منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أوراق من زمن الماضي... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14858)

هدير الجميلي 11 / 04 / 2010 07 : 12 PM

أوراق من زمن الماضي...
 
أوراق من زمن الماضي....






كنت صغيرة مثلي مثل ...صغار طيور النورس ..عندما تتزاحم لتطلق جناحيها لحرية البحر...

تطلق العنان لأحلامها البيضاء ..والرمادية ..

فهي تسافر بدون جواز أو هوية ..

أو حتى شراع تتمسك به لينقلها عبر المحيطات ...

إلى كل المدن التي تنبت بالخير والقحط...

تحاول أن تمعن نظرها بقاع البحر.. علها تجد بالقاع .. أفراحا وفراشات ...لأنها تعرف أن البحر يسكنه الصدف والمرجان ...هذه هي الفطرة التي ولدت عليها ..

كانت أحلامي لاتتعدى (مريول المدرسة) وحقيبة كتبي..أتذكر أختي الكبرى وهي تجدل ظفيرتي لتضع فيها شريطاً أبيض يرفرف بالهواء الطلق.. يعلن عن البراءة و السلام ...كنت حريصة على أن لا أتأخر عن موعد قرع الجرس خوفاً من تأنيب المديرة التي كانت ترهبنا بحزمها وشدتها وكأنها أحد ضباط الجيش .

أجلس على كرسي الصف قرب النافذة المطلة على حديقة مدرستي الكبيرة ..وأسرح في عالم ملؤهُ التأمل والخيال..

هناك في مدينتي ولدت وسط الحرب... وكبرت مع ثورات الرصاص ...و عشت ببساطة ...منعنا من كشف مشاعرنا ..فكل الأشياء عيب.. وحرام ...ولاتجوز .

لم نعرف معنى الأنوثة ...وثورات العشق والصبا..

عشقت الأرض الخضراء حيث شهدت تغيرات فصولي مع فصولها ...فالشتاء يحمل معاطف الدفء والأمان والسكينة ..والصيف يذيب كل جليدي ..يكسر الحواجز ..وبين يديه يكشف لي الأطياف المبهمة ..أهرب إلى غروب شمسه ليضمني بحنين..الخريف يحمل باقات من أوراقه التي تعلن عن انتهاء الماضي بذكرياته المؤلمة فلا أمضي وقتي بتقليب صفحات مايجلب.

الربيع هو كل المستقبل الذي أحلم به والذي لم يطرأ علي بشيء ..غنائمه كثيرة ومتنوعة ومذهلة ..راقني عشق الفراشات بجنونها ..تلونت بألوانها ...وشممت عطر الزهر حتى إني أميز كل نوع منها وأنا مغمضة العينين...يدغدغني نمير الماء عندما يمر على مخيلتي .

أوغلت في كل الطرق المؤدية إلى الأحياء الغنية والفقيرة ...وجحظت عيني بكل المنازل الفخمة والمهترئة والمنطمسة المعالم على الأرض ...تلهث حزناً على ما فعلته ثورة الحرب بها.

ذاكرتي مختزنة بعجائب الأمور ..وصغائرها..أجد كفوف أمي تلوح لي بين الشرف ..تخرج لي عيونها الحزينة من قباب المساجد الكبيرة .. والطويلة الأعناق ..والكثيرة العدد ..كأنها تريد مني شيئا لا أفهمه..؟ لا أسمع لها صوتا ..؟فالآذان والدعاء يتكرران كل ساعات النهار.

ووالدي أذكره جيداً شديد العزيمة محمر الغضب..عاصفة هادئة الخطى لكنها ليست دوماً تخفي أثار خطاها.. أختبئ أنا وإخوتي عند قدومه تحت الأسرة ..كان يناديني من دون إخوتي أنطق بالشهادة فأنا من شدة خوفي منه كنت أنفذ بصمت أوامره..لم يكن يضربنا لكننا نخاف منه ...كعصافير تفر من رؤية الصقر محلقا بالسماء...لم نكن نعرف سر خوفنا منه حتى بعدما وافاه القضاء بالتراب.

بين كل هذا وذاك هناك شيء حاولت الإفصاح عنه والتمادي بشرحه .

وجدت نفسي موجة وسط البحر تتلاطمها الأفكار والذكريات...؟

رأيتك ولأول مرة تمشي تجر ضلك الطويل يخبئ وراءه السكون...لمحتني عينك اصطادتني...صدمتني... فلم أعرف العشق يوماً ..انتابني شعور غريب ..؟وكان صعقة كهربائية أصابتني ...تتسارع نبضات قلبي ...وكأن هناك من يطاردها فتركض مختبئة من مكان لآخر ..

كانت الليلة الأولى ليست ككل الليالي التي أمضيها وأنا احتضن لعبة من القماش تسامرني وأسامرها بأفكاري الجنونية الطائشة الطفولة ..كانت تلك الليلة غريبة بكل ما بها ...نجومها بدت أكثر وميض من السابق ...وقمرها كان كبيرا لدرجة أني شعرت بأني سألمسه بيدي...كل شيء هادئ حتى خيالي .

ملامحك لم تفارقني ..تقلبت وأقلقت الوسادة ..وكأنها تشكوني من نفسي ...اضطرب النوم بجفوني ...ما العمل ..؟وما هذا الذي اشعر به ..؟

وقفت أمام المرآة أسرح شعري وكأني لأول مرة ألمسه وأحرره من قيوده.

أصبحت أطلع على كل تفاصيلي ...وأبحث عن جوانب الأنثى المجنونة ..؟

كانت قدماي تسرعان بالمشي ..لأسابق خطوات الناس والمنازل والشوارع.. أصبحت كقطرة ندى تسقط من شفاه الورد معلنة عدم الفراق ..فانا أحببت الطريق الذي لاقاني بك ..

أصبح لكل يوم أراه فيك قصة وقصيدة تذبح على أعتابي الشوق واللهفة ...

أيمكن أن يكون لقاؤنا صدفة ..؟!

تطل علية من نوافذك دقائق.. نسرق منها النظرات ونبيح لبعضنا الوجود ونعدمه..

لم أعد تلك الفتاة المهووسة الطفولة ..المحمرة الخدين .. الطويلة الجدائل ...لقد كبرت كل الأشياء معي ..ولم يعد هناك حيز يسع لكل ما أريده ...

كيف تطابق نجمانا ..وكيف التقى كوني الضيق بكونك الفسيح...وكيف نسطر المشاعر على أوراق ..لنحرقها بعد ذلك بساعة من الغضب ..

كيف يمكن للقدر أن يختار لنا اللقاءئات ..ويتفضل علينا ببعض العشق.

أيستحق عذابنا كل هذا الحرمان والألم ...؟

أيستحق حبنا كل المجازفة وأن نكون حبيسي جدران وذكريات...

كنت أرى الناس بلون واحد وبشكل واحد ..وبوجه واحد ..

أما بعد الآن أرى وجهك مرسوما عليهم ..على المنازل القرميدية الأسطح ... على أضوية الشوارع التي يلفها الشتاء الحزين ..

أراه على حبات المطر المتساقطة لتطفئ عشق الأرض..

لم ترتعش يداي حينما أحاول أن أكتب عنك ...وأشكوك لقلمي وأوراقي وكلماتي ..

لم وأنا التي ما عادت تهتم بالكلمات المنمقة الجسد.. والمحبوكة الفصول والفواصل ؟..

كل الأشياء أصبح لها ظل يشبهك ...غرفتي ..ستائري ...مرآتي ...آنية الزهر ...وزجاجة العطر.. تذكرني بالحب وألم الفراق..

هل تشفى ذكرياتنا مع انتحار الزمن...؟

أصبح شوقي لك فرسا جامحة أحاول شد لجمها ...لكنك تمكنت من كل شيء استوطنت قلبي ولملمت بقايا إحساسي سيطرت على أعصابي ..

لم أستطع أخفاء توتري وأنت تمسك بسعادتي وتعاستي ..فأنت القاضي والجلاد..ومقصلة تنهي ما بدأناه سوياً ..

الأحداث التي جمعتنا متسارعة كنبضات قلب حمامة فرت من صيادها ..

أصبحت لا أقوى على التقاط أنفاسي وأنا أعدو نحوك ونحو مستقبل أراه غضب بيد طفل يقلبه في لحظة راحة وانكسار كيف يشاء .

أزرع حياتنا بين الوهم واليأس ..والحقيقة والخيال ..مسافات عشقنا شاسعة ..تكبر كلما ابتعدنا ..لتخلد قصتنا على مروجها المكسرة الفصول ..

تتلاشى الكلمات والسطور عندما أحاول كتابتك على أوراقي وتعم الفوضى حروفي ..

أنا لا أريد أن أكذب على نفسي وعليك ..وأقول بأني لم اشته سيجارتك وأنت تنقض عليها بصفي الولو برفق وحنان لتأخذ ما تأخذه من قُبل وعشق لايباح إلا لها ولا تجد أحد من الناس محدقا أو مستغربا فعلها...؟!

فما هي بنظرهم إلا سيجارة ...

ولا أنكر بأني تمنيت أن أسلبك عطرك الذي يحمله النسيم من البعيد لي ...ومعطفك المجنون بك تمنيت أن أكون فيه زرا فضيا أونسيج أحد خيوطه التي تلامس جسدك دون ملاحقة نظرات المارة ..

أستحضر أفكاري المجنونة كل ليلة موقدة شموعي التي تنتحب الوقت..أسترجي أن يكلمني على لسانها .

لكني هذه المرة تعثرتُ بذكائي.. اكتفيت هذه المرة بالوهم .

أصبحنا والحزن صديقين حميمين...فلم يأب أحدنا بترك

الآخر...جميل أن تكون الأحزان بلون السواد ..فلا أشعر بأنها إذا تغير لونها للأحمر أو الفيروزي سيكون لها شكل وجمال ثاني ..فكل الأشياء تنزع عنها ثوبها حتى الثعابين عندما تريد أن تزف كل عام تراها تغير فستانها عشرات المرات.. لكن طعم الفرح بالثوب الجديد سيكون نفسه فلا يوجد ما يبرر تغييره شيء.

إن جمال الحزن بالأسود الذي يرتديه.

من منا لا يحمل حقيبة حزنه معه ولا يأخذها إلى كل الأماكن ..بالمنزل و الشارع ..وفي المقهى العام ..ومكان عمله ..من منا يحاول أن يتخلص مما تحتويه ...؟

حاولت التخلص منها لكني وجدتُ نفسي مرتبة بها مع الأشياء التي أخذت مكانها بانتظام .

شيء عجيب أن تعشق ولا تحمد الله فالحب نعمه وبلاء ...لو كنا كذلك لفعلنا فعل زليخا التي عشقت يوسف وهامت بجماله وأطاعته رغم جفائه عنها لكنها فازت بقلبه ..فأوصلها إلى الزهد فيه.. وملاحق عشق أكبر وهو عشق( الله) ..أيعقل أن تكون مشاعرنا مزيفة مطلية بكل الألوان ..أيعقل أن يكون عشقنا كالحرباء تغير لونها كلما اقترب منها شيء حتى لو لم تشعر بالخطر ..

لكن عشقي لكن لم ينسني الله ولم يجعلني أغفل عنه ...قد لا أكون مثل زليخا ولا أريد تقليدها.

هدير الجميلي 12 / 04 / 2010 50 : 04 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
أعشقك وأجد بأن الحب مباح لي بكل وقت.. وأنت مباح بكل ما تملك وتمتلك ..بكل مشاعرك لي..فأنا متأكدة بأني محتلة .


لكني لم أغتصب وطنك أو استبيح شمسك التي تشاركنا الأقدار ..أتعرف بأنها تنتزع عنها الأقنعة التي ترتديها لتخفي عنا زيفها خلف شعاعها المغرور...هي مثلنا تخفي عشقها لليل وولهها بالقمر متمنية أن يبادلها نفس الشعور .. لتضمه وتنعم بالهدوء مبتعدة عن عيون كل الناس مرتاحة من أعباء الكون الظالم لها..


أنت لم تكن لي كباقي الناس الجامدي المشاعر المتصلبي القلوب ..المتحركين بشفاه ملؤها الثرثرة والنميمة بما لاينفعهم وينفع أحبتهم ..أشعر بما يشعرون به وأحس الذي يحسونه .. أصرح بكل ما أشعر به لنفسي وأكون صادقة..حتى لا أوهم نفسي بعشقك أو الوصول أليك يكون أمراً مستحيل..


قد يتمنى الناس المعجزات لكي يصلوا إلى كل الأشياء المتزاحمة والتافهة بعقولهم المادية ..


فالمعجزات نفسها لن تتحقق ..إلا إذا وجدت الإرادة والإصرار لتكون على تواصل معنا كبشر..


أترانا نحتاج فعلاً للمعجزات للالتصاق بها إلى الأبد..؟ فنحن لسنا أنبياء أو أولياء لنرى ما يفوق قدراتنا ..أو يتحقق لنا ما نريده حتى لو لم تنطق الشفاه به ...


هو الإيمان بالشيء الذي نبحث عنه ونتوق للحصول عليه .. مجردا .


ذلك قد نكون نحن من نصنع المعجزة ..وتسعى هي إلينا ولا نسعى لها ..


أحب فيك ذاك المخلوق العجيب ..فأنت ليس ككل البشر لكنك كل البشر..صفاتك وخصالك قسمت عليهم ..قد تفوق أعدادهم عقلي العصفوري ..ومشاعري التي لا تحتوي أناسا غيرك ..لكني أستطيع أن أجزم بأنك تفوقت عليهم..


تطوف بعيني صورك .. فما أجمل أن تعشق دون أخذ ما تريد ..تبقى لاهث المشاعر والأحاسيس خلف ظل المعشوق ...ترتمي عند رؤية طيفه يتجول بخاطرك ويستنجد بذاكرتك لتعانقه وتأخذ مالذ وطاب لك ...لكنك لن تروي روحك الظمأى...فتبقى تحترق كصحراء تحرقها نيران عشقها لقطرة مطر.


حواء خلقت بكبريائها وجمالها تخدم الرجل ..وقلة منهم من يستطعم ذاك الجمال ويركع تحت كبريائها المغرور ...هي تستخدم لؤمها وكيدها لتذل بها العاشق الذي يكون صريع هواها ..


لكنني لم أكن تلك الحواء يوماً ..


لم تسخر يوماً مني ..فأنا خلقت بسيطة بكل شيء ..لم تهمني المرآة لأنك تعرف حقيقتي دون أن أضع أحمر الشفاه ..أو أضع مساحيق التجميل لتراني كدمية جميلة لكنها جامدة مجردة من كل شيء ..فأنت غني عن امتلاك مانيكان ..


أحسد نفسي بأني أحبك أنت فقط ..لا أحسد المشاهير فما قيمة أن يكون لك الآلاف من العشاق والمعجبين...وأنت لا تعشق سوى واحد منهم . ..؟


هم لن يعطوك دافعا للاستمرار والنجاح والتقدم ..لكن شخصا واحدا هو من يعطيك كل تلك الأشياء وأنت غني عن كل أولائك .


الكذب هو الشيء الوحيد الذي نحسن عشرته وإجادته ..


نحن خلقنا وسط كذبة الحياة.. وسخرية القدر والاستهزاء من أحلامنا.. وحياة خُطت لنا بالغيب .. يلزمنا الكثير من الأكاذيب حتى نواصل حياتنا المعتادة الشرور والشرود ..لم نركب سفينة الصدق ....أيلزمنا الكثير لنصل لبعضنا البعض ..؟


مازلنا لا نجيد اللغة العربية حتى نخفي مشاعرنا بكلمات منمقة الحس عديمة الشعور بالآخرين ..


أيُ لعنة نصيب بها أنفسنا ونحن بأيدينا النجاة من قواذف اللعنات..فمن منا لا يعتبر خروجه لدنيا لعنة حلت بالقالب الذي صنع فيه ..؟ وبالأرض التي ليس لها ذنب باحتواء المغفلين ..


أينتهي الحب بانتهاء الكون ..؟أم أن هناك آخرين ينتظرون دورهم لتجرع حلاوته والصبر على مرارته.

رشيد الميموني 12 / 04 / 2010 02 : 05 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
أختي القديرة هدير ..
لم أكد أعيد قراءة رسائلك "إلى حبيبي المعتقل" حتى وجدت نفسي أمام هذا البوح المتناثرة أوراقه في بهاء و عذوبة ..
أدركت انني أمام قلم لا يشق له غبار و لا ينضب معينه .. ما شاء الله ..
كوني على يقين أختي أنني أنتظر هطول إبداعك بكل لهفة .. ففيها البوح الصادق والكلمات النابعة من القلب .. فيها تلقائية وعفوية ..
دمت متألقة ..
دائما في الانتظار ..

هدير الجميلي 13 / 04 / 2010 47 : 04 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
في السابق كان كل شيء جميل فالرسائل التي كنت تكتبها وأنت جاثم على ضوء الفانوس وصوت القصف يرعد بجسدك ...كنت أرى التعرجات التي خطها خوفك مع كل حرف مال عن السطر ونحرف مساره... يخبرني بمشاعرك كيف كانت لحظتها ...والعطر الذي كنت ترشه عليها بعد أن تطبقها وتضعها بجيب سترتك ..أشم ذاك العطر للآن وكأنه تشرب بروح الحروف وعشقها.
اليوم الرسائل تبعث على جهاز الخلوي ..لتجدها بلون الأبيض والأسود معدومة الرائحة لا تحمل سوى كلام مكتوب ليفصح عن خيبة أمل ورجاء العشاق..تمحى بمجرد أن تستبدل الجهاز أو تتزاحم رسائل أخرى لتأخذ دورها ..معلنة عن انتهاء فترة حراستها على صندوق الرسائل.
أعظم هدية قدمتها لي زهرة.. كنت قد قطفتها من أمام حديقة جاركم..وخبأتها بيدك اليسرى..رميتها لي عندما كان الطريق خالي من المارة ..وأنا أشك بأنه كان خالياً..فليس من المعقول أن تسير بشارع عام ولا نرى فيه أشباح المارة تلوح أمام ناظرينا ..لكن من فرطنا بالعشق لم نكن نرى سوى نفسينا معاً.
التقطتها وكأني وضعت الكون بين يدي.. خبأتها بدفتر العلوم كنت حريصة على عدم فقدانها منه ..فلم تمل عيني من مراقبتها وهي نامت بين طيات الورق.
كان للهدايا معنى..؟ تهب دون مقابل ...؟!
أنت تعرف بأنني حتى عندما أبلغ السبعون عاماً ..سأبقى تلك الطفلة التي ترتمي بأحضانك لتؤنس وحشتها ..من كابوس مر مرور العمر ..وتحنوا طفقا على دقات قلبها كطفل يتيم.
ثمة مشاعر تفصلنا عن الناس ..فتجعل منهم موتى لمقابر الذاكرة ..
وثمة ما يفصل الأحياء عن الأموات ...فيكون الأحياء موتى النسيان ..
يا ترى ما لذي يجعل الثوار يعشقون الوطن...ولا يضعون حساب لحياتهم ..لم يختاروا حد فاصل بين ما يعشقون وبين ما سيخسرون ..
فليس لهم أدنى سلطة يحكمون بها سوى على أنفسهم بالهلاك...
أيمكن أن نقول عنهم مجانين ..؟أم بهم مس..؟!قد يكونوا كذلك فالعشق وقعه وقع السحر ...يفعل أكثر .
قد تكون نهاياتنا خلف ستائر معلقة مزخرفة ..لن نشك يوماً بأنها ستكون لنا كفن ..!
نركض لاهثين خلف الأماني...لترمي لنا بفتاتها ..فنذل دون أن نطول شيء من ذاك الفتات ..
هي معركة دارت رحاها خلف غيوم ترتدي البؤس ...تسخر من عيوننا التي تطالعها وتشهق دهشة ..حاسدة ..بفضولية الإنسان ..متسائلة مالذي تخفيه الغيوم خلفها ..هنيئان لها ..؟ما أعلاها وما أجل شموخها...؟
لم ندرك بأننا نحن أسمى منها وأفضل ..فنحن من كرمنا الله على سائر ما خلق ..؟ !
تكفينا الحواس التي نتحرك بها..أذكر بالماضي كنت أعشق النظر إلى عيناي ..فأنا أتطلع بهما إلى أبعد نقطة ...لرسم مستقبلي ..دون أن أحرك يدي أو قدمي ..ودون أن أتعب شفتاي لتنطقان بما أريد...
لم يكن لعقلي سوى أن يكتشف دواخلي وكأننا خلقنا منفصلين .. فنحن نملك حواس الشعور ولاشعور..لهذا نكون جاحدين ونصرف أنفسنا عنها .
هكذا يتراكم بنا الحطام ...ويصبح أكوام مبعثرة بكل أجزائنا ..لينتج عنه قباحة أرواحنا...
قد تخفي سطور الماضي بشاعة ما عشناه ووحشية ما تعلمناه ..ورداءة بذور زرعت بأرض نأكل من ثمارها العفنة ...
هي لم تكن أوراق تنموا عليها العثة لتترك أثار قواطعها المسننة الجحود ..
صعقة كهربائية تعيدنا لرشدنا في زمن فقدنا فيه الذاكرة ..لم تكن لدينا ذكريات تستند عليها حقائقنا .
الحقيقة الأجمل أن تكتشف جوانبك المظلمة ...ولا تدع طيور الظلام تعشش بسقوفها.


هدير الجميلي 14 / 04 / 2010 11 : 10 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
******************
لو خيروني بين أن أستنشق الهواء ..واستنشاقك لاخترت أن أتنفسك حتى لو علمت بأني سأفقد آخر خيط يربطني بالحياة..؟
فلم يعد الموت يخيفني ..كما كنت صغيرة ..
عشقت أن أكون بغيبوبة تحتجزني بين حناياك ...وأحببت أن أكون في متاهة وردية تجعلني أحرك كل مشاعرك التي آوت إلى كهف عميق متفرع الدهاليز..يخبئ داخله صباه ورجولته وكل ماتاقت له نفسه ليكون أسير امرأة ... تجيد الصيد وغرس الحب بقلب ذبلت أغصانه.
كنت دوماً تلك الأنثى التي طالما أخافتك..بسجنها ...تعجزك عن أن تتفوق عليها بحبك وتنال منها بشغفك ...
اصطدت كلمات الحب من بين شفتيك..ألغيت تاريخ ميلادك
زرعت الفرح بحنجرتك المزروعة خناجر.. وكسرت نوافذ صمتك..تراقصت كجنية مهووسة على أصابعك ..من أجل ذلك لا يحق لك أن تصدر بي حكما بالنفي خارج خارطة حياتك.
لأنك من أغمد في روحي سيف العشق..وأضمر في نعاسي لليل متيقظ.. استطعت أن تجعلني أكتشف الحب بعين الشمس.. وأخترع وطنا جديدا ..
فأنت من أعاد لي ولهي المنسي بالكتابة ..وأخرج كلماتي من درج الصمت..
وضعتني حروفا بين كفيك التي طالما تمنيت ملامستهما بشفاه تحتضر..قاحلة تتعطش ...يغرقها الجفاف .
كيف يوقن الذي يغرق بمحيط..أنه سينجو ..؟!لولا نسمه من الأمل تجلبها الريح له..
لحياتنا فلسفة.. ولمعاناتنا فلسفة ..ولتخاريفنا فلسفة ..وللفصول فلسفتها ..وللحب ........لا ندري بأي منطق يحاكينا ..
تحبسنا الفلسفة بين ظلمتين..؟ ظلمة الحظ وظلمة المنطق..
أيهما سيكون بصالحنا الحظ أم المنطق ...نعترف بأننا بحاجة للحظ أكثر ..لأن المنطق قد لا يكون بصالحنا ..
ففي كل واحد منا زوايا مظلمة ....

هدير الجميلي 17 / 04 / 2010 01 : 09 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
***************

لماذا لا نشعر بالرضا والقناعة ..؟
ونحاول البحث عن أشياء تنقصنا ..
يا ترى هل هناك فعلاً أشياء تنقصنا... ؟
أضائعة نجدها لدى أناس آخرون ...؟فنمني النفس بسلبها من بين أيديهم..
كثيراً ما أعد أصابع يدي وأنظر إلى تقاطيع وجهي ...أدقق ما لذي يجعلني أتميز عن الآخرون...
وهل هم مميزون عني ..؟وبأي شيء ...؟
لماذا لا أصارح نفسي وأدقق أكثر في ماهيتي قد تكون هناك أجزاء ضائعة وسط الركام ...تتزاحم دون أن تجد لها مكانا صحيحا لتستكين فيه وتباشر مهامها لتثبت قدرتها بالتميز ..
كلنا يبحث عن الكمال في نفسه ...وفي من يحبهم ...يتمنى أن لا يجد الأخطاء فيهم ....
أهو الطمع والتطلع إلى الكمال .. ؟
ليس من المعقول أن يكون إنسان مكتملا وهو بشر ...؟
ولن يكون ملاكا فالملائكة تخطئ أيضاً...؟!
متى نتوقف عن ملاحقة أنانيتنا ...ونشعر بالاستقرار...
لننفض عنا غبار تراكم على ستائر أرواحنا البيضاء التي أرهقها البحث.
الرحيل ... الرحيل ...والهروب من كل الأشياء التي تشعرنا بالضجر من أنفسنا ومن الحقيقة التي لانريد أن تواجه الأوهام بداخلنا ..
لقد تعودت أن ألاحقك وأنت مسافر بين السماء والأرض..
أتبقى دائم الترحال ...ألا يكفي قلبي يترحل بين أمصارك وصحاريك..
ستبقى أنت من تحدد مصيره ...فليس في قلبي مكان لأحد غيرك..
عندما تودعني السنوات ..بين أنياب الماضي ..وتخط الحسرات في قلبي المجروح....

هدير الجميلي 18 / 04 / 2010 15 : 12 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
أجدني كثيرة التشاؤم قليلة الأمل ...عندما تنزحك المسافات والفوارق ..
لم أجد فرق بين الجنون والعقل ...و الحقيقة والخيال ...فحبك جمع كل هذا ..
هناك حب يموت ليعيش آخرون بسببه ..وحب يعيش ليقتل آخرون..
اخترت الثاني .
حاولت أن أبدل قلبي بآخر ...اخلعه أغير شكله ... أحدد لأوردته وشرايينه آماكن أخرى واتجاهات أخرى ..أصبغه بلون غير الأحمر القاني..فهل سأشعر بأنه هو ذاك الذي غيرت مكانه ومكانته...؟
سأجد نفسي المذنب الأول والأخير.. والخاسر الأكبر.
حتى عندما أبتسم ترافقني لمحة من الشجن التي تكشف على الملأ سترها من الحزن.
أسقط وشاح التخفي حتى لا يلاحظ.. ما أشعر به ...فليس كل العيون ترى شجون ترتدي ابتسامة صفراء مملة .
ءأكتب كثيراً عن نفسي ...أم عن كل الذين يكونوا مثلي ..
يبطنون شفاه المآقي بدموع تشتاق لعيون قلب اطلها السبات.
كلنا يرى حقيقته خلف جراحه المعتمة ..
تصافحني الدنيا..ألمس يدها ..فتغرس الشوك ..بباطن أكفي ..
كم كنت بلهاء عندما تصورت إن الدنيا تحوي المغفلين والأغبياء ..كم كرهت نفسي عندما تصورتها تعانق الضعفاء وتصافحهم ..
لم يكن قلبها شفاف كما تخيلت بطفولتي ..
لم تكن شفتاها مزهرتان بالورد..فأنا تجرعت السم منها بعد الصمت .
لم تكن لها روح عاشق ..
كانت قاتلة مأجورة لكل من يحلم بالحب والسلام .
لم تكن سوى ساحرة شريرة ...توقع بالضعفاء .
وهل الحب كان يوماً ضعف..يسلبنا الكبرياء والكرامة...؟

عبد الحافظ بخيت متولى 18 / 04 / 2010 18 : 01 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
ذكرتنى هدير بلمحمة الحب هذى والتى اسكبت فيها ذاركتها على رصيف التذكر والشوق والحنان بما قاله الشاعر العربى القديم فى تصوير بديع لحالة القلب العاشق الصب:
كأن القلب ليلية قيل يُغــدى *** بليلى العامرية او يُـــــــراحُ
قطاة غرّها شَرَك فبــــاتت *** تعالجه وقد علق الجنــــــاح
لها فرخان قد تُركا بوكـــر *** وعشهما تصفقه الريـــــــاح
فلا فى الليل نالت ما ترجى *** ولا فى الصبح كان لها براح
وهو تصوير لحالة القلب المفزوع الخائف والمتوحد بالحبيب المهاجر اللهى والعابث , وهدير انطلقت من روح انثى أحبت بطلة قصتها حبا متوهجا فى مقابل صدود ونكران , وهى احبت وتحدت فى من تحب وتدثرت بمعطفه ومن ثم تستعيد البطلة تفاصي قصتها كنوع من البوح الرائع الذى يحاول ان يجلو صدا الروح باسترجاع التذكر وخطاب هذا البعيد لعل رجع الصوت يعيد للروح بهجتها وأسكبت عمقها الثقافى وفلسفتها الخاصة على هذا البوح فجاء عميقا محملا بكل مشاعر القوة للانثى المحبة
لك كل محبتى وتقديرى ايتها الرائعة النبيلة

نصيرة تختوخ 18 / 04 / 2010 30 : 01 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدير الجميلي (المشاركة 67549)
أوراق من زمن الماضي....






كنت صغيرة مثلي مثل ...صغار طيور النورس ..عندما تتزاحم لتطلق جناحيها لحرية البحر...

تطلق العنان لأحلامها البيضاء ..والرمادية ..

فهي تسافر بدون جواز أو هوية ..

أو حتى شراع تتمسك به لينقلها عبر المحيطات ...

إلى كل المدن التي تنبت بالخير والقحط...

تحاول أن تمعن نظرها بقاع البحر.. علها تجد بالقاع .. أفراحا وفراشات ...لأنها تعرف أن البحر يسكنه الصدف والمرجان ...هذه هي الفطرة التي ولدت عليها ..

كانت أحلامي لاتتعدى (مريول المدرسة) وحقيبة كتبي..أتذكر أختي الكبرى وهي تجدل ظفيرتي لتضع فيها شريطاً أبيض يرفرف بالهواء الطلق.. يعلن عن البراءة و السلام ...كنت حريصة على أن لا أتأخر عن موعد قرع الجرس خوفاً من تأنيب المديرة التي كانت ترهبنا بحزمها وشدتها وكأنها أحد ضباط الجيش .

أجلس على كرسي الصف قرب النافذة المطلة على حديقة مدرستي الكبيرة ..وأسرح في عالم ملؤهُ التأمل والخيال..

هناك في مدينتي ولدت وسط الحرب... وكبرت مع ثورات الرصاص ...و عشت ببساطة ...منعنا من كشف مشاعرنا ..فكل الأشياء عيب.. وحرام ...ولاتجوز .

لم نعرف معنى الأنوثة ...وثورات العشق والصبا..

عشقت الأرض الخضراء حيث شهدت تغيرات فصولي مع فصولها ...فالشتاء يحمل معاطف الدفء والأمان والسكينة ..والصيف يذيب كل جليدي ..يكسر الحواجز ..وبين يديه يكشف لي الأطياف المبهمة ..أهرب إلى غروب شمسه ليضمني بحنين..الخريف يحمل باقات من أوراقه التي تعلن عن انتهاء الماضي بذكرياته المؤلمة فلا أمضي وقتي بتقليب صفحات مايجلب.

الربيع هو كل المستقبل الذي أحلم به والذي لم يطرأ علي بشيء ..غنائمه كثيرة ومتنوعة ومذهلة ..راقني عشق الفراشات بجنونها ..تلونت بألوانها ...وشممت عطر الزهر حتى إني أميز كل نوع منها وأنا مغمضة العينين...يدغدغني نمير الماء عندما يمر على مخيلتي .

أوغلت في كل الطرق المؤدية إلى الأحياء الغنية والفقيرة ...وجحظت عيني بكل المنازل الفخمة والمهترئة والمنطمسة المعالم على الأرض ...تلهث حزناً على ما فعلته ثورة الحرب بها.

ذاكرتي مختزنة بعجائب الأمور ..وصغائرها..أجد كفوف أمي تلوح لي بين الشرف ..تخرج لي عيونها الحزينة من قباب المساجد الكبيرة .. والطويلة الأعناق ..والكثيرة العدد ..كأنها تريد مني شيئا لا أفهمه..؟ لا أسمع لها صوتا ..؟فالآذان والدعاء يتكرران كل ساعات النهار.

ووالدي أذكره جيداً شديد العزيمة محمر الغضب..عاصفة هادئة الخطى لكنها ليست دوماً تخفي أثار خطاها.. أختبئ أنا وإخوتي عند قدومه تحت الأسرة ..كان يناديني من دون إخوتي أنطق بالشهادة فأنا من شدة خوفي منه كنت أنفذ بصمت أوامره..لم يكن يضربنا لكننا نخاف منه ...كعصافير تفر من رؤية الصقر محلقا بالسماء...لم نكن نعرف سر خوفنا منه حتى بعدما وافاه القضاء بالتراب.

بين كل هذا وذاك هناك شيء حاولت الإفصاح عنه والتمادي بشرحه .

وجدت نفسي موجة وسط البحر تتلاطمها الأفكار والذكريات...؟

رأيتك ولأول مرة تمشي تجر ضلك الطويل يخبئ وراءه السكون...لمحتني عينك اصطادتني...صدمتني... فلم أعرف العشق يوماً ..انتابني شعور غريب ..؟وكان صعقة كهربائية أصابتني ...تتسارع نبضات قلبي ...وكأن هناك من يطاردها فتركض مختبئة من مكان لآخر ..

كانت الليلة الأولى ليست ككل الليالي التي أمضيها وأنا احتضن لعبة من القماش تسامرني وأسامرها بأفكاري الجنونية الطائشة الطفولة ..كانت تلك الليلة غريبة بكل ما بها ...نجومها بدت أكثر وميض من السابق ...وقمرها كان كبيرا لدرجة أني شعرت بأني سألمسه بيدي...كل شيء هادئ حتى خيالي .

ملامحك لم تفارقني ..تقلبت وأقلقت الوسادة ..وكأنها تشكوني من نفسي ...اضطرب النوم بجفوني ...ما العمل ..؟وما هذا الذي اشعر به ..؟

وقفت أمام المرآة أسرح شعري وكأني لأول مرة ألمسه وأحرره من قيوده.

أصبحت أطلع على كل تفاصيلي ...وأبحث عن جوانب الأنثى المجنونة ..؟

كانت قدماي تسرعان بالمشي ..لأسابق خطوات الناس والمنازل والشوارع.. أصبحت كقطرة ندى تسقط من شفاه الورد معلنة عدم الفراق ..فانا أحببت الطريق الذي لاقاني بك ..

أصبح لكل يوم أراه فيك قصة وقصيدة تذبح على أعتابي الشوق واللهفة ...

أيمكن أن يكون لقاؤنا صدفة ..؟!

تطل علية من نوافذك دقائق.. نسرق منها النظرات ونبيح لبعضنا الوجود ونعدمه..

لم أعد تلك الفتاة المهووسة الطفولة ..المحمرة الخدين .. الطويلة الجدائل ...لقد كبرت كل الأشياء معي ..ولم يعد هناك حيز يسع لكل ما أريده ...

كيف تطابق نجمانا ..وكيف التقى كوني الضيق بكونك الفسيح...وكيف نسطر المشاعر على أوراق ..لنحرقها بعد ذلك بساعة من الغضب ..

كيف يمكن للقدر أن يختار لنا اللقاءئات ..ويتفضل علينا ببعض العشق.

أيستحق عذابنا كل هذا الحرمان والألم ...؟

أيستحق حبنا كل المجازفة وأن نكون حبيسي جدران وذكريات...

كنت أرى الناس بلون واحد وبشكل واحد ..وبوجه واحد ..

أما بعد الآن أرى وجهك مرسوما عليهم ..على المنازل القرميدية الأسطح ... على أضوية الشوارع التي يلفها الشتاء الحزين ..

أراه على حبات المطر المتساقطة لتطفئ عشق الأرض..

لم ترتعش يداي حينما أحاول أن أكتب عنك ...وأشكوك لقلمي وأوراقي وكلماتي ..

لم وأنا التي ما عادت تهتم بالكلمات المنمقة الجسد.. والمحبوكة الفصول والفواصل ؟..

كل الأشياء أصبح لها ظل يشبهك ...غرفتي ..ستائري ...مرآتي ...آنية الزهر ...وزجاجة العطر.. تذكرني بالحب وألم الفراق..

هل تشفى ذكرياتنا مع انتحار الزمن...؟

أصبح شوقي لك فرسا جامحة أحاول شد لجمها ...لكنك تمكنت من كل شيء استوطنت قلبي ولملمت بقايا إحساسي سيطرت على أعصابي ..

لم أستطع أخفاء توتري وأنت تمسك بسعادتي وتعاستي ..فأنت القاضي والجلاد..ومقصلة تنهي ما بدأناه سوياً ..

الأحداث التي جمعتنا متسارعة كنبضات قلب حمامة فرت من صيادها ..

أصبحت لا أقوى على التقاط أنفاسي وأنا أعدو نحوك ونحو مستقبل أراه غضب بيد طفل يقلبه في لحظة راحة وانكسار كيف يشاء .

أزرع حياتنا بين الوهم واليأس ..والحقيقة والخيال ..مسافات عشقنا شاسعة ..تكبر كلما ابتعدنا ..لتخلد قصتنا على مروجها المكسرة الفصول ..

تتلاشى الكلمات والسطور عندما أحاول كتابتك على أوراقي وتعم الفوضى حروفي ..

أنا لا أريد أن أكذب على نفسي وعليك ..وأقول بأني لم اشته سيجارتك وأنت تنقض عليها بصفي الولو برفق وحنان لتأخذ ما تأخذه من قُبل وعشق لايباح إلا لها ولا تجد أحد من الناس محدقا أو مستغربا فعلها...؟!

فما هي بنظرهم إلا سيجارة ...

ولا أنكر بأني تمنيت أن أسلبك عطرك الذي يحمله النسيم من البعيد لي ...ومعطفك المجنون بك تمنيت أن أكون فيه زرا فضيا أونسيج أحد خيوطه التي تلامس جسدك دون ملاحقة نظرات المارة ..

أستحضر أفكاري المجنونة كل ليلة موقدة شموعي التي تنتحب الوقت..أسترجي أن يكلمني على لسانها .

لكني هذه المرة تعثرتُ بذكائي.. اكتفيت هذه المرة بالوهم .

أصبحنا والحزن صديقين حميمين...فلم يأب أحدنا بترك

الآخر...جميل أن تكون الأحزان بلون السواد ..فلا أشعر بأنها إذا تغير لونها للأحمر أو الفيروزي سيكون لها شكل وجمال ثاني ..فكل الأشياء تنزع عنها ثوبها حتى الثعابين عندما تريد أن تزف كل عام تراها تغير فستانها عشرات المرات.. لكن طعم الفرح بالثوب الجديد سيكون نفسه فلا يوجد ما يبرر تغييره شيء.

إن جمال الحزن بالأسود الذي يرتديه.

من منا لا يحمل حقيبة حزنه معه ولا يأخذها إلى كل الأماكن ..بالمنزل و الشارع ..وفي المقهى العام ..ومكان عمله ..من منا يحاول أن يتخلص مما تحتويه ...؟

حاولت التخلص منها لكني وجدتُ نفسي مرتبة بها مع الأشياء التي أخذت مكانها بانتظام .

شيء عجيب أن تعشق ولا تحمد الله فالحب نعمه وبلاء ...لو كنا كذلك لفعلنا فعل زليخا التي عشقت يوسف وهامت بجماله وأطاعته رغم جفائه عنها لكنها فازت بقلبه ..فأوصلها إلى الزهد فيه.. وملاحق عشق أكبر وهو عشق( الله) ..أيعقل أن تكون مشاعرنا مزيفة مطلية بكل الألوان ..أيعقل أن يكون عشقنا كالحرباء تغير لونها كلما اقترب منها شيء حتى لو لم تشعر بالخطر ..

لكن عشقي لكن لم ينسني الله ولم يجعلني أغفل عنه ...قد لا أكون مثل زليخا ولا أريد تقليدها.

كتبت بجمال و أنوثة و حتى عمق فلسفي به إنسانية و عقلانية و حكمة.
في ورقتك الأولى وجدت غليانا وثورة ومشاعر أنثى محاصرة بواقع مجتمعها ووجدت إرادة و طاقة و لغة عقل حاضرة مع لغة القلب.
لك تقديري وترحيبي بما أبدعت.
ولي حتما عودة.
تحياتي

هدير الجميلي 18 / 04 / 2010 46 : 05 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى (المشاركة 68465)
ذكرتنى هدير بلمحمة الحب هذى والتى اسكبت فيها ذاركتها على رصيف التذكر والشوق والحنان بما قاله الشاعر العربى القديم فى تصوير بديع لحالة القلب العاشق الصب:
كأن القلب ليلية قيل يُغــدى *** بليلى العامرية او يُـــــــراحُ
قطاة غرّها شَرَك فبــــاتت *** تعالجه وقد علق الجنــــــاح
لها فرخان قد تُركا بوكـــر *** وعشهما تصفقه الريـــــــاح
فلا فى الليل نالت ما ترجى *** ولا فى الصبح كان لها براح
وهو تصوير لحالة القلب المفزوع الخائف والمتوحد بالحبيب المهاجر اللهى والعابث , وهدير انطلقت من روح انثى أحبت بطلة قصتها حبا متوهجا فى مقابل صدود ونكران , وهى احبت وتحدت فى من تحب وتدثرت بمعطفه ومن ثم تستعيد البطلة تفاصي قصتها كنوع من البوح الرائع الذى يحاول ان يجلو صدا الروح باسترجاع التذكر وخطاب هذا البعيد لعل رجع الصوت يعيد للروح بهجتها وأسكبت عمقها الثقافى وفلسفتها الخاصة على هذا البوح فجاء عميقا محملا بكل مشاعر القوة للانثى المحبة
لك كل محبتى وتقديرى ايتها الرائعة النبيلة


أسعدني تواجدك بين أطلالي
هذا أسعدني ..كثيراً أستاذنا القدير سلمت على ماقدمت لي من بوح وتفسير ما اشعربه .
دمت بسلام ومحبة

هدير الجميلي 18 / 04 / 2010 58 : 05 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ (المشاركة 68467)
كتبت بجمال و أنوثة و حتى عمق فلسفي به إنسانية و عقلانية و حكمة.
في ورقتك الأولى وجدت غليانا وثورة ومشاعر أنثى محاصرة بواقع مجتمعها ووجدت إرادة و طاقة و لغة عقل حاضرة مع لغة القلب.
لك تقديري وترحيبي بما أبدعت.
ولي حتما عودة.
تحياتي


شكراً لك من أعماق قلبي أستاذتي الغالية
ماكتبت لم يكن إلا نتيجة غليان يحاصر أعماقي ..
واتى موعد أن يكون ما اريد البوح به ...للجميع ليس لي فقط .
علهم يجدون مايبحثون بين أوراقي المجنونة ...

دمت بخير ومحبة

هدير الجميلي 18 / 04 / 2010 10 : 09 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
[align=justify]
*************



نركض لاهثين نبحث عن ما يروي عطشنا ..نجد إن كل شي أصبح أقزاما..
نلهث لينتهي بنا المطاف إلى صحاري مقفرة ...
نمسك بين أصابعنا الجائعة حفنة من السراب ..والذل ..
فلماذا تذلنا قطرة ماء .. ؟
كم ركضت لاهثة وأنا أطارد أشباحا أحسبها شخوصا وصروحا عظيمة ..؟
أدهشني الآن ما كنت أطارده ... !
لم يكن سوى أشباح ملعونة ..
عندما كنت تلك الصغيرة اللا مبالية..لم أخف شيئأ...
حتى عندما أمسك أفعى يطاردني فحيحها ..أو أقتل عقربا ..أو أصطاد عصفورا لأخبئه بقميصي خوف رؤية أمي له لأجده قد مات خنقاً وقضى نحبه على صدري ... غير عابئة بالنتيجة ....
لم يكن يخيفني الظلام بردائه الكبير ..فالظلام يخفي تحت ردائه العشق والموت ...
كان يعجبني هزيم الرعد ..وجنون البرق..يبهرني بضوئه..
كنت أراقص حبات المطر ..أقفز..وأقفز..وأقفز ..وكأني ملكت الكون بأشرعتي الصغيرة ...
سفني كانت من الورق ..لكنها لم تكن تغرق بسهولة ..
كان الفضول يحثني لأبحث و أخوض بكل شيء..
فلم يكن هناك ما يخيفني ..
فما أكثر الخوف اليوم ..وما أكبر حجمه..؟
لم نعرف عمق غياهب الكون ...
لقد كانت عقولنا صغيرة ...لم تتعدى حدود اللهو والسذاجة ..ومطاردة طائرة ورقية بالسماء ..أو ملاحقة فراشة لا يفصلنا الجري خلفها سطح الأرض.
تجد عندها أن عالمك الصغير يكبر فجأة ولا يتوقف عن النمو ...وفيك الأشياء تكبر وتكثر ...حتى تنفجر ..
وتبحث عن كل الذي تناثر وتطاير هنا وهناك ..عن شيء تحبه ..
قلب يلملم ما خلفه عالمك المجنون ..
العالم لم يدرك حروفي الغاضبة..
فهو يريد أن يكسر شوكة مشاعري ...لعله لم يعترف بقاموس الصدق..
لم يفهم شيء مما قلت أو كتبت...
لم يكن يسمع صدى حروفي...فليس لها معنى ...
لم يوقن إنها جذور بقيت تدب بها الحياة رغم أستئصال رؤوسها ...
لم يفهم إني سأبقى ذكرى جميلة به رغم رفضه لي ..
سيندم هذا العالم ..لأنه أهملني ..فأنا لست نشوة.. وليدة لحظة حب ..تنطفئ نيرانها..للبحث عن ما يوقدها من جديد ...
سيتمنى الموت يداعبه ..بعد لحظات من رحيلي..
سيلهث متمنياً اللحاق بي ..وأنا من سيسخر منه ..وأرميه خلف بصري...
فلن يجد تلك المتعة بعذابي .. حتى بعد غيابي..
ولن يشرب من كأس النسيان..فلن يكون النسيان هذه المرة سوى نقمة ما بعدها نعمة ..
فأنا أنحر معي أجمل ما اشعر به ..وأهرق مدادها على أوراق مضت سنواتها...
فأنا لا أكرر انتحاري مرتين ..
أخيط كفني وأنا ساخرة ..فلم يكن الموت زائري لمرة واحدة ..
استقبلته مجلجلاً مئات المرات..
تعودنا على بعضنا ..
منذ الطفولة رافقته مع كل الذين تشابكت أرواحهم مع الرصاص.. منحونا الحياة وسلبت منهم ...
[/align]

رشيد الميموني 19 / 04 / 2010 24 : 03 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
[align=justify]
القديرة هدير .. حياك الله و رعاك ..
على إيقاع "رسائل إلى حبيبي المعتقل" تأتي هذه الأوراق لتكشف لنا جانبا من إمكانياتك الأدبية الهائلة و تمكنك من تطويع القلم ليسكب ما تمليه عليه قريحتك المتأججة ..
في هذه الأوراق لمست تنوعا ممتعا بين عشق متاجج و طفولة بريئة و فلسفة حياة متعمقة الرؤى وثورة فكرية و نفسية متقدة ..مما اعطاها زخما وعنفوانا و أبعدها كل البعد عن الرتابة ، فجاءت بحق مكتملة البهاء تامة الروعة ..
أشد على يديك مهنئا و أتمنى قراءة المزيد من رسائلك .
مودتي .
[/align]

ناهد شما 19 / 04 / 2010 02 : 04 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
[glow1=ff0000]
الأستاذة الأديبة هدير الجميلي
أوراق الزمن الماضي
تابعتها بشغف لروعتها
أجدها غلياناً في زمن طفولي من الماضي
واتقد وأصبح ثورة في الحاضر
بملامح فلسفية بصوت جريح وبمطاردة أشباح
بطفولة بريئة ومع هذه الطفولة تحدي لكل ما يمر
أمامها ... حتى الموت تحدته البراءة
ينحني قلمي وفوقه سطوري الحروف تنثني على التألق
دمت ودام يراعك [/glow1]

هدير الجميلي 19 / 04 / 2010 51 : 12 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 68610)
[glow1=ff0000]
الأستاذة الأديبة هدير الجميلي
أوراق الزمن الماضي
تابعتها بشغف لروعتها
أجدها غلياناً في زمن طفولي من الماضي
واتقد وأصبح ثورة في الحاضر
بملامح فلسفية بصوت جريح وبمطاردة أشباح
بطفولة بريئة ومع هذه الطفولة تحدي لكل ما يمر
أمامها ... حتى الموت تحدته البراءة
ينحني قلمي وفوقه سطوري الحروف تنثني على التألق
دمت ودام يراعك [/glow1]



تحية ياغالية
أستاذتي القديرة البارعة ...
شكراً لك من أعماق القلب لتواجدك وأضافة مداد كلمات البهية على ما كتبت ..
هي خواطر عالقة بالقلب والنفس ..
تمنيت ان يقراءها الجميع ...

هدير الجميلي 20 / 04 / 2010 47 : 12 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
**************



الذل قاسي...قاموس تفسيره عميق....
لم أحب أن أكتبه ..ولم أضطر لارتدائه ..يكفيني جلدي يكسوني حتى وإن أحرقته النار وتشوه...لم يخني يوماً ويستبدلني بجسم آخر..
فهو أجمل من أن أستبدله بلباس راقي من الفرو أو الجلد الأجنبي ...
العجز قد يكون ليس له ملامح الذل وقسوته...
آه ليس كما ظننت به ..فهو لا يطرق الأبواب ولا يدخل خلسة من النوافذ المشوهة الأقفال ..المتكسرة لا يحتضنها سوى شظايا زجاج...
نحن من نخلقه وليس لله عز وجل يد بصنعه..!
هو إبليس متخفي بوجوهنا المفتوحة العيون تنهم الحسد..
وأفواه تثرثر... ماذا لو كنت ...لو ..لو ...لو ... أسئلة كثيرة مملة..
يحرك الأطراف التي أصابها غضب من الجليد لا تخترقه الشمس ..وليس له أدنى أمل..
يرحل بعدها إبليس متسربلا من عقولنا التي تحجرت...
يتركنا سجناء سوطه الذي قيد كل ما فينا..
الأمل تركته معلق بعروش قلبي ...يشع ليعكس ما يعكسه في كل من يراهم ..
لم يكن يسكن بعيداً مني ..لم اتركه يشد رحاله لعالم غير عالمي ...
بقي يخاطب الروح المنكسرة...
يتنهد بأعماقي كثيراً..
لينفض زفراته الأخيرة ...غير مبالي..
يتجاهلني بكل صمت..
أمتطي سحبه الوردية ...فلا أجده يمر مرور الكرام..
تمنيت أن يسقط علي سهواً...
لكن ...؟غفلته لم تكن سوى عني...

ميساء البشيتي 22 / 04 / 2010 08 : 07 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
عزيزتي هدير

تصفحت أوراقلك التي تبعث من الزمن الماضي ووجدت اننا ما زلنا في الماضي

أو اننا ماضينا امتد بعض الشيء فلملم مستقبلنا على بساطه وأعتبره جزءا لا يتجزء منه

ربما لم نع ٍ الحاضر كما يجب ولم ننتظر الغد كما يجب ولكن الماضي ساكن فينا أكثر مما يجب

والسؤال لماذا ؟ لماذا يسكننا الماضي ويمتد ليبتلع في جوفه الحاضر والمستقبل ؟

ربما وجدت إجابات على هذا السؤال عند تصفحي لأوراقك وربما احتجت أن أبقى فيها

فترة أطول من الزمن ربما تمكنت من الإمساك بخيط الحاضر وتتبع خيوط المستقبل القادمة لا محالة

شكرا لك هدير ودمت مبدعة متميزة دوما

رأفت العزي 22 / 04 / 2010 48 : 08 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
مررت قرأت وأستمتعت فهل تسمحين لي بأن اصير واحد من قراءك
اخي الكريمة هديل مساؤك الورد ... هنا فلسات وحكِم
تحياتي واحترامي

هدير الجميلي 22 / 04 / 2010 55 : 09 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي (المشاركة 69141)
مررت قرأت وأستمتعت فهل تسمحين لي بأن اصير واحد من قراءك
اخي الكريمة هديل مساؤك الورد ... هنا فلسات وحكِم
تحياتي واحترامي



تحية لك أخي
وأرحب بك دائماً .. بين أوراقي...
تقبل تقديري واحترامي

هدير الجميلي 22 / 04 / 2010 57 : 09 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 69128)
عزيزتي هدير

تصفحت أوراقلك التي تبعث من الزمن الماضي ووجدت اننا ما زلنا في الماضي

أو اننا ماضينا امتد بعض الشيء فلملم مستقبلنا على بساطه وأعتبره جزءا لا يتجزء منه

ربما لم نع ٍ الحاضر كما يجب ولم ننتظر الغد كما يجب ولكن الماضي ساكن فينا أكثر مما يجب

والسؤال لماذا ؟ لماذا يسكننا الماضي ويمتد ليبتلع في جوفه الحاضر والمستقبل ؟

ربما وجدت إجابات على هذا السؤال عند تصفحي لأوراقك وربما احتجت أن أبقى فيها

فترة أطول من الزمن ربما تمكنت من الإمساك بخيط الحاضر وتتبع خيوط المستقبل القادمة لا محالة

شكرا لك هدير ودمت مبدعة متميزة دوما


أستاذتي الغالية الرائعة
كم يعجبني تواجدك وتوقيعك
أكتب مايعتريني ...ولعلي أكتب عن الجميع لكن بطريقتي ...
وها أنا أجد ما أبوح به بين ثنايا السطور يعجبك..
تقبل احترامي الدائم لشخصك الكريكم

هدير الجميلي 22 / 04 / 2010 01 : 10 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 68605)
[align=justify]
القديرة هدير .. حياك الله و رعاك ..
على إيقاع "رسائل إلى حبيبي المعتقل" تأتي هذه الأوراق لتكشف لنا جانبا من إمكانياتك الأدبية الهائلة و تمكنك من تطويع القلم ليسكب ما تمليه عليه قريحتك المتأججة ..
في هذه الأوراق لمست تنوعا ممتعا بين عشق متاجج و طفولة بريئة و فلسفة حياة متعمقة الرؤى وثورة فكرية و نفسية متقدة ..مما اعطاها زخما وعنفوانا و أبعدها كل البعد عن الرتابة ، فجاءت بحق مكتملة البهاء تامة الروعة ..
أشد على يديك مهنئا و أتمنى قراءة المزيد من رسائلك .
مودتي .
[/align]


تحية تقدير واجلال لشخصكم الكريم
راقني تواجدك الدائم أستاذي الراقي..
وأسعدني شرحك وتعليقك على ما أكتب ...
فأهلاً وسهلا بك بين أوراقي

هدير الجميلي 26 / 04 / 2010 56 : 04 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
تصورت إني أعرف نفسي أكثر مما يعرفها الآخرون ...
ماذا لو حدقت بأعماقي قليلاً... ؟
لا تشرد بعيداً ..
لا تجعل فكرك يشطح إلى سبب تخفي خلفه حقيقتك..
فأنا عاشقة غريبة الأطوار ..متعددة البدايات والنهايات ..
لا ينتهي شيء عند حدودي ...
يلوح لي الخيال وأبحر بأمواجه الغاضبة تارة.. والهادئة تارة ً أخرى..
يصمت كل شيء ..لكن عشقك يبقى ثورة صوتها هادر ...
الذكريات والماضي ليس لهم معنى بدون أن تكون كلمة وسط أوراقي ...
تخترقني كالبرق لتصيب السبب الذي يجعلني أكتشف نفسي..
فمن العذاب أن تبقى مجهول الهوية ..
لا تعرف انتماء لروحك...
لم أفشل هذه المرة...
فما أقسى أن تكون قبر يحمله موتى ....!

أحتاجك لأستمر باختلاس الحب والوهم...
فالحب ليس صورة تحركها شفاه جميلة ..وعيون مقتلها الحسام...
قلوب عاجزة كثيرة في زمن... الحب ليس لشخص واحد..
أدون جراحهم وأنا يخونني القلم كي أدون جرح واحد لي ...
فلم يعد لي رغبة بالولوج إلى خفايا الناس...
مللت تذمرهم المعهود ...
وشكواهم التي لا حقيقة فيها..
مللت تلك السجون التي تعفنت فيها ذكريات شيب وشباب ...
سئمت الأحلام فأنا عودت نفسي أن أمثل دور البطولة فيها...
هي تهزئ بي..؟ حتماً تهزئ...؟
لأني أرتجيها فك طلاسم عشقي ..
أنتظر منه أن يجمعني بلقاء مع حبيبي...؟
لكنه بخيل كالسنون العجاف ..لا رجاء منها.. أن تبث الخير ولا وفاء...


ناهد شما 28 / 04 / 2010 26 : 04 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 

الأستاذة العزيزة هدير الجميلي
ما زلت أتكئ هنا بعض الوقت
وأتأمل هذه الأوراق التي تبعثرت من الزمن الماضي
والتي بكل عنفوان وإرادة تحاولين جمعها
الخير آت إن شاء الله
ولن يكون كالسنون العجاف
وسيلتقي كل حبيب بحبيبته
وكل حبيبة بحبيبها
إن شاء الله
رائعة حقاُ
دمت بخير

هدير الجميلي 13 / 05 / 2010 11 : 11 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 

أرتفع بنفسي عن كل الأشياء المحيطة بي ..قالوا بأني غبية ..نعم غبية ..
البشر كلهم متشابهون الجراح والفوارق والسلوك حتى شهواتهم حيوانية ..
ابتدعوا الحرب والأرض لم تكن وقتها تتنفس بشر..ولا تضم برحمها نطفهم.. قابيل وهابيل أولاد خليفة الله بالأرض.. آدم أتراه كان يستحق ما فعلوه أبنائه به..؟
توارثتها الأجيال فالصفات السيئة سريعة الميراث ...أنجبت الحرب الكراهية والحقد والحسد..فنتشر أولادها كالشياطين متساقطين كالشهب .
اخترعوا الحق ...أي حق ..؟
ليتهم ابتدعوه كعقار ..فليس الكثير منا متكامل الخلق والخلق..؟
سلوكنا مركب من نسب متفاوتة من الخير والشر والشجاعة ...والصدق فينا قليل.
لم أعد أدرك مركباتنا الجينية المعقدة ولا أستطيع حتى تفكيكها .
فعندما أفكر بهذه الأشياء تسقط كل المعاني..؟!
أنتحب وأتساءل ماذا لو ترفعت عن كل تلك الأشياء ..؟
ماذا لو فكرنا ونحن بظلمة الأرحام وخلقنا لنا حياة نتأقلم بها..
أجزم بأنني عندما كنت برحم أمي أتذمر ..وأسرع العدوا للخروج للحياة ..
حتى الفلسفة التي كنت أعشقها وتكهناتهم إلى ما وراء الطبيعة لم تجدي نفعاً...
فنحن نرفض كل شيء ...حتى لو كان صحيحاً...
********
بين كل هذا وذاك ...كل الكلمات الأصولية ولا أصولية...
بين كل السطور التي ابتدعتها وفشلت في رسم كلماتها ...
بين كل الحكايات التي أخبئها بدروج القلب ...لم أصل إلا لك..
لم أشعر بأني وصلت لشيء يوصلني لحقيقة السنوات التي مضت وتمزقت على أجنحة النوارس أ شرعتها ...
وجدت نفسي تمتصني أوراق الماضي ...تركت زهورها الذابلة على شرفتي ...أخذ حيويتها وعطرها المستنسخ من ذاكرتي ..
تشبع جشع النفس في كل الخطوات التي رسمتها بخفية...
وجدتني أكذب على نفسي فأنا أبحث عنك حبيبي بكل الأوراق الصفراء المتساقطة من كتب العشاق...
أبحث عن كلماتك الممشوقة في دروبنا الطويلة الأمد...
شربت من مقلتيك تلك الدموع لكنني لم أهذي أو أثمل ...
وجدتني أمضي على ضفافك العفراء...
تهجرني ذكرياتي بصمت..تمضي ولا تسأل..
تهذي بك الصفحات لأشطبك....تردني طعنات الماضي ويخذلني المستقبل...

*************
تمنيت أن يتوقف عمري الثلاثيني...كم جميل أن تجد العمر الذي يحتوي طفولتك وصباك ...ويرمي خارج مرماه الشيخوخة ...
يكسر عصى الكهولة ...فالكثير منا أصبحوا تحت سلطة العمر وشيخوخة العجز دون الاستمرار ... كسروا مجاذيف الأمل ...ملتحفين جبروت الأمواج ..مقتادون لها لترمي بهم إلى منفى ناء...
لم يكن ليجبرني شيء ...؟
لكل منا سلطة سجان ترتقب سيوفه لتنحرنا...لولاه لتحررت القيود المنكسرة الدموع على خدود الورد...فكم غاصت سيوفه بالقلب...


ناهد شما 14 / 05 / 2010 50 : 01 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
الأستاذة الرائعة هدير
كم أجد الراحة في متصفحك
فقد حجزت مقعداً هنا ودائماً
أنتظر لأكون في الصف الأمامي
لارتوي من فصول مسلسلك الرائع
من أوراق الزمن الماضي
دمت ودام قلمك الماسي
دمت خير

هدير الجميلي 15 / 05 / 2010 20 : 09 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 72243)
الأستاذة الرائعة هدير
كم أجد الراحة في متصفحك
فقد حجزت مقعداً هنا ودائماً
أنتظر لأكون في الصف الأمامي
لارتوي من فصول مسلسلك الرائع
من أوراق الزمن الماضي
دمت ودام قلمك الماسي
دمت خير



كم يسعدني تواجدك العطر
يفرحني بانيك دائمة التواجد



دمتي بخير ياغالية

ميساء البشيتي 17 / 05 / 2010 26 : 12 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
غاليتي هدير


ماذا لو حدقت بأعماقي قليلاً... ؟
لا تشرد بعيداً ..
لا تجعل فكرك يشطح إلى سبب تخفي خلفه حقيقتك..
فأنا عاشقة غريبة الأطوار ..متعددة البدايات والنهايات ..
لا ينتهي شيء عند حدودي .


الله الله يا هدير كم أنت رائعة

الله يسعد صباحك ومسائك وكل أوقاتك

شكرا أيتها الجميلة على هذه المساحة الرائعة من البوح

بوركت يا حبيبة

:nic103:

هدير الجميلي 25 / 05 / 2010 01 : 12 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
يستنزفنا الحزن لنجد السنوات تمر مر السحاب العطش..
فنحاول أن نعتصر قطرات الأمل والألم لنشربها بأكواز ربيع لقحته سنوات الخريف .
لماذا نسطر آلامنا على الورق..؟أتراه الورق يفهمنا أكثر ..أيشعر بنبض الجرح الذي يشق طريقه بنا دون رحمة ..؟
أترانا لا نجد ملاذ سوى قلم منتحر الدماء..وورق يشق ثيابه لنوائبنا ...ويخر راكعاً أمام فجيعات الدهر التي تصيبنا لعنته..؟!
تصورت إن كل آلامنا متشابهة ...وحاولت أن أقنع نفسي بأن القدر هو أول مجرم نحاسبه ...
أصبحت لا أصدق كلمات تتضرع بها نفسي لنفسي تختانها ..لتهدئ من جحيم بركانها القابع خلف سجان أسمه الضمير.
كم أستهزئ بك الكثيرون أيها الضمير...فأنت لم تسعف الكثيرين ...لم تكن حاضر إلا عند حدوث الكارثة ...لحظتها نراك وأنت تذرف دموع الندم ..وتتمتم بيا ليت.. و..لو ..لا تنكر بأن الشيطان نال منك..ونثر تعاويذه السوداء على غطاء صحوتك..ليتركك كالعذراء المغتصبة أمام حشد يدعون العفة..؟ وهم يزنون بمبادئهم ويختا نونك خلسة.
لم تترك لي مجال لأفهمك ..أو أستعين بك لحظة السقوط في حفرة كان الشيطان هو من يجهزها لنا وهو متأكد بأننا سنسقط لا محالة ..وبالوقت ذاته يجهز كئوس المرح ليهزئ منك ..إن لم تكن وقعت قبلنا ..
لم تكن صحوتك سوى فجائية تستمر ثواني وبعدها تتلاشى كغيوم صيف نثرت سحبها الحارة ..على أرض أصابها التشقق والجفاف..خالية من أي بذور تصلح لتكون غرس يثمر بثمار طيبة..
كم من الناس سيصحو تلك الصحوة ..؟
وكم من ألثوان تصيبها رعشتك ...؟
تمنيت أن أقتص منك ..لأني لم أفهمك كما يجب...
كم تمنيت أن أحاسبك أمام نفسك..فأنت من أكرهني على تمني ذلك..
وأنت من سمح للكثيرين بالتمادي ولم تحاسبهم وكأنك كنت تخاف أن يحل بك عقاب صحوتك.
نال من قلبي الكثيرون ..ونالوا من مشاعري ..قتلوا الأحاسيس الجميلة بي وأنت أين كنت لحظتها ..؟
تحدق بآلامي غير أبه بما يجري لي..وأنا من كنت أحكمّك بنفسي وأتمنك على روحي التي طالتها خناجر الغدر المسمومة ..
تجاهلت عيونهم التي تتلون كثعابين صحت من سباتها الطويل كانت تسكن بخرائب بناها أصحابها وهجروها للبحث عن سكن جديد.. لم تجد سوى أنا وغيري يتمثلون بي ..لتكون طعمهم السهل.
أنا أسألك ..؟لكنك لا تجيب ..فلا اكترث إن فضلت الصمت..فلم يعد كلامك يعنيني.
فما عادت تغني الأهرامات وجود أبي الهول...بعد أن تناخرته فجيعات الطبيعة.

هدير الجميلي 25 / 05 / 2010 38 : 11 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
قد تكون أوراقنا كالريح الموسمية تصطحب السموم وغبار تلمم فوق رفوفها المعتلية الخراب .. لتلفح حاضرنا قبل أن تكمل حرق سطور مضت بها بكل الأماكن والزوايا المخفية والمكشوفة.
لا أعجب بأن الناس تكتب مذكراتها خفية لتفضح أسرارها بعد موتها ضناً منهم إن الصواب بان تفضح نفسك بعد أن أدام الله ستره عليك..فالجحود والنكران من شيم الإنسان..؟والكثيرون يخافون من كتابة مذكراتهم ..علّها لا تستحق المجازفة والمخاطرة ..؟
أو بالأحرى أن تحمل تلك السطور نهاية ذاك الشخص الذي سود تاريخه ..بما لا تستحقه يداه التي قد لطخت بدماء قلوب البشرية.
أتستحق حياتنا أن نعتلي جروح الكثيرين ...؟أتستحق أن نصعد على جماجمهم ونضاجع أجساداً نالها القبر بسياطه المحمومة ..ليفرض سلطته على الذين داسوه لوقت طويل غير أبهين به..
كان يعلم ذاك القبر أي جسد سيحويه ويسر ويسوء من ساكنيه ...ففينا الطيب والشرير ..

نصيرة تختوخ 26 / 05 / 2010 58 : 08 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدير الجميلي (المشاركة 73725)
قد تكون أوراقنا كالريح الموسمية تصطحب السموم وغبار تلمم فوق رفوفها المعتلية الخراب .. لتلفح حاضرنا قبل أن تكمل حرق سطور مضت بها بكل الأماكن والزوايا المخفية والمكشوفة.
لا أعجب بأن الناس تكتب مذكراتها خفية لتفضح أسرارها بعد موتها ضناً منهم إن الصواب بان تفضح نفسك بعد أن أدام الله ستره عليك..فالجحود والنكران من شيم الإنسان..؟والكثيرون يخافون من كتابة مذكراتهم ..علّها لا تستحق المجازفة والمخاطرة ..؟
أو بالأحرى أن تحمل تلك السطور نهاية ذاك الشخص الذي سود تاريخه ..بما لا تستحقه يداه التي قد لطخت بدماء قلوب البشرية.
أتستحق حياتنا أن نعتلي جروح الكثيرين ...؟أتستحق أن نصعد على جماجمهم ونضاجع أجساداً نالها القبر بسياطه المحمومة ..ليفرض سلطته على الذين داسوه لوقت طويل غير أبهين به..
كان يعلم ذاك القبر أي جسد سيحويه ويسر ويسوء من ساكنيه ...ففينا الطيب والشرير ..

تأملات ات عمق يا دير عني أقول لاشيء يستحق كل كميات الأذى الذي يغرق البعض الآخرين به و المذكرات لاتطهر صاحبها.
تحياتي لك

هدير الجميلي 08 / 06 / 2010 02 : 07 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
تختلط أوارق العلب بيد غشاشٌ لعوب...ونحن قد لا نجيد العب بالورق...؟لكننا نغش خلسة ...؟
مختلسين النظر إلى الآخرين...؟نّدعي بأننا منزهين عن كل الألاعيب ...ولا تشوب أخلاقنا شائبة تعكر صفو الحقيقة داخلنا..
نحن مطوقون بصالات القمار ..منكبين على وجوهنا المحروقة الخزي ..نلوح بيد القهر .بأننا نفوز دائماً..والرابح بنا يخرج من دائرة الخُلق.!
كم مرة جربت العب ..؟مرات عديدة ..لكني فاشلة ...فلم أستطع يوماً أن احبك كذبة ..لأداري بها قضية... لي شأن بها ..وحتى لو لم يكن لي شأنٌ..فصدقوني كنت فاشلة أيضاً ..
فالكذب فن وذوق..؟
أنا مستغربة فلم أعرف بأن الكذب فن..نرتديه متى نشاء ..ونخلعه متى سئمنا منه..
لكني فكرت أن أُرديه قتيلاً وأخرجه من قبري إلى قبر يستحقه..فلم يكن يوماً ليحتمي بي ..أو أحتمي به..
أيقنت بأن في الصدق النجاة ..فلم أعد أخاف.. المقصلة ..والضرب بالسياط..ولم تعد تخيفني رصاصة طائشة ..أو كلمة من فم جاهل .

*************



ما سر تلاقي أرواحنا عن بعد..أهي العوامل الجينية لتركيبتنا كبشر..تعشق كل ما يشبهها ..بالتأكيد هناك شواذ فكل ما يخلق عكس شخصياتنا وكل الصفات التي تغمس عليها شوا خصنا تجذبنا نحوها...كرحيق زهرة سامة تقتلنا بمجرد الذوق .
فالكثير من أرواحنا ضلت طريقها فلا تميز بعضها البعض لا بلمس لا بالذوق لا بالشم فالحواس أصبحت هنا مجردة ..
نميل للحزن أكثر مما نميل للفرح وهذه حقيقة كل واحد منى ..وحتى طوارق الأرواح تعشق الحزن..
مجرد أن تطرقك فرحة ..أو يفتح لك باب للسعادة ..ستجد دواخلك تتمنى لذة الألم ..وترتجي لحظة الحزن ..
حتى الدموع التي تهدرها المآقي لحظة السرور تكون دموع باردة لا تشفي غليل القلب ولا تريح النفس ..فتذهب بحال سبيلها ما إن يزول سبب جريانها وانهمار جدولها.
عكس الدموع التي تعتصر الروح وتنسلخ من جذور القلب تحرق الخدود ..وتمني النفس بأن سيلانها جارف مصحوب بحرارة ثورة بركان أقلقوا مضجعه.
كم تمر الساعات التي يكون الحزن فيها مصحوب بالدمع والشجن ..طويلة لا نتمنى أن تقضي وطرها بإيجاد الحل ..فنحن نشتاق لدمع الحار المحرق للقلب والعين ..مع إننا نعلم بأن ثمن تلك الدموع باهض لكن..؟ أليس من الغريب أن نشتاق .
فالكثير منا يعشق سجن الحزن حتى لو كان العمر فيه طويل .
فالفرح غير منازع.. و لا نخاف اقتراب لحظات الفرح ..فنحن نقدر أن نبحث عن أحزان أخرى ودموع منكسرة مراياها داخلنا.


ميساء البشيتي 08 / 06 / 2010 18 : 07 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
غاليتي استاذة هدير

تختلط أوارق العلب بيد غشاشٌ لعوب...ونحن قد لا نجيد العب بالورق...؟لكننا نغش خلسة ...؟
مختلسين النظر إلى الآخرين...؟نّدعي بأننا منزهين عن كل الألاعيب ...ولا تشوب أخلاقنا شائبة تعكر صفو الحقيقة داخلنا..
نحن مطوقون بصالات القمار ..منكبين على وجوهنا المحروقة الخزي ..نلوح بيد القهر .بأننا نفوز دائماً..والرابح بنا يخرج من دائرة الخُلق.!
كم مرة جربت العب ..؟مرات عديدة ..لكني فاشلة ...فلم أستطع يوماً أن احبك كذبة ..لأداري بها قضية... لي شأن بها ..وحتى لو لم يكن لي شأنٌ..فصدقوني كنت فاشلة أيضاً ..
فالكذب فن وذوق..؟
أنا مستغربة فلم أعرف بأن الكذب فن..نرتديه متى نشاء ..ونخلعه متى سئمنا منه..
لكني فكرت أن أُرديه قتيلاً وأخرجه من قبري إلى قبر يستحقه..فلم يكن يوماً ليحتمي بي ..أو أحتمي به..
أيقنت بأن في الصدق النجاة ..فلم أعد أخاف.. المقصلة ..والضرب بالسياط..ولم تعد تخيفني رصاصة طائشة ..أو كلمة من فم جاهل .

*************


رائعة يا غالية .. رائعة بكل حرف كتبتيه هنا

نحن نحترق بالكذب ونعلم أن حبال الكذب تطوق رقابنا كالمشانق

لكننا لم نعد نخشى شيئا ً

رائعة بكل ما في الكلمة من معنى

بوركت يا هدير ووفقك الله ورعاك

ميساء البشيتي 17 / 06 / 2010 05 : 07 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
مساء الخير عزيزتي هدير

مرور ثان لللإطمئنان

أطلت علينا الغياب .. عساك بخير حبوبتي

طمنينا عليك يا هدير

:nic17:

هدير الجميلي 26 / 08 / 2010 37 : 03 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 


ما سر تلاقي أرواحنا عن بعد..أهي العوامل الجينية لتركيبتنا كبشر..تعشق كل ما يشبهها ..بالتأكيد هناك شواذ فكل ما يخلق عكس شخصياتنا وكل الصفات التي تغمس عليها شوا خصنا تجذبنا نحوها...كرحيق زهرة سامة تقتلنا بمجرد الذوق .
فالكثير من أرواحنا ضلت طريقها فلا تميز بعضها البعض لا بلمس لا بالذوق لا بالشم فالحواس أصبحت هنا مجردة ..
نميل للحزن أكثر مما نميل للفرح وهذه حقيقة كل واحد منا ..وحتى طوارق الأرواح تعشق الحزن..
مجرد أن تطرقك فرحة ..أو يفتح لك باب للسعادة ..ستجد دواخلك تتمنى لذة الألم ..وترتجي لحظة الحزن ..
حتى الدموع التي تهدرها المآقي لحظة السرور تكون دموع باردة لا تشفي غليل القلب ولا تريح النفس ..فتذهب بحال سبيلها ما إن يزول سبب جريانها وانهمار جدولها.
عكس الدموع التي تعتصر الروح وتنسلخ من جذور القلب تحرق الخدود ..وتمني النفس بأن سيلانها جارف مصحوب بحرارة ثورة بركان أقلقوا مضجعه.
كم تمر الساعات التي يكون الحزن فيها مصحوب بالدمع والشجن ..طويلة.. لا نتمنى أن تقضي وطرها بإيجاد الحل ..فنحن نشتاق للدمع الحار المحرق للقلب والعين ..مع إننا نعلم بأن ثمن تلك الدموع باهض لكن..؟ أليس من الغريب أن نشتاق .
فالكثير منا يعشق سجن الحزن حتى لو كان العمر فيه طويل .
فالفرح غير منازع.. و لا نخاف اقتراب لحظات الفرح ..فنحن نقدر أن نبحث عن أحزان أخرى ودموع منكسرة مراياها داخلنا.


***********
توصدني أبواب الذكريات ..؟صدئة أقفالها .
تتهمسني غربتي كثيابي التي مللت ارتدائها ..
أصبحت سجينة مرآة نفسي التي تتهمني ..تصارحني ..تصارعني ..لتفوز..؟! فتكشفني لي.؟!!
أليس من العيب أن أبقى هكذا خجولة من كل شيء ..حتى المنطق الذي أتحدث به لم يسعفني يوماً ..ولم يمنحني شيء من الجراءة.
ما كان ينبغي أن أجعل الهواجس تطوقني كخاتم الزواج التقليدي الذي ليس لي منه مهرب .. يطوق أصبع واحد ..واحمد الله إنه لا يطوق جميع الأصابع..فليس من الجميل ان نقطع كل الأصابع .؟!
أجلس لنفسي كثيراً ..فسئمت مجالسة الناس ..تشتهي نفسي سيجارة فكم كنت أحب تقليد الكبار ...لأثبت بأن أيجاد الحل لمشاكلي ومشاكل كل الناس ليس بها ..ولا بدخانها الذي يقتل غصنها المغرور قبل أن ينحرنا ببطء.
فوجودي بغرفة تلف سمائها سحابة دخان..كوجودي بمجتمع أجبرت على استنشاقه .. ؟
وأنا أكتب أطيل الصمت ..مع إني لا أجد مخرج منه.. لكني أحبذ أن يلفني ..فقد نفشي أشياء تخدش كبريائنا المزيف .

**************
مساكين هم العشاق الذين خدعهم الليل بتألق قمره...؟
فظّلوا يناظروه نهاية كل شهر ..
هو لم يسدي للقمر خدمة؟ لكنه كان يسلي نفسه بمناجاة أولئك الأغبياء .
لو أطاعوني وبقى كل محب ينتظر حبيبة نهاية كل لحظة عشق..؟ لاستغنوا عن الليل وقمره.
تساءلت اليوم لماذا يعشق الأبطال وهم يحتضنون السلاح ..ويقبضون بأيديهم على حناجرهم ..؟كي يزفوا أخر غرغرة تنطق بها أرواحهم ..
هل يعشق الحب الموت ..وكيف تنموا القبور زهور عشق..؟
أيرسم الحب نهاية سعيدة لذالك المقاتل الفذ؟
الفاجعة ليست هنا .. ؟فما الذي يجعلنا نرى نهاية المصير..؟!
أحدث الشتاء دوناً عن باقي الفصول ..فما أجمل أن يحتضنك دفئ المشاعر قرب نار ترتوي من شفاهنا حمرة لها.. تزيدها تأججاً وتكتحل عيوننا من رمادها الحر الأصيل.
أبقى أسامر الشتاء كل لليلة ..لا يملني ولا أمل شفاههُ المتزاحمة الكلام ..
ما أجمل البرد في لحظة تحتاج بها لدفئ أحضان تعشقها .

هدير الجميلي 16 / 02 / 2011 29 : 01 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
مازلت تلك الفتاة التي لم تشخ شفاهها الوردية ولم تتلوث بندى الزهور السامة...
بقيت أسطر حروفي وأبعثها إلى كل الذين يحبهم شغاف قلبي.
بقيت تلك المرأة التي تبحث عن الثورة في أزمة الحرية والحصار..
خلقتُ عالم يتسع فقط للنبلاء..فما أجمل أن تستنشق الهواء دون أن تعيد تكريره..
كم كنت أشعر بالعجز قبل سنون ..وها أنا اليوم أُبعث من جديد..لأكمل رحلتي بابتسامة تسحبها الريح .
من قال بأن الشمس ليست هي من تولد الفجر وترتمي بين أحضان النهار..
من قال أن أبدال قلب مكان قلب لا يحتوي جنين حب ..لن يبقى القلب عبد..قدرة ألاهية.
حياتي جعلتها طاهرة دون قيد ..دون شرط .. فمتى كنت حراً تجد الحلاوة بالأيمان حرية.
لن أدع للظلام مكان كي يرقص على شمعتي.. فلن تنهار شعلة الشمعِ.
هناك من ظل يطاردني لسنوات طوال حاول ملاحقتي بكل أركان وزوايا أحلامي وأمنياتي التي تردها رياح ثائرة الغمار ,ظل يمسك بمفاتيح الأبواب المقفلة لكنني بكل مرة أكسر أقفالها وأفك قيودها لأدخل ساحات الأمل المنسي بتحقيق كل ما أريد..؟
إنهُ الفشل يطال من طموحنا مهما بلغت بنا الصعاب شدائدها..
ومهما حاولت ظروفنا الضغط علينا بصدودها وتضييق الخناق على أمنياتنا وآمالنا المقيدة بأعناق العجز,فلا يجب أن نخفق مرتين بصدوده وسلك عدة طرق للهروب منه .


**********

هدير الجميلي 16 / 02 / 2011 30 : 01 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
**********
كل شيء له سبب...حتى أحزاننا التي نبحث عنها بعناء خوفاً من أن نبقى مبتسمين للحظات ..
فلأحزاننا نهايات مختلفة تكشفها خيوط الشمس كونها متعلقة بظلامها المخيف.
تتضارب الأحزان ترتدي حتى أحلامنا لتحولها إلى كوابيس تعكس قدرنا الحاضر ... أنا أؤمن بالأحلام وأشعر بقمة الفرح عندما يستضيفني حلم جميل لبيته...فصراعي مع اليقظة يرهقني.
لا أجد مبرر لحزني سوى إني فضلت أن أعطي من فرحتي الصغيرة ضريبة أدفعها للذين يغلفون أنفسهم بوضع كرت مرسوم بملامحه نحن أفضل مادمنا لم نعتد العطاء .
فمن الجبن أن نضحي بمبادئنا خوفاً من أن نكشف حقائق تخفي خسة الآخرين ...
ومن الجبن أن تجعل نفسك حبيس أحزانك ...ومفتاح حريتك تخفيه بصدرك .
لكني أجدها شجاعة في اللحظات الصعبة التي تقدم نفسك فدو ليعيش من تحبهم بسلام وسكينة ..كي لا تفقد الكثيرين حتى وان لم يستحقوك .






عبد الحافظ بخيت متولى 16 / 02 / 2011 58 : 03 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
المبدعة الرائعة الأستاذة هدير
هذه أوراق تخلط كل الأزمنة وتقف بالروح على حدِّ السكين التى تروادها كبرتقالة بين يديها فتعلوا تارة وتهبط تارة وفق ما تصبين من بوح يكشف عوار الزمن وعطب النفس وقلق الروح , حتى يصير الضحك بكاء والبكاء ضحكا ونظل نحن المحملين بهموم الوطن والذات والروح وهموم الطيور التى ماعدت تصدح كما كانت تصدح بل أن شدوها أضحى أنينا , نظل نحن مصلوبين على خشبة المكان والزمان وغيرنا ينعم بجهله وغبائه وغطرسته فنتوه فى مدارات الزمن ويظل هو واقفا عند لحظة زمنية محددة يراوح فيها كيفما يشاء , هذا يجعلنا بلاشك مختلفين نحن الأدباء نرنو بعين قلقة الى المستقبل ونغمض عين أخرى على قذى الحاضر
سيدتى لقد شدتنى هذه الوراق جدا منذ ألفها إلى يائها وأحسست أنى جزءا منها او هى حزء منى مما استوجب على تحيتك وغجلالك على هذه النبض الفلسفى العميق
كل محبتى وعظيم تقديرى

عبد الحافظ بخيت متولى 16 / 02 / 2011 59 : 03 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
المبدعة الرائعة الأستاذة هدير
هذه أوراق تخلط كل الأزمنة وتقف بالروح على حدِّ السكين التى تروادها كبرتقالة بين يديها فتعلوا تارة وتهبط تارة وفق ما تصبين من بوح يكشف عوار الزمن وعطب النفس وقلق الروح , حتى يصير الضحك بكاء والبكاء ضحكا ونظل نحن المحملين بهموم الوطن والذات والروح وهموم الطيور التى ماعدت تصدح كما كانت تصدح بل أن شدوها أضحى أنينا , نظل نحن مصلوبين على خشبة المكان والزمان وغيرنا ينعم بجهله وغبائه وغطرسته فنتوه فى مدارات الزمن ويظل هو واقفا عند لحظة زمنية محددة يراوح فيها كيفما يشاء , هذا يجعلنا بلاشك مختلفين نحن الأدباء نرنو بعين قلقة الى المستقبل ونغمض عين أخرى على قذى الحاضر
سيدتى لقد شدتنى هذه الوراق جدا منذ ألفها إلى يائها وأحسست أنى جزءا منها او هى حزء منى مما استوجب على تحيتك وغجلالك على هذه النبض الفلسفى العميق
كل محبتى وعظيم تقديرى

هدير الجميلي 17 / 02 / 2011 56 : 01 PM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
استاذي العزيز انه لمن دواعي سروري ان تكون من قراء ونقد وحلل ما يخالجني
يزيدني شرف ان تضع توقيعك على ما اكتب
دمت بخير وعاش مصر ابية حرة

هدير الجميلي 17 / 05 / 2011 53 : 11 AM

رد: أوراق من زمن الماضي...
 
كلنا يتقاتل على فتات الذكرى ..ويوما ما ستاتي ذكرى جميلة من حاضر ماضي ..يخلصنا من قيود صدى ما بقي ملتصق بجدران.. ابى حتى المطر ان يغسل ما علق عليها .
أحياناً نعشق النوم بعمق فهو يخلصنا من أصوات لا نريد سماعها...فالنوم يتقن فن التجاهل..؟!
كم من الأوقات في حياتنا تصبح عديمة الفائدة ..حتى وان استغللناها وانتهزنا فرصها بالمراوغة .
قد ندفن الأشياء التي تسعدنا خوفاً من أن تطالنا مذمة جاهل .. فأي سلاح يستخدمه الجهلاء؟لقتل سعادتنا.
حتماً سيأتي اليوم الذي يغلق الربيع به بابه ويفتح الخريف باب تم إغلاقه.
كثيراً ماتغلبنا أحزاننا ..؟لكن تعلمت كيف اهزمها.
بيدنا خيارات عدة لكن لا نختار أسهلها..فقد ننتكس ونرجع إلى نقطة البداية .
تعلمت أن افتح كل الأبواب المغلقة ..فقد يؤدي إغلاقها الطويل إلى صدئ أقفالها..؟فيستحيل فتحها بعد ذالك.
لا تكن شطرنج بيد هاوي..فقد يرميك لحظة الخسارة.
كثيراً ما ترفض واقعك ..اصنع لنفسك عالم لا يسكنه القبيحون أمثالك.
قد تحتاج القليل من الصبر لكي تبصر الحقيقة التي يراك بها الآخرين.
لا تضحك كثيراً فذاك يجعلك تافه أكثر من انك مضحك.
عندما تقيّم نفسك ..انظر إلى أي حد تشعر بمعاناة الآخرين.
ان تكون غني اسحق خبز الأغنياء...ستعرف عندها كم أنت محظوظ بفقرك.
أقرء نهاية الكتاب تعرف بداياته..
لا تضرب الشجرة بعصا فبدلاً من أن تسقط ثمارها بحجرك ..تسقط على ارض تهشمها.
اعتدت رؤيا الناس بقلبي ..أتجاهل وجوهمم خوفاً من أن اكتشف قبحهم الذي يخفوه.
تجتمع الأشياء في وجه الطفل تظن للحظة أنها قوس قزحيتفتح بألوانه الربيع..تنظر بإمعان فيهم فترى تقلباتطيبتهم وعفويتهمتأخذك لنفسك أنت ..يذهب عناء الحزن الذي طالنالنرتع على صفاء عبثهم ونشعربالراحة.


*************
أحلم والأحلام تتكرر ...تطير بي كل ليلة ..تحملني فوق جناح الغمام الأبيض تنثرني هناك أمل سلبوه الإرادة .
أتلقط النجوم.. اللون بها يقظتي..
أحب كل شيء ابيض يدونني صفحة تخلو من الماضي ..يتغبطها حاضر جميل ,تشدني يدا طفلة تحمل بيدها القدر تلاعبه...يسقط فجأة !فينهار الحلم.!
أنا امرأة تحارب كل ما يقف عائق بطريقها ..أمزق كل الأسلاك الشائكة بشفاهي..لا تهمني الجروح التي تعلق..ما يهمني هو أن امحوا كل اثر يحتلني .
بين كل مرحلة من حياتي فاصل أخطه بوجعي..اترك مسافات كي لا أعيق آلامي من التثائوب وتمديد جسدها غير مبالية ..
كثيراً ما منعتُ نفسي من أن أقع بالأخطاء..؟لكن؟هي تطرق بابي رأيت من العار أن اكشف لها عن جُبني.. أخوضها ..اكتشفت إني أفوز عليها جربت أن لا اهرب حتى من مواجهة أخطائي؟فالقوة تكمن بالمواجه.. كن خاسر لمرة ؟لكن ليس دوماً.
تعلمت أن اعزف أوجاعي ..فبين كل لحن وآخر شيء اطرب لسماعه..أحزاننا تطربنا أحياناً.. ؟
لا يكفيني التحدث بها مع الآخرين فإني لا أجد حلاوة في عذوبة ألحانها.
*************

أطلق لصدري العنان.. تشق يداي جوف الهواء.
تخالط أحلامي زرقة الماء حيث عمق عشقي الذي تلون بالفيروز.
اذكر مارس الذي داعبنا ولاعب جسدينا بعذوبة,حيث السحب خلفنا تعدو وتعلو المسافات تاركة فراغ مارس.
أصبحت أخاف هالات الزمن الغريبة حيث فقدت الأمل بتغييرها.
على وجوه النوافذ سرحت عيناي..وشت العصافير بوجودي.. ووشوشت ملوحة لبعضها ,انسحبت خيوط الشمس ببطء, غادر سرب الغيم تاركني محدقة فوق الأفق.؟
لم يهمد شوقي لك. فكم من مسافات الزمن عبرنا ..لم تنقسم روحينا ..بقيت صورة تضم شفاه السماء وجسد أنثى حالمة.
تصغي جوارحي فهي تستعذب الألم,تنشق ااهاتي بدموع فارقتها برودة الماضي..مثقلة بما تحمل وحدتها الكثيرة التملل والشكوى,لا تدركاني ,عيناي تطل عليهما.
صورة الماضي تتداعى وتتهاوى صفحاتها كلما أحرقت دمعي تاركة الرماد يشبع جوع حاضري,أسى يعتّم صفاء نفسي.

الفرح الذي يسكنني هش يتكسر مبعثراً شظاياه بأركاني,هارباً لطريقه الموحش حيث لا وهج يثقله.
أسخطٌ هذا الذي يتحداني ..؟أهو نحس يرتدي أثوابي ,يتشكل بمشط شعري ودبوس قمصاني,ظله القاتم بلل أشيائي فلم اعد أرى سواه, الأشياء أصبحت ثقيلة يتدفق منها ألون الرمادي ,لا صباحات تخنق الشمس ,لا زمن مفزع يتصارع مع أيام الأسبوع , شحوب يزين وجه الساحات ,تتوارد إلى واحة أفكاري آلاف الذكريات.
ليالي الشتاء طويلة تضم دفئها للذين يحلمون بفراغ دائم, لتّهون عليهم وحشتها,لكني اعشق تلك الليالي التي لم تبالي يوماً بي ,كنت أضم البيوت المجاورة لبيتي بعيناي وأحيط بذراعي المطر المتساقط لتنعش عروقي الصغيرة ,افتح فمي ليرتوي تدغدغني حبات المطر البكر اللعوب..الهواء يراقص ثوبي الناعم ليمص ما سقط عليه,ينقل خفة جسمي معا سريانه ,لكل ليل من الشتاء مذاقاً مختلف .
أحساس غامض موجع ينتابني ,لقائاتي مع الحزن مختلفة ففي كل لقاء تتكشف أشياء, تنثر أحزانها , أيُّ شيء يجعلني اركض خلفه ,مالذي يزدحم به الماضي ؟ما لذي يذوب في بعضي ؟
أصبحت المسافات تقاسِ الألم,تجر ظلال الوهم الثقيل ,ينبسط العالم تحت قلمي وينكمش مرات كثيرة ,أحاول أن اخنق عنق قلمي فهو يجبرني على التمرد والعصيان ترتعش يداي ترتجف الحروف , اسحق الكلمات وانثرها رماداً يزين بياض الصفحات,نحن نكتب ما نريد, نشجب ونستنكر ,يتلوى فكري ويتلو بخشوع ما أريد؟
حذاري من سلطة الكتابة ؟جميل أن تكون سيداً للعالم وجميل أن تكون سيد على كل الذين يعشقونك ,هناك عشاق لا يستخدمون الكلمات المتداولة بين المحبين ولا رسائل غرامية تنثر على ورقة فتحرق تترك فقط رائحة الدخان يبعث ربوه الخانق في صدور الذكرى.
أنا؟ ما أنا؟ ساحرة تتمرد بسحرها العذري تغتال صباها على أوراقها ,وتنحر مشاعرها تاركة النزيف يأخذ مجراه للانتقام منها ؟أوأنا شريرة لأنتقم مني ؟
يترك السحاب طفولته بين أصابعي أشكله ,نجوم تزين ليل شعري,زهور تراقص ثغري,نهر يجري بخمر فكري.
أداعب أوهامي فأنا أجيد مداعباتها بشغف وشقاوة .
أصغي بهدوء إلى أحزان الآخرين ,ما لذي يجعلني أتفاعل معهم ,أتجول بأسرارهم, أغمض عيني عند دخولي لها ,
لا أعرف يحترق باطن قلبي ,تسقط الظلمة منهما ,تكاد سؤلاتي تخرج من صدري ,لكن عقلي يرفض الاسئلة فكلها أشياء وهمية ,أغوص في رأسي لا أجد إجابات تمس فكري.
أسمع الجميع يتألمون وأنا ماره بالقرب من زفير أنفاسهم,أكاد اصرخ فكل الذي تعج به رؤوسهم يتشكل لي صوراً وخيالات ترمي بظلها أمامي ..لا أحاولت تعريتها فأنا أقاوم عفتها ,يعاودني الخوف منها,المسها؟ لن يعرف أحد أن لمستها وتجاهلت المتربصين .
كيف لم أفهم آلامهم ؟كل ما مر بهم ؟ ارتديت الصمت صقيع بفصلٍ حار ؟!
راحت تنقضي مواجعهم ك أيام تقضى وراء بعضها البعض ملاحقة زفير السنوات الضائعة,إنثيال المجهول بذكرياته.
قررت أن اهجر أوجاع الناس وأكفُ عن التربيت على آلامهم,أتلفظهم فوق الرمل ,أطحن أحزانهم تحت رحى وجعي,يتآكل قلبي قهراً,يذيبني تمردهم وتجاهلهم لبعض.
سأكون مغرورة للحظات ,أتكبر على عالمي, أتمرد ,مرآتي هي من تخذلني إن وقفت أمامها أواجه ضحكتها المسمومة ,تهجرني ملامحي أمامها تؤيد سلطتها ,فما هي الآن إلا وهم بضعهُ منّي ,تتنهد شظاياها بوجهي إن كسرتها ,فأنا أرى صورتي, وكم تمنيت رؤيا صورة من أحبهم بدلاً منّي.
كم من الأصدقاء نحتاج لنفتح لهم صندوق أسرارنا ,متوهمين بصدق نواياهم تجاهنا,ضاعت نوايانا الحسنة بهم,لو تمر اللحظة التي ضاعت لما وثقت بهم, فهم كلوح ثلج سرعان ما يذوب,كأنني لم أغادر وجوهمم ,لمعت عيونهم بعتمة الرماد, شكوا لي حالهم لم يرّق قلبي, بقيت نظراتهم باردة,كنت أتصور أرواحهم بخفة الهواء وصفاء السماء وحفظ السر لديهم أعمق نقطة في البحر.
هل هان علينا كل شيء؟ حتى تعاملنا بلطف مع كل الأشياء المحيطة بنّا؟ ,نمّقت أوجه البيوت ومرايا الطرقات ,نبتذل بسمة السماء وهي تضّم أجنّة المطر الغزير السرور.
هل هان فراغ الغسق عندما ينفث فجره؟
بهجة طفل عيناه سؤال مُبّهم, يداعب جراحات والديه,يمتص حزنهما بأن الدنيا فيها وجهان غير منطوقان ,حزن وابتسامة ,وان لا داعي ليقيما ميتماً بفقدانهما,فالفرح يترك بسمته حتى بعد موته,والحزن يتمسك بشحوبه حتى بعد موته,كل شيء مضطرب, وبلا امتداد ,قصاصات منتزعة الأطراف من كتاب فصولنا,لا يضم سوى حروف سوداء قاتمة.
دائرة معتمة من خطة القدر, نداءاته بالحزن لا تنتهي ,تتكرر انكساراته وتجاعيده بخطوط مضطربة خافتة, يكتسي وجهه الغامض غبار يخنق العابرون سبيله,تمحوه نفثات هادئة.


الساعة الآن 41 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية