منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   التاريخ (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=83)
-   -   في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973 (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12596)

نصيرة تختوخ 06 / 10 / 2009 36 : 12 AM

في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
هذا الملف مفتوح لكل ما يرتبط بذكرى حرب أكتوبر 1973 الكل مدعو للمشاركة بما يعرفه أو ما يحسه أو مايريد البوح به بشأن الذكرى.
رحم الله أبناء مصر وكل من استشهد من أجل الوطن.
حرب أكتوبر 1973 - الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=RC7ue5QdK48
حرب أكتوبر 1973 - الجزء الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=vBlDUSgzJLg
حرب أكتوبر 1973 - الجزء الثالث

http://www.youtube.com/watch?v=XOYlf19K4eo
حرب أكتوبر 1973 - الجزء الرابع
http://www.youtube.com/watch?v=7ovtPxoXBtI
حرب أكتوبر 1973 - الجزء الخامس و الأخير
http://www.youtube.com/watch?v=ZePZgaq4B50

د. ناصر شافعي 06 / 10 / 2009 44 : 01 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
ملف جميل و عظيم .. و سوف نثري هذا الملف بإذن الله .

وبدء الحديث بقراءة الفاتحة للزعيم القائد الراحل الشجاع .. صاحب و صانع النصر الحقيقي .. الرئيس محمد أنور السادات ..
والذي اغتيل بأيدي آثمة فى نفس يوم ذكرى النصرالعظيم 6 أكتوبر .

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1552.imgcache.jpg

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 44 : 07 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
نبارك للشعب المصري الحبيب ومصرنا الحبيبة الغالية ذكرى السادس من أوكتوبر 1973 ونبارك للزملاء في نور الأدب ولكل العرب.

من هم أبطال أوكتوبر ، لا شكّ أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية وهذا دأب المثقفين تختلف آرائهم ورؤاهم ولا يختلفون، نناقش ونحاور ويعرض كل منا قناعاته وما عنده بمحبة وأخوة وبشكل راقي ومقبول، للناقش لا لنختلف، لأنه ومهما اختلفت قناعاتنا فجميعنا نعشق كل ذرة تراب في وطننا العربي
كنت قد نشرت منذ بضع سنوات وأعدت نشره في نور الأدب ما قامت بإعداده الدكتورة هدى جمال عبد الناصر عن حرب أوكتوبر في الوثائق البريطانية وهي وثائق غاية في الأهمية، ثم وجدت هذه السلسلة عن الدور الروسي في التآمر على مصر مع الصهاينة، وسأعرض هذا وحرب أوكتوبر في الوثائق البريطانية وعن عدد من أبطال حرب أوكتوبر دون أي تدخل شخصي مني
هدى


أكتوبر؛ ختاما لحرب الست سنوات -الفصل الأول
سامي المصري
selmasry7@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

أجهزة الإعلام خاصة الغربية تدعو حرب حزيران / يونيو عام 1967 بحرب الستة أيام تهكما على العسكرية المصرية. بل وكثيرا ما يستخدم الإعلام العربي والمصري نفس التعبير. لكن الواقع يختلف تماما عن ذلك. فلقد بدأت الحرب فعلا يوم 5 حزيران / يونيو عام 1967 ولم تتوقف إلا في المعركة الفاصلة التي حسمت الأمور في معركة أكتوبر عام 1973. فإن هذه الحرب بالمقياس العلمي للحروب استمرت أكثر من ست سنوات، وختمت بنصر حقيقي لمصر.


وحتى لا نكون منحازين فعلينا أن نحتكم للتاريخ. معارك شمال أفريقيا أثناء الحرب العالمية الثانية بين إنجلترا وألمانيا بدأت بمعركة خاطفة دمر فيها رومل القوات البريطانية تماما. كانت قوات الحلفاء تتكون من ست فرق مشاة مدعمة بوحدات مدرعة ومدفعية ..الخ، بينما كانت قوات رومل تتكون من ثلاثة فرق. كان تعداد الفرقة الألمانية حوالي نصف تعداد الفرقة البريطانية في الأفراد والعتاد. قبل المعركة كان عدد المدرعات البريطانية 250 دبابة بينما كان عند الألمان 120 دبابة فقط، وانتهت المعركة بفقد بريطانيا لجميع دباباتها بينما بلغت عدد الدبابات الألمانية 150 دبابة بزيادة 30 أخذتهم من العدو. وتتابع تاريخ معارك شمال أفريقيا ليسجل خسارة فادحة مستمرة وتقهقرا في الجانب البريطاني، ونصرا ساحقا للألمان وتقدما بلغ آلاف الأميال حتى وصلوا للعالمين. عندما كسبت إنجلترا الحرب لم تحسب عليها كل المعارك الخاسرة التي بدأت بها، ولا يمكن تسمية أي معركة من المعارك الفرعية بحرب اليومين أو بحرب الثلاثة أيام كما يفعلون معنا.

أسرار حرب الست سنوات لم تكشف بعد، ولم تؤرخ بشكل علمي دقيق حتى الآن. معركة أكتوبر لم تأخذ نصيبها مما تستحق فليس من مصلحة أحد أن تظهر كل الحقيقة، لا على المستوى المحلي أو الدولي. هناك بطولات موهومة لا يريد أصحابها أن تكشفها الحقيقة فتظهر خيانتهم. وعلى المستوي الدولي ليس من مصلحة أحد أن تعلن آثار حرب أكتوبر الحقيقية. كل ما قيل عن الحرب قصاصات غير موصولة، تترك القارئ في حيرة من حقيقة ما وراء الأحداث هناك أسئلة كثيرة ليس لها إجابة حقيقية فتظهر قصة الحرب كقمم جبال جليدية غاطسة في المحيط. هناك أحداث كثيرة عاشها العسكريون لا يعرفها أحد ولم يكشف عنها بعد.

من أكثر الأمور الغامضة في حرب الست سنوات، وما قبلها وما بعدها هو الدور الروسي. وقد اتفق كتَّاب مصر الأفاضل -في كل ما كتبوا- أن يكون هذا الدور الروسي هو الجزء الغاطس تحت الماء في جبل الجليد. إن الدور الروسي بدأ قبل الحرب بمدة طويلة جدا. بدأ يوم أن أبعد خروشوف عن الحكم عام 1961. كان السبب العاشر لإبعاد خروشوف هو انه قدم مساعدات عسكرية حقيقية لمصر وكانت مؤثرة على إسرائيل بشكل فعال (نشر بجريدة الأهرام الـ 20 سبب التي أعلنها الحزب الشيوعي لإقصاء خروشوف عن الحكم). ولكن العجيب بعد ذلك أن انهالت على مصر مساعدات عسكرية روسية لم تطلبها مصر ولم تحلم بها مثل مصنع صواريخ أرض- أرض، ومصنع كامل لإنتاج الطائرات المقاتلة. إلي جانب طائرات النقل البعيدة المدى التي تحمل المدرعات، وصواريخ سام 2، وسبع طائرات قاذفات ثقيلة تطير على ارتفاعات لا تصل إليها الصواريخ. أعطتنا روسيا الكثير جدا من قطع بحرية وأرضية وجوية بعد إقصاء خروشوف، بدون مناسبة، ودون طلب، ودون وجود سبب واضح. كان الكثير من هذه المساعدات لازم لمصر حتى إذا ما قامت ثورة اليمن فلا تملك مصر أن تعتذر لعدم وجود إمكانيات، خاصة لنقل قواتها المسلحة هذه المسافات البعيدة جدا عن أرض الوطن. أما المساعدات الاستعراضية (والتي كان لها أضرارا بالغة فيما بعد) مثل مصنع الطائرات والصواريخ، وسام 2، فلم تكن إلا وسيلة ضغط لا تترك لمصر أي فرصة للاعتذار عن الدخول في محنة اليمن، خصوصا وأن العطاء كان سابقا على الثورة اليمنية، والتي ظهرت كحادث عرضي لا علاقة له بالكرم الروسي المنقطع النظير. ودخلت مصر حرب اليمن برجاء رقيق لمساندة الرفيق الروسي، مع التنبيه بأن الحرب لن تستغرق أكثر من شهور قليلة قد تصل إلى ثلاثة على الأكثر فالقوات اليمنية الضعيفة جدا لن تصمد أمام القوة العسكرية المصرية ذات الإمكانيات المهولة التي أخذتها من روسيا.

ومنذ حرب اليمن كانت روسيا هي المايسترو الذي تسلم الزمام ليحرك الأمور كما يريد ليس فقط من خلال الضغوط العسكرية والدبلوماسية الروسية بل من خلال عملاء مدربين قد أحكم وضعهم في كل مواقع القوة في مصر لتنفيذ مخطط روسي إسرائيلي مشترك. وبعد أن استنزفت وأنهكت القوي العسكرية المصرية في اليمن، في حرب عصابات غير متكافئة وممولة ببذخ علي الطرف الآخر. وبعد أن انقطع تدريب الجيش المصري لمدة خمس سنوات متوالية دفعت روسيا مصر إلى الهاوية لمواجهة إسرائيل في سيناء بجيش مهلهل. وحدثت الكارثة التي دبر الروس كل فصولها بكل إحكام.

كانت الكارثة مدبرة ليس فقط من الدبلوماسية الروسية بل من عملاء روسيا الذين زرعتهم في مواقع السيطرة على الساحة السياسية والعسكرية المصرية. كان دور العملاء والإعلام العميل هو إخفاء الدور الروسي الإسرائيلي المشترك عن الشعب ثم تقديم الخدمات للروس في عمل خياني ضد مصر. لقد كان هناك سبب واحد لقتل المشير عبد الحكيم عامر هو أن تموت معه أسرار المؤامرة الروسية ودور العملاء في تدمير مصر. ومن ذلك دور رئيس هيئة أركان حرب الذي دفع الفرقة الرابعة المدرعة لتدميرها بممر متلا، الأمر الذي كان يستوجب محاكمته. كانت الفرقة المدرعة هي القوة الأخيرة لمصر وكانت تعمل غرب القنال لتأمين القوات المنسحبة من سيناء، إلا أن الفريق محمد فوزي رئيس الأركان دفع الفرقة المدرعة يوم 8 حزيران / يونيو، أي بعد صدور قرار الانسحاب من سيناء يوم 7 حزيران / يونيو. دفعت الفرقة المدرعة بدون تدعيم من المشاة (خطأ تكتيكي مريع أو تآمر) لتعبر قناة السويس وحدها ثم تتقدم إلي ممر متلا الضيق لتنال حتفها في ساعات قليلة. وبتدمير الفرقة المدرعة صار الطريق إلى للقاهرة مفتوحاً أمام إسرائيل وصارت مصر كلها عارية من الحماية المسلحة. وبدلا من محاكمته أسرع الفريق فوزي يوم 9 حزيران / يونيو إلي مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بمساندة الروس، وعزل المشير عامر وحدد إقامته هو ووزير الحربية، وعزل كل قيادات الجيش الأمر الذي لم يجد معه عبد الناصر بدا من الاستقالة وإعلانه لتحمل المسئولية بكل شجاعة. وقد كان عبد الناصر معرضا لأن يحاكم أو ينال ما ناله المشير، لولا الحس الوطني المرهف الذي حرك الشعب المصر ي عن بكرة أبيه لرفض الهزيمة المدبرة من الروس وعملائهم، برفض تنحي عبد الناصر.

وكما أن الدور الروسي الاستعماري في حرب الست سنوات قد أهمل تماما ومسح من التاريخ المصري في كل ما نشر عن الحرب، فإن دور المقاومة الوطنية البطولي المضاد للاستعمار الروسي قد أسقط تماما، وتم توزيع بعض البطولات للأعمال الظاهرة جدا على الخونة. بدون المقاومة الوطنية ضد الروس لم يكن لمصر مخرجا من الكماشة الروسية الإسرائيلية التي أحكمت قبضتها حول رقبة مصر... لم يكن هناك أي أمل في التحرر منها. لقد قاد هذا الدور العملاق جمال عبد الناصر بنفسه في البداية. وقد اعتمد عبد الناصر في الأول على الفريق عبد المنعم رياض الذي تخلص منه الروس بسرعة، بقذيفة واحدة فقط من المدفعية الإسرائيلية أطلقت عند زيارته للجبهة. لقد أصابته القذيفة الوحيدة الإسرائيلية التي أطلقت ذلك اليوم بالتنسيق الكامل مع الخبراء الروس الذين لم يصب منهم أحد إذ غادروا الموقع في التوقيت المناسب. بعد أن قتل عبد المنعم رياض ظل موقعه في المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الروسي شاغرا داخل القوات المسلحة. فعبثوا بمصر ما شاء لهم العبث تحت إشراف ومساندة العملاء.

في أواخر عام 1968 بدأت غارات العمق بعد ضرب جميع دشم الصواريخ المصرية ضربة فجائية بالطائرات الإسرائيلية. المفروض أن هذه الدشم مصممة بحيث لا يمكن تدميرها بالأسلحة التقليدية. وكان لتدمير دشم الصواريخ وقعا رهيبا في القوات المسلحة حيث أجري تحقيق دقيق لمعرفة أسباب تدمير الدشم المصممة في روسيا ومنفذة طبقا لمواصفات غاية في الدقة. وتبين من الدراسة العلمية والمعملية المتخصصة أن تصميم الدشم يحوي عيبا فنيا مقصودا يسمح بتدمير الدشمة إذا ضربت بقنابل الطائرات العادية في مكان محدد من الدشمة وبزاوية معينة. وتبين أن القوات الإسرائيلية كانت على دراية كاملة بهذا العيب المصمم لهذا الغرض!! وبتدمير دشم الصواريخ صارت مصر مفتوحة تماما لعربدة الطائرات الإسرائيلية دون وجود مقاومة. وتوقفت روسيا عن إمدادنا بأي سلاح فعال للصمود ضد غارات العدو بطائرات الفانتوم.

وما كان يخفيه الروس من تدابير مخيفة بالتنسيق مع إسرائيل ومع العملاء، يفوق أي قدرة واحتمال. فكان عام 1969 هو عام المفاجئات والمواجع. إسرائيل تغزو جزيرة شدوان.. إسرائيل تعد العدة لغزو الصعيد بالتنسيق مع الروس من وادي الأسيوطي الذي يصل البحر الأحمر بمدينة أسيوط... قتل محافظ البحر الأحمر بدبابات إسرائيلية.. سرقة إسرائيل لرادار البحر الأحمر... الحكم على عشرين ضابط وعسكري بالإعدام رميا بالرصاص كترضية وذبيحة مقبولة من الفريق فوزي لإرضاء الروس بعد سرقة الرادار... حوكم اللواء أحمد إسماعيل عن إهماله وحكم عليه بالطرد من القوات المسلحة بجدارة.

كان لا بد من البحث عن بطل ليشغل الموقع الشاغر لعبد المنعم رياض. ووجد عبد الناصر كل مواصفات البطل في عقيد اسمه محمد أحمد صادق فرقاه ترقية استثنائية إلى رتبة عميد وعينه رئيسا لهيئة أركان حرب، وأحال كل من هم أقدم منه بالجيش إلى المعاش ما عدا مراكز القوى الروسية الذين لا يقدر عليهم من أمثال محمد فوزي وزير الحربية. وهنا بدأ العمل الجاد لإزالة آثار العدوان. ففي يوم 4 شباط / فبراير عام 1970 تم تدمير الوحدات البحرية بإيلات، والتي كانت معدة للغزو البحري للصعيد عن طريق جزيرة شدوان ووادي الأسيوطي.

غارات العمق مع خطة غزو الصعيد كانت السبب في زيارة اليوم الواحد التي قام بها عبد الناصر لروسيا بعد مؤتمر الرباط. وكانت هناك مقايضة مكشوفة بلا حياء. أبدى الروس فيها الاستعداد لإصدار الأمر لحليفتهم إسرائيل بالتوقف عن غارات العمق، نظير أن تعطي مصر لروسيا أربعة قواعد، منها موقع بالقاهرة ومواقع على حدود مصر الشرقية والجنوبية. القوات الروسية لن تتواجد على الجبهة فهي متروكة للمصريين ليموتوا عليها. كان لنا الخيار بين أمرين كلاهما مر، فإما أن تستمر إسرائيل في خطتها لغزو الصعيد من أسيوط لأسوان والاستمرار في غارات العمق مع عدم وجود ما يمكن أن ندافع به عن مصر، أو أن تدخل روسيا بقوات متكاملة من المشاة والمدرعات والطيران والصواريخ بحجة الدفاع عن مصر. والواقع أنها قوات احتلال... لم يكن الأمر يحتمل مناقشة فلم يكن لنا الخيار الحقيقي. وافق عبد الناصر على دخول روسيا بعد أن طلب منهم أن يعطونا صواريخ للدفاع عن الجبهة وكانت روسيا قد منعت عنا تماما الصواريخ حتى تتمكن إسرائيل من ذبحنا. وافقت روسيا على أن تمدنا بالصواريخ، على أنها لا تضمن إمكان دخول هذه الصواريخ إلى المواقع بالجبهة، فإسرائيل هي التي تحكم الموقف. المهلة التي منحت لمصر 64 يوما فقط لتبنى مصر القواعد الروسية وتجهزها بالدشم وكل المتطلبات للطائرات والصواريخ. وقد تم كل شيء في الموعد إذ كنا على أحر من الجمر لوقف غارات العمق والتي كثفت جدا خلال الـ 64 يوم. الغارات الإسرائيلية لم تسمح ببناء قاعدة صواريخ مصرية واحدة بالجبهة بينما لم تعترض أي طائرة إسرائيلية العمل بالقواعد الروسية التي تم تنفيذها في الموعد كصورة من التعاون الكامل بين روسيا وإسرائيل. كانت روسيا تمد إسرائيل بكل الفنيين في جميع المجالات تحت اسم المهاجرين الروس. بمجرد وصول الوحدات العسكرية الروسية إلى مصر توقفت غارات العمق حتى قبل أن تستقر في قواعدها. عند استقرار الصواريخ الروسية على قواعدها بمطار غرب القاهرة كان أول عمل لها هو إسقاط طائرتين مصريتين!! وصرح المسئول الروسي أن الطائرتين قد اخترقتا المجال الجوي الروسي فوق القاهرة!! إسرائيل هي التي أدخلت قوات الاحتلال الروسية إلي قلب مصر بغارات العمق. وروسيا هي التي أدخلت إسرائيل لسيناء بحرب اليمن!! فكان كل منهنا يساند الآخر في ابتزاز مصر. روسيا هي أول دولة اعترفت بإسرائيل. نظام الحكم في إسرائيل اشتراكي أقرب إلى الشيوعية. بل هناك أيضا نظام الكميونات.

وفي لحظة شجاعة عندما بلغ اليأس إلى الذروة ليلتقي بقشة من الرجاء وقف عبد الناصر موجها خطابا للرئيس نيكسون من الإذاعة. الرئيس نيكسون ذلك السياسي المحنك كان يرقب كل شئ عن كسب، فالموقف ليس في مصلحة أمريكا بأي شكل. إسرائيل الحليف الأمريكي المزعوم تفتح الطريق لروسيا الشيوعية للدخول بقوات إلي أخطر موقع استراتيجي على الأرض. مصر هي مدخل إفريقيا القارة السوداء ذات الثروات. عبد الناصر أثبت قدراته القيادية النادرة والمؤثرة ليس فقط على أفريقيا بل على دول العالم الثالث كله. انتهاك روسيا لمصر يشكل كارثة للمصالح الأمريكية، خاصة أن اللوبي الصهيوني داخل أمريكا الذي يبغضه نيكسون يشجع الموقف المعادي للمصالح الأمريكية. لكل ذلك لاقي نداء عبد الناصر الذكي جدا وفي الوقت المناسب كل الترحيب من نيكسون، ونتج عن كل ذلك مبادرة روجرز.

مبادرة روجرز حققت أمرين في غاية الأهمية كان من المستحيل تحقيقهما بأي حال في ظل الاستعمار الروسي الإسرائيلي:
أولا: حققت المبادرة إيقاف إطلاق النار بعد ما يقرب من ثلاثة سنوات من الحرب الشرسة التي بلغت إلي درجات من الوحشية لم يعرفها الإنسان من قبل. بلغ حجم القصف الجوي 1100 طن من القنابل في يوم واحد فوق ميل مربع. وقد وصل هذا العنف إلي أقصى مداه بعد تمركز الروس في قواعدهم داخل مصر. معنى ذلك إن روسيا لم تكن لتترك مصر إلا جثة هامدة.
ثانيا: كانت نصوص مبادرة روجرز ظالمة جدا ومجحفة بحقوق مصر لأبعد الحدود ظاهريا. كان ذلك ضروريا حتى يمكن لإسرائيل أن تقبلها. وفعلا قبلتها بعد أن هاجم عبد الناصر المبادرة وأعلن رفضه لها مرات. لكن في اللحظة الأخيرة قبل عبد الناصر المبادرة وتم وقف إطلاق النار في نفس الليلة. كان بالمبادرة اتفاقاً سرياً بين نيكسون وعبد الناصر لم يشعر به أحد إلا بعد وقف إطلاق النار. من أهم ما تحقق بالاتفاق مع نيكسون هو دخول قواعد الصواريخ الروسية إلى جبهة القتال، هذه الصواريخ التي كانت أهم دعامة لمعركة أكتوبر عام 1973. كانت روسيا قد أعطت لمصر هذه الصواريخ كجزء من الصفقة التي بها احتلت مصر بوحداتها المسلحة. وكانت واثقة من أن إسرائيل لن تمكن مصر من دخول الصواريخ إلى الجبهة. ولكن من خلال مبادرة روجرز سمح نيكسون للصواريخ الروسية أن تدخل للجبهة خلسة.

ولم تعد خطة نيكسون- عبد الناصر بخافية فكان لا بد للروس مع إسرائيل بالقيام بعمل حاسم، وفعلا قاموا بالعمل. قتل جمال عبد الناصر بنفس السم الذي قتل به المشير. أخرج روجرز من منصبه بعد أن أفشلت إسرائيل باقي مهمته وحل مكانه هنري كسنجر. بدأت فضيحة وتر جيت.

أما على الصعيد المصري فحضر إلي مصر كل من بريجينيف وبدجورني وكوسيجن ليبكوا ويدفنوا من قتلوه. إن حضور الثلاثة معا مع إقامتهم في القاهرة لمدة أسبوع كامل يوضح عدة أمور:
1- أهمية مصر القصوى للاستعمار الروسي. فمصر مطلوبة مدمرة وميتة كأهم موقع استراتيجي وكبوابة لأفريقيا.
2- خطورة الوضع، فلقد كاد أن يفلت منهم الزمام بالتدخل الأمريكي (نيكسون) بمبادرة روجرز.
3- ضرورة إقامة نظام عميل محكم فوق مصر يضمن استمرار الوجود الروسي إلى الأبد مع اعتبار الدروس المستفادة من مبادرة عبد الناصر- نيكسون –روجرز

ولإقامة النظام الجديد بقيت القيادات السوفيتية الثلاث معا بالقاهرة لمدة أسبوع كامل. كان السادات بالنسبة للروس لا يمكن الاعتماد عليه وحده. فلا بد من عمل هيئة لقيادة مصر من مجموعة حتى يراقب كل واحد الآخر إذا لزم الأمر وذلك لضمان سلامة واستمرارية الوجود السوفيتي. أقيموا على قمة العمل السياسي والعسكري في مصر كعنصر فعال للأمن السوفيتي المسلط فوق رقبة مصر وحريتها. كان الله لك يا مصر، فقد أعاد المستعمر إحكام قبضته عليها بقوة أكثر بعد أن كادت تفلت من براثنه.
في ضمير مصر كان القدر يخبئ لها رجلا مهذبا طيب القلب، متدينا باعتدال دون تعصب، هادئ الطبع وديعا، متوقدا حماسا وحبا صادقا لمصر. هذا الرجل هو "الفريق محمد أحمد صادق" الرجل الذي اكتشفه عبد الناصر ووضعه في موقع المسئولية العسكرية، فرحل عبد الناصر مطمئنا بعد أن سلم الأمانة لمن هو مؤتمن ومن هو قادر على تكملة الرسالة.

تحية للبطل "الفريق محمد أحمد صادق" في ذكرى أكتوبر

التكملة بالفصل الثاني

ملاحظة: منذ فترة وأنا ابحث ولم أجد الفصل الثاني سأكمل البحث عنه بإذن الله

[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 25 : 08 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/40.gif');border:4px double indigo;"][cell="filter:;"][align=justify]
ثورة يوليو في الوثائق البريطانية
د . هدى جمال عبد الناصر

فيما يلي نص الورقة تعتبر الوثائق البريطانية مصدرا مهما وثريا للدراسات في تاريخ مصر وخاصة منذ الاحتلال البريطاني عام 1882، حيث تدخلت بريطانيا في جميع الشئون الداخلية المصرية، فحوت تلك الوثائق ادق تفاصيل مختلف اوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الخاصة، في مصر، واستمر ذلك حتى توقيع اتفاقية الجلاء في 18 اكتوبر 1954، وتصفية القاعدة البريطانية في منطقة القناة، والقضاء على النفوذ البريطاني برمته بعد العدوان الثلاثي على مصر في 1956.

وعندما قامت الثورة في 23 يوليو 1952، كانت السيطرة البريطانية محكمة على البلاد، بالرغم من تركز القوات العسكرية البريطانية في منطقة القناة، ولذلك توافرت في دار الوثائق البريطانية كميات هائلة من الوثائق الخاصة بمصر في ذلك الوقت.
وقيمة هذه الوثائق في انها تتصف بالتنوع والشمول، فلم تقتصر على المراسلات بين السفارة البريطانية في القاهرة ووزارة الخارجية في لندن، وانما تحتوي ايضا تسجيلا للمناقشات حول مصر في مجلس الوزراء البريطاني والمذكرات التي عرضت عليه في هذا الشأن، وكذلك المذكرات الصادرة من رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومساعديه ورؤساء الادارات المختلفة بالخارجية البريطانية، كما تشمل ايضا جميع التقارير الواردة من الوزارات الاخرى المتعلقة بصنع السياسة البريطانية تجاه مصر، وكذلك محاضر مناقشات مجلسي العموم واللوردات كما وردت في مضابطهما في نفس الموضوع.يضاف الى ما سبق ايضا المراسلات بين قادة القوات العسكرية البريطانية في مصر ووزارتي الحرب والخارجية البريطانيتين.
كما تضم الوثائق البريطانية كل ما يتصل بمصر في اي بلد في العالم وفي المنظمات الدولية، مثل الامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي ومما يزيد في اهمية تلك الوثائق للباحثين أن بعضها كان يكتبه الخبراء البريطانيون الذين كانوا يعملون في مختلف وزارات الحكومة المصرية بمرتبات منها، وظلوا في مواقعهم حتى بعد عقد معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا، التي تحول بمقتضاها المندوب السامي البريطاني الى سفير له اقدمية على باقي السفراء في مصر محتفظا بنفس نفوذه السابق، وظل رئيس البوليس المصري بريطاني يتلقى تعليمات مباشرة من لندن.
ولكن، من جانب اخر، ينبغي توخي الحذر في استخدام الوثائق البريطانية كمصدر للمعلومات التي تبني عليها الدراسات الاكاديمية، فهي تعكس بالدرجة الاولى رؤية محرريها وآرائهم، وبالتالي فأن المعلومات الواردة فيها لا يجب أن تؤخذ كشيء مسلم به، بل ينبغي على الباحث أن يعمل على تقييم هذه المعلومات وتأكيدها من مصادر اخرى حتى يصل الى الحقيقة. الا انه تجدر الاشارة الى أن قيمة الوثائق تزيد كمصدر للبحث اذا كانت متعلقة بالاهداف السياسية البريطانية بالنسبة لقضية معينة، وتقديرها للموقف الذي على اساسه يتم صنع القرار، فهي هنا تصبح مصدرا من الدرجة الاولى بالنسبة للباحث.
ولقد كانت بريطانيا طرفا في صراع مع مصر امتد منذ الاحتلال البريطاني في الربع الاخير من القرن التاسع عشر، واشتد مع تصاعد الحركة الوطنية المصرية بعد الحرب العالمية الاولى، التي قادت الى ثورة 1919 وما نتج عنها من استقلال اسمي لمصر في عام 1922، ولكن ذلك لم يمنع من استمرار هذا الصراع حول تمكين الحكم الدستوري وتحقيق الجلاء. وبعد قيام ثورة يوليو 1952 اصبح هذا الصراع اشد ضراوة ووصل الى مؤامرة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. ولقد جعل هذا الصراع المستمر بين مصر وبريطانيا الوثائق البريطانية ذات قيمة كبيرة للباحث، حيث يجد بها تفسيرا لكثير مما يتعلق بالطرف الثاني من الصراع، من حيث المعلومات التي لديه عن الموقف الذي يدور حوله الصراع وتحليله لها، والتحالفات والتحركات والوسائل التي يستخدمها لتحقيق اهدافه سواء كانت سياسية او اقتصادية او عسكرية او اعلامية ودعائية.
ولكن ينبغي الاشارة هنا الى أنه ليست كل الوثائق تفتح لاطلاع الباحثين بعد ثلاثين عاما، وانما هناك وثائق تعدم، واخرى تظل مغلقة الى الابد، وبعضها يفتح بعد اربعين عاما او خمسين عاما او خمسة وسبعين عاما، او مئة عام، كما حدث مثلا بالنسبة لوثائق عدوان حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967.
وفي معالجة هذه الورقة لثورة 23 يوليو 1952 في الوثائق البريطانية تقسم الى الاقسام الاتية:
اولا: مقدمات ثورة يوليو في الوثائق البريطانية.
ثانيا: الرؤية البريطانية لاحداث الثورة.
ثالثا: الصراع بين الثورة والاحتلال البريطاني.
رابعا: الثورة كمصدر تهديد للنفوذ البريطاني والمصالح الغربية.
***
اولا: مقدمات ثورة 23 يوليو في الوثائق البريطانية
تعتبر الوثائق البريطانية مصدرا غزيرا للمعلومات المتعلقة بمقدمات ثورة 23 يوليو، فقد فتحت كثيرا من هذه الوثائق لاطلاع الباحثين بعد ثلاثين عاما من تاريخها، كما فتحت كذلك باقي الوثائق التي كانت مغلقة لمدة خمسين عاما، ولم يتبق سوى ستة ملفات فقط مغلقة حتى عام 2011، الاول بعنوان مصر، والثاني عن العائلة المالكة والقصر، واربع ملفات بدون عناوين.
ونبدا اولا بتحديد ما الذي نقصده بمقدمات ثورة 23 يوليو؟
نستطيع أن نقول أن الشعور الثوري في الجيش بدأ في عام 1942 عندما اقتحمت الدبابات البريطانية قصر عابدين وحاصرته، وفرض السفير البريطاني «مايلز لامبسون» على الملك تولي حزب الوفد الحكم برئاسة مصطفى النحاس، وقد اعتبر ضباط الجيش هذا الحدث بمثابة اهانه للشرف العسكري والشعور القومي. وقد توالت بعد ذلك احداث وظروف يمكن اعتبارها المقدمات الاساسية لثورة 23 يوليو نقتصر في هذه الورقة على عرض ابرزها.
1- حرب فلسطين، وما ارتبط بها من قضية الاسلحة الفاسدة التي دفعت ضباط الجيش الى التصميم على العمل للقضاء على الفساد في القاهرة بعد رجوعهم من ميادين القتال. وتوضح الوثائق البريطانية وقائع قضية الاسلحة الفاسدة بالتفصيل من خلال عشرة ملفات كاملة، اربعة ملفات عام 1948، واربع ملفات عام 1949، وملف واحد لكل من عامي 1950 و 1951. وتلقي الوثائق البريطانية بمسئولية صفقات الاسلحة الفاسدة على مجموعة من كبار قيادات الجيش، ومن ابرزهم الفريق حيدر باشا، وزير الحربية، والادميرال احمد ندر، رئيس اركان القوات البحرية واحد افراد الاسرة المالكة. ويتضح من تلك الوثائق أن صفقات الاسلحة الفاسدة لم تتم اثناء حرب فلسطين فقط، بل امتدت حتى منتصف عام 1949. وترصد هذه الملفات مدى الشعور بالغضب الذي كان سائدا في صفوف الجيش بصفة عامة والمشاركين في حرب فلسطين بصفة خاصة، وذلك لشعورهم بأنهم طعنوا من الخلف اثناء حرب فلسطين.
وكذلك هناك وصف لحالة التذمر والغضب العارم بين ضباط الجيش في عام 1951، عندما قرر الملك فاروق اعادة الفريق حيدر باشا مرة اخرى ليكون رئيسا لاركان الجيش، بالرغم من تورطه في قضية الاسلحة الفاسدة. فساد الحياة السياسية وانقسام الاحزاب السياسية وتداول السلطة بينها في دائرة مفرغة، تقوم على التدخل غير المشروع من جانب البريطانيين في الحكم، والتلاعب غير الدستوري من جانب القصر في الحياة السياسية. وهنا ترصد الوثائق البريطانية واقع الحياة السياسية في مصر من خلال سلسلة من الملفات تحت اسم «الوضع السياسي في مصر» ويبلغ عدد هذه الملفات 35 ملفا في الفترة من 1949- 1952.
وتكشف هذه الملفات عدم الاستقرار السياسي الذي كانت تعاني منه مصر، حيث كانت رغبات السفير البريطاني واهواء الملك هي المحدد الاساسي الذي يتم على اساسه اختيار الوزارة التي تتولى مقاليد الحكم. كما تسجل هذه الوثائق تفاصيل كثيرة عن التغييرات الوزارية المتعاقبة التي كانت تحدث على فترات متقاربة جدا، فبعض الوزارات لم تمكث في الحكم سوى اسبوع واحد، واخر وزارة قبل الثورة استمرت يوما واحدا.
وتسجل الوثائق تدني شعبية جميع الاحزاب السياسية، بما فيها الوفد، نظرا لتورط قادة هذه الاحزاب في العديد من قضايا الفساد التي كشفتها الخلافات الشخصية بينهم والانقسامات الحزبية، مثل ما ذكره مكرم عبيد في «الكتاب الاسود» من تجاوزات القيادات الوفدية.
ويضاف الى ما سبق تفاصيل الممارسات السياسية التي تؤكد عدم وجود ديمقراطية داخل هذه الاحزاب، وتسابقها في ارضاء الملك والانجليز على حساب المصلحة العامة للشعب، مما ادى الى انفصال هذه الاحزاب عن قواعدها الشعبية. ومن ابرز الامثلة على ذلك ضعف المشاركات السياسية في انتخابات مجلس النواب عام 1950 وبصفة خاصة في المدن الكبرى، حيث لم يتعد المشاركون في التصويت نسبة 20% في مدينة القاهرة. اما ازدياد نسبة المشاركات في الريف، فترجع الى قيام كبار ملاك الارض الزراعية باجبار الفلاحين على الادلاء بأصواتهم. سيطرة الاقطاع ورأس المال على الحكم وتفشي البؤس وانخفاض مستوى المعيشة لعامة الشعب.
وتعتبر الوثائق البريطانية احد اهم المصادر لمعرفة الاوضاع الاقتصادية لمصر في فترة ما قبل الثورة، نظرا لتغلغل النفوذ الانجليزي في جميع نواحي الحياة في مصر. فلقد كان هناك رصد مستمر من قبل السفارة البريطانية عن الحالة الاقتصادية في مصر،تدون في تقارير شهرية وضعت في ملفات تحت اسم «الوضع الاقتصادي في مصر». وتكشف هذه التقارير عن مدى سيطرة الاجانب وكبار ملاك الارض الزراعية على الاقتصاد المصري وتمتعهم بثراء فاحش، في الوقت الذي كان يعاني فيه غالبية الشعب المصري من الفقر وتدني مستوى المعيشة. فشل جولات المفاوضات المصرية، البريطانية المتعددة من اجل تحقيق مطلب الجلاء، والانتقال في عام 1951 الى الكفاح المسلح ضد العسكريين البريطانيين في منطقة القناة الذي شارك فيه شباب الضباط المصريين. وتسجل الوثائق البريطانية بالتفصيل جولات المفاوضات المتعددة التي عقدت بين الحكومات المصرية المتعاقبة بريطانيا. ويزيد عدد الملفات التي تتناول هذه المفاوضات على 350 ملفا، وهي تغطي الفترة من 1946 الى 1951.
وتشير هذه الوثائق الى قيام الحكومة البريطانية بربط موافقتها على الجلاء عن مصر، بموافقة مصر على الدخول في علاقة تحالف دفاعي معها، يتيح لها ابقاء قوات عسكرية بريطانية في قاعدة قناة السويس بصورة دائمة، تحت ذريعة مواجهة الخطر السوفييتي. وتكشف الوثائق البريطانية النقاب عن وجود خطة بريطانية وضعها الكولونيل «جينينجز براملي» في عام 1951، تهدف الى فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر ووضعها تحت الادارة الدولية، وتدويل قناة السويس. كما اتاحت الوثائق التي فتحت بعد خمسين عاما الاطلاع على التفاصيل الكاملة لخطة الانتشار العسكري للقوات البريطانية في منطقة قناة السويس، والمعروفة باسم rodeo، التي قامت بوضعها رئاسة الدكتور الاركان البريطانية للسيطرة على اجزاء كبيرة من الدلتا وبعض ضواحي القاهرة والاسكندرية، وذلك في حالة حدوث مستجدات خطيرة على الساحة السياسية المصرية من وجهة النظر البريطانية. ومن امثلة ذلك قيام تمرد عسكري في صفوف الجيش يؤدي نجاحه الى شيوع حالة من الفوضى والاضطراب، مما يؤدي الى الحاق الضرر بالمصالح البريطانية في مصر. تطويق قوات الجيش البريطاني لعدد من قوات البوليس في مدينة الاسماعيلية في 25 كانون الثاني / كانون الثاني / كانون الثاني / يناير 1952 وابادتهم، احتجاجا على اعمال الفدائيين في منطقة القناة، ثم ما تبعها في اليوم التالي من اندلاع الحرائق في القاهرة التي استهدفت بالدرجة الاولى ممتلكات الاجانب. وقد تعرضت الوثائق البريطانية بصورة تفصيلية للحدثين، حيث شكلت الحكومة البريطانية لجنة تحقيق للتوصل الى الحقيقة في احداث 26 كانون الثاني / كانون الثاني / كانون الثاني / يناير، وقدمت هذه اللجنة تقريرا مطولا يتكون من 58 صفحة، اصبح متاحا للباحثين عام 2001 فقط.
ثانيا: الرؤية البريطانية لاحداث الثورة
قبل قيام الثورة بعدة ايام رصدت الوثائق البريطانية الاوضاع الداخلية المتدهورة، فالملك اصبح هو المسيطر على الامور، وساعد ضعف الوزارة على التنبؤ بسقوطها، وهو ما حدث في 22 يوليو 1952، حيث عين نجيب الهلالي رئيسا لها. وقد عكست الوثائق البريطانية في هذه الفترة القلق من تذمر شباب الضباط داخل الجيش، وانخفاض شعبية الملك بينهم بسبب اصراره على تعيين ضباط حاشيته في المراكز المهمة في الجيش، وبرز اسم محمد نجيب الذي رشحه شباب الضباط لمواجهة مرشح الملك، على اساس انه الشخصية التي يتجمع حولها هؤلاء الضباط. ولم تستبعد التقارير البريطانية احتمال قيام تمرد عسكري يؤدي نجاحه الى الفوضى واعمال العنف بواسطة المتطرفين، خاصة مع سوء الاحوال الاقتصادية، مما قد يستوجب تنفيذ الخطة rodeo السابق ذكرها.
وفي نفس الوقت حدث اتصال من جانب السفارة البريطانية بالسفارة الامريكية في القاهرة في 21 يوليو، لابلاغهم بتقديراتهم لخطورة الموقف داخل الجيش، الا أن الامريكيين ردوا بأن الامر ليس بهذه الخطورة. وعندما اجرى الملك التغيير الوزاري في 22 يوليو، وتولت حكومة الهلالي التي عين فيها اسماعيل شرين وزيرا للحربية للتعامل مع شباب الضباط، صدرت التقارير من السفارة البريطانية بأن الوضع اصبح مطمئنا. وفي ليلة 23 يوليو فوجيء الجميع بتحرك مجموعة من رجال الجيش واستيلائهم على القاهرة، وتتبعوا تسلسل الحوادث وفوجئوا بطاعة رجال البوليس لاوامر قادة الحركة فور قيامها، ثم توالي تأييدها من جانب قطاعات الجيش المختلفة في سيناء، وكذلك القوات الجوية المصرية التي اظهرت ذلك بالطيران فوق القاهرة والاسكندرية، حيث كان الملك والحكومة يقضيان اشهر الصيف. وقد ارسلت قيادة حركة الجيش صباح الثورة رسالة الى السفارة البريطانية،من خلال احد اعضاء السفارة الامريكية، بأنهم سيقاومون اي تدخل بريطاني ضدهم، وأن تلك الحركة مسألة داخلية تماما هدفها الاساسي هو وضع حد للفساد في البلد. في نفس الوقت سارع كبار رجال النظام، مثل عمرو باشا ومرتضى المراغي، الى الاتصال بالسفارة البريطانية لطلب التدخل العسكري البريطاني لقمع الحركة، على اساس انها مستوحاة من الشيوعيين والاخوان المسلمين، وأن ضباط الحركة من المتطرفين المعادين للرأسمالية. وكذلك ابلغ «كافري» السفير الامريكي في مصر «كريسويل» القائم بأعمال السفارة البريطانية، أن الملك اتصل به تليفونيا عدة مرات منذ الثانية صباح 23 يوليو، مرددا أن التدخل الاجنبي هو وحدة الذي يمكن أن ينقذه اسرته! وعلق «كافري» أن الملك وأن لم يطلب صراحة التدخل العسكري البريطاني، الا أن ذلك كان متضمنا في كلامه. وقد اضاف أن الملك كان في حالة ذعر شديد، وأنه حاول تهدئته وتشجيعه على مواجهة الموقف، على امل أن يستمر في موقعه، ولكن في اطار ملكية دستورية.
وقد عكست الوثائق البريطانية الانطباعات البريطانية يومي 23 و 24 يوليو 1952 من مختلف المصادر في مصر، السفارة البريطانية، وقيادة القوات البريطانية في الشرق الاوسط في منطقة القناة، وردود الفعل في الخارجية البريطانية ووزارة الحرب في لندن.
وتبلور الموقف البريطاني كما يلي
يوم 23 يوليو:
1- تم رفع استعداد القوات البريطانية في منطقة القناة بهدوء، ومنعت الطائرات البريطانية من الطيران فوق الدلتا، لعدم اثارة الشعور المعادي لبريطانيا.
2- الحرص على تجنب اي تحرك استفزازي للقوات المسلحة المصرية من جانب القوات المسلحة البريطانية، طالما لا يوجد اي تهديد لحياة وممتلكات البريطانيين او لامن القوات البريطانية في منطقة القناة.
يوم 24 يوليو:
1- وردت تعليمات من وزارة الخارجية البريطانية بارسال «هاميلتون» مساعد الملحق العسكري، لمقابلة محمد نجيب لاخطاره بأن الحكومة البريطانية لا ترغب في التدخل في الشئون الداخلية المصرية، الا انها لن تتردد في التدخل اذا اعتبرت ذلك ضروريا لحماية ارواح البريطانيين، لذلك فقد صدرت تعليمات خاصة الى القوات البريطانية في منطقة القناة لوضعها في حالة الاستعداد، وأن تلك الترتيبات ليست موجهة للقوات المسلحة المصرية، وخاصة أن ما ورد في بيان الثورة من أن الجيش المصري سيكون مسئولا عن حماية ارواح وممتلكات الاجانب قد طمأنهم.
2- تتبعت السفارة البريطانية موقف الملك من خلال السفير الامريكي، الذي اخبرهم بمقابلة الملك بعد ظهر يوم 23 يوليو، وكيف كان يشعر بمرارة ضد بريطانيا لانها لم تتدخل عسكريا، وأنه لم يكن لديه أي بديل الا أن يقبل طلبات قادة حركة الجيش، بما فيها طرد نجيب الهلالي وتعيين علي ماهر كرئيس وزراء.
3- اصدرت وزارة الحربية تعليمات الى قيادة القوات البريطانية في الشرق الاوسط المقيمة في منطقة القناة بالاستعداد لتطبيق خطة odeor، التي ترفع استعداد القوات البريطانية في قاعدة قناة السويس، وذلك بدون اي اثارة للجيش المصري.
يوم 25 يوليو:
ابلغ السفير الامريكي في القاهرة السفارة البريطانية أن الملك ارسل له يوم 25 يوليو ما بين الساعة 4، 5 صباحا عدة رسائل، يطلب فيها طائرة او مركب امريكية ليهرب بها، خاصة بعد أن اعلن كل الحرس الملكي تأييده لحركة الجيش، وبعد أن وصلته الاخبار بتحرك قوات من الجيش المصري ودبابات في طريق القاهرة، الاسكندرية، وأنها على وصول، وأنه يخشى أن يعرف ضباط الحركة عن اتصاله بالسفارة الامريكية، ولذلك فهو يطلب التدخل البريطاني. وبناء على ما سبق بدأ البحث عن اقرب السفن العسكرية البريطانية للشواطيء المصرية، فوجدت سفينتان احداهما على بعد 10 ساعات والثانية على بعد 6 ساعات، ولكن قائد البحرية البريطانية اوضح انه لا يمكنه استخدام هذه السفن لهذا الغرض الا بعد استشارة رئيس الوزراء البريطاني.
يوم 26 يوليو:
توالت الرسائل من الملك الى السفير الامريكي، الذي كان يقوم بنقلها الى السفارة البريطانية. ففي الساعة الثامنة صباحا ارسل الملك رسالة من القصر بأن القوات العسكرية المصرية دخلت ارض القصر بالقوة، وحدث ضرب رصاص. وفي الساعة الحادية عشرة والربع ابلغه الملك انه اعطى مهلة حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا للتنازل عن العرش لابنه، وحتى الساعة السادسة بعد الظهر لمغادرة البلاد. وفي الموعد المحدد غادر الملك فاروق ارض مصر على اليخت الملكي «المحروسة» وكان «كافري» في وداعه.
وتتضمن الوثائق البريطانية وصفا تفصيليا لاحداث يوم 26 يوليو في القصر كما رواها السفير الامريكي. وبعد تلك الاحداث الفاصلة عبر وزير الخارجية البريطانية عن موقف الحكومة البريطانية من التطورات السريعة التي حدثت في مصر من 23 يوليو الى 26 يوليو، وقد تلخص في عدم التدخل على اساس أن تلك مشكلة داخلية، وقد اضاف معلقا أن الحكومة البريطانية كانت دائما ترى ضرورة تطهير مصر من العناصر الفاسدة في القصر والادارة، حتى يستتب الامر في البلاد. الا انه اظهر قلقه من نشاط الجيش في القاهرة، ومن الشائعات بأن بعض الضباط في الحركة لهم علاقات بالاخوان المسلمين، خوفا من سيطرة عناصر متطرفة على السلطة، ومن هنا فقد كان افضل وضع بالنسبة لهم هو استمرار وزارة علي ماهر. ويلاحظ أن اهم ما ركزت عليه التقارير البريطانية هو رصد رد فعل الشعب المؤيد لحركة الجيش، وذلك من الترحيب والهتافات المؤيدة التي قوبلت بها القوات المسلحة المصرية لدى دخولها الاسكندرية في 25 يوليو، لحراسة القنصليات وتأمين الوضع بالمدينة قبل مغادرة الملك. وفور الاعتراف بنجاح حركة الجيش، بدأت التقارير التي تعيد تقدير الموقف، ويلاحظ منها مدى تعاظم الدور الامريكي في الموقف، وخاصة في حالة لجوء بريطانيا الى استخدام القوات العسكرية ضد النظام الجديد في مصر بتطبيق العملية rodeo. ولقد كان تقدير البريطانيين أن الرأي العام الامريكي لن يؤيد التدخل العسكري البريطاني خارج منطقة القناة، بل سيدينه، وحيث أن هذه هي سنة الانتخابات الامريكية، فمن المتوقع الا تقوم الحكومة الامريكية بتأييد بريطانيا، ولو معنويا، في هذه الحالة، وهذا يعني الانقسام بين بريطانيا والولايات المتحدة حول سياسة الغرب في الشرق الاوسط، مما اعتبره السياسيون البريطانيون كارثة. الا أن الحكومة البريطانية لم تعترف بسرعة بالنظام الجديد في مصر، وظلت ترقب الامور بحذر، الى أن صدر من الحكومة الامريكية تصريحا في 3 سبتمبر، اعطى الانطباع باستعدادها لتأييد نظام 23 يوليو طالما أنه لا يشرك شيوعيين في الحكومة. وهنا بدأ التساؤل في وزارة الخارجية البريطانية، هل يؤيدوا حركة الجيش؟ وكان ذلك بعد أن اقيلت وزارة علي ماهر، ثم صدر قانون الاصلاح الزراعي في 9 سبتمبر، الذي حدد الملكية الزراعية بمئتي فدان للفرد وثلاثمئة للاسرة، وتبعه الاعلان عن توزيع ارض الاصلاح الزراعي على الفلاحين. وقد قررت الولايات المتحدة الدخول في مفاوضات فورية مع النظام المصري لتحديد مجال وطبعية التعاون بينهما، على أن تكون الطلبات محددة فيما يتعلق بالمساعدة الاقتصادية والعسكرية، وتكون الاخيرة مقتصرة على المساعدة الفنية، اي تلك المتعلقة بالتدريب، واعتزمت الولايات المتحدة الاعتذار في نفس الوقت عن تقديم السلاح الى مصر، وحثها على أن تتباحث في ذلك مع بريطانيا التي كانت مصدرها الاساسي في هذا الشأن، موضحة صعوبة امداد مصر بالسلاح قبل الوصول الى تسوية سلمية مع اسرائيل.
ثالثا: الصراع بين الثورة والاحتلال البريطاني لمصر
لقد دخلت الثورة المصرية بعد قيامها بعدة اشهر في مفاوضات مع الحكومة البريطانية تتعلق بالوضع في السودان والجلاء عن مصر، هاتان القضيتان اللتان ظلتا محورا للحركة الوطنية المصرية منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى، وجرت حولهما مفاوضات متعددة وصلت الى طريق مسدود.
1- المفاوضات المصرية البريطانية الخاصة بالسودان:
تتضمن الوثائق البريطانية الخاصة بهذا الموضوع تسجيلا تفصيليا لكل ما دار من محادثات بين المسئولين المصريين والبريطانيين حول وضع السودان، الى أن تم توقيع اتفاقية السودان في 1953. كما تتضمن ايضا كل الاتصالات التي تمت بين الجانبين لتنفيذ بنود الاتفاقية بعد توقيعها. وتكشف الوثائق البريطانية عن الدور الذي قامت به بريطانيا في انفصال السودان عن مصر، من خلال تقديم الدعم الى القوى السودانية المنادية بالانفصال، ووضع العراقيل امام جميع الصيغ الوحدوية التي اقترحتها حكومة الثورة او الصادرة عن القوى السودانية المؤمنة بفكرة الوحدة بين شطري وادي النيل. وقد بدأت المفاوضات حول السودان في نهاية عام 1952، وتحديدا بعد قيام ثورة يوليو بخمسة اشهر، وهذه المفاوضات مسجلة في سلسلة من الملفات يبلغ عددها 16 ملفا في عام 1952، وقد تم الكشف عن محتوى هذه الوثائق بصورة كاملة. وقد تم استكمال المفاوضات بين الجانبين في عام 1953، وهذه المفاوضات مسجلة في 25 ملفا. وبالرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن، الا أن جزءا لا يستهان به من هذه الوثائق لايزال مغلقا، وهو الجزء المتعلق بالسياسة البريطانية في السودان اثناء المفاوضات، وموجود في عشرة ملفات.
2- مفاوضات الجلاء عن مصر:
بدأت هذه المفاوضات عام 1953 بعد توقيع اتفاقية السودان مباشرة، وتكشف الوثائق البريطانية عن التناقض في اهداف كل من الطرفين المتفاوضين، فقد كان هدف مصر النهائي من هذه المفاوضات هو توقيع اتفاقية تضمن جلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس، بينما كانت بريطانيا تهدف الى ضم مصر الى التحالف الغربي المناهض للاتحاد السوفييتي تحت ذريعة الدفاع عن الشرق الاوسط، في محاولة منها للحصول على غطاء شرعي يضمن بقاء القوات البريطانية في منطقة القناة. وتكشف الوثائق البريطانية عن وجود اتصالات اسرائيلية بريطانية من اجل تنسيق المواقف فيما بينهما فيما يتعلق بالمفاوضات مع مصر. فلقد ابدت اسرائيل في هذه الاتصالات قلقها العميق من جلاء القوات البريطانية عن قاعدة قناة السويس، وطالبت بضرورة أن يتم التشاور معها قبل توقيع أن اتفاقية مع مصر، حيث ظهر أن اسرائيل كانت تعتبر الوجود العسكري البريطاني في منطقة القناة بمثابة المنطقة العازلة بينها وبين الجيش المصري. وقد تم الكشف عن جزء من هذه الاتصالات الاسرائيلية، البريطانية، الا أن هناك العديد من الوثائق التي تتناول هذا الموضوع مغلقة لفترة 50 عاما، واغلبها يشمل الضمانات التي قدمتها بريطانيا لاسرائيل، خاصة فيما يتعلق بقيام بريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية بتقديم مبادرة سلام لانهاء الصراع في المنطق.
3- العدوان الثلاثي 1956:
تمثل حرب السويس نقطة فارقة في تاريخ مصر ومنطقة الشرق الاوسط والعالم، حيث انها الغت تعهدات مصر في اتفاقية الجلاء، فيما يتعلق باعادة استخدام القوات البريطانية لقاعدة قناة السويس في حالة وقوع هجوم مسلح من دولة من الخارج على أن بلدا يكون طرفا في معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية او تركيا. وفي نفس الوقت تعتبر هذه الحرب بداية النهاية للوجود الاستعماري البريطاني، الفرنسي في المنطقة. كما اكد فشلها دور ثورة يوليو المحوري في قيادة دول المنطقة وتقديم الدعم لحركات التحرر في المنطقة العربية وفي افريقيا، واصبحت مصر نموذجا يحتذى به في العالم الثالث لمقاومة السيطرة الاستعمارية وتحقيق الاستقلال. وتبرز الوثائق البريطانية بالتفصيل قصة حرب السويس من بدايتها الى نهايتها، وتكشف عن وجود مخطط بريطاني، فرنسي، امريكي لتحجيم دور مصر الثورة في المنطقة منذ بداية عام 1955. ولقد كان السبب الرئيسي في وضع ذلك المخحطط هو رفض مصر الانضمام الى سياسة الاحلاف، التي حاولت الدول الثلاث اقامتها في المنطقة لمواجهة الاتحاد السوفييتي. وتشير الوثائق بوضوح الى أن قرار جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس لم يكن السبب الرئيسي لشن العدوان الثلاثي على مصر، وانما كان الغطاء الذي احتمت به الدول الثلاث ليوفر لها شرعية شن الحرب. فقد تم الكشف عن وثائق بريطانية يرجع تاريخها الى عام 1951 تؤكد حق مصر المطلق في تأميم شركة قناة السويس، لأن ذلك حق سيادي لمصر يتوافق مع ما جاء في اتفاقية القسطنطينية 1888 الخاصة بقناة السويس. وتكشف الوثائق تفاصيل التخطيط بين الدول الثلاث المعتدية الذي لم يتم، كما اصبح معروفا، عن طريق الوسائل الدبلوماسية المعتادة، وانما تم عن طريق اعلى مراكز صنع القرار في الدول الثلاث، اي رؤساء الوزارة، حيث لم يكن سفراء الدول الثلاث في الخارج على علم بهذه الخطط. وكذلك اختفاء الوثيقة الرئيسية التي تم التوقيع عليها في فرنسا بين رؤساء الحكومات الثلاث بشأن العدوان على مصر، لأن رئيس وزراء اسرائيل اصر على الاحتفاظ بها في تل ابيب، خشية أن تتركه فرنسا وبريطانيا وحده في مواجهة مصر، كما اعلن عند نشر اسرائيل هذه الوثيقة. ولقد تناولت الوثائق البريطانية ايضا حالة العزلة التي وجدت الحكومة البريطانية نفسها فيها داخليا وخارجيا اثناء حرب السويس، فقد عارض غالبية الشعب البريطاني هذه الحملة العسكرية، في الوقت الذي نجحت فيه مصر في حشد تأييد الرأي العام العالمي لموقفها، كما اتضح ايضا وجود مصلحة لبعض القوى الاقليمية، بجانب اسرائيل، في القضاء على الثورة المصرية، فقد كان نورى السعيد، رئيس وزراء العراق، احد ابرز مؤيدي الهجوم العسكري على مصر، املا في ايجاد نظام بديل فيها يؤيد سياسته في اقامة تحالفات مع الدول الاستعمارية. وترصد وثائق وزارة الدفاع البريطانية بصورة تفصيلية احداث العدوان العسكري على مصر، بدءا من الهجوم الاسرائيلي على سيناء في التاسع والعشرين من اكتوبر، وعدم قدرة اسرائيل على تحقيق اي نصر عسكري حاسم حتى يوم 31 اكتوبر، وهو يوم صدور القرار المصري بالانسحاب من سيناء، ثم الهجوم على المطارات والقواعد الجوية املا في اخراج السلاح الجوي المصري من المعركة في الاوقات الاولى من الحرب، ثم عملية الانزال البري التي قامت بها القوات الفرنسية والبريطانية في بورسعيد، والمقاومة الباسلة التي قام بها الجيش والشعب المصري في مواجهة القوات المعتدية.
رابعا: الثورة المصرية كمصدر تهديد للنفوذ البريطاني والمصالح الغربية
خرجت مصر بانتصار سياسي في 1956 بعد فشل العدوان الثلاثي عليها، وهنا بدأت مخططات جديدة بهدف تحقيق ما عجز السلاح عن فرضه، فأصبحت منطقة الشرق الاوسط محور صراع سياسي ضار بين الغرب وقوى التحرر العربية. وهنا تظهر قيمة الوثائق البريطانية فهي تكشف تلك المخططات وتسجل تفاصيل ذلك الصراع، وبصفة خاصة خلال معركة الاحلاف العسكرية، وبعد تحقيق الوحدة المصرية السورية، وخلال مرحلة المد التحرري العربي الذي ساندته مصر بكل قواها في اليمن والخليج العربي وجنوب شبه الجزيرة العربية. وقد وصل الامر في منتصف الستينيات الى التآمر لتوجيه ضربة عسكرية من اجل القضاء على نظام عبد الناصر تماما، ولما لم يتم ذلك، عندما رفض الشعب العربي الهزيمة بعد ضربة حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967، استمر العداء بين مصر والغرب الذي القى بثقله بجانب اسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وذلك حتى رحيل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970.
وسوف نتوقف هنا عند نقاط اساسية في هذه المرحلة لنستعرض ما تعكسه الوثائق البريطانية بصددها:
الوحدة المصرية السورية 1958، 1961،
حركات التحرر العربي والافريقي،
عدوان 5 حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967.
1- الوحدة المصرية السورية 1958- 1960:
بالرغم من استمرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا منذ العدوان الثلاثي في 1956، الا أن الوثائق البريطانية تحتوي على معلومات دقيقة توضح اهتمام بريطانيا والغرب عموما بتتبع عملية الوحدة، كما تشكف، وهو الاهم، مدى خطورة الوحدة المصرية السورية ليس فقط على المصالح البريطانية والغربية في منطقة الشرق الاوسط، بل ايضا على مصالح الكتلة الشرقية التي وقفت من الوحدة منذ البداية موقفا معاديا. واخطر ما في الوثائق البريطانية المتعلقة بالوحدة المصرية السورية التفاصيل التي ذكرت عن مخططات الدول الغربية لمنع انضمام اي من الدول العربية الاخرى الى دولة الوحدة، ومختلف الوسائل التي استخدمت من اجل تحقيق هذا الهدف، فلقد قدم الغرب الدعم المالي والعسكري للدول المجاورة لمصر وسوريا، بالاضافة الى تغذية شكوك جميع دول المنطقة حول الدولة العربية الوليدة، فلقد كانت بريطانيا هي المحرك الرئيسي لاثارة مخاوف كل من العراق ولبنان والاردن من احتمال تعرضهم لهجون عسكري من جانب الجمهورية العربية المتحدة. وتكشف الوثائق البريطانية اسرار حملة الدعاية المضادة لدولة الوحدة التي لم يكن لها اساس من الصحة، وانما كانت تهدف الى تشويه صورة الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها امام الجماهير العربية. ومما يثير مزيد من الشكوك حول الدور المشبوه الذي قام به الغرب لاحباط تجربة الوحدة بين مصر وسوريا وابعاد الدول العربية الاخرى عنها، هو وجود 50 ملفا مغلقا من هذه الوثائق لمدة خمسين عاما، استثناء من قاعدة فتح الوثائق السياسية بعد ثلاثين عاما، بالاضافة الى وجود 4 ملفات مغلقة لمدة قرن من الزمان! ومما يدل على مدى الانزعاج الذي سببته الوحدة المصرية السورية للقوى الاستعمارية هو أن معظم الوثائق البريطانية المتعلقة بها محفوظة تحت اسم «ازمة الشرق الاوسط». وبالطبع لقد حظى انفصال سوريا عن مصر وانتهاء تجرب الوحدة الاولى في التاريخ الحديث في 28 سبتمبر 1961 بمساحة كبيرة من الوثائق البريطانية، فلقد كان هناك رصد دقيق لكل جوانب الوضع الداخلي في كل من مصر وسوريا، كما قامت بريطانيا بتبني مطالب بعض الفئات السورية التي اضيرت من القوانين الاشتراكية، وفي النهاية تشير هذه الوثائق الى أن انفصال سوريا عن مصر يمثل ضربة شديدة للفكر الثوري في المنطقة، والتي كانت ثورة يوليو في طليعته.
2- حركات التحرر العربي والافريقي:
احدثت ثورة يوليو انقلابا في خريطة المنطقة العربية والقارة الافريقية، من خلال قيامها بمساعدة حركات التحرر ضد الاستعمار، مما اثار حفيظة الدول الاستعمارية الغربية ودعاها للتكتل لضرب الثورة المصرية وتحجيم نفوذها المتزايد، سواء في الوطن العربي او افريقيا او في حركة عدم الانحياز. وتقدم الوثائق البريطانية رصدا دقيقا للمساعدات التي قدمتها مصر لحركات التحرر في المنطقة العربية وافريقيا والعالم الثالث، ويبرز دور مصر في مساعدة تونس والمغرب لنيل استقلالهما في منتصف الخمسينيات، ثم الدور المصري الحاسم في مساندة الثورة الجزائرية، والذي كان احد اسباب تآمر فرنسا ضد مصر في عدوان 1956، حيث كانت مصر تمد الثورة الجزائرية بالسلاح والاموال، اضافة الى الدعم الاعلامي، واستضافة المناضلين الجزائريين في القاهرة. وتحتل مساندة مصر للثورة اليمنية مساحة كبيرة من الوثائق البريطانية المتعلقة بمصر في بداية الستينيات، نظرا لاهمية موقع اليمن الاستراتيجي في جنوب البحر الاحمر وقربه من منابع النفط في الخليج العربي، اضافة الى حجم الدعم الذي قدمته مصر، حيث انها كانت المرة الاولى التي تخرج فيها قوات مصرية بهذا الحجم لمساعدة دولة عربية. وتذكر الوثائق البريطانية التي تم الكشف عنها أن المساعدات الضخمة التي قدمتها مصر للثورة اليمنية تجاوزت الخطوط الحمراء للقوى الاستعمارية، لانها كانت بمثابة تهديد مباشر وصريح لاهم مصالح القوى الغربية في المنطقة، والتي تتمثل في النفط والتحكم في الممرات المائية. وقد حفزهم ذلك الى محاولة استنزاف قدرات مصر الاقتصادية والعسكرية في اليمن، من خلال اطالة زمن الحرب. وقد لعبت الحملات الدعائية البريطانية دورا كبيرا في تأجيج نار الخلافات العربية، العربية من خلال تشويش صورة مصر، وابرازها بمظهر الساعي للهيمنة على المنطقة العربية باسرها، وقلب انظمة الحكم فيها بما يتوافق مع سياساتها هي. ولم يتم الكشف بعد عن جزء كبير من وثائق حرب اليمن، خاصة تلك التي تتعلق بالسياسة البريطانية تجاه اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية، او التي تتعلق بالمساعدات العسكرية التي قدمتها المخابرات البريطانية بالتعاون مع جهات اخرى للقوى الرافضة للدور المصري في جنوب شبه الجزيرة العربية. كما تذكر الوثائق البريطانية أن مساعدة مصر لحركات التحرر في القارة الافريقية والعالم الثالث ادى الى تنامي علاقات مصر الخارجية بصورة كبيرة، مما وفر لها دعما سياسية هائلا في معظم قضاياها. كما أن هذا الدور، تحديدا، مكنها من اجهاض معظم المحاولات الاسرائيلية المتكررة لمد نفوذها في دول القارة الافريقية لتطويق الدول العربية من جهة الجنوب. وتقدم الوثائق البريطانية استعراضا شاملا لعلاقات مصر الخارجية مع القارة الافريقية ودول العالم الثالث في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. كما تسجل الوثائق تفاصيل المفاوضات المصرية البريطانية المتعلقة بعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1959، خاصة ما يتعلق بمطالب مصر افتتاح بعض القنصليات لها في افريقيا ومنطقة الخليج العربي، وكيف أن الخلاف في هذه النقطة قد عرقل استئناف العلاقات بين البلدين لمدة تقترب من العامين، الى أن تم التوصل في نهاية عام 1960 الى اتفاق يسمح لمصر باقامة قنصليات لها في كل من نيروبي ودار السلام وفري تاون والكويت. كما ابرزت الوثائق زيارات جمال عبد الناصر للدول الافريقية، والاستقبالات الشعبية الحافلة التي حظى بها خلالها، ومن ابرز الامثلة على ذلك هو زياراته لكل من السودان عام 1960، وغينيا وغانا عام 1965.
3- عدوان 5 حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967:
بالرغم من انقضاء ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما على حرب حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967، الا أنه لم يتم الكشف عن كثير من الوثائق البريطانية المتعلقة بها، لأن غالبيتها مصنف تحت بند سري للغاية ويتطلب 50 عاما للكشف عنه. ان الوثائق المتاحة للاطلاع هي فقط المتعلقة بمقدمات هذا العدوان، بالاضافة الى سرد يومي لتفاصيل العمليات العسكرية خلال ايام الحرب، ثم بعض المحادثات السياسية التي جرت بعد انتهاء العمليات العسكرية، خاصة بين الدول الكبرى، واسفرت عن قرار مجلس الامن رقم 242. وبالرغم من أن وثائق عام 1967 لم يتم الكشف عن الجزء الاكبر منها، الا أن هناك بعض الوثائق التي يرجع تاريخها الى نهاية عقد الخمسينيات، تلقي مزيدا من الضوء على الهدف الاساسي الذي سعت اليه وعملت من اجله القوى الاستعمارية، وهو القضاء على الثورة المصرية. ومن اخطر تلك الوثائق المذكرة التي قدمها «جوليان امري» مساعد وزير الدفاع البريطاني، عام 1958 الى رئيس الوزراء الذي صدق عليها، ثم تم الرجوع اليها مرة اخرى في عام 1966 اثناء المحادثات الامريكية البريطانية عن الشرق الاوسط في ذلك الوقت. وهذه المذكرة تتضمن مجموعة من الخيارات للتعامل مع نظام جمال عبد الناصر، وانتهت الى أن السبيل الوحيد لضمان المصالح البريطانية والغربية في منطقة الشرق الاوسط هو التخلص من جمال عبد الناصر من خلال استخدام الوسائل العسكرية. وتمثل هذه المذكرة الاساس الذي ارتكزت عليه السياسة البريطانية تجاه مصر خلال العشر سنوات التالية. وقد سجلت الوثائق البريطانية بالتفصيل الموقف السياسي في مصر في اعقاب عدوان 5 حزيران / حزيران / حزيران / يونيو، وخاصة قرار جمال عبد الناصر بالتنحي عن الحكم، ورد الفعل الهائل من قبل الجماهير العربية برفض الاستقالة ومطالبته بالعودة مرة اخرى من اجل ازالة اثار العدوان. كما رصدت تقارير السفارة البريطانية في الخرطوم الاستقبال منقطع النظير من قبل الجماهير السودانية للرئيس عبد الناصر عند زيارته للمدينة لحضور مؤتمر القمة العربي الذي عقد في اغسطس عام 1967، اي بعد شهرين فقط من العدوان. وترصد الوثائق الجهود التي بذلتها مصر لازالة اثار هذا العدوان، من خلال اعادة بناء الجيش المصري، حيث يذكر احد تقارير السفارة البريطانية في حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1968 أن الجيش المصري اصبح اكثر قوة وتنظيما مما كان عليه قبل عدوان حزيران / حزيران / حزيران / يونيو 1967. كما اولت هذه الوثائق اهمية كبرى لحرب الاستنزاف، ليس فقط من خلال متابعة العمليات العسكرية المتبادلة بين الجانبين، وانما من خلال دراسة اثر هذه الحرب الاقتصادية والنفسية على كل من مصر واسرائيل، وموقف الدول العربية منها. وقد تابعت الوثائق البريطانية الموقف الاقتصادي في مصر من خلال تقارير نصف شهرية، واكدت هذه التقارير صمود الشعب المصري خلف قيادته السياسية بالرغم من الصعوبات الاقتصادية الجمة التي يواجهها. كما أنها رصدت التضحيات الغالية التي بذلها الشعب في سبيل الاعداد لمعركة التحرير. واخيرا، تم فتح بعض وثائق عامي 1970 و 1971 للاطلاع، وهي التي تتناول الموقف في منطقة الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي بصفة عامة، الا انها ركزت بصفة خاصة على الاحداث المأسوية التي شهدها الاردن والتي تعرف باسم «احداث ايلول الاسود» تعبيرا عن المصادمات الدموية التي حدثت بين الفصائل الفلسطينية والجيش الاردني. وترصد الوثائق البريطانية هذه المأساة منذ بدايتها، لان بريطانيا لم تكن بعيدة عن مسار الاحداث، فقد كان اعتقال السلطات البريطانية للفدائية الفلسطينية ليلى خالد اثر محاولتها اختطاف طائرة اسرائيلية هو الدافع لمجموعة فدائية فلسطينية لاختطاف ثلاث طائرات والهبوط بها في قاعدة جوية اردنية وتفجيرها بعد اطلاق سراح جميع ركابها

[/align][/cell][/table1][/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 36 : 08 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
بطولات من وحي حرب أكتوبر 73..

حرب العاشر من رمضان ..السادس من أكتوبر 73 .. معجزة.. غيرت المفاهيم الاستراتيجية العسكرية في العالم أجمع .. بعد أن حطم الجندي المصري أسطورة إسرائيل وحصنها الحصين خط بارليف .. الخط الدفاعي الذي لا يقهر ..

تلك الأسطورة التي حطمتها صيحة "الله أكبر" انطلقت من حناجر مائة ألف جندي مصري بقلوب مفعمة بالإيمان.. صيحة جبارة لم تعرفها الاستراتيجيات العسكرية العالمية.. ولم تبصرها جنود العدو إلا بعد أن شاهدوا الحق أمام أعينهم وعرفوا أنهم هالكون لا محالة أمام تلك القوة الإيمانية الجبارة ..

في هذا اليوم سُطِّرَت بطولاتٌ لم يشهد لها التاريخ الحديث في ذاك الزمان لها مثيلا .. فآن لنا أن نخرج بطولات رجال أفذاذ .. شهداء .. شجعان .. علنا بذلك نبني جيلا يرى فيمن سبقوه قدوة .. فنعيد بذلك تسطير التاريخ القادم ببطولات تفوق بطولات رجال أكتوبر قوة وجرأة .. وعزة ومنعة .. وعندي أمل في ذلك .. فمن رحمة الله بخلقه أنه ثبت لهم في الأرض سننًا لا تتغير ولا تتبدل .. بهذه السنن تستقيم حياة الناس وعليها يعتمد الخلق في حركاتهم وسكناتهم .. فالأحداث السابقة دائما ما تتكرر .. وعليها نأخذ العبرة فيما سبق .. والقدوة ممن سبق ..

أبطال من وحي حرب أكتوبر73 .. هم رجال صدقوا الله فصدقهم الله .. فكانت لبطولاتهم الفردية كامل الأثر في تغير مسارات الحرب بأنفسهم وأرواحهم.. لا اعتماد القوة على جدر وحصون محصنة هي في النهاية أسيرة لعقول واهية .. وقلوب خاوية من ذكر الله ..

ومجرد حصر ذكر بطولات من هم خير أجناد الأرض يعد إجحافا لأبطال آخرين لا نستطيع أن نحصيهم عددا .. أبطال استشهدوا ودفنت بطولاتهم مع جثامينهم قبل أن ترى النورَ قصتُهم .. ولكن قد يقرأ طفل صغير ما سطره الجندي المصري فيرى في نفسه الأمل والقدرة في تغيير ما قد حل علينا من خلل.. وما نعيش فيه من زلل..وما دب فينا من وهن ..

نبدأ بسم الله بقصة البطل الشهيد ..

"إبــراهيــم الرفـــاعـــي"
المجموعة 39 قتال


(أسطـــورة العمليــــات الخــاصـــــة)


http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1556.imgcache.jpg



بينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم ومعركة الوطن ..



فمن هو المقاتل إبراهيم الرفاعي ؟؟


ولد البطل إبراهيم الرفاعي في محافظة الدقهلية في السابع والعشرين من يونيه 1931 ، وقد ورث عن جده ( الأميرالاى ) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فدائاً للوطن ، كما كان لنشئته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه .



التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954 ، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة ، وكان ضمن أول فرقة صاعقة مصرية في منطقة ( أبو عجيلة ) ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير .



تم تعيينه مدرسا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد .


ويمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل / إبراهيم الرفاعي ، إذ عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو ، وقد كان لدى البطل اقتناع تام بأنه لن يستطيع أن يتقدم مالم يتعلم فواصل السير على طريق اكتساب الخبرات وتنمية إمكاناته فالتحق بفرقة بمدرسة المظلات ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات .

وجاءت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات البطل أضعافا ، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذى قام به خلال المعارك ، حتى أن التقارير التى أعقبت الحرب ذكرت أنه " ضابط مقاتل من الطراز الأول ، جرىء وشجاع ويعتمد عليه ، يميل إلى التشبث برأيه ، محارب ينتظره مستقبل باهر ".
خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال البطولية التى قام بها في الميدان اليمنى .

مجمـــوعـــة 39 قتــــال..
بعد معارك 1967 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء ، كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن ، ولقد وقع الإختيار على البطل / إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة ، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة للتعاون معه .
كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عن ( الشيخ زويد ) ثم نسف مخازن الذخيرة التى تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967 ، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين ، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذى يبذله في قيادة المجموعة .
ومع الوقت كبرت المجموعة التى يقودها البطل وصار الانضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة ، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء ، فصار اختيار اسم لهذه المجموعة أمر ضرورى ، وبالفعل أُطلق على المجموعة سم " المجموعة 39 قتال " ، واختار الشهيد البطل / إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة ، وهو نفس الشعار الذى اتخذه الشهيد / أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 .
كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967 ، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والهول والدمار على العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات ، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيدًا كالعصفور تواقا لعملية جديدة ، يبث بها الرعب في نفوس العدو .
لقد تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة ، لم يكن عبوره هو الخبر، إنما عودته دائما ما كانت المفاجأة ، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو واستغاثات جنوده ، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلىء بإستغاثات العدو وصرخات جنوده .
فهو الذي قام و مجموعته صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت أوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط .
ومع حلول آب / أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع إبراهيم برامج جديدة للتدريب ويرسم خططا للهجوم ، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب ، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لاستعادة الأرض والكرامة هو القتال ، كان على يقين بأن المعركة قادمة وعليه إعداد رجاله في انتظار المعركة المرتقبة .
وصدق حدس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة ، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر ، انطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة .
وتتوالــى عمليـــــات المجمــــوعـــة النـــاجحـــــة ...


ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي ( شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل .
في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار ) لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق ( الإسماعيلية / القاهرة ) .
وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة ( نفيشه ) في صباح اليوم التالى ، ثم جسر ( المحسمة ) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات ، احتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر ( المحسمة ) إلى قرية ( نفيشه ) لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة .
وما وصلت مدرعات العدو حتى انهالت عليها قذائف الـ ( آربي جي ) لتثنيه عن التقدم ، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات .
وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم ومعركة الوطن..
بعض العمليات البطولية الخاصة لمجموعة 39 قتال ..
بقيادة الشهيد إبراهيــم الرفــاعــي
كما أوضحنا سالفا أن إبراهيم الرفاعي هو قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر 1973 وقائد المجموعة 39 الشهيرة بأداء العمليات الانتحارية.. قام بتنفيذ 72 عملية انتحارية خلف خطوط العدو ما بين حرب 67 والاستنزاف و 73 ..وخلالهما قام بتدمير معبر الجيش الاسرائيلي على القناة الدفرسوار و حصل على 12 وساما تقديريا لشجاعته و استشهد في حرب أكتوبر فكان استشهاده أروع خاتمه لبطل عظيم..
وللأسف لم يتم جمع العمليات الخاصة الباسلة كلها لمجموعة 39 قتال حتي اليوم نظرا لانتساب جميع أفرادها للمخابرات وطبقا لمبدأ حمايه هوياتهم لم يتم نشر موسع لعملياتهم ..
ولكن بعض ما نشر .. أن المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في أسر أول أسير إسرائيلي في عام 1968 عندما قامت أثناء تنفيذ أحد عملياتها بأسر الملازم الإسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد..
وكانوا أول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم 6 ..
وفي 22 مارس 69 قام أحد أفراد المجموعه القناص مجند أحمد نوار برصد هليوكوبتر عسكريه تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص رأس أحدهم وماكان إلا القائد الاسرائلي العام لقطاع سيناء ..
كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر إتفاقيه روجز لوقف إطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعه 39 قتال إلى منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنيين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهماتهم بحريه خلف خطوط العدو ويقال أن أفرادها هم أول من ألف نشيد الفدائيين المعروف:

وان مت يا امه ما تبكيش
راح أموت علشان بلدي تعيش
افرحى يا امه وزفينى
وفى يوم النصر افتكريني
وان طالت يا امه السنين
خلى اخواتى الصغيرين
يكونوا زى فدائيين يا امه

استردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم (المجموعه 39 قتال) صباح الخامس من اكتوبر 73 عندما تم إسقاطم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه أرضية تمهيدا للتحرير وأطلق عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد بمجموعه الأشباح..


http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1558.imgcache.jpg

فقط ظلت هذه المجموعه تقاتل علي أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان ..من رأس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي رأس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين إلى ثلاث في اليوم بايقاع أذهل مراقبي الاستخبارات الإسرائيليه لسرعتهم وعدم افتقادهم للقوة أو العزيمة رغم ضغوط العمليات..

هاجموا محطه بترول بلاعيم صباح السادس من أكتوبر لتكون أول طلقة مصريه في عمق إسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من أكتوبر ثم رأس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من اكتوبر..

وتوالت هجماتهم على شرم الشيخ ثالث مره في التاسع من اكتوبر ثم مطار الطور الاسرائيلي في العاشر من اكتوبر والذي أدى إلى قتل كل الطيارين الإسرائيليين في المطار..

ثم يعود ليدك مطار الطور في 14 أكتوبر ثم أبار بترول الطور في 15 و16 اكتوبر(كانت للهجمات علي أبار البترول أثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائرات التجسس والاقمار الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبت فعاليه.
قصة الثغرة واستشهاد إبراهيم الرفاعي

كما يرويها أحد أبطال مجموعته..
ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد العميد أركان حرب / إبراهيم الرفاعي فيقول:
كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناك سلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخرى إلى الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة، ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير و(هجنا هياج الموت) وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق اسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان في التاسع عشر من اكتوبر وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك ..


رحم الله البطل إبراهيم الرفاعي..
( منقول )


هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 49 : 08 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
وينقل الدكتور يحيى الشاعر أسماء أبطال مجموعة 39 قتال ..
وبالنسبة للمجموعة 39 قتال فاليكم تعريف باسماء اعضائها من الابطال (وارجوا الا اكون قد سهوت عن ذكر احد من اعضائها )
أبرز أعضاء المجموعة :-
عميد اركان حرب /
ابراهيم الرفاعى السيد الرفاعى
عقيد طبيب اركان حرب/
محمد عالى نصر
رائد صاعقة /
احمد رجائى عطية
نقيب بحرى /
اسلام توفيق
نقيب صاعقة /
محى نوح
نقيب مظلى /
حنفى ابراهيم
نقيب بحرى /
يوسف محمود
نقيب مظلى /
محى ابراهيم
ملازم اول صاعقة /
وئام سالم
ملازم اول صاعقة /
محسن طة
ملازم اول بحرى /
وسام عباس حافظ
ملازم اول مظلى /
محمد الجبالى
ملازم اول بحرى / محمد البكرى
رائد مظلى / عصام الدالى (شهيد عملية نسف وتفجير سقالة الكرنتينة )

رائد صاعقة / حسن العجيزى
نقيب بحرى / ماجد ناشد
ملازم اول بحرى / السيد محمود فرج (شهيد العملية انتقام 4 قصف تل السلام وتفجير الغام )

ملازم اول بحرى / مجدى مجاهد (شهيد عملية نسف صواريخ للعدو بمنطقة بور توفيق وشرق الاسماعلية )
ملازم اول صاعقة / رفعت الزعفرانى
ملازم اول بحرى / اشرف هندى
ملازم اول صاعقة / مجدى عبد الحميد ( شهيد العملية عصام 8 تيمنا وتقديرا لروح الشهيد الرائد مظلى عصام الدالى )
ملازم صاعقة / خليل جمعة
ملازم مظلى / محمد فرج العزب ( شهيد العملية ردع 8)



للوحدة مجموعات قيادة وسيطرة وتوجيهة نيران وادارة اعمال قتال واستطلاع ودعم مخابراتى :-

** عميد اركان حرب مصطفى كمال المسئول رئيس قسم البحوث بالمخابرات الحربية والمسؤول الاول للمجموعة عن الذخيرة والمتفجرات والالغام والصواريخ وهمزة الوصل بين الوحدة والمصانع الحربية لتلبية احتياجات الوحدة من الذخائى وانواع الاسلحة وخبير الشفرات فى المجموعة وكان يشرف بنفسة على اعداد الاسلحة واختيار انسب الاسلحة والمتفجرات فى كل عملية..

** مقدم بحرى خليفة جودت قيادة بحرية واستطلاع بحرى للوحدة وامداد المجموعة بالتسجيلات والصور المتعلقة بالاهداف البحرية..

** مقدم اركان حرب يسرى قنديل مخابرات حربية( فرع استطلاع) امداد الوحدة بالوثائق والصور والمعلومات عن الاهداف البحرية والحربية الاسرائيلية للمجموعة..

** رائد احمد عبد الله (مخابرات حربية فرع عمليات) المسؤل عن اماكن التدريب واختيارها للوحدة والايواء واختيار العناصر التى يتم الحاقها من اسلحة القوات المسلحة لتلتحق بالمجموعة..

** رائد بحرى محمود رضا قائد لواء الوحدات الخاصة بالقوات البحرية والمسؤل الثانى بعد الرائد احمد عبد الله لتوفير انسب الرجال من الضفادع البشرية للوحدة 39..

** رائد فاروق ابو العز مخابرات حربية (تنسيق) تنسيق بين ادارة المصانع الحربية وادارة استطلاع العمليات والتنسيق بين المدفعية والقوات الجوية للوحدة 39

[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 52 : 08 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
"عبـد العـاطــي" .. "المصـري".. "القـرش"..

أشهر صائدي دبابات فى العالم


ومن أشهر أبطال أكتوبر محمد عبد العاطى عطية و لقبه "صائد الدبابات" و لد فى قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية .. إشتهر باصطياده لأكثر من 30 دبابة و مدرعة إسرائيلية فى أكتوبر 1973 و أصبح نموذجا تفتخر به مصر و تحدثت كل الصحف العالمية عن بطولاته حتى بعد وفاته 9 ديسمبر عام 2001.يقول عبد العاطى فى مذكراته .. إلتحقت بالجيش 1972 و إنتدبت لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات و كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر و لقواتنا المسلحة كرامتها و كنت رقيبا أول السرية و كانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة و إحتلال رأس الكوبرى و تأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات.

أضاف أنه إنتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم و كتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 73 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة و كانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة و تمكن من إصابتها ثم تمكن من تدمير 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير.

يقول عبد العاطى : سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية و بصحبته مجموعة من القوات الضاربة و الإحتياطى الإسرائيلى و على الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة و كنت أول صفوف هذه القوات و بعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب و لم يكن أمامنا سوى النصر أو الإستسلام و نصبنا صواريخنا على أقصى زاوية إرتفاع و أطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات و أصابها فعلا و بعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة تقريبا حاولت الهرب فلم تنجح و أصيب الإسرائيليون بالجنون و الذهول و حاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الإلتفاف و تدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها و دمرتها بمن فيها و فى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و 3 مجنزرات إسرائيلية.

عبد العاطى لم يكن وحده صائد للدبابات بل هناك العشرات و من ضمنهم محمد المصرى و الذى تمكن من إصطياد 27 دبابة مستخدما فى ذلك 30 صاروخ فقط من ضمنها دبابة عساف ياجورى الذى طلب أن يراه فبعد أن تم أسره قال عساف أنه يريد كوب ماء ليروى عطشه و الثانى مشاهدة الشاب الذى ضرب دبابته و أخذ عساف ينظر إليه بإعجاب.

أما البطل الثالث و الذى إرتبط إسمه بتدمير دبابة ياجورى و المشاركات فى أسره قبل أن يجهز على 13 دبابة إسرائيلية و يدمرها بمفرده .. هو الرائد عادل القرش ، كان يندفع بدبابته فى إتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية حتى أصبح هدفا سهل المنال لطيران العدو.كان الشهيد قائد السرية 235 دبابات بالفرقة الثانية فى قطاع الجيش الثانى الميدانى فى إتجاه الفردان و يرتبط إسمه بتدمير دبابة العقيد عساف و فى نفس الوقت أنقذ دبابات معطلة للجيش المصرى و أخلى عددا كبيرا من جرحانا.بعد أن شارك فى صد هجوم إسرائيلى صباح 8 أكتوبر و أدى مهامه بكفاءة عالية ، عاودت قوات العدو هجماتها المضادة بعد ظهر اليوم نفسه فى إتجاه الفرقة الثانية بمعاونة الطيران الإسرائيلى و تمكن البطل من تدميرها كاملة.عاش القرش 25 عاما فى الإسكندرية و تخرج فى الكلية الحربية دفعة يوليو 1969 و شارك فى حرب الإستنزاف.
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 57 : 08 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
" أسطــورة الشهيــد عمــرو طلبــة "

[align=justify]

الاسم الحقيقي : عمرو طلبه
الرمز الكودي : 1001
الاسم المستعار : موشي زكى رافئ
تاريخ بدء العملية تقريبا : 1969
تاريخ استشهاد البطل : 1973

"ولقد حملناه عائدين دون أن نذرف دمعة واحدة فقد نال شرفا لم نحظ به بعد‏"

هذه العبارة جاءت علي لسان ضابط المخابرات المصري ماهر عبدالحميد رحمه الله في ختام ملحمة بطولية رائعة كان بطلها الحقيقي الشهيد البطل عمرو طلبة ‏الذي ربما لا يعرفه الكثيرون منا..


إنها إحدى العمليات البارعه التى قامت بها المخابرات العامه المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبه داخل المجتمع الاسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الاسرائيلى.
وقد مر الشهيد عمرو طلبه بالعديد من الاختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وإجاده اللغة العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الاسرائيلى بانتحاله لشخصيه يهودي شاب - يحمل الاسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات المصرية.


وهكذا يسافر عمرو مودعا والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجها إلى بعثه عسكريه في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان – كبداية لخطه طويلة ومتقنه وضعها رجال المخابرات المصرية- متظاهرا بأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى أن يتعرف على أحد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا على السفينة التي يعمل عليها ويقنعه بتقديم طلب هجره إلى إسرائيل باعتبارها جنه اليهود في الأرض " كما يزعمون"!!.
وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق دعاية ارض الميعاد، ويتم قبول طلبه بعد الكثير من العقبات والمضياقات، ويقضى بعض الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا للعذاب والاهانه من اجل هدف أسمى وأغلى من الوجود وما فيه " كرامه مصر "..


وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد أقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا بعد خروجه من المعسكر..


ويبدأ عمرو مشواره بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على أحد أطبائها ولأنه لبق تظاهر بأنه خدوم للغايه فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه أنه أقام معه ..


ومع انتقال الطبيب إلى مستشفى جديد فى ضاحيه جديده بعيدا عن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل هناك كسكرتير في مكتبه مستغلا وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية فتسلمه مقادير الامور داخل المكتبه مما يثير حنق العمال القدامى، ومن خلال عمله وعن طريق صاحبه المكتبة يتعرف على عضوه بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الاخرى وتتعدد اللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبه لكشف الأمر أمام صاحبه المكتبه فتثور وتطرده ..


وفى أحد الأيام يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة العسكرية ، بعد أن أبلغت عنه صاحبه المكتبه انتقاما منه ومن " سوناتا " كل هذا ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الاتصال به..


وتستغل عضوة الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا بنفوذها في أن يتم تعينه في احد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية..


وهنا تبدأ مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية..


ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديده الخطوره والأهميه إلى القياده المصريه..


ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجه القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الاسرائيليه تم إصدار الأوامر إلى عمرو بافتعال مشكله كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا..


وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقه مرجانه في سيناء وبدأ عمرو في إرسال معلومات شديدة الأهميه والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الاسرائيليه..


وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر..


ومعها ومع انهيار التحصينات الإسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهه وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدأ الحرب أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد..
وحدثت المفاجئه لقد نجح عمرو فى العثور على جهاز إرسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجه القياده ويأتى صوته مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الاوان ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط أخبرهم بأنه فى القنطره شرق سيناء ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للابد الذي فضل الشهادة في ساحة المعركة مفضلا ايقاع أكبر الخسائر للعدو.. وفارقت روح عمرو طلبة الطاهرة جسده المسجي علي رمل سيناء بمنطقة القنطرة فيالأيام الأولي لحرب أكتوبر‏73..


ولأن الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من أجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائره هليكوبتر خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصريه فى الاستعانه برجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقه القنطره شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائره مخاطره باقتحام خطوط العدو و عدم التحديد الدقيق لمكانه من أجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وأرسل منها أخر البرقيات قبل وفاته..


توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وساهم في انتصار لن ينمحي من ذاكره المصريين مهما مرت السنوات.. وسطر لنا أسطورة في الفداء بالروح أغلي مايملك من أجل تراب الوطن‏..‏ لقد قال ذات يوم‏:‏ " وهبت روحي وحياتي كلها مقابل تحرير تراب وطني‏‏" ..‏ لقد صدق الله فصدقه الله....

إنها قصة من البطولات المصرية التي نعيدها لمن فاته شرف المعرفة في أيام أكتوبر المجيد‏.. تحية لروح الشهيد البطل عمرو طلبة‏...
( منى - منقول )
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 01 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
الرقيب/ محمد حسين محمود سعد
أول شهيــد مصــري في حـــرب أكتوبـــر


أول شهيد مصري فى حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو الرقيب ( محمد حسين محمود سعد )

ولد عام 1946م ودرس فى معهد قويسنا الدينى وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية
..

انضم إلى القوات المسلحة عام 1968 م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة على حرب اكتوبر .. وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء..
وكان يوم استشهاده هو يوم العبور ذاته 6 اكتوبر 1973 م كان أول شهيد فى أعظم معارك الشرف والفداء
..
--------------
الرقيب/ محمد حسين محمود سعد
أول شهيــد مصــري في حـــرب أكتوبـــر


أول شهيد مصري فى حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو الرقيب ( محمد حسين محمود سعد )

ولد عام 1946م ودرس فى معهد قويسنا الدينى وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية
..

انضم إلى القوات المسلحة عام 1968 م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة على حرب اكتوبر .. وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء..
وكان يوم استشهاده هو يوم العبور ذاته 6 اكتوبر 1973 م كان أول شهيد فى أعظم معارك الشرف والفداء
..



[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 10 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
العميد حسن أبو سعدة .. أحد أسود سيناء..


فى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته وأسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى..

يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكرى ويقول ( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم ..

و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ...
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ فى النجاح ...
فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل ....

لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب...


لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدوـ مذكرات الجمسى..


(منقول عن منى - m
[/align]
onancy )

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 12 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
" العقيد الشهيد محمد زرد "

[align=justify]
بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط برليف المحصن حاجزا أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا أن الهجوم الكاسح أسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط فى أيدى القوات المصرية.


وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة .. وفشلت المجموعة المصرية فى اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونه فى الارض .. ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية ... وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الاعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون برليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذى فشلت معه كل الاساليب العسكرية للفرقة المواجهة له.


وإذا بالارض تنشق عن العقيد محمد زرد يجرى مسرعا تجاه جسم الموقع متحاشيا الرصاص الاسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه والقى بقنبلة بداخلة عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده الى داخل الحصن من نفس الفتحه وسط ذهول فرقته التى كان قائدا لها ، وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليين من داخل الموقع سيل من الطلقات النارية اخرجت احشائه من جسده ، وفى هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده .

وما هى الا ثوان معدوده واذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكا أحشاؤه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط علية بصعوبة لاستكمال فتحه ... سبحان الله ...


واندفع الجنود المصريين الى داخل الحصن واكملوا تطهيره ، ثم حمل الجنود قائدهم زرد الى أعلى الحصن وقبل أن يفارق الحياه لمس علم مصر وهو يرتفع فوق آخر حصون خط برليف أقوى حصون العالم فى التاريخ العسكرى ثم يفارق الحياة بطلا نادر التكرار ...


monancy
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 18 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
" الشهيـــد العريــــف سيـــد زكريــــا خليـــل "

[align=justify]
قصة الشهيد - سيد زكريا خليل - واحدة من بين مئات القصص التى أبرزت شجاعة المقاتل المصري، ومن الغريب أن قصة هذا الجندي الشجاع ظلت فى طي الكتمان طوال 23 سنة كاملة ، حتى اعترف بها جندي إسرائيلي سابق في ميدان المعركة ، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء).

تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها الى عام 1996 في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين فى الحرب ، وفى هذا العام اعترف سفير إسرائيل في المانيا الذي كان جنديا إسرائيليا لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل ، مؤكدا أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليا بمفرده.

وسلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلى السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده ، وقال الجندي الاسرائيلي أنه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة لهذا البطل ، وأنه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء .. وجاء هذا الاعتراف للسفير المصري من قبل الجندي الإسرائيلي السابق بعد تردد بالغ في كشف هذا السر .. و يقول السفير الإسرائيلي أنه كان مذعورا من هذا الشخص الذي يقتل رفاقه واحدا تلو الآخر ولم يكن يصدق أنه نفر واحد ... وقال أنه كان خائفا وكان مختبئا حتي تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد ...

تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في أكتوبر 73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلى جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب ، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام ، ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف إحدى التباب وإقامة دفاع دائري حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم ، وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافهما زمجرت 50 دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتي تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها .

وعند حلول الظلام وبينما يستعدون للانطلاق لأرض المهمة ، ظهر البدويان ثانية وأخبرا النقيب غازي أن الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق ، ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلى منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت بإحدى التلال وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار - وسيد زكريا - وعبدالعاطي - ومحمد بيكار - إلى بئر قريبة للحصول علي الماء ، حيث فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لإبلاغ قائد المهمة بإعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس ، وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم - سيد زكريا - وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر.

وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها ، فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها ، وفي هذه المعركة تم قتل 12 إسرائيليا ، ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها غير أنها فوجئت بطائرتي هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أي مصري للانتقام منه ، ثم انضمت اليهما طائرتان أخريان وانبعث صوت عال من احدى الطائرات يطلب من القائد غازي تسليم نفسه مع رجاله.

وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي باطلاق قذيفة (آر.بي.جي) علي احدي الطائرات فأصيبت وهرع الإسرائيليون منها في محاولة للنجاة حيث تلقفهم - سيد زكريا - أسد سيناء برشاشه وتمكن وحده من قتل 22 جنديا.

واستدعى الإسرائيليون طائرات جديدة أبرت جنودا بلغ عددهم مائة جندي اشتبك معهم أسد سيناء وفى هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام ، ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع افراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائه ، حيث نفدت ذخيرتهما ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندي إسرائيلي ( السفير الإسرائيلي ) خلف البطل وافرغ فى جسده الطاهر خزانه كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور ويسيل دمه الزكي علي رمال سيناء الطاهرة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين.

وإذا كان سيد زكريا قد استحق عن جدارة التكريم ، فالواقع أن المجموعة كلها برئاسة قائدها لم تكن أقل بطولة وفدائية ، فهم جميعهم أسود سيناء ومصر.

أطلق اسمه على احد شوارع حي مصر الجديدة.
[/align]

monancy

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 28 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
سأقوم بعرض بعض العمليات البطولية العسكرية التي ساعدت في نصر أكتوبر 73 .. كإغراق المدمرة إيلات .. ومعركة الرمانة جنوب بورسعيد... وعملية لسان التمساح من بطولات قوات الصاعقة .. ونجاح المخابرات المصرية في عملية القبض على الجاسوسة المصرية لحساب إسرائيل هبــــة سليــــم ...


monancy

إغراق وتدمير المدمرة إيلات من بطولات قوات البحرية


شهدت الفترة التي تلت حرب يونية 1967 وحتى أوائل آب / أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى إحداث اكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية ويعرف هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحرية بالأنشطة القتالية الروتينية للقوات البحرية...


استطاعت البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية..واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك..ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما اعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي...


ولنش الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح - سطح، من طراز (ستيكس) الذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف ...هجم اللنش الأول على جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية...



تعتبر هذه هي المرة الأولى فى التاريخ الذى تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ


كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالي خليج السويس..عجل حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع (سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا..أما الحادث الثاني للبحرية الاسرائيليية فكان في شهر نوفمبر 1967 عندما اقتربت الغواصة (داكار) من ميناء الإسكندرية في رحلة عودتها من بريطانيا إلى فلسطين المحتلة وقد استطاعت قاعدة الإسكندرية البحرية من اكتشاف الغواصة الإسرائيلية وهاجمتها بفرقاطة مصرية بشكل مفاجئ مما اضطر الغواصة إلى الغطس السريع لتفادي الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها واثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنوية للبحرية الاسرائيية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا...



المشير الجمسى وعملية إغراق المدمرة إيلات



يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ...وجاء يوم 21 اكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة وقد كنت انا وقتها رئيس أركان للجبهة يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر فى المنطقة شمال بورسعيد...



كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها...



وبمجرد أن صدرت اوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى....



عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الى تم بسرعة ...لقد كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح / سطح لأول مرة ، بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم واصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية...


طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة . استجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973...
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1560.imgcache.jpg
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 34 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
عملية لسان التمساح من بطولات قوات الصاعقة

[align=justify]
في مارس ‏1969‏ كان الفريق عبد المنعم رياض يزور الجبهة،‏ ويمر بجنوده في الخطوط الأمامية وفي آخر المرور دخل الي نادي الشاطيء الخاص بهيئة قناة السويس بالاسماعيلية وكان في مواجهة ذلك النادي في الضفة الشرقية موقع للعدو يطلق يسمى (لسان التمساح) وكان هذا الموقع دائما ما يوجه قذائف صاروخية وقذائف هاون علي مدينة الاسماعيلية‏، دمرت عددا كبيرا من منازل المدينة بخلاف الضحايا من المدنيين‏...

شعر العدو من مظهر دخول الفريق الي نادي الشاطيء ومن السيارات المصاحبة له ان هناك شخصيه مهمة، وبكل الغدر اطلقوا قذائف الهاون والصواريخ،‏ واصيب الفريق عبد المنعم رياض واستشهد بين ضباطه وجنوده‏...


وصدرت التعليمات بالانتقام لمقتل الفريق عبد المنعم رياض واوكل ذلك للبطل ابراهيم الرفاعي.‏اختار إبراهيم الرفاعي عددا من ضباطه‏ وكانوا هم‏‏ (محيي، ووسام‏,‏ ورجائي،‏ ومحسن)،‏ وانطلق بهم إلى الاسماعيلية حيث مقر إرشاد هيئة القناة، في ذلك المبني المرتفع استطلع الرفاعي الموقع الذي ضرب علي الشهيد عبد المنعم رياض‏ ورسم تخطيط له، وكان الموقع مكونا من أربع دشم‏‏ اثنتان في الأمام واثنتان في الخلف‏ بينها أرض لتجمع الافراد في طابور الصباح ولإجراء الطوابير الرياضية‏ وخلف تلك الدشم كانت مخازن الذخيرة الخاصة بالموقع ومخازن التعيينات والوقود‏.‏وعاد الرفاعي وضباطه الي القاهره‏ وطلب من كل منهم ان يختار مجموعة من الصف والجنود‏ وأمرهم بتدريبهم...

وفي الوقت نفسه بنى سلاح المهندسين نموذجا مطابقا للموقع بناء على الرسم الكروكي الذى وضعه الرفاعي وانتقل الرفاعي بضباطه وبمجموعاتهم من الافراد الي منطقة صحراوية بمصر تشبه الارض التي ستتم العملية عليها‏ وهناك امضوا ما يقرب من شهر في التدريب علي اقتحام المواقع‏ حيث قسمهم الرفاعي الي أربع مجموعات وكانت كل مجموعة يقودها ضابط‏ مكلف هو ومجموعته باقتحام احدى الدشم الاربع‏.‏وعندما تأكد الرفاعي ان كل فرد في المجموعات عرف دوره بالتحديد وتدرب عليه جيدا عاد برجاله الي القاهرة...

‏وفي 17/4/1969غادر الرفاعي وقوته مرة آخرى الي الاسماعيلية،‏ وكانت القوة مكونة من الضباط الاربعة إضافة الى ضابط استطلاع‏ واربعين فردا،‏ وعسكر الجميع في مبني الارشاد بالاسماعيلية المواجهة لموقع لسان التمساح...

وقام ابراهيم الرفاعي وضباطه باستطلاع موقع العدو‏ واطمأن علي انه كما هو لم يتغير‏ وبعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء سويا ضباطا وافرادا‏ ثم اجتمع البطل الرفاعي بقادة المجموعات للتلقين النهائي...

وحينما حل الظلام اعطي ابراهيم الرفاعي امره الي المدفعية بقصف موقع العدو بالضفة الشرقية وكان تراشق المدفعية في هذا الوقت يعتبر شيئا عاديا،‏ وكان من الطبيعي اثناء قصف المدفعية ان يختبيء افراد العدو داخل المخابيء‏ وكان مقصودا بذلك ان يدخل افراد الموقع المقصود داخل الدشم ولا يخرج منها طوال فترة القصف...

واثناء القصف‏ عبر الرفاعي بمجموعته الى الضفة الشرقية في اتجاه موقع لسان التمساح، ووصلت الزواق الي الشاطيء الشرقي،‏ فامر الرفاعي بايقاف ضرب المدفعية علي الموقع وبعد إشارة من ضابط الإستطلاع اتجهت كل مجموعة بقائدها نحو الى الدشمة المكلفة بها...

وبدأ الافراد يلقون القنابل اليدوية من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات‏ وقام الضباط بحرق العربات الموجودة بالموقع واسقاط العلم الاسرائيلي وتدمير المدافع، الا ان كل ذلك لم يدفع افراد العدو للخروج من الدشم‏ فبدأت المجموعات تستخدم نوعا من القنابل الحارقة‏ ترفع درجة حرارة المكان الذى تنفجر فيه الى ‏300‏ درجة مئوية‏ فقاموا بإلقائها داخل الدشم...

ولم يتحمل افراد العدو فخرجوا من الدشم هاربين كالفئران لتحصدهم طلقات افراد المجموعات‏ وبذلك تمكنت المجموعة من القضاء علي الموقع بالكامل وكانت محصلة العملية قتل ‏26‏ فردا هم كل قوة الموقع‏...

وبعد الاستيلاء علي الموقع بالكامل‏ تم نسف المخازن‏ إضافة الى نسف مدرعتين وقتل طاقمهما‏.‏نتيجة لغم تم زرعه بجوار الموقع قبل الإنسحابة وكان آخر من انسحب هو البطل ابراهيم الرفاعي...





وفي صباح اليوم التالي‏ توجه الزعيم الخالد جمال عبدالناصر لزيارة جرحى العملية وكان مهتما جدا بمعرفة نوعية الجندي الاسرائيلي عند مواجهته مع الجندي المصري،‏ وانصرف الرئيس وهو مطمئن تماما بعد ان عرف تفصيلات المواجهة وهروب الاسرائيليين مذعورين منهم‏...

لقد كانت تلك المواجهة بين الجندي المصري والجندي الاسرائيلي هى الاولى‏ منذ حرب ‏1948،‏ وفي تلك المواجهة تم القضاء نهائيا علي اسطورة الجندي الاسرائيلي الذي لا يقهر واثبت رجال المجموعة ‏39‏ قتال ان الجندي الاسرائيلي من اجبن اجناد الارض وبذلك يكون البطل الرفاعي قد تمكن من الأخذ بثأر الفريق عبدالمنعم رياض‏...



monancy
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 06 / 10 / 2009 38 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=justify]
معركة الرمانة في جنوب بورسعيد ، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء ... !!!!


وقعت هذه المعركة في بورسعيد ، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء...كانت القيادة الإسرائيلية قد استغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد ، واتخذت الإجراءات التى تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذى يناسب القطع البحرية الإسرائيلية .


تركزت خطة القيادة الإسرائيلية ، على أن تقوم المدمرة المعروفة في ذلك الوقت " إيلات " بالمرور شمالاً بإتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات قاعدة بورسعيد ، في نفس الوقت الذى يتحرك فيه لنشي طوربيد _ من طراز ( ملان ) الفرنسية الصنع _ جنوبًا باتجاه الساحل ، وفي حال اكتشاف أي وحدة بحرية مصرية يتم الاشتباك معها فورًا وتدميرها .


على الجانب الآخر كانت دورية الطوربيد المصرية - المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب " نقيب بحرى / عونى عازر ومساعده ملازم / رجائى حتاتة " ويضم الثانى " نقيب/ ممدوح شمس ومساعده ملازم أول / صلاح غيث " _ تنفذ مرورًا روتينيًا لتأمين الميناء والاستطلاع للإبلاغ عن أي أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية .


وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من اكتشاف المدمرة " إيلات " ، فتم إبلاغ القيادة لاسلكيًا ، ثم انطلقت اللنشات المصرية مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة في الثأر واسترداد الكرامة المُهدرة منذ شهر وأكثر ....

وبينما كلن النقيب " عونى " ينطلق بأقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة ، ظهر فجأة لنشى الطوربيد الإسرائيليين ، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الجانب الخلفى ، فأسرع عونى يبلغ القيادة بالموقف الجديد ، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الإشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأي شكل ...


ولكن آوان التراجع لم يعد متاحًا - وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية ، في ظل مساندة المدمرة " إيلات" ..


وعلى الرغم من عدم التكافؤ الواضح ، إلا أن الدورية المصرية بقيادة نقيب / عونى عازر نجحت في الخروج من دائرة الضوء التى كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة ...

ومع تعقد الموقف واستحالة التراجع ، تخذ " عونى " قرارًا بالقيام بهجوم انتحاري وأمر مساعده ملازم " رجائى حتاته " بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق ، وأنقض بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة ...


ومع وضوح نية اللنش المصرى ، ازدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وانضم إليها لنشى الطوربيد ، في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة ...


وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة انفجر اللنش المصرى واستشهد النقيب / عونى عازر ومساعده ملازم / رجائي حتاته ، كما استشهد طاقم اللنش بالكامل ، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة " إيلات " من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وأصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة .

وقد سُجلت هذه المعركة ضمن الدوائر العسكرية الدولية كأشهر المعرك البحرية في العصر الحديث ، بين لنشات الطوربيد والوحدات البحرية الكبيرة ، وأشادت بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية...

( منقول - منتديات عبدالرحمن يوسف - الكاتب منى )
[/align]

د. ناصر شافعي 06 / 10 / 2009 49 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
الأستاذة الأديبة القديرة هدى نور الدين الخطيب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر سيادتكم على هذا المجهود الرائع .. و هذا العمل الكبير التجميعي الرائع ..
وشكراً للأستاذة نصيرة تختوخ على مجهوداتها الفكرية و نفحاتها التاريخية ..
وشكراً لكل السادة الأفاضل الذين ساعدوا بالمعلومات أو الجهد في كتابة و تسجيل و نقل هذه المعلومات الهامة .
و شكراً لجميع جنودنا البواسل الذين سطروا بدمائهم نصوص تلك الملاحم البطولية الخالدة ، وندعو لهم بالجنة إن شاء الله .

تحياتي و تقديري العميق لهذا الجهد الكبير .
د. ناصر شافعي

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1562.imgcache.jpg http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1563.imgcache.jpg

ناهد شما 06 / 10 / 2009 50 : 09 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 


مشكورة أستاذة نصيرة على فتح هذا الملف

التهنئة لشعب مصر البطل والرحمة للشهداء الأبرار و هذا النصر هو للأمة العربية جمعاء


يجب علينا أن لا ننسى نضال القائد العظيم جمال عبد الناصر رحمة الله عليه وجعل مثواه الجنة

إن حرب أكتوبر هو نتاج خالص لتخطيط المغفور له جمال عبد الناصر قبل موته وأن السادات ما فعل إلا قطف ثمرة جهد عبد الناصر وتضحياته

ومن أقوال جمال عبد الناصر : ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ومات عبد الناصر على ثلاث لاآت : أن لا تفاوض - ولا اعتراف - ولا صلح مع الصهاينة


قالوا


صحيفة المجاهد الجزائرية

23/ 10 / 1973

" إن الأمة العربية كلها تحس اليوم بفخرعظيم وشكرعميق لجيوش مصروسوريا التي حققت للعرب أو ل انتصار لارجوع فيه،ومهما تكن النتائج النهائية للمعركة فسوف تبقى حقيقة أنها أنهت مهانة 1967،وجددت الكرامة العربية."


توفيق الحكيم

9 أكتوبر 1973


عبرنا الهزيمة بعبورنا الى سيناء ومهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهمال وثبة فيهاالمعنى أن مصرهى دائما مصر تحسبها الدنيا قد نامت ولكن روحها لاتنام واذا هجعت قليلا فان لها هبة ولها زمجرة ثم قيام سوف تذكرمصرفى تاريخها هذه اللحظة بالشكروالفخر

يوثانت

ان الرئيس جمال عبد الناصر بوصفه زعيماً للشعب المصرى وبوصفه شخصيه مرموقه فى الشرق الأوسط وفى العالم قد ساهم بدور تاريخى فى الأحداث
التى شهدتها المنطقة التى يعيش فيها طوال العشرين عاماً الماضية

الخبير العسكري
ادجار أوبلانس

اكتوبر1975

" لقد تركت حرب أكتوبر 1973 أثاراعميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب... حيث بدد تعددامن الأساطيروالأوهام. إن حرب أكتوبرتركت أثارها ليس على الإستراتيجية العربية والإستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضاعلى عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة في ميدان القتال وعلى سباق التسلح في الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الالكترونية."


إدوارد هامبرو
ان الرئيس جمال عبد الناصر لم يصبح خلال زعامته التى إمتدت عشرين عاماً مجرد شخصيه وطنيه عظيمه وبارزه بل ورجل دوله مرموق فى الشرق الأوسط وفى العالم بأسره.


لودفيج سفوبودا

ان وفاه جمال عبد الناصر هى خسارة أليمة للشعب العربى ولكل الشعوب التقدميه لأنها جاءت فى وقت حرج يواجهه النضال ضد الإستعمار والعدوان الصهيونى من أجل الحقوق الشرعيه وإقرار السلام فى الشرق الأوسط.


دورميدلتون

الخبير العسكري

أن القوات الجوية المصرية قد ظهرت على مستوى عال بصورة لم تكن متوقعةعلى الإطلاق .. حيث أظهرالطيارون المصريون أنهم لايفتقرون إلى الجسارة والإقدام ،كماأظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العليةعلى تشغيل وإدارة أسراب طيران حديثة مثل (( الميج21)) تحت ظروف القتا ل الصعبة .


أليكسى كوسيجين

ان جمال عبد الناصر كان وسيبقى إلى الأبد فى ذاكرة الناس مناضلاً لايلين فى الكفاح من أجل الكرامه الوطنيه والعزه لشعبه.


فيدل كاسترو

ان عبد الناصر واحد من أعظم شخصيات هذا العصر وثائر عظيم قاد نضال شعبه فى إستبسال نادر لدحر مؤامرة هذا العصر.


الجنرال كالمان

قائد إسرائيلي في سيناء

إن القوات المصرية تدخل سيناءمن كل مكان،وفى كل اتجاه،وبكل الوسائل،بطائرات الهليكوبتروبالقوارب،وسيراعلى الأقدام .. إن هذه القوات تقاتل بشراسة وهى مسلحة بأحدث الأسلحة .

شارل ديجول

ان الرئيس جمال عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربى بأسره خدمات لانظير لها بذكائه الثاقب وقوة إرادته وشجاعته الفريده ذلك أنه عبر مرحلة من التاريخ أقسى وأخطر من أى مرحلة أخرى لم يتوقف عن النضال فى سبيل إستقلال وشرف وعظمه وطنه والعالم العربى بأسره.


نجيب محفوظ

إن 6 أكتوبرثورة وليست معركة وحسب .. فالمعركة صراع قد ينتهى بالنصرأوبغيره .. ولكن الثورة وثبةروحية تمتد فى المكان والزمان حتى تحقق الحضارة .. إنهارمزلثورةالانسان على نفسه وتجاوزه لواقعه،وتحديده لمخاوفه ومواجهة لاشد قوى الشرعنف اوتسلطا .. إن روح أكتوبرلاتنطفىء فقد فتحت لنا طريقا بلا نهاية .. ليس العبورسوى أولقفزة فى تيارتحدياته .


جورج بومبيدو

ان عبد الناصر رجل دوله عظيم إستعاد بحق لمصركرامتها وعزتها.

. أنديرا غاندي

ان التاريخ سيسجل للرئيس جمال عبد الناصر مساهمته الفريده فى بعث الشعب العربى....ان الرئيس جمال عبد الناصر سيظل ذكره خالداً فى الهند وفى كل مكان فى العالم حارب فيه الناس من أجل حريتهم وذلك بإعتباره قائداً عظيماً وسياسياً يتسم بالشجاعة والحكمة.


هنري ستانهوب

المراسل العسكري لصحيفة التايمز

إن الأمرالمؤكد أن الجيش الأسرائيلى قد أخفق ،فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم ومعداتهم عبرالجسورالأحدعشرالتى أقاموها والتى لم تستطع الطائرات الاسرائيلية تدمير أى منها ،إن الامرالواضح للجيش الاسرائيلى هوزيادة تصميم الجنودالمصريين وقتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم ،ثم المغزى العميق الذى تنطوى عليه قدرتهم المتزايدة وكفاءتهم الملحوظة فى إدارةشبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات


سيريمانو باندرانيكه


موت عبد الناصر انها خسارة لا تعوض للأمة العربية بأسرها ولدول عدم الإنحياز وللعالم أجمع...انها خسارة نبكى لها وسنظل نبكيها مفعمين بأعمق مشاعر الأسى.




محمد زياد


لقد فقدت الحرية والإنسانية كلها أعظم بطل وأكبر نصير لها فى القرن العشرين..ان جمال عبد الناصر كان أباً ورائداً ومعلماً للثورات الوطنية التحررية فى إفريقيا والشرق الأوسط..وكان قوة جبارة..وكان طوداً شامخاً تحطمت على سفحه كل المؤامرات الإمبريالية ومؤامرات أعوان الإمبريالية..وإذا ذهب عنا اليومالرئيس جمال عبد الناصر بجسده فقد ترك لنا أفكاره وعقائده ومبادئه وأن عزاؤنا الوحيد هو أن نخلص لهذة الأفكار العقائدية..أما إذا لم نسر فى الطريق الذى رسمه فإنها ستكون ولاشك خسارة أعظم وأفدح ونكسة كبرى لمبادئه الساميه وللنضال والجهاد الذى حمل مشعله بالنسبه لشعوب العالم الثالث والقوى التقدمية.



جوليوس نيريرى


ان وفاه الرئيس عبد الناصر صدمة مروعة وخسارة فادحة للعالم أجمع حتى أعدائه سينعونه...لقد كان عبد الناصر رجلاً عظيماً..رجلاًيتمتع بالبصيره ويتحلى بالشجاعة الفائقة..رجلاً وهب كل حياته لقضية الشعب العربى الذى كان يبادله حباً بحب وتقديراً بتقدير.......لقد مضى فى سبيل تلك القضية..قاد شعب بلاده مخلصاً إياه من البؤس والهوان إلى مكانة لا تمكن أحداً من أن يتطاول عليه أو يستغله أو يغفله مكانة لقد جعل رأيه مسموعاً يؤخذ فى الإعتبار فى كل محافل الدنيا.....إن إفريقيا تبكى وفاته..بل سيبكيه العالم كل العالم.







مراسل رويتر
اليوم الثالث للحرب



دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات ومدافع وعربات اسرائيلية كماشاهدت أحذية إسرائيلية متروكة وغسيلا مصريا على خط بارليف .









المختار ولد داده


ان الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية ليست هى وحدها التى فقدت الرئيس جمال عبد الناصر وإنما إفتقدته معها شعوب العالم الثالث والبشرية جمعاء لأن فقيدنا العظيم كان وسيبقى إلى الأبد رمزاً للنضال.




منظمة فتح الفلسطينية




إن حظك يافلسطين عاثر..فلقد فقدت مناضلاً من أبرزالمناضلين ورجلاً من أعز الرجال فى وقت أنت بحاجة إلى المناضلين وبحاجة إلىالرجال..........نحن واثقون أن روح عبد الناصر وشجاعة عبد الناصر وبطولة عبد الناصرستظل أنشودة جيلنا والأجيال التى تأتى من بعدنا.




معمر القذافى


ان جمال عبد الناصر لم يعش من أجل نفسه بل من أجل كل نفس.. ولم يعش فى داخل مصر بل عاش فى داخل قلب كل واحد منا..ولم يعمل لمصر وحدها بل عمل لأمتنا العربية كلها..إن هذة الأمه باقية وعظيمة وخالدة وليس أدل على ذلك من أنها أنجبت العظماء وأنجبت الخالدين أمثال جمال عبد الناصر.




جعفر النميرى



تختطف يد المنيه من بيننا الرائد الذى لايكذب أهله..والقائد الذى لا يتردد..باعث نهضتنا وحامى كرامتنا وموحد أمتنا ومضمد جراحها وموجه كفاحها وبانى سلامها وجاعل هزيمتها نصراً..المناضل الذى أحبكم وعاش لكم وبكم..فخركم وفخر كل عربى أبى وكل مناضل فى كل مكان..محقق الحرية وداعية الإشتراكية..ومفجر الثورة العربية الحديثة..وجامع العرب من المحيط إلى الخليج..فخوره الأمجاد..ومطلع شموس الأمل وينبوع الثقة والإلهام..نصير العاملين..أخ الجميع وأب الجميع..دوحتنا الوارفة وظلنا الظليل..جمال عبد الناصر


























نصيرة تختوخ 06 / 10 / 2009 18 : 11 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
لاأملك إلا أن أقول رحم الله الوطنيين و الشهداء الذين ضحوا في سبيل تحرر أوطانهم واسترجاع كرامتهم.
شكرا لكل من يساهم في إفادتنا و إبراز الحقائق و نفض غبار الزيف أو التشويه عنها و هنيئا لمصر بطولات أبنائها الشجعان.

امال حسين 06 / 10 / 2009 25 : 01 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
شكرا للاساتذة المحترمين / نصيرة تختوخ - وهدى الخطيب - وناهد شما - د.ناصر لإثراءكم للموضع عن حرب أكتوبر

بهذا الكم من المعلومات التى سبقت الحرب بمراحل بعيدة


وارجو النظر لحرب السادس من أكتوبر أنها حدت من الاسطورة الاسرائيلية واعاقت احلامهم لكثير من الوقت

وارجو الأطلاع على موضوعى

حرب اكتوبر (تشرين)صحف وصور

http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=47011#post47011

مرفت شكري 06 / 10 / 2009 36 : 03 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
الأخت النشيطة جداً جداً جدأ نصيرة .. حبيبة قلبي فتحت ملف رائع .. له الكثير من الذكريات الجميلة في قلوبنا جميعاً .. أشكرك و أشكر الأستاذة الغالية و القديرة هدى الخطيب .. و استعراضها للملاحم البطولية التي خاضها ابنائنا و مقاتلينا الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم و دمائهم من أجل أوطانهم .. لقد سرت قشعريرة في جسدي و أغرورقت عيناي بدموع الفرحة والفخر و أنا أقرأ ما سطرته أيدي أختي الرائعة هدى .. و أتمنى من شبابنا قراءة هذه البطولات التي قهرت العدو و حطمت أسطورته .. النصر قادم بإذن الله و ستحرر فلسطين بالإرادة القوية و الاتحاد العربي و توحيد المواقف و الثقة بالله ..
و من هنا أرسل تهنئة خاصة للمقاتل محمد .. و هو أول جندي رفع العلم فوق سيناء الحبيبة ..

ياسين عرعار 06 / 10 / 2009 49 : 09 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
التاريخ حافل في طياته بالأحداث الهامة ...وهذه الصور بقيت خالدة لنراها اليوم...

التاريخ صفحة و حقيبة أحداث ... تتواصل عبر السنين ...

لقد عدنا إلى الماضى لنرى الحاضر و نبني المستقبل

شكرا على الموضوع الهام ... وجميل جدا هذا التوثيق



***************

تحياتي

أختي نصيرة تختوخ


حسن الحاجبي 06 / 10 / 2009 42 : 11 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
شكرا جزيلا للأستاذة نصيرة تختوخ على ملفاتها الرائعة , وشكرا للغالية هدى الخطيب على هذا الكم الثر من المعلومات والإفادات في حق رجال صدقوا الله فصدقهم, وباعوا أنفسهم بالجنة , وسجلوا في تاريخ مصر و الأمة العربية سطورا ذهبية من النضال و الشهادة .
هنيئا للشعب المصري ذكرى المجد والبطولات , ورحم الله شهداء الأمة حيثما كانوا .

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 36 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
ب[frame="4 98"]
عد الخامس من شهر يونيو 1967م أعيد ترتيب الأوراق على كل المستويات المصرية ، فالفن عمل على بعث الروح فى الشعب المصرى من جديد ، ونذكر على سبيل المثال أن الشاعر " عبد الرحمن الأبنودى " كتب " موال النهار " رافضا الهزيمة " ، ولحنه الموسيقار "بليغ حمدى " وغرد العندليب " عبد الحليم حافظ " :
عدا النهار والمغربية جايه
تتخفى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه فى السكه
شالت من ليالينا القمر
وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها
جاها نهار مقدرشى يدفع مهرها
يا هل ترى الليل الحزين
أبو النجوم الدبلانين
أبو الغناوى المجروحين
يقدر ينسيها الصباح
أبو شمس بترش الحنين ؟!
أبداً بلدنا للنهار
بتحب موال النهار
لما يعدى فى الدروب
ويغنى قدام كل دار
وعندما كان الرئيس " جمال عبد الناصر " يستغيب إذاعة " موال النهار " يصدر أوامره بإذاعته .
أما حرب الاستنزاف فقد مهدت الطريق لمعارك حرب أكتوبر 1973 ، والقادة تواجدوا بجوار الجنود فى مواقعهم على الجبهة من أجل الاطمئنان على تدريباتهم ورفع روحهم المعنوية ، ولعلنا نذكر أن الفريق أول " عبد المنعم رياض " نال الشهادة فى التاسع من شهر مارس عام 1969م أثناء زيارته لأحد المواقع العسكرية بجزيرة " الفرسان " شرق الإسماعيلية .
وللتاريخ نقول .. إن الجندى المصرى لم يدخل حرب 1967م ، وبالتالى نالت مصر هزيمة لا تستحقها وحصلت إسرائيل على نصر لا تستحقه .
وقبل معارك أكتوبر بقليل طلب الرئيس " محمد أنور السادات " من الإمام الأكبر " عبد الحليم محمود " شيخ الأزهر أن يصلى لله تعالى صلاة استخارة .. فطلب الدكتور " عبد الحليم محمود " مهلة ، وبعد يومين قال للرئيس السادات " ابدأ المعركة على بركة الله لأننى رأيت رسول الله يعبر بجيش فوق الماء .
وفى يوم الخامس من شهر أكتوبر عام 1973م – التاسع من رمضان 1393هـ طلب الرئيس " محمد أنور السادات " من كل قائد عسكرى أن يوقع على خطته وكلامه المسجل فى جلسة هيئة الأركان .. فقال الفريق " سعد الدين الشاذلى " رئيس الأركان : هو احنا تلاميذ ؟! فقال السادات : التلاميذ لا يوقعون .. ولكنهم القادة لأنهم مسئولون .
وفى السادس من أكتوبر 1973م – العاشر من رمضان 1393هـ انطلقت معارك أكتوبر ، وسجل أبطال مصر انتصارهم العظيم فى سجلات الشرف والكرامة

_____
إبراهيم خليل إبراهيم
[/frame]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 37 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[frame="8 98"]
الميزان العسكرى فى وثيقة بريطانية :
فى الثالث من شهر أكتوبر عام 1969م وضعت لجنة الاستخبارات البريطانية المشتركة تصوراً عن الميزان العسكرى لدول الشرق الأوسط حتى نهاية عام 1973م ، ورفع موجز التصور فى وثيقة إلى رئاسة الحكومة والوزارات الرئيسية البريطانية ، وضمت الوثيقة 8 بنود رئيسية تحدث البند الأول عن .. أن العرب سيبقون فى الأعوام المقبلة متفوقين على إسرائيل فى القدرات البشرية " مجموع الجنود " ، وفى المعدات الحربية ، وأن الاتحاد السوفيتى سيواصل تزويد العرب بالأسلحة خصوصاً مصر وسوريا والعراق ، كما ستواصل موسكو تدريب الضباط والأطقم الفنية للدبابات والطائرات فى هذه البلدان ، وحتى فى الجزائر مما يساعد على زيادة قدرات العرب العسكرية والحربية ، ومع زيادة القدرات العسكرية العربية ستبقى إسرائيل أقوى فى المجال الاستخبارى ، وفى جانب القدرات الجوية .
كما ذكرت الوثيقة .. إنه برغم التفوق العددى العربى فى الرجال والمعدات سيبقى الجيش الإسرائيلى أفضل من ناحية التدريب والقدرات والمعنويات خصوصاً مع استمرار تدفق المعدات العسكرية المتقدمة ، والقيادة السياسية المستقرة ، وستبقى إسرائيل معتمدة على الدول الغربية فى التزود بالأسلحة الثقيلة خصوصاً الطائرات والدبابات والصواريخ الأرضية والمدفعية ، ورغم الحظر الفرنسى تواصل إسرائيل الحصول على قطع غيار طائراتها المقاتلة فرنسية الصنع ، كما أن صناعتها الحربية تزودها بالكثير من المعدات اللازمة .. كما أن مساحة الأراضى العربية التى احتلتها إسرائيل عام 1967م أعطت لإسرائيل ميزات حربية أفضل وأبعدت عنها الضربات المباشرة مما أعطاها وضعاً تكتيكياً أفضل للاستعداد لأى هجوم عربى .
وتوقع البند الثانى من الوثيقة .. أن إسرائيل لا تستطيع كسب أى حرب جديدة فى وقت قياسى كما جرى فى حرب 1967م رغم أن قدراتها الحالية أفضل مما كانت عليه فى مايو عام 1967م .
وشدد البند الثالث على .. أن باستطاعة إسرائيل الانسحاب من مناطق عربية شاسعة احتلتها عام 1967م دون أن تتأثر قدراتها فى الدفاع عن أمنها لكنها لن تلجأ إلى خيار الانسحاب من أراضى عربية إلا بعد الحصول على تنازلات سياسية عربية خصوصاً من الدول المجاورة الكبيرة مباشرة .
ورصدت الوثيقة أن إسرائيل قد تفضل حرب جديدة فى وقت قريب قبل أن يتمكن العرب من إعادة بناء قواتهم العسكرية .
وفى البند الرابع من الوثيقة البريطانية حديث عن أن الفدائيين ينالون دعماً نسبياً كما تساعدهم الدول العربية فى حرب بالوكالة .
وفى البند الخامس من الوثيقة حديث عن .. أن العرب لا يندفعون إلى الحرب إلا بعد دراسة متأنية ، وقد يجد بعض الزعماء العرب نفسه مندفعاً إلى معركة دون حساب معتقداً أن العزلة الإسرائيلية فى العالم تعطيه القدرة على التحرك بحرية .
كما توقعت الوثيقة أن الحرب المقبلة ستشهد هجوماً أولياً من الجانب العربى بهدف تحطيم القدرات العسكرية الإسرائيلية .
وفى البند السادس من الوثيقة ورد .. أن الحرب قد لا تنشب طالما بقيت الولايات المتحدة الأمريكية وروسياً منقسمين بالجهود السياسية لإقرار حل سلمى للصراع .. لكن أى فشل للجهود السياسية قد يؤدى إلى الحرب .
عش الغراب وأغنية سام :
فى بداية عام 1970م قامت إسرائيل بالهجوم فى العمق المصرى باستخدام طائرات الفانتوم ذات القدرات العالية والطيران المنخفض والحمولة الكبيرة والمزودة بوسائل إنذار متقدمة تحقق لها الحماية من نيران الصواريخ المصرية .. فقد كانت مزودة بجهاز أطلق عليه جهاز " أغنية سام " الذى يعطى إشارة ضوئية مختلفة عن وجود صواريخ السام عند استعدادها للانطلاق ، وكانت تلك الإشارات تعطى نغمات مميزة ، وقد قامت قوات الدفاع المصرية خلال معارك الاستنزاف بتطوير أساليب مختلفة للتغلب على قدرات الطائرات الفانتوم الإسرائيلية وكانت النتيجة أن معدل إسقاط الفانتوم الإسرائيلية بلغ نسبة تتراوح بين 15% ، 20% وهذه نسبة عالية .
وفى شهر أبريل عام 1970م وجدت الصواريخ التى منعت الطائرات الإسرائيلية من الهجوم فى العمق ، وطورت قيادة الدفاع الجوى المصرى الخطة لمنع التفوق الجوى الإسرائيلى فوق الجبهة المصرية وتدربت وحدات الصواريخ على الخطة خلال شهرى مايو ويونيو ، وفى الثلاثين من يونيو استكملت القوات المصرية المرحلة الأولى واحتلت مواقعها فى منطقة عمقها من 50 إلى 60 كيلو متراً غرب القناة بهدف اصطياد الطائرات الإسرائيلية ، وفى نفس اليوم قامت الطائرات الإسرائيلية كالمعتاد بطلعة استطلاع معادية وفجأة اشتبكت معها الصواريخ المصرية وأسقطت طائرة ، وبعد ساعات عادت الطائرات الإسرائيلية فى هجمة قوية بقوة 24 طائرة من طراز الفانتوم والسكاى هوك وكانت النتيجة .. إسقاط 4 طائرات إسرائيلية ، وبعد يومين عادوا فى هجمة جوية جديدة وبعدد مماثل من الطائرات وتم إسقاط 3 طائرات وأسر طياريها ، وفى الخامس من يوليو حدثت هجمة جوية بحوالى 16 طائرة وتم إسقاط طائرتين فتوقفت إسرائيل عن الهجوم حتى الثامن عشر من يوليو ثم هجمت الطائرات الإسرائيلية بأسلوب جديد وبارتفاعات مختلفة وبحجم كبير من وسائل الإعاقة ، وكانت النتيجة .. تفجير طائرة فى الجو وإسقاط أخرى وأسر قائدها ، وصل إجمالى الطائرات الإسرائيلية التى تم إسقاطها من 30 يونيو وحتى 5 أغسطس 1970م إلى 26 طائرة فانتوم وسكاى هوك ، وكان لدى إسرائيل وقتها 100 طائرة من هذين الطرازين ، وهو أعلى معدل إسقاط للطائرات فى العالم ، وفى الثامن من أغسطس عام 1970م تم وقف إطلاق النار تنفيذاً لمبادرة وزير الخارجية الأمريكى " وليم روجرز " وفى الليلة السابقة تم تحريك أعداد كبيرة من كتائب الصواريخ لتدخل مواقعها التى أنشئت غرب القناة .
حائط الصواريخ :
اكتمل حائط الصواريخ ، ووفر للقوات الجوية المصرية الغطاء اللازم لها للقيام بالعمليات الجوية ، واستمر التخطيط للعمليات الهجومية مع العمل على منع الطائرات الإسرائيلية من الاستطلاع شرق قناة السويس وأدى ذلك إلى ابتعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شرق القناة بمسافة 30 كيلو مترا حتى لا تتعرض للصواريخ المصرية ، وفى تلك الفترة كانت إسرائيل تضع معدات إعاقة فى محطات أرضية بمواقع مختلفة فى سيناء ، وكان من الصعب كشف مكان مصدر الإعاقة ، ولكن مصر استطاعت تحديد موقع أهم تلك المصادر وكان فى منطقة جبل " أم خشيب " ، وقد ذكرت " جولدا مائير " رئيسة وزراء إسرائيل عند إنشاء حائط الصواريخ : " إن المصريين وضعوا صواريخهم غرب القناة كعش الغراب كلما قطعنا واحدة ظهرت اثنتان " .
وقال " موشى ديان " وزير الدفاع الإسرائيلى : " حين نقل المصريون صواريخهم فى اتجاه القناة عام 1970 لم نستطع تدميرها ".
معوقات العبور :
_______
أصعب مانع مائى فى العالم :
قناة السويس تعتبر فى العرف العسكرى مانعاً فريدا وصعباً فشواطئها تنحدر من الجانبين انحداراً حاداً بواسطة حواف تتكون من الأحجار المتماسكة للاحتفاظ بالقناة كخط ملاحى بحرى ، وبالتالى فإن اجتياز القناة بأى وسائل للعبور كالدبابات البرمائية أو القوارب يستلزم له إعداد هندسى مسبق .
والقناة أيضاً تمتد لمسافة 175 كيلو مترا لتفصل بين الجيشين الثانى والثالث المصريين غرباً ، وجيوش إسرائيل الموزعة فى سيناء شرقاً وتتبدل سرعة اتجاه تيار الماء فى القناة أربع مرات يومياً ، ولذلك يتغير منسوب ارتفاع الماء بها وفقا للمد والجذر حيث يبلغ أقصى مداه " 1.5 " متراً فى الجنوب ، ولذلك كان لزاماً اختيار أنسب الأوقات للعبور استغلالا لأنسب أوقات ارتفاع المد .
ويوجد بموازاة الجزء الشمالى من القناة جنوبى بور فؤاد وحتى جنوب رأس العش منطقة من الأراضى الرخوة المغمورة بالمياة الضحلة والتى تسمى " سبخة " حيث يصعب مرور المركبات والأفراد إلا فوق مدقات سابقة التجهيز .
وأيضاً يوجد بموازاة الجزء الجنوبى من القناة وشمالى بور توفيق تضاريس جبلية حادة ، بخلاف سائر المناطق ، تحد من مرونة حركة الآليات ، وتساعد على أخذ هيئة مرتفعات حاكمة ، ويتراوح عرض القناة بين 100 ، 180 متراً وفى بعض الأحيان يصل إلى 220 متراً بينما يتفاوت عمقها بين 14 ، 18 متراً ، وتتسع القناة اتساعاً غير عادى عند بحيرتين أصغرهما بحيرة التمساح جنوب الإسماعيلية ، والأخرى هى البحيرات المرة الأكثر اتساعا والتى تمتد لمسافة أطول قبيل السدس الجنوبى من القناة شمالى مدينة السويس ، وهذه البحيرات لا تصلح كمناطق للعبور نظراً لعرضها البالغ ، وذلك لتعرض القوات العابرة خلال وقت طويل للنيران المعادية ، وأحد المسئولين العسكريين المصريين قال عقب إحدى المناورات : " إن قناة السويس أصعب مانع فى العالم ، ومع ذلك فإننا سوف ننجح فى اقتحامه بإذن الله تعالى " .
وقالت " جولدا مائير " فى غرور : " إن تصور عبور القوات المصرية إلى الضفة الشرقية يعتبر إهانة للذكاء " .
خزانات المواد الملتهبة :
ضاعفت إسرائيل من مشاكل عبور قناة السويس بإقامة خزانات للمواد الملتهبة تحت سطح الأرض على الجانب يسع كل منها 200 طناً من النابالم أو الجازولين ، ولذلك كان يصعب تدميرها بالمدفعية ، وأقيمت هذه المستودعات على مسافات متقاربة ، وتم توصيلها بشبكة من الأنابيب تنتهى تحت سطح مياه القناة ، وإذا ما اشتعلت جعلت من سطح الماء أتوناً طافياً يمكن أن تندلع منه ألسنة اللهب إلى ارتفاع متر وترتفع درجة الحرارة إلى 700 درجة مئوية لتحرق أية قوارب أو دبابات برمائية ، بل إن حرارة النيران الناجمة عن هذا السعير يمكن أن تشوى الأسماك فى قاع القناة ، وتلفح الأشخاص الذين يبعدون عنها إلى مسافة 200 متراً .
الساتر الترابى :
من المعوقات أيضاً التى واجهت القوات المصرية .. الساتر الترابى الموجود بمحاذاة الشاطئ الشرقى للقناة ، والذى نتج عن عمليات تعميق القناة قبل اندلاع حرب 1967م حين ألقت به الكراكات المصرية على هذا الجانب الغير آهل بالسكان ، وقد استغل الإسرائيليون وجود هذه الكميات الهائلة من الرمال وأكملوا الثغرات التى بينها وزادوا من ارتفاعها وجعلوا منها سدا متصلاً يتراوح ارتفاعه 12 ، 20 متراً ويرتفع أحياناً فى بعض المناطق الصالحة للعبور إلى 30 متراً وأزاحوها غرباً لتلامس حافة القناة تماماً وتنحدر نحوها بزاوية ميل 80 لتعرقل أى محاولة لارتقائه ، ومن ثم أصبح هذا الساتر ضمن الموانع الطبيعية التى تجعل من العبور عملية صعبة لأفراد المشاة والدبابات البرمائية ، وفى جوف الرمال أقامت إسرائيل مجموعة من نقاط المراقبة الحصينة ، هذا بالإضافة إلى أن السد كان ستاراً كثيفاً ويخفى وراءه كل التحركات الإسرائيلية .
خـط بارليـــــف :
بعد عام 1967م قامت إسرائيل ببناء خط بارليف ، والذى اقترحه " حاييم بارليف " رئيس الأركان الإسرائيلى من أجل تأمين إسرائيل والاحتفاظ بأرضنا المحتلة ، وهذا الخط فاق خط " ماجينو " الذى أقامته فرنسا عام 1929م تيمناً باسم وزير الدفاع" أندريه ماجينو" بحزاء الحدود الفرنسية الألمانية ، وبلغ عمقه ثمانية أدوار ولم يجد " هتلر " وسيلة للتغلب عليه إلا تفاديه والالتفاف من حوله ، وهكذا التف حوله الألمان سنة 1940م وأسقطوا خط " ماجينو " ، كما فاق خط " سيجفريد " الذى أقامته ألمانيا عام 1933م على حدودها الغربية ، ثم انهزمت أمامه فى عام 1944م ، وهكذا لم يلعبا فى الحرب العالمية الثانية أى دور ، كما فاق أيضا خط " مينسوتا " الذى أقامه الأمريكيون بعد الحرب الثانية داخل الأراضى الكورية .
وضم خط بارليف 22 موقعاً دفاعياً ، 26 نقطة حصينة ، وتم تحصين مبانيها بالأسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف ، كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات ، 24 ملجأ للأفراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات والطائرات ، ومرابض للدبابات والهاونات ، 15 نطاقاً من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص فى باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعاً وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التى تتحمل القصف الجوى وضرب المدفعية الثقيلة ، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات ، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة ، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائرى إذا ما سقط أى جزء من الأجزاء المجاورة ، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية فى إسرائيل ليستطيع الجندى الإسرائيلى فى خط بارليف محادثة منزله فى إسرائيل ، وبلغت تكاليف خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات .
____________
ابراهيم خليل ابراهيم


[/frame]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 38 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[frame="9 98"]
قالوا قبل العبور :
إن تحرير الأرض هى المهمة الأولى الرئيسية أمامنا ، وبعون الله تعالى سوف ننجزها ، وسوف نحققها ، وسوف نصل إليها ، هذه إرادة شعبنا ، وهذه إرادة أمتنا بل هى إرادة الله الحق والعدل والسلام .
الرئيس " محمد أنور السادات "
إن القتال أمر غير محتمل إلى درجة أنه ليس هناك فرصة تسمح به
" هنرى كيسنجر "
وزير خارجية أمريكا
لقد كلفنا خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات ، ووضعنا فيه خبرة ثلاثين خبيراً عسكرياً من إسرائيل وأمريكا وألمانيا ، وصنعناه ليكون حاجز أمن وخطاً دفاعياً دائماً ورادعاً لمصر .
" حاييم بارليف "
صاحب فكرة خط بارليف
يلزم مصر كى تحقق عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف ، يلزمها سلاح المهندسين الأمريكى والروسى معاً .
إن خط بارليف سيكون الصخرة التى تتحطم عليها عظام المصريين ، وسيكون مقبرة الجيش المصرى .
القناة أفضل خندق مضاد للدبابات فى العالم .. هى الفيصل الاستراتيجى الذى سيتحول إلى قناة من الدماء إذا حاول المصريون عبورها .. الوجود الإسرائيلى على الضفة الشرقية للقناة يمثل تطبيقا عملياً لنظرية الحدود الآمنة لإسرائيل فهى تشكل التزاماً عسكرياً محدداً على الجيش الإسرائيلى .. وهو رفض أى نجاح للقوات المصرية لعبور القناة أو حتى الحصول على موطئ قدم فى سيناء .
" موشى ديان "
وزير الدفاع الإسرائيلى
خط بارليف غير قابل للتدمير حتى بالقنبلة الذرية .
"خبراء العالم العسكريين"
لن يكون من المنطقى من جانب المصريين أن يبدأوا بفتح النيران لأن اندلاع الحرب سوف يعود بأخطار جسيمة عليهم .
ينبغى على الدول العربية التى تحشد قواتها على خطوط وقف إطلاق النار أن تعرف أن لدى إسرائيل أيدى طويلة تستطيع الوصول إلى أعماق هذه الدول وخطوطها الخلفية وإنزال الضربات بها .
إن سلاح الطيران الإسرائيلى أداة البطش والردع ، إن هذه المعركة ستكون حرب الساعات الست لا حرب الأيام الستة.
"دافيد إيليا عازر"
رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلى
يمكن لإسرائيل أن تكتسح طول مصر وعرضها دون أى مقاومة أو مواجهة من قوات الدفاع الجوى المصرى ، كما يمكنها تدمير عناصر الدفاع الجوى المصرى بالسرعة نفسها .
جريدة " النزويك "
وقبل اندلاع معارك السادس من أكتوبر 1973م بساعات كانت " جولدا مائير " فى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكى " نيكسون " فقال لها : الجيش المصرى فى حالة مناورات على خط قناة السويس ، فقالت : " سوف نساهم فى حل المشكلة السكانية وأزمة المرور فى مصر "
النوتة الزرقاء :
كان المشير ( محمد عبد الغني الجمسي ) رئيس هيئة العمليات خلال الأعداد للمعركة يحتفظ بنوتة زرقاء يدون فيها العديد من البيانات و الأرقام قبل و بعد المعركة ، ومما سجله في هذه النوتة الشهيرة مايلي :
- طول خط المواجهة علي قناة السويس 175 كيلو متراً .
- أتجاه التيار في قناة السويس يتغير كل 6 ساعات لإختيار التوقيت المناسب للمعديات وإنشاء الكباري .
- شهر أكتوبر يضم كثيرا من الأعياد الإسرائيلية .
- الإذاعة والتليفزيون في إسرائيل تتوقف في يوم عيد ( كيبور ) .
- حالة الطقس في شهر أكتوبر مناسبة في مصر وسوريا .
- كان الإسرائيل قبل بدء العبور المجموعة 252 بقيادة الجنرال ( مندلر ) وهي تضم 3 لواءات دبابات ، ولواء ميكانيكي ، ولواء مشاه ، وفي الجنوب كانت هناك قوة أخرى تتكون من لواء دبابات ، ولواء مظلات .
- الضربة الجوية الأولى شاركت فيها 227 طائرة وهاجمت المواقع الإسرائيلية في سيناء بقيادة ( محمد حسني مبارك ) قائد القوات الجوية ، وفقدنا 5 طائرات فقط ، بينما شاركت القوات الجوية السورية علي جبهة الجولان بمائة طائرة .
- ألفان من المدافع على طول الجبهة بمختلف الأعيرة وبعض الصواريخ التكتيكية أرض / أرض انطلقت ضد الأهداف الإسرائيلية ، وفي عملية التمهيد النيراني للعبور و إستمرت اعمال القصف لمدة 53 دقيقة .
- خلال الدقائق الأولى وصل عدد الأبطال الذين عبروا القناة ( 8000 ) مقاتل وإستخدموا 1500 سلم من الحبال للصعود فوق الساتر الترابي و النقاط الحصينة لخط بارليف ، وتقدموا إلى عمق 3 إلى 4 كيلو مترات ، و في الخامسة و النصف كان لنا 33000 مقاتل ظلوا يواجهون الدبابات الإسرائيلية لمدة 6 إلى 8 ساعات في قتال غير تقليدي حيث واجهوا 300 دبابة و تم تدمير 100 منها .
- قوات من الصاعقة المصرية هبطت في عمق سيناء لقطع خطوط الإمدادات بين القوات الإسرائيلية ، وتمسكت إحدى هذه الوحدات بمضيق سدر لمدة 16 يوما .
- المهندسون المصريون استخدموا 350 مضخة لفتح الثغرات فى الساتر الترابي ، وفتحوا 30 ممرا خلال ساعات بعد ان احالوا 1500 متر مكعب من الرمال ثم وصلت بعد ذلك إلى 60 ممرا بعد ان جرفوا 90000 متر مكعب ، وتم إنشاء 8 كباري ثقيلة ، 4 كباري خفيفة فى القطاع .
والرئيس ( محمد أنور السادات )أطلق على هذه النوتة الزرقاء اسم ( كشكول الجمسي ) .
مفاجآت العبور :
6 أكتوبر 1973م – 10 رمضان 1393هـ
كان وراء اختيار يوم السادس من أكتوبر 1973م ، العاشر من رمضان 1393هـ لاقتحام قناة السويس ومواجهة إسرائيل دراسات علمية دقيقة ، فقد اختير شهر أكتوبر بسبب جو الخريف الصافى ، ولطول فترة الليل به حتى يبلغ اثنتى عشرة ساعة بما يسمح بمواصلة العمل بعد عبور قناة السويس واقتحامها طوال الليل ، كما اختير يوم السادس من أكتوبر ليوافق يوم العاشر من رمضان حيث يكون الليل مقمراً ، وليوافق السبت وهو يوم عيد " الغفران " لدى اليهود ، وفى مثل هذا اليوم يكون الفرق بين منسوب مياه القناة أثناء المد والجزر غير كبير ، وفى شهر أكتوبر تجرى الانتخابات الإسرئيلية وبه ثلاثة أعياد إسرائيلية هى : المظال ، والتوراة ، والغفران " يوم كيبور " ، وقد أطلق الإسرائيليون على السادس من أكتوبر " يوم كيبور " لأنه خلال الـ 2500 سنة الماضية كان أقدس أيام اليهود حيث يصوم فيه الجميع ، وفى الساعة الثانية ظهراً لليوم السابق ليوم " كيبور " يتوقف فى إسرائيل كل شئ عن الحياة حيث تغلق المدارس والمتاجر والمصانع ، وكل يهودى يسارع للعودة إلى منزله ليعد نفسه بدنياً وروحياً لهذا اليوم المقدس ، والذى يستمر نحو 25 ساعة من ظهر اليوم السابق ليوم " كيبور " حتى غروب شمس يوم " كيبور " نفسه ، وخلال هذه الفترة لا يتناول اليهودى الطعام والشراب ، ولا يستعمل العطور ، وتحرم المتعة الجسدية بكل أنواعها حتى ارتداء الأحذية تعتبر حراماً ، ويرتدى المتزمتون فى هذا اليوم عباءات بيضاء ، هى نفسها الكفن الذى سيدفنون به عند مماتهم ، ووافق حلول شهر رمضان مع شهر أكتوبر وإسرائيل تعتقد أن المصريين ينشغلون عن العمل فى شهر رمضان .
واختير أيضا شهر رمضان المعظم لأنه كان موعدا ووعداً للمسلمين مع الانتصارات والفتوحات الإسلامية
الساعة الثانية ظهراً :
اختيرت الساعة الثانية ظهراً لبدء المعارك يوم السادس من أكتوبر 1973 لتكون قمة المفاجآت فى عدم تعود الجيوش على ذلك حيث يشاع بدء المعارك فى أول ضوء أو آخر ضوء ، ولعلنا نذكر أن إسرائيل عندما قامت بضرب مطاراتنا فى الخامس من يونيو عام 1967م فى الساعة التاسعة صباحاً اعتبرت ذلك مفاجأة لأن المتحاربين تعودوا على بدء الحرب فى أعقاب الفجر ، واختيرت الساعة الثانية ظهراً أيضاً لإتاحة مدة تقرب من أربع ساعات قبل غروب الشمس لتحقيق ضربات الإحباط التى يقوم بها الطيران والمدفعية وأفواج العبور الأولى ، وتكون كافية لنقاط المراقبة وطائرات الاستطلاع لتصوير نتائج هذه الضربات ، وليبدأوا بعد حلول الظلام فى مد كبارى العبور وخلال هذه المدة الوجيزة يصعب على إسرائيل الرد قبل حلول الظلام حيث تكون مطاراتها معطلة ، ويلزمها على الأقل ست ساعات لإصلاح الممرات ولذلك فلن تستطيع القيام بهجوم مضاد ، ولن تتمكن طائرتها من العمل بحرية إلا فى صباح اليوم التالى ، وأيضاً تكون الشمس فى هذا الوقت كما يقول العامة " فى عين العدو " مائلة عن السحب وتميل نحو الغروب حيث يصعب على إسرائيل متابعة الحركة فى هذا الاتجاه .
الضربة الجوية :
فى الثانى والعشرين من شهر يونيو عام 1969م قام الرئيس " جمال عبد الناصر" بتعيين البطل " محمد حسنى مبارك " قائداً للقوات الجوية .. فعمل على إعادة تنظيم سلاح الطيران المصرى وخطط ونفذ الضربة الجوية الأولى فى السادس من أكتوبر عام 1973م والتى أفقدت الجيش الإسرائيلى توازنه وهيأت الظروف المناسبة أمام القوات المصرية لاقتحام قناة السويس ، ففى الساعة الثانية ظهراً قامت 227 طائرة مصرية من أكثر من20 مطار مصرى بصب نيرانها على مراكز القيادة الإسرائيلية فتعطلت بطاريات الهوك وممرات المطارات والقواعد الجوية الإسرائيلية كما تعطلت مراكز الشوشرة والإرسال والورش الميدانية وتعطل مطار " المليز " ومطار " بير تمادا " وحققت الضربة الجوية المركزة أكثر من 95% من أهدافها ، ولم تزد نسبة الخسائر المصرية على 2% رغم توقعات الخبراء الروس بأن أى ضربة جوية لو تمت لن تقل خسائر مصر عن 25% .
وبعد نجاح الضربة الجوية وقف اللواء طيار " محمد حسنى مبارك" قائد القوات الجوية يردد " الله أكبر .. الحمد لله " .. جهدنا جاب نتيجة واتصل بالرئيس " محمد أنور السادات " فى مركز القيادة وقال له : " الحمد لله .. دمرنا كل الأهداف بدقة والصور الجوية توضح ذلك تماماً وخسائرنا محدودة جداً ، ونحن جاهزون خلال ساعتين من الآن لتنفيذ الضربة الثانية ومضت دقائق وجاءت تعليمات من مركز العمليات الرئيسى تقول :" لا داعى لضربة جوية ثانية فقد نجحت الأولى فى تحقيق كل الأهداف " .
وقامت الطائرات الهليكوبتر بتنفيذ عمليات إبرار قوات الصاعقة ، وطلب اللواء طيار " محمد حسنى مبارك " من قادة التشكيلات الاستعداد لصد ضربات القوات الجوية الإسرائيلية المحتملة والتعامل مع احتياطياتها المدرعة المتوقع تدفقها لدعم قواتها فى الخطوط الأمامية والاستمرار فى الاستطلاع الجوى لتحركات القوات الإسرائيلية فى سيناء ، وظل اللواء طيار " محمد حسنى مبارك " مقيما فى مركز العلميات يقود القوات الجوية فى معاركها ، وبعد 24 ساعة من اندلاع المعارك تلقى الإسرائيليون إشارة مفتوحة على أجهزة اللاسلكى من الجنرال " بنيامين بيليد " قائد سلاح الجو الإسرائيلى تقول : " لا تقتربوا من شاطئ القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو متراً حتى لا تتعرضوا لنيران الصواريخ المصرية " ، وأعلن " أبا إيبان " وزير الخارجية : " أن القوات الجوية الإسرائيلية تتآكل " .
وبعد تطوير الهجوم قامت القوات الجوية المصرية بالتركيز على حماية رؤوس الكبارى والمعابر بالإضافة إلى تشكيل الغطاء الجوى فوق القوات المصرية التى عبرت إلى الضفة الشرقية ، وحماية المنشآت الحيوية والمدن المصرية ، وقد ذكر اللواء أركان حرب " حسن القرمانى " : " أن خسائر إسرائيل نتيجة لأعمال القوات الجوية المصرية فى معارك أكتوبر 1973م كانت ما يلى :
تدمير 307 دبابة إسرائيلية .
تدمير 123 مدرعة إسرائيلية .
شل 10 ممرات فرعية لإسرائيل فى مطارات سيناء .
إسكات 16 موقع هوك .
شل 7 مواقع ردار لإسرائيل .
شل 7 مراكز قيادة ومركز إعاقة لإسرائيل .
إسكات 3 مواقع إسرائيلية خاصة بالمدفعية .
تدمير 76 طائرة إسرائيلية خلال الاشتباكات الجوية
ضرب 56 هدفا إسرائيلياً وإصابتها بنسبة 95 % .
وقدمت القوات الجوية المصرية للعالم والعسكرية العديد من المقاييس الجديدة فى حروب القوات الجوية التى أبهرت وأذهلت العالم فعلى سبيل المثال : حقق الكثير من الطيارين المصريين 6 طلعات ، وأيضاً 7 طلعات فى اليوم الواحد ضاربين بذلك الرقم القياسى العالمى وهو4 طلعات ، والزمن التقليدى لأى اشتباك جوى لا يزيد على 7 إلى 10 دقائق ، ولكن فى معارك أكتوبر 1973 دامت بعض المعارك الجوية إلى ما يقرب من 55 دقيقة وخاصة التى تركزت حول بورسعيد ، وبعض المدن وذلك يرجع إلى تعدد الطائرات الإسرائيلية والتى بلغت فى بعض الأحيان 60 طائرة ، هذا فضلا عن توفر الوقود لدى الطائرات المصرية لأن المعارك الجوية كانت تتم فوق مناطق غير بعيدة عن مطاراتها ، وتدمير الدبابة الواحدة فى جداول التدمير النظرية يستلزم من 2 إلى 3 هجمات طيران ، ولكن نسور مصر الأبطال تمكنوا فى معارك أكتوبر 1973 من تدمير أكثر من دبابة فى هجمة واحدة ، وخلال معارك أكتوبر لم يتعطل مطار مصرى واحد ، أو قاعدة جوية واحدة أكثر من 6 إلى 8 ساعات ، وذلك لسرعة مهندسى المطارات فى إصلاح المطارات ، وفى عام 1967م تباهت إسرائيل بالرقم القياسى للمدة اللازمة لإعادة تزويد الطائرات بالوقود والذخيرة وهو 8 دقائق ، ولكن فى أكتوبر 1973م سجل أبطال مصر الرقم القياسى وهو 6 دقائق ، وقد أثبت طيارونا الأبطال ما قاله المشير " أحمد إسماعيل " : " السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح " فقد قامت طائرة ميج 17 بإسقاط طائرة فانتوم ، والتى كانت تتباهى بها إسرائيل .
وقد قال الفريق " محمد عبد الغنى الجمسى " : " إن القوات الجوية هى التى بدأت الحرب ، وهى التى أنهتها " .
وأمام مجلس الشعب قال وزير الحربية : " قامت القوات الجوية بقيادة اللواء طيار " محمد حسنى مبارك " بأداء مهامها بأروع وأقوى ما يكون الأداء ، وإنى لا أنسى ما قدمه طياروا مصر من تضحيات وجهد ، حتى بلغ عدد الطلعات اليومية لبعض الطيارين 7 طلعات فى اليوم الواحد محطمين الرقم القياسى الذى وصل إليه أكفأ وأقوى الطيارين فى جيوش العالم ، لقد كانوا – بحق – النسور الذين حموا أجواءنا ، وقصفوا مواقع العدو فى كل مكان فى جبهة القتال ، وفى الأعماق البعيدة فقضوا على أسطورة الطيران الإسرائيلى الذى طالما تغنت به إسرائيل " .
وقال الرئيس " محمد أنور السادات " صاحب قرار العبور .. إلى أبطال القوات الجوية : " إن ما قمتم به وما أنجزتموه خلال معارك أكتوبر من أروع ما قامت به أية قوة جوية عبر التاريخ منذ أن عرف العالم القوات الجوية وحروب القوات الجوية "
إبطال مفعول خزانات المواد الملتهبة :
توصل العقل المصرى إلى مادة تتجمد فى مياه قناة السويس ، وتم التكتم على هذه المادة ، وفى الليلة التى سبقت العبور مباشرة قامت الضفادع البشرية المصرية بسد فتحات مواسير خزانات المواد الملتهبة المنتهية إلى الماء والبالغ عددها 360 فتحة وذلك بواسطة حقن الفتحات بالأسمنت سريع الشك فأصبحت مئات الأطنان من هذه المواد حبيسة داخل خزاناتها ، ولم تفلح إسرائيل فى إشعال حريق واحد .
التمهيد النيرانى
:
بعد دخول الطيران المصرى يوم السادس من أكتوبر 1973م – العاشر من رمضان 1393هـ فى الجانب الشرقى بدأ هدير المدافع المصرية .. يقول اللواء أركان حرب " أحمد عبد الغفار حجازى " :
" قام 2000 مدفع فى الساعة الثانية ظهراً بإطلاق 175 طلقة فى الثانية الواحدة ، أى : فى الدقيقة الأولى تم إطلاق 10500 دانة على خط بارليف واستمر هذا القصف لمدة 53 دقيقة متواصلة ، وكان هذا غطاء للمشاة والمدرعات التى عبرت قناة السويس " ، وقال أحد القادة الإسرائيليين والذى كان مسئولا عن خط بارليف : " أن المدفعية المصرية صبت على خط بارليف كمية غزيرة من النيران بصورة لم يشهدها من قبل .
التغلب على الساتر الترابى :
العبقرية المصرية ابتكرت طريقة حديثة لفتح الثغرات فى الساتر الترابى ، وهى طريقة اقترحها ضابط مهندس من شباب مصر ، وأثبتت فعاليتها فى فتح الثغرة الواحدة فى الساتر الترابى خلال 3 – 5 ساعات وسميت هذه الطريقة باسم " التجريف " أو " مدافع المياه " وتعتمد على ضخ المياه من القناة نفسها بواسطة طلمبات تحت الضغط العالى ، وخلال ساعات من يوم السادس من أكتوبر 1973م كانت عشرات الثغرات قد فتحت فى السد الترابى وأزالت 90000 متر مكعب من الأتربة التى كدستها إسرائيل خلال سنوات ، وذلك بالمياه المضخوخة عبر 60 ثغرة مختلفة ، ولم تكد جماعات الاقتحام تتدفق وتؤمن رؤوس الجسور فى الضفة الشرقية حتى بدأت وحدات المهندسين فى تمهيد الأرض اللازمة لرأس كل جسر ، وخلال ساعات أقيم 12 جسراً عائماً وتدفقت عليها جموع الدبابات والمضخات والمدافع الثقيلة فى سيناء .
عبور القناة بالقوارب :
قبل المعارك أجريت دراسات دقيقة لاتجاهات التيار فى قناة السويس ، وكانت من نتيجتها أن مئات القوارب التى أخذ الجنود يعبرون بها القناة تبحر وهى فوق الريح ليبلغوا إلى الجانب الآخر من القناة ويتسلقوا الساتر الترابى فوق سلالم ذات عوارض خشبية تربطها الحبال وزلاقات من الصاج بعد أن كانت آلاف المدافع قد دكت الحصون بمقذوفاتها ومهدت لمقدمهم .
اقتحام خط بارليف :
خلال الاثنتى عشرة دقيقة الأولى من بدء العبور يوم السادس من أكتوبر تهاوت النقطة الحصينة الأولى من خط بارليف ، وخلال اليوم الأول قامت القوات المصرية بتدمير 12 موقعاً من خط بارليف ، وفى اليوم التالى تهاوت 9 مواقع أخرى ، وفى اليوم الثامن من أكتوبر استولت القوات المصرية تماما على خط بارليف على طول القناة ، وتم تحرير مدينة القنطرة شرق ووصلت القوات المصرية المدرعة إلى مسافات متقدمة داخل سيناء .
باب المندب والبحر الأحمر والنقل البحرى :
قبل معارك أكتوبر 1973م أخذ فى الحسبان دور القوات البحرية ، وبالفعل قامت بدور رائع وهام أثناء المعارك ، وكان باب المندب حلقة وسلسلة فى منظومة القوات البحرية المصرية للتعرض للنقل البحرى الإسرائيلى فى البحرين الأحمر والمتوسط ، ففى البحر الأحمر كان يصل إلى إسرائيل 18 مليون برميل سنوياً من آبار البترول فى إيران إلى ميناء " إيلات " ويضخ عبر أنابيب إلى ميناء " عسقلان " فى البحر المتوسط ثم يكرر ويصدر إلى أوروبا ، وعلاوة على ذلك فإن إسرائيل عندما احتلت شبه جزيرة سيناء عام 1967م استولت على آبار البترول المصرية فى الضفة الشرقية لخليج السويس ، وكانت تستخرج منها 6 مليون برميل سنوياً وترسل إلى إسرائيل عبر ناقلات البترول .
وكانت مهمة القوات البحرية المصرية فى أكتوبر 1973م التعرض للنقل البحرى الإسرائيلى فى البحر الأحمر وخاصة ناقلات البترول ، ولذلك كانت المجنزرات المصرية موجودة عند منطقة باب المندب ، وفى وسط البحر الأحمر تواجدت الغواصات فى المنطقة ما بين جدة وبور سودان ، أما زوارق الصواريخ المصرية فكانت موجودة فى شمال البحر الأحمر عند ميناء سفاجا وميناء الغردقة ، أما آبار البترول الموجودة بالسويس فقد قامت القوات البحرية بزرع الألغام فى طريق ناقلات البترول التى تأخذ البترول من هذه المنطقة إلى ميناء " إيلات " ، وفى السادس من أكتوبر 1973م تعرضت المدمرات المصرية الموجودة فى جنوب البحر الأحمر للسفن التجارية وحذرتها بأنها إذا كانت متجهة إلى ميناء " إيلات " فعليها العودة من حيث أتت ، وخلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 31 أكتوبر 1973م أعترضت حوالى 200 سفينة وكانت مهمة المدمرات المصرية تحذير قباطنة السفن التجارية وناقلات البترول بأن المنطقة شمال خط العرض الذى يمر ما بين جدة وبور سودان منطقة عمليات حربية ومن يدخل فيها يتعرض للمخاطر ، ولكن سفينة إسرائيلية لم تمتثل لذلك واخترقت هذا الحصار ومرت على المنطقة التى بها الغواصات المصرية فأطلقت الغواصات المصرية توربيداتها عليها فأخطرت السفينة الإسرائيلية ميناء " إيلات " والحكومة الإسرائيلية فانعقدت الحكومة برئاسة " جولدا مائير " وأوقفت الملاحة نهائياً فى البحر الأحمر ، كما تم وضع الألغام البحرية المصرية فى خليج السويس ، وتسببت فى إغراق ناقلتى بترول لإسرائيل كانتا تحملان البترول من آبار بلاعيم إلى آبار إيلات .
________
ابراهيم خليل ابراهيم


[/frame]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 40 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[frame="3 98"]
قالوا بعد العبور :
تحت مظلة المدفعية وفى حماية الضربات الجوية عبر المصريون فى زوارق مطاطية ليكتسحوا أى مراكز إسرائيلية قد تكون مسيطرة على النقاط المختارة لإقامة الجسور ، ووراء المشاة جاء المهندسون وكثيرون منهم مزودون بآخر طراز من الجسور العائمة التى يمكن نشرها بمعدل 15 قدما فى الدقيقة وبما يكفل إقامتها فى معظم أجزاء القناة فى ربع ساعة أو أقل .
مراسل جريدة " الصنداى تايمز "
إنقذونا .. الزلزال ، إنقذونا .. إنها القيامة .
إن خسائر إسرائيل تفوق الولايات المتحدة فى حروب الهند والصين التى استمرت عشر سنوات .
"جولدا مائير"
رئيسة وزراء إسرائيل
إنقذوا إسرائيل .
خط بارليف أصبح مثل قطعة الجبن المليئة بالثقوب ، إنى أشعر بهم ثقيل على قلبى لأن المصريين حققوا مكاسب قوية فى حين إننا عانينا ضربة ثقيلة ، لقد عبروا قناة السويس وأنشأوا كبارى للعبور حركوا عليها المدرعات والمشاة والأسلحة المضادة للدبابات ، ونحن فشلنا فى منعهم من ذلك ولم نستطع أن نلحق بهم إلا خسائر قليلة .
" موشى ديان "
وزير الدفاع الإسرائيلى
من قال أن هناك خطاً يسمى خط بارليف ؟‍ ‍
" حاييم بارليف "
رئيس الأركان الإسرائيلى
لقد غيرت الساعات الست الأولى للمعارك مجرى التاريخ بالنسبة للشرق الأوسط .
صحيفة " الديلى تلجراف " البريطانية
وصلت إلى سيناء يوم السبت السادس من أكتوبر 1973م ورأيت المفاجأة ، وكانت حالة من الذهول قد سيطرت على فعندما رأيت أول المصابين سقطت جميع النظريات ، فقد كنا نعتقد أن المصريين لا يمكن أن يديروا حرب بعد 1967م واعتقدنا أنهم لن ينجحوا فى عبور القناة ، وكان العمى والفشل الذريع فى مجال المخابرات والمجال السياسى يسيطر علينا ، أنا شخصياً فشلت فى مهمتى وهى الإنذار عن الحرب ، وهاهى النتيجة أمام أعيننا إنه شئ صعب حيث كنت أستمع عبر جهاز الاتصال أنه هناك جنود إسرائيليين فى أزمة يسألون : هل يتركون المواقع أم لا ؟ كنت أعمل فى ظروف صعبة للغاية ومنفصلاً عن الأحداث لا أعرف شيئا ولا أرى شيئا .
الإسرائيلى " أهارون رئيفى "
رائد بالاستخبارات والإنذار
عندما نشبت الحرب عبأت جميع قادة الحاخامية العسكرية وجميع رجال الاحتياط وطرت إلى سيناء وشكلت هناك 93 مجموعة لإخلاء القتلى ، وأقمنا خيمة للتعرف على الجثث ، وكان هناك 1200 قتيل يجب التعرف عليهم فى سيناء فقط ، وكان أمر قاس للغاية ومهمة مؤلمة .
العقيد " جادنا فون "
نائب الحاخام الأكبر لجيش الدفاع الإسرائيلى
أذكر أن رقيب عمليات كان يرقد إلى جوارى وفجأة سُحقت رأسه لم أسمعه يصرخ لم أسمع أى شئ ، وعندما نظرت تجاهه وجدته بدون رأس .
" يومطوف ساحيا "
أحد أفراد قوات المظلات الإسرائيلية
إن البترول العربى ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربى .
" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "
رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
هذه الحرب توجه ضربة قاتلة لنظرية الحدود الآمنة حسب المفهوم الإسرائيلى .
" صحيفة " لومانتيه " الفرنسية
إن تل أبيب قد دفعت ثمناً غالياً لسياسة الغزو العدوانى التى تؤمن بها .
جريدة " النجم الأحمر " الروسية
اليوم الثانى للحرب كان عنيفاً للغاية فقد فقدنا خمس طائرات فى طلعة واحدة أما الطائرة السادسة فقد أصيبت إصابة شديدة فأدركت أننا لسنا مسيطرين على الوضع .
الإسرائيلى " دان خلونش "
نقيب احتياط وقائد طائرة فانتوم
لقد أندهشت من بأس الطيارين المصريين ومن دقة تصويب الدفاع الجوى المصرى .
" سمحا مردخاى "
بعد وقوعه فى الأسر
قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف .
جريدة " الأهرام "
7/10/1973
عبرنا القناة ورفعنا علم مصر
جريدة " الأخبار "
7/10/1973م
قواتنا تقاتل الآن فوق سيناء
جريدة " الجمهورية "
7/10/1973م
إن سير القتال فى اليوم الثانى للحرب كان حرجاً للغاية بالنسبة للقوات الإسرائيلية .
وكالة " الأسوشيتدبرس "
7 /10/1973م
للمرة الأولى منذ عام 1948م يخوض الجيش الإسرائيلى حربا دفاعياً ، فالمعركة ليست سهلة وستكلفنا ضحايا بأعداد كبيرة .
الجنرال " هرتزوج "
المعلق العسكرى الإسرائيلى للإذاعة العبرية
إسرائيل تواجه كارثة .
جريدة " الصنداى تايمز "
8 / 10/ 1973م
لابد أن نشهد للمصريين بحسن تخطيطهم ، لقد كانت خطتهم دقيقة ، وكان تنفيذهم لها أكثر دقة ، لقد حاولنا بكل جهد عرقلة عملية العبور وصدها بالقوة وردها على أعقابها ولكن دون جدوى .
الجنرال الإسرائيلى " باركيس "
من الصعب أن أصدق أن المصريين تحركوا على هذا النحو ، إن الهجوم على إسرائيل كان مفاجأة كاملة لى فأنا أشعر بالإحباط من قصور معلومات مخابراتنا كما إننى فى ذهول من فشل المخابرات الإسرائيلية ، وقد كنت أعتقد إنها من أفضل أجهزة المخابرات فى العالم .
" هنرى كسينجر "
8/10/1973
استسلموا بمدرعاتهم .. ضباط وجنود العدو يستسلمون لقواتنا بكامل أسلحتهم عقب معارك طاحنة بسيناء .
جريدة " الجمهورية "
8/10/1973م
إن قواتى تعرضت طوال تقدمها من بالوظة وحتى القيام بالهجوم المضاد فى قطاع الفردان لقصف مؤثر من المدفعية المصرية أدى إلى تدمير أكثر من 70% من المشاة الميكانيكية ، وأتصور أن دقة النيران وتأثيرها الشديد لا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كان هناك ضابط مدفعية مصرى يقف على برج دبابتى يصحح نيرانها .
إن المصريين غيروا الكثير من المفاهيم العسكرية للأسلحة البرية .
" عساف يا جورى "
قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى
إن خط بارليف أصعب من خط ماجينو الفرنسى فكيف اخترقه المصريون .
أحد الخبراء الأجانب
إن المصريين كانوا يركضون نحو دباباتنا دون وجل ، وكانوا يتسلقونها ويقتلون أطقمها بالقنابل اليدوية والصواريخ .
" يشعيا بن بوارت "
أحد قادة الألوية الإسرائيلية
شجاعة الجنود المصريين وقوتهم فى عبور القناة كانت مفاجأة كبيرة أذهلتنى وجميع زملائى ، إن المقاتلين المصريين كانوا يقاتلون بروح فدائية فريدة ، والنيران المصرية كانت شديدة ومركزة حتى إننى رأيت جميع من حولى يتساقطون ما بين قتيل أو مصاب أو أسير .
العريف " دافيد "
قائد إحدى الدبابات بعد وقوعه فى الأسر
لقد حضرت معارك كثيرة ولكن لم أشهد فى حياتى أعنف من هذه المعارك ، إنها هذه المرة حرب حقيقية فعلاً .
" إرييل شارون "
قائد إحدى التشكيلات الإسرائيلية
كان الجندى المصرى يتقدم فى موجات تلو موجات ، وكنا نطلق عليه النار وهو يتقدم ويحيل ما حوله إلى جحيم ، كان لون القناة قانياً بلون الدم ورغم ذلك ظل يتقدم .
" شموئيل جونين "
قائد جبهة سيناء خلال المعركة
حرب أكتوبر زلزال هز كيان إسرائيل هزة عنيفة .
رئيس الاستخبارات الإسرائيلية
إن ما فعله المصريون جاء عكس كل التوقعات العسكرية لنا .
العسكريون البريطانيون
إن المصريين قد دخلوا هذه الحرب بأسلحة جديدة ، وكميات هائلة لم تحسن المخابرات الإسرائيلية تقديرها ، ولهذا وقعت المفاجأة ونجح المصريون فى تحقيق انتصاراتهم .
الجنرال " حاييم بارليف "
من أدلة الهزيمة الإسرائيلية الاستيلاء على مناطق قوية حصينة لم يكن يقتحمها أى بشر ، وكان الإسرائيليون يحتلونها شرق قناة السويس .
جريدة " نيويورك تايمز "
معظم الحصون محاصرة وعليها أن تصمد بمفردها دون أى معاونة .. إنها يمكنها أن تتلقى بعض المعاونة من سلاح المدفعية أو نقاط الطائرات .. أصبحت الحصون نقاط ملاحظة وفقدت إدارة النيران ، وفى الليل أقام المصريون مزيداً من الكبارى .. إن أفراد سلاح المهندسين المصرى يقومون بعمل جيد للغاية ويستخدمون معدات سوفيتية ، وكذلك من الإنتاج المحلى ، وهناك مضخات من الإنتاج الإنجليزى وتمت إقامة عدد 11 كوبرى معظمها فى القطاع الأوسط والقطاع الجنوبى ، ولابد لإسرائيل أن تهدم هذه الكبارى .. إن المصريين يصعبون المهمة على الطيارين الإسرائيليين بستائر الدخان التى يطلقونها كذلك يقيمون بعض الكبارى الوهمية ، ويستغل أفراد المهندسين المصريين فترات التوقف عن القصف ويلقون فى الماء المعديات الحديدية ويستبدلون الأجزاء التالفة من الكبارى ، وكلما زادت الإصابة يقومون بفك جزء من الكوبرى ليتم ربطه بالضفة الشرقية فيأتى الطيار الإسرائيلى فيصطاده الدفاع الجوى المصرى .. إنها حرب خاسرة .
" زئيف"
مراسل جريدة معاريف الإسرائيلية
هذه هى أصعب حرب واجهتها إسرائيل .
" دافيد إيليا عاذر "
لم يتول الأجانب أى قيادة للقوات العربية ، ولكن تضاعف أثرهم بما لديهم من معدات حيث أصبحوا يشكلون عبئا ثقيلاً على إسرائيل
" أهارون يليريف "
إسرائيل على حافة الهاوية .
جريدة " الصنداى تايمز "
9/10/1973م
الضفة الشرقية بأكملها فى أيدينا .
قواتنا تتقدم داخل سيناء بعد أن حررت بور توفيق والشط وجنوب البحيرات والبلاح والقنطرة شرق .
الطيارون الأسرى يعترفون : خسائر الطيران الإسرائيلى فادحة .
جريدة الجمهورية
9/10/1973م
لم يكن الموقف بالنسبة للعرب فى مثل خطورته بالنسبة لإسرائيل من حيث الإمدادات العسكرية ، وإن إسرائيل كانت على وشك نفاذ مخزونها الحربى لولا الجسر الجوى الأمريكى بطائرات " جالاكى " الجبارة .
جريدة " الصنداى تلجراف "
الآلاف من قتلى إسرائيل من الشباب الذين لم يتجاوز الواحد منهم الرابعة والعشرين من العمر ، ولذلك هذه هى حرب الأبناء .
" مناحم بيجين "
لم يتصور أحد فى إسرائيل أن المصريين يمكنهم القيام بمثل هذه العملية العسكرية ، ولا يسعنا الآن سوى أن نصاب بالذهول والوجوم لأننا جميعاً وقعنا فى هذا الوهم الهش الذى كان بعيداً كل البعد عن الواقع .
الكاتب الإسرائيلى
" آمنون كابليوك "
إسرائيل تعترف : الموقف عصيب جداً .
جيش إسرائيل أصيب بأفدح الخسائر فى الأرواح والمعدات ويواجه الآن أعنف معركة فى التاريخ .
جريدة " الجمهورية "
10/10/1973م
فى الليلة السابقة للاعتداء تسللت فرقة من رجال الضفادع البشرية المصريين إلى القناة على بعد 500 ياردة من موقع حصين إسرائيلى عرف باسم " الجباسات " ويقع على بعد 2 ميل شمال بور توفيق فى الطرف الجنوبى من الممر المائى ، وسبح رجال الضفادع تحت المياه لمسافة 150 ياردة وهم يحملون عبوات ناسفة فى أكياس من البلاستيك ، وكانت مهمتهم هى تثبيت العبوات بطريقة خاصة لنسف فجوة فى السور العالى الذى يبلغ ارتفاعه 60 قدما ، وفى نفس الوقت وضعت عبوات مماثلة على الجانب المصرى من القناة بينما نقلت القوارب الصغيرة أثناء ظلام الليل إلى الأماكن التى سيتم نسف الثغرة فيها ثم غطيت بقماش أصفر اللون للتعمية ، واتفق على ساعة الصفر لتكون الساعة 14 بالتوقيت المحلى فى عيد " كيبور " وفجأة فى لحظة لم يتوقعها الإسرائيليون فتح المصريين سيلاً من المدفعية على الجباسات التى كان يقوم بحراستها حوالى 50 إسرائيلياً ، وحينما أسرع الإسرائيليون للاحتماء انفجرت عبوات الديناميت على جانبى القناة على بعد 500 ياردة منهم ، ويبدو أن الإسرائيليين اعتقدوا أن الانفجارين كانا جزءاً من سيل المدفعية ، وقبل أن يهدأ الدخان قفز أحد قادة الفرقة ومعه فرقته المكونة من مائة رجل وهرعوا نحو زوارقهم واستقلوها وأسرعوا عبر القناة مستعينين بمحركات صغيرة وحمل الرجال مدافع " بازوكا " وقاذفات لهب صغيرة مثبتة فى فنطاس فى مؤخرة الزورق وبنادق غير مرتدة وقنابل يدوية وأسلحة أوتوماتيكية ، وعند وصولهم للشاطئ الآخر جرى المصريين على الضفة الشرقية تحميهم قنابل الدخان التى أطلقت ما بين الثغرة المنسوفة والموقع المحصن الإسرائيلى ، وقد تم تحويط الإسرائيليين تماماً قبل أن يشعروا بأى شئ ، واستمرت الدانات والقنابل تتساقط على الموقع بينما المهاجمون المصريون على بعد 50 ياردة ، وقاموا بنسف المخرج الشرقى للموقع .. ثم بواسطة قاذفات اللهب والقنابل اليدوية أغلقوا الممرات التى تؤدى إلى مداخل الخنادق الأرضية ، وبعد ثلاثين دقيقة من بداية الهجوم تمكن المصريين من نقل الدبابات إلى الضفة الأخرى واستمر الانتصار ، وبعكس حربى 1956م ، 1967م كانت الأحذية الإسرائيلية هى التى انتشرت مبعثرة فى كل مكان .. لقد انتزعت مصر فى الحقيقة ورقات كتاب إسرائيل التى سطرته سنة 1967م .
" أرنولد بورشيجريف"
مراسل صحفى أمريكى
11/10/1973م
إن معارك الدبابات الجارية فى الشرق الأوسط تجاوزت فى بعض الحالات أكبر معارك الدبابات على الإطلاق التى وقعت فى شمال أفريقيا وأمام ستاليننجراد خلال الحرب العالمية الثانية .
" اليونايتد برس "
12/10/1973م
إن العرب استطاعوا بعد معارك 1967م أن تصبح لهم روح معنوية عالية ، وإن إسرائيل عانت من داء المنتصرين الذين يظنون أن الأقدار فى صفهم .
الجنرال " بوفر "
رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الفرنسية
يوم السبت السادس من أكتوبر 1973م اتصلوا بى وطلبوا منى التوجه لقيادة شبيبة الطلائع المحاربة ففوجئت خاصة أنه تم تسريحى قبل أسبوع فقط ، وفى المرحلة الأولى ساعدت المجندين ، وعندما أدركوا أن هناك ضحايا ومئات المفقودين وأننا لا نسيطر على الأمور عينونى ضابط تتبع للمفقودين بالقيادة ، وعملت لمدة أسبوع فى ذلك وكان أصعب أسبوع فى حياتى ، وكان أصعب شئ عندما وجدت فى موقع تجميع القتلى زميلى بالدراسة قتيلاً فعدت إلى القيادة وقلت : إننى غير مستعد للاستمرار فى التتبع وأريد أن أكون فى المقدمة مع المقاتلين ، وتقرر تشكيل كتيبة من طلائع الشبيبة وتطوعت لأكون مساعد قائد الكتيبة ، وعلى ضفاف القناة ساعدت القائد وقابلت هناك عقيد يبحث يائساً عن ابنه الذى كان داخل دبابة وسقطت فى المياه تجولت مع الأب لمدة 48 ساعة ولم أستطع مساعدته ، وقابلت كثيراً جدا من الرجال المذهولين ، ورأيت قادة بوجوه هزيلة ، وجنوداً فقدوا أبصارهم .
الإسرائيلى " يهودا شيجف "
رئيس عرفاء وضابط تتبع للمفقودين
عندما بدأت الحرب كنت فى إيلات ثم انتقلت إلى منطقة مضايق الجدى و متلا ووسط سيناء ، وبعد 24 ساعة من القتال اتضح لمتخذى القرار أن هناك خسائر فادحة ومعظم الضحايا من الضباط
" عاموس ملخا "
مساعد إسرائيلى
عندما خرجت من الخندق بعد ظهر يوم الأحد السابع من أكتوبر 1973م وجدت طابور من جثث القتلى فسارعت للدخول وورائى قائد الكتيبة – لفيدوت – وعندما كنت فى جبل جنيفة تم قتل ضابط الإنذار الذى كان يعمل معى وإصابة شولومو بنائى .
"يعقوب عميدور"
ضابط مخابرات
مساء السبت السادس من أكتوبر وصلنا إلى القنطرة وواجهنا مساء السبت قوات من سلاح المشاة المصرى ، وبدأنا المعركة وتفرقت الكتيبة وأصبحنا أزواجاً وفرادى ، وتقلص عدد الدبابات بدرجة كبيرة حيث أن الكتيبة التى ذهبت للحرب ترافقها 44 دبابة ولم يبق منها إلا 14 دبابة ، وفى الثامن من أكتوبر وأثناء الهجوم المضاد الذى انتهى بالفشل أصبت بصاروخ اخترق برج الدبابة وإصبت بكثير من الشظايا فى ظهرى ونقلونى إلى المستشفى فى بئر سبع وبقيت ثلاثة أيام فى المستشفى ، وعدت مرة أخرى إلى المعركة فى منطقة القناة ، وجهزوا لى دبابة لصد الهجوم المصرى ، ولكن من سوء حظى اخترق صاروخ مصرى مخزن الذخيرة فى الدبابة وشاهدت كرة اللهب ولم أستطع الهروب حيث انفجرت الدانات مع 400 لتر من الوقود واحترقت الدبابة بالكامل وقتل طاقمها ، ونجحت فى القفز إلى الخارج والنار تمسك ملابسى وأطفأت نفسى فى الرمال بينما يطلق المصريون علينا نيران أسلحتهم الخفيفة ، وبقيت ملقى على الأرض لمدة 18 ساعة إلى أن أخذونى وأجريت لى 14 عملية جراحية .. إن حرب أكتوبر أكبر وأخطر حرب شاركت فيها ، والجندى المصرى بالفعل أقوى جنود الله .
" شلومو بنائى "
قائد سرية مدرعات
فى اللواء الذى كنا تحت قيادته قتل أكثر من 120 شخصا فضلا عن إصابة أكثر من 300 فقد تفوق الجيش المصرى فى الروح القتالية ، فقد رأيت جنود مصريين قفزت علينا من كل مكان فأصبت بالخوف الشديد وهرب الكثير من الجنود والقادة الإسرائيليين من أول أيام الحرب .
العميد " نتكانير "
قائد كتيبة إسرائيلية
انتقلت مع قواتى إلى منطقة المزرعة الصينية فوجدت الكثير من الجرحى ويجب إخلائهم ، كان المنظر فى غاية البشاعة وعندما تقدمنا وجدنا أنفسنا فى مواجهة مئات الجنود المصريين الذين دمروا جميع الدبابات فى إحدى الفصائل التابعة لى وأشعلت فيها النيران ، وأذكر أن ملازماً معى تلقى دانة وطار من الدبابة ، وتم إصابة جميع دبابات السرية ، كان الشعور الذى يساورنا مريراً للغاية حيث كنت فى عمق المنطقة ولا توجد إلا دبابتى ، ونفذت الذخيرة ونجحت فى التقهقر والهروب .
" موشيه عيفرى سوكفيك "
قائد سرية إسرائيلية
إن إسرائيل تخوض الآن حرباً لم تحارب مثلها من قبل ، وهى حرب صعبة ومعارك المدرعات فيها قاسية ، والمعارك الجوية مريرة وهى حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها .
" موشى ديان "
14/10/1973
إن حرب الشرق الأوسط حطمت أسطورة أن الجيش الإسرائيلى لا يمكن مقاومته ، وأن الأرض التى احتلتها إسرائيل عام 1967م تشكل ضماناً لأمنها .
جريدة " الديلى تلجراف "
14/10/1973م
أخذ المصريون زمام المبادرة واستطاعوا أن يلحقوا أفدح الخسائر بالجيش الإسرائيلى ، وكان القتال يمكن أن يتوقف فى أية لحظة وموقفنا فى غاية السوء ، وهذا سيكون كارثة بالنسبة لإسرائيل وسمعتها ، ومن أجل ذلك كان لابد من عمل شئ فألححت على القيادة لتوافق على تنفيذ خطتى بالعبور إلى الغرب فى الدفرسوار ، وساعدتنا أمريكا فأخبرتنا أن هناك فراغاً بين الجيشين الثانى والثالث المصريين ، وشارت علينا بالعبور إلى الغرب ، ولكننى شعرت فى الأيام الأولى لهذه العملية إن إقامة الجسور إلى الغرب كان خطئاً عسكرياً فقد كان القصف المصرى بالغ العنف ، وفشلنا تماماً فى حصار الجيش الثالث المصرى ، وانتهزنا أقرب فرصة لتعود أدراجنا إلى الشرق .
حتى السادس عشر من أكتوبر 1973 لم يسلم جندى واحد من وحدتى من طلقات الجنود المصريين ، ولم يبق من قواتى سوى كتيبتين ، وأنا شخصياً نجوت من الموت بأعجوبة شديدة .
" إرييل شارون "
برهن المصريون على مقدرة جنودهم على القتال وقدرة ضباطهم على القيادة وقدرتهم على استخدام أحدث الأسلحة .
جريدة " التايمز " البريطانية
16/10/1973م
نفقات الحرب فى ثلاثين يوماً تعادل فى المتوسط ميزانية إسرائيل خلال سنة .
جريدة " ليموند " الفرنسية
18/10/1973
إن عملية العبور التى قامت بها القوات المصرية فى قناة السويس ، ومواجهة القوات الجوية الإسرائيلية عالية التفوق والتطور وعلامة مميزة فى الحرب الحديثة وستغير من الاستراتيجية العسكرية .. ما رأيت بعينى وبحق شئ مذهل قام به الجنود المصريين .
" هوار دكلارى "
وزير الجيش الأمريكى
18/10/1973
إذا كانت قد كتبت لى النجاة فى تلك الليلة فإن ما حدث كان معجزة ، ذلك أن القذائف المصرية لم تكف عن تدمير تجمعاتنا ومواقعنا طوال الليل ، إننى لا أستطيع أن أفهم كيف نجوت مع بعض الجنود من هذا الجحيم .
من رسالة للضابط الإسرائيلى " أموس "
سطرها لزوجته ليلة 18/10/1973
إن إسرائيل لا تستطيع من الناحية الاقتصادية أن تشترك فى حرب على المستوى الحالى لأكثر من ثلاثين يوماً .
جريدة " واشنجتون نيو ستار " الأمريكية
19/10/1973
كتيبتى حاربت 19 يوما متتالية بدأتها فى شمال سيناء من الجانب الشرقى للقناة حتى وصلت إلى الجانب الغربى ، وهناك تلقت ضربة قاسمة على أيدى الجنود المصريين .
" إفرهام برن "
مسئول بالجيش الإسرائيلى
ازداد التفوق المصرى بشكل كبير حتى شعرنا أن الجيش المصرى سيهضمنا ، وفى الرابع والعشرين من أكتوبر أمرنى – برن – بضرب حقول البترول فى مدينة السويس ولكن تصدى لنا الجيش المصرى ولم يدعنا نحقق ما نريد .
" إيرن كرن "
قائد كتيبة إسرائيلية
كانت الصورة التىترسم أمام عينى أن دولة إسرائيل سوف تدمر وكان الوضع سيئ جداً ، وفقدت أصدقاء فى الحرب .
" موشيه يعالون "
رقيب احتياط بلواء مظلات إسرائيلى
كان الخوف الكبير الذى يراودنى هو أن يحولونى إلى ضابط مدرعات بعد الحرب لأن المدرعات التى خسرناها كانت فادحة وفوق التصور .
" جابى إشكينازى "
أحد أفراد سرية إسرائيلية
امتاز الجندى المصرى بالقدرة الفائقة والأداء العالى الذى مكنه من اقتحام خط بارليف وعبور القناة فى وقت قياسى الأمر الذى أثار الرعب بداخلنا فقد انتابتنا حالة من الذهول بمجرد وصولنا أرض المعركة فقد فوجئنا بأن جميع معدات فرق الكتيبة الجنوبية قد دمرت .
" إزحيل باشوت "
أحد جنود العمليات الخاصة
لقد برهن الجيش المصرى على أنه أفضل تدريباً ، وأحسن تشكيلاً واستعداداً ، وأشد جلداً ، وأفضل عداداً .
جريدة " الجرديان"
إن حرب أكتوبر قد تركت إسرائيل فى حالة ذهول من الصدمة .
مجلة " الإيكونومست " البريطانية
وفى الثلاثين من شهر أكتوبر عام 1973 زار عالم الذرة الأمريكى " هارودبراون " مناطق القتال فهاله ما شاهده من التدمير والخسائر التى أصابت القوات الإسرائيلية والأسلحة الأمريكية الحديثة ، وبعد مشهد صامت وحزين قال : سوف ندخل فى مرحلة بحوث وتطوير لجميع الأسلحة الأمريكية لا تقل عن عشر سنوات فى جميع الصناعات العسكرية فى العالم حتى يتم تطوير الأسلحة التى دمرها الجندى المصرى .. إن ما قام به الجيش المصرى يعد معجزة حقيقية .. لقد دمرت الدبابات الأمريكية الحديثة m 48 عن طريق أفراد المشاة ، وأسقطت طائرات الفانتوم بصواريخ محمولة على الكتف .. الدبابات الأمريكية ممزقة فيما بين البرج والجسم وهذه المنطقة فيها السائل الهيدروليكى الدافع للدبابة .. إنه أمر مذهل حقاً يدعو لإعادة النظر فى كل شئ .
ثبت أن الدبابات الإسرائيلية تعرضت للإصابة بالصواريخ المصرية المضادة للدبابات بصورة شديدة ، فقد قام المصريون بتدمير نحو مائتين دبابة إسرائيلية فى الأيام الأولى للحرب على جبهة السويس كما تفوق المصريون بوضوح فى مجال الأسلحة خفيفة الحركة المضادة للطائرات والتى نجحت فى إلحاق خسائر جسيمة بالطيران الإسرائيلى لم تكن متوقعة على الإطلاق ففى الأسبوع الأول من الحرب دمر ثلث الطيران الإسرائيلى ثم زادت النسبة بعد ذلك إلى النصف ، كما فشل الإسرائيليون فى تدمير المطارات العسكرية المصرية ، كما كانت عملية العبور إلى الضفة الشرقية للقناة مذهلة للغاية إذ لم يكن أحد من الخبراء العسكريين يتوقع أن تتم بهذا القدر الذى لا يذكر من خسائر .
" من دراسة قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية "
أشارت جميع التقارير التى وصلت إلى المصادر الغربية أن الجيش المصرى قاتل بعناد وحماسة ، وكانت القيادة على مستوى كتائب المشاة ، والدبابات على مستوى مرتفع كما كانت القيادة العربية العامة تتسم بالفطنة والذكاء ، وكان أهم تطور تكنولوجى على المستوى المصرى والعربى هو الأسلحة الخفيفة التى استخدمت بفاعلية وكفاءة لحماية المواقع المتقدمة وحشود القوات ضد الهجمات الجوية والمدرعة المضادة الإسرائيلية ، لقد أكدت عملية العبور للقناة أن تلك القوات قد تطورت تكنولوجياً ، وأثبتت تلك العمليات الجريئة أن المصريين قادرون على تحقيق النجاح والتصرف بانضباط .
لقد خرج العرب بعد أكتوبر وللمرة الأولى وهم صناع التاريخ ، وأصبح العالم العربى عاملاً مهماً فى تحقيق التوازن السياسى فى المنطقة ، وبذلك تم تصحيح ميزان القوى الذى كان قد اختل بوضوح قبل أكتوبر .
" دور ميدلتون "
خبير أمريكى فى شئون الشرق الأوسط
حرب أكتوبر من أكبر المفاجآت العصرية .
" ريمون آرون "
عالم الاجتماع الصهيونى الفرنسى
إن حرب الشرق الأوسط قد غيرت بالفعل أفكاراً عديدة عن التوازن بين الطائرات المقاتلة والدفاع الجوى ، وبين الدبابات ووسائل المدفعية المضادة لها ، لقد واجهت السيطرة التى تمتع بها السلاح الجوى الإسرائيلى تحدياً خطيراً من جانب الصواريخ العربية ، كما أصبح تفوق الدبابات الإسرائيلية فى المعركة موضع شك كبير .
" إلبر يجاديركينيت هانت "
نائب مدير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية
أريد أن أبدى إعجابى الشديد بالعمل الذى أنجزته القوات المسلحة المصرية مشفوعة بإعجابى بذلك التقدم الذى أظهرته هذه القوات فى الميدان ، فقد حاربت على أعلى مستوى عرفه العصر .
الجنرال " أندريه بوفر "
مدير المعهد الاستراتيجى الفرنسى
محاضرة بأكاديمية ناصر العسكرية العليا
15/11/1973
لقد عشنا ست سنوات من عام 1967م حتى عام 1973 فى جنة الحمقى أو جنة الأغبياء ، والآن تقدمنا فى العمر وما تزال لدينا آلام من يوم الغفران ، وتثار مخاوفنا بسرعة .. ماذا عن المستقبل؟ إننا نصلى من أجل مزيد من الشجاعة وكثير من الحكمة
" يعقوب إيفين "
كاتب إسرائيلى
لقد كان الليل طويلاً وثقيلاً ، ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبداً بطلوع الفجر .
إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أى مقياس عسكرى ، ويستطيع هذا الوطن أن يطمئن أنه أصبح له درع وسيف .
إن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب ، وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة .
إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب ، واجتياح خط بارليف المنيع ، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات .
سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هامتها ، عزيزة صواريها .
الرئيس " محمد أنور السادات "
صاحب قرار العبور
______
ابراهيم خليل ابرهيم


[/frame]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 42 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[frame="2 98"]
يوميات شهر النصر :
السبت 6 أكتوبر 1973م – 10 رمضان 1393هـ
بدأت المعارك وجاءت أول إشارة بالأحداث فى بلاغ مصرى أذيع فى الساعة الثانية والربع ظهراً عن قيام قوات إسرائيلية بمهاجمة المواقع المصرية فى الزغفرانة والسخنة ، وتوالت بعد ذلك البلاغات حيث صدرت ثمانية بلاغات أذيع آخرها فى الساعة 12.43 ليلاً وتضمنت البلاغات قيام الطائرات المصرية بهجوم جوى مركز بدأ فى الساعة الثانية ظهرا واشتركت فيه 227 طائرة ضد أهداف العدو فى سيناء ، كما اشتركت المدفعية الثقيلة ، ومدافع الهاون ، ولواء الصواريخ التكتيكية على طول الجبهة تصب نيرانها على خط بارليف ونقطه القوية ، وتحت ستارها عبرت جماعات الصاعقة ، وفى الساعة الثانية والثلث بدأت الموجات الأولى لفرق المشاة فى اقتحام قناة السويس مستخدمة نحو 1000 قارب اقتحام ، وفى الساعة الثانية والنصف ارتفع أول علم مصرى على سيناء ، فى حين كانت القوات البحرية توجه ضرباتها على أهداف العدو فى الساحل الشمالى لسيناء .
وأصدرت القيادة الإسرائيلية أول بيان عن العمليات فى الساعة 2.43 ظهراً ، وبعد أربع دقائق اعترف المتحدث العسكرى الإسرائيلى بأن القوات المصرية قد اقتحمت القناة والدفاعات الإسرائيلية على طول قاعدة قناة السويس ، واعترف المتحدث فى إذاعته فى الساعة 6.43 مساءً بعبور المدرعات المصرية قناة السويس ، وتمت دعوة مجلس الشعب المصرى إلى دورة استثنائية ، وأوقفت الدراسة بالمدارس الابتدائية والإعدادية ، أما الدراسة الثانوية والجامعية فكانت لم تبدأ بعد ، كما تم تحديد العمل بالمحلات العامة حتى الساعة 11 مساءً ، وأصدر قرار بتحديد كميات البنزين المنصرفة للسيارات ، والالتزام بقيود الإضاءة وتعليمات الدفاع المدنى ، كما تم تأجيل جميع المباريات الرياضية ، وأجرى الرؤساء والملوك العرب الاتصالات التليفونية مع الرئيس " محمد أنور السادات " الذى تواجد منذ ظهر اليوم فى غرفة العمليات الرئيسية بمقر قيادة القوات المسلحة .. وهم الرئيس " بومدين ، " والرئيس " القذافى " ، والأمير " الصباح " ، والملك " حسين " ، والرئيس " جعفر نميرى " ، والشيخ " خليفة آل ثان " ، كما تبادل الرئيس السادات البرقيات مع الملك " فيصل " وأصدر الملك " حسين " أوامره بوضع القوات الأردنية فى حالة تأهب .
ودعت " جولدا مائير " رئيسة وزراء إسرائيل إلى اجتماع طارئ بالرغم من أن اليوم أجازة رسمية بمناسبة عيد " الكيبور – الغفران " كما أصدرت السلطات الإسرائيلية النداءات لاستدعاء الاحتياطى وأطلقت صفارات الإنذار فى جميع الأنحاء .
وأصدرت القيادة السورية أربعة بلاغات تضمنت قيام القوات السورية بالرد على مصادر نيران العدو والتصدى لمقاتلاته فى الجو ، وتضمن البلاغ الأخير الذى أذيع فى الساعة 11.15 تمكنت القوات السورية من تحرير عدد من المواقع والقرى فى هضبة الجولان وأسر عدد من قوات العدو .
وأعلن متحدث باسم القيادة العامة للثورة الفلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية شنت هجوماً عنيفاً على جنوب لبنان ، وأن قوات المقامة اشتركت فى القتال ضد القوات الإسرائيلية فى القطاع الشرقى بالقرب من الحدود السورية اللبنانية .
الأحد 7 أكتوبر 1973م – 11 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة المصرية خمس بلاغات رسمية من رقم 9 إلى 13 وأذيع البلاغ الأول فى الساعة السابعة صباحاً وتضمن نتائج معارك الأمس ، وشملت : إسقاط 27 طائرة إسرائيلية ، وتدمير 60 دبابة ، وسقوط 15 موقعاً حصيناً شرق القناة ، مقابل 15 طائرة مصرية وبعض طائرات الهليكوبتر ، وصدر البلاغ الثانى فى الساعة التاسعة صباحاً ، وصدر البلاغ الأخير فى الساعة 11.10 ليلاً وأجمل أحداث اليوم الثانى للحرب كما يلى : شملت خسائر العدو 30 طائرة ، تدمير 32 دبابة عدا الدبابات والعربات المدرعة التى تركها العدو ، مقابل 6 طائرات مصرية ، وعدد من الدبابات والعربات وبعض الخسائر فى الأفراد ، ولخصت وكالة " الأسوشيتدبرس " الأمريكية للأنباء نتائج العمليات العسكرية بقولها : " إن سير القتال فى اليوم الثانى كان حرجاً للغاية بالنسبة للقوات الإسرائيلية " ، وطلبت الولايات المتحدة الأمريكية عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث القتال الدائر فى الشرق الأوسط ، وقطع الرئيس الأمريكى " نيكسون " إجازته ، وأصدرت حكومة الاتحاد السوفيتى بياناً رسمياً عن تطورات الموقف فى الشرق الأوسط حملت فيه إسرائيل مسئولية ونتائج عدوانها المتكرر على الدول العربية .
وصلت إلى القاهرة الوحدات الأولى من القوات الجزائرية ، وأوفد الرئيس " بومدين " العقيد " عبد الغنى " قائد الإقليم الخامس وعضو مجلس القيادة مبعوثاًُ خاصاً للرئيس " السادات " ، وأعلن الرئيس " القذافى " أن ليبيا ستمول المعركة التى تقودها مصر وسوريا بالمال والبترول ، وأعلنت وزارة الخارجية الأسبانية .. أن القوات الأمريكية فى أسبانيا لن يسمح لها باستخدام قواعدها فى حالة تدخلها فى القتال الدائر فى الشرق الأوسط ، واجتمعت الوزارة الإسرائيلية للمرة الثالثة خلال 24 ساعة ، وقامت قيادة الجيش بتعبئة عدد الحاخامات بدفن الموتى الذين تحملهم قوافل من طائرات الهليكوبتر كما تنقل الجرحى إلى مستشفيات بئر سبع وحيفا وتل أبيب والقدس .
أصدرت القوات السورية ثمانية بلاغات أذيع أولها فى الساعة 6.10 صباحاً وأذيع الأخير فى الساعة التاسعة مساءً ، وتضمنت فى مجموعها عمليات جوية فوق الجولان ، وبلغت خسائر العدو 43 طائرة وأسر تسعة من طياريها ، وتوغلت الطائرات السورية لمسافة عظيمة داخل إسرائيل ، كذلك قام العدو بعدة هجمات مضادة لوقف التقدم السورى فى الجولان .
وفى هذا اليوم كتب الأستاذ " مصطفى بهجت بدوى " بجريدة الجمهورية : " يا أبطالنا الأعزاء فى مواقعكم الأمامية ، وفى خط القتال ، مستعدون ، متشوقون للثأر ولرد اعتبار الهزيمة فى 5 يونيو 1967م التى ظلمتكم ، والتى نريد أن نمحو ظلمتها من تاريخنا لتهدأ وتهنأ أرواحنا وأرواح شهدائنا .. سنوات طويلة وأنتم ترابطون وتثابرون وتناضلون وتتطلعون إلى أرضكم المغتصبة المحتلة حتى تحرروها وتؤكدوا لنا العزة والكرامة " .
الاثنين 8 أكتوبر 1973م – 12 رمضان 1393هـ :
تم الاستيلاء تماماً على خط بارليف على طول القناة وتحرير مدينة القنطرة شرق ، ووصلت القوات المصرية المدرعة إلى مسافات متقدمة داخل سيناء ، وقد بلغت خسائر العدو 24 طائرة فانتوم وسكاى هوك و36 دبابة وعدد من المدرعات واستسلام 45 أسيراً من القوات البرية وعدد من الطيارين الإسرائيليين ، وبذلك بلغت خسائر إسرائيل فى الأيام الثلاثة 81 طائرة ، 128 دبابة ، 123 أسيراً .
وفى هذا اليوم صدرت خمسة بلاغات رسمية من رقم 14 إلى 18 ، وأذيع البيان الأول فى الساعة 1.35 ظهراً ، وأذيع البيان الأخير فى الساعة 10.40 مساءً ، وتضمنت رفع العلم المصرى على القنطرة شرق ، وقصف العدو لمدينة بورسعيد والغارة الجوية على مناطق البترول فى خليج السويس ، ونشرت الصحف المصرية صور مجموعات من الأسرى الإسرائيليين ، ووجه القائد العام الفريق " أحمد إسماعيل " إلى رجاله نداء جاء فيه : " لقد عبرتم أكبر مانع عسكرى فى تاريخ الحروب ، لقد عبرتموه بشجاعة اعترف العالم بها فعلى بركة الله سيروا فى طريق النصر
أبلغت مصر الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغارة الإسرائيلية الجوية على مدينة بور سعيد وقصف وتدمير المساكن والمبانى وإشعال الحرائق ، وبعث الرئيس " السادات " برسائل إلى رؤساء دول عدم الانحياز الذين اشتركوا فى مؤتمر الجزائر شرح فيها الموقف فى الشرق الأوسط ، وأصدرت القيادة السورية سبعة بلاغات عسكرية أذيع أولها فى الساعة 7.35 صباحاً وتضمن تحرير الجزء الأكبر من القطاع الأوسط من هضبة الجولان منذ عام 1967م ، وأذيع البلاغ الأخير فى الساعة 3.55 مساءً وتضمن إحباط الهجوم العكسى الذى شنه العدو فى هضبة الجولان .
وصلت إلى دمشق ثلاث فرق طبية لبنانية ووضعت نفسها تحت تصرف وزارة الصحة السورية ، ورفع الفدائيون الفلسطينيون العلم الفلسطينى على مستعمرة " أبو روس " الإسرائيلية الواقعة على خط إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل وقصفوا موقعاً لرادار العدو فوق جبل" الجرمك " ومركزا لتجمع الاحتياطى الإسرائيلى فى " سعسع " ، وفتحت المدفعية اللبنانية نيرانها على سرب من المقاتلات الإسرائيلية حلق بارتفاع شاهق فوق بيروت ، وأعلنت القيادة الأردنية أن المدفعية المضادة للطائرات أسقطت طائرتين إسرائيليتين فى منطقة " جرش " ، ووضعت الحكومة العراقية جميع القوات المسلحة العراقية تحت تصرف القيادة المصرية والسورية ، كما أعلن الرئيس السودانى " جعفر نميرى " وضع أراضى السودان وسمائه وموانيه فى خدمة المعركة ، ومن الرياض أصدر الملك " فيصل " أمراً للقوات السعودية أن تكون على أهبة الاستعداد لمجابهة ظروف المعركة ، وخفضت شركة " أرامكو " السعودية الأمريكية كميات البترول التى تنقلها عبر خط التابلاين إلى أوروبا إلى النصف بسبب القتال الدائر فى الشرق الأوسط .
الثلاثاء 9 أكتوبر 1973م – 13 رمضان 1393هـ :
خلال اليوم جرت على أرض سيناء معارك شرسة بالدبابات كسرت بها القوات المصرية موجات متتالية من الهجوم المضاد اشتركت فيها عدة ألوية مدرعة لوقف الزحف المصرى شرقاً والذى وصل إلى مسافة 15 كيلومتر ، وتم تدمير اللواء 190 مدرع الإسرائيلى بالكامل وأسر قائده " عساف ياجورى " ، وصدرت خمسة بلاغات عسكرية مصرية أذيع أولها فى الساعة 10.23 صباحاً وأشار إلى استيلاء القوات المصرية على الشاطئ الشرقى للقناة بالكامل ، وبعد دقائق أذيع بلاغ آخر عن تدمير اللواء 190 مدرع الإسرائيلى ، وانتهت البلاغات قى الساعة 5.32 مساءً وأشارت إلى تطور معركة الدبابات فى القطاعين الأوسط والجنوبى وتم خلالها تدمير 102 دبابة إسرائيلية .
وجه الفريق " سعد الدين الشاذلى " تحية إلى رجال القوات المسلحة المصرية وإلى المواطنين دعا فيها إلى عدم تعجل النتائج لأن العبرة ليست بالوصول السريع إلى النتائج وإنما بمحصلتها المؤكدة ، وأشار إلى أن تقدم القوات المصرية فى سيناء ينفذ طبقا لمعدل زمنى مقرر .
أذاعت القيادة السورية ست بلاغات أذيع أولها فى الساعة 8.15 صباحاً ، واعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل تكبدت خسائر جسيمة فى الطائرات والمدرعات ، وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً لبحث الموقف فى الشرق الأوسط فى ضوء تطور القتال واستمرت الجلسات ثلاث ساعات ، وقد انسحب المندوب السوفيتى أثناء إلقاء كلمة ممثل إسرائيل صائحاً خلال انسحابه : " إننى لا أستطيع البقاء هنا للاستماع إلى عزاء ممثل القتلة وقطاع الطرق " ، ووصف الغارات الإسرائيلية بأنها : " من أعمال العصابات الدولية " ، ووصف زعماء إسرائيل بأنهم " مجرموا حرب
وفى هذا اليوم كتب الأستاذ " موسى صبرى " فى جريدة الأخبار : " علينا وفى هذه الأيام الفاصلة أن نعى تماماً كلمات القائد .. الحرب ليست نزهة .. المعركة طويلة وشرسة وشاملة .. يمكن أن تصل إلى كل مصنع ومدرسة وقرية ، الانتصار تضحيات مهما كانت التضحيات ، الانتصار ثقة فى النفس أولا واستمرار فى البناء ، السؤال الآن إما أن نكون أبداً أو لانكون أبداً ، إن العدو الذى عربد وطغى وتجبر وداس كرامتنا بالأقدام يبذل الآن أقصى قدراته لكى يدافع عن مواقعه ، العدو الذى كان مترنحا بنشوة التهديد المستمر بالعدوان هو الذى يثير الآن .. من بدأ بالعدوان ؟ إسرائيل اليوم هى التى تتحدث عن عدوان مصر ، أمريكا اليوم تطالب بوقف إطلاق النار ، الحديث عن اجتماع مجلس الأمن الذى لم نطلب عقده ، النضال الحقيقى إذن هو النفس الطويل .. مرحبا بكل قرار يطالبنا بدخولنا كلنا من أجل الانتصار ، مرحبا بغارات العدو ، مرحبا بكل قرار يصدر يطالبنا بأن نكتفى بكسرة خبز .. بجرعة ماء ، نحن مستعدون تماماً .. مقبلون تماماً .. راضون تماماً بأية تضحيات مهما كانت ، اليوم نرفع مهانة أن ثلاثة ملايين من الصهاينة أزلوا مائة مليون ، بالثقة .. بالثبات .. بالصمود .. بالصبر .. وقفة الرجل الواحد حتى أخر نقطة دم " .
وكتب الأستاذ " توفيق الحكيم " فى جريدة الأهرام : " عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء ، ومهما تكن النتيجة للمعارك فإن الأهم الوثبة .. فيها المعنى أن مصر هى دائما مصر .. تحسبها الدنيا قد نامت ولكن روحها لا تنام .. إذا هجعت قليلا فإن لها هبة ولها زمجرة ثم قيام ، وقد هبت مصر قليلا وزمجرت ليدرك العالم ما تستطيع أن تفعل فى لحظة من اللحظات فلا ينخدع أحد فى هدوئها وسكونها ، وكانت يدها التى بدرت منها حركة اليقظة .. هى بجهادها المقدام بصيحة رئيسها الوطنى .. بالقيام .. سوف تذكر مصر فى تاريخها هذه اللحظة والفخر ".
الأربعاء 10 أكتوبر 1973م – 14 رمضان 1393هـ :
شهدت جبهة سيناء معارك بالغة العنف بدأت فى القطاع الجنوبى للجبهة ثم انتقلت إلى القطاع الأوسط وانتهت الاشتباكات بانسحاب العدو إلى ما وراء الخط الدفاعى الذى يتحصن به على مسافة 20 كيلومتر ، كما حاولت القوات الإسرائيلية الإغارة على بعض المواقع الجوية المصرية بمحافظة الشرقية منها أبو حماد ، وألقت عبوات ناسفة على هيئة ساعات وعلب مأكولات وأقلام ، بينما قامت القوات الجوية المصرية بقصف المنشآت الإسرائيلية على الساحل الشمالى لسيناء ، وبلغت خسائر إسرائيل 14 طائرة و 15 دبابة بالإضافة إلى الاستيلاء على دبابات ومدافع تركتها القوات الإسرائيلية .
وصدرت خلال اليوم ثلاثة بلاغات مصرية عسكرية من رقم 24 إلى 26 أذيع أولها فى الساعة 1.46 ظهراً وتضمن إصابة 4 طائرات إسرائيلية وقصف بعض المنشآت العسكرية على الساحل الشمالى ، وأذيع الأخير فى الساعة 5.40 مساءً وشمل عمليات برية فى القطاع الجنوبى .
وأصدرت القيادة السورية ثمانية بلاغات عسكرية أذيع أولها فى الساعة 1.15 ظهراً .
وأجرت إسرائيل تغيرات كبيرة فى المناصب العسكرية القيادية واستدعت 6 من الجنرالات السابقين من الاحتياط ، وقطعت جمهورية فولتا العليا علاقاتها مع إسرائيل ، وطالب مجلس النواب الأمريكى الإسراع بتسليم إسرائيل الطائرات التى طلبتها ، وأطلق الفدائيون الفلسطينيون 30 صاروخاً على مستعمرة " كيريات شمونة " الإسرائيلية ، وألغت شركة الخطوط المغربية رحلاتها لكى توفر الطائرات التى تستخدم فى نقل قوات مغربية إلى جبهة القتال ، ووجهت جبهة التحرير الجزائرية نداء للتبرع بالدم لصالح المقاتلين فى الجبهة ، وقررت نقابة المعلمين بمصر تحويل مدرسة فى كل محافظة إلى مستشفى طوارئ بعد تجهيزه بالمعدات اللازمة ووضعه تحت تصرف اللجنة العليا للمعركة .
وكتب الأستاذ " نجيب محفوظ " فى جريدة " الأهرام " : ردت الروح بعد معاناة طعم الموت 6 سنوات ، رأيت المصرى خلالها يسير فى الأسواق مرتدياً قناع الذل .. يثرثر ولا يتكلم .. يقطب بلا كبرياء .. يضحك بلا سرور .. يتعامل مع المكان وهو غريب ويساير الزمان بلا مستقبل ، من حوله عرب متقاربون وقلوبهم شتى ، وأصدقاء من العالم يعطفون عليه بإشفاق لا يخلو من زراية ، وعدونا يعربد ، يأسرنا فى السماء ويتحدانا فى الأرض .. ووقعت المعجزة وانتقل الجيش من الغرب إلى الشرق ، وبادر العرب إلى العروة الوثقى ، وذهل الأصدقاء والأعداء ، وسارت مصر من عصر إلى عصر ، ومن عهد إلى عهد ، ومن موت إلى خلود ، أيها الزعيم .. لقد وفرت السلاح ، وسلحت شعبك قبل ذلك بالقانون والديمقراطية والحوار الحر .. فإلى الأمام ومهما تكن العواقب فقد ردت إلينا الروح والعصر والمستقبل " .
وكتب الأستاذ " أنيس منصور " فى مجلة " آخر ساعة " : " لقد صبر المصريون على الغطرسة وعلى الهوان فى كل مكان بل إن رئيسنا أنور السادات كان إذا تحدث عن الاستعداد للقتال بلغ به التأثر درجة وهو يقول لشعبه المحب له الواثق فيه الواثق منه .. لن أتحدث عن المعركة إننى أقول كلمة واحدة ، عبارة واحدة .. لا حل إلا بالقتال ونحن نستعد وفى هذا الكفاية ، ولا أريد أن أطيل عليكم فقد تعبنا من الكلام وتعبتم أنتم أيضا وليس سراً أن أقول لكم اليوم أن الرئيس وعد شعبه وقواده أنه لن يقرر الدخول فى معركة إلا إذا قرر العسكريون المصريون ذلك وإلا إذا قرروا أنهم على استعداد لمعارك طويلة ولكل الاحتمالات ، فليس المهم أن ندخل الحرب ولكن المهم جداً أن ندخلها وأن نصمد وأن نضحى فالعدو شرس ولا أخلاق له وموارده لا تنتهى من المال والسلاح ، وليس الآن وقت للحديث عن الذى فعله جنودنا الأبطال .. ليس الآن .. إننا الآن مشغولون بالزحف إلى الأمام وإلى التثبت من مواطئ الأقدام وإلى سلامة الطريق ، فلا بديل لنا عن القتال ، ولا بديل لنا عن استرداد أرضنا كلها إننا تعلمنا واستفدنا ، ويكفى أن نستمع إلى الإذاعات المصرية ، ويكفى أن نقرأ البيانات الرسمية بل يكفى أن نسمع إلى الطريقة التى يتلو بها المذيعون بياناتهم الرسمية .. العقل .. الهدوء .. الدقة لأننا نريد أن نسترد ثقة المصرى والعربى والأجنبى ، لقد اندهش المراسلون الأجانب كيف أننا تغيرنا إلى هذه الدرجة الجذرية فى كل شئ .. فعلاً تغيرنا إلى الأحسن .. إننا كنا نشعر بذلك ولكن نريد العالم كله أن يتأكد " .
الخميس 11 أكتوبر 1973م – 15 رمضان 1393هـ :
شهدت ميادين القتال فى سيناء والجولان أعنف المعارك البرية والجوية منذ بدء العمليات ، ووصفها المعلقون الأجانب بأنها أكبر معارك الدبابات فى العصر الحديث ، وقد بدأت فى المنطقة الوسطى من جبهة سيناء حين حاولت بعض القوات الإسرائيلية ومعها أعداد كبيرة من الدبابات وقف تقدم القوات المصرية ، واستمرت المعركة 4 ساعات ثم انسحبت القوات الإسرائيلية ثم عاودت الكرة فى نفس المحور وفقدت 25 دبابة ، وفى خلال اليوم صدرت 4 بلاغات عسكرية مصرية ، أذيع أولها فى الساعة 12 ظهراً ، وأذيع البلاغ الأخير وهو رقم 30 فى الساعة 7.33 مساءً وتضمن مجموع خسائر إسرائيل فى الطيران خلال اليوم وبلغت 23 طائرة .
وصرح الفريق " سعد الدين الشاذلى " رئيس الأركان أثناء وجوده بأحد المواقع المتقدمة بسيناء : " إن إسرائيل فى محنتها ظنت أن قادتها الذين حصلوا على نصر رخيص فى عام 1967م يستطيعون أن ينتزعوا نصراً حقيقياً ، وإننا لسعداء أن نهزم هؤلاء القادة الجدد الذين اعتقدت إسرائيل إنها قادرة بهم أن تعيد عجلة التاريخ " .
ووجه الفريق " أحمد إسماعيل " القائد العام نداء إلى أفراد القوات المصرية قال فيه : " يا جنودنا الأبطال انطلقوا لتكملوا مهمة التحرير " وقال للقوات السورية : " لقد لقنتم العدو الإسرائيلى بشجاعتكم وإصراركم درساً قاسياً فى البر والبحر والجو لن ينساه " .
وأصدرت القيادة السورية 14 بياناً عسكرياً أذيع أولها فى الساعة 9.15 صباحاً ، وأذيع البيان الأخير فى الساعة 6.35 مساءً ، وتم تدمير 61 دبابة إسرائيلية وإغراق 8 زوارق أخرى ، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال شحنات من الأسلحة على وجه السرعة إلى إسرائيل شملت صواريخ وقنابل وذلك عبر جسر جوى ، كما تلقت إسرائيل خلال الساعات الأخيرة 48 طائرة فانتوم نقلت من أمريكا رأسا إلى مطار " اللد " الإسرائيلى ، وفى الوقت نفسه خرجت من القاعدة الأمريكية بقبرص 6 وحدات تابعة للأسطول الأمريكى ودخلت المياه الإسرائيلية ، وشاهد سكان إسرائيل من التليفزيون الأردنى عملية عبور القوات المصرية إلى الشرق واقتحامها خط بارليف ، كما شاهدوا المقابلات التى أجريت مع العشرات من الأسرى منهم " عساف ياجورى " قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى .
وفى هذا اليوم كتب الأستاذ " مصطفى محمود " فى مجلة " روزاليوسف " : " فى هذه اللحظة ومع هذا المداد الذى تسيل به الحروف هناك صدور تتلقى النيران دفاعاً عنك وأخذاً بثأرك ، هناك أخ استشهد وهو يكسب لك قطعة أرض ترفع عليها أعلامك وتسترد كرامتك ، هناك أبطال شرفاء يموتون لتولد أمة ، ويبعث جيل ، وتحيا نفوس من عدم ، هناك أقدام تخطو على الألغام وتقتحم المهالك لتأخذ بيدك من موقع المهانة إلى موقع الشرف ، أقدام قد تنسفها القنابل لترفع رأسك وتقول .. لقد انتصرت .. لقد تحررت .. لقد محوت العار " .
وكتب الدكتور " زكى نجيب محمود " فى جريدة الأهرام : " كانت حرب 1967 مدتها فى حساب الأعداء 6 أيام ظنوا أنه لهم بعدها سبت الراحة ، وإذا بحرب الأيام الستة فى حسابهم تصبح حرب الأعوام الستة فى حساب الفلك وسوف يكون سابعها لا سبت الراحة لهم كما توقعوه بل سيكون يوم الثأر والعذاب جزاء ما غدروا وما استكبروا عن صلف وجنون فللبحر لسان غضبه إذا ما عصفت الريح ، وللعدل والحق عند الله ميزان ، وإنكم أنتم يا أبناءنا على أرض سيناء وفى سمائها وفوق بحرها لموكلون بمشيئة الله أن تردوا لنا الأرض السليبة والكرامة المهدرة والنصر حليفكم بعون الله " .
كما كتب الأستاذ " أحمد زين " فى جريدة الأخبار : " الله معكم أيها الرجال .. أيها الأبطال .. الله معكم وأنتم تحملون قدر هذه الأمة وتحاربون معركة النصر للإنسان العربى ، الله معكم فإننى أعرف إعجازاً عسكرياً فى عبور القناة وقد رأيت خط بارليف عدة مرات .. شاهدته وهو يعلو ويعلو وتضاف إليه التحصينات تلو التحصينات ، لقد حاولوا أن يجعلوا كل أسلحة الدنيا عاجزة عن تدميره وأحسست بأنهم يبنون صخرة فى صدورنا ، كان السؤال الذى حير الدنيا .. ماذا سيحدث عند اللقاء مع هذا الخط الرهيب ؟! وتمت المعجزة العسكرية وسقط الخط الرهيب بين أيديكم أيها الأبطال .
الجمعة 12 أكتوبر 1973م – 16 رمضان 1393هـ :
فى هذا اليوم تم تدمير 13 دبابة إسرائيلية ، 19 عربة مدرعة ، 300 ما بين قتيل وجريح ، وصدرت ثلاثة بلاغات عسكرية مصرية أذيع أولها الساعة 1.48 ظهراً ، وأذيع أخرها برقم 33 فى الساعة 8.33 مساءً ، وتم إسقاط 15 طائرة إسرائيلية ، وقد أمَّ شيخ الأزهر صلاة الغائب على أرواح شهداء مصر بعد صلاة الجمعة بالجامع الأزهر ، وقدمت الصين إلى مصر مبلغ 10 مليون دولار ، و 100000 طناً من القمح مشاركة منها فى أعباء المعركة ، وأصدرت القيادة السورية ثمانية بلاغات عسكرية أذيع أولها فى الساعة 7.20 صباحاً وأذيع الأخير فى الساعة 5.05 مساءً وتم تدمير 87 دبابة إسرائيلية و3 طائرات إسرائيلية .
وقع اختيار الرئيس الأمريكى على " جيرالد فورد " نائباً له بدلا من ( أسبيرو أجينيو ) ، وقصفت قوات المقاومة الفلسطينية 9 مستعمرات إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية ، وأعلن وزير خارجية إسرائيل أن ما أنفقته إسرائيل على القتال خلال سبعة أيام بلغ 1920 مليون دولار .
وفى هذا اليوم كتب الدكتور " يوسف إدريس " فى جريدة " الأهرام " : " بضربة واحدة تمت المعجزة ، تحولنا من كائنات لا كرامة لها .. كائنات كالسائمة إلى بشر ذوى كرامة ، بضربة إرادة واحدة ردت إلينا كرامتنا وعادت إنسانيتنا ، لم أكن قبلاً أؤمن كثيراً بدور الفرد فى التاريخ ، لم أكن أعلم أن الفرد باستطاعته حين يجمع إرادته أن يحتوى فيها إرادة أمة وتاريخ شعب وقدرة حضارة ، ولكن البطل أنور السادات غير من مفهومى بسحق الهزيمة الكامنة فى كل منا حين قرر العبور ، فبقراره لم يعبر جيشنا القناة فقط ولكن شعبنا عبر معه فيافى الذل والمسكنة .. عبر الصغائر والحقارات .. عبر الآلام التى لا يطيقها بشر .. آلام العجز ، كان العبور هو الخلاص .. يا لسعادتى وأنا أسمع إسرائيل تتحدث عن العدوان المصرى ، يا لوقع الكلمة الحبيبة فى أذنى إننا أخيراً أصبحنا معتدين ، نحن أصحاب حق ولا يستعيد الحق إلا أصحاب معتدون .. أكاد لا أصدق كل ما يحدث .. أحقا أصبحنا نقاتل لاستخلاص أرضنا وكرامتنا .. حقاً ثبت لنا أننا لا عيب فينا وإنما العيب دائما فى الظروف .. أحقاً عبرنا القناة ونحرر سيناء ونحطم المدرعات ونسقط الطائرات ونأسر منهم مئات .. أحقاً يحدث هذا كله بأيدى مصريين مثلى ومثلك ؟‍‍ ‍‍‍‍، ألم أقل إنها المعجزة .. معجزة إرادة الأمة حين تحتويها إرادة بطل فهذا وبهذا وحده تتحقق المعجزات " .
السبت 13 أكتوبر 1973م – 17 رمضان 1393هـ :
اعترفت إسرائيل بأن المصريين يستخدمون تكتيكاً جديداً يقوم على توغل قوات الكوماندوز وراء خطوط دفاعاتهم ، ويستخدمون صاروخ سام 7 وهو سلاح جديد مميت لمقاومة الدبابات ، كما اعترفت أيضا بأن طائراتها واجهت حائطاً صلباً من الصواريخ يصعب تخطيه ، وأن القوات المصرية عمدت إلى تدعيم المراكز التى استولت عليها فى سيناء ، وأصدرت القيادة المصرية البلاغين 34 ، 35 وأذيع الأول فى الساعة 11 صباحاً ، وتلاه البلاغ الثانى ، وتضمن استسلام 37 من ضباط وصف ضباط إسرائيل فى نقطة قوية شمال السويس ، وكان مجموع ما دمرته القوات المصرية لإسرائيل 16 طائرة منها 3 هليكوبتر .
وفى هذا اليوم اخترقت طائرتا استطلاع أمريكيتان المجال الجوى المصرى على ارتفاع 25 كيلو متر واستطاعت أجهزة الرادار المصرية اكتشافهما وهم على بعد 200 كيلو متر من أجواء بور سعيد ، وسارتا جنوباً بحذاء ساحل البحر الأحمر حتى قنا ونجع حمادى ، واستدارتا فى شبه قوس إلى الصحراء الغربية ثم انطلقتا شرقا إلى فلسطين المحتلة .
وأعلن وزير الصحة أن مصر لديها كميات احتياطية فى بنوك الدم من تبرعات المواطنين ، وتبرعت حكومة نيجيريا بمبلغ 600000جنيه لضحايا الحرب فى مصر ، وصدرت خمسة بلاغات عسكرية سورية أذيع أولها فى الساعة الواحدة صباحاً ، وأذيع الأخير فى الساعة 4.08 مساءً وتم إسقاط 19 طائرة إسرائيلية ، وقطعت جمهورية الكاميرون علاقاتها مع إسرائيل .
وفى جريدة أخبار اليوم كتب الأستاذ " إحسان عبد القدوس " : " كنت مؤمنا بأن الحرب يجب أن تبدأ ، وكنت مؤمنا بأننا لن نصل إلى أى حل بلا حرب ، وكنت مؤمناً بأننا نعيش حالة استنزاف سياسى واقتصادى تضعفنا يوما بعد يوم .. ثم إنى عشت منذ شبابى وأنا اتبع فكر أنور السادات والذى أعلمه منذ كان شابا وهو يربط فكره السياسى بالإجراءات العملية وبإثبات الشخصية وبالقدرة على التنفيذ .. لم يكتف فى شبابه قبل الثورة بالانضمام إلى الجمعيات الثورية وانتظار قيام الثورة بل كان يتولى بنفسه تنفيذ مخططات ثورية أقرب إلى الخطط العسكرية وهو ما أدى به إلى البقاء فى السجن سنوات ولكنه كان دائما رغم صمته ينتصر ، إنى اعتمد فى تقديراتى على عاطفة أنور السادات الوطنية ، وقال لى يوما أحد الأجانب : هل تتغلب عاطفته الوطنية على تقديراته لمصير الحرب ؟ وأجبته يومها : هذا هو ما يمكن أن يكون فى تأجيل المعركة .. التوفيق بين الفرد الوطنى وما تتطلبه الحرب ، وبدأت المعركة وحققنا معجزتين عالميتين فى اليومين الأولين للمعركة .. معجزة عبور أصعب حاجز مائى فى تاريخ الحروب وهو قناة السويس ، ثم معجزة اختراق خط بارليف الذى كانت إسرائيل تتباهى بما وصلت إليه العبقرية الإسرائيلية فى تحصين هذا الخط ليفوق بالعلم الحديث خط " ماجينيو " الذى أقامته فرنسا فى الحرب العالمية الكبرى فى مواجهة الجيش الألمانى ، وتوالت انتصاراتنا يوما بعد يوم وحتى آخر قطرة من دم مصر .. لا انسحاب من فوق أرض لنا ، ولا وقف لإطلاق النار إلا إذا لم يعد هناك سبب لإطلاق النار .. والله معنا "

الأحد 14 أكتوبر 1973م – 18 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة المصرية أربعة بلاغات عسكرية أذيع أولها فى الساعة 1.55 صباحاً ، وأذيع الأخير وهو رقم 39 فى الساعة العاشرة مساءً ، وتم تدمير 150 دبابة إسرائيلية وقتل القائد العام الإسرائيلى للمدرعات " إبراهام مندلر " وتم إسقاط 44 طائرة إسرائيلية .
وصدر بلاغ سورى واحد أذيع فى الساعة العاشرة صباحاً ، وتم تدمير 50 دبابة إسرائيلية ، 3 بطاريات مدفعية ، وأجبرت السلطات الإسرائيلية الكثير من العمال فى الأرض المحتلة على العودة بالقوة إلى العمل للمصانع التى كانوا قد تركوها فى الأيام الأولى للحرب ، كما قامت السلطات الإسرائيلية بنقل دماء الكثير من العرب قسراً إلى الجرحى الإسرائيليين ، ووجه الرئيس السورى " حافظ الأسد " تحية إلى جيش العراق وشعبه ، كما حيا الجزائر وليبيا اللتين بادرتا من اللحظة الأولى إلى تقديم الدعم العملى والتأييد الفعلى لسوريا .
الاثنين 15 أكتوبر 1973م – 19 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة المصرية البلاغ رقم 40 فى الساعة الثانية إلا الثلث ظهراً ، والبلاغ رقم 41 فى الساعة 2.83 ظهراً ، ووجه الفريق " أحمد إسماعيل " القائد العام بياناً إلى جميع وحدات وتشكيلات القوات المسلحة أعلن فيه أن نسبة خسائرنا إلى خسائر إسرائيل لا تتجاوز 1 : 5 فى الطائرات ، ولا تتجاوز 1 : 3 فى المدرعات ، وبدأ برنامج إذاعى بتدريس المناهج المقررة لمرحلتى التعليم الابتدائى والإعدادى بعد إغلاق أبنية هذه المدارس بسبب المعركة مع إسرائيل ، وأشارت البلاغات السورية إلى تدمير 43 دبابة إسرائيلية ، واربع بطاريات مدفعية ، وإسقاط طائرة استطلاع وعدد من الطائرات المقاتلة ، وأعلنت إسرائيل أنها استدعت للمرة الثانية 12 من جنرالات الاحتياط إلى الخدمة ، وأعلن الاتحاد السوفيتى عن إصراره على أن يساعد بكل وسيلة ممكنة جهود العرب لتحرير أراضيهم التى احتلتها إسرائيل بما فى ذلك تزويد الدول العربية بالسلاح ، وذكرت مصادر أمريكية أن إسرائيل فقدت أكثر من ثلث قوتها الضاربة الجوية ، وقطعت جمهورية غينيا الاستوائية علاقاتها مع إسرائيل .
وفى جريدة " الأهرام " كتب الأستاذ أحمد بهاء الدين : " 6 أكتوبر 1973م فى بيروت وبينى وبين بلدى الذى يحارب بإرادته هذه المرة .. بحار وصحراوات ولكن الغربة زالت لقد تم التعرف من جديد على النفس .. فالمسافة الجغرافية لا تهم والمعركة ليست بعيدة من بيروت ، ومن النوافذ ترى المعارك الجوية والطائرات تسقط فى البحر ، ولكن الفرد يمشى رافعا رأسه فأخبار مقاتلينا تطل منتصرة هذه المرة من كل صحيفة وإذاعة وشاشة تليفزيون بل ومن فم كل بائع سجائر أو سائق تاكسى ببيروت ، وأنفاس القتال البطولى فى سوريا الملاصقة تحس بحرارتها وتكاد تلمسها وأنت تسمع أخبارها من شهود العيان ، وتكون الرحلة إلى القاهرة تحصيل حاصل فى إنهاء شكلى للغربة التى زالت من النفس ومن الضمير ، ساعات الطائرة إلى بنغازى ثم أربع وعشرون ساعة متواصلة بالسيارة عبر الصحراء إلى القاهرة تدفعها لهفة واحدة أن أرى وجه قاهرة أكتوبر 1973م حتى تزول من خاطرى صورتها يوم عدت من باريس فى يونيو 1967م ذات أمسية حزينة ، لقد أنهى الرئيس السادات غربتنا الكبيرة بقرار أكتوبر 1973م ، قرار ربما كان كلمة واحدة ولكن خلاصة لكل الآلام العظيمة والآمال الكبيرة المختزنة منذ سبع سنوات ، وقد أنهت قواتنا المسلحة غربتنا بالطريقة الفذة التى نفذت بها القرار ، إنهم هناك تحت اللهب والنار وكأنهم حملوا الغبار الثقيل إلى العدو .. السماء تنقشع كلها فى لحظة واحدة عن وجه مصر الحقيقى " .
وفى مجلة " روزاليوسف " كتب الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوى : " وتحققت معجزة حربية .. فاقتحم المقاتلون المصريون البواسل أكبر مانع طبيعى وصناعى عرفه التاريخ ، وتحققت معجزة حربية سيظل العالم يدرسها ويتخذ منها العبرة واضعا بها العقل المصرى والحكمة المصرية والعزائم المصرية فى مكانها الصحيح ، و ما من ريب أن كل مصرى اليوم يشعر بالزهو لأنه ينتمى إلى هذا الوطن ، إن هذه أول مرة يلتحم فيها الجيش المصرى مع جيش إسرائيل فى معركة حقيقية ، وقد أثبت هذا الجيش المفترى عليه أنه بحق كما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : " خير أجناد الأرض " .
الثلاثاء 16 أكتوبر 1973م – 20 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة المصرية بلاغاً رسمياً فى الساعة الثالثة إلا الثلث ظهراً وتضمن قيام القوات المصرية بصد وتدمير كافة هجمات العدو على رؤوس الكبارى شرق القناة فى المحور الأوسط ، وبلغت خسائر إسرائيل 15 طائرة ، 85 دبابة ، 56 عربة نصف مجنزرة وأسر أطقم كاملة من الإسرائيليين ، ثم أذاع المتحدث العسكرى البيان رقم 44 وتضمن محاولة بعض مفارز العدو المدرعة من الكوماندوز بعبور البحيرات المرة فى طرفها الشمالى عند الدفرسوار مستخدمة 7 دبابات للإغارة على المواقع المصرية غرب القناة ، وتشتت هذه الدبابات أثناء مطاردتها .
ألقى الرئيس " محمد أنور السادات " خطابا فى مجلس الشعب أعلن فيه موقف مصر وأهدافها للسلام ، وأن الصواريخ المصرية على قواعدها تنتظر أمر الانطلاق إلى أعماق الأعماق فى إسرائيل كما حيى فى خطابه الجيش السورى الذى حارب معركة من أمجد معارك الأمة العربية .
وصل " إليكس كوسجين " رئيس الوزراء السوفيتى فى زيارة سرية إلى القاهرة فى الساعة الخامسة مساءً لإجراء محادثات مع الرئيس السادات ، ووصلت إلى القاهرة طائرة خاصة تحمل 30 طنا من الأدوية والمعدات الطبية للمجهود الحربى مقدمة من الكويت .
أشاد الرئيس " السادات " فى رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكى " نيكسون " حدد فيها خمس نقاط كمشروع للسلام :
الالتزام بمبادئ وقرارات الأمم المتحدة .
إنسحاب إسرائيل من كل الأراضى العربية فوراً .
عقد مؤتمر دولى للسلام بعد ذلك .
البدء فوراً فى تطهير قناة السويس .
وضوح فى الغايات والوسائل .
وأذاعت المصادر السورية أنها دمرت للعدو 80 دبابة وعربة مجنزرة بعد أن صدت للعدو هجوماً عنيفاً كما أسقطت وسائل الدفاع السورية طائرة استطلاع من طراز " رايان " الأمريكى الذى تنطلق بدون طيارين على ارتفاع 18.3 كيلو متر ، وقد تم إسقاطها شرقى دمشق ، وألحت " جولدا مائير " رئيسة وزراء إسرائيل على أن تبادل الأسرى الفورى الكامل هو شرط رئيسى لوقف إطلاق النار ، فى الوقت الذى تدفقت فيه الإمدادات العسكرية الأمريكية على إسرائيل .
وفاز " هنرى كيسنجر " مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى ، و " لودوك فو " عضو المكتب السياسى لفيتنام بجائزة نوبل للسلام " مناصفة " لجهودهما فى إنهاء الحرب الفيتنامية .
الأربعاء 17 أكتوبر 1973م – 21 رمضان 1393هـ :
أذاعت القيادة المصرية البلاغ رقم 45 فى الساعة السادسة مساءً ، وذكر البلاغ أن القوات المصرية أسقطت 21 طائرة إسرائيلية عدا الدبابات والعربات المدرعة ، وأجمل المتحدث العسكرى خسائر إسرائيل منذ نشوب القتال وحتى هذا اليوم بما يلى : 269 طائرة ، 15 طائرة هليكوبتر ، 492 دبابة ، 18 قطعة بحرية ، وذكرت المصادر السورية أن سوريا دمرت أكثر من 40 دبابة إسرائيلية ، 30 عربة ، أربع بطاريات مدفعية .
وصفت وكالة " رويتر " الموقف فى الجولان بقولها : " إن المعارك مستمرة بشكل شرس دون أية علامة على انفراجها بصورة حاسمة " .
وأعلن مؤتمر وزراء البترول العربى خفض الإنتاج بحد أدنى 5% تزاد كل شهر إلى أن يتم الجلاء عن الأراضى المحتلة بعد عام 1967م واستعادة شعب فلسطين حقوقه المشروعة ، وعلى أن يطبق الخفض على الولايات المتحدة الأمريكية فى المقام الأول ، وعلى الدول الصناعية المساندة لإسرائيل .
تسابق أمريكا الزمن لتعويض إسرائيل خسائرها بشحنات عاجلة من المقاتلات والصواريخ وأحدث الدبابات والمعدات العسكرية التى لم تستخدم بعد فى ميادين القتال ، كما أعلن أن أمريكا قد أقامت أضخم جسر جوى لنقل هذه المعدات إلى إسرائيل .
الخميس 18 أكتوبر 1973م – 22 رمضان 1393هـ :
أصـدرت القيادة المصرية البلاغيـن رقم 46 ، 47 فى السـاعة 10.13 مساءً ، وجاءت الإشارة إلى عملية التسلل التى استمرت منذ طوال ليلة أمس ، وأن القوات المصرية تقوم بضربها بعد حصـــارها فى نقط متفرقة ، وفى الجبهة السورية صدر بلاغ عسكرى واحد وتضمن قصف العدو لقرية " مجدل شمس " ، وأعلنت المملكة العربية السعودية تخفيض بترولها بنسبة 10% حتى نهاية شهر نوفمبر 1973م .
وأكدت مصادر مطلعة أن طائرات الفانتوم التى أمدت بها أمريكا إسرائيل قادها طيارون أمريكيون رأساً إلى المطارات الإسرائيلية فى الوقت الذى يناقش الكونجرس اعتبار هذه الإمدادات العسكرية هدية لإسرائيل بدون ثمن ، وفى جريدة " الأخبار " كتب الأستاذ " محمد زكى عبد القادر " :
" إن الوطنية المصرية تبدو اليوم فى أصفى منابعها أصيلة قوية ، مصممة مضحية ، والقومية العربية تظهر هى الأخرى فى أروع مظاهرها وأعمق أعماقها صخرة لا يمكن اقتحامها ، وواجبنا واضح فى هذه الظروف .. هو أن نرتفع إلى مستوى الموقف ، نصون الجبهة الداخلية من كل دخيل عليها ، ونثبت فى النفوس القوة والعزم والتصميم ، وكل منا فى الموقع الذى هو فيه يستطيع أن يخدم المعركة ويلعب دور مشاركة للجنود الذين يعيشون أروع ساعاتهم وأمجد ما يمليه عليهم الوطن من أمل وما أودعه فى أعناقهم من أمانة وذلك بإحسان الاستعداد واتباع تعليمات الدفاع المدنى ومحاربة الشائعات ومطاردة الأنباء الكاذبة وتثبيت الجبهة سواء من الناحية النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية فإن المعركة ليست على الجبهة بالسلاح ولكنها أولاً وأساساً فى الجبهة الداخلية فهى السند للنصر وتهيئة الطريق إليه "
الجمعة 19 أكتوبر 1973م – 23 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة المصرية البلاغين 48 ، 49 فى الساعة الثامنة إلا الثلث مساءً وأشارا إلى عملية التسلل فى منطقة الدفرسوار ، وركزت إذاعة إسرائيل ووسائل إعلامها على عملية التسلل إلى الضفة الغربية للقناة التى يقودها قائد المنطقة الجنوبية " إرييل شارون " تحويلاً للأنظار عن المعركة الرئيسية فى قلب سيناء .
دمرت القوات السورية 16 دبابة إسرائيلية ، وذكر وزير الدفاع الأمريكى : أن مساعدتنا لإسرائيل لن تقف عند حد ، وأوقفت ليبيا تصدير بترولها إلى أمريكا وهو يعادل 11.1% من الإنتاج الليبى كما رفعت سعر بترولها إلى 8.922 دولار للبرميل ، كما رفع العراق سعر بتروله أيضا إلى 5.061 دولار ، وتبرع اتحاد النقابات فى ألمانيا بمبلغ 10 مليون مارك للمجهود الحربى تعبيرا عن روح التعاون مع العمال المصريين .
السبت 20 أكتوبر 1973م – 24 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة المصرية البلاغ رقم 50 وقدر المراقبون أن الحشد المدرع فى ميدان القتال يضم ما لا يقل عن 1450 دبابة ، وتم إسقاط 15 طائرة إسرائيلية وأسر بعض طياريها ، وأشارت البيانات الصحفية إلى مغامرة الدفرسوار وكيف تمكنت القوات المتسللة من تكوين جبهتين رئيسيتين على الشاطئ الغربى للبحيرات ، الأولى فى منطقة سرابيوم ، والثانية فى الدفرسوار ، وأمكنها من الاحتفاظ بخط إمداد مع الشاطئ الشرقى للقناة عن طريق أسفين بين الجيشين الثانى والثالث المصريين ، وقام سلاح الجو السورى بقصف معمل تكرير بترول لإسرائيل فى حيفا ، وأذاع راديو إسرائيل نداءات بالشفرة لاستدعاء الطبقة الثالثة من الاحتياطى إلى الخدمة العسكرية ، وأعلن وزير العمل الإسرائيلى أن معدل الإنفاق اليومى على المعركة هو 250 مليون دولار ، وفى الوقت نفسه بلغت قيمة الأسلحة التى شحنت إلى إسرائيل فى الأيام القليلة الماضية 850 مليون دولار ، وقطعت مالاجاش علاقاتها مع إسرائيل .
الأحد 21 أكتوبر 1973م – 25 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة العامة ثلاثة بلاغات عسكرية أذيع الأول فى الساعة 10.55 صباحاً ، وأذيع الأخير وهو رقم 53 فى الساعة 9.25 مساءً ، وشملت خسائر إسرائيل 25 طائرة ، 70 دبابة ، 40 عربة مجنزرة ، وأسر العديد من الطيارين ، وحاولت القوات الإسرائيلية الإنطلاق شمالاً إلى الإسماعيلية ولكنها فشلت ، واستعاد الجيش المصرى الثانى الساتر الترابى المواجه للثغرة عند الدفرسوار ، وأصدرت القيادة السورية بيانين فى الساعة الرابعة والنصف وشملا عمليات المدفعية والدبابات فى القطاع الشمالى للجولان ، وأوقفت جميع الدول العربية تصدير بترولها إلى أمريكا وقطعت جمهورية أفريقيا الوسطى علاقاتها مع إسرائيل ، وتجددت اليوم الذكرى السادسة لإغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " بواسطة زورق صاروخى مصرى فى أقل من ثلاث دقائق يوم 21 أكتوبر 1967م .

الاثنين 22 أكتوبر 1973م – 26رمضان 1393هـ :
أصدر مجلس الأمن قراره رقم 338 بموافقة جميع الأعضاء باستثناء الصين الشعبية التى امتنعت عن التصويت ، وينص على وقف إطلاق النار بين الدول العربية وإسرائيل والبدء فى التطبيق الفورى لقرار 242 لعام 1967م ، وقد وافق الرئيس السادات على وقف إطلاق النار على أساس التطبيق الفورى والكامل لقرار مجلس الأمن مؤكداً على نقطتين هما : الانسحاب من كل الأراضى المحتلة ، والحقوق المشروعة لشعب فلسطين ، وأصدر القائد العام فى الساعة السابعة إلا الربع مساءً أمراً للقوات المسلحة المصرية بإيقاف إطلاق النار تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الذى صدر فى الساعة 6.25 صباحاً ، وتضمن أمر القائد العام اتخاذ كافة إجراءات التأمين والحذر من العدو .
دارت خلال الساعات الاثنتى عشرة التى سبقت وقف إطلاق النار أعنف المعارك على الجبهة المصرية فى شرق وغرب القناة ، وقدرت المصادر المصرية خسائر العدو بما يعادل خسائره على مدى الأيام الخمسة الأخيرة أثناء معارك الدبابات الكبرى ، وأصدرت القيادة المصرية أربعة بلاغات أذيع الأول وهو برقم 55 فى الساعة 7.55 صباحاً ، وأذيع الأخير فى الساعة العاشرة مساءً ، وقد بلغت الطلعات الجوية الإسرائيلية فى هذا اليوم على الجبهة المصرية 845 ، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الجسر الجوى الأمريكى من الإمدادات العسكرية لإسرائيل سوف يستمر دون توقف برغم الاتفاق على وقف إطلاق النار ، ووصلت معونات طبية إلى مصر من ألمانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وباكستان والإمارات ، وقرر السودان تزويد مصر بثلاثين طناً من اللحوم يومياً مساهمة فى المجهود الحربى .
الثلاثاء 23 أكتوبر 1973 – 27 رمضان 1393هـ :
تفجر القتال فى منطقة القناة بعد ساعات من توقف العمليات الحربية ، وأصدرت القيادة المصرية ثلاثة بلاغات أذيع الأول فى الساعة 10.37 صباحاً وتضمن استغلال العدو وقف إطلاق النار وقيامه بدفع عدد من الدبابات ليلاً إلى منطقة الدفرسوار محاولاً التسلل لاكتساب بعض المواقع الجديدة التى لم يكن له وجود فيها قبل قرار وقف إطلاق النار ، وتصدت لها القوات المصرية وتطور القتال باشتراك الطيران وخسر العدو 7 طائرات ، وأذيع البلاغ الأخير فى العاشرة مساءً ، وفى خلال اليوم أخذت قوات العدو تنتشر جنوباً فى اتجاه مدينة السويس محاولة قطع طريق الإمدادات والمواصلات بين السويس والقاهرة ، وأخذت مفارز العدو منذ الصباح تناوش بعض مواقع الصواريخ المصرية ، وأصدرت الحكومة المصرية بياناً كشفت فيه تعمد إسرائيل خرق قرار مجلس الأمن ، وعاد مجلس الأمن للإنعقاد وأصدر قراره رقم 339 بالوقف الفورى لجميع أشكال إطلاق النار وكل الأعمال العسكرية ، وجاء فى بيان أعلنته الحكومة السوفيتية .. أن إعلان إسرائيل قبول وقف إطلاق النار كان خدعة كبرى للقيام بهجوم غادر على المواقع المصرية ، وبتوجيه من الرئيس السادات تقرر اشتراك قوات المقاومة الشعبية فى القتال المتلاحم غرب القناة باعتبار أنها معركة كل الشعب ، وبلغت تبرعات الجاليات اليهودية فى أنحاء العالم لإسرائيل 200 مليون دولار ، وتصدت الطائرات السورية لمحاولات العدو قصف أهداف مدنية شمال دمشق اشتركت فيها 60 طائرة إسرائيلية وتم إسقاط 11 طائرة منها ، وافقت سوريا على قرار وقف إطلاق النار بشرط قبول الطرف الآخر للقرار والانسحاب الكامل من الأراضى المحتلة وتأكيد حقوق شعب فلسطين ، وقطعت أثيوبيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل .
الأربعاء 24 أكتوبر 1973م – 28 رمضان 1393هـ :
أصدرت القيادة العامة المصرية ثلاثة بيانات أذيع الأول فى الساعة 12.30 ظهراً متضمناً تأكيد إسرائيل على خرق قرار وقف إطلاق النار كما حدد البيان المواقع التى تسيطر عليها القوات المصرية شرق وغرب القناة مستثنيا ثغرة بطول 6.5 كيلو متر ملاصقة للبحيرات المرة ، وتواجد وحدات فرعية للعدو مبعثرة ومتداخلة بين القوات المصرية فى بعض الأجزاء غرب القناة خلف المحور الجنوبى حتى الأدبية ، وأذيع البيان الأخير فى الساعة السادسة إلا الربع بعد الظهر ، وفى هذا اليوم حشد العدو قوة كبيرة من دباباته ليقتحم بها مدينة السويس عن طريق الزيتية وطريق السويس – القاهرة والمصانع من أجل تطويق مدينة السويس .. فقد اعتقدت القوات الإسرائيلية إنها فى نزهة إلى مدينة السويس وإنها عبارة عن مدينة للأشباح ، وبمجرد أن دخلت القوات الإسرائيلية مدينة السويس حتى فوجئت بالكمائن المصرية وأطقم اقتناص الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات والمقاومة الشعبية التى استبسلت من أجل الدفاع عن مدينة السويس ، وتطور الصراع إلى القتال بالسلاح الأبيض حتى حل الظلام فانسحبت القوات الإسرائيلية تاركة وراءها أعدادا كبيرة من الدبابات المحترقة وجثث القتلى ، وحاول العدو مرة ثانية مهاجمة المنطقة الواقعة جنوب الأدبية ولكنه فشل ، وقد قرر الرئيس السادات أن يكون يوم 24 أكتوبر عيداً قومياً للسويس وللمقاومة الشعبية ، وأعلنت المصادر الأمريكية أن أمريكا سوف تستمر فى تزويد إسرائيل بالأسلحة حتى تعلن الحكومة الإسرائيلية أنها اكتفت تماماً .
الخميس 25 أكتوبر 1973م – 1 شوال 1393هـ :
اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك ، وقامت إسرائيل بمحاولتين لاقتحام مدينة السويس ولكنها فشلت ، وأصدرت القيادة العامة بلاغين ، ووصلت الفصائل الأولى من قوات الطوارئ الدولية المرابطة فى قبرص إلى مصر وبلغ حجمها 897 ضابطاً وجندياً ، وأرغمت السلطات الألمانية سفينة شحن إسرائيلية بمغادرة ميناء " بريمن " دون أن تتسلم حمولتها من الإمدادات الأمريكية الموجودة فى المخازن الألمانية ، وقامت ثلاث طائرات استطلاع أمريكية بالتوغل فوق الأراضى المصرية قبل أن تنطلق شرقا ، وأعلنت إيران تأييدها لقرار وقف إطلاق النار وضرورة جلاء القوات الإسرائيلية من الأراضى المحتلة .
الجمعة 26 أكتوبر 1973م – 2 شوال 1393هـ :
أصدرت القيادة العامة بلاغين تضمن الأول إشارة إلى أن القيادة المصرية سمحت منذ أول وقف لإطلاق النار بحضور المراقبين الدوليين بينما تلجأ إسرائيل لتأخير وتعطيل أعمالهم لكسب مناطق جديدة ، ويعتبر البلاغ رقم 64 آخر بيان صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية منذ نشوب الحرب ، وأغرقت ناقلة بترول إسرائيلية بسبب اصطدامها بلغم بحرى ، وأدى الرئيس السادات صلاة الجمعة بمسجد الإمام الحسين وكان موضوع الخطبة " النصر والشهادة " ، واعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تواجه موقفاً خطيراً نتيجة لانخفاض مواردها البترولية ، وقطعت كل من زامبيا وجامبيا علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل .
السبت 27 أكتوبر 1973م – 3 شوال 1393هـ :
لم تتوقف أصوات الطلقات فى مواقع كثيرة من الجبهة ، وما زالت الأسلحة الأمريكية تتدفق إلى إسرائيل ، وأعلنت مصادر جامعة الدول العربية أن 31 دولة إفريقية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل ، ووافق مجلس الأمن على إنشاء قوة طوارئ دولية قوامها 7000 رجل تتخذ مواقعها لمدة ستة أشهر مبدئياً وبتكاليف قدرت بنحو 30 مليون دولار تتحملها الأمم المتحدة فى ميزانيتها .
الأحد 28 أكتوبر 1973م – 4 شوال 1393هـ :
فى ساعة مبكرة من صباح اليوم قامت القوات الإسرائيلية بمحاولة خامسة وأخيرة لاقتحام مدينة السويس ولكنها فشلت ، وفى الساعة 11.23 صباحاً وصلت مقدمات قوات الطوارئ الدولية واتخذت مواقعها فى مشارف مدينة السويس ، وقطعت غانا والسنغال علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل ، وتوفى بالقاهرة عميد الأدب العربى الدكتور " طه حسين "
الاثنين 29 أكتوبر 1973م – 5 شوال 1393هـ :
أعلن متحدث عسكرى إسرائيلى أن قوة كوماندوز مصرية تعمل مع الجيش الثالث عبرت القناة فجر اليوم من ناحية الشرق وهاجمت وحدات إسرائيلية على الضفة الغربية شمال السويس ، ودخلت ثلاث قطع بحرية سوفيتية جديدة البحر الأبيض ، ودخلت 6 سفن حربية أمريكية المحيط الهندى ، وقطعت الجابون وسيراليون علاقتهما الدبلوماسية مع إسرائيل ، وسحب العراق قواته من الجبهة السورية والأردنية على أثر اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار .
الثلاثاء 30 أكتوبر 1973م – 6 شوال 1393هـ :
وافقت كل من مصر وإسرائيل على تبادل الجرحى من الأسرى ، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلى فى جلسة خاصة عقدها الكنيست قوله : " إن إسرائيل لم تكن تملك قذائف كافية تمكنها من الاستمرار فى الحرب خلال أسبوعها الأخير حتى جاءت الإمدادات الأمريكية ، وأعلن متحدث عسكرى إسرائيلى : " أن القوات المصرية أطلقت عدة صواريخ من طراز سام 2 على طائرات استطلاع إسرائيلية كانت تحلق فوق ممر الجدى " ، ونشرت مجلة " بارون " المالية الأمريكية بحثاً انتهت فيه إلى أن المواطنين الأمريكيين يتحملون فى النهاية بصورة غير مباشرة الأعباء المالية للحرب الإسرائيلية ، واستأنف مطار القاهرة منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم العمل للطيران المدنى .
الأربعاء 31 أكتوبر 1973م – 7 شوال 1393هـ :
أصدر الرئيس " السادات " قراراً بتعيين الدكتور " محمد حسن الزيات " وزير الخارجية مستشاراً للرئيس للشئون السياسية ، وقراراً بتعيين " إسماعي فهمى " وزير السياحة وزيراً للخارجية ، وشرح الرئيس " السادات " فى حديثه إلى ممثلى الصحافة العالمية أبعاد الموقف العسكرى والسياسى واحتمالاته فى سيناء والضفة الغربية ، وأكد أن الجيش الثالث ثابت كالصخر فى مواقعه بسيناء ، وأن الجزء الأكبر منه على الضفة الغربية خلف وحدات العدو ، وأنهى الرئيس " السادات " مؤتمره الصحفى بتحذير قال فيه : " إننا لن نقف ساكتين على أى شئ يتعرض له أبناؤنا فى سيناء " .

________
إبراهيم خليل إبراهيم
[/frame]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 44 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[frame="1 98"]
أغنيات شهر النصر :
_________
فور اندلاع معارك أكتوبر 1973م ، رمضان 1393هـ انطلق عنان الشعر عند الشعراء لأن الأغنية الوطنية لا تكتب بتكليف ، وسارع كل المطربين والمطربات والملحنين إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون لتسجيل أغنيات النصر لتكون صوتاً بجوار أصوات المدافع على الجبهة فقد تأثر الشاعر " عبد الرحيم منصور " بصيحة العبور " الله أكبر " فكتب ولحن الموسيقار " بليغ حمدى " وغنت المجموعة :
بسم الله .. الله أكبر .. بسم الله
أذن وكبر .. بسم الله
وقول يا رب .. بسم الله
النصرة تكبر .. بسم الله
الله أكبر .. بسم الله
الله يا بلدنا .. بسم الله
بإيدين ولادنا .. بسم الله
وآذان على المدنة.. بسم الله
بيحيى ولادنا .. بسم الله
وكانت هذه الأغنية من أوليات أغنيات النصر .
وفى الرابعة صباحاً فوجئ الإذاعى " وجدى الحكيم " باتصال هاتفى من المخرج " يوسف شاهين " أخبره فيه بأن الكلمات التى كتبتها الشاعرة " نبيلة قنديل " بعنوان " رايات النصر " والتى كان من المقرر أن تكون ضمن أحد أفلامه هى مهداه للإذاعة لأن الوطن أغلى من الفيلم ، ولذلك ذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار " على إسماعيل " وسجلت المجموعة الأغنية :
رايحين رايحين
شايلين فى إيدنا سلاح
راجعين راجعين
رافعين رايات النصر
حالفين حالفين بعهد الله
ندرين واقفين واهبين حياتنا لمصر
وقرأ الشاعر " محمد حمزة " مقالاً للأستاذ " محمد حسنين هيكل " بجريدة الأهرام فتأثر به وكتب أغنية " عاش " ولحنها الموسيقار " بليغ حمدى " وغنى العندليب " عبد الحليم حافظ " :
عاش اللى قال
الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب
عاش اللى قال
لازم نرجع أرضنا من كل غاصب
عاشوا العرب
اللى فى ليلة أصبحوا ملايين تحارب
وكتب الشاعر " محسن الخياط " أغنية " لفى البلاد " وذهب إلى منزل " عبد الحليم حافظ " فوجده نائماً فانتظر حتى استيقظ وأسمعه الكلمات فأعجب بها ، وعلى الفور اتصل " عبد الحليم حافظ " بالإذاعى " وجدى الحكيم " مسئول إنتاج الأغانى وقال له : أرجو استخراج تصريح دخول للإذاعة للشاعر " محسن الخياط " لأننى سوف أحضر لتسجيل أغنية ، ولحن " محمد الموجى " الكلمات وغنى عبد الحليم :
لفى البلاد يا صبية
لفى البلاد بلد بلد
باركى الولاد يا صبية
باركى الولاد ولد ولد
وكتب الشاعر " أحمد شفيق كامل " ولحن الموسيقار " كمال الطويل" وغنى " عبد الحليم حافظ " :
خلى السلاح صاحى
لو نامت الدنيا صاحى مع سلاحى
سلاحى فى إيديا
نهار ليل صاحى
بينادى يا ثوار
عدونا غدار
خلى السلاح صاحى
وكتب الشاعر " عبد الرحيم منصور " ولحن الموسيقار " بليغ حمدى " وغنى أيضا " عبد الحليم حافظ " :
سكت الكلام والبندقية اتكلمت
شدت على إيدين الجنود واتبسمت
احنا جنودك يا بلدنا يا حبنا
وكتب الشاعر " كمال بدر " ولحن الموسيقار " أحمد صدقى " وغنت المجموعة :
التار نده علينا
جبنا السلاح وجينا
لشطنا الجريح ورملنا الحزينة
بالأحضان بالأحضان يا سينا
وكتب الشاعر " عبد الفتاح مصطفى " ولحن الموسيقار " بليغ حمدى " وتغنت المجموعة :
الله أكبر
لا إله إلا الله
صدق وعده
نصر عبده
نصر جنده
وكتب الأستاذ " توفيق الحكيم " مقالاً بعنوان " عبرنا الهزيمة " فقرأه الشاعر " عبد الرحيم منصور " فانفعل وكتب أغنية " عبرنا الهزيمة " ولحنها الموسيقار " بليغ حمدى " وغنتها " شادية " وأذيعت خلال معارك أكتوبر 1973م ، كما غنتها فى الحفل الذى أقيم بنادى الجلاء فى الثالث من أكتوبر عام 1974م :
يا مصر يا عظيمة
عبرنا الهزيمة
باسمك يا بلادى عدينا القناة
باسمك يا بلادى عدينا المحال
وبعد أن استمع إليها الكاتب الكبير " توفيق الحكيم " قال : الأغنية أقوى من الكلام وحافظوا على " بليغ حمدى " .
كما حضرت إلى مكتب الإذاعى " وجدى الحكيم " بالإذاعة المطربة " شريفة فاضل " بصحبة الشاعرة " نبيلة قنديل " وهى ترتدى ملابس الحداد على ابنها الذى استشهد فى بداية المعارك وتم تسجيل أغنية " أم البطل " التى لحنها الموسيقار " على إسماعيل " :
ابنى حبيبى يا نور عينى
بيضربوا بيك المثل
كل الحبايب بتهنينى
طبعا م انا أم البطل
وحضرت أيضا " شهر زاد " وقالت للإذاعى " وجدى الحكيم " : أنا مصرية وعايزة أغنى للأبطال وبالفعل تغنت بكلمات الشاعرة " علية الجعار " وألحان الموسيقار " عبد العظيم محمد " :
سمينا وعدينا وشقينا طريق النصر
وإيد المولى ساعدتنا
ورجعنا ابتسامة مصر
وحضرت أيضا " سعاد حسنى " إلى الإذاعى " وجدى الحكيم " وقالت له : أنا عايزة أغنى للأبطال وأسمعته الكلمات التى كتبها الشاعر " أحمد فؤاد نجم " والتى لحنها الموسيقار " كمال الطويل " فقال لها الإذاعى وجدى الحكيم : وأين الشاعر ؟ وهنا دخل إلى المكتب الشاعر" أحمد فؤاد نجم " وقال للإذاعى " وجدى الحكيم " : أنا أرسلت سعاد حسنى لأننى لو حضرت سوف ترفض الكلمات لأنك لا تحبنى ، فقال له وجدى الحكيم : لا .. أنا بحب الكل ، وهنا قال الشاعر : إذن أنا فهمت غلط ، وسجلت سعاد حسنى " دولامين " :
دولامين دولامين
دولا عساكر مصريين
دول ولاد الفلاحين
دولا الورد الحر البلدى
وكتب الشاعر " مرسى جميل عزيز " أغنية " عـ البر التانى " ولحنها الموسيقار " كمال الطويل " وغنتها " نجاة الصغيرة " :
على البر التانى وعدينا
حملتنا الفرحة وعدينا
ولاقينا العيد مستنينا
على البر التانى
وفى أحلى وأغلى الأعياد
يوم ستة أكتوبر بالذات
حضنتنا الفرحة
وعدينا على البر التانى
وكتب الشاعر " كمال عمار " ولحن الموسيقار" محمود الشريف" وتغنى ثلاثى النغم :
صبرنا وعبرنا وطهرنا دارنا
وربك نصرنا وأخدنا بتارنا
وكتب الشاعر " عبد الرحيم منصور " ولحن الموسيقار " بليغ حمدى " وغنت " وردة الجزائرية " :
وانا على الربابة بغنى
مملكشى غير إنى أغنى وأقول
تعيشى يا مصر .. حلوة بلادى
السمرة بلادى .. الخضرة بلادى
وغنت " فايزة أحمد " :
صباح النصر يا مصريين
رديتوا الظلم على الظالمين
والنصر لمصر
والليل أهو فات
وفى ست ساعات
عديتوا البحر
خلصتوا التار
ومحيتوا العار
وصنعتوا الفجر
وغنت " شادية " :
سينا يا سينا
بالأمل عدينا
يا مصر يا أمنا
يا أرضنا يا مصر
يا حبنا يا مصر
يا عشقنا يا مصر
من دهبك لبسنى العقد حبيبى
من نيلك سقانى الشهد حبيبى
كما غنت أيضا :
راحة فين يا عروسة
يا أم توب أخضر ؟
راحة أجيب الورد واجيب سكر
تعملى إيه يا عروسة بالسكر ؟
أعمل شربات شهد مكرر
وبعد الأسبوع الأول من المعارك ذهب الإذاعى " وجدى الحكيم " إلى جبهة القتال لرصد تأثير الأغنيات على معنويات أبطال مصر ، فقال له البطل " تحسين شنن " : أنتم عملتم عملاً رائعاً .. فالجنود يتابعون الأغنيات من خلال الراديو الترانزستور لدرجة أن أحد الجنود بعد تدميره لدبابة إسرائيلية صعد إلى أعلى برجها وقال : وانا على الربابة بغنى
وغنت شادية : " يا بلدنا يا حياتنا " كلمات الشاعر " صلاح فايز" ولحن الموسيقار " خالد الأمير " فى الاحتفال الذى أقيم بنادى الجلاء يوم الثالث من شهر أكتوبر عام 1974 :
بلدى يا بلدى
يا بلدنا يا حياتنا
حكايتها فى سهرنا
أنا وحبيبى على قمرك نحكيها
ونغنى لياليها
وتعيشى دايما يا عروسة
بين حبيايبك محروسة
كما غنى ولحن الفنان السعودى " محمد عبده " كلمات الشاعر " بدر ابن عبد المحسن " والتى عنوانها " لا تغيب الشمس " :
لا ما يعود الأمس
بالليل الحزين
ما تغيب الشمس
وما يعود الأمس
اتبسمى يا جيرتى
اليوم راحت حيرتى
اتبسمى فى جبهة الحر الشهيد
واتبسمى فى دمعة الطفل الشريد
واتبسمى فى مولد الفجر الجديد
وقام الفنان " عبد الحليم حافظ " بالاتصال بالشاعر " عبد الرحمن الأبنودى " وقال له : أنت كتبت العديد من الأغنيات الوطنية قبل انتصار أكتوبر 1973م ، وبعد هذا الانتصار العظيم أنا عايز أشدو بكلمات وطنية تكتبها أنت ، فكتب الشاعر " عبد الرحمن الأبنودى " أغنية " صباح الخير يا سينا " ولحنها الموسيقار " كمال الطويل " وسجلها عبد الحليم حافظ برغم مرضه الشديد :
فى الأوله قلنا :
جينلك وجينالك
ولا تهنا ولا نسينا
والتانية قلنا :
ولا رملاية فى رمالك
عن القول والله ما سهينا
والتالته :
أنتى حملى وانا حمالك
صباح الخير يا سينا
وصباح الخير يا سينا
رسيتى فى مراسينا
تعالى فى حضننا الدافى
ضمينا وبوسينا يا سينا
____
ابراهيم خليل ابراهيم

[/frame]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 45 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1609.imgcache.jpg
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1610.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1611.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1612.imgcache.jpg[img]

http://montada.alwasatparty.com/imgc...3.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1613.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1614.imgcache.jpg

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 46 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1615.imgcache.jpg
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1616.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1617.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1618.imgcache.jpg[img]

http://montada.alwasatparty.com/imgc...3.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1619.imgcache.jpg

http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1620.imgcache.jpg

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 47 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl] البطل اللواء متقاعد عادل فودة من أبطال المخابرات الحربية صاحبة الدور البارز مع أفرع القوات المسلحة المصرية خلال معارك الاستنزاف التى جرت بعد نكسة يونيو مباشرة وأيضا خلال معارك أكتوبر 1973 فقد رسمت المخابرات الحرية صورة كاملة عن القوات الإسرائيلية أمام القوات المسلحة المصرية ومن ثم أصبحت كتابا مفتوحا .
البطل عادل فودة عمل خلف وداخل خطوط القوات الإسرائيلية مع رفاقه فرسان سلاح الاستطلاع
خلال تلقى البطل عادل فرقة المظلات للحصول على فرقة القفز تم ابلاغه فى المساء بأن القيادة قررت تخريج دفعته
فى صباح يوم الثانى عشر من شهر فبراير عام 1970 تحرك مع زملائه الطلاب والبالغ عددهم ( 20 ) إلى إنشاص وفى الساعة الثامنة والنصف صباحا وفى منتصف الطريق فوجىء بطائرة إسرائيلية من طراز الفانتوم تطير على إرتفاع منخفض .
على الفور أصدر قائد الجناح أزامره إلى سائق العربة بالتوقف وانتشر البطل عادل مع زملائه وبعد مدة قليلة إذ بصعود الطائرة للسماء وسقوط القنابل خلفها تم توالت الحرائق .. فقد تم تدمير مصنع ابو زعبل للصناعات المعدنية .
بعد هذا المشهد المؤلم زاد الاصرار والعزم لدى البطل عادل فودة وانتظر يوم الثأر .
انضم البطل عادل فودة إلى إحدى الكتائب وعمل تحت قيادة المقدم أركان حرب أحمد صلاح والمقدم اركان حرب محمود عبد الله .
فى الثلاثين من شهر سبتمبر عام 1970 كان البطل عادل فودة فى إجازة فأستدعته الكتيبة وفور العودة تسلم كل ضابط مجموعة العمل وضمت مجموعته الرقيب محمد السويفى الذى يعد من أكفأ جنود الاشارة والرقيب مجند محمود سالم أجد جنود الاستطلاع .
فى ليلة السادس من أكتوبر 1973 أستدعاه قائد الكتيبة وسلمه مهمته المتمثلة فى العمل بالمنطقة القريبة من حدود العدو ومطار المليز مع استطلاع الطريق الأوسط من الجهة الغربية ومتابعة حركة الطيران الإسرائيلى
فى صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 تم تجميع وتجهيز مجموعة البطل عادل فودة وأتجهت بعد ذلك فى سيارة ميكروباص بيضاء اللون وتحمل لوحات الملاكى إلى مطار الماظة .
فى الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973 كانت المجموعة فى مطار الماظة وفوجىء البطل عادل فودة بوجود البطل إبراهيم الرفاعى ومجموعته والأقنعة الواقية .
بعد نصف ساعة بقليل فوجىء البطل عادل بهبوط طائرتى ميج 21 على ارض المطار ونزول الطيارين منهما واشارا بعلامات النصر وقال أحدهما : يارجالة .. ضربنا القوات والمواقع الإسرائيلية .
لم يصدق البطل عادل ان الحرب قد بدأت وبعد لحظات أذاعت الإاعة المصرية البيان العسكرى الأول وهنا أنهمرت دموع الفرح .
فى الساعة الثالثة والنصف يوم السادس من أكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393 هــ توجه البطل عادل مع مجموعته إلى مطار ( أبو صوير )
حملت الطائرة البطل عادل ومجموعته واتجهت إلى سيناء وفى الطريق قامت الطائرة بضرب العربات الإسرائيلية m 13 والتى كانت تسبر على الطريق الأوسط
هبط البطل عادل ومجموعته من الطائرة خلف جبل المغارة وتحركت المجموعة فى ظلمة الليل إلى منطقة جبلية ونجحت فى إجراء أول اتصال بالكتيبة فى الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد السابع من شهر أكتوبر 1973 .
علمت إسرائيل بتواجد المجموعة فى سيناء بعد ثلاثة أيام من وصولها فعرضت على رؤساء القبائل المبالغ الطائلة للإدلاء بمعلومات عنها ولكن رؤساء القبائل الشرفاء رفضوا المغريات فهددتهم إسرائيل بالتعذيب ولكنهم لم يهتموا بذلك .
قام البطل عادل فودة ورفاقه بإبلاغ القيادة عن قيام إسرائيل باستدعاء الأحتياط .. وواصلت المجموعه كفاحها وأنتقلت من مكان إلى مكان وكانت تستخدم فى تنقلها داخل سيناء الجمال والملابس البدوية
تعطل الجهاز الذى مع المجموعة وكان لابد من لحام السلك الداخلى فذهب البطل عادل مع أحد البدو لإصلاح الجهاز ثم عاد إلى رفاقه .
خلال تواجد البطل عادل فودة مع رفاقه فقد الاتصال بأحد رفاقه فقام يبحث عنه وبعد مسيرة ( 240 ) دقيقة على الاقدام جلس يستريح بعض الوقت فإذا ببدوى من بدو سيناء يبعده بقوة وبعد لحظات إذ بخروج مجموعة من الثعابين من المكان .
فى الأول من شهر فبراير عام 1974 نفذت المياه التى كانت مع المجموعة وكاد العطش ان يقتلهم ولكن كانت عناية الله تعالى .. فقد هطلت الأمطار بغزارة
كان من المقرر للعملية مدة أسبوع او على الأكثر عشرة ايام ولكن استمرت مجموعة البطل عادل فودة حتى 21 مارس عام 1974
عاد البطل عادل فودة وكان فى استقباله المشير أحمد إسماعيل ومدير المخابرات وقائد الكتيبة وتم منح البطل عاد فودة وسام النجمة العسكرية .
_________
من كتاب رجالات وبطولات
للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم
[/gdwl]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 48 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl] البطل العريف عزمى محمود السيد كان يعمل فى وزارة التموين ثم تم تجنيده بالقوات المسلحة المصرية وكان ضمن أبطال المجموعة 39 قتال وفى التاسع عشر من شهر يوليو عام 1969 تم تكليفه بأول مهمة على الجبهة وتمثلت فى قيامه برصد القوات الإسرائيلية فى منطقة جنوب سياء بالقرب من عيون موسى وجبل الراحة ورأس محمد وعاش مع رفاقه الأبطال فى عشة فوق الجبل واتخذوا منها مركزا للمراقبة والإستطلاع .
تمكن البطل العريف عزمى محمود السيد من الإستطلاع وكان يقوم بإمداد القيادة بالمعلومات أولا بأول وساعده فى تنفيذ مهمته أبناء سيناء الحبيبة .
أيضا قام البطل العريف عزمى محمود برصد نقطة إسرائيلية فى عين موسى كانت تقوم بالضرب على مدينة السويس فقام بإبلاغ القيادة المصرية بذلك فقامت القوات الإسرائيلية بإمطار هذه النقطة الإسرائيلية بالصواريخ والمدفعية وتم تدميرها .
فى السابع من شهر أكتوبر 1973 عبر البطل العريف عزمى محمود مع أبطال الجيش الثالث قناة السويس وتم تكليفه بإسطلاع مطار تمادة ومنطقة أم خشيب كما رصد البطل العريف عزمى محمود إستعداد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى للهجوم المضداد بقيادة اللواء عساف ياجورى فعلى الفور قام بإبلاغ القيادة بذلك .
بعد إنتهاء المعارك عاد البطل العريف عزمى محمود إلى عمله فى وزارة التموين .
تزوج البطل ورزقه الله من الأبناء بمحمد ونهاد ومنذر وشيماء وأمنية
__________
من كتاب رجالات وبطولات
للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم
[/gdwl]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 48 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl] البطل العريف رضا غباشي يعد من ضمن أول دفعة مؤهلات يتم تجنيدها بعد نكسة 1967 .
تلقى التدريبات القاسية تنتظر مع الأبطال التكليف بتفيذ المهام على أرض سيناء .
فى عام عام 1986 تم تكليفه بمهمة رصد وجمع المعلومات عن القوات الإسرائيلية ومراقبة مطار المليز على مدار 24 ساعة وتحديد أنواع الطائرات الرابضة على أرضه .
فى العشرين من شهر مارس عام 1986 عبر مع رفاقه الأبطال قناة السويس دون أن تشعر بهم القوات الإسرائيلية .
تقابل البطل العريف رضا غباشي مع أحد أبناء سيناء والذى سار معه سيرا على الأقدام بين الجبال والوديان وعندما إقترب من مطار المليز أخفاه أحد مشايخ إحدى القبائل الموجودة با لمنطقة .
قام البطل بمهمته وكان يمد القيادة من خلال وسائل الإتصالات المختلفة بالمعلومات المطلوبة وفى السابع عشر من شهر أغسطس عاد بسلامة الله
شارك البطل العريف رضا غباشي فى معارك أكتوبر 1973 ونفذ الكثير من المهام القتالية فقد تم تكليفه بتوصيل الإحتياجات إلى الأبطال المحاصرين فى نقطة كبريت ونفذ مهمته بنجاح ثم حدثت الثغرة وقامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة الأبطال فعاش البطل مع رفاقه فى حدائق الإسماعيلية ( 3 ) أيام وهنا قامت القوات الإسرائيلية بتهديد الآبطال وضرب الحدائق بالنابلم فى حالة عدم الإستسلام ولكن البطل ورفاقه رفضوا الإستسلام ولذا سار مع الأبطال فى طرق ملتوية معتمدا على عناية الله تعالى ومهاراته التى إكتسبها من التدريبات والتعايش مع صعوبة الظروف
شاهد البطل العريف رضا غباشي فظاعة الجنود الإسرائيلييون ووحشيتهم فقد وجد أهال القرى الذين رفضوا الإستسلام ورفع الراية البيضاء على منازلهم جثثا بجوار الأبقار والجاموس الذى يملكونه .
بعد ( 5 ) أيام من الصعوبات والمشقات دخل البطل أحد المواقع المصرية وتم توصيله إلى القيادة وعندما إتصل بأهله إذا بأبيه يبكى من الفرحة فقد قام عملاء إسرائيل بمحاولات للتأثير على أسرة البطل فمنهم من إتصل بوالده وأخبره بأن إبنه مات .
بعد إنتهاء معارك أكتوبر 1973 خرج البطل العريف رضا غباشي إلى الحياة المدنية وعاد إلى الشركة التى كان يعمل فيها ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية .
تزوج البطل العريف رضا غباشي ورزقه الله من الأبناء بعمرو وهبة ووسام ومحمود
__________
من كتاب رجالات وبطولات
للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم
[/gdwl]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 49 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl] البطل العريف إبراهيم بكير بعد تخرجه من الجامعة تم تجنيده قبل نكسة يونيو 1967 وهذه النكسة زادته قوة وانتظر يوم الثأر .
فرح البطل عندما قامت مجموعة من أبطال الصاعقة بتدمير قوة إسرائيلية فى رأس العش وهى فى طريقها لأحتلال بور فؤاد .. وذلك فى الأول من شهر يوليو عام 1967 و زادت فرحته فى الحادى و العشرين من شهر أكتوبر من نفس العام عندما قامت الزوارق الصاروخية المصرية بتدمير المدمرة إيلات فى دقائق معدودة .
البطل العريف إبراهيم بكير هو أحد أبطال المجموعة 39 قتال و التى انتشرت فى سيناء ورصد مع رفاقه كل كبيرة وصغيرة عن القوات الإسرائيلية المتواجدة فى سيناء .
يوم السادس من أكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393 هــ دخل البطل العريف إبراهيم بكير مع مجموعته وقوات الصاعقة إلى سيناء حيث كلفت المجموعة بتأكيد المعلومات اتى لدى القيادة العامة للقوات المسلحة عن النقطة الإسرائيلية الحصينة الموجودة فى محور الطاسة .
تم رصد وتصوير وعمل ماكيتات لهذه النقطة الحصينة ومعرفة عدد أفرادها وحجم تسليحها و أنواع المعدات وتم تدريب القوات المصرية على اقتحامها و تحديد طرق الوصول إليها .. و بالفعل قام أبطال مصر بإقتحام النقطة الإسرائيلية الحصينة و سقطت فى زمن قياسى .
خلال المعارك تم تكليف البطل العريف إبراهيم بكير و مجموعته بإستطلاع المحور الأوسط و الذى سوف تتقدم منه القوات الإسرائيلية فى هجومها المضاد لأجل إيقاف تقدم القوات المصرية .. و تم تنفيذ المهمة بنجاح و تم إبلاغ القيادة المصرية بالمعلومات اللازمة والتى كانت من أسباب تدمير اللواء 190 مدرع الإسرائيلى و أثر قائدة العقيد عساف ياجورى .
ظل البطل العريف إبراهيم بكير فى سيناء خلال المعارك حتى تم وقف إطلاق النار ثم صدرت الأوامر للبطل و رفاقه بالعودة إلى غرب قناة السويس .
__________
من كتاب رجالات وبطولات
للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم
[/gdwl]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 50 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl]
حوار مع البطل محمد المصري صاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات :
________________
أنتصار السادس من أكتوبر عام 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 هـ سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ لأن هذا الأنتصار قلب موازين الكثير من الخطط العسكرية وقدم الجندي المصري بطولات عظيمة أذهلت العالم .. ومن الجنود البواسل الذين أدوا مهامهم القتالية بدرجة كفائة عالية بلغت حد الإعجاز البطل ( محمد المصري ) أبن مصر و ( شنبارة منقلا ) مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية وصاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات .. ألتقينا به وحاورناه وإليكم التفاصيل :

_________
أجرى الحوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
_________

....................................... ؟
محمد ابراهيم عبد المنعم المصري الشهير بمحمد المصري : من مواليد الأول من شهر يونيو عام 1948 بشنبارة منقلا مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية .
......................................... ؟

في طفولتي شربت الشجاعة والإيثار والسماحة فوالدي توفي وعمره ( 28 ) سنة و تزوج و عمره ( 14) سنة من إبنة عمه ، وأنا أكبر أخواني ( صلاح - لوزة - عبد الرحمن - السيد - سمية ) وفي يوم جنازة والدي كنت مصابا بالحمى وكنت بالمدرسة وأثناء مرور الجنازة نظرت من شباك الفصل لالقى نظرة الوداع علي والدي فإذا بمدرس الفصل يصفعني علي وجهه ، وهي الصفعة الوحيدة في حياتي ، فبكيت فقال التلاميذ للمدرس : يا استاذ هذه جنازة والد محمد ، وبعد أنتهاء اليوم الدراسي وقفت في سرادق العزاء ومعي أخي صلاح و أختي لوزة وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة وكنت بالصف الخامس الإبتدائي ، وفي طابورالصباح نادى على المدرس وطلب مني السماح وقال : أنا لم أذق طعم النوم طوال الليل ويدي التي ضربتك أحركها بصعوبة .. فقلت : أنا مسامح .. والجدير بالذكر أننى كنت طالبا متفوقا وحصلت على الشهادة لإبتدائية من مدرسة شنبارة منقلا الإبتدائية
..........................................؟
من عادة أهل الريف أن الزوجة الأرملة تتزوج من شقيق الزوج المتوفي لأجل مواصلة رحلة الحياة و لذلك تزوجت والدتي من عمي ( السعيد ) و ذات ليلة قرأت قسيمة الزواج وفهمتها تماما رغم صغر سني ثم واصلت تعليمي فحصلت علي الإعدادية ثم الثانوية من ديرب نجم .
..........................................؟
طفولتي لم تكن مثل بقية الأطفال ولذا عشت طفولتي مع أولادي ، و أذكر أن جدى أعطانى قرش صاغ لاشترى الطعام فقلت : وانت يا جدي ؟ فقال : سوف نأكل كلنا في المنزل مع أمك و أخوانك .. ومن هنا تعلمت الإيثار .
..........................................؟
البطولة لاتولد بين يوم و ليلة .. البطولة تركيبة خاصة و الظروف تصنع و تصقل البطل .
.........................................؟
بعد حصولي علي الثانوية العامة تم تجنيدي في الرابع و العشرين من شهر سبتمبر عام1969 و ألتحقت بسلاح الصاعقة و أثناء أجازتي كنت حريصا علي تقبيل يد والدتي في الحضور و الأنصراف ، و عند توديعها كانت تقول ( خليك راجل يا محمد ) و في الأجازة الأخيرة أحتضنتي بشدة وكان حضن الوداع لأننى عندما عدت في الأجازة التالية لم أجدها فقد انتقلت إلى الدار الآخرة و ذلك عام 1970
........................................؟
طوال خدمتي العسكرية كنت مطيعا للقادة وكنت أنتظر اليوم الذي نقاتل فيه حتي تحرر أرضنا المحتلة و نخرس غرور إسرائيل فموشي ديان كان يقول ( إن خط بارليف سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين و سيكون مقبرة الجيش المصرية ) و جولدا مائير كانت تقول ( إن تصور عبور القوات المصرية إلى الضفة الشرقية يعتبر أهانة للذكاء ) و الخبراء قالوا ( إن تحطيم خط بارليف يحتاج إلى قنبلة ذرية ) .
.....................................؟
بعد حل فوج الصواريخ جراد بي أثناء خدمتي بالصاعقة أنتقلت إلى سلاح المظلات و كنا النواة الأولى لتشكيل كتائب الفهد و الصواريخ المضادة للدبابات وأتقنا العمل علي السلاح و بكفاءة عالية ، و في اليوم الخامس من أكتوبر عام 1973 تم ألحاقنا علي قيادة الفرقة الثانية أحتياطي ( م.د) اللواء 120 مشاه و في الساعة الثانية و الثلث ظهر يوم الثالث من أكتوبر عام 1973 الموافق للعاشر من رمضان عام 1393 هجريا عبرنا قناة السويس في قوارب مطاطية و تسلقنا الساتر الترابي و الذي هو جزء من خط بارليف و ذلك بواسطة السلالم الحبلية ، ولكن كان الخوف يتملكني برغم التدريب المكلف و التسليح فالخوف فلسفة فالإنسان غذا لم يخف من الله تعالي فلن يحرص على طاعته .. وكان منطلق خوفي هو عدم توصيل الصاروخ للهدف الذي صنع من أجله لأننى أعلم تكاليفه ولكن خوفي تبدد بمجرد رؤية سيناء
...............................؟
القائد رمز وأذكر أن قائدى ( صلاح عبد السلام حواش ) أول ماوضع قدمه على أرض سيناء سجد حمدا لله تعالى وهذا المشهد هزنى هزا ورفع روحى المعنوية إلى عنان السماء وقلت : النصر او الشهادة .. وفى الثامن من اكتوبر استشهد قائدى البطل ( صلاح حواش ) واسمح الى ان ارثيه بهذه الكلمات :
حزنى عليك سيطول بمقدار ماتتيح لى الحياة من فرص .
............................?
الصاروخ أخر مدى له 3 كيلو مترات ويقطع هذه المسافة فى 27 ثانية ( زمن المرور ) وفى أول لقاء لى مع الدبابات الإسرائيلية وفى أقل من الزمن المطلوب وجهت صاروخى الأول على دبابة إسرائيلية فتحولت إلى كومة من النيران .. وسمعت القائد يقول لى ( مسطرة يامصرى ) بمعنى : أن خط مرور الصاروخ من قاعدة الإنطلاق إلى الدبابة كأنه خط لاعوج فيه .. وفى هذا اليوم .. السابع من أكتوبر وفى القطاع الأوسط ( تبة الشجرة ) دمرت 4 دبابات إسرائيلية فمهمتى كانت قطع الطريق على الدبابات الإسرائيلية والمكان الذى أتواجد فيه ليس فيه إصابات فإما الحياة أو الشهادة .. ويوم الثامن من أكتوبر 1973 سمى ( اليوم الأسود ) و ( اليوم الحزين ) عند إسرائيل لأن فى ذلك اليوم إنتهوا تماما وتعجبوا لعدم دخولنا تل ابيب .. وفى ذلك اليوم أجتمع بداخلى تناقض عجيب .. ففى أول النهار أستشهد قائدى ومعلمى وأستاذى البطل المقدم ( صلاح حواش ) بعدما تناولنا شرب الماء من زمزميته الخاصة وكنا نشرب من غطاء الزمزمية وكل بطل كان يحرص على تناول زميله أولا وأثناء تناولى غطاء الزمزمية من البطل ( صلاح حواش ) سقط على الأرض فظننت أن به سوء ولكنه أستشهد أثر إصابته بشظية إسرائيلية وكانت آخر كلماته ( مصر أمانة بين إيديكم يامصرى )
وبعد رجوعنا إلى وادى النخيل ( منطقة التمركز ) صممنا على أحضار جسد الشهيد البطل ( صلاح حواش ) وفى آخر الليل حضر عندى أحد الجنود وطلب منى الذهاب معه الى اللواء ( حسن أبو سعده ) بمركز قيادة المعركة بالفرقة الثانية وعندما شاهدنى اللواء ( حسن أبو سعده ) قال : أهلا يابطل .. ووجدت عنده ( عساف ياجورى ) قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى والذى كنت لاأعرفه .. فقد وقع فى الأسر بعد أن دمرت دبابته .. وعندما تم أسره طلب من اللواء ( حسن أبو سعده ) كوب من الماء ورؤية الجندى الذى دمر دبابته .. وعندما شاهدنى ( عساف ) ظل يتفحصنى وهو فى ذلة وإنكسار لمدة 35 دقيقة .. وهنا إرتفعت روحى المعنوية إلى عنان السماء .. فقد أخذت بثأر قائدى ( صلاح حواش ) والشهداء الأبرار .. وفى هذا اليوم دمرت 6 دبابات إسرائيلية .
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1621.imgcache.jpg
....................................؟
كان عملى على المدرعات والدبابات .. وفى الثانى عشر من اكتوبر 1973 صدرت لى الأوامر لإحتلال إحدى التبات والإشتباك مع الدبابات الاسرائيلية ودمرت فى هذا اليوم 6 دبابات وفى الرابع عشر من أكتوبر دمرت 10 دبابات أخرى
.......................................؟
أما الدبابة رقم 27 فى عدد الدبابات الإسرائيلية التى دمرتها فكانت بعشرة جنيهات .. فقد إنتقلنا إلى منطقة أبو سلطان تنفيذا لأوامر العميد ( محمد عبد الحليم أبو غزالة ) قائد مدفعية الجيش الثانى ثم انتقلنا مرة أخرى إلى منطقة الجفرة بالجيش الثالث الميدانى وتجمعت كتائب اللواء 128 مظلات والذى أنا أبنه ومن صلب تشكيله وكانت هناك 3 دبابات إسرائيلية مستترة خلف إحدى التبات وتطلق طلقات طائشة فى أى وقت وصدرت إلينا الأوامر من اللواء ( عبد المنعم واصل ) قائد الجيش الثالث الميدانى بجمع موجهى الصواريخ و أختيار 3 من موجهى الصواريخ وتم أختيارى مع زميلين ، وأنا من طبعي أقوم بدراسة الموقف جيدا ولذلك كنت الضارب الثالث .. ففي البداية قام زميلي بإطلاق صاروخه علي الدبابة فأصابها وقام زميلي الثاني بإطلاق صاروخه علي الدبابة الثانية ففرت هاربة وبقيت الدبابة الثالثة من نصيبي ولم يظهر منها إلا جزء من فوهة الماسورة فبقيت مراقبها لمدة 36 ساعة دونما طعام أو شراب وبمجرد ظهور جزء من الماسورة أطلقت صاروخي علي فوهة الماسورة فأنفجرت الدبابة وبعد نصف ساعة حضر الي الموقع البطل
( عبد المنعم واصل ) وهنأني وأعطاني عشرة جنيهات وقال : والله يابطل ما في جيبي غيرها .
.................................... ؟
بفضل الله تعالي دمرت 27 دبابة إسرائيلية بـ 30 صاروخا وهو رقم قياسي عالمي لم يسجله أي جندي علي مستوى العالم فهناك جندي روسي دمر في الحرب العالمية الثانية 7 دبابات وأقيم له تمثال بالميدان الأحمر بموسكو .
................................... ؟
في الثامن عشر من شهر اكتوبرذهبت إلى بلدتي بإذن لمدة ( 3 ) ساعات وكانت هذه أول مرة أحضر فيها إلى بلدي بعد إندلاع المعارك وقد قضيت هذه الساعات في الشارع مع الأهالي لأنهم لم يصدقوا أنفسهم .. فقد سبقتني إشاعة بإستشهادي .
....................................؟
تأخر إلقاء الضوء على أنجازي التاريخي في تدمير الدبابات الاسرائيلية لأسباب وهي :
أنا لم أكن من صلب تشكيل الفرقة الثانية ولكنني كنت أحتياطي م . د اللواء 120 مشاة .
نقلي من الفرقة الثانية إلى منطقة أبو سلطان وبالتالي كنت ضيفا علي هذا المكان .
كنت من صلب اللواء 128 مظلات وهذا اللواء لم يدخل الحرب ولكنه كان يحمي منطقة السد العالي في قنا ولذلك أطلق على اللواء ( اللواء قناوي ).
استشهاد قائدي المباشر في الثامن من اكتوبر 1973 .
................................. ؟
تم تكريمي فحصلت علي وسام نجمة سيناء من الرئيس السادات بمنزله وقال لي : إذا لم تكن الدولة قد كرمتك في مجلس الشعب فأنا اكرمك في بيتي ، كما كرمت من قيادة وحدات المظلات بحضور المشير أحمد اسماعيل كما حصلت علي شهادات تقدير كثيرة وأنا عضو بجمعية المحاربين القدماء .
................................. ؟
في العاشر من شهر يوليو عام 1979 تزوجت من إبنة خالي ( عفاف عبد الفتاح طه المصري ) ورزقنا الله من الأبناء بحسام وعلية وهشام .
............................... ؟
بعد أنتهاء المعارك خرجت إلى الحياة المدنية وتم تعييني بمجلس مدينة ديرب نجم شرقية ثم نقلت الي مجلس مدينة أبو المطامير بمحافظة البحيرة وترقيت في المناصب حتي توليت أدارة العلاقات العامة بمجلس مدينة أبو المطامير
.............................. ؟
عندما أستعيد ذكريات حرب اكتوبر 1973 أشعر بالفخر والأعتزاز واقوم بزيارة زملائي الأبطال ومنهم البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم بطل معارك الإستنزاف والذي تربطني به وبالكاتب الأديب ابراهيم خليل ابراهيم الذي كتب عن بطولاتي وبطولات نخبة من الأبطال .. صداقة قوية جدا وقد زرت زميلي البطل وبصحبة الكاتب ابراهيم خليل ابراهيم وذهبنا الي الفردان حيث مكان تدمير دبابة ( عساف ياجوري ) قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي ومازالت هذه الدبابة موجودة فى مكان تدميرها .
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1622.imgcache.jpg
.......................... ؟
الحكمة التي أرددها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أطلب الله تجده تجاهك وإذا أستعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو أجتمعت علي شئ فلن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله لك )
......................... ؟
أقرأ لعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وجمال الغيطاني ويوميات إسماعيل النقيب التي يكتبها في جريدة الأخبار .
...................... ؟
شنبارة منقلا : أصل وجودي .
ديرب نجم : مركزي الذي أنتمي إليه وأعتز به .
الشرقية : محافظتي العريقة .
السلام : إسم من أسماء الله تعالي .
_____________
اجرى الكاتب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) هذا الحوار مع البطل ( محمد المصرى ) ونشر فى مجلة ( صوت الشرقية ) العدد 423 شهر اكتوبر 1999

[/gdwl]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 51 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl]
حوار مع البطل محمد عبد العاطي صاحب الرقم القياسي العالمي الثالث في تدمير الدبابات :
_____________
تمر الأيام و تتعاقب السنوات و يبقى نصر السادس من أكتوبر عام 1973 خالدا في ذاكرة التاريخ و ذاكرة الشعب المصري و الأمة العربية بل و العالم كله ، لأن هذا النصر العظيم أذهل قادة إسرائيل وكل المحللين العسكريين بل العالم كله .. من حيث الإستعداد و التدريب و التخطيط و المفاجأة و التغلب على العوائق الشديدة الصعوبة كخط بارليف و قناة السويس ، و خلال إندلاع الحرب توحدت الجبهه الداخلية مع القادة و الجنود و الأبطال ، و حفلت حرب السادس من اكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393 ببطولات و تضحيات لا حصر لها ، ومن الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية و البطولة ومهارة القتال إبن الشرقية و إبن مصر البطل ( محمد عبد العاطي ) الذي ألتقينا به بمنزله الكائن بمنيا القمح وكان معه هذا الحوار .
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1623.imgcache.jpg
______________
اجرى الحوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
______________

*............................؟
محمد عبد العاطي عطية شرف ، من مواليد الخامس عشر من شهر ديسمبرعام 1950 بقرية شيبة قش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية .
*.............................؟
جاء اسم قريتي من الحاج شيبة الذي بنى في هذا المكان- مكان القرية - كوخا من القش ليتمكن من الإقامة و الإعاشة فيه وهو أول فرد أسس هذا الكوخ الصغير ومع مرور الأيام قلده الناس و أصبحت المنازل تبنى بالطوب اللبن و منزل بجوار منزل صنع قرية شيبة قش .
*.............................؟
ترتيبي في الأسرة الأخير فأخي الأكبر هو الحاج عبد الحميد وكان موظفا بشركة القاهرة للبترول وهو حاليا بالمعاش ثم أخي عطية ولي من البنات أختي حميدة و أختي فاطمة .
*.............................؟
توفى والدي في شهر يناير عام 1960 .
*.............................؟
ألتحقت بمدرسة القرية الإبتدائية و حصلت على الشهادة الإبتدائية ثم ألتحقت بالمدرسة الإعدادية بمنيا القمح و حصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع 83% ثم حصلت على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية عام 1969 بمجموع 74% وكان هذا المجموع يؤهلني للإلتحاق بكلية الزراعة أو المعهد العالي الزراعي أو المعهد العالي للتعاون الزراعي بشبرا الخيمة و لكن لظروف عائلية لم أستكمل تعليمي و لكنني لم أتوقف حتي شاء الله تعالي و حصلت على بكالوريوس الزراعة في عام 1980 .
*...............................؟
تأثرت بأسرتي و تعلمت منها الإعتماد على النفس و القوة في الآداء و أخذ الحق بعدالة دونما طمع أو ظلم أو التجني على الآخرين وأن أكون سباقا للخير و العمل العام و تعلمت أيضا إنكار الذات و إتقان العمل و خدمة الآخرين .
*...............................؟
إلتحقت بالخدمة العسكرية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1969 وكنت ضمن أفراد المدفعية للمضادة للدبابات ، و كنت على درجة عالية من الكفاءة ففي السادس من شهر أبريل عام 1971 و بعد إحدى تدريبات المدفعية الصاروخية تمت ترقيتي إلى درجة ( رقيب أول مجند ) من قبل الفريق ( محمد احمد صادق ) رئيس أركان حرب القوات المسلحة وكنت بفضل الله أكفأ ضارب للصواريخ .
*..............................
؟
كان عمري عند بداية حرب السادس من أكتوبر عام 1973 هو 22 سنة و 9 شهور و 21 يوم .
*...............................؟
منذ الطفولة وأنا أعشق التصويب على أهداف مختلفة وكنت مع أصدقاء الطفولة نقف علي مسافة معينة من إحدى الأشجار و نقوم بالتصويب عليها بقطع الطوب ، و في الذكرى السنوية والتي تقام للشيخ جودة عيسى بمنيا القمح كنت أمارس مع زملائي و أصداقائي هواية الرماية بالبندقية الرش على عربة البمب و كنت متفوقا فى هذه الهواية و سريع الإصابة للهدف
* ..............................؟
نعم كانت لى هوايات أخرى فكنت أمارس سباقات الجرى والسباحة وكرة القدم وأحرز فريقنا فريق شيبة قش نتائج كبيرة فى البطولات والمسابقات التى كانت تقام على مستوى المراكز والمحافظات المجاورة لمحافظة الشرقية
*...............................؟
عندما ذهبت إلى التجنيد كانت المرة الأولى التى أبتعد فيها عن المنزل لمدة غير محددة ووقتها طلبت منى أمى الإنتباه وتحكيم العقل فى تصرفاتى والتحلى بالصبر والطاعة
*...............................؟
طبعا لم أنس أول ترقية لى فى القوات المسلحة وكانت فى فبراير عام 1970 فقد رقيت إلى درجة ( عريف ) ضمن مجموعة من الموجهين نظرا للإجادة فى التدريب والإستيعاب الممتاز للسلاح المستخدم
*...............................؟
أول شىء فعلته بعد علمى بحرب السادس من أكتوبر 1973 هو أخذ حمام بارد ثم ارتديت الزى العسكر وشعرت اننى ذاهب إلى حفل عرس
* ..............................؟
لاأنس هذا المشهد فعندما عبرنا هتفت الله اكبر الله اكبر ولله الحمد وكان بداخلى شعور من السعادة لايوصف ولم أشعر بمثله من قبل ومن الزملاء من أحتضن رمال سيناء وقبلها ومنهم من أخذ حفنات من الرمال ونثرها على رأسه وجسمه
_ ...............................؟
وقت المعركة لم أفكر فى أى شىء سوى مصر وبفضل الله تعالى وبمساعدة الزملاء تمكنت من تدمير 23 دبابة و 3 عربات مجنزرة من القوات الإسرائيلية وهذا العمل أحتسبه عند الله تعالى وجعله فى ميزان حسناتى .. وكان شعورى عندما وفقنى الله ودمرت أول دبابة إسرائيلية لايوصف من السعادة والفرح
* ...............................؟
من المدرعات التى تعاملت معها مقدمة اللواء 190 مدرع الإسرائيلى وكان قائده عساف ياجورى وكان هذا اللواء هو أحد إحتياطات العدو وأرسل لصد الهجوم ولكنه وجد نفسه فى مازق فإذا به فى مصيدة رجال الفرقة الثانية بقيادة العميد البطل حسن أبو سعده وتم أسر عساف ياجورى ومن معه
* ................................؟
من الأغنيات التى كانت تهزنا أثناء المعارك .. بسم الله الله اكبر .. وخلى السلاح صاحى .. ورايحين شايلين فى أيدنا سلاح .. وعاش اللى قال للرجال عدوا القناة وكانت المعايشة مع بعضنا البعض جنودا وقادة .. الكل فى بوتقة واحدة وكنا على درجة عالية من الرجولة والوطنية
* .................................؟
القطاع الأوسط شهد أكبر معارك الدبابات فى التاريخ وكان مقبرة للقوات الإسرائيلية ففيه قتل الجنرال مندلر قائد القوات المدرعة الإسرائيلية وفيه اسر عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى وفقدت إرائيل فى الأسبوع الأول من المعركة 75 % من قواتها المدرعة
* ...................................؟
حرب أكتوبر 1973 شرف عظيم لكل من شارك فيها وتم تلقين إسرائيل درسا فى العسكرية والمعارك لم تأخذه من قبل وسوف يظل هذا الدرس علامة بارزة ومشرفة فى التاريخ .. وتدميرى 23 دبابة شرف أعتز به وبهذا أعد صاحب الرقم القياسى الثالث على مستوى العالم فالرقم العالمى المسجل كان لأحد جنود القوات الروسية فى الحرب العالمية الثانية وهو 7 دبابات للحلفاء ولذا أقامت اليه روسيا تمثال فى الميدان الاحمر بموسكو كأحد الابطال العظام .
*....................................؟
في أول أجازة لى بعد إنتهاء معارك أكتوبر إستقبلتني قريتى إستقبالا حارا ومازال بذاكرتيي ، ولم أنس فرض كان معي عليى الجبهة ومنهم اللواء ( عبد الجابر أحمد علي ) الصحفي حاليا بجريدة الأهرام المسائي والعريف ( جعفر بيومي ) والنقيب ( إبراهيم عثمان ) وصبحي يعقوب وبيومي ومحمد فهمي وحامد عيد ولا أنس اي شهيد ولكل الشهداء دعواتي بالرحمة .
* .................................. ؟
أول مراسل عسكري أجرى معي حديثا صحفيا هو جمال الغيطاني وكان عنوان التحقيق ( أكلة الدبابات في موقع عبد العاطي وزملائه ) وألتقيت أيضا بالمراسل العسكري لجريدة الجمهورية وقتئذ وهو وحيد غازي ، وفي نوفمبر عام 1973 إستضافني برنامج ( حديث الذكريات ) بإذاعة صوت العرب من تقديم الإذاعي عادل جلال وأعيد أكثر من مرة تلبية لرغبة المستمعين .
*................................. ؟
كرمت على المستوى الرسمي والشعبي ففى ديسمبر عام 1973 دعيت لإفتتاح معرض الغنائم بأرض المعارض بالجزيرة في حضور الفريق أول أحمد أسماعيل وزير الدفاع ، وممدوح سالم وزير الداخلية وبعض ممثلي أفرع القوات المسلحة وكبار الشخصيات وطلب وزير الدفاع مني قص شريط الإفتتاح ، وفي شهر يناير عام 1974 دعاني اللواء مصطفي علواني محافظ أسوان وكان المقدم عبد الجابر أحمد علي إبن أسوان مشرفا على إحتفالية محافظة أسوان بإفتتاح معرض الغنائم بأسوان ليتمكن أهالي المحافظة من مشاهدة الغنائم التي حصدها أبطال مصر من حرب أكتوبر 1973 وقمت بقص شريط الإفتتاح وزرت معالم أسوان ومنها السد العالي وبحيرة ناصر وجزيرة النباتات والبر الغربي للنيل والآثار لفرعونية ونادي التجديف الذي كان مغلقا منذ 1967 كما حضرت مؤتمرات شعبية فى أكثر من محافظة ، وفى 18 فبراير عام 1974 وفى موكب مهيب بمجلس الشعب تم تكريمي ضمن المكرمين من الأبطال ومنحني رئيس الجمهورية محمد أنور السادات وسام نجمة سيناء وهو أعلى وسام عسكري في الجيش المصري وكان من بين الحضور الرئيس الليبي معمر القذافي وأعلن عن منحي وسام الشجاعة الليبي وأيضا لكل الأبطال المكرمين وهو أعلى وسام عسكري في ليبيا الشقيقة ، وفى أوائل عام 1974 تم تكريمي بقريتي من قبل محمد السيد أيوب محافظ الشرقية وإبن بلبيس وتم تكريمي بمدرسة الزراعة الثانوية بمنيا القمح والتى تخرجت فيها وحضر الإحتفال السيد مرعي إبن العزيزية مركز منيا القمح ، كما تم تكريمي مع الأبطال الذين حصلوا على أوسمة لدورهم في معارك أكتوبر 1973 بالمركز الإعلامي بمحافظة الشرقية بحضور الدكتور حسين رمزي كاظم محافظ الشرقية ، وفي 25 أغسطس عام 1974 تم تكريمي مع دفعتي من المجندين وأطلق على هذه الدفعة ( عمران ) ، وفي عام 1990 كرمني اللواء سعد الشربيني محافظ الدقهلية ، وفي عام 1993 كرمتني المملكة العربية السعودية وزرت بيت الله الحرام وكان فى إستقبالي عبد الله بن عبد العزيز .
* ........................... ؟
تركت الخدمة العسكرية في سبتمبر عام 1974 ووزعتني القوى العاملة على مؤسسة إستزراع وتنمية الأراضي المستصلحة بالحامول بمحافظة كفر الشيخ ومكثت بها سنة ثم تم أنتدابي بمديرية الزراعة بالزقازيق ثم منيا القمح ثم بتفتيش الأدارة المركزية لأنتاج التقاوي بالأدارة الزراعية بمنيا القمح .
* ......................... ؟
أسرتي مكونة من الزوجة وهي إبنة عمي ورزقني الله من الأولاد بوسام وجاء اسمه من وسام نجمة سيناء ، ثم عصام وأخترت اسمه تقديرا لقائد كتيبتي المقدم عبد الجابر أحمد علي حيث ابنه يحمل نفس الاسم ، ثم أحمد ثم بسمة آخر العنقود .
* ......................... ؟
مصر : هي كل شئ في حياتي
اكتوبر 1973 : الرمز والشرف للإنسان المصري والعربي .
شيبة قش : قريتي التي نشأت فيها وقدمت لمصر الدكتور محمود عزمي أول مندوب لمصر بالأمم المتحدة ، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية .
منيا القمح : مركزي الذي أنتمي اليه وأفتخر به .
الشرقية : محافظتي العريقة التي قدمت لمصر نخبة من الشرفاء .
البطولة : تفان وآداء وأنتباه وحب
الصاروخ : كان بالنسبة لي حياتي وقوتي .
الدبابة : عدوي اللدود في معارك أكتوبر 1973
السلام : أنبل شئ في الوجود
الشهداء : أعظم مني
الأسرة : تمثل الإنتماء الأصيل لقريتي وبلدي .
*.......................... ؟

صدر عني كتاب بعنوان ( صائد الدبابات ) للأستاذ أحمد عطية الله ، كما كتب عن بطولاتي الكاتب الأديب الباحث إبراهيم خليل إبراهيم في كتابه ( ملامح مصرية ) وأيضا في كتابه ( من سجلات الشرف ) كما أجرت معي وسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقرؤة العديد من الحوارات والأحاديث .
* ......................... ؟
اقرأ لجمال الغيطاني ويوسف السباعي ونجيب محفوظ وأحرص على قراءة عمود الكاتب الصحفي عبد الجابر أحمد علي ، وأحب الإستماع إلى عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ، وأحب مشاهدة أعمال عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف .
* ........................ ؟
امنيتي علي المستوي الشخصي أن أرى أولادي أفضل مني
وعلى المستوى المحلي أتمنى أن تكون محافظة الشرقية في مقدمة المحافظات
وعلى المستوى القومي والوطني أتمنى أن تكون مصر دوما في مقدمة الدول في شتى المجالات .
* ....................... ؟
الحكمة التي بخاطري وكانت لا تفارقني خلال معارك أكتوبر 1973 هي ( أحرص علي الموت توهب لك الحياة )
__________________
اجرى الكاتب إبراهيم خليل إبراهيم مع البطل محمد عبد العاطي هذه المحاورة بمنزل البطل بمنيا القمح وتم نشره في مجلة صوت الشرقية العدد 411 الصادر في شهر أكتوبر 1998 وكان يترأس تحرير المجلة عبد المعطي أحمد نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام .

[/gdwl]

ابراهيم خليل ابراهيم 08 / 10 / 2009 52 : 02 AM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
حوار مع البطل محمد عبد العاطي صاحب الرقم القياسي العالمي الثالث في تدمير الدبابات :
_____________
تمر الأيام و تتعاقب السنوات و يبقى نصر السادس من أكتوبر عام 1973 خالدا في ذاكرة التاريخ و ذاكرة الشعب المصري و الأمة العربية بل و العالم كله ، لأن هذا النصر العظيم أذهل قادة إسرائيل وكل المحللين العسكريين بل العالم كله .. من حيث الإستعداد و التدريب و التخطيط و المفاجأة و التغلب على العوائق الشديدة الصعوبة كخط بارليف و قناة السويس ، و خلال إندلاع الحرب توحدت الجبهه الداخلية مع القادة و الجنود و الأبطال ، و حفلت حرب السادس من اكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393 ببطولات و تضحيات لا حصر لها ، ومن الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية و البطولة ومهارة القتال إبن الشرقية و إبن مصر البطل ( محمد عبد العاطي ) الذي ألتقينا به بمنزله الكائن بمنيا القمح وكان معه هذا الحوار .
http://www.nooreladab.com/vb/imgcache/1624.imgcache.jpg
______________
اجرى الحوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
______________
*............................؟
محمد عبد العاطي عطية شرف ، من مواليد الخامس عشر من شهر ديسمبرعام 1950 بقرية شيبة قش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية .
*.............................؟
جاء اسم قريتي من الحاج شيبة الذي بنى في هذا المكان- مكان القرية - كوخا من القش ليتمكن من الإقامة و الإعاشة فيه وهو أول فرد أسس هذا الكوخ الصغير ومع مرور الأيام قلده الناس و أصبحت المنازل تبنى بالطوب اللبن و منزل بجوار منزل صنع قرية شيبة قش .
*.............................؟
ترتيبي في الأسرة الأخير فأخي الأكبر هو الحاج عبد الحميد وكان موظفا بشركة القاهرة للبترول وهو حاليا بالمعاش ثم أخي عطية ولي من البنات أختي حميدة و أختي فاطمة .
*.............................؟
توفى والدي في شهر كانون الثاني / يناير عام 1960 .
*.............................؟
ألتحقت بمدرسة القرية الإبتدائية و حصلت على الشهادة الإبتدائية ثم ألتحقت بالمدرسة الإعدادية بمنيا القمح و حصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع 83% ثم حصلت على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية عام 1969 بمجموع 74% وكان هذا المجموع يؤهلني للإلتحاق بكلية الزراعة أو المعهد العالي الزراعي أو المعهد العالي للتعاون الزراعي بشبرا الخيمة و لكن لظروف عائلية لم أستكمل تعليمي و لكنني لم أتوقف حتي شاء الله تعالي و حصلت على بكالوريوس الزراعة في عام 1980 .
*...............................؟
تأثرت بأسرتي و تعلمت منها الإعتماد على النفس و القوة في الآداء و أخذ الحق بعدالة دونما طمع أو ظلم أو التجني على الآخرين وأن أكون سباقا للخير و العمل العام و تعلمت أيضا إنكار الذات و إتقان العمل و خدمة الآخرين .
*...............................؟
إلتحقت بالخدمة العسكرية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1969 وكنت ضمن أفراد المدفعية للمضادة للدبابات ، و كنت على درجة عالية من الكفاءة ففي السادس من شهر نيسان / أبريل عام 1971 و بعد إحدى تدريبات المدفعية الصاروخية تمت ترقيتي إلى درجة ( رقيب أول مجند ) من قبل الفريق ( محمد احمد صادق ) رئيس أركان حرب القوات المسلحة وكنت بفضل الله أكفأ ضارب للصواريخ .
*..............................؟
كان عمري عند بداية حرب السادس من أكتوبر عام 1973 هو 22 سنة و 9 شهور و 21 يوم .
*...............................؟
منذ الطفولة وأنا أعشق التصويب على أهداف مختلفة وكنت مع أصدقاء الطفولة نقف علي مسافة معينة من إحدى الأشجار و نقوم بالتصويب عليها بقطع الطوب ، و في الذكرى السنوية والتي تقام للشيخ جودة عيسى بمنيا القمح كنت أمارس مع زملائي و أصداقائي هواية الرماية بالبندقية الرش على عربة البمب و كنت متفوقا فى هذه الهواية و سريع الإصابة للهدف
* ..............................؟
نعم كانت لى هوايات أخرى فكنت أمارس سباقات الجرى والسباحة وكرة القدم وأحرز فريقنا فريق شيبة قش نتائج كبيرة فى البطولات والمسابقات التى كانت تقام على مستوى المراكز والمحافظات المجاورة لمحافظة الشرقية
*...............................؟
عندما ذهبت إلى التجنيد كانت المرة الأولى التى أبتعد فيها عن المنزل لمدة غير محددة ووقتها طلبت منى أمى الإنتباه وتحكيم العقل فى تصرفاتى والتحلى بالصبر والطاعة
*...............................؟
طبعا لم أنس أول ترقية لى فى القوات المسلحة وكانت فى شباط / فبراير عام 1970 فقد رقيت إلى درجة ( عريف ) ضمن مجموعة من الموجهين نظرا للإجادة فى التدريب والإستيعاب الممتاز للسلاح المستخدم
*...............................؟
أول شىء فعلته بعد علمى بحرب السادس من أكتوبر 1973 هو أخذ حمام بارد ثم ارتديت الزى العسكر وشعرت اننى ذاهب إلى حفل عرس
* ..............................؟
لاأنس هذا المشهد فعندما عبرنا هتفت الله اكبر الله اكبر ولله الحمد وكان بداخلى شعور من السعادة لايوصف ولم أشعر بمثله من قبل ومن الزملاء من أحتضن رمال سيناء وقبلها ومنهم من أخذ حفنات من الرمال ونثرها على رأسه وجسمه
_ ...............................؟
وقت المعركة لم أفكر فى أى شىء سوى مصر وبفضل الله تعالى وبمساعدة الزملاء تمكنت من تدمير 23 دبابة و 3 عربات مجنزرة من القوات الإسرائيلية وهذا العمل أحتسبه عند الله تعالى وجعله فى ميزان حسناتى .. وكان شعورى عندما وفقنى الله ودمرت أول دبابة إسرائيلية لايوصف من السعادة والفرح
* ...............................؟
من المدرعات التى تعاملت معها مقدمة اللواء 190 مدرع الإسرائيلى وكان قائده عساف ياجورى وكان هذا اللواء هو أحد إحتياطات العدو وأرسل لصد الهجوم ولكنه وجد نفسه فى مازق فإذا به فى مصيدة رجال الفرقة الثانية بقيادة العميد البطل حسن أبو سعده وتم أسر عساف ياجورى ومن معه
* ................................؟
من الأغنيات التى كانت تهزنا أثناء المعارك .. بسم الله الله اكبر .. وخلى السلاح صاحى .. ورايحين شايلين فى أيدنا سلاح .. وعاش اللى قال للرجال عدوا القناة وكانت المعايشة مع بعضنا البعض جنودا وقادة .. الكل فى بوتقة واحدة وكنا على درجة عالية من الرجولة والوطنية
* .................................؟
القطاع الأوسط شهد أكبر معارك الدبابات فى التاريخ وكان مقبرة للقوات الإسرائيلية ففيه قتل الجنرال مندلر قائد القوات المدرعة الإسرائيلية وفيه اسر عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى وفقدت إرائيل فى الأسبوع الأول من المعركة 75 % من قواتها المدرعة
* ...................................؟
حرب أكتوبر 1973 شرف عظيم لكل من شارك فيها وتم تلقين إسرائيل درسا فى العسكرية والمعارك لم تأخذه من قبل وسوف يظل هذا الدرس علامة بارزة ومشرفة فى التاريخ .. وتدميرى 23 دبابة شرف أعتز به وبهذا أعد صاحب الرقم القياسى الثالث على مستوى العالم فالرقم العالمى المسجل كان لأحد جنود القوات الروسية فى الحرب العالمية الثانية وهو 7 دبابات للحلفاء ولذا أقامت اليه روسيا تمثال فى الميدان الاحمر بموسكو كأحد الابطال العظام .
*....................................؟
في أول أجازة لى بعد إنتهاء معارك أكتوبر إستقبلتني قريتى إستقبالا حارا ومازال بذاكرتيي ، ولم أنس فرض كان معي عليى الجبهة ومنهم اللواء ( عبد الجابر أحمد علي ) الصحفي حاليا بجريدة الأهرام المسائي والعريف ( جعفر بيومي ) والنقيب ( إبراهيم عثمان ) وصبحي يعقوب وبيومي ومحمد فهمي وحامد عيد ولا أنس اي شهيد ولكل الشهداء دعواتي بالرحمة .
* .................................. ؟
أول مراسل عسكري أجرى معي حديثا صحفيا هو جمال الغيطاني وكان عنوان التحقيق ( أكلة الدبابات في موقع عبد العاطي وزملائه ) وألتقيت أيضا بالمراسل العسكري لجريدة الجمهورية وقتئذ وهو وحيد غازي ، وفي نوفمبر عام 1973 إستضافني برنامج ( حديث الذكريات ) بإذاعة صوت العرب من تقديم الإذاعي عادل جلال وأعيد أكثر من مرة تلبية لرغبة المستمعين .
*................................. ؟
كرمت على المستوى الرسمي والشعبي ففى ديسمبر عام 1973 دعيت لإفتتاح معرض الغنائم بأرض المعارض بالجزيرة في حضور الفريق أول أحمد أسماعيل وزير الدفاع ، وممدوح سالم وزير الداخلية وبعض ممثلي أفرع القوات المسلحة وكبار الشخصيات وطلب وزير الدفاع مني قص شريط الإفتتاح ، وفي شهر كانون الثاني / يناير عام 1974 دعاني اللواء مصطفي علواني محافظ أسوان وكان المقدم عبد الجابر أحمد علي إبن أسوان مشرفا على إحتفالية محافظة أسوان بإفتتاح معرض الغنائم بأسوان ليتمكن أهالي المحافظة من مشاهدة الغنائم التي حصدها أبطال مصر من حرب أكتوبر 1973 وقمت بقص شريط الإفتتاح وزرت معالم أسوان ومنها السد العالي وبحيرة ناصر وجزيرة النباتات والبر الغربي للنيل والآثار لفرعونية ونادي التجديف الذي كان مغلقا منذ 1967 كما حضرت مؤتمرات شعبية فى أكثر من محافظة ، وفى 18 شباط / فبراير عام 1974 وفى موكب مهيب بمجلس الشعب تم تكريمي ضمن المكرمين من الأبطال ومنحني رئيس الجمهورية محمد أنور السادات وسام نجمة سيناء وهو أعلى وسام عسكري في الجيش المصري وكان من بين الحضور الرئيس الليبي معمر القذافي وأعلن عن منحي وسام الشجاعة الليبي وأيضا لكل الأبطال المكرمين وهو أعلى وسام عسكري في ليبيا الشقيقة ، وفى أوائل عام 1974 تم تكريمي بقريتي من قبل محمد السيد أيوب محافظ الشرقية وإبن بلبيس وتم تكريمي بمدرسة الزراعة الثانوية بمنيا القمح والتى تخرجت فيها وحضر الإحتفال السيد مرعي إبن العزيزية مركز منيا القمح ، كما تم تكريمي مع الأبطال الذين حصلوا على أوسمة لدورهم في معارك أكتوبر 1973 بالمركز الإعلامي بمحافظة الشرقية بحضور الدكتور حسين رمزي كاظم محافظ الشرقية ، وفي 25 آب / أغسطس عام 1974 تم تكريمي مع دفعتي من المجندين وأطلق على هذه الدفعة ( عمران ) ، وفي عام 1990 كرمني اللواء سعد الشربيني محافظ الدقهلية ، وفي عام 1993 كرمتني المملكة العربية السعودية وزرت بيت الله الحرام وكان فى إستقبالي عبد الله بن عبد العزيز .
* ........................... ؟
تركت الخدمة العسكرية في سبتمبر عام 1974 ووزعتني القوى العاملة على مؤسسة إستزراع وتنمية الأراضي المستصلحة بالحامول بمحافظة كفر الشيخ ومكثت بها سنة ثم تم أنتدابي بمديرية الزراعة بالزقازيق ثم منيا القمح ثم بتفتيش الأدارة المركزية لأنتاج التقاوي بالأدارة الزراعية بمنيا القمح .
* ......................... ؟
أسرتي مكونة من الزوجة وهي إبنة عمي ورزقني الله من الأولاد بوسام وجاء اسمه من وسام نجمة سيناء ، ثم عصام وأخترت اسمه تقديرا لقائد كتيبتي المقدم عبد الجابر أحمد علي حيث ابنه يحمل نفس الاسم ، ثم أحمد ثم بسمة آخر العنقود .
* ......................... ؟
مصر : هي كل شئ في حياتي
اكتوبر 1973 : الرمز والشرف للإنسان المصري والعربي .
شيبة قش : قريتي التي نشأت فيها وقدمت لمصر الدكتور محمود عزمي أول مندوب لمصر بالأمم المتحدة ، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية .
منيا القمح : مركزي الذي أنتمي اليه وأفتخر به .
الشرقية : محافظتي العريقة التي قدمت لمصر نخبة من الشرفاء .
البطولة : تفان وآداء وأنتباه وحب
الصاروخ : كان بالنسبة لي حياتي وقوتي .
الدبابة : عدوي اللدود في معارك أكتوبر 1973
السلام : أنبل شئ في الوجود
الشهداء : أعظم مني
الأسرة : تمثل الإنتماء الأصيل لقريتي وبلدي .
*.......................... ؟
صدر عني كتاب بعنوان ( صائد الدبابات ) للأستاذ أحمد عطية الله ، كما كتب عن بطولاتي الكاتب الأديب الباحث إبراهيم خليل إبراهيم في كتابه ( ملامح مصرية ) وأيضا في كتابه ( من سجلات الشرف ) كما أجرت معي وسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقرؤة العديد من الحوارات والأحاديث .
* ......................... ؟
اقرأ لجمال الغيطاني ويوسف السباعي ونجيب محفوظ وأحرص على قراءة عمود الكاتب الصحفي عبد الجابر أحمد علي ، وأحب الإستماع إلى عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ، وأحب مشاهدة أعمال عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف .
* ........................ ؟
امنيتي علي المستوي الشخصي أن أرى أولادي أفضل مني
وعلى المستوى المحلي أتمنى أن تكون محافظة الشرقية في مقدمة المحافظات
وعلى المستوى القومي والوطني أتمنى أن تكون مصر دوما في مقدمة الدول في شتى المجالات .
* ....................... ؟
الحكمة التي بخاطري وكانت لا تفارقني خلال معارك أكتوبر 1973 هي ( أحرص علي الموت توهب لك الحياة )
__________________
اجرى الكاتب إبراهيم خليل إبراهيم مع البطل محمد عبد العاطي هذه المحاورة بمنزل البطل بمنيا القمح وتم نشره في مجلة صوت الشرقية العدد 411 الصادر في شهر أكتوبر 1998 وكان يترأس تحرير المجلة عبد المعطي أحمد نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام .
[/gdwl]

نصيرة تختوخ 08 / 10 / 2009 21 : 03 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
تقديري لك أستاذ إبراهيم و لكل ماأثريت به هذا الملف , رحم الله الشهداء ونتمنى أن يكون في تواريخنا القادمة مزيدا من البطولات.
تحياتي

امال حسين 08 / 10 / 2009 09 : 06 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
الأستاذ المحترم /أبراهيم خليل ابراهيم

سلمت يداك وسلمت أستاذنا لهذا الملف الزاخر الوافى الكافى لحرب أكتوبر ......... الحرب التى بدلت ظلمة الهزيمة إلى نهار مضيئ من النصر والفخر

تركيز الضوء على فترة الحرب وما بعدها بمجرياتها والكتابات حولها على الجانبين المصرى والاسرائيلى ،وحتى الأغانى لم تغفلها كأننا لحظة بلحظة فى تلك الأيام وكدلك حواركم مع البطل عبد العاطى صائد الدبابات

شكرا وجزاك الله خيرا وجعل ايامك سعادة بالانتصارات والنجاحات فى الحياة

تقديرى واحترامى

مشاركتك تستحق تقيم خمس نجوم

هدى نورالدين الخطيب 08 / 10 / 2009 23 : 07 PM

رد: في ذكرى 6أكتوبر وحرب أكتوبر 1973
 
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أستاذ إبراهيم
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم وبعد..
ما تفضلت بنشره يستحق أن ينشر كمادة مستقلة في ملف يحمل اسمك ولا يكون تابعاً لأي ملف آخر خصوصاً وأن ما ورد فيه هو نتاج جهدك الشخصي وحواراتك مع عدد من أبطال حرب أوكتوبر وفقرات من كتابك وهذا يستحق أن يأخذ وضعه المستقل، ولهذا أفضل نشره ليحمل عنوان كتابك تحديداً

أنتظر رأيك الكريم حتى أقوم بمساعدتك في فصله عن هذا الملف وتنزيله مجدداً باسمك وبعنوان كتابك كما يستحق أن ينشر تقديراً لجهودك.
جزيل الشكر لك على هذا المجهود الجبار الذي قمت به لتخرج هذا الكتاب والمرجع الهام
تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align][/cell][/table1][/align]


الساعة الآن 01 : 09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية