![]() |
نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
إن عرفت نزار عن قرب كما عرفته فمن المؤكد أنك عشقته لابل أيضاً أحببته لنزار ولمحبي نزار ولكل من قـــرأ لنزار إليكم للشاعر الكبير / نـــــــــــزار قبـــــــــــــاني (1) مَنْ قَتَلَ الإمامْ ؟ المُخبِرونَ يملأونَ غرفتي مَن قتلَ الإمامْ ؟ أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي مَنْ قتلَ الإمامْ ؟ مَن طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقهْ ؟ ومزَّقَ الجُبَّةَ ، والكشكولَ ، والمِسبَحَةَ الأنيقهْ ؟ يا سادَتي : لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقهْ في جثةِ القتيلِ ، دوماً ، تسكنُ الحقيقهْ . (2) مَن قتلَ الإمامْ ؟ عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يدخلونْ عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يخرجونْ محاضِرٌ .. آلاتُ تسجيلٍ .. مصوّرونْ يا سادَتي : ما النفعُ من إفادَتي ؟ ما دمتُمْ ـ إن قلتُ وإنْ ما قلتْ ـ سوفَ تكتبونْ ما تنفعُ استغاثتي ؟ ما دمتمْ ـ إن قلتُ وإن ما قلتُ ـ سوفَ تضربونْ ما دمتمْ منذُ حكمتُمْ بلدي .. عنّي تُفَكّرونْ .. (3) لستُ شيوعيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ ولا يمينيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ .. هل واحدٌ من بينكمْ يعرفُ أينَ الشامْ ؟ هل واحدٌ من بينكم أدمنَ سُكنى الشامْ ؟ رَواهُ ماءُ الشامْ .. كَواهُ عِشقُ الشامْ ؟ تأكّدوا يا سادتي لن تجدوا في كلِّ أسواقِ الورودِ وردةً كالشامْ وفي دكاكينِ الحِلى جميعِها .. لؤلؤةً كالشامْ لن تجدوا .. مدينةً حزينةَ العينينِ مثلَ الشامْ .. (4) لستُ عميلاً قذراً ... ـ كما يقولُ مخبروكمْ ـ يا سادتي الكرامْ ولا سرقتُ قمحةً ، ولا قتلتُ نملةً ولا دخلتُ مركزَ البوليسِ يوماً .. سادتي الكرامْ يعرفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ يعرفُني الأطفالُ ، والأشجارُ ، والحَمامْ وأنبياءُ اللهِ يعرفونني عليهمْ الصلاةُ والسلامْ الصلواتُ الخمسُ .. لا أقطعُها يا سادتي الكرامْ .. وخطبةُ الجمعةِ لا تفوتُني .. يا سادتي الكرامْ .. من ربعِ قرنٍ وأنا أمارسُ الركوعَ والسجودْ أمارسُ القيامَ والقعودْ أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةِ الإمامْ يقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ ) أقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ ) يقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ ) أقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ ) يقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نَسلَهُمْ ) أقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نسلهُمْ ) يقولُ : (أغرقْ حرثَهم وزرعَهمْ ) أقولُ : (أغرقْ حرثَهمْ وزرعَهمْ ) وهكذا .. يا سادتي الكرامْ قضيتُ عشرينَ سنهْ .. أعيشُ في حظيرةِ الأغنامْ أعلفُ كالأغنامْ أنامُ كالأغنامْ أبولُ كالأغنامْ أدورُ كحبّةٍ في مسبحةِ الإمامْ لا عقلَ لي .. لا رأسَ .. لا أقدامْ .. أستنشقُ الزكامَ من لحيتِه .. والسُّلَّ في العظامْ .. قضيتُ عشرينَ سنهْ مُكَوَّماً كرزمةِ القشِّ على السجّادةِ الحمراءْ أُجلَدُ كلَّ جمعةٍ بخطبةٍ غرّاءْ أبتلعُ البيانَ ، والبديعَ ، والقصائدَ العصماءْ أبتلعُ الهُراءْ عشرينَ عاماً .. وأنا يا سادتي أسكنُ في طاحونةٍ ما طحنتْ قطُّ سوى الهواءْ (5) يا سادتي بخنجَري هذا الذي تَرَوْنَهُ طعنتُهُ بالصدرِ والرقبهْ طعنتُه في عقلهِ المنخورِ مثلَ الخشبهْ طعنتُه باسمي أنا .. واسمِ الملايينِ من الأغنامْ يا سادتي : أعرفُ أنَّ تُهمَتي عقابُها الإعدامْ لكنّني قتلتُ إذ قتلتُهُ كلَّ الصراصيرِ التي تنشدُ في الظلامْ والمستريحينَ على أرصفةِ الأحلامْ قتلتُ إذْ قتلتُهُ .. كلَّ الطفيليّاتِ في حديقةِ الإسلامْ كلَّ الذينَ يطلبونَ الرزقَ من دُكّانةِ الإسلامْ قتلتُ إذْ قتلتُهُ ، يا سادتي الكرامْ كلَّ الذينَ منذُ ألفِ عامْ .. يَزْنُونَ بالكلامْ ... |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
قـــــطر النــــــــدى لم أعد داريا إلى أين أنهب كل يوم أحس أنك أقرب كل يوم يصير وجهك جزءا من … و يصبح العمر أخصب و تصير الأشكال أجمل شكلا و تصير الأشياء أحلى و أطيب قد تسربت في مسامات جلدي مثلما قطرة الندى تتسرب اعتيادي على غيابك صعب و اعتيادي على حضورك أصعب كم أنا … كم أحبك … حتى أن نفسي من نفسها تتعجب يسكن الشعر في حدائق عينيك فلولا عينيك لا شعر يكتب منذ أحببتك الشموس استدارت و السماوات صرن انقى و أرحب منذ أحببتك … البحار جميعا أصبحت من مياه عينيك تشرب أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟ |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
إشاعات الهوى أقول أمام الناس … لست حبيبتي وأعرف في الأعماق كم كنت كاذبا و أزعم أن لاشيء يجمع بيننا لأبعد عن نفسي و عنك المتاعبا و أنفي إشاعات الهوى و هي حلوة و أجعل تاريخي الجميل خرائبا و أعلن في شكل غبي براءتي و أذبح شهواتي أصبح راهبا و أقتل عطري عامدا متعمدا و أخرج من جنات عينيك هاربا أقوم بدور مضحك يا حبيبتي و أرجع من تمثيل دوري خائبا فلا الليل لو أراد نجومه و لا البحر يخفي لو أراد المراكبا |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
إختــــــــــــــــــــــــارى إني خيرتك .. فاختاري مابين الموت على صدري او فوق دفاتر اشعاري اختاري الحب .. او اللاحب فجبن ان لا تختاري لا توجد منطقه وسطى مابين الجنه والنار ارمي اوراقك كامله وسارضي عن اي قرار انفعلي انفجري لا تفعلي مثل المسمار لا يمكن ان ابقى ابداً كالقشه تحت الامطار مرهقه انتي .. وخائفة وطويل جداً .. مشواري غوصي في البحر .. او ابتعدي لا بحر من غير دوار الحب .. مواجهه كبرى ابحار ضد التيار صلب بين الاقمار يقتلني جبنك .. يا امراة تتسلي من خلق ستار اني لا اؤمن في حب لا يحمل نزق الثوار لا يكسر كل الاسوار لا يضرب مثل الاعصار اهـ لو حبك يبلعني يقلعني .. مثل الاعصار اني خيرتك فاختاري مابين الموت على صدري او فوق دفاتر اشعاري لا توجد منطقى وسطى ما بين الجنه والنار |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
أســـــــألك الرحيلا متصل الآن لنفترق قليلا.. لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي وخيرنا.. لنفترق قليلا لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي أريدُ أن تكرهني قليلا بحقِّ ما لدينا.. من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا.. بحقِّ حُبٍّ رائعٍ.. ما زالَ منقوشاً على فمينا ما زالَ محفوراً على يدينا.. بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ.. ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي.. وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي بحقِّ ذكرياتنا وحزننا الجميلِ وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا أكبرَ من شفاهنا.. بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا أسألكَ الرحيلا لنفترق أحبابا.. فالطيرُ في كلِّ موسمٍ.. تفارقُ الهضابا.. والشمسُ يا حبيبي.. تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا كُن في حياتي الشكَّ والعذابا كُن مرَّةً أسطورةً.. كُن مرةً سرابا.. وكُن سؤالاً في فمي لا يعرفُ الجوابا من أجلِ حبٍّ رائعٍ يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا وكي أكونَ دائماً جميلةً وكي تكونَ أكثر اقترابا أسألكَ الذهابا.. لنفترق.. ونحنُ عاشقان.. لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي أريدُ أن تراني ومن خلالِ النارِ والدُخانِ أريدُ أن تراني.. لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي فقد نسينا نعمةَ البكاءِ من زمانِ لنفترق.. كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا وشوقنا رمادا.. وتذبلَ الأزهارُ في الأواني.. كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي.. يا فارسي أنتَ ويا أميري لكنني.. لكنني.. أخافُ من عاطفتي أخافُ من شعوري أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا أخاف من وِصالنا.. أخافُ من عناقنا.. فباسمِ حبٍّ رائعٍ أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا.. أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا أسألك الرحيلا.. حتى يظلَّ حبنا جميلا.. حتى يكون عمرُهُ طويلا.. أسألكَ الرحيلا.. |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
التحديات أتحدّى.. من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ وعقودَ الياسمينِ.. أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.. أتحدّى.. كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ منذُ آلافِ القرونِ.. أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي وطناً مثلَ فمي.. وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني أتحدّاهُم جميعاً.. أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً كمكاتيبِ غرامي.. أو يجيؤوكِ –على كثرتهم- بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. أتحداكِ أنا أن تذكُري رجلاً من بينِ من أحببتهم أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ أتحدّى.. مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى.. تجديني دائماً بينَ السطورْ إنني أسكنُ في الحبّ.. فما من قبلةٍ.. أُخذتْ.. أو أُعطيتْ ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ... أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي وبواريدَ القبيلهْ.. أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ أتحدّاهم جميعاً.. أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري.. أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري.. أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي.. وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي.. واضحكي، وابكي، وجوعي، فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي موطناً فيهِ تنامينَ كصدري.. |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
يوميات امرأة لماذا في مدينتنا ؟ نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا لماذا في مدينتنا ؟ يصيدون العواطف والعصافيرا لماذا نحن قصديرا ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟ لماذا نحن ارضيون .. تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟ يمزقهم تناقضهم ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانيرا وحين الليل يطويهم يضمون التصاويرا أسائل نفسي دائماً لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟ لكل الناس كل الناس مثل أشعة الفجر لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟ لماذا لايكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر ومنساباً كما شعري على ظهري لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟ كما الأسماك في البحر كما الأقمار في أفلاكها تجري لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر انا نهدي في صدري كعصفورين قد ماتا من الحر كقديسين شرقيين متهمين بالكفر كم اضطهدا وكم رقدا على الجمر وكم رفضا مصيرهما وكم ثارا على القهر وكم قطعا لجامهما وكم هربا من القبر متى سيفك قيدهما متى ؟ يا ليتني ادري نزلت إلى حديقتنا ازور ربيعها الراجع عجنت ترابها بيدي حضنت حشيشها الطالع رأيت شجيرة الدراق تلبس ثوبها الفاقع رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجع سقطت عليه باكية كأني مركب ضائع احتى الأرض ياربي ؟ تعبر عن مشاعرها بشكل بارع ... بارع احتى الأرض ياربي لها يوم .. تحب فيه .. تبوح به .. تضم حبيبها الراجع وفوق العشب من حولي لها سبب .. لها الدافع فليس الزنبق الفارع وليس الحقل ، ليس النحل ليس الجدول النابع سوى كلمات هذى الأرض .. غير حديثها الرائع أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع أريد.. أريد.. كايه زهرة في الروض تفتح جفنها الدامع كايه نحله في الحقل تمنح شهدها النافع أريد.. أريد أن أحيا بكل خليه مني مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع وبرد شتائها اللاذع أريد.. أريد أن أحيا بكل حرارة الواقع بكل حماقة الواقع يعود أخي من الماخور ... عند الفجر سكرانا ... يعود .. كأنه السلطان .. من سماه سلطانا ؟ ويبقى في عيون الأهل أجملنا ... وأغلانا .. ويبقى في ثياب العهر اطهرنا ... وأنقانا يعود أخي من الماخور مثل الديك .. نشوانا فسبحان الذي سواه من ضوء ومن فحم رخيص نحن سوانا وسبحان الذي يمحو خطاياه ولا يمحو خطايانا تخيف أبي مراهقتي يدق لها طبول الذعر والخطر يقاومها يقاوم رغوة الخلجان يلعن جراة المطر يقاوم دونما جدوى مرور النسغ في الذهر أبي يشقى إذا سالت رياح الصيف عن شعري ويشقى إن رأى نهداي يرتفحان في كبر ويغتسلان كالأطفال تحت أشعه القمر فما ذنبي وذنبهما هما مني هما قدري متى يأتي ترى بطلي لقد خبأت في صدري له ، زوجا من الحجل وقد خبأت في ثغري له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس له ، مجدولة الخصل ليخطفني ليكسر باب معتقلي فمنذ طفولتي وأنا أمد على شبابيكي حبال الشوق والأمل واجدل شعري الذهبي كي يصعد على خصلاته .. بطلي يروعني .. شحوب شقيقتي الكبرى هي الأخرى تعاني ما أعانيه تعيش الساعة الصفرا تعاني عقده سوداء تعصر قلبها عصرا قطار الحسن مر بها ولم يترك سوى الذكرى ولم يترك من النهدين إلا الليف والقشرا لقد بدأت سفينتها تغوص .. وتلمس القعرا أراقبها وقد جلست بركن ، تصلح الشعرا تصففه .. وتخربه وترسل زفرة حرى تلوب .. تلوب .. في الردهات مثل ذبابة حيرى وتقبح في محارتها كنهر .. لم يجد مجرى سأكتب عن صديقاتي فقصه كل واحده أرى فيها .. أرى ذاتي ومأساة كمأساتي سأكتب عن صديقاتي عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات عن الأبواب لا تفتح عن الرغبات وهي بمهدها تذبح عن الحلمات تحت حريرها تنبح عن الزنزانة الكبرى وعن جدارنها السود وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن داخل متحف مغلق نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق بلا خوف سأكتب عن صديقاتي عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات عن الأشواق تدفن في المخدات عن الدوران في اللاشيء عن موت الهنيهات صديقاتي رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات سبايا في حريم الشرق موتى غير أموات يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات صديقاتي طيور في مغائرها تموت بغير أصوات خلوت اليوم ساعات إلى جسدي أفكر في قضاياه أليس هوالثاني قضاياه ؟ وجنته وحماه ؟ لقد أهملته زمنا ولم اعبا بشكواه نظرت إليه في شغف نظرت إليه من أحلى زواياه لمست قبابه البيضاء غابته ومرعاه إن لوني حليبي كان الفجر قطره وصفاه أسفت لا نه جسدي أسفت على ملاسته وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته رثيت له لهذا الوحش يأكل من وسادته لهذا الطفل ليس تنام عيناه نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه تحرر من قطيفته ومزق عنه " تفتاه " حزنت انا لمرآه لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟ لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟ وعلقه بأعلى الصدر جرحاً .. لست أنساه لماذا يستبد ابي ؟ ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه كسطر في جريدته ويحرص على أن أظل له كأني بعض ثروته وان أبقى بجانبه ككرسي بحجرته أيكفي أنني ابنته أني من سلالته أيطعمني أبي خبزاً ؟ أيغمرني بنعمته ؟ كفرت انا .. بمال أبي بلؤلؤة ... بفضته أبي لم ينتبه يوماً إلى جسدي .. وثورته أبي رجل أناني مريض في محبته مريض في تعنته يثور إذا رأى صدري تمادى في استدارته يثور إذا رأى رجلاً يقرب من حديقته أبي ... لن يمنع التفاح عن إكمال دورته سيأتي ألف عصفور ليسرق من حديقته على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه وابسط فوقها في فرح وعفوية أمشط فوقها شعري وارمي كل أثوابي الحريرية أنام , أفيق , عارية .. أسير .. أسير حافية على صفحات أوراقي السماوية على كراستي الزرقاء استرخي على كيفي واهرب من أفاعي الجنس والإرهاب .. والخوف .. واصرخ ملء حنجرتي انا امرأة .. انا امرأة انا انسانة حية أيا مدن التوابيت الرخامية على كراستي الزرقاء تسقط كل أقنعتي الحضارية ولا يبقى سوى نهدي تكوم فوق أغطيتي كشمس استوائية ولا يبقى سوى جسدي يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية ولا يبقى .. ولا يبقى .. سوى الأنثى الحقيقة صباح اليوم فاجأني دليل أنوثتي الأول كتمت تمزقي وأخذت ارقب روعة الجدول واتبع موجه الذهبي اتبعه ولا أسال هنا .. أحجار ياقوت وكنز لألي مهمل هنا .. نافورة جذلى هنا .. جسر من المخمل ..هنا سفن من التوليب ترجوا الأجمل الأجمل هنا .. حبر بغير يد هنا .. جرح ولا مقتل أأخجل منه .. هل بحر بعزة موجه يخجل ؟ انا للخصب مصدره وأنا يده وأنا المغزل ... |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
تلومنى الدنيا تلومني الدنيا إذا أحببتهُ كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ كأنني أنا التي.. للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ.. كأنني.. أنا التي كالقمرِ الجميلِ في السماءِ.. قد علّقتُه.. تلومُني الدنيا إذا.. سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ.. كأنني أنا الهوى.. وأمُّهُ.. وأختُهُ.. هذا الهوى الذي أتى.. من حيثُ ما انتظرتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ وكلِّ ما سمعتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني فاتحاً يديهِ لي.. رددْتُهُ وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ.. هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ.. على ستائري.. أراهُ.. في ثوبي.. |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
هل عندك شك أنك أحــــــــــــلى امرأةٍ في الدنيا ؟ و أهم امرأة في الدنيا ؟ هل عندك شك أني حين عثرت عليك ملكت مفاتيح الدنيا ؟ هل عندك شك أني حين لمست يديك تغير تكوين الدنيا ؟ هل عندك شك أن دخولك في قلبي هو أعظم يوم في التاريخ وأجمل خبر في الدنيا ؟ هل عندك شك في من أنت ؟ يا من تحتـل بعينيها أجزاء الوقت يا امرأة تكسر حين تمر جدار الصوت لا أدري ماذا يحدث لي ؟ فكأنك أنثاي الأولى و كأني قبلك ما أحببت و كأني ما مارست الحب ميلادي أنت و قبلك لا أتذكر أني كنت و غطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت و كأني أيتها الملكة من بطنك كالعصفور خرجت هل عندك شك أنك أحلى جزء من ذاتي و بأني من عينيك سرقت النار و قمت بأخطر ثوراتي أيتها الوردة و الياقوتة و الريحانة و السلطانة و الشعبية و الشرعية بين جميع الملكات يا سمكاً يسبح في ماء حياتي يا قمراً يطلع كل مساء من نافذة الكلمات يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي يا آخر وطن أولد فيه و أدفن فيه و أنشر فيه كتاباتي يا امرأة الدهشة يا امرأتي لا أدري كيف رماني الموج على قدميك لا أدري كيف مشيت إلي و كيف مشيت إليك كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك يا امرأة تدخل في تركيب الشِعر دافئة أنت كرمل البحر رائعة أنت كليلة قَدَر من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر كم صار جميلاً شِعري حين تثقف بين يديك كم صرت غنياً و قوياً لمّا أهداك الله إلي هل عندك شك أنك قبس من عيني و يداك هما استمرار ضوء ليدي هل عندك شك أنّ كلامك يخرج من شفتي؟ يا ناراً تجتاح كياني يا ثمراً يملأ أغصاني يا جسداً يقطِعُ مثل السيف و يضرب مثل البركان : قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان يا ذات الأنف الإغريقي و ذات الشعر الإسباني يا امرأة لا تكرر في ألاف الأزمان يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني من أين أتيت ؟ و كيف أتيت ؟ و كيف عصفت بوجداني ؟ يا إحدى نعم الله عليّ و غيمة حب و حنان يا أغلى لؤلؤة بيدي آه كم ربي أعطاني |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
ماذا أقــــــــــــــول ؟ ماذا أقول له ان جاء يسالنى..... ان كنت اكرهه او كنت اهواه ماذا اقول له اذا راحت اصابعه تلملم الليل عن شعرى وترعاه وكيف اسمح ان يدنو بمقعده وان تنام على خصرى ذراعاه غدا اذا جاء اعطيه رسائله ونطعم النار احلى ما كتبناه حبيبتى! هل انا حقا حبيبته ؟ وهل اصدق بعد الهجر دعواه؟ اما انتهت من سنين قصتى معه؟ الم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟ اما كسرنا كؤس الحب من زمن فكيف نبكى على كأس كسرناه؟ رباه اشياؤه الصغرى تعذبنى فكيف انجو من الاشياء رباه؟ هنا جريد ته فى الركن مهمله هنا كتاب معا كنا قرأناه على المقاعد بعض من سجائره وفى الزوايا بقايا من بقاياه مالى احد ق فى المرآه اسألها بأى ثوب من الاثواب القاه أأدعى انى اصبحت اكرهه؟ وكيف اكره من فى الجفن سكناه؟ وكيف اهرب منه ؟ انه قدرى هل يملك النهر تغييرا لمجراه احبه.. لا ادرى ماذا احب به حتى خطاياه ماعادت خطاياه الجب فى الارض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه ماذا اقول له لو جاء سسالنى ان كنت اهواه . انى الف اهواه.... |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
إندفــــــــــــــــاع اريدك اعرف اني اريد المحال وانك فوق ادعاء الخيال وفوق الحيازة... وفوق النوال واطيب ما في الطيوب واجمل ما في الجمال اريدك اعرف انك ..لا شيء غير احتمال وغير افتراض وغير سؤال ينادي سؤال ووعد ببال العناقيد بال الدوال اريدك اعلم ان النجوم اروم ودون هوانا تقوم تخوم طوال ....طوال كلون المحال كرجع المواويل بين الجبال ولكن ...على الرغم مماهو واسطورة الجاه والمستوى اجوب عليك الذرى والتلال وافتح عنك عيون الكوى وامشي ...لعلي ذات زوال اراك ,على شقرة الملتوى ويوم تلوحين لي على لوحه المغرب المخملي تباشير شال يجر نجوما يجر كروما يجر غلال ساعرف انك اصبحت لي واني لمست حدود المحال |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
أيـــــــظن ؟ ايظن انى لعبه بيديه؟ انا لا افكر فى الرجوع اليه اليوم عاد كأن شيئا لم يكن وبراءه الاطفال فى عينيه ليقول لى انى رفيقه دربه وبأننى الحب الوحيد لد يه حمل الزهور الىّ كيف ارده وصباى مرسوم على شفتيه ما عدت اذكر والحرائق فى دمى كيف التجأت انا الى زنديه؟ خبأت رأسى عنده وكأننى طفل اعادوه الى ابويه حتى فساتينى التى اهملتها فرحت به رقصت على قدميه سامحته وسألت عن اخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون ان ادرى تركت له يدى لتنام كالعصفور بين يديه ونسيت حقدى كله فى لحظه من قال انى قد حقدت عليه كم قلت انى غير عائده له ورجعت ما احلى الرجوع اليه |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
قدرٌ أنتِ .. بشكل إمرأةٍ وأنا مقتنع جداً بهذا القدرِ إنني بعضكِ يا سيدتي مثلما الأخضر بعض الشجرِ وأنا صوتكِ يا سيدتي مثلما الآه امتداد الوَترِ مطرٌ يغسلني أنتِ فلا تحرميني من سقوط المطرِ بصري أنتِ .. وهل يمكنها أن ترى العينانِ دونَ البصرِ؟ |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
من هــــو نزار قباني؟
لمحة عن حياته ولد في دمشق في 21 مارس عام 1923 , في بيت واسع كثير الماء والزهر من منازل دمشق الوسيعة القديمة . والده توفيق القباني تاجر كبير , ورث نزار قباني الحس الفني المرهف بدوره عن عمه ابي خليل القباني , الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وبذر اول بذرة في نهضة المسرح المصري , عُني اول ما عني بالرسم , فمن الخامسة الى الثانية عشرة من عمره كان يرسم على الارض وعلى الجدران ويلطخ كل ما تقع عليه يده بحثا عن أشكال جديدة , ثم اهتم بالموسيقى لفترة قصيرة , وفي عام 1939 وكان في السادسة عشرة من عمره حين كتب اول قصيدة في الحنين الى بلاده وأذاعها من راديو روما ثم رجع الى بلاده وقضى فترة الحرب العالمية الثانية في دراسة الحقوق , وانهى دراسة الحقوق عام 1945 والتحق مباشرة بوزارة الخارجية وذهب في بعثة سياسية الى القاهرة وبقي فيها حتى عام 1948 ثم سافر الى تركيا , من ثم الى لندن عام 1952 , ثم سافر الى فرنسا والمانيا وانجلترا وبلجيكا واسبانيا والسويد والدنمارك ومن ثم الى لبنان حيث أسس فيها دار للنشر تحمل اسمه وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944د مقدمة عن قصيدة هوامش على دفتر النكسة لم يتوقع أحد ان تكون الهزيمة بهذا الشكل فى عام 1967 وقد عبر نزار قباني عن ذلك بقصيدته الشهيرة هوامش على دفتر النكسة التي عبر فيها عن سخطه وهجومه على النظام العربي وقد لاقت هذه القصيدة صدى وأوقعته في مشاكل عديدة مع الأنظمة العربية هوامش على دفتر النكسة كتبت في أعقاب هزيمة يونيو 1967 أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه والكتبَ القديمه أنعي لكم.. كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه.. ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه أنعي لكم.. أنعي لكم نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه مالحةٌ في فمِنا القصائد مالحةٌ ضفائرُ النساء والليلُ، والأستارُ، والمقاعد مالحةٌ أمامنا الأشياء يا وطني الحزين حوّلتَني بلحظةٍ من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين لشاعرٍ يكتبُ بالسكين لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها.. بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ السرُّ في مأساتنا صراخنا أضخمُ من أصواتنا وسيفُنا أطولُ من قاماتنا خلاصةُ القضيّهْ توجزُ في عبارهْ لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ والروحُ جاهليّهْ... بالنّايِ والمزمار.. لا يحدثُ انتصار كلّفَنا ارتجالُنا خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ لا تلعنوا السماءْ إذا تخلّت عنكمُ.. لا تلعنوا الظروفْ فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ.. ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا وإنما.. تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا خمسةُ آلافِ سنهْ.. ونحنُ في السردابْ ذقوننا طويلةٌ نقودنا مجهولةٌ عيوننا مرافئُ الذبابْ يا أصدقائي: جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ يا أصدقائي: جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ.. أن تكتبوا كتابْ أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ... جلودُنا ميتةُ الإحساسْ أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟... كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري أن يستحيلَ خنجراً.. من لهبٍ ونارِ.. لكنهُ.. وا خجلةَ الأشرافِ من قريشٍ وا خجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري... نركضُ في الشوارعِ نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا.. نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا.. نمدحُ كالضفادعِ نشتمُ كالضفادعِ نجعلُ من أقزامنا أبطالا.. نجعلُ من أشرافنا أنذالا.. نرتجلُ البطولةَ ارتجالا.. نقعدُ في الجوامعِ.. تنابلاً.. كُسالى نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا.. ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا.. من عندهِ تعالى... لو أحدٌ يمنحني الأمانْ.. لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي ومخبروكَ دائماً ورائي.. عيونهم ورائي.. أنوفهم ورائي.. أقدامهم ورائي.. كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ يستجوبونَ زوجتي ويكتبونَ عندهم.. أسماءَ أصدقائي.. يا حضرةَ السلطانْ لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ لأنني.. حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي ضُربتُ بالحذاءِ.. أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي يا سيّدي.. يا سيّدي السلطانْ لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟ لأنَّ نصفَ شعبنا.. محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ.. في داخلِ الجدرانْ.. لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ من عسكرِ السلطانْ.. قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ.. لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ.. لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ.. نريدُ جيلاً غاضباً.. نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ وينكشُ التاريخَ من جذورهِ.. وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ نريدُ جيلاً قادماً.. مختلفَ الملامحْ.. لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ.. لا ينحني.. لا يعرفُ النفاقْ.. نريدُ جيلاً.. رائداً.. عملاقْ.. يا أيُّها الأطفالْ.. من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا.. ويقتلُ الخيالْ.. يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ فنحنُ خائبونْ.. ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ لا تقرؤوا أخبارَنا لا تقتفوا آثارنا لا تقبلوا أفكارنا فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ يا أيها الأطفالْ: يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ... |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
غـرنـاطـة في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد عينان سوداوان في جحريهما تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد هل أنت إسبانـية؟ ساءلـتها قالت: وفي غـرناطة ميلادي غرناطة؟ وصحت قرون سبعة في تينـك العينين.. بعد رقاد وأمـية راياتـها مرفوعـة وجيـادها موصـولة بجيـاد ما أغرب التاريخ كيف أعادني لحفيـدة سـمراء من أحفادي وجه دمشـقي رأيت خـلاله أجفان بلقيس وجيـد سعـاد ورأيت منـزلنا القديم وحجرة كانـت بها أمي تمد وسـادي واليـاسمينة رصعـت بنجومها والبركـة الذهبيـة الإنشـاد ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها في شعـرك المنساب ..نهر سواد في وجهك العربي، في الثغر الذي ما زال مختـزناً شمـوس بلادي في طيب "جنات العريف" ومائها في الفل، في الريحـان، في الكباد سارت معي.. والشعر يلهث خلفها كسنابـل تركـت بغيـر حصاد يتألـق القـرط الطـويل بجيدها مثـل الشموع بليلـة الميـلاد.. ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي وورائي التاريـخ كـوم رمـاد الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها والزركشات على السقوف تنادي قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت أن الـذين عـنتـهم أجـدادي عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد" |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
أطفال الحجارة أطفال الحجارة بهرو الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة أضاءوا كالقناديل وجاءو كالبشارة قاومو وانفجروا واستشهدوا وبقينا دببا قطبية صفحة أجسادها ضد الحرارة الغاضبون يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فإنا نسينا علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماساً ثمينا كيف تغدو دراجة الطفل لغماً وشريط الحرير يغدو كميناً كيف مصاصة الحليب إذا ما حاصروها تحولت سكيناً يا تلاميذ غزة لا تبالوا بإذاعتنا ولا تسمعونا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا نحن أهل الحساب والجمع والطرحِ فخوضوا حروبكم واتركونا إننا الهاربون من خدمه الجيشِ فهاتوا حبالكم واشنقونا نحن موتا لا يملكون ضريحاً ويتاما لا يملكون عيونا قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهراً قرونا يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرئونا علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا يا أحبائنا الصغار سلاما جعل الله يومكم يا ياسمينا من شقوق الأرض الخراب طلعتم وزرعتو جراحنا نسرينا هذه ثورة الدفاتر والحبر فقولوا على الشفاه لحونا أمطرونا بطولة وشموخاً واغسلونا من قبحنا اغسلونا واستعدوا لتقطفوا الزيتونا إن هذا العصر اليهودي وهما سوف ينهار لو ملكنا اليقينا |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
[align=center]
إلى الأمير الدمشقي : توفيق قباني http://img165.imageshack.us/img165/8771/kabanyui7.jpg 1 مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات.. ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات فكيف يغني المغني؟ وقد ملأ الدمع كل الدواه.. وماذا سأكتب يا بني؟ وموتك ألغى جميع اللغات.. 2 لأي سماء نمد يدينا؟ ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا.. يهاجمنا الموت من كل صوب.. ويقطعنا مثل صفصافتين فأذكر، حين أراك، عليا وتذكر حين تراني ، الحسين 3 أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري كمئذنة كسرت قطعتين.. وشعرك حقل من القمح تحت المطر.. ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر أواجه موتك وحدي.. وأجمع كل ثيابك وحدي وألثم قمصانك العاطرات.. ورسمك فوق جواز السفر وأصرخ مثل المجانين وحدي وكل الوجوه أمامي نحاس وكل العيون أمامي حجر فكيف أقاوم سيف الزمان؟ وسيفي انكسر.. 4 سأخبركم عن أميري الجميل سأخبركم عن أميري الجميل عن المكان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولا.. ومثل النخيل.. وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير كان صديق الهديل.. سأخبركم عن بنفسج عينيه.. هل تعرفون زجاج الكنائس؟ هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل.. وهل تعرفون نوافير روما؟ وحزن المراكب قبل الرحيل سأخبركم عنه.. كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل ... وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي وقد صبغته دماء الأصيل فما حيلتي يا قصيدة عمري؟ إذا كنت أنت جميلا.. وحظي جميلا.. 5 لماذا الجرائد تغتالني؟ وتشنقني كل يوم بحبل طويل من الذكريات أحاول أن لا أصدق موتك، كل التقارير كذب، وكل كلام الأطباء كذب. وكل الأكاليل فوق ضريحك كذب.. وكل المدامع والحشرجات.. أحاول أن لا أصدق أن الأمير الخرافي توفيق مات.. وأن الجبين المسافر بين الكواكب مات.. وأن الذي كان يقطف من شجر الشمس مات.. وأن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات.. فموتك يا ولدي نكتة .. وقد يصبح الموت أقسى النكات 6 أحاول أن لا أصدق . ها أنت تعبر جسر الزمالك، ها أنت تدخل كالرمح نادي الجزيرة، تلقي على الأصدقاء التحيه، تمرق مثل الشعاع السماوي بين السحاب وبين المطر.. وها هي شفتك القاهرية، هذا سريرك، هذا مكان جلوسك، ها هي لوحاتك الرائعات.. وأنت أمامي بدشداشة القطن، تصنع شاي الصباح، وتسقي الزهور على الشرفات.. أحاول أن لا أصدق عيني.. هنا كتب الطب ما زال فيها بقية أنفاسك الطيبات وها هو ثوب الطبيب المعلق يحلم بالمجد والأمنيات فيا نخلة العمر .. كيف أصدق أنك ترحل كالأغنيات وأن شهادتك الجامعية يوما .. ستصبح صك الوفاه!! 7 أتوفيق.. لو كان للموت طفل، لأدرك ما هو موت البنين ولو كان للموت عقل.. سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين ولو كان للموت قلب .. تردد في ذبح أولادنا الطيبين. أتوفيق يا ملكي الملامح.. يا قمري الجبين.. صديقات بيروت منتظرات.. رجوعك يا سيد العشق والعاشقين.. فكيف سأكسر أحلامهن؟ وأغرقهن ببحر الذهول وماذا أقول لهن حبيبات عمرك، ماذا أقول؟ 8 أتوفيق .. إن جسور الزمالك ترقب كل صباح خطاك وإن الحمام الدمشقي يحمل تحت جناحيه دفء هواك فيا قرة العين .. كيف وجدت الحياة هناك؟ فهل ستفكر فينا قليلا؟ وترجع في آخر الصيف حتى نراك.. أتوفيق .. إني جبان أمام رثائك.. فارحم أباك... [/align] |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
متى يعلنون وفاة العرب؟؟ 1 أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ تُسمّى مجازا بلادَ العَرَبْ تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ... وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى ككلّ العصافير فوق الشجرْ... أحاول رسم بلادٍ تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ... 2 أحاولُ رسْمَ بلادٍ... لها برلمانٌ من الياسَمينْ. وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ. تنامُ حمائمُها فوق رأسي. وتبكي مآذنُها في عيوني. أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري. ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني. ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني. أحاولُ رسْمَ بلادٍ... تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني 3 أحاول رسم مدينةِ حبٍ... تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ... فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ... 4 رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا... ولافائدهْ... فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ... وكلُ النساءِ لهنّ إذا ما تعرّينَ رائحةٌ واحدهْ... وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ. 5 أحاول منذ البداياتِ... أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ... رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما. رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ... 6 أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها. فبعضُ القصائدِ قبْرٌ، وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ. وواعدتُ آخِرَ أنْثى... ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ... 7 أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ... وأنفُضَ عني غُباري. وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ... أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ... وداعا قريشٌ... وداعا كليبٌ... وداعا مُضَرْ... 8 أحاول رسْمَ بلادٍ تُسمّى مجازا بلادَ العربْ سريري بها ثابتٌ ورأسي بها ثابتٌ لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ... ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي. ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ... 9 أحاول منذ الطفولةِ فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ... ليستقبلَ العاشقينْ... وألغيتُ كل الحروب القديمةِ... بين الرجال...وبين النساءْ... وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ... وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ... ولكنهم...أغلقوا فندقي... وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ... وطُهْرِ العربْ... وإرثِ العربْ... فيا لَلعجبْ!! 10 أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟ أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي وأسبحَ ضد مياه الزمنْ... وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا، وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ. أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ... وبين نُهور اللبنْ... وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي فلا قمرٌ في سماءِ أريحا... ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ... ولا قهوةٌ في عَدَنْ... 11 أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ... وأزرعَ نخلا... ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ... أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!! 12 أحاول سيدتي أن أحبّكِ... خارجَ كلِ الطقوسْ... وخارج كل النصوصْ... وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ أحاول سيدتي أن أحبّكِ... في أي منفى ذهبت إليه... لأشعرَ حين أضمّكِ يوما لصدري بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ... 13 أحاول مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ تحدّث عن أنبياء العربْ. وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ... فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ... فيا لَلعجبْ!! ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء... وبين الرُطَبْ... فيا لَلعجبْ!! ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ... لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي... وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي... وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ... فيا لَلعجبْ!! 14 أنا منذ خمسينَ عاما، أراقبُ حال العربْ. وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ... وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ... وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا ولا يهضمونْ... 15 أنا منذ خمسينَ عاما أحاولُ رسمَ بلادٍ تُسمّى مجازا بلادَ العربْ رسمتُ بلون الشرايينِ حينا وحينا رسمت بلون الغضبْ. وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي: إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ... ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟ ومَن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتٌ... وليس لديهم بَنونْ... وليس هنالك حُزْنٌ، وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!! 16 أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ. رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ... رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ... وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ... فقتلى على شاشة التلفزهْ... وجرحى على شاشة التلفزهْ... ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ... 17 أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ نتابع أحداثهُ في المساءْ. فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟ 18 أنا...بعْدَ خمسين عاما أحاول تسجيل ما قد رأيتْ... رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ... ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ... ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!... |
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
|
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
|
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
|
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
|
رد: نــــــــــــــزاريــــــــــــــــات
قصيدة
صالحة لكل عصر ودهر ومأساة "عندما يسقط متعب ابن تعبان في امتحان حقوق الانسان" القاها الشاعر نزار قباني في مهرجان المربد الخامس في بغداد عام 1985 وقد احدثت ضجة كبيرة داخل الاوساط الادبية لجرأتها في حيناها ترى هل تنبأ نزار قباني بما سيمر بالعراقيين منذ ذلك الحين؟ الله أعلم الشاعر: نزار قبانى مواطنون دونما وطن مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن نحن بغايا العصر كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن نحن جوارى القصر يرسلوننا من حجرة لحجرة من قبضة لقبضة من مالك لمالك ومن وثن الى وثن نركض كالكلاب كل ليلة من عدن لطنجة ومن طنجة الى عدن نبحث عن قبيلة تقبلنا نبحث عن ستارة تسترنا وعن سكن....... وحولنا أولادنا احدودبت ظهورهم وشاخوا وهم يفتشون في المعاجم القديمة عن جنة نظيرة عن كذبة كبيرة ... كبيرة تدعى الوطن مواطنون نحن فى مدائن البكاء قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء حنطتنا معجونة بلحم كربلاء طعامنا ..شرابنا عاداتنا ..راياتنا زهورنا ..قبورنا جلودنا مختومة بختم كربلاء لا أحد يعرفنا فى هذه الصحراء لا نخلة.. ولا ناقة لا وتد ..ولا حجر لا هند ..لا عفراء أوراقنا مريبة أفكارنا غريبة أسماؤنا لا تشبه الأسماء فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا ولا الذين يشربون الدمع والشقاء معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننا مراقبون نحن فى المقهى ..وفى البيت وفى أرحام أمهاتنا حيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا يشرب من قهوتنا ينام فى فراشنا يعبث فى بريدنا ينكش فى أوراقنا يدخل فى أنوفنا يخرج من سعالنا لساننا ..مقطوع ورأسنا ..مقطوع وخبزنا مبلل بالخوف والدموع إذا تظلمنا إلى حامى الحمى قيل لنا : ممنـــوع وإذا تضرعنا إلى رب السما قيل لنا : ممنوع وإن هتفنا ..يا رسول الله كن فى عوننا يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة أو نكتب الوصية الأخيرة قبيل أن نموت شنقاً غيروا الموضوع يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية لا أحد من مضر ..أو من بنى ثقيف أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف زجاجة من دمه أو بوله الشريف لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة أهداك يوماً معطفاً أو قبعة يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا مهجرون من أمانينا وذكرياتنا عيوننا تخاف من أصواتنا حكامنا آلهة يجرى الدم لأزرق فى عروقهم ونحن نسل الجارية لا سادة الحجاز يعرفوننا ..ولا رعاع البادية ولا أبو الطيب يستضيفنا ..ولا أبو العتاهية إذا مضى طاغية سلمنا لطاغية مهاجرون نحن من مرافئ التعب لا أحد يريدنا من بحر بيروت إلى بحر العرب لا الفاطميون ..ولا القرامطة ولا المماليك …ولا البرامكة ولا الشياطين ..ولا الملائكة لا أحد يريدنا لا أحد يقرؤنا فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب لا أحد يقرؤنا فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب مسافرون نحن فى سفينة الأحزان قائدنا مرتزق وشيخنا قرصان مكومون داخل الأقفاص كالجرذان لا مرفأ يقبلنا لا حانة تقبلنا كل الجوازات التى نحملها أصدرها الشيطان كل الكتابات التى نكتبها لا تعجب السلطان مسافرون خارج الزمان والمكان مسافرون ضيعوا نقودهم ..وضيعوا متاعهم ضيعوا أبناءهم ..وضيعوا أسماءهم..وضيعوا إنتماءهم.. وضيعوا الإحساس بالأمان فلا بنو هاشم يعرفوننا ..ولا بنو قحطان ولا بنو ربيعة ..ولا بنو شيبان ولا بنو "لينين" يعرفوننا ..ولا بنو "ريجان" يا وطنى ..كل العصافير لها منازل إلا العصافير التى تحترف الحرية فهى تموت خارج الأوطان |
الساعة الآن 47 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية