منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   التاريخ (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=83)
-   -   إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=11213)

نصيرة تختوخ 03 / 07 / 2009 07 : 01 AM

إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
بعد أيام قليلة تحل ذكرى الخامس من جويلية / تموز 5july/juilletذكرى استقلال الجزائر التي سالت دماء أبناء ها وبناتها رقراقة من أجل التحرير .
حبذا لو تسهمون في التعريف بشخصيات جزائرية بارزة فدت بلادها بالغالي والنفيس وكانت شوكة في حلقة الإستعمار .
فالكثير منا سمعوا عن الأمير عبد القادر و جميلة بوحيرد ولالا فاضمة نسومر وحتى بمثقفين اغتيلوا غدرا كمولود فرعون...
الرجاء إلقاء الضوء على هذه الذكرى في نور الأدب بالتعريف بتلك الشخصيات المنيرة في تاريخ الجزائر و كذلك على أحداث أخرى إن أمكن.
و لكم أهدي:
http://www.youtube.com/watch?v=mHGkAwl7UQY

محمد نحال 03 / 07 / 2009 25 : 01 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
جميل ورائع جدا هذاالموضوع وأجمل منه وأروع هذا الاهداء الوطني الزاخر المشرف...... فشكرا لك أختنا الفاضلة...
وأقول لك غدا تحل الذكرى الغالية على قلوبنا...ولو أنني لم أعش أحداث الثورة ..الا أنني عشت أيام الاستقلال الأولى حيث عدنا من الملاجئ أين قضينا السنوات الأخيرة من حرب التحرير الكبرى وقد أحرق المستعمر دورنا واستباحوا حمانا واموالنا ونحن في منطقة حدودية تتسرب على أيدينا الأسلحة من المشرق عبر تونس الشقيقة الى جنودنا البواسل المغاوير..فاضطررنا للجوء الى تونس الشقبقة ...أقول لاتزال صورة الجزائر العميفة في تلك الأيام الأولى من استرجاع السيادة عالقة بذهني ..أخوة في الله والوطن صادقة لارياء فيها ولا مصالح..وحب كبير لهذا الوطن الغالي ...وتعاون وتآزر ...رغم مخلفات الاستعمار من فقر وجهل وأمراض وبؤس وثكل وترمل ..ومع ذلك نقول رحم الله تلك الأيام لما كان فيها من تحابب وتعايش ووطنية صادقة ...أختي الفاضلة مرة أخرى لك مني شخصيا أسمى معاني الاحترام وجزيل الشكر على هذه الالتفاتة الكريمة...ولقد كتبت بحوث كثيرة وألفت الكتب تلو الكتب في تاريخ بلادنا..غير أنني أؤمن دائما بأن يلتزم كل بما هو أهل له فدعيني أناشد معك المختصين أن يسلطوا الضوء على كثير من الحقائق في تاريخ بلادنا الذي يحاول الفرنسيون وأذنابهم في كل مكان أن يطمسوه ..ولو كتب كل من هب ودب في مثل هذه الأمور لاختلطت الحقائق ...
معذرة على الاطالة ولك مني أسمى معاني الاحترام والتقدير
من الجزائر البيضاء محمد نحال

مازن شما 03 / 07 / 2009 36 : 04 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
أخواتي اخوتي الغوالي أعضاء وزوار نور الأدب
استقلال الجزائر العربية ذكرى عزيزة على قلوب كل العرب وكل أحرار العالم،
أقدم لكم هذه القصيدة المشهورة للشاعر محمد الشبوكي (1915-2005)
كتبها في السجن بدمه سنة 1955

و من ألحانه و هي أول نشيد للثورة

و نسمعها أيضا في فيلم "جميلة بوحيرد" التي لازالت حية
للمخرج الراحل يوسف شاهين


جزائرنا يا بلاد الجدود ***نهضنا نحطم عنك القيود
ففيك برغم العدا سنسود***و نعصفُ بالظلم و الظالمين

سلاماً سلاماً جبال البلاد***فانت القلاعُ لنا و العمادْ
و فيك عقدنا لواء الجهادْ***و منك زحفنا على الغاصبين

قهرنا الأعادي في كلّ وادْ***فلم تُجْدهمْ طائراتُ العوادْ
و لا الطّنكُ يُنجيهمُ في البوادْ***فباءوا بأشلائهمْ خاسئين

وقائعُنا قد روتْ للورى***بأنا صمدنا كأسد الشرى
فأوراسُ يشهدُ يوم الوغى***بأنّاّ جهزنا على المُعتدينْ

سلُوا جبل الجرْف عن جيشنا***بخبّركمُ عن قُوى جأشنا
و يعلمكُم عن مدى بطشنا***بجيْش الزعانفة الآثمينْ

بجرجرة الضخم خضنا الغمار***و في الأبيض الفخم نلنا الفخارْ
و فــــي كل فج حمينا الذمـــار*** فنحن الأباةُ بنو الفاتحين

نعاهدكمْ يا ضحايا الكفاح***بأنا على العهد حتّى الفلاحْ
ثقُوا يا رفاقي بأنّ النجاح***سنقطفُ أثمارهُ باسمين

قفوا و اهتفوا يا رجال الهممْ***تعيشُ الجبالُ، و يحيا الشممْ
و تحيا الضحايا، و يحيا العلمْ ***و تحيا الدّماءُ، دماءُ الثائرين
وللحديث بقية

ناهد شما 03 / 07 / 2009 19 : 05 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
أضم صوتي إلى صوت الأستاذ العزيز مازن
استقلال الجزائر ذكرى عزيزة على قلوب كل العرب وكل أحرار العالم
فالجزائر هي جزء من الوطن العربي فكيف لانحتفل به بمثل هذه الذكرى وتعتبر مثالاً يحتذى به في النضال ضد الاستعمار فهي بلد المليون شهيد فيحق لنا جميعاً الاحتفال في هذه الذكرى

إخواني وأخواتي لقد قررت أن أكتب موضوع يتحدث عن شهداء الجزائر الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والإستقلال

وسوف أعرض عليكم نبذة موجزة عن بطل من الأبطال الأبرارالشهيد
مصـــــــطفـــى بن بـــولعيـــد



- المولد والنشأة









من مواليد في فيفري 1917 بأريس ولاية باتنة وسط عائلة ثرية ومتشبعة بالقيم الإسلامية،تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه ثم بمدينة باتنة ثم إلتحق بمدرسة الأهالي "الأنديجان" كما تلقى تعليما بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
هاجر إلى فرنسا سنة 1937 وعرف عن قرب أوضاع الجزائريين هناك، وكون نقابة تدافع على حقوقهم، عام 1939 أدى الخدمة العسكرية الإجبارية،وأعيد تجنيد أثناء الحرب العالمية الثاني.
2- نشاطه قبل الثورة


بدأ نشاطه السياسي في صفوف حزب الشعب منذ الأربعينات إذ كان من أنشط العناصر بالأوراس، وعند نشأة المنظمة الخاصة كان له نشاط دؤوب في تكوين الشبان سياسيا وتدريبهم عسكريا، وأنفق من ماله الخاص لتدريب وتسليح المناضلين
.

شارك في إنتخاب المجلس الجزائري سنة 1948 وفاز فوزا سحيقا لكن السلطات الفرنسية زورت الإنتخابات. كان له دور كبير في انشاء المنظمةالخاصة ، وبعد أن أكتشف أمرها بدأ في توفير السلاح عن طريق شرائه من ليبيا كما ساهم في إيواء المناضلين المطاردين، أنشأ مع رفاقه اللجنة الثورية للوحدة والعمل وشارك في إجتماع الـ 22 في جوان 1954، وأصبح مسؤولا على المنطقة الأولى (الأوراس)، كما كان عضوافي لجنة الستة.
3- نشاطه أثناء الثورة



أشرف على توزيع الاسلحة على المناضلين بنفسه. سافر سنة 1955 إلى ليبيا لتزويد الثورة بالسلاح لكنه أعتقل في 11 فيفري 1955 وحوكم بالمحكمة العسكرية بقسنطينة في جوان 1955وحكم عليه بالإعدام. إستطاع الفرارمن السجن رفقة الطاهر الزبيري في شهر نوفمبر 1955 عاد إلى قيادة الثورة وخاض معركتي إيفري البلح وأحمر خدو


.

وواصل جهاده حتى أستشهد في 22 آذار 1956 إثر إنفجار مذياع مفخخ ألقته القوات الفرنسية.




للحديث بقية

مازن شما 03 / 07 / 2009 56 : 07 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
هل يستفيد الفلسطينيون من خبرة حركة التحرر الوطني الجزائرية؟

وقعت هذه الحادثة أثناء حرب التحرير الجزائرية؛ إذ كانت ثمة قرية صغيرة وفقيرة لا تكاد تملك من أسباب الحياة إلا النزر اليسير، ورغم ذلك كانت كلما توفر لها قطعة سلاح أو بعض طلقات البارود هاجمت قوات الاستعمار الفرنسي الرابضة على مداخلها.. وفي كل مرة تفعل ذلك كانت تُعاقَب بحملة تأديب وحشية، تقتل فيها قوات الاستعمار من يقع في أيديها من المقاومين، وتخرب بيوت القرية، وتفسد زرعها، وتقتل ماشيتها نكاية وتنكيلا بها.. ورغم ذلك لم تتوقف القرية عن هذه العادة؛ مهاجمة القوات الاستعمارية كلما تيسر لها سلاح وبارود ولو كان قليلا وبدائيًّا.
استدعى قائد القوات الاستعمارية شيوخ ووجهاء القرية وأخذ يحاول إقناعهم بعدم جدوى ما يفعلون، وشرح لهم كيف أن موازين القوى ليست لصالحهم، ومن ثَم فلا فائدة من هجماتهم، وكيف أن قواته من القوة بمكان لا تفلح معه طلقات البارود البدائية، وذكّرهم بأن القرية طوال سنوات الهجوم البدائي هذه لم تتمكن ولو من قتل جندي واحد من قواته المستعمِرة، وأنّ العقاب الذي تناله القرية والتنكيل الذي يقع بأهلها يحتم عليهم التفكير في جدوى هذا العبث!أمام منطقية كلام القائد الفرنسي وقوة حجته لم يستطع وجهاء القرية إلا أن يطلبوا منه أن يمهلهم يومًا أو يومين في الرد، وبعدها جاءوا إليه مسلّمين بحجته مقرّين بمنطقه؛ لكنهم رغم ذلك اعتذروا عن أنه ليس باستطاعتهم أن يوقفوا عادتهم في قتال الفرنسيين بكل بندقية قديمة يحصلون عليها أو بعض من طلقات البارود تتوفر لهم.. سألهم القائد الاستعماري عن السبب متعجبًا: فقالوا: "نخشى إن أوقفنا قتالكم أن تفسد تربية أبنائنا!!".
كلمات من مجاهد كبير
روى لي تفاصيل هذه الواقعة الزعيم والمجاهد الجزائري الكبير السيد عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لجبهة التحرير وأحد أبرز قادة حرب التحرير الجزائرية. كنت قد التقيت به في مؤتمر دولي عن "الأمة في قرن" نظّمته مؤسسة خالد الحسن للدراسات والأبحاث في العاصمة المغربية الرباط، وكان من أقدار الله الطيبة أن يعرج حديثنا إلى خبرة حركة التحرر الجزائرية وأسباب عدم تدوينها ودراستها، وما إذا كان من الممكن أن تستفيد منها الأمة في الوقت الراهن، خاصة في قضية فلسطين التي افترق فيها المفاوضون عن المقاومين حتى وقع الصدام داخل حركة التحرر الوطني لشعب واحد.عودة للواقعة التي رواها السيد عبد الحميد مهري؛ فوجهاء القرية رغم إقرارهم بغياب أي توازن للقوى وقناعتهم باستحالة تأثير أسلحتهم البدائية في ترسانة السلاح الفرنسي اعتبروا أنه لا مفر من الاستمرار في القتال والمقاومة؛ لأن القضية أبعد من التأثير على الأرض أو تغيير موازين القوى، بل هي تتمثل في أن التسليم بالأمر الواقع وما فيه من اختلال يتطلب تغييرًا في منظومة القيم التي تربى ونشأ عليها الشعب الجزائري العربي المسلم؛ فهو يعني إسقاط فكرة المقاومة، ومن ثم الإقرار بالهزيمة والانكسار، وما يترتب عليه من قبول بالتبعية والذيلية والإقرار بمنطق الاستعمار، وهو ما سيجرّ فسادًا كبيرًا على الأبناء والأجيال الجديدة التي إن قبلت بالتعايش مع الاحتلال فستفقد نخوتها وما تربت عليه من أخلاق وشيم ترفض الخضوع.الحق أن السيد عبد الحميد مهري فتح عيني على أبعد من ذلك وهو ما يتصل بالانقطاع الذي جرى في تجربة النضال والتحرر العربي والذي أدى بحركة تحرر -مثل فتح- لها وزنها ودورها التاريخي إلى أن تفقد البوصلة وتضرب صفحًا عن خبرات الآخرين فتدخل في تيه المفاوضات، ولا تخرج منه بعد أن غرقت وأغرقت في بحر أوسلو وما جرّه ذلك من نكبة على النضال الفلسطيني.لن أذكر نص حديثي مع السيد عبد الحميد مهري؛ إذ كان أقرب إلى دردشة لم تسجّل؛ نظرًا لطبيعة جلستنا التي كانت على مقهى في الرباط، نتابع منه مسيرة شعبية خرجت تساند أهل غزة، ولكنني سأنقل هنا الأفكار الأساسية التي طرحها المجاهد الكبير وأراها تستحق من الزملاء الجزائريين أن يعودوا إليها مع الرجل بشيء من التفصيل والتوسع، إضافة إلى أنها تنبه إلى أهمية العودة إلى خبرة حركة التحرير الجزائرية تدوينًا ودرسًا واستخلاصًا للدروس.
المقاومة والمفاوضة.. معادلة صفرية
في معرض ذكرياته التي رواها لي كان عبد الحميد مهري يقارن بين تجربتي النضال الجزائري والفلسطيني فيتوقف كثيرًا عند ضرورة فهم العلاقة بين السلاح والسياسة في فعل التحرر، ومن ثم التوافق بين المقاومة والمفاوضة. فمن أهم مكتسبات الخبرة الجزائرية أن الجزائريين ظلوا قادرين على إدارة علاقة تكامل بين المقاومة والمفاوضة، دون أن يحدث تعارض بينهما أو تناقض، ومن ثم مواجهة، كما جرى في الحالة الفلسطينية التي انتهت إلى معادلة صفرية لا بد أن يزول فيها أحد طرفي المعادلة: المقاومة أو المفاوضة!مع تصاعد الثورة واضطرار دولة الاستعمار الفرنسية إلى التفاوض مع قادتها، حسم قادة الثورة الجزائرية موقفهم سريعًا وتلخص في رفض ربط المفاوضات بوقف القتال، معتبرين أن السلاح هو ورقة من أوراق الضغط في التفاوض لا يجوز التخلي عنها، بل هي أهم أوراق التفاوض فعلا؛ إذ لم يضطر العدو للتفاوض إلا تحت تأثيره ولن يقدم أي تنازلات إلا تحت وطأته.روى لي السيد مهري أن الحكومة الفرنسية أرسلت لقادة حركة التحرر بتصورها للتفاوض معها، وكان يتمثل في ثلاثة مطالب أو شروط هي بالترتيب: وقف القتال، ثم إجراء انتخابات بين الشعب الجزائري، ثم بدء التفاوض مع من يختارهم الشعب.. وقد قبل المقاومون بهذه المطالب، لكن مع إعادة ترتيبها بحيث تكون: بدء المفاوضات مع قادة المقاومة، ثم إجراء الانتخابات لاختيار ممثلي الشعب الجزائري، والانتهاء بإيقاف القتال وفق اتفاقات محددة.لقد رأت قيادة حركة المقاومة أن إيقاف القتال ليس فقط تضييعًا لأقوى أوراقها في التفاوض، بل بداية لنقل المعركة داخل الصف الجزائري، فالقتال حق للشعب طالما وُجد جندي مستعمر واحد على أرضه، والتنازل عن ذلك هو لصالح العدو، والأخطر -وهو الخطوة التالية- أن يطلب من قادة المفاوضات التحكم في السلاح وضبطه باعتبار أنه لا يصح أن يتفاوضوا إلا بعد وقف القتال، ثم الانتقال إلى ضرورة إلزام الجميع بوقفه لإتاحة فرصة للتفاوض (تقريبًا هو ما جرى مع الفلسطينيين).مهمة المقاومة ومهمة الدولةمباشرة حسم الجزائريون موقفهم: التفاوض يكون منفصلا عن القتال، ووقف القتال هو رهن بتحقق مطالب المفاوضين، ودون ذلك لا التزام من المفاوضين بوقف القتال، فضلا عن إلزام غير المفاوضين به.قال الجزائريون وقتها: إن الالتزام بوقف القتال أو السعي لإلزام بقية الشعب به هو من مهام الدولة المستقلة وليس من مهام حركات التحرر، وطالما لم يقبل المحتل بالدولة الجزائرية ولم يقرّ بسيادتها على أرضها فليس من حقه أن يطلب شيئًا هو من مهام الدول ومما يطلب منها، وعليه فليس على الحركة (جبهة التحرير) أي مسئوليات تجاه المستعمر، خاصة إذا كان ينظر إليها كحركة إرهابية.وقرّر قادة الثورة وقتها أنه من العبث أن تلزم حركة مقاومة نفسها بما تلتزم به الدول، فتقدم ضمانات وتقوم بمهام، هي من صميم مهام الدولة دون أن يكون لها صلاحيات هذه الدولة، وكان الدفع الذي يطرحونه في وجه مطالب سلطات الاحتلال الفرنسي، أننا ما زلنا حركة مقاومة ولسنا دولة حتى تلزمونا بتفاهمات واتفاقات لا تقع إلا بين الدول، خاصة أنكم ما زلتم تنظرون إلينا كحركة إرهابية.. اعترفوا بنا وأعطونا الاستقلال، ثم لنعقد اتفاقيات ملتزمة بيننا كدولتين يمكن أن نرعى فيها مصالحكم السياسية والاقتصادية، بل الثقافية في الجزائر، ولكن جزائر ما بعد الاستقلال.حاول الرئيس الفرنسي وقتها -شارل ديجول- التلاعب بالمقاومين فأعلن قبيل المفاوضات عن هدنة من جانب واحد التزمت فرنسا فيها بوقف القتال، وأطلقت سراح عشرة آلاف أسير جزائري ونقلت قادة المقاومة من السجون إلى إقامات جبرية.. كل ذلك لدفع المقاومة الجزائرية لتبنّي فكرة وقف القتال، لكنها أصرت على موقفها فرفضت الهدنة من جانب واحد واعتبرتها كأن لم تكن، بل صعّدت في وتيرة القتال لتوصل رسالة أن التفاوض مسار منفصل تمامًا عن القتال وليس بديلا عنه.
التفاوض.. وسيلة لا غاية
وتوقف السيد عبد الحميد مهري في حديثه معي عند درس بالغ الأهمية في التجربة الجزائرية مفاده: أن التفاوض هو آلية من آليات إنجاح المشروع الوطني وليس مقصدًا في ذاته، ومن ثم فلا بد من مرجعية نهائية للمفاوضات والتي يجب أن تتمثل في الدولة المستقلة. فقد حرص قادة الثورة الجزائرية قبل دخول المفاوضات على إعداد وثيقة إستراتيجية شاملة تؤكد أن المرجعية النهائية لهذه المفاوضات هي الدولة المستقلة وليس مجرد التفاوض.فالتفاوض لمجرد التفاوض، والتفاوض علي أي شيء وكل شيء، والتفاوض في كل خطوة وحول كل جزئية هو عبث وتضييع لمشروع التحرر، ولا بد أن تتحدد المرجعية النهائية وهي الدولة المستقلة ذات السيادة، ويكون التفاوض على التفاصيل، وهو ما أصر عليه الجزائريون فنجوا من الضياع في متاهات التفاوض العبثي اللانهائي.ومن دروس حركة التحرر الجزائرية التي حدثنا عنها السيد عبد الحميد مهري خطأ مقولة إننا كلما كنا معتدلين قبل بنا الخصم (العدو) فتيسرت سبل حل الأزمة.رفض قادة الثورة الجزائرية هذه المقولة، بل عملوا على الضدّ منها، ورفض فريق التفاوض تقديم نفسه كتيار معتدل في إزاء تيارات أخرى متشددة يسعى إلى تحييدها وحصارها، ورفض فكرة المظهر المعتدل حتى على المستوى الرمزي.. حتى أن السيد مهري يحكي أن فريق المفاوضين ظل طيلة ستة أشهر من المفاوضات يرفض مجرد السلام أو التصافح مع ممثلي الاستعمار الفرنسي على طاولة المفاوضات.من يتأمل خبرة حركة التحرر الجزائرية خاصة حين يرويها مجاهد بوزن السيد عبد الحميد مهري وتأثيره ومصداقيته يتعجب من هذا الانقطاع العجيب الذي وقع بين حركة التحرير الوطني الفلسطينية وبين مثيلتها الجزائرية، على الرغم من أن الجزائر احتضنتها حينًا من الدهر، ومن أرضها أعلن ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية.لقد اختطت قيادة فتح مسارًا بدا فيه أنها أهدرت تمامًا كل هذا التراث التحرري أو كأنها ما سمعت به أو عايشت من قاموا به زمنًا.
وجوب المقارنة بين حالة فلسطين وتجربة الجزائر
مباشرة تعلّق الثوار الفلسطينيون بالتفاوض واعتبروه في ذاته نصرًا يجب الحفاظ عليه، وضيّعوا من أجله ورقة المقاومة، بل اعتبروا أن التفاوض والقتال ضدان لا يجتمعان، فتحركوا بكل قوة لوقف المقاومة وتجريد المقاومين ورفاق السلاح السابقين من أي شرعية حتى وقع المحذور، وتواجه المقاومون والمفاوضون أبناء المشروع التحرري الواحد.لقد آمن ثوار فتح السابقين بالتفاوض طريقًا وحيدًا لنصرة قضيتهم؛ التفاوض على كل شيء وأي شيء وفي كل خطوة، بل التفاوض على التفاوض ومن أجل التفاوض! دون مرجعية نهائية.. حتى خيار الدولة استبدلوا به سلطة حكم ذاتي ليس لها من الدولة إلا أعباءها ومهامها وعصا غليظة تقطع بها ظهور أبناء وطنها دون أن تملك من أمرها شيئًا.ولأنها وضعت التفاوض في مواجهة المقاومة فقد تحول التفاوض من آلية غير مسلحة للمقاومة (الحرب بطرق دبلوماسية) إلى أداة لضرب المقاومة وسحب غطاء الشرعية من المقاومين، خاصة بعدما أعلن المفاوضون أنفسهم وكيلا حصريًّا لحركة التحرر الفلسطيني.ثم وجدنا حالة "الاعتدال" المجاني؛ سيلا من القبلات والمجاملات والقفشات والصور التذكارية مع "العدو"، حتى بدا المفاوض الفلسطيني كأنما هو مقاول يفاوض على شراء قطعة أرض وليس مناضلا يجاهد لاسترداد أرضه من مغتصب.
من يتأمل ما جرى في مسلسل التفاوض الصهيوني-الفلسطيني سيشعر أن قادة إسرائيل ربما كانوا أكثر وعيًا بخبرة حركة التحرير الجزائرية من قادة حركة التحرير الفلسطينية.
ذكرت للسيد مهري ما قد يكون من تحفظ على المقارنة بين تجربة الاستعمار في كل من الجزائر وفلسطين فرفضه بشدة، وأكد أن طبيعة المشروع الاستعماري واحد في كل منهما فالاستعمار الفرنسي -بعكس مثيله في تونس والمغرب مثلا- كان شاملاً إحلاليًّا يرى أن الجزائر ليست مستعمرة وإنما هي أراض فرنسية وراء البحار، ومن ثم فقد قام بتفكيك هياكل الدولة في الجزائر تمامًا، خاصة بعد فشل ثورة الأمير عبد القادر (1830 - 1847)، وأعاد بناءها كجزء من الدولة الفرنسية، وهو ما كان من الصعب بل المستحيل تكراره لاحقًا فكان أن أبقى الاستعمار الفرنسي على هياكل الدولة في تونس، واكتفى بإخضاعها للإدارة الفرنسية، أما في المغرب فقد أبقى حتى على هياكل المجتمع نفسه وتنظيماته مكتفيًا بالسيطرة عليها من خارجها، ثم إن الاستعمار الفرنسي في الجزائر لم يكن مجرد حامية عسكرية، بل زادت قواته على 600 ألف جندي، وكان له وضع قانوني دولي يقر بالجزائر كأرض فرنسية وكان له غطاء عسكري دولي من خلال حلف الناتو الذي تعامل مع الجزائر كأرض فرنسية.
أي أن حركة التحرير الجزائرية أعادت بناء الدولة من الصفر، والمجتمع الجزائري تعرف على فكرة الدولة من جديد؛ إذ لم يجد لديه دولة من الأساس.
في عام 1930 احتفلت فرنسا بمئوية احتلالها للجزائر؛ أرض فرنسا فيما وراء البحار، كانت ثورات التحرير قد توقفت تمامًا لما يقرب من ربع قرن قضت فيه قوات الاستعمار على كل بؤر المقاومة الفاعلة والمحتملة، لكن بعد ربع قرن آخر وفي عام 1954 كانت الأجيال التي فتحت عيونها على العيد المئوي لاحتلال بلادها هي نفسها التي قادت ثورة التحرير الجزائرية ونالت الاستقلال.
حسام تمام/ صحفي وباحث مصري.

ناهد شما 03 / 07 / 2009 53 : 08 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
الشهيدة حسيبة بن بوعلي

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/237.imgcache.jpg
حسيبة بن بوعلي: من مواليد جانفي 1938، بمدينة الشلف، نشأت في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الإبتدائي بمسقط رأسها. وبعد إنتقال عائلتها إلى العاصمة سنة 1948واصلت تعليمها هناك، وإنضمت إلى ثانوية عمر راسم (حاليا)، وإمتازت بذكائها الحاد، ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية اطلعت على أوضاع الشعب السيئة.
مع مطلع سنة 1955 إنضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سنّ السابعة عشر كمساعدة إجتماعية، ولكن نشاطها الفعال برز سنة 1956 حين أصبحت عنصرا نشيطا في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل. وأستغلت وظيفتها بمستشفى مصطفى باشا للحصول على مواد كيمياوية تساعد في صنع المتفجرات، وكان لها - رفقة زملائها- دور كبير في إشعال فتيل معركةالجزائر خاصة بعد إلتحاقها نهائيا بالمجاهدين بحي القصبة ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956 بعد إكتشاف أمرها.واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان إختفائها من طرف قوات العدو التي حاصرت المكان، وأمام رفض حسيبة وزملائها تسليم أنفسهم، قام الجيش بنسف المبنى بمن فيه وذلك يوم 08 أكتوبر 1957م

نصيرة تختوخ 03 / 07 / 2009 48 : 09 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
تسرني هذه التفاعلات والإضافات التي تنمي معلوماتنا وتضرب أمثالا في قدرةالإرادة على النصر وعظمة الوطنية والإخلاص للوطن .
الأستاذ مازن أضاف مقالة عن التجربة الجزائرية ونظيرتها الفلسطينية وبدوري سأضيف مقالا حول محاولة الأمريكيين استغلال التجربة الفرنسية في الجزائر لإحكام القبضة في العراق:
امريكا تعتمد في العراق استراتيجية الاحتلال الفرنسي في الجزائر. - فيصل جلول

عندما كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك يقود حملة دولية ضد احتلال العراق كان وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد يشاهد مع القادة العسكريين في وزارته فليما سينمائيا فرنسيا بعنوان "معركة الجزائر" يروي تفاصيل سيطرة الجيش الفرنسي على العاصمة الجزائرية وتفكيك قواعد المقاومة بوسائل بربرية ومن بينها: التعذيب الجسدي والاغتيال الكيفي واعتقال الاقارب والانتقام منهم والاغتصاب والرشوة والضغط الاخلاقي على الزعماء المحليين من غير المنخرطين في المقاومة واخفاء جثث الاسرى ... الخ.وقد روى الجنرال "بول اوساريس" احد ابرز القادة العسكريين الفرنسيين والمسؤول عن عمليات التعذيب في تلك الفترة روى تفاصيل ما جرى في كتابين( الاجهزة الخاصة ولم اقل كل شيء) يطفحان فظاعة وانحطاطا اخلاقيا مع الاشارة الى ان الرجل كا ن في تاريخ سابق قد نقل خلاصة تجاربه الدموية الى المخابرات الامريكية خلال حرب فييتنام.لم تدم ممانعة جاك شيراك لحرب العراق اكثر من سحابة صيف وهي لم تحل في اي وقت دون تبادل الخبرات في قضايا الاحتلال ومكافحةالمقاومة خصوصا ان لفرنسا تاريخا طويلا في مجال الاستعمار وتجارب متنوعة في اخضاع الشعوب المستعمرة والسيطرة عليها.


هكذا وعلى الرغم من انتقال شيراك ورامسفيلد الى دوائر الظل في باريس وواشنطن فان تبادل الخبرات لم يتوقف بين البلدين واخرها ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية في نشرتها غير العربية في 27 تموز ـ بوليو الجاري عن مساع امريكية لتطبيق الدروس الفرنسية في الجزائر على مدينة بعقوبة الواقعة في شمال شرق العراق. فقد اكد الرائد الامريكي كيفن رايان المكلف بالقضاء على المقاومة العراقية في بعقوبة انه يطبق تعاليم الكاتب الفرنسي روجيه ترانكييه الواردة في كتابه" الحرب الحديثة" والكاتب مقاتل سابق في حرب الجزائر ويؤكد رايان ان الجيش الامريكي قسم المدينة الى عدد من المستيطلات وزرع في كل مستطيل مجموعة من البؤر المشكلة من "مجالس الصحوة" ومؤيدي الاحتلال وانه يسير دوريات كثيفة ومن تظمة من منزل الى منزل تعد كل منها اضبارات معلوماتية عن السكان واعمارهم واعمالهم وارائهم السياسية وفي الوقت نفسه تسألهم عن حاجتهم للماء والكهرباء والعمل والخدمات الاخرى. ويعتقد رايان ان الاستراتيجية الواردة في الكتاب اعتمدها الفرنسيون في معركة الجزائر وقد حققت نتائج باهرة في بلد المليون شهيد وهي تحقق نتائج مهمة في بعقوبة حيث تراجعت المقاومة على ما يزعم واصبحت علاقة السكان بالمحتل وثيقة الى حد ان الجيش الامريكي يتهيأ لاعادة اعمار مئات المنازل المهدمة بفعل الحرب. ويخلص الضابط الامريكي الى القول نقلا عن ترانكييه ان شرط النجاح في حرب العراق يقوم على انتزاع تاييد السكان والطعن بصدقية المقاومة عبر تلبية حاجاتهم ولا ينسى أن يلفت نظر محدثه الى ان الجيش الامريكي يطبق الاستراتيجية الفرنسية دون ان يآذار التعذيب الذي آذاره الفرنسيون في الجزائر ولعله يأمل عبر هذه الاشارة ان يصدقه الراي العام رغم فضيحة ابو غريب وفضائح غوا نتامو متناسيا أن تقنيات التعذيب والترهيب كانت شرطا حاسما في نجاح الاستراتيجية المذكورة في الجزائر وبالتالي فانها شرط حاسم لنجاحها في بعقوبة ايضا.


بالمقابل يبدو ان المقاومة العراقية التي تعاني من حصار عربي ودولي قاهر ومن تفتت مخيف في تنظيماتها يبدو ان لديها هموما أخرى غير الانشغال بالافادة من الدروس الجزائرية في مقاومة الاستعمار الفرنسي خصوصا ان هذه الدروس تنطوي على الوسائل الضرورية لمواجهة الاستراتيجية الجديدة في بعقوبة وغيرها فاذا كان المحتل يعتمد دروس محتل اخر مهزوم فمن المنطقي ان تبادر المقاومة الى اعتماد دروس مقاومة اخرى ناجحة ومظفرة علما ان المقاومتان تنتميان الى فضاء عربي واحد ومرجعية تاريخية واحدة.


وإذ تغيب المؤشرات على اعتماد المقاومة العراقية حصيلة تجارب المقاومة الجزائرية فان ذلك مرده (ربما) لتشتت الاولى وتعدد مصادر القرار في كنفها واصرار الطرف الابرز فيها على قتال المحتل تحت راية العودة للنظام السابق وفي اطار قواعد ايديولوجية صارمة تستثني وتستبعد وتفتح جبهات فرعية لاحاجة لفتحها ناهيك عن تلك النزعة المستهجنة التي برزت مع الاحتلال والتي تقول بوجوب امتناع العرب عن التدخل في شؤون العراقيين.


ثمة من يفسر هذه النزعة بحساسية العراقيين ووطنيتهم الحادة ازاء نطق بن لادن او ابو مصعب الزرقاوي باسمهم وبوجوب رسم حدود وطنية للمقاومة العراقية لكن ذلك على الرغم من اهميته كان يصب الماء في طاحونة العراقيين المتعاونين مع المحتل والذين كانوا ومازالوا يطلقون العنان لحناجرهم ضد المتدخلين العرب من مناهضي الاحتلال في الشأن العراقي مفترضين انه شأن خاص بهم وان عراقيتهم تجيز لهم مباركة الاحتلال والانخراط في مشروعه الى ابد الدهر.


يفيد ما سبق في القاء ضؤ كاشف على السبب اوالاسباب التي تحول دون افادة المقاومة العراقية من دروس التجربة الجزائرية علما ان هذه الدروس تبدو حيوية للغاية في مجابهة الاستراتيجية الامريكية المستمدة من حرب الجزائر نفسها ولعل الافادة يمكن ان تشمل ايضا تكتيكات المقاومين الجزائرية التي تتعدى معركة الجزائر وبالتالي اعتماد اساليبهم في توحيد المقاومة تحت راية جبهة التحرير الوطني و استدراج التاييد العربي والاسلامي والعالمي من حولها عبر خطاب وطني منفتح وبعيد عن الاستفزاز والعنجهية والمبالغة.


في بعقوبة يجرب الاحتلال حظه مع القبائل العراقية بوسائل استعمارية فرنسية نجحت في السيطرة على الجزائر العاصمة لمدة سنتين لكنها اخفقت في انقاذ المحتل الفرنسي من الهلاك ما يعني ان مصير المحتل الامريكي في بعقوبة لن يكون افضل من مصير المحتل الفرنسي في الجزائر وهذا درس آخر يهمله المحتل لغرض مفهوم في حين يهمله المقاوم العراقي لغرض غير مفهوم .. حتى الان على الاقل.


انتهى.



مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية


مازن شما 03 / 07 / 2009 19 : 10 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
ثورة الجزائر والمقاومة الفلسطينية التماثل والتمايز..
عوني فرسخ.. (1 من 3)
[align=justify]في عام 1962 م حقق شعب الجزائر واحدا من أعظم انتصارات العالم الثالث، حين تم اعلان استقلال الجزائر بعد ثورة تواصلت نحو ثماني سنوات، قدم فيها شعب الجزائر أمثولة هزت العالم أجمع، وشكلت مفصلا في تاريخ شعوب آسيا وافريقيا خاصة. إذ بدا أن هذا الشعب العظيم بنضاله وصموده قد وضع النهاية الحاسمة لواحدة من أهم وأخطر تجارب الاستعمار الاستيطاني، وأن يحمل فرنسا على التسليم بهزيمة مشروع استعماري بلغ مائة واثنين وثلاثين عاما، تواصلت خلالها محاولات طمس الهوية القومية للجزائر، وتشويه موروثها الثقافي العربي الاسلامي، من أجل تأصيل تبعيتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وذلك على الرغم من الخلل الفادح في ميزان القدرات والادوار فيما بين فرنسا ذات التاريخ الامبراطوري، وأحد أهم عمد حلف الاطلسي، وبين أحد شعوب العالم الثالث، التي عملت فرنسا جاهدة لدفعة نحو التخلف والضعف. وحسبي أن أشير في هذا المقام إلى أنه عندما غزت فرنسا الجزائر سنة 1830 كانت نسبة الامية في فرنسا أعلى منها في الجزائر، كما يؤكد ذلك أكثر من مؤرخ موثوق.
ولقد وجد العديد من شباب فلسطين، ومن مختلف التوجهات الفكرية والانتماءات السياسية، في انتصار الجزائر، وتصفية أقدم تجربة استعمارية استيطانية في الوطن العربي، المثال الملهم الذي حفز العديد منهم للاقتداء بالانموذج الجزائري. إذ شهد عام 1963 تشكل عشرات نويات التنظيمات الشبابية الرافعة شعارات التحرير والعودة، واعتماد الكفاح المسلح خيارا استراتيجيا ، بالاعتماد على القدرات الذاتية المعززة بالدعم العربي الرسمي والشعبي، تماما كما حدث مع ثورة الجزائر. ومع أن حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح" تعود بداية تشكلها الى العام 1956، كما يكاد يجمع على ذلك قادتها الأوائل، إلا أن الانجاز الجزائري العظيم هو الذي أعطى "فتح" شهادة ميلادها العملي باطلاق الرصاصة الأولى مطلع عام 1965. وكما كان الشعب العربي الفلسطيني، برغم امكانياته المحدودة بحكم واقعه الماساوي، من بين شعوب الأمة العربية التي أسهمت في دعم ثورة الجزائر، كان النظام الجزائري من بين الانظمة التي رعت منظمات المقاومة الفلسطينية وبالذات "فتح" وخصتها بالدعم المادي والمعنوي.
والسؤال الذي طالما واجه الباحثين في تجربة المقاومة الفلسطينية لماذا لم تستطع النخب الفلسطينية التي حفزها المثال الجزائري ان تحقق بعض الانجاز خلال سبعة وثلاثين عاما، دفع خلالها الشعب العربي في فلسطين شلالا من الدم وعانى صنوفا من العذاب والمرارة. في حين نجح ثوار الجزائر في التوصل لصيغة اسقلالية بعد اقل من ثماني سنوات من فاتح نوفمبر 1954؟ وما هي العوامل التي أبقت صراعات قادة ثورة الجزائر منضبطة ضمن حدود وحدة الصف طوال سنوات الكفاح الثمان، برغم كل عمليات اغتيال وتصفية رفاق الدرب ومسلسل محاولات التآمر الداخلية والخارجية يومذاك، ولم تتفجر الصراعات اللامجدية بين أخوة النضال بشكل مأساوي إلا بعد استلامهم السلطة، في حين ان النخب الفلسطينية القائدة لم تستطع تحقيق وحدة الصف رغم اتفاقها على وحدة الهدف بداية، ونمت في اوساطها الصراعات اللامجدية، حتى على صعيد التنظيم الواحد وإن لم تصل مستوى التصفيات الجزائرية؟!!
وفي محاولة الاجتهاد في الاجابة عن التساؤلين أجد من المفيد تبيان أوجه التشابه والتمايز بين واقع الجزائر والظروف العربية والاقليمية والدولية التي بدأت خلالها مسيرتها الثورية، وواقع فلسطين والظروف المماثلة التي أحاطت بتشكل نويات منظمات الكفاح المسلح الفلسطينية. مؤكدا منذ البداية انعدام أي تمايز نوعي يذكر بين شعب الجزائر وشعب فلسطين على صعيد البنى الاجتماعية والثقافة السائدة. ذلك لأن الشعبين انما ينتميان للامة العربية، وينتسبان الى الفضاء الثقافي العربي الاسلامي، وكل منهما وإن تباينت أصوله السلالية عربي اللغة والثقافة وانماط السلوك. ولكل منهما تاريخه النضالي ضد الاستعمار الاستيطاني العنصري الذي فرض على وطنه برغم إرادته.
ومن ثم فانني ومنذ البداية أوضح ان عجز قيادات المقاومة الفلسطينية عن بلوغ الغاية التي حققها قادة ثورة الجزائر، لا يعود الى عيب في الذات الفلسطينية. وانما للظروف الموضوعية والذاتية الأكثر تعقيدا بالنسبة لفلسطين والشعب العربي في فلسطين وزمن وظروف تشكل منظمات الكفاح المسلح الفلسطينية عنها بالنسبة للجزائر. وحول هذه التمايزات الموضوعية والذاتية ألاحظ:
[/align]
[align=justify] أولا :- التمايز على صعيد الموقع الجغرافي والمساحة والتضاريس:
حين النظر إلى خريطة حوض البحر الابيض المتوسط من السهل تبين أن فلسطين تحتل موقعا استراتيجيا على الصعيدين الاقليمي العام، والعربي الخاص. إذ تشغل الزاوية الحرجة في الوطن العربي، وتشكل الجسر الواصل، والفاصل، بين جناحيه الاسيوي والافريقي. فضلا عن أنها تقع فيما بين وادي النيل ووادي الرافدين، حيث بدأت أولى حضارات المنطقة، وقامت أول وأكبر الأمبراطوريات. والثابت تاريخيا أنه غلب على حركة مصر الخارجية التوجه الى الشرق، فيما غلب التوجه نحو الغرب على تحرك امبراطوريات وادي الرافدين. مما جعل بلاد الشام، ومنذ عهد رمسيس الاول قبل نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، مسرح تلاقي وصراع الجيوش الغازية من الغرب جاءت ام من الشرق. وعلى ارض فلسطين وقعت معظم أهم معارك تاريخ المنطقة الممتد، ويكفي التذكير بأن مدينة القدس هدمت 22 مرة، الشيء الذي لم يحدث بالنسبة لاي مدينة عربية اخرى، بما في ذلك مدن الجزائر .
ومنذ بدايات الطموح الاوروبي للسيطرة على ارض العرب كانت فلسطين هي البوابة التي دخل منها الغزاة، بدءا من الغزو الفرنجي، المعروف تجاوزا باسم "الحروب الصليبية". والى فلسطين جاء نابليون ليؤمن مركزه في مصر، وليعزز سيطرة فرنسا على حوض البحر الابيض المتوسط. ولم يذهب الى الجزائر الآقرب الى فرنسا، ولم يبدأ الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر إلا بعد أن تأكد فشل غزو مصر وبلاد الشام. ولقد شكل الموقع الاستراتيجي الهام، الذي لا تشغله قوة ذات قدرات بشرية وامكانيات اقتصادية قادرة بذاتها على دفع الغزاة، نقطة ضعف كبرى في تاريخ فلسطين، بحيث جعل منها الحلقة العربية الاضعف قياسا بما هي معرضة له بحكم موقعها من مخاطر وتحديات لا تواجه بمثلها أي حلقة عربية أخرى، بما فيها الجزائر.
وحين يؤخذ في الحسبان تميز الجزائر بالمساحة الأوسع، وذات المناطق الجبلية الوعرة والغابات الكثيفة، في حين ان مساحة فلسطين لا تجاوز 1 إلى 85 من مساحة الجزائر، ومناطقها الجبلية لا تعدو ان تكون تلالا قياسا بجبال الجزائر، ثم انها تكاد تكون خالية من الغابات. وبالتالي تتفوق الجزائر على فلسطين بانها اكثر ملاءمة لحرب العصابات. وكنتيجة للموقع والمساحة والتضاريس ومحدودية الطاقات البشرية والامكانيات المادية، كانت فلسطين، ولسوف تظل، القطر العربي الاشد حاجة لتكامل قومي وتضامن عربي لمواجهة العبء الملقى على شعبها لكونها معبر الغزاة للوطن العربي. دون ان يعني هذا القول أن الجزائر، أو أي قطر عربي آخر، في غنى عن العمق القومي والتكامل العربي، أو أن العمق القومي والتكامل العربي لم يكن لهما تأثيرا ايجابي في نجاح ثورة الجزائر.
وعليه يبدو جليا تميز الجزائر بواقع جغرافي– اقتصادي ليس له نظير بالنسبة لفلسطين، كان له تأثيره في نجاح نضالها الثوري، المعتمد بدرجة اساسية على القدرات البشرية والامكانيات المادية الذاتية. وهذا ما لم يأخذه في الحسبان شباب فلسطين الذين حفزتهم امثولة الجزائر لتشكيل نويات منظمات الكفاح المسلح مطلع ستينات القرن الماضي، ولا يوليه أهمية تذكر معظم الذين يعقدون المقارنة بين نجاح ثورة الجزائر وقصور منظمات المقاومة الفلسطينية وعجزها.
ثانيا :- تمايز طبيعة ودور الاستعمار الاستيطاني في التجربتين:
حقا إننا أمام تجربتي استعمار استيطاني عنصري أوربي المنشأ، إلا أنهما في الواقع العملي متمايزتان من حيث كون الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، وإن كان الاحدث من حيث زمانه، إلا أنه الأكثر تعقيدا، والاشد ارتباطا بالقوى الدولية، من نظيره في الجزائر، كما انه مختلف من حيث طبيعته ودوره.
لقد احتلت الجزائر سنة 1830، في سعي فرنسا لنيل نصيبها من العملية الإستعمارية، التي سبقتها إليها انجلترا واسبانيا والبرتغال وهولندا. وكان العامل الاقتصادي هو الدافع الأول لذلك. ولقرب الجزائر من فرنسا غدت ملجأ لالوف متزايدة من الايدي العاملة الفرنسية الباحثة عن العمل، والتي اختصت بأخصب الاراضي. ولاضفاء المشروعية على العملية الاستعمارية اصطنعت مقولة "استرداد الجزائر" التي عربها الفتح العربي الاسلامي واكسبها دينا وهوية ثقافية مغايرة. والثابت تاريخيا ان التنظير الايديولوجي بالنسبة للاستيطان الاستعماري الفرنسي في الجزائر جاء تاليا لعملية الاستيطان وثانويا بالنسبة لها. في حين أن الحديث عن الاساطير المؤسسة لدولة اسرائيل كان سابقا للاستيطان الصهيوني وأكثر تأثيرا في حفز اليهود على هجرة اوطانهم والاستيطان في فلسطين، من العامل الايديولوجي المدعى به فرنسيا في حال الجزائر.
ثم إن الجزائر وإن طال استعمارها لم تنقطع صلة "المعمرين" الفرنسيين فيها عن وطنهم الأم فرنسا، ولا حاولوا تشكيل واقع مجتمعي متميز كيفيا عما هو قائم في الوطن الأم، ولا انتحلوا لغة مغايرة أو انتموا لفضاء ثقافي مغاير، وانما ظلوا فرنسيين تشدهم الى فرنسا صلات قربي وثقافة وعلاقات ممتدة، وكل ما سعوا له فرنسة الجزائر. وفضلا عن ذلك كله لم يعملوا على إبادة شعب الجزائر، ولم يرتفع فيها يوما شعار من قبيل "ارض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وانما كانت العملية في أكثر تجليتها مغالاة هي الطموح إلى "فرنسة" شعب الجزائر العربي المسلم، وهذا ما فشلوا به بامتياز. وأقصى ما طالب به الغلاة ازاحة اصحاب الارض الشرعيين الى الصحراء والجبال وهذا ما لم يستطيعوا إنجازه بشكل كامل.
والوضع مختلف كيفيا بالنسبة للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين. إذ عندما نادى نابليون سنة 1799 بعودة اليهود الى ما ادعاه "ارض الاباء والأجداد"، إنما كان يستهدف استخدامهم كأداة استعمارية. وفي سنة 1840، وبعد نجاح "الاجماع الاوروبي" في وقف زحف جيش مصر بقيادة ابراهيم باشا في الأناضول وانسحابه من بلاد الشام، وحصر نفوذ محمد علي وأسرته في مصر، تقرر إقامة حاجز بشري غريب يفصل عرب اسيا عن عرب افريقيا، ويعطل قوة الجذب بين العرب التي تجلت إبان تواجد جيش مصر في بلاد الشام. ولقد اختير اليهود لاداء هذه المهمة، واستغلت في ذلك الاساطير التوراتية، والطموحات اليهودية، والتراكمات التاريخية، إلا أن الدافع الحقيقي للقوى الفاعلة على المسرح انما كان تنفيذ استراتيجية استعمارية اوروبية، بفصم وحدة الوطن العربي، واقامة كيان بشري غريب يشكل معوقا موضوعيا للوحدة العربية والتكامل القومي، وبالتالي التقدم العربي، وبحيث يتأصل استغلال الوطن العربي موقعا وموارد واسواقا وطاقات بشرية.
ولقد اختير اليهود لاداء هذه المهمة في محاولة استعمارية لاستغلال حنينهم التاريخي الى أرض فلسطين. وألاحظ أن من نادوا بذلك بداية لم يكونوا يهودا، بل إن اليهود ولعقود تالية عارضوا الفكرة. ولم تعرف فلسطين استيطانا يهوديا منذ 135م. إلى 1882م. ولكن الاستيطان الصهيوني، ومنذ بدايته، تميز عن كل استيطان اوروبي في آسيا وافريقيا، بأن عناصره ما إن تغادر وطن آبائها واجدادها حتى تعتبر ذاتها منبتة الصلة بالوطن الأم، وإن ظلت تتلقى الدعم منه. ثم تنخرط في عملية مبرمجة لاقامة تجمع صهيوني جديد، متميز بلغته وثقافته وقيمه عن كل المجتمعات التي جاءت منها الجماعات المكونة له والعاملة على الاندماج فيه وإكسابه مواصفات المجتمع القومي المتميز عن سواه. ولقد اسهم أثرياء واصحاب النفوذ من اليهود، في هذه العملية مستهدفين إزاحة الفائض اليهودي الفقير الذي قد يؤثر على مصالحهم في أوطانهم وحل "المشكلة اليهودية" ذات الأصل الاوروبي بعملية تهجير توأطأت على إنجاحها، ولا زالت، القوى الاستعمارية وعناصر البرجوازية اليهودية النافذة في أوروبا وامريكا.

ومنذ البداية الأولى، وحين كان المشروع مجرد فكرة، وضعت فكرة إزاحة الشعب العربي من فلسطين لفسح المجال للمهجرين اليهود. ومن هنا يفهم شعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" الذي صاغه هرتسل بداية، والذي تبنته عمليا مختلف القوى الاستعمارية. إذ نص وعد بلفور على اقامة وطن قومي لما اسماه تجاوزا الشعب اليهودي، دون ان يؤدي ذلك للاجحاف بالحقوق الدينية والمدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين. فلم يتعامل الوعد، ومثله صك الانتداب، مع الشعب العربي في فلسطين باعتباره شعبا يمتلك كامل مواصفات الشعب، وانما بادعاء أنه طوائف غير يهودية ، مقيمة في فلسطين.
ثالثا : تمايز العمق الاستراتيجي للاستعمار الاستيطاني في الحالين:
كل من حالات الاستعمار الاستيطاني خارج القارة الاوروبية كان له عمقه الاستراتيجي الداعم، وكانت فرنسا هي العمق الاستراتيجي للاستعمار الاستيطاني في اقطار المغرب الثلاثة. في حين أن العمق الاستراتيجي للمشروع الصهيوني ممتد على جانبي الاطلسي. فالفكرة طرحها نابليون ، ورعتها بريطانيا حتى قيام دولة اسرائيل سنة 1948، ثم تولتها الولايات المتحدة. وحسبي التذكير بان وعد بلفور لم تعلنه الحكومة البريطانية في 2/11/1917 إلا بعد أن حاز موافقة كل من الرئيس الامريكي ويلسون وحكومتي فرنسا وإيطاليا، وبالتالي قبول دول الحلفاء الرئيسية الاربع في الحرب العالمية الأولى. فيما كان صك الانتداب الصادر عام 1922، والمتضمن ما نص عليه وعد بلفور بشأن اقامة الوطن القومي اليهودي، القرار الوحيد في حياة عصبة الامم الذي ايدته الدول العظمى في العصبة. كما أن قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29/11/1947 ما كان ليصدر لولا إلتقت على تأييده الكتلتان الرأسمالية والشيوعية، وكان القرار الوحيد الذي اجتمعتا على تأييده برغم احتدام الحرب الباردة بينهما .
ومن هنا يتضح تميز الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بكونه يقع في صلب الاستراتيجية الكونية لقوى الراسمالية العالمية من ناحية، وموضوعا لدعم ومساندة كل قوة دولية واقليمية ذات اطماع او مصالح غير مشروعة في الوطن العربي من ناحية ثانية. وهو بهذا متميز كيفيا عن مختلف تجارب الاستعمار الاستيطاني الأخرى، بما في ذلك الاستعمار الاستيطاني الذي انهته ثورة الجزائر العظيمة. وإذا كان شعب الجزائر دفع غاليا ثمن تخلف النظام الذي كان قائما غداة احتلالها، وهشاشة بناة الاجتماعية والاقتصادية التي سهلت استعمار أرضه وإطالة زمن الإستعمار. فان الشعب العربي في فلسطين دفع، ويدفع، ليس فقط ثمن واقع التخلف الموروث وهشاشة البنى الاقتصادية والاجتماعية، اسوة بشقيقه الجزائري، وانما ايضا ضريبة الموقع الاستراتيجي باعتبار وطنه المدخل التاريخي لاهم الغزوات التي استهدفت الأمة العربية. وبمعنى آخر انه لا يتحمل عبئا ذا طبيعة وطنية فقط، وانما ذا مهمة قومية أيضا.
ولأن الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر متفرع عن استعمار تقليدي، دافعه الاول والاخير عملية نهب موارد العالم الثالث. ولأن فرنسا –بلد الاستعمار الأم– ذات ثقافة متميزة بعمق تأثيرات ثورة رفعت شعار "الحرية والإخاء المساواة"، فانه لم يتحقق في أي يوم من ايام السنوات المائة والاثنتين والثلاثين اجماع فرنسي على تبني مقولة "الجزائر فرنسية". وكانت هناك دائما قوى تقدمية ويسارية فرنسية تناهض عملية الاستعمار الاستيطاني للجزائر، وتشكل رديفا مؤثرا لحركة التحرر الجزائرية، بل وحاضنة داعمة لاحرار الجزائر. وكان لهذه القوى التقدمية واليسارية دورها المؤثر الضاغط عل قوى اليمين الداعمة مشروع الاستعمار الاستيطاني. وهي الحالة المفتقدة بالنسبة للحراك الوطني الفلسطيني، سواء على صعيد الارض الفلسطينية المحتلة، أو على صعيد العمق الاستراتيجي للمشروع الصهيوني على جانبي الاطلسي.
ومما تقدم يتضح ان التمايزات على الصعد الثلاثة كانت في صالح ثورة قطرية البعد في الجزائر منفتحة على العمق القومي، وعلى العكس تماما بالنسبة لاي حركة مقاومة فلسطينية ذات بعد قطري، وغير وثيقة الصلة استراتيجيا بعمق قومي عربي تقدمي تحرري. وهذا ما يبدو أن غالبية القادة الفلسطينيين الشباب لم يعوه بالقدر الكافي في مرحلة تشكيل منظمات المقاومة، وكان من العوامل التي لم تمكنها بالتالي من تحقيق انجازات مؤثرة في الصراع، برغم عظم ما قدمته جميع المنظمات من غير استثناء، وقدمه الشعب العربي في فلسطين من تضحيات غالية.
[/align]
يتبــــــــع>>>

مازن شما 03 / 07 / 2009 27 : 10 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
ثورة الجزائر والمقاومة الفلسطينية التماثل والتمايز..

عوني فرسخ.. (2 من 3)
[align=justify]كان الإعلان عن تسوية استقلالية في الجزائر عام 1962، بعد ثورة المليون ونصف مليون شهيد ، في مقدمة العوامل التي دفعت العديد من شباب فلسطين إلى تشكيل نويات تنظيمات الكفاح المسلح . وكثيرا ما تساءل البعض كيف توصل ثوار الجزائر إلى تسوية سياسية مع حكومة ديغول وضعت النهاية الحاسمة لاستعمار استيطاني عمره مائة واثنتين وثلاثين سنة، بعد ثورة لم تبلغ ثماني سنوات، في حين لم تستطع حركة المقاومة الفلسطينية الوصول إلى تسوية مع "ديغول" صهيوني طوال سبعة وثلاثين عاما؟ كما هناك من يتساءلون عن الأسباب التي مكنت ثوار الجزائر من ضبط صراعاتهم اللامجدية ضمن إطار وحدة الصف، لحين الوصول للتسوية الاستقلالية ثم تفجرت بعد ذلك، في حين لم يستطع قادة منظمات المقاومة الفلسطينية الوصول لوحدة الصف برغم اتفاقهم على وحدة الهدف، ألا وهو التحرير والعودة؟
وفي محاولة الإجابة عن التساؤلين تناولت في المقال السابق التمايزات فيما بين الواقع الجزائري والفلسطيني، برغم وحدة الانتساب القومي والانتماء للفضاء الثقافي العربي الإسلامي. وهي التمايزات القائمة على أصعدة الموقع الجغرافي والمساحة والتضاريس، وطبيعة ودور الاستعمار الاستيطاني في كل من الجزائر وفلسطين، والعمق الاستراتيجي للاستعمار الاستيطاني في الحالين. وقد انتهيت إلى أن التمايزات على الصعد الثلاثة كانت في مصلحة ثورة قطرية البعد في الجزائر منفتحة على البعد القومي، فيما هي على العكس تماما بالنسبة لأي حركة مقاومة فلسطينية ذات بعد قطري وغير وثيقة الصلة استراتيجيا بعمق قومي عربي تقدمي وتحرري. وأن ذلك ما لم يعيه بالقدر الكافي غالبية القادة الشباب، الذين اسهموا في تشكيل منظمات المقاومة الفلسطينية مطلع ستينات القرن الماضي.
غير أن التمايزات على الصعد الثلاثة السابق بيانها لم تكن وحدها التي تسببت في جعل منجزات حركة المقاومة الفلسطينية محدودة للغاية، وإنما كان هناك تمايزان آخران اسهما في محدودية الانجازات وتعثر الاداء.
الأول – تمايز الواقع العربي والدولي غداة انطلاق ثورة الجزائر عام 1954 عما آلت إليه الحال عربيا ودوليا سنة 1963 حين برزت على المسرح نويات تشكيلات منظمات المقاومة الفلسطينية.
ففي الوقت الذي كان فيه المناخ العربي والدولي ملائما تماما لانطلاق ثورة الجزائر، كانت الظروف على العكس تماما حين أطلقت رصاصة "فتح" الأولى مطلع عام 1965. وهذا أيضا ما يبدو انه لم يأخذه في حسبانهم غالبية الشباب الذين شكلوا منظمات المقاومة الفلسطينية مقتدين بتجربة الجزائر والنجاح المتحقق الذي صفق له العالم ، وبخاصة العالم الثالث.
فحين انطلقت ثورة الجزائر في الأول من نوفمبر 1954 كانت فرنسا لا زالت تخوض حربا ضروسا في الهند الصينية، ولم تضمد بعد جراحات الحرب العالمية الثانية وهزيمتها أمام النازية. ولم يكن خافيا أنها على ابواب مرحلة تصفية الاستعمار القديم. وبالتالي يمكن القول بأن الثورة الجزائرية انطلقت في الزمن التاريخي المناسب، مما وفر لها فرص تحقيق إنجازات عسكرية وسياسية، وفرضت ր¹لى ديغول التوجه للمفاوضات والوصول إلى تسوية تنقذ ما يمكن إنقاذه من علاقات اقتصادية وثقافية مع الجزائر المستقلة.
وفي الوقت ذاته كان المغرب يعيش حراكا وطنيا نشطا بعد إقدام فرنسا سنة 1953 على نفي الملك محمد الخامس، وتنصيب بن عرفة مكانه. وكانت تونس تعيش ذروة حراكها الوطني الذي بدأته سنة 1951، برغم أن بورقيبه جنح لعقد تسوية مع منديس فرانس. وبالتالي توفرت في الساحتين المغربية والتونسية فرص تشكيل عمق داعم للحراك الثوري الجزائري. فضلا عن أن الحكومة الفرنسية ونظام فرانكو في أسبانيا كانا يمران في مرحلة من الضغط المتبادل، مما جعل منطقة الريف المغربي – الملاصقة للغرب الجزائري - تتيح مجالا لاستيراد السلاح وتسلل الثوار. وبهذا توفر قدر من العمق الفاعل والمؤازر، بحيث كان الجوار الإقليمي مواتيا للحراك الثوري الجزائري .
وفي عام 1954 كانت حركة الضباط الأحرار بمصر قد استكملت تحولها الواضح إلى ثورة قومية عربية. وكان جمال عبدالناصر ورفاقه قد انتهوا في فبراير من العام نفسه إلى صياغة أسس السياسة الخارجية لمصر الثورة، وقد اتفقوا على أن نجاح ثورتهم يتطلب تكتيل الجهود العربية المتوفرة والمتاحة في الاقطار العربية التي نالت قدرا من الاستقلال، والالتزام بالعمل على تحرير بقية الأقطار العربية الخاضعة للاستعمار، والتفاعل بأكبر قدر مستطاع مع حركات التحرر الأفريقية والإسلامية.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ترعى مكتب "المغرب العربي"، المتولي دعم ومساندة حركات المقاومة الوطنية في أقطار المغرب الثلاثة: تونس والجزائر والمغرب، فيما كانت الحكومة الليبية برئاسة مصطفى بن حليم، الذي اتم دراسته في مصر ويكن لمصر وعبد الناصر الاحترام والتقدير، تبدي قدرا ملحوظا من الاتفاق مع نشاط الثورة المصرية في مجال دعم ومساعدة حركات التحرر في المغرب العربي.
وكان الواقع العربي يومذاك يتميز بثلاث ظواهر: الأولى صعود الحركة القومية العربية إلى أن تصبح الحركة الأولى على المسرح العربي، وتحولها الى تيار جماهيري ملتف من حول قيادة عبد الناصر. أما الظاهرة الثانية فهي آن حدة الصراع فيما بين الحركة القومية العربية بقيادة عبد الناصر وبين القوى العربية المحافظة والشيوعية لم تكن بذات الحدة التي بلغتها فيما بعد، والثالثة، أنه كان هناك إجماع عربي على دعم حركات التحرر في المغرب العربي التقت على تأييدها ودعمها الأنظمة والشعوب ما بين المحيط والخليج. وبذلك توفر لثورة الجزائر لحظة انطلاقتها وخلال السنوات التي كانت تحتاجها لتثبيت أقدامها عمق استراتيجي عربي داعم، تشكل القاهرة محوره.
وكانت ثورة مصر قد كلفت المرحوم فتحي الديب بمتابعة نشاط حركات التحرر في المغرب العربي الكبير، ومن لحظة لقائه الأولى مع أحمد بن بللا – موفد جيش التحرير الجزائري- شعر نحوه بقدر عال من الثقة ما دفعه الى أن يقدمه لعبد الناصر، وان يبدأ معه سلسلة من عمليات تهريب السلاح عبر ليبيا وتونس، بتعاون تام من الحكومة الليبية وقيادة الشرطة فيها ، على الرغم من النفوذ البريطاني والأمريكي الواسع في ليبيا يومذاك . كما وظفت العلاقات المصرية الاسبانية في تيسير تهريب السلاح وتسلل المناضلين من المنطقة المحتلة من قبل أسبانيا من المغرب. وعلى أرض القاهرة تم تدريب العديد من الكوادر القيادية من طلبة الجزائر في مصر، الذين كان من بينهم بوخروبة محمد (الرئيس بومدين). ولقد تم تهريب السلاح للجزائر من مخازن الجيش المصري، فضلا عن المشترى من ليبيا وإيطاليا.
وليس أدل على مستوى التفاعل العربي مع ثورة الجزائر يومذاك من أن الملك سعود أرسل شيكا بمبلغ مائة ألف جنيه لدعم تسليح ثوار الجزائر الى جمال عبدالناصر، الذي سلمه لفتحي الديب وقام بالصرف منه على شراء السلاح وتهريبه الى داخل الجزائر. باستخدام يخت الملكة دينا ، ملكة الأردن السابقة.
وفي القاهرة، وتحت رعاية عبدالناصر، تم في فبراير 1955 تشكيل جهة التحرير الوطني الجزائرية، التي شارك في تشكيلها ممثلو كل من: جمعية العلماء برئاسة الشيخ محمد البشير الابراهيمي، وجماعة مصالي الحاج، وحزب البيان برئاسة فرحات عباس، واللجنة المركزية المنشقة، وثلاثة من قادة جيش التحرير الناشىء في الجزائر: احمد بن بللا، ومحمد خيضر، وحسين آيات أحمد. وقد تم توقيع اللائحة الداخلية لجبهة التحرير من الجميع تأكيدا لالتزامهم بمنهج المقاومة بقيادة جيش التحرير. وبتشكيل الجبهة من أبرز الأحزاب الوطنية أمكن الحيلولة دون نجاح الدعوة الفرنسية للتهدئة من خلال الأحزاب . وفي الوقت ذاته احتفظ جيش التحرير بوحدة البندقية الجزائرية. وما كان هذا الإنجاز الكبير ليتحقق لولا ما كان لعبدالناصر وثورة مصر من مكانة عند قادة الأحزاب وما بلغه جيش التحرير من قوة داخل الجزائر، كما أنه في تشكيل الجبهة في القاهرة ما يؤكد عمق ثقة المشاركين بثورة مصر وقيادة عبد الناصر، وقوة تأثير الثورة والقائد عند صناع القرار الجزائري مدنيين وثوارا يومذاك.
وكان لمحطة إذاعة "صوت العرب" يومذاك دور في منتهى الايجابية، إذ لم تعلن فقط اشارة انطلاق الثورة، وانما قامت بدور تحريضي كان له تأثيره. ولم تكن "صوت العرب" لتحقق ذلك النجاح لولا ما كانت قد اكتسبته من مصداقية عند المستمع العربي، الذي كان يأخذ ما يصدر عنها باعتباره ما ينطق به عبدالناصر، القائد الذي استحوذ على خيال الجماهير العربية في مرحلة صعود ثورة الجزائر. ولم يكن موقف الساحات العربية المشرقية أقل إيجابية تجاه شعب الجزائر وثورته من الساحة المصرية، التي آذارت فعالية قومية باعتبارها كانت يومذاك على رأي الصحافي الفرنسي المعروف بنشوا ميشان، تمثل مخ العرب المفكر وقلبهم النابض. وبالتالي كان دعم الثورة وتأييدها الواضح في كل قطر عربي، وعلى مختلف المستويات، متميزا بكونه منتظما إلى حد بعيد في مسار قومي متكامل، وبتنسيق تام مع قادة الثورة الجزائرية، ودون أدنى حساسية أو شكوك تجاه أي منهم.
وبالمقابل أطلقت رصاصة المقاومة الفلسطينية الأولى عام 1965، يوم أن كانت إدارة الرئيس الأمريكي جونسون عاملة على استرداد المواقع التي تخلت عنها دول الاستعمار القديم، وتعزيز تلك التي وهنت فيها قبضة تلك الدول. كما كانت الإدارة والأجهزة الأمريكية قد انتهت إلى اعتبار إسرائيل الرصيد الاستراتيجي للمصالح الأمريكية في الوطن العربي، بعد أن اتضح عجز مختلف القوى العربية المحافظة وغير القومية عن التصدي بالكفاءة المطلوبة لتيار الحركة القومية العربية الذي كان لا يزال ملتفا من حول عبد الناصر، برغم الانشقاقات التي شهدها، وبروز فعالية قوى الإقليمية الجديدة، وما أخذت تآذاره من ضغوط على القيادة الناصرية.
ويومها كان المنطق القطري قد استعاد فعاليته، وكانت الحساسية القطرية في اشد مراحل توثبها، وقد شاع التشرذم والصراعات اللامجدية في أوساط التيار التقدمي العربي بعد انتكاسة ثورة 14 تموز/ يوليو 1958 في العراق وانفصال الوحدة المصرية السورية في 28/9/1961. ويمكن القول بان الصدمة التي شكلها الانفصال، وبخاصة في أوساط القوى التي كانت تؤمن بأن الوحدة سبيل تحرير فلسطين، قد أسهمت في التوجه إلى تشكيل منظمات الكفاح المسلح الفلسطينية، بما لا يقل عن التأثر بأمثولة النجاح الجزائري
ويومها كانت حرب الإذاعات العربية على اشدها، وكان تحرير فلسطين والتقاعس عن العمل لتحريرها من أبرز محاور الصراع المحتدم فيما بين القوى الإقليمية التقليدية والجديدة، وبين التيار الناصري الذي فقد غير يسير من زخمه. وكانت مسألة "قوات الطوارىء الدولية" المتواجدة على حدود قطاع غزة وفي شرم الشيخ "قميص عثمان" الذي يرفعه أكثر من خطيب وكاتب في وجه عبد الناصر. ولم يكن "صوت العرب" قد احتفظ بما كان له من قوة التأثير، بعد أن غدا مشاركا في صراع الاخوة الأعداء وليس مشغولا فقط بالتحريض ضد قوى الاستعمار والصهيونية.
ولأن الشباب المنفعلين بما حدث شغلوا بالتنظيم واكتساب الأنصار بالدرجة الأولى، فانهم لم يعطوا الجهد اللازم لقراءة الواقع العربي والعالمي بالدرجة الكافية من الموضوعية والعمق، كما يبدو ان معرفتهم بتاريخ الحراك الوطني الفلسطيني والمداخلات العربية الرسمية كانت سطحية. ثم إنه لم تجر محاولة صياغة استراتيجية فلسطينية شاملة ومستمرة لادارة الصراع مع العدو الصهيوني، وبتفاعل القصور على المحاور الثلاثة افتقد العدد الأكبر من النشطين قدرة تحديد المسار الأكثر توافقا مع طبيعة الصراع، وإن لم يفقدرا الحماس للعمل. وفي زحمة الحماس للبندقية لم يجر التنبه لمن استغلوا حماس الشباب ونشاطهم في تصفية الحسابات العربية – العربية، ولو على حساب القضية المركزية للامة العربية.
وحين تعقد المقارنة بين دعم القاهرة لثورة الجزائر لتعزيز قدرات ثورتها، وتطوير الحراك الوطني في تونس والمغرب (مراكش) ، وبين الدفع بشباب فلسطين لتوريط الأنظمة العربية، وبخاصة الناصري، في صراع مع الصهاينة، في الزمن غير الملائم اقليميا ودوليا، تتضح ابعاد المفارقة فيما بين زمن التحرك السليم في الجزائر سنة 1954 والتحرك غير المحسوب بالدقة اللازمة باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة سنة 1965. وليس أدل على عدم الدقة في الحساب من أن الأنظمة التي قدمت الدعم المالي الأكثر من سخي ويسرت مجالات التنظيم والتدريب لمنظمات المقاومة كانت على سبيل الحصر تخوض صراعا حادا مع النظام الناصري، فيما كان بعضها حليفا استراتيجيا للامبريالية الامريكية. ومع ذلك لم يع القادة الشباب الغاية المستهدفة من دعم نشاطهم وفسح المجال لهم للتحرك بحرية لم يظفر بها مواطنو تلك الأنظمة، واغراقهم بالمال وافسادهم من خلاله، أن تلك الانظمة ما دعمت العمل المقاوم إلا من قبيل العمل وفق مخطط مرسوم، ابسط أهدافه وأكثرها براءة إحراج النظام الناصري.
الثاني : تمايز الواقع على الأرض التي تم عليها حراك ثورة الجزائر وانطلاق المقاومة الفلسطينية:
حين جاء احمد بن بللا إلى القاهرة بتفويض من جيش التحرير باحثا عن الدعم بالسلاح كان على ارض الجزائر ألف شاب منتظمين في جيش التحرير منتظرين اشارة البدء في الثورة. وليس ينكر أن الثوار تلقوا المدد عبر تونس والمغرب، إلا أن جسم الثورة – إن صح التعبير– كان قائما على ارض الجزائر، التي شكل شعبها للثوار والمقاومين ما يشكله البحر للسمك. وفي الوقت ذاته كانت هناك حركة مقاومة للفرنسيين نشطة في كل من تونس والمغرب، مما كان يوفر القناعة للقيادة التي تعد للثورة بان حراكها الثوري سوف يلقى الدعم من محيطه الإقليمي، وأنه سيكون ميسورا عليها ايصال السلاح للثوار عبر تونس والمغرب.
وعلى العكس من ذلك تماما لم يكن داخل الشطر المحتل من فلسطين سنة 1948 عدد من المقاومين ملتزم بالحراك الجاري خارج الحدود أو على صلة به، ولا كان الجوار العربي في حال اشتباك مع العدو الصهيوني، وإنما كانت جميع دول الطوق شديدة الحرص على عدم المساس بالواقع الذي تمخضت عنه اتفاقيات الهدنة التي وقعت سنة 1949. ولم يكن هناك أي تنسيق مع حكومات مصر ولبنان والأردن، والتنسيق في أدنى مستوياته مع القوى الشعبية في الدول الثلاث. ومع أن النظام الحاكم في دمشق يومذاك وفر مجالا لتدريب عناصر المقاومة إلا أنه حال بينها وبين التحرك عبر الجولان. وبالنتيجة افتقد العمل الفدائي الذي انطلق سنة 1965 عبر الحدود ما كان متوافرا للثورة الجزائرية على أرض الجزائر وفي محيطها، بل إن العمل الفدائي تحرك في محيط اقرب إلى العداء منه إلى الدعم والمساندة.
وليس ينكر أن نكسة 1967 أحدثت تغييرا دراماتيكيا في الواقع على ارض فلسطين وفي محيطها العربي، إذ بات على الأرض المحتلة عدد غير يسير من العناصر المرتبطة بالمنظمات الفدائية، كما وجدت حالة من الاشتباك فيما بين اقطار المواجهة والكيان الصهيوني، وبالتالي توفرت للعمل الفدائي ظروف افضل للحركة، تحسنت وبشكل ملحوظ في أعقاب معركة الكرامة في 21/3/1968، التي شكلت نقلة نوعية في الموقف الرسمي والشعبي من حركة المقاومة، الأمر الذي فسح مجالا ارحب للتنسيق وتكامل القوى، وبالذات فيما بين النظام الناصري وحركة "فتح".
غير أنه لم يجر استثمار الواقع المستجد باتجاه توحيد جبهة العمل السياسي ووحدة البندقية، كما حدث بالنسبة لأحزاب الجزائرية وجيش التحرير الجزائري سنة 1955. ولعل تعدد صلات المنظمات بالاجهزة والأنظمة العربية، وافتقادها جميعا روحية العمل الجماعي ، حالت دون تحقيق وحدة الصف في الوقت الذي توفرت فيه الفرصة لذلك. وبغياب الاستراتيجية الشاملة والمستمرة لإدارة الصراع مع العدو، وبغلبة روح التنافس الفئوي على العمل، لم تحقق العمليات وإن كثرت القدر اللازم من التراكمات التي تجعل ممكنا القول بان حركة المقاومة ثبتت اقدامها في ارض الواقع.
وثمة ملاحظة أرى تسجيلها في هذا السياق ، فلست ممن يعتقدون بأن العمليات الفدائية المحدودة التي تمت قبل 5 يونيو 1967 مسؤولة عن تفجر الحرب يومذاك، وإن كانت "فتح" قد رفعت شعار "توريط" الأنظمة في حرب مع إسرائيل . ذلك لأن عدوان يونيو إنما ينخرط ضمن مسلسل العمليات الموحى بها أمريكيا، التي استهدفت تصفية حركات التحرر الوطني في العالم الثالث بدءا من الانقلاب على سوكارنو في إندونيسيا سنة 1965 وحتى اسقاط الليندي في تشيلي سنة 1972. وإن كان للعمليات الفدائية المحدودة من تأثير فهو هامشي للغاية، ولا يصل لمستوى تأثير الحشود على الحدود السورية، والتي لم تكن سوى الطعم الذي اجتذب عبد الناصر ليقع في الفخ الذي نصب له. ومن الظلم الكبير ما يذهب إليه بعضهم من تحميل العمل الفدائي الفلسطيني مسؤولية مؤامرة دولية نسجت خيوطها في أكثر من عاصمة.
ومما سبق يتضح أن الزمن الذي تمت فيه مباشرة المقاومة الفلسطينية لم يكن ملائما، بأي مقياس كان، بمثل ما كانت عليه الحال سنة 1954 عندما انطلقت ثورة الجزائر. كما أن الواقع القائم على ارض فلسطين ومحيطها العربي لم يكن مماثلا لذلك الذي كان في الجزائر. مما يجعل عدم ملاءمة زمن التحرك والأرض التي تم عليها مضاعفة للآثار السلبية لتلك التي نتجت عن تميز الجزائر على صعيد الموقع الجغرافي والتضاريس، وطبيعة الاستعمار الاستيطاني ودوره، والعمق الاستراتيجي.
واغلب الظن انه لو كان الحراك المقاوم الفلسطيني قد انطلق استنادا لبعد قومي ، وبتنسيق تام وجاد مع القوى ذات التوجه القومي التقدمي التحرري، وعلى هدي استراتيجية شاملة ومستمرة لادارة الصراع، لما وقع في سوء تقدير زمن التحرك ولا إرتهن لمن شكلوا مصادر الدعم، وليجنب نفسه الانجرار الى صدامات عربية هو يقينا في غنى عنها. ومن هنا تبدو الأهمية المضاعفة لإدراك البعد القومي للصراع العربي – الصهيوني، واستحالة تحقيق أي إنجاز دون التحرك على هدي استراتيجية شاملة ومستمرة لإدارة الصراع مع العدو وعمقه الاستراتيجي. ودون ذلك لن يحقق عطاء شعب فلسطين السخي تقدما يذكر على طريق تصفية الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، ولا حتى الوصول إلي تسوية تضمن تلبية الحد الأدنى من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي في فلسطين.[/align]

مازن شما 03 / 07 / 2009 35 : 10 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
ثورة الجزائر والمقاومة الفلسطينية التماثل والتمايز..
عوني فرسخ.. (3 من 3)
[align=justify]كان الاعلان عن استقلال الجزائر استنادا للتسوية التي تمت مع فرنسا بقيادة ديغول في مقدمة العوامل التي حفزت العديد من شباب فلسطين للعمل على تشكيل نويات المنظمات الفلسطينية، التي برزت سنة 1963. وهناك مؤشرات كثيرة على أن رواد الحركة الصهيونية، استلهموا من ضمن ما استلهموه تجربة الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر عندما استجابوا للدعوة الاستعمارية باقامة حاجز بشري غريب يفصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا، وارتضوا ان يكونوا طليعة اقامة المشروع الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني على التراب العربي في فلسطين .
وهكذا يكون ما جرى على ارض الجزائر العربية شكل انموذجا للطرفين المباشرين في الصراع الذي فجره اقامة التجمع الصهيوني في الزاوية الحرجة من الوطن العربي: الاباء التاريخيون للمشروع الصهيوني في فلسطين، والجيل الاحدث من قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية، مع فارق نوعي في تعاطي الطرفين مع الانموذج موضوع الدراسة والاقتداء. فالرواد الصهاينة، ومن جاء على آثارهم من صناع قرار ومستشارين، درسوا تجربة الاستعمار الاستيطاني الفرنسي من البدايات الاول حتى كتابة آخر سطور التجربة، بالاعلان عن التسوية الاستقلالية سنة 1962، بحيث حاولوا استخلاص الدروس من تجربة اقامة أول مشروع استيطاني استعماري على الأرض العربية، إلى الاسلوب الذي ادارت به فرنسا الصراع وصولا الى التسوية التي ابقى ديغول من خلالها غير يسير من المصالح الفرنسية الاقتصادية والثقافية في الجزائر.
أما الشباب الفلسطينيون الذين أثار حماسهم نجاح ثوار الجزائر بالوصول الى ما اعتبر يومها "سلام الشجعان"، والذين تدرب العديد منهم عسكريا على ارض الجزائر، وتوافدوا عليها لعقد الجلسة التاريخية للمجلس الوطني الفلسطيني سنة 1988، حيث أعلن قيام "الدولة" وقررت القيادة قبول قرار مجلس الأمن رقم 242. وهؤلاء الشباب، وبخاصة المؤثرين في صناعة القرار، ليس يبدو أن اقتداءهم بالتجربة الجزائرية تجاوز الانفعال بلحظة النهاية التاريخية، واعتماد اسلوب التآمر على رفاق الدرب والغدر بهم، واستخدام شعار "سلام الشجعان" في غير موضعه.
ويقينا أنه لا مجال مطلقا للمقارنة بين اتفاقية ايفيان، برغم ما أبقت عليه من مصالح فرنسية استغلالية، باتفاق اوسلو سيء السمعة ، الذي ما كان بين "ديغول" صهيوني، و"بن بللا" فلسطيني، ولا هو خضوعا لثورة لم يعد ممكنا قمعها باقصى ما تملكه اسرائيل وعمقها الاستراتيجي من قوة، ولا نتيجة ما تكبدته من خسائر مادية وواجهته من ضغوط ادبية، ووقوف جيشها على حافة الانقسام مما اضطرها الى الدخول في المفاوضات. ولم يعد مجهولا أن رابين عندما اجاز لبيريز اجراء مباحثات اوسلو انما اراد ايجاد سلطة فلسطينية تتحمل مسؤولية ادارة سكان "المناطق" وتقر ضمنا بمشروعية احتلال ما لا زال يعرف صهيونيا بانه "يهودا والسامرة"، وقطاع غزة الذي تمنى رابين لو انه يصحو ذات يوم من نومه ليجد البحر قد ابتلعه.
وحين تدرس مسيرة السنوات السبعة والثلاثين الماضية يتضح تماما أن أهم ثلاثة دروس في تجربة الثورة الجزائرية لم تستفد منها حركة المقاومة الفلسطينية . إذ لم تقم "الجبهة الوطنية" الممثلة لمختلف القوى الملتزمة بالتحرير والعودة ، ولا هي نجحت في توحيد قوى العمل المقاوم ، الذي ما زال اسير التنافس الفصائلي دون تنسيق جاد ، يستهدي باستراتيجية شاملة مستمرة لادارة الصراع مع العدو . وهما الانجازان الكبيران اللذان امتكلتهما ثورة الجزائر منذ بدايتها الأولى . فضلا عن أنه لم تتم دراسة تجربة التفاوض فيما بين فرنسا والجزائر ، وهي التجربة الغنية التي يبدو ان الصهاينة استوعبوها بشكل جيد كما توحي بذلك ظواهر الأمور في المرحلة الراهنة .
والذي يتفق عليه العديد من المؤرخين والمحللين السياسيين أن الدبلوماسية الفرنسية عرفت بربح المعارك السياسية بعد خسران المعارك العسكرية. وذلك في تقديري من خلال استغلال شعور الخصم بالنصر وما يحدثه في أوساط نخبه من حالة استرخاء، أبرز معالمها التلهف على قطف الثمار والتمتع بمباهج الحياة بعد طول حرمان. ولقد حاولت الادارة الفرنسية في الجزائر، كما الحكومة في باريس، الوصول الى تسوية مبكرة من خلال الاحزاب ، كما حدث في تونس مع بورقيبة والجناح المساوم في الحزب الدستوري. إذ دعت الاحزاب الجزائرية مع انطلاقة الثورة لاستخدام نفوذها في احلال الهدوء. وهو الأمر الذي حال دونه نجاح الثوار –بدعم القاهرة– في تشكيل "جبهة التحرير الوطني" في فبراير 1955، وبحيث احتوت الجبهة كل القوى السياسية والحزبية، مما جنبها التعثر في أي مناورات داخلية أو خارجية.
وبعد أن فشلت محاولة التهدئة الاولى طرحت في مطلع عام 1957 ، ومن خلال التنسيق فيما بين ادارة الرئيس الامريكي ايزنهاور، وحكومة جي موليه الفرنسية، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وولي عهد المغرب الأمير الحسن –الملك الحسن فيما بعد– فكرة اجراء انتخابات في الجزائر بزعم أن في ذلك ابطال حجة فرنسا بعدم وجود هيئة رسمية للتفاوض معها. وقد عرضت الفكرة على عبدالناصر ليقوم بالطلب الى السكرتير العام للامم المتحدة كي يوجه نداء لكل من فرنسا وثوار الجزائر لوقف اطلاق النار لفترة معينة، ليتم اجراء الانتخابات. ونقل الموفد العربي الى عبدالناصر القول بأنه إذا رفضت فرنسا ذلك، وهو أمر وارد، تكون القوى العربية قد وجهت ضربة سياسية لفرنسا وكشفت موقفها المتعسف، وأكسبت ثوار الجزائر تعاطف الراي العام العالمي، وبخاصة أمريكا التي يهمها اجراء الانتخابات ووضع حد للصراع العسكري، وأن الادارة الامريكية ستقوم بمساعدة الجزائر ودول المغرب العربي في حال نجاح ذلك المسعى.
وكانت الثورة يومها قد اتسع اطارها وشملت كل نواحي الجزائر، فيما كانت قيادة جيش التحرير الجزائري قد سبق لها رفض ايقاف اطلاق النار ما لم تعترف فرنسا مسبقا بثلاثة شروط: اعلان استقلال الجزائر، واطلاق سراح جميع المعتقلين وفي مقدمتهم بن بللا ورفاقه الاربعة الذين كانوا قد اختطفوا أواخر العام السابق، وأن تتولى اجراء الانتخابات حكومة وطنية جزائرية. وقد تبنت القاهرة موقف قيادة جيش التحرير الجزائري بحيث اشترطت ان يسبق الاعلان عن وقف القتال استجابة حكومة جي موليه للشروط الجزائرية الثلاثة وحذرت القاهرة من أن غاية الادارة الامريكية من العرض الذي تم تسويقه عربيا أن تستغل مشاركتها في لجنة مراقبة الانتخابات لتأمين وصول من ترضى عنهم وتثق بهم من النخب الجزائرية لموقع المسؤولية. وأن الادارة الامريكية ما طرحت الفكرة إلا لأنها أدركت استحالة تحقيق فرنسا النصر العسكري برغم امدادها المستمر لها بالاسلحة والمعونات الاقتصادية. وأن اجراء الانتخابات سيؤدي الى هز وحدة الجزائريين ، بسبب ما سوف تثيره من تنافس فيما بين مرشحي القوى المختلفة، والتي كانت قد اضطرت لدخول الجبهة، وفي المؤتمر الوطني للثورة الجزائرية، الذي عقد في القاهرة في أول سبتمبر1957 أعيد تأكيد أنه لا يجوز اجراء أي تفاوض مع فرنسا ما لم تعترف الحكومة الفرنسية باستقلال الجزائر أولا.
وبعد وصول ديغول للسلطة طرح سنة 1959 فكرة حل "ديمقراطي عادل للمشكلة" باجراء انتخابات في الجزائر مع ترك الحق للشعب الجزائري لتقرير مصيره. وكانت فرنسا قد بدأت تشهد بروز قوى تدعو الى حل على اساس حق الجزائر بتقرير المصير. وقد تبنى بورقيبة تسويق فكرة ديغول ، التي لقيت بين قادة الثورة الجزائرية من يرحب بها. ولدى استشارة القاهرة أوضحت أن في قبول الفكرة التنازل عن الاستقلال، الهدف المعلن غداة انطلاق الثورة سنة 1954 ، وبالتالي ضياع جميع مكاسب السنوات الخمس السابقة من الثورة.
وفي 14/6/1960 دعا ديغول الى قدوم وفد جزائري الى باريس للبحث في حل المشكلة والوصول الى وقف القتال. وكان الرئيس الفرنسي يواجه ضغوط الخسائر العسكرية برغم مضاعفته قوى العدوان، واستمرار الزيف المالي بسبب اعباء الحرب، وتصاعد تبرم الرأي العام الفرنسي من تواصل القتال دون نتيجة. فضلا عن الضغوط الامريكية الداعية الى تسوية تحسبا من تأثيرات تزويد الثورة بالسلاح من الكتلة الشرقية وبخاصة من الصين الشعبية، وما بات يواجهه نظام الحكم في تونس والمغرب من ضغوط شعبية متأثرة بنجاحات ثورة الجزائر.
وفي 20/6/1960 اصدرت الحكومة الجزائرية المؤقتة بيانا تضمن النظر الى دعوة ديغول باعتبارها اعترافا من الحكومة الفرنسية بحق الشعب الجزائري بتقرير مصيره. وأبدت استعدادا لارسال وف لمباحثة ديغول برئاسة فرحات عباس ، رئيس الحكومة الجزائرية، من منطلق السعي ايضا الى اكتساب الرأي العام العالمي ، الذي بدا يتزايد تأييده لثورة الجزائر، وأنه في حال فشل المفاوضات كما تقدر حكومة الجزائر فانها سوف تستخدم ذلك لتدعيم موقفها داخل الجزائر وفي الخارج. وتاسيسا على ذلك بدأت مفاوضات "مليون" التي انتهت بالفشل.
وشهد النصف الثاني من عام 1960 بداية اتصال "المعمرين" الفرنسيين بقادة ولايات جيش التحرير وبعض اعضاء الحكومة المؤقتة، عارضين استعدادهم للتجنس بالجنسية الجزائرية، إذ ما ضمنت لهم جبهة التحرير الجزائرية مستقبل ممتلكاتهم في الجزائر، نظير استعدادهم تقديم مساعدات ومعونات مالية وادبية لجيش التحرير والجبهة لتأمين الإستقلال. وقام ديغول بزيارة مدينة الجزائر في نوفمبر 1960 عارضا مشروعا لاجراء اصلاحات لتحسين اوضاع شعب الجزائر واعادة اعمار كل ما دمرته الحرب، وتهيئة الظروف المناسبة لعيش الجزائريين في جو من الحرية والرخاء. غير أن شباب الجزائر واجه زيارة ديغول باثارة اضطرابات عنيفة جددت دماء الثورة ، وخطت بالقضية الجزائرية خطوات الى الأمام.
واضطر ديغول تحت ضغط تدهور الأوضاع الاقتصادية في فرنسا، وتفاقم حدة المشاكل الداخلية، وتعاظم التعاطف العالمي مع الثورة، الى ابداء استعداده لمباشرة المفاوضات في ايفيان. فيما سارعت الحكومة السويسرية باعلان استعدادها بتحمل مسؤولية نقل المفاوضين الجزائريين بمروحيات سويسرية ، من وإلى ايفيان وتأمين راحتهم. وبناء على توجيهات بن بلا من سجنه بجزيرة اكس تولى كريم بلقاسم رئاسة الوفد المفاوض. فيما أمر ديغول بنقل بن بللا ورفاقه من جزيرة اكس الى "توركان" وسمح باستقبالهم أي زائرين بلا تفتيش او اعتراض. وقد تولى عبدالكريم الخطيب – الوزير المغربي– الوساطة من بن بللا ورفاقه الاربعة ووفد المفاوضة، في اشارة من ديغول الى أنه راغب في الوصول إلى تسوية.
وعندما التقى الوفدان حرص الجزائريون على عدم مصافحة اعضاء الوفد الفرنسي، وفي بداية الجلسة عرض رئيس الوفد الفرنسي الخطوط العامة للتسوية المقترحة، مبديا استعداد فرنسا اقرار حق تقرير المصير للشعب الجزائري، من خلال استفتاء عام، يحدد فيه الانضمام لفرنسا او الاستقلال التام. وفي حال اختيار الاستقلال توفير الضمانات بشأن ممتلكات المستوطنين الفرنسيين وتمثيلهم في الحكومة والبرلمان، مع احتفاظهم بالجنسيتين الفرنسية والجزائرية. واحتفاظ فرنسا بالقواعد العسكرية والسيادة عليها، مع فصل الصحراء وابعادها عن صلب المفاوضات، بحجة أن الفرنسيين هم اصحاب الحق في استغلال مواردها، لأنهم هم الذين فتحوها وابقوا على خيراتها، ولا مجال لمطالبة الجزائريين باي شبر منها.
وقبل ان يكمل كلامه طالبه كريم بالقاسم الاكتفاء بما قدمه، واعطاء الجزائريين فرصة يومين لدراسة ما قدمه والرد عليه، ليبدأوا المفاوضات في الجلسة القادمة على اسس واضحة. وقد تضمن الرد الجزائري ان يكون اعلان اعتراف فرنسا باستقلال الجزائر اولا، وأن يكون التعاون مع فرنسا موضوع تفاهم بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية فيما بعد، وأن تكون للجزائر السيادة على القواعد التي يمكن استبقاءها لفترة محدودة، ولا يمكن الاعتراف للمعمرين بجنسيتين فرنسية وجزائرية ، مع استعداد حكومة الجزائر لاعطاء ضمانات لمن يحتفظ بالجنسية الفرنسية بحقه في ممتلكاته وحريته الدينية، واما الصحراء فهي جزائرية ولا يمكن الفصل بين السيادة والاستقلال.
وبرغم ان الرد الجزائري وقع كالصاعقة على مسامع الوفد الفرنسي لم يتراجع بلقاسم وصحبه قيد انملة عما تضمنه الرد، برغم احتدام الجدل على كل نقطة فيه. وتوقفت المفاوضات أمام تمسك كل وفد بما طرحه، واتفق على عودة الوفدين الى حكومتيهما. وفي محاولة الضغط على الموقف الجزائري اعلن بورقيبة موقفا معاديا بشأن قضية الصحراء الجزائرية، واصدر اوامره للجيش التونسي والحرس الوطني التونسي لاغلاق الحدود مع الجزائر. ولحسم الخلاف بين اعضاء الحكومة الجزائرية تجاه موقف بورقيبة تقرر ترك الامر لاحمد بن بللا لاتخاذ القرار المناسب. فما كان منه الا أن استدعى القائم بالاعمال التونسي في باريس وحمله رسالة لبورقيبة بطلب فتح الحدود وإلا أصدر اوامره للجيش الجزائري المتواجد في تونس بفتحها بالقوة، واصدر تصريحا صحفيا باسفه لتصرف حكام بعض الدول المجاورة وأمله هو وزملاؤه بعودة هؤلاء الحكام الى جادة الصواب, وكان لتصريح بن بللا تأثيره القوى في الشارع التونسي، فيما اعلنت حكومة مالي بأن الصحراء جزائرية. أما ليبيا والمغرب فقد اجلتا اعلان موقفهما من الصحراء الى ما بعد استقلال الجزائر .
وبرغم دعوة ديغول للتهدئة، وعلى الرغم من بدء المفاوضات ، تواصلت الثورة على ارض الجزائر. ومما ضاعف الضغط على ديغول تمرد الجنرلات ومنظمة الجيش السري الفرنسي o.a.s، خاصة بعد فشل محاولة القاء القبض على الجنرال سالان ووقوف كثير من الضباط الى جانبه. وخلال مباحثات ديغول مع الرئيس الامريكي كندي اوضح الاخير رغبة امريكا في سرعة التوصل الى تسوية للقضية الجزائرية ليتم التفرغ للمشاكل الاوروبية من جهة، ولقطع الطريق على أي مكاسب يمكن ان يحققها الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الشرقية في المغرب العربي من جهة أخرى. وكان فتحي الديب قد عين وزيرا مفوضا في سويسرا ليكون على تواصل مع الوفد الجزائري المفاوص وبن بللا ورفاقه في "توركان".
وفي أواخر فبراير 1962 بدات جولة جديدة من المفاوضات انتهت بالاتفاق على اعتراف فرنسا باستقلال الجزائر وسيادتها الكاملة على اراضيها ووحدة ترابها بما فيه الصحراء، وموافقة الجزائريين على تأجير قاعدة المرسى الكبير البحرية لفرنسا لمدة لا تجاوز خمسة عشر سنة، واستغلال ثروة الصحراء الجزائرية مناصفة، والسماح للمستوطنين الاحتفاظ بالجنسيتين لثلاث سنوات. واشراف لجنة من عشرة اشخاص، برئاسة جزائري، على ادارة الجزائر خلال فترة انتقال لمدة اربعة اشهر تمهيدا لاجراء الاستفتاء على سؤال محدد ينص على "هل تقبل استقلال الجزائر مع بقاء التعاون مع فرنسا؟" وقامت الحكومة الجزائرية بعرض الاتفاق على بن بللا ورفاقه الذين وافقوا عليه باعتباره مرحلة اولى على طريق تحقيق اماني الشعب الجزائري. وتقرر ان يقوم يوسف بن خدة بعرض الاتفاق على المجلس الوطني للثورة المقرر عقده في طرابلس لاخذ موافقته عليه.

وكان ديغول، حتى من قبل توليه رئاسة الجمهورية، يدرك تماما استحالة قمع ثورة الجزائر عسكريا. وعليه اعتمد ومستشاروه وضع مخطط اختراق الثورة بعناصر جزائرية تربت في المؤسسة الاستعمارية الأهم، ألا وهي الجيش الفرنسي المتواجد على أرض الجزائر، وذلك الى جانب تصعيد العمليات العسكرية لاضعاف ثقة الثوار بتحقيق النصر، مما يدفع العناصر الأقل ثورية للقبول بتسوية تنتقص من الحقوق الوطنية المشروعة التي يصر على انتزاعها قادة الثورة. ووفق المخطط المرسوم بدأت ظاهرة الضباط "الفارين"، الذين تكاثر التحاقهم بقوات الثورة في مختلف الولايات. واعتبارا من سنة 1958 بدأ العمل على ايجاد "القوة الثالثة" جزائرية النسب فرنسية الهوى والثقافة، المراد منها العمل على ابقاء الجزائر مرتبطة بفرنسا سياسيا واقتصاديا وثقافيا واداريا بعد الاستقلال، وتم تقديم هذا المسعى تحت عنوان جذاب "الجزائر جزائرية".
إذ أن ما ينبغي التنبيه اليه أن الجزائريين الذين انخرطوا في "القوة الثالثة" لا يمكن اعتبارهم جميعا عملاء، إذ أن بينهم حسني النية. وقد نجح الضباط "الفارون" في التسلسل الى المراكز الحساسة في جيش الجزائر، واحتلال مواقع مؤثرة الى جانب صناع القرار، وتواصل زحفهم باتجاه القمة حتى استولوا على السلطة في الانقلاب على انتخابات سنة 1992 مستغلين الخوف العام الذي اثارته طروحات جبهة الإتفاذ. ويلاحظ انه يغلب في أوساط هذه الفئة من المدنيين والعسكريين على السواء البعد القطري والانتماء للفضاء الثقافي الفرنسي، والانشداد الى فرنسا.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم غير يسير ممن احتلوا مواقع مؤثرة في صناعة القرار، الذين يماثلون عناصر "القوة الثالثة" التي استولت على ثورة المليون ونصف المليون شهيد. وأذا كان هؤلاء فرنسي الهوى وقطري الانتماء، وغير معنيين بالتكامل العربي. فان نظرائهم من المتآمركين والمتصهينين في فلسطين المحتلة يشاطرونهم الانتماء القطري والعمل على تشويه صورة العرب والعروبة، واعطاء الاولوية لمصالحهم الذاتية شديد الارتباط بالعمق الاسرائيلي بالدرجة الأولى مع والدوران في الفلك الامريكي. وهذا ما يؤكد نجاح القيادة الصهيونية في استيعاب درس الثورة العظيمة المجهضة على ارض المليون ونصف مليون شهيد.[/align]
الآراء المنشورة لاتعبّر بالضرورة عن رأي الناشر.

نصيرة تختوخ 04 / 07 / 2009 29 : 09 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
قال مولود فرعون:'أتحدث الفرنسية و أكتب بالفرنسية لأقول للفرنسيين أنني لست فرنسيا' شخصيا يذكرني الشهيد مولود فرعون بالشهيد غسان كنفاني.
أنقل لكم هنا سيرة هذا الكاتب :
مولود فرعون

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مولود فرعون الفتى الأمازيغي (1913-1962)ولد في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزوبالجزائر يوم 18 آذار1913 ميلادي من عائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة بحثاً عن العمل, لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل و لا أسرته عن تعليمه, فالتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة, فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة, فتحدى '"مولود فرعون'" ظروفه القاسية و المصاعب المختلفة بمثابرته واجتهاده و صراعه مع واقعه القاتم الرازح تحت نير الاستعمار الفرنسي, و بهذا الصراع استطاع التغلب على كل المثبطات و الحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك, ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين’ و اندفع للعمل بعد تخرجه, فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري و أخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه.و هذا وكما أعطى من علمه لأطفال قريته أعطى مثيلا له في القرية التي احتضنته تلميذا ًقرب قرب مسقط رأسه بأقل من ثلاثة كيلومترات, وهي قرية تاوريرت موسى التي التحق بها معلما سنة 1946 في المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً, و عين بعد ذلك سنة 1952 ميلادي في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن أما في سنة 1957 ميلادي فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة (نادور) ( في المدنية حالياً) كما عين في 1960 ميلادية مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 ميلادية وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 آذار 1962 ميلادي, حيث كان في مقر عمله, مهموماً بقضاياً العمل و بواقع وطنه خاصة في المدن الكبرى في تلك الفترة الانتقالية حين أصبحت عصابة منظمة الجيش السري الفرنسية المعروفة ب(أويس) تآذار جرائم الاختطاف و القتل ليلا و نهاراً, حيث اقتحمت مجموعة منها على "'مولود فرعون"' و بعض زملائه في مقر عملهم, فيسقط برصاص العصابة و يكون واحداً من ضحاياها الذين يعدون بالألوف, فتفقد الجزائر بذلك مناضلاً بفكره و قلمه.
لقد اختلفت أعمال "'مولود فرعون"' بين الرواية و التأليف
  • كتابين أحدهما بعنوان ( أيام قبائلية) ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة, والآخر بعنوان (أشعار سي محند)
  • أربع روايات:
- (نجل الفقير) كتبها في شهر أفريل سنة1939م - (الذكرى) - (الدروب الوعرة) -(الأرض و الدم) و كلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار, و المحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل و نشر للمسيحية.................
  • مجموعة رسائل و مقالات ذات الطابع الشخصي

ناهد شما 04 / 07 / 2009 54 : 09 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
يوسف زيغود

مولده ونشأته :
ولد يوسف زيغود يوم 18 فيفري 1921 بقرية سمندو بالشمال القسنطيني ، دخل المدرسة الإبتدائية الفرنسية في صغره إلى جانب تردُّده على الكتاتيب القرآنية لتعلم اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي. بعد حصوله على شهادة التعليم الإبتدائي باللغة الفرنسية ، غادر المدرسة لأن السلطات الفرنسية لم تكن تسمح لأبناء الجزائريين من تجاوز هذا المستوى .


النشاط السياسي:
انخرط في سن الرابعة عشر في صفوف حزب الشعب الجزائري . عيّن مسؤولا على قريته عام 1938. ترشح عام 1948 ببلدية سمندو ضمن القائمة الإنتخابية لحركة الإنتصار وفاز رغم دسائس الإستعمار وأعوانه وإنخرط في المنظمة الخاصة وأشرف على زرع خلاياها في منطقته ، وعند اكتشاف أمر المنظمة 1950 سجن مع رفاقه بسجن عنابة ، إلا أنه أستطاع الفرار منه والعودة إلى قريته ليبدأ رحلة التخفّي والسرية ، سنة 1953 إزداد إقتناعه بالعمل المسلّح كخيار وحيد لذلك راح ينظّم المناضلين ويعدّهم ليوم الثورة خاصة بعد إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل "crua" .

التحضير للثورة المسلحة :
في نهاية عام 1952 عاد زيغود يوسف مع بعض المجاهدين إلى الشمال القسنطيني، فأصبح يتنقل بين مختلف المناطق متخفيا عن البوليس الإستعماري وإتخذ لنفسه لقبا سريا هو "سي أحمد"، وكان يتصل بالمجاهدين بهدف إعادة تنظيم المنطقة وهيكلة المنظمة الخاصة من جديد.
وفي هذه الظروف إندلعت أزمة داخل حزب حركة الأنصار للحريات الديمقراطية بين أنصار مصالي الحاج رئيس الحزب وأنصار اللجنة المركزية للحزب الذين أرادوا تحديد صلاحيات الرئيس، فإنقسم الحزب إلى مصاليين ومركزيين يتصارعون فيما بينهم فأنشأ بوضياف مع بعض المجاهدين اللجنة الثورية للوحدة والعمل هدفها الإصلاح بين الطرفين وإعادة الوحدة للحزب ثم الشروع في العمل المسلح، وقد أعجبت الفكرة المجاهد زيغود يوسف بعد أن اخبره بها ديدوش مراد، إلى أن محاولة اللجنة الثورية للوحدة والعمل فشلت في إعادة لم شمل الحزب فلم يبقى أمامه إلا الشروع في التحضير للعمل المسلح في ظرف شهور.
وفي جوان 1954 إجتمع 22 من أعضاء المنظمة الخاصة منهم زيغود يوسف لدراسة المسألة فتوصلت المجموعة إلى قرار إشعال نار الثورة، وإنبثقت عنها لجنة من خمسة أعضاء للإشراف على الإستعداد وتحديد تاريخ إندلاعها وهؤلاء الخمسة هم/ محمد بوضياف، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بطاط ثم إنظم إليهم كريم بلقاسم من منطقة القبائل.
وعاد زيغود يوسف وديدوش مراد والأخضر بن طوبال وعمار بن عودة من إجتماع 22 إلى الشمال القسنطيني لإخبار المجاهدين الذين لم يشاركوا في الإجتماع بمختلف القرارات التي تم التوصل إليها وان يكونوا على استعداد لليوم الموعود الذي تقرره لجنة الستة.

جهاده أثناء الثورة :
إندلعت في ليلة أول نوفمبر من عام 1954 بقيام المجاهدين بعدة عمليات ضد الجيش الإستعماري في التوقيت نفسه عبر التراب الوطني كله، ففي تلك الليلة هاجم زيغود يوسف على رأس مجموعة صغيرة من المجاهدين مركز الدرك في سمندو، وقامت أفواج أخرى بهجمات على عدة أهداف في الشمال القسنطيني .
ومنذ الوهلة الأولى للثورة تأكد الشعب في منطقة الشمال القسنطيني من أنها ثورة لتحرير البلاد يقودها رجال أمثال ديدوش مراد ونائبه زيغود يوسف فهب الشعب لمساعدة المجاهدين وطلب الإنضمام إليهم، فتأثر زيغود يوسف بذلك فقال كلاما ذا مغزى كبير وهو " أن هذا الشعب عظيم وعظيم جداً ولا يمكن أن يقوده إلا عظيم أكثر منه وإلا كانت الكارثة كبرى"، وكان يعني بذلك أن هذا الشعب لا يحترم ولا يندفع للتضحية إلا إذا كان قادته عظاما بأتم معنى الكلمة، وقد استنتج زيغود يوسف ذلك من معرفته الميدانية والعميقة للشعب الجزائري.
وبعد شهرين ونصف من إندلاع الثورة وبالضبط يوم 18 جانفي من عام 1955 سقط في ميدان الشرف ديدوش مراد قائد منطقة الشمال القسنطيني واستشهد معه 17 مجاهدا بعدما حاصرهم 500 جندي فرنسي قرب واد بوبكر بسكيكدة وقاموا لمدة خمسة ساعات قبل أن تصعد أرواحهم جميعا إلى جنات الخلد، وقد تألم زيغود يوسف لفقدان إخوانه المجاهدين كثيراً.

إستشهاده :
كلف مؤتمر الصومام القادة بحل المشاكل التي طرأت في بعض المناطق فكلف الشهيد عميروش بحل المشاكل العويصة التي طرأت في الأوراس فكلف بعد إستشهاد مصطفى بن بولعيد، أما زيغود يوسف فكلف بحل مشاكل القاعدة الشقية بسوق أهراس.
وقبل أن ينتقل زيغود يوسف إلى سوق أهراس فضل الذهاب إلى بيته لزيارة أسرته، فبقى ليلتين معها، وفي يوم 27 سبتمبر 1956 خرج من البيت خفية إلى المجاهدين لتوديعهم، وبعد ذلك رافقه أربعة مجاهدين إلى المهمة التي كلفته الثورة بها: ونصب له الجيش الاستعماري كميناً في الطريق، فوقع شهيداً مع مرافقيه بعد معركة وشاء الله أن يستشهد البطل زيغود يوسف في وادي بوبكر وهو المكان نفسه الذي أستشهد فيه ديدوش مراد.

ميساء البشيتي 04 / 07 / 2009 13 : 10 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
جميل جدا ً هذا التفاعل هنا واشعر أن الأستاذ مازن يتالق في

هذه الجوانب وطبعا ً ما قصر جميع الأحبة ونصيرة أيضا اشكرك على هذه اللفتة الرائعة

وأنا فقط أريد أن أضع مشاركة بسيطة أولها أحيي جميع اهل الجزائر الكرام

منذ كنت صغيرة وأنا أسمع عن الجزائر وبطولات الجزائر وبلد المليون شهيد

وأذكر أننا في المدرسة كنا في حفلات آخر السنة نمثل عن مقاومة الجزائريين

وكانت جميلة الجزائرية لها دور الأسد في عروضنا .

دائما ً كان يدهشني هذا الشعب القوي الجبار ودائما كنا في فلسطين وغيرها من

البلاد التي عشت فيها كنا نتغنى بالجزائر ونضال شعب الجزائر

وما زلنا لغاية اليوم كلما تعصف بنا رياح هجمة وحشية من العدو الإسرائيلي

أول ما نتذكر هي الجزائر ونضال أهل الجزائر

تحياتي الحارة لكل جزائري ولكل شبر بالجزائر ورجائي الحار

من جميع الجزائريين المحافظة على هذا الإستقلال الذي دفعت ثمنه

الجزائر مليون شهيد

وشكرا لكم احبتي

نصيرة تختوخ 04 / 07 / 2009 18 : 11 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
من أقوال عبد الحميد بن باديس:"إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد...، في لغتها، وفي أخلاقها، وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج ولها وطن معين هو الوطن الجزائري".

نصيرة تختوخ 05 / 07 / 2009 13 : 12 AM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
نشيد:
شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب
http://www.youtube.com/watch?v=hCOOmODnKlM

نصيرة تختوخ 05 / 07 / 2009 15 : 12 AM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
نشيد :من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا للاستقلال
http://www.youtube.com/watch?v=o1OD9GiSm5c

نصيرة تختوخ 05 / 07 / 2009 42 : 12 AM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
شهادة محامي جميلة بوحيرد من شريط " L'avocat de la terreur" الذي تأثر بكرامة وشموخ جميلة ودافع عنها بكل استطاعته بعد أن رأى الإعتداء ات التي تعرضت لها حتى وهي في سرير المستشفى , و دفاعها عن وطنها و مقاومتها.
وكيف أنها ضحكت حين سماعها حكم الإعدام عليها وقال لها القاضي: لاتضحكي آنستي الوضعية خطيرة.
يقول المحامي: لو كانت أعدمت لكنت قتلت أحدهم فقط حينها كنت سأشعر بالسلام بداخلي, المحامي جاك فرجيس من أم فيتنامية وأب من جزر لا رينيون ويقول أن أصوله كانت تسمح له بفهم نضال الجزائر من أجل الإستقلال ويحكي كيف أن أحدا نصحه قائلا الحل الوحيد لإسقاط حكم الإعدام عنها هو تحويل قضيتها إلى قضية رأي عام.
http://www.youtube.com/watch?v=Cwehv4JI86I

نصيرة تختوخ 05 / 07 / 2009 05 : 02 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
نشيد جزائرنا يابلاد الجدود مع صور بعض الشهداء وأبطال الحرية
http://www.youtube.com/watch?v=lKOp78B4DTg

فيصل بن الشريف الاحمداني 05 / 07 / 2009 20 : 04 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
ولد الشاعر الأديب مفدي زكرياء في أفريل 1908 في بلدة بني يزقن بغرداية حيث بدأ تعليمه القرآني في مسقط رأسه.
و في السابعة من عمره انتقل إلى عنابة و منها إلى تونس . تحصل على شهادة الثانوية ( بالخلدونية) و منها إلى جامع الزيتونة.

مناضل سياسي في الحركة الوطنية و مجاهد في الثروة التحريرية. دخل السجن 5 مرات آخرها في 1959 حيث فر منه ملتحقا بجبهة التحرير الوطني في الخارج.
جند قلمه و لسانه لمحاربة الاستعمار الفرنسي الغاشم فهو صاحب النشيد الخالد فداء الجزائر روحي و مالي الذي نظمه في سنة 1936.
و مؤلف النشيد الوطني الرسمي للجزائر قسما.
توفي مفدي زكرياء بتونس في 17 أوت 1977 و دفن في مسقط رأسه بغرداية من مؤلفاته:
1- اللهب المقدس –طبع ببيروت 1961 و بالجزائر 1982.
2- إلياس الجزائر بالجزائر 1972 و هي ملحمة بها 1001 بيت من الشعر ملحمة الجزائر . و طبعت 3 مرات .
3- من روحي الأطلس الرباط 1976.
4- أمجادنا تتكلم 1973.
النشيد الوطنيالجزائري
قسماً بالنازلات الماحقاتْ
و الدماء الزاكيات الطاهراتْ
و البنود اللاّمعات الخافقاتْ
في الجبال الشامخات الشاهقاتْ
نحن ثرنا فحياةٌ أومماتْ
و عقدْنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا....

نحن جندٌ في سبيل الحق ثرنا
و إلى استقلالنا بالحرب قُمنا
لم يكن يُصغى لنا لمّا نطقْنا
فاتخذنا رنّة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرّشاش لحنا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا.....

يا فرنسا قد مضى وقتُ العتاب
و طوينّاه كما يُطوى الكتاب
يا فرنسا ... إن ذا يوم الحساب
فاستعدّي .. و خذي منّا الجواب
إنّ في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا.....

نحن منْ أبطالنا ندفعُ جًندا
و على أشلائنا نصنع مجدا
و على أرواجنا نصعدٌ خُلْدا
و على هاماتنا نرفعُ بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا.....

صرخة الأوطان من ساح الفدا
فاسمعوها و استجيبوا للندا
و أكتبوها بدماء الشهداء
و اقرأوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجدُ يدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا....

من روائع الالياذة

جزائر يـا مطلـع المعجـزاتو يا حجـة الله فـي الكائنـات
و يابسمـة الـرب فـي أرضـهو يا وجهه الضاحـك القسمـات
و يا لوحة فـي سجـل الخلـو دتموج بهـا الصـور الحالمـات
و يا قصة بـث فيهـا الوجـودمعانـي السمـة بـروع الحيـاة
و يا صفحـة خـط فيهـا البقـآبنـار و نـور جهـاد الأبــاة
و يـا للبطـولات تغـزو الدنـاو تلهمهـا القـيـم الخـالـدات
و أسطـورة رددتهـا الـقـرونفهاجـت بأعماقنـا الذكـريـات
و يا تربـة تـاه فيهـا الجـلالفتاهت بهـا القمـم الشامخـات
و ألقـى النهايـة فيهـا الجمـالفهمنـا بأسـرارهـا الفاتـنـات
و أهوى علـى قدميهـا الزمـانفأهـوى علـى قدميهـا الطغـاة
جزائـر يـا بدعـة الفـاطـرو يـا روعـة الصانـع القـادر
و يا بابل السحر ، مـن وحيهـاتلقـب هــاروت بالسـاحـر
و يا جنة غـار منهـا الجنـانو أشغلـه الغيـب بالحـاضـر
و يـا لجـة يستحـم الجمـا لو يسبـح فـي موجهـا الكافـر
و يا ومضة الحب في خاطـريو إشراقـة الوحـي للشـاعـر
و يا ثورة حـار فيهـا الزمـانو فـي شعبهـا الهـادئ الثائـر
و يا وحدة صهرتهـا الخطـو بفقامـت علـى دمهـا الفـائـر
و يا همـة سـاد فيهـا الحجـىفلـم تـك تقـنـع بالظـاهـر
و يـا مثـلاً لصفـاء الضميـريجـل عـن المـثـل السٌـائـر
سلام علـى مهرجـان الخلـودسـلام علـى عيـدك العاشـر
جزائـر يـا لحكـايـة حـبـيو يا من حملـت السـلام لقلبـي
و يا من سكبتي الجمال لروحـيو يا من أشعتي الضياء لدربـي
فلولا جمالـك مـا صـح دينـيو ما أن عرفت الطريق لربي !!!
و لـولا العقيـدة تغمـر قلبـيلما كنـت أومـن إلا بشعبـي!!!
و إذا ذكرتـك شــع كيـانـيو امـا سمعـت نداكـي ألبـي
و مهما بعدتي و مهمـا قربتـيغرامك فـوق ظنونـي و لبـي
ففـي كـل رب لـنـا لحـمـةمقدسـة مـن وشـاج و صلـب
و فـي كـل حـي لنـا صبـوةمرنحـة بيـن غوايـات صـب
و فـي كـل شبـر لنـا قصـةمجنحـة مـن سـلام و حـرب
تنـبـأت فيـهـا بإلـيـاذتـيفآمن بـي و بهـا , المتنبـي!!

جزائـر انـت عـروس الـدنـاو منك استمـد الصبـاح السنـا
و أنـت الجنـان الـذي وعـدواو إن شغلونـا بطيـب المنـى !!
و انت الحنان, و انـت السمـاحو انت الطمـوح و انـت الهنـا
و انت السمو, و انـت الضميـرالصريح الذي لـم يخـن عهدنـا
و منـك استمـد البنـاة البـقـاءفكـان الخلـود أسـاس البـنـا
و ألهمتي انسـان هـذا الزمـانفـكـان بأخلاقـنـا مـؤمـنـا
و علمتـي آدم حــب أخـيـهعسـاه يسيـر علـى هدينـا!!!
صنعتي البطولات من صلب شعبسخـي الدمـاء فرعـت الـدنـا
و عـبـدتـي درب الـنـجـاحلشعب ذبيح فلم ينصهر مثلنـا!!!
و من لم يوحد شتـات الصفـوفيعجـل بـه حمقـه للفـنـا!!!!!
أفـي رؤيـة الله فكـرك حائـرو يذهل عن وجهه في الجزائـر؟
سل البحر و الـزورق المستهـىمكـان مجاذيفـه قلـب شاعـر
و سـل قبـة الحـور نـم بهـامنـار علـى حورهـا يتـآمـر
سـل الـورد يحمـل أنفاسـهـالحيدر مثـل الحظـوظ البواكـر
و أبـيـار تـزهـو بقديسـهـارفائيل يخفـى انسـلال الجـآذر
تـبـاركــه أم افـريـقـيــاعلى صلوات العذارى السواحـر
و يحتـار بلكـور فـي أمرهـافتضحك منـه العيـون الفواتـر
و في القصة امتد ليل السهـارىو نهر المجـرة نشـوان ساهـر
و فـي ساحـة الشهـداء تعالـىمـآذن تجلـو عيـون البصائـر
و في كل حـي غوالـي المنـىو في كل بيت: نشيـد الجزائـر
بلادي وقفـت لذكـراك شعـريفخلد مجدك فـي الكـون ذكـري
وألهمتِنـي فصـدعـت الـدنـابإلياذتـي باعـتـزاز وفـخـر
وكنـت أوقـع فـي الشاهقـا تخطى الثائرين بألحـان صـدري
فخلـد قـدس اللهيـب بيـانـيوأذكى لهيـب الجزائـر فكـري
وإن يجحدونـي فحسبـيَ أنــيوهبت الجزائر فكـري وعمـري
فآمـن بـي كـل حـرّ أصيـلوأنكر شمس الضحى كـل غَمـر
وتقصـر دون خطـايَ خطاهـمويؤذيهم الورد من طيب عطـري
تركت الخوالف تحسـو الغبـا روطـرت أسابـق مطلـع فجـر
ودست الصراصير بين الصخو رفصعّر خـدَّ الحجـارة صخـري
وألقيت في الساحريـن عصـايتلقّـف مـا يأفكـون بسـحـري

ناهد شما 06 / 07 / 2009 36 : 06 PM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 
الشهيدالبطل ديدوش مراد
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/274.imgcache.jpg


مولده:
مراد ديدوش الابن الأصغر لعائلة قبائلية،كان الوالد يدعي"أحمد" مكونة من ثلاثة أولاد بالإضافة إلى الأم، تملك مطمعا شعبيا صغيرا وسط العاصمة بشارع ميموني، وكانت انتقلت إلى العاصمة في منتصف العشرينات
وفي الوقت الذي كانت الأم المرحومة " فاطمة ليهم" تحمل في بطنها مراد، اشترى الأب قطعة أرض بشارع "ميموزا" بحي "لارودوت" LA REDOUTE والمسمى الآن بالمرادية تخليدا للشهيد.
وتمكنت العائلة من بناء المنزل قبل ازدياد الإبن الأصغر الذي جاء إلى الدنيا بإحدى غرفه، وكانت العائلة متفائلة بهذا المولود الذي يقال عنه أنه "مسعود" وأن الدرويش الذي يتردد إلى مطعم الوالد قد بشره.
وتشاء الأقدار أن يولد مراد في يـوم 14 جويلية 1927 والذي يصادف العيد السنوي للثورة الفرنسية، ولكن وطنية الأب واعتزازه بدينه وكرهه للاستعمار، وعملائه خاصة جعله يسجله بالبلدية على أنه ولد يوم 13 جويلية 1927 بدل الرابع عشر.
وتكون بذلك هذه الحادثة بمثابة درس لقنه الشيخ " أحمد" لابنه الأصغر في الوطنية التي كان أهل المداشر والقرى يعتزون بها وينتهزون الفرص لإبرازها في وقت ظن البعض أن الجزائر أصبحت فرنسية.

حـياتـه:
زاول دراسته الابتدائية بالعاصمة التي تحصل فيها سنة 1939 على الشهادة الابتدائية لينتقل بعدها إلى المدرسة التقنية " بالعناصر" حيث درس إلى غاية سنة 1942 حيث يقرر مراد الانتقال إلى قسنطينة لمواصلة دراسته فيها هناك توفي والده وكان عمره لا يتجاوز 23 سنة.
وفي تلك الفترة بدأ مراد يتعاطى السياسة مع بعض زملائه في خلايا حزب الشعب الجزائري بقسنطينة وكان ذلك جليا في رسالة بعثها لأسرته والتي أثارت دهشة شقيقه " عبد الرحمن " الذي قال: " لقد بعثناه ليدرس فلماذا يتعاطى السياسة "؟ فأجابته الأم بحنان : " ذلك هو قدره ..." .
اترابه يسمونه " LE PETIT":
في سنة 1944 يلتحق مراد بمؤسسة السكك الحديدية بالعاصمة بعد حصوله على شهادة الأهلية وذلك كموظف في إحدى محطات القطار بالعاصمة، وبعد شهور قلائل، أشرف مع نخبة من شباب الحركة الوطنية على مظاهرات الأول من شهر ماي 1945 بالعاصمة، وينظم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بصفة دائمة ويغادر بذلك مؤسسة السكك الحديدية في منتصف سنة 1945.
من هذا التاريخ إلى غاية سنة1948 نشط الشهيد في عدة جوانب بدءا من النشاط الكشفي حيث أسس سنة 1946 فرقة للكشافة الإسلامية الجزائرية، ثم انظم إلى المنظمة المسلحة، وسنة من بعدها أنشأ ناديا رياضيا لمختلف الرياضات سماه" راما" "RAMA"، الراسينغ الرياضي الإسلامي الجزائري والذي كان لاعبا فيه بالإضافة إلى كونه المشرف عليه ماديا، تنظيميا.
ثم جمد نشاطه بعدما قرر الحزب إرساله إلى قسنطينة حيث عين كمسئول للحزب على مستوى عمالة قسنطينة سنة 1948. وقد اشتهر آنذاك باسم " LE PRTIT" لقصر قامته (1.68 م تقريبا) وهو الاسم الذي ظل أولاد الحي وكل من عرفه في تلك الفترة ينادونه به حتى من الميدان النضالي والسياسي.
مكث في قسنطينة طيلة سنتين نشط خلالها في كثير من القرى والمد اشر المحيطة بقسنطينة وخاصة قرية "السمندو" وقرية " بيزو" التي تحمل إسمه اليوم، إلى غاية التحاقه بجبال الأوراس رفقة نخبة من شباب الحركة الوطنية لأسباب أمنية، ليتدرب هناك على الرمي بالسلاح ويصبح ماهرا فيه.
وفي سنة 1952، يرجع ديدوش إلى العاصمة ليعين كمسؤول من ناحية البليدة وفي تلك الفترة أثبت لكل من عرفه أنه صاحب مغامرة وشجاعة نادرا ما تكون عند المسئولين، فلقد تم القبض عليه بمدينة " المدية" من طرف شرطي، وشاءت الأقدار أن هذا الشرطي من معارفه و لكونه كان يقطن حيا مجاورا للحي الذي ينشط فيه مراد في ميدان الرياضة، فاستغل الشهيد هذا الجانب والتساهل الذي أبداه الشرطي تجاهه، فعندما وصلا مركز الشرطة، عاين ديدوش مراد المكان قبل أن يقوم بأي عمل ،وكان يرتدي " قشابية" فلما طلبوا منه تقديم وثائقه الشخصية، استأذنهم في نزع " القشابية" ورماها على وجوههم قبل أن يقفز فوق حائط قصير يفصل المكاتب عن الساحة ويلتحق بالبليدة مشيا على الأقدام بعدما عبر أعالي البليدة.
وبعد هذه الحادثة، قرر الحزب إرسال ديدوش إلى فرنسا رفقة بوضياف، فطلب من صديقه:" قاسي عبد الله عبد الرحمن" أن يزوده بشهادة الميلاد للحصول على وثائق شخصية باسم مستعار فكان" قاسي عبد الله عبد الرحمن" هو اسمه الجديد.
ويرحل إلى فرنسا التي يمكث بها إلى غاية 1954 حيث يرجع إلى أرض الوطن أشهرا قليلة قبل اندلاع الثورة ليساهم في إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل،ويعين في أكتوبر من نفس السنة مسئولا على منطقة قسنطينة للإشراف على تفجيرات الثورة بالولاية الثانية، وليعرف هناك باسم: السي عبد القادر.
وكان الشهيد من الأوائل الذين سقطوا في حزب التحرير وذلك يوم 18 جانفي 1955 بعد معركة قرب بوكركار خاضها رفقة 17 مجاهدا يرأسهم بنفسه وبمساعدة زيغود يوسف الذي سلمه ديدوش كل الوثائق وأمره بالإنصراف قبل أن يستشهد وتصدق مقولته ويبرهن للجميع أنه عاش بحق من أجل الجزائر ومات من أجلها ولم يحمل في قلبه غير حبها وحب أبنائها المخلصين لها.
رفض الزواج؟؟
سؤال كثيرا ما يتردد لماذا لم يتزوج ديدوش مراد و ابن المهدي؟
وقد وجدنا الجواب عن إحجام الأول عند صديقه المجاهد " سي عبد الرحمان" الذي قال: إن إخلاص مراد للقضية التي وقفت نفسه لنصرتها جعلته لا يستطيع حتى التفرغ للتفكير في هذا الأمر، وخاصة أن جل المشرفين على تحضير الثورة كانوا يفضلون تجنيد الشباب العازب لاعتبارات أمنية وكذا عامل التفرغ للعمل الثوري.
وهو في قسنطينة، اقترح عليه أحد أصدقائه الزواج بإحدى أخواته ولكن إجابة الشهيد كانت كسائر المرات أن الوقت لم يحن للتفكير في ذلك.
وكان رحمه الله لا يحب أن يفاتح في هذا الموضوع، ويمكن أن تعرف أن أخاه عبد الرحمان قرر سنة 1952 مفاتحته في الموضوع بعدما ظن أن أمر التحضير للثورة قد تبخر فأرسل إليه مع صديقه وأحد مساعديه فؤاد بن الشيخ ليقترح عليه الزواج والهجرة إلى أحد الأقطار العربية حتى يحدث الله أمرا جديدا وتستجد مستجدات على الساحة السياسية، ولكن لا فؤاد بن الشيخ ولاغيره تجرأ على أن يفاتحه في عرض أخيه عبد الرحمن إلى غاية استشهاده.
تكوينه الديني:
في منزل عائلة ديدوش كانت هناك مدرسة قرانية قبل أن تتحول إلى مخبزة يشرف عليها عبد الحميد،وبمجرد بلوغ مراد –أربع سنوات- أخده أبوه عند الشيخ أرزقي والطاهر ليلقنه القران الكريم, ويستمر ذلك إلى غاية التحاقه بالمدرسة النظامية، وذلك سنة 1933, وكانت هذه السنوات بمثابة الإسمنت المسلح الذي بني عليه التكوين القاعدي لشخصية الشهيد المتشبعة بالتعليم الإسلامية التي لقنها بدوره لشباب الكشافة الإسلامية الجزائرية بفوج"الأمل ".
كما كانت اللقاءات العفوية التي كان يجريها مع الشيخ خير الدين – وهو مدرس بالمدرسة الفرونكو إسلامية – عند حلاق الحي تعكس مدى ثقافة مراد الإسلامية, حيث كان يقوم بتحليل أوضاع العالم الإسلامي والعربي وكأنه خريج جامعة الزيتونة أو الأزهر, وهو الذي كان لا يتعدى عمره آنذاك العشرين سنة.
وكانا هو و الشيخ خير الدين يتفقهان على أن خلاص هذه الأمة يكمن في تشبتها بإحياء دينها ولغتها.. وأنه لامناص من بلوغ ذلك .
أسموه الهراج:
كان أصغر الستة المفجرين للثورة: بن بولعيد – بن مهيدي – بوضياف – كريم بلقاسم – بيطاط – "ديدوش " وأكثرهم انفعالا وأحرصهم على تلطيف الجو بالنكث والضحك المشوق.
كل هذا جعل من رفقائه يسمونه الهراج , فكان تواقا إلى اندلاع الثورة وإن كان ذلك بالفأس والسكين , يهابه الكثير, ويخافونه لميله إلى استعمال القوة ففي إحدى المرات وعندما كانت التحضيرات متواصلة لتفجير الثورة, ذهب بن بولعيد إلى اللجنة المركزية للحصول على أموال تستعمل في أمور مستعجلة’, فعاد خالي اليدين, لم يستطع الإقناع, فغضب ديدوش وقال بصوت عال: "أنا أتيكم به" ورجع من عند اللجنة بوعد 03 ملاين سنتيما, كما يستضيف الستة في منزله بحي لابوانت .
ففي إحدى الليالي صعد مراد رفقه بن بولعيد إلى شجرة مثمرة لجار فرنسي, ولم ينزل حتى تركها وكأنها لم تثمر قط, والإحراج في ذلك أنه لم يكن لذلك الفرنسي أولاد فأضطر بوقشورة إلى اختلاق قصة حتى لا يكشف أمر استضافته لغرباء قد يوجه أنظار البوليس الفرنسي نحو البيت المقيمين به.
خفيف الروح:
كان الشهيد رحمه الله, يحب الضحك والتنكيت وسرد القصص والاستماع إليها وكان أفراد أسرته وأصدقاؤه لا يتعرفون على المكان الذي كان يوجد فيه طيلة غيابهلأن السرية في العمل كانت مطلوبة, لأسباب خاصة به, فقد حكى أصدقاؤه في إحدى المرات في مقهى الكمال بباب الزوار قصة حدثت له مع دركيين ولكن ينسبها لغيره وبعد ما تم القبض عليه بقسنطينة من طرف الدر كيين, اقتاداه وراءهما على مسافة عدة كيلومترات كانا يركبان حصانين وعندما وصلا ينبوع ماء, طلب الشهيد منهم فك قيوده ليشرب وبينما كان الدر كي منهمكا في فك القيود, انهال عليه مراد بضربتي رأس فخر صريعا وفاجأ الثاني الموجود على جواده وأسقطه مغميا عليه واسترجع بعدها سكينه الذي سلب منه عند القبض عليه، وبعدما شد وثاقهم إلى جدع شجرة وبذل أن يهرب أخد يشحذ سكينه بحجر أخرجه من الماء وهو يشير بيديه إلى رقبته وكأنه يتهيأ ليذبحهما وكان ذلك تعبيرا عن رد فعل لما عاناه طيلة الكيلومترات التي مشاها وراءهم ولإدخال الرعب في نفس الدر كيين وبقي في تلك الحالة لمدة ساعة كاملة, فسئل لماذا لم يفر فقال: لقد كنت محتاجا للراحة فأردتها بطريقتي, وأن أترك ذكريات عند السلطة الاستعمارية...
والسكان في سيدي الجليس (في قسنطينة) يؤكدون في هذا المجال قصة تكشف عن (الدم البارد) الذي كان بتمتع به ديدوش وكان ذلك في شهر ديسمبر 1954 وكان على موعد في قسنطينة مع شخص ليحاول إقناعه بالانضمام وكان الموعد في مقهى.
ودخل ديدوش المقهى والبوليس يقتفي خطاه وكان ديدوش يعرف أن البوليس وراءه لكنه لم يكن يعرف أن البوليس قد عرفه وأنه يقصده هو بالذات وعندما جلس ديدوش داخل المقهى لاحظ أن الدورية البوليسية تتوجه نحوه بالذات لتطلب منه ورقة التعريف فلم يضطرب ولم يتحرك ومد يده بكل هدوء إلى جيبه وأخرج مسدسا من نوع (باربيلوم) وأمرهم أن يرفعوا أيديهم فامتثلوا ثم أمرهم أن يستديروا نحو الجدار ففعلوا ثم خرج بكل هدوء وذاب في المدينة.
مع ثورة نوفمبر 1954 :
إن من يعرف ديدوش مراد يتأكد أنه ينتظر هذا اليوم على أحد من الجمرإذ كان من الذين حرروا الفداء الثوري الموجه إلى الشعب الجزائري والذي أعلن فيه بداية الثورة.
وعندما أعلنت عقارب الساعة الثانية عشر من أول نوفمبر الخالدة "كان مراد" على رأس فرقة من الأبطال في الشمال القسنطيني يطل أول رصاصة...
وبها بدأ العقد التنازلي للوجود الاستعماري الفرنسي ومنذ ذلك اللحظة التي أثلجت صدر الشهيد وهو في عمل دءوب لا تنام له عين ولا يهدأ بال فما قتىء يغتنم كل فرصة تتاح لتسديد الضربات اللاحقة للعدو وكان في نشاطه هذا وكأنه يعلم أن حياته في الثورة لاتصل ثلاثة أشهر.
وبالرغم من قصر المدة التي عاشها في الكفاح المسلح إلا أنه كان مثالا للقائد العظيم الذي يعرف كيف يحول الهزيمة إلى نصر.
و في 18 جانفي 1955 بينما كان في مجموعة من 18 مقاتلا متجها من "السفرجلة" قرية قريبة من بلدية زيغود يوسف متجها إلى بوكركر فوجدوا أن الأرض محاصرة بالعدو من كل جهة وتبين أن القوات العسكرية المحاصرة كانت هائلة وقد قدرت بخمسمائة جندي فرنسي معززين بالعتاد الحربي المتطور،لكن مراد ديدوش بعد وقفة تأملية قصيرة وبعد نظرة خاطفة ألقاها على المكان الذي ستدور فيه المعركة اتخذ موقف حزم وإصدار وهو يعلم مسبقا نتائجه ويعلم أن محاولة الانسحاب هو الانتحار المحقق والجبن الذي لا يتفق وطبيعة المجاهد المؤمن, فوقف بين جنوده في صدق العزيمة وقوة الإيمان وحسن اليقين وقال: في لهجة صادقة مؤثرة ما معناه "لا نستطيع الخروج الآن بعد أن إحكام العدو الحصار إذن فالمعركة لازمة, يجب على واحد منكم أن يتذكر أسلوب حرب العصابات على الطريقة الفردية فعلى كل واحد منكم أن يعتمد على نفسه فقط, في مواجهة العدو, ويجب أن تذكروا على الأخص أن المعركة التي سنخوضها بعد قليل معركة هامة, وأعنى الأهمية المعنوية , والنتائج البعيدة التي تترتب عنها،أن العدو لم يعرف إلى اليوم درجة مقاومتنا عندما نواجهه وجها لوجه , في معركة مثل هذه, والشعب يروي عنا الأساطير, لكنه لم يسبق أن شاهد معركة تكشف له عن مبلغ ثباتنا في القتال, ودرجة قوتنا في الدفاع عن أنفسنا.
إذن فالمعركة المقبلة تجربة أساسية للعدو, ولنا وللشعب ويجب أن نقيم للعدو الدليل على أنه تجاه جيش ثوري يدافع عن مبدأ يدفع في سبيله أغلى ما يملك, ويجب أن تكون هذه المعركة, مصدر اعتزاز للشعب حتى يزداد تعلقا بالثورة وحتى لا يقول عنا أننا لانحسن الدفاع عن أنفسنا, فكيف نستطيع حماية الشعب, فبذلك فقط نسهل المهمة على إخواننا الذين يبقون بعدنا, ولانخلف لهم تركة مثقلة تنوء كواهلهم".
وفي حدود الساعة الثامنة صباحا بدأت المعركة، وأعجب ما يبعث على الدهشة بحق أن أكثر سلاح المجاهدين من النوع البسيط العتيق الذي لا يشجع على الوقوف أمام المسلحين ببنادق الصيد الجديدة السليمة وكيف بالوقوف تجاه المدافع والرشاشات والقنابل والطائرات في مغامرة حربية خطيرة كهذه ولكنه الإيمان والشجاعة وحب التضحية التي تهتف بين جنبي المجاهد الجزائري أن تحصى من فروا وسلموا.
وعندما أوشكت المعركة أن تنتهي رأى جنديا في موضع مكشوف, وبرز لينصحه بحسن الاختفاء, فانهال عليه وابل من الرصاص فسقط شهيدا.
وفي الخامسة مساءا انتهت المعركة باستشهاد سبعة مجاهدين, أما حصيلة الجيش الفرنسي فقد كانت ثقيلة حيث قتل 80 وجرح 02 وأسر 01.
وكان أول من استشهد من القادة الثوريين وانتهت حياته النضالية البطولية لتبتدئ حياته التاريخية الخالدة التي لا ترضخ للفناء.
وأصبح قبره مزارة يقصدها الناس من كل حدب لتبادل قصص الثورة وحكايات الجهاد, واستلهام الدرس والعبرة فكانوا يجتمعون حوله ويعرضون صورا من نضاله السياسي, وكفاحه البطولي وحياته النموذجية للوطن الصادق الغيور.
ثم يتفرقون وقد تفاعلوا بهذا الجو الثوري, وتزودوا بطاقات من الإرادة العزم تدفعهم إلى الميدان للدفاع عن الوطن والاستشهاد من أجله كما دافع عنه واستشهد في سبيله صاحب هذا القبر.
وقد خلفه في القيادة رفيقه البطل زيغود يوسف, الذي سار على دربه لتستمر الثورة قوافل الشهداء من خيرة أبنائها إلى بزغت شمس الحرية تضيئ ربع هذا الوطن الحبيب.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
من أقوال الشهيد البطل ديدوش مراد
إن على الثوار الأوائل أن ينفقوا أربع سنوات لنشر مبادئ الثورة وتعميم فكرة الاستقلال
وجعلها مألوفة لدى الأهالي

منقول : مزعاش أحمد .. تاريخ المغرب الإسلامي

ناهد شما 07 / 07 / 2009 13 : 01 AM

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب
 

1 - مولده ونشأته

ولد الشهيد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة وهو الإبن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الإبتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة إنتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الإبتدائي ولما تحصل على الشهادة الإبتدائية عاد لأسرته التي إنتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة.في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية فوج الرجاء ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان

-2 النشاط السياسي
في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الإهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 08 ماي 1945 كان الشهيد من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الإستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة.عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين إلتحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل الشهيد محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث آذار 1950 إختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في آذار 1954أصبح الشهيد من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية.


-3 نشاطه أثناء الثورة
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة ،وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركات فيها ،وقال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب ، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة (وهران). كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لإنعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، و عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة) ، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956ونهاية 1957. إلى أن أعتقل نهاية شهر فيفري 1957 إستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من آذار 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه



الساعة الآن 08 : 10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية