منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14775)

د ثروت عكاشة السنوسي 03 / 04 / 2010 57 : 02 PM

خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
خَوَاء..!
في الصباح.. تقف عند شرفتها البحرية، فتتهادى إليها نسائم الربيع، تنتشي وتحلم بنهار جميل.. تجلس على حافة سريرها، تتأمل أطفالها النيام، تداعب خصلاتهم المُذَهًبّة، وتطلق العنان لخيالها الخصب؛ ليعانق أحلام المساء..!
تَذْكُرُه.. تقطب جبينها الفضيّ، ثم تنهض في عصبية.. تجلس أمام التسريحة، تتأمل تقاطيعها، وشعرها الكستنائي الطويل، تتحسس ثديها الناهد، وجسدها الممشوق.. تنهض وتستدير، تراقص نفسها، والحزن يعتصرها بشدة.. سافر من زمن وتركها تعاني بين جدران الوحدة، مضى بعيدا عنها؛ يبحث في غربته الخاوية عن مالٍ وفير يعوضها أياماً عجافاً، لكنه لم يعد، وانقطعت كل وسائل الاتصال به..
قاومت كثيراً أفكارها، فربما أميرة أخرى تشغله.. وربما... حدث له مكروه.. تتفل، ثم تستعيذ من الشيطان؛ فهي ما تزال على العهد القديم، وعيونها الحالمة تبحث عنه في كل مكان تروح إليه.. أضغاث أحلام تسافر في مهجتها ليل نهار.. تزرع كل الشجون لتنغرس بقوة في أعماقها وتظل جراحاً لا تندمل.
كل مساء.. يسألها أطفالها عن أبيهم.. أين هو؟ ومتى سيعود..؟
تحتبس الكلمات داخلها، ثم تتماسك.. وبعينين دامعتين تنسج لهم حكايات مشوِّقة عنه.. تغور في قلوب الصغار، وحينما يعيدون السؤال.. تخبرهم بأنه سوف يأتي عند الصباح.. تهدهدهم وتغني لهم، فينامون في سلام..
تفتح دولابها.. تحضر صندوقها الخشبي، تُخْرِجُ رسائله المتهرئة، تفردها واحدةً تلو الأخرى.. تقرأها، وتعيد قراءتها مراتٍ ومرات، تكفكف دموعها، تعيدها إلى صندوقها.. ترتمي على سريرها.. تحتضن صغارها وتنام..!
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي

رشيد الميموني 03 / 04 / 2010 05 : 03 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
حقا .. ما اصعب الانتظار حين لا تكون هناك بارقة أمل .. فراغ وخواء في كل شيء .. في العواطف .. في الزمان .. في المكان ..
ممتعة قصتك أخي الكريم د. ثروت .. مرحبا بإطلالتك و أنتظر المزيد من إبداعاتك .
بكل المحبة .

رأفت العزي 03 / 04 / 2010 45 : 06 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
مساؤكم الخير ايها الفاضل

آه يا سيدي لو تعلم كم من النسوة في بلادي تعاني أوجاع الإنتظار والوحدة ..
عشرة آلاف سجين 85 % متزوجون .. وأحكام العدو لا تقل عن خمسة سنوات .. و
30 % من الرجال في وطني مهاجرون نصفهم متأهل وله أبناء .. وقس على
ذلك في وطني العربي الكبير .. ولأن المرأة في وطني الصغير والكبير تعيش بثقافة
العِفّة أتت أسطرك مُعبّرة عن وجع كبير / وجع عميق وصادقة فنالت إعجابي بقوة
سلمت يداك وسلم الفكر ايها القدير

خيري حمدان 05 / 04 / 2010 48 : 09 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
الدكتور ثروت السنوسي
خواء مزدوج تشعر به الأم المنفتحة على الحياة. فزوجها هجر عشّها ومضى بعيدًا خلف السحاب
وخواءٌ آخر بحكم الطفولة والرغبة بالأبوة، ذلك الجناح القويّ القادر على إضفاء مشاعر الأمان في هذا البيت الحزين.
قصّة مليئة بالحزن لكنها تعبر عن واقع نعيشه لحظة تلو الأخرى ومصير يجب أن نعمل لتغييره، ليصبح تحقيق النجاح والتقدم ممكنا في شرقنا أخي العزيز ثروت
مودتي

نصيرة تختوخ 05 / 04 / 2010 52 : 07 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
مشاهد بالغة الوضوح والتعبير محملة بأحاسيس تصل القارئ بيسر.
إستمتعت بقراءة ماأبدعت
تحياتي

د ثروت عكاشة السنوسي 05 / 04 / 2010 10 : 09 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 66362)
حقا .. ما اصعب الانتظار حين لا تكون هناك بارقة أمل .. فراغ وخواء في كل شيء .. في العواطف .. في الزمان .. في المكان ..
ممتعة قصتك أخي الكريم د. ثروت .. مرحبا بإطلالتك و أنتظر المزيد من إبداعاتك .
بكل المحبة .

أخي الحبيب المبدع الراقي / رشيد الميموني
سعيد يا أخي الحبيب بتحليلك العميق
وفكرك الراقي وابداعك الحالم..
شاكرا مرورك المعطر بالورد والزعتر
داعيا لك بالتوفيق ودوام الصحة والإبداع
تقبل مودتي واحترامي
د/ ثروت عكاشة السنوسي

د ثروت عكاشة السنوسي 08 / 05 / 2010 45 : 12 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
أشكركم أحبتي فالحرف يزداد بهاءً وبهجة بمروركم
تقبلوا تحيتي ولي عودة بالحب بينكم
د/ ثروت عكاشة السنوسي

امال حسين 10 / 05 / 2010 07 : 01 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
الدكتور القدير ثروت عكاشة

قصتك تناقش قضية سفر الزوج وترك الاسرة لتكسب المال ...ففى مقابل المال يترك الزوجة نهبا للفراغ والعوز العاطفى ويترك الاطفال لاب الموجه والناصح والمربى والحازم فى بعض الاحيان ...يترك سفينته فى خضم الحياة بغير ربان حتى فقد الاب مركزه الاول فى هذه السفينة

وايضا ذاد على ذلك انقطاع اخباره كانه تنصل من سفينته بالكامل ولم يعد فيها سوى ذكرى فى مخطوطات اثرية مهترئة

العنوان استوقفنى وحيرنى ...أهو حواء أم خواء (العنوان فيه ذكاء حاد)

كما أننى لن أتكلم عن بناء الجمل واختيار الألفاظ التى أعجبتنى بشدة .....والتى حاولت أن أعمل تجربة على نصوصكم الأول فرعون آخر زمن وهذا ...التجربة هى حذف عبارة أو بعض الكلمات أو تغييرها بكلمات أخرى ..فتحس أن النص جسد معوق ينقصه شيئ

اذا النص بكلماته وعباراته على المظبوط .

أرجو تقبل مرورى

و كل تقديرى واحترامى

د ثروت عكاشة السنوسي 15 / 05 / 2010 06 : 03 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
الأخت الفضلى والمبدعة الأرقى/ آمال حسين
شاكرا مرورك من هنا
متمنيا لك أطيب الأوقات وأسعدها
بين كتابة الحرف وقراءته في ميداننا الأدبي الرائع نور الأدب
دمت مبدعة سامية وكاتبة مميزة
تقبلي تحيتي وتقديري
د/ ثروت عكاشة السنوسي

منى مور 06 / 06 / 2010 33 : 01 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
الى المبدع الراقى/دكتور ثروت
ان قصتك ( خواء ) جميلة بكل المقايس وذلك لانها حقا تعبر عن واقع مرير.
اصبح الرجل لا يهتم بمشاعر زوجته
ويسافر ويتركها وحيدة بين الذكريات وأمل الانتظار المر
وهو لا يسافر من أجل إسعادها، ولكن بسبب أحلامه وطموحاته الشخصيةغالبا،
وسرعان ما تلتهمه الغربة ....
وحتى عندما يعود تكون الأحاسيس قد تجمدت واندثر الحب
بسبب مرارة الانتظار والوحدة..
أبدعت سيدي مع أجمل أمنياتي لك بالمزيد من الإبداع..
تحيتي ومودتي
منى مور
9

د ثروت عكاشة السنوسي 02 / 10 / 2010 46 : 02 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
شكرا سيدتي لمرورك العطر المعبق برائحة الورد والياسمين
مودتي واحترامي
د| ثروت عكاشة السنوسي

نعيم الأسيوطي 08 / 10 / 2010 48 : 11 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
أخي الحبيب د / ثروت عكاشة
تحية حب وتقدير
لعبت على مثلت له أضلاع متساوية ( السفر ، الوحدة ، الأنتظار ) وفي المقابل مثلث آخر ( المال والطموح ، الأحساس بالفراغ العاطفي ( الحب ، الرغبة ، الأمان ،الحنان = مناجاة بعودة الونيس ) ،الحرمان الأبوي لكلتا الأطراف ) ..
أخي عضو مربع الحب :
دائما اقرأ لك كثيرا ونادرا ما أعقب على أعمالك فلك بداخلي كل الحب والسمو الإبداعي وتعلم لماذا لا أعقب ..
مودتي وتقديري

نعيم الأسيوطي 08 / 10 / 2010 02 : 10 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
يثبت النص وأدعو كل الأحبة بنور الأدب للقراءة

نعيم الأسيوطي 20 / 10 / 2010 49 : 12 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
شكرا على تواجدكم الجميل

زياد صيدم 28 / 10 / 2010 45 : 09 PM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
** الاديب الراقى المتميز د. ثروت...........

يا لها من امرأة / أم مضحية.. ثابتة على الامل والعهد.. هو تصرف بصفة الخسيس وان كان عذره معه كما يقول المثل وقد يكون ...او.... لكن وجب اعلام اسرته بكل مكا صار معه..

تحايا عبقة بالزعتر.............................

ناهد شما 29 / 10 / 2010 10 : 05 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
[read]الفاضل الدكتور ثروت عكاشة
خواء !!!! خواء !!!! خواء
استمتعت كثيراً في لوحتك الفنية والتي
حاكت واقع ملموس في هذه الحياة
دائماً المراة هي الضحية مع الأبناء
في تصرف الزوج اللامبالي
وهل يمكن للسفينة ان تسير بلا ربّان
لقصتك عبق بخور أشعله
دمت ودام يراعك[/read]

حسن ابراهيم سمعون 29 / 10 / 2010 56 : 11 AM

رد: خواء.. للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ثروت عكاشة السنوسي (المشاركة 66361)
خَوَاء..!


في الصباح.. تقف عند شرفتها البحرية، فتتهادى إليها نسائم الربيع، تنتشي وتحلم بنهار جميل.. تجلس على حافة سريرها، تتأمل أطفالها النيام، تداعب خصلاتهم المُذَهًبّة، وتطلق العنان لخيالها الخصب؛ ليعانق أحلام المساء..!
تَذْكُرُه.. تقطب جبينها الفضيّ، ثم تنهض في عصبية.. تجلس أمام التسريحة، تتأمل تقاطيعها، وشعرها الكستنائي الطويل، تتحسس ثديها الناهد، وجسدها الممشوق.. تنهض وتستدير، تراقص نفسها، والحزن يعتصرها بشدة.. سافر من زمن وتركها تعاني بين جدران الوحدة، مضى بعيدا عنها؛ يبحث في غربته الخاوية عن مالٍ وفير يعوضها أياماً عجافاً، لكنه لم يعد، وانقطعت كل وسائل الاتصال به..
قاومت كثيراً أفكارها، فربما أميرة أخرى تشغله.. وربما... حدث له مكروه.. تتفل، ثم تستعيذ من الشيطان؛ فهي ما تزال على العهد القديم، وعيونها الحالمة تبحث عنه في كل مكان تروح إليه.. أضغاث أحلام تسافر في مهجتها ليل نهار.. تزرع كل الشجون لتنغرس بقوة في أعماقها وتظل جراحاً لا تندمل.
كل مساء.. يسألها أطفالها عن أبيهم.. أين هو؟ ومتى سيعود..؟
تحتبس الكلمات داخلها، ثم تتماسك.. وبعينين دامعتين تنسج لهم حكايات مشوِّقة عنه.. تغور في قلوب الصغار، وحينما يعيدون السؤال.. تخبرهم بأنه سوف يأتي عند الصباح.. تهدهدهم وتغني لهم، فينامون في سلام..
تفتح دولابها.. تحضر صندوقها الخشبي، تُخْرِجُ رسائله المتهرئة، تفردها واحدةً تلو الأخرى.. تقرأها، وتعيد قراءتها مراتٍ ومرات، تكفكف دموعها، تعيدها إلى صندوقها.. ترتمي على سريرها.. تحتضن صغارها وتنام..!


***


د/ ثروت عكاشة السنوسي


لا أدري لمَ قفزت لذهني صورة الحمامة , التي تحتضن صغارها
بانتظار ذكرها .
أعتقد بأنك يا أخي الفاضل , قد مددت أصابعك إلى شغاف الملايين
ودسست قلمك في جرح مؤلم , وواقعي .
ورصدت نقطة اجتماعية ,متكررة الألم والحدوث, وكنت موفقا ً في رصدها أخي الكريم .
يسعدني مروري بخمائلك
حسن ابراهيم سمعون



الساعة الآن 47 : 11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية