منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   علم التغذية وقاموس الفيتامينات والحمية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=141)
-   -   علم التغذية (10) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=2161)

وفاء النجار 10 / 01 / 2008 20 : 08 AM

علم التغذية (1)
 
[frame="15 98"]


الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي


الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى




تشمل الحبوب كل من الشعير والقمح والذرة، وتكتسي نفس الأهمية من الناحية الغذائية، كما تدخل في إطار التنوع والتكامل الغذائي. والحبوب هي الأًصل في التغذية بالنسبة للإنسان وليست اللحوم، كما قد يزعم الطب الحديث. ولم تظهر الأمراض المزمنة المستعصية على العلاج الطبي إلا مؤخرا، لما اختل ميزان التغذية، وكان هذا الاختلال أن بطل الناس الحبوب، وأصبحوا يتغذوا على اللحوم. والرجوع إلى الحبوب ربما يعود بالأمور إلى أصلها، والأكيد أن لا علاج مع التمادي في عدم احترام ميزان التغذية. وربما يكون العلاج أحسن بالنسبة للذين أصيبوا بهذه الأمراض، لو يرجعوا للنظام الغذائي السليم، الذي يرتكز على الحبوب وزيت الزيتون والفواكه وكذلك بعض الخضر.
وتناول الشعير ضروري للجسم لكن الناس يهملونه، وكذلك تناول الذرة، لكن الذرة البلدية المحلية وليست الذرة المستوردة، والذرة تستهلك كما تستهلك الحبوب، أي إما على شكل خبز أو حساء أو كسكس. ولا يقبل استهلاك الذرة المشوية على شكل بوب كورن. أما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة، فالشعير هو المادة الوحيدة التي توافق كل الأمراض، ما عدا المصابين بإسهال سيلياك. أما أصحاب السكري والسرطان فالشعير يصبح من الضروريات التي تساعد على عدم تقدم المرض.
والشعير يستهلك على عدة أشكال، إما خبز مخمر، أو كسكس، أو حساء مع الحليب والسمن، أو الزبدة البلدية الطبيعية، أو لمن لا يجد هذه المواد زيت الزيتون. ونلاحظ أن النظام الغذائي، الذي كان يتبعه أجدادنا يوافق النظام السليم في التغذية. ونلاحظ كذلك أن ظهور الأنيميا أو نقص في الفايتمينات و الأملاح المعدنية، لم يكن معروفا بتاتا من قبل. ويرجع ذلك لتنوع الأغذية وتكاملها. والشعير قد يستهلك مع لبن الخض - اللبن المخمر- وهي أسمى وجبة غذائية في علم الحمية، ويطلق عليها اسم السيكوك في المغرب، ولا ندري من أين أتى هذا المصطلح رغم بحثنا في الموضوع. والسيكوك هو كسكس الشعير المطهي بالبخار بنفس الطريقة التي يحضر بها الكسكس العادي، لكن عوض المرق، يصب عليه لبن الخض المخمر ويؤكل. وهي الوجبة التي كانت أكثر استهلاكا في السنة، لأنها موسمية وتكون في فصل الربيع وبداية فصل الصيف حيث يكثر اللبن، وتمتد الفترة من شهر مارس تقريبا إلى شهر يوليوز، وفي هذه الفترة تكون الحرارة مرتفعة، ويكون العمل شاقا، لأنه فصل الاعتناء بالحقول وجمع الغلة، ويحتاج الناس إلى منعشات ومغذيات في نفس الوقت، وهو ما كانوا يجدونه في وجبة السيكوك.
ونفس الأشكال كانت تستهلك عليها الذرة البلدية، التي كانت تسد حاجة جل سكان البادية، واستهلاك الذرة كان يبدأ من شهر شتنبر إلى شهر ابريل، بعده يبدأ استهلاك الشعير، والذرة كانت طعام المؤنة في البادية، وكذلك الشعير، والمؤنة هي إطعام الشغالين في الحقول أثناء موسم الحصاد على الخصوص، لما كانت تستعمل اليد العاملة بدل الآلات الفلاحية، ولم يكن معروفا طعام غير وجبة السيكوك، وغالبا ما يكون بالذرة، وفي غياب الذرة يستعمل الشعير. واستهلاك الذرة بالنسبة للأطفال كان جاريا وعاديا. ولذلك لم تكن الأمراض المترتبة عن التغذية كالأنيميا والسيلياك والحساسية ونقص النمو ونقص التركيز معروفة. والذرة تحتوي على عوامل النمو بالنسبة للأطفال، وهناك مكونات غذائية للطفل لا يمكن الاستغناء عنها.
ولم تعد جودة القمح كما يعلمها الناس، أو كما قد ينصح بها بعض المهتمين بالتغذية الطبيعية. فالبلدان العربية على الخصوص تستورد القمح بنوعيه الطري والصلب، ويعتبر القمح الصلب أعلى درجة من القمح الطري، وترتفع نسبة البروتينات بالقمح الصلب بالمقارنة مع القمح الطري، بينما يرتفع النشا في هذا الأخير. والقمح يستهلك لأن لا غنى عنه، وجودة القمح المستورد ليست عالية، ولذلك نتحفظ عن استخراج نبتة القمح من هذا النوع من القمح. ويجب ألا يكون هناك تسرع لأن هذا التسرع هو الذي أدى إلى بعض الكوارث، ومنها الضجة التي أحدثها الاسبانخ كمصدر للحديد، حتى بلغ الأمر إلى بعض الكرتونات للأطفال في السينما، لحت الأطفال على تناول الإسبانخ، ولو نصحوا الناس بتناول البطاطا الحلوة لكان أحسن. ولو كان القمح طبيعيا كما كان من قبل، لنصحنا بنبتة القمح، واستعمالها لأغراض علاجية. والقمح المحلي أصابه كذلك تغيير لأن البذور مستوردة، ولا نأمن هذه الحبوب بالنسبة لنبتة القمح، لأن هذه النبتة يجب أن تكون من حبوب خالية من المبيدات، ولم يصبها انتقاء جيني أو تغيير وراثي. وكل من يتكلم عن علم التغذية يجب أن يكون باحثا في الميدان، وليس باحثا في المعطيات، فربما كانت بعض المواد سامة ومضرة بسبب تقنيات الإنتاج، لكنها تظهر مفيدة في الكتب أو المنشورات.
يتبع بإذن الله عز وجل .
الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )



[/frame]

وفاء النجار 12 / 01 / 2008 33 : 11 AM

علم التغذية (2)
 
[frame="15 98"]


الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي

الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى


واستهلاك القمح المعهود هو على شكل خبائز أو كسكس، وربما يكون على شكل مكرونات. وكانت بعض الأشكال الأخرى التي أخذت تندثر وهي أرقى الأشكال التي يجب أن يستهلك عليها القمح، وهذه الأشكال كانت في كل الدول العربية، لأن التغذية العربية كانت موحدة وموروثة ونابعة من أصل واحد. ونستسمح لكل الإخوة في البلدان العربية على إعطاء بعض المصطلحات المحلية. ونذكر من بين الوجبات التي كانت تحضر من القمح الصلب على الخصوص لأنه كان موجودا بكثرة وبشتى أنواعه، إذ كان هناك خمسة وستون نوعا من القمح إبان فترة الاستعمار، ويوجد منها عينات بالمتحف الفرنسي بباريس. وقد أصبح تحضير هذه الوجبات ناذرا إلا في الأرياف المغربية والمناطق الجبلية على الخصوص. وهذه الوجبات هي الحساء، والكسكس والخبز. وقد كان القمح يستهلك على أشكال عديدة من ذي قبل. وأهم الأشكال التي كان يستهلك عليها القمح، والتي كانت سائدة في المجتمعات القديمة، نجد القمح المنقوع في الماء ونبتة القمح، وهذا الشكل من أسمى ما يمكن أن يستهلك عليه القمح، لأن نقع الحبوب في الماء لمدة تفوق اليومين، يجعل القمح ينتفخ ويمتص الماء من حيث تبدأ الأنزيمات في نشاطها، نظرا لوجود النشاط المائي الملائم، وحيث تبدأ الأنزيمات في النشاط، تأخذ المكونات في التحول، من حيث تعمل المالطيز على حل النشا، والليبيز على حل الدهنبات الموجودة في النبتة، وكذلك الأكسيديز والكطليز، وترتفع الفايتمينات، وتحرر الأملاح المعدنية تحت تأثير الفيتاز. وكل هذه التحولات تجعل القمح يتحول من غذاء إلى غذاء ودواء. وقد تطهى الحبوب بعدما تنتفخ، أو قد تبقى لمدة أطول لتنبت وتخرج الأوراق الأولى والجذور، وهذه المرحلة تجعل القمح يتحول من حبوب عادية إلى منتج من جودة عالية من حيث المغذيات، وهذا الشكل يجعل من الحبوب أهم مادة غذائية. ولكن لا نجد هذه الأشكال حاليا لأن الخبرة تلاشت، ومع التحول الاجتماعي والموضة التي قضت على كل شيء، فإن القمح المنقوع ونبتة القمح باتوا في خبر كان.

وبعض الأشكال التي كانت سائدة في كل البلدان العربية، وهي حساء القمح في الحليب، وكذلك مزج سميد القمح المطهي بالبخار بلبن الخض. وهذه الوجبة لا تضاهيها أية وجبة غذائية، وهي كذلك في غاية ما يمكن أن يوصف أو ينصح به كوجبة للأطفال من الناحية العلمية. فالوجبة بسيطة لكنها تتطلب خبرة جيدة، لأن الصعوبة تكمن في تهييء كسكس القمح، ويجب أن يكون طريا، من حيث لا يمكن أن يستعمل الكسكس المجفف.

الرز
لا يصنف الرز مع الحبوب السابقة، لأنه ليس زرعا، وليس له سنابل، والحبوب التي جاءت في النظام الغذائي الإسلامي كلها حبوب ذات سنابل، وربما يكون لفظ الزرع أضيق من لفظ الحب. إلا أن التصنيف النباتي يجعل الزرع مرادفا للحب. وهو ما يقابل المصطلح الأنجليزي cereal، وبما أن الرز يعتبر من الحبوب الغذائية الثمينة كذلك، فقد وضعناه في فقرة مستقلة عن الحبوب الأخرى. ونظرا لأهميته الغذائية بالنسبة لأكثر من نصف سكان الأرض، وهي القارة الأسيوية كلها وبعضا من الدول الأخرى، ونظرا كذلك لعدم وجود أمراض خطيرة وبكثرة في هذه البلدان، فإن الرز يدخل في النظام الغذائي السليم، والرز من الحبوب النشوية، لكنه يمتاز بكونه لا يحتوي على الكلوتن، وهو البروتين المسبب للحساسية بالنسبة لكثير من الناس، وكذلك المسبب لإسهال سيلياك. ويصبح الرز بالنسبة للمصابين بإسهال سيلياك النوع الوحيد من الحبوب الذي يمكن أن يستهلكوه. والكلوتن هو الذي يعطي للحبوب خاصية العجين، لأنه قابل للتمدد ويسمع بانتفاخ وتماسك العجين، ولذلك لا يصلح الرز للعجين، لأنه يخلو من هذا البروتين. ويوجد حاليا كسكس ومقرونات من الرز كبديل لأصحاب هذا المرض.

والرز من الحبوب الغذائية التي تمتاز بطبيعتها النباتية، واحتوائها على أملاح وفايتمنات مفيدة في التغذية. ويحتوي الرز على نشا من النوع الجيد. ولا يحتوي على مكون الكلوتن الذي يسبب إسهال سيلياك. وبما أن الرز لا يعجن، فاستهلاكه لا يمكن أن يعمم، والرز يطهى في الماء أو المرق كما تطهى العجائن والمكرونات أو قد يطهى بالبخار، وهي الطريقة الأكثر استعمالا. ولذلك لا يستهلك بنفس الكمية كالحبوب الأخرى. ولا نعلم استهلاك الرز إلا مطبوخا أو مبخرا، والرز الكامل أحسن من الرز المقشر، لأن كثير من المكونات التي تفيد الجسم توجد في القشرة. ومنها حمض الأسكوربك وفايتمينات أخرى.


الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )



يتبع بإذن الله عز وجل
[/frame]

كنان سقيرق 13 / 01 / 2008 26 : 02 AM

رد: علم التغذية (2)
 
شكراً لك على هذه المعلومات القيمة تقبلي مروري ودمتي بود يااختنا الكريمة.

وفاء النجار 13 / 01 / 2008 44 : 09 AM

رد: علم التغذية (2)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنان سقيرق (المشاركة 2532)
شكراً لك على هذه المعلومات القيمة تقبلي مروري ودمتي بود يااختنا الكريمة.

[frame="15 98"]
أخي الفاضل كنان سقيرق السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

شكر الله لك طيب المرور والمشاركة .
[/frame]

وفاء النجار 13 / 01 / 2008 48 : 09 AM

علم التغذية(3)
 
[frame="15 98"]



الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي


الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى



القاعدة الغذائية فيما يخص النظام الغذائي الإسلامي، ترتكز على الحبوب، ولا تستثني أو تستغني عن نوع ما، بل تكون هذه الحبوب بنفس الأهمية. أما الاقتصار على القمح في التغذية والاستغناء عن الشعير والذرة، فيعتبر خطأ علمي كارثي. ولذلك يجب الرجوع إلى الحبوب الثلاث وتنظيم التغذية لتكون متجانسة، ويرجى استهلاك الشعير والذرة المحلية الطبيعية أو البلدية أكثر من القمح المستورد، ونخشى أن تكون الذرة البلدية تهجنت بالذرة المستوردة، ولا نريد السقوط في المصيبة في انتظار العلوم لتقول أخيرا أن هذه الذرة كارثة، ولم تشهد البشرية مثل كارثة التغيير الوراثي منذ عاد وثمود. والقول بأن الأبحاث لا زالت لم تبين خطر هذه المواد، وأنها لا تختلف عن الذرة الطبيعية قول جاهل وأصحابه لا يعلمون شيئا عن الموضوع. فالعلم لا يستحي من السياسة، والوقت الذي سيندم فيه أصحاب هذا القول بدأ يقترب جدا. وهذا الأساس يرتكز من الناحية العلمية على أن كل النشويات الآن أصبح منصوح بها، والحبوب كاملة أحسن من الدقيق الأبيض المغربل، والشعير أحسن من القمح بالنسبة لأصحاب السكر والسرطان والحساسية وأمراض الجهاز الهضمي. ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف القمح ولم يكن يعرف المنخال أو الغربال، وكان طعام الصحابة رضي الله عنهم الشعير وفيه حديث التلبنة. والمرجع الصحيح هو القرآن الكريم لأن جل الآيات التي تتكلم عن التغذية فيها الحب أو الزرع. وقد جاء ذكر الحب في ست آيات نحو قوله تبارك وتعالى:

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )البقرة (261. والحب الذي يعطي السنابل هو القمح والحنطة والشعير، ويتبين من خلال الآية الكريمة أن الحبوب تمتاز بالمردودية، وهو ما يعني أن الحبوب هي التي يمكن أن تسد حاجة سكان الأرض، ويضيف الحق سبحانه أنه يمكن أن يضاعف هذه المردودية، ولو أنها حسب ما جاء في الآية الكريمة خيالية في الوقت الحالي، إذ يصعب تصور القنطار يعطي سبع مائة قنطارا.

وقوله سبحانه وتعالى: إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون )الأنعام (95، ويظهر التصنيف في علم النبات وهو الانقسام إلى الحب، الذي يعني النبات دون الساق، والنوى الذي يعني الأشجار، والحب جاء معمما لكل النباتات التي تعطي الحب، بما فيها الزرع وكل الأعشاب دون الأشجار.
وقوله سبحانه وتعالى: والحب ذو العصف والريحان )الرحمان(12، وجاء الحب موصوفا بالعصف، وهو ما يحمل السنابل أو القش والتبن الذي تتغذي عليه الماشية.

وقوله سبحانه وتعالى: وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون )يس (33، وقد اقتصرت الآية على ذكر الحب دون أي شيء، وهو ما يؤكد أهميته في التغذية بالنسبة للإنسان. وقد لخص الله سبحانه وتعالى كل ما يمكن أن يعيش به الإنسان في الحب.

وقوله سبحانه وتعالى: ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) ق (9، ويأتي التعبير في هذه الآية الكريمة بالحب موصوفا بالحصيد، وهو ليس أي حب وإنما الحب الذي يحصد، أو الحب الذي يكون معه التبن الذي تتغذي عليه الماشية، والحب الذي يعطي الحصيد هو القمح والحنطة والشعير، وقد يكون هناك حبوب أخرى تصنف مع هذه الحبوب لتعميم الوصف بالحصيد.

وقوله سبحانه وتعالى: لنخرج به حبا ونباتا) النبأ (15 وهو قول تابع لما جاء في سورة يس، أن الله يبين أهمية الحبوب كمكون أساسي لتغذية الإنسان. ويتبع نفس السياق قوله تعالى: فأنبتنا فيها حبا )عبس (27.

كما جاء الحب في آيات أخرى بلفظ الزرع، لأن الزرع يطلق على النبات الذي يخرج الحب، ولذلك نجد أن كل الآيات التي تخص علم النبات جاءت بالزرع، بينما جاءت الآيات التي تخص علم التغذية بالحب، وقد جاء ذكر الزرع كذلك في تسع آيات نحو قوله سبحانه وتعالى:

وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الأنعام (141، ويأتي الزرع مع الفواكه الطرية والجافة، والزيتون والرمان، وقرن النخيل مع الزرع والزيتون مع الرمان، وأتى العنب بالوصف وليس باللفظ: وجنات معروشات، ونجد أهمية التغذية في هذه السياقات القرآنية، وكل هذه المواد الغذائية التي جاءت في الآية الكريمة من النوع الممتاز. الزرع والزيتون والعنب والنخيل والرمان، ولو تغذى الناس على هذه الأشياء فقط، لا يمكن أن يصاب الجسمم بأمراض، ولو رجعوا إلى هذه التغذية، يمكن لكثير من الأمراض أن تزول، ولو كانوا مصابين بها.

وقوله جل وعلا: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا) الكهف (32، ولو أن الآية تهم علم الزراعة أكثر من التغذية، فلا بأس أن نبين وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وقد جاء الزرع مع العنب والنخيل. وهذا النوع من التغذية قد يهم المسنين أو الذين لا يعملون، أو الذين لا يبدلون جهدا كبيرا في العمل. وهو ما قد يناسب السياق القرآني، لأن الوصف جاء بالجنة، وصاحب الجنة ربما لا يعمل، وقد يكتفي بالزرع للأكل والعنب كمنعش أو واقي من الكوليستيرول وأمراض القلب والشرايين، وهي الأمراض التي تترتب عن قلة الحركة، والتمر لأن فيه الفايتمينات والألياف الخشبية وكذلك مكون الفايتمن ب واليود لتهدأة الأعصاب ولبريق العين والنظرجيدا ، ونلاحظ أن هذه المواد تخلو من الدسم وكثرة البروتينات. وتشتمل على سكريات طبيعية مركبة كالنشا، وبسيطة كسكر العنب، وعلى ألياف من النوع العالي الجودة وهي ألياف التمر.

وقوله تعالى: ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) النحل(11، وكذلك في هذه الآية الكريمة نجد ما تقدم ذكره، وهو الحب والزيتون والنخيل والأعناب، وأضاف الحق سبحانه وتعالى الفواكه الأخرى مجملة بقوله: ومن كل الثمرات ، ونلاحظ تردد هذه الأغذية في كل الآيات التي تخص علم التغذية.

وقوله سبحانه وتعالى: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون )السجدة (27، ويتبع هذا السياق القرآني ما جاء في سورة يس وسورة النبأ بشأن تلخيص التغذية السليمة في الحبوب، وقد جاء التعبير بالزرع معرفا بما تأكل الأنعام وهو التبن، والمعروف أن الحبوب تأكل منها الأنعام، ويأكل منها الإنسان. والزرع يعطي تبنا وحبا، وهي المزروعات التي تنفع كلها في التغذية، فالحب لتغذية الإنسان، والتبن تتغذى عليه الأنعام التي يتغذى منها الإنسان بدورها إما الحليب أو اللحم.

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب )الزمر (21. والتعبير الذي جاء في هذه الآية الكريمة بشأن الزرع، يبين الأنواع المتعددة للزرع التي كانت من قبل، ويظهر اللون على السنابل حين تنضج، وقد تظهر سوداء أو بيضاء أو حمراء بالنسبة لبعض الأنواع من القمح، لكن ما نراه اليوم فكله بلون واحد تقريبا، وهو ما يبين تقلص عدد الأنواع من القمح. وربما يدل هذا التقلص على عدم اعتناء الإنسان بالأنواع كلها، وهي أكبر خسارة في تاريخ البشرية، لأن الخطأ الشنيع الذي وقع ولازال يقع، هو أخذ الأنواع ذات المردودية المرتفعة، ورمي الأنواع الأخرى، والمردودية لا تعني إلا النشا، ولا تعني المركبات الأخرى، وقد يكون نوع بمردودية منخفضة لكن بمكونات ثمينة جدا.

وقوله سبحانه وتعالى: وزروع ونخل طلعها هضيم) الشعراء (148 وهي الآية التي يقرن فيها الحب بالتمر، والمادتان مختلفتان تمام الاختلاف من حيث التركيب، وهناك تكامل بين الحب والتمر من حيث المكونات، وربما يكون هذا النظام الذي يشتمل على الحب والتمر، يخص نوعا ما من الأمراض أو فئة ما من المجتمع، لكونها تعيش على نفس النمط. والمعروف علميا أن هذا النظام يحتوي على النشا، وهو سكر مركب ومنصوح به للوقاية من سرطان الأمعاء، والتمر كذلك فيه ألياف خشبية تلين الجهاز الهضمي، وسكريات بسيطة مع مكون الفايتمن ب والفوسفور، وبعض الأملاح المعدنية، ونلاحظ كذلك أن لا وجود للحوم في هذا النظام، وجاء في الآية التي قبلها قوله سبحانه وتعالى: في جنات وعيون وطبعا جنات تعني الفواكه وجاء الزرع بصيغة الجمع زروع، لتشمل الآية كل الزروع، وقد يكون التعبير يعم كل الحبوب، بما في ذلك القطاني أو كل النبات ما دون الأشجار. لكن لا زلنا نلاحظ أن النظام ليس فيه لحوم، ويقتصر على الحب والفواكه.

وقله سحانه وتعالى: وزروع ومقام كريم ) الدخان (26، وقبلها كذلك نفس الوصف الذي تقدم قوله تعالى كم تركوا من جنات وعيون، ويأتي التعبير بنفس ما تقدم بصيغة الجمع وزروع .

وقوله سبحانه وتعالى: قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون )يوسف (47 وتبين الآية ما أكدناه في الآيات السابقة بشأن الحبوب كأساس في التغذية، وتأتي كذلك بطريقة الخزن الذي كان يخزن الحب ليبقى صالحا للزراعة بعد أعوام الجفاف، والحب لا يصيبه فساد فايزيولوجي إذا ما ترك في سنبله، وهي الطريقة الوحيدة لحفظ الحبوب ضد الضياع. ونلاحظ كذلك مستوى العلم أين وصل والقوة، التي كانت عليها الأمم، ولم يتوصل الباحثون إلى حفظ البذور لمدة طويلة، رغم ما يزعم من التقدم العلمي، والطريقة الوحيدة التي تحفظ بها الحبوب هي تركها في السنابل.

وقوله سبحانه وتعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )الفتح (29 وقد جاء في هذه الآية الكريمة الأطوار التي يمر منها الزرع، وتخص الآية الكريمة علم النبات أكثر ما تهم علم التغذية.

وقوله سبحانه وتعالى في سورة الواقعة: أفرآتم ما تحرثون (66) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (67) وتبين هذه الآية الكريمة أن القوت ليس بيد البشر، ولا يتحكم فيه ولا يمكن أن يتحكم فيه. ويبقى الله سبحانه وتعالى هو منزل الماء من السماء، وهو فالق الحب والنوى وهو الرازق.

الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )

يتبع بإذن الله عز وجل


[/frame]

كنان سقيرق 14 / 01 / 2008 04 : 02 AM

رد: علم التغذية(3)
 
مشكورة يااختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة والدقيقة.
تقبلي مروري ودمتي بود

عنايت بازرباشي 14 / 01 / 2008 34 : 03 AM

رد: علم التغذية(3)
 
أختي أم إبراهيم

موضوع شيق ومفيد

لك تقديري البالغ على هذا الجهد الصادق

وفاء النجار 14 / 01 / 2008 06 : 09 AM

رد: علم التغذية(3)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنان سقيرق (المشاركة 2690)
مشكورة يااختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة والدقيقة.
تقبلي مروري ودمتي بود

[frame="15 98"]
أخي الفاضل كنان سقيرق السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ز
شكر الله لك طيب المتابعة وسدد خطاك ووفقك لما فيه طاعته ورضاه .
[/frame]

وفاء النجار 14 / 01 / 2008 17 : 09 AM

رد: علم التغذية(3)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنايت بازرباشي (المشاركة 2716)
أختي أم إبراهيم

موضوع شيق ومفيد

لك تقديري البالغ على هذا الجهد الصادق

[frame="15 98"]
أختي الفاضلة عنايات السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

رفع الله قدرك و أسعدك وسائر أفراد أسرتك في الدارين إنه جواد كريم .

[/frame]
[img]

وفاء النجار 14 / 01 / 2008 43 : 09 AM

علم التغذية(4)
 
[frame="15 98"]




الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي





الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى









كما جاء ذكر الحب بمعاني أخرى ومنها الحرث. فقد جاء هذا اللفظ في عدة آيات من القرآن الكريم، ونلاحظ أن الحب أو الزرع يعني الحبوب النشوية وليس القطاني، وقد اختار الله سبحانه وتعالى الحب كرمز للتغذية، وهذه الرمزية في القرآن إن كانت تعني شيئا، فهي تعني أن أصل التغذية بالنسبة للبشر هو الحب أو الزرع، ويعني الحبوب الثلاث القمح والشعير والذرة، وربما تضاف إليه بعض الأنواع التي تصنف مع الحبوب النشوية، لكنها غير معممة، أو قد توجد في مناطق محدودة، وقد ساد في العصور الأولى من تاريخ البشر، أن العملة كانت كذلك بالحبوب، ولم يكن النقد معروفا إلا في وقت متأخر من تاريخ البشرية. وإلى عهد حديث جدا كان التجار يستعملون الحبوب للتبادل التجاري، وهو ما يبين أهمية هذه الحبوب بالنسبة لتغذية الإنسان.

وحسب كتب التفسير فإن الحب جاء كذلك بتسمية أخرى في سورة البقرة، وهي الآية الوحيدة التي جاءت بشأن الخضر، وكل الآيات التي جاء فيها ذكر الحب أو الزرع تتحدث عن الفواكه، ولم يقرن الله سبحانه وتعالى الحب مع الخضر، وإنما جاء مقرونا مع الفواكه فقط، إلا في آية واحدة مع الخضر، وجاء هذا الوصف للتحقير وليس للتذكير، وهو قوله عز وجل في سورة البقرة: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبث الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيئين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )البقرة(61. وتشتمل هذه الآية على خمس مكونات غذائية، وهي البقول والخضر الباردة أو الطازجة، ممثلة بالقثاء والحبوب ممثلة بالفوم، والقطاني ممثلة بالعدس، والخضر الحارة ممثلة بالبصل. ونلاحظ أن الآية جاءت بالتنوع واختيار الأقصى أو الأحسن من كل مجموعة، فالبقول هي أحسن الأوراق الخضراء وهي غنية بالكلوروفايل والفايتمنات والألياف الخشبية وبعض الأنزيمات، والقتاء هو أحسن الهاضمات بالنسبة للسلطات، والأطباق الفاتحة للشهية، ويحتوي على أحماض عضوية تساعد على الهضم، وهو خضرة باردة ومنعشة يمكن تناولها على شكل عصير كذلك، والقتاء يضبط ارتفاع الضغط، ويساعد على علاج السرطان، والفوم فيه اختلاف إذ قيل أنه الثوم، وقيل أنه الحنطة كما سنبين ذلك، إن كان الثوم فهو يوافق السياق العلمي للآية، لأنه مشاكل للبصل الذي جاء بعده، وإن كانت الحنطة فالمعنى يحمل على المقارنة فقط مع المن والسلوى، أما العدس فيمثل القطاني، وأهميته من الناحية البروتينية والمعدنية لا يستهان بها، والبصل كذلك يعتبر واقيا ومطهرا للجسم ومنافعه طبية وليست غذائية.

وربما نتكلم عن هذه الخضر بالتدقيق في الفقرة المخصصة للخضر، والعدس كذلك في فقرة القطاني. أما القول بأن الفوم هو الحنطة ففيه اختلاف، فمن الجمهور من قرأه بالثوم بالثاء المثلثة، لأن الثاء تبدل من الفاء، كما في كلمات كثيرة، والرواية لجويبر عن الضحاك وهي قراءة ابن مسعود رضي الله عنهما، وروي كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، والقول بأن الفوم هو الثوم للكسائي والنضر ابن شميل، وقيل الفوم هو الحنطة روي عن ابن عباس أيضا وأكثر المفسرين، واختاره النحاس، وهو القول الراجح وإن كان الكسائي والفراء قد اختارا القول الأول، للقاعدة العامة وهي إبدال العرب الفاء من الثاء، ونأخذ بالقولين لنبين أن السياق العلمي يذهب إلى الثوم بدل الحنطة، ومجيئ الحنطة في هذه الآية مع الخضر للتحقير غريب، والقول بأن الفوم هو الثوم أقرب للحقيقة العلمية، لأن ذكر الحب جاء في الآيات التي تخص الأساس في التغذية، وليس استثناءا للتحقير، ولا ندري كيف فسر السلف الصالح الفوم بالحنطة، لكن لا يمكن أن نخرج على اتفاق علماء التفسير، ونأخذ بما جاء في كتب التفسير، رغم أنه لا يوافق السياق العلمي للآية، وهذا السياق هو مجيئ كل الآيات التي ذكر فيها الحب باللفظ، أو بما يعطي الحب، وهو الزرع بالنسبة للنبات. وجاء ذكر الحب والزرع في أكبر عدد من الآيات بالمقارنة مع المواد الغذائية الأخرى، وأكثر المواد الغذائية ذكرا في القرآن هي الفواكه، وأكثر الفواكه ذكرا هو العنب. وجاء التين في آية واحدة فقط.

وتبين هذه الآيات أن الحبوب هي الأصل في التغذية البشرية، لكن هذه الآية تضع من قيمة الخضر بالمقارنة مع المن والسلوى، ويذكر هذا اللفظ الغريب ليصف الحبوب، أو نوع من الحبوب وهي الحنطة كما جاء في كتب التفسير، رغم أن الحبوب لم تكن تقتصر على الحنطة في ذلك الوقت، وإنما مئات الأنواع من القمح ومثلها من الشعير والذرة. وإذا قبلنا هذا التفسير فإننا سننقص من قيمة الحبوب الغذائية، لكن نسبيا فقط لأن التحقير جاء للمقارنة وهو ما عبر عنه عز وجل ب - أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير-. ولعل ما يجعل تفسير الفوم بالحنطة هو هذه المقارنة مع أشياء كانت جد راقية في التغذية وهي المن والسلوى، حتى أن تصورها يصعب علينا. ولا يمكن تفسيرها في أي حال من الأحوال، لأن هناك حقيقة علمية قوية في الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: طعام واحد، بمعنى أن هذا الطعام كان يكفي الجسم فيما يخص التركيب والمكونات، ويقيه من الأمراض من الناحية الصحية.



الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )
يتبع بإذن الله عز وجل
[/frame]

ميساء البشيتي 14 / 01 / 2008 07 : 09 PM

رد: علم التغذية(4)
 
[bor=006600]
اختي الحبيبة ام ابراهيم

رائع جدا ومعلومات قيمة

اذا علينا بالحب يا ام ابراهيم

شكرا لك وبارك الله فيك
[/bor]

وفاء النجار 14 / 01 / 2008 45 : 10 PM

رد: علم التغذية(4)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 2834)
[bor=006600]
اختي الحبيبة ام ابراهيم


رائع جدا ومعلومات قيمة

اذا علينا بالحب يا ام ابراهيم

شكرا لك وبارك الله فيك
[/bor]

[frame="15 98"]

الغالية ميساء السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

طبعا وخاصة الشعير .

شكر الله لك طيب المرور والمشاركة .
أختك :smile:وفااااااااء
[/frame]

وفاء النجار 15 / 01 / 2008 03 : 10 AM

علم التغذية (5)
 
[frame="15 98"]


الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي


الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى





كان الإنسان يتغذى أصلاً على الحبوب، والأعشاب واللحوم التي كانت آنذاك كانت طبيعية، وجلها كان من الصيد والسمك، وهي الأنواع التي لا تسبب أي خطر للجسم، والنشاط الاقتصادي هو الذي يبين طبيعة التغذية للمجتمع، والخبز هو أول ما بدأ الإنسان يصنع، والحرث كان يقتصر على الحبوب، ولم تكن الخضر بالأهمية التي وصلت إليها الآن، بل كانت تعد من خشاش الأرض الذي ينبت طبيعيا، وقد جاء في سورة الصافات قوله سبحانه وتعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 145 وأنبثنا عليه شجرة من يقطين 146. وكلمة شجرة جاءت هنا لبيان طول اليقطين، واشتداده لما كان طبيعيا، وقد يبلغ اليقطين أرعين إلى خمسين مترا من الطول حاليا فكم كان يبلغ آنذاك؟ ونفهم من هذا الطرح خاصية عجيبة لا ينتبه لها كثير من الباحثين، وهي موسمية الخضر وكل المنتوجات النباتية الأخرى، وكذلك استهلاك المواد الطبيعية دون أي تدخل، بل كما تنبت في الطبيعية. وهذا الأساس يعتبر مهما جدا بالنسبة للتغذية السليمة، وهي موسمية الخضر والفواكه، ولعل إنتاج الخضر في الدور الزجاجية، لا يوافق ولا يحترم القوانين الطبيعية والنواميس الكونية. ولذلك يصعب على من يعطي نصائح غذائية أن يصيب الهدف، إذا لم يكن دارسا للإيكولوجيا وعلم النبات وعلم الحيوان، وما إلى ذلك من المواد التي تتصل مباشرة مع الأغذية.

ومن الناحية التاريخية الموثقة توثيقا لا يقبل الجدال، فالحبوب هي التي كانت معروفة في التغذية في المجتمعات القديمة، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم، ذلك أن الحبوب عرفت على عهد سيدنا يوسف عليه السلام، والذي كان مستقرا بما يعرف اليوم بمصر، قوله سبحانه وتعالى: فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون، والحديث ولو أن التفاسير تتجه كلها إلى القمح فقد يكون الشعير والقمح والحنطة وكذلك الذرة، لأن الحبوب الثلاثة يمكن أن تصان إذا بقيت في سنابلها، من حيث لا تموت النبتة داخل السنابل. وفي هذه الفترة عرف الخبز كذلك، لأنه جاء في نفس السورة، وفي نفس الفترة التاريخية لقوله تعالى: وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبأنا بتأويله إنا نراك من المحسنين.

ونجد كذلك آيات أخرى تتحدث عن الحبوب لنرجع للقرآن لأن فيه خبر من قبلنا، وقد جاء ذكر الحبوب في سورة البقرة كذلك على عهد سيدنا موسى عليه السلام، وهو عهد متأخر على عهد سيدنا يوسف، وهو قوله سبحانه وتعالى: وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخرر يابسات. ولا يمكن بأي حال من الأحول أن نتجاهل كل المعطيات التاريخية، التي تبين أن الحضارات السابقة كانت أقوى وأشد مما نحن عليه الآن، وربما يظن الناس أن هذا التقدم التكنولوجي هو أوج ما وصل إليه الإنسان، ربما يكون ذلك نسبيا فقط، لكن هناك حضارات سادت وبادت، ولا ندري عنها إلا القليل، وهناك بصمات كثيرة وكبيرة، يصعب التصور معها لهذه الحضارة، التي وصلها الإنسان ومنها أهرمات مصر، وإلى حد الآن لا يقدر الإنسان على الشكل الهرمي في البناء، والسد الذي أقامه ذو القرنين، وقد كان فيه القطر أي ملحوم بالحديد، ولا ندري كيف كان يلحم هذا الحديد لكي لا يقدر أحد على نزعه أو تجاوزه، وإرم ذات العماد، التي قال عنها الله سبحانه وتعالى أن ليس هناك مثلها، لقوله تعالى إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وعرش بلقيس، والتابوت وما إلى ذلك من الأشياء التي كانت تثمل حقب تاريخية قديمة جدا، ولم يتبعها تاريخ مكتوب إلا الرسوم التي وجدت في الأهرام. والمؤسف أن الدراسات التاريخية تتناول الكتابات اليونانية، ولا تبحث في هذه الحقب ليستفيد منها البشر، وكل هذه البصمات التاريخية تعكس قوة الإنسان وشدة خلقه، ولا يمكن أن يكون على هذه الحال إلا لما يكون بصحة جيدة، ويتغذى على مواد طبيعية من حيث لا يصاب الجسم بالتسمم. ونستخلص من هذه الأحداث لتاريخية أن الإنسان كان يتحرك ويعمل، ليبقى الجسم بدون زوائد، وكان كذلك يأكل طبيعيا وموسميا، بمعنى كل منتوج في وقته الطبيعي وليس خارج موسمه كما نلاحظ الآن مع الدور الزجاجية.

وترجيح الخضر على الحبوب في الأهمية الغذائية قد يكون خاطئا، ولم يسبق قط أن تطرق الطب الحديث إلى الحبوب إلا مؤخرا، بينما لا يزال كثير من المهتمين بالأمر يرجحون كل الأغذية على الحبوب. ولأول مرة نرجح الحبوب على كل الأغذية. نظرا لما تمتاز به من أهمية غذائية. فالحبوب تحتوي على النشا، وهو سكر مركب يريح الجهاز الهضمي ويمتص السموم المنحذرة من الاستقلابات الداخلية، والحبوب تحتوي كذلك على بروتينات جيدة، وقد تعادل ثلثي البروتينات الموجودة فيا لحليب واللحوم. وتحتوي الحبوب على ألياف خشبية من نوج ممتاز كذلك وبنسبة عالية وتوجد هذه الألياف في النخالة، ولذلك يجب استهلاك الحبوب كليا.

ونلاحظ أن الحبوب طرأ عليها تغيير جيني من أجل المردودية والربح أو الكسب الكبير، والحبوب المستوردة لا تمثل جودة عالية بالمقارنة مع الأنواع المحلية. ولذلك تحفظنا عن الإشاعات حول نبتة القمح التي تطرق إليها كثير من المهتمين بالموضوع الغذائي. ونصحح هذه الإشاعات حول نبتة القمح بأنها ليست كما جاء في هذه الإشاعات، نظرا لعدم وجود القمح الطبيعي، ونظرا لصعوبة تحضيرها بالكمية الكافية، ويجب أن تكون في الفصل الذي ينبت فيه القمح، وهو الفصل الذي يزرع فيه القمح في الحقول، ونبتة القمح يجب ألا تهيأ في الدور الزجاجية، ولا تهيأ تحت شروط بيئية مختلفة عن الشروط البيئية التي ينبت فيها القمح.

أ .د .محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )


يتبع بإذن الله عز وجل

[/frame]

وفاء النجار 16 / 01 / 2008 57 : 09 AM

علم التغذية (6)
 
<B>[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم


الشجرة المباركة من خلال يقين القرآن وبحوث العلماء






مقدمة



ما خلق الله سبحانه وتعالى الكون إلا لحكمة يعلمها، ولغاية بريدها، وقد خلق كل شيء بتدقيق وحساب كما يقول سبحانه في سورة القمر "إنا كل شيء خلقناه بقدر" ولم يأت القرآن مخالفا للسنن الكونية، بل كل السنن الشرعية توافق قوانين السنن الكونية. ولم ينزل القرآن ليهلك الناس وإنما رحمة من الله كما يقول العزيز جل جلاله في سورة طه "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى" فلا يمكن أن يشقى الناس بالقرآن، ولبيان ذلك ارتأينا في بحثنا هذا أن نتناول موضوع التغذية في القرآن الكريم، واخترنا لذلك مادة غذائية جعلها الله غذاء ودواء ووقى بها أجسامنا من الأمراض العديدة. فلا يجب أن نفعل مثل ما فعل بنو اسرائيل مع المن والسلوى، ونستبدل هذه المادة بمواد أخرى فنشقى في أبداننا بالأمراض وفي أموالنا بشراء الأدوية الكيماوية لعلاجها. سنتكلم بعون الله عن زيت الزيتون وعن هذه الشجرة المباركة ونقف عند المزايا التي تبينت علميا في ميدان التغذية والطب الوقائي. لكن تبقى هناك حقائق لن تقدر العلوم على تبيانها، فهل ننتظر العلوم أم نرجح حقائق القرآن ؟.

ولعل أهم ما تناوله القرآن بالنسبة لموضوع الصحة هو الطب الغذائي، وكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن نتبع هذا الطب لنتجنب كل ما سقطت فيه البشرية حاليا. فالأمراض الناتجة عن التغذية أخطر بكثير من الأمراض الناتجة عن الجراثيم. وهناك مجال شاسع في القرآن الكريم يخص الطب الغذائي، والذي يصعب تناوله في الوقت الحاضر بعدما تعود الناس على استهلاك ونمط معين، وليس هناك حل دون الرجوع إلى الطب الغذائي، ولو أن الأمر أصبح مستحيلا نظرا لعدم وجود أصحاب التخصص، لأن الطب الغذائي يتطلب علم التغذية، وهذا الأخير يتطلب دراسة الأغذية قبل التغذية. وسنرى في هذا البحث ما مدى خطورة الأخطاء الناتجة عن عدم التخصص. فعلم التغذية لا ينحصر في المكونات الغذائية وإنما يتسع إلى الأساليب الصناعية وتقنيات الإنتاج وقد أصبح يشمل الآن الهندسة الوراثية ولذلك ننصح الأطباء بالابتعاد من علم التغذية وإلا كانت الكارثة لأنهم سينصحون الناس بتناول بعض المواد الغذائية التي يجهلونها جهلا تاما.

جاء ذكر الزيتون باللفظ في خمس آيات قرآنية كريم، منها إتنثان في سورة الأنعام حيث يقول الجليل: وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)

وقوله سبحانه وتعالى من نفس السورة:

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين (144). وآية في سورة النحل لقوله وسبحانه وتعالى: يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11). وقوله تعالى في سورة عبس: وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وقوله تعالى في سورة التين: والتين والزيتون، وجاء في هذه الآية قسم بالتين والزيتون والله سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بعظيم خلقه وقد أقسم سبحانه وتعالى بالزيتون وبالطور في آية أخرى والزيتون كانت نشأته في جبل الطور كما جاء قوله تعالى في سورة المؤمنون وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِسَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ(20)، وهي الآية السادسة التي يذكر فيه الزيتون لكن هذه المرة ليس باللفظ وإنما بالتعريف العلمي كما سنبين. والحديث في هذه الآية لا يخص التغذية وإنما يخص العلاج. ونلاحظ أن شجرة الزيتون تجتمع فيها آيات عديدة خصها الله سبحانه وتعالى بها ومنها قسمه بالزيتون وقسمه بالطور وهو أصل شجرة الزيتون وبارك فيها لقوله تعالى في سورة الإسراء سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير، وجاء التعبير بباركنا حوله وليس باركنا فيه ليبقى كل ما حول المسجد الأقصى مبارك فيه وقد كان حوله كما لا يزال أشجار الزيتون.

وقبل أن نخوض في الحديث عن الزيتون لا بد أن نشير إلى أن كل المكونات التي خلقها الله وسخرها لبني الإنسان تحتوي على مواد مغذية وهي البروتينات والدهون والسكريات إلى جانب الأملاح المعدنية والفايتمينات وكذلك على مواد طبية وهي المواد التي لا يتكلم عنها أصحاب الميدان وهي المواد المانعة للأكسدة والمواد المسهلة للاستقلاب والهرمونات الطبيعية والمضادات الطبيعية والمنشطات والمسترخيات. وهذه المواد يجهلها الأطباء لأنها ليست من اختصاصهم، ولذلك نرى أن كل من يتكلم عن التغذية يتكلم عن السعر الحراري والفايتمينات وبعض المكونات الأخرى.








الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )
يتبع بإذن الله عز وجل
[/frame]</B>

محمد عبدالله 16 / 01 / 2008 30 : 02 PM

رد: علم التغذية (6)
 
الشفافة .. أم ابراهيم
خلق الله الأنسان وكرمه أفضل تكريم
ولذلك أستخلص له من الأرض كل ماهو مفيد
فقط علينا التعلم الصحيح لكيفية الأستخدام والتناول
وهاأنت ياسيدتى دائما ومن خلال كتاباتك تلقى الضوء على كل مافيه الخير لنا
فالشكر لك
تقدير واحترام

وفاء النجار 16 / 01 / 2008 29 : 03 PM

رد: علم التغذية (6)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله (المشاركة 3164)
الشفافة .. أم ابراهيم
خلق الله الأنسان وكرمه أفضل تكريم
ولذلك أستخلص له من الأرض كل ماهو مفيد
فقط علينا التعلم الصحيح لكيفية الأستخدام والتناول
وهاأنت ياسيدتى دائما ومن خلال كتاباتك تلقى الضوء على كل مافيه الخير لنا
فالشكر لك
تقدير واحترام

[frame="15 98"]
أخي الفاضل محمد عبد الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
نِعم الله حولنا كثيرة فما علينا إلا أن نفتح أعيننا حتى نراها و نحمد الله ونشكره عليها .

في الطبيعة ما لذ وطاب والتقدم رمانا إلى الأكل المعلب حيث المواد الحافظة المسرطنة , حيث الألوان الكيميائية , و حيث الجينات .. !! وحيث النكهات الغير طبيعية ....والمشروبات الغازية ...... التي ترمي بنا إلى دوامة المستشفيات .

أتمنى خالصا أن نعود لنأكل من نعم الله كما كان أسلافنا ... لا نرفض التقدم لكن نود أن نتخير ونأخذ منه النافع ونرمي ما يهلكنا ....
والغذاء الطبيعي كما يعلم الكل يحافظ على صحة المرء .... الله المستعان ... الله المستعان .

شكر الله لك أخي ورفع قدرك وأسعدك بالدارين إنه جواد كريم .
[/frame]

كنان سقيرق 17 / 01 / 2008 34 : 05 AM

رد: علم التغذية (6)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة اختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة أتمنى لك غدا مشرق وحياة مليئة بالأمل أدامك الله لنا يااختي العزيزة
تقبلي مروري ودمتي بود.

وفاء النجار 17 / 01 / 2008 56 : 09 AM

علم التغذية (7)
 
<B>[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم



الشجرة المباركة من خلال يقين القرآن وبحوث العلماء






تعريف شجرة الزيتون



جاءت شجرة الزيتون في سورة المؤمنون بالتعريف العلمي وليس باللفظ وجاءت في آية مستقلة عن الأشجار الأخرى، وجاء شيء عجيب في هذه الآية الكريمة لا يعلمه إلا الله وهو الصبغ، وهذه هي الأهمية القصوى التي تبين وجه الإعجاز القرآني، ولا نريد أن نكرر القول السائد الشائع: لقد بين القرآن حقيقة كدا مند أزيد من أربعة عشر قرنا والعلوم تبين الآن كدا وكدا، فلو كنا واثقين من أنفسنا لكنا بينا ذلك للناس من قبل لكننا أصبحنا مدبدبين وشاكين في قوتنا، فالقرآن يقول عن الصبغ أنه للآكلين والعلوم تقول أنه ماء ملوث يجب معالجته، وكل البلدان المنتجة للزيتون تصرف أموالا طائلة في معالجة مياه اعتصار الزيتون. إنه لعار حقا على أمة لديها القرآن وتشك في نفسها.



وشجرة الزيتون تكاد تكون الشجرة المثمرة الوحيدة التي لا تفسد التربة ولا تحتاج إلى ماء بكثرة ولا تفسد المزروعات إذ يمكن زراعة ما تحت وما بين أشجار الزيتون وتنبت في التربة الوعرة إما صخرية كالجبال أو كلسية أو تربة فقيرة بها حصى ورمل. وتعيش شجرة الزيتون أزيد من 1400 سنة بدون نقصان في الإنتاج خصوصا إذا كانت الأغراس طبيعية والعناية بها جيدة. وشجرة الزيتون لا تلقي بأوراقها في فصل الخريف، ولا تؤثر فيها العوامل البيئية القاسية مثلما هو الشأن بالنسبة للأشجار الأخرى، ولنعلم أن شجرة الزيتون لو تموت وتنقرض تماما ثم يبقى عرق صغير في الأرض يمكن أن ينبث ويعطي شجرة كما كانت.




فإذا تأملنا هذه الآية الكريمة من حيث كلماتها وألفاظها، نجدها سهلة التعبير ومفهومة المعنى، ولا تكاد تخفي شيئا وراء كلماتها من الناحية اللغوية، فكل أطرافها معهودة، وكل ألفاظها مألوفة. وجاءت هذه الآية الكريمة في سورة المؤمنون بعد ذكر الأشجار الأخرى كالنخيل والأعناب حيث يقول الباري سبحانه : َأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19).

وذكر النخيل والأعناب في هذه الآية يخص الأكل، لأن الصيغة جاءت بكلمة تأكلون، وفي آية أخرى من سورة النحل نجد نفس الثمار لكنها ذكرت للشراب حيث يقول سبحانه: وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاًحَسَناًإِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.(67) وكل هذه التدقيقات التي جاءت في كتاب الله عز وجل لا ننتبه إليها حقا ليكون التفسير علميا بالنسبة للآيات التي تخص العلوم ولغويا بالنسبة للآيات التي تخص الشرع والعقيدة، وربما يكون التفسير العلمي مجسدا لمعجزة القرآن في بعض المواقف أكثر من التفسير اللغوي.

وحسب ما جاء في الآية الكريمة التي تخص الزيتون فإن الزيت يصنف مع الأكل، لقوله تعالى للآكلين، والصيغة واضحة باللفظ. ومن عظمة القرآن الكريم، اليسر في الفهم كما قال سبحانه في سورة القمر: وَلَقَدْيَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِفَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ(17)،وقد يفهم كل إنسان هذه الآية على قدر مستواه من الإدراك، فقد يفهمها العالم باللغة على مستواه من البلاغة، أو قد يفهمها العالم الكوني على مستواه من العلم، فيظل كلام الله سبحانه وتعالى يساير العصور بتقدمها وبإنجازاتها العلمية المختلفة، لكن رغم كل هذه المستويات، لا نجد تفسيرا نهائيا لكل الحقائق العلمية، لتظل معجزة القرآن قائمة وثابتة، بينما تظل الحقائق العلمية نسبية ومتغيرة.

ونفهم بقدر علمنا أن الشجرة التي جاءت في الآية هي شجرة الزيتون، كما ثبت عند علماء التفسير بالإجماع. وتبين الآية الكريمة منشأ أو أصل هذه الشجرة التي تخرج من طور سيناء، وهو الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام. وهذه النقطة الدقيقة في بيان أصل شجرة الزيتون ثابت في العلوم الأحيائية، وهو أن أصل الأنواع والأصناف في عالم النبات ينحدر من المنطقة الممتدة من فلسطين إلى شمال إيران. وأغلب الأنواع وجد في المنطقة الممتدة حاليا بين فلسطين والأردن ولبنان وسوريا. وهي المنطقة التي أخذ منها المسلمون الأغراس إلى المغرب العربي والأندلس. وكلمة شجرة في الآية أتت نكرة تامة، بمعنى أي شجرة إذ اقتصر التعبيرعلى ذكرها دون نعتها، لكنها معرفة تعريفا علميا، من حيث أن الأصل لهذه الشجرة هو جبل طور سيناء، وهو الموقع الأصلي لعدة أشجار أخرى أيضا، فقد تكون شجرة أخرى لها نفس الأصل كشجرة التين مثلا، لكن الصفة الثانية، وهي الإنبات بالدهن، يجعل المعنى يقتصر على الأشجار الزيتية، ومنها كذلك اللوز والجور وما إلى ذلك، لكن هذه الأشجار تعطي الدهن دون الصبغ، فكانت كلمة الصبغ التي جاءت في الآية هي التي تعرف شجرة الزيتون تعريفا دقيقا، لأنها هي الشجرة الوحيدة التي تعطي الدهن والصبغ دون غيرها، فالإشارة إلى شجرة الزيتون دون ذكرها إشارة بلاغية من حيث المعنى، وإشارة علمية كذلك لأن الخصائص العلمية التي تبين أن هذه الشجرة هي شجرة الزيتون، هي خصائص ثابتة، وتخص النوع وهو الأساس التي ترتكز عليه العلوم الوراثية لتصنف الأنواع والأصناف على خصائصها الوراثية الثابتة، ولو اقتصرنا على المعنى اللغوي لبقيت الأمور مبهمة يسودها الشك، وقد تعصف بها التأويلات اللغوية إلى ما لا يمكن حصره بالعين.

ونقف عند هذه الكلمة البسيطة، التي جاءت في هذه الآية، والتي لم تلفت نظر العلماء المسلمين طوال القرون العديدة التي مرت، هي كلمة "الصبغ" وكان على الباحثين المسلمين أن يأخذوا بحقيقة القرآن حتى لا ينزلقوا مع بعض مفاهيم البحث العلمي الصرفة. والصبغ يعرفه المزارع الذي يهتم بزراعة الزيتون وجني ثمارها واعتصارها ويعرفه الباحثون في الميدان أو أصحاب التخصص.

ولماذا يجب أن نقف عند هذه الكلمة وهي كلمة الصبغ؟ لأن هناك معجزة علمية لو أدركها العلماء من قبل لكان خيرا للبشرية جمعاء. فالقراءة اليسيرة للآية هي أن هذه الشجرة المباركة، أو شجرة الزيتون، تنبت بالدهن، وهي المادة الدسمة السائلة التي نسميها الزيت، لكن الدهن يعني الزيت ومواد أخرى، كما نقول في علوم التغذية (Lipid)، فكان الوصف بالدهن وليس بالزيت، لأن الدهن يشمل الزيت وكل المواد الأخرى التي تمر أثناء العصر، وهنا نجد أن التفسير الذي جاء به العلماء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، يجعل الصبغ يدخل مع الدهن، وهو ما لا يتفق مع العلوم، لأن الدهن فيه زيت وصبغ، لكن الصبغ الذي جاء في الآية ليس الصبغ الذي يدخل في الدهن، ولذلك يظهر حسب تقديرنا أن هناك قصور في فهم الآية من الناحية العلمية، فلم ينتبه الباحثون إلى هذه الخاصية، الشيء الذي أدى إلى ضياع كبير في الميدان الغذائي والطبي، وهذا القصور أو الجهل جعلنا لا نستفيد من الصبغ الذي يفصل عن الزيت أثناء استخراجه، وهو شيء نافع للإنسان، كما قد اتضح في الميدان الطبي في السنوات الأخيرة. ولا تزال الأبحاث سارية حول الموضوع، لتقترب من الوحي فيستفيد الناس من الصبغ لأغراض طبية واستشفائية محضة.

ونعود لنأخذ بالتفصيل كل ما تنطوي عليه الآية الكريمة من حقائق علمية في ميدان علم الأحياء على الخصوص. ونفصل الآية حسب مجيئها في التعبير القرآني، حيث يقول الجليل جل جلاله "وشجرة تخرج من طور سيناء" فجاء التعبير عن خروج هذه الشجرة من طور سيناء، وقد يعني التعبير هنا شيئين في الزمان والمكان.

أولا: ربما يعني خروج شجرة الزيتون من جبل الطور لأول مرة، ومعنى فعل "خرج" هنا "ظهر".
ثانيا: قد يعني الخروج الإنبات، وهو ظهور الشجرة من الشتائل التي تزرع أو تنبت في الأرض، وهذا المعنى هو المفهوم من الآية عند عامة الناس، وكذلك هو ما يصرف إليه التفكير عند قراءة الآية. لكن لما نتمعن في التعبير القرآني نجد أن الله سبحانه وتعالى وصف طورين مختلفين بكلمتين بسيطتين، حيث استعمل كلمة تخرج، ثم تنبت، ولم يعطف جملة "تنبت" على جملة "تخرج" حيث يقول سبحانه: وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِسَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ (20).

فنرى أن هناك طوران: الأول خروج الشجرة والثاني الإنبات، وهما حدثان يفصلهما وقت طويل، ولذلك وصف الحق سبحانه مرحلتين في علم غراسة الأشجار، فشجرة الزيتون لا تعطي ثمارا أو دهنا مباشرة بعد إنباتها، وإنما تخرج أولا بمعنى تظهر بإخراج الأوراق والأغصان ثم تنمو وتشتد، وهي المرحلة التي عبر عنها القرآن ب"تخرج"، ثم تعطي ثمارا وهي المرحلة الثانية التي عبر عنها القرآن ب' تنبت' بالدهن، وقد تستغرق المرحلة الأولى من أربع إلى ست سنوات قبل أن تنتج الشجرة زيتونا بمردودية مقبولة.

لو جاء التعبير القرآني بالعطف لكانت المرحلتان تشتملان على نفس الأهمية الغذائية أو الصحية، ذلك أن خروج الشجر ليس فيه أهمية غذائية، لكن خروج الثمار فيه أهمية غذائية وصحية من حيث تعطي زيت وصبغ. والعطف يعني حدثين بنفس الأهمية كما يفصل الجملتين، إذ تتوقف كل جملة على إفادة، فالأولى تعني الخروج بأهمية مستقلة عن الإنبات بالزيت والصبغ، والثانية تعني الإنبات بالدهن والصبغ بأهمية مستقلة عن الخروج.

ولما جاء التعبير بدون عطف، يستفاد من التعبير القرآني، أن الأهمية في خروج الشجرة واشتدادها ووصولها إلى طور الثمار، ليست له أهمية لكن الإفادة في إخراج الثمار، أو بمعنى آخر، لا يكون لشجرة الزيتون أهمية إلا لما تخرج الثمار التي تستهلك كما هي بعد التخمر أو يستخرج منها الزيت والصبغ، وهكذا جاء التعبير القرآني دالا لغويا على حقائق علمية ثابتة، تفهم من السياق اللغوي في مرحلة سادت فيها اللغة، وتفهم من الطرح العلمي في مرحلة يسود فيها العلم.


<B>
أ .د . محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )
يتبع بإذن الله عز وجل
</B>




</B>
[/frame]

وفاء النجار 18 / 01 / 2008 23 : 12 PM

علم التغذية (8)
 
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشجرة المباركة من خلال يقين القرآن وبحوث العلماء






الفوائد الصحية (1)


لعل مادة الدهن التي يتغذى عليها الإنسان، تشتمل على مزايا صحية وغذائية هائلة ونافعة. وكل الناس يعلمون هذه الحقيقة التي أكدتها العلوم في العصر الحاضر، ولا تزال الأبحاث جارية بشأن المزايا الصحية والاستشفائية والغذائية لزيت الزيتون. أما القراءة العلمية للآية فتجعلنا نذهب إلى حد بعيد لنفهم أكثر ونستفيد أكثر. فكلمة دهن جاءت معرفة معرفة تامة، وعطفت عليها كلمة صبغ وهي نكرة تامة. وهذا التعبير بهذه الصورة، واستعمال هذا النسق اللغوي، يجب أن يحضى بالاهتمام البالغ، لاكتشاف الغاية والحكمة، ماذا تعني كلمة الصبغ ولماذا جاءت في الآية على تلك الحال؟ وكيف نفهمها؟.

ولا يمكن أن نحصي الأبحاث التي أجريت على زيت الزيتون، وكذلك بعض المستخلصات من أوراق الزيتون، لكن هناك ما يستحق الذكر لأغراض نافعة للبشرية، فاستعمال كلمة دهن بدل زيت في هذه الآية له كذلك دلالة علمية، وغاية طبية هائلة، فالتعبير القرآني جد مدقق لأنه الدليل الإنساني، الذي سيبقى مع الإنسان إلى قيام الساعة، ولذلك جاء بحقائق لا تتغير، ونجد في آية أخرى من سورة النور، أن الله عبر بكلمة "زيت"، بدل الدهن.

لقوله تعالى "اللَّهُنُورُالسَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِمَثَلُنُورِهِكَمِشْكَاةٍفِيهَامِصْبَاحٌالْمِصْبَاحُفِيزُجَاجَةٍالزُّجَاجَةُكَأَنَّهَاكَوْكَبٌدُرِّيٌّيُوقَدُمِنشَجَرَةٍمُّبَارَكَةٍزَيْتُونِةٍلَّاشَرْقِيَّةٍوَلَاغَرْبِيَّةٍيَكَادُزَيْتُهَايُضِيءُوَلَوْلَمْتَمْسَسْهُنَارٌنُّورٌعَلَىنُورٍيَهْدِياللَّهُلِنُورِهِمَنيَشَاءُوَيَضْرِبُاللَّهُالْأَمْثَالَلِلنَّاسِوَاللَّهُبِكُلِّشَيْءٍعَلِيمٌ (35) "


إن الخوض في هذه الآية أمر صعب من الناحية العلمية، وقد جاءت بعض التفسيرات الأدبية في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي والتي تبين بطريقة إيمانية معنى السياق العام للآية، لكن هناك حقائق علمية محضة تنطوي عليها الآية الكريمة، فنقف عند الوصف الواضح من الناحية اللغوية بمجيء شجرة الزيتون باللفظ "شجرة مباركة زيتونة" وقد وصفت هذه الشجرة بالمباركة وقد يتسع معنى هذا الوصف ليشمل المزايا الزراعية والبيئية والغذائية والطبية لشجرة الزيتون، ذلك أن شجرة الزيتون لا تفسد التربة من حيث يمكن زراعة ما بين الأشجار بمزروعات أخرى كالحبوب، وهي لا تضيع الفرشة المائية، وهي ترطب الجو وتحتوي في أوراقها على مكونات صحية و طبية كما سنتطرق لذلك فيما بعد. ويصعب جدا التطرق إلى ما جاء في الآية الكريمة لاشرقية ولا غربية ونحن نعلم في العلم الزراعة أن الأشجار التي تكون معرضة لشروق الشمس وهي التلول المعرضة للشرق، تأخذ الطاقة لمدة قصيرة لأن أشعة الشمس لا تكون مسلطة بقوة ولا تتسلط لمدة طويلة، وهو ما يعوق التمثيل الضوئي عند الأشجار أو النباتات بصفة عامة، وكذلك الأشجار المعرضة لغروب الشمس فهي لا تتعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة وبقوة. وكل الأشجار التي توجد في المناطق ما بين الشرق والغرب وهي غالبا أشجار الجبال والمرتفعات. وتكون خصائص الزيت المستخرجة من ثمار هذه الأشجار بلون ذهبي وضاء، وكأنما يعطي ضوءا بدون اشتعال، والتعبير الذي جاء في الآية يخص الجودة العالية لزيت الأشجار التي تنبت في الجبال، وكلما كان الزيت نقيا كلما أعطى ضوءا وهاجا.

والأساليب الحديثة المستعملة لاستخراج زيت الزيتون أصبحت تعتمد على تصفية زيت الزيتون Refining، وهو أسلوب غير صائب بالنسبة لهذا الزيت، لأن التصفية والتكرير يجب أن يطبق على زيوت أخرى، كالزيوت النباتية من الصويا والفول السوداني ونوار الشمس وما إلى ذلك، لكن زيت الزيتون يجب أن لا يصفى حتى لا تضيع المكونات الصحية. وزيت الزيتون ليس مادة غذائية صرفة بل مادة طبية أيضا والقسط الطبي يتمثل في المركبات الكيماوية التي يزيلها الأسلوب الحديث بالطرد المحوري والتصفية.

فهذا النهج جاء تحت ستار التقدم العلمي، وبذريعة تحسين المنتوج والتحكم في الصناعة، لكن سرعان ما تبين أن الحقيقة غير ذلك، خصوصا مع التحول الواقع الآن في هذا الميدان، والقاضي بالرجوع إلى المواد الطبيعية. فجل الأساليب الصناعية المستعملة في البلدان العربية مستوردة وليس المعدات فحسب وإنما الفكر والأسلوب كذلك ونكاد نأتي على خطأ جل هذه الأساليب من الطحين الذي أصبح يغربل إلى الزيتون والمنتوجات الحيوانية والبحرية والنباتية. فنخشى أن نكون انزلقنا إلى الأخذ بمفاهيم خاطئة من الناحية العلمية، ونوصي كل الباحثين المسلمين أن يبينوا بعض القواعد الغذائية الإسلامية ولا ينجذبوا بظاهر البحث العلمي الغربي فجله موضوع ليستجيب لحاجيات مجتمعات أخرى. ويظهر جليا أن الباحثين المسلمين أصبحوا يتعاملون مع البحث العلمي بنفس الطريقة التي يتعامل بها العلمانيين، ولا يدركون أنهم يسيروا في نفس الاتجاه الذي يسير فيه هؤلاء. وكان ذلك نتيجة العقدة التي تربت عند كل أو جل الباحثين من البلدان الاسلامية الذين تكونوا في البلدان الغربية فأصبحوا يؤمنون بالعلوم بطريقة عمياء، ولا يزال كثير منهم يؤمن بهذه العلوم التي تسقط كل يوم والتي تتلاشى كل يوم. فالتقنيات التي نهجها الغرب في الإنتاج كلها طرق خاطئة، وكل التقنيات المستعملة الآن في الميدان الغذائي لا تخلو من الخطر، ومعالجة الزيتون بالصودا الكاوية يعتبر كارثة وليس أسلوب صناعي، بل حتى استخراج الزيت باستعمال الطرد المحوري يعتبر ضياع كبير، ورمي مياه اعتصار الزيتون مع النفايات السائلة تخلف وجهل لأن هذا المكون يجب أن يستهلك ويجب علينا أن نعيد النظر في هذه الأشياء وإلا ضحك علينا التاريخ لأن الأجيال المقبلة ستعود للطبيعة، ومع ذلك فكل الدول المنتجة للزيتون تشتكي من ماء اعتصار الزيتون وتحسب له ألف حساب لأنها تعتبره ملوثا للمياه.






د . محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذمحاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط*)

يتبع بإذن الله عز وجل .
[/frame]

وفاء النجار 19 / 01 / 2008 08 : 10 PM

رد: علم التغذية (6)
 
[frame="15 98"]
الفاضل كنان سقيرق وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته .

شكر لك على دعائك الجميل ولك بالمثل أخي الكريم .
[/frame]

وفاء النجار 23 / 01 / 2008 11 : 01 AM

علم التغذية (9)
 
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشجرة المباركة من خلال يقين القرآن وبحوث العلماء

الفوائد الصحية (2)






جزيئة الأولوروبينoleuropein



فالزيتون أصبح يعالج بالصودا قبل تخمره، وربما لا يخمر، والمعالجة بالصودا تهدم البوليفينولات، ومنها مكون الأولوروبيين Oleuropein النافع، وقد جاءت هذه التقنيات لإزالة المرورة، وهناك العديد من المكونات الأخرى التي تهدمها الصودا، فأصبح الزيتون لا ينفع صحيا، وقد يكون خطيرا إذا ما لم يتمكن الصناع من إزالة الصودا من حبوب الزيتون نهائيا، وقد يصعب ذلك أو يستحيل. وإذا أزلنا مكون الألوروبيين فالزيتون لا يصلح لشيء لأنه أصبح تبنا أو أقل من ذلك. ومادة الألوروبيين إلى جانب مواد صابغة أخرى هي التي يتكلم عنها القرآن بالقول وصبغ للآكلين، فهل يقدر عالم أو باحث على نصح الناس باستهلاك هذه المادة؟ وهل سيجرؤ أي شخص على القول بذلك؟ فالدول الغربية تعتبر أن هذه المياه جد ملوثة ولا يجوز ولا يصح استهلاكها والله سبحانه وتعالى يقول أن هذا الماء للآكلين، ترى هل نصدق البشر وعلومه أم نصدق الخالق ووحييه؟ وهذا هو الإعجاز بالمعنى الحقيقي لأنه يطرح الواقع ويتحداه، وربما اقتنع علماء الغرب ولن يقتنع علماء العرب.


وحسب بعض الباحثين فقد أظهرت أوراق الزيتون نتيجة عالية في شفاء داء المفاصل والروماتيزمات وإصابة الشعر والأظافر والجلد وتسوس الأسنان. وكل هذه المزايا الصحية موجودة في هذه الشجرة المباركة، وقد نستفيد من ثمار الزيتون دون اللجوء إلى الأوراق، لكن يجب أن تستهلك طبيعيا، ويمكن أن نستفيد كذلك من زيت الزيتون لكن دون معالجة قبل عصرها ودون تصفية الزيت بل يكفي التحثيل الطبيعي وليس عن طريق الطرد المحوري الذي أصبح هو المستعمل في جل الدول العربية المنتجة للزيتون، وكل هذه المعدات يجب تفاديها لتبقى جودة الزيتون الصحية عالية ولألا يفقد هذا المنتوج المكونات التي خلقه الله من أجلها.
ليس من الممكن حصر كل الأبحاث التي أجريت على ثمار الزيتون فيما يخص الاستشفاء والفوائد الصحية والطبية، لكن سنحاول تطويق الموضوع بإحالة القارئ على المنشورات العلمية بعد عرضها وبيان موضوعها.

كل الأبحاث التي أجريت على خفض الكوليسترول الدموي عن طريق تناول زيت الزيتون، بينت أهمية تفادي الإصابات المتعلقة بالقلب والشرايين، وأهم مكون في زيت الزيتون هو حمض الأولييك. وهناك علاقة كبيرة كذلك لهذه الإصابات أو للكوليسترول مع أمراض أخرى كالسكري وارتفاع الضغط والسمنة.والثابت حول دور زيت الزيتون في خفض الكوليسترول الدموي، أن الأحماض الغير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون خصوصا حمض الأولييك، وكذلك الفيتامينات والبوليفينولات التي يحتوي عليها زيت الزيتون، وكل هذه المواد تقي الليبوبروتينات الثقيلة LDL من التأكسد (Reaven et al., 1991 ; Reaven and Witzum, 1996 Reaven, 1996).

لا شك أن دور زيت الزيتون في الحد من الإصابة بأمراض القلب والشرايين، أصبح جليا ولا مجال لذكر الأبحاث العديدة التي أجريت في هذا الصدد (Sanders 1996; Le Tutour et al., 1992; EAS, 1992 ) وقد توصل بعض الباحثين إلى ملاحظة بعض الأحداث التي أدت بهم إلى تناول هذا الموضوع ضمن الأبحاث المهتمة بالأغذية الصحية أو الجانب الحميوي Dietetic لبعض المركبات، وكان على رأس هذه الملاحظات والاستنتاجات:

1.أن سكان حوض البحر الأبيض المتوسط لا يصابون بأمراض القلب والشرايين (De Lorgeril et al., 1994;1991; Spiller1992EAS)، ويقل السرطان كذلك في هذه المنطقة، ويرجع الفضل في هذا الحادث العجيب إلى كون سكان هذه المنطقة يستهلكون الزيتون وزيت الزيتون بكثرة، وحيث أجريت بعض الأبحاث (, 1992et al.Reaven 1996; Sirtori; 19931992;Mensink and Katan,) تبين أن الأحماض الدهنية الغير المشبعة، الأحادية أو المتعددة هي المسؤولة عن الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض. وهذه الأحماض الموجودة في زيت الزيتون هي من فئة 3 أو ما يسمى بالحمضيات الغير المشبعة المتعددة Polyinsaturated Fatty Acids n-3 أوOmega-3 وهي الأحماض التي تؤثر على وظيفة الصفائح الدموية وهي المكونات المسؤولة عن تصلب الشرايين .
والمعروف في الميدان الطبي فيما يخص أسباب الإصابة بتصلب الشرايين على الخصوص، أن الكوليسترول هو المركب المسؤول عن هذه الإصابات. والكوليسترول يوجد على شكلين: الكوليسترول الخفيف LDL والكوليسترول الثقيل HDL، ويعتبر هذا الأخير نافعا بينما يعتبر الأول ضارا. ويودي وجود الكوليسترول الثقيل بنسبة مرتفعة في الدم إلى الإصابة بتصلب الشرايين الذي يؤدي إلى ضيق أو انسداد الشرايين وضعف جريان الدم. ويساعد على هذا الحادث وجود دهنيات مشبعة وهي الدهنيات الحيوانية في الغذاء، ويرتفع هذا المرض في الدول الغربية حيث تمثل الحمضيات من نوع حمض اللوريك وحمض الميريستيك وحمض البالميتيكمن60 إلى 70 % من الأحماض الذهنية المستهلكة. وتوجد هذه الأحماض في الدهنيات الصلبة مثل الزبدة والشحم الحيواني.

2. أن سكان المناطق الثلجية (القطب) أو الإسكيمو لا يصابون ولا يعرفون أمراض القلب والشرايين، وقد فسر الباحثون هذا الحدث باستهلاك هؤلاء السكان للأسماك التي تحتوي على حمضيات ذهنية تحول دون الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهذه الأحماض تكون من فئة الأحماض الغير المشبعة المتعددة من نوع n-6 أو ما يسمى ب PIFA (Poly Insaturated Fatty Acids) Omega 6 وهي كذلك حمضيات تؤثر على وظيفة الصفائح الدموية وهي المكونات الدموية المسـؤولة عن تصلب الشرايين، وتعمل الحمضيات الغير المشبعة n-6 نفس العمل الذي تعمله الحمضيات الدهنية من فئة n-3 الموجودة في زيت الزيتون.

ومن جهة أخرى فإن التدقيقات التي توصلت إليها الأبحاث الميدانية إلى حد الآن، لا يمكن حصرها ولا حتى ذكرها لتعدد المواضيع والنتائج. فأهم هذه النتائج أن الحمضيات الغير المشبعة إما الأحادية أو الثنائية أو الثلاثية تحول دون تأكسد الكوليسترول الخفيف أو الليبوبروتينات الخفيفة LDL، وهذا التأكسد هو الذي يتسبب في وقوع التصلب داخل الشرايين، وتكون الوقاية ضد التأكسد عالية بالنسبة للحمضيات الغير المشبعة المتعددة بالمقارنة مع الحمضيات الأحادية.
وتعتبر زيتون مند القدم أحسن مطهر ومريح للجلد، وأحسن مرطب للشعر وأحسن واقي من أشعة الشمس وأحسن مطهر ومضمد للجراح. وبالنسبة للجروح بما في ذلك جروح العمليات وفاستعمال زيت الزيتون يعتبر من أحسن ما يمكن أن يستعمله الإنسان.




د . محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذمحاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط*)

يتبع بإذن الله عز وجل .

[/frame]

هدى نورالدين الخطيب 24 / 01 / 2008 31 : 10 AM

رد: علم التغذية (9)
 
[frame="1 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الغالية الأستاذة وفاء تحياتي
رائعة جداً و قيّمة هذه الموسوعة الغذائية التي تعدينها
بارك الله لك و بك
لكني كنت أفضل أن تضم في ملف واحد كموسوعة حتى لا تختلط بباقي الأبواب في هذا المنتدى
بالفعل موسوعة قيّمة جداً
لك كل الشكر و التقدير على هذه الثروة التي تضعينها بأيدينا
دمت و سلمت أختي الغالية
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
http://www.alhnuf.com/gallery/albums...20%2852%29.jpg
[/frame]

وفاء النجار 24 / 01 / 2008 34 : 03 PM

رد: علم التغذية (9)
 
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

الغالية الأستاذة هدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على طيب المرور والمشاركة .

لقد فكرت أن أطلب من الإدارة أن تخصص واحة للتغذية لكن امتاحانات إبراهيم شغلتني * فأختك هي من تتابع معه كل المواد * لذلك تأخرت عن الإستمرار في إدراج السلسلة يوميا كما قررت في البداية ؛ أحيانا أشغل الجهار وأظل متصلة بالموقع ويناديني فأدع الجهاز و أذهب لأمارس مهنة التدريس :tongue: ... الله المستعان .

ومن هنا أتمنى أخيتي أن تمنح الإدارة واحة للتغذية مستقلة .

شكر الله لك هذا الإهتمام وألبسك ربي جل في علاه لباس الصحة والعافية وأسعدك بدنياك وآخرتك إنه جواد كريم .
http://www.pichotel.com/pic/747Dul4I/6359.jpg


[/frame]

هدى نورالدين الخطيب 26 / 01 / 2008 54 : 09 AM

رد: علم التغذية (9)
 
[frame="1 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الغالية الأستاذة وفاء كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟
جزاك الله كل خير و الله سبحانه يعطيك ألف عافية على الجهد في هذا الملف و على الجهد مع إبراهيم حفظه الله و بارك الله لك به و بأخواته
ذكرتني بأيام الامتحانات، حين كان ابني صغيراً كانت تقوم حالة استنفار كاملة في البيت، آخذ إجازة و لا أستقبل أو أزور إلخ..
لعل كل ما كنت أفعله مع شـادي يبدو لي غريباً كما يبدو له من شدة خوفي و حرصي عليه، تصوري أني كنت أكوي له النقود الورقية يومياً لأعقمها من شدة خوفي عليه، سبحان الله.
كنت أقصد وضع علم علم التغذية في ملف واحد متسلسل.
بالنسبة للمنتدى الخاص بعلم التغذية هذا حقك طبعاً إذا أردت هذا و رأيته، ما زال أمامنا بعض الوقت فعملية نقل المفات من منتدى إلى آخر سهلة جداً فلا تحملي هماً لها و سيكون بإذن الله ما ترينه مناسباً.
بالمناسبة أختي هل لديك وصفة " الثريد " تلك الأكلة المفضلة عند رسولنا الحبيب صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم؟
كذلك ما نجهله إى حدٍ ما نحن في بلاد الشام ما يعرف بالليمون النومي فوائده و طريقة صنعه، يقال أن له فوائد صحية.
شكراً جزيلاً لك أختي و تفضلي بقبول فائق آيات تقديري و مودتي و احترامي
http://www.alhnuf.com/gallery/albums...20%2857%29.jpg

كتاب ابراهيم المدرسي
و أخواته أحلى الورود حماهم الله لك
http://www.alhnuf.com/gallery/albums.../whiterose.jpg

[/frame]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء النجار (المشاركة 4298)
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

الغالية الأستاذة هدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على طيب المرور والمشاركة .

لقد فكرت أن أطلب من الإدارة أن تخصص واحة للتغذية لكن امتاحانات إبراهيم شغلتني * فأختك هي من تتابع معه كل المواد * لذلك تأخرت عن الإستمرار في إدراج السلسلة يوميا كما قررت في البداية ؛ أحيانا أشغل الجهار وأظل متصلة بالموقع ويناديني فأدع الجهاز و أذهب لأمارس مهنة التدريس :tongue: ... الله المستعان .

ومن هنا أتمنى أخيتي أن تمنح الإدارة واحة للتغذية مستقلة .

شكر الله لك هذا الإهتمام وألبسك ربي جل في علاه لباس الصحة والعافية وأسعدك بدنياك وآخرتك إنه جواد كريم .
http://www.pichotel.com/pic/747Dul4I/6359.jpg


[/frame]


وفاء النجار 28 / 01 / 2008 19 : 10 AM

رد: علم التغذية (9)
 
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذتي الغالية هدى السلام عليكم ورحمة الله تعاتلى وبركاته

شكر الله لك طيب المرور والمشاركة .
اما بالنسبة لتعقيم النقود :tongue: فهي رائعة جدا لم أفكر فيها :smile:.
لكنني لا أعمل إلا على تعقيم أيادي أولادي :tongue: بحيث دائما معي في الحقيبة صيدلية صغيرة و أهم ما بها المسحة الطبية حتى كلما أراد أحدهم أن يشرب أو يأكل أمسح له يديه بها ولربما نحتاجها دون أكل :smile: بعد اللعب ... الله المستعان .

وفعلا أيام الإمتحانات هي حالة طوارئ بالبيت .

أصلح الله لكِ ابنك و وفقه الله عز وجل وسدده لكل الخير وجعله قرة عينيك وأسعدك وإياه في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وبالنسبة لموضوع التغذية فقد طرحت استشارة للأستاذ طلعت سقيرق ومستعدة أن أسلك الدرب الذي اختارته الإدارة .
أنتظر الرد طبعا .
هذا و صلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين .
[/frame]

وفاء النجار 14 / 02 / 2008 42 : 09 AM

علم التغذية (10)
 


[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الشجرة المباركة من خلال يقين القرآن وبحوث العلماء
الفوائد الصحية (3)


التركيب الكيماوي للزيتون (جدول 2)
يكاد يشكل زيت الزيتون المكون الأساسي لثمار الزيتون. ويقترن الزيتون بالزيت أكثر ما يقترن بالثمار. ونعتبر تركيبة زيت الزيتون تركيبة ربانية تستحق التذكير والعناية وتستحق التدبر والتفكر، وما ذا يجدي هذا التدبر إذا لم ينفع البشرية، فالعبرة في القرآن وليست في النتائج العلمية ويجب ألا تعزى أمور دنيانا إلى العلوم، خصوصا في الوقت الحاضر الذي أصبحت فيه العلوم تستعمل كسلاح. ولا يهمنا ما ينتشر في البلدان الغربية من نتائج علمية فلا نحتاجها بل هم اللذين يحتاجون الحقيقة المطلقة من القرآن فهم التائهون وليس نحن. وهذا النهج هو الذي يجب أن يتبعه أصحاب الإعجاز العلمي. وأصبحنا نرى أن كل علماء المسلمين يتسابقون للإتيان بنتائج الأبحاث المنشورة في البلدان الغربية ليزكوا بها حقائق قرآنية فهذا المنحى سيكون خطيرا وهو الآن يبين تدبدب الباحثين المسلمين.

جدول رقم 2 : التركيبة الكيميائية لزيت الزيتون Kachouri and Hamdi, 2003))


المواد الدهنية
99 %
فيتامين E
150 مغ / كغ
فيتامين أ
-
المواد الدهنية المشبعة
من 8 إلى 25 %
حمض أولييك
من 55 إلى 80 %
حمض لينولينيك
من 0.5 إلى 1.5 %
حمض لينولييك
من 3.5 إلى 21 %
البوليفونولات (مغ / اللتر)
هايدروكسيتيروزول
27.3
تيروزول
21.4

3,4 dihydroxyphenylacetic حمض
1.3

P- hydroxyphenylacetic حمض
44.5

P- hydroxybenzoic حمض
2.6
حمض الفانيليك
6.8
حمض الكافييك
0.7
حمض الكومريك
4.4
حمض الفريليك
3.2
فانيلين
6.3
الألوروبيين
259.3



1. المركبات الأساسية

تتكون حبوب الزيتون من فواكه بحجم صغير بالمقارنة مع فواكه الأشجار الأخرى كالمشمش والبرقوق، وهي تقترب حجما من التمور والعنب، ولكن هذه الفواكه لا تؤكل مباشرة مثل ما تؤكل الفواكه الأخرى وإنما تمر من مراحل التخمر لتصبح جاهزة للأكل، ولو أمكن تناولها مباشرة لكان خيرا لكن المذاق المر لا يتحمله الإنسان. وتستعمل حبوب الزيتون لاستخراج الزيت وأخرى تخص الأكل وليس هناك ما يدعو إلى العزل إلا الحجم. وربما تأتي عملية استخراج الزيت بعد اختيار الحبوب التي تخمر.

وثمار الزيتون عبارة عن حبوب تتكون من جزئين اللب والنواة ويمثل القسم الأول من 94.5 إلى 98 % والقسم الثاني أو النواة من 2 إلى 5.5 %بالنسبة للمواد الجافة وتحتوي النواة على قسمين القشرة الداخلية واللوزة. أما فيما يخص المركبات الكيماوية فالزيتون لا يحتوي على سكريات كثيرة كما هو الشأن للثمار الأخرى ويصل مستوى السكريات إلى ما بين 2 و 5 % بينما يصل معدل السكر في الثمار الأخرى إلى 12 %. كما يتميز الزيتون بنسبة عالية من الدهنيات بالمقارنة مع الثمار الأخرى التي تنعدم فيها الدهنيات. وما يميز ثمار الزيتون هو وجود كليزيدات تعطي المذاق المر والتي لا توجد إلا في الزيتون مثل مكون الألوربيين، وتوجد الدهنيات في اللب الداخلي على القشرة كما توجد الألياف الخشبية في النواة أو الغلاف الخشبي للوزة. ولا شك أن العناصر الغذائية متوفرة في الزيتون ولو أن المركبات الثانوية هي التي تلعب الدور الطبي في المهمة. ويصل مستوى البروتينات إلى ما بين 9.6 و 10.5 %في القشرة الخارجية واللب. تصل الأملاح المعدنية إلى 2.3 % في اللب وهذه المكونات هي ذات أهمية قصوى خصوصا إذا علمنا أم زيت الزيتون غنية بالفيتامينات والمركبات والحمضيات الذهنية الأساسية خصوصا الغير المشبعة.

2. المركبات الثانوية

الطوكوفيرولات
من المركبات الهامة التي يحتوي عليها زيت الزيتون نجد في الصف الأول الطوكوفيرولات وأشهرهاαTocopherol الذي يوجد بنسبة تصل إلى 43 مغ / 100غ من الزيت. ولا تزال الأبحاث جد متأخرة حول الدور أو المنافع التي تعزى لهذه المادة، ولا توجد الطوكوفيرولات الأخرى ومنها β و γ إلا على شكل أثر في الزيت.

البوليفونولات
توجد هذه المركبات في حبوب الزيتون أو اللب وأثناء العصر تنتقل هذه المركبات إلى الزيت، بتركيز ضعيف حسب الطريقة وحسب حدة الأسلوب المستعمل لاستخراج الزيت، وتشمل البوليفونولات مركبات كيماوية متعددة، ومنها البوليفونولات البسيطة وتشمل حمض الفانيليك، وحمض الغاليك وحمض الكوماريك وحمض الكافيك والتيروزول والهايدروكسيتروزول ويصل تركيز هذه المركبات في الزيت إلى 4.2 مغ في 100 غرام من الزيت الخامة و 0.47 مغ في 100 غرام من الزيت المصفى وتحتوي زيت الزيتون على مركبات أخرى كالأولوروبيين 2.8 مغ / 100 غرام والليكسروزيد 0.93 مغ /100 غرام كما تحتوي على مركبات أخرى كبيرة مثل الليكنان 4.15 / 100 غرام في الزيت الخامة و 0.73 مغ / 100 في الزيت المصفات وإلى جانب هذه المركبات نجد الفلافونويدات ومنها الأبيجيتين والليتيولين.

المركبات المنكهة
ويصل عدد المركبات التي تلعب دورا في نكهة ومذاق الزيت إلى 70 مركبا، وهي مركبات عديدة تكون غالبا على شكل أثر في الزيت، ولها قوة كبيرة في إعطاء المذاق والرائحة والنكهة للزيت، وتشمل عدة مجموعات من المواد الكيماوية المعروفة بخاصيتها النكهوية ( الكحولات العالية والسيطونات والإسترات والفيوران والمشتقات التيربينية والمركبات المنحدرة من حل بعض الحمضيات الغير المشبعة).

تعيش شجرة الزيتون حياة طويلة، حيث يمكن أن تعمر من 300 إلى 600 سنة، أو حتى أكثر من ذلك. وتبقى هذه الشجرة قادرة على النمو من جديد لتعطي شجرة جديدة ولو ماتت الساق والأغصان. يصل عدد أشجار الزيتون الموجودة اليوم فوق سطح الأرض إلى 800 مليون شجرة، تنتمي إلى 400 صنف مختلف منتشرة في أنحاء العالم. ومما يثير الإعجاب أكثر من الأعداد الضخمة لأشجار الزيتون هي النسمات الإلهية التي تفوح من أغصان هذه الشجرة.

أما فيما يخص الأبحاث الميدانية، فقد قمنا بدراسة هذا الماء الأحمر الذي يفصل عن الزيت (جدول رقم1)، والذي نسميه بالأنجليزية mill waste water Olive، وهو إلى حد الآن يعتبر من المياه المستعملة أو المياه الملوثة، وهو طرح خاطئ. وقد درسنا أولا الخصائص الأحيائية لهذا الماء أو الصبغ، فتبين أن هذا الماء الذي يعبر عنه القرآن بالصبغ، خال من الجراثيم ((Mouncif et al., 1993 ، إلا بعض الباكتيريا اللبنية وبعض الخمائر والفطريات وهي جراثيم غير ضارة للإنسان، وبهذا فهو يمكن أن يبقى دون تحلل لعدة سنوات تقدر بالعشرات السنين. ودرسنا كذلك الخصائص الكابحة للجراثيم المضرة لهذا الماء أو الصبغ، وتبين أنه جد فعال في كبح نمو الجراثيم، وبهذه الخاصية يمكن أن يستعمل كمادة طبيعية لتحفيظ المواد الغذائية، بدل المضافات الكيماوية الصناعية الخطرة. ثم درسنا كذلك مدى أهميته على إبطال فعل بعض الأنزيمات، فتبين أن إبطال النشاط الأنزيمي كان واضحا جدا، ولا تزال الأبحاث في شأن هذا السائل سائرة في مختبرنا، إلى أن نتوصل إلى إيجاد أسلوب يجعله يستهلك مباشرة، أو يستعمل مع مواد سائلة أو صلبة والله الموفق.


.أد . محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذمحاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط*)

يتبع بإذن الله عز وجل .



[/frame]

هدى نورالدين الخطيب 16 / 04 / 2008 19 : 04 AM

رد: علم التغذية (10)
 
</B>[frame="15 10"]
مرسل من قبل الأستاذة وفاء النجار ( أنشره بالنيابة عنها لعدم تمكنها من نشره)



صورة تبين الخاصية الكابحة لنمو الجراثيم لصبغالزيتون




فالمعروف عن شجرة الزيتون أنها تعطي الزيت، وهو أمر لا يحتاج إلى توضيح لغوي أو تدقيق علمي، لكن الصبغ الذي جاء في القرآن، والذي يستخرج من الزيتون مع الزيت أثناء العصر فليس معروفا، وهذا ما لفت نظرناوقادنا إلى البحث الميداني حول حقيقة كل مشتقات الزيتون بما في ذلك الأوراق.

فلقد بدأت بعض الحقائق تظهر، لتبين أهمية هذه الكلمة من الناحية العلمية المحضة. فالصبغ الذي يتكلم عنه القرآن، هو الماء الأحمر الذي يفصل عن الزيت بالتحتيل، ويرمى مع المياه المستعملة. وقد اعتقد الباحثون في ميدان البيئة أنه جد ملوث، ويجب أن نعالجه، وتعددت الشركات التي تريد أن تعالج هذا الماء في البلدان المنتجة للزيتون، وازداد اهتمام بعض الباحثين بالموضوع. ويتكون هذا الماء الأحمر من صبغ كما جاء في القرآن، والصبغ يعني من الناحية اللغوية كل مادة تصبغ أو تعطي لونا لكل الأشياء التي تصيبها أو تختلط معها، ومن الناحية الكيماوية هي مركبات عضوية توجد في الزيتون، وتمتاز بخاصية تغيير لونها مع التأكسد والضوء، وتشمل هذه المواد كل من البوليفينولات (polyphénol) والمواد الدابغة (tanins) وبعض المواد الملونة الأخرى مثل الأنطوسيانات.(Antocyans) والمعروف عن هذه المركبات أنها تحول دون التأكسد Antioxydants(Le Tutour and Guedon, 1990) وهو شيء في غاية الأهمية بالنسبة للجسم. وتكون كذلك هذه المواد كابحة للجراثيم والأنزيمات( Fleming et al., 1973; Walker, 1996; Tassou et al., 1991; Renis, 1969)، وتمتص الأوكسايجن ومزايا أخرى منها ما توصل إليه العلم ومنها ما يزال طور البحث. وعلى إثر هذه الأهمية تكونت جمعيات بدول أوروبا خصيصا لدراسة هذه المزايا.

والمعروف طبيا أن البوليفينولات والمواد الدابغة عموما، تصنف مع المواد المضادة للتأكسد، وهو ما يعطيها ميزة المواد الكابحة للسرطان عند الإنسان. وتكمن أهمية زيت الزيتون الطبية في هذه العوامل، علاوة على الحمضيات الغير المشبعة من فئة 18 كربون أو حمض الأولاييك واللينولانيك بالإضافة إلى الفيتامينات الذائبة في الدهون ومنها الطوكوفيرولات. ولا تزال الأبحاث قائمة في شأن مكونات زيت الزيتون، وهناك العديد من المختبرات التي تعمل الآن جادة على توضيح واكتشاف أهمية هذه الزيت، إلى درجة أنه أصبح يحمل اسم الذهب الأخضر في أوروبا وأمريكا.

ولا زلنا لم نتوصل بعد إلى استهلاك هذه المادة التي يتكلم عنها القرآن. لكن الذي نعلمه يقينا هو أن لها أهمية صحية كبيرة، وأن فيها نفع للإنسان. وقد بينها الله سبحانه وتعالى في هذه الآية. وجاء لفظ الصبغ كنكرة تامة، لأنه ليس المنتوج الأساسي لشجرة الزيتون، والمعلوم أن هذه الشجرة تعطي الزيت أو الدهن كمنتوج أساسي Product، والصبغ كمنتوج ثانوي By product، لكن ليس من حيث الأهمية وإنما من حيث الكمية. ويكون التفسير على هذا النحو: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" أي بمعنى منتوج أساسي وهو الزيت للتغذية،ومنتوج ثانوي وهو الصبغ للمنفعة الصحية. ولذلك جاء الدهن معرفا بالألف واللام والصبغ نكرة تامة. فلا زلنا لا نأكل هذا الصبغ رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول أنه للآكلين، ولو شاء الله لكان التعبير معرفا، ويكون صحيحا، "بالدهن والصبغ للآكلين" أو يكون نكرة تامة "بدهن وصبغ للآكلين" لكن التعبير القرآني جعل النسق اللغوي يطابق الحقيقة العلمية.

المراجع

القرآن الكريم
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
سنن الترمذي
صحيح البخاري

أ.د . محمد فايد

[/frame]


الساعة الآن 11 : 12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية