منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   دراسات أدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=39)
-   -   اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14670)

نبيل عودة 24 / 03 / 2010 22 : 06 PM

اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي -
اضمحلال للمجتمع المدني !!


نبيل عودة

هل يمكن وصف المجتمعات العربية بأنها مجتمعات ثقافية؟
يبدو السؤال من البديهيات ، فمن يجرؤ على انكار الثقافة العربية ؟ و نشوء مثقفين عرب ، وانتاج ثقافي عربي بعضه يترجم للغات الأجنبية ، ويعتبر ضمن الابداعات الثقافية الهامة في عالمنا المعاصر ؟
حقا توجد تفاوتات واضحة وعميقة بين المستويات الثقافية في مجتمعات العالم العربي ، تفاوتات بين المراكز والضواحي ، اذا صح هذا التعبير ، اذا اعتبرنا ان القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد تشكل المراكز ، فسائر العواصم العربية ما تزال تدور في فلك مراكزها .
ما هو المعيار لمدى ثقافية المجتمع؟ لمدى مشاركته في النهضة الثقافية لأفراده ؟ وانا أستعمل الثقافة مجازا للتعبير عن كل ما يمت لابداع الانسان الاجتماعي، من فنون وعلوم وأداب وتقنية واقتصاد ورفاه اجتماعي .
الغرب يستعمل اصطلاحين للدلالة على الثقافة ، اصطلاح الثقافة واصطلاح الحضارة . الثقافة تدل على الابداع الروحي من فن وقصة وشعر ومسرح وسينما وموسيقى ورقص ، والحضارة تدل على الابداع المادي من تطوير صناعي وعلمي وتقنيات رفيعة تعطي لمجتمعها اسباب القوة والرفاهية والأمن في جميع المجالات ، الاجتماعية والغذائية والصحية والعسكرية.
نحن العرب نستعمل الثقافة للدلالة على شكلين من الابداع ، الابداع الروحي ( الابداع الأدبي والفني ) والابداع المادي ( ما ينتجه المجتمع من خيرات مادية – علوم وتكنلوجيا واقتصاد ). ولكن كثيرا ما نفهم الاصطلاح بمفهومه الروحي فقط ، خاصة في ظل غياب دائم للانتاج المادي في العالم العربي أو تدني مستواه والاعتماد على استيراد الضروريات المادية من الغرب..
ان استعمالنا لمفهوم الحضارة ، لوصف حالتنا الاجتماعية فيها الكثير من عدم المطابقة. ببساطة أنا لا أرى حضارة . لا أرى ان مجتمعاتنا العربية أنجزت ولو القليل الذي يضعها على خارطة الابداع العلمي والتقني ( الحضاري ). لا أر ان مجتمعاتنا ساهمت في حركة النهضة والتنوير ، التي غيرت وجه اوروبا ، ومن ثم وجه العالم ، رغم ان فلسفة ابن رشد ( التي تطورت في العصر الذهبي للحكم العربي في الأندلس ) تعتبر فلسفة تنويرية عقلانية تركت أثرها على الفكر التنويري والعقلاني الأوروبي، وان لاننسى ان العرب في وقته ، اعتبروه كافرا ، وما زالت حتى اليوم تيارات الفكر الماضوي والديني المتعصب تعتبر ابن رشد كافرا وزنديقا. فهل من المستهجن ان وجه مجتمعاتنا العربية وما يعرف بدول العالم الثالث ،ظلت متحجرة في مكانها ، عدا بعضها الذي بدا يلحق بحركة النهضة الحضارية والثقافية ، مثل الهند والصين والبرازيل وبعض دول جنوب شرق ؟!
لا أرى ان مجتمعاتنا العربية ، أضافت شيئا للنهضة الاوروبية التي انتشرت في العالم الواسع ، والتي بدأت منذ عصر الرنيسانس في القرن الرابع عشر وحتى القرن السادس عشر ، محدثة نقلة عظيمة لأوروبا من عصر القرون الوسطى وسيطرة عقلية محاكم التفتيش الكنسية ، الى العصر الحديث وبناء الأنظمة الدمقراطية الليبرالية التي حررت الانسان من عقلية العصور الوسطى الغيبية المغلقة . ولم تتوقف مسيرة النهضة الانسانية ، وراء عصر الرينسانس جاء عصر النهضة الاوروبية الأول ، نهضة أخرى متمثلة بالثورة الصناعية ومن ثم الثورة العلمية ، وصولا الى ثورة المعلومات والتكنلوجيات بالغة الدقة ، وما زلنا نواجه كل يوما مزيدا من الاكتشافات العلمية والتقنية والرقي للعقل البشري.
هل سألنا أنفسنا لماذا نحن في قاع الركب الحضاري ؟ لماذا نحن لا نساهم الا في الاستهلاك الحضاري ؟ لماذا نحن لا دور لنا في التصدير العلمي والتقنيات ؟ لماذا نحن لا نؤثر في برمجيات وسياسات عالمنا ؟ لماذا لا يحسب حسابنا من دول تعتمد في الطاقة على مصادر في بلادنا نملكها شكليا على الأقل ؟
هل سألتم أنفسكم لماذا تقبل الرواية الاسرائيلية وترفض الروايات العربية ؟ لماذا يقبل الخطاب السياسي الاسرائيلي ولا يستمع أحد لخطاب العرب السياسي ؟
هل سأل أحدكم نفسه كيف يصل الاسرائيليون للحصول على جوائز نوبل في العلوم والاقتصاد والطب والأدب ولا نجد اسما عربيا نرشحه ، الا اذا كان مغادرا لوطنه ويقوم بابحاثه ويعيش في بيئة غير عربية ؟
اذن هل يمكن وصف مجتمعتنا العربية بالمجتمعات الثقافية لآننا ننتج الأدب ، شعرا وقصة ومسرح ؟
حسنا ، الواقع العربي مخجل ، هناك 350 مليون عربي بينهم 60 % - 70% أميين ، وهذا لا يعني ان الآخرين يقرأون ويكتبون أو يفهمون المقروء. هناك أطفال لم يصلوا للمدارس بعد ، وهناك من يفكون الحرف ولا يدرجون ضمن الأميين . وهناك من لا يقدرون على تعبئة نموذج بسيط ، هم أيضا غير أميين ، وهل من يقرأ 100 كلمة في السنة ، يعتبر متعلما غير أمي؟
ما اريده هنا اثارة التفكير بماهية الثقافة العربية ، وقدرتها على التأثير الاجتماعي على المواطن العربية ، بغض النظرعن اسم الدولة او موقعها الجغرافي ؟
ان تأثير الثقافة العربية الروحية له مساحة ضيقة جدا ، وهذا نابع من غياب حركة نهوض حضاري في المجتمعات العربية. ومن غياب فلسفة عربية . لماذا لم تتطور فلسفة عربية ؟ كيف يمكن تطوير مجتمع وعلوم بدون فلسفة ؟ للفلسفة قيمة تتجاوز الثرثرة التي تفهم فيها الفلسفة حتى في أوساط بعض المثقفين.
الفلسفة هي القدرة على التفكير وفهم العمليات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وما شئتم ، اقرأوا ما يقول فيلسوف الثورة العلمية والحضارية الحديثة، الفرنسي رينيه ديكارت ::"لأن يحيى المرء بدون تفلسف هو حقا كمن يظل مغمضا عينيه لا يحاول أن يفتحهما، والتلذذ برؤية كل ما سيكشفه البصر ، لا يمكن أن يقارن بالرضى الذي ينال من معرفة الأشياء التي تنكشف لنا بالفلسفة".

حسنا ، نثرثر كثيرا حول تاريخنا الحضاري ، عدا الابداع الأدبي في العصر الجاهلي ، ثم في العصر العباسي ، وصولا الى الأندلس ، لا أجد ان العرب أنتجوا حضارة . ان تطور العلوم والموسيقة والفنون والترجمة ، في العصر العباسي الذهبي ، عصر هارون الرشيد وابنيه ، الأمين والمأمون ، كان عصر الانفتاح والحريات والتحرر من الكبت الديني ، واشراك القوميات والديانات الأخرى في النهضة الحضارية للدولة العباسية ، ومن ثم لدولة الأندلس ، اي ان الحضارة لم تكن نتاجا عربيا بقدر ما كانت استمرارا للحضارات التي ظهرت في ارض العراق عبر تاريخه الطويل ، من العصر الوثني ثم العصر المسيحي – الأشوري. والمتتبع للأسماء التي برزت في العلوم والطب والموسيقى ، وحتى في الشعر ، لا يحتاج الى مرشد مثلي ليعرف من أين جاءوا . ونفس الأمر ينسحب على الأندلس ، الحرية الدينية والانفتاح على حضارة الأسبان التي انتجت قبل الغزو الاسلامي ، هو وراء الانجازات الرائعة في كل مجالات العلوم والفنون والبناء والأدب والفلسفة والطب للدولة الأندلسية ، والتي انهارت مع تحولها الى دول طوائف ( 22 – 23 دولة متعادية ) منغلقة دينيا.
اذن المسألة تتعلق بالماهية الاجتماعية ، ومساحة الحرية التي يوفرها النظام لمجتمعه وانسانه.
هل يمكن ان تتطور حضارة مثلا في دولة مثل السعودية ، التي تضاعف دخلها عشرات المرات من ارتفاع أسعار النفط ؟
يمكن ان تظهر أعمال روائية جيدة ، هذا ممكن ويحدث فعلا .. اما ان تنشأ حضارة في جذورها تطوير الابحاث العلمية والتكنلوجيا وتحول الجامعات السعودية الى مراكز علمية وتعليمية مرموقة عالميا ، وتطوير اقتصاد معاصر لا يعتمد على بيع النفط ، الذي سيزول بعد عقود قد تطول وقد تقصر ، وتحول السعودية الى دولة تنتج بعض التكنلوجيات التي تستهلكها ، او نشوء جيل من الباحثين في مختلف مجالات العلوم والتكنلوجيا والتصنيع فهو الأمر المستحيل ، حتى لو وجدت العقول القادرة .
اذن لماذا نستهجن هجرة العقول العربية ؟ لماذا نستهجن وجود أكثر من 500 عقل مصري ، من أبرز الاختصاصات وأهمها في العالم ، في الدول الغربية وليس في مصر أو الدول العربية؟
هل اكتفينا بما نسمه بثرثرتنا :" حضارتنا العربية" ؟ أين هي جذور هذه الحضارة التي لم أجد عليها ولو شاهدا واحدا ، الا اذا اعتبرنا ان تراثنا الشعري والأدبي هو معيار حضارتنا الوحيد ؟
أين الحضارة العربية في مواجهة حضارات العراق القديمة ؟ في مواجهة حضارة مصر القديمة ؟ في مواجهة حضارة سوريا القديمة ؟ في مواجهة حضارة الكنعانيين القديمة ؟ في مواجهة حضارة اليونان القديمة ؟ في مواجهة حضارة الرومان القديمة ؟ في مواجهة حضارة الفرس القديمة ؟
أين الحضارة العربية في مواجهة عصر الرنيسانس في البندقية بين القرن 14 – 16 ؟ في مواجهة الثورة الصناعية الاوروبية ؟ في مواجهة الثورة العلمية والتكنلوجيا وثورة المعلومات التي تعصف بعالمنا وتتجاوز مجتمعاتنا ؟
أين الحضارة العربية من مجاراة الانطلاقة الحضارية العاصفة لدولة الصين الحديثة .. ودولة الهند الحديثة ؟ حتى سنغافورة الفقيرة تتطور وتنطلق نحو آفاق حضارية . وكوريا الجنوبية تتحول الى منتج تكنلوجيات راقية . وتايوان المحاصرة من الصين تتفوق على العالم العربي كله بانتاجها ؟
اسبانيا (المستعمرة العربية السابقة) يتجاوز انتاجها القومي الاجمالي انتاج كل الدول العربية. ايطاليا الصغيرة تصدر أكثر من 1.5 % من التصدير العالمي ، والعرب لا يتجاوز تصديرهم مع كل مليارات نفطهم ال 1.25% من التصدير العالمي.
لا اريد ان اقدم اسرائيل نموذجا حتى لا اتهم من قليلي العقل وفاقدي المنطق بمدح العدو، ولكن أكتفي بالقول ان مستوى حياة الانسان ، بما في ذلك العربي المواطن في اسرائيل ، يتجاوز بعشرات المرات مستوى حياة المواطن في سوريا مثلا ، أو في مصر ، او المواطن العادي حتى في دول النفط . هذا عدا الحقوق المدنية والاجتماعية والتأمينات الصحية وتأمينات العجز والشيخوخة ...
هل هذا نتيجة الحضارة أم التخلف الحضاري؟
وهل يساعد "التاريخ الحضاري المجيد" ، الذي يعيش الغيبيين على وقع أنغامه ، على اطعام الجياع العرب ومحو اميتهم ؟
وهل يساعد "التاريخ الحضاري المجيد " على تطوير اقتصاديات الدول العربية ومستواها التكنلوجي ؟
استمعت قل فترة الى حوار من قناة "الجزيرة " بين مفكرعلماني عربي ( لا أذكر اسمه ) والمفكر الاسلامي المصري محمد عمارة . محمد عمارة ثرثر حول الحضارة العربية وتجاوزها للحضارة الغربية الساقطة .. الخ . المفكر العلماني سأله : قل لي كيف وصلت من القاهرة الى قطر لتشارك في برنامج " الجزيرة " ؟ هل وصلت بواسطة الحضارة العربية أم بواسطة الحضارة الغربية ؟ واوضح ، حضارتنا العربية لم تتجاوز الجمل والحمار .. لو جئت على ظهر حمار لما وصلت خلال شهر ، بل جئت بطائرة من انتاج الحضارة الغربية ، لذلك وصلت خلال ساعتين .
نعود للسؤال الأول : هل يمكن وصف مجتمعاتنا العربية بانها مجتمعات ثقافية ؟
وما هي شروط نشوء مجتمع ثقافي أو مجتمع حضاري ؟
من الواضح ، من التجربة التاريخية للشعوب المختلفة ، و تجربتنا المريرة في السنوات الأخيرة ، داخل المجتمع العربي في اسرئيل ، ان غياب المجتمع المدني ، والعودة لسيادة العقلية العائلية - القبلية ، والطائفية ، او الدينية السلفية المغلقة ، هو في صميم غياب الحضارة وغياب الثقافة بمفهومها الاجتماعي وليس الفردي.
نحن أيضا لم نصل بعد لنكون شركاء كاملين في النهضة الحضارية داخل اسرائيل ، بعضها عوائق سلطوية وبعضها عوائق ذاتية أيضا ، ولكن الحقيقة المجردة ان بعض العقول العربية في اسرائيل تساهم في الكثير من مجالات تطوير الابحاث العلمية والاجتماعية والتقنية ، وبابحاث لها قيمة عالمية نادرة . وهناك أسماء تعتبر رائدة في الابحاث ، وتقدم لها من المؤسسات العلمية ، كل الامكانيات المادية ، وبمقاييس ضخمة جدا .
ولكن ما يقلقني ليس هذا الجانب الذي نتقدم فيه ببعض الصعوبات ، انما قضية واقعنا الاجتماعي كما يرتسم في السنوات الأخيرة.
مجتمعنا العربي الفلسطيني داخل اسرائيل لم يكن في تاريخه القصيرالممتد منذ ستة عقود ، مفسخا مجزءا متعاديا مثل ما هو عليه اليوم .
ان التجزئة في مجتمعنا ليست سياسية فقط ، التجزئة السياسية لا تخيفني ، بل من المفروض ان تطلق الحوار الفكري والاجتماعي وتحقق نهضة ثقافية سياسية فكرية اجتماعية نقدية واسعة ، غير ان ما حدث هو العكس تماما .
لم تتكاثر الأحزاب في مجتمعنا على قاعدة تطور مجتمعنا المدني الثقافي ، انما تكاثرت على قاعدة عائلية وطائفية بغيضة ، همشت مدنيتنا واعادتنا الى فكر داحس والغبراء *.
ان يقول شخص يدعي الماركسية والوطنية ، في جسم سياسي اساسي ، ان ارتفاع شأن العائلية في قرانا ، يفرض علينا التعاون معها ، فهذه جريمة أخلاقية قبل ان تكون جريمة سياسية . هذا يعني ان أحزابنا ، الماركسية والوطنية على الأقل ... التي تعتبر منظمات للمجتمع المدني ، تشطب قاعدة وجودها الشرعية ، حين ترى بالطائفية قوة سياسية يجب بناء تحالفات معها لتحقيق مكاسب سياسية "؟؟!!"
ان الثقافة لن تتطور الا في المجتمعات المدنية المتحررة من الطائفية والعائلية . والحضارة لن تقوم لها قائمة في مجتمعات دينية طائفية متصلبة او عائلية قبلية متعادية.
هل من المستهجن اذن ركودنا الثقافي وفراغنا الفكري ، وفقرنا للابداع الأدبي بالمستوى الذي عايشناه في سنوات الستين والسبعين ، بل وما قبل الستين أيضا؟ وحتى في المدن الفلسطينية قبل عام النكبة نشأت قاعدة للمجتمع المدني المتماسك ، وتطورت الصحافة والنشر وانتشرت النوادي الثقافية والمسرحية والنقابات والأحزاب .
ان المجتمع القبلي لن ينتج ثقافة أو حضارة ولم ينتج سابقا حضارة تذكر.
المشكلة ليست في الدين ، الحضارات البشرية القديمة كلها انتجت أديانا عديدة ، لخدمة نهضتها الحضارية ، اليوم ننتج الدين لخدمة ركودنا الثقافي والحضاري . هذا هو الواقع العربي اليوم .
ما اراه ان المدينة العربية تخفض الرأس امام زحف الصحراء .. حسنا ، الكتابة الابداعية لا تحتاج الى مؤسسات للبحث العلمي ، ولا الى تكنلوجيات دقيقة . الكتابة الابداعية قد تتأثر سلبا أو ايجابا بالواقع المدني ، لذا ليس بالصدفة أن أبرز الأسماء الأدبية جاءت من اليسار ، واليسار الأكثر التزاما بايديولوجية ثورية ، والمنفتح على التراث الثوري العالمي بكل تياراته وامتداداته الكونية ، ورفضا لزحف الصحراء وما تمثله من فقر فكري ومدني.
ان مجتمعنا ، بتراجعه مدنيا ، يتراجع ثقافيا أيضا ، وهو تراجع بالغ الخطورة ليس على الابداع الأدبي ، على القصة والشعر ، انما على تطوير الفكر وتطور انسان المستقبل . ان من ينشأ في ظل الفكر العائلي المغلق أو الفكر الطائفي المتزمت ، سيواجه اشكاليات عويصة للغاية في شق طريقه نحو حياة مدنية راقية. وفي الوصول الى المساهمة في الانجازات الحضارية للمجتمع البشري.


* داحس والغبراء :هي حرب من حروب الجاهلية ( قبل الاسلام ) كانت بين قبيلتي عبس وذبيان.
و داحس والغبراء، هما اسما فرسين لفارسين من القبيلتين.


نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

ايمن المغربي 24 / 03 / 2010 03 : 09 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
مع شكري الكبير وامتناني الشديد لكاتب المقال واحترامي لرايه وجهده واتفاقي معه حول الوضع المزري للوضع الثقافي الحضاري للعرب والمسلمين اليوم
الا اني اخالفه المخالفة التامة بل اقف على الطرف النقيض من كثير من وجهات نظره طالبا منه
اعادة النظر في كثير من التعريفات التي طرحها
ومستفهما اياه عن مصادر بعض احصائياته
وقبل كل ذلك مسفتسرا اياه ان كان يقصد ما يقول ام هي مجرد اثارة واستفزاز للقراء كي يعيدوا التفكير في كثير من الاطروحات التي اصبحت من بديهيات الفكر العربي قديمه وحديثه ولكي يعيدوا النظر في كثير من الوقائع التي فرضتها الظروف الكونية والسياسية والاجتماعية على الشخص العربي واربكت فكره وجعلته سجينا بين قضبان الامعية او الببغائية وبين الامية في غيابات سجون القمع الفكري والنفسي

وهناك شيئ مهم ينبغي ان نقف عليه وقفة المعتبر

ان تخلفك في السباق لا يعني انك ستصل متاخرا ولا انك ستخرج من الحلبة
ان مجارات المتسابقين بعضهم البعض لا يمكن ان نعتبره من الحكمة في شيء خصوصا ان كنا نتحدث عمن اثقلته رحمته وعفته واريحيته.... من ان يجاري الجشع الاصطناعي والوحشية الاستكبارية والتهافت الغربي والشرقي على السواء من اجل التسلح والتكنولوجيا والصناعة .....
ان الرؤية الضيقة من زاوية الاقتصاد والدخل والرفاهية.والتمدن والتنكنولجيا والديموقراطية.. وعدد حاملي الشهداة وحتى عدد القراء ليست قسطاسا حقيقيا للحكم على مستوى الثقافي والحضاري وان كان بامكانه يكون كذلك في اطار حسابات فيزيائية وكيمياوية ولكنها ليست نفسية ولا انسانية بالمرة
ان الابداع بكل انواعه مرتبط بعدة حساسيات وعدم توفرها لا يعني عدم توفر المبدعين او العقل المبدع وبالتالي فقلة الابداع في الديار العربية مرده الى تلك الظروف القاهرة

سيقول القارئ اذن لماذا لا يتم تخطي تلك الظروف ومواجهتها ومحاولة كسر قضبان سجنها من اجل انطلاق المبدع العربي [ان كان تمة مبدع عربي حقا]من اجل حمل المشعل الحضاري العظيم الذي تركه السلف

اقول للقارئ هذا هو السؤال الذي افضل ان نحاول جميعا الاجابة عليه واسالة الاقلام في اتجاهه اما البكاء على الوضع المزري السيئ والنحيب على قبور الاجداد او انكار الماضي التليد بسبب ضياع الصوت والصيد بين الامم في العهد الجديد فذلك لا ينفع ان لم يضر ولعل ضره قاتل ومحبط حتى لو كان استفزازا من اجل التفكير او دفعا من اجل التحرر والانعتاق واستشراق شمس الابداع

تحية وللحديث بقية
ايمن الركراكي

رولا نظمي 24 / 03 / 2010 36 : 10 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ القدير............ نبيل عودة

إن أول تكليف نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهم أسس التثقيف
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ))
كانت هذه الآية قاعدة للإصلاح الأولى التي صنع النبي صلى الله عليه وسلم بها نواة مجتمع حضاري حوَّل مجرى التاريخ في منطقة لا تمتلك نموذجا للحضارة .

والثقافة العربية ليست ثقافة مستوردة ، ولا مترجمة ، ولا ملفقة ، ولا منغلقة ، بل هي ثقافة تعتمد على الإبداع الذي ينبع من الداخل التأمل والنظر في الكون،ولا حدود لهذا الإبداع فأفقه مفتوح.
لقد ترسخت جذورها قبل الإسلام ثقافة مشرقة وحكماً وخطباً وأمثالاً وشعراً تجلت فيها العبقرية العربية ولا نريد ان نهدم كل ما تجلت به المجتمعات العربية من العلم والثقافة .

إن أمتنا العربية على الصعيد الثقافي لا تبدأ من العدم بل هي تستند إلى إرث ثقافي غني باذخ ، وما يشغلها الآن هو : كيف توائم بين هذا التراث وبين متطلبات العصر الذي نعيش فيه .
وإن كان ذلك لا يعني بأننا متخلفين عن غيرنا في ركب الحضارات المتقدمة التي نالت القسم الأكبر من العلوم العربية وإستحدثتها لتصل إلى ما وصلت له الآن لولا علوم العرب والمسلمين
لكانت هذه الحضارات في لب الضلال والهرطقه .
فوطننا العربي الإسلامي مازال في جعبته الكثير ومن غير الإنصاف وصفة بأن الثقافة العربية في اضمحلال.

ودمتم بألف خير وحفظ الله تعالى

نبيل عودة 25 / 03 / 2010 58 : 02 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
شكرا على التعقيبات ، عندما كتبت ما أفكر به لم أنطلق من رؤية ان ما أطرحه هو الحقيقة المطلقة. انما هي رؤية لها تبريراتها بالنسبة لي. وواضح ان مقال قصير لا يمكن ان يغطي موضوع يحتاج الى دراسة واسعة منهجية.
ما حاولته في هذه العجالة ان اعالج موضوع انهيار المجتمعات المدنية العربية او عدم نشوئها ، وعدم وجود ظروف فكرية تعطيها دفعة وحياة قادرة على التحول الى عامل مؤثر واساسي في الواقع العربي .
للتوضيح : رؤيتي ان الثقافة لا تشمل الابداع الأدبي فقط ، ولا الفنون فقط ، وان ألثقافة هي صيغة تشمل كل الابداع الاجتماعي للإنسان ، كل المنتوجات التي ينتجها المجتمع ، من الات وادوات مختلفة الى بناء صناعي وانتاج زراعي وتطوير علوم وتطبيقاتها العملية لما فيها سعادة الانسان وصحته ورفاهيته ، وحماية منجزاته وأمنه عبر قوانين اجتماعية متعددة ونظام حكم يضع الانسان في رأس سلم اهتمام المجتمع:" اي المجتمع في خدمة الانسان وليس الانسان في خدمة المجتمع " السبت لخدمة الانسان وليس الانسان لخدمة السبت" ، كما انتقد المسيح تجار الدين اليهود في الهيكل.
الموضوع ليس مواعظ قيلت .. نجد مليون قول رائع .. السؤال اين نقف نحن من التنفيذ؟ ما انجزنا لنساننا العربي ؟ اين وصلت دجولنا أوطاننا التي نحبها ونفديها بارواحنا؟
هل وطن هذا الذي تبنى فيه سجون اكثر من روضات أطفال؟
هل حضارة هذه التي تواصل التدحرج الى الخلف والعالم ينطلق بسرعة الصوت الى الأمام؟
هل من نظام عربي يطرح المجتمع في خدمة الانسان ؟ مثلما هو في الأنظمة الغربية كلها ، وحتى في اسرائيل المغتصبة لأرضنا؟
[gdwl]استاذ أيمن ركراكي أقتبس منك التالي : "ان تخلفك في السباق لا يعني انك ستصل متاخرا ولا انك ستخرج من الحلبة "
هذه المقولة تذكرني بنظرية ماو تسي تونغ ان الاستعمار هو نمر من ورق ، وتبين انه نمر من حديد وانهارت النمور الورقية في الصين وروسيا وصار نمر الورق سيد العالم بلا منازع .[/gdwl]
نظرت حولي فلم ار حضارة ، بحثت في كتب التاريخ العربي التي لا اثق بها بسبب الكثير من تناقضات وقصص أقرب للأساطير . رأيت الجانب الثقافي من فلسفة وفنون وآداب وترجمات هامة أثرت الفكر في العاصمة العباسية ، ونقلت هذه الترجمات لتنجز عبرها ومن خلال تطبيقها حضارات لم يكن للعرب فيها حصة.ابن رشد أثر على التنوير الأوروبي ولم يؤثر قيد انملة على انتاج تنوير عربي لنقول ان للعرب حضارة . ابن خلدون طرح نظريات تاريخية واجتماعية سابقا عصره ، تلقفها الغرب واستوعبها ونحن لم نحرك ساكنا حتى اليوم لنستفيد من تطبيقاتها .حتى فن العمارة لم ينفذ الا بأيدي واشراف عناصر غير عربية وغير مسلمة. ماذا قدمت الصحراء للدول التي خضعت للفتوحات الاسلامية؟
انا لا اتحدث عن الايمان ، اعذروني ، انما عن واقع ملموس . لم يحدث اي تقدم في الواقع العربي ، بل تخلف متواصل وبازدياد مريع .
ها هي الدول العربية والاسلامية امامكم ؟ هل من علوم ؟ هل من صناعات حديثة تنافس الأنتاج العالمي ؟ هل من مدارس تضاهي مستويات التعليم في سائر المعمورة المتطورة ؟ لماذا ملايين الطلاب بلا سقف تعليمي ؟ متى ستنتهي ظاهرة سكان المقابر ؟ متى نحل مشكلة الأطفال الشحادين ؟ هل من مؤسسات دولة مستقلة ؟
ربما يعتبر البعض ان 500 سنة عجاف من الأستعمار العثماني هو حضارة.
اتاتورك أنقد تركيا من التخلف العثماني ، ونحن ما نزال نحلم بحضارة لم تكن . اين هي الحضارة في واقعنا الحزين اليوم ؟ ماذا ينتج العالم العربي غير المزيد من الأفواه والجوع والزنازين ؟؟
لماذا تتكاثر وتتضخم أجهزة المخابرات ولا نرى زيادة في فرص العمل ؟ ماذا أنجزت المخابرات العربية ضد العدو الذي يدخل بيوتهم ويفعل بعرضهم وشرفهم ما يشاء؟
لست من مؤيدي حماس .. ولكن قتل المبحوح اثاراشمئزازي وقرفي من القصور العربي. ولو كتبت هذا الكلام في عاصمة عربية لأختفيت ل 20 سنة في زنزانة !!
هل من المنطق بقاء الأمية المرتفعة في العالم العربي وخاصة بين النساء؟
هل من المنطق وجود أكثر من 30 مليون عاطل عن العمل في العالم العربي والرقم سيتضاعف اذا لم توجد الحلول الإقتصادية السريعة ، وعلى رأسها ، حسب تقارير الأمم المتحدة ، انتاج 5 مليون فرصة عمل كل سنة . كم ننتج ؟ الفرص تتناقص !!
هل من المنطكق ان هذا "الشعب الحضاري " ب 350 مليون رقم لايملك قوة ليفرض على 5 مليون معتدي ومحتل شروطه للصلح ، وليس للتحرير ، يعطي فيها الدولة المحتلة تنازلات تكاد تمس بشرفه ؟ ومع ذلك ترد عليه ب "طز " مدوية.
لا اريد استعراض آلامي وغضبي من هذا الواقع .. ولكن اؤكد ، ان غياب المجتمع المدني العربي ، لم يكن بالصدفة ، بل لغياب حضارة في المفاهيم الحضارية التي تجعل من دولة فقيرة نسبيا ، ومستعمرة سابقة للعرب ، مثل اسبانيا ، دولة عصرية ، يصل انتاجها الاجمالي في السنة أكثر من انتاج كل دول العالم العربي .
ما هو السبب ؟
الواقع هو انعكاس للتاريخ . ربما نحتاج الى اعادة دراسة تاريخنا وتخليصة من الأساطير والأوهام
وواقعنا هو انعكاس لتاريخ مُدمّر ..
صحيح انه في الفترة العباسية خاصة فترة الرشيد والأمين والمأمون والانفتاح على الثقافات كلها والنهج الديني غير السلفي الذي ساد فترتهم ، فتح المجال امام غير المسلمين ايضا للمساهمة في انجاز ما نطلق عليه اليوم الحضارة العربية او الحضارة الاسلامية حيث تطورت الثقافة والعلوم والفنون ، ولا تنسوا ان الفنون مثل الموسيقى تعتبر زندقة حتى اليوم ومحرمة دينيا . ومع وصول المعتصم قام بحرق دار العلوم ، لسبب بسيط انها تتناقض مع الفكر الديني المتعصب الذي ميز عقيدة هذا الخليفة.. الذي تراجع عن نهج والده وعمه وجده .
هل يمكن تدمير حضارة ؟
لا . يمكن اضعافها . اذن كيف تلاشت واختفت الحضارة العربية الاسلامية؟
ولماذا لم يواصل العثمانيين تطوير الحضارة العربية او الاسلامية لا فرق ..؟
وكيف نفسر واقعنا المعاصر على هامش الحضارة العالمية ؟
كيف نفسر ان العالم العربي هو أقل دول العالم تطورا ونهضة اجتماعية حضارية ، "رغم تارخه الحضاري ؟ " ولا توجد ظاهرة واحدة لإمكانية احداث انطلاقة علمية اقتصادية تقنية ؟
كيف نفسر ان جامعاتنا في حضيض جامعات العالم ؟ كلها بعد ال 500 و ال 600 بينما المغتصبين في فلسطين في ال 100 الأوائل؟ هل تظنون ان ذلك لا يشير الى قوة ورفعة ومناعة وثراء مادي تفوقوا فيه على كل الدول العربية المحيطة بهم ؟؟؟
كيف نفسر ان العقول العربية لا تجد مساحة لممارسة أبحاثها في وطنها ومن أجل مصلحته وتطويره..؟ هل من يهمه هذا الأمر او ان توريث السلطة هو ما يشغل انظمتنا ؟؟
كيف نفسر ان العرب والمسلمين 1.5 مليار حصلوا خلال كل تارخ جائزة نوبل على 3 جوائز أي جائزة لكل 500 مليون بينما اليهود المضطهدين في اوروبا وامريكا قبل قيام اسرائيل وحتى بعدها حصلوا على 15 جائزة أي جائزة لكل 87 الف انسان ؟
هل هي حضارتنا السرية يا ترى ؟
لم أكتب لأني سعيد بهذا الواقع بل لأستفز العقول العربية وانبه الى خطر تحول العرب الى حثالة المجتمعات المتطورة . لا تحدثوني عن القداسة والايمان ، مللت هذه الصياغات التي لم تجلب الا المزيد من التخلف والضحك العالمي على عقولنا . القداسة ان نستفيد من عقائدنا في ان ننتج ونصدر ونصبح دولا تعلم أبنائها وتطور اقتصادها وعلومها وتقنياتها ومستوى حياة سكانها وتقلق لصحتهم وعندما يمرض رئيس يعالج في وطنه مثل سائر المواطنين ، ولا يهرب الى دولة راقية طبيا معلنا بشكل مباشر ان مستشفيات بلاده متخلفة وأطباء الوطن لا يصلحون للعلاج .والسؤال التلقائي ماذا فعل النظام ليجعل الطب في الوطن راقيا وقادرا على صيانة صحة المواطن البسيط وليس المواطن الأول فقط ؟
هل هذه هي ورثتنا الحضارية؟
القداسة ان تصبح جامعاتنا مصدرا للعلوم والأبحاث التي تساهم في تطور الاقتصاد والتقنيات وانتاج ما يحتاجة مجتمعنا .. والتحول الى منافسين في الجودة والتصدير العلمي والتكنلوجي والصناعي.. وتطوير السلاح والفكر العسكري اذا كان لا بد من ذلك .. حتى لا يتطاول أي دخيل على شرف وكرامة العالم العربي .
الأستاذان العزيزان
لكما رؤيتكما ، ويؤسفني ان الحقائق الجافة تنافي ما ذهبتما اليه.
بالطبع خلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، وقد استفدت من طرحكما رغم خلافي العميق مع الكثير من التفاصيل. وكما تعلمان ، مسموح ان أشتم اسرائيل حتى وانا في اسرائيل ، ولكن الويل اذا تجرأت على نقد ما يظنه الملايين الحقيقة الوحيدة على الأرض.وآه لمصيبة الحقيقة التي فلسفيا لا يجوز الأخذ بها الا بالمفاهيم النسبية ، كيف صارت حقيقة مطلقة في الشرق .
.

رولا نظمي 25 / 03 / 2010 47 : 03 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
الأستاذ........نبيل عودة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً مني على كلامك............................(الموضوع ليس مواعظ قيلت .. وانا لا اتحدث عن الايمان ، اعذروني )
لا مجال في الاسلام لدعوى التعارض أو العداوة بين الدين والعلم، فالدين في الاسلام علم، والعلم فيه دين. كما تشهد بذلك أصول الاسلام وتاريخه جميعاً. فالدين في الاسلام علم، لأنه لا يعتمد على الوجدان وحده، بل يقوم على النظر والتفكير ورفض التقليد الأعمى والاعتماد على البرهان اليقيني لا على الظن واتباع الهوى.

ويقول العلامة هورتن:
((في الاسلام وحده تجد اتحاد الدين والعلم. فهو الدين الوحيد الذي يوحد بينهما. فتجد فيه الدين ماثلاً متمكناً في دائرة العلم. وترى وجهة الفلسفة ووجهة العلم متعانقتين، فهما واحدة لا اثنتان)).

ويقول اتيان دينيه: ((إن العقيدة الاسلامية لا تقف عقبة في سبيل الفكر، فقد يكون المرء صحيح الاسلام، وفي الوقت نفسه حر الفكر، ولا تقتضي حرية الفكر أن يكون المرء منكراً لله. لقد رفع (محمد) قدر العلم إلى أعظم الدرجات، وجعله من أول واجبات المسلم.

وإن مشكلة التعارض بين الدين والعلم، إنما نشأت في أوروبا بعيدة عن الجو الاسلامي.

وقد ذكر المولى عز وجل في كتابه العزيز:
((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات))

و يشترط القرآن الكريم إسلامية العلم والمعرفة لصالح البشرية، لأن العلم بلا دين يؤدي إلى الإلحاد والغطرسة، كما في الحضارة الحديثة المعاصرة .
المهم من كل هذا هو بأن العلم هو الدين........... والدين هو العلم إنهما جزء لا يتجزء من فكر المجتمعات الاسلاميه والعربيه
ولا مجال للتفريق بينهما .

ودمتم بخير

ايمن المغربي 25 / 03 / 2010 03 : 04 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
استاذي الفاضل انت رائع
وانا حقيقة لي بالغ الشرف بالاطلاع على مقالاتكم والتتلمذ عليكم
وسعدت اكثر بهدوئك وتقبلك للراي الاخر

ولعل اكثر شيء اثارني في ردكم هو صدق تنبؤي انكم بكتاباتكم هاته انما

[gdwl]
لم أكتب لأني سعيد بهذا الواقع بل لأستفز العقول العربية وانبه الى خطر تحول العرب الى حثالة المجتمعات المتطورة

[/gdwl]

انظر استاذي الغالي

اختلافي معك في الراي لا يعني اني انظر الى الصورة بشكل وردي وكما اني لا ادعي امتلاك الحقيقة المطلقة ولا ازعم ان لدي عيون باشعة بنفسجية او ما تحت البنفسجية...

ولكني على كل حال .انكر عليك تعاميك عن التاريخ التليد لاعتبار انه هو الاساس الممكن من بناء حاضر مرضي عنه ومستقبل يعيد رصيد امتنا الى ما كانت عليه من صيد ومجد رائد و رشيد

الحضارة العربية حضارة اسلامية في مبتدائها ومنتهاها

عندما حاول العرب تاطير الدراسات القرانية والفقهية والحديثية انتجوا قواعد الدراسات اللغوية وعلى اسس الدراسات اللغوية تطورت العلوم الاجتماعية [ادب فلسفة تاريخ جغرافيا ]ومن خلال تطور العلوم الاجتماعية تطورت العلوم التجريبية هنالك وقفوا على اسس كل الحضارات والثقافات وترجموا وطوروا بل وابدعوا ايما ابداع
القوانين الوضعية كلها وضعت انطلاقا من اريحية القوانين الشرعية الاسلامية [الشريعة ليست هي قطع الايدي ولا رجم الزاني كما يحاول ان يصورها اعداؤها انها كل تلك القوانين التي شملت تاطير المجتمع وتوجيهه نحو التمدن والسمو بما يجعله انسانا ]
العلوم الانسانية كلها استفادت من الايدي البيضاء للعرب والمسلمين
التكلنولوجيا المعاصرة لا تنكر دور الرواد العرب في الرياضيات والكيمياء والفيزياء والبصريات .....
هناك قاموا بالابتكار والاختراعات
هناك سموا بالامة المتحضرة الراقية المثقفة
وهنا تباكى بعضهم ان ليت عبد الرحمن الغافقي انتصر في موقعت بلاط الشهداء او تور بواتيي كما يسميها الفرنسيون لان الفرنكيين بانتصارهم مددوا جهل وتاخر ورذيلة الفرنكيين لقرون وقرون كان بالامكان اختصارها لو انتصر المسلمون والحقوا الفرنكيين [الفرنسيين] بركب الحاضرة والتمدن الاسلامي بالاندلس

استاذي الكريم لم يكن للعرب حضارة ولا تمدن قبل الاسلام ولم يعد لهم حضارة ولا تمدن بعد ان تركوا عراه وانتشروا يبحثون عن العزة في غير هداه
وسيظلون كالقصعة التي تتداعى عليها الاكلة ما لم يدركوا ان قوتهم وتمدنهم وحضارتهم وصيدهم ومجدهم فيه
عندما يدركوا تاريخهم التليد انهم قضوا على الجهل الماجوسي الفرسي والظلم الاقطاعي البيزنطي الرومي
وامتدت فتوحاتهم النورانية الى كل الاصقاع حيث نشروا الحضارة بما هي سلم وحب وتكافل اجتماعي وعدل ومساواة واخاء ............
قضوا بقلة رشيدة كثرة كانت تكتسح العالم انذاك بالظلم والضلام

ان الذين قتلوا المبحوح هو انا وانت والاخر وليس عناصر الموساد
لاننا لم نصلح حالنا ولم نصلح ما بيننا ولم نطهر مجتمعاتنا من دنس ما تركته ايدي الاستعمارات الظالمة المدلسة بفكر فرق تسد
ان من جعل الكيان الصهيوني ينتصر علينا هو لهثنا نحو امعية جاحدة ملحدة جاهلة تتبع الضب وتدخل معه حجره
الاستقلال الفكري يسبق الاستقلال المدني ويسبق الاستقلال الاقتصادي والعسكري
عندما يدرك مفكرونا ان الاستقلال والحرية ينبع من الذاتية الصافية الطاهرة وان الرؤية الفكرية كل لا يتجزء سلسلة من الحلقات المترابطة المتراصة
ماهو لغوي فيها مرتبط بما هو فقهي بما هو علمي بما هو سياسي بما هو اقتصادي بما هو اخلاقي بما هو جغرافي .........الخ
سيدرك المجتمع الاسلامي العربي ان الاسلام هو الحل الوحيد بما هو علم ومساواة وعدل واحسان وايتاء ذي القربى .........
وان صلاح هذا الامر لا يتم الا بما صلح به اوله

فخريطة الطريق وليس خارطة الطريق كما يحلو للبعض ان يتلفظها ههههههههه

هي اصلاح الافراد لانفسهم وتربية ذواتهم على الاخلاق الحميدة لان صلاح المجتمع وصلاح الامة لا يمكن ان يتم الا بصلاح افراده
ان عودة الشخصية النقية الطاهرة المتخلقة الطالبة للعلم المحبة لاهله هي وحدها الكفيلة بعودة الابداع الحقيقي الى جسمنا المبتور منذ عهد ليس بالقريب
ان التربية هي الاول والمنتهى في اصلاح كل منظومة المجتمع العربي

وتقبل استاذي كامل احترامي وتقديري


ميساء البشيتي 25 / 03 / 2010 42 : 04 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
استاذي الكريم نبيل عودة

الأخوة الأفاضل الذين سبقوني بالتفاعل والردود

في الماضي كنا .. ربما لن أدخل في دهاليز الماضي

تغنينا بهذا الماضي إلى أن جف حلقنا واصبجت أغنية مستهلكة

اليوم نقول نحن شعوب تعاني من اضمحلال ثقافي ونحن شعوب متخلفة ونحن ونحن ونحن

أعتقد سيمضي زمن آخر ونحن نشجب ونستنكر تخلف ورجعية هذه الشعوب

انا لا أجد فرق بين المحورين كلاهما سلبي فأن نكون بالماضي أمر انتهى وأن نكون اليوم على هذه

الحالة من الاضمحلال الثقافي فأيضا هذا أمر انتهى أو منتهي لا محالة .. المهم كيف نصبح شعوبا

تفتخر بمجدها الثقافي ؟ من يأخذ بيدنا لنصبح شعوبا لها حضارة حقيقية حالية ومستقبلية وليست

في خبر كان .. أن تشخص الداء أمر جميل ومهم وضروي ولكن أن نعكف جميعا على تشخيص الداء فهذا

هو الداء بعينه .. أين مثقفين ومفكرين وادباء وشعراء هذه الشعوب ؟؟

ما فائدة الثقافة والفكر والأدب والفلسفة إن كانت لا تحدث تأثيرا ً في الآخر

هنا الخلل يا استاذي الفاضل .. هنا الخلل يا أحبة .. نحن بحاجة لمن يوسع مداركنا .. يغنيها .. يضع أرجلنا

على بداية السلم فلنبدأ من تحت الصفر ولكن دعونا نبدأ .. دعونا نتفق كيف نبدأ ؟؟؟

شكرا لك استاذي الفاضل وشكرا للجميع

د. ناصر شافعي 25 / 03 / 2010 12 : 07 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
الأستاذ الكاتب الكبير نبيل عودة :


أعلنت منظمة اليونسكو منذ أيام قليلة عن :

فوز الاعلامي المصري العربي الشاب عمرو الليثي بجائزة الثقافة الدولية لليونسكو عن عام 2009 .. عن برنامجه " واحد من الناس " الذي يقدم في قناة دريم العربية ، وذلك لدوره المتميز في الاعلام و التنمية البشرية .

تحياتي .
د. ناصر شافعي

نبيل عودة 26 / 03 / 2010 53 : 01 AM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
المعقبون الأفاضل
طروحاتكم تستحق مداخلات طويلة .
انا طرحت رأيا . رأيي ليس وليد نزوة ، انما نتيجة معايشة طويلة لواقع عربي مستهجن ، دفعني في النهاية الى التجرد من نصوص التاريخ الذي وجدته منقولا عن احاديث مسموعة مما يجعلني لا اثق به ، خاصة ما يتعلق بعالمنا العربي ، والذي سجل متأخرا جدا .. وهو مليء بالروايات المتناقضة ، دون وجود مصادر تثبت هذه الروايات .
احد الزملاء يقول ان الدين علم والعلم دين , الامام محمد عبدة له قول شهير : "في القرآن كل ما يخص امور الدين وليس الدنيا " ، وأنا أميل لهذا الرأي لأني لا ارى ان الدين طور حضارة ، وما زال الدين يشكل عائقا امام انطلاق مجتمعاتنا. وما لم يجر تحديث ديني فنحن في خطر ...
فقط بحرية الديانات والحرية من الديانات ، يمكن ان نطور مجتمع مدني ، وبدون ذلك سنظل في الحضيض العلمي للعالم ونثرثر حول علوم غير موجودة الا في مخيلاتنا المريضة.
منذ وعيت والعرب تتحدث انها سبقت العالم بالعلوم ، وها انا على اعتاب الشيخوخة ولا ارى علما بل هرطقات واساطير وخرافات وخزعبلات .
على كل انا لست ضد ان يؤمن الانسان بما يراه متناسقا مع تفكيره ، ولكن ان يحاول فرض عقليته على الآخرين ، مستغلا الأنظمة الفاسدة والمتخلفة ، فهذا لن يزيد الدين مناعة . هل بالصدفة ان 30% من ابناء الشعب الايراني يقولون عن انفسهم ، بعد 30 سنة من الثورة الخمينية ، انهم ملحدون ( استطلاع أجرته شبكة الأخبار الفرنسية ) ؟ في اوروبا فقط أقل من 25% يعلنون الحادهم .
ما الذي يمنع ، ما دام ديننا علميا ، ان نرى بوادر لهذه العلوم في التطبيق في دولنا الرشيدة المؤمنة على الأقل؟
حتى تحلية مياه البحر تستورد تجهيزاتها من اسرائيل لتوفر مياه الشرب والوضوء .. ولا أقول ذلك في الهواء ، بل انا كنت مدير الانتاج في المصنع الذي انتجح هذه التجهيزات واعرف لمن ننتجه ودافعي الثمن يعرفون انها انتاج اسرائيل لأنها تعمل حسب طريقة زارحين التي وضعها بروفسور يهودي من اسرائيل وتعتبر أفضل وأرخص طريقة للتحلية .
أعزائي
لا تبيعوني كلاما مقدسا . اعتذر ولا اقصد الاقلال من العقائد والحرية الذاتية لكل انسان ، ولكن اريد حريتي ايضا وحقي في التفكير والاستنتاج .

عبد الحافظ بخيت متولى 26 / 03 / 2010 23 : 02 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
لانستطيع أن ننكر أن الأستاذ نبيل عودة واحد من أهم المفكرين العرب والذين يتميزون بقراءة الواقع العربى ورصد تحولاته المختلقة قراءة واعية , وهو واحد من التنوريين المخلصين لوطنهم والذى أسهم بكتاباته الفكرية والأدبية لأكثر من ربع قرن فى تغيير واعية التلقى الفكرى والفلسفى العربى والذائقة العربية من خلال تبنى ايديولوجيات تربط بين التراث والمعاصرة , والمتتبع لكتاباته يكتشف انه يختلف كثيرا عمن يمكن ان نطلق عليهم المستشرقين المحليين , فهو مخلص لهذا الوطن ومحب له
ولقد كانت هذه قراءة واعية وجميلة تكشف عن عمق الرؤية فى النظر الى الواقع العربى تاريخيا وتحليليا ولعلك تتفق معى - سيدى- ان اضمحلال الثقافة فى الواقع العربى لم تكن عملا مجانيا بقدر ما هو نتاج عقلية عربية وقعت فى مهب الريح ازاء معطى ثقافى متزبزب اصيب بانتكاسات عدة حولت العقل العربى الى مسوخ مختلفة ومن نافلة القول أن التطور سمة الوجود و فى قوانيين العلم غير المتكررة ان التراكم الكمى لابد انه مؤدٍ الى تغير نوعى وهذا ما نرى اثره فى مجالات الفيزياء والكيمياء وغيرها ولكن هل ينطبق هذا القانون على حركة العقل الانسانى بنفس الكيفية؟
سؤال يجيب عنه " هيجل" فيلسوف " الديالكتيك" بالايجاب فالتطور عنده يبدا فى العقل البشرى بمواجهته للعلم المادى والمحسوس ومن الدعوى ونقيضها ينشأ مركب جديد يتحول بدوره الى دعوى ثالثه فى الذهن البشرى وهكذا تستمر الحركة عبر النفى ونفى النفى الى ان تتكون للعقل الانسانى القدرة على التجريد فتظهر الفلسفة العقلية القادرة على تفسير التاريخ والتنبؤ بالمستقبل فهل حدث هذا مع العقل العربى مصدر الرفض على الثوابت من اجل التطوير؟
اننا اذا تاملنا مسيرة تطور العقل الاوربى وطبقنا عليها قانون هيجل سالف الذكر لراينا انه منذ الفلسفة المادية عند "الايونيين" فى اليونان القديمة ثم " الايليين" اصحاب المنزع الميتافيزيقى لوجدنا ان ارسطو لم يكن الا ذلك المركب بين النزعتين لكن فلسفة ارسطو وجهت بعد ذلك بالديانة المسيحية التى هى ميتافيزيقيا جديدة ليخرج من الاثنين عبر الحوار والتصادم فلسفة القرون الوسطى الجامعة بين الله والانسان عبر مؤسسة فلسفية هى الكنيسة الكاثوليكية فهل توقف العقل الاوربى عند هذا الحد ؟ لم يتوقف وانما استمرت المسيرة صاعدة فحدث الاصلاح الدينى وتم فصل الدين عن الدولة وانطلق العقل الاوربى متحررا من اشكالية الله والانسان ليطرح من جديد وعلى مستوى اعلى اشكالية الانسان والطبيعة عند هذه اللحظة حل عصر النهضة محل القرون الوسطى المظلمة حيث وضع " كوبرنيكس " النظام الفلكى الجديد محل النظام البطليموسى ودار " ماجلان " حول الارض واستبدل " فرنسيس باكون" الاستقراء بالقياس وعصف نيوتن بفيزياء ارسطو واسس ديكارت المنهج العقلانى القائم على الشك المنهجى
كل هذا كان يبشر بميلاد الحداثة وبالفعل انفجرت الثورة الصناعية وتلتها الثورة السياسية وتولت البرجوازية السلطة وواجهت ثورة " البروليتاريا " ذات الفكر الاشتراكة ومن الثورتين نشأ وضع جديد هو وضع ما بعد الحداثة فاين - ياسيدى- نضع العقل العربى على خارطة العالم بحيادية علمية لا غش فيها ولا تزوير ولا تزييف؟ اننا مصابون بتزييف الحائق بدءا من تزييف التاريخ نهاية بتزوير العلم ولعلك تتفق معى على ان العقل العربى تعرض خلال تاريخه الطويل الى هزتين عنيفتين كانتا كفيلتين بنقله من البداوة الفكرية الى حداثة جديدة تفارق معطيات الحداثة الاوربية الى معطيات عربية ينتظم فيها التراث مع التغير فى كتلة واحدة تسمى الثقافة العربية
فاما الهزة الاولى فكانت فى الحروب الصليبية تلك التى بدات بخطاب البابا " اوربان الثانى" عام 1095م يدعو فيه اوربا الى ان تستخلص بلادها من ذلك الجنس العربى الشرير الذى بادرها بالغزو فاحتل الاندلس وصقلية وهدد نورمانديا والتف حولها من جهة الاناضول تمهيدا لالتهامها جميعا وهكذا احتج الهجوم الصليبى بحجة القدس مخادعا الراى العام الاوربى وبدا فى التحرك لغزو العربوما هى الا اعوام اربعة حتى سقطت القدس فى ايديهم لتبدأ مرحلة جديدة لم يعرفها العقل العربى منذ اسقارا الدعوة الاسلامية مرحلة يواجه فيها العربى المسلم بكل كبريائه الموروث ويقينه الدينى الكامل الاخر الذى كان منذ قليل يحتل العربى بلاده الاخر الذمى دافع الجزية عن يد وهو صاغر هذا الخر الذى اذ فجأة اصبح مختلفا ومخيفا جاء اليه فى عقر داره يحتل بلاده ويبع اطفاله ويسبى نساءه ويجبره على دفع الجزية وهو صاغر وهنا حدثت هزة للعقل العربى الذى لم يكن مهيأ لمواجهة الصدمة تمهيدا لتجاوزها وفى اثناء ذلك قامت صدمخة اخرى على "فردريك الثانى" الذى دفع العلامء الى ترجمة الفكر والعربى ونقلة الى اللخة اللاتينية والتى استمرت منذ " قسطنطين الافريقى " الى ظهور مدارس الترجمة فى الكنسية واذ فجاة يكتشف العقل العربى سرقة تراثة وتحوله الى اقانيم علمية وثقافية جديدة ترتدى الثوب الاوربى البراق وتلتهم العقل العربى وتضعه فى برواز ثقافتها ولكن بشكل باهت هذه الصدمة حولت العقل العربى الى عقل استاتيكى يستمد اليته اما من حالة التقوقع واما من هذا الاخر الذى ارهبه وقضى على استقلاليته هذا الجمود كان الدافع وراء عدم قبول اى تطور يخرج من الرئة العربية لانه اعتاد ان يتنفس برئات اخرى وهذا الجمود ربما يفسر لنا اسباب حرق كتب ابن رشد
لقد نجح الغزو المادى والفكرى الغربى فى وضع العقل العربى فى حالة الجمود هذه حتى اننا نستغرب حين نكتشف ان العقل العربى ظل طوال المائتى عام التى استغرقتها الحروب الصليبية لم يلتفت الى اكتشاف العقل الاوربى او تامل اساليبه فى تطوير اليات المعرفة ولم يهتم بتجذير المنهج العلمى التجريبى الذى اكتشفه العرب او نقلوه من الثقافات الاخرى هنا توقف العقل العربى عن مسيرة عطائه العلمية والثقافية وظل ينتقل من طور الى اخر عبر هذه الحدود الى ان جاءت الهزة الثانية
الهزة الثانية تمثلت فى زرع دولة اسرائيل داخل الجسد العربى اسرائيل تلك الطبعة الحديثة لاستمرار الحروب الصليبية وتجاه هذه الهزة ايضا عجز العقل العربى عن استيعاب مفردات الحوار مع الاخر الغازى المحتل للقدس وفلسطين كامتداد للغزو الصليبى الذى تمركز فى هذه المنطقة ايضا وجعل الكلمة الاولى والاخيرة لذلك الوريث الغازى والحوار هنا ليس معناه اقامة جدل كلامى وانما حوار اثبات الذات والتفوق والقدرة على املاء القرار لقد فقد العقل العربى هذه القدرة على ان ينتج معطى ثقافى دال وقادر على ان يقود حركات ثورية ناجحة تؤكد الهوية العربية حتى ما اطلق عليه اسم " العقل العربى الثورى" فى الخمسينات و الستينات كان عاجزا مام العقل الثورى الصهيونى فى الاطروحات الثورية الناجحة اذ صورت الصهيونية نضالها على انه نضال من اجل تاكيد الشخصية القومية اليهودية المضطهدة على مر العصور وتاكيد تحرير فلسطين من الاستعمار الانجليزى والاحتلال العربى العادى للسامية لم ينجح العقل الثورى العربى فى تاكيد حتى القومية العربية
من هنا بدات حالة الشعور باغتراب العقل والتمرد على الاشكال الثابته لانه فقد الثقة فى كل شئ من هنا بدات حالات الرفض لكل اشكال التعبير القديمة فى الشعر والقصة والرواية والمسرح ومن هنا كان العقل العربى مستعدا لتقبل المناهج الغربية فى العلوم والفكر والثقافة على انها المثال البللورى القادر على سد فراغ النتكاسة العربية فى هذا العقل ونحن لا ننكر ذوبان الفواصل بين الثقافات فى ظل التقدم العلمى والثورات المعلوماتية لكن العقل العربى يفتقر الى المنهجية فى التعامل مع ثقافة الاخر ولو انه لم يتعرض للثقافة الغربية وحافظ على اتزانه منذ فورته العلمية فى العصر العباسى لكان خليقا بان ينتج فكرا اكثر حداثة مما نحن عليه الان
وهذا لا يعنى أن الإنسان العربى غير قادر على ابداع حضارة جديدة وفورة علمية ولكنه يفتقر الى رؤية شمولية فى مناهج الثقافة والدين والفكر وقد أصابه التشذر القطرى والفكرى بقتل مما أحدث نكوصا فى العقل العربى وهجرته الى الخارج حيث المحتوى الديقراطى الدافع الى منهجية البحث الصحيح على المستوى الثقافى والحضارى
سيدى اشكرك لانك اثرت واعيتى وجعلتنى اثرثر كثيرا فى هذا المجال وانما مقالتك كانت تستحق هذا الجهد وهذا العناء وان اسكب ذاكرتى على ما فيها من وهن على مجرى فكرك لنلتقى عن نقطة العقل العربى
بصدق اشكر لك هذه الوجبة الابداعية الجميلة لانك مفكر جميل تستحق ان احييك بكل الحب والتقدير فهل تقبل كل مودتى ؟

نبيل عودة 26 / 03 / 2010 18 : 09 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
الناقد والشاعر والمفكر عبد الحافظ بخيت متولى
سحرتني بمداخلتك ، بعمقها الفكري والتحليلي ورؤيتك الفلسفية الصائبة .
بالطبع لي ملاحظات حول نقطتين هامتين ، اولا، الغزو الأوروبي الاستعماري الذي اشتهر بالحروب الصليبية .
من الواضح أن الدين وانقاذ مسيحيي الشرق كان حجة ومادة اعلامية استغلها اريان الثاني في تجنيد ممالك اوروبا للغزو . غير ان الهدف الأساسي كان يتعلق بالأزمة العنيفة التي سادت اوروبا .. وتميزت بتهديد المجتمعات الاوروبية بنزاعات مدمرة نتيجة بين الامراء الفقراء وأصحاب الأراضي والاقطاعيات وعلى رأسهم اقطاعيات الكنيسة الكاثوليكية. اذ كان القانون الأوروبي يورث الاقطاعية للإبن البكر ، مما سيعني ان سائر الأبناء محرومين من الملكية ، وبهذا الشكل شهدت اوروربا وهي تخرج من وباء المرض الأسود الذي اودى بحاة الملايين ، شهدت نشوء ازمة اجتماعية جديدة ، وهي عصابات الأمراء الفقراء الذين قاموا بغزو الاقطاعيات ونهبها وحرقها وقتل اصحابها وحراسها..
في الشرق كانت الموانئ الغنية وبلاد الحليب والعسل والاراضي الزراعية الغنية*. محاولات اريان فرض سلام اجتماعي فشلت والعنف تنامى. حتى سلام يوم الأحد فشل . فطرح فكرة السير الى قبر المسيح لانقاذ مسيحيي الشرق. وان الشرق غني والاراضي تنتظر من يستولي عليها. وللحقيقة كانت الغزوة الصليبية الأولى ضد العرب في الأندلس .
اما تعبير الحروب الصليبية ، فهو تعبير طرحه مستشرق فرنسي في القرن السابع عشر ، وأستهجن ان البعض حولوا هذا الاصطلاح الى مسالة دينية متعامين عن رؤية الدافع الإقتصادي الاستعماري والربحي والخلاص الاجتماعي للمجتمع الاوروبي من أزماته القاتله بغزو الشرق الغني . لم تكن الحروب الصليبية ذات دافع ديني حتى لو كانت دعايتها دينية . ايضا ستالين الملحد استغل الدين الاوتوذوكسي وأبطال الكنيسة الروسية من أجل رفع الحماس لمقاتلة النازيين الألمان ...
الديانة المسيحية لعبت دورا كبيرا في التغطية على أهداف الغزو المسمى بالصليبي بسبب الصليب الذي كان على لباس الفرسان ، ولم يستعمل هذا الاصطلاح الا في القرن السابع عشر كما أشرت سابقا. واصلا كل الفتوحات عبر التاريخ اكتسبت ابعادا دينية ، وجرائم باسم الدين ضد الشعوب ، هذا صحيح في الديانات الوثنية وصحيح في الديانات التوحيدية.
من السابق لأوانه الحديث في الحروب الصليبية عن تطور العقل الاوروبي .. كانت هذه الحروب دافعا لعصر الرينيسانس ( النهضة ) في اوروبا. والسؤال اين العقل العربي ؟ لماذا استمر التخلف العربي ؟ لماذا لم ينتفض العقل العربي الذي يدعي انه صاحب اعظم حضارة ؟والسؤال الأهم ، كيف خضع لنظام متختلف مثل النظام العثماني لمدة 500 عام؟ هل المشكلة في الفكر الديني ؟ ام المشكلة بيولوجية ؟
لي رؤيتي ، ولا ارى ان عقلنا العربي قادر على احتمالها. لذلك الصمت أوجب في بعض الحالات .

ان تحول تراثنا الى قاعدة لنشوء الحضارة الاوروبية كان يجب ان يفتح عقولنا وينبهنا الى أهميو منجزاتنا الفكرية وضرورة جعلها قاعد لتطوير مجتمعاتنا ، بدل ذلك حرقنا كتب التنوير والخليفة المعتصم حفيد الرشيد حرق دار العلوم سابقا هولاكو بسبب عقليته المغلقة ورؤيته ، عمليا الرؤية الرسمية للدين ، بأن التطور والفن والموسيقى والعلوم هي كفر والحاد . . عكس والدة وعمه وجده ( الأمين والمأمون والرشيد ) الذين أطلقوا حرية الفكر وحرية الابداع والفنون ليجعلوا من بغداد عاصمة الحضارة العالمية في وقتهم .
كيف اختفى هذا الانجاز وتلاشى لقرون طويلة ؟ عندما أمر الأمين بترجمة احد الكتب الأغريقية أعترض أحد الشيوخ بأنه كتاب زندقة ، قال له : " نترجمه نقرأه ولا نعمل به " اين اختفت هذه العقلية المتنورة ، عقلية المعرفة ؟

ما زلنا في نفس المنطقة المريضة نطرب لهرطقات زغلول النجار وأمثاله ، مخدرات العقل العربي المعاصر بتغطية كل الأنظمة العربية ، الذي وجد كل النظريات العلمية في كتاب الدين .. ولكنه لم يرشدنا الى طريقة استعمالها في مجتمعنا واقتصادنا وجامعاتنا مكتفيا بتعبئة جيوبة بالدولار واليورو من "اكتشافته العبقرية" ، متجاهلا سعادته ان النظرية العلمية قد تتغير لانها ليست قانونا ، أي اذا تغيرت النظرية واكتشف قصورها ، او جرى اضافة لها وتطويرها ، هذا يعني ان واضعها ارتكب خطأ ؟ ولكن في مجتمع خامل العقل لا نستوعب الا ما يرضي غرورنا الجماعي.
اسرائيل كانت صفعة مدوية وضربة عميقة في عضلة القلب العربي ، ومن يومها وقلبنا عاجز عن تزويد الجسم بالدم اللا زم لتشغيل الفكر والعقل. رغم ان المنطق يقول ان العكس ما يجب ان يكون . كيف طورت اسرائيل من 200 الى 600 سلاحا نوويا والعالم العربي نائم يشخر ويضرط ؟!
دولنا تدعي ان تخلفها وحرمان الشعوب العربية من الدمقرطية ونظام الطوارئ هو بسبب الاستعداد لمواجهة اسرائيل. شوارعنا الخربة لا تعبد لأن القضية العظمى للعرب فوق كل القضايا . فقط القطط السمان يزدادون سمنة لأن فلسطين في قفاهم .
حكام البلاد العربية وابناء عائلاتهم يزدادون غناء فاحشا واموالهم توظف في بنوك خارج الوطن ، ضمانا " لنضالهم ضد العدو الصهيوني " .
لو يعرف المواطن العربي ان الدولة الدخيلة سبقت كل دوله العربية في التطور العلمي والعسكري والاقتصادي والزراعي والاجتماعي والصحي ، وباتت من أرقى دول العالم في مجالاتها كلها ، والمواطن فيها ، بما فيهم العرب ، رغم التمييز العنصري ، يتمتعون بمستوى حياة اوروبي ، ونظام مؤسسات دمقراطي ليبرالي حتى النخاع ، ومستوى خدمات صحية من الأرقى في العالم بمستشفيات بدرجة خمسة نجوم .. و"رئيسنا" لا يضطر للسفر الى اوروبا او امريكا من أجل العلاج ،وجامعاتها من أفضل 100 جامعة في العالم ، بينما جامعات العرب من آخر 500 و600 جامعة ..هذا الواقع لا يقول اشياء كثيرة لا يقدر القلم ان يطرحها حتى لا يتهم صاحبة بالدعاية لأعداء شعبه؟

سألتني الدكتورة وفاء سلطان في مقابلة طويلة أجرتها معي : * لو اُتيح لك أن تهرب من جور "التمييز العنصري في اسرائيل" إلى أية دولة عربية أخرى، هل تفعل؟
فاجبت بلا تردد :

هل جننت لأهرب من تحت الدلف إلى تحت المزراب؟
كمسيحي سأواجه اضطهادا يلغي انسانيتي، وكمثقف علماني سأواجه محاكم التفتيش التي تواصل نشاطها في القرون العربية الوسطى.
وكمواطن عربي في تلك الدولة سأعاني من الفقر والأمية وفقدان التعددية الثقافية والفكرية والدينية وغياب الضمانات الإجتماعية والصحية وفرص العمل ومستوى خدمات بلدية راقية، والويل لي إذا كتبت ولم أتغنى بمدح الزعيم واعتباره هبة إلهية يجب ذكرها في صلواتي بصوت مرتفع حتى يسمعني كل الجواسيس الذين يبلغ عددهم جاسوسا لكل 50 مواطن.!!
ثم وأحمد الله إنني لست امرأة وإلا سيكون الوضع أسوأ بكثير.


والسؤال المقلق هنا أين الفكر العربي ، وأين العقل العربي وأين الكرامة العربية ؟ هل يظن احد بالحفاظ على التخلف الموروث الحضاري الوحيد الباقي ، سيتقدم العالم العربي الى عصر تنويره ؟

لسنا شعوبا قاصرة ، انما فكرنا الخاضع للخرافات والأساطير وقصص غير عقلانية هو الذي يجعلنا بلا ارادة .
ما لم يحدث اصلاح في الفكر الديني على نسق مارتن لوثر ، في دمجه بين المسيحية والاقتصاد والعلوم ، مؤسسا للمسيحية الحديثة لعصر البرجوازية ، ومخلصا اتباعه من خرافات اللاهوت . لما حدث هذا الانقلاب العمراني والعلمي والانطلاق الى آفاق لا حدودها السماء .
هل بفتاوي ارضاع الكبير وضرب النساء والزواج من أطفال وقتل الميكي ماوس والاصار على انبساط الارض وعدم كرويتها سنحقق علوما حديثة وتكنلوجيا معاصرة وطبا متطورا ومجتمعا دمقراطيا ليبراليا ؟
الكرسي البابوي اعترف بنظرية دارون واعتذر لغاليلو وكابرنيكوس وغيرهم ، ليس لأنه أصبحوا عاقلين ، بل لأن الشعوب الأوروبية والمسيحيين عامة لا يشترون الخرافات حتى لو كانت في كتابهم المنزل !!
اذا لم تسفر هاتان الصدمتان عن تحول في العقل .. فلا يبدو ان المستقبل يبشر بخير !!

ايمن المغربي 27 / 03 / 2010 05 : 11 AM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
استاذي الفاضل مما يحسن بالبطل الفارس ان يتقبل الهزيمة بروح رياضية

نعم غلبتنا الصهيونية العالمية غلبتنا الماسونية العالمية قهرتنا الامبريالية الغربية والماركسية.... انتصرت علينا فياليق الهجنا وتفوقت ديموقراطيا مدنيا وثقافيا .....

الغرب المتوحش السافك للدماء الان هو لب الحضارة والتمدن والثقافة والتكنولوجيا والذروة في درجات الرقي والرفاهية

ونحن الرجل الشرقي[الــــــــ........................] في الحضيض الاسفل بل إننا ذلك الشيخ المريض [وليس الرجل المريض] نقبع في دركات التاخر والتقهقر والامية والامعية والتبعية الفكرية والاقتصادية والسياسية...

ما رايك استاذي الفاضل ان تخبرني عن جنتك[ اسرائيل] الكيان الصهيويني:

فبكل اعتراف وشفافية اقر اننا نحن العرب نجهل الكثير عن اسباب تفوق المجتمع الصهيوني المحتل وكل من نظر منا اليه لم ينظر الا من زاوية العداء [التي لا ترى الا المساويا] فما رايك ان تخبرنا بما انك تعلم ما لا نستطيع علمه بحكم القطيعة وبحكم جهل اللغة او بحكم غلالة الانا التي تطمس علينا الرؤية

لماذا انتصر وانهزمنا؟

لماذا استطاع ان يخدع العالمين بكذبته ويطمس حقائقنا مع صدقنا فيما ندعيه[او كما نظن ....]؟

لماذا كان الدين هو الاس الذي اعتمد عليه في اعادة بناء اطلاله مخربا اهراما من ناطحات السحاب لحضارتنا الشامخة التي اصبح البعض يشكك حتى في وجودها ؟ ثم طفق مثقفونا يرجعون كل اسباب الفشل الى الدين ؟

الم يكن الراحل جمال عبد الناصر علمانيا فلماذا انهزم في اكبر هزيمة عرفتها البشرية منذ كانت الحروب انتصارا وانهزاما؟ في حين ان الذي انتصر عليه لم يكن [اتاتوركيا علمانيا ] وانما كان حاخاما بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؟

لماذا كان ساكنوا هذه الجنة التي تحدثنا عنها وعن الانهار التي تجري تحت الاقدام ....متفقون على اختلاف مشاربهم واعراقهم وان اقصى الشمال منهم التقى باقصى اليمين باقصى الشرق باقصى الغرب.... فجلسوا على سرر متقابلين... في حين نحن الذين يوحدنا كل شيء لغة وجغرافية وعرقا وتاريخا وحضارة.... متفرقون تفرق ابناء سبا بل تفرق النجوم بليل لا بدر فيه ولا ضوء .... الا ما يكون من شهب لا تظهر الا لكي تختفي كان لم تكن ؟؟

لماذا يمتلك هذا العدو كل اسباب التكنولوجيا ؟؟ والتفوق الحضاري والتمدن .

اسال سؤال المتتلمذ المتعلم المعترف بحقيقة ان مشكلتنا نحن العرب اننا لا نحاول تدارك الدرس الا بعد انتهاء الامتحان..

وشكرا لكم استاذنا الفاضل ان تقبلتم باريحيتكم الطيبة سمج قارئكم المعجب باسلوبكم رغم اختلافه الشديد مع الاسس التي بنيتهم عليها نقدكم اللاذع

ايمن الركراكي

رولا نظمي 27 / 03 / 2010 38 : 12 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ

صدق الله العظيم


الحمد لله مالك الملك، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، إنه على كل شيء قدير.

والصلاة والسلام على البشير النذير، نبي المرحمة والملحمة، المبعوث رحمة للعالمين، ونذيراً للبشر أجمعين، والمقيم لخير أمة أخرجت للناس في الأولين والآخرين.

وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..

الصحوة الدينية في كل مكان، وهذا التوجه نحو الإسلام في كل صوب بداية الغيث وأول العودة،
ولعل أبرز ما في هذه العودة إلى الإسلام من العبر والعظات،
أن المتعلمين والمثقفين هم أول الناس مُسارعة إلى الرجوع للدين، مما يدلك على أن العودة عودة علمية سليمة،
وأنها ليست عودة للجاهلين، ولا تقليداً للسابقين.

وبالرغم من أعداء الدين المحدثين بالسوء عن الاسلام، وسعيهم إلى الضلال وتدبيرهم إلى تباب، والعاقبة للمتقين، والنصر للموحدين.
والدليل على ذلك قوله تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}.

وقوله تعالى: {وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً} (غافر:51).

وقوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون} (الأنفال:59)

أخي الكريم هل من الحضارة والمدنيه ترك الدين والانحلال بحجة انه عائق وجب تخطيه.

ودمتم بخير

عبد الحافظ بخيت متولى 27 / 03 / 2010 55 : 01 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
سيدى الكريم نبيل عودة
برغم انبهارى بموضوعك واحترامى لرفعك شعار العلمانية الا انى اراك وقعت فى مزلق التعصب الدينى والانحياز الايديولوجى الكامل للفكر الغربى وذلك على اساس ما يأتى:
*سخريتك من زغلول النجار وهرطقته التى ادعيتها وهو مفكر كام انك مفكر وعليك بوصفك تنتمى الى طبقة المفكرين ان تحترم رأيه وتتعامل معه باحترام هو اجتهد وقدم فكرا منطقيا اعتمد على اساس نتهجى فى التفسير العلمى المنتمى للإسلام تماما كما تحترم منهجية محمد جاب الانصارى ووسطيته ونحترم رؤى جورج المصرى وعلمانيته ونحترم رؤى قسطنطين رزيق وفلسفته ولكل منهم نهج يؤدى من خلاله رؤاه بما يسمح لاقامة حوارات فكرية يمكن لنا نحن المتلقين ان نخلص منها برؤى أشما واعم وما ضرك لو ان ماركسيا ربط بين الديالكتيك الماركسى والظواهر العلمية لاحترمنا وجهة نظريه وقولك هذا يحمل ضمنا انحيازك لهجوم الغرب على علماء المسلمين
*استدلالك بالحوار مع وفاء سلطان يؤكد يدعم الفرض السابق لانه لا يخفى عليك دور وفاء سلطان فى تشويه الاديان وبخاصة الدين الاسلامى
ودعنى اتفق معك فى ان عصر الأنوار في أروبا بداية لنهاية مرحلة من مراحل التاريخ البشري، وتجد هذه النهاية دلالتها في نظرية كوبرنيك (الهليوسنترزم) أي مركزية الشمس لا مركزية الأرض للكون (الجيوسنترزم) وكان هذا انقلابا معرفيا جعل الانسان محورا للكون وسيدا على الطبيعة يستخدم عقله وحده في اكتشاف مناهج البحث العلمي ومن ثمة تطبيق هذه المناهج على الطبيعة والانسان والتراث، والعقل هنا حر، مرن، خلاق لا حد لقدراته ولا رادع لآفاقه، يكتشف ويصل إلى الحقيقة بحرية وديناميكية لا نظير لهما وبلا وصاية كهنوتية. إن هذا العلم كما عرفته أروبا ومارسته هو الذي أخرجها من الظلمات إلى النور ويسر حياتها، بأن قضى على الكهنوت واستأصل الاستبداد السياسي والقهر الفكري وأصبح كل موضوع قابلا للبحث وللمتابعة العقلية بموضوعية وأمانة فكرية ليس في الطبيعة وحدها بل وفي الإنسان وتراثه القديم ( المقدس والوضعي) معا
ولكن ماذا خلفت هذه الحضارة ؟ خلفت شرائح كثيرة مصابون بامراض نفسية حتى ان اكثر العيادات النفسية هى الاكثر انتشارا فى امريكا تحديدا وغير ذلك من جراء امراض الحضارة ولى سؤال اخير وهو كيف ترى علاج هذا الداء من وجهة نظرك؟
انت قدمت الداء وباعتبارك مفكرا ماذا تقترح لخروج العقل العربى من وضعه الآنى الى وضع تتمناه وتراه صالحا لهذا المجتمع بكل خصائصه الفيزيائية والطوبغرافية والثقافية؟
كنت اود ان الا تقع عينى على مفردات لا تصلح لمفكر فى حجمك ولا تجرى فى قاموسه اطلاقا مثل لفظ "يشخر يضرط" اما عن التراث العربى فلنا فيه حديث يطول
لك كل محبتى

نبيل عودة 27 / 03 / 2010 54 : 06 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
الأخ عبد الحافظ بخيت متولي
كتبت : "برغم انبهارى بموضوعك واحترامى لرفعك شعار العلمانية الا انى اراك وقعت فى مزلق التعصب الدينى " .
هل تعلم ما هو التعصب الديني ؟
وهل تظن ان استعمال هذه التهمة يبرر حقك في الرأي؟
اولا انا لا ديني منذ جيل الحادية عشرة بسبب مشكلة مع معلم الدين طردت على اثرها من المدرسة لأني رفضت تحريضه على حزب له تاريخ مشرف في قيادة نضال عرب اسرائيل ، وكان ذلك الطفل واعيا الى طهارة الحزب وشخصيات ، وعندما سمع المعلم ( المرضي عنه من سلطة الحكم العسكري الغاشم الذي مورس ضد العرب في اسرائيل لمدة عقدين )يتهمهم بأنه أعداء الله وغير ذلك من الهرطقة الدينية ،انقطعت شعرة معاوية ،ومن يومها كسبت عقلا علمانيا وعلميا متحررا من الأساطير ومن الغيبيات ولا يقبل الا المثبت قطعيا . بل ولا اـحمل سماع نصوص بلا مضمون فكري، والنص اعالجه اولا بمضمونه ،ولاست من المتأثرين بالصراخ والديباجة اللغوية . فكيف اكون متعصبا دينيا ؟ولو كان معلمي حيا لقدمت له أعظم تكريم !!
اشفق على المتعصبين دينيا واعتبرهم مرضى بلا فرق بين انتماءاتهم الدينية ... وبعضهم حالات ميئوس منها.واحترم كل اصحاب الفكر المتنور وبعضهم من كبار رجال الدين أمثال جمال البنا على سبيل المثال .
سيدي مأساة فكرنا العربي انه غارق في الغيبيات ويبتعد بازدياد عن المنطق العلمي .
مأساة فكرنا العربي انه يؤمن بالحقيقة المطلقة بينما لا حقيقة مطلقة انما نسبية تزداد معرفتنا بها دائما.. الفكر المطلق يقود الى خمول فكري . الى الابتعاد عن مراكز الحضارة . أجل الحضارة اليوم غربية بشكل مطلق ، لأننا كشعوب متخلفة خارج التاريخ البشري ، ولم نساهم بشيء مما نستهلك .
قل لي ماذا تستعمل في حياتك الاجتماعية والتواصل مع الناس ؟ هل تستعمل حضارتنا العربية ام حضارة بيل غيتس ونيوتن والكسندر بيل ( التلفون ) وفابليك نيفكو ( التلفزيون ) وكارل بينس ( السيارة ) والأخوة رايت ( الطائرة ) وطامساي لونج ( الورق ) وغوتنبرغ ( الطباعة ) وماكس نيومان ( الحاسوب الأول ) ونيقولا طسلا ( الكهرباء ) ودانيس بابين ( الماكينة البخارية الأولى التي طورت لتستعمل في القطارات ) هل تريد اسماء مطوري ألأمصال ضد الأمراض الفتاكة ؟ واسماء مطوري اساليب العلاجات والجراحات الجيدة ؟ للأسف ، وللألم الشديد لن تجد عربيا واحدا. نحن طورنا الفتاوي التي جعلتنا مضحكة للعالم المتنور. من ارضاع الكبير الى وصف حور العين ودخول المفتي في اورغيا مخجلة بالبث الحي والمباشر ، الى فتاوي ضرب النساء والزواج من طفلات .. وقتل الميكي ماوس وحجاب العين الواحدة ، وتحريم المعايدة على النصارى في اعيادهم رغم انهم عرب أقحاح وموجودين قبل الاسلام بمئات السنين وهم شركاء وطن ومصير . وفتاوي عن كون الأرض بسيطة ( أي غير كروية ، كما جاء في كتاب مفتي سعودي سابق ( الباز ) : " الصقر المنقض على من ادعى كروية الأرض " !!
لذا سيدي ، كل نقاش هو مشروع ، الا التعابير التي لا تليق بأديب ان يفكر فيها .. وان يجعلها حجته في النقاش .
بالضبط .. هنا سقوطنا كمجتمكع أيضا ، هنا تضمحل ثقافتنا . هنا يفقد مجتمعنا أهليته ليكون مجتمعا حضاريا.
لا أقصد التجريح ، انما كان لا بد من رد !!

نبيل عودة 27 / 03 / 2010 56 : 06 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
الى الأخوة المعقبين الأفاضل
لم اتجاهل حواركم الراقي ، ويبدو اني ساضطر لكتابة مقال آخر أشرح فية قضايا هامة طرحت بمداخلاتكم .

نصيرة تختوخ 27 / 03 / 2010 17 : 09 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]إسمح لي أستاذ نبيل أن أعقب على ما أوردته عن المخترعات الأوربية أن أذكرك، كمطلعة أولا على تاريخ علم الرياضيات، أن الغيبيات لم تعق لا المكتشفات ولا ماتوصل إليه العلماء من منطق و براهين آخذ كنموذج الهندوسي الفقير العبقري رامانوجان الذي وصل حتى حد الاعتقاد بأن آلهة هندوسية كانت توحي له في أحلامه ومع ذلك ماوصل إليه من حسابات ونتائج كان يستحق كل الإعجاب والتقدير.
أما ماوصل إليه الفكر الإسلامي و تقدم العلوم في فترة ازدهار الحضارة الإسلامية فهو جلي كالشمس وتشهد كتب العلوم وتواريخها بذلك.
نظام الحساب العددي أخذه فيبوناتشي عن العرب حيث أقام مع والده في الجزائر وتتلمذ هناك.
كتابه ليبر آباشي أو كتاب المعداد كان واحد ا من لبِنات الرياضيات الأوربية الحديثة.
أما ما ترجم من مكتبة طوليدو من كتب عربية بعد سقوط الأندلس فيعد مما أشعل قنديل نور العلوم في أوروبا.
حتى فن العيش وتنظيم اوجبات ياأستاذي الكريم زرياب إنتبها لها قبل الحداثة الأوروبية.
ذكرت أسماء كثيرة ولعلي أذكرك بأعمال أبدعها من آمنوا بالغيبيات و أتقنوا العلوم معا كقصر الحمراء الذي اعتمد في تصميمه على قواعد الرياضيات والهندسة.
تحياتي[/align]
[/cell][/table1][/align]

نبيل عودة 27 / 03 / 2010 27 : 11 PM

رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
 
الحضارة العربية انجزت ، وهذا سجلته في مداخلاتي المختلفة ، هنا ايضا .. في فترة الانفتاح الديني في الخلافة العباسية الرشيد وألأمين والمأمون .. وساهم فيها غير المسلمين ، خاصة مسيحيو العراق وغير العرب من سائر انحاء الخلافة بحصة كبيرة جدا .. وفي الأندلس بتحقيق التعاون بين المسلمين والمسيحيين واليهود انطلقت حضارة هامة ، والعودة الى الانغلاق الديني نتج عنه حرق دار العلوم ( الخليفة المعتصم ) وتدمير منجزات حضارية ما زلنا نبكي ضياعها. وفي الأندلس حرقت كتب ابن رشد واتهم بالزندقة .. اما الموسيقي وزرياب فمن يعتز بهم يعتبر زنديقا والموسيقى تعتبر كفر والحاد حتى اليوم .. ولولا الانفتاح في العصر العباسي والأندلسي لما كانت الموسيقى ولا النهضة الفنية المباركة ، ومع ذلك لا تنسي سيدتي ان كل اصطلاحات موسيقانا هي اصطلاحات فارسية عجمية..؟
لا احد ينكر ما انتجته الحضارة العربية ، ونتألم من استمرار غياب مساهمتنا في الحضارة الانسانية ، واستبدال الرقي الحضاري بالبكاء على اطلال الحضارة العربية.
نعم اشعلنا قنديل نور العلوم والتمدن والتنوير في اوروبا .. وانحدرنا الى الظلام في شرقنا العربي.
ان استعراضي لأسماء مؤسسي الحضارة الغربية لم يكن الا لأن الزميل المحاور صعقني بإتهامي بالتعصب الديني ، فكان لا بد من توضيح اين نقف امام العالم الحضاري ،وهل انقذنا الدين من تخلفنا؟ للأسف العام الحضاري اليوم هو العالم الغربي الاستعماري .. ولكننا لا نملك خيارات أخرى، نعيش بمنتجاته ونشتمه بها . ولم نفكر بعد كيف نخرج من حضيضنا.. الا بمساعدة زعيم الهراطقة ، مكتشف العلوم التي صارت تستعمل بعربات القمامة في الغرب ، وما زلنا نعجز عن جعل هذه الاكتشافات ( المخفية لنا جميعا ) رافعة لنتقدم خطوة نحو استعادة مكاننا في التاريخ الحضاري. ويبدو ان علومه المكتشفة ليست أكثر من فقاعات صابون . السؤال المركزي يظل عن واقعنا المتعثر اليومك ... وهل من سبيل للنهوض بدون عاصفة اجتماعية تغير عقلياتنا اولا ، وتقودنا الى عصر تنوير عربي طال غيابه ؟
ملاحظة للأخوة المعقبين : طرحت حوارا فكريا ولم أطرح حوارا شخصيا .
ومن شروط المنطق الحواري عدم التجاوز الى الطعن الشخصي.


الساعة الآن 55 : 07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية