منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مجلس التعارف +أمثال وطرائف (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=111)
-   -   دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14456)

نصيرة تختوخ 07 / 03 / 2010 40 : 08 PM

دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:4px double sandybrown;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://www.nooreladab.com/vb/attachm...1&d=1267979905
'دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم 'هو عنوان هذا الملف الجديد الذي نريده أرشيفا مميزا لنور الأدب نضع فيه من الكلام ما تميز عن غيره بالبلاغة أو حسن الوصف أو الجمال أو الحكمة..مع اسم القائل / الكاتب.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 07 / 03 / 2010 47 : 08 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]تحدث الشاعرأيمن الركراكي المغربي عن اللباس التقليدي المغربي فقال:[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:95%;border:4px double red;"][cell="filter:;"][align=center]'اللباس المغربي جلباب صوفي في الغالب يلبسه كل الرجال لا تكاد تنظر من خلاله عن تفاصيل واضحة تبين لك الغني من الفقير الكبير من الصغير
لكن في داخله يكمن الفرق فتجد الالبسة التي تدل على الغنى او الفقر والمنزلة الاجتماعية في داخله [الجبادور القفطان المنصورية ...]
والجلباب المغربي من الروعة بما كان بحيث انه ساخن في ايام الشتاء بارد في ايام الصيف يسمح بالحركة ويشعر صاحبه بالحرية داخله
معتمد على السهل البسيط بحيث يمكن اللابس من الشعور بالابهة رغم بساطته ويشمل قبه والقب تشبيه بالقبة التي توضع للولي في كل بلاد المغرب ولهم احتفال باوليائهم بحيث ان علموا باحد موتاهم شيئا من الولاية او ظهرت عليه في حياته او مماته مظاهر الطهر او العلم او الشهادة... الا وبنوا له قبة لكي يتمثله الاحياء ويسيروا على نهجه وانما تعرف القرى في المغرب باسماء رجالها من الاولياء والشرفاء
وكذلك القب اي غطاء الراس وهو يختلف باختلاف لابسه فلاحا كان او عالما اماما او مؤذنا .... ولهم في حياكته شؤون الا اني لا انس ان ادكر بان هدا القب يمتلئ بالثمر والتين الجاف ليطعم الفقراء والاطفال الصغار وهو بذلك قطعة محبوبة من لابسه لانه يقيه الشتاء بالقر والشمس بالقر ومصدر فرح لكثير من الاطفال الذين يحاصرون الفقهاء والمشاييخ والاعمام والاخوال طمعا في ثمرهم وتينهم .
وبعد الجلباب اريد ان احدثك عن البلغة والبلغة نعل مغربية اصيلة مثلثة الشكل يختار الجلد الذي يصلح لها من بين اجزاء الجلد المدبوغة بدقة عالية والبلغة لها اسرار منها ما هو عسكري ومنها ماهو رياضي ومنها ما هو جمالي ومنها ماهو علمي ...
ولا اقل من الحديث عن اسمها فالبلغة من البلاغة والبلاغة بعضهم يراها غاية الكاتب والمغاربة يرونها وسيلة للوصول فهي تبلغ الماشي الى هدفه في المجلس وليست الاصل في اللباس بحث انه وكما ان البلاغة والمحسنات البديعية هي مجرد وسيلة للحديث فان البلغة تخلع عند الدخول الى المسجد والمجالس
ومرتديها للمشي يحسن به الا يسرع ولا يبطئ وانما يمشي مشية وسطية لانه ان اسرع خرجت من رجله فابطا وتاخر وان ابطء خرجت رجله منها
ثم اريد الحديث عن الطربوش المغربي وهو تحفة من تحف الشخصية المغربية والاصل انه تركي استقدمه السعديون في سفاراتهم الى الاستانة لكنهم اصبغوا عليه طابعا مغربيا فاسيا فاسيا يتمثل في لونه الاحمر القاني المعروف ليعاد تصديره من المغرب الى الاستانة وليحمل اسم فاس نعم مدينة فاس فهو يسمى بفاس هنا لا لكونه فاسيا ولكن لانه دبغ باللون الفاسي في دباغة الجلود وهو لون اختصت به فاس من دون كل العالم فسمي ذلك الطربوش التركي بالطربوش المغربي بالمشرق العربي مصر والشام وتسمى بالاستانة بفاس اي الطربوش المغربي لانهم يسمون المغرب فاس ولذلك حكاية اطول من الليل '.[/align]
[/cell][/table1][/align]

ناهد شما 07 / 03 / 2010 52 : 08 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[gdwl]
[frame="1 98"]
شكراً فراشة المنتدى لهذا الملف الرائع
سأفتحه بدرر

الأديب طلعت سقيرق

أنا بسيط كالماء
صعب كا لمستحيل
طموحي لا يحد
وبساطتي لا تحد
أكتب في كل حين

لي عودة بإذن الله
دمت بخير
[/frame]
[/gdwl]

ناهد شما 07 / 03 / 2010 09 : 09 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[frame="14 98"]
جبرا إبراهيم جبرا

كيف تجد توازنك الذهني أو النفسي أو الجسدي أو الإجتماعي – سمّه ما شئت –
دون أن تشعر بأنك تقف من الإنسانيّة على طرف بعيد؟
إداورد ينج
غدا هو اليوم الذي سيعمل فيه المتكاسلون وينصلح فيه حال الحمقى.
رينيه ديكارت
الحواس تخدع من آن لآخر، ومن الحكمة ألا تثق تماما فيما خدعك ولو مرة واحدة.
وليم شكسبير
إن المرء الذي يموت قبل عشرين عاماً من أجله إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين.
ليو تولستوي
لا علاقة للنجاح بما تكسبه في الحياة أو تنجزه لنفسك، فالنجاح هو ما تفعله للآخرين.
ونستون تشرشل
لا تسخر من حماقات غيرك، فذلك كل ما تملك من الفرص.
أدولف هتلر
اذا حققت النصر فليس مطلوبا منك أن تبرر ذلك , ولكنك ان هزمت فمن الافضل ان لا تكون موجودا لتبرر ذلك
[/frame]

نصيرة تختوخ 07 / 03 / 2010 29 : 09 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
أستاذة ناهد رائع ماأضفته لكن حبذا لونقتصر على مقولات الأعضاء فقط دون المشاهير العالميين فيكون ملفا خاصا بنور الأدب ونتاج أعضاءه.
تحيتي وتقديري

رشيد الميموني 07 / 03 / 2010 17 : 10 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
أنا حين أحب ، فإن قلبي لا يتسع لكل حبي ..
و لهذا فإن مهجتي تتوهج حبا و كياني يتقد حبا ،
ويسري دمي بالحب ..
إن سالت دموعي فإنها تنهمر حبا ..
وإن ارتسمت ابتسامة على شفتي فإنها تنضح حبا و عشقا ..
وإن حلمت ، فإني أحلم الحب ..
وإن حزنت أو فرحت فإن ذلك يكون حبا و عشقا و شوقا ..
منذ الأزل كان الحب أنا وكنت أنا الحب ..
و إلى الأبد سوف أكون أنا الحب و يكون الحب أنا .

نصيرة تختوخ 08 / 03 / 2010 55 : 03 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
دام لك الحب أستاذ رشيد
تحياتي

ايمن المغربي 08 / 03 / 2010 01 : 08 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
استاذة نصيرة علمت بالصدفة ان هذا النص المتواضع قد لقي منك كل هذا الاعجاب والحقيقة اني عندما كنت اكتبه كنت ارسله ارسالا وابحث عن المعلومة والفكرة التي تلائم الحديث ولم اكن اتخير كلماتي او انتقيها ...فعلمت ان البساطة والتلقائية هي اجمل ما نملك ومن هنا فهمت انا ايضا كيف كانت تعجبني عبارات واحاديث كثير من شيوخنا المغاربة واحاديث بعض العامة والسوقة وكنت ارى بعضها افضل من قفى نبك واطرب لها طربا عجيبا
ويحضرني هنا كلام للفيلسوف المغربي الكبير واضع نظرية الشخصانية الوجودية الاسلامية الدكتور محمد عبد العزيز الحبابي في حديث تلفزي قيل له اي لغة تعجبك .؟ فلم يتردد قليلا حتى اجاب . لغة المعلقين الرياضيين لانهم ينقلون احداث كثيرة بعبارات قليلة وفي تلقائية ..........او كما قال رحمه الله

لكن اختي الكريمة لولا اصلحت بعض اخطائي به واصلحت ما يمكن اصلاحه من شكل كتابته ههههههههه
من الاخطاء التي ارتكبتها والواضحة فيه مثلا قولي :لانه يقيه الشتاء بالقر والشمس بالقر:
والمقصود ................. والشمس بالحر

لكن لا عليك فقد كلمت عقلاء وخاطبت ادباء يفهمون ما اعني وشكرا

بالنسبة لهذة الصفحة وموضوعها فقد وافقت بدهائك المعهود وفطنتك الثاقبة لما كنت قد طرحته في اقتراح لي وكنت قد عنونته بـ:[قول على قول]

لان التعليقات في كثير من الادراجات هنا ينبغي ان يعطى لها حقها وتتناول بكلتا اليدين

وخصوصا تلك المداخلات التي يكون الغرض منها الافادة ومشاركة المعلومات واعطاء المجهودات حقها

تحية وللحديث بقية

نصيرة تختوخ 23 / 03 / 2010 00 : 11 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
أستاذ أيمن شكرا لك وصدقني فإن وصفك للزي التقليدي المغربي جاء متميزا للغاية .
دمت مبدعا

نصيرة تختوخ 23 / 03 / 2010 02 : 11 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px double limegreen;"][cell="filter:;"][align=center]كتبت الأديبةهيام ضمرة تصف العرس الفلسطيني :
إن عادات الزواج من أهم تراثيات الدول التي يعتمد عليها في تقدير تطور الشعوب
العرس المغربي من أجمل عادات الأعراس العربية بلا منازع
ورغم الجهود المبذولة في الاحتفال وطول أيامها إلا أنها تشكل عيداً شعبياً رائعاً
وكذلك رغم هول تكاليف العرس وتجهيز العروس وكافة تجهيزات منزل الزوجية
إلا أن ذلك يعتبر مؤشر واضح على استقرار هذه المدينة وارتفاع المستوى المعيشي بها وارتقائها الحضاري
العادات القديمة للأعراس في فلسطين تشابه إلى حد ما العرس المغربي بفارق بسيط في الممارسة
فالعرس الفلسطيني ومثلة تقريباً كل بلاد الشام يبدأ الأحتفال به قبل ثلاث أيام من يوم الفرح، في اليوم الأول تجري مراسم الحناء وتسمى ليلة الحناء وفق طقوس جميلة تزين فيها صينية الحناء بالورود وترقص بها الأمهات والجدات قبل أن تبدأ المرأة الخبيرة عملها بالنقش على أيدي وأرجل العروس والشابات بمصاحبة الأهازيج والزغاريد ويطلق إسم ( الماشطة) على المرأة المعنية بعمل الحناء وتزيين وجه العروس، وتقوم إمرأة أخرى بإلباسها ثوب العرس الأبيض ومن ثم إلباسها سبع أثواب بكل الألوان تختمهم بالثوب الأسود الذي تُلبسه لها باستخدام إضافات من الاكسسوار ليقارب شكلها للون البدوي وتضع على أصابعها الشموع بواسطة كشتبان الخياطة فترقص بها وهي مشتعلة كناية عن رغبتها واستعدادها خدمة الزوج وأهله وتسمى هذه الرقصة بالتجلاية ويطلب من إمرأة وقورة وصالحة وسعيدة في حياتها بإمساكها خاصرتي العروس من الخلف خلال التجلاية تفاؤلا بالسعادة، والمرأة التي تلبس العروس هنا يطلق عليها إسم ( اللبيسة) ويتم تقديم نقوط العروس من المال أو الذهب من قبل الأقارب خلال هذه الفترة.
الليلة الثانية من احتفالات ما قبل العرس تكون من أجل وداع العروس لصديقاتها أما الليلة التي تسبق العرس مباشرة يتم فيها نقل حقيبة ملابس العروس ومطرزاتها التي أعدتها لبيت الزوجية إلى منزل العريس وفق طقوس احتفالية جميلة بأن تلف الحقائب بالقطع المطرزة من إعداد العروس وتزين بالورد الطبيعي فتحملها السيدات الكبيرات وترقصن بها ثم تنقل إلى بيت العريس وينتقل معها كل الضيوف ما عدا العروس لبيت أم العريس وسط الأهازيج والزغاريد إلى حيث يقام الإحتفال.
اليوم الثالث وهو يوم العرس تبدأ المراسم مبكرة يحتفل أصدقاء العريس بحمام العريس في منزل ذويه، وتحتفل صديقات العروس بحمام العروس في بيت ذويها وكل ذلك يجري بمصاحبة الأهازيج التراثية الخاصة بالمناسبة، ثم يقوم أهل العريس بإحضار العروس من بيت ذويها إلى مكان الاحتفال وفي العادة يكون منزل ذوي العريس، وقبل دخولها باب المنزل تأتي أم العريس بقطعة من العجين عليها ورقة شجر خضراء تقدمها للعروس لتلصقها الأخرى بدورها فوق الباب كناية على دخول الخير وزيادة الرزق كما تقوم والدة العريس قبل ذلك بإلقاء حبات الرز والملبس على العريس خلال الزفة ومثل ذلك على العروس قبل إلصاقها ورقة الشجر فوق الباب، فيما يقوم أصدقاء العريس وأقاربه بعمل (زفة العريس) الذي ينقل إما راجلاً أو ممتطياً الحصان وفي كلتا الحالين يحمل أحدهم شمسية فوق رأس العريس مزينة بالورد، فيقوم الرجال بتقديم نقوطهم من أوراق القطع النقدية والليرات الذهبية بتعليها بواسطة الدبابيس على الشمسية، وهي كناية عن تقديم العون للعريس لتغطية جزء مما تكبده من تكاليف احتفال العرس، ومن ثم يدخل العريس بمصاحبة الرجال وسط الأهازيج واستعراضات الدبكة إلى مكان الاحتفال حيث تكون العروس وصلت قبله وجلست على ما يسمى باللوج وهو مكان مرتفع يستقر عليه مقعدين للعروس والعريس تيسيراً لرؤيتهما من قبل المدعوين، ويبدأ احتفال العرس بقيام العريس برفع غلالة التُل الأبيض الرقيقة عن وجه العروس وتقبيلها على جبينها
اليوم التالي للعرس تقدم وليمة العرس.. وفي زمن بعيد كان الأهل والأصدقاء يقدمون العون للعريس وأهله في بناء الغرفة الملحقة ببيت أهل العريس لتكون مسكنه وهذه المهمة تسمى ( العونة)
وتتبدى علاقات التوادد والتراحم والعون جلية في هذه المناسبة حيث تنفتح منازل الجيران والأقارب القريبين لاستقبال ضيوف العرس القادمين من مدن أو قرى بعيدة، بيوت تستقبل النساء وبيوت أخرى تستقبل الرجال، هذه الألفة الجميلة كانت تسبغ المناسبة بأجواء رائعة ليس فقط في تقوية الروابط الأسرية، بل في المظاهرة بحسن علاقة الجيران بعضهم لبعض ومشاركتهم أفراح جيرانهم
عذراً للإطالة ولكني أحس أن مراسم الزواج في البلاد العربية تستحق سردها ليتعرفها الجيل الجديد بعدما دخلت عادات جديدة على أحفال الزواج لغت تماما العادات التراثية القديمة وحلت محلها[/align]
[/cell][/table1][/align]

بوران شما 24 / 03 / 2010 00 : 12 AM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
الأخت العزيزة نصيرة ..
رائع جداً هذا الملف , هنالك الكثير من درر الكلام لأعضاء
نور الأدب , وقرأت الكثير من هذه الدرر , ويسعدني هنا
أن أسجل هذه الدرة التي كتبتها الأستاذة هدى الخطيب :

أحب وفي قلبي فيض يتسع لمحبة هذا الكون بأسره
أحب وفي داخلي ينابيع من الحب لا تنضب
أحب وفي نبرة صوتي للحب دفء وصدى
أحب وفي مقلتيّ شعاع من الحب ينعكس صداه في النفوس الصافية
أحب وأستطيع أن أوزع حبي على كل العالمين ويبقى منه فيض يروي كل صحاري العالم ويحيلها إلى بساتين وجنان
أحب وكل كراهية وحقد النفوس الخبيبثة الآثمة لا تستطيع أن تكسر شعاعاً واحداً من الحب الذي يملأ روحي
أحب ولا يستطيع حسد الأرواح المظلمة وغيرتها الذميمة أن يشكلا في داخلي بقعة ظلام واحدة من التي تملأ نفوسهم المريضة
طفلة أنا في حبي والخير الذي يملأ نفسي وكل الأفاعي والعقارب لن تستطيع أن تغتال طفولتي ونقاء روحي
أنا الحب عمري والصفاء ذاتي والنقاء روحي

نصيرة تختوخ 24 / 03 / 2010 48 : 08 AM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
جميلة إضافتك أخت بوران
حفظك الله أنت و الأخت هدى
تحياتي

ايمن المغربي 25 / 03 / 2010 19 : 08 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 

من بديع ما قرات هنا بمنتديات نور الادب حديث للاخ الشاعر بغداد سايح وارجو ان يؤكد نسبة هذا المقال له
[frame="1 98"]

السلام عليكم ورحمة الله
مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد

وفي وسط القفص يوجد سلم وفي أعلى السلم يوجد الموز

في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز،
يقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يسبب لهم في رش الماء البارد عليهم.
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب،
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قردا جديدا
فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ولكن فورا الأربعة الباقون يضربونه ويجبرونه على النزول،
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب.
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك
زملائه بالضرب وهو لا يدري لماذا يضرب
وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا
ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم دون أن يعرفوا ما السبب

لو فرضنا: ..
وسألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب: لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا له ضاربين
.............فكر من جديد


</i>
</i>
[/frame]
</b>


نصيرة تختوخ 25 / 03 / 2010 22 : 10 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قصة القرود لاأظنها من ابتكار الأخ بغداد لكنه نقلها إلينا على ماأظن.
تحياتي لك أستاذ أيمن [/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 14 / 05 / 2010 52 : 10 PM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[align=center][table1="width:95%;background-color:skyblue;border:4px inset darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]قال الأديب طلعت سقيرق عن شعب مصر:
عرفتُ الكثير من الأصدقاء ومازلت من مصر الحبيبة.. قد تجد في مكان ما من يحصل على شهادة الابتدائية فيضع رجلا على رجل ولا يصدق نفسه تيها وكبرا .. بينما تجد من الأحبة في مصر من يملك خمس شهادات دكتوراه ولا يقول لك إنه حاصل عليها .. بينما يكون من يحادثه لا يملك شيئا من علم أو غير علم .. كل هذا لا يلغي ولا يغير أن الكبار يبقون كبارا ، والصغار يبقون صغارا .. هي حضارة مصر ، وعظمة مصر ، وحبّ أهل مصر الذي لا يشبهه أي حب .. أعرف ذلك ، وأعرف تواضع العظماء .. ولن تغير أو أغير شيئا من حضارة عمرها آلاف السنين .. والأستاذ عبد الحافظ ، يتحدث مع الصغير والكبير بالكثير من التقدير والاحترام .. وكلنا نعرف قيمته وقيمة علمه وإبداعه وعطائه ..
مرة أخي رأفت كنت أتحدث وعملاقة الفن الراحلة أمينة رزق والفنانة ماجدة الخطيب مع أخيها المخرج أحمد الخطيب ، وكنتُ في بداية عهدي بالعمل الصحفي ، دهشتُ ومن كان معي من الصحفيين، من معاملة الفنانين المصريين لنا . كان وقتها أيضا الفنان الكبير فريد شوقي وسواه .. كانوا لا يخاطبون الواحد منا إلا ومفردة " يا فندم " ملازمة لأي جملة .. وبعد زمن سألتُ الصديقة الشاعرة المصرية المبدعة فابيولا بدوي فقالت : هكذا هو شعبنا في مصر يتواضع ويحب الجميع ، لكن احذر من غضب وثورة المصريّ إن مسست كرامته"... والشاعرة فابيولا أقامت طويلا في بلاد الغربة وآخرها فرنسا ، وبقيت مصرية العطاء في تعاملها .. لنقرأ يا صديقي النيل جيدا ، فهو يشبه الشعب المصري ، أو الشعب المصري يشبهه .. [/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 04 / 12 / 2010 02 : 10 AM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
[align=center][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:4px inset green;"][cell="filter:;"][align=center]بصمة وراية" دينا الطويل"

أحببت في البداية طرح بعض من المغايرات الحضارية بين العرب وبالأخص أروبا وبين حضارة العرب في العصر العباسي عندما زار أحد الرحالة العرب بلاد اروبا انذاك.
 
يستحضرني في هذا السياق كتاب الرحالة العربي ابن فضلان في عهد المقتدر بالله عندما قام بزيارة الدول الإسكندنافية وأروبا سنة 921 ميلادي قبل ألف وتسعين عاما واصفا أروبا بالحياة البدائية والسلوك الهمجي العدائي..الفايكنج.. والإفراط في الشرب.


نبذة مما ورد عن ابن فضلان في وصف أروبا..والذي يعكس مدى الجهل في أروبا انذاك وتقدم العرب عليهم في سائر العلوم الانسانية.

((رغم أن الطعام كان رديئا ، وتخلل الحفل كثير من قذف الطعام والشراب ، ومن الضحك والمرح ، وقد كان شائعا وسط هذا الاحتفال الجامح أن تري أحد الأعيان ****مع إحدي الجواري على ملء النظر من زملائه .. أمام هذا المنظر ، إستدرت وقلت .. استغفر الله . فضحك رجال الشمال كثيرا على إرتباكي ، وقد ترجم لي أحدهم أنهم يعتقدون أن الله ينظر بعين الرضا إلي المسرات المفتوحة
وقال لي :( إنكم يا معشر العرب ، مثل عجائز النساء ، توجفون وترتجفون أمام منظر الحياة..) .

السؤال..ترى كيف تحولت تلك الدول والشعوب الجاهلة الفتاكة التي كانت تقتل وتسفك بدم بارد (الفايكنج) الى أعظم دول في شتى مجالات التقدم والرقي و الدفاع عن حقوق الانسان والمساواة والعدل وو..؟؟؟
إن ما حدث فعليا لتلك الشعوب أنها انتفضت على واقعها وثارت ضد سلوكيات بعض الأفراد والفئات التي تروج لإحلال الخرافة بدلا من الحقيقة العلمية في القرن التاسع عشر..الى أن وصلت الى ما هي عليه الان من نهوض فكري ونهوض ...الخ
نتج عنه إخضاع المشاكل البشرية الى التجربة الذاتية والتي نتج عنها تطور ذاتي واستقلالية تلك الشعوب.

هناك قصة طريفة حصلت معي اثناء فترة رمضان..تقدمت نحوي إحدى المدرسات الأروبيات وقالت لي لاحظت أنك تجلسين على مقعد في باحة المدرسة منذ عدة أسابيع في فترة الاستراحة الجماعية..أي فترة الغذاء..وأكملت قائلة هل هو رمضان..ابتسمت وقلت نعم.
في اليوم الثالث من حديثنا جائت نفس المعلمة وقالت لقد صمت أمس نصف نهار ولكني لم أستطع تحمل العطش..استغربت أنا من موقفها وقلت لها لماذا قمت بالصيام؟؟؟
قالت بالحرف الواحد :أريد أن أستكشف ذاتيا لماذا تصومين وما هو شعورك عندما تصومين..


قلت لها:وهل حصلت على الإجابة..قالت نعم
 
حال العرب في تلك الفتره التي شهدت تطورا حضاريا غير مسبوق أي في العصر العباسي عندما أرسل الحليفة ابن فضلان في رحلة استكشافية الى أروبا
لا يسعني ان أقدم من خلال بحثي ودراستي الا هذا الموجز عن أحد المستشرقين:

قال( ميشيل كريشتون ) ، أحد محققي ومترجمي بعض أجزاء رسالة ابن فضلان إلي اللغة الإنجليزية ،في مقدمته للطبعة الإنجليزية
( .. كانت بغداد ، مدينة السلام في القرن العاشر ، أكثر مدن الكرة الأرضية حضارة ، وقد عاش بين جدرانها الدائرية الشهيرة أكثر من مليون مواطن .. كانت بغداد مركز التأثير التجاري والفكري ، في محيط عام من رغد العيش والأناقة والفخامة ، لقد كانت فيها حدائق معطرة وأشجار وارفة الظلال ، وثروة متراكمة تعود لامبراطورية شاسعة ، لقد كان عرب بغداد مسلمين ، وقفوا أنفسهم بشدة لهذا الدين ، ولكنهم كانوا منفتحين علي شعوب تختلف عنهم في المظهر والمسلك والعقيدة . وفي الواقع ، كان العرب في عالم ذك الزمان أقل الشعوب إقليمية ، وهذا ما جعلهم شهودا أفذاذا للثقافات الأجنبية ).

السؤال..ترى كيف تحولت تلك الدول والشعوب العربية المتقدمة الى دول منقادة لا تملك زمام امورها..؟؟؟
 
ماذا ينقص مجتمع ما ليكتسب الحضور والتقدم والوحده والاستقلال الذاتي وسيادة القرار الفكري والسياسي والمادي والمدني والتكنلوجي؟؟

ما هي الاليه التي ستحدث النقلة النوعية على تلك الصعد السابقة وما هي المعوقات التي تحول دون ذلك؟؟؟؟

هل نحن كشعوب عربية تنقصنا الإمكانيات البشرية والمادية وباقي الإمكانيات المختلفه ؟؟

هل هو عجز القيادات الى الإرتقاء الى المستوى القيادي التحديثي الديمقراطي المطلوب؟؟؟

لماذا يصل عداد الإحصاء الى ما يقارب المنازل الستة عند رصد فئة الأميين في المجتمعات العربيه؟؟؟

لماذا نسمع مؤخراَ أن دول عربية تشتري أسلحة بما يعادل (123 مليار دولار) على الرغم من ان الغرب يستطيع تشفير مفعوليتها في لحظة واحدة وتحويلها الى أدوات صماء..

من هنا وجب علينا تفعيل ما يسمى بالنهضة والتجربة الذاتية والتطوير والتأسيس الذاتي.
انا اعتقد ان 123 مليار مبلغ كافي لإنشاء جمعيات أبحاث العلماء الصغار لتطوير مهارات وأفكار الفئات الشابة وجيل المستقبل والنهوض بفكرة ما وتطويرها وامتلاك قالبها بدلا من استيرادها بملايين الدولارات جاهزة دون التطرق لعناء معرفة من ماذا صنعت..تاركين اليتها بيد الغرب..
وكما نعلم الغرب يطرح في الأسواق الداء لتسويق الدواء كما برامج الحماية التي تعد لها الفيروسات مسبقا لتضمن تسويق المنتج فالغرب لا يبيعون الفكرة قبل أن يكون الترياق والبديل بيدهم .

هنا وجب علينا التفريق ما بين الحداثة والإستحداث
ما بين النهوض بالفكرة واستيراد الفكرة.
ما بين التجديد والإستقلال الذاتي وما بين الأخذ عن الاخر والتبعية.
إذا ما يلزمنا كشعوب عربية النهضة.. والنهضه لغويا تعني القيام والإنتقال عن المكان وعدم التقوقع
أتسائل ماذا يختلف ما طرحه بيكون وديكارت عن مقدمة ابن خلدون في علم الفلسفة.
ماذا قدم غاليلو وكبلر زيادة على الإدريسي وابن النفيس والبيروني ووو
الى أين تصل احداثياتنا نحن كشعوب عربية الان..في المسار الذي خطه العرب السابقون للعالم أجمع.

وفي النهاية..أستحضر قول الشاعر التونسي الذي لا نستغرب اذا علمنا ان وزارة الثقافة التونسية نحتت له تمثالا في الصخر أعتقد في توزر عندما قال
 
و من لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر 
 
 بقلم..دينا الطويل[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 01 / 01 / 2011 51 : 12 AM

رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
 
كتب الأستاذ عدنان كنفاني يعرف بسيرته :
أقتلع ذاتي من قلب الوجع، ويحملني ارتداد الصدى إلى عمق عمر لا ألمس ضفافه، ولا أشمّ رائحته..
هل أغوص في بحيرات الذاكرة.؟ أيّ عمق سأصل.؟ وهل يردّني إلى ذلك المكان الذي ما فارق هذه الرأس الموجوعة.!.
كان ذلك قبل عقود كثيرة.. ياااه كم هو بعيد.. يومها.. ذات صباح حزيراني، على حدّ برجين فلكيين في عام 1940 أعلن القدر مولدي، كنت في ذلك المجيء الرتيب، إطلالة سعادة وضّعت ابتسامات لا تحصى على تفاصيل وجوه أسرتي التي أسعدها قدومي..
مريحة كانت الحياة وتصاريفها وسبلها..
وهكذا بدأت فرحتهم الأولى، وفرحتي غير المحسوسة الأولى أيضاً. السخرية الحقّة أنها عبَرت عندما كنت خارج الوعي، وعندما وصلته، تسربت كل التعابير والمفاهيم من بين أصابعي، حزنت الوجوه وفاضت دموع الخيبة، فأضاعتني بين الخطوة والخطوة.
على شفير أسلاك قذفتني الفجيعة خارج أشيائي الحميمات لأبدأ غير ما كنت، ولا أعي غير ذلك الجديد مرفوعاً على ذكريات هشّة ضبابية أذكرها، ولا أذكرها.! لكنها ما زالت تنسج بإصرار خيوطها في تكويني، وتخطّ معي حروف الكلمات، يوم بدأتْ تنتفض الكلمات على فرائصي..
قلت يومها، يوم بدأت ألمس لزوجة النزيف، أحسّ الوجع في بيت ليس كالبيوت، في مدرسة ليست كالمدارس، تحت يافطة الغرباء أبداً، قلت يومها: ملعونة كلمة لا تمس عمق الجرح، ملعونة كلمة لا تصارع كل المضادات علّها ترقى ذات لحظة إلى فعل الدم الأكثر طهارة ونبلاً وألقاً، وليتها تصل إلى أول عتباته.
يومذاك بدأت أنا الذي أنا، اللاجئ الذي يجب، بل يجب أن لا ترفّ له نبضة إلا وتذكّره بالمكان، الوطن.. الأنا.. الـ نحن..!
ويبقى السؤال
هل حياة الغريب أينما كان في مجاهيل الشتات حياة.؟
وهل موته في مجاهيل الشتات موت.؟
هل يجد اسماً على شاهدة قبر يخصّه ويعنيه.؟
هل يجد شقيقة نعمان تجذّره ذات لحظة فينبت في عيون صغار يولدون في سكون بريء، ربما مثل أي مخلوق يمتص بقاءه تحت جناح أم، في دفء أم..
أيّ مخلوق، أي كائن حيّ يجد، بل لا بد أن يجد المكان، يعود إليه كلما شدّه الحنين.. إلا أنا..!
ويلي من هذه الأنا المصهورة في فجيعة الـ نحن.!
أذكر من وراء ضباب كثيف بيتنا في حيّ المنشيّة في يافا، يبعد أقل من خمسين متر عن شاطئ البحر، نركض إليه كل مساء عراة إلا من لباس السباحة، نقضي بين أمواجه وعلى أطراف صخوره الناتئة ساعات، نعود بعدها إلى حوض الماء الحلو في حمّام بيتنا نغتسل ثم نتناول وجبة العشاء، ونتسابق إلى أسرّتنا، نتظاهر بالنوم نحن الأربعة الذكور، بينما نُمضي وقتاً تحت الأغطية نلعب ونتحدث ونرسم خططاً طموحة ليومنا التالي..
أذكر فيما أذكر علامات كبيرة ما زالت تعرض تفاصيلها أمامي كلما جرفني الخيال إليها.. أذكر مكتب والدي المحامي في سوق اسكندر عوض، ومكتبته التي كنا نقضي فيها الساعات الطوال نستمتع بالتفرّج على صور المجلاّت وقراءة ما نستطيع قراءته من كتب يحرص والدي على اختيارها.. أذكر تلهّفنا جميعاً لليوم الذي تنتهي فيه أعمال البناء في بيتنا الجديد في حيّ النزهة، كان يأخذنا والدي في سيارته الأوبل، نتراكض داخل ردهات البيت الجديد، يرسم كل منا مكانه المختار في غرفتين وصالون، جناحاً مستقلاًّ خصص لنا من بين غرف البيت الخمس، كنت أرى والدي يمسك قبضات الأبواب النحاسية بمحرمته البيضاء، يقول: جمال القبضات النحاسية في شدّة بريقها، يبتعد قليلاً ثم يردف: تبدو كبريق الذهب الخالص..
أذكر روضة بديع سرّي التي حضنت بدايات تفتّحنا للدراسة، وأذكر مدرسة الأرثوذكس التي كنت فيها تلميذاً في الصف الأول..
أذكر بيوت أقاربنا في عكا، نتلهّف لزيارتهم في مناسبات كثيرة، ثلاثة أو أربعة مرّات في السنة، بيت جدّي لأمي خارج السور في حيّ الرشيدية، إلى جانب المستشفى الوطني، وبيت خالتي الذي يقع قبالته تماماً، تفصل بينهما ساحة واسعة رحبة، مكوّمة في ركنها القصيّ تلال من الزفزف (صدف البحر الصغير)، نرسم في وسطها ملاعبنا، ونمضي فيها كل المساءات.
بيت جدّي لوالدي داخل سور عكا، قريباً من جامع الجزّار، وبيوت أعمامي وعمّاتي..
لم أكن قد بلغت بعد الثامنة من عمري، عندما غاصت تلك الذكريات في قاع ذاكرتي الصغيرة، وطفت فوقها طبقات كتيمة تراكمت فوقها طبقات مغلّفة بأصوات القذائف والرصاص من كل صنف ولون أغنت خبراتنا بصنوف الأسلحة التي تلفظها.. طفولة طارت قبل أن تأخذ في تكويني خط ملمحها، أحسّها وأنا أذكرها وأتذكّرها، رسوماً لأحلام باهتة لا يمكنها أن ترقى إلى ملمس الواقع، وكيف ترقى وقد أفقتُ على رجل يحتّل رغماً عني جسدي الطفل، ما زلت أذكر ذلك الحزن المعشّش فيه، نحيل قصير باهت الملامح، حليق الرأس، تؤرقه الدموع الغزيرة التي لا يتوقف انسيابها على وجه أمّه، ووجع آخر يقرض بؤبؤ العين يطل كئيباً في كل حين من عيني أب يعمل دون كلل خارج هيكله البشري لكسب قروش يدفن فوقها قسوةً نبتت فجأة فيه، واحتلّت ما بقي منه.
هكذا بدأتُ مشوار الحياة، قفزت قفزة واسعة فتجاوزت طفولتي، وبرعت في بحثي المبكّر الدؤوب في اقتناص لقمةٍ للعيش أحسن اختيارها من بين ألوف النباتات البريّة، وسروال مثقّب الجيوب، وحذاء مقطّع عاشا رحلات عجيبة مع أخي وأخي وأخي..
وبدأت الحياة تستعيد رتابتها، الصغار يكبرون والطموح يتجاوز البحث عن اللقمة، ومن كان مثلنا ليس له من سبيل غير العلم والتحصيل والعمل اليومي.
درجت في حواري دمشق، وملأتُ رئتيّ روائح بردى والورود الشامية، وريح قاسيون، وعبق الغوطة.. رست كما الأشياء الأخرى في قرار تكويني فاختلطت فيّ الصور الحبيبة، أضاءت دمشق ظلمة روحي، فتماهت مع حبي الأول وعشقي الأول ونبضة قلبي الأولى حتى لم أعدّ أفرّق أيهما يملك مني أول النبضات..
في مدارس دمشق ترعرعت ونهلت المعرفة والعلم، وفي حواريها الأليفة بدأت رحلات حبي الأوَل،
وقادتني أقداري مرّة أخرى إلى قلب وطني.. القدس ورام الله وبينهما مركز التدريب المهني التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وإقامة داخلية على مسيرة عامين، أسسا في تكويني ربما ذلك الهيكل الذي ما زال يرفدني بمسببات الالتزام الصارم، كلّ تلك الفترة انسابت رقيقة بوجعها وسؤالاتها ودهشتها في رواية (بدّو) التي بدأت في كتابتها منذ ذلك الوقت، وتركتها ردحاً، ثم عدت إليها أكملتها ونشرتها في العام 2000 وهي عن جدارة سيرتي الذاتية تحدثت فيها عن تلك الفترة وقفزات إلى ما بعد لم تخرج عن سيرة.
تخرّجت بعدها أحمل أول شهادة تخوّلني دخول دائرة المهنة، ثم سفراً مبكّراً جديداً لنيل التخصص في هندسة الميكانيك من ألمانيا الغربية في حينه، وبعدها في فرنسا مواصلة التخصص في الآلات الثقيلة والزراعية وعودة إلى الوطن.. سورية، أمارس العمل في تخصصي، أقدم ما أقدر عليه من جهد يداً تساهم بإخلاص في البناء.
ولا بد لي أن أمرّ على ذكر أمر أجده يلحّ عليّ، فقد ملكتني موهبة الكتابة منذ نعومة أظفاري، هي نعمة فطرية يمنحها الله لمن يشاء، ونحن نصقلها ونثريها.. كان غسان "شقيقي" دائماً يمثّل لي نقطة المركز الذي تدور حوله حياتي وسؤالاتي واستفهاماتي، أتابعه لحظة بلحظة فيما يكتب ويبدع، أشاركه الكلمة والحرف والريشة والصورة، أتعلّم منه، ولا يحجب عني معرفته التي بدت لي في ذلك الوقت البعيد، المعرفة المطلقة التي لا تجارى ولا تَشِمُها أيّ شبهة، كنّا نكتب معاً "بفارق المقدرة والتمكّن طبعاً"، وكنّا ننشر ما نكتب هنا وهناك قبل أن يحترف مواجهة النضال، إلى أن ُتوّج، بعد رحلة عمره القصيرة ونتاجه الغزير الذي فاق سنوات عمره وكأنه كان في سباق مع الموت، بالشهادة في تموز 1972 يومذاك.. وأنا أسير مع طوفانات من البشر وراء نعشه المحمول على الأعناق، جاءني القرار الحاسم المرعب، قلت: يجب أن أتوّقف عن النشر والانتشار مهما كانت المغريات، ولو أن عليّ أن أكتم من داخلي الصرخات الداعية، أو أقتلها لو استدعى الأمر.
غسان هو أولاً ولا شيء قبله، يجب أن تحتلّ صورته كاملةً إبداعه، نضاله، سيرته، فنّه، ثوابته، فلسطينيته.. دائرة الضوء، لا تشوبها طيوف خطوط مهما كانت، ولا تتسرب على جنبات سيرته وسيرة أسرتنا أسئلة، ثم منطلقاً من حكمة أؤمن بها في أن الله سبحانه يرحم من يرفع المغبّة عن نفسه.. كنت في مقتبل الشباب، وكنت عرضة لإغراءات المناصب والشهرة فكتمتها وآثرت ركناً أواصل منه الكتابة وألقي في الدروج، متنكباً مهمة أخرى ومسؤولية "أدبية" أخرى في الإشراف على تربية أطفال، بلغ عددهم في وقت ما أكثر من خمسة عشر طفلاً أكثرهم لم يبلغوا سنّ الحلم هم بعض اخوتي من أمي، ومن أبي وأولادي وأولاد أخويّ الشهيدان غسان وغازي.. ومضى بي وبهم شوط العمر..
كبر الصغار وتنكّبوا إلى جانب مسؤولياتهم الحياتية مسؤولية مواصلة النضال كلّ بطريقته في سبيل فلسطين التي هي دائماً محور وجودنا كأفراد وأسرة ومجتمع.
حتى بلغ بي العمر ما بلغ، ألحّت عليّ موهبتي التي لم تفارقني، قاربت الستين من العمر، قلت: الآن أطفو على سطح المشهد الثقافي الوطني، هو حقي، وهو إعلام لا يغيب عن فطنة الفاهمين بأن من بلغ مثل سني لن يطمح بعد إلى منصب، ولا إلى التسلّق على سيرة آخر، مدركاً إنني بكتاباتي "متواضعاً" أملك الفكر والأداة، وأحمل إلى جانب الضروريات الأخرى، شيئاً لا يكّف عن الصراخ..
وهكذا بدأت منذ العام 1998 بنشر نتاجاتي الأدبية، بدأتها بتشجيع مثابر من الشاعر الصديق خالد أبو خالد على كتابة ما يشبه السيرة عن غسان، فكان كتابي الأول غسان كنفاني صفحات كانت مطوية، حاولت أن أدوّن فيه ما لا يعرفه الكثيرون عن غسان.. عن مرحلتيّ الطفولة والصبا، المولد والمنبت الأول، ثم اللجوء، ثم أهم المفاصل التي شكّلت غسان وأسرته والذين وقفوا إلى جانبه وخلف موهبته الفريدة.. بعدها توالت أعمالي، ولا أدّعي أنها كانت سيلاً عرماً قياساً بزمن صدورها، بل أقول إنها كانت، أو كان أكثرها مكتوباً منذ زمن، أجريت عليها بعض لمسات وأطلقتها، إضافة إلى ما أكتبه وأنشره في الصحف والمجلات والدوريات المحلية والعربية من موضوعات أدبية وسياسية ونقدية وبحوث..
ربما لا أستطيع أن أحيط تحليلاً في كل ما كتبت، لكنني أستطيع أن أشير إلى بعض الخطوط الرئيسة التي ألزمت نفسي بها:
إذا ما تجاوزنا كتاب معارج الإبداع الذي صدر حديثاً عن الكتابات التي لم تنشر لغسان ما بين العام 1651 والعالم 1961 ، وكتاب السيرة "صفحات كانت مطويّة" الذي لم أنهج فيه الكتابة التقليدية للسيرة، بل جعلته قطعة أدبية إبداعية لا تحمل خصوصية السيرة التقليدية الحادّة، بل تشير أيضاً عبر محاور بذاتها إلى تلك الثوابت التي ألزمت نفسي بانتهاجها وهي موضوعة الالتزام الوطني والقومي، قيمة المكان، وفسحات الزمان، وألق الذاكرة التي هي رصيدنا الأهم، ورثناها ونورّثها.
فلسطين هي الروح في كل ما أكتب حتى في بعض قصصي الاجتماعية والإنسانية والوجدانية أيضاً لا بد أن تتماهى فلسطين مع العام، وتصبّ ذات لحظة، ذات ومضة في بحر التزامي المطلق.
أهديت أكثر نتاجاتي إلى موضوعات اللحظة، وأخذت انتفاضات شعبنا الباسل بريق وجداني فوهبتها ووهبت أبطالها تصريحاً لا لبس فيه وشعاراً لا رياء فيه، في تعبير أقول فيه (مطلوب من أدبنا المقاوم أن يرقى إلى قامة الدم).
هو واحد من شعارات أؤمن بها حتى النخاع ما زالت تنبض على سنّة قلمي وستبقى ما دام خافقي يرّف..
هو أنا بتواضع شديد، أحاول أن أكون على قدّ الأمل، أقدّم نبضي إلى وطني الكبير الكبير، وإلى فلسطين الكبيرة، وإلى أسرتي التي قدمت أول الشهداء في العام 1947 وما زالت ترفد المسيرة وتدفع ضريبة الانتماء والحب كما كلّ الأسر الفلسطينية، لفلسطين، تقدّم على مذبحها الطاهر خيرة شبابها، ونزيف عرقها، ولم يغب ولو للحظة ريح فلسطين ولا فضاء فلسطين ولا ماء فلسطين من بين مهجنا، نتطلع إلى يوم عودة هو حقّنا الذي لا نحيد عنه، وهو صراخنا الذي لن يتوقف رغم نباح المتساقطين، مؤمناً بأن النصر هو الآتي مهما طال بنا الوقت، وأن المسافات التي امتلأت ببحيرات من الدم، لن ترصفها إلا حرابنا، يومها نملأ الدنيا شقائق نعمان، ويومها نبكي أحباءنا، ونعلن سلامنا.


الساعة الآن 32 : 03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية