![]() |
حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
[frame="15 10"]
هدى يا صديقتي أرأيت إلى الفضاء المفتوح وهو يغتسل بذاكرة الدهشة فتطلع النجوم دفعة واحدة كي تراقص القلب على إيقاع موسيقى لا حدّ لها .. هكذا تجيء كلماتك لتمطرني بهذا الشعور الدافئ من الحب والفرح واشتعال الأزهار بلغة الوجد الجميل .. هل كان علي أن ابدأ بالتحية والسلام والسؤال عن فضة الوقت؟؟.. ربما هي الفصول تداخلني فأشعر معها بتماوج الوقت على إيقاع وردة منك يمكنها أن تذهب بي حتى النسيان بأن ملامحي مطبوعة على وجهي أو أطراف أصابعك .. هدى يا ابنة خالي ما عدت على استعداد أن أرجع خطوة معك للوراء .. سأكون أنا بكل ما لديّ من براءة الأطفال وعبث الشعراء .. سأفتح كل الصنابير على أنغام يديك وأنسى انك بعيدة كل هذه المسافات ... سأحدثك ويدي في يدك ، ربما ونحن نمشي من جديد في تلك الشوارع القديمة التي تحمل رائحة كل خطوات الذين مشوا منذ قرون .. هل كانوا حقا على هذا القدر من الروعة حتى فتح العالم ذراعيه لهم ، فأعطوه من قلوبهم وأرواحهم وإيمانهم وعلمهم الكثير؟؟.. أأذكر يا هدى ..؟؟.. من الصعب أن ننسى أحيانا تلك الصور التي تنطبع في الذاكرة فتبقى مثل ملامحنا.. أتدرين أنني في تلك الأيام كنت فرحا وأنا امشي مع تلك الصبية الجميلة في طرقات مسكونة بالورد ؟؟.. كأنني كنت أريد من الناس أن ينظروا إليّّ وأنا أخطو على رصيف دهشتي بك وبكل تلك الأماكن الرائعة .. لحظة بلحظة اذكرها.. صدقيني يا هدى كان الأيام تدق الآن بابي فأفتح لأجدك قربي ، و معا نخطو على تلك الأرصفة المموسقة بعناقيد الزمن الجميل .. رائع أن يكون الحب بهذا الحجم ، وأن يكون الدفء على هذا الشكل ، لأننا بالحب يا هدى نحمي أعمارنا من برد السنين .. وإذا كنت املك ناصية الحرف ، فمن حسن الطالع أن أبحر في بحث دائب عنك وأنت القريبة ، وأن أعيد رسم ملامحك في عينيّ مع أن صورتك مطبوعة في الذاكرة .. في ذلك الحي ، أو ذلك السطر المفتوح على صوتي ، الشيخ محي الدين ، أو الصالحية ، كنت أخطو بشيء من قلق يساورني على الذين أحب .. أتدرين يا هدى أن أكثر ما كان يخيفني ويرعبني هو الموت .. لم يكن الخوف على نفسي ، بل على المحيطين بي .. وكان من أصعب الأشياء وأمرها أن يخرج إنسان ما من حياتنا ليضع ما تبقى على رف الوجود مجرد ذكرى أو نداء مشدود الوتر .. حين رحل خالي نور ذهلت .. كانت أمي تدور مثل نافورة ماء مسكونة بالبكاء .. ما معنى أن تكون نافورة الماء مسكونة بالبكاء؟؟.. الانهيار الذي أصيبت به جعلني شخصين في شخص واحد .. أزداد خوفا من الموت ، وأبحث عن معنى الوجود والرحيل وكل تلك المفردات التي كانت اكبر مني .. هذا الموت المبكر كان نارا تشعل الشاعر وتلوكه ثم تلقيه على درج الأيام ممزقا لا يعي إلا أن الموت فاصلة قاسية .. ومات عمي .. وبعد سنوات مات أبي !!.. لأول مرة أقف أمام الجسد المسجى تاركا كل شيء وذاهلا عن كل شيء .. حاولت أن ابكي وما استطعت .. كان الجميع منخرطين في بكاء جماعي .. وكنت واجما لا اعرف إلا أنني أسير في الدرب المرسوم دون قدمين أو أي أفكار .. كان هناك شخص ما يطل من نافذة بعيدة وينظر إليّ .. كنت هذا الشخص الذي ينظر إلى ذلك الذي يمشي مدعيا التماسك .. لم أذرف دمعة واحدة .. في البيت ، وبعد أن ذهب كل إلى حاله ، جلست وحيدا في الغرفة .. أطلَّ وجه أبي من كل شبابيك عمري وقلبي وروحي ونفسي .. و انداح شريط الأيام محموما يكر الصور بتتابع غريب .. وقتها بكيت وأخذت أرتعش من قمة رأسي حتى أخمص قدميّ .. كل الدموع التي خبأتها انفجرت مطرا مجنونا كاد يخنقني .. وانطلق من أعماق قلبي وروحي صوت يصرخ:لماذا يا أبي ؟؟.. لماذا كان عليك أن تتركني وأنا الذي كنت أراك فتضحك الدنيا في اشدّ الظروف صعوبة ؟؟.. ولم يجب أبي .. كنت الولد البكر .. وهذا يعني أن أكون بدل الأب.. أن أكون الرجل !!.. وآخ يا أبي من رجولة علينا أن نستحضرها والسكين في الخاصرة !!.. هذا الدور ما كان باستطاعتي أن ألعبه أو أدعيه ، لكنهم أصروا على أن أكون.. وكنت .. كل شيء عليّ أن أجد الجواب له ، وعلي أن أحل أصعب الأمور ، وأن أعطي رأيي في اعقد المسائل .. آه يا أبي كم كنت صبورا وحكيما .. لكن لماذا أفتح كل هذه الحقول المسكونة بالدمع ؟؟.. هدى يا ابنة خالي .. لا أعرف لماذا .. أتدرين بحاجة أنا إلى البكاء .. وبحاجة أنا إلى الضحك حتى الجنون .. صرتِ يا هدى ملامح عمري أو ربما ملامح وجهي ، ومن الصعب أن اترك هذه الملامح وإن للحظة واحدة .. أعيدي لي تلك اللحظة التي كانت لأعيد لك كل الأيام الماضية .. صعب يا هدى .. صعب .. قدرنا أن نسير معا هذا المشوار من العمر .. وقدرك أن تمنحي هذا الشاعر شيئا من صبرك حين تموج به الذكريات وتقذفه حتى قاع الرغبة بالبكاء .. أحيانا يا هدى أرتكب حماقتي محاولا استعادة الأيام حتى أرى كل من رحلوا .. فتسخر الأيام مني وتمد لسانها معلنة العصيان.. فالذي رحل من الأيام لا يعود.. والذين طوتهم القبور لا ينفضون التراب عن أجسادهم وينهضون .. هل أنا حزين الآن .. ؟؟.. سأقول لك شيئا يا هدى .. مشكلة الشاعر أنك لا تعرفين متى ينفجر بالبكاء ومتى ينفجر بالضحك .. معادلة صعبة ، لكنها الحقيقة الوحيدة التي تنطبق على الشعراء .. قرأت رسالتك فتعجبت .. بأي حروف تكتبين ؟؟.. وبأي روح ومشاعر ودفء ؟؟.. تملكين القدرة المذهلة على التعبير ، لكنك تحاولين الاختباء خلف هذا الحرف أو ذاك ، وكأن الحروف جدران تستطيع أن تفصل بينك وبين العالم .. لا يا هدى .. لا يا غاليتي .. حرام أن تكسري هذا السحر الحلال بقلة الكتابة ، أو بتركها بعيدة إلى هذا الحد أو ذاك .. ابن عمتك طلعت سقيرق 8/4/2006 -------- ------- ------ ------- ------ أيها الغالي الحبيب كنت تبكي يا طلعت؟ بكيت .. أقسم أنّي رأيتك تبكي ... بمشاعري و روحي و كلّ نفسي رأيتك تبكي.. بكيت و أبكيتني... أبكيتني مطراً.. مسحتُ دموعك بكلّ لهفي عليك و ودّي و مسحتُ دموعي بباطن كفّي........ كم أصبحتَ قريباً حتّى لا أحتاج النظر كي أراك؟! جميلٌ أنت .. جميلٌ بحزنك و دموعك كما أنت جميلٌ بطفولتك و شعرك و ابتساماتك.. جميلٌ في كلُ حالاتك أي تصويرّ هذا لمعنى الحزن و مرارة الرحيل؟!!....... هل كنت ترسم على قماش الحزن صورة نفسك أم صورتي؟! كم أنت تشبهني .. كم أنا أشبهك ... كم إنسانية الحزن تصهر الأنفس و الأرواح حتّى تذوب و تنعدم تفاصيل أنا و أنت و الآخر.. متى تمطر الدموع؟ اللحظة التي نرى فيها أغلى و أقرب الأحبة و رمز حياتنا و وجودنا جسدا مسجى أنقوى على البكاء؟! كيف و هو المحال؟! أيكون الجسد هو أو نحن ؟ جسدٌ فوق السرير مسجى و جسدٌ آخر ينظر إلى جسده!! الدموع في مثل هذه الحال تعني أنّ فكرة رمز الحياة الذي تحول أمام ناظرنا إلى جسدٍ مسجى تقبلناها و صدقناها و رضينا بوجعها!! نبكي فقط حين نصدق و نستطيع أن ننفصل عن الأنا الحبيب المسجى.. يكون حين انفصل الجسد المسجّى لحظة ثم انصهر و أطلّ عليك عبر نوافذ العمر وكلّ نوافذ الحب و الذكريات و أمسى الشوق عطشاً متوحشاً في غربة الغصن المبتور من الشجرة التي غابت......... حين يكون الموت موت جزء من أرواحنا و أنفسنا وبتر جزء من هذه الأنا التي تسكننا.. كم من القبور و شواهد القبور مسجّاة داخل كيان كلٌ منا؟!! حين رحل نـور كنت صغيرة جداً و طوال هذا العمر و أنا أحسّ أني أحمل نعشه فوق أكتافي.. حكمٌ بالإعدام على الطفولة و السعادة و على الإحساس بالأمان.. بعمري و في كلّ عمري و منذ ذلك اليوم لم أحس بالأمان ... عمرٌ انعدم فيه الأمان.... و كان الحكم عرفيا لا يقبل الاســتـئـنـاف كثيراً ما أحسّ أنه لم يمت .. غادر جسـده و انصهر بي و نام في أعماق ذاتي... كثيراً ما أشفق عليه من الموت و أنسى أنه أبي كأنه بين الضلوع طفلي و أتمنى لو أحميه من الموت و رعشة الموت و أخبئه بين الضلوع من وحشة و برد القبر.. أحياناً أيضاً عند منعطفات الأشواك القاسية في طريق الحياة أغضب من رحيله لكني سرعان ما أستميحه عذراً و أستجدي من القدر لحظة أمان بين ذراعيه ..أبــي و تهفو نفسي لساعة واحدة أقبّل فيها يديه و قدميه و كلّ مسـاماتـه..... آه يا طلعت ما أصعب الشوق إلى المسـتحيل !.. الشوق إلى السراب ضيـــــــــاع و كثيراً ما تتوق نفسي إلى الموت لعلني أجده هناك، به أطفـئ هذا الظمأ المزمن .... الله أي تعبير هذا التعبيـــر؟! بقدر ما هو بديع و فريد في القدرة على تصوير الفجيعة بقدر ما هو موجـــع، تقول: " كانت أمّي تدور مثل نافورة ماء مسكونةٌ بالبكاء.. ما معنى نافورة الماء المسكونة بالبكاء؟؟" معناها أن يكون اسمه نـور ويكون النور الذي انطفأ!! معناها الأخ في قلب أخته والراحل بلا استئذان و لا وداع! آه يا طلعت لو تدري مقدار ظلم الأيّام لو تدري كم كان موت النـور فاجعاً.. لم يكن موت فرد مهما كان حبيبا.. كان موت عائلة وشقاء عمر...... حتّى في ذلك العمر الساذج كم من الوقت الطويل مرّ قبل أن أبكي؟! تكورت على نفسي و أحطت ساقيّ بذراعيّ كالتمثال ... لم أبكِ و لم أتحرك حتّى لا أدرك ماذا يحصل من حولي! كنت لا أريد أن أدرك لأنّ الموقف أكبر من قدرتي على الإدراك، إنه الذعر الذي يشلنا صغاراً كنّا أو كباراً و الفجيعة التي تذهلنا حتّى تغيبنا.. إلى أن رأيت أيدي كبيرة و كثيرة تريد أن تحملني بعيداً عن البيت....بعيداً إلى حيث البرد و الخوف و غربة الحياة........ عندها فقط بكيت و صرخت و قاومت و ركضت بكلّ قوتي نحو جسده المسجى أحتمي به كما تعودت قبل أن يفصلني بوحشية أنيابه المرعبة ذلك اليوم الأسود الأخير عن دفء ذراعي النور و أمان حضنه و حلاوة بسمته وملمس جلده..... و أمّي تصرخ بالأيدي الكبيرة: " اتركوها.. دعوها تودّعه و تملأ عينيها منه" ، لكنّي لم أكن أريد أن أودّعه كنت أريد أن أحتمي به و أسكن تحت جلده و أفنى معه إن ذهب إلى الفناء.......... و كان جلده بارداً و أنفه متشمعاً على غير عهدي به!! كان قد رحل.......... ابنة خالك هدى الخطيب [/frame] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
[frame="1 98"] أستاذي الكريم طلعت استاذة هدى الحبيبة أكملت قراءة الموضوع والحروف تتماوج وتتراقص أمام ناظري لم أستطع منع دموعي من الأنهمار ولم أجد رغبة في منعها أصبحت انا كالنافورة المسكونة بالدمع كلما نكبر يكبر الماضي فينا وتدب الروح من جديد في جراحه كنت وأنا طفلة صغيرة أتخيل أن الكبار لا يبكون ولا يتألمون ولا يخشون فقد الحبيب لكني اليوم أكثر من أي يوم مضى أبكي الماضي بحرقة واتمنى ان يعود وكاني طفلة صغيرة لم تدرك بعد أن الأيام لا تعود وأن ما مضى قد مضى بلا إياب . أحبائي أنحني امام كلماتكم المؤثرة ومشاعركم النبيلة وأدعوك يا هدى يا غالية أن لا تختبيء وراء الحرف ودعينا نشاركك انت وأبن عمتك الرائع قراءة هذه الروائع ونسيان أنفسنا في طياتها . مع أطيب امنياتي لكما بالتوفيق والنجاح . [/frame] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
يا الله كم كانت نافورة الماء الباكية دقات قلبي الذي جعلني ابكي وكأنني اعيش معكما كل هذا الدرب الصعب ..
الحرف سحر حقا .. وكلاكما تكتبان بشكل يجعل الحرف يدور حول نفسه مذهولا .. أيتها الحبيبة حقا الأديبة هدى الخطيب الشاعر المحلق دون حد طلعت سقيرق من المجدي ان تكتبا معا .. من المجدي ان تكون حروفكما في هذا العناق المدهش قلة هم الذين يجعلون الحرف يطلع مثل شجرة الياسمين ومن قلة القة بل من الندرة انتما فليتكما لا تتوقفان عن هذا العزف الساحر البديع |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
نص أجد في طياته كل أصناف الأدب .. من شعرو نثر .. من مدح و غزل و رثاء ..
أختي هدى ،أخي طلعت .. استطعت خلسة ، ومن وراء الكلمات المتناثرة هنا وهناك ،أن أتسلل إلى حيث سجى كل جثمان وحيث سالت كل نافورة بنهر من الدموع .. صرت و كأني وجها لوجه مع أفراد اسرة نورالخطيب وسقيرق .. أقدم تعازي واذرف الدموع .. وأجري هن و هناك ألتقط دررا من الكلمات المنبعثة عفويا من قلوب محبة طاهرة .. لااقول "لم كل هذاالحزن ؟" لأني أدرك تماما أن الحزن مثله مثل الفرح .. يصنع الإنسان.. و قلب الإنسان.. وروح الإنسان . رائع .. رائع .. وشكرا جزيلا . |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
الأخ رشيد حسن
لا شك أنّ ما كتبه المبدعان الكبيران طلعت سقيرق وهدى الخطيب جد رائع .. لكن يا أخي مهما كان الأمر فلا يمكن أن تخطئ باسم شاعر معروف فتكتب سقيرس بدل سقيرق .. اعذروني لحشريتي .. شكرا |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
لا يااخي سميح ، ليست حشرية منك وإنما التفاته طيبة لزلة قلم لم تكن سوى خطإ مطبعي حدث وأنا منهمك في كتابة التعليق .. وأنت تعلم جيدا أن حرف السين يقع في الصف الموالي مباشرة لحرف القاف مع انحراف بسيط إلى اليسار .
ولكن رغم هذا فإني أتقدم للأستاذ والأخ الكبير طلعت سقيرق باعتذاري ولك أخي سميح بشكري وامتناني . دام تواصلك و تعاونك المثمر |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
الأستاذ رشيد حسن
لك كبير الود والتقدير تأبى أخلاق الكبار خلقا وادبا إلا أن تعلمنا إجابتك قالت لي ببساطة شديدة إنني فعلا أتعامل مع منتدى راق بأمثالك شكرا لك مرة أخرى |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
كلماتك في حقي وفي حق المنتدى اثلجت صدري .. وهذا يؤكد لي أني لم أخطئ يوم قلت إني وجدت في "نور الأدب"ضالتي المنشودة .
أخي سميح .. شكرا لك من كل الأعماق . ولك مني كل التقدير . |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
ما عدت على استعداد أن أرجع معك خطوة إلى الوراء .
شدّتني سلاسة العبارة وألقها . |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
حقيقتا يعجزوا اللسان عن التعبير شكرا لكما على هذه المشاعر المؤثرة والصادقة ألف شكر
|
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
دائماً أرى " حين تمطر الدموع في شارع العمر" أجمل ما كتبناه في سلسلتنا (( نبضات دافئة في شارع العمر )) لك كل أزرار الياسمين هدى الخطيب [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
الأخت الحبيبة الأستاذة هدى الخطيب وأنا أرى ان كل ماكتبته انتِ والأستاذ طلعت سقيرق في "نبضات دافئة في شارع العمر" هو جميل جداً بل رائع, دمتما ودامت لكما هذه النبضات الدافئة . محبتي . |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
[align=justify]
أراك الآن في صوتي أراك الآن في صوتي وفي عينيّ في ساعاتِ أيامي وفي صمتي أراك تدقّ بابَ العمرِ ريحانا وتأخذني إلى الأشعار تكتبني فأكتبُ في سطور الوجدِ ما زالتْ ينابيع الهوى أحلى وما زالتْ شموس العشق في عينيّ في عينيكَ أغنية ً لها حيفا تقولُ سيرحلُ المنفى ونرجعُ يا حبيب القلب للدارِ لشارعنا وشباكٍ يطلّ بكلّ ما في العمر من حبّ ٍ على ألحانِ أزهارٍ وأشجارِ *** توفي الخال الشاعر نور الدين يونس الخطيب إثر سكتة قلبية السـاعة العاشـرة من صباح 4 آذار ودفن في الخامـس منه. وأقيم له حفل تأبين في كلية التربية في طرابلس / هي الآن باسم دار التربية والتعليم الإسلامية / صباح الأحد 17 نيسان عام في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته .. ,,,, وكان القلب يلهثُ في مدارات من التعبِ وكنتُ أدورُ في عينين من دمع ٍ ... وعمر صبي *** على دربٍ من الأزهار كنتُ أسيرُ في كفي بقايا من ورود يديهِ قال الوقتُ مجنونٌ وقلتُ الوقتُ مجنونٌ بمكتبهِ هناك جلستُ ممتشقا مفاتيحَ الكلام الغضّ لم أعرفْ لماذا كنتُ أكتبُ أول الأشياءِ ضحكتهُ دعتني كي أكون الآنَ بسمتهُ التي فاضت على الشفتين ِ أعطتني حروفَ العطفِ والشعر الذي أهوى ترى هل جاء هذا الشعر من زمنٍ بعيد ٍ غارق ٍ في الوقتِ وهل كنتُ الذي سأكونُ أم أنـّي بقيتُ هناك عند الحرف ِ أكتبُ دونما معنى ؟؟.. *** هدى ياصديقتي أرأيت إلى الفضاء المفتوح وهو يغتسل بذاكرة الدهشةفتطلع النجوم دفعة واحدة كي تراقص القلب على إيقاع موسيقى لا حدّ لها .. هكذا تجيءكلماتك لتمطرني بهذا الشعور الدافئ من الحب والفرح واشتعال الأزهار بلغة الوجدالجميل .. هل كان علي أن ابدأ بالتحية والسلاموالسؤال عن فضة الوقت؟؟.. ربما هي الفصول تداخلني فأشعر معها بتماوج الوقت على إيقاع وردة منك يمكنها أن تذهب بي حتى النسيان بأن ملامحي مطبوعة على وجهي أو أطرافأصابعك .. هدى يا ابنةخالي ما عدت على استعداد أن أرجع خطوة معك للوراء .. سأكون أنابكل ما لديّ من براءة الأطفال وعبث الشعراء .. سأفتح كل الصنابير على أنغام يديك وأنسى انك بعيدة كل هذه المسافات ... سأحدثك ويدي في يدك ، ربما ونحن نمشي من جديد في تلك الشوارع القديمة التي تحمل رائحة كل خطوات الذين مشوا منذ قرون .. هل كانواحقا على هذا القدر من الروعة حتى فتح العالم ذراعيه لهم ، فأعطوه من قلوبهم وأرواحهم وإيمانهم وعلمهم الكثير؟؟.. أأذكر يا هدى ..؟؟.. من الصعب أن ننسى أحيانا تلك الصور التي تنطبع في الذاكرة فتبقى مثل ملامحنا.. أتدرين أنني في تلك الأيام كنت فرحا وأنا امشي مع تلك الصبية الجميلة في طرقات مسكونةبالورد ؟؟.. كأنني كنت أريد من الناس أن ينظروا إليّّ وأنا أخطو على رصيف دهشتي بكوبكل تلك الأماكن الرائعة .. لحظة بلحظة اذكرها.. صدقيني يا هدى كان الأيام تدقالآن بابي فأفتح لأجدك قربي ، و معا نخطو على تلك الأرصفة المموسقة بعناقيد الزمنالجميل .. رائع أن يكون الحب بهذا الحجم ، وأن يكون الدفء على هذاالشكل ، لأننا بالحب يا هدى نحمي أعمارنا من برد السنين .. وإذا كنت املك ناصيةالحرف ، فمن حسن الطالع أن أبحر في بحث دائب عنك وأنت القريبة ، وأن أعيد رسمملامحك في عينيّ مع أن صورتك مطبوعة في الذاكرة .. في ذلك الحي ، أو ذلك السطر المفتوح على صوتي ، الشيخ محي الدين ، أو الصالحية ، كنت أخطو بشيء من قلقيساورني على الذين أحب .. أتدرين يا هدى أن أكثر ما كان يخيفني ويرعبني هو الموت .. لم يكن الخوف على نفسي ، بل على المحيطين بي .. وكان من أصعب الأشياء وأمرها أ نيخرج إنسان ما من حياتنا ليضع ما تبقى على رف الوجود مجرد ذكرى أو نداء مشدود الوتر .. حين رحل خالي نور ذهلت .. كانت أمي تدور مثل نافورة ماء مسكونة بالبكاء .. ما معنى أن تكون نافورة الماء مسكونة بالبكاء؟؟.. الانهيار الذي أصيبت به جعلني شخصين في شخص واحد .. أزداد خوفا من الموت ، وأبحث عن معنى الوجود والرحيل وكل تلك المفردات التي كانت اكبر مني .. هذا الموت المبكر كان نارا تشعل الشاعر وتلوكه ثم تلقيه على درج الأيام ممزقا لا يعي إلا أن الموت فاصلة قاسية .. ومات عمي .. وبعد سنوات مات أبي !!.. لأول مرة أقف أمام الجسد المسجى تاركا كل شيء وذاهلا عن كل شيء .. حاولت أن ابكي وما استطعت .. كان الجميع منخرطين في بكاء جماعي .. وكنت واجما لا اعرف إلا أنني أسير في الدرب المرسوم دون قدمين أو أي أفكار .. كان هناك شخص ما يطلمن نافذة بعيدة وينظر إليّ .. كنت هذا الشخص الذي ينظر إلى ذلك الذي يمشي مدعيا التماسك .. لم أذرف دمعة واحدة .. في البيت ، وبعد أن ذهب كل إلى حاله ، جلست وحيدا في الغرفة .. أطلَّ وجه أبي من كل شبابيك عمري وقلبي وروحي ونفسي .. و انداح شريط الأيام محموما يكر الصور بتتابع غريب .. وقتها بكيت وأخذت أرتعش من قمة رأسي حتى أخمص قدميّ .. كل الدموع التي خبأتهاانفجرت مطرا مجنونا كاد يخنقني .. وانطلق من أعماق قلبي وروحي صوت يصرخ:لماذا يا أبي ؟؟.. لماذا كان عليك أن تتركني وأنا الذي كنت أراك فتضحك الدنيا في اشدّ الظروف صعوبة ؟؟.. ولم يجب أبي .. كنت الولد البكر .. وهذا يعني أن أكون بدل الأب.. أن أكون الرجل !!.. وآخ يا أبي من رجولة علينا أن نستحضرها والسكين في الخاصرة !!.. هذا الدور ما كان باستطاعتي أن ألعبه أو أدعيه ، لكنهم أصروا على أن أكون.. وكنت .. كل شيء عليّ أن أجد الجواب له ، وعلي أن أحل أصعب الأمور ، وأن أعطي رأيي في اعقد المسائل .. آه يا أبي كم كنت صبورا وحكيما .. لكن لماذا أفتح كل هذه الحقول المسكونة بالدمع ؟؟.. هدى يا ابنة خالي .. لاأعرف لماذا .. أتدرين بحاجة أنا إلى البكاء .. وبحاجة أنا إلى الضحك حتى الجنون .. صرتِ يا هدى ملامح عمري أو ربما ملامح وجهي ، ومن الصعب أن اترك هذه الملامح وإن للحظة واحدة .. أعيدي لي تلك اللحظة التي كانت لأعيد لك كل الأيام الماضية .. صعب يا هدى .. صعب .. قدرنا أن نسير معا هذا المشوار من العمر.. وقدرك أن تمنحي هذا الشاعر شيئا من صبرك حين تموج به الذكريات وتقذفه حتى قاع الرغبة بالبكاء .. أحيانا يا هدى أرتكب حماقتي محاولا استعادة الأيام حتى أرى كل من رحلوا .. فتسخرالأيام مني وتمد لسانها معلنة العصيان.. فالذي رحل من الأيام لا يعود.. والذين طوتهم القبور لا ينفضون التراب عن أجسادهم وينهضون .. هل أنا حزين الآن .. ؟؟.. سأقول لك شيئا يا هدى .. مشكلة الشاعر أنك لا تعرفين متى ينفجر بالبكاء ومتى ينفجر بالضحك .. معادلة صعبة، لكنها الحقيقة الوحيدة التي تنطبق على الشعراء .. قرأت رسالتك فتعجبت .. بأي حروف تكتبين ؟؟.. وبأي روح ومشاعر ودفء ؟؟.. تملكين القدرة المذهلة على التعبير، لكنك تحاولين الاختباء خلف هذا الحرف أو ذاك ، وكأن الحروف جدران تستطيع أن تفصل بينك وبين العالم .. لا يا هدى .. لا يا غاليتي .. حرام أن تكسري هذا السحر الحلال بقلة الكتابة ، أو بتركها بعيدة إلى هذا الحد أو ذاك .. **** محاولة لتأسيس مرثاة يفترض أن تكون أوسع وأكثر امتدادا 4/3/2011 [/align] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
الغالية أستاذة هدى ، المكرم أستاذ طلعت السلام عليكما ورحمة الله وبركاته أدب راقٍ، حزنٌ عميق الجرح مؤلمه ، ذكريات نابضة بالحياة، بالشمس، بالحب الذي لايموت. مررت من هنا فوجدت روضَا عابقا بأريج غريب عجيب لقلبين يحملان صدق الانتماء، رقة الشعور، وعظيم الوفاء. مشيت معكما كلمة كلمة، ونبضة نبضة، فأدهشني ماقرأت من بديع الأدب الشامل،بارك الله فيكما وأطال في عمريكما، ورحم الأب الروحي الراحل الشاعر المبدع نور الدين الخطيب، فلولاه ماكنا اطلعنا على هذا الأدب الجميل. أدعو الله عزَّ وجل أن يجعله من أهل النعيم في جنات عدن، وأن يرزقكما خير الحياتين ويحفظكما أديبين كريمين مبدعين بأدب يستحق التقدير. أختكما زاهية بنت البحر |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
حين يمطر الحب في خريف العمر .... هو عنوان اخترته لكلمتي التي تنزف حبّاً
وأحلى ما خلق الله في إنسانه الذي يشيخ.. هي عاطفة الحب الخريفيّ لأنها عاطفة ربّانية ونقيّة خالصة .... ويحلو لي فيها استماعي الى تغريدة حبّ عصفورين يعيشان حالة حبّ ربيعيّة في شارع العمر ذلك الحب ...... الذي يعيد لي بهاء عاطفتي الخالصة النقية تلك التي تأخذ بيدي الى جنان المحبة الإلهية التي أحياها في خريفي وأعيشها مع تغاريد الأطيار وفوح الأزهار فاهنأ معي يانور الدين .... وقرّ عينا بابنتك هدى..... .. ابنة روحي فمن خلّفها .... لايموت ـــــــــ عبد المنعم |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
اقتباس:
الأستاذ عبد المنعم ,, أنا أغبط نفسي على مسلم مثلك , ورجل مثلك , وعاقل , عاقل مثلك أحترم شيبتك , وهيبتك ... أخوك الصغير حسن |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
اقتباس:
من فيض ذوقك وتواضعك ، أغدقتَ عليّ الكثير من توصيفاتٍ، ألبستني بُردتَها الإبداعية بتواضع آسرٍ ، جعلني "برغم معاناتي" أتشبث بقلمي المتأرجح من بين أصابعي لأرغمه على إيفاء حقك في الردّ على جميلك الذي لا أستحقه بعد عديد تقصير تكدّس تحت وطأة متاعبي . أخي المحترم ؛عند الآخرين الكبار من ذوي القامات السامقة وما دونها ، وعندي، فأقول : إنّ المحبة ... هي فطرتي في كل سنّي حياتي ،وأجملها وأنقاها كانت في خريف عمري ، حيث أتنعّم بها تفكّراً في كل مخلوقات الكون الجميلة الخيّرة .وكان شعاري دائماً: حمداً لله الذي أنهى رحلتي في صحراء الجهالة ، وهداني الى روابي المحبة الإلهية حيث أزهرت آلامي اعذرني..... فإني لم أحسِن ردّ جميلك ياأخي الحَسَن عبد المنعم |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
بارك الله فيكما
الله على جمال الكلمات .. وأناقة الأحرف والله وكأنها من جمالها تزدان ليوم عيد ولحزنها وكأنها فقدت عزيزا غاليا وبين الفرح والحزن آهات وإبتسامات تأخذنا إلى أبعد من الخيال بوركتم والله على هذه الروعة وفعلا إن من البيان لسحرا وأنتما سحرتما القلب والعقل معا |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر
اقتباس:
لم أنتبه للملاحظة من قبل: [/align] (( محاولة لتأسيس مرثاة يفترض أن تكون أوسع وأكثر امتدادا 4/3/2011)) [align=justify] ويح قلبي يا طلعت سأكمل المرثاة لوحدي أيها الغالي ولكن....[/align] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
[align=justify]
ويح قلبي يا غالي ويح عمري يا طلعت [/align] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
طلعت يا أغلى الناس تذكرت اليوم ذلك المنام الذي رأيته من نحو سبع سنوات،وكان ربما قبل وفاة عمي يحيى بسنتين أو أكثر واتصلت بك وأنا في حالة من الذعر والهلع أطمئن عنك هل تذكر ذلك المنام الذي رويته لك فيما بعد وحين هدأت قليلاً وتمالكت نفسي؟ بدأ في منزل جدتنا في طرابلس وكان أبي وجدتي والعم محمود والدك، وأظنني يومها رأيت حتى جدنا الذي لا أنا أعرفه ولا أنت إلا من الصور وكان مناما طويلا نسيتُ بعض تفاصيله، وكنت أشعر بسعادة في البداية في هذا الاجتماع في منزل الجدة وبدا لي رائعاً وكنت أحس بنعمة الدفء والأمان... إلى أن توجهنا إلى الأسفل وكان في انتظارنا سيارة تقلنا ركبوا في السيارة وركبت أنت معهم وبينما فتحت باب السيارة لأضع قدمي في الداخل انطلقت السيارة وتركتني في حالة ذهول ومعي بعض الأكياس التي لم أكن أعرف ما بداخلها، وأخذت أركض خلف السيارة وأناديكم، لكني لم أستطع اللحاق بكم فأخذت أدور وأبحث في كل شوارع طرابلس عنكم، أو عنك أنت تحديداً لأنك رحلت معهم... ولم أجدكم والمطر يهطل ويشتد ورأيتني أقطع النهر إلى المناطق الشعبية وأصعد عبر السلم الطويل إلى ظهر المغر وأنا ألهث.... وصحوتُ أو لعل هذا ما أذكره اليوم من ذلك المنام! يومها شعرت بهلع شديد عليك، لأننا كنا فقط أنت وأنا معهم ولأنك ذهبت معهم!! لكنك طمأنتني كالعادة وأبعدت عني هواجس الخوف، وشيئاً فشيئاً غاب هذا المنام عن ذاكرتي وفجأة تذكرته اليوم! تذكرته وقد تحقق مغزاه ما هذا الذي كان يا طلعت؟!! وداع ؟! رحيل لم أحسن قراءة إشاراته؟! أي عالم يمكن لي أن أعيشه بعيدا عنك؟! إنه الجحيم، وكم من جحيم في الدنيا آه طلعت وألف آهيا غالي [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
هكذا نحن عندما نفقد الأحبة ,نستذكر كل شيء يخصهم حتى المنامات ونفسرها بما يعني الفقد والفراق . منامكِ رغم قدمه بعض الشيء إلا أنه لا شك هو دلالة أو إشارة والله أعلم . خففي عنكِ غاليتي أستاذة هدى , هذه هي سنة الحياة , دعواتي لله تعالى أن يهدي قلبك ويصبركِ على هذا المصاب الأليم والموجع . |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
رائع ما قرأته هنا رسائل بديعه
بين الارواح المتماثله المعبره بصدق المشاعر الشفافه بينكما دمتما نور للنور أخت هدى وأخ طلعت تحياتي وتقديري لحسكما الرائع سلمان الراجحي |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
[align=justify]
طلعت أيها الغالي.. [/align]ما زلت تسكن روحي وتتجاذب معي أطراف الحديث في أعماق ذاتي.. أسمعك وتسمعني.. كبرت المرثاة كثيراً يا طلعت وامتدت وأخذت مني أمي.. أمي يا طلعت.. أمي.. كبرت المرثاة كثيراً.. أفقدتني صورة وجهي أبدو بلا وجه ولا ملامح .. مرآتي لا تعرفني وعمري ينكرني وهدى التي كانت لم يبقَ منها سوى سراب.. منذ ذلك اليوم المشؤوم في 16 تشرين الأول 2011 ، فقدت صوتي وتاه قلمي غرقت في لجة الحزن وفي كفي قبضة ماء من زمن أحبة.. أحبة أحبوني وبفقدهم أنكرت على نفسي أنفاسي ولم أنكر وجوه معلقة كالأقمار في سمائي في هذا المكان يا طلعت.. أتذكر هذا المكان؟! هذا المكان مثل هذا الزمن ينكرني ولا أجد فيه بعدك سوى امتداد لصحراء غربة شاسعة الأطراف.. عد قليلاً نكمل نبضاتنا في شارع العمر.. البرد قارس يا طلعت وأنا تعبت من المسير.. بقايا.. هدى! |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
أستاذة هدى
نبع وفاء وجدانك، وإحساسك دافئ السطور ليرقد بأمان، هو عند رؤوف رحيم ولنا طيب ذكريات معه تحيتي وتقديري |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
حين أقرأ كلاما راقيا لكن بين طياته حزن كبير وألم أكبر .. حينها فقط ينحبس القول في حلقي كغصة ويتوقف القلم .. وقد حل به الخرس ..
سراب وبقايا .. كلمات توقفت عندها كثيرا .. فتألمت كثيرا .. إنه الحزن العميق .. والوفاءالعظيم .. والحب العميق تحيتي ومحبتي وتقديري ... لقلم ينبض بالصدق العميق .. والرحمة للأم الفاضلة بهية الرافعي وللشاعر طلعت سقيرق .. ولجميع أمواتنا .. |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
اقتباس:
رأيت اليوم يا طلعت كلماتي الموجهة لك في هذه الرسالة مقتبسة مع تغيير طفيف.. ويبدو أن هذا الاقتباس عمره سنوات!! [/align]هذه الكلمات التي كثيراً ما كتبتها لك في رسائلي .. رأيتها مقتبسة .. مقتبسة يا طلعت ومنذ ما بعد رحيلك بفترة وجيزة.. أصدقك القول أني تألمت ولعنت الساعة التي حملت كل هذه الأحمال فوق كاهلي من أجل هذا الموقع مفضلة الجميع على نفسي!.. شعرت بأني انتهكت بقسوة ، فعباراتنا الخاصة بنا وأسلوبنا في صياغتها تغدو كبصمة أصابعنا.. تعابيرنا قطعة من أرواحنا وجزء لا يتجزأ من أنانا ... هذه الرسالة تحديداً وأنت تذكر كم لاقت من ردات فعل في أوراق99 حين كتبتها لك.. كنت أحرس مصالح الجميع وإبداع الجميع ببؤبؤ العين ، ولم أفكر لحظة بأني أحتاج حماية وبأن عباراتي الخاصة بي والتي لا أراها تصلح إلا لك تنتهك! ... آه يا طلعت... حزينة أنا .. كيف تقتبس هذه الكلمات التي خرجت من روحي والتي لا تليق إلا بك.. سأداري دمعتي وأصمت ولو أني أكاد أرى دمعك ينزف كدمعي... ماذا عساني أقول فأنا لم أمت بعد؟!! |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
فتحت هذا الملف منذ أيام، فقد أثارني عنوانه، وجذبني، وما قدر لي أن أقرأه حينها، فاحتفظت به بصفحة خاصة لأعود له الآن وأجده متدفقا بمشاعر حب لا يسقطه الخريف ، متدفقا كنبع فياض لا ينضب ماؤه ، كما أجزم أن كل العيون التي تتبعت أحرف الكلمات ما جف دمعها، ...
حب تشابك والفقد، فزادت مرارة الفقد تعلقا بالذكرى وزاد الحب الموجع، حتى الحب هنا كان حزينا، حتى الحب كان مشتاقا، يجعل قارئ الكلمات حتى في بقية الرسائل تنحبس الأحرف في حلقه إذ قد تسبق دمعة وصولها إلى الشفتين قبل خروج الحرف.... رائع الحب ... |
رد: حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب
ما استوقفني وأنا أصادف هذه الدرر أثناء بحثي في موقعكم الجميل هو جمال ترجمة مشاعر الحزن بكتابات ورسائل تثيران الدهشة والمتعة معا ،، شكرا لكما على جمال ودهشة
|
الساعة الآن 09 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية