منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شرفة يسين عرعار للمؤانسة والحوار (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=366)
-   -   الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين ع (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=13234)

ياسين عرعار 27 / 11 / 2009 01 : 03 AM

الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين ع
 
بسم الله الرحمن الرحيم
تتواصل سلسلة الحوارات بالصالون الأدبي للحوار المفتوح
لنستقبل هذه المرة ...
الأديب
عبد المنعم محمد خير إسبير




وبمناسبة عيد الأضحى المبارك

أحييكم جميعا وأقول لكم : -

عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير


دعونا أديبنا عبد المنعم محمد خير إسبير ... فاستجاب للدعوة و ينزل ضيفا عزيزا علينا

في هذا الصرح العظيم - نور الأدب - و في هذه الليلة المباركة

لنستقبل فجرا جديدا و يوما من أجمل أيام المسلمين هو يوم عيد الأضحى المبارك ...


ضيفنا مرفأ حكمة ... و قصيدة عربية لم تنته كلماتها ... نهر خالد يسقي قلوب
الحيارى و التائهين ... يراع لبسه الاجتهاد والتواصل ... ليلقي إلينا بنبيل تجربته
و عطائه وحكمته ... عمره يقارب الثمانين عاما ... لكنه رغم محنة المرض لم
يستسلم لآلامه ... ناسيا كل المعاناة لحظة الإبحار في عالم الكتابة والإبداع و الحكمة ...
هو أستاذنا جميعا في الحياة ... أنجبته مدرسة الحياة ... ليكسر عباب الصمت فينا...
ويحضننا بعطفه و حنانه زارعا في قلوبنا حب الخير ... مسترشدا في أدبه بكل تعاليم
الإسلام وروح العروبة و جمال العربية ...



الاسم / عبد المنعم محمد خير إسبير
تاريخ الميلاد / 21 - 03 - 1931
البلد / السعودية


بحثت عن سيرته فوجدتها جميلة في سردها ودقتها ...
فهي عصارة جميلة دونها الأديب
عبد المنعم محمد خير إسبير ....


اِستِهـــــلالٌ ...

قال عن نفسه لأحد أصدقائه ...

ــ لم أصل بعدُ ياصديقي . وما مازلتُ بحاجةٍ إلى الكثيرلأستفيد وأفيد. وسأظلّ أمشي مسارات الحياة أنظمَ تجاربي فيها شعراً وأكتبها نثراً ، إلى أن يسقط قلمي من يدي برحيلي..
ــ لأنّ العلم ياصديقي واسعٌ ومديد ، لا يحدّهُ زمانٌ ولامكان، ومناهلُ علوم الحياةِ دائمةٌ ومتجدّدة بدوام الحياة ، ومادام حالها هكذا ، فعلينا ألاّ نكتفي بنهل العلوم والثقافة من بطون الكتب فحسب ، بل من ميادينها العملية وتجاربها أيضاً.

كما نرى أنّ أغلب الذين تنقصهم خبرة الحياة وتجاربها،كانوا غير ناجحين كنجاح الذين الذين خاضوا غمارها واكتسبوا النجاح من خبرتها وتجاربها

وحينما لبستُ إنساني الجديد بفضلٍ من الله وكرمه، اكتشَفْتُ أنّ الإنسانَ الحيّ ،هو الإنسان الفاعلُ المتفاعلُ مع غيره ، بالحقّ والخير والإيمان والعملٍ حتّى آخر قدرة فيه، وبدون ذلك فهو إنسانٌ مَيّت وإنْ كان يبدو حيّاً في ظاهره .

وأعترف بكلّ صدقٍ وصراحة أنني قد تأخرتُ في اكتشافِ ذلك كثيراً لأنّني كنتُ مِيتاً ثمّ حييت ، فلم أدَعْ قطار الأماني يفوتني ، فتعلّقتُ بآخر قاطرة فيه ، وسعيْتُ إلى موهبتي الشعريّة؛ التي كانت لي نعمةً من نِعمِ الله، وإرثاً طيّباً من سيّدي الوالد ؛ الشاعر الإسلاميّ الراحل رحمه الله وطيّبَ ثراه، فعملتُ على إثراء تلك الموهبة قدر المستطاع بما كانت تحتاجهُ من صَقْلٍ وتجويد، لعلّي أترك بها أثراً مقروءاً نافعاً لديني ودنياي وآخرتي ؛ تأسّياً بما فعل والدي قبل رحيله كما تعلم.
ــ ديواني ( من ذاكرة أيامي ) له خصوصيّة معيّنة ،فهو ليسَ بالسِّفْر الضّخم الممتلئ علماً ومعرفة ، إنّهُ وريقاتٌ متواضعة وُلِدتْ من رَحِم تجاربي كإنسان شاءت ظروفه أن تجرّهُ إلى متاعب الحياة لبساطته وخجله في صغره وفتوّتهِ، وأحياناً لسذاجته، لافتقاره إلى نضوج الوعي الذي يُكتسب من تجارِب الحياة .

وحين خاض غمار تجاربه في شبابه ، استوى واشتدّ عودُه بين مطرقة الألم وسَنْدانِ الحياة ، فصارعها بقوّةٍ وايمان ، وكانت له الغَلَبةُ بعَوْنِ الله ، فجمع خلاصة تجاربه التي تراوحَتْ بين نَصْرٍ وخُسْر ، وصاغ منها قصائد شعريّة، منها ما هو خاصٌّ كُتبَ بمدادِ العَبرات في لحظاتِ معاناةٍ وأتراح ، ومنها ما تحلّّى بالإبتسامات في لحظات روح ومِراح، ومنها ما كان عامّاً لكلِّ النّاس ، ومنها ما كان خاصٌاً بالذّات ، ومنها ماكان خاصّاً بالعائلة والأقاربِ والأصدقاء في مختلف المناسبات، وأخشى أن أُلامَ بعَرْضِ الخاص من أعمالي مع العام منه على كلّ الناس، فأتعرَّضَ إلى تسفيهٍ ...
ــ وهذا هو الخطأ بعينه، فنحن لسنا ملائكةً على الأرض ، ولسنا معصومين من فعل الخطأ والخطيئة . ومقولتي التي كنت أرددها في شبابي دائماً كانت:ـ

.لاعيبَ إنْ أخطأنا ولكن عيبٌُ علينا إنْ تمادينا في أخطائنا

وكنت قد جعلتها مقدّمة لبرنامجي الإذاعي الإجتماعي (من المسئول) الّذي كنت قدّمتهُ وكتبته وأخرجته في إذاعة حلب / سورية، في ريعان شبابي،وطوال عشرة أعوام خلت تقريباً .

وتأسيساً على تلك المقولة ، أرى أن نتعامل مع الإنسان الآخر في أخطائه وخطيئاته ، بعقلانيّة وإنسانيّةٍ ورحمة وإنصاف ، كيلا يبقى خاطئاً معانداًبسببنا، وإلاّ انقلبنا وخرجنا من الإنسانيّة إلى الحيوانيّة نقتلُ ونأكل بعضُنا بعضاً. ولو نظرنا إلى حقيقة الأمور بعدل وإنصاف ورحمة ، لرأينا كثيراً من العُصاة الّذين اعتقد الكثير منّا ، بأنْ لاخيرَ فيهم ولا هَدْيَ يُرتجى منهم ، لرأيناهم قد أدركوا الحقّ والحقيقة ، فتابوا توبةً نصوحاً وأصبحوا من النّاصحين.


دراساتي وأعمالي المهنية

اتممت سنة دراسية واحدة في(المدرسةالخسروية) للعلوم الشرعية في حلب،التي تُخرّج فيها شيوخ العلوم الشرعية ،ثم غادرتها لألتحق بمدرسة والدي الأهلية النموذجية، والتي كانت تتولى في صفوفها الثلاثة،تعليم القراءة والكتابة، وقراءة القرآن والعلوم الشرعية الأولية ، ونحو اللغة العربية ، بواسطة والدي وبمشاركة معلمين متخصصين ، فيما كان سيدي الوالد رحمه الله يتولّى بنفسه في صفّ خاص أخير، تعليم مواد الحساب التجاري وأصول المحاسبة وإمساك الدفاتر التجارية،التي كان يشتهر بها في زمانه علماً وتعليماً.

في العام 1951 م أسست مكتباً خاصاً بي مارست فيه الأعمال المحاسبية، وتنظيم دورات تدريبية محاسبية.

وفي العام 1954م اعتمدتني وزارة العدل السورية خبيراً حسابياً لدى محاكم حلب وظللت أمارس هذه المهمة حتى العام 1974م تقريباً .


هواياتي في شبابي


في بداياتِ الشّباب، وبالإضافة إلى أعمالِ مكتبي المحاسبي، مِهنتِي الأساس، كانتْ هواياتُي نشاطاً أدبيّاً مُتوازِياً مع أعمالي المهنية في الحقولِ الآتية:
في النّثــر:
كَتَبتُ للإذاعة السورية في حلب، تمثيليّاتٍ وبَرامِجَ وطنيّةً واجتماعيّةً خلالَ الأعوامِ مِنْ 1955إلى 1965م،ومِنها البرنامَجان الأسبوعيّـان:(مِنْ مِلَفّاتِ القضاء) و(مَنِ المَسئول؟)، اللّذانِ يُعالِجانِ الأفعالَ الجُرْمِيّـةَ مِنَ الوِجْهَةِ الإجتماعيّةِ، بَعْدَ أنْ قالَ القضَاءُ كَلِمَتَهُ فيها.
وقد قمتُ بإخراجِ ماكتبتُ أيضاً.
وكَتَبتُ للمسرح السوري في حلب، مَسْرَحياتٍ وطنيّةً واجتماعيةً خلالَ الأعوام:1955ـ1957وقمت بإخراجها أيضاً.
وتَقديراً لنشاطِي المُمَيَّزِ فيها، مَنَحَتْني وزارةُالثَّقافةِ والإرشادِ السّوريّةِ في عَهْدِ الوَحدَةِ مع مِصر، وسامَها
الّذي خَصَّتْني به عَنْ مَدينة حلب في العام 1957معَ براءةِ تقدير.

2 ـ في الشّعْــر
بدءاً من العام1950 م ،أخذت أقرض الشّعر، وكان بعضُ مانظمتُ محاولاتٍ لم آخذها بالإعتبار، فأهملتها
وأهملت قرض الشّعـر في خضمّ مشاغلِ أعمالي وأسفاري.

وفي بداية الثمانينيات إلى آخرها من القرْن العشرين ، نظَمت ديواناً شخصيّاً ضمّ تقلّبات أيّامي في قصائد
ضاحكة باكية سمّيته(من ذاكرة أيّامي).

وبعدَ التقاعـد والتّفـرّغ ، أتبعته بديـوانٍ ثـانٍ ضمّ قضايـا إسلاميّةً ووطنّيةً سمّيتهُ (جاهليــة بعد الإســـلام).




أستاذنا الأديب الحكيم ...


عبد المنعم محمد خير إسبير


مرحبا بك ... بين أبنائك ...
نزلت أهلا و حللت سهلا ...
و طاب مقامك بيننا .


*************

تحيتي و تقديري
لشخصكم الكريم


ومعذرة إن كنت لم أعطك حقك في التقديم
أستاذي عبد المنعم محمد خير إسبير
لأنك أكبر بكثير ... وكلماتي ستظل بسيطة
أمام شخصكم الكريم


ياسين عرعار 27 / 11 / 2009 12 : 03 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
مرة ثانية أقول لكم : -
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير

الحوار سيمتد من يوم العيد المبارك 27 نوفمبر2009 إلى غاية 07 ديسمبر2009
*********************
مشاركاتكم تزيدنا فخرا و ر قيا .
*************
تحيتي

ياسين عرعار 27 / 11 / 2009 32 : 03 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أول أسئلتي إلى ...

الأستاذ
عبد المنعم محمد خير إسبير


- ماذا تقول لأبنائك في نور الأدب ... بمناسبة عيد الأضحى المبارك ... في كلمة أدبية شعرا أو نثرا ؟

تحيتي

أسماء بوستة 27 / 11 / 2009 56 : 03 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
[frame="3 98"]
أستاذي الفاضل عبد المنعم محمد خير إسبير

سلام الله عليك

مررت لأتمنى لحضرتكم عيد إضحى مبارك
كل عام و حضرتكم بألف ألف خير و صحة
مرحبا بكم في هذا الصالون الأدبي الراقي
بل مرحبا بنا نحن بين ثنايا علمكم و أدبكم ..
أستاذ يسين بوركت جهودك


سأعود بإذنه تعالى
:nic93:
[/frame]

عبدالله الخطيب 27 / 11 / 2009 16 : 09 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
بداية..
كل عام و أنتم بخير..

مرحباً بك أستاذنا الجليل
عبد المنعم محمد خير إسبير.


يُشرفنا حضورك والدنا الحبيب على هذه الشرفة الأدبية المتميزة بضيوفها الأدباء.. في هذا الصرح الراقي و العظيم.
إنه لمن دواعي سرورنا و بهجتنا أن يوافق موعد لقائنا بك مع مناسبةٍ عظيمة على قلوبنا جميعاً.. عيد الأضحى المبارك.

أعاده الله عليكم و على سائر المسلمين بالخير و البركة.. و بمزيدٍ من الصحة و العافية.

كل الشكر و التهنئة بالعيد للأستاذ الغالي علينا.. يسين عرعار.

كل عام و أنتم بخير.

:nic93:

عبد المنعم محمد خير إسبير 27 / 11 / 2009 42 : 09 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
تهنئة في عيد الأضحى

********************

بسَــمَ الصّباحُ فهلَّ عيـــــــدُ الأُمـــــّةِ *** بعد اكتئـــابٍ لَفّنـــا في الظّلمـــــــــةِ
طيــبَ الأمانـــي والتّهانـــي أرتجــــي *** للوالدِيـــْْنَ وأهلِنــــــا والأُمّـــــــــــةِ
بحروفِ قلبي قد نَظَمــــْتُ رسالتـــي *** من وحيِ عيدِ اللهِ عيدِ الجُمعــــةِ (1)
فالفـــــرْدُ لايحـــيا شتيتـــــاً إنّمــــــــا *** بالجمْــــعِ يحيـــا رَوضـــةً كالجنّـــةِ
ياليـــــــتَ أعيــــاداً تلــــــمُّ شتاتنـــــا *** بجمــــيلِ إلْــفٍ لاتمـــيلُ لِعُزلَـــــــةِ
هي حكمـــــةُ اللهِ التي شــــاءت لنـــا *** عيـــداً نُلاقـــي من نأى في العُـــدوَةِ (2)
يامرحباً بالعيـــــدِ رَوْحِ توحُّــــــــــــدٍ *** بعد افتـــــراقٍ في زمانِ الفُرقـــــــَةِ




*******************

شرح المعاني

1-الأُلفةُ المجموعة
2-المكان المتباعد


*********************


تحيتي و تقديري

عبد المنعم محمد خير إسبير 27 / 11 / 2009 14 : 10 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
الأخت الزميلة أسماء بوستة
تمنياتي لك بالسعادة والهناء وشكرا جزيلاً على استباقك في إرسال تهنئتك وتمنياتك لي التي أحسست لأول مرة بمناخ الروح العربية الأدبية المتحدة .
واسمحي لي أن استحضر فكاهة شعرية من ذاكرتي كنت قرأتها في شبابي للشاعر المصري
اسماعيل صبري حيث قال:

طرقتُ الباب حتى كلّ متني ** فلمّا كلّ متني كلمتنـــــــــي
فقالت أياسماعــــــيل صبراً ** فقلت( أياسما )عيل صبري
************
إلى اللقاء

عبد المنعم محمد خير إسبير 27 / 11 / 2009 35 : 10 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
ردي إلى الأخ الكريم عبد الله الخطيب

أيها الأخ الكريم الذي أسعدتني روحية وريحانية كلماته الإنسانية ، نادراً ما ألاقي شاباً في مقتبل العمر يستعمل ادواته الأدبية المؤدبة في مخاطبة شيخ قد يصنفه البعض أنه من سقط المتاع ، بارك الله بك وبمن قاموا بتربيتك وأهلاً بك مع أبيك الروحي
عبد المنعم

Arouba Shankan 27 / 11 / 2009 59 : 11 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
[frame="15 98"]كل عام وأنتم بخير
آبانا الغالي عبد المنعم محمد خير اسبير

سعادة كبيرة تغمرنا ، ونحن نلتقي بك عبر شرفة الياسمين ، شرفة الحوار الراقي
منها إلى القلب ، نبض صادق ، وضيوف مميزين
أهلا بك والعيد رافقك في المجئ ، يا ألف مرحبا
باقة حب ، و أخرى و رود أهديك إياها

صباحك عيد

شكرا للأستاذ يسين ، وكل عام وأنت بخير[/frame]:nic93:

رشيد الميموني 27 / 11 / 2009 37 : 12 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
الأستاذ الشاعر الأديب عبد المنعم محمد خير إسبير ..

مرحبا بك و أهلا و سهلا في صالون الحوار الذي يديره باقتدار وحنكة الأخ الغالي يسين عرعار ..
اختيارك كي تكون مخاطبنا كان في محله .. وانتظرته بشغف منذ اختيارك في لجنة الحكماء .. هذا الاختيار الذي أهنئك من جديد عليه .
قرأت سيرتك الذاتية فوجدت ما أبهرني ..
بالتمر و الحليب و الورود أستقبلك ..
و أعتذر عن إدراج الصور لأني لا زلت لا أتمكن من إدراج المرفقات ..
:nic93::nic93::nic93:
مرحبا بك من جديد ولي عودة مع الأسئلة .

عبد المنعم محمد خير إسبير 27 / 11 / 2009 56 : 04 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
ابنتي ... هدى نور الدين الخطيب


تأثرت جدا من فشل ارسال تهنئة لك في عيد الأضحى المبارك وهنا أكرر واجب التهنئة إلى من أحترم وأثمّن عالياً كفاحها وصبرها على الألم والجراح .

كلام كثير تستحقينه أيتهاالعزيزة .
إنني أحيانا أنسى طريقة التعامل مع تقنيات الأنترنيت فساعديني بالصبر عليّ وبعدم الشك في مستوى قيمتك العالية عندي .


ابنتي ... عروبة شنكان


أيتها المتعجلة في الرحيل .
ماذنبنا معك ... سامحك الله



أخي ... يسن عرعار

تستحق منا كلاما طيبا على نشاطك وبراعتك وتواضعك ، فهنيئا لك ياعزيزي

إخوتي وأخواتي فريق العمل في موقع نور الأدب


أخي الأستاذ رشيد الميموني

أهلاً وسهلاً بك لقد اجتمع أدب الشرق العربي مع غربه بتحريض عروبي لا فرقة فيه.



أهنئكم جميعاً بعيد الأضحى المبارك راجيا لكم فيه وفي كل الأعياد القادمة طيب الأماني
واسمحوا لي جميعا أن أضع البسمة على وجوهكم بإهدائكم قصيدة ضاحكة من ديواني الأول ( من ذاكرة أيامي ) التي سأنشرها بعد قليل إذ لابد لنا بين الفينة والفينة أن نبدد سحابة
اكتئاب إن علت وجوهنا


*********
عبد المنعم

Arouba Shankan 27 / 11 / 2009 17 : 08 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
سامحني يا والدي ، تعجيلي فتح شرفتك المتالقة لنلقاك فيها


أمسية سعيدة

عبد المنعم محمد خير إسبير 27 / 11 / 2009 59 : 08 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
مِنْ شعر : الإخوانيــات
لي في مَكَّةَ المُكَرَّمَة ، صديق جليل وشيخٌ فضيل ، اسمه (موسى ....) هوَ إمامٌ وخَطيبٌ مُفَوَّهٌ، حافِظٌ للقُرآنِ وقارِئٌ مُجيدٍ ، فيه من المزايا المُحَبَّبَةِ إلى الناس وإلى مريديه، منها: بساطةٌ خُلُقٍ في التخاطب والتعامل،وبسطةُ وجهٍ دائمة عليه في الملاقاةِ والحديث ، إنها مزايا تَقارُبٍ لا تَباعُدٍ، وتآلُفٍ لا تَنافُرٍ، وتَحابُبٍ لا تَكارُهٍ؛ وهي العُروَةُ الوُثْقَى،التي تُوَثِّقُ العلاقَةَ بيْنَ الناس بصورة عامة ، وبين الواعِظِ ومُريدِه بصورة خاصة.
وكــانَ الشَّيْخُ يتأبّى أنْ أُعانِقَهُ في مناسباتٍ اجتماعيّةٍ يَتَوجَّبُ فيهاالعِناقِ ، كَوَداعٍ لسَفَرٍ أو عَودَةٍ منه، وكنْتُ أمازِحُهُ قائلاً :
لابُدَّ أنْ احقِّقَ العِناقَ ولوكَلَّفَني ذلكَ إطلاقَ لِحْيَتي ، فأنْـتَ لاتُريدُ معانَقَةَ الوجْهِ الأمْرَدِ . فيَضْحَكْ .
ومَرّتْ شُهورٌ...وفي أواخِرِ شهر رجب للعام 1421هجري، شاءَ اللهُ ـ بعدَ أنْ عَزَمْتُ وتوكّلْتُ ـ أنْ أُطْلِقَ لحيتي على شكلٍ خفيفٍ، لأعطي عمريَ حقّهُ من الوقار.
وجِئتُ إلى المَسْجِدِ ، وإذ بالشَّيْخِ يُبادِرُني ـ علَى غَيْرِعادتِهِ ـ بعِناقٍ مأمولٍ بِهِ ،مما حفّزني إلى عمل القصيدة التالية:

قد نِلْتُها بالعَـزْمِ والصَّبْـرِ المريـر
مِنْ صاحِبي،شَيخي،وأستاذي السَّميْرْ
*
هيَ قُبْلَـةٌ مِـنْ لِحْيَـةٍ فَتّانَـــةٍ
وأمامَ قِبْلـةِ مَسْجِدِ ( النّـــورِ) الشَّهيرْ
*
قَدْ كنتُ أحسَبُها نِبالَ ذُكــــورةٍ
تُدْمي الحَليلَةَ حينما تأتي السّـــــــريرْ
*
فإذا بِها ـ واللهِ ـ ريشُ نَعامــَةٍ
يانِعـْمَ مَنْ نالَـتْ وِساداً مِنْ حَــــــريرْ
*
لكنَّ(أهلي)اسْتَنْكَرَتْ لي لِحْيَـــتي
وتَوَعَّدَتْ شَيْخي الّذي كانَ المُشــــــيرْ
*
قَدْ خَيَّروني بَينَ (مـوسَى) مَذْبَـحٍ
أو هَجْرِ(موسَى)؛ آهِ مِنْ طَلَبٍ مَريــــرْ
*
ياشَيْخُ موسَى، أفتِني في مأزَقــي
وأشِـرْ علَيَّ ، فلسْتُ غَيْرَكَ أسْتَـيرْ
*
أأجُزُّها ، إنْ كُنْتُ داخِلَ مَنْــزلي
وإذا خَرَجْتُ،فذَقْنَ آخرَأسْتَعــــيرْ؟
*
إنّي لأعْجَـبُ أنْ تَثورَ حليلــتي
مِنْ لِحْيَـتي ، لَكأنّها شَعْـرُ البَعـيرْ!
*
هيَ عِلَّة ُ(السّبعينَ)،سوءُ نِهايَـةٍ
لاحبّ فيها، بل صراخ يستجيــــــــــــــر!
*
فإذا امْتَطَى(السَّبعونَ)بَطْنَ سَريرِهِ
يُرْمَى ، ويَقضي عُمْرَهُ فوقَ الحَصــــيرْ
*
فأجابَ شَيْخِيَ: ما تَعَتَّقَ فارْمِـهِ
وارْكَبْ جديداً، أو سَتُرْكَبْ كالحَمــــــــيرْ
*
خُذْ أربَعاً...فتَرَى التَّوَدُّدَ دائمـــــاً
مِنْهُنَّ ، في سَبَـقٍ إلى ماءِ الغَديـــــــرْ!
*
ياشَيْخُ موسَى:إنَّ شِعْري لَغْوُ مَـنْ
ألِـفَ المِراحَ، وطَبْعُـهُ طِفْلٌ كبــــــــــــيرْ
*
فحليلتي الأولى سَبيلُ سعادتـي
هِيَ أوَّلٌ الحُبِّ المُخَلّــَدِ والأخــــــــــــيرْ
*
(نَقِّلْ فؤادَكَ حَيْثُ شِئتَ مِنَ الهَوَى)
تَلْقَ اللَّظَى…وتَعُدْ إلى الأولــــى كَسيرْ
*******
يمكنكم رفضها أو مسح جزء منها أوكلّها

***************************
ملاحظة /

القصيدة كلها باستثناء (الإستهلال) برئ منها شيخي الفاضل معنى ومبنى ، وهي من بنات أفكاري وتصوراتي . أقول ذلك كي أجبّ المغيبة عن شيخي الفاضل ممن يكرهون بسمة المراح التي يزرعها رجال العلم في مجالسهم الخاصة.

عبد المنعم

ياسين عرعار 28 / 11 / 2009 57 : 02 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
يتواصل الحوار ....
شكرا للأديب عبد المنعم محمد خير إسبير
مرحبا بالمشاركين ...
المبدعة أسماء بوستة
المبدع عبدالله الخطيب
المبدعة عروبة شنكان
الأستاذ رشيد الميموني

أيها الرائعون ... وجودكم يزيدنا ثقة ...
تحيتي

عبد المنعم محمد خير إسبير 28 / 11 / 2009 12 : 08 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
إخوتي وأحبائي
أخواتي وبناتي وأخص بالذكر:
الغالي الأستاذ مازن كما يصفني وأصفه
الأستاذة بوران شما قائلا لها نحن لاننسى من تذكرتنا في ترشيحي لمجلس الحكماء ، فهلاّ حققت لنا وجوداً بيننا؟
والأخت في الله ( البحر الهائج ) التي سوف تنقلب يوماً ما إلى ( المحيط الهادي ) فأطلّي علينا ياذات الطموح الأدبي التي تناضل بكفاءة عالية في سبيل تحقيقه إن شاء الله
مشهد من الحياة شاهدته في العام 2006م وما قبله، ولم ألاحظه بعد ذلك في المملكة بفضل من الله ثم بفضل وزارة التربية والتعليم في المملكة ، بعد أن رفعت أمره إليهم فتداركوه بكل مسئولية وفقا للرسالة النصية الآتية من معالي الوزير :
( الأخ/عبد المنعم إسبير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إشارة إلى بريدكم المرسل الى معالي وزير التربية والتعليم، نفيدكم بأنه تم إحالته إلى
معالي النائب لتعليم البنين
برقم :106413/4
وشكراً لكم على تواصلكم
مدير عام مكتب الوزير
د. عبد الله بن صالح المقبل
وبالرغم من انعدام المشهد لابد لنا من ان نذكر به ونحذّر، وسوف يكون موضع نقاش بيننا اليوم بأدبية عالية
تعالوا معي إلى مشهدٍ من مشاهد أليمة تترى في الحياة في أيّ مكان . وقد بنيته على أساس حوارية من الواقع الإفتراضي ليذّكر أولو الألباب
المشــــــهد :ـ
بينا كنت في طريقي إلى وجهتي ، رأيتهُ قرْبَ حاويةِ قمامة! يحمل مجموعةَ كتب مدرسيّة ، منها مستعمل ومنها جديدٌ لم تمسسه يدْ ! فرمَى بها إلى جانب القمامة، وتابع سيره بدونها.
اقتربتُ من ذلك الفتى مسَلِّماً وسألته :
ــ أراك نسيتَ كتبكَ ياولدي!
ــ أجابني من غير ردٍّ على سلامي :لا لمْ أنسَها بل رميتها.
ــ ولمَ ياولدي .
ــ فصَفَقَ يداً بيد: ألا يكفينا قراءة ؟ خلصنا وتخلّصنا وجاءت العطلة المدرسيّة.
ــ لم أفهم ياولدي ؟!
ــ يعني خلصنا من الدراسة ، وتخلّصنا من كتبها ، أما آنَ لنا أن نرتاح ؟
ــ آن لك أن ترتاح ياولدي . هذا شئ طبيعيّ وضروريّ. ولكن ماذنب الكتب تلك ، لتتخلّصَ منها؟
ــ عمّي دعني وشأني ، لقد تأخّرت على موعدي .
ــ موعدك مع من ؟
ــ مع رفقائي لنلعب بالكرة!
ــ أنصحك ياولدي أن تحتفظ بكتبك هذه في مكتبتك ؟
ــ فردّ بضجر : (كمان)؟؟؟
ــ نعم ياولدي .
ــ عمّي دعني فليس عندي مكتبة أصلاً .
واستدار ليتابع سيره ، فاستوقفته،
ــ أريد أن أسألكَ سؤالاً فاحتملني ياولدي فأنا بعمر أبيك ولا أرجو لك إلاّ الخير .
ــ بهدوء وطمأنينة أجاب: تفضّل ياعمّ . من أجل خاطرك سأتخلّف عن موعد اللّعب .
ــ أريد سؤالك .
ــ تفضّل . لكن بسرعة أرجوك
ــ أمّك التي حملتك وربّتكَ وعلّمتك طوال عمرك ، فهل من العدل والوفاء أن ترمي بها إلى الشارع ؟
ــ أعوذ بالله . من قال هذا القول ، أستغفر الله العظيم ، لايمكن أن أفعل ذلك .
ــ ولكنّك فعلْتَ بمثيل لها ، ولها حقّ عليك أيضاً؟!
ــ كيف ياعمي؟!
ــ سأوضح لك . إنّ أمّك هي من لحم ودم ، وتكاد تكون الكتب تلكَ من لحمٍ ودم.
ــ كيف؟! فرق كبيرٌ بين الطرفين .
ــ الفرق بينهما قائم في الظّاهر ، ولكن لافرق بينهما في المضمون . فإذا تبصّرت ببصيرتك في أعماق أوراق الكتب وخلف سطورها، لوجدت شخوصاً إنسانيّة فكريّة تربويّة ، قد قدّمتْ لك وللآلاف علمها وتفكيرها وأفكارها ، على أطباق من ورق مدادها عرق جهادهم .
إنّ تلك الكتب التي رميتها ، علّمتك كأبيك وربّتك كأمّك ، فما أحسنتَ وما أوفيت ، وما احترمْتَ من علّمك علومها وأفهمك محتواها ، فرميتَ فِكراً وعقولاً ومربّينَ وأساتذة قرب القمامة ، وفي موقع لا يستحقّونه .
ــ ولكن ماقيمتها عندي بعد نجاحي ؟.
ــ إنّ قيمتها كبيرة عندي . فهل تسمح لي ياولدي أن أنتشل كتبك لأحتفظ بها في مكتبتي ، فقد تنقذني في موضوع نسيته فأرجعُ إليها.
ظلّ الفتى الطالب صامتاً مطرقاً طوال حديثي ،ثم أجابني :
ــ سامحني ياعمّي ، دع الكتب لي ، فقد ظلمتها (كما تقول) وظلمتُ نفسي ، كما ظلمتُ كلّ من عملوا فيها. سوف أضعها في مكتبتي بديلاً عن علب الفيديو والأقراص وغيرها التي أخذت مكانها . وأعدك بأنّني سوف ألقي بتلك العلب في القمامة بدلاً عن رميِ الكتب فيها.
ــ على أن تكون العلب مليئة بما فيها لا فارغة .
ــ فأجاب ضاحكا : طبعاً
ــ أهذا وعد ؟
ــ وعد .
ــ بارك الله بك ياولدي .
ــ ولكن من أنت ياعمّي .
ــ أنا ؟ أنا إنسانٌ ناصح أمين ياولدي ، وقد علمتني أخطائي في حياتي ومازالت تعلّمني ، وما تعلمْتهُ منها أنصحُ به الآخرين .
**************

عبد المنعم محمد خير إسبير 28 / 11 / 2009 10 : 02 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
مفارقة واقعية
لابد لي من تسجليها هنا وتقديمها إلى كلّ إنسان يؤمن بمقولة (قل الحق ولو على نفسك)
حين التحقت بمدرسة والدي ، كان لي في المدرسة الخسروية للعلوم الشرعية زميل لي حينذاك اسمه (ابرهيم محمد السلقيني)؛ إنسان في غاية الأدب يفرض عليك محبته واحترامه.
وحينها افترقنا ؛ كلٌ في طريق ، فقد تابع دراسته في تلك المدرسة ، وانتهى منها ليواصل دراساته الأزهرية العليا فنال فيها درجة الدكتوراه(بدرجة شرف)،(وفق ماورد ذلك في محرك البحث غوغل).
وساند اللهُ الشيخَ الفاضل ، وفتح عليه أبواب العلم ، وعطاه كلّ ما كان يرجو ويسعى إليه ،مصداقاً لقوله القرآنيّ الكريم(وقل اعملوا فسيرى اللُه عملكم ورسوله والمؤمنون)،فقد رفع الله درجاته في الدنيا لتكون له الدرجات العلى في الآخرة، وقلّده أرفع المناصب الأكاديمية العلمية والتعليمية والإدارية في بلده وفي بعض البلاد العربية الخليجية الأخرى ، فتزامن وجوده وعمله في إحدى الإمارات الخليجية القريبة من المملكة العربية السعودية؛ مكان اغترابي الطوعي الدائم.
ومرّة رأيته في برامج شرعية لقنوات فضائية خليجية فتراسلت معه إلى الجامعة التي كان يعمل فيها ،وقمت بإهدائه الأعمال الأدبية لسيدي الوالد ، مع أعمالي المتواضعة المنجزة حتى التاريخ 13/3/1422هـ أيضاً ، فتفضّل الشيخ الجليل مشكوراً بإبداء رأيه في أعمالي الأدبية، ضمّنها رسالته التالية التي أرسلها لي عقب الإهداء.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم .... ... عبد المنعم محمد خير إسبير المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد:
أسأله سبحانه أن تكونوا متمتعين بتمام الصحة ، ومكللين برعايته وتوفيقه لما يحقق كامل أمانيكم ، فيما يحبه تعالى ويرضاه ، إنه سميع مجيب.
أحيطكم علماً بأنه وصلني منكم ( فاكس) منذ اسبوع تقريباً، كما وصلني هذا اليوم ديوانكم (جاهلية بعد الإسلام)، كما وصلني منذ فترة ديوان والدكم الفاضل والمربي الكبير المرحوم الشيخ محمد خير الدين إسبير، مع ديوانكم (جاهلية بعد الإسلام) في مجلد واحد ،وقد كنت قرأته مستمتعاً ومستفيداً ، وسأقرأ قريباً إن شاء الله تعالى ديوانكم المستقل بعد انتهائي من أعمال الإمتحانات ، وقبل سفري إلى سوريا ؛ علماً بأنني كنت أرسلت لكم رسالة بتاريخ 20/11/ 1422م ن أرجو أن تكون قد وصلتكم ، وإني أتقدم لكم بخالص شكري وتقديري على هديتكم الأولى؛ديوان والدكم مع ديوانكم ، وهديتكم الثانية: ديوانكم المستقل بعد المراجعة والتنقيح والتصحيح ، وسأعرضه بعد قراءتي له على بعض الإخوة المهتمين بالشعر أيضاً، وإن وجدنا أيّ ملاحظة نرسلها لكم، ولكن بعد قراءتي للديوان السابق أكرر ما كنت ذكرته في رسالتي السابقة لكم ، بأنني أغبطكم على مامنحكم المولى تعالى من موهبة عظيمة في نظم الشعر المعبّر عن فطرة شعرية ، وأدب عال، ولغة رصينة، فهنيئاً لكم بالميراث الذي ورثتموه عن والدكم رحمه الله تعالى ،وطيب ثراه .
ختاماً أكرر شكري وتحياتي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
13/3/1422هـ الموافق5/6/2001م د.ابراهيم محمد سلقيني
ثم عاد إلى حلب فانقطعت أخباره عني ،إلى أن بلغني تولّيه مهمة الإفتاء في مدينة حلب استحقها عن جدارة علمية لاشك فيها ، فهنيئاً له ولنا فيها .

مازن شما 28 / 11 / 2009 58 : 04 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
[align=justify]أخي في الله وأستاذي القدير عبد المنعم محمد خير إسبير حفظك الله ورعاك


خجول منك أن لا أكون أول المرحبين بك.. لك مكانة خاصة في قلبي ونفسي.. أعتز بك وأفتخر بأني أتشرف بمعرفتك.. أنت في بيتك ونحن ضيوفك فتقبل مني عذري..

وأتمنى أن يعذرني أخي الغالي الأستاذ يسين عرعار ونحن جميعا في شرفته للمؤانسة والحوار ..

بالنسبة للأستاذة بوران وهي السباقة دوما الى مثل هذه اللقاءات والحوار.. ربما لها العذر القوي لعدم دخولها النت بشكل عام، وكذلك الأخت الغالية ناهد فهي الآن تؤدي مناسك الحج تقبل الله منها ومن كل المسلمين الطاعات وصالح الأعمال وأعادها وأعاد الجميع الى أهلهم وذويهم سالمين.. وحج مبرور وسعي مشكور باذن الله..

لي مداخلة بسيطة تدور حول (حوار الحضارات)..

كما نعلم ان العديد من المفكرين والمثقفين ركزوا على مقولة (حوار الحضارات)، وهي الرؤية التي تبناها في وقت مبكر المفكر الفرنسي المسلم (روجيه جارودي)، بعد أن أعلن الكاتب الأمريكي (هينتغتون، Hintgton) مقولته الشهيرة (صدام الحضارات) عام 1993م، وأضاف عليها وعدلها عام 1996م، وقد كان عام 2001م عاما للحوار بين الحضارات، وأصبحت هذه المقولة بديلا لمصطلح (صدام الحضارات)..
وبين هاتين المقولتين هناك نظرية ثالثة تُعرف بـ (تعارف الحضارات)، وهي أطروحة أطلقها المفكر الإسلامي زكي الميلاد، في رؤية مغايرة للنظريتين السابقتين، وهي نظرية مستوحاة من القرآن الكريم. ويقول المفكر الإسلامي زكي الميلاد بأن هذه النظريات أو المقولات الثلاث، (صدام الحضارات، وحوار الحضارات، وتعارف الحضارات)، إنما تتعدد وتختلف بحسب اختلاف وتعدد أنساقها المعرفية. فكل واحدة منها لها طبيعتها النسقية المتميزة بها، والمكوّنة لعناصرها ومكوناتها الذاتية وملامحها الكلية.

فما هي رؤيتكم حول مسيرة حوار الحضارات وما حققته حتى الآن وما هي أهم سلبياتها وإيجابياتها؟ وماهي الأسس التي استندت عليها (من القرآن الكريم) مقولة تعارف الحضارات؟

*************
دمتم وسلمتم

أخوكم مازن
[/align]

بوران شما 28 / 11 / 2009 06 : 10 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أستاذنا الكبير والقدير الأديب عبد المنعم محمد خير إسبير


صدقا ,أنحني , أمام قامتكم الأدبية الراقية, وكم سعدت بوجودك في شرفة الحوار الراقي ,
شرفة الصالون الأدبي , الذي تزامن مع أيام عيد الأضحى المبارك , فكانت الفرحة فرحتين,
ولا يسعني إلا أن أتقدم منكم بأسمى آيات التبريك والتهاني بمناسبة العيد المبارك , ونهنئ
أنفسنا بوجودك بيننا , لننهل من علمك وثقافتك وأدبياتك القيّمة .


وأنا أفخر وأرفع رأسي عاليا بوجودي بينكم وعلى صفحتكم هذه , صفحة الحوار الأدبي .
وكما أهنئ الأستاذ يسين عرعار على اختياراته الموفقة لضيوفه , كما أهنئه بعيد الأضحى
المبارك وكل عام وأنتم بألف خير .



أستاذي القدير عبد المنعم محمد خير إسبير : -

أبهرتني سيرتكم الذاتية , المليئة بالعطاء ,
وأرجو منكم أن تتحفنا دائما بقصائدك
الرائعة من ديوانيك :

1 - من ذاكرة أيامي "
" 2 - جاهلية بعد الإسلام " .

كما أرجو أن تسمعنا الكثير من هذه القصص الرائعة والمشاهدات
والمفارقات التي مرت معكم , والتجارب الحياتية التي مررتم بها , ففيها الدروس والمواعظ
التي يستفاد منها وتكون درسا لنا في هذه الحياة .


شكرا أستاذي الكريم لوجودكم بيننا ...
وكل عام وأنتم بألف خير , وتقبل فائق تقديري واحترامي
.

ميساء البشيتي 28 / 11 / 2009 54 : 10 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أحبتي في الصالون الأدبي

الأستاذ يسين المحترم

الأحبة ضيوف و زوار

كل عام وأنتم جميعا بألف خير والصحة والسلامة



أخي الكريم الأستاذ الأديب عبد المنعم محمد خير إسبير

اسمح لي أن أرحب بك في الصالون الأدبي ولكن بعد أن أتقدم

من حضرتك بالتهنئة القلبية الخالصة بمناسبة عيد الأضحى المبارك

كل عام وأنت بألف خير أخي وبالصحة والسلامة يا رب

هذا مرور للترحيب والتهنئة ولي عودة لطرح بعض الأسئلة إن سمحت لي أخي

وإلى ذلك الحين أنا في قمة التشوق لمتابعة هذا الحوار الراقي



شكرا للجميع ودمتم بالسعادة والهناء .


:nic17:

ياسين عرعار 28 / 11 / 2009 39 : 11 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
يتواصل الحوار ...
مرحبا بكم جميعا ....

الأستاذ مازن شما
الأستاذة بوران شما
الأستاذة ميساء البشيتي

دمتم لنا ...ودام أدبكم الراقي ..

************
تحيتي

طلعت سقيرق 29 / 11 / 2009 11 : 12 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
[align=justify]الغالي الأستاذ الشاعر عبد المنعم محمد خير إسبير
تحياتي وسلامي وأمنياتي الطيبة بسعادة دائمة
أرحب بك شاعرا مبدعا وأستاذا فاضلا ...


شرف لنور الأدب ، شرف كبير ، أن تكون منه وفيه ، لأنه يكبر ويزداد تألقا بأمثالك .. فبارك الله بك ، وبكل حرف تسكبه لننهل من معين قلب نابض بعطاء لا أجمل ولا أروع .. عذرا إن تأخرتُ بالترحيب ، والشكر موصول لأخي الشاعر يسين عرعار الذي أتاح لي شرف اللقاء والترحيب بك ، متمنيا أن أكون ممن يتلقون على يديكم دروس الحكمة والعلم .. وإن كان لي أن أنال شرف السؤال ، فسأعود لأسال ، سؤال الطالب لأستاذه ..

مرحبا بك
عيد أضحى مبارك
كل عام وانتم بألف خير
[/align]

ياسين عرعار 29 / 11 / 2009 17 : 12 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم محمد خير إسبير (المشاركة 51514)
إخوتي وأحبائي

بالرغم من انعدام المشهد لابد لنا من ان نذكر به ونحذّر، وسوف يكون موضع نقاش بيننا اليوم بأدبية عالية
تعالوا معي إلى مشهدٍ من مشاهد أليمة تترى في الحياة في أيّ مكان . وقد بنيته على أساس حوارية من الواقع الإفتراضي ليذّكر أولو الألباب


المشــــــهد :ـ

بينا كنت في طريقي إلى وجهتي ، رأيتهُ قرْبَ حاويةِ قمامة! يحمل مجموعةَ كتب مدرسيّة ، منها مستعمل ومنها جديدٌ لم تمسسه يدْ ! فرمَى بها إلى جانب القمامة، وتابع سيره بدونها.
اقتربتُ من ذلك الفتى مسَلِّماً وسألته :
ــ أراك نسيتَ كتبكَ ياولدي!
ــ أجابني من غير ردٍّ على سلامي :لا لمْ أنسَها بل رميتها.
ــ ولمَ ياولدي .
ــ فصَفَقَ يداً بيد: ألا يكفينا قراءة ؟ خلصنا وتخلّصنا وجاءت العطلة المدرسيّة.
ــ لم أفهم ياولدي ؟!
ــ يعني خلصنا من الدراسة ، وتخلّصنا من كتبها ، أما آنَ لنا أن نرتاح ؟
ــ آن لك أن ترتاح ياولدي . هذا شئ طبيعيّ وضروريّ. ولكن ماذنب الكتب تلك ، لتتخلّصَ منها؟
ــ عمّي دعني وشأني ، لقد تأخّرت على موعدي .
ــ موعدك مع من ؟
ــ مع رفقائي لنلعب بالكرة!
ــ أنصحك ياولدي أن تحتفظ بكتبك هذه في مكتبتك ؟
ــ فردّ بضجر : (كمان)؟؟؟
ــ نعم ياولدي .
ــ عمّي دعني فليس عندي مكتبة أصلاً .
واستدار ليتابع سيره ، فاستوقفته،
ــ أريد أن أسألكَ سؤالاً فاحتملني ياولدي فأنا بعمر أبيك ولا أرجو لك إلاّ الخير .
ــ بهدوء وطمأنينة أجاب: تفضّل ياعمّ . من أجل خاطرك سأتخلّف عن موعد اللّعب .
ــ أريد سؤالك .
ــ تفضّل . لكن بسرعة أرجوك
ــ أمّك التي حملتك وربّتكَ وعلّمتك طوال عمرك ، فهل من العدل والوفاء أن ترمي بها إلى الشارع ؟
ــ أعوذ بالله . من قال هذا القول ، أستغفر الله العظيم ، لايمكن أن أفعل ذلك .
ــ ولكنّك فعلْتَ بمثيل لها ، ولها حقّ عليك أيضاً؟!
ــ كيف ياعمي؟!
ــ سأوضح لك . إنّ أمّك هي من لحم ودم ، وتكاد تكون الكتب تلكَ من لحمٍ ودم.
ــ كيف؟! فرق كبيرٌ بين الطرفين .
ــ الفرق بينهما قائم في الظّاهر ، ولكن لافرق بينهما في المضمون . فإذا تبصّرت ببصيرتك في أعماق أوراق الكتب وخلف سطورها، لوجدت شخوصاً إنسانيّة فكريّة تربويّة ، قد قدّمتْ لك وللآلاف علمها وتفكيرها وأفكارها ، على أطباق من ورق مدادها عرق جهادهم .
إنّ تلك الكتب التي رميتها ، علّمتك كأبيك وربّتك كأمّك ، فما أحسنتَ وما أوفيت ، وما احترمْتَ من علّمك علومها وأفهمك محتواها ، فرميتَ فِكراً وعقولاً ومربّينَ وأساتذة قرب القمامة ، وفي موقع لا يستحقّونه .
ــ ولكن ماقيمتها عندي بعد نجاحي ؟.
ــ إنّ قيمتها كبيرة عندي . فهل تسمح لي ياولدي أن أنتشل كتبك لأحتفظ بها في مكتبتي ، فقد تنقذني في موضوع نسيته فأرجعُ إليها.
ظلّ الفتى الطالب صامتاً مطرقاً طوال حديثي ،ثم أجابني :
ــ سامحني ياعمّي ، دع الكتب لي ، فقد ظلمتها (كما تقول) وظلمتُ نفسي ، كما ظلمتُ كلّ من عملوا فيها. سوف أضعها في مكتبتي بديلاً عن علب الفيديو والأقراص وغيرها التي أخذت مكانها . وأعدك بأنّني سوف ألقي بتلك العلب في القمامة بدلاً عن رميِ الكتب فيها.
ــ على أن تكون العلب مليئة بما فيها لا فارغة .
ــ فأجاب ضاحكا : طبعاً
ــ أهذا وعد ؟
ــ وعد .
ــ بارك الله بك ياولدي .
ــ ولكن من أنت ياعمّي .
ــ أنا ؟ أنا إنسانٌ ناصح أمين ياولدي ، وقد علمتني أخطائي في حياتي ومازالت تعلّمني ، وما تعلمْتهُ منها أنصحُ به الآخرين .
**************

تحيتي إلى ...
جميع الأدباء
تحية عطرة إلى ...
الأستاذ عبد المنعم محمد خير إسبير
- أديبنا الفاضل كان استهلالك مميزا في تقديم سيرتك
الذاتية ... تضمنت إنسانيتك و تجربتك وشاعريتك ....
كما كانت رؤيتك عميقة جدا في تسليط الضوء على
الإنسان الحي والإنسان الميت ... جاعلا من موهبتك
الشعرية المناص الوحيد لتخرج من جديد و تبتعد عن
الموت مسجلا ديوان شعر بعنوان ( من ذاكرة أيامي ).


- كما تطرقت بعدها إلى إلى المشاركة رقم 13 التي
تعلق موضوعها بشعر الإخوانيات... كما انتقلت إلى
المشاركة رقم 15 والتي أخذنا منها هذه القصةالجميلة
التي طرحتها فكرة للنقاش ...
( قصة الفتى الذي رمى بالكتب ).

ضيفنا الأديب.... عبد المنعم محمد خير إسبير
سننطلق بإذن الله من فكرتك و ما تضمنته القصة من
مشاهد هي موجودة فعلا على أرض الواقع ...و لا بأس
أن نأخذ منها العبرة ...

كما لا يفوتني أن أشكر الأستاذ مازن شما على أسئلته الرائعة لتكون أيضا موضوع نقاش ...

وأرى أن موضوعك - أستاذي عبد المنعم محمد خير إسبير - يدور
موضوعه ليصل بالتحليل إلى موضوع الحضارة و الثقافة الإنسانية ...


و ستتم المناقشة بإذن الله

***********************

تحيتي

حسن الحاجبي 29 / 11 / 2009 46 : 12 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أستاذي الفاضل :
عبد المنعم محمد خير إسبير


بداية إسمح لي سيدي أن أقدم لك ولكل أعضاء وزوار المنتدى الراقي " نور الأدب" أسمى آيات التبريك وأحر عبارات التهاني بمناسبة العيد السعيد .

أديبنا الغالي , حين يقف المرء أمام هرم مثلكم , يجده أكبر من أن يسأل , وأنتم سيدي , تجرون وراءكم سيرة عبقة بكل طيب في الشعر والأدب وباقي صنوف الكتابة ,
أطال الله في عمركم , وجعلكم منارة نسترشد بها في مدلهمات الحياة .
كل ما أتمناه منكم هو أن تفتحوا كنوز كتاباتكم أمامنا , وتطلعونا على درركم النفيسة , ولكم جزيل الشكر وعظيم الإمتنان .

**********
تحيتي

ياسين عرعار 29 / 11 / 2009 34 : 01 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
مرحبا مجددا بالأديب ....

عبد المنعم محمد خير إسبير

مرحبا بالأديبين ...

الأستاذ الشاعر الناقد طلعت سقيرق

الأستاذ الخطيب
حسن الحاجبي

************
تحيتي و تقديري

ياسين عرعار 29 / 11 / 2009 56 : 01 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم محمد خير إسبير (المشاركة 51514)
إخوتي وأحبائي

بالرغم من انعدام المشهد لابد لنا من ان نذكر به ونحذّر، وسوف يكون موضع نقاش بيننا اليوم بأدبية عالية
تعالوا معي إلى مشهدٍ من مشاهد أليمة تترى في الحياة في أيّ مكان . وقد بنيته على أساس حوارية من الواقع الإفتراضي ليذّكر أولو الألباب


المشــــــهد :ـ

بينا كنت في طريقي إلى وجهتي ، رأيتهُ قرْبَ حاويةِ قمامة! يحمل مجموعةَ كتب مدرسيّة ، منها مستعمل ومنها جديدٌ لم تمسسه يدْ ! فرمَى بها إلى جانب القمامة، وتابع سيره بدونها.
اقتربتُ من ذلك الفتى مسَلِّماً وسألته :
ــ أراك نسيتَ كتبكَ ياولدي!
ــ أجابني من غير ردٍّ على سلامي :لا لمْ أنسَها بل رميتها.
ــ ولمَ ياولدي .
ــ فصَفَقَ يداً بيد: ألا يكفينا قراءة ؟ خلصنا وتخلّصنا وجاءت العطلة المدرسيّة.
ــ لم أفهم ياولدي ؟!
ــ يعني خلصنا من الدراسة ، وتخلّصنا من كتبها ، أما آنَ لنا أن نرتاح ؟
ــ آن لك أن ترتاح ياولدي . هذا شئ طبيعيّ وضروريّ. ولكن ماذنب الكتب تلك ، لتتخلّصَ منها؟
ــ عمّي دعني وشأني ، لقد تأخّرت على موعدي .
ــ موعدك مع من ؟
ــ مع رفقائي لنلعب بالكرة!
ــ أنصحك ياولدي أن تحتفظ بكتبك هذه في مكتبتك ؟
ــ فردّ بضجر : (كمان)؟؟؟
ــ نعم ياولدي .
ــ عمّي دعني فليس عندي مكتبة أصلاً .
واستدار ليتابع سيره ، فاستوقفته،
ــ أريد أن أسألكَ سؤالاً فاحتملني ياولدي فأنا بعمر أبيك ولا أرجو لك إلاّ الخير .
ــ بهدوء وطمأنينة أجاب: تفضّل ياعمّ . من أجل خاطرك سأتخلّف عن موعد اللّعب .
ــ أريد سؤالك .
ــ تفضّل . لكن بسرعة أرجوك
ــ أمّك التي حملتك وربّتكَ وعلّمتك طوال عمرك ، فهل من العدل والوفاء أن ترمي بها إلى الشارع ؟
ــ أعوذ بالله . من قال هذا القول ، أستغفر الله العظيم ، لايمكن أن أفعل ذلك .
ــ ولكنّك فعلْتَ بمثيل لها ، ولها حقّ عليك أيضاً؟!
ــ كيف ياعمي؟!
ــ سأوضح لك . إنّ أمّك هي من لحم ودم ، وتكاد تكون الكتب تلكَ من لحمٍ ودم.
ــ كيف؟! فرق كبيرٌ بين الطرفين .
ــ الفرق بينهما قائم في الظّاهر ، ولكن لافرق بينهما في المضمون . فإذا تبصّرت ببصيرتك في أعماق أوراق الكتب وخلف سطورها، لوجدت شخوصاً إنسانيّة فكريّة تربويّة ، قد قدّمتْ لك وللآلاف علمها وتفكيرها وأفكارها ، على أطباق من ورق مدادها عرق جهادهم .
إنّ تلك الكتب التي رميتها ، علّمتك كأبيك وربّتك كأمّك ، فما أحسنتَ وما أوفيت ، وما احترمْتَ من علّمك علومها وأفهمك محتواها ، فرميتَ فِكراً وعقولاً ومربّينَ وأساتذة قرب القمامة ، وفي موقع لا يستحقّونه .
ــ ولكن ماقيمتها عندي بعد نجاحي ؟.
ــ إنّ قيمتها كبيرة عندي . فهل تسمح لي ياولدي أن أنتشل كتبك لأحتفظ بها في مكتبتي ، فقد تنقذني في موضوع نسيته فأرجعُ إليها.
ظلّ الفتى الطالب صامتاً مطرقاً طوال حديثي ،ثم أجابني :
ــ سامحني ياعمّي ، دع الكتب لي ، فقد ظلمتها (كما تقول) وظلمتُ نفسي ، كما ظلمتُ كلّ من عملوا فيها. سوف أضعها في مكتبتي بديلاً عن علب الفيديو والأقراص وغيرها التي أخذت مكانها . وأعدك بأنّني سوف ألقي بتلك العلب في القمامة بدلاً عن رميِ الكتب فيها.
ــ على أن تكون العلب مليئة بما فيها لا فارغة .
ــ فأجاب ضاحكا : طبعاً
ــ أهذا وعد ؟
ــ وعد .
ــ بارك الله بك ياولدي .
ــ ولكن من أنت ياعمّي .
ــ أنا ؟ أنا إنسانٌ ناصح أمين ياولدي ، وقد علمتني أخطائي في حياتي ومازالت تعلّمني ، وما تعلمْتهُ منها أنصحُ به الآخرين .
**************

أستاذي الفاضل ...
عبد المنعم محمد خير إسبير

سننطلق بإذن الله من فكرتك و ما تضمنته القصة من
مشاهد هي موجودة فعلا على أرض الواقع ...و لا بأس
أن نأخذ منها العبرة ...


و أول أسئلتي حول الموضوع الذي طرحته للمناقشة ...

- هل الأدب الإسلامي لا بد عليه أن يعيش في دائرة الأدب
المتخلق ... أم عليه أن يقترن بحرية الفكر ؟ ..... لماذا ؟

***************
تحيتي
أستاذي الكريم

ياسين عرعار 29 / 11 / 2009 16 : 02 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 


يتواصل الحوار الجميل ...

أرجو من الإخوة المبدعين مناقشة الفكرة التي

طرحها للحوار أستاذنا الأديب ...

عبد المنعم محمد خير إسبير .

******************

تحيتي وتقديري

للجميع



ناجية عامر 29 / 11 / 2009 38 : 02 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أقدم اعتذاري للأديب الجليل عبد المنعم محمد خير إسبير عن تأخيري في الترحيب به هنا على صفحات هذه الشرفة المتميزة للحوار و المؤانسة، فمرحبا بك سيدي و أهلا و سهلا.

لك التهاني الحارة بمناسبة عيد الأضحى، أعاده الله عليك بالصحة و العافية
و السعادة والهناء و على الأمة الاسلامية بالخير و اليمن و البركات


عيد مبارك سعيد لكل أعضاء نور الأدب

لك مني سيدي أجمل التحيات موصولة لأخي الشاعر يسين عرعار

لي عودة ان شاء الله اذا سمح أخي الأستاذ المشرف على هذا الركن الأدبي الرائع

ياسين عرعار 29 / 11 / 2009 26 : 03 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أواصل أسئلتي ...

أستاذي الكريم عبد المنعم محمد خير إسبير
القصة التي عرضتها تضمنت مجموعة من القيم الإسلامية الخالدة
و موضوعها العام يدور حول فكرة - الدين النصيحة - كذلك نجد
المعاملة الحسنة و النهي المنكر كما تضمنت فن الحجة والإقناع ...


- من باب الفرضية ... ما رد فعلك لو تعصب الفتى لفكرته و لم يستجب لنصيحتك ؟.

- هل الحجة وحدها كافية لتحقيق الرقي الإنساني والفكرة الأدبية السليمة ؟.


****************
تحيتي وتقديري

عبد المنعم محمد خير إسبير 29 / 11 / 2009 14 : 08 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أحبائي جميعا

بادئ ذي بدء أقول:

1ــ ماحصل قد حصل ولن آتي إليكم معاتباً وشاكياً ، فأكون في ذلك ناكراً للجميل:
لجميل الأخ يسين الذي زرع البسمة في وجوهكم بيوم باسم
ولجميل من شرفني بوسام انتمائه لأبوتي الروحية
فلا خير في أب ينتزع البسمة من على وجوه وقلوب من أحبهم
ومن الحكمة والفضيلة ألاّ نلتفت إلى الخلف الزماني فهو ماض مضى
وعلينا أن نستقبل ( المضارع) ونعمل فيه للمستقبل
فلا مستقبل من لاحاضر له .


2ــ أرجو أن تمنحوني وقتاً كافيا أرتاح فيه مما أعاني .
فكثرة الجلوس عل كرسي العمل ليلة أمس سبب لي احتباس ماء في ساقيّ وتورّما
وهذا الأمر له تداعيات عصبية ونفسية أليمة .


3 ــ شكراً للأستاذ طلعت سقيرق على إطلاق مخزونه من الأخوة الروحية لي .

4ــ وفاتحة العمل ستكون ردّي أوّلاً على ما سألني عنه الأخ الغالي الحبيب الأستاذ مازن ، الرجل النّادرة.
إلى اللقاء

**************
تقديري

هدى نورالدين الخطيب 29 / 11 / 2009 11 : 09 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
1 مرفق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:4px double green;"][cell="filter:;"][align=justify]كل عام وأنتم بألف خير
أشعر بخجل شديد لتأخري بواجب الترحيب في هذا الحوار الاسثنائي مع الأب الحبيب والغالي على قلوبنا جميعاً الأستاذ عبد المنعم محمد خير إسبير
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في الصالون الأدبي وفي شرفة الشاعر الأستاذ يسين عرعار
الأب الحبيب أعتذر منك وأرجو أن تقبل اعتذاري فما أخرني غير ظروف قاهرة قسرية، واسمح لي بداية أن أقدم اعتذاري بأسلوب أدبي يليق بك من خلال إهدائك قصيدة من وحي مناسبة هذه الأيام الفضيلة من نظم جدي المرحوم الشيخ عمر الرافعي بعنوان:
و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا / الشيخ عمر الرافعي
[poem=font="anaween,5,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif" border="double,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ذكرتُ حجِيج البيت و الحج يُـذكَرُ=و كبَّرتُ ربَّ البيت واللهُ أكبرُ
ذكرت طـواف الخـاشعين لربهم =يّرجون غفرانَ الذنوب فتُغفَرُ
ذكرت وقوف الناس في عرفاتهـم =كأنَّ هناكَ الحَشر والناسُ تُحشرُ
ذكرتُ الحمى العالي لأشرف مرسلٍ =بطَيبةَ حيث الطيبُ في الكون يُنشرُ
ذكرت غبار التُـرب من قبر أحمد =جبرتُ به كَسري إذا الكسر يُجبرُ
أمـوت و أحيـا إذ فنيـت بحبهِ =أَغيب و أصحو ثم أُطوى و أُنشَرُ
إلهي بجاه المصطفى أَشرف الورى=و من هو سرُّ السر في الكون مُضمَرُ
أعـدني إلى دار الحبِيب بطيبـةٍ=و روضتِه حيث المقام المطهرُ
أعدني إلى حيث الضجيعان حوله=بِرَوضَةِ قدسِ و هيَ للحب مظْهـرُ
و لا تُخزني إني رجوتُك سـيدي=و من يرتجي مولاه بالخير يظْفـَرُ
تفَضل و جُد وامنن و أنعِم تكرُما=ففضلك مَوفورٌ و جودُكَ أَوفَـرُ
و دبَر شـؤوني منعِما مُتَفضِلاً=فمالي بشَـأنٍ من شـؤوني مدَبّرُ
وأّذهِبْ بمحض الفَضلِ حيرتي التي=ضَللتُ بها رُشـدي و زادَ التحيُرُ
وَ صلِّ و سـلِّم دائماً كلّ لمحةٍ=على المصطَفى ما خُطَّ في الطِّرس أسطرُ
و آلٍ و أصحابٍ كرامٍ و شيعةٍ=مدى الدهر ما فاضت بحارٌ و أَنهرُ
و ما قلت عن شوقٍ لحجٍ وزَورةٍ=ذكرتُ حجيجَ البيتِ و الحج يُـذكَرُ[/poem]
الأب الحبيب الأستاذ عبد المنعم
كنت أتمنى أن أهديك قصيدة جدي إنشاداً بصوت المقرئ الرائع الصوت والأداء الشيخ محمد صلاح الدين كبارة رحمه الله وسأفعل لاحقاً بإذن الله ما أن يتفضل إبن الشيخ الأخ العزيز الدكتور هلال كبارة من إعداد الأشرطة الصوتية التي يمكن إنزالها في نور الأدب
أما بشأن التهنئة بالعيد فرسالتك الكريمة لي في الرد على المعايدة وصلتني وأسعدتني فألف ألف شكر لك

تفضلت بالسؤال كيف أناديك بالأب والأستاذ معاً فاسمح لي أن أجيبك:
" أخاطبك بالأب الحبيب مكانة ومودة والأستاذ مقاماً وعلماً وأدباً فتكون الأب والأستاذ وأنت جدير بهما معاً "
يسعدني جداً هذ الحوار وسأكون فيه بكل جوارحي إذا أذن المولى سبحانه وأكتفي بالترحيب والمتابعة على أن أدلو بدلوي في مداخلة ثانية
تقبل مني أيها الأب الحبيب والأديب الجليل أسمى آيات المودة
والشكر الجزيل للشاعر الأستاذ يسين عرعار على الجهد في الحوارات التي نستمتع بها ونستفيد منها
بكل الود
ملف مرفق 1639[/align]
[/cell][/table1][/align]

ياسين عرعار 29 / 11 / 2009 27 : 11 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 

الصالون الأدبي للحوار المفتوح تحت الرعاية السامية

لهيئة إدارة نور الأدب ... يعتز بضيفنا ...

الأديب ... عبد المنعم محمد خير إسبير

و الحوار يزداد رقيا وتقدما بحضور كم أيها الأدباء الرائعون...


مرحبا بالأديبتين

الأستاذة .. هدى نور الدين الخطيب
االفاضلة .. ناجية عامر

**************
تحيتي وتقديري
للجميع

عبد المنعم محمد خير إسبير 29 / 11 / 2009 53 : 07 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
أستاذي الكبير الأخ مازن

لم أكن متابعاً تفاصيل اجتماعات ومنتديات ومؤتمرات ::
صراع الحضارات و حوار الحضارات
بل كنت أسمع أخبارها وأشاهد مناظر اجتماعاتها على التلفاز
وهذه الاجتماعات لن تؤدي إلى نتيجة تذكر ،
والمعنى الكامن طيّ اسم الحضارات هو الديانات . .
فصراع الحضارات كان ومازال قائماً عسكرياً بطريقة أو باخرى وبأشكال مختلفة ترى بالعين المجرّدة. منذ نشأة الديانات المختلفة في العالم
و حوار الحضارات سلمياً؛ والذي أريد له أن يبدو ظاهراً لأسباب روحية واجتماعية، فلا يفيد شيئاً في صد حرب الحضارات عسكرياً إن أريد لها أن تقوم .

فإدارة الحرب والسلام ليست في أيدي رجالات الدين بل في أيدي القوى العسكرية
وتبقى النظرية الثالثة ( تعارف الحضارات ) هي الأمثل قرآنياً وعملياً إعمالاً بالآية الكريمة 13 من سورة الحجرات 49والقائلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ياأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا .... )
صدق الله العظيم



*************

تحيتي و تقديري

عبد المنعم محمد خير إسبير 30 / 11 / 2009 46 : 01 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
يابنة الروح هدى
كلما أمسكت بمفرداتي الأدبية لأجيب عمّا كتبتْ ابنتي عنّي ، أشعر بعجز تلك المفردات في إيصال حقك كاملاً من المديح . هديتك الأدبية هي هديةإنسانية رائعة . امنحيني الوقت لأكتب وأجيب ، وإلآّ فإنّي أظلم نفسي وأظلمك.
عبد المنعم

عبد المنعم محمد خير إسبير 30 / 11 / 2009 11 : 04 PM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
سألني الأخ المبدع يسين عرعار السؤال التالي :
(هل الأدب الإسلامي لابدّ عليه أن يعيش في دائرة المتخلّق أم عليه أن يقترن بحرية الفكر ؟ لماذا ؟ )
أجيب عن سؤال أخي يسين
الأدب كما عرَّفهُ علماؤه ؛ هو ما يُنتج العقل الإنسانيّ من ضروب المعرفة، ويُطلق الأدب بوجه عام على جملة المعارف الإنسانيّة ، كما يُطلق بوجه خاص على الكلام الّذي يعبّرعن الأفكار والمشاعر والتجارب الإنسانيّة في قالب فنّيّ يُعجب ويؤثّر

كما عُرِّف الأديب بأنّه" الآخذ بمحاسن الأخلاق والحاذق بالأدب وفنونه" وفي ضوءِ ذلك التعريف ،يمكننا القول إنّ محاسن الأخلاق هي مُنتمَى الأعمال الإنسانيّة الأدبيّة الإبداعية بمختلف أشكالها وأنماطها ووجوهها ، لأنّ الأخلاق الحميدة ومكارمها، هي الفطرة السلوكيّة الإنسانيّة في الخَلْق ، التي تميز مابين الإنسان ( الّذي خُلِقَ في أحس، تقويم) وبين المخلوقات الدّونيّة الأخري .
كما وأنّ حُسْنَ الخلُق ، هو معنىً من معاني الأدب المنجذّرة والمتأصّلة في ثقافتنا الإسلاميّة والعربيّة ، وحينما نقول إنّ الأدب هو جملة المعارف الإنسانيّة، وأنّه يعبّر عن الأفكار والمشاعر والتجارب الإنسانيّة ، فإنّنا نقف أمام معطيات عملٍ إنسانيّ جماليّ ، يُنشئ التزاماً أخلاقيّاً طوعيّاً في العمل الإبداعي بصورة تلقائية من غير إلزامٍ من أحد .
فالإنسان (بطبيعةِ خَلْقه) سويٌّ قويم ،وملتزمٌ " سلوكيّاً" بالأدبيّات الإنسانيّة الأخلاقيّة مع نفسه أوّلا ، ثمّ مع عائلته ؛وهي الخليّة الإجتماعية الأولى ، ومع مجتمعه أيضاً، وإلاّ لما كرّمه الله فأمر ملائكته بالسجود للإنسان( أي السجود لرمزٍ خَلْقيٍّ إبداعيٍّ خلْقه الله سويّا وقويماً).

والسلوكيات الإنسانية ، هي صبغة الهيّة فطرها الله في الإنسان . وتلك السلوكيّات ، هي كلُّ لايتجزأ فيه . ولهذا فإنّ ( الأدب) ليس مقصوراً على نتاج الفكر الإنساني فحسب، بل على التزام سلوك الإنسان به في عمله و تعامله الإجتماعي أيضاً .
فلفظ ( الأدب) أُطلق بداية ومازال يُطلق ، على السلوكيات ؛ فهناك أدب الحديث ، وأدب الإصغاء، وأدب المجالس ،وأدب الخطاب والمخاطبة ، وأدب الحوار وأدب الطريق ، وحتّى على أدب المائدة عند الطعام ، الخ .. أمّا لماذا أُطلِقَ لفظ ( الأدب) على الأعمال الفكريّة للإنسان، فبرأيي أنّ تلك الأعمال هي وليدة حُسْنِ إعمال وأعمال فِكْرٍ التزم فيها بحُسْنِ الخُلُق لابنقيضه ، و( الأدب وحسْنُ الحُلُق ) توأمان لاينفصلان ومتلازمان في عموم سلوكيّات الإنسان ، مادّية كانت أو معنويّة ، ظاهريّةً كانت أو خفيّة .
أمّا إذا رأى( أديبٌ ما!)أنّ العمل الأدبي حرٌّ لاتحكمه القواعد الأخلاقيّة، وأنّ عليه أن يتحرّر منها إنْ كان ملتزماً بها، فذلك رأيٌ شخصيٌّ متمرّد غير ملزم لغيره ، يستمده ذلك الأديب من منتماه الفكري ،أو من رؤيته الخاصّة التي لا تستند إلى مرجعيّة ما .
والرأي الشخصي لايعني لثوابت الإبداع الأدبي بشئ ، فجلٌّ الفنون والآداب الإبداعيّة نراها تُقدّم من أصحابها بأشكالٍ وأنماطٍ مختلفة ،حسب اختلاف فِكَرِ وقيم المبدع نفسه ، وشرعته ورؤيته في الحياة .

ـ أما " الشّعر " كما عرّفه بعض المعاجم ، ومنها ماقيل: " هو الكلام الّذي يقوم في بنائه على الموسيقا والوزن، ويتّسمُ في صياغته بالتصوير الجميل والخيال المبدع ، ويعتمد في تأثيره على إيصال أكبر قدرٍ من الّلذة الجمالية والمتعة العقليّة". (عن قاموس الصّحاح عن مجمع اللغة العربيّة في القاهرة).
وأتابع فأقول: -
إنّ المتعة شعور طلْقٌ غير مقيّد بحالة واحدة ، وهي وليدة الإحساس باللّذة في نفسٍ تآلفت وتماهت بعملٍ إبداعيٍّ ما ، سواءٌ كان مرئيّاً أو مسموعاً أو مخطوطاً .
والعمل الإبداعيّ الّذي يُمتعُ شخصاً ما، قد لايُمتع بالضرورة شخصاً آخر ، إلاّ إذا كان العمل الإبداعي (بمختلف أنواعه) يتوافق مع نمط حسّية الطرفين .
والمضمون الأخلاقيّ لأي عمل إبداعيّ،لايحتمل بالضّرورة حتميّة إمتاع كلّ النّاس، ولكنه يُمتع بعضَ الناس مثلما يُمتع العملُ المجرّد من المضمون الأخلاقي البعضَ الآخر، تلك هي مسألة ترتكز على خصوصيّة المستمتع من جهة، وعلى نمطيّة العمل الإبداعي نفسه من جهةٍ أخرى. والنفس (غير المحصّنة) بتقوى الله وحُسْنِ الخُلُق ،تألف وتتآلف مع من يثير غرائزها، ويحشو مخيلتها بمفردات الجنس من أجل إمتاعها، وكثيرٌ من الناس من يسعى إلى هذا الإتجاه ويستهويه مع الأسف، فيما لغتنا العربيّة غنيّة بالمفردات والمعاني التي يسهل على الشاعر استحضارها ، لتمدّ أعماله شكلاً خلاّباً ومضموناً أخّاذا يأخذ بمجامع القلوب، ويستجلب المتعة الإيجابيّة للمتلقّي، حتّى وإن كان من عشّاقِ الأعمال الهابطة. المثيرة للغرائز.
وهناك شواهد كثيرة في ساحات الشعر القديم والحديث على ذلك، وأذكر لك على سبيل المثال بيتينِ في الغزل لعنترة العبسي:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل *** مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها *** لمَعَت كبارق ثغرك المتبسّـــــــمِ!
وأضيف جديدا ورد على خاطري بعض من قصيدة لأحد الشعراء القدامي:
أغار عليها من أبيها وأمّهـــــــا **** إذا حدّثاها بالكلام المغمغـــم
أغار عليها أن ترى الشمسُ وجهها *** بأحسن موصوفين قدٍّ ومِعصم
لو لم يمس الأرضَ فاضلُ شعرها **** ما جاز عندي في التراب تيمّمي


فهل يوجد أعفّ غزلاً وأسمَى متعة من ذينك البيتين اللذين تحلّيا بمحاسن الأخلاق في شعر الحبّ والغزل؟ وهل عجزا عن الإمتاع الذي لا يأتي بمثله شعر جنسيٌّ هابط ؟
ــ إنّ التقيّد بالأخلاق في العمل الإبداعي عموماً، لاينتقص من جمالية النص الأدبي شعراً كان أم قصة، فمحاسن الأخلاق نفسها كما أسلفْت، هي سلوك جماليّ إنسانيّ، وحينما يتحلّى النص الأدبي بِسِمة أخلاقيّة، فإن النصّ يتفوّق جمالاً على جمال.
فمركزية الجمال تكمن في حسن الخلق وهي كنبع ماء، يعطي للآخرين ما عنده، ولا يأخذ منهم شيئاً، لأنه فتحة عطاء متدفّق، تدفق بما في داخلها لخير النّاس ، وتصدُّ من يدخل إليها ماهو شرّ للناس.
والجماليّة الأخلاقيّة هي سمةٌ من سمات وصفات الله ، منحها للإنسان لخيره وخير عمله، فإذا ما صاغ الإنسان عمله بمسحة جمال إنسانيّة وأضاف عليه مسحة من صفات الله، فإن تلك الأخلاقيّة تؤثر في جمالية النص ايجاباً فتزيده
جمالاً لايدركه إلاً من آمن واتّقَى.
ــ فالشعراء قادرون على تطويع أعمالهم في المديح والهجاء والغزل لتتحلّى بمبادئ الأخلاق، وقد سبق أن ذكرت أنّ اللغة العربية ثرّةٌ بالمعاني والمفردات التي تلائم كل نوع من أنواع الأدب عموماً، ولذلك فمسئولية التقصير تُلقى
عليهم. وقراءة بسيطة في دواوين الشعراء، تجد أن كثيراً من الأعمال الإبداعيّة أزهَرَ في روابي جمالية الأخلاق.
ــ و الأدب عموماً، يقوم على قاعدتين اثنتين هما :-
(1)-عموميّة شكليّة
(2)-خصوصيّة موضوعيّة.


فالقاعدة الأولى هي ثوابت عامّة، تحكم العمل الأدبي ليكتسب مسمّى الأدب، وبدون توافر تلك الثوابت فيه، لايكون العمل أدباً ولا يسمّى باسم الأدب،... أمّا القاعدة الثانية، فهي المنهج والخصوصية الّلذان يخضع لهما العمل الأدبي وفق انتماءات الأديب الفكرية والعقديّة وغير ذلك، ليستقل بخصوصيةٍ تفرقه عن الأداب الأخرى. ومن هذا الفهم خرجت رابطة الأدب الإسلامي العالمية بأدب يتّسم بسمات الإسلام، عرّفتْهُ بأنه:

( التعبير الفنيّ الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التّصوّر الإسلامي ).
وكان البعض، من قبلُ ومن بعد، قد نحى بأدبه مناحيَ منهجيّة أخرى ، كلٌّ بحسب انتماءاته، وسمّى أدبه باسم تلك الإنتماءات، كالأدب المسيحي والأدب الصهيوني والأدب العبثي وأدب اللا معقول، وغير ذلك كثير.
فنشأ من ذلك أدبٌ إسلاميّ وأدبٌ غير إسلامي، مع أنّ أدباً ما يكون إسلاميّا وإنْ لم يقترن بمسمّى الإسلام، إذا توافقت خصوصية موضوعيته مع خصوصيةِ الإسلام.
و من الجدير ذكره أنّ الأدب الإسلاميّ لايناقض الأدب العربيّ ولا يفترق عنه، فكلمة (العربي) التي اقترنت به كانت نسبة إلى اللغة، لا للتمايز.
ـــإن الأدب الإسلامي يغترف من مورِدهِ الإسلامي الغزير بالفِكَرِ، كما يغترف من المعارف الأُخرى المتوافقة، فقد قيل(الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدَها التقَطها)، والأدب الإسلامي ليس متعصِّبا لنفسه، ولا منغلِقاً على ذاتهِ، ولاينكِرُ أو يستنكر فِكَراً إنسانيةً في أدب ما، وإنْ لم يحمل سمة الإسلام.، فهو منفتحٌ على الأداب الأخرى، يأخذ منها مايتوافق مع منهجه ونظرته الإسلامية إلى الكون والحياة، ويعطي لها، من دون أن يفترق عنها،إلاّ إذا كان الأدب الآخر يقف على طرف نقيض ،وكان قائماً على خلفيّة ثقافيّة مستنكَرَة، أو على فوضويّةِ فِكْرٍ وتفكير، أو على ثقافة غربيّة علمانيّة، أو على مزاجيّة منفلتةٍ من كل قيد.
ــ وموقع الأدب الإسلامي يمشي حثيثاً ليؤكّد وجوده في غمار( آداب ) أخرى تثير الغرائز وتسيطر على نسبة كبيرة من الشّبيبة التي أُخِذتْ بمشاهد الجنس في مختلف الوسائل. إنها معركة قائمة، والبقاء للأصلح.
-للأسف الشديد فهذا هو واقع الحال. فالّروحانيات لم يعد لها قبول في هذا العصر (عصرَ الإنحطاط) فقد أصبح عصرنا هذا تحت وطأة المادّيات الطاغية عليه..
إنّ محاسن الأخلاق هي رَوْحُ روح، والرّوح لاتفنى في رَوْحِ محاسن الأخلاق، حتّى وإن رَحَلَتْ ظاهراً من الحياة، أمّا مساوئ الأخلاق، فهي ميتةٌ مميتةٌ وإنْ بقيت على شكل من أشكال الحياة.

**************
انتهى
ملاحظة /
الجواب مقتبس من حوار أُجراه معي حسن الأشرف منذ زمن

(جرت عليه تحديثات وتعديلات بسيطة مستجدة ).

ياسين عرعار 02 / 12 / 2009 49 : 12 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم محمد خير إسبير (المشاركة 51671)
أستاذي الكبير الأخ مازن

لم أكن متابعاً تفاصيل اجتماعات ومنتديات ومؤتمرات ::
صراع الحضارات و حوار الحضارات
بل كنت أسمع أخبارها وأشاهد مناظر اجتماعاتها على التلفاز
وهذه الاجتماعات لن تؤدي إلى نتيجة تذكر ،
والمعنى الكامن طيّ اسم الحضارات هو الديانات . .
فصراع الحضارات كان ومازال قائماً عسكرياً بطريقة أو باخرى وبأشكال مختلفة ترى بالعين المجرّدة. منذ نشأة الديانات المختلفة في العالم
و حوار الحضارات سلمياً؛ والذي أريد له أن يبدو ظاهراً لأسباب روحية واجتماعية، فلا يفيد شيئاً في صد حرب الحضارات عسكرياً إن أريد لها أن تقوم .

فإدارة الحرب والسلام ليست في أيدي رجالات الدين بل في أيدي القوى العسكرية
وتبقى النظرية الثالثة ( تعارف الحضارات ) هي الأمثل قرآنياً وعملياً إعمالاً بالآية الكريمة 13 من سورة الحجرات 49والقائلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ياأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا .... )
صدق الله العظيم



*************

تحيتي و تقديري



يتواصل الحوار من جديد ...

نشكر الأستاذ مازن شما على هذا السؤال الممتاز و الطرح العميق ...

للثلاثية المطروحة حول الحضارات ( الصراع ... الحوار ... التعارف ... ).

********************

نشكر الأستاذ عبد المنعم محمد خير إسبير

على وجهة نظره أثناء تناوله للسؤال المتعلق بالثلاثية المذكورة

حول الحضارات ( الصراع ... الحوار ... التعارف ... )
.


************

وتبقى المناقشة مفتوحة ولمن أراد الإثراء في الموضوع فليتفضل مشكورا


تحيتي و تقديري

ياسين عرعار 02 / 12 / 2009 57 : 12 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم محمد خير إسبير (المشاركة 51770)
سألني الأخ المبدع يسين عرعار السؤال التالي :
(هل الأدب الإسلامي لابدّ عليه أن يعيش في دائرة المتخلّق أم عليه أن يقترن بحرية الفكر ؟ لماذا ؟ )
أجيب عن سؤال أخي يسين
الأدب كما عرَّفهُ علماؤه ؛ هو ما يُنتج العقل الإنسانيّ من ضروب المعرفة، ويُطلق الأدب بوجه عام على جملة المعارف الإنسانيّة ، كما يُطلق بوجه خاص على الكلام الّذي يعبّرعن الأفكار والمشاعر والتجارب الإنسانيّة في قالب فنّيّ يُعجب ويؤثّر

كما عُرِّف الأديب بأنّه" الآخذ بمحاسن الأخلاق والحاذق بالأدب وفنونه" وفي ضوءِ ذلك التعريف ،يمكننا القول إنّ محاسن الأخلاق هي مُنتمَى الأعمال الإنسانيّة الأدبيّة الإبداعية بمختلف أشكالها وأنماطها ووجوهها ، لأنّ الأخلاق الحميدة ومكارمها، هي الفطرة السلوكيّة الإنسانيّة في الخَلْق ، التي تميز مابين الإنسان ( الّذي خُلِقَ في أحس، تقويم) وبين المخلوقات الدّونيّة الأخري .
كما وأنّ حُسْنَ الخلُق ، هو معنىً من معاني الأدب المنجذّرة والمتأصّلة في ثقافتنا الإسلاميّة والعربيّة ، وحينما نقول إنّ الأدب هو جملة المعارف الإنسانيّة، وأنّه يعبّر عن الأفكار والمشاعر والتجارب الإنسانيّة ، فإنّنا نقف أمام معطيات عملٍ إنسانيّ جماليّ ، يُنشئ التزاماً أخلاقيّاً طوعيّاً في العمل الإبداعي بصورة تلقائية من غير إلزامٍ من أحد .
فالإنسان (بطبيعةِ خَلْقه) سويٌّ قويم ،وملتزمٌ " سلوكيّاً" بالأدبيّات الإنسانيّة الأخلاقيّة مع نفسه أوّلا ، ثمّ مع عائلته ؛وهي الخليّة الإجتماعية الأولى ، ومع مجتمعه أيضاً، وإلاّ لما كرّمه الله فأمر ملائكته بالسجود للإنسان( أي السجود لرمزٍ خَلْقيٍّ إبداعيٍّ خلْقه الله سويّا وقويماً).

والسلوكيات الإنسانية ، هي صبغة الهيّة فطرها الله في الإنسان . وتلك السلوكيّات ، هي كلُّ لايتجزأ فيه . ولهذا فإنّ ( الأدب) ليس مقصوراً على نتاج الفكر الإنساني فحسب، بل على التزام سلوك الإنسان به في عمله و تعامله الإجتماعي أيضاً .
فلفظ ( الأدب) أُطلق بداية ومازال يُطلق ، على السلوكيات ؛ فهناك أدب الحديث ، وأدب الإصغاء، وأدب المجالس ،وأدب الخطاب والمخاطبة ، وأدب الحوار وأدب الطريق ، وحتّى على أدب المائدة عند الطعام ، الخ .. أمّا لماذا أُطلِقَ لفظ ( الأدب) على الأعمال الفكريّة للإنسان، فبرأيي أنّ تلك الأعمال هي وليدة حُسْنِ إعمال وأعمال فِكْرٍ التزم فيها بحُسْنِ الخُلُق لابنقيضه ، و( الأدب وحسْنُ الحُلُق ) توأمان لاينفصلان ومتلازمان في عموم سلوكيّات الإنسان ، مادّية كانت أو معنويّة ، ظاهريّةً كانت أو خفيّة .
أمّا إذا رأى( أديبٌ ما!)أنّ العمل الأدبي حرٌّ لاتحكمه القواعد الأخلاقيّة، وأنّ عليه أن يتحرّر منها إنْ كان ملتزماً بها، فذلك رأيٌ شخصيٌّ متمرّد غير ملزم لغيره ، يستمده ذلك الأديب من منتماه الفكري ،أو من رؤيته الخاصّة التي لا تستند إلى مرجعيّة ما .
والرأي الشخصي لايعني لثوابت الإبداع الأدبي بشئ ، فجلٌّ الفنون والآداب الإبداعيّة نراها تُقدّم من أصحابها بأشكالٍ وأنماطٍ مختلفة ،حسب اختلاف فِكَرِ وقيم المبدع نفسه ، وشرعته ورؤيته في الحياة .

ـ أما " الشّعر " كما عرّفه بعض المعاجم ، ومنها ماقيل: " هو الكلام الّذي يقوم في بنائه على الموسيقا والوزن، ويتّسمُ في صياغته بالتصوير الجميل والخيال المبدع ، ويعتمد في تأثيره على إيصال أكبر قدرٍ من الّلذة الجمالية والمتعة العقليّة". (عن قاموس الصّحاح عن مجمع اللغة العربيّة في القاهرة).
وأتابع فأقول: -
إنّ المتعة شعور طلْقٌ غير مقيّد بحالة واحدة ، وهي وليدة الإحساس باللّذة في نفسٍ تآلفت وتماهت بعملٍ إبداعيٍّ ما ، سواءٌ كان مرئيّاً أو مسموعاً أو مخطوطاً .
والعمل الإبداعيّ الّذي يُمتعُ شخصاً ما، قد لايُمتع بالضرورة شخصاً آخر ، إلاّ إذا كان العمل الإبداعي (بمختلف أنواعه) يتوافق مع نمط حسّية الطرفين .
والمضمون الأخلاقيّ لأي عمل إبداعيّ،لايحتمل بالضّرورة حتميّة إمتاع كلّ النّاس، ولكنه يُمتع بعضَ الناس مثلما يُمتع العملُ المجرّد من المضمون الأخلاقي البعضَ الآخر، تلك هي مسألة ترتكز على خصوصيّة المستمتع من جهة، وعلى نمطيّة العمل الإبداعي نفسه من جهةٍ أخرى. والنفس (غير المحصّنة) بتقوى الله وحُسْنِ الخُلُق ،تألف وتتآلف مع من يثير غرائزها، ويحشو مخيلتها بمفردات الجنس من أجل إمتاعها، وكثيرٌ من الناس من يسعى إلى هذا الإتجاه ويستهويه مع الأسف، فيما لغتنا العربيّة غنيّة بالمفردات والمعاني التي يسهل على الشاعر استحضارها ، لتمدّ أعماله شكلاً خلاّباً ومضموناً أخّاذا يأخذ بمجامع القلوب، ويستجلب المتعة الإيجابيّة للمتلقّي، حتّى وإن كان من عشّاقِ الأعمال الهابطة. المثيرة للغرائز.
وهناك شواهد كثيرة في ساحات الشعر القديم والحديث على ذلك، وأذكر لك على سبيل المثال بيتينِ في الغزل لعنترة العبسي:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل *** مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها *** لمَعَت كبارق ثغرك المتبسّـــــــمِ!
وأضيف جديدا ورد على خاطري بعض من قصيدة لأحد الشعراء القدامي:
أغار عليها من أبيها وأمّهـــــــا **** إذا حدّثاها بالكلام المغمغـــم
أغار عليها أن ترى الشمسُ وجهها *** بأحسن موصوفين قدٍّ ومِعصم
لو لم يمس الأرضَ فاضلُ شعرها **** ما جاز عندي في التراب تيمّمي


فهل يوجد أعفّ غزلاً وأسمَى متعة من ذينك البيتين اللذين تحلّيا بمحاسن الأخلاق في شعر الحبّ والغزل؟ وهل عجزا عن الإمتاع الذي لا يأتي بمثله شعر جنسيٌّ هابط ؟
ــ إنّ التقيّد بالأخلاق في العمل الإبداعي عموماً، لاينتقص من جمالية النص الأدبي شعراً كان أم قصة، فمحاسن الأخلاق نفسها كما أسلفْت، هي سلوك جماليّ إنسانيّ، وحينما يتحلّى النص الأدبي بِسِمة أخلاقيّة، فإن النصّ يتفوّق جمالاً على جمال.
فمركزية الجمال تكمن في حسن الخلق وهي كنبع ماء، يعطي للآخرين ما عنده، ولا يأخذ منهم شيئاً، لأنه فتحة عطاء متدفّق، تدفق بما في داخلها لخير النّاس ، وتصدُّ من يدخل إليها ماهو شرّ للناس.
والجماليّة الأخلاقيّة هي سمةٌ من سمات وصفات الله ، منحها للإنسان لخيره وخير عمله، فإذا ما صاغ الإنسان عمله بمسحة جمال إنسانيّة وأضاف عليه مسحة من صفات الله، فإن تلك الأخلاقيّة تؤثر في جمالية النص ايجاباً فتزيده
جمالاً لايدركه إلاً من آمن واتّقَى.
ــ فالشعراء قادرون على تطويع أعمالهم في المديح والهجاء والغزل لتتحلّى بمبادئ الأخلاق، وقد سبق أن ذكرت أنّ اللغة العربية ثرّةٌ بالمعاني والمفردات التي تلائم كل نوع من أنواع الأدب عموماً، ولذلك فمسئولية التقصير تُلقى
عليهم. وقراءة بسيطة في دواوين الشعراء، تجد أن كثيراً من الأعمال الإبداعيّة أزهَرَ في روابي جمالية الأخلاق.
ــ و الأدب عموماً، يقوم على قاعدتين اثنتين هما :-
(1)-عموميّة شكليّة
(2)-خصوصيّة موضوعيّة.


فالقاعدة الأولى هي ثوابت عامّة، تحكم العمل الأدبي ليكتسب مسمّى الأدب، وبدون توافر تلك الثوابت فيه، لايكون العمل أدباً ولا يسمّى باسم الأدب،... أمّا القاعدة الثانية، فهي المنهج والخصوصية الّلذان يخضع لهما العمل الأدبي وفق انتماءات الأديب الفكرية والعقديّة وغير ذلك، ليستقل بخصوصيةٍ تفرقه عن الأداب الأخرى. ومن هذا الفهم خرجت رابطة الأدب الإسلامي العالمية بأدب يتّسم بسمات الإسلام، عرّفتْهُ بأنه:

( التعبير الفنيّ الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التّصوّر الإسلامي ).
وكان البعض، من قبلُ ومن بعد، قد نحى بأدبه مناحيَ منهجيّة أخرى ، كلٌّ بحسب انتماءاته، وسمّى أدبه باسم تلك الإنتماءات، كالأدب المسيحي والأدب الصهيوني والأدب العبثي وأدب اللا معقول، وغير ذلك كثير.
فنشأ من ذلك أدبٌ إسلاميّ وأدبٌ غير إسلامي، مع أنّ أدباً ما يكون إسلاميّا وإنْ لم يقترن بمسمّى الإسلام، إذا توافقت خصوصية موضوعيته مع خصوصيةِ الإسلام.
و من الجدير ذكره أنّ الأدب الإسلاميّ لايناقض الأدب العربيّ ولا يفترق عنه، فكلمة (العربي) التي اقترنت به كانت نسبة إلى اللغة، لا للتمايز.
ـــإن الأدب الإسلامي يغترف من مورِدهِ الإسلامي الغزير بالفِكَرِ، كما يغترف من المعارف الأُخرى المتوافقة، فقد قيل(الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدَها التقَطها)، والأدب الإسلامي ليس متعصِّبا لنفسه، ولا منغلِقاً على ذاتهِ، ولاينكِرُ أو يستنكر فِكَراً إنسانيةً في أدب ما، وإنْ لم يحمل سمة الإسلام.، فهو منفتحٌ على الأداب الأخرى، يأخذ منها مايتوافق مع منهجه ونظرته الإسلامية إلى الكون والحياة، ويعطي لها، من دون أن يفترق عنها،إلاّ إذا كان الأدب الآخر يقف على طرف نقيض ،وكان قائماً على خلفيّة ثقافيّة مستنكَرَة، أو على فوضويّةِ فِكْرٍ وتفكير، أو على ثقافة غربيّة علمانيّة، أو على مزاجيّة منفلتةٍ من كل قيد.
ــ وموقع الأدب الإسلامي يمشي حثيثاً ليؤكّد وجوده في غمار( آداب ) أخرى تثير الغرائز وتسيطر على نسبة كبيرة من الشّبيبة التي أُخِذتْ بمشاهد الجنس في مختلف الوسائل. إنها معركة قائمة، والبقاء للأصلح.
-للأسف الشديد فهذا هو واقع الحال. فالّروحانيات لم يعد لها قبول في هذا العصر (عصرَ الإنحطاط) فقد أصبح عصرنا هذا تحت وطأة المادّيات الطاغية عليه..
إنّ محاسن الأخلاق هي رَوْحُ روح، والرّوح لاتفنى في رَوْحِ محاسن الأخلاق، حتّى وإن رَحَلَتْ ظاهراً من الحياة، أمّا مساوئ الأخلاق، فهي ميتةٌ مميتةٌ وإنْ بقيت على شكل من أشكال الحياة.

**************
انتهى
ملاحظة /
الجواب مقتبس من حوار أُجراه معي حسن الأشرف منذ زمن

(جرت عليه تحديثات وتعديلات بسيطة مستجدة ).

نشكر الأديب
عبد المنعم محمد خير إسبير

على هذه الإجابة الوافية ...

وننتظر منه الإجابة على أسئلة المشاركة رقم 28 المتعلقة

بموضوع ( قصة الفتى الذي رمى بالكتب ).

********
تحيتي


عبد المنعم محمد خير إسبير 02 / 12 / 2009 12 : 02 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
الأخ يسن المبدع في إدارة الحرف والكلمة ضمن الشرفة الحوارية الجميلة
لاحظت أن كلمة( لم ) سقطت من سياق بيت الشعر التالي بشكله التام ليصبح:
ولو لم يمسَ الأرض فاضلُ شعرها **** لما جاز عندي في التراب تيممي
وقد تذكرتُ بيتاً ثالثا أرجو أن تضعه كبيت ثانٍ بين البيتين لديك ليصبح المجموع ثلاثة :
أغار عليها أن ترى الشمسُ وجهها *** بأحسن موصوفين قدٍّ ومِعصم
على أمل أن أتذكر القصيدة كاملة لجمالها وعفتها من أجل نشرها
ــــــــــــــــــــــــــــــ

عبد المنعم محمد خير إسبير 02 / 12 / 2009 33 : 02 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
عزيزي المبدع يسين
بخصوص قصيدة الإخوانيات رقم مشاركة 13، أرجو أن تذيلوا القصيدة الملاحظة التالية :
القصيدة كلها باستثناء (الإستهلال) برئ منها شيخي الفاضل معنى ومبنى ، وهي من بنات أفكاري وتصوراتي . أقول ذلك كي أجبّ المغيبة عن شيخي الفاضل ممن يكرهون بسمة المراح التي يزرعها رجال العلم في مجالسهم الخاصة.
عبد المنعم

ياسين عرعار 02 / 12 / 2009 55 : 02 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم محمد خير إسبير (المشاركة 51986)
الأخ يسن المبدع في إدارة الحرف والكلمة ضمن الشرفة الحوارية الجميلة
لاحظت أن كلمة( لم ) سقطت من سياق بيت الشعر التالي بشكله التام ليصبح:
ولو لم يمسَ الأرض فاضلُ شعرها **** لما جاز عندي في التراب تيممي
وقد تذكرتُ بيتاً ثالثا أرجو أن تضعه كبيت ثانٍ بين البيتين لديك ليصبح المجموع ثلاثة :
أغار عليها أن ترى الشمسُ وجهها *** بأحسن موصوفين قدٍّ ومِعصم
على أمل أن أتذكر القصيدة كاملة لجمالها وعفتها من أجل نشرها
ــــــــــــــــــــــــــــــ

أستاذي الكريم

لقدد قمت بالتعديل ....

ولقد ذكرتك والرماح نواهل *** مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها *** لمَعَت كبارق ثغرك المتبسّـــــــمِ!

وأضيف جديدا ورد على خاطري بعض من قصيدة لأحد الشعراء القدامي:

أغار عليها من أبيها وأمّهـــــــا **** إذا حدّثاها بالكلام المغمغـــم
أغار عليها أن ترى الشمسُ وجهها *** بأحسن موصوفين قدٍّ ومِعصم
لو لم يمس الأرضَ فاضلُ شعرها **** ما جاز عندي في التراب تيمّمي

**************

تحيتي

ياسين عرعار 02 / 12 / 2009 09 : 03 AM

رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم محمد خير إسبير (المشاركة 51991)
عزيزي المبدع يسين
بخصوص قصيدة الإخوانيات رقم مشاركة 13، أرجو أن تذيلوا القصيدة الملاحظة التالية :
القصيدة كلها باستثناء (الإستهلال) برئ منها شيخي الفاضل معنى ومبنى ، وهي من بنات أفكاري وتصوراتي . أقول ذلك كي أجبّ المغيبة عن شيخي الفاضل ممن يكرهون بسمة المراح التي يزرعها رجال العلم في مجالسهم الخاصة.

عبد المنعم

أستاذي الفاضل
عبد المنعم محمد خير إسبير

لقد أدرجت الملاحظة التي أشرت أنت إليها و وضعتها في المشاركة رقم 13

**************

تحيتي


الساعة الآن 08 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية