منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصيدة النثر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=448)
-   -   كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=19905)

حياة شهد 23 / 04 / 2011 25 : 02 PM

كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
[frame="8 98"]

قصيدة النثر



.................


نجمة تترقرق بسماء الكتابة،


رحلة في أغوار النفس البشرية ،


و إبحار في صخب المشاعر ،


شفافية البوح،


الدمع الممتطي صهوة الكلمات،


الشعر المتحرر من كل القيود،


نيل الحروف المعطاء،


الينبوع الذي تنهل منه الروح و تتغذى منه النفس المتعبة .


......


قصيدة النثر الأسئلة المطروحة والتي تلح بقوة لإيجاد الأجوبة الشافية


قصيدة النثر تجربة متنوعة و متحررة نتجت عن رغبة الشاعر في استخراج الشعر من سياق النثر


تذهب سوزان برنار إلى أنها :


- «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».


لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.


وكما يقول أنسي الحاج:(أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم):


عن شروط قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية»


و الأسئلة :


- لو لم تحمل قصيدة النثر شعرية خاصة و إيقاع خاص يسحر الأذن المتلقية لما استمرت ؟


فيما معناه ان قصيدة النثر فعلا شعر متحرر من الأوزان و من كل القيود و من كل القوانين .


أليست الحرية بحد ذاتها قانوناً؟


الظهور الحقيقي لقصيدة النثر كان لدى الغرب بقوانينها و قواعدها و شروطها :


و من تم :


إلى متى سيبقى الغرب السباق لوضع القوانين و القواعد ... ؟


لماذا لا نحاول البحث و التقصي؟


كل زمان له ميزاته الخاصة و عباقرته و أساتذته و كل ما يضعه البشر قابل للحذف أو التعديل أو الإلغاء أو التجديد أو التطوير


ألا نملك نحن العرب ما يؤهلنا لخوض تجربتنا الخاصة في مجال قصيدة النثر ...؟


من خلال سن قواعدنا الخاصة التي تقدس حرية النفس البشرية خاصة ان اللغة العربية فيها ما يميزها عن كل اللغات


لغة ثرية بألفاظها و جمالية معانيها و مفرداتها الساحرة


لغة القرآن الكريم الذي لا تضاهيه لغة و لا تسابق ألفاظه ألفاظ


نملك نحن العرب من المقومات ما يجعلنا مدرسة قائمة بذاتها و أكبر دليل ذخيرتنا من الشعراء


و الدواوين الشعرية


ألم تكن الأوزارن الخليلية مدرسة استمر نتاجها لقرون ..؟


لكل حقبة تاريخية شعرها الخاص الذي يتماشى و ظروفها و إن كانت الأوزان الخليلية سيدة زمان ما فهي أيضا ليست مقدسة ....


قصيدة النثر التي برأينا هي الأرقى حالياً, كأسلوب يحمل نتاجاً فكرياً بشرياً جمعياً من خلال استناده على كل التقنيات الفنية, و من خلال مساحة الحرية التي تمتلكها هذه القصيدة, كان لا بد لها أن تبرز هذا التناقض و توحده ضمن جسد القصيدة.


نتيجة لكل ذلك :



ما دام أن الشعر إيقاع أولا و اخيرا فالعبرة إذا ليست بالأوزان و القيود إنما بشعرية القصيدة و إيقاعها الخاص و صورها الساحرة و فصولها و جرسها الموسيقي و مدى تأثيرها على نفسية الشاعر اولا ثم المتلقي و مدى اكتسابها لمقومات القصيدة الشعرية .


ورغم أن هناك من يعارض وجود مثل هذا النوع الادبي خصوصا رواد الشعر العمودي و التفعيلي إلا أن هذا اللون الأدبي الساحر قد فرض نفسه و بقوة على الساحة الشعرية العربية و وجد مكانته في نفوس الشعراء العرب و هي بذلك ليست بديلا عن أي جنس أدبي بل تقوم على مبدأ الاعتراف بالآخر .


................


و من هنا دعت الحاجة لفتح هذه الصفحة للحوار البناء و التشاور الجاد :


من اجل إرساء قواعد قصيدة النثر كما يراها الشاعر العربي الحر المتدفق شاعرية و حبا،


دعوة نوجهها لكل شعراء نور الادب الذين نتوسم فيهم إبداعا ليس له مثيل و حضورا قويا يثري الصفحة و يثري الموضوع


- ما رأيكم في قصيدة النثر كلون ادبي فرض نفسه و بقوة ...؟


- إلى أي مدى تستجيب قصيدة النثر لتطلعات الشاعر العربي ...؟


- إلى أي مدى يكون الشاعر حرا محلقا في كتابته لقصيدة النثر ؟


- ما هي الشروط و القواعد التي يمكن ان تحكم قصيدة النثر حسب رأيكم بغض النظر عن الأفكار الغربية ؟


- ما هو مستقبل قصيدة النثر العربية حسب رأيكم ؟


- ما هو مفهومكم لقصيدة النثر بكل شفافية ؟


ننتظر عباقرة هذا الزمان،


نبحث عن نتاج فكركم الحر و تفكيركم الصائب المبدع،


آراؤكم ليست مجرد آراء إنما تحليلات و دراسات نعتز بها و نفخر بها كعرب


لنساهم جميعا من أجل خدمة الكلمة الجميلة و النهوض بلغتنا العربية اجمل لغة و أثرى لغة


و قبل ذلك ننتظر دخول الشاعر الفذ المتذوق لقصيدة النثر
عبد الكريم سمعون
لوضع كلمته الافتتاحية و بصمته الراسخة .


بكل الود نستقبل آراءكم القيمة


و نشكركم على المرور الكريم .



[/frame]

ياسين عرعار 23 / 04 / 2011 22 : 03 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 

أختي و صديقتي الرائعة .. حياة أحمد بوتبان ( حياة شهد )
تحية عطرة ممزوجة بدم الشهداء ...


أخي الكريم و صديقي الرائع عبد الكريم سمعون
تحية ملؤها المودة و الأخوة ..


المبدعة الراقية الصاعدة الجريئة ( حياة شهد )..

وصلتني الدعوة ...
و حضرت لأستفيد من نهر بحثكم الراقي و أشرب
معكم فنجان قهوة على طريقتي الأدبية المتواضعة ..

تحية إكبار لجرأتك الأدبية يا ( حياة ) و خوضك لغمار
البحث في مثل هذه المسائل الأدبية الراقية ...
فأنت صوت أدبي واعد و متميز ..

و إني متأكد أن الأستاذ عبد الكريم سمعون بحر في
مجال (النثيرة) أو ( قصيدة النثر ) ... و سنستفيد منه إن شاء الله ..


سأكتفي هنا بالترحيب بكما ... و سأعود بإذن الله ...
لأضع وجهة نظري البسيطة أمام رأي المختصين و الباحثين ...
حجزت لنفسي مقعدا في الصف الأول .. و سأنتبه جيدا ...

-----------
تحيتي و تقديري لكما
و لكل المشاركين في هذا الموضوع .

أنتظر حضور الأستاذ محمد الصالح شرفية ... لينشط أيضا هذا الموضوع الهام ...
أملي أن يلتحق الأستاذ الرائع عبد الحافظ بخيت متولي
ليشرب معنا فنجان قهوة و يفيدنا أكثر حول قصيدة النثر .. إن شاء الله...

و أملي أيضا أن يلتحق الأستاذ الشاعر الممتاز ( رعد يكن ).. فهو
من الذين لهم أيضا رصيد واسع من المعلومات حول قصيدة ( النثر )

كذلك الأستاذة الشاعرة الناقدة ( دينا الطويل )..فهي شاعرة ممتازة
و معلوماتها واسعة أيضا في هذا المجال الأدبي .
.

قائمة الأدباء و المبدعين واسعة و حضورهم يشرفنا و يسعدنا
--------
تحيتي

عادل ابوعمر 23 / 04 / 2011 27 : 03 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
اولا تحية لك يا شهد على هذا الطرح القيم والأسلوب الراقي البليغ ..
عن نفسي أعتبر النثر فرع من فروع الشعر ولذا سمي قصيدة ومعلوم أن كلمة قصيدة في المطلق تدل على نص شعري ..
وفي رأيي أن النثر أيضًا يجب ألا يتحرر تماما من الوزن والقافية ما أمكن ليكون له الجرس المنتظم والموسيقى التي تميز الشعر مع اختلاف في التقيد بذلك عن الشعر العمودي والتفعيلة ..
هناك مقطوعات نثرية تفوق الشعر في الصور الجمالية والرقة والعذوبة والشاعرية ..
لذا أعتقد أن المبدع هو الأساس في توصيل ما يريد عبر حروف ومعاني وصور وموسيقى ووزن وتسلسل منطقي وبداية ونهاية جذابة ..
هذا انطباع أولي عن الموضوع وربما لي عودة معك فالموضوع هام ويعنيني بصفة شخصية لأني من عشاق قصيدة النثر ..
تحياتي وتقديري حياة .. وأرجو من الجميع المشاركة لإثراء الطرح ..

عبدالكريم سمعون 23 / 04 / 2011 14 : 04 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
حـــــــــــــياة شهد
كبارقة السماء تنسكب برهة وتستمر ما بين أزل وأبد ...
برهة دهرية ... تسكب الدهشة في الألباب .. مواكبة .. تطور .. إرتقاء .. بسرعة بارقة تخطف البصر وبخط بياني متصاعد لا يرى إلا إتجاه واحد الأعلى .
كانت فكرتك غاية في الروعة .. ودائما لكل هدف صانع ومؤسس وما الهدّاف إلا آخر أداة بيد الصانع لإيصال الهدف مرماه ..
بتروٍ .. بتمعن .. بتبصر .. ببساطة وفطرية وتلبيةً لإحتياجات العقل الإنساني والبشري ..بعيدا عن كافة الأنماط الأكاديمية المقولبة .. بعيدا عن كافة قصاصات الصحف والمجلات الغربية .. بعيدا عن ديماغوجيا المصطلحات الـ لا مفهومة .. سنكمل الرحلة ونتابع المشوار .. قصيدة النثر وآفاق أخرى .. ونحن ..
أستاذتي الشاعرة حياة شهد بكثير من الألق والروعة كان هطولك الهميّ السكوب هنا
جميع الإعجاب .. التقدير .. الامتنان .. العرفان .. لكـ ِ.
وأمنياتي أن أليق حيث وضعتني ..


كـــــــريمـ

عبدالكريم سمعون 23 / 04 / 2011 22 : 04 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
المثالية الحق لا تختلف عن المذهب الطبيعي الحق‘ لأن الطبيعة هي التي تسوق إلى التفكير في المثل الأعلى ‘وإلى تحقيقه بالتفكير فيه .



A.fouillee, L,idee...

عبدالكريم سمعون 23 / 04 / 2011 26 : 04 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
ياسين عرعار
سيدي وأستاذي وصديقي .. بفخر ..
عادل أبو عمر
صديقي وأستاذي وحبيبي.. بفخر ..
أنواركما أبهجت المكان وقلوبنا ...
تحايا وعبق الخزامى .

عبدالكريم سمعون 23 / 04 / 2011 37 : 04 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
نسير في حديقة منسقةٌ أشجارها .. مهذبة ورودها .. نستمتع .. نبتهج .. تتهلل بشائرنا بالفرح .
نمشي في الغابة بفوضة ألوانها وما يعترض طريقنا من أغصانها .. ولبلابها وأشواكها وطفيلياتها .. نشعر بسحر .. أننا نؤخذ من ذواتنا ..نُسرق من ساحة شعورنا ..
نحسُّ برهبةٍ .. بتوحد .. بتماهٍ ..
الفطرة هي إذاً ... أو ( يد الله فوق أيديهم )( ص)

كــــــــريمـ

حياة شهد 23 / 04 / 2011 51 : 04 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الوجود الراقي و الرفيع دائما
ياسين عرعار
أخي الغالي
وجودك هنا كالربيع تماما لصفحات انهكها الشتاء القاسي
و كنسمات تعيد الحياة في ليلة مكدرة بغبار آخر نهار
أستاذي الفاضل منكم نستفيد و ما نحن هنا
إلا لننهل من حديقتكم الغنَّاء
وجودكم له سحر خاص
فلا تحرمونا منه و من قلمكم البهي و من وجهة نظركم الغالية
تحياتي الخالصة

حياة شهد 23 / 04 / 2011 04 : 05 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الأخ القدير و الكريم
عادل أبو عمر
نشكر تواجدكم الجميل هنا
أول مداخلة و رأي سجل و انا أحترم رأيك جدا
و أنا معك فيما يخص القافية
فلو قلنا ان شعر التفعيلة يميزه عن الشعر العمودي الوزن و فقط
يمكن ان نستعين ببعض من القافية حتى تستقيم جمالية النص
و تعزف موسيقاه باحترافية تامة
تسلب الألباب
و تأسر النفس المتذوقة للشعر
صحيح هناك مقطوعات نثرية تفوق من حيث شعريتها و إيقاعها
ألوان الشعر الاخرى ذلك يرجع لانها وليدة بيئة شعرية
و متأتية من روح شاعرة
شكرا على رأيك البناء
و ننتظر منك المزيد
فلا تبخل
تحيتي

حياة شهد 23 / 04 / 2011 08 : 05 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
المتألق دائما
الشاعر الفذ المتذوق
عبد الكريم
صفحتك هذه و ننتظر منك إبحار و غوصا عميقين
في قصيدة النثر
حتى تجعل منها مدرسة حقيقية
منكم نتعلم ..... فأفيدونا
تقديري و احترامي

محمد الصالح الجزائري 23 / 04 / 2011 56 : 11 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
... هؤلاء الذين أحببتهم ..وكم توسّمتُ فيهم خيرا كثيرا... فسائل وُلدت كبيرة كبيرة...أسجّل حضوري وبكل اعتزاز..وأنتظر...شكرا لكل من مر..شكرا للشاعر الألق ياسين على دعوته...

عبدالكريم سمعون 24 / 04 / 2011 28 : 12 AM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
وهطول نوري البهجة بدري الألق يا أبتي الجزائري
ودعوتك تتردد على الشريط من الصباح
مطلق اليد والصلاحية لك أيها الأب المعلم
بالتدخل السريع والتصحيح وسد الخلل
فكن معنا وأنت تعلم أين أنت
في قلوبنا دوما

حياة شهد 24 / 04 / 2011 26 : 01 AM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
و ها أنا الآن اوجه لك ألف دعوة و دعوة
كي تُشَرِّف صفحتنا البسيطة هذه
و توقع بقلمك المبدع
أستاذنا و والدنا القدير محمد الصالح
حقا كما قال الاخ الفاضل عبد الكريم
نحن بحاجة لمداخلاتك القيمة و التي اكيد ستثري الموضوع
نريد نتاجا فكريا خاصا
وجهة نظر لأستاذ كبير
في الانتظار دائما .....
فائق التقدير و الاحترام

عبدالكريم سمعون 24 / 04 / 2011 23 : 12 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
(3)

تمهيـــــــد وإضاءة عامة :

بعيدا عن ديماغوجية المصطلحات اللا مفهومة وبأسلوب بسيط جدا وأمثلة من الواقع اليومي.. مبسطة وسهلة الفهم .. راجيا من الأساتذة الكبار التريث لمراحل متقدمة من البحث وعدم التعرض لردود من حيث الشواهد والجزئيات ..
فما نحن بصدد الحديث عنه هو قصيدة النثر .
وليس الإقتراب ولا المساس بكل ما هو مقدس أو مُعتنق أو مٌعتقد لدى أي إنسان .
********************
لطالما كانت النفس البشرية توّاقة لما يريحها..وتنشد السكينة والطمأنينة دوما .
منذ البدء حيث كانت الفطرة الأولى التي فطر المكوّن نفس الكائن عليها..
كانت الجامحة الأولى إرواء سغب هذا الكائن من مأكل ومشرب .
فكان إذا ما جاع امتدت يده الى طعام من ثمرات التقاط وجمع.. قاذفا بها في جوفه لإسكات تضّور معدة خاوية بغرائزية وفطرية بيولوجية ...
وبدأت رحلة الأقنعة..وبدأ الإدخار والإحتكار لتلبية نداءات الكسل .
لغاية بريستيجات هذه العصور المرهِقة والمتعبِة في إستغراقها بحد الطقس والتقليدية الجوفاء كوضع المنديل على يمين طبق الطعام أو شماله ..
وتستجير النفس البشرية من بروتوكولات الموائد إلى فوضى وحدة المطابخ وتناول الطعام باليد ولعق الأصابع بمتعة وشهية.أكثر .فلماذا ..؟
فلماذا يا فوضى الحواس تتمترسين خلف براقع النفاق ..؟
****************
سينبري هنا من يقول : أن الريتم والإيقاع أزلي البدء وهو من الضرورات القصوى للنفس البشرية ..
سأقول : هذا الكلام صحيح لكنه نداء احتياجات جسد قد يلبي أحيانا رغائب الروح وقد يكون نداء لجامحة غرائزية فطرية النشأة لكنه لا يماثل ولا يشابه ولا يرقى لنداء مخاض قلق العقل وبداية تشكله من المدركات المعرفية .
*****************
-فطرة النفس البشرية ما بين حقيقتها وعاداتها المكتسبة ..
مفهوم التربية : التربية برأيي المتواضع هي سلخ ما هو فطري وانتزاعه من النفس ..ولصق ما هو زائف وإلا لما كنا بحاجة لما ندعوه التربية وإلباس أنفسنا قشور تختلف من مكان ومجتمع لآخر ..
سيأتي هنا أيضا من يقول التربية ضرورة لازمة للمجتمع والمدنية .
وسأقول : بل هي ضرورة لازمة لإقناع أنفسنا بالأكاذيب والتصنع ولا أعني مشاكلة الحيوان ومشابهته في السلوك بل ما أعنيه هو التأنسن والتلاصق مع الذات والصدق في إبداء الملامح التي نضمرها دون قيد أو شرط إذا كانت لا تخدش أو تؤثر أو تتسبب في إيذاء أي كائن آخر .. مع الأخذ بعين الإعتبار أننا لا نناقش قضايا مجتمعية ودينية بمفهوم الحضارة والتطور والمدنية.. ما نحن بصدد تسليط النور عليه هو الشعر ومقدار كمية صدق الإحساس الشعري وتلازمها مع السلوك الشعري والفطري ..وهنا لا بد من الإشارة إلى نزوح وجنوح أغلب الشعراء إلى الطبيعة والعيش بعيدا عن السلوك المجتمعي الذي يعتبرونه مزيف من وجهة نظرهم الخاصة ..
******************
الشاعر : هو الكائن المتشكل من ماهية تتوسط عمود الكون أو ما سأدعوه سقف التلاقي..
وهذا المكان خاضع لمسألة النسبية لكل كائن ويمثل نهاية النهايات وغاية الغايات ونقطة التماس مع المكوِّن .. ومن هنا نستنتج بان الشاعر ماهيته من مادة الإحساس و بحالة من الضياع في متاهة التشرد ما بين كونه كائن أو مكِّون وحالة الصدق المطلق والتلاصق الذاتي مابين الذات من الداخل ووموضوعاتها من الخارج .
*******************
رحلة العبور من الحسيّات إلى العقليّات ومن عالم الحواس إلى عالم التجريد
فجميعنا بسنواتنا الأولى نتعلم الأعداد من كونها توصيف دلالي كمي لأشياء حسية كقولنا
قلم قلمان ثلاثة أقلام وبمحاكمة بسيطة ننتقل إلى مفهوم العدد المجرد .. واحد إثنان ..واحد ماذا ..
واحد إنسان واحد طاولة واحد كرسي واحد إلخ....
وبهذا التساؤل البسيط يبدأ الذهن أولى إشكالياته والعقل أولى مراحل تشكله من المعرفة .
وأعتقد أننا لو رجعنا إلى طفولتنا الأولى سنتذكر كيف كنّا .. فأنا شخصيا كنت أتخيل أن الله (حاشى لله جل وعلا ) ذو لحية بيضاء ويلبس لباسا أبيض ويجلس على كرسي ضخم ويحمل الكرسي أشخاص ما ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وعن كل ما يتصور في الأذهان والعقول ).
ومع بدايات تشكل مفهوم التجريد بدأت أعلم ما أعلمه عن الله سبحانه وتعالى وكيف أنزهه عن ماهو من حيثي أنا وأنفي صفاتهة التي تشابهني وتشاكلني كمخلوق وأثبت صفاته جل وعلا من حيث ماهيته هو والتي لا تدرك كنهها الأبصار والحواس والمدركات المخلوقة ولكننا نعقل بعقولنا ونتأمل بإفتكارنا على على ما يدل عليه سبحانه من آياته فنشير إليه بالألوهية .
ولهذا وصف العقل أنه ما عُقل أو عُبد به الله عز وجل ..
*******************
فلوعدنا لمثال الغابة والحديقة لوجدنا أن النفس ستميل وتهوى ما هو فطري وعفوي وبسيط وغير مركب .. ويصح أن ندعوه هنا الجوهر الفطري ..
وستجنح نحو الغابة بلا شك .. وقصيدة النثر ومنذ بدأتُ رحلة عشقي لها وأنا أدعوها الغابة .. قد يتهمني البعض بالهذيان والتخريف ولكن سأتابع هذياني حتى لو بقيت أسمعه وحدي .. وكل ما هو موزون ومقفى ينطبق عليه مثال الحديقة المنسقة ..
ذات الشجيرات المحسنة والمشذبة .. فالكثير يحبون الحدائق أكثر من الغابة وهذا لأن عامل التربية قد بدأ عندهم بمراحل العمر الأولى وباتت أقنعة المجتمع هي الناظم الأساس في تشكل الذائقة لديهم . ولو أنهم بظرف أو بآخر عادوا إلى الطبيعة فسرعان ما سيعود إليهم ماتخرب- جراء التربية والعادة المكتسبة الجمعية- من ميلهم للطبيعة والعفوية و البساطة.
أيضا نجد بأن الأشكال الهندسية إحتلت مكانة ها جدا في تشكيل ذائقة الإنسان وسيطرت على المفهوم العام للديكور والصناعات المختلفة بشكل عام لغاية أواسط القرن الماضي وعادت لتجنح ثانية نحو الفطرة الإنسانية فبدأت تتخذ أشكا عابثة وفوضوية من وجهة نظر الذائقة المجتمعية العامة وأما في حقيقة الأمر فما ندعوه الفوضى والعبثية هو الفطرة والأصل والنظام والناظم الكوني الطبيعي .. ويلاحظ الآن بشكل كبير أن الأنظار بدأت تضيق ذرعا بفكرة ما هو منسق ويتخذ الأشكال الهندسية والخطوط المستقيمة .. (يتسبب هذا بحالة الفراغ والخواء )
وذات الشيء طرأ على باقي الفنون مثل الرسم .. فلقد سئمت العيون منظر الشجرة والبيت والسفينة والأشرعة والبحر .. ونتيجة تطور العقل الجمعي بدأت العناصر تحدد ماهية اللوحة .. وهذا التطور هو الإرتقاء بأنفسنا مما هو زائف إلى ماهو إنساني حقيقي وبالتالي فطري ولذلك فإننا نتلقى لوحات بيكاسو مثلا بإحساسنا والحالات المتشكلة من جراء مشاهدتها وقد نقتصر على عدم التعليق والنطق لعجزنا عن ترجمة هذه الحالات المتشكلة في داخلنا .. وأشير هنا إلى أن كلمة عناصر ترجعنا إلى البساطة والعفوية فالعنصر هو الغير مركب وهو الأس لما هو مركب ومعقد.. وباتت بعض عناصر متداخلة فيما بينها تشكل اللوحة لتخاطب حواسنا عبورا إلى إحساسنا عائدة إلى حسواسنا كحالة شعورية ما .. ونقف أمامها بذهول ودهشة لدقائق من دون أن نتكلم ..ونطلق عنان المخيلة لتسرح بنا عبر مفازات أحلامنا وآلامنا وأحاسيسنا وذكرياتنا ووو.
أي بالمعنى الأدق والحرفي بات العقل البشري يضيق ذرعا بفكرة الشرح والتفسير والتوضيح ..والسبب في ذلك يعود أنه يختزن كل المفاهيم داخله يعني أحيانا نسمع كلمة واحدة تسرح بنا في مجاهل أنفسنا إلى ما شاء لها ذلك وعند إضافة كلمة أخرى لها نكون قد حدّيناها وحصرناها وضيقنا ووجهنا مفهومها .. كقولنا مثلا :سفينه معنى مطلق يأخذنا حيث شاءت مخيلتنا .. ولكن لو قلنا ( سفينة التايتنك )
سنكون إنتقلنا من المطلق إلى المحدد والذي هو سفينة محددة بذاتها لا غيرها .
************************
تمهيد وإضاءة ونعـــــــــــــود ..
والله ولي التوفيق
كــــريم \23\نيسان 2011


عادل سلطاني 24 / 04 / 2011 24 : 01 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أختي الفاضلة حياة أكبر فيك هذه الروح المبدعة الجريئة التواقة لخوض غمار النثيرة كجنس إبداعي يحاول أن يشق دربه نحو الفعل التأسيسي المحتذى ربما إذا أخذ الموضوع المتناول بجدية كان حدثا تأسيسيا إبداعيا تغييريا نحو الأفضل وأظنه النية كذلك من أجل استثمارالجهد بتظافر كل الرؤى الفكرية لكي تخرج في آخر المطاف هذا الجنس الأدبي القائم بذاته من عنق الزجاجة وليبدأ القائمون بطرح مسودة عمل من أجل ضبط برنامج تتحقق فيه الخطوات العلمية والمنهجية والعملية ليكون هذا الحدث الذي يجب أن يكون تغييريا تأسيسا علميا يضبط مسار سيرورة هذه الدراسة بعيدا عن الارتجال المعوق ليستطيع الباحثون في هذا المجال أن يحيطوا من خلال آرائهم بالظاهرة قيد البحث ويستطيعون فيما بعد أن يضيفوا بصمتهم الجديدة للتراكمات المعرفية العلمية التي أنجزت في هذا الشأن ...

تحياتي لكل من يهمه الأمر لوضع بصمته التي سيخلدها التاريخ وتحفظها الأيام

عبدالكريم سمعون 24 / 04 / 2011 12 : 06 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
توأم الروح وترب الفؤاد السلطاني أهلا بك
وبإطلالتك النورية ولباقة طرحك
أيها العاتري الحبيب

عبدالكريم سمعون 24 / 04 / 2011 50 : 06 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الأستاذة الأخت حياة شهد نعود إلى تسليط النور على الملامح الإبتدائية لقصيدة النثر .. بعد ما كان من محاولة توجيه الأنظار إليها بشكل عمومي ومبسط في التمهيد السابق ..
في مقال قديم لي بعنوان قصيدة النثر لا تريد إلغاء ما قبلها إنما تريد أن تبصر النور إقتطفت منه هذه الكلمات.عن موضوعنا هنا .

إنما هي عملية إبداع شعري ,أي جدل بين الوعي الإنساني الكائن في أعماق الإنسان مايسمى (الذات) وبين ما يقع خارجها أيا كان نوعه وشكله
أي الموضوع . وإن الذات أثناء تفاعلها مع موضوعها تحدث حركة جدل يتم من خلالها وعي الذات لموضوعها , وهنا يعبر الإنسان عن هذا الوعي بطرائق كتابية مختلفة , شعرا تاريخا فلسفة ً.. فنا..وغيرها .
إن الشعر ليس وصفا حسيا وتحليلا ـ كما يعتقد البعض ـ أن هذه مهمته الأساسية ويتهجمون على الحداثة الشعرية من زوايا ما أنزل الله بها من سلطان وإنما الشعر خلق ْ والخلق لا يلتزم بتراتبية مسبقة وإنما يخلق تراتبيته الخاصة به وهي نتاج جدل عميق بين الذات وموضوعها .


وأضيف أن الخيال هو ثمرة من ثمرات الواقع .. أي نحن نرى ونصف ولكن نحاول هنا أن نلبس هذا الموصوف جماليات خاصة من مخيلتنا .. والسبب في إبتعاد المخيلة عن الواقع أحيانا هو أن المخيلة تحتفظ بالصورة الملتقطة للواقع وتثبها بوقتها كما هي مضافا إليها حالتنا الشعورية وقتذاك .
مثال : يمر من سفح جبل قريتنا الجميلة نهر صغير يتشكل من مجموعة من الينابيع تتفتق من صخور بيضاء اللون ..ساحرة الجمال وتتوضع على جنبات هذا النهر أشجار دلب كبيرة جدا وشجيرات الدفلى والصفصاف .. ترافقان هذا المجرى البديع ..
كنت صغيرا أزور المكان يوميا وهو مغروس في الذاكرة والمخيلة والروح .. وحاليا لا أجرؤ على زيارة المكان لسبب أوحد هو : أنني لا أريد تشويه مخيلتي وذاكرتي بالتخريب الحاصل جراء هجوم الحضارة المزعومة .. وبعض من لا يعنيهم قطع الشجرة ولا دفن تلك الينابيع لزيادة بضعة أمتار على ملكيته المزعومة للأرض المجاورة ..
فلو أنني زرت المكان الآن سأقتل ما خبأت بذاكرة مخيلتي عن ذاك المكان الرائع .. وأستبدلها بإلتقاطة جديدة لا تمتّ للصورة الأولى بصلة.

ومن هنا تتشكل لدينا قناعة أنه لا خيال إلا من الواقع المحسوس الملموس ..

ونعـــــــــــــــود ..

عادل سلطاني 24 / 04 / 2011 58 : 07 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
إن هذا اللون الإبداعي أو الجنس النثروشعري كما أحبذ أن أسميه أو كما شاع مصطلحيا في أدبيات النقاد والمشتغلين في الحقول الإبداعية الأدبية على غرار النثيرة أو قصيدة النثر أو النثر الفني وغيرها من المسميات لهذا الجنس الإبداعي الذي أثبت وجوده على الساحة رغم حداثته الزمنية مقارنة بالأجناس السابقة ويبقى محل جدل محتدم بين المشتغلين والممارسين في أوساطنا الثقافية منذ ظهوره على السطح في أواسط القرن الماضي فمن المثقفين من تقبله كمظهر إبداعي واعترف به ومنهم من ناصبه العداء ولم يعترف به وفق الثنائية الصراعية ( قديم / حديث ) وتبقى إشكالية القديم والحديث والأصالة والحداثة من المظاهرالبارزة التي تبصم مشهدنا الثقافي على مستوى النقد والممارسة الإبداعية وفي نظري أن هذا الصراع عقيم غير ذي جدوى لماذا ؟ لأنه بصراحة ينضوي تحت دائرة التعصب الأعمى أو ما أصطلح تسميته العصبية النصية فمن المثقفين من يتعصب للشكل الخليلي العمودي ومنهم من يتعصب للشكل التفعيلي ومنهم من يتعصب للنثيرة وتبقى نظرية التعصب الشكلي لهذا الشكل أو ذاك سمة تكاد تغطي المشهد الثقافي ويبقى المشهد تعصبيا معوقا بدل المشهد المحتذى الذي يجب أن يكون حواريا حتى نتجاوز هذه المعضلة الشكلية إلى الاهتمام الجدي بجودة النص وإبداعيته ومدى صموده لتجاوز الواقع الصراعي ليعيد المبدع الفاعل الحقيقي إعادة تشكيل الواقع من جديد نصيا .
أما مستقبل هذا الجنس الشِّعْرُو نَثْرِيِّ يتوقف على مدى وعي ممارسيه وتحديهم للواقع لإعادة تشكيله من جديد من خلال نصوص مبدعة واعية قارئة تستحق أن نخلع عليها صفة الإبداع بعيدا عن نظرية التعصب الشكلي لهذا النص أو ذاك وهناك صراحة نصوص من هذا الجنس الإبداعي الأدبي مملوءة شعرا وإبداعا وجودة تعكس موهبة مبدعيها وحرفيتهم العالية.


تحياتي




حياة شهد 24 / 04 / 2011 52 : 09 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الأستاذ الفاضل و القدير
عادل سلطاني
الصفحة انارت بوجود قلمك المبدع
لك كل الشكر على الاهتمام
و على الرأي و المداخلة القيمة البناءة
دمت لنا فخرا
نحتاج إلى مثل هذه المداخلات أستاذي الفاضل
و إلى هطول أمطار إبداعك
تحياتي

حياة شهد 24 / 04 / 2011 21 : 10 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الأستاذ الفاضل عبد الكريم أشكر مداخلتك القيمة


الدراسة النفسية ضرورية و لها صلة وثيقة بحالة الإبداع


لأن الشعر و الكتابة عموما تعبر عن الحالة النفسية قبل كل شيء


و التي تسير بالشاعر نحو الإبداع خصوصا في حالاته اللاشعورية


إن كان مثلا في حالة الإحباط أو الغضب أو قلق أو خوف أو شوق إلى غير ذلك من الحالات التي


تدفعه للكتابة بشكل لاشعوري


أي ان الإبداع تجربة نفسية قوية ، نوع من الخروج عن الاستقرار النفسي و عن حالة الملل الفكري و الرتابة


النفس تكون في حالة فيض و انفلات و انبعاث


وبتلاشي هذه الحالة النفسية أو خمودها تتلاشى التجربة الإبداعية أو تخمد لفترات قد تطول أو تقصر بحسب دائما الحالة النفسية


فالنص الشعري أثر لغوي لتجربة شعورية



أما عن فكرة شعرية النص و التي أراها اهم شيء يتحكم في النص و يحدد طبيعته إن كان شعر أو نثر فيمكننا تفصيلها و تعريفها في مفردات بسيطة سهلة الاستيعاب


شعرية النص : هي نوع من الهزة الشعورية و التجاوب الوجداني المتكون من المتعة الذهنية او اللذة التي يبديها النص


فيشعر المتلقي من خلالها أنه يحلق عاليا و يعايش بروحه المحلقة أجواء القصيدة و كأنه يتجول بين سطورها


و لا يتأتى ذلك إلا من خلال الإثارة اللغوية المتنوعة و التي قد تدفع بالمتلقي إلى محاولة عيش تلك الحالة النفسية بتبني الأفكار و المشاعر و يعيش ظروفها كما لو كان هو كاتبها .



و يساهم في بناء شعرية القصيدة ان يكون الشاعر متمكنا من اللغة و يملك ثراءا لغويا يمكنه من التلاعب بالمفردات و استحداث الصور الشعرية الساحرة


كما انه غاليا ما يستعين بالطبيعة لتشكيل قصيدته و منحها جمالية خاصة تتراقص لها الأرواح و القلوب و تفتح النفس على ألوان الجمال


إضافة إلى عنصر الخيال :


فهو تصوير جديد للواقع ينفعل من خلاله المتخَيِل إنفعالا نفسيا لا فكريا و إن كان الشيء المتخَيَل كذب معناه ان الخيال هو اصطناع للفكرة .


ليس فقط القدرة على تشكيل صور الواقع بل يجب أن يتعدى الواقع الموضوعي إلى خلق واقع جديد و بعث الحياة من جديد و في هذا التجاوز يبتدئ الجانب الإبداعي للخيال و يتميز عن عمل الذاكرة و عن التقديم الحسي البارد للتجارب الشعرية .


لاحظ أبو القاسم الشابي أن " الخيال ضروري للإنسان و هذه أبسط معلومة يمكن أن يعرفها أي مثقف و كل شاعر .


و يقسم الخيال إلى قسمين، القسم الأوّل وهو ما أسماه "الخيال الشعري" لأنه يضرب بجذوره إلى أبعد غور في صميم الشعور أمّا القسم الثاني فقد أسماه "الخيال الصناعي" لأنه ضرب من الصناعات اللفظية ويسميه أيضاً "الخيال المجازي" لأنه مجاز على كل حال .

أما الإيقاع :
هو إعطاء النص الشعري نوع من الموسيقى الداخلية و الخارجية تأسر المتلقي باستعمال مختلف المحسنات البديعية من جناس و طباق إلى غير ذلك من تقنيات و فنيات الكتابة ( نتحدث عن الشعر عموما إنطلاقا من الشعر العمودي ).
و كل هذه العناصر نجدها في الشعر التقليدي كما نجدها أيضا في قصيدة النثر ( لا استعمال للمحسنات البديعية في قصيدة النثر ) مما يتضح أمامنا أن هذه الأخيرة أيضا تملك مقومات النص الشعري لا كما يدعي المعارضون لها أنها تقتصر( خاصة الإيقاع ) على الشعر التقليدي ... باعتبار أن قصيدة النثر تحتوي على موسيقى داخلية و هذه الموسيقى تختلف عن الإيقاع الذي حصروه كمما سبق القول في الشعر التقليدي العمودي و شعر التفعيلة ) .

عموما قصيدة النثر وجدت لتثبت نفسها كلون ادبي جميل يثري لغتنا و له متذوقوه تماما كغيره من الألوان الشعرية الاخرى .


و العبرة قبل كل شيء بجمالية النص و بالروح الإبداعية للشاعر و مدى قدرته على التأثير .

ياسين عرعار 25 / 04 / 2011 54 : 12 AM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سلطاني (المشاركة 115320)
أما مستقبل هذا الجنس الشِّعْرُو نَثْرِيِّ يتوقف على مدى وعي ممارسيه وتحديهم للواقع لإعادة تشكيله من جديد من خلال نصوص مبدعة واعية قارئة تستحق أن نخلع عليها صفة الإبداع بعيدا عن نظرية التعصب الشكلي لهذا النص أو ذاك وهناك صراحة نصوص من هذا الجنس الإبداعي الأدبي مملوءة شعرا وإبداعا وجودة تعكس موهبة مبدعيها وحرفيتهم العالية.

تحياتي



أخي عادل سلطاني .. مداخلتك استوقفتني كثيرا ..
- هل .. التعصب الشكلي ... حالة عابرة أم فرض قرار أم بحث عن هوية للنص أم هو جديد متجدد ؟؟؟
- هل ترى أن هذا الجنس مثلما أطلقتم عليه ( الشِّعْرُو نَثْرِي) خضرمة و عودة للنثر المسجوع الذي عرفه العرب قديما و لا أقصد النثر العادي ؟؟؟

---------
تحيتي

عادل سلطاني 25 / 04 / 2011 40 : 10 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
من أجل إثراء الموضوع ومن أجل منهجته منهجة علمية في محاولة للغوص في عمق هذه الظاهرة قيد الدراسة والبحث من أجل الإحاطة بها ووصفها وتفسيرها من خلال مشتملاتها وكشف ملابساتها وغموضها ارتأينا هذا التقديم قبل الإجابة على سؤالي شاعرنا الناقد ياسين عرعار الذين أراهما مستفزين جدا وصميمين وأرجو من الإخوة الراغبين في طرح مداخلاتهم أن تكون صميمة في صلب الظاهرة التي نحن بصدد التعريف بها ودراستها بموضوعية علمية بعيدا عن التعصب الخشبي المعوق .

مدخل

الشعر يطرق باب الروح والقلب دون استئذان كما شاء وأنى شاء وأين شاء حالة تتلبس الكينونة الوجدانية تتوسط الوعي والذهول تتجاوز الواقع لإعادة تشكيله وتجسيده بلغة الروح والقلب لها منطقها الكينوني الوجداني الخاص بعيدا عن لغة الأرقام .
حالة وجدانية طاغية تفرض كينونتها على الشاعر ليجد نفسه منخرطا في الممارسة الإبداعية بتلقائية عفوية ومسألة التحكم هنا تبقى جدلية أي من يتحكم في الآخر الشاعر أم القصيدة فالشاعر يتحكم في مسار القصيدة فارضا فلسفته ووعيه ورصيده المعرفي والقصيدة أيضا تتحكم بدورها في سياق العملية الإبداعية لتختار شكلها وموسيقاها فالشاعر لا يختار ويقرر لحظة المد الإبداعي ولحظة الصعق الشعوري ولحظة التجلي المبدعة أن يكتب مثلا قصيدة على بحر كذا فيها كذا وكذا أو يكتب نصا تفعيليا أو نثريا ، فالشعر كائن شعوري بالدرجة الأولى يتشكل في بؤرة اللاوعي ليطفو على سطح الوعي والشعر ليس عملا آليا ميكانيكيا أو عملا هندسيا وإنما هو حالة بنائية شكلية هيكلية وكينونة روحية داخل الهيكل الشعري أو ما يسمى شيوعا شكلا ، حيث تسري تلك الكينونة الجمالية والدلالية والقيمية في أوصال هذا الكائن الجميل الذي يسمى شعرا
إذا التحكم في سيرورة العملية الإبداعية الشعرية علاقة جدلية بين الشاعر والقصيدة ( النص)



- ماذا يعني الشعر ... وماذا تعني القصيدة ؟.


أما الشعر فهو مصطلح عام لممارسة هذا الفن خاض فيه المفكرون والفلاسفة والنقاد القدماء والمحدثون كثيرا وأسيل فيه حبر كثير فهوكل كلام موزون مقفى ذو غرض وموضوع وهو ديوان الإنسانية لأن كل الأمم مارسته فنجد شبه إجماع إنساني لا يخرج الشعركممارسة عن هذا المفهوم بعيدا عن التنظيرات النقدية المتفقة أحيانا والمتباعدة أخرى، ولا أجدني أخرج عن هذا المفهوم في عمومه للتمييز بين هذه الممارسة وبقية الأجناس الإبداعية الأدبية الأخرى رغم انفتاحها الكبير على بعضها بعضامن خلال ما يعرف بالتناص .
أما القصيدة فهي حالة من حالات الشعر وتمظهر من تمظهراته وشكل من أشكاله .

كيف نميز بين الخاطرة وقصيدة النثر؟

أما التمييز بين الخاطرة وقصيدة النثر أو مايصطلح عليه نُثَيْرَةً
لابد من تعقب هذا التمييز من المصطلحين فالخاطرة مشتقة من خطر يخطر خاطرا أي كل ما جال واعتمل داخل الذات الآدمية عموما من هواجس وأفكار ومشاعر وذكريات وآمال وآلام وأشياء أخرى وفي الذات الشاعرة بوجه خاص وينضوي تحت هذا المسمى المصطلحي كل ما طرأ على هذه الذات المبدعة وحرك هواجسها البوحية المبدعة لتطفو على سطح الممارسة الإبداعية ولا يخرج مفهوم الخاطرة عن مفهوم النثر في عمومه إلا أن الخاطرة تشكل جنسا نثريا قائما بذاته له ممارسوه ومتلقوه ومتذوقوه على الساحة الإبداعية العالمية وتلتقي الخاطرة بالنثيرة في نقطة تقاطع جامعة هي النثر وقصيدة النثر أو النثيرة هي جنس أدبي ظهر على سطح الممارسة العالمية الإنسانية في الغرب أي أن النثيرة حدث أدبي غربي حديث ظهر في بدايات القرن الماضي طارئ وافد على مجتمعاتنا في وطننا الكبير له مسوغاته الموضوعية والذاتية والسياقية الحضارية والثقافية والفكرية التي أدت إلى ظهوره كممارسة مبدعة في الغرب أما في وطننا الكبير فإن ممارسة هذا الفن تعتبر محض تقليد في البداية إلا أن التأسيس لهذا الجنس الأدبي الإبداعي أخذ ينحو منحى نحو بلورته وإرساء دعائمه على مستوى الممارسة والتأصيل.
وفي رأيي الخاص تعتبر النثيرة جنسا هجينا بين الشعر والنثر له شكل النثر ومظهره وترابطه وفنية الشعر وشعريته وأشاطر البعض ممن يطلقون مصطلح النثر الفني على هذا الجنس المستقل على مستوى الممارسة الإبداعية فهذا الجنس المتميز له شكل النثر وروح الشعر إلا أنهما يختلفان من حيث البنية الشكلية والدلالية وتلتقي النثيرة بالخاطرة في نقطة جامعة كما أسلفت هي النثر في مفهومه العام لينضوي الجنسان تحت مظلته في آخر المطاف وهناك من يخلط بين المصطلحين ولايفرق بينهما فالخاطرة تكتب كما الرسالة والنثيرة تعتمد طريقة السطر المنتهجة في الشعر التفعيلي .

تحياتي

حياة شهد 25 / 04 / 2011 27 : 11 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
أوردت الموسوعة العربية العالمية تعريفا جمعت فيه مختلف تعاريف أنصار قصيدة النثر :
جنس فني يستكشف ما في لغة النثر من قيم شعرية، و يستغلها لخلق مناخ يعبر عن تجربة و معاناة ، من خلال صور شعرية عريضة تتوافر فيها الشفافية و الكثافة في آن واحد، و تعوض انعدام الوزن التقليدي فيها بإيقاعات التوازن و الاختلاف و التماثل و التناظر معتمدةو على الجملة و تموجاتها الصوتية بموسيقى صياغية تحس و لا تقاس ...
في المفهوم القديم قصيدة النثر لا وزن فيها و لا قافية رغم أني أحبذ كرأي شخصي ( بما أننا بصدد إجراء دراسة و التي من خلالها نود إلقاء الضوء على قصيدة النثر ليس فقط من حيث نشأتها الأولى و تطورها خلال الفترات السابقة إنما من أجل تطويرها و بعثها بشكل جديد قد يخدمها أكثر ) أن يحذف شرط انعدام القافية و جعل الموضوع اختياري يعود لرغبة الشاعر في توظيفها أحيانا و هذا لا يفقدها في اعتقادي شيئا من ميزاتها و لا يجعلها تتداخل مع غيرها من الألوان الشعرية الأخرى على اعتبار أن الشعر العمودي و التفعيلي كلاهما شعر موزون و يختلفان من حيث وجوب القافية .
الشاعر يرسم أجواء قصيدته وفق منظوماته الخاصة وحسب متطلباتمنطقه الخاص، بخياله الخاص، بلغته الخاصة، بصوره الخاصة، بتموجاته الخاصة،بتدفقاته الشعرية الخاصة بحالاته اللاشعورية و الشعورية الخاصة
لكل شاعر عالمه الخاص الذي لا يضاهيه أحد فيه.
على المرء أن يقرأ القصيدة وأن يتمتع بما فيها من سحر وقدرة على بعث الدهشة في النفس البشرية وأن يتقبلها كما يتقبل لوحات (بيكاسو). قف أمامها متأملا صامتا خاشعا. قف أمامها ولا تكلف نفسك مشقة السؤال لماذا وكيف
وممكن أن تختصر خصائصها القديمة و التي أرى انه يجب تطويرها فيما يلي :
1- الإيجاز: الكثافة
2- التوهج: الإشراق
3- المجانية : اللازمنية
بعض من أقوال المشاهير فيها :
أ – توفيق الحكيم
ولقد أغراني هذا الفن الجديد في السنوات العشرين من هذا القرن وأنا في باريس بالشروع في المحاولة، فكتبت بضع قصائد شعرية نثرية من هذا النوع، وهو لا يتقيد بنظم ولا بقالب معروف .
ب - حسين عفيف
قصيد النثر يجري وفــــق قوالــــب عفويــــة يصبها ويستنفــدها أولا بأول، لا يتوخى موسيقى الوزن ولكنه يستمد نغمته من ذات نفسه. لا يشرح ومع ذلك يوحي عبر إيجازه بمعان لم يقلها، ليس كشعر القصيد ولا كنثر المقال ولكنه أسلوب ثالث .
ج – أنسي الحاج
هل يمكن أن نخرج من النثر قصيدة ؟ أجل، فالنظم ليس هو الفرق الحقيقي بين النثر والشعر. لقد قدمت جميع التراثات الحية شعرا عظيما في النثر، ولا تزال. وما دام الشعر لا يعرف بالوزن والقافية، فليس ما يمنع أن يتألف من النثر شعر، ومن شعر النثر قصيدة نثر .
د - جبران خليل جبران
إن الوزن والقافية قيدان على الإبداع، وأنا بنفسي سوف أبدأ في التخلص من هذه القيود، وأكتب شعرًا يلائم الواقع الذي أعيش ..
*** درج معظم شعراء العصر الحديث على تسميتها ب (( قصيد )) وليس (( قصيدة )) وذلك للتميز بينها وبين قصيدة الشعر ..



عبدالكريم سمعون 26 / 04 / 2011 35 : 07 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الأستاذة الأخت حياة ورفيقة درب النجاح بإذن الله ..سأقتطف هذه الثمرة اليانعة والتي كانت زبدة كلامك الثمين والعميق ..
و العبرة قبل كل شيء بجمالية النص و بالروح الإبداعية للشاعر و مدى قدرته على التأثير .
وأعود لإقتطاف ماانصبت عليه ذائقة أستاذي الصديق الشاعر القدير ياسين عرعار من أقوال ..الرائع الذي أثرى بفلذاته هذا الحوار الشاعر القدير عادل سلطاني ..
أما مستقبل هذا الجنس الشِّعْرُو نَثْرِيِّ يتوقف على مدى وعي ممارسيه وتحديهم للواقع لإعادة تشكيله من جديد من خلال نصوص مبدعة واعية قارئة تستحق أن نخلع عليها صفة الإبداع بعيدا عن نظرية التعصب الشكلي لهذا النص أو ذاك وهناك صراحة نصوص من هذا الجنس الإبداعي الأدبي مملوءة شعرا وإبداعا وجودة تعكس موهبة مبدعيها وحرفيتهم العالية.
وأرى هنا ذات الفكرة والإجماع عليها وإنني برأيي المتواضع أيضا أدعمها بقوة وقناعة .. وهذا من المسلمات في رأيي ..
ولكن يا يارفاق الدرب .. كيف نقوم بوضع مقومات ولن أقول قوانين .. لقصيدة النثر .. كيف نعلمها لو أراد أن يتعلمها أحد .. ولقد كانت غايتنا الأولى من فتح هذا الحوار هي : الإضاءة على ملامح قصيدة النثر .. وشرح المقومات التي ذكرتها الأستاذة حياة .. في مداخلتها السابقة .. فنحن نقول .. التكثيف أوالإنزياح
كيف نشرح وببساطة هذين المفهومين لمن يريد التعلم ..ما من أحد عاجز .. وخلال ساعتين أن يجمع كل ماقيل بخصوص قصيدة النثر .. ولا أشك أبدا أن أغلب من يكتبوها يحفظون كل ما قيل عنها .. وبالنسبة لي كنت قد حفظته بالسابق والآن أحاول نسيانه ..لأنني أبحث عن ما يريح نفسي ويعبّر ويترجم ما يجول بخاطري ومشاعري

بأعلى درجات الترجمه ..
ولذلك بدأت بذاك التمهيد الطويل .. للوصل إلأى نتائج ..
وسأرجو الجميع هنا أن نطرح كل واحدة من مقومات قصيدة النثر ويدلي كل منا برأيه ومفهومه الشخصي وكيف يمارسها هو ..
وبإيجاز قدر الإمكان وبأبسط الكلمات والأمثلة ..
وأقترح أن نبدأ بالتكثيف .. وماذا يعني التكثيف .. ؟؟



حياة شهد 26 / 04 / 2011 10 : 08 PM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
أخي الفاضل عبد الكريم
هذا ما كنت أفكر فيه تماما
الفكرة راودتني بمجرد كتابتي للموضوع
لكن قبل ذلك أرى انه من الأفضل أن يحاول كل شخص
أن يضع تعريفا بسيطا لقصيدة النثر من وجهة نظره الشخصية
أقول بسيطا حتى وإن كان سطحيا،
الآراء و المفاهيم أكيد ستختلف حسب نظرة كل واحد لقصيدة النثر
و حسب مفهومه الشخصي
من خلال التعريفات
ستتضع معالم قصيدة النثر و مقوماتها بطريقة بسيطة
الهدف من ذلك أن نوحد توجهاتنا و طريقة تفكيرنا بخصوص الموضوع
و حتى ننطلق فيما بعد من نفس الفكرة
بدراسة قواعدها و شروطها و مقوماتها
بالطريقة التي أشرت أنت إليها
لأن المصطلحات الواردة مثل التكثيف صعبة الفهم
و تحتاج لشرح عميق و مداخلات و آراء
لنصل في النهاية للمفهوم الشامل
لجميع العناصر
و هو المراد

عبدالكريم سمعون 27 / 04 / 2011 57 : 02 AM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
الأخت الشاعرة حياة تحية طيبة وأسعد الله أوقاتك بكل الخير ..
إقتراحك جميل وسأبدأ بتعريفي لقصيدة النثر :
أو بالأحرى هو ليس تعريفا وأنا شخصيا لا أؤمن بتعريف قصيدة النثر وهذا من أسباب عشقي لها .. هو توصيف لما أشعر حيالها ليس أكثر ..
هـــــــــــــــــــي:
أعلى درجات الأمانة في ترجمة إحساسي ونقل حالتي الشعورية إلى الآخر بواسطة الحرف ...
وأضيف شرح بسيط :
هي تثبيت لذاكرة الإحساس وتوثيقها بالكلمات التي توصّف الحالة الشعورية الآنية اللحظية .. وبقاء الدفقة الشعورية المترجمة كما هي دون المساس والفبركة و التحسين والتشذيب .. ودون إدخالها مصانع القولبة والرتوش .. فيخالجها أثناء هذه العمليات .. زيف وفقدان لتوّهج الإحساس المنفعل أثناء عملية الترجمة الأولى لحظة ولادة الدفقة الشعورية العفوية المنشأ ..
وبالنسبة لي شخصيا قد أبقى عاما كاملا لا أستطيع كتابة قصيدة نثر واحدة .. وقد أكتب عشر قصائد أو أكثر في يوم واحد ..
وهي بالنسبة لي تظهر لوني وحالتي بسهولة أي تفضحني ولا أقوى على التستر وإخفاء حالتي لحظة كتابتها ..
وبالمقابل أستطيع تطبيق عشرات قصائد العمود بيوم واحد ..
ومن هنا سأضيف مقوّمة أساسية وهامة جدا من مقومات قصيدة النثر وأرجو تثبيتها وتوثيقها وبرهانها واضح وجلي وبادٍ للعيان أو بالأحرى هي من مواصفاتها ..
وهـــــــــــــــــــي :
إن قصيدة النثر لا تصلح للمناسبات ..
فالشاعر لا يستطيع أن يتخذ قرار لكتابتها ..
هـــــــــــــــــي : بارقة أشبه بومضة السماء لا نستطيع التحكم بمسارها ووقتها ..
وسأعود فيما بعد لتفصيل وتحليل كلماتي حرفيا ..



كــــــــــريمـ

حياة شهد 29 / 04 / 2011 56 : 12 AM

رد: كـــريم سمعون \\\\ حــــياة شهد \\ قصيدة النثر وآفاق أخرى ...
 
أخي الفاضل عبد الكريم أشكر مداخلتك القيمة ....
قبل أن أحاول إعطاء تعريف شخصي لقصيدة النثر أود أولا تعريف الشعر بصفة عامة :

مفهوم الشعر :

أصدق تعبير و ترجمة لحظية للاشعور المتدفق في لحظةانفعالية أقرب إلى اللاوعي منها إلى الوعي تتزامن و الحالة النفسية الشعورية المكهربة للشاعر، أي هو الصياغة اللغوية أو تشكيل هذه التجربة الانفعالية في صورة كلمات لها موسيقاها الخاصة المضبوطة ليس وزنا و إنما إيقاعا و حركية غايتها إعطاء دفقة شعورية تتمثل مهمتها الأساسية في التخلص من حالة الإرهاق النفسي و الرجوع بالنفس لحالتها الطبيعية من الهدوء و السكينة .

و هو الجسر الواصل بين الكاتب الشاعر و بين المتلقي لكن الفرق الجوهري بينهما هوأنّ الكاتب يدرك حالة القلق أو التوتر قبل هذه الدفقة الشعورية, بينما لدىالمتلقي تأتي بعد استقبال هذه الدفقة.
فالشعر بهذا المعنى هو :

الصورة اللغوية للانفعال ، هذا الانفعال الذي يصنع من الشاعر مبدعا .
فالأفكار تتجرد عنده جزئيا من الواقع لتصبح شكلا من أشكال العمل التخيلي، و بالتالي عملية استجلاء الصورة المتخيلة و ترجمتها في كلمات لها تأثير قوي على نفسية المتلقي هو الدليل على قوة القصيدة الشعرية
فالشعر هو استكشاف لمكنونات الذات التي ربما تكون مجهولة أو مختفية وراء اللاشعور الذي يجعل الإنسان يشعر بنوع من الكآبة و الحزن و القلق دون معرفة المصدر فالشاعر في اعتقادي أوفر حظا بامتلاكه إرث لغوي و لغة شعرية قد ترسو به بميناء الصحة النفسية .

و بالتالي هو تجاوز للواقع و هروب منه إلى الخيال الجزئي ..

في اعتقادي قصيدة النثر لا تحتاج إلى تعريف نظري كغيرها من الألوان الأدبية و إلا سيصيبها بالشلل و الجمود بل يمكن إعطاء تعريفات كثيرة و متعددة لا تخرج عن كونها لون شعري بما في كلمة شعر من معنى و دلالة .
سنتركها حرة طليقة تسبح في عالمها الحر و على العكس من ذلك نتناول بعض العيوب التي قد تخرج بها عن المحتوى الشعري و الإبداعي و تشل حركتها الجمالية .
و منها المباشرة في الشعر مثلا و السرد و الإطالة ... إلى غير ذلك من العيوب التي ستتضح من خلال المعالجة و التمحيص و الاستنتاج .

بعيدا عن التعريفات النظرية يمكن إعطاء تعريفات لقصيدة النثر إنطلاقا من التوجه الخاص بكل شاعر و انطلاقا من الدفقات الشعرية الخاصة به :

فقصيدة النثر في مفهومي الخاص :

-نهر يسيل على ضفاف الروح،

-سطوة الكلمات الساحرة،

-عزف متقن على أوتار الروح الشفافة،

-عالمي الخاص الحر الذي أسبح فيه بكل حرية دون تقييد، التقييد الوحيد الدفقات الشعورية التي تقيد الحواس،

-حالة القلق و الحزن و الهياج النفسي الذي يجعل الروح تنخرط في بكاء شعري ، حالة التفريغ هذه تزرع نوع من السكينة و الهدوء فيشعر الشاعر كأنه يبكي بكاء صامت على الأوراق و الصفحات، دموعه تهطل في شكل حروف وكلمات لها لحنها الخاص و تأثيرها الخاص و سحرها الخاص .

-بوح شفيف بمكنونات الذات الشاعرة و هو بذلك يختلف عن البوح العادي من خلال توظيفه لكلمات تحمل بين طياتها شعرية خاصة تغرز مباشرة في نفس المتلقي فيشعر خلالها بنوع من النشوة و اللذة النفسية .

-انقشاع تدريجي لغيمة شعورية عابرة تتولد في اللاشعور و تترجم في شكل مقطوعات موسيقية حسية تدرك بالحواس .

-يكون الشاعر في انسجام تام مع ذاته و شاعريته مفصول عن حالة الإدراك التام يعيش في عالم خاص عالم يغلب عليه عنصر الخيال .

و لنا عودة بعد مداخلات الأساتذة الكرام ...


الساعة الآن 29 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية