منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   شهر رمضان و المناسبات الدينية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=267)
-   -   في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=16471)

ياسين عرعار 02 / 08 / 2010 01 : 03 AM

في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
[frame="15 98"]

بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة اقتراب حلول شهر رمضان المعظم نفتح ملفا خاصا
بشهر رمضان تحت عنوان
( في رحاب شهر رمضان المعظم )
http://www.air.flyingway.com/airlogo.../ramadan-1.gif


بسم الله الرحمن الرحيم


{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ
بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ
اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ -185- وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ-186-}

صدق الله العظيم


الآيتان (185-186)
سورة البقرة
[/frame]

رشيد الميموني 02 / 08 / 2010 10 : 03 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
أهلا بك أخي الغالي يسين ومرحبا بملفك الجديد الرائع الذي لا شك انه سيثري المنتدى بنفحاته الإيمانية ..
أدعو لك بالتوفيق و لك مني كل محبتي .

ياسين عرعار 02 / 08 / 2010 59 : 03 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
جاء في ...
الجامع لأحكام القرآن / للقرطبي

الآية رقم 185 سورة البقرة

الآية: 185 { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } سورة البقرة
فيه إحدى وعشرون مسألة:

الأولى :- قوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ } قال أهل التاريخ: أول من صام رمضان نوح عليه السلام لما خرج من السفينة. وقد تقدم قول مجاهد: كتب اللّه رمضان على كل أمة، ومعلوم أنه كان قبل نوح أمم، واللّه أعلم. والشهر مشتق من الإشهار لأنه مشتهر لا يتعذر علمه على أحد يريده، ومنه يقال: شهرت السيف إذا سللته. ورمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش. والرمضاء ممدودة: شدة الحر، ومنه الحديث: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال". خرجه مسلم. ورمض الفصال أن تحرق الرمضاء أخفافها فتبرك من شدة حرها. فرمضان - فيما ذكروا - وافق شدة الحر، فهو مأخوذ من الرمضاء. قال الجوهري: وشهر رمضان يجمع على رمضانات وأرمضاء، يقال إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك. وقيل: إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة، من الإرماض وهو الإحراق، ومنه رمضت قدمه من الرمضاء أي احترقت. وأرمضتني الرمضاء أي أحرقتني، ومنه قيل: أرمضني الأمر. وقيل: لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة والفكرة في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس. والرمضاء: الحجارة المحماة. وقيل: هو من رمضت النصل أرمضه وأرمضه رمضا إذا دققته بين حجرين ليرق. ومنه نصل رميض ومرموض - عن ابن السكيت -، وسمي الشهر به لأنهم كانوا يرمضون أسلحتهم في رمضان ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرم. وحكى الماوردي أن اسمه في الجاهلية "ناتق" وأنشد للمفضل:
وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغي... وولت على الأدبار فرسان خثعما
و"شهر" بالرفع قراءة الجماعة على الابتداء، والخبر { الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } أو يرتفع على إضمار مبتدأ، المعنى: المفروض عليكم صومه شهر رمضان، أو فيما كتب عليكم شهر رمضان. ويجوز أن يكون "شهر" مبتدأ، و { الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } صفة، والخبر { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ } وأعيد ذكر الشهر تعظيما، كقوله تعالى: { الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ } [1]. وجاز أن يدخله معنى الجزاء، لأن شهر رمضان وإن كان معرفة فليس معرفة بعينها لأنه شائع في جميع القابل، قاله أبو علي. وروي عن مجاهد وشهر بن حوشب نصب "شهر"، ورواها هارون الأعور عن أبي عمرو، ومعناه: الزموا شهر رمضان أو صوموا. و { الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } نعت له، ولا يجوز أن ينتصب بتصوموا، لئلا يفرق بين الصلة والموصول بخبر أن وهو { خَيْرٌ لَكُمْ }. الرماني: يجوز نصبه على البدل من قول { أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ } [2].
الثانية: واختلف هل يقال "رمضان" دون أن يضاف إلى شهر، فكره ذلك مجاهد وقال: يقال كما قال اللّه تعالى. وفي الخبر: "لا تقولوا رمضان بل انسبوه كما نسبه اللّه في القرآن فقال { شَهْرُ رَمَضَانَ }. وكان يقول: بلغني أنه اسم من أسماء اللّه. وكان يكره أن يجمع لفظه لهذا المعنى. ويحتج بما روي: رمضان اسم من أسماء اللّه تعالى، وهذا ليس بصحيح فإنه من حديث أبي معشر نجيح وهو ضعيف. والصحيح جواز إطلاق رمضان من غير إضافة كما ثبت في الصحاح وغيرها. روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين".
وفي صحيح البستي عنه قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان رمضان فتحت له أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين". وروي عن ابن شهاب عن أنس بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول...، فذكره. قال البستي: أنس بن أبي أنس هذا هو والد مالك بن أنس، واسم أبي أنس مالك بن أبي عامر من ثقات أهل المدينة، وهو مالك ابن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن جثيل بن عمرو من ذي أصبح من أقيال اليمن. وروى النسائي عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض اللّه عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". وأخرجه أبو حاتم البستي أيضا وقال: فقوله "مردة الشياطين" تقييد لقوله: "صفدت الشياطين وسلسلت".
وروى النسائي أيضا عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: "إذا كان رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة".
وروى النسائي أيضا عن عبدالرحمن بن عوف قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللّه تعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". والآثار في هذا كثيرة، كلها بإسقاط شهر. وربما أسقطت العرب ذكر الشهر من رمضان.
قال الشاعر:
جارية في درعها الفضفاض... أبيض من أخت بني إباض
جارية في رمضان الماضي... تقطع الحديث بالإيماض
وفضل رمضان عظيم، وثوابه جسيم، يدل على ذلك معنى الاشتقاق من كونه محرقا للذنوب، وما كتبناه من الأحاديث.
الثالثة : فرض اللّه صيام شهر رمضان أي مدة هلاله، وبه سمي الشهر، كما جاء في الحديث: "فإن غمي عليكم الشهر" أي الهلال، وسيأتي، وقال الشاعر:
أخوان من نجد على ثقة... والشهر مثل قلامة الظفر
حتى تكامل في استدارته... في أربع زادت على عشر
وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما، حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين، فقال في كتابه { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [3]. وروى الأئمة الإثبات عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا العدد" في رواية "فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين". وقد ذهب مطرف بن عبدالله بن الشخير وهو من كبار التابعين وابن قتيبة من اللغويين فقالا: يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان، حتى إنه لو كان صحوا لرؤي، لقوله عليه السلام: "فإن أغمي عليكم فاقدروا له" أي استدلوا عليه بمنازله، وقدروا إتمام الشهر بحسابه. وقال الجمهور: معنى "فاقدروا له" فأكملوا المقدار، يفسره حديث أبي هريرة "فأكملوا العدة". وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله "فاقدروا له": أي قدروا المنازل. وهذا لا نعلم أحدا قال به إلا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين، والإجماع حجة عليهم. وقد روى ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب: إنه لا يقتدى به ولا يتبع. قال ابن العربي: وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال: يعول على الحساب، وهي عثرة لا لعاً لها.
الرابعة: واختلف مالك والشافعي هل يثبت هلال رمضان. بشهادة واحد أو شاهدين، فقال مالك: لا يقبل فيه شهادة الواحد لأنها شهادة على هلال فلا يقبل فيها أقل من اثنين، أصله الشهادة على هلال شوال وذي الحجة. وقال الشافعي وأبو حنيفة: يقبل الواحد، لما رواه أبو داود عن ابن عمر قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه. وأخرجه الدارقطني وقال: تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب وهو ثقة. روى الدارقطني "أن رجلا شهد عند علي بن أبي طالب على رؤية هلال رمضان فصام، أحسبه قال: وأمر الناس أن يصوموا، وقال: أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان. قال الشافعي: فإن لم تر العامة هلال شهر رمضان ورآه رجل عدل رأيت أن أقبله للأثر والاحتياط. وقال الشافعي بعد: لا يجوز على رمضان إلا شاهدان. قال الشافعي وقال بعض أصحابنا: لا أقبل عليه إلا شاهدين، وهو القياس على كل مغيب".
الخامسة: واختلفوا فيمن رأى هلال رمضان وحده أو هلال شوال، فروى الربيع عن الشافعي: من رأى هلال رمضان وحده فليصمه، ومن رأى هلال شوال وحده فليفطر، وليخف ذلك. وروى ابن وهب عن مالك في الذي يرى هلال رمضان وحده أنه يصوم، لأنه لا ينبغي له أن يفطر وهو يعلم أن ذلك اليوم من شهر رمضان. ومن رأى هلال شوال وحده فلا يفطر، لأن الناس يتهمون على أن يفطر منهم من ليس مأمونا، ثم يقول أولئك إذا ظهر عليهم: قد رأينا الهلال. قال ابن المنذر: وبهذا قال الليث بن سعد وأحمد بن حنبل. وقال عطاء وإسحاق: لا يصوم ولا يفطر. قال ابن المنذر: يصوم ويفطر
السادسة: واختلفوا إذا أخبر مخبر عن رؤية بلد، فلا يخلو أن يقرب أو يبعد، فإن قرب فالحكم واحد، وإن بعد فلأهل كل بلد رؤيتهم، روي هذا عن عكرمة والقاسم وسالم، وروي عن ابن عباس، وبه قال إسحاق، وإليه أشار البخاري حيث بوب: لأهل كل بلد رؤيتهم وقال آخرون. إذا ثبت عند الناس أن أهل بلد قد رأوه فعليهم قضاء ما أفطروا، هكذا قال الليث بن سعد والشافعي. قال ابن المنذر: ولا أعلمه إلا قول المزني والكوفي.
قلت: ذكر الكيا الطبري في كتاب أحكام القرآن له: وأجمع أصحاب أبي حنيفة على أنه إذا صام أهل بلد ثلاثين يوما للرؤية، وأهل بلد تسعة وعشرين يوما أن على الذين صاموا تسعة وعشرين يوما قضاء يوم. وأصحاب الشافعي لا يرون ذلك، إذ كانت المطالع في البلدان يجوز أن تختلف. وحجة أصحاب أبي حنيفة قوله تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } وثبت برؤية أهل بلد أن العدة ثلاثون فوجب على هؤلاء إكمالها. ومخالفهم يحتج بقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" الحديث، وذلك يوجب اعتبار عادة كل قوم في بلدهم. وحكى أبو عمر الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما بعد من البلدان كالأندلس من خراسان، قال: ولكل بلد رؤيتهم، إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلدان المسلمين. روى مسلم عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل عليّ رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبدالله بن عباس رضي اللّه عنهما، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال لا، هكذا أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. قال علماؤنا: قول ابن عباس "هكذا أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم" كلمة تصريح برفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبأمره. فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد الشام من الحجاز فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته دون رؤية غيره، وإن ثبت ذلك عند الإمام الأعظم، ما لم يحمل الناس على ذلك، فإن حمل فلا تجوز مخالفته. وقال الكيا الطبري: قوله "هكذا أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم" يحتمل أن يكون تأول فيه قول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". وقال ابن العربي: واختلف في تأويل قول ابن عباس هذا فقيل: رده لأنه خبر واحد، وقيل: رده لأن الأقطار مختلفة في المطالع، وهو الصحيح، لأن كريبا لم يشهد وإنما أخبر عن حكم ثبت بالشهادة، ولا خلاف في الحكم الثابت أنه يجزي فيه خبر الواحد. ونظيره ما لو ثبت أنه أهل ليلة الجمعة بأغمات وأهل بأشبيلية ليلة السبت فيكون لأهل كل بلد رؤيتهم، لأن سهيلا يكشف من أغمات ولا يكشف من أشبيلية، وهذا يدل على اختلاف المطالع.
قلت: وأما مذهب مالك رحمه اللّه في هذه المسألة فروى ابن وهب وابن القاسم عنه في المجموعة أن أهل البصرة إذا رأوا هلال رمضان ثم بلغ ذلك إلى أهل الكوفة والمدينة واليمن أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إن فات الأداء. وروي القاضي أبو إسحاق عن ابن الماجشون أنه إن كان ثبت بالبصرة بأمر شائع ذائع يستغنى عن الشهادة والتعديل له فإنه يلزم غيرهم من أهل البلاد القضاء، وإن كان إنما ثبت عند حاكمهم بشهادة شاهدين لم يلزم ذلك من البلاد إلا من كان يلزمه حكم ذلك الحاكم ممن هو في ولايته، أو يكون ثبت ذلك عند أمير المؤمنين فيلزم القضاء جماعة المسلمين. قال: وهذا قول مالك.
السابعة: قرأ جمهور الناس "شهر" بالرفع على أنه خبر ابتداء مضمر، أي ذلكم شهر، أو المفترض عليكم صيامه شهر رمضان، أو الصوم أو الأيام. وقيل: ارتفع على أنه مفعول لم يسم فاعله بـ "كتب" أي كتب عليكم شهر رمضان. و"رمضان" لا ينصرف لأن النون فيه زائدة. ويجوز أن يكون مرفوعا على الابتداء، وخبره { الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }. وقيل: خبره { فَمَنْ شَهِدَ }، و { الَّذِي أُنْزِلَ } نعت له. وقيل: ارتفع على البدل من الصيام. فمن قال: إن الصيام في قوله { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ } هي ثلاثة أيام وعاشوراء قال هنا بالابتداء. ومن قال: إن الصيام هناك رمضان قال هنا بالابتداء أو بالبدل من الصيام، أي كتب عليكم شهر رمضان. وقرأ مجاهد وشهر بن حوشب "شهر" بالنصب. قال الكسائي: المعنى كتب عليكم الصيام، وأن تصوموا شهر رمضان. وقال الفراء: أي كتب عليكم الصيام أي أن تصوموا شهر رمضان. قال النحاس: "لا يجوز أن ينتصب "شهر رمضان" بتصوموا، لأنه يدخل في الصلة ثم يفرق بين الصلة والموصول، وكذلك إن نصبته بالصيام، ولكن يجوز أن تنصبه على الإغراء، أي الزموا شهر رمضان، وصوموا شهر رمضان، وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيعرى به".
قلت: قوله { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ } يدل على الشهر فجاز الإغراء، وهو اختيار أبي عبيد. وقال الأخفش: انتصب على الظرف. وحكي عن الحسن وأبي عمرو إدغام الراء في الراء، وهذا لا يجوز لئلا يجتمع ساكنان، ويجوز أن تقلب حركة الراء على الهاء فتضم الهاء ثم تدغم، وهو قول الكوفيين.
الثامنة: قوله تعالى: { الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } نص في أن القرآن نزل في شهر رمضان، وهو يبين قوله عز وجل: { حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } [4] يعني ليلة القدر، ولقوله: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [5]. وفي هذا دليل على أن ليلة القدر إنما تكون في رمضان لا في غيره. ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر - على ما بيناه - جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في عشرين سنة. وقال ابن عباس: أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة في سماء الدنيا، ثم أنزل به جبريل عليه السلام نجوما - يعني الآية والآيتين - في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة. وقال مقاتل في قوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } قال أنزل من اللوح المحفوظ كل عام في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، ثم نزل إلى السفرة من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا، ونزل به جبريل في عشرين سنة.
قلت: وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع "أن القرآن أنزل جملة واحدة" واللّه أعلم. وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين".
قلت: وفي هذا الحديث دلالة على ما يقول الحسن أن ليلة القدر تكون ليلة أربع وعشرين. وسيأتي إن شاء اللّه تعالى بيان هذا.
التاسعة: قوله تعالى: { الْقُرْآنُ } "القرآن": اسم لكلام اللّه تعالى، وهو بمعنى المقروء، كالمشروب يسمى شرابا، والمكتوب يسمى كتابا، وعلى هذا قيل: هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا بمعنى. قال الشاعر:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أي قراءة. وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر "أن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان عليه السلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا" أي قراءة. وفي التنزيل: { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [6] أي قراءة الفجر. ويسمى المقروء قرآنا على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر، كتسميتهم للمعلوم علما وللمضروب ضربا للمشروب شربا، كما ذكرنا، ثم اشتهر الاستعمال في هذا واقترن به العرف الشرعي، فصار القرآن اسما لكلام اللّه، حتى إذا قيل: القرآن غير مخلوق، يراد به المقروء لا القراءة لذلك. وقد يسمى المصحف الذي يكتب فيه كلام اللّه قرآنا توسعا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو" أراد به المصحف. وهو مشتق من قرأت الشيء جمعته. وقيل: هو اسم علم لكتاب اللّه، غير مشتق كالتوراة والإنجيل، وهذا يحكى عن الشافعي. والصحيح الاشتقاق في الجميع، وسيأتي.
العاشرة: قوله تعالى: { هُدىً لِلنَّاسِ } "هدى" في موضع نصب على الحال من القرآن، أي هاديا لهم. { وَبَيِّنَاتٍ } عطف عليه. و { الْهُدَى } الإرشاد والبيان، كما تقدم أي بيانا لهم وإرشادا. والمراد القرآن بجملته من محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ، ثم شرف بالذكر والتخصيص البينات منه، يعني الحلال والحرام والمواعظ والأحكام. "وبينات" جمع بينة، من بان الشيء يبين إذا وضح. { وَالْفُرْقَانَ } ما فرق بين الحق والباطل، أي فصل، وقد تقدم
الحادية عشرة: قوله تعالى: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } قراءة العامة بجزم اللام. وقرأ الحسن والأعرج بكسر اللام، وهي لام الأمر وحقها الكسر إذا أفردت، فإذا وصلت بشيء ففيها وجهان: الجزم والكسر. وإنما توصل بثلاثة أحرف: بالفاء كقوله { فَلْيَصُمْهُ } { فَلْيَعْبُدُوا } [7]. والواو كقوله: { وَلْيُوفُوا } [8]. وثم كقوله: { ثُمَّ لْيَقْضُوا } [9] و"شهد" بمعنى حضر، وفيه إضمار، أي من شهد منكم المصر في الشهر عاقلا بالغا صحيحا مقيما فليصمه، وهو يقال عام فيخصص بقوله: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ } الآية. وليس الشهر بمفعول وإنما هو ظرف زمان. وقد اختلف العلماء في تأويل هذا، فقال علي بن أبي طالب وابن عباس وسويد بن غفلة وعائشة - أربعة من الصحابة - وأبو مجلز لاحق بن حميد وعبيدة السلماني: "من شهد أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله في بلده وأهله فليكمل صيامه، سافر بعد ذلك أو أقام، وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر" والمعنى عندهم: من أدركه رمضان مسافرا أفطر وعليه عدة من أيام أخر، ومن أدركه حاضرا فليصمه. وقال جمهور الأمة: من شهد أول الشهر وآخره فليصم ما دام مقيما، فإن سافر أفطر، وهذا هو الصحيح وعليه تدل الأخبار الثابتة. وقد ترجم البخاري رحمه اللّه ردا على القول الأول "باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر" حدثنا عبدالله بن يوسف قال أنبأنا مالك عن ابن شهاب عن عبيداللّه بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس. قال أبو عبدالله: والكديد ما بين عسفان وقديد
قلت: قد يحتمل أن يحمل قول علي رضي اللّه عنه ومن وافقه على السفر المندوب كزيارة الإخوان من الفضلاء والصالحين، أو المباح في طلب الرزق الزائد على الكفاية. وأما السفر الواجب في طلب القوت الضروري، أو فتح بلد إذا تحقق ذلك، أو دفع عدو، فالمرء فيه مخير ولا يجب عليه الإمساك، بل الفطر فيه أفضل للتقوى، وإن كان شهد الشهر في بلده وصام بعضه فيه، لحديث ابن عباس وغيره، ولا يكون في هذا خلاف إن شاء اللّه واللّه أعلم. وقال أبو حنيفة وأصحابه: من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه، لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام. ومن جن أول الشهر وآخره فإنه يقضي أيام جنونه. ونصب الشهر على هذا التأويل هو على المفعول الصريح بـ "شهد"
الثانية عشرة: قد تقرر أن فرض الصوم مستحق بالإسلام والبلوغ والعلم بالشهر، فإذا أسلم الكافر أو بلغ الصبي قبل الفجر لزمهما الصوم صبيحة اليوم، وإن كان الفجر استحب لهما الإمساك، وليس عليهما قضاء الماضي من الشهر ولا اليوم الذي بلغ فيه أو أسلم. وقد اختلف العلماء في الكافر يسلم في آخر يوم من رمضان، هل يجب عليه قضاء رمضان كله أولا؟ وهل يجب عليه قضاء اليوم الذي أسلم فيه؟ فقال الإمام مالك والجمهور: ليس عليه قضاء ما مضى، لأنه إنما شهد الشهر من حين إسلامه. قال مالك: وأحب إليّ أن يقضي اليوم الذي أسلم فيه. وقال عطاء والحسن: يصوم ما بقي ويقضي ما مضى. وقال عبدالملك بن الماجشون: يكف عن الأكل في ذلك اليوم ويقضيه. وقال أحمد وإسحاق مثله. وقال ابن المنذر: ليس عليه أن يقضي ما مضى من الشهر ولا ذلك اليوم. وقال الباجي: من قال من أصحابنا أن الكفار مخاطبون بشرائع الإسلام - وهو مقتضى قول مالك وأكثر أصحابه - أوجب عليه الإمساك في بقية يومه. ورواه في المدونة ابن نافع عن مالك، وقاله الشيخ أبو القاسم. ومن قال من أصحابنا ليسوا مخاطبين قال: لا يلزمه الإمساك في بقية يومه، وهو مقتضى قول أشهب وعبدالملك بن الماجشون، وقاله ابن القاسم.
قلت: وهو الصحيح لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فخاطب المؤمنين دون غيرهم، وهذا واضح، فلا يجب عليه الإمساك في بقية اليوم ولا قضاء ما مضى. وتقدم الكلام في معنى قوله: { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [10] والحمد لله.
الثالثة عشرة: قوله تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ } قراءة جماعة "اليسر" بضم السين لغتان، وكذلك "العسر". قال مجاهد والضحاك: "اليسر" الفطر في السفر، و"العسر" الصيام في السفر. والوجه عموم اللفظ في جميع أمور الدين، كما قال تعالى: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [11]، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم "دين اللّه يسر "، وقال صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا". واليسر من السهولة، ومنه اليسار للغنى. وسميت اليد اليسرى تفاؤلا، أو لأنه يسهل له الأمر بمعاونتها لليمنى، قولان. وقوله: { وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } هو بمعنى قوله { وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } فكرر تأكيدا.
الرابعة عشرة: دلت الآية على أن اللّه سبحانه مريد بإرادة قديمة أزلية زائدة على الذات. هذا مذهب أهل السنة، كما أنه عالم بعلم، قادر بقدرة، حي بحياة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام. وهذه كلها معان وجودية أزلية زائدة على الذات. وذهب الفلاسفة والشيعة إلى نفيها، تعالى اللّه عن قول الزائغين وإبطال المبطلين. والذي يقطع دابر أهل التعطيل أن يقال: لو لم يصدق كونه ذا إرادة لصدق أنه ليس بذي إرادة، ولو صح ذلك لكان كل ما ليس بذي إرادة ناقصا بالنسبة إلى من له إرادة، فإن من كانت له الصفات الإرادية فله أن يخصص الشيء وله ألا يخصصه، فالعقل السليم يقضي بأن ذانك؟؟ كمال له وليس بنقصان، حتى أنه لو قدر بالوهم سلب ذلك الأمر عنه لقد كان حاله أولا أكمل بالنسبة إلى حال ثانيا، فلم يبق إلا أن يكون ما لم يتصف أنقص مما هو متصف به، ولا يخفي ما فيه من المحال، فإنه كيف يتصور أن يكون المخلوق أكمل من الخالق، والخالق أنقص منه، والبديهة تقضي برده وإبطاله. وقد وصف نفسه جل جلاله وتقدست أسماؤه بأنه مريد فقال تعالى:
{ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } [12] وقال سبحانه: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [13] وقال: { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ } [14]، إذا أراد أمراً فإنما يقول كن فيكون. ثم إن هذا العالم على غاية من الحكمة والإتقان والانتظام والإحكام، وهو مع ذلك جائز وجوده وجائز عدمه، فالذي خصصه بالوجود يجب أن يكون مريدا له قادرا عليه عالما به، فإن لم يكن عالما قادرا لا يصح منه صدور شيء، ومن لم يكن عالما وإن كان قادرا لم يكن ما صدر منه على نظام الحكمة والإتقان، ومن لم يكن مريدا لم يكن تخصيص بعض الجائزات بأحوال وأوقات دون البعض بأولى من العكس، إذ نسبتها إليه نسبة واحدة. قالوا: وإذ ثبت كونه قادرا مريدا وجب أن يكون حيا، إذ الحياة شرط هذه الصفات، ويلزم من كونه حيا أن يكون سميعا بصيرا متكلما، فإن لم تثبت له هذه الصفات فإنه لا محالة متصف بأضدادها كالعمى والطرش والخرس على ما عرف في الشاهد، والبارئ سبحانه وتعالى يتقدس عن أن يتصف بما يوجب في ذاته نقصا.
الخامسة عشرة: قوله تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } فيه تأويلان: أحدهما: إكمال عدة الأداء لمن أفطر في سفره أو مرضه. الثاني: عدة الهلال سواء كانت تسعا وعشرين أو ثلاثين. قال جابر ابن عبدالله قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الشهر يكون تسعا وعشرين". وفي هذا رد لتأويل من تأول قوله صلى الله عليه وسلم: "شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة" أنهما لا ينقصان عن ثلاثين يوما، أخرجه أبو داود. وتأوله جمهور العلماء على معنى أنهما لا ينقصان في الأجر وتكفير الخطايا، سواء كانا من تسع وعشرين أو ثلاثين.
السادسة عشرة: ولا اعتبار برؤية هلال شوال يوم الثلاثين من رمضان نهارا بل هو لليلة التي تأتي، هذا هو الصحيح. وقد اختلف الرواة عن عمر في هذه المسألة فروى الدارقطني عن شقيق قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين قال في كتابه: "إن الأهلة بعضها أكبر من بعض، فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس" وذكره أبو عمر من حديث عبدالرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي وائل قال: كتب إلينا عمر...، فذكره. قال أبو عمر: وروي عن علي بن أبي طالب مثل ما ذكره عبدالرزاق أيضا، وهو قول ابن مسعود وابن عمر وأنس بن مالك، وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن والليث والأوزاعي، وبه قال أحمد وإسحاق. وقال سفيان الثوري وأبو يوسف: إن رئي بعد الزوال فهو لليلة التي تأتي، وإن رئي قبل الزوال فهو لليلة الماضية. وروي مثل ذلك عن عمر، ذكره عبدالرزاق عن الثوري عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم قال: كتب عمر إلى عتبة بن فرقد "إذا رأيتم الهلال نهارا قبل أن تزول الشمس لتمام ثلاثين فأفطروا، وإذا رأيتموه بعد ما تزول الشمس فلا تفطروا حتى تمسوا"، وروي عن علي مثله. ولا يصح في هذه المسألة شيء من جهة الإسناد على علي. وروي عن سليمان بن ربيعة مثل قول الثوري، وإليه ذهب عبدالملك بن حبيب، وبه كان يفتي بقرطبة. واختلف عن عمر بن عبدالعزيز في هذه المسألة، قال أبو عمر: والحديث عن عمر بمعنى ما ذهب إليه مالك والشافعي وأبو حنيفة متصل، والحديث الذي روي عنه بمذهب الثوري منقطع، والمصير إلى المتصل أولى. وقد احتج من ذهب مذهب الثوري بأن قال: حديث الأعمش مجمل لم يخص فيه قبل الزوال ولا بعده، وحديث إبراهيم مفسر، فهو أولى أن يقال به.
قلت: قد روي مرفوعا معنى ما روي عن عمر متصلا موقوفا روته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أصبح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صائما صبح ثلاثين يوما، فرأى هلال شوال نهارا فلم يفطر حتى أمسى. أخرجه الدارقطني من حديث الواقدي وقال: قال الواقدي حدثنا معاذ بن محمد الأنصاري قال: سألت الزهري عن هلال شوال إذا رئي باكرا، قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن رئي هلال شوال بعد أن طلع الفجر إلى العصر أو إلى أن تغرب الشمس فهو من الليلة التي تجيء، قال أبو عبدالله: وهذا مجمع عليه.
السابعة عشرة: روى الدارقطني عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قال: اختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى الله عليه وسلم لأهلا الهلال أمس عشية، " فأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا وأن يغدوا إلى مصلاهم" قال الدارقطني: هذا إسناد حسن ثابت. قال أبو عمر: لا خلاف عن مالك وأصحابه أنه لا تصلى صلاة العيد في غير يوم العيد ولا في يوم العيد بعد الزوال، وحكي عن أبي حنيفة. واختلف قول الشافعي في هذه المسألة، فمرة قال بقول مالك، واختاره المزني وقال: إذا لم يجز أن تصلى في يوم العيد بعد الزوال فاليوم الثاني أبعد من وقتها وأحرى ألا تصلى فيه. وعن الشافعي رواية أخرى أنها تصلى في اليوم الثاني ضحى. وقال البويطي: لا تصلى إلا أن يثبت في ذلك حديث. قال أبو عمر: لو قضيت صلاة العيد بعد خروج وقتها لأشبهت الفرائض، وقد أجمعوا في سائر السنن أنها لا تقضى، فهذه مثلها. وقال الثوري والأوزاعي وأحمد بن حنبل: يخرجون من الغد، وقاله أبو يوسف في الإملاء. وقال الحسن بن صالح بن حي: لا يخرجون في الفطر ويخرجون في الأضحى. قال أبو يوسف: وأما في الأضحى فيصليها بهم في اليوم الثالث. قال أبو عمر: لأن الأضحى أيام عيد وهي صلاة عيد، وليس الفطر يوم عيد إلا يوم واحد، فإذا لم تصل فيه لم تقض في غيره، لأنها ليست بفريضة فتقضى. وقال الليث بن سعد: يخرجون في الفطر والأضحى من الغد.
قلت: والقول بالخروج إن شاء اللّه أصح، للسنة الثابتة في ذلك، ولا يمتنع أن يستثني الشارع من السنن ما شاء فيأمر بقضائه بعد خروج وقته. وقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس". صححه أبو محمد. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وابن المبارك. وروي عن عمر أنه فعله.
قلت: وقد قال علماؤنا: من ضاق عليه الوقت وصلى الصبح وترك ركعتي الفجر فإنه يصليهما بعد طلوع الشمس إن شاء. وقيل: لا يصليهما حينئذ. ثم إذا قلنا: يصليهما فهل ما يفعله قضاء، أو ركعتان ينوب له ثوابهما عن ثواب ركعتي الفجر. قال الشيخ أبو بكر: وهذا الجاري على أصل المذهب، وذكر القضاء تجوز.
قلت: ولا يبعد أن يكون حكم صلاة الفطر في اليوم الثاني على هذا الأصل، لا سيما مع كونها مرة واحدة في السنة مع ما ثبت من السنة. روى النسائي قال: أخبرني عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له: أن قوما رأوا الهلال فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يفطروا بعد ما ارتفع النهار وأن يخرجوا إلى العيد من الغد. في رواية: ويخرجوا لمصلاهم من الغد.
الثامنة عشرة: قرأ أبو بكر عن عاصم وأبو عمرو - في بعض ما روي عنه - والحسن وقتادة والأعرج "ولتكملوا العدة" بالتشديد. والباقون بالتخفيف. واختار الكسائي التخفيف، كقوله عز وجل: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [15]. قال النحاس: وهما لغتان بمعنى واحد، كما قال عز وجل: { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } [16]. ولا يجوز "ولتكلموا" بإسكان اللام، والفرق بين هذا وبين ما تقدم أن التقدير: ويريد لأن تكملوا، ولا يجوز حذف أن والكسرة، هذا قول البصريين، ونحوه قول كثير أبو صخر:
أريد لأنسى ذكرها
أي لأن أنسى، وهذه اللام هي الداخلة على المفعول، كالتي في قولك: ضربت لزيد، المعنى ويريد إكمال العدة. وقيل: هي متعلقة بفعل مضمر بعد، تقديره: ولأن تكملوا العدة رخص لكم هذه الرخصة. وهذا قول الكوفيين وحكاه النحاس عن الفراء. قال النحاس: وهذا قول حسن، ومثله: { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } [17] أي وليكون من الموقنين فعلنا ذلك. وقيل: الواو مقحمة. وقيل: يحتمل أن تكون هذه اللام لام الأمر والواو عاطفة جملة كلام على جملة كلام. وقال أبو إسحاق إبراهيم بن السري: هو محمول على المعنى، والتقدير: فعل اللّه ذلك ليسهل عليكم ولتكملوا العدة، قال: ومثله ما أنشده سيبويه
بادت وغير آيهن مع البلى... إلا رواكد جمرهن هباء
ومشجج أما سواء قذاله... فبدا وغيب ساره المعزاء
شاده يشيده شيدا جصصه، لأن معناه بادت إلا رواكد بها رواكد، فكأنه قال: وبها مشجج أو ثم مشجج.
التاسعة عشرة: قوله تعالى: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ } عطف عليه، ومعناه الحض على التكبير في آخر رمضان في قول جمهور أهل التأويل. واختلف الناس في حده، فقال الشافعي: روي عن سعيد ابن المسيب وعروة وأبي سلمة أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر ويحمدون، قال: وتشبه ليلة النحر بها. وقال ابن عباس: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا وروي عنه: يكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة، ويمسك وقت خروج الإمام ويكبر بتكبيره. وقال قوم: يكبر من رؤية الهلال إلى خروج الإمام للصلاة. وقال سفيان: هو التكبير يوم الفطر. زيد بن أسلم: يكبرون إذا خرجوا إلى المصلى فإذا انقضت الصلاة انقضى العيد. وهذا مذهب مالك، قال مالك: هو من حين يخرج من داره إلى أن يخرج الإمام. وروى ابن القاسم وعلي بن زياد: أنه إن خرج قبل طلوع الشمس فلا يكبر في طريقه ولا جلوسه حتى تطلع الشمس، وإن غدا بعد الطلوع فليكبر في طريقه إلى المصلى وإذا جلس حتى يخرج الإمام. والفطر والأضحى في ذلك سواء عند مالك، وبه قال الشافعي. وقال أبو حنيفة: يكبر في الأضحى ولا يكبر في الفطر، والليل عليه قوله تعالى: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ } ولأن هذا يوم عيد لا يتكرر في العام فسن الكبير في الخروج إليه كالأضحى. وروى الدارقطني عن أبي عبدالرحمن السلمي قال: كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى. وروي عن ابن عمر: "أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى" وروي عن ابن عمر: أنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر يجهر بالتكبير حتى يأتي ثم يكبر حتى يأتي الإمام. وأكثر أهل العلم على التكبير في عيد الفطر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم فيما ذكر ابن المنذر قال: وحكى ذلك الأوزاعي عن إلياس. وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال: أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى، ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى وحين يخرج الإمام إلى الصلاة، وكذلك أحب ليلة الأضحى لمن لم يحج. وسيأتي حكم صلاة العيدين والتكبير فيهما في { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى } [18] و"الكوثر" [19] إن شاء اللّه تعالى.
العشرون : ولفظ التكبير عند مالك وجماعة من العلماء: اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر، ثلاثا، وروي عن جابر بن عبدالله. ومن العلماء من يكبر ويهلل ويسبح أثناء التكبير. ومنهم من يقول: اللّه أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان اللّه بكرة وأصيلا. وكان ابن المبارك يقول إذا خرج من يوم الفطر: اللّه أكبر اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر ولله الحمد، اللّه أكبر على ما هدانا. قال ابن المنذر: وكان مالك لا يحد فيه حدا. وقال أحمد: هو واسع. قال ابن العربي: "واختار علماؤنا التكبير المطلق، وهو ظاهر القرآن وإليه أميل".
الحادية والعشرون: - قوله تعالى: { عَلَى مَا هَدَاكُمْ } قيل: لما ضل فيه النصارى من تبديل صيامهم. وقيل: بدلا عما كانت الجاهلية تفعله من التفاخر بالآباء والتظاهربالأحساب وتعديد المناقب. وقيل: لتعظموه على ما أرشدكم إليه من الشرائع، فهو عام وتقدم معنى { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.


الآية رقم 186سورة البقرة

الآية: 186 { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
فيه أربع مسائل:-
الأولى: قوله تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ } المعنى وإذا سألوك عن المعبود فأخبرهم أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي، ويعلم ما يفعله العبد من صوم وصلاة وغير ذلك. واختلف في سبب نزولها، فقال مقاتل: إن عمر رضي اللّه عنه واقع امرأته بعد ما صلى العشاء فندم على ذلك وبكى، وجاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ورجع مغتما، وكان ذلك قبل نزول الرخصة، فنزلت هذه الآية: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } وقيل: لما وجب عليهم في الابتداء ترك الأكل بعد النوم فأكل بعضهم ثم ندم، فنزلت هذه الآية في قبول التوبة ونسخ ذلك الحكم، على ما يأتي بيانه. وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قالت اليهود كيف يسمع ربنا دعاءنا، وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام، وغلظ كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت هذه الآية. وقال الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت. وقال عطاء وقتادة: لما نزلت: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [1] قال قوم: في أي ساعة ندعوه؟ فنزلت.
الثانية: قوله تعالى: { فَإِنِّي قَرِيبٌ } أي بالإجابة. وقيل بالعلم. وقيل: قريب من أوليائي بالإفضال والإنعام.
الثالثة: قوله تعالى: { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } أي أقبل عبادة من عبدني، فالدعاء بمعنى العبادة، والإجابة بمعنى القبول. دليله ما رواه أبو داود عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة قال ربكم ادعوني أستجب لكم" فسمي الدعاء عبادة، ومنه قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [2] أي دعائي. فأمر تعالى بالدعاء وحض عليه وسماه عبادة، ووعد بأن يستجيب لهم. روى ليث عن شهر بن حوشب عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: " أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان اللّه إذا بعث نبيا قال ادعني أستجب لك وقال لهذه الأمة ادعوني أستجب لكم وكان اللّه إذا بعث النبي قال له ما جعل عليك في الدين من حرج وقال لهذه الأمة ما جعل عليكم في الدين من حرج وكان اللّه إذا بعث النبي جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس". وكان خالد الربعي يقول: عجبت لهذه الأمة في { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [3] أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط. قال له قائل: مثل ماذا؟ قال مثل قوله: { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } [4] فههنا شرط، وقوله: { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ } [5] فليس فيه شرط العمل، ومثل قوله: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [6] فههنا شرط، وقوله: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ليس فيه شرط. وكانت الأمم تفزع إلى أنبيائها في حوائجهم حتى تسأل الأنبياء لهم ذلك.
فإن قيل: فما للداعي قد يدعو فلا يجاب؟ فالجواب أن يعلم أن قوله الحق في الآيتين "أجيب" "أستجب" لا يقتضي الاستجابة مطلقا لكل داع على التفصيل، ولا بكل مطلوب على التفصيل، فقد قال ربنا تبارك وتعالى في آية أخرى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [7] وكل مصر على كبيرة عالما بها أو جاهلا فهو معتد، وقد أخبر أنه لا يحب المعتدين فكيف يستجيب له. وأنواع الاعتداء كثيرة، يأتي بيانههنا وفي "الأعراف" إن شاء اللّه تعالى. وقال بعض العلماء: أجيب إن شئت، كما قال: { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ } [8] فيكون هذا من باب المطلق والمقيد. وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث فأعطي اثنتين ومنع واحدة، على ما يأتي بيانه في "الأنعام" إن شاء اللّه تعالى. وقيل: إنما مقصود هذا الإخبار تعريف جميع المؤمنين أن هذا وصف ربهم سبحانه أن يجيب دعاء الداعين في الجملة، وأنه قريب من العبد يسمع دعاءه ويعلم اضطراره فيجيبه بما شاء وكيف شاء { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ } [9] الآية. وقد يجيب السيد عبده والوالد ولده ثم لا يعطيه سؤله. فالإجابة كانت حاصلة لا محالة عند وجود الدعوة، لأن أجيب وأستجب خبر لا ينسخ فيصير المخبر كذابا. يدل على هذا التأويل ما روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فتح له في الدعاء فتحت له أبواب الإجابة". وأوحى اللّه تعالى إلى داود: أن قل للظلمة من عبادي لا يدعوني فإني أوجبت على نفسي أن أجيب من دعاني وإني إذا أجبت الظلمة لعنتهم. وقال قوم: إن اللّه يجيب كل الدعاء، فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له في الآخرة، لما رواه أبو سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخر له وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها". قالوا: إذن نكثر؟ قال: "لله أكثر". خرجه أبو عمر بن عبدالبر، وصححه أبو محمد عبدالحق، وهو في الموطأ منقطع السند. قال أبو عمر: وهذا الحديث يخرج في التفسير المسند لقول اللّه تعالى { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [10] فهذا كله من الإجابة. وقال ابن عباس: كل عبد دعا استجيب له، فإن كان الذي يدعو به رزقا له في الدنيا أعطيه، وإن لم يكن رزقا له في الدنيا ذخر له
قلت: وحديث أبي سعيد الخدري وإن كان إذنا بالإجابة في إحدى ثلاث فقد دلك على صحة ما تقدم من اجتناب الاعتداء المانع من الإجابة حيث قال فيه: "ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" وزاد مسلم: " ما لم يستعجل". رواه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل - قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال - يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء". وروى البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي". قال علماؤنا رحمة اللّه عليهم: يحتمل قوله "يستجاب لأحدكم" الإخبار عن وجوب وقوع الإجابة، والإخبار عن جواز وقوعها، فإذا كان بمعنى الإخبار عن الوجوب والوقوع فإن الإجابة تكون بمعنى الثلاثة الأشياء المتقدمة. فإذا قال: قد دعوت فلم يستجب لي، بطل وقوع أحد هذه الثلاثة الأشياء وعري الدعاء من جميعها. وإن كان بمعنى جواز الإجابة فإن الإجابة حينئذ تكون بفعل ما دعا به خاصة، ويمنع من ذلك قول الداعي: قد دعوت فلم يستجب لي، لأن ذلك من باب القنوط وضعف اليقين والسخط.
قلت: ويمنع من إجابة الدعاء أيضا أكل الحرام وما كان في معناه، قال صلى الله عليه وسلم: "الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك" وهذا استفهام على جهة الاستبعاد من قبول دعاء من هذه صفته، فإن إجابة الدعاء لا بد لها من شروط في الداعي وفي الدعاء وفي الشيء المدعو به. فمن شرط الداعي أن يكون عالما بأن لا قادر على حاجته إلا اللّه، وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره، وأن يدعو بنية صادقة وحضور قلب، فإن اللّه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه، وأن يكون مجتنبا لأكل الحرام، وألا يمل من الدعاء. ومن شرط المدعو فيه أن يكون من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعا، كما قال: "ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" فيدخل في الإثم كل ما يأثم به من الذنوب، ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم. وقال سهل بن عبدالله التستري: شروط الدعاء سبعة: أولها التضرع والخوف والرجاء والمداومة والخشوع والعموم وأكل الحلال. وقال ابن عطاء: إن للدعاء أركانا وأجنحة وأسبابا وأوقاتا، فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه أنجح. فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: شرائطه أربع: أولها حفظ القلب عند الوحدة، وحفظ اللسان مع الخلق، وحفظ العين عن النظر إلى ما لا يحل، وحفظ البطن من الحرام. وقد قيل: إن بن من شرط الدعاء أن يكون سليما من اللحن، كما أنشد بعضهم:
ينادي ربه باللحن ليث... كذاك إذا دعاه لا يجيب
وقيل لإبراهيم بن أدهم: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأنكم عرفتم اللّه فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نعم اللّه فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس. قال علي رضي اللّه عنه لنوف البكالي: يا نوف، إن اللّه أوحى إلى داود أن مر بني إسرائيل ألا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيد نقية، فإني لا أستجيب لأحد منهم، ما دام لأحد من خلقي مظلمة. يا نوف، لا تكونن شاعرا ولا عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا عشارا، فإن داود قام في ساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو عبد إلا استجيب له فيها، إلا أن يكون عريفا أو شرطيا أو جابيا أو عشارا، أو صاحب عرطبة، وهي الطنبور، أو صاحب كوبة، وهي الطبل. قال علماؤنا: ولا يقل الداعي: اللهم أعطني إن شئت، اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، بل يعري سؤاله ودعاءه من لفظ المشيئة، ويسأل سؤال من يعلم أنه لا يفعل إلا أن يشاء. وأيضا فإن في قوله: "إن شئت" نوع من الاستغناء عن مغفرته وعطائه ورحمته، كقول القائل: إن شئت أن تعطيني كذا فافعل، لا يستعمل هذا إلا مع الغني عنه، وأما المضطر إليه فإنه يعزم في مسألته ويسأل سؤال فقير مضطر إلى ما سأله. روى الأئمة واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له". وفي الموطأ: "اللهم اغفر لي أن شئت، اللهم ارحمني إن شئت". قال علماؤنا: قوله "فليعزم المسألة" دليل على أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء من الإجابة، ولا يقنط من رحمة اللّه، لأنه يدعو كريما. قال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحدا من الدعاء ما يعلمه من نفسه فإن اللّه قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس، قال: { رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }. وللدعاء أوقات وأحوال يكون الغالب فيها الإجابة، وذلك كالسحر ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء، وأوقات الاضطرار وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر والصف في سبيل اللّه. كل هذا جاءت به الآثار، ويأتي بيانها في مواضعها. وروى شهر بن حوشب أن أم الدرداء قالت له: يا شهر، ألا تجد القشعريرة؟ قلت نعم. قالت: فادع اللّه فإن الدعاء مستجاب عند ذلك. وقال جابر بن عبدالله: دعا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرفت السرور في وجهه. قال جابر: ما نزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة.
الرابعة: قوله تعالى: { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي } قال أبو رجاء الخراساني: فليدعوا لي. وقال ابن عطية: المعنى فليطلبوا أن أجيبهم. وهذا هو باب استفعل أي طلب الشيء إلا ما شذ مثل استغنى اللّه. وقال مجاهد وغيره: المعنى فليجيبوا إليّ فيما دعوتهم إليه من الإيمان، أي الطاعة والعمل ويقال: أجاب واستجاب بمعنى، ومنه قول الشاعر:
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي لم يجبه والسين زائدة واللام لام الأمر وكذا { وَلْيُؤْمِنُوا } وجزمت لام الأمر لأنها تجعل الفعل مستقبلا لا غير فأشبهت إن التي للشرط وقيل: لأنها لا تقع إلا على الفعل.والرشاد خلاف الغي. وقد رشد يرشد رشدا. ورشد بالكسر يرشد رشدا، لغة فيه. وأرشده اللّه. والمراشد: مقاصد الطرق. والطريق الأرشد: نحو الأقصد. وتقول: هو لرشدة. خلاف قولك: لزنية وأم راشد كنية للفأرة وبنو رشدان: بطن من العرب، عن الجوهري. وقال الهروي: الرُّشد والرَّشد والرشاد: الهدى والاستقامة، ومنه قوله: { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }.
--------
من ...
الجامع لأحكام القرآن / للقرطبي


رشيد الميموني 02 / 08 / 2010 39 : 12 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
جزاك الله أخي يسين أحسن الجزاء على هذا الإدراج القيم ، وجعل كل ذلك في ميزان حسناتك .
محبتي .

ياسين عرعار 02 / 08 / 2010 38 : 03 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
[frame="15 98"]

أدعية رمضانية ...

اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي في رَمَضَان صِيامَ الصائِمينَ، وَقِيامي فيهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ، اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ إلى مَرْضاتِكَ وَجَنّبْني سَخَطِكَ وَنقِمتِكَ ، وَوَفِّقْني فيهِ لِقِرآءةِ آياتِكَ ، اَللّهُمَّ واجْعَل لي نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ فيهِ، بِجُودكَ يا أجْوَدَ اْلأَجْوَدينَ وأذِقْني فيهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وأَِدآءِ شُكْرِكَ وَاحْفَظْني فيهِ بِحِفْظِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ ،اَللّهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنَ عبادِكَ الصّالحينَ القانتين المُسْتَغْفِرينَ الْمُقَرَّبينَ اَللّهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ الفائِزينَ لَدَيْكَ الْمُقَرَّبينَ َإليك وزَحْزِحْني فيهِ عنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ ، اَللّهُمَّ طَهِّرْني فيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالأَقْذارِ، وَصبِّرني فيهِ عَلى كائِناتِ الأَقدْارِ، وزَيِنّيّ وَاستُرْني فيهِ بِالسِّتِر وَالعَفافِ، وَاحْمِلْني فيهِ على العدلِ والإنصاف، وآمنّي فيهِ من كلّ ما أخاف، بِعِصْمَتِكَ يا عِصْمَةَ الْخائِفينَ ، اَللّهُمَّ لا تُؤاخِذْني فيهِ بِالعَثَراتِ، وأقِلْني فيهِ مِنَ الْخَطايا وَالْهَفَواتِ، وَلا تَجْعَلْني فيهِ غَرَضاً لِلْبَلايا والآفاتِ وَاشْرَحْ ;أًمن بهِ صَدري بِأمَانِكَ يا أمانَ الْخائِفينَ .
اَللّهُمَّ وَفِّرْ فيهِ حَظّي مِن بَرَكاتِهِ، وَسَهِّل سَبيلي إلى خَيراتِهِ، وَلا تَحْرِمْني قَبُولَ حَسَناتِهِ و افْتَحْ لي فيهِ أبْوابَ جِنانِك ، وَأغْلِقْ عَنّي فيهِ أبْوابَ نّيرانِك ، وَوَفِّقْني فيهِ لِتِلاوَةِ قُرْآنِك ، اَللّهُمَّ اجْعَلْني فيهِ إلى مَرْضاتِكَ دَليلاً، وَلا تَجْعَلْ فيهِ لِلشَّيْطانِ علَيَّ سَبيلاً وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ لي مَنْزِلاً وَمَقيلاً ، اَللّهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ أبْوابَ فَضْلِكَ، وأنْزِلْ علَيَّ فيهِ بَرَكاتِكَ، وَوَفِّقْني فيهِ لِمُوجِباتِ مَرْضاتِكَ ، اجْعَلْ اَللّهُمَّ سَعْيي فيهِ مَشْكُوراً، وَذَنْبي فيهِ مَغْفُوراً، وَعَمَلي فيهِ مَقْبُولاً، وَعَيْبي فيه مَسْتُوراً و ارْزُقني فيهِ فَضْلَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَصَيِّرْ فيهِ اُمُوري مِنَ عُسْرِ إلى يُسْرِ، اَللّهُمَّ اغْسِلْني فيهِ مِن الذُّنُوبِ، وَطَهِّرْني فيهِ مِنَ الْعُيُوبِ، وَامْتَحِنْ قَلْبي فيهِ بِتَقْوَى الْقُلُوبِ أسألُكَ اَللّهُمَّ فيهِ ما يُرْضيكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِمّا يُؤْذيكَ ، وَاَسألُكَ التَّوْفيقَ فيهِ لأَِنْ اُطيعَكَ وألا أعصِيكَ اجْعَلْني فيهِ رَبي مُحبّاً لأَوْليائِكَ َمُعادِياً لأَعدْائكَ مُسْتنّاً فيهِ بِسُنَّةِ خاتَمِ أنْبِيائِكَ.


وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

[/frame]

ياسين عرعار 02 / 08 / 2010 03 : 04 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
[frame="15 98"]


في كل يوم دعاء


دعاء اليـوم الأول

اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين، وقيامي فيه قيام القائمين، ونبّهني فيه عن نومة الغافلين، وهب لي جُرمي فيه يا إله العالمين واعفُ عني يا عافياً عن المجرمين .

دعاء اليـوم الثاني

اللّهم قرّبني فيه إلى مرضاتك وجنّبني فيه من سخطك ونقماتك، ووفقني فيه لقراءة آياتك برحمتك يا أرحم الراحمين

دعاء اليـوم الثالث

اللّهم أرزقني فيه الذهن والتنبيه، وباعدني فيه من السفاهة والتمويه واجعل لي نصيباً من كل خيرٍ تنزل فيه بجودك يا أجود الأجودين

دعاء اليـوم الرابع

اللّهم قوّني فيه على إقامة أمرك وارزقني فيه حلاوة ذكرك، وأوزعني فيه لأداء شكرك بكرمك واحفظني فيه بحفظك وسترك يا أبصر الناظرين يا خير الناصرين

دعاء اليـوم الخامس

اللّهم اجعلني فيه من المستغفرين واجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين واجعلني فيه من أوليائك المقربين برأفتك يا أرحم الراحمين

دعاء اليـوم السادس

اللّهم لا تخذلني فيه لتعرّض معصيتك ولا تضربني بسياط نقمتك وزحزحني فيه من موجبات سخطك بمنّك وأياديك يا منتهى رغبة الراغبين

دعاء اليـوم السابع

اللّهم أعنّي فيه على صيامه وقيامه وجنّبني فيه من هفواته وآثامه وارزقني فيه ذكرك بدوامه بتوفيقك يا ولي المؤمنين يا هادي المضلّين

دعاء اليوم الثامن

اللّهم أرزقني فيه رحمة الأيتام وإطعام الطعام وإفشاء السلام وصحبة الكرام بطولك يا ملجأ الآملين.

دعاء اليوم التاسع

اللّهم اجعل لي فيه نصيبا من رحمتك الواسعة وأهدني فيه لبراهينك الساطعة وخُذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة بمحبتك يا أمل المشتاقين.

دعاء اليوم العاشر

اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك واجعلني فيه من الفائزين لديك واجعلني فيه من المقربين إليك بإحسانك يا غاية الطالبين.

دعاء اليوم الحادي عشر

اللهم حبب إلي فيه الإحسان وكرّه إليّ فيه الفسوق والعصيان وحرّم عليّ فيه السخط والنيران بعونك يا غياث المستغيثين.

دعاء اليوم الثاني عشر

اللهم زيـّـني فيه بالستر والعفاف واسترني فيه بلباس القنوع والكفاف واحملني فيه على العدل والإنصاف وآمنـّي فيه من كل ما أخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين.

دعاء اليوم الثالث عشر

اللهم طهرني فيه من الدنس والأقذار وصبـّرني فيه على كائنات الأقدار ووفقني فيه للتقى وصحبة الابرار بعونك يا قرة عين المساكين.

دعاء اليوم الرابع عشر

اللهم لا تؤاخذني فيه بالعثرات وأقلني فيه من الخطايا والهفوات ولا تجعلني فيه غرضاً للبلايا والآفات بعزتك يا عز المسلمين.

دعاء اليوم الخامس عشر

اللهم ارزقني فيه طاعة الخاشعين واشرح فيه صدري بإنابة المخبتين بأمانك يا أمان الخائفين.

دعاء اليوم السادس عشر

اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار وجنبني فيه مرافقة الأشرار وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار بإلهيتك يا إله العالمين.

دعاء اليوم السابع عشر

اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار وجنبني فيه مرافقة الأشرار وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار بإلهيتك يا إله العالمين.

دعاء اليوم الثامن عشر

اللهم نبهني فيه لبركات أسحاره ونوّر فيه قلبي بضياء أنواره وخذ بكل أعضائي إلى اتباع آثاره بنورك يا منور قلوب العارفين.

دعاء اليوم التاسع عشر

اللهم وفـّر فيه حظـّي من بركاته وسهـّـل سبيلي إلى خيراته ولا تحرمني قبول حسناته يا هادياً إلى الحق المبين.

دعاء اليوم العشرين

اللهم افتح لي فيه أبواب الجنان وأغلق عني فيه أبواب النيران ووفقني فيه لتلاوة القرآن يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين.

دعاء اليوم الحادي والعشرين

اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلاً ولا تجعل للشيطان فيه عليّ سبيلاً واجعل الجنة لي منزلاً ومقيلاً يا قاضي حوائج الطالبين.

دعاء اليوم الثاني العشرين

اللهم افتح لي فيه أبواب فضلك وأنزل عليّ فيه بركاتك ووفقني فيه لموجبات مرضاتك وأسكنـّي فيه بحبوات جناتك يا مجيب دعوة المضطرين.

دعاء اليوم الثالث العشرين

اللهم اغسلني فيه من الذنوب وطهرني فيه من العيوب وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين.

دعاء اليوم الرابع والعشرين

اللهم إني أسألك فيه ما يرضيك وأعوذ بك مما يؤذيك وأسألك التوفيق فيه لأن أطيعك ولا أعصيك يا جواد السائلين.

دعاء اليوم الخامس والعشرين

اللهم اجعلني فيه محباً لأوليائك ومعادياً لأعدائك مستناً بسنة خاتم أنبيائك يا عاصم قلوب النبيين.

دعاء اليوم السادس والعشرين


اللهم اجعل سعيي فيه مشكوراً وذنبي فيه مغفوراً وعملي فيه مقبولاً وعيبي فيه مستوراً يا أسمع السامعين.

دعاء اليوم السابع والعشرين

اللهم ارزقني فيه فضل ليلة القدر وصيّر اموري فيه من الاسر الى اليسر و اقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر يا رئوف بعباده الصالحين.

دعاء اليوم الثامن والعشرين

اللهم وفر حظي فيه من النوافل واكرمني فيه باحضار المسائل و قرب فيه وسيلتي اليك من بين الوسائل يا من لا يشغله الحاح الملحين

دعاء اليوم التاسع والعشرين

اللهم غشني فيه بالرحمة وارزقني فيه التوفيق والعصمة وطهر قلبي من غياب التهمة يا رحيما بعباده المؤمنين

دعاء اليوم الثلاثين

اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول على ما ترضاه و يرضاه الرسول محكمة فروعه بالاصول بحق سيدنا محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين
[/frame]

د. ناصر شافعي 14 / 08 / 2010 47 : 11 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
[align=center][table1="width:85%;background-color:green;border:4px solid limegreen;"][cell="filter:;"][align=center]

هاتِ الفجرَ يارمضان



د.عبد المعطي الدالاتي


وعُدتَ اليوم يارمضانُ بالبشرى فطاب العوْدْ
وعادت جنة القرآن والإيمانِ ..عاد الخلدْ
وهبّتْ نسمة التوحيد حاملةً حديثَ الوجدْ
فتنظمه كنظم العقدِ .. تنثره كنثر الوردْ
وتسكبه مع الأنوار .. تمزجُه بأصفى شهدْ
تذكّرني رسولَ الله يدعو في مقام الحمدْ
تُذكرني و تحملني مع الذكرى لأنقى عهدْ
فأمسي بالحجاز لَقىً ! فقصّي يا حكايا نجدْ
أنا الخطاء ، أدعو اللهَ.. أدعوه دعاءَ العبدْ
لِيعتقني من النيرانِ .. يُدخلني جنانَ الخلدْ
وهذا موسـمُ الغفران واعدَنا فوافى الوعدْ
فماذا بَعدُ يارمضانُ في كفيكَ.. ماذا بعدْ ؟!



تراءت فيك يا رمضانُ كلُّ معـالم الخيرِ
وفيك تنقلَ الوجـدانُ من طهرٍ إلى طهرِ
وفيك تنزّل القـرآنُ نوراً ليلةَ القدرِ
وصفّ محمدُ المختارُ جندَ الحق في بدرِ
ودكّ بهم جدارَ الجهل والطغيان والكفرِ
فذاق وصحبُه الأطهارُ بعضَ حلاوة النصرِ
ولكنا - ويا أسَفا - حُرمنا النصرَ من دهرِ
وما ذقنا سـوى التدميرِ والتهجيرِ و القهرِ
وذا مِن عند أنفســنا .. وهذا منتهى الوِزرِ
فما أخلفتَ موعدَنا .. وعُدتَ كنســمة الفجرِ
فهاتِ الفجرَ يارمضانُ.. هاتِ مواسمَ العطرِ

ومن يدري! لعل النصرَ في كفيكَ،من يدري!

[/align]
[/cell][/table1][/align]

د. ناصر شافعي 15 / 08 / 2010 58 : 03 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
من الأشعار الرمضانية

فديتك زائراً في كل عام

يقول " مصطفى الصادق الرافعي " أديب الإسلام
:
[poem=font=",6,skyblue,bold,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="solid,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


فديتك زائراً في كل عام =تحيا بالسلامة والسلام

وتقبل كالغمام بقيض حينا = ويبقى بعده أثر الغمام

وكم في الناس من كلف مشوق = إليك وكم شجي مستهام

ركزت له بألحاظ الليالي =وقد عي الزمان عن الكلام

فظل يعد يوماً بعد يوماً = كما اعتادوا لأيام السقام

ومد له رواق الليل ظلا = ترف عليه أجنحة الظلام

فبات وملء عينيه منام = لتنفض عنهما كسل المنام

ولم أر قبل حبك من حبيب = كفى العشاق لوعات الغرام

فلو تدري العوالم ما درينا = لحنت للصلاة وللصيام

بني الإسلام هذا خير ضيف = إذ غشي الكريم ذرا الكرام

يلمكم على خير السجايا = ويجمعكم على الهمم العظام

فشدوا فيه أيديكم بعزم =كما شد الكمى على الحسام

وقوموا في لياليه الغوالي = فما عاجت عليكم للمقام

وكم نفر تغرهم الليالي=وما خلقوا ولا هي للدوام

ودخلوا عادة السفهاء عنكم = فتلك عوائد القوم اللئام

يحلون الحرام إذا أرادوا = وقد بان الحلال من الحـرام

وما كل الأنام ذوي عقول = إذا عدوا البهائم في الأنام

ومن روته مرضعة المعاصي = فقد جاءته أيام الفـطام


[/poem]

تحياتي . د. ناصر شافعي

د. ناصر شافعي 15 / 08 / 2010 08 : 04 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 

ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين فى بيتك؟

بقلم الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله.


ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين فى بيتك؟ ..ربما لا تكون أنت متدينا بالمعنى المتعارف عليه فى مجتمعنا...ربما تكون غير ملتزم بالصلاة فى المسجد..أو صيام النوافل..بل ربما لا تكون لك أية علاقة بالدين على الإطلاق وربما لم تصم أو تصل منذ سنوات...بل ربما تكون لك ديانة أخري غير ديانة هذا الضيف المتدين ولك رؤية أخرى فى الحياة قد تتعارض مع منهج حياة هذا الضيف.

كل هذا لا يهم!..لأن ذلك لن يثنيك عن إكرام الضيف ومحاولة عدم جرح مشاعره أو معتقداته، على الأقل فى الفترة التى سيزورك فيها..ستحاول أن تجعل زيارته سهلة عليه وعليك وستحاول أن تبحث عن أرضية مشتركة للحديث وقضاء الوقت معه.

لا يهم كم المشاكل التى تعكر صفو حياتك فكل الضغوط النفسية لن تمنعك أن تبتسم فى وجهه...ولا يهم حجم الديون التى ربما تكون غارقا فيها فهى لن تمنعك من تقديم واجب الضيافة ولو بكوب من الشاي...المحصلة أنك ستقدم للضيف ما يرضيه هو..من وجهة نظره هو وليس ما يرضيك أنت...وحتى إذا كنت لا تريد أن تكرمه فأضعف الإيمان أن لا تؤذي مشاعره بأشياء تتعارض مع قيمه ومبادئه حتى إذا كنت لا تشاركه هذه القيم...فإكرام الضيف واجب.

الغير معقول والذي قد تعتقد أنه جنون هو موقف أحد أصدقائي الغير متدينين حين زاره شيخ متدين فى بيته ... فما أن دخل ذلك الشيخ بيت صديقي حتى قام صديقي وقال للشيخ : "سأثبت لك أنى احتفل بقدومك وزيارتك الطاهرة .. فقط أعطني دقيقة" .. ابتسم الشيخ الأسمر الذي يشع وجهه نورا وقد جلس فى غرفة الضيوف مسبحاً ... ولكن ابتسامة الشيخ الرقيقة ما لبثت أن تحولت لفم مفتوح (على البحري) من الذهول ... فلقد رأى صديقي يدخل عليه وفى يده زجاجة من الخمر ويحمل على كتفه سماعات ضخمة تخرج منها موسيقى صاخبة لفرقة من فرق عبدة الشيطان .. ووقف صديقي فى منتصف الغرفة يرقص احتفالا بزيارة الشيخ ثم مال على الشيخ قائلا : (هلت) أنوارك...تشرب بيرة ولا ويسكي يا شيخ إن شاء الله؟

الشيخ هو شهر رمضان وصديقي الغير متدين هو الإعلام العربي الذي نحسن به الظن معتبرين أنه أراد أن يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك (بغشامة) فوضعنا جميعا فى موقف لا نحسد عليه.

تتسابق القنوات الإعلامية فى ماراثون من الفوازير والمسلسلات والبرامج ذات الإنتاج الضخم ... ولا أدري ما علاقة رمضان الذي هو شهر روحاني له وضع خاص فى العقيدة الإسلامية بالإنتاج الفنى والدرامي والترفيهي وبرامج قصص (كفاح) الفنانين .. ليكون السؤال المنطقي الوحيد الذي يمكن طرحه أمام هذا التناقض هو:(إيه اللى جاب القلعة جنب البحر(!..

لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ... لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهى بدلا من شهر روحاني؟ .. لست شيخا ولا داعية ... ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتى تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان ... كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التى منعتني واخوتى من مشاهدة فوازير (شريهان) بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلى إجابة والدتي المقتضبة "رمضان شهر عبادة مش فوازير". لم أكن أفهم منطق أمى الذي كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟


مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالي الطفولى حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم فى الركن الآخر من الكرة الأرضية ... كان ذلك الرجل هو عامل أمريكي فى محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود فى طريق عملى ... و فى اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتى فإذا بى أجد ذلك الرجل منهمكا فى وضع (أقفال) على ثلاجة الخمور... وعندما عاد للـ(كاشير) لمحاسبتي على القهوة سألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا : "لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة" .. فأجابنى :"هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور فى ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح"... نظرت إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية .. لماذا تتدخل الدولة فى شئ مثل ذلك؟ .. فقال الرجل :"الإحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر فى ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شئ".

الاحترام ... ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لايام وأيام بعد هذه الليلة ... فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا .. ولكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام .. انها مسألة احترام ... فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام .. وليس من الاحترام السكر فى معية ذلك الضيف ... فلتسكر ولتعربد فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك ... أنت حر ... ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا يفرض الإحترام فيمنع بيع الخمر ذلك اليوم.

وحتى إذا كنت مسلما أو يهوديا أو حتى ملحدا فى أمريكا فلن يمكنك شراء خمور فى هذا اليوم حتى وإن كنت لا تؤمن بأهميته ولا بقدسيته ... فبغض النظر عن عقيدتك وتدينك فستجبر على احترام ذلك اليوم.

هكذا أرادت أمي أن تعلمني (احترام) رمضان منذ نعومة أظفاري .. فلتشاهد الفوازير والمسلسلات والأفلام كما تحب طوال العام إذا كان ذلك يتناسب مع معتقداتك وأخلاقك .. ولكن فى رمضان ستظهر احترامك لهذا (الضيف) الشهر سواء كنت متدينا أم لا.

بالنسبة لى لم تعد القضية فى رمضان قضية هل المسلسلات والأفلام والبرامج الحوارية حلال أم حرام ... وليست القضية قضية هل تفسد الفوازير والأغاني المصورة صيامك أم لا ... القضية أن الباب سيدق عما قريب ليدخل ضيف كريم بيت كل واحد منا ... المتدين وغير المتدين .. الإسلامي والعلماني ...
المسلم والمسيحي ... وسيكون عليك بغض النظر عن أفكارك أو أسلوب حياتك أو مدى تدينك أن تظهر لهذا الضيف ...
الكثير من الاحترام.


حسن الحاجبي 15 / 08 / 2010 06 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
على مائدة الإفطار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
*******

أيتها الصائمات , أيها الصائمون
معشر المؤمنات والمؤمنين , يامن أمضيتم يومكم طاوين , ولصيامكم عند الله تعالى محتسبين .
ماذا عساكم أعددتم للإفطار ؟ أليست موائدكم قد حفلت بكل ما لذ وطاب , ألستم حائرين بين تقديم أو تأخير صنف على صنف , أين أنتم وأنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في شأنه النعمان بن بشير رضي الله عنه :"ألستم في طعام وشراب ماشئتم ؟ لقد رأيت نبيكم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ". والدقل هو أردأ انواع التمور .
وعن الزبير , عن عائشة رضي الله عنها قالت :"والله يا ابن أخي , إنا كنا لننظر إلى الهلال , ثم الهلال , ثم الهلال , ثلاثة أهلة في شهرين , وما أوقد في بيوت رسول الله نارا . قال : قلت : ياخالة , فما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان , التمر والماء ,إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار , وكانت لهم منائح , فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : والذي نفس أبي هريرة بيده , ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة , حتى فارق الحياة .
آه آه يارسول الله , طبت وطاب مقامك يامن صلى عليك الرحمان وملائكة الرحمان .
آه معشر الصائمات والصائمين , طابت لي ولكم الموائد .

رشيد الميموني 15 / 08 / 2010 06 : 06 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
الأخ الغالي د. ناصر ..
مداخلتك تركت أبلغ الأثر في نفسي لما حوته من مشاهد واقعية تؤلم القلب و النفس معا ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لو تصرف كل الآباء والأمهات كما فعلت السيدة الوالدة لنشأ جيل يعرف للاحترام معنى .
دمت بكل الحب .

رشيد الميموني 15 / 08 / 2010 08 : 06 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
أخي الحبيب حسن ..
يبقى رسولنا الكريم قدوة لنا في كل منحى من مناحي الحياة .. ولنا فيه أسوة حسنة .
فطوبى لمن اقتفى أثره و خطاه .
بكل المحبة .

د. ناصر شافعي 16 / 08 / 2010 20 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
من الأشعار الرمضانية


رمضان

محمد حسن فقي
[poem=font=",6,white,bold,normal" bkcolor="blue" bkimage="" border="solid,4,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

رمضان.. في قلبي هما هم نشوة =من قبل رؤية وجهك الوضاء



وعلى فمي طعم أحس بأنه =من طعم تلك الجنة الخضراء



ولا طعم دنيانا ,فليس بوسعها = تقديم هذا الطعم للخلفاء



ما ذقت قط ولا شعرت بمثله = أفلا أكون به من السعداء



قالوا بأنك قادم , فتهللت = بالبشر أوجهنا ..وبالخيلاء



وتطلعت نحو السماء نواظر = لهلال شهر نضارة ورواء



تهفوا إليه وفي القلوب وفي النهى =شوق لمقدمه , وحسن رجاء



لم لا نتيه مع الهيام..ونزدهي= بجلال أيام ..ووحي سماء ؟



بهما نحلق في الغمام ,ونرتوي = من عذبه .. ونصول في الأجواء



ونشف أرواحا فننهج منهجا = نفضي به لمرابع الجوزاء



ونصح أجسادا, فلا نشكو الونى = أبدل ولا نشكو من الأدواء



فنعود كالأسلاف أكرم أمة = وأعز في السراء والضراء



رمضان.. ما أدري ونورك غامر = قلبي فصبحي مشرق ,ومسائي



أأنال بعد مثالبي ومساوئي = بك منهما ,بعد القنوط شفائي



نفسي تحدثني بأنك شافع = عند المهيمن لي من الأسواء



وبأنني سأنال منك حمايتي =ووقايتي من معضل الأرزاء



ما أنت إلا رحمة ومحبة = للناس من ظلم قسا .. وعداء



فلقد كرمت من السماء بما أتى = من وحيها .. وشرفت بالإطراء



سدت الشهور فأنت سيد عامها = بل أنت سيد دهرها المتنائي



مهما أقول , فلن تطول مقالتي =شم الذرى , ولوامع الأسماء



رمضان .. من بعد الكدورة مسني = منك الجلال بحكمة ونقاء



قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي = في حضنه بتبذل وغباء



حتى لقيتك فارعويت عن الخنى = وكرهت كل ضلالة وعماء



شتان ما يبن الخلاعة والتقى = أو بين عقل نابه وخواء



رمضان جئت وقومنا في محنة = والدين .. جازت حدها .. نكراء



زعماؤنا - إلا القليل - تورطوا = فيها , فشقوتنا من الزعماء



صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم = في الأرض ,والأجواء والدماء



تلك الدماء زكية يا ليتها = سالت لأجل كرامة وجلاء



وتنكروا للدين , فهو خرافة=في زعمهم جازت على الآباء



حتى غدونا في صميم بلادنا = شذاذ آفاق من الغرباء



إن الزعامة حين تخضع رغبة= في الحكم ..تصبح لعنة الشرفاء



كلا ,فلا بالدين يعصف كيدهم = أبدا ،ولا العربية العرباء



الدين صرح شامل متوسد= كنف الجبال , وهامة الصحراء



لم تجد فيهم حكمة ووداعة = بالهمس .. أو بصراحة الصرحاء



فإذا استحى أو خاف منهم خائف = من سوء دعوته .. دعا بخفاء



سخروا بكل مسالم .. وتهكموا = جهلا وموجدة على الخلصاء



الفرد يعصف بالجماعة ضاربا = صفحا عن التشريع والإفتاء



فإذا نصحت له تنفج وانتضى = سيفا يسيل دما على النصحاء



لو لم يكن نذلا لما حسب العلا = وقفا ولا إرثا من الآباء



مهلا ..فرب جريمة لم تنتقم = من ربها انتقمت من الأبناء



ولربما عجلت فراح بطعنة =ممن أسال دماءهم .. نجلاء



كم أرعن أوحت له نزغاتة = بالموبقات ..فلج في الإفناء



ريعت به الدنيا وزلزل سمها = وضميرها من أسوأ الأنباء



لكنه استخذي وقد لاحت له = نذر الصوارم أيما استخذاء



سحقا لطاغية إذا نزلت به = أقداره أمسى من الجبناء



يبكي الذي سفك الدماء بريئة =تعسا له من سافك بكاء



من سامنا خسفا ولاقى مصرعا =لم يلق غير شماتة وهجاء



رمضان أثقلنا عليك ولم نكن=يوما على أحد من الثقلاء



عفوا , فإن نفوسنا في نشوة = تسري من الأعضاء للأعضاء



من بعد ما اصطبرت على لأوائها= رقصت وقد وافيت من لألأء



محبورة بثوابها ..مغمورة = بعطائها .. مسرورة بلقاء



لا زلت فينا قادما ومودعا =تسدى فنثني نحن خير ثناء



يا ذا الجلال ...وأنت خير مؤمل =للخاطئين ...وأنت خير وقاء



أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى = يمسي وطائي المشتهي وغطائي



وفناؤك الممتد أرحب ساحة = من أن يضيق بآثم خطاء



ضاقت علي منازلي ومرابعي= ومسالكي ..وجفا الجنوب كسائي



ودلفت في جنح الدياجر خائفا =ونكصت حين أبى علي فنائي



لم يبق لي إلاك فارحم آبقا = من ناره .. بالروضة الغناء



إني أحن لزهرها وثمارها =وتحسن برد ظلالها أحشائي



سأطوف في أرجائها متهللا = متوسلا بعقيدة سمحا ء



رغم الأثام ثوت بصدري صخرة = شماء لذت بها من الأنواء



يا صخرتي الشماء ..إن تتوسلي =لله أشد بصخرتي الشماء



فأنا فقير إليه في ملكوته =والفقر يقصد سيد الكرماء


ما أستريب بعدله وفضله = أو أستريب بتوبتي ودعائي

[/poem]

حسن الحاجبي 16 / 08 / 2010 46 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
إذا كان الوحي في الكتاب والسنة , مصدرا للمعرفة والتشريع , فإن العقل بما يمتلك من الإمكان , والأهلية , هو الذي يستنبط ويحقق ذلك , بل ويمتد به لتعدية الرؤية , وتنزيل النص , وتحقيق مقاصده في الواقع , بما اصطلح عليه :بالإجتهاد الذي يعتبر المصدر الثالث للتشريع .
وما الإجتهاد إلا إعمال العقل , لمد الرؤية , وتوليد الأحكام الجديدة , للحوادث الجديدة , في ضوء الوحي , ذلك أن العقل يجرد المقاصد , من حدود الزمان والمكان, ويولد في ضوئها الأحكام الجديدة , أي أن العقل يمتد بالوحي ليقوم بأحكامه جميع شؤون الحياة .
فإذا كانت النصوص تتناهى , والحوادث المتجددة لا تتناهى , كما يقول علماء الأصول , فإن اعتماد الإجتهاد كمصدر للتشريع , هو أحد مقومات الإمكان الحضاري , ومصدر الحيوية , وسبيل تحقيق الخلود , وآلية الفعل الحضاري , ذلك أن الإجتهاد هو مصدر الإجابة عن كل الأسئلة ....


من كتاب : المستقبل للإسلام / الدكتور أحمد علي الإمام .

مرفت شكري 17 / 08 / 2010 35 : 04 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
الجهاد في رمضان
غزوة بدر الكبرى هي معركة وقعت في 13 مارس 624 م - 17 رمضان 2 للهجرة بين المسلمين بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش بقيادة عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي المعروف بأبي جهل عند آبار بدر في جنوب المدينة وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل سيد قريش عمرو بن هشام بن المغيرة المخزوميٍ ..

د. ناصر شافعي 18 / 08 / 2010 00 : 03 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
[align=center][table1="width:85%;background-color:darkred;border:4px solid sandybrown;"][cell="filter:;"][align=center]

مفاتيح الخير


مفتاح الصلاة : الطهور
مفتاح الحج : الاحرام
مفتاح البر : الصدقة
مفتاح العلم : حسن السؤال و حسن الإصغاء
مفتاح النصر : الصبر
مفتاح المزيد من الخير : الشكر
مفتاح الفلاح : التقوى
مفتاح التوفيق : الرغبة و الرهبة
مفتاح الإجابة : الدعاء مفتاح القلب : القرآن
مفتاح الرحمة : الإحسان
مفتاح المفاتيح : التوحيد

[/align]
[/cell][/table1][/align]

د. ناصر شافعي 18 / 08 / 2010 08 : 03 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
[align=center][table1="width:85%;background-color:darkblue;border:4px solid blue;"][cell="filter:;"][align=right]

روح العبادة

قالت السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها :
- جُعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك .
- و جعلت الصلاة تنزيها لكم عن الكبر .
- و جعلت الزكاة تزكية للنفس و نماء في الرزق .
- و جعل الصيام تثبيتاً للإخلاص .
- وجعل الحج تشييداً للدين .
- و جعل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مصلحة للعامة .


[/align]
[/cell][/table1][/align]

حسن الحاجبي 18 / 08 / 2010 45 : 04 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا, هو الذي يصلي عليكم وملائكته ".
من صلى الله تعالى عليه وملائكته كان له الخير كله , ودفع عنه الشر كله , فيا حسرة على الغافلين عن ربهم , ماذا حرموا من خيره وفضله .

رشيد الميموني 18 / 08 / 2010 32 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
الأساتدة :
حسن الحاجبي
مرفت شكري
د. ناصر شافعي .
حياكم الله و جزاكم خيرا على هذا التجاوب الرائع .
تواجدكم إثراء للمنتدى .
شكرا من أعماق القلب .

د. ناصر شافعي 18 / 08 / 2010 56 : 07 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
من الأشعار الرمضانية :



" تحية إلى رمضان " عبد الرحمن العشماوي


[poem=font=",6,white,bold,normal" bkcolor="blue" bkimage="" border="solid,4,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

قالوا :أتى في وجهه أطمئنانُ =وعلى يديه الفُلُّ والريحانُ

مغرورق العينين،لابدموعها =لكن بِحُبِّ فاض منه حنانُ

يمشي فتبتسمُ الدروبُ لخطوهِ =وعليه ينشرُ ظلَّه الإحسانُ

ماذا أقول لزائرٍ في وجهه =نورٌ وفوق لسانه القرآنُ ؟

يأتي إلينا ،والسعادةُ فوقه =ظُلَلٌ وفي أهدابه الريَّـانُ

يأتي ،هديته إلينا ليلةٌ =للقدرِ ، فيها العفو والغفرانُ

ياشهرنا الميمون ، عين قصائدي =ترنو لإليك وقلبها ولهانُ

ثقلت عليها حادثاتُ زماننا =وأرق دمع حروفها الطُّغْيـانُ

أوزانها مما تراه أستوحشتْ =ومن اللّظى تستوحشُ الأوزانُ !

تبكي على " الأقصى" فيجمُدُ لحنُها =ومن الصبابة تجمدُ الألحانُ!

تبكي على "البلقانِ"لو أبصرتَها =لمَّا أثارت جرحها البلقانُ!

تبكي على "الشيشانِ" كُبِّل فجرها =وأُقيم فيها للعدوِّ كيانُ !

يا شهرنا الميمون ، وجهُ قصائدي =تغتالُ بسمةَ ثغرهِ الأحزانُ

خاضت بها الآلامُ بحراً مالهُ =قاعٌ ولا عُرِفتْ له شطآنُ

القدس منبعه ،ومدريد الأسى =عمقٌ ومنشأُ موجه الجولانُ

ياشهرنا الميمون ، الفُ قصيدةٍ =كُتبتْ ، والفٌ مالها عنوانُ !

روَّيتُها بدم المحبِّ ودمعهِ =حتى أزدهى بثماره البستانُ

والله ، لولا ما تُكابدُ أمتي =واللهِ لولا البؤسُ والحرمانُ

لسمعت عصفور السعادةِ شادياً =وسمعت ما تدلي به الأفنانُ

يا شهرنا الميمون مقلةُ أمتي =سُمِلَتْ ،فدمع قصائدي هتانُ !

أبكي عليها لا لأني يائسٌ =أو عاجزٌ أو تائةٌ حيرانُ !

لكنني أبكي لأن خيولها =سُجنتْ وصار لغيرها الميدانُ!

أبكي لأن الوهم ينصب خيمةً =سوداء فيها تُسجَنُ الأذهانُ!

أوما تراها حين تسمعُ واعظاً =تعصي ويسلبُ عقلها فنَّانُ ؟!

أو ماتراها لا تُغذِّي روحها =وقد أشتكت من شحمها الأبدانُ؟ّ

يدُ أمتي سُلبتْ إرادتهُها ،فلا =سيفٌ يُسَلُّ ولا يهزُّ سِنانُ!

لمَّا استكانتْ للعدوِّ أهانها =إنَّ الكريم إذا استكان يُهانُ!

يا شهرنا الميمون عذراً ، هكذا =في كلِّ عامٍ تُشعلُ النيرآنُ

لَوَدِدْتُ لو أني إذا وافيتنا =أشدو بما يرضى به الوجدانُ

لكنَّها آهاتُ قلبٍ ، حبُّه =موجٌ وكامنُ شوقه بركانُ!

يا شهرنا الميمون ياضيفاً له =وجهٌ بأنوار التُّقى يزدانُ

أقبلت ياشهر الصيامِ فأقبلتْ =بك راحةٌ في النفسِ وأطمئنانُ

عيناكَ ينبوعا رضاً وسعادةٍ =نهرانِ يشربُ منهما الظمآنُ

تأتي إلينا والقلوب جديبةٌ =فيرودها من فيضك الإيمانُ

لمَّا يهلُّ هلال حسنِك يهتدي =غاوٍ ويندبُ حظَّه الشيطانُ !

رمضانُ أنت الحقلُ يزرع بالهدى = وبخصبة تستبشرُ الأغصانُ

تأتي فيرفعُنا الرَّجاءُ إلى الذُّرى = أن تنزلَ الرَّحَماتُ والغفرانُ [/poem]

د. ناصر شافعي 19 / 08 / 2010 34 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
من الأشعار الرمضانية

اعتذار إلى الشهر المبارك


شعر: محمود مفلح

[poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/2.gif" border="solid,6,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


جئت والجرحُ غائرٌ في فؤادي = وحكايا بطولتي كالرماد
وأنا واقفٌ ألملمُ أشتاتي = وأرنو إلى وجوه العبادِ
أتقي الشمس باليدين وأحيا = في زمان ينوءُ بالأصفادِ
أي شيء لم يقتلوه جهارًا = أو يبيعوه جملة في المزاد ؟!
حملوا جُثة الضمير إلى القبر = وعادوا في خشعة الزُّهَّادِ !
أخمدتني ضراوة الغزو = حتى بتُّ أغزو من شقوتي أولادي !
وعلى وقع خطوتي نبت الإثم = وضجت في مخلبي أحقادي
جئت يا شهرنا العظيم وإني = لست أدري ماذا يخط مدادي
جئت بالسيف والجواد ولكن = أين من أدمنوا ظهور الجياد ؟!
هاهو السيف قد تكفن بالصمت = توارى عن مسرح الأمجاد
إيه يا شهرنا العظيم فإني = سقطت أصبعي وضاع زنادي
منذ قرن وفي فمي أغنيات = لم تحرك شرارة في رماد
كم بترنا يد الأثيم وإنا = نصقلُ اليوم مدية الجلاد
سيدًا واحدًا عبدنا .. وها نحنُ = نعاني من تُخمة الأسياد
وغدت خيمة الأخوة في الريح =بلا أعمدٍ ولا أوتاد
كتبتنا الأيامُ في آخر السطر =روتنا من غير ما إسناد
عفو طهر الأنفاس فيك فإني =قد فقدتُ النجيب من أولادي
ملعبٌ للنجوم أنت وفوق النجم =سارت جحافل الرواد
فيك غنت بمسمع الدهر "بدر" = وحدا موكب الرجالِ "الحادي"
وهدمنا منابر الشرك حتى =فقد الشرك ظله في بلادي
منحتنا الآيات وجهًا فكُنَّا = وانبلاج الضحى على ميعاد
إيه يا شهرنا العظيم شموخًا= قد تنسمت من عبير الوادي
ضُمّنا ضُمنا إليك فإنا = لم نزل من بنيك والأحفاد
عُد بنا للربوع تسكبُ فينا =عطر إيمانها على الأشهاد
اطلق الروح من عقال التوابيت = وحقق بنا رؤى الأمجاد[/poem]

د. ناصر شافعي 19 / 08 / 2010 37 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
من الأشعار لبرمضانية :


رمضان يا طهر النفوس

يقول الشاعر محمود جبر :

[poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="orange" bkimage="" border="solid,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


رمضان يا طهر النفوس= هرعت استجديك وقدك

واعف يومك عن الحديث= لا يطابق منك قصدك

وأذيب ليلك في التبتل=أبتغي الأنوار عندك

أنت المفضل في السماء= وبالكتاب خصصت وحدك

يا معبد المتهجدين= فزعت استهديك رشدك

يا قلب ذلك من تحب= فسق له ياقلب وجدك

واشرح له شوق الجوا= رح وابتغ الإحسان جهدك

ضل الذي لا يستطيب= شذا رباك وعرف وردك

رمضان يا روض الخلود= اللهيف رجوت سعدك


[/poem]

د. ناصر شافعي 21 / 08 / 2010 50 : 02 AM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
رمضان أقبل بالبشائر والهدى

يقول الشاعر محمد هارون الحلو :

[poem=font=",6,white,bold,normal" bkcolor="darkred" bkimage="" border="solid,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


الله أكبر لاح وجه المشرق= بهلاله وجبينه المتألق

رمضان أقبل بالبشائر والهدى= وبسلسل من بره المتدفق

قدس من الصلوات في نفحاته= ما شاء كل منهم أن يستقي

حفوا بة وقد استحف نفوسهم= فيض الجلال به وحسن الرونق

شهر به غدر الليالي أشرقت= في الدهر بالأمل السني الشيق

مرحى هلال الصوم عدت بطلعه= وضاء سنا جبين مشرق

والله أودع فيك من أسراره= روحا بغير البر لم يتخلق

هو ذلك الشهر تحدثت= عن السماء بسرها المتغلق

سطعت بنور الله فيك حقيقة= تهدي لسعي في الزمان موفق[/poem]

حسن الحاجبي 24 / 08 / 2010 22 : 05 PM

رد: في رحاب شهر رمضان المعظم ( دورس -قصص -عبر -أدعية...)/ شاركونا فقط ...
 
شكرا جزيلا للقدير الدكتور ناصر شافعي
اللهم لك نشكو ضعف قوتنا , وقلة حيلتنا
اللهم اجعلنا من العتقاء , بفضل هذا الشهر الكريم يا أرحم الراحمين يا رب العالمين
آمين .


الساعة الآن 37 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية