![]() |
( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الأولى )
المُرسِل : المنسيّ المرسَل إليه :سحر الشرق قالوا لماذا تخاف أن تخبرنا باسمها ، ولماذا تؤثر أن تبقيها سرا يأكل أحشاءك ، بُـحْ باسمها لأنْ لا تـُقـتـل بـحـبّها . قلتُ لهم : كم من ذكرٍ ضاع في رَحم الزمن ، وكم من حبيبٍ غيّبه الزمن ، أرأيتم الوردة عندما تتفتح وتستقل عن أمها الزهرة ، أليس مآلها حتما الذويّ والذبول، أما كان خيرا لها لو بقيت في رحم العدم ، لكانت ما تزال تملكُ الأمل في الوجود .. لا أريدُ أنْ أبوحَ باسمها حتى لا يغيبَها الزمن عني ، حتى لا تتناقلها الألسنُ ، ثم تغيب ، وتُنسى وينسوا أني أحـبُّها . أريد أنْ أبقيها سراً في داخلي ، يسقيه الأمل.. أن يأتي ذلك الـيوم وتبزغين ـ أيّها الـملاك ـ إلى الوجود ، وأعـلنك للناس أجمعين أنـك حـبـيـبـتي . إني لا أخاف أن أخبرهم باسمك يوماً .. لا أخاف أن ترحلين عني يوماً .. لا أخاف أن تنسيني يوماً .. ولكني أخاف أن يجيء يوم أنسى فيه أني أحـبّك . 21 / 12 /2010 كانون الأول |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الثانية )
المُرسِل : المَنسيّ المُرسَل إليه : سحر الشرق لك يا سحر الشرق بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح ... حبيبتي سحر الشرق : يصاف اليوم عيد ميلاد المسيح ـ عليه السلام ـ رسول المحبة والسلام .. فكل عام وأنتِ بخير وصحة وسلام . وقد صادفت هذه المناسبة ، أيامَ اعتكافي في المنزل الذي بدأ من شهر تقريبا ، لكني عزمتُ ـ أثناء أسبوع التحضير لهذا العيد ـ أن أقطع اعتكافي، وأخرج ... فهـِمتُ في الشوارع المضيئة بأضواء الميلاد ، حتى حسبتُ الليل نهارا . وفي أثناء سيري ؛ ما انقطع لحظة تداعي أصوات التراتيل إلى مسامعي ، وأصوات أ أجراس الكنائس تقرع ، فرحا بميلاد مخلص البشرية من أردان الشرور ، ومن لبوس الأحقاد ، ودنس المعاصي ، وقد أضاء الناسُ الشموع ، وزينوا شجرة الميلاد .. تعبيرا عن سرورهم وابتهاجهم وإيمانهم بمن جاء لهم برسالة المحبة ، وبمن عمّ العالم حبا، وسماحة ، وعرفانا ... أمشي فأرى شرفات المنازل وقد أعيدت لها الحياة والدفء ، في هذه الأيام الشتوية ،الباردة ، المظلمة ، وأرى المنازل وقد تلألأت بالأضواء ، يتوسطها شجرة الميلاد المتلألأة ، وحولها الشموع .. فاكتست البيوت حلة روحانية شفيفة ، تجعل الإنسان يعيد التفكير فيما مضى ، محاسبا نفسه ، ومعاتبا ذاته ، ومحاولاً إصلاح ما فسد منها ، وتهذيب ما شذّ عن الطريق القويم ، ولجم ما انفلت من أهوائه . ويا لها يا حبيبتي من مفارقة عجيبة ، ومقاربة لا تكاد تهدئ لقلبي وجيبة ، وذكرى تذكر المحبَّ البعيدَ بالحبيبة.. مفارقة قد رأيتها ولمستها وأحسست بها، وأنا أهيم في الشوارع . فالناس اليوم يحتفلون ويحتفون بإنسان رسول ، كان قد قدر الله أن يجعل المحبة بين يديه ، فيقسمها على الناس أجمعين .. إنهم اليوم يحتفون برسول حمل إليهم رسالة سماوية إنجيلية ، مِلؤها الحبّ والسلام ، وحروفها صفاء الروح والوئام ، ومدادها شعور الإنسان بأخيه الإنسان ، وتـُختـَمُ ـ إن هم التزموها ـ بالغلبة على الشيطان ، والفوز بالجنان . وهذه الأجراس لميلاده تـُقـرَع ، والقلوب لاستقبال نفحاته تـُشرَع ، والأيادي بدعائه تـُرفـَع ، ولمَ لا .. وهو مَن علمهم أن يزرعوا الحبّ في قلوبهم بذورا صغيرة ، ليحصدوها غدا أشجارا باسقات ، ويقطفوها ثمارا يانعات . هو مَن علمهم أن يقابلوا المحبة بالمحبة ، والحقد بالتسامح ، والسّباب بالتغاضي ، والعنف بالتروّي .. علمهم أن يحتفوا بالقريب ، ويسألوا عن الغريب ، ويتعاونوا عند المصاب ، ويتعاضدوا إن أراد بهم عدوّ شرا ، ويتماسكوا إنْ صُبَّ عليهم عذاب . إنّ مسيحيي الشرق والغرب اليوم ؛ يحتفلون بكلّ هذا ، ولهذا .. ويشعلون الشمعة الحادية عشرة بعد الألفين . أما أنا.. فإني اليوم أشعل الشمعة الرابعة ، محتفلاً بميلاد رسولي .. رسول العذاب .. أنتِ يا سحر الشرق .. إني اليوم أحتفل بعيد ميلادنا الرابع ، عيد النظرة الأولى التي أدخلتني عالم الحبّ الكبير ، عيدكِ أنتِ .. يا مَن جعلتِ لي العذابَ نمارق مصفوفة ، وجعلتِ دربي بأشواك الشوق محفوفة ، وكلماتي على أرصفة الآهات مرصوفة ، وكلّ ذلك لأني كفرتُ وأردتُ أن أتخذكِ لي محبوبة . وليس لي للتوبة من سبيل، كما لا يقدر شوقي أنْ يستقيل ، ولا يقوى جسدي على الهروب والرحيل، فقد كـبَّلـتـْني في عينيك لعنة ، واستعذبتُ من يديك ألف طعنة ، فصرتُ إذا أردّتُ أنْ أكـتـبَ الـمـبـنـى ، صاغـتْ لـحـاظـكِ المعـنى ، فكأنني أنـتِ ، وأنـتِ أنـا . هل يمكن أن أحظى منكِ ـ في هذا العيد ـ بنظرة قد تعيدُ الفرح إلى قلبي المهجور ، وتسقي عطش شوقي إليكِ . ألستِ مسيحية يا حبيبتي ..! أليس رسولك الذي تحتفلين بميلاده ، قد جاء برسالة المحبة لكل الناس ، فلماذا تعذبينني بإعراضك عني ، وعدم السؤال عن حالي ، وما إذا كنتُ ميتا أو حيا ، سعيدا أو محزونا ، مرتاحا أو قلقا . آه يا معذبتي .. أحسبُ أنكِ تطبقين تعاليم دينك الذي يدعو للمحبة والسلام على كلّ الناس من مسلمين ومسيحيين ، إلا عليّ .. فقد اتخذتِ الإعراض عني مذهباً ، وأعلنتِ عليّ حربا غير مبررة ؛ على طفل لم يتقن لغة النار والحرب ، حتى لغة الكلام.. لمّا يتقنها بعد ، وعندما قرر هذا الطفل الصغير أن يتعلم ويتقن لغة الكلام ، فإنه لم يتقنها إلا ليقول لكِ أحبك . فأصررتِ أن تصمي أذنيكِ عن سماعها ، ولكني ما زلتُ إلى اليوم ، وإلى ما لانهاية .. أحبكِ .. أحبك فوق تصور البشر ، وحبي لك قويّ؛ أصلب من الحجر ، وكثير ؛ أغزر من المطر ، فماذا أفعل أكثر مما فعلتُ ، وقد فرشتُ لك الأرض شعرا على مدّ النظر ، وخبأتكِ بين جفوني من كل شرّ ، فليس لي منك ، وليس لكِ مني أي مفر .. و إلى أين المَفر من قضاء الله والقدر . لم أملكْ قلبي عندما أحببتكِ ، ولا أملكُ إلا أن أستمرّ في حبّكِ .. ويا لـَلعَجب..! كان حبكِ الدواءَ الأحلى ،فأصبح الداءَ والدواءَ الأمَرّ . حبيبتي سحر الشرق .. قد يفرق بيننا المال ، أو المكانة ، أو الجمال ، أو الدين... لكن ما يجمعنا ـ أو ما يجمعني أنا معك على الأقل ـ هو الحبّ الذي يدين به جميع العشاق على هذه الأرض ، الذين تمسكوا به ،وعاشوا به ، وماتوا عليه ، وما ارتدّ أحدٌ منهم عنه ، حتى ولو وضعوا السيف في نحره . إني أعدكِ ـ أيها الملاك ـ أن أبقى متمسكا بديني ـ دين الحب ـ وألا أرتدّ عنه ، حتى ولو وضعوا السيف في نحري . وإنْ حصل وقـُتلتُ ؛ فما همني .. فقد سمعتُ ممن سبقنا ، أنّ مَن يُقتل في سبيل عشقه ؛ يموت شهيدا.. ليس بينه وبين الجنة حجاب . حبيبتي ... قد يصادف اليوم ، في الأول من السنة الجديدة ،عيد ميلاد كثير من الناس، ومن هؤلاء الكثيرين؛ عيد ميلادي أنا ، ولكن ليس الميلاد الزمني.. ليس في عالم الفناء ، بل هو عيد ميلادي في عالم البقاء .. عالم الحبّ ،الذي دخلته طفلاً، منذ أن رأيتكِ ، واليوم تكتمل سنيني الأربع ، وسأظلُّ أكبر في حبكِ.. وأكبر.. وأكبر.. وهكذا إلى ما لانهاية ، فليس في عالم الحبّ موتٌ ، بل خلود أبدي ، ومَن يدخله لا يلقى فيه شيخوخة ولا موتاً .. بل شبابا دائما.. وحياة أبدية . وسأظلُّ أحبكِ وأكتبُ لك .. إلى أنْ تترفقي بي ، وتردّي على إحدى رسائلي ... جعل الله السنة القادمة .. سنة خير ونماء وسلام، ومحبة ووئام .. لكِ.. ولكلّ الأنام . 1/ 1 / 2011 كانون الثاني |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الثالثة ) المُرسِل : ساعي بريد العشاق المُرسَل إليه : المَنسيّ ـ أي بنيّ .. تستغرب إن بدأت كلامي داخلا دخولا فظا في الموضوع ، قبل السلام وقبل السؤال عن الحال ، وذلك يا ولدي، لأني أعرف المآل ، ربما أكثر من صاحب الأمر نفسه . فبحكم عملي كساعي بريد للعشاق، صرت أعرف دون عناء، العاشق الذي ينعم بالسعادة ، من ذاك الذي يتقلب على وسادة الشقاء .وصارت خبرتي في هذا المجال كبيرة ، بحيث أستطيع أن أجزم أن معارضتي في عملي ، من الأمور العسيرة ، فصبرا عليّ يا بني إن وجدت في كلامي التالي ما يزيد داءك داء، وقرّ عينا ولا تحزن، فقد تجد عندي ما يناسب حالك من الدواء . أما بعد .. لمّا غيّرتَ سكنكَ يا بني ، وقصدت حلاً جديداً في مدينة أخرى، ولمّا كانت ظروف عملي لا تسمح لي أن آتي إليك مسافرا ، كان لزاما عليّ أن أراسلك؛ فكتبت لك هذه الرسالة، مشفعا إيّاها باعتذار مني لكَ ، لعدم تمكني من إيجاد عنوان محبوبتك . سأصدقك القول يا بني .. فإني لم أستطع أن أوصل رسائلك إليها، فقد قيل لي أنها انتقلت من سكنها القديم ـ وعلم الله يا ولدي ـ أني لم آل جهدا في البحث عن سحرك الشرقي ، فاضطررت أن أكتب لك بهذا المعنى . وأعلم أنك تسائل نفسك الآن عن سبب رسالتي هذه ، ولماذا لم أكتف بسطرين أو ثلاثة . لا تحار يا بني ، فليس غرضي ـ علم الله ـ أن أزيد من حيرتك، أو أثير حفيظتك، إنما غرضي أن أقدم لك النصح ، واصفا لك الداء وقد أبتاع لك الدواء. إني أستطيع الآن أن أشمّ رائحة غضبك ، وغلي مجمرك ، لأنك أوشكت أنْ تصل إلى آخر رسالتي ولم تجد النصح ، ولا الداء ، ولا جرعة الدواء ... إني يا بني آثرت أن أؤجل نصحي ووصفي وجرعتي ، لتقرأه في رسالتي القادمة إليك ، والتي سأكتبها لك إما ناصحا ومشخصا ومداويا ، وإما ضاربا عرض الحائط كلّ ما وعدتك به ، وذاكرا لك عنوان محبوبتك الجديد ، الذي سأظلّ أبحث عنه حتى أجده ، أو أموت دون ذلك .. ولا تستغرب ذلك يابني ،إنّ سرّ اندفاعي هذا ، وسرّ اهتمامي بك، وبأمرك، هو ما رأيتُ في عينيكَ أوّل مرّة عندما سلمتَ لي الرسالة لأوصلها إلى حيث تريد؛ ذلك اليوم رأيتُ في عينيك عزمَ الفارس الذي لا يُشق له غبار ، وتصميمَ مَن يريد أنْ يمسح عن جبينه العار ،ممّن مسّ عرضه أو دنس أرضه، من الغادرين الأشرار ، أحسست في خطوط يدك وهي تسلمني الرسالة، متاهات، تريد أنت صادقا الخروج منها،وفي نفس الوقت أحزنتني الحيرة ُالتي كانت تملئ عينيك،وذهابُ النضرَة من وجنتيك.. فعرفتُ ـ بما منحني الله من بصيرة ـ أنكَ شابٌ تُعاكسكَ الأقدار ، واخترتَ بملىء إرادتك أنْ تمشي عكس التيار.. لكنـّك فتىً تملك ما يكفي من الإيمان، لتحقق ما تريد ، وتصبوَ إلى مرامك، حتى ولو لم تنله إلا وأنتَ ميّتٌ أو قتيل ، لكنّي أبشّركَ ـ يا بني ـ أنّ مَن يموت دون حبّه.. هو شهيد . وإلى أن تصلكَ رسالتي القادمة ، أترككَ بين رحمة وعذاب ، وأنصحك بالإكثار من مُنادمَة الأصحاب ، عـلـّكَ تنسى ولو إلى حين، ما بك من مصاب .... والسّلام . 5 / 1 / 2011 كانون الثاني |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
قرأت رسالتك الأخيرة على لسان ساعي البريد .. وللحق اسلوبك جميل ومفرداتك رائعة والبداية تسحب القارئ للنهاية دون أن يدري من بساطة وسلاسة الحكي .. إستمر موفقًا بإذن الله .. تحياتي ومودتي ..
|
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
بل أنت الرائع يا ابا عمر ...
سرني مرورك ، وتعليقك الجميل ، ويظل ما أكتب مشروع صغير قابل للتطور والزيادة ، حسب أحوال مَن يكتب ، وما خرج من القلب والعقل معا ، لا بد أن يصل إلى غايته .. أشكرك مرة أخرى أستاذ عادل فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
جميل أخي محمد ما خطته أناملك الطيبة .. جميل هو سفرك مع الرسالة و لونها الثاني .. خلف حروف الجمال دندنت حكاية .. ربما سيتدفق الماء و يمنحنا من أعماقه حنين الشواطئ .
نتابع بشوق كل ما تسكبه من رسائل . |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
افتقدناك أخي جمال ..
شكرا على مرورك البهي ، وكلماتك الأبهى التي تليق بقامة مبدعة ومحترمة مثلك .. فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
تذكرت الرسائل بلا عنوان ففتحت هذه الصفحة و لم أندم، جميل حقا ما كتبت. الفكرة و المحتوى والأسلوب كل شيء في رسالتك جميل حد الروعة. دمت يا فتى سوريا و دام بريدك |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
الفتى الرائع الجميل محمد حليمة
من الجميل ان تتخذ الرسائل هذا الطابع الأدبى الذى يحمل لغة شفافة وصافية وفكرا انيقا - إذا جاز التعبير- والرسائل سيدى علامة على توهج الذات وصفاء الروح التى تحاول أن تنقى نفسها من شوائب الدهر عبر شفرة جمالية تسمى الرسالة و وهذا اللون من الأدب هو فن بذاته يذكرنا برسائل العقاد لصديقه طاهر الجبلاوى وكانت رسائل فى غاية الجمال والقيمة وانت تفعل هذا وغن المرسل إليه وهميا وهذا ماضفى على نصوصك مساحة من الجمال أيضا كل محبتى وعظيم تقديرى لك اخى الحبيب |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
الأستاذة القديرة نصيرة ...
ما دام قد أعجبك فهو جدير إذا بأن يقرأ ، وقد تفضلت عليّ بقراءة الرسائل والتعليق مرتين ، فلك كل الشكر إذ تتابعين أعمال الدون والمبتدئين دام فضلك وحضورك الساحر فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
أستاذي الحبيب الحافظ ...
فعلا كما قلت هي هذه الرسائل ، وأضيف أنها عبارة عن حالة شعورية خلاقة ، أو ومضة إبداعية تتلبس الإنسان فتجعله يعبر عنها نثرا جميلا ، فيسكب مشاعره وإحساسه ولغته وتعابيره بشكل ترسليّ قد يكون هادفا .. وهو كما قلت أيضا ، بحد ذاته فن كالشعر .. أشكرك جزيل الشكر على متابعتك بعين الرعاية والاهتمام لما أكتب ، وأعدك ألا أخذلك .. فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
صديقي الأستاذ جمال ...
لم يتح لي قبل الآن أن أشكرك على التثبيت ، ثبتك الله في الدنيا وفي الآخرة .. ولو لم تكن متزوجا ، لقلت لك ( أردّها لك يوم عرسك .... ) تحياتي أيها الحبيب فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الرابعة )
المُرسِل : ساعي بريد العشاق المُرسَل إليه : المَنسيّ السّلام على المَنسيّ في ذاكرة الحبيب ، المَـنـفيّ مِن قـلبه المَهيب ، المُدّعي لـَبوسَ الأديب ... أودّ أولا أن أعـتـذر عن عـدم استطاعتي الوفاء بما وعـدتك به من قبل ، من إيجاد عنوان المحبوبة ـ فاعلمْ يا بني ـ أني لم أهنئ براحة ، ولا بنوم ، طيلة هذه المدة ، وقد فرّغت نفسي نسبياً من عملي اليومي ، سوى من عملي الاستثنائي ؛ وهو البحث الـدّؤوب عن عنوان سحر الشرق . ولكني عاهـدت نفسي ألا تخلو رسالة أكتبها لك من بشارة، قد تـُفرح قلـبـَك الصغـير العليل.. وهذه البشارة هي أني تمكنتُ بعد جهد جهيد، أن أعرف مكان إقامتها على العموم ..لا بالتحديد . إنّ مكان إقامتها ـ يا بني ـ يكمن في لـقـبها ، أما عنوانها بالتحديد، فأحسب أنـّا لسنا بقادرَين على أن نصل إليها . فمن خلال كلامك عنها ، استطعت أن أتفرس بنور من الله، أنك لم تستطع أن تصل حتى إلى منتصف الطريق، ما بين عينيك وعينيها، فكيف إذا ستصل إليها ، يا شماليّ الهوى ... ولا تسلني كيف عرفتُ كلّ ذلك ،فكما استطعتُ أن أقرأ عينيكَ وما تحويان ، استطعتُ أيضا ،أن أتكهن طبيعة علاقتك معها ، كيف هي الآن ، وكيف ستكون ...! إنها صبّية ليست ككلّ الصّبايا ، حوريّة بعثها الله إلى الأرض ، إما ليجعلها فتنة فيختبر بها عبادَه الطائعين ،وإما ليجعلها هداية ، فيهدي بها عبادَه العاصين ، وإما ليجعلها ابتلاءً ، فيمتحنَ بها صبرَ الصّابرين ، أو حافزا ، ليعليَ بها همّة القاعدين ، أو وسيلة توصل إما إلى نعيم دائم ، أو إلى شقاء دائم .. فاختر أنتَ ـ يا بني ـ من أيّ الفِرق تحبّ أنْ تكون . فليست أقدارنا إلا ما نصنع ، وليست ذواتنا إلا ما نكوّن ، وليس أحباؤنا إلا مَن نختار . فهل كنتَ صائبا في اختيارك ، وهل أنتَ راض عن التخبط في أحوالك ، أم أنّ دلالة الحال ، تغني عن المقال . آه يا ولـدي ... لقد أقحمتَ نفسكَ مسالكَ الأشقياء ، وأوردتها المهالك ، فحُقّ لأمثالك العزاء . فما لي أرى النقيضين ـ اللذين استحالا على الاجتماع ـ يجتمعان في عينيك . هل سألتَ نفسك يوما.. أيمكن أن يجتمع الحبّ مع الحقد في النفس الواحدة ..؟ دعني لا أكلفك عناء الإجابة ، وأجيبك أنا . نعم يا ولـدي ، قد يجتمع الحبّ والحقد في نفس واحدة ؛ هي نفس المحبّ . فعندما لا يعلم المحبوبُ، سرَّ ذويّ عودنا ، واصفرار بشرتنا ، وغور عينينا ، وسببَ مجافاة النوم لنا .. يكون ظالما . عندما نحبّ المحبوبَ حتى يرضى ، ونعطيه ما يحبُّ ويرضى ، فيجازينا بالسّهاد يكحلّ مآقينا ؛ حالَ ظلمُه دون تدانينا ، عندما نتهافتُ عليه بشتى أنواع الرّضا، فلا يرضى ويجافينا ، ونسوق له النـّعماءَ نضعها بين يديه ، فلا يأبَه، ويردّ بلا سببٍ أيادينا ، ولو يدري ـ يا بني ـ ما يفعل ذلك كله فينا . ألا يجدر بنا أن نحقد على الحبّ ، فينسحب هذا على المحبوب أيضا . لأنّ المحبوب عين الحبّ ، ولولاه لما دخل الحبُّ قلوبنا . إنّ الحبّ نفسه يحقد علينا،عندما يقـتحمُ شغاف قلوبنا،ويخالط كلّ نبضة من نبضاتنا، وعندما نطالب الحبَّ أنْ يكون في قلب المحبوب بعضاً ممّا غزانا ، علّ المحبوب يهتدي إلينا ، أو يشعرَ بنا . يجيبنا الحبُّ بفظاظة وعنجهية لا سابقة لها ، مردّداً ( إني يا هذا لا أفـرَض .. بل أعـرَض ) وإذا اعترضنا على كلامه المتناقض، قائلين : فلماذا إذا دخلتَ قلوبنا بدون استئذان ، واقتحمتَ علينا سـكـينتـنا ، وحوّلتَ هدوءَ بالنا إلى انشغال ، واستقرارَ صحتنا إلى اعتلال ، وأمنَ مشاعرنا، إلى اقـتـتال . عندها ـ يا بني ـ يجيبنا الحبّ رافعا رأسه ، ونافخا صدره ، ومجلجلا صوته : لأنني أنا الحبّ .. فلا سيد عليّ ولا سلطانا ، ولا أتقيد بمكان ولا بزمان ، آتي إلى قلب الإنسان ، فأجعل الحليم حيـرانا ، والرشيدَ سكرانا ، والسيدَ عبدا ، والحرَّ أسيرا..... إني أنا الحبّ أيها الحمقى ، لا فكاك لكم مني ، ولا مفرّ لي منكم . خـُلقـتُ قبل أن تخلقوا ، وحاربتُ قبل أن تحاربوا، لكن الفرق ما بيني وبينكم .. أني دائما أحاربُ فأنتصر ، أما أنتم .. فإما أن تنتصروا ، وغالبا ما تـُهزموا ... أني أنا الملك ، فلا ملك عليّ إلا الله ، هو مَن توّجني على رؤوسكم ، وأنا أتوّجُ مَن أريد منكم . أي بني .. هذه هي حقيقة الحبّ فإما أن نقبلَ به طائعين ، وإما أن نرفضه بعد أن نكون قد استنزفنا كلّ طاقاتنا ، فلا يبقى لنا طاقة إلا على الندم والحسرة . وإنْ كان لديك رأيٌ آخر في هذا الذي تسمونه حبّاً ، فيسرني سماعَه مكتوباً في إحدى رسائلك لي . وأنا بانتظار رسالتك القادمة إلى سحرك الشرقي ، فمكان إقامتها ـ كما علمتَ ـ صار معلوما لديّ ، لكن ما لا أعلمه حقا ـ إن أنا وجدتها ـ هو قبولها ، أو رفضها الرسالة . أذهب الله عنك الأرق يا بني .. وهداك إلى ما تحب وترضى . 15 / 1 / 2011 كانون الثاني |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الخامسة )
المُرسِل : المَـنسيّ المُرسَل إليه : سحر الشرق حبيبتي سحر الشرق : أرسل إليك بهذه الرسالة ، وأنا أعلم أن الوقت غير مناسب ، للترسل . لكني لم أستطع أن أتمالك نفسي ، ولوعتي . فالبارحة كان أول يوم من أيام الإمتحانات ، ولم يعادل رهبتي من الامتحان ، سوى رغبتي في النظر إليك والإمعان . ولم يوهن قوتي و العزيمة ، إلا شعوري أمامك بالهزيمة . فذلك الصباح كان قد طلع عليّ ، ثقيلا ، متثائبا ، ضاقت فيه نفيسي ، وأصابها الانقباض والاضطراب ، أما عقلي .. فكنت أشعر به خاويا من كل شيء سواك . فلم أستطع أن أستذكر ما درست وحضرت ، ربما هذه الأعراض لا تصيب كل الطلاب ، بل فقط نوعين منهم .. الأول، هو المجتهد ، وصاحب الرأي في نفسه ومستقبله وشؤونه . والثاني ، هو طالب العشق . الذي يريد ولا ينال ، والذي ينال ما لا يريد . وعندما صرت في قاعة الامتحان ، لم يتقاذفني سوى شيئين ، استحوذا على كلّ تفكيري .. الأول ، هو أن يوفقني الله إلى حسن الإجابة عن الأسئلة ، وان يصوّبني عند الخطأ ، ويرشدني عند الحيرة ، ويهدأ من روعي عند الارتباك . أما الأمر الثاني ، هو أن أوفق وأراك بين الجموع الطلابية المتجمهرة ، داخل الكلية وخارجها ، وكان جلّ ما أتمناه .. أن تكون قاعتك حيث ستقدمين الامتحان ، هي نفسها قاعتي ، لكي تبقي تحت ناظري ، وأستلهم منك التوفيق والرشاد . ولا أعلم ـ يا سحر الشرق ـ أيّ قلب مؤمن ، نقي ، صادق ، كان قد أهداني دعوة ً ، أحسبها طرقت أبواب السموات السبع ، فدخلتها بمباركة من الخالق ، محفوفة بالملائكة التي زفتها بالدعوات ـ كعروس ، أثناء الدخول ، فاستقبلها الإله بالرّضا والقبول . لأنني البارحة قد حزتُ كلا الأمنيتين .. فإجاباتي عن الأسئلة ، كانت مطابقة لمراد السائل . وكنت أنتِ معي في ذات القاعة التي أصبحت جنة بوجودك وسحرك . وإن شئتِ أكثر من ذلك عجبا لقلتُ .. كان من بين الأسئلة سؤال مصوغ من بحث في المقرر ، لم أقرأ هذا البحث ولم ألتفت إليه . فارتجّ عليّ ، ووقفت دقائق أمام باب هذا السؤال الموصد ، أستفتح فلا يـُفتح لي ، وأستأذن بالدخول فلا يُؤذن لي ، وبقيت على تلك الحال ، أرتجي الفاتح ،وأبحث عن المفتاح . حتى حانت مني رنوة إليك ، أسرع من البراق ، وألطف من النسيم ، وأشد وَدقا من البرق . عندها فتح الله عليّ ، وولجتُ عبر باب ذاك السؤال ، كما وكأنني درستُ البحث المتعلق به ، دراسة من علم بمجيء سؤال منه ، وتيقـّن من الإجابة عنه . وهذه فقط درّة ، من درر نفحاتك اليسوعية عليّ ، أعقبتها درر عجائبيّة ، من عجائب سحرك الذي ما زلتُ أحدّث عنه ، وأتشفع به ،وأدعو للإيمان به واعتناقه .. حتى اتـُّهِمتُ بالحماقة تارة ، وبالجنون أخرى ،و بالإلحاد مرات متوالية . حبيبتي .. فقبل بدء الرحلة مع الأسئلة ، كنتُ قد رأيتُ شيئا ، لا يوصف بالغريب ، ولا ينعتُ بالمُريب ، بل هي لحظات القـُرْب المُقـدّس ، وسكرات الوَجْد المُغـَيِّب ، وأحوال الكشف الصوفي . لم أر مثله عبر سنين عمري القصير ، ولم أسمع بمثله من عاقلِ حَصيف ، ولا من حائلٍ خفيف .. لا من نبيّ مُرسَل مُجَاب ، ولا من وليّ رُفِع عنه الحِجَاب ، ولا حتى من مُسَيلمة الكذاب . هو مشهد لا يربو فيه حال الناس عن حالين اثنين .. قسم ينظر إل هذا المشهد ، وهم بين الخوف الرجاء حائرين .. وقسم ينظر إليه ، رَغـبَاً ورَهباً خاشعـين . أما حالي ؛ فلا يماثل حالا من الحالين . فأنا المُعَمّدُ بطهر لحظيكِ ، المتعـطّش لفرات وجنتيكِ ، المُتدثـّر برجاء القـُرْب ، المؤمّل تبادل الحب ، الملك المُعتلي عرش قلبكِ ، لكنه لا يُطاع ، الغنيّ المُكـتفي بوَهم وصلكِ ، و يا ليته يُشرى أو يُباع . أنا كلّ ذلك إذا أشرتِ ، ولا شيء من ذلك إذا أردّتِ . أما المشهد .. فهو أني البارحة لم أر ـ كالعادة ـ طلابا جالسين على مقاعد الامتحان ، بل رأيتُ ملائكة فاردين أجنحتهم على مدّ البصر ، رافعين أيديهم ، مرتلين ، باكين ، خاشعين ، داعين .. ولم أستطع أن أسمع ما دعوا به ،سوى بقايا من آخر دعاء رددوه ..(( اللهم يا راحمَ من لا راحمَ له ، يا ناصرَ من لا ناصرَ له ، يا مجيرَ من ملجأ له ، يا حامي من لا حامي له ، يا شافي من لا طبيبَ له ، يا سامعَ من لا سامع له .. إنا أوكلنا إليك سحرَ الشرق ، فاشملها برعايتك ، وخذها بولايتك ، ووفقها ، وسددها ، وأرشدها ، وصوّبها ، واحمها ، واحرسها ، وظللها بظلك يوم لا ظلّ إلا ظلّك ..)) حينها غبطـّكِ ، وتمنيت لو أنّ لي دعوة ترفع على لسان الملائكة ، لكني رجعتُ إلى نفسي وقلت .. ألستِ حبيبتي ، ألسنا روحا واحدة متماسكة، وممسكة بعرى الحب التي لا انفصام لها . فما يزكي روحكِ يزكيني ، وما يصيبك من خير يصيبني ، وما يرفعك يرفعني ، وما يسعدك يسعدني ... لكني وددتُّ في تلك اللحظة ، أن لو يُكشف لي السرّ ، فأكلم الملائكة بلسان الحال .. أنْ يا ملائكة الرحمن .. لو دعوتم ربكم وربنا ، أن يقذف من رحمته في قلب سحر الشرق .. علها ترحمني ، وتلتفت إليّ .. إلى هذا الذي قد بُحّ صوته من النداء ، علها تسمعني .. لتمتني إن شاءت، أو لتحييني . لكن الملائكة كانت قد اختفت ، قبل أن أوصيها بذلك .. وسمعتُ مناديا ينادي .. بدا وقت الامتحان . 17 / 1 /2011 كانون الثاني |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة السادسة )
المُرسِل : المَنسي المرسَل إليه : سحر الشرق حبيبتي سحر الشرق : كلُّ مَن رأى حالي المزري ، وعيشي المُضني ، سألني بتوجّع : هل تحبّها إلى درجة أن تـُضعف بالحزن قلـبـَك ، وتنسى عبادة ربك ، وتزهد عمّا سواها ...؟! فقلتُ لهم بكل ما يملك الشجعان من إصرار ، وبكل ما يملك الزنادقة من إلحاد ، وبكل ما يملك الملحدون من عناد : نعم، أحبها ، وما همّني ما يفعل حبها في قلبي الصغير .. أجل .. أحبك أيها الملاك المستحيل ... فلو كان لي قلبان .. لأهديتكِ واحدا وأبقيتُ الآخر لي .. لا لأحيا به بل لأحفظكِ فيه ... ثم أتابع كلامي عنك قائلا : كلما رأيتها ،أرى فيها شيئا جديدا يختلف عن هيئتها التي تسبق رؤيتي الجديدة ، فابتسامتها الـقـاتـلة لا ترضى أن تـفـارق ثغـرها المداوي .. ورمشها ذو الأجنحة المكحلة،يـظـلـل كل العيون المتجهة نحوها كالسهام ذوات النصل المثلـوم،أنظر إليها فأرى رموشها تتشبث بالنجوم ، فيخيم على الدنيا ظلام دامس سرمدي،يجعلنا نتخبط في دروبنا ، فنصير بلا هـدى ، لولا قبس من عينيها يهدينا طريق العودة . انظر إليها فلا أرى وجها ذي تضاريس آدمية كالتي تعودنا أن نراها عادة ... فالأنف .. أي بـرعـم ذاك الـذي تفتـح بـاكـرا ، وما يزال في سريـر الـمهـد . الثغـر .. أي طـفل لـيلكي ٍمُتعَـرّ ٍذاك الذي خرج لـتوّه من رَحم الإثارة والسّحر ، فما زلتُ أسمع دويّ بكـائه في صحـراء القـلـوب الـعـطشى ، ينتظـر من يغـطيه بـلـثـمة تشعـره بـأنـه الآن فـقط .. الآن فقـط ، جـاء إلــى الـوجــود . الـعـيـون .. إنـّها تغـري الـبعيـدَ بإقـبـالٍ مفـرحٍ ، فـيقـتـرب .. فـيرى الـدموع تـتـرقــرق فيـهـما ، فـيُحجـم . الـشـَّعـر .. اسـأل ِ الـلـيلَ عنه ، فمنه الـلـيلُ قـد استعـار وشـاحَه الـسّرمـدي . حبيبتي سحـرَ الشرق .. سألوني عـنـك ، فقـلت لهم هـذه الـكـلمات ، فمن متهم لي بالكـذب ، إلى متهم لي بالـجنـون ، إلى ناعـت عـقلي بالهذيان ، إلى قائل لي : انظروا ؛ لقد عاد خرافة بن عُـذرة . فماذا أفعـل يا سحـري لكي يصدقوني ، لقد مَـلـلتُ حـلـف الإيمان ، كما ضقتُ ذرعـا برميي بالـكـذب والبهتان . فإن لم أخبرهم عـنك ، اتهموني بالـجـبن والعـصيان ، وإن أنا أخبرتهم بصفاتك ، انهالوا عليّ بالسّباب والـلعان ، ولست قادرا على إسكاتهم بالحجّة والبرهان ، فكيف لي ذلك، وأنا لا أعرف لك سبيلا ،ولا سفينتي تعرف لك شاطئا من الشطآن ، فقولي لي بربك ما أنا بفاعل ، فقد ضاق بي الحال ، ولا أعلم إلى ما سيوصلني المآل ... إني أنتظر منكِ الإجابة في رسالتك القادمة ، لذا أرجو أن يهتدي ساعي بريد العشاق إليك .. وإلى ذلك الحين سأوافيك بدعواتي .. أن يحميك الربُّ يا ملاكي . 8 / 2 / 2011 شباط |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
ألهذا الحد ,أنت موله يافتى ,, والله يكفي سحر الشرق سحر, إذ فجرت فيك الكوامن , والخوافي ,
وأسكرتك حد الإندلاق من جرار عتيقة , لتدور بزق الساقي , ومحابر قلمك على الندامى .. جميل انسكابك ,, أيها المسحور , والمنسي بين القلب , والتامور ,, وبين الجفن , والعين لن أعذرك بعد الآن أيها المراسل ,, أخوك حسن |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
[read] رائع ما خطته اناملك أيها الفتى العربي السوري محمد حليمة فتحت بريدك واطلعت على رسائلك رسائل ادبية وعاطفية جداً وكل رسالة عنوانها ( الحب فالحب فالحب ) أدام الله عليك نعمة الحب أسلوب سلس وقريب من القلب فمشاعر الحب و العواطف في كيان الإنسان، أشبه ما تكون بسراج يتقد في غرفة بليل، فإن أطفأت السراج انقلب المكان إلى ظلام موحش دامس، لذلك جعل الله أيامك سراجاً منيرا ويا بخت سحر الشرق فيك دمت بخير[/read] |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
شاء الله أن أنقطع فترة ليزيد اشتياقي وحبي لكم ، نعم أسكرتني سحر الشرق ، ويا ليتها ما فعلت .. وأحسبك أشد الناس اطلاعا على عواقب سكري ، وإن خفيت .. ولكنها النشوى الإيجابية ، التي تحرق ، وما تلبث أن يضوع منها كوامن ما كنت أعلمها ، وعطر لم أبخل به ، وأحيانا شرر يكاد يحرق من حولي ... سعدت بردك أبا ابراهيم .. ولا حرمنا الله منك ومن حكمتك |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
لن تصدقي إن قلت كم اشتقت لكلامك وتعليقاتك أيها الأخت الفاضلة العزيزة .. وإن كلامك يشبه البلسم للجراح ، بل هو البلسم لا ريب ، أما بالنسبة لسحر الشرق ، فلن أقول عنها شيئا إلا الله يسامحها ، وما علمت أحدا أعطاها ما أعطيتها أنا ولكن ( بدّك مين يقدّر ... ! ) أرجو أن تكوني بخير أخت ناهد وكل أسرتك وأولادك ، أدامهم الله لك ، وأدامك لهم .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
[align=center][table1="width:85%;background-color:white;border:2px double black;"][cell="filter:;"][align=center]....نتابع سلسلة رسائلك السلسة الشفافة لسحر الشرق
سحرنا بالمعاني السهلة //والقريبة من القلب معذبتك مصدر إلهام شدنا تحيتي[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
الأستاذ محمد حليمة
كم أتمنى أن تكون " سحر الشرق " تتابع هذه الرسائل الجد جميلة تحياتي و تقديري |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
فإنك تملكين ذائقة أبية رفيعة ، تجعلك تميزين الغث من السمين ... ويطيب لي ذلك ، لو تعرفين معذبتي لأدركت أن كل ما كتب فيها قليل بسيط .. تحياتي لك . فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
لكم أسعد بتواجدك المستمر هنا ، أيها الطائر العطِر ، أما بالنسبة لسحر الشرق ، فسواء كانت تقرأ هذه الرسائل أم لا .. فلن يشكل ذلك فرقا .. بالنسبة لها طبعا دمت بخير أستاذ جمال فتى سوريا .. |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالةالسابعة )
المرسل : المَنسيّ المرسل إليه : سحر الشرق حبيبتي سحر الشرق : لم يمرّ على الرسالة زمن طويل .. وكما تعلمين فإنّ عادتي أن اكتب لك كل أسبوع على الأقل ، أرجو أن تسامحيني إن خرقت هذا القانون ، وخرجت عن عادتي ، فإنّ المشاعر يا حبيبتي ليست لها قانون ، ولا تتقيد بحدود مكانية ولا زمانية ، فإذا ما أرادت أن تخرج من خواطر الإنسان ، لتعبر عما يعتمل في صدره ، من هواجس أو مشاعر تتقاتل .. فإنها تخرج إلى الفضاء الخارجي ، حتى ولو لم تجد أحدا يسمعها أو يحنو عليها ، أو يضمها تحت جناحيه ليدفئها ويهديها ، فالمشاعر التي تشعر بأنّ الأوان قد حان لأن تخرج من داخل صاحبها .. لا يقف في وجهها شيء ، وذلك رحمة بها حتى لا تموت كمدا من قبل ان تبوح بما لديها ، ورحمة بصاحبها أيضا الذي لا يجد سبيلا للراحة وانشراح الصدر إلا أن يبث مشاعره لأي شخص..ولو إلى الهواء .. المهم أن ألا يظل أسير صمته ، فيقتل . أتذكرين يا قاتلتي ما كتبته لك في رسالة عيد الميلاد ، فما جاء فيها لم يشف غليلي ، ولم يبرد نار الجوى التي بداخلي ، فبعد أن انتهت الاحتفالات بعيد الميلاد ، وانتهى كل إلى وجعه، يهدهده ، ويواسيه ، وانصرف إلى جرحه ـ الذي أسكته أياما ـ يضمده ويزيل ما علق عليه من آثار الآهات التي ما انفكّ ينزف منها . فإني اليوم قد ثـُبْتُ إلى وجعي ، واهتديتُ أخيرا إلى دواء لكل ما عانيته وأعانيه ، وهداني الشيطان إلى مرفىء .. علني أريح فيه سفينتي من الترحال ، وأضع حدا لصبري الذي طال ، وأخمد لهيبَ وجعي الذي استطال .. فقد راودتني أفكار حمقاء، لا أعلم من أين داهمتني .. وهي أن أكفّ عن حبّك للحظات ، وألا أفكر فيك ولو لبضع ثوان ، أو أن أنام نوما عميقا، وطويلا جدا بعد عشاء ثقيل جدا ، علّ الكوابيس تجتاحني ، طاردة ً طيفك، ولو ليلة واحدة ، فلعلني أستطيع التفكير فيما يجب أن أفعل ، وفيما فعلتُ في الماضي ،وما قاربتُ من الذنوب في الحاضر ، وفيما يمكن أن أفعل من حماقات أخرى في المستقبل ؛ ما إنْ استمريتُ في حبكِ المجنون . لذا سأجتهد في إيجاد دقيقة أهربُ منكِ فيها ، علّ عقلي الهائج أن يهدأ قليلا ، وعلّ مشاعري الحمقاء ترشد وتستكين ، ودموعي الغزيرة تكفّ عن الأنين . سأحاول أن أستعيد شريط حياتي الماضية ، علني أجد فيها ـ على قصرها ـ ذلك الذنب الكبير الذي اقترفته .. والذي لا يغتفر ، والإثم العظيم الذي ارتكبته .. غير المغتفر ، والمعصية اللعينة التي قاربتها .. والتي قررت أن تودي بي إلى سقر. علني أعرف ذلك السر أو ذلك الإثم ، أو تلك المعصية ، التي من أجلها اختارتني قوى خفية مجهولة لأنْ أكون قربانا لجمالكِ المطلق .. يا سحر الشرق ، وضحيّة لهواكِ، بدون وجه حقّ . حيث هناك مَن قرر وحكم ، و قضى وعزم ، بحكم قد انبرم .. أنّ جمالك الخرافيّ يزداد ، بازدياد القرابين المقدمة إليه . ويغدو أكثر صفاءً ، كلما شرب من دماء تلك القرابين . وهكذا... فما تزال تلك القوى الخفية تتخيّر الضحايا ، وتقدمها إليكِ ، مستخلصة لكِ ، أحلاها قلوباً وأطيبَها ، وأنقاها دماءً وأعطرَها ، وأوفرَها مسكاً وأذكاها .. وأحسبُ أنّ تلك القوى لن تتوقف يوما عن تقديمها القرابين إليكِ ، حتى تصلَ بجمالكِ إلى الأبدية والخلود ، عندها سيُبعَـثُ طائـرُ الفينيق ، ليحملك إلى عالم ٍآخر .. فردوس ٍخرافيٍّ .. إلى مالا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطرَ على بال بشر . لكني أتساءل .. لماذا اختارتني تلك القوى الخفية ، لأكون ضحيتكِ التالية ، وقربانكِ المنتظر ..؟! مع أني لستُ أذكى دماء ، ولا أنقى سريرة ، ولا أطيب قلبا ، ولا أفضلَ ديناً .. بل على العكس ؛ فإني من أشقى الأشقياء ، وأضعف الجبناء ، وأغبى البلهاء ، وزيدي على ذلك ؛ أني اقترفتُ ذنبا ، لا أحسبني معه سأدخل الجنة ، وواقعتُ معصية ، لا أظنني معها سأفوز من الله بالمنـّة . أتعلمين ما هو هذا الذنب الكبير ،والإثم الصغير .. هو بكل بساطة وعفويّة ، وهدوء ورويّة .. حبّي لكِ . لذلك اكتشفتُ حماقة تلك القوى الخفية ،لأنها هذه المرّة أساءت اختيار القربان ، كما أساءت اختيار الزمان المكان . وأرادت العدالة الإلهية أن تعاقبني على ذنبي ، فكان الجزاء من جنس الفعل .. أحببتكِ حتى الغرغرة ، وكلما فقتُ من سكرةٍ دخلتُ في سكرة، ولم تشفع لي حَسَنة ٌ ولا أثـَرَة . وما زلتُ أتساءل .. مع كلّ ما في سؤالي من مغالاة ،وحيادٍ عن وجه الحق ـ ولكن يبقى الأصل في الأشياء الإباحة هل من العدل أنْ يحاسبَ المرءُ على ما فعله إكراهاً ..؟! هل من العدل أنْ يُطلبَ من إنسانٍ فـصلَ الماء عن التراب ، من بعدما مُزجا ..؟! هل من العدل أنْ يُعطى إنسانٌ جناحين ، ثمّ يُطلبُ منه ألا يطير ..؟! إنْ كان الجواب نعم .. هو ذا عين العدل ، إذاً فماذا نسمي عقاب العاصي على معصيته ، والقصاص من القاتل ، وأخذ الظالم بظلمه ، إعطاءَ كلَّ ذي حق حقه .. أهو عدل أم ظلم ..؟! إن قلنا إنه عدلٌ ، فقد ثبت الظلمُ للفروض الأولى . حبيبتي .. في زحمة هذه التناقضات في المفاهيم ، وهذه المغالطات في التعاريف المطلقة ، يظلُّ حبّي لكِ عالقاً ، بين عدلٍ يُـرجى ، وظلمٍ يُخشى ، بين مُهاجمٍ ومدافع ، ومُدّعٍ ومُرافِع .. بين تعاريف خالطت الحق والباطل ، فحال بينها وبين صياغتها شكٌّ ، يعزّ معه اليقين ، ويحيّر المتكلمين والمتفلسفين ، ويُبقي الإجابة عالقةً إلى يوم الدّين ، ليفصلَ فيها أحكمُ الحاكمين . يا سحريَ الشرقي .. ما زلتُ أنظرُ إلى الحبّ نظرة الغريب الطارئ ، فأتهيّبه أحيانا ، وآمنُ جانبَه أحيانا أخرى . فتجديني أحيانا أفرّ منه فراري من المجذوم ، وأحيانا أتوسّدُ حضنه كأمّ رؤوم . فتريني بين هذا وذاك .. أتقلبُ لا أستقرّ على حال ، ولا يهدأ لي بال . فهل تريحيني وتقيليني من حبٍّ لا أعرف مستقره ومنتهاه ، ومن قدر أجهل مرادَه فيّ ومبتغاه . حتى أرجع لعقلي ، وأثوبَ إلى رشدي ، وأعرف أين أنا واقف على هذه الأرض . وهذا سلام شماليّ .. من مدينتنا الشماليّة . |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
أكانت مجرد أفكار حمقاء ....و لكنك غبت و تركت رسائلك بلا عنوان و بلا روح نفتقدك أخي محمد...في إنتظار عودة الروح لك تحياتي |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس:
حب سحر الشرق نعم كانت فكرة حمقاء .. وهل يحب ويتعلق بالمستحيل إلا الحمقى .. والرسائل ستظل بلا عنوان لأن من أحب لا عنوان لها .. تحياتي وتقديري لك |
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أسلوب ممتع شيق ومراسلات نتمناها أن تستمر. نحس أنها كتبت بشغف فسطورها منسابة أحيانا متدفقة بقوة كشلال أحيانا أخرى.
في انتظار استئنافها تقبل تحيتي أستاذ محمد حليمة.[/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 56 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية