع كلّ نساء الأرض لا مجد لإنسانيتي و لا لون لأنوثتي!!
بك يا رجل الرجال أتميز إلى حدّ الغرور و أكون خلاصة كلّ النساء، حبك تاجي و حنانك صولجاني....
يحقّ لك الغرور، يكفيك تيهاً أن تكون حبيبي لتكون مغروراً بين الرجال..
أنت حبيب من تستطيع أن تجمع لك رحيق الغرور من كلّ زهر النرجس و تملأ به كأسك..
امتلئ غروراً يا حبيبي و ثق أنّ حبي سيصبّ في كأسك كلّ يومٍ مزيجا جديدا من رحيق الغرور..
ارفع رأسك عالياً وته فخراً على كلّ الرجال فأنت حبيبي، مَلِكي و مليكي و كلّ طقوس الولاء لحبك في معبد عشقك قائمة دائمة..
كن شهريار حين تشاء و سأكون شهرزادك أجلس في فيئك أروي لك الحكايات حتّى تنام و كلّ حكاياتي أنت بطلها..
كن مراهقاً لأجدل لك ضفائري و أنتظرك خلف نافذة العشق أنثر فوق قامتك أزرار الياسمين، أكتب اسمك على جلدي و أرسم صورتك على كلّ الجدران..
كن طفلاً مشاغباً و أنا لك الأمّ الرءوم الحانية المتفانية على أمنك و راحتك..
كن شاعراً أكون ملهمتك، كن قيساً أكون ليلاك، كن مرفأً أكون كلّ مراكبك..
امتلئ غروراً يا حبيبي فغروري بك أكثر و لك عندي المزيد، سأملأ كأس غرورك كلما رشفتَ منه..
قل لكلّ رجال الأرض أنا ملك الرجال و سلطان الأرض فمن مثلي أنا؟!!..
أنا سيّد رجال الأرض و ملك الزمان........

[/align]

طلعت سقيرق 02 / 06 / 2009 10 : 02 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
" أيها الفتى الأندلسي.. " بقلم : نصيرة تختوخ

[align=justify]لست فتى أندلسيا ،أعلم ،لكنك تشبه ذاك الفتى الأندلسي الذي عبر البحر ومضى يجوب بلدانا وصحارى باحثا عن غده.
كلما اقتَرَبْتَ مني رأيت في عينيك البريق ذاته وبدت لي طفولتك مرفرفةكفراشة في حدائق إشبيلية؛
حنينك يلف روحك كطيف شفاف وتأبى أن تجعل منه وثاقا يقاوم الترحال ، لكن معي أراك تحط الأمتعة وتستأنس لِلْقاء وأتساءل :أيَرَاني غجرية تأخذه إلى رُبى برائحة زهر البرتقال و خضرة الزيتون؟؟.. أم يجد فيَ أنوثة أثمرت كنخلة غير آبهة بفراغ الصحراء؟
أبحث عن أجوبة خلف كلماتك وسكونك ولايوقفني إلا يقيني بنفسي وعودتي إليها.
أيًّا أكن ليس قلبي كنزا بل صندوقا فارغا وإن فتحته بمشيئتي أو خلسة لن تجد ما يدعو للمجازفة؛ امتدت أيادي الأيام قبلك وسلبت ونهبت تماما كما فعلت بك واستبدلت أندلسك بحقائب السفر.
أشاء أن آخذك لأحضان المتوسط مع تشكيلة وجبات غنية وأصوات منبعثة من مرتفعات تراقب التاريخ لكن الوقت يعيدنا إلى المكان و الواقع ,فأضع بين شفاهي ابتسامة لتبحر إلى شفاهك وآمل حين نفترق أن لَيْلَكَ سيمر دون عويل رياح الوحدة الموحشة.
آمل أن تزورك نسائم الخزامى البنفسجية التي سألتني من أين أتت لتسكن راحتيّ فلم أجبك وقلت إن الأسرار تفتح شهية الخيال ولم تسمع البقية, همستها لنفسي فقط :
[/align]
"الأسرار تفتح شهية الخيال وأنا أحب أن يظل خيالك معي حيا وصاحيا."

احمدتركيا 05 / 06 / 2009 58 : 03 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
\

طلعت سقيرق 10 / 06 / 2009 51 : 12 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
أنشودة المطر .... شعر : بدر شاكر السياب
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطرْ ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاج ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..

طلعت سقيرق 11 / 06 / 2009 18 : 12 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
[align=justify]
إليك .. ولن أبوح باسمك ...بقلم : ميساء البشيتي


إليك أختي ..
ولن أبوح باسمك
إليك أختي .. أقدم باقة من بوحي .. واعذريني لأنني لن أبوح لهم الآنباسمك ..
أتمنى ألا تضنّ عليّ الكلمات .. وأن تسعفني الحروف فتتدفق على لسانيكما تتدفق قطرات الدم في قلبي وشراييني .
أغيب .. يسحبني موج البحر أحيانا ً .. يطويني في قلبه .. يأسرني .. يكبلني .. يغيبني قسراً عن عالمكم .. لكنني أتحرر من قيوده وأعود إليكم ممتلئة بالحب .. مغمورة بالحنين .. مكللة بالاشتياق . ..
هذا ركني في قلبك .. افتحيه .. قلبي وسائده .. أنثري ما تبقى من عطورفي خزائن قلبي ..
ضمي إلى صدرك بعض أوراق الورد المنثورة بين صفحات كتبي .. ولملمي بيديكالطاهرتين ما بعثرته من سطور على فراش القصيدة ..
أنا ما تغيرت .. هم من صلبوا الكلمة على شفتي .. من زرعوا الحيرة فيمقلتيّ .. من رجموا حروفي بحجارة القطيعة .. هم من سكبوا الجفاء أكوابا ً من الحنظلفي دمي وشراييني .
لا تعاتبيني أختي .. فأنا أشفقت عليك .. خبأتعنك دمعا انسكب عنوة .. أخرست الآه .. دفنتها في قلبي حتى لا تسمعي صدى أنينها .. رسمت بسمة لا صوت لها ولاتنبض بالحياةعلها تطمئنكعني .. فاعذريني .
أميرتي .. أنا هنا الآن لأقول لك .. أنت وحدك يا أميرة تجفف هذه الدموع .. أنت وحدك من تبدد الآه .. من تحرر حروفي المصلوبة .. وحدك منتزرع الضحكة الحيّة على كل الوجوه ..
إليك أختي .. وأميرة قلبي .. أهدي باقة بوحي .. واسمحي لي أن أبوح الآن باسمك .. أنت هدى الخطيب الغالية علىقلبي .. فليس بعدك يا هدى من له أبوح .. ليس بعدك يا أميرتي من يستحق هذا البوح .

[/align]

طلعت سقيرق 30 / 06 / 2009 14 : 01 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
العيد .... قصة : رشيد الميموني


[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');background-color:indigo;border:8px inset silver;"][cell="filter:;"][align=justify]
ظل متربصا قي ركنه المظلم حتى لاح له شبح يمرق من البوابة العريضة ، ثم أمسك بالحجر الناتئ يقلبه في كفه . تسارعت دقات قلبه وهو يتوثب متحينا الفرصة المواتية لإصابة الهدف الذي ظل يمني نفسه بتحقيقه طوال اليوم ، وهو على أحر من الجمر.. منذ اللحظة التي انتزعت منه تلك الورقة الثمينة ، المتضمنة لكل آماله في النجاح والنجاة من شبح الفصل والتشرد.." ماذا لو تغاضى عنها كما يفعل الآخرون ؟.. لكنه أبى إلا أن يغالي في جديته وحزمه ، ليحرمه من حلم راوده وهو ينطلق في الصباح ، مثبتا في إحكام مجموعة من الطلاسم والتمائم التي قبع الليل معظمه في التفنن في تصغيرها وبثها في أنحاء جسده حتى لا تنتبه إليها عيون المراقب بسهولة . لكن وقع المحذور وافتضح أمره ، فضاع كل شيء . وهاهو يرى نفسه قاب قوسين أو أدنى من الفصل بعد أن استنفذ السنوات الاحتياطية . ترى هل كان سيفتضح لو كان أنثى ؟ طبعا لا.. فالمراقب لم يكن ليجرؤ على مد يده لانتزاع الورقة المخفية بين الفخذين .. لماذا يقف له النحس بالمرصاد كما طارد أسرته من قبل ؟.. وهل يكون النزوح عن البلدة والتنازل عن خيراتها فرارا من الجور والبطش والكيد ، وأملا في حياة كريمة ، عديم الجدوى ؟
يتوقف الشبح مترددا قبل أن يصل إلى الرصيف . هل شك في أمر ما ؟..لا يبدو عليه ذلك . إنه يبحث عن شيء ربما نسيه في الداخل . ثم يلمح ابن الحارس يقبل نحوه ويتبادلان بعض الكلمات ويضربان موعدا لدرس خصوصي آخر . رباه.. هل يذهب عناءه سدى ؟.. مهلا ، هاهما يفترقان . إنها الفرصة المواتية قبل أن يلتقيا من جديد . لم يشعر إلا وهو ينطلق نحو الرجل الذي استدار ليدلف من جديد إلى المؤسسة ، ثم يهوي بكل ما أوتي من قوة على الصلعة الملساء . و تتوالى الضربات أعنف فأعنف . وفي كل ضربة يصر على أسنانه متميزا من الغيظ :" خذ.. هذه لإعراضك عن توسلاتي هذا الصباح.. وتلك لتهكم الآخرين وشماتتهم بي ، وأخرى للطرد والعقاب القاسي الذي نلته بسببك.. " وتعود به الذكريات إلى ما قبل النزوح ، فيتمثل له إذلال القائد لأبيه ، وتحرش الشيخ بأمه ، ثم تلسعه صفعات الشرطي عند باب السينما وتؤلمه ركلات المخزني أمام المقهى وهو ينظر بشغف إلى الرسوم المتحركة في التلفاز. فيحس بضنك العيش بين جار يكيد وآخر يسخر ورفاق يحتقرون ، منذ أن باع الأب على مضض كل ما يملك في البلدة واستقرت الأسرة في هذا الجزء النائي من المدينة .
وينتبه إلى يده وهي لا زالت تهوي على شيء لم يتمكن من رؤيته مع حلول الظلام . يقشعر بدنه رغم تنفسه الصعداء ، ويتراجع إلى الخلف مذعورا وينطلق كالمجنون يعدو دون هوادة . يقع وينهض ، ثم يحملق أمامه فلا يتمثل له سوى وجه نحيف ، ورأس أصلع غزاه الشيب من جانبيه، وعينين تنمان عن حزن ومرارة و.. لوم ." ماذا فعلت يا ربي ؟.. أيعقل أن تمتد يدي إليه دون سواه ؟"
تصطدم رجله بقرن كبش.." ليتهم تركونا نستمتع بالعيد يومين آخرين قبل الامتحان .".. لاشك أن أمه الآن تغدو وتروح إلى المطبخ وعينها على الباب ، تنتظره وقلبها يتوجس خيفة . لقد منته في الصباح قبل أن ينطلق إلى المدرسة بعشاء يهيم بلذته .. الشواء واللحم المبخر بالملح والكمون . مثله مثل أبيه الذي يتخيله قابعا يأخذ نفسا عميقا من" السبسي" الأسود ، ثم يرشف من الشاي الذي يقطر حلاوة . كم هي أثيرة لديه هذه الرائحة .. ماذا يقولون الآن ؟.. لا شك أنهم عثروا على الجثة . غدا يقبض عليه . الفضيحة .. والسجن . هل ينضاف إلى رهط من أبناء عشيرته الذين لم يكد يسعفهم الوقت للتباهي بسيارات الجيب الفخمة ومصاحبة علياء القوم حتى زج بهم في الزنازن وفر من نجا بجلده إلى الخارج ؟.. هل يطيق هذا وهو الوديع الذي لم يتشاجر قط مع أحد من أبناء الحارة ؟
و أخيرا يتوقف عند مشارف المدينة المتلألئة هناك . العبقة بدخان الأضحيات . خيل إلــيه أنه يستمع إلى قهقهة الكـبار وصياح الصغار ، منتشــين باللحم ولذة اللحم .. المشوي والمبخر و المحلى ، فيسيل لعابه وينظر إلى الجهة الأخرى . الظلام حالك هناك.. مغارة المسحر . كـم كان شغفه عظيما وحلمه كبـيرا بالمغامـرة داخلها. هل يتحقق حلمه ويقدر له أن ينعزل فيها متواريا عن الأنظار ؟ ولكن إلى متى ؟.. أحس بقشعريرة تسري فــي جسده و أخذ يتمشى الهوينى صوب المدينة التي انبعثت منها أصوات المؤذنين ، تعلو تارة وتخفت تارة أخرى. كأنه يود الاستئناس بالقرب ما أمكن من الدور المتناثرة هنا وهناك . المكان موحش رغم بعض الآثار المتبقية من عظام وقشور فواكه وقنينات جعة .
- أهذا أنت ؟
كاد يغمى عليه لوقع المفاجأة وهو يرى شبحا ينتصب أمامه .
- ألم تعرفني ؟... طالما أعرضت عني ، وها قد هداك الله .
كان ذهنه يفكر في سرعة جنونية . أخيرا قادته رجلاه إلى " الغول" كما يلقبه أبناء الحارة . كم استدرجه مغريا إياه بالمن والعطاء الجزيل مقابل رفقته والقيام بخدمات وجولات هنا وهناك عبر المقاهي المظلمة . لكنه لم يستجب للإغراء .. لقد وقع في فخ . ولن يفلت منه أبدا . انتبه لشبح صغير آخر يتوارى خلف الرجل ، ثم يتقدم . إنه ابن الحارس . ماذا يفعل هنا ؟ لا
شك أنه يعرف كل شيء... لكنه لا يبدو عليه ذلك .
- لقد ذكر الأستاذ فعلتك هذا الصباح . إنه يستغرب...
- أنت تكذب.. لقد.. من قال لك ذلك ؟
- هو بنفسه . ألا تعلم أني قادم للتو من عنده ؟ .. إنه لا يخفي عني شيئا ما دام أبي يجزل له العطاء . اطمئن .. سيغفر لك ذلك . ولكن يجب أن تعترف أن طريقتك في النقل كانت غبية جدا .. أليس كذلك ؟
- أرأيت ؟.. لا خوف إذن على دراستك ، فلم التردد في الانضمام إلينا ؟...
لم يسمع بقية الحديث .الأرض تميد به ، وأنوار المدينة تتماوج أمام عينيه ، والوجه النحيف يرمقه في سخرية . والحجر؟.. و أمه ؟.. و العيد ؟.. والغول الذي أمامه ؟
يتراجع القهقرى قبل أن تلمسه اليد الممتدة إليه مصافحة ، ويجري من جديد . قلبه يسبقه إلى هناك . نفسه تهفو إلى العيد و أنوار العيد ودفء العيد . يتناهى إليه وقع خطوات تتعقبه فيزيد من عدوه . لا يميز بين تلة ومنحدر ، ولا يلقي بالا للأخاديد المنتشرة في كل ناحية بفعل المقالع .
جسده وفي لحظة من اللحظات ، ينسى أنه يجري . أو ربما لا يحس برجليه تحملانه ، فينطلق
زاحفا أو طائرا . وتبدو له الأنوار البعيدة طورا ، والنجوم المتلألئة طورا آخر . ثم يغوص فــي فضاء لا حد له ...
[/align][/cell][/table1][/align]

طلعت سقيرق 21 / 09 / 2009 11 : 07 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
قصص قصيرة جدا ...... كتبتها : ياسمين شملاوي

[align=justify]

الساعة

الاسم "أبو رياض" مجهول النسب والهوية..تاه عن أسرته ايام النكبة الوحشية.. وتبنته عجوز نابلسية ..يعتاش من الشؤون ويبيع ماء الزهر وكحل العيون ..
يرتدي أكثر من خمس ساعات في كل يد ، واحدة تحمل توقيت لندن وأختها توقيت طوكيو وأمها نيويورك وأقاربها توقيت هنا وهناك.. وعقاربها ترفض الاعتراف بالقدس أو مصر أو الشام....كل ساعة منها تحمل منقوشة جميله ،على اسم مدينة.. يلبسها يعبؤها..يفرغها ..يلمعها ويمرح فيها ويختال..
فجأة يقترب من بعيد رجل عجوز.. . أضاع الحال والأحوال. ..ويهمس بالسؤال الذي ما كان على الخاطر أو البال" ما الساعة يا ولدي " احمر وجهه..وتسارعت نبضات قلبه .. وتمتم يداري سوأته....""علمها عند ربي أبتاه..""
[/align]
[align=justify]

الحلاق

الاسم أبو المنتصر .. يعمل بصالون الحلاقة وسط السوق القديم .. لمهنة ورثها عن الآباء ورفض توريثها للأبناء.. بالكاد يرى .. من ضعف النظر أو طوله .. وباقي الأمراض .. دوما يغالبه النعاس .. يحفظ خريطة الراس .. ويعمل بالمقص بالفطرة والإحساس .. لديه كل الأخبار وما قيل وما لم يقال ...
يحدثك عن الحلال والحرام .. والحرب والسلام .. والحب والانتقام ..
عن فتح وحماس .. وهنيه وعباس ..وبوش ورايس ..
وفوق المرآة السينية.. كتب بخط كوفي جميل
( الزبائن الكرام بدون إحراج... الدين ممنوع .. والحديث بالسياسة حرام ..)
[/align]
[align=justify]

المفصوم
الاسم هاني واللقب ( الراعي ) .. يحدث عنه من عايشه .. بأنه كان طفلا عاديا .. ارتاد المدرسة .. ودخل المسجد ... ولعب كرة القدم .. وقذف الجنود بالحجارة .. باختصار كان محبوبا قبل أن يصبح مخلولا .. إحتار فيه الدواء فمن طبيب إلى عطار إلى فتاح إلى قارئة الفنجان .. ومن عقار إلى سمية إلى حجاب .. والحال كما الحال ....
اليوم هاني ... يمشي بنفس الأماكن .. يضرب الأشياء ... يعدو من الأشياء .. يخشى الصغار والقطط والكلاب... يبول على نفسه .. يرفض الصدقة والإحسان .
ويقسم البعض بأنهم شاهدوه مرات ومرات ... في بلاد السحاب وبلاد السندباد وحتى في بلاد الحجاز .. ولكن اسمه هناك داود.... ويلقب بــ " التاجر " .
[/align]
[align=justify]

الخبز

" الطحان " بائع خبز .. يطحن ويعجن ويخبز .. ويسوق عربته وينادي " بلدي يا خبز " اعتاد على الناس واعتادوا عليه...يشترون .. يدفعون .. يأكلون .. يسعدون .. ولا يناقشون.
أبو عطا ... تعب ومل رائحة القمح وحرارة المكان .. وضيق الحال .. فقرر أن يصبح بائع دخان .. وفتح محلا اسماه "الجنتلمان" .. تجد فيه ما لذ وطاب ... شوكلاته ايطالية ، عطور فرنسية ، ملابس تركية .. كل شيء إلا ما يبيعه الفران ..
نسيت أن أخبركم بأنه أصبح الآن يملك سيارة وعمارة وزوجتين .. ولافته كتب عليها بالعبرية "شلوم..على قحطان وعدنان "
[/align]
[align=justify]

الطفل

أرادوا تسميته "صابر " فاعترضت الممرضة وأسموه "سامر " كبر ليس كباقي الأطفال كان سعيدا ويسعد من حوله .. ولد وله أسنان .. وكانت أولى كلماته "سلام " .. زحف ومشى وركض وكل شيء مسجل بالأماكن والأزمان ...
مات الوالد والوالدة وبعض الأقارب والجيران بصاروخ أباتشي له عيون وآذان ...
دخل مدرسة الأيتام .. تعلم وأصبح معلما وفي أوقات فراغه بائع خضروات ..
ومازال يلعن الممرضة ويسمي أبناءه ... ياسر .. وخالد.. وجمال ..ونصر الله..
[/align]
[align=justify]

العدل

" أم نكير " امرأة ذات ملامح عفنة خشنة تظهر عليها آثار الإعياء وعثرات الهرب من شبح الجوع إلى التسول والخداع ، جاءت إلى الحي بكت شكت و ادعت عسر الحال ونقص المال وجوع الأطفال ، تسابقت الأيدي بالهبات والأموال.. فهذا يقدم .. وذاك يعطي.. كل بما تيسر به الحال ...
وكان في البال ما كان .. وعند حلول الظلام أخذتها إلى بيتها أرملة وحيدة تواسيها وتكفيها وتأويها لتداوي لها بعض الجراح ، وفي الصباح المباح..سمع الصراخ من هنا والعويل من هناك هذا يقول ويلتي مالي.. وتلك تقول واذهباه ...
أما صديقتنا وبعد ايام وجدت في أحد الوديان وقد قطع عنقها وأفرغ كيسها " أما ابنتها فلا يعرف احد ما آلت إليه من الأحوال " وهل سارت على نفس المنوال ..!...
[/align]
[align=justify]

الشارع

في بلادي هو بيت لكل يائس بائس مخذول .. وهو ايضا مسكن " لأبي فاروق " يفترش الأرض ويلتحف السماء ويراقب الفضاء ، ويحفظ بعض آيات الذكر والفرقان يتمتمها يدمدمها وينشر بها البركات ...يحب الجميع ويعشق السميع، يداعب الصغار والكبار والأشجار والأحجار ...!
يحمل الأقلام ويكتب الأشعار...ولا يتابع الأخبار..وليس له اهل ولا مال ولا دار..
يكتفي بأكل القليل ولبس الكثير..وفي يوم من ايام الشتاء والثلج الذي ملأ الأرض..والفناء..
وجد أبا فاروق مفارقا إلى العلياء ..يجلس إلى جذع النخلة مبتسما.. قابضا على قلمه وقد خط آخر وصاياه.."".ما أجمل الحياة..""
[/align]
[align=justify]

الشيخ

الاسم علي واللقب " الشيخ " طويل نحيل ذو لحية بيضاء شعثاء يضع عمامة خضراء .. يصول ويجول بالأسواق من الصباح إلى المساء .. اعتاد عليه جميع الناس ... يدخل جميع الحوانيت يسلم ويتمتم "حي.. حي " لا يدرك ما حوله من الأحداث ... لا يتحدث بالسياسة ولا بغلاء الأسعار.. لا يريد زوجه ولا أولاد .. كل ما يستهويه قطعة نقد كتب عليها "مل فلسطيني " ينشر أطرافها .. يضربها .. يعلمها .. يجمعها ثم يوزعها ...
وبعد أسبوع من منع التجوال ... افتقده التجار والصياغ وبائعو الخضار ..
ذهبوا لبيبته لم يجدوه ..نادوا عليه .. وما عادوا سمعوه ..
اليوم يحدث أهل حارته بأن زوجته الجنية أخذته لأقاصي الجبال.. وآخرون يؤكدون بأنه اعتقل من قبل جنود الاحتلال ...

[/align]

طلعت سقيرق 21 / 09 / 2009 12 : 10 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
أجندة الوحيد ....... شعر : المتوكل طه
على صَفَحاتِ أجندةِ جيبي,
أرى الأصدقاءَ جميعاً,
وكلَّ المكاتِبِ والمكتباتِ,
وأصحابَ مصلحةِ الماءِ والكهرباءِ,
وأرقامَ كل المشافي ومبنى المطافي,
ومركزَ شرطتِنا السَّاهرين على أمْنِهم باعتناء..
هنا زملاءُ الوزارةِ والزائرات,
وبعضُ المحطّاتِ والصحفِ المبتلاةِ بأصحابها الأنقياء..
هنا تلمعُ, الآن, أرقامُ مَنْ كان
مثلَ الأرانبِ طَوْعاً,
تواضعُ حتى ارتقى,
ثم هَجَّ إلى رِفْعةٍ بَاعَدَتْنا,
وأنكرَ أنْ لنا شجراً في العراء.
ومِنْ بَعْدِه صاحبٌ ظَلّ في سَكْرَةِ الثلجِ
يُلْحفُ في طَلبِ النارِ,
حتى رأى كلَّ ما حوله هبَّةً للشوِّاء..
وذاك الذي باعَ أصحابَهُ في العشاءِ الوفيرِ
ـ يهوذا يُقَبِّلُني كي يدُلَّ عليّ ـ
أنا سيّدُ التاجِ يا خائنَ الخبز والصدّق والأصدقاء..
هنا إخوةُ السجنِ والدَّرْسِ
أيامَ كانت لنا رايةٌ في السماء..
وأرقامُ عمّي وخالي وجاري,
وبَنْكي الذي يسرقُ الراتبَ المُنتهي,
قبل أن يبدأ الشهرُ بالابتداء..
وأقامُ مقهى الثقافةِ والجدلِ الفلسفيّ,
وقاعاتِ عرضِ البرامجِ,
للساسةِ العائدينَ من الكهفِ
للمنبر العاجِ.. لا رهبةً أو حياء..
وأحرضُ أنْ أَكتُبَ الاسمَ
والهاتفَ المتنقِّلَ والبيتَ والحيَّ
والشارعَ الجانبيَ واسمَ التقاطُع
ـ إن كانَ ـ
رمزَ البريدِ وE mail مَنْ جمعتنا بهم أمسياتُ القصائدِ,
في مهرجانِ التي ضاعَ منثورُها في الغناء..
.. ولكنني قد حرقتُ أجندةَ جيبي..
فقد هجرَ (البعضُ) من قَهْرِه,
والمكاتبُ للعنكبوتِ,
وماتَ بأحوالنا الأبرياءُ..
ومَنْ ظلّ صارَ عدواً تقيّاً,
يحبّ البراءةَ والأتقياء!
فشكراً لمَنْ يحفظُ اسمي لديه,
وأرجوه ألاّ يباغتُني باتصالٍ..
فإنّي أصبحتُ من هؤلاء!
سأقرأُ وَحدِي,
وأَكتُبُ وَحدِي
رثاءَ التي سقطت في الرثاء,
ووحدي سأبكي سنينَ الهَباء.

طلعت سقيرق 21 / 09 / 2009 17 : 10 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
شارب زوجتي .......... قصة : لبنى ياسين
[align=justify]
عندما قمت بحمل عبوة الغاز المليئة لتغيير تلك التي فرغت في المطبخ,
همست حماتي لزوجي زاجرة: قم احملها إنها ثقيلة جداً.
فما كان منه إلا أن رد هازئاً كعادته: لا تخافي يا أمي, هدى رجل ولا
جدعهم, حتى
أنها لا تضع كحلاً كالنساء, بعد قليل سترين شارباً ينبت لها.
عضت حماتي على شفتها في محاولة لإسكاته,
لكنه أضاف: انظري إليها هل هذا منظر امرأة؟
نظرتُ إليه,
ولم أرَ رجلاً... لم أرَ إلا امرأتين تتحدثان إحداهما كانت حماتي.
* * * * * * * * * *
نعم يا زوجي العزيز...رجل أنا,
منذ أن سفحت رجولتك على الاستراحات والمقاهي تقضي فيها جل لياليك لتعود مع آذان الفجر,
وعندما أرقت ماء وجهي أمام كل من أعرف من الأقارب ليقوموا بالبحث عن عمل لك وبحمل ملفاتك وتقديمها ودعمها مرة تلو الأخرى ولم يتبقَ إلا أن يداوموا بدلاً عنك,
ولما كلفك كل مدير من مدراء أعمالك بعد فترة وجيزة من استلامك لكل عمل بمهمة استثنائية جليلة ما هي إلا زيادة عدد العاطلين عن العمل اثر تخلفك وتأخرك المتكرر,
فأنت لا تستيقظ صباحا كما هو كل موظف في العالم, ذلك أنك لا تستطيع التقصير في عملك الليلي,
وهذا ما لم يقدره السادة المدراء, لا أفهم كيف لم يستطيعوا أن يدركوا أي خدمة تقوم فيها كل ليلة لهذا الوطن وأنت تحصي عدد استراحاته ومقاهيه...ومن سيفعل ذلك إن لم تفعل أنت؟
رجل أنا في كل مرة أغادر المنزل طلبا لرزق عيالي واترك خلفي –كما هي العادة- زوجتي في المنزل نائمة, إذ أن تحصيل الرزق عادة على عاتق الرجال.
وعندما تتشدق أمام الناس مفاخرا, أنا مصروفي في الشهر يتجاوز الــ....., وتنسى أن تقول لهم من أين تحصل أصلا على مصروفك.
وعندما نقف أمام المحاسب اثر كل تسوق نقوم به,فتبتعد أنت تاركا الرجل يدفع كما هي العادة.
وعندما يتجه إليّ الأولاد طالبين مصروفهم واحتياجاتهم لأنهم يعرفون تماما أن والدهم يقف مثلهم أمامي ليطلب حاجاته.
نعم يا زوجي العزيز ...رجل أنا يشهد علي قول الله (الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا) وبما انك تنتظر مطلع الشهر حتى تأخذ مصروفك للذهاب إلى هنا وهناك مني, دون أن يهتز لرجولتك شعرة في وجهك, وتترك لي تسديد الفواتير وشراء حاجيات المنزل, وقسط المدارس, وقسط سيارتك, وحتى ثمن ثوبك الذي ترتديه.
رجل أنا يا زوجي العزيز تشهد عليّ معارض الأدوات الكهربائية, وورشات إصلاحها, وصاحب المنزل الذي يدق بابنا فلا يجد رجلا غيري لتسليمه أجرة المنزل.
رجل أنا منذ أدركت أن البيت ينقصه رجل.
أقلت شارباً؟؟؟...انظر جيدا يا زوجي العزيز لقد نبت لي شارب بالفعل, وانقرضت مساحيق التجميل والعطور من دروجي, وما ذلك إلا لأن مرتبي لا يستطيع أن يغطي مصروفات تافهة مثل المشاغل والعطور والماكياج وهي لا تلزم عادة لرجل مثلي, حين تكون زوجتي –أنت- في حاجة إلى مصروف لعملك الاستثنائي الليلي الرائع الذي لا يقدره أحد.
أتعرف يا زوجي؟ نعم لقد نبت لي شارب منذ اليوم الذي تلاشى فيه شاربك.

[/align]

ابراهيم خليل ابراهيم 24 / 09 / 2009 02 : 03 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
الله على الجمال
تحياتى القلبية

chaimaa el bekkari 26 / 09 / 2009 07 : 07 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

امال حسين 26 / 09 / 2009 26 : 11 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
اختيارات أكثر من رائعة درر فى صفحات نور الادب

كل التقدير لك استاد / طلعت


وكل التقدير للجميع

طلعت سقيرق 02 / 10 / 2010 01 : 10 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
[align=justify]
قصتان

بقلم : د. ماجدة غضبان

مواء

خبز ساخن رائحته تملأ المكان قرب التنور المتوهج خارج المنزل، المرأة تخرج أقراص الخبز وترميها في سلة من خوص،والطفل يلاحقها برواحها ومجيئها،وحين تقف يشد ثوبها بقوة وهو جالس عند قدميها،يصدر عنه مواء كمواء قطة جائعة.
عينا المرأة لا ترمشان، لا ترمقان الطفل باهتمام،تواصل انشغالها بدأب بين صنع كرات العجين وإخراج الخبز الناضج من التنور،والطفل يواصل تشبثه بثوبها،مثابرا على ملاحقته لها،وحين تدخل البيت يجري خلفها بأسرع ما يستطيع.
عبثا يموء،لا المرأة عمياء أو صماء، ولا الطفل شبح غير مرئي،إلا إن المشهد يتكرر كل يوم،المرأة تزداد قسوة وإمعانا في إهماله،والطفل يموء... يموء بإلحاح وصبر شديدين.
أهل القرية يسمعون المواء كل يوم كأنه صوت قادم من زمن آخر يمزق السكينة والهدوء،غير إنهم اتفقوا بالإجماع دون أن يناقشوا الأمر أن يتجاهلوا مواء الطفل، منشغلين بأعبائهم اليومية غارقين بدقائق ما يجري في القرية حد الاسراف.

الصنم
أردته مختلفا هذه المرة!.
إستغرق صنعه أياما وليالي طوال. جاهدت أن أتجاوز العيوب السابقة في أصنامي والتي دفعتني الى تحطيمها تباعا. صيّرته أنثى، وأبرزت الثديين كابرز ما في جسده. بدا لي كيانا متماسكا من الجمال. ولكي أراه أشد فتنة عملت لساعات طوال على إعداد زينته. صنعت قلائده وأساوره وقُرطَي أذنيه بيديّ. ثم أقبلت على خياطة ملابسه الأنثوية المثيرة. وحين انتهيت من كل ذلك أخذت أدوات التجميل لأكحل عينيه وأضع أحمر الشفاه المتفق مع ألوان ثيابه. كان صنما مهيبا وسط الصالة. سجدت أمامه لثوان، وابتدأت الطواف بمهابة حول صنمي الجديد.



[/align][align=justify][/align]

منى هلال 04 / 10 / 2010 37 : 01 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
أحسنت الاختيار أستاذ طلعت سقيرق
كلها درر متألقة في سماء "نور الأدب"
وكل درة أكثر بهاء من سابقتها

شكرًا على إمتاع القارئين

نادية حسين 30 / 10 / 2010 51 : 07 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
استمتعت هنا

مختارات رائعة , سلمت لنا اخي الأديب طلعت وبارك الله فيك

طلعت سقيرق 02 / 11 / 2010 24 : 12 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
[align=justify]
حدث في مهرجان القصة القصيرة الفلسطينية
ثقافة
الاثنين 1 تشرين الثاني 2010
سوزان الصعبي
للسنة الثالثة على التوالي ينظم اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين مهرجان القصة القصيرة الفلسطينية في مقره فقد تم افتتاحه مساء 16 تشرين الأول بحضور الكثير من الأدباء والمهتمين وخمسة من القاصين المشاركين بدءاً بالروائي والقاص الدكتور حسن حميد والذي قرأ قصة طويلة بنفس روائي تمزج بين الكلاسيكية والحداثة وتتحدث عن رجل يجلس في المقهى بانتظار حبيبته متذكراً سلسلة من الانتظارات السابقة لحبيبات سابقات ثم قدم القاص عدنان كنفاني قصة رمزية مستخدماً الأرانب والثعالب للدلالة على طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فكان رمزاً لا يحتاج جهداً كبيراً لفك شيفرته وقرأت سلوى الرفاعي قصة (وجدان) التي مزجت أيضاً بين الكلاسيكية والحداثة عبر قصة قصيرة لم ترهق المستمع بل وأمتعته بلغتها الشفيفة أما توفيقة خضور فقد كثفت قصتها (الوسيلة) بلغة رشيقة ساخرة وطريفة كانت كومضة تلمع وتصدم ولا تصيب المستمع بالملل.

وفي اليوم الثاني قدم كل من الدكتور يوسف جاد الحق والدكتور جرجس حوراني قصتين اعتمدتا على الحكاية أكثر من القص وقد قال الدكتور عاطف بطرس معلقاً: كل قصة تعتمد على الحكاية لكن ليست كل حكاية قص.. هذا عدا عن الحشو والاستطالات والتفاصيل التي لا تخدم القصة بل وتثقل على المستمع وتشعره بالملل أما القاصة سوزان ابراهيم فقد نجت بامتياز من هذه التقليدية وهذا معروف عنها فهي تعتمد اللغة الشعرية والتكثيف والمونولوج ما يجعل كلاً من القارئ والمستمع لها مشدوداً حتى النهاية. ‏
وفي اليوم الثالث أكملت التقليدية رحلتها على يد كل من القاص نواف أبو الهيجاء والقاصة جهان المشعان حيث اعتمدت قصتاهما على الواقعية والمباشرة في الطرح والتفاصيل الزائدة والبساطة في اللغة والمضمون ما يذكرك بقصص الخمسينيات من القرن الماضي، وقد استشهد الدكتور غسان غنيم في معرض تعليقه بهذا القول: أسوأ القصص القصيرة هي التي تكون تلخيصاً لرواية.. وهذا للأسف ما اقترفه القاصان المذكوران. ‏
يمكن القول إن اليوم الرابع من المهرجان كان (ختامها مسك) إلى حد كبير وذلك على يد القاصة والشاعرة ميسون شقير وقصتها (عبور إلى كتف ليلكي) وهي قصة حداثية استفادت من اللغة الشعرية وهجت الواقع بانزياحاتها اللغوية ودخولها إلى عمق الشخصيتين الأساسيتين أي اللوحة والحائط بشفافية مزجت بين جنسين أدبيين بما قد لا يوافق عليه التقليديون وأكمل القاص طلعت سقيرق رحلة الحداثة عبر قصته (الذي) جذابة العنوان رمزية المضمون والتي تتحدث عن مشكلة أن يكون لك أذنان تسمعان ما لا تحب سماعه في زمن رديء وواقع لا يستحق منك غير الهجاء وأخيراً قدم القاص توفيق الصواف قصة (مدينة الطبول) الساخرة من هذا الواقع الفارغ في مدينة فارغة منزلقاً في لغة وقعت في مطب اللغة الصحفية في بعض المواقع. ‏
من أرض الواقع ‏
قلنا في البداية إن المهرجان أقيم تحت عنوان القصة القصيرة الفلسطينية، لكن المتتبع له يلاحظ أنه لم تقرأ فيه سوى قصة واحدة تندرج تحت هذا المسمى وهي قصة عدنان كنفاني، وإذا قيل بأن للفلسطينيين هموماً اجتماعية ووجدانية كباقي الناس إذاً كان يجدر بهذا المهرجان أن يسمى بمهرجان القصة القصيرة. ‏
تعرض هذا المهرجان لعدد من المطبات والأخطاء إذ لم يلتزم بعض القاصين بمواعيدهم المحددة أصلاً في البرنامج وتغيب بعض القاصين عن الحضور لانشغالهم بأمور أخرى مع العلم أنهم كانوا قد وافقوا على المشاركة في هذا المهرجان وأدرجت أسماؤهم ضمن البرنامج بناء على موافقتهم وهذا الكلام على ذمة منظم المهرجان ما قصر عمر المهرجان من ستة أيام إلى أربعة ووصل الأمر بأغلب القاصين المشاركين إلى درجة أن لا يحضروا إلى المكان إلا في اليوم المخصص لقراءاتهم. ‏
قلة من الأصدقاء لم يتجاوزوا العشرة بقوا يترددون إلى المهرجان حتى آخر يوم. ‏
بالعودة إلى الأدب نقول جميعنا يعرف أن الحياة مليئة بما ينافس الأدب والثقافة وإن بقيت نصوصنا( ممطوطة) ومستهلكة فإننا لن نتقدم خطوة واحدة ولن نكسب محباً جديداً للأدب. ‏
نحتاج إلى كثير من التغيير فيما نكتب وإلى كثير من الالتزام فيما نفعل. ‏

عن جريدة تشرين
[/align]

طلعت سقيرق 18 / 01 / 2011 25 : 11 PM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
في حوار مع الأديبة ليلى مقدسي:
دمع البنفسج... وبوح الزنبق
تجربة مديدة مع الكتابة، وبخصوصيّة لافتة، تنسجُ الأديبة ليلى مقدسي عوالمها الإبداعية الثرية بمخزونها الإنساني والأدبي، على امتداد بوحها المفتوح، ملتقى أجناس إبداعية مختلفة، ترتقي بعماراتها اللغوية لتشيد كوناً شعرياً في المبتدأ، يتواشج مع كونها الإنساني في علاقات دالة،
تترجم شغفها لأن تجلو قيمة كبرى، لعلها قيمة رابعة بعد قيم الحق والخير والجمال، في ثنائية يشكلها معطى الحلم ومعطى الواقع، لتضيف أبعادها المعرفية لنصوصها العامرة بالحب كقيمة، وكثيمة تتواتر على نحو عميق، في مدوناتها لتفيض بإشراقاتها وهواجسها الإبداعية، ملوّنة تربة الكلمات بمحبتها الإنسانية بكل شفافية البوح وكفاءة سرده وتشكيله.
مبدعة من زمن جميل تقطّر كثافتها الإنسانية، جماليات تأنيث لغتها، في مغامرة إبداعية ارتبطت بالإيمان وبالأمل والقدرة على التجاوز، للوصول إلى مستوى الإنجاز كمعادل لوجودها وجدليتها الأثيرة: الحياة حلم، والحلم حياة، والكتابة شكل حياة.

جهينة- أحمد علي هلال:

أبجدية الحب

أقانيم ثلاثة شكلت مهاد تجربتها الأدبية، هي الروح والطبيعة والحب، بيد أن البحث عن الإنسان مثّل لدى ليلى مقدسي هاجساً أصيلاً ونبيلاً، ولاسيما أنه بحث بين قيم الحق والخير والجمال والحب، ليكون نسيجها المعرفي، وسؤالها الدائم، الذاهب بفطنة الروح إلى سبر وجوده، وما ينطوي عليه ذلك الوجود من قيم إضافية تتجسّد في المحبة المطلقة للإنسان... لقد منحتها تلك المدينة الساحلية الجميلة- صافيتا- بطبيعتها وبحرها وغموضها استعداداً فطرياً وحدسياً، لتشرع في سرانيّة تأملاتها التي سوف تشعّ في لغتها الصافية وإبداعها المستمر، وتغوص في أسرار الكون وجزئياته كحالة استكشاف مثيرة لجدل الأشياء وتناغمها وكثافتها ودلالتها، وهي من عشقت المطالعة والشعر مذ كانت صغيرة، لتتفوق في دروس اللغة العربية، وينشر لها أستاذها "حسن الخطيب" موضوعاً إنشائياً عن الأم في كتاب من تأليفه بعنوان "التعبير الفني في الإنشاء"، كان اسمها إلى جانب أسماء كبار المبدعين، بذرة سوف تؤسس لحلمها الإبداعي وطموحها، فضلاً عن تشجيع عمها "رفيق مقدسي" لها، الذي كان يعمل في الإذاعة والتلفزيون عام 1960.
ثمة حدثٌ مؤلمٌ سوف يضاعف رهانها على أن تكون رائية بامتياز، فإثر عملية جراحية خاطئة فقدت النظر بعينها اليسرى، لكنها تحدّت ذلك الفقدان، لتستمر في المطالعة والكتابة، منزوية وحيدة، سوى من جبران خليل جبران، وطاغور، فقد أضاءت موهبتها – رغم تحذير الأطباء- بضرورة تجنب القراءة المستمرة، وأشعلت النقطة التي بداخلها بقناديل المطالعة والكتابة.
تقول الأديبة ليلى مقدسي: "استخدمتُ الكتابة لأرى روحي بنور المعرفة والإبداع... فالألم مع الموهبة مبعث رحلتي مع الحرف وهي قوتي ومتعتي". وتضيف: "بيتهوفن كان أصمّ، طه حسين كان أعمى، باستور كان مفلوجاً، لكن محبتهم الإنسانية تغلّبت على المحن بطاقة الإبداع والعطاء.. ألم تُكتب قصة الحب بأنفاس الحب؟!".
في ولوجها لفضاءات تجربة صوفية، سوف يتكشّف نزوعها الصوفي في إبداعها بإشارات وعلامات ومكونات لتنضوي في دلالات جديدة ترتقي بالنصوص إلى ما يضعنا أمام لغة في اللغة، حيث تشكيل ثقافي يمنح خصوصيته وفرادته، وهو الآتي من ينابيع الرؤيا، ليستثمر جماليات غير مألوفة يتلامح فيها الحسيّ المدرك بالحدسي، وبمجاز مرسل يضفي على شاعرية كتاباتها سلطة خيال آسر، وفعالية تخييل نثري- شعري يحفّز متلقيه على الإنصات والإصغاء لفتنة ثاوية في تضاعيف لغتها، إنها فتنة لغة ثريّة في طلاقتها وانفتاحها على الحياة.
الخيط السري

وهكذا تنوّعت العوالم الإبداعية للأديبة ليلى مقدسي ما بين الشعر والنثر، والقصة والرواية، والبحث، ولعلّ في ذلك التنوّع الخلاق، ما يحيل إلى تجربة الكتابة المؤسّسة بشعرية الرؤيا، كما نشوتها بعيداً عن اختزالها بأدب نسوي، أو تبسيطها بحثاً عن "الإطار الفكري والمرجعيات التي يتم في داخلها موضعة المرأة" على أهمية ذلك!.
تقول مقدسي في مقاربة فعل الكتابة: "الكتابة ينبوع يتدفق من الذات، وهي حركة الكيان الإنساني باتجاه كيان شعري... والعمل الإبداعي يحاول تطهير العالم، لأنه نور ومعرفة".
فمن لحظاتها المتنوعة والمضيئة فجّرت كتابتها، لتكون لغتها "طاقة انبهار في سحرها" متوهجة الأسلوب بتراكيب مموسقة محمولة على غنائية الروح، كتابة حرة حالمة، وكأنها كما تقول في نزهة فكرية، شأنها شأن "مرنتيف" الذي اخترع قارئاً وهمياً ليبثه خواطره وأفكاره، حيث تقول أيضاً: "ثمة خيط سري يرتبط بعناوين الكتب لتعود إلى أولى مدوناتها "ثالوث الحب" المسبوق بثلاث مجموعات كتبت وعمرها عشرون عاماً، لتتبعه بسبعة عشر مؤلفاً منها: "رسائل لم تصل، ربيع يبكي، قطوف وأوراق، غمامة ورد، كتاب الزمن، زمن البوح الجميل، الحب في أبجدية، رسائل وصلت، نص القلب، لأننا لم نفترق، وغيرها"... حيث موضوعة الحب في تواترها بنصوص تبحث عن قيمة الحب وتماهي فيها ما بين الطبيعة والإنسان، وتخوض في ثنائية دائمة هي صراع الأنا والحب، نصوص تزكي رفقة الروح، في رحلة تأمل، بحثاً عن الحب مع الزهور- الكائنات الضعيفة- التي تمنح ولا تأخذ.
وهي ترى معللة نهجها الأدبي الذي يعلي من شأن قيمة الحب: "لأن الحب نقطة انطلاق" يوصلها إلى الجوهر الذي تحاوله، في محاورتها للمطلق واللامتناهي، لتبدع في الزمن المطلق وتمتد إلى الأبعد، من أجل غاية جمالية وإنسانية، فالحب صلاتها السرمدية.
التجربة والأثر

كان دأب كتاباتها ولا يزال أن تواجه التجربة بوصفها وسيلتها للتغلب على الضعف والقهر والمعاناة، لتذهب في كتابة حالمة تدخلها مدن الأساطير التي لا تنتهي، وليس ذلك فحسب، بل لتقيم حواراً مع العالم الخارجي والذات، ولتتجاوز العالم بالكتابة، هكذا هي في رسائلها أيضاً الباحثة عن أجوبة بين كتابها الخفي في رجفة الغياب، رسائلها المكتنزة بالومضات الخاطفة والبوح، وبنداء الحياة وسحر الطبيعة، فمن رسالة إلى تلك "الساجية في أبعادها" كترجيح لأناها الشاعرة تقول: "ألستَ أنتَ مبعث هذا الملل لأني أغوص وأرجع إليك متعرياً بذاتي الحقيقية، وتنهمر كلماتك بين جروح المطر في أخاديد نفسي".
هي والشعر

الشاعر- كما تذهب – ليلى مقدسي "طيرٌ مهاجرٌ أبداً، وكلمته الأولى مصطفاة من عظمة المعاناة الإنسانية" فهي لم تنذر نفسها للشعر، بل ضحّت بها في سبيله: (جراح أحزاني راعفة... حرّ هاجرة... الوحدة العذراء... تهصر أفكاري... تلفها.. بعذوبة التأملات... ماذا يصنع عطش الأرض لينبوع الحنان... ماذا يصنع الشوق لغريب ضائع في وطن الحب).
هكذا ترى الشعر لغة عشق وثورة ووطن، لغة ماء ونار، والشاعر طائر المسافات المجهولة، يمرّ بعرائش الياسمين واعتلال الخزامى، والمساحة البيضاء هي الكلمة. ففي نصوصها الحلولية تقول: "وجهي الحب ولهاً يتراخى... في مراكب البرق... لمعاصر أحبار العشاق... لرحيق خوابي الروح... فيهم". لتجد في فيروز مُهجة شعر، فتسترجع نصوص أغانيها، وكلماتها، كأنها تذهب إلى اللهب المصفى، وما بين نصوص الغناء، ثمة نصوص الأديبة في تعالق وحوار لا ينتهي بحثاً عن غواية الزمن بالحب، (وبفرش حرير المعنى على خدّ الحرف، ونبض القصائد كما البياض يغوي شفاه الليل برضاب الفجر).
تقول الأديبة ليلى مقدسي في نصها "عذوبة": "لثغة فيروزية تتهدل المعنى لطيور الشعر... من قال لها إن تذوّب العذوبة في خوابي الحب؟" ولأنها تشاطر فيروز أمومتها "الحارقة والمحروقة" تعاضد نصّها بالمقاطع الشهية.. فعلى مائدة فيروز يلتقي الشعر والغناء، تنفتح الذاكرة على ما تريد الشاعرة لتؤرخ الوجد، وترنو إلى "تفتح اللغة وإشراقها وتحرير القوى المحبوسة داخل الذات، لتنعش روحها وخيالها وصورها" إنها على مدارج الحب تكتب بلغته كما قصة الخلق تراها كُتبت بلغته أيضاً، لتحقّب وتسائل وتبحث في ماهية العشق والحب، وتقاربهما بثقافة فاعلة تستخلص من الفلسفة والفن والتراث والتاريخ، ما يؤكد أطروحتها الجمالية في الحب كمعرفة لتفتح آفاق ما وراء الواقع: "نقطة النور لانطلاق التجربة وحوارها لأفكار ومفاهيم حداثية وتراثية وتجليات نورانية لماهية الأثر الإنساني، مغزى الأفكار والعواطف والتأملات والتراتيل التي تركتها على حافة فجر وحيد.. تنتظر وعود الأمل الجائع والمتألم"، وتقفز كطفلة الأغصان على حبال العشق، ابنة غابات عذراء مهجورة، تقول: "الشعر والحب هما واحد وحارق ومحروق، فالشاعر مبدع الجمال والشعر عذابه الجميل".

نص الحرية
تذهب الكتابة هنا كفعل تطّهر، لتبوح بالخفايا ولتضبط إيقاع زمن هارب تستعيده لكأنما تعيد إنشاءه بحساسيتها وفنها، سادنة وجدان جمعي، متخففة مما يقيد بوحها/ نصها، فهي على الأرجح لا يعنيها قلق تجنيس نصوصها، واستقرارها الإجناسي، تكتفي في جلّ أعمالها بمسمّى نصوص، ولاسيما في أعمالها الأولى، فمثلاً تقول في كتابها "لأننا لم نفترق": لا أستطيع أن أقول رواية، ومن عادتي ألا أحدد جنس كتاباتي، ولأنني مؤمنة بحرية النص دون شكل معين، المهم المضمون الذي يصل للقارئ ويؤثر به.
لقد استوقفها الفيلسوف جورج برنارد شو بقوله: "اللا قاعدة هي القاعدة الذهبية" لتقول تأسيساً على ذلك: ليس للحياة قاعدة معينة في الترتيب، ولا نماذج معينة في الألوان، لأن أصالة المبدع ليس فيما عرفه بالتقليد والتكرار، إذ لا يوجد شكل ثابت ومقدس في الفن، وكل كتابة صادقة تمثّل جدلها الخاص، ولكل كاتب فرادة في الإبداع... فلا بد أن أحلّق في جزر الحرية مع مساحات الورق لأرسو على موانئ الحرف وشواطئ الكلمة.
وتجهر برأيها أنها ضد التيارات المنهجية والأكاديمية في الكتابة. ويرى بعض النقاد أن إبداعاتها ذات أشكال مختلفة لكن مضمونها واحد، وجملتها تكاد تكون واحدة في النثر والشعر، تردّ على تلك "التهمة" الجميلة بالقول: اللغة لديّ طاقة تذهب وتجيء، لأنها لغة حب تتداخل مع الكلمات والجراح، وقد لوّنت الحب بالإنساني والوجداني والصوفي.
ويرى نقادٌ آخرون أنها تكتب بعيداً عن الشعر العمودي أو التفعيلة، لكنهم لا ينكرون إيقاعاتها الداخلية والخارجية التي تتناغم على أوتار إبداعاتها، وثمة رؤية منصفة تقول بأن ثمة سمة تميّز إبداعاتها هي اللغة الشعرية التي تداخلت في الأجناس جميعاً.
مقاربات دالة احتفت بلغتها المميزة وبإيقاعاتها الداخلية التي طغت على البحور والتفعيلة من خلال الرسم بالكلمات، لكن كتاباتها فضلاً عن تأثيرها ومناهضتها للقبح، ترتقي لتضيف وعياً إضافياً بالنص، ومعه تصبح قدرة النص على أن يمتّع قارئه ليست مجانية، لأن ما يحيط به من تخوم ورؤى وفضاءات تحيلنا إلى مستويات من التحفيز التأليفي والواقعي والجمالي، مضافاً إليه فضاء تفاعلي يبث التجربة الإبداعية بأبعادها العاطفية والإنسانية والوجدانية والصوفية والفكرية والأخلاقية والاجتماعية.
رحلة حب

رحلة مع الكتابة واكتشاف اللغة، هي كلمة سر الأديبة ليلى مقدسي بمكابداتها وصيرورة إبداعها، وقلقها الفاعل، ولئن كان قدر الشمس أن تشرق دائماً، فلن تنتظر ما تبقى من مخطوطاتها طويلاً، لتدخل لحظتها الجديدة بصبوات أحلام طازجة، تسكب دمع البنفسج وبوح الزنبق على مدارج الحب صوب أبجدية واحدة.

ليلى مقدسي.. سطور وعناوين
ولدت في مدينة صافيتا المنطقة المجاورة للساحل السوري.
تدرجت في دراستها الابتدائية والإعدادية وعملت صغيرة في مدارس الراهبات قبل سنها القانوني، وتعمق لديها سمو الروح وبذل الذات والمحبة الإنسانية.
عملت أمينة للسر في معهد المحبة الخاص في مدينة حلب لمدة 25 عاماً، واستقالت بسب ظروف صحية.
تفرغت لنشر مخطوطاتها المتراكمة عام 1990 وطبعت منها ثلاثين كتاباً توزعت على حقول النثر، الشعر، القصة، الرواية، التأملات، الدراسات الصوفية، قصص وشعر للأطفال منها: دراستان عن التصوف الإسلامي، وعن الحب عبر التاريخ. وكذلك: منك أسقي منديل الغيم، وكاهنة الصمت، دموع الينابيع، قرنفل فلسطيني، عرس قانا.
تذكّر تجربتها مع الشاعر والأديب طلعت سقيرق في كتابهما المشترك "زمن البوح الجميل" بتجربة الأديبين الراحلين مي زيادة وجبران خليل جبران، على مستوى الرسائل المشتركة فكان الكتاب إحياءً لذكراهما، وتوزع على واحد وثلاثين بوحاً يجسّد تواصلاً روحياً.
يقول الأديب طلعت سقيرق في زمن البوح الأول: "ليلى عصفورة الشعر، هل علينا أن نرتب وقع خطواتنا ونشكل وردة من نسيج الروح لنقول: بوحنا المشترك، وترد ليلى مقدسي في إحدى رسائلها: ما بيننا لغة فهل تكون اللغة أجمل منا، لغة لا لون لها، ولها كل الألوان.
صدّر الأديب والروائي وليد إخلاصي كتاب الزمن "تأملات" بالقول: "ليلى مقدسي في كتاب الزمن تنوس بين التقسيم العقلاني والانفلات الشعري، فهي تائهة لكنها تحاول خلق إحداثيات منضبطة للإنسان، وهي عارفة تجاهد في بعثرة الحدود.

يمثل كتاب "تجليات المقدسية" للناقد والشاعر محمد الزينو السلوم واحداً من الكتب النقدية التي قاربت بعض إنتاجات الأديبة – مقدسي – باستخلاصاته الموضوعية ومنهجه النقدي المنفتح، بشفافية التناول ومرونة الأحكام وعمق التحليل وبذائقة متميزة.
فازت بجائزة الباسل في محافظة حلب عام 2000.
فازت بجائزة أنجليك باشا لتمتين الروابط الأسرية عام 2006 عن كتاب للأطفال بعنوان "ثلاث وثلاثون وردة من شهيد إلى أمه" وجاء في تقديم الجائزة بقلم ناجي نعمان: ليلى مقدسي في ورودها المقدمة من شهيد إلى أمه، تحكي واقعاً وتروي أسطورة، فيما همّها الإنسان في يومه وغده في روابطه مع شعلة الأسرة.
كُرّمت من نادي التمثيل العربي للآداب والفنون بإشراف الأديب محمود فاخوري.
نشرت كتاباتها في العديد من الصحف والمجلات، وأجرت عدداً من المقابلات التلفزيونية (نادي النوادي) شاعر وقصيدة، المجلة الثقافية، إلى جانب حواراتها في إذاعة دمشق وصوت الشعب ومونتي كارلو.

عن مجلة ( جهينة

[/align]

طلعت سقيرق 22 / 06 / 2011 23 : 10 PM

يوسف الخطيب في حضرة الغياب
 
يوسف الخطيب في حضرة الغياب
[align=justify]وليد صوان[/align]
لم يكن رحيل الشاعر العربي يوسف الخطيب عن الحياة والساحة الثقافية عادياً، فقد ترك فراغاً كبيراً لا يعوض، حيث خسره الشعر العربي قبل الفلسطيني، الذي طالما كتب في ظله عن القضية الفلسطينية ضمن بعدها العربي، رافضاً التمييز بين شعر عربي وآخر فلسطيني.
سيف فلسطين التي عكس شعره مراحلها كافة، فكان خير معبر عنها، بمقاومتها ومعاناة شعبها، مجدداً في شعره يبحث عن كل جديد، وظل على ذلك إلى أن وافته المنية قبل أيام عن عمر يناهز الثمانين عاماً.
الشاعر خالد أبو خالد رأى أن رحيل «سيف فلسطين» يوسف الخطيب محفز ليتسلم الشعراء الراية ، مشيراً إلى أن روحه لاتزال تسكن في قرائه وأحبائه، ما يشكل عزاء برحيله.
وقال أبو خالد:«إننا الجيل الذي وقف بين يدي الخطيب، وتعلم منه الشعر، والموقف السياسي الصحيح في الصراع العربي الصهيوني، بوحدة الأمة ومصيرها.».
وأضاف «حقق الخطيب للشعر إضافات هامة، ترافع عن الشعر المقاوم، خاصة في «ديوان شعراء الوطن المحتل» في وقت كان يسميه البعض شعراً معارضاً.
وتابع «شعر الخطيب متصل بالذات ومشتبك مع المعاصرة، فمن يقرأ شعره يلحظ كم أن وعاء اللغة لديه ثري وجزل . أما عندما يكتب بالحداثة، فإنه يكتب كما العمود، فلكل شاعر بيت قصيد وليوسف الخطيب بيت قصيده الذي يشكل فتحاً في الحداثة الشعرية.
كما أشار أبو خالد إلى أنه أطلق عليه لقب «سيف فلسطين» ، لأن الشاعر أبا سلمى كان « زيتونتها» وإبراهيم طوقان «حارسها» وعبد الرحيم محمود كان «شهيدها» معتبراً أن السيف قاطع جامع مانع لايقبل الردة إلى غمده، كما قال الخطيب:« أنا شاعر أنا ثائر حتى تعود إلى ذويها الدار».
وعن ثوابت الخطيب أكد أبو خالد أن الشعر العربي سيتذكر أن الشاعر الفلسطيني ليس المنتمي إلى جغرافية وطنه، بل إلى أمته ، فشعره واكب الشعر العربي الذي تتمحور قصيدته حول القضية المركزية للأمة.
وشدد أبو خالد على أن الخسارات لا تعوض خاصة أننا لم نخسر الخطيب، لأنه يعيش فينا، فالشاعر يخلد ذاته بما أعطى، وقد أعطى الخطيب ما يخلده.
بدوره الشاعر طلعت سقيرق ذكر أن الشاعر يوسف الخطيب كان واحداً من شعراء قلة أثروا القصيدة العربية، وأغنوها وغيروا في بنيتها، فكان قريباً حتى النبض ، حبيباً حتى الشريان . ليكون شاعراً كبيراً بحجم عالم .
ورأى سقيرق أن خصوصية الخطيب تنبع من كونه الشاعر الأكثر التفاتاً وغوصاً في تأسيس وتأبيد قصيدة فلسطينية مقاومة، أصرت على أن تكون فلسطين من الماء للماء عودة وانتماء.
كما قال سقيرق: «إن الخطيب كان من أشد الشعراء إصراراً على ربط الأدب الفلسطيني بالعربي وربط القضية الفلسطينية بالعروبة.
وأضاف «إن شعر الخطيب ، وحدة متلاصقة رائعة، فهو من القلة التي ينطبق عليها معنى امتزاج الشعر بالشخصية، حيث ينبع شعره من أسلوب خاص جداً اتصف بالمباشرة والوضوح دون أن يفقد البوصلة التي تضعنا أمام شعر من الفن العالي الرفيع».
وتابع « هو بالفعل من الشعراء العرب الذين كانت قصيدتهم سهلة ممتنعة، حيث تشكل نبض القلب الفلسطيني، ومثل هذا الشاعر لا يعوض ولا يمكن أن يعوض » مشيراًإلى أنه شاعر يأتي للحياة مرة واحدة ليترك زاداً يكفي طول العمر ليمضي إلى قدره.
كما اعتبر سقيرق أنه لا أحد يعوض أحداً فالبصمات الكبيرة تبقى كما هي، ولا يمكن أن تكون من خلال غيرها، لأن الأصل هو الأصل، ومن يريد أن يعوض سيكون ظلاً ليس إلا .
أما القاص يوسف جاد الحق، فقد أشار إلى أن الخطيب يرحل مخلفاً اللوعة والحزن لجيلنا المرافق له، حيث يذكرنا بالراحلين العظام في تاريخ الشعر، مثل أبي سلمى، وعبد الكريم عبد الرحيم، وإبراهيم طوقان الذين تركوا آثاراً لاتمحى.
ولفت جاد الحق إلى أن شعر الخطيب يتميز بالجزالة في اللفظ والسمو في المعنى، والغنى في المضمون ، كما أن شعره الوطني الغالب على نتاجه جريء خاصة عندما يعالج المواضيع الوطنية والقضايا القومية.
واعتبر أن شعره يطربنا لإبداعه حيث يدفعنا بحماسه واندفاعه إلى الثورة والانتفاض على ما هو قائم وسائد من ضعف وسلبيات، ومآخذ على ما يسمى النخبة وعلى الجماهير المستأنسة والمهادنة والمسايرة لما هو جار.
كما ذكر جاد الحق أن إبداع الخطيب لم يقتصر على الشعر فقط، بل كتب القصة القصيرة والأبحاث، إضافة إلى إنجاز كتاب هام حول الأدب والشعر في الأرض المحتلة .
وأسف جاد الحق لعدم أخذ الخطيب حقه من النقد، مطالباً النقاد في قابل الأيام أن «يستدركوا» ذلك ويتجهوا نحو أدبه لأن فيه تجربة غنية وفريدة

ناهد شما 08 / 09 / 2011 55 : 03 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
الشاعر العزيز والأخ الحنون طلعت سقيرق
ننتظرك أيها الشاعر الفذ لتكمل لنا هذا الملف الرائع وهذه المختارات الجميلة
بالله يا طلعت أطلت الغياب يكفينا غربة .. غربة وطن .. نشعر بفراغ كبير ... نشعر بالم في صدورنا ..
أعد لنا البسمة ..لقد اختفت هذه البسمة من نور الأدب ونتمنى من الله العلي القدير أن تعود لنا بسرعة وليس على الله بكثير
كم أنت رائع وكلامك اروع .. ما قلته يا طلعت عن الشاعر يوسف الخطيب هي صفاتك وأنا الآن أقرأ ذلك أجد وكأني اقرأ عنك أيها الشاعر
وأرى أنك أنت أيضاً أشد الشعراء إصراراً على ربط الأدب الفلسطيني بالعربي وربط القضية الفلسطينية بالعروبة.
وأن شعرك وحدة متلاصقة رائعة، فأنت أيضاً من القلة التي ينطبق عليها معنى امتزاج الشعر بالشخصية،
حيث ينبع شعرك من أسلوب خاص جداً اتصف بالمباشرة والوضوح دون أن يفقد البوصلة التي تضعنا أمام شعر من الفن العالي الرفيع».

اللهم رب الناس أذهب البأس واشف شاعرنا طلعت سقيرق أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما

ناهد شما 21 / 08 / 2012 57 : 06 AM

رد: مختارات طلعت سقيرق
 
[glow1=009900]
يا قهوتي غنيلي ولو مرة

قهوتي اليوم مرة من مرارة فراقك يا طلعت

يا صديقي في غيابك ما عدت أتذوق إلا مرارة القهوة

وقد أصبح صباحنا كوب قهوة مرة كمرارة رحيلك عنا

رحمك الله يا طلعت وغفر لك وثبتك عند السؤال

من سيكمل بعدك هذا الإبداع من مختاراتك !!! .....

[/glow1]


الساعة الآن 39 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية