منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   معرض صور شاعرنا الغالي ( للفنان فتحي صالح) (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=476)
-   -   مما كتبته عن صديقي طلعت (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=21829)

فتحي صالح 01 / 01 / 2012 28 : 06 PM

مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="11 98"]رسمت له بطاقة و هو لا يزال نائماً في العناية المشددة في مشفى تشرين .... كتبت فيها :
[frame="13 98"]
إلى أقرب الأصدقاء الشاعر الكبير طلعت سقيرق / بالشفاء العاجل

[frame="13 98"]مازالت لنا أيامنا .. معاً سنملؤها بالعطاء و الإبداع ..
مازالت لنا أحلامنا .. دافئات ، فانهض يا صديقي نلتقطها ..
مازال لنا الأصدقاء .. أوفياء ، صادقون ، يجتمعون على محبتك و صوتك الرخيم ..
سلام لقلبك ، و عليك السلام بيننا ..
سكبنا شاينا ساخناً لم يزل ..
أسرع إلينا ..
فنحن بانتظارك عند قهوة الروح .. [/frame]

فتحي صالح الساعة الثامنة مساء السبت 3/9/2011

[/frame]
[frame="13 98"]ملف مرفق 3928[/frame]
[/frame]

فتحي صالح 01 / 01 / 2012 03 : 07 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="11 98"][frame="13 98"]بعد غيابه جسداً كتبت :

[frame="13 98"]
الشاعر و الأديب طلعت سقيرق
يسكب حبره فيضاً من السحر و الدهشة
فتحي صـــالح

[align=justify]لن أسدل ستائر روحي عن شاينا الساخن في شرفة الانتظار الطويل ، فحكاية عمرنا لم تزل مفتوحة نصوصها على أفكارنا المشتركة ، و مشاريعنا الكثيرة التي رسمنا ظلالها على مكتبك في المجلة بغفلة من الأصدقاء ، و صيّرناها إبداعاً لافتاً بإخلاصنا و تماهينا في دفء المكان و محبة الأصدقاء .. لن أتمهل في إتمام وعدي و نبض ضحكاتك داخلي يوقد مدفأة القلب ، فأنا الآن أتكئ على الحد الفاصل بين روحينا أحلق في الليلكي و أستنير بضوء الحدس و البصيرة .. و أنا الآن مسكون بوشوشات يراعك في ثنايا الشعر ، و ما هو استثنائي و مبدع في إرثك الأدبي .. و أنا الآن أراقب طيفك في مئة و عشرين بطاقة رسمتها لديوانك المفتوح زمنياً ( ومضات ) الذي كنا على وشك الإضافة إليه ..
( عشرون قمراً للوطن ) ، عشرون عاماً من الصداقة و المحبة بيننا ، شاعر و فنان مثلما واحد يلتقيان عند حدود السحر و الدهشة ، يمطران ألقاً و فخراً و تصالحاً في فضاء الإبداع .. طائرك الليلكي المستحيل أنت خلقت دهشته ، و جعلته سرمدياً في لغة لا تنسى مآثرها ... فاخلد يا صديقي مطمئن البال في فردوس مَن صاغوا عمرهم فيئاً يُظلّ النُّعمى بوارف المحبة ، و وافر الإبداع و ما يتلوه من رونق ..
سكبت روحي في بياض قلبك لأرسم لك لوحة مثلى ، و ألوان وجهك الملائكي لم تزل طازجة في لوحتي تنتظر عينيك كي تراها ، و لم تشأ.. فهل تراها روحك التي تزورني في خلوتي و أنا أدندن قصائدك و روحي تسرح في صدى صوتك القادم من الغياب ؟!!!! ............ [/frame]
[/align]
[/frame][/frame]

فتحي صالح 01 / 01 / 2012 26 : 07 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="13 98"]
رؤية تشكيلية في الديوان المفتوح زمنياً
ومضــــــــــــــــــات - بطاقات
للشاعر الأديب طلعت سقيرق

بقلم : فتحي صـــالح


[align=justify]حين كان الشعر قد دخل روحي خلسة دون أن أشعر ، و قد بلغت الرغبة حد البوح في عالم يراك فيه الآخرون غريب الأطوار فلا بد من الكتابة ، و لأن المشهد السياسي و الاجتماعي و بوجود موهبة أخرى دفعتني بقوة أكثر نحو التعبير اللوني – عالم الفن التشكيلي – كان لابد من التعويض ، و من المصادفات الطريفة أن يأتي هذا التعويض من خلال مبدع آخر يحتاج إلى تعويض من نوع مكمل ، فالشاعر الذي عشق الرسم و لم يتقنه وجد في الفنان التشكيلي ذلك الجزء المتمم ..هكذا في العام 1991 كانت بداية التماهي الروحي بيني و بين الشاعر طلعت سقيرق . و هنا لا نية لي في استعراض كنه الصداقة المثالية بيننا ، و إنما التلويح بالعلاقة التشكيلية الأدبية بنموذجها الشعري لدى صديقي الذي كانت لنا تجربة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي و العالمي . ديوان شعري مفتوح زمنياً يمكن الإضافة إليه في أي وقت تحت عنوان – ومضات - ، الديوان ليس له دفتين تجمعانه في صفحات متسلسلة كما هو معروف ، و إنما هو بطاقات بريدية يجتمع فيها الشعر و الرسم على وجه واحد ضمن تكوين فني متناسق ، و يمكن تداولها بشكل منفرد ...
اتفقنا أن تكون المرحلة الأولى على خمس سنوات ، كل عام نضيف مجموعة مكونة من ثماني عشرة بطاقة و حدث ذلك منذ العام 1996 إلى العام 2000 ضمناً حيث صدر من الديوان خلال هذه الفترة ( 88 ) ثمان و ثمانون بطاقة مطبوعة أتبعناها بـ ( 25 ) خمس و عشرين أخرى لم يتسن لنا طباعتها ..
و كنا قد اتفقنا قبل رحيله بأسابيع أن نستأنف تجربتنا ببطاقات كاملة الألوان – البطاقات السابقة كانت بلون و لونين ..
هذه المقدمة تمهيد لكي أتحدث عن الجوانب التشكيلية في النصوص الشعرية لهذا الديوان ، لا بصفتي شريكاً و إنما بصفتي ناقداً تشكيلياً ...


سألته ذات لقاء : هل حاولت أن ترسم ؟!!
أجاب : ( مع أنك فنان تشكيلي يا صديقي فما توقعت منك هذا السؤال .. كنت دائماً أحب الرسم ، و أكاد أقول أعشقه ، لكنني ما استطعت أن أرسم .. أنت تستعمل الريشة و الألوان و تستطيع أن تجيد .. أما أنا فألجأ إلى الكلمات ، أستطيع من خلالها و بها أن أرسم و أجيد ... الشعر رسم .. أو هو أقرب الفنون إلى الرسم .. )
طالما سألت نفسي كفنان ، كيف أقرأ القصيدة لأترجمها بصريا ؟!! .. يأتيني الجواب من داخلي : كيفما تشاء .. و استحضرت رؤية الناقد البلغاري بوغوميل راينوف ( بأن التعامل مع الفن أمر مشيئي ، كل عنصر من عناصر الطبيعة قد يحطم عفوية التلقي ، أما القواعد فهي دائماً شكل للطبيعة الذهنية .... و المهم في النهاية هو ليس كيف ننظر بل ماذا نرى ..) ..
و أول ما نراه في ومضات الشاعر طلعت سقيرق هو جمالية التصوير و جمالية التصور الذهني للمفردات التي تعكس صوراً تشكيلية تمثل نموذجا نظرياً أو قاعدة للتمثيل البصري ، فالصور الذهنية المتلاحقة هي مشاهد يمكن اختزالها في صور بصرية ملونة بصيغ تعبيرية رمزية ، أو سريالية خيلائية ، أو حتى واقعية .. في النموذج التالي توصيف بصري مقترح لإحدى قصائد الديوان : [/align]


[table=99%][tr=tcat][td]القصيدة / بعنوان – المحبة -[/td][td]توصيف بصري مقترح[/td][/tr][tr=alt1][td]روحي المحبّةُ و الصّفا[/td][td]طائر أبيض منقى بالثلج و البرد[/td][/tr][tr=alt2][td]لا وقت عندي للعتابْ[/td][td]يطير بعيدا عن أسراب طيور سوداء[/td][/tr][tr=alt1][td]ما أجملَ العمرَ الذي فيه المودة و الشّبابْ[/td][td]الطائر يتجه نحو الأفق الرحب يصفق بجناحيه القويين فيبرز الألق و العنفوان[/td][/tr][/table]:nic39:

[align=justify]التعبيرية في التشكيل هي أن تبالغ في التوصيف من خلال تضخيم و توسيع فسحة المشاعر و الانفعالات المنعكسة في الصورة البصرية و ويظهر ذلك أكثر من خلال الألوان المعبرة عن تلك الحالات و من خلال الخطوط التي تشتد قوتها ...
في الديوان – ومضات - تعبيرية الصورة الذهنية في أحيان كثيرة مركبة و متداخلة في تصورات يخلقها برهافة ، نموذجها في القصيدة التالية بعنوان ( غريب ) :
غريبٌ أنا و ارتحالُ السنينْ
يقصُّ جناحي و لا يستكينْ
يبعثرُ ريشَ المنى هازئاً
و عمري على كلِّ سطرٍ أنينْ
تعبتُ و نصلُ الهوى قاتلٌ
يجرُّ بقايا فؤادي الحزينْ
الغربة و الارتحال ، قص الجناح ، عدم الاستكانة ، بعثرة الريش ، الهزء ، الأنين ، التعب ، القتل ، الجر ، الفؤاد الحزين : في الترجمة البصرية كل هذه التوصيفات صور تعبيرية يمكن إسقاطها من خلال التعبير باللون و الخط كحالات انفعالية شديدة الـتأثير النفسي في المتلقي البصري ..
الرمزية في التشكيل هي أن ترسم عنصرا ما لتستعير صفته و تسقطها على عنصر آخر تضمره في نفسك بصفته عرفاً أو خلقاً ابتكارياً ، فالشمس عرفاً في الثقافة العربية و حتى العالمية هي رمز للحرية ، و الحمامة البيضاء رمز للسلام ، و الأسلاك الشائكة رمز للأسر ..... الخ ، حينما أرسم شخصاً تحت طاولة مسئول قد أرمز به لشخص بعينه أو أرمز لظاهرة متفشية – التبعية و تمسيح الجوخ مثلاً ... – و قد يتداخل المعنيان في انتقال من الخاص إلى العام و هذا ترميز ابتكاري ..
ابتكارية الرمز لدى الشاعر طلعت سقيرق تطغى لأنه مبدع استثنائي سآخذ نموذجها عبارات من قصائد مختلفة :
( شبابيك التمني ، تاج الغرام ، مفاتيح روحي ، خطوتي أكبر من كل الأرصفة ، شفتاي قيثارة و نغم ، تفاح الصباح ، شعلة نفسي ، أذوب على جمر همي ..... ) .. و هنا سأترك الاحتمالات مفتوحة على التأويل ، فلكل منا تفسيراته الخاضعة لطبيعة ثقافته و مدركاته ، يهمني هنا توصيف المدرك السمعي كتأويل بصري قابل للترجمة التشكيلية ...
الواقعية في التشكيل هي أن تجسد فكرتك باستخدام عناصر واقعية منطقية ، و للواقعية هنا أنماط منها ، الواقعية الكلاسيكية و الواقعية الفوتوغرافية ، و الواقعية التعبيرية ، و الواقعية المبسطة .. و لست هنا بصدد الشرح التفصيلي ، و إنما عمومية الفكرة حيث نجد في قصائد صديقنا الشاعر طلعت أن الواقعية بصيغتها الواضحة قليلة ( صدمني أحد المارة و مضى ، كانت الوجوه أكثر ألفة ، مد يده و صافحني ، فرد العصفور جناحيه .... ) . و القلة هنا أمر طبيعي لأنه مبدع حقيقي و هو يرى ما وراء الواقع من إذهال و سحر و هذا يقودني بشكل أو بآخر إلى الصورة السريالية الخيلائية في تجربته الشعرية عامة ، و في ديوانه – ومضات – المفتوح زمنياً خاصة ..
السريالية في التشكيل بوصفها المبسط هي أن ترسم عناصر واقعية و تركبها تركيباً خيلائياً كما في الأحلام و أحلام اليقظة ، أن تحلق بخيالك في اتجاه الابتكار بعيدا عن كل الضوابط ، و ما أكثر هذه الصور لدى صديقنا بصيغ أشد تعقيداً و تداخلاً ( غيبت وجهي بين صدرك و السماء ، كنت بينك و المرايا زهرة في كوب ماء ، يداك من ذهب الربيع ، الشارع معلق على حبل المطر ، فواصل الوقت تستريح ، من شطحة الحلم البعيد ، أدخل لحم المسافات ، سلة الحزن استفاضت ....... )
الزمان و المكان في البطاقات مبنيان على الانفتاح المطلق فلا حدود لزمان ، و لا أرض محددة يقع فيها الفعل و الحدث ، الأفق رحب و ممتد و واسع وسع الروح و وسع الخيال الجانح للمدى ، دليل كونية المحتوى .. كونية العلاقة الإنسانية ، في البطاقات شعور بالدفء و التحليق ، شعور بالآخر القابع في أي مكان من الكون ...
التناص بين اللوحة و القصيدة :
تارة أرسم اللوحة و هو ينظم القصيدة بناء عليها ، و تارة هو ينظم القصيدة ثم أرسم أنا اللوحة و هنا مجازاً أطلقت على هذه العملية اسم التناص مستعيراً ذلك من التناص في الشعر و الأدب و أنا لا أدعي أن التناص متطابقاً كلية في البطاقات بين اللوحة و القصيدة لأنني من جهتي كنت أستلهم القصيدة و أبني عليها تداعيات أجسدها في هيئة ألوان ، و يمكن أن أدعي أن صديقي كان يفعل ذلك و هذا ما أعتبره تناصاً إلهامياً تكون فيه القصيدة محرضاً و سبباً في خلق اللوحة و كذلك اللوحة محرضاً و سبباً في خلق القصيدة ، و من ثم يتماها الخلقان في شكل بطاقة ...
لحظة تأمل خيلائي في الديوان الزمني :
تقول النظرية: إن النقطة لا أبعاد لها ، فإذا تحركت في مسار شكلت خطاً ، و الخط إذا انسحب شكل مساحة ، و المساحة أذا انسحبت شكلت حجماً أو كتلة ، أما الكتلة إذا انسحبت فهي تتحرك من مكان لآخر و هذا الانسحاب يحتاج لزمن ...
النقطة بلا أبعاد ، الخط له بعد واحد نطلق علية البعد الأول .. المساحة لها بعدان العرض و الارتفاع و نطلق على الارتفاع البعد الثاني .. الكتلة لها ثلاثة أبعاد العرض و الارتفاع و العمق و نطلق على العمق البعد الثالث .. أما الزمن فهو البعد الرابع و هو بعد مستمر عداده لا يتوقف عند حدود ...
يتساءل واحد من أصدقاء الشاعر إلام ترمي ؟!! و ما علاقة هذا بصديقنا و ديوانه ؟!! ..
أجيبه : تأمّل في هذا التحليل : [/align]


[table=99%][tr=tcat][td]البعد[/td][td]المعادل الشعري[/td][td]التوصيف العلمي[/td][td]التوصيف الأدبي[/td][/tr][tr=alt1][td]بلا أبعاد[/td][td]يداكِ[/td][td]نقطة[/td][td]كلمة[/td][/tr][tr=alt2][td]البعد الأول[/td][td]يداكِ من ذهبِ الربيعْ[/td][td]مستقيم[/td][td]شطر[/td][/tr][tr=alt1][td]البعدان : الأول و الثاني[/td][td]يداكِ من ذهبِ الربيعْ
تنقِّطان شمساً على صدري
أستقلُّ الدروبَ و أمضي
خطوتي أكبرُ من كلّ الأرصفهْ
عينايَ شجرتانِ تضحكانْ ..
شفتايَ قيثارةٌ و نغمْ ...
كمْ أنتَ جميلٌ أيُّها العالمْ
و كم في القلبِ من تفّاحِ الصباحْ[/td][td]سطح[/td][td]قصيدة[/td][/tr][tr=alt2][td]الأبعاد : الأول و الثاني و الثالث[/td][td]المجموعة الأولى عام 1996[/td][td]حجم[/td][td]مجموعة[/td][/tr][tr=alt1][td]كافة الأبعاد :[/td][td]كافة المجموعات و هي خمس منذ العام 1996 حتى العام 2000
و مازال الديوان مفتوحاً[/td][td]زمن[/td][td]ديوان لا ينتهي من العطاء[/td][/tr][/table][/frame]

فتحي صالح 01 / 01 / 2012 36 : 07 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="11 98"][frame="13 98"]
في حوار مع الشاعر طلعت سقيرق

أكثر قصائدي و قصصي ذات موضوعة فلسطينية
حاوره : فتحي صالح

طلعت سقيرق اسم يصعب أن نختصر عطاءاته بكلمة شاعر ، أو قاص ، أو ناقد ، فهو يكتب في كل أنواع الأدب، و له مؤلفات مطبوعة تدل على ذلك .. كتب القصيدة بكل أشكالها و ألوانها ، و القصة ، والقصة القصيرة جداً ، والمسرحية ، و الأغنية ، والدراسة النقدية ، وقصص الأطفال ، والتراجم .. و ما زال يضيف جديداً كل يوم . فماذا يقول عن كل ذلك ... و إلى أين يصل بنا الحوار ؟؟..


* هل حاولت أن ترسم ؟..
** مع أنك فنان تشكيلي يا صديقي فما توقعت منك هذا السؤال .. كنت دائماً أحب الرسم ، و أكاد أقول أعشقه ، لكنني ما استطعت أن أرسم .. أنت تستعمل الريشة و الألوان و تستطيع أن تجيد .. أما أنا فألجأ إلى الكلمات ، أستطيع من خلالها و بها أن أرسم و أجيد ... الشعر رسم .. أو هو أقرب الفنون إلى الرسم ..

* نبذة عن بداياتك .. متى بدأ الشاعر طلعت سقيرق الكتابة ؟ ...
** بدأت الخربشات منذ أيام الطفولة .. قلت في حوار أجري معي مؤخراً لا أستطيع الادعاء بأن ما كتبته أيام الطفولة كان رائعاً ، لأن في مثل هذا القول مبالغة .. كانت الكتابة مجرد خربشات ... محاولة للتعبير عن " الأنا " بالكلمات البسيطة ..

* نجدك تكتب القصيدة ، القصة ، النقد الأدبي .. ما هي الرابطة بين هذه المجالات .. و في أي مجال تجد نفسك ؟..
** أنت يا صديقي ترسم و تستطيع أن تستوعب الإجابة بمعناها الواسع .. تحت عنوان الرسم ترسم كل شيء ، لا أحد يقول لك لماذا ترسم الوجوه ، و لماذا تميل إلى رسم الطبيعة ، و بعدها ترسم بشكل تجريدي .. و هكذا .. ستقول لي كله رسم ، من حقي أن أرسم كل شيء ، ما دمت رساماً .. عظيم .. لماذا لا أكون أنا مثلك في مجال الأدب .. الشعر .. القصة ، الأغنية ، الدراسة ، المسرحية ، كله يصب في الأدب ، فلماذا لا أكتب في كل ذلك .. و ما المانع ؟.. أما أين أجد نفسي ، فصدقني إن قلت في كل ذلك ..أحياناً أميل إلى كتابة القصة فأكتبها .. أحياناًً إلى الشعر فأكتبه . ثم الدراسة .. و هكذا ..

* بعض أغنياتك مثل " ما في خوف .. ما في خوف " .. " أم الشهيد " .. " أنت الفلسطيني أنت " عرضت و انتشرت بشكل واسع و عريض ..؟ ما هو شعورك وقتها ؟ ..
** أغنيات كثيرة لي و منها التي ذكرت عرفت بشكل واسع و أذيعت مراراً من عدة إذاعات إلى جانب التلفزة .. لذلك قمت بجمعها و إصدارها في " أغنيات فلسطينية " .. شهرتها أخافتني عليها .. لذلك قمت بجمعها و طبعها ..
أختصر لك شعوري وقتها بوصف مشهد من المشاهد .. مرة ، في صالة الحمراء بدمشق على ما أذكر ، كانت فرقة الأرض تقدم بعض أغنياتي .. و عندما وصلت الفرقة إلى أغنية " ما في خوف " وقف كل من في الصالة من جمهور و أخذ يردد الأغنية مع الفرقة .. الجمهور يغني و يصفق و يتمايل .. لك أن ترى إلى هذه الصورة .. كيف أصف لك شعوري .. ما أزال أشعر بدفء هذه الدقائق حتى الآن .. الفرقة تغني .. الصالة تغني .. ما أجمل أن تصل الكلمة بهذا الشكل .. هكذا الأغنية .. أذكر أن برنامجي الغنائي " عرس الانتفاضة " كان قد فاز بالجائزة الأولى في احد المهرجانات الدولية ..
مثل هذا الشعور الجميل اعتراني بعد تقديم إحدى مسرحياتي القصيرة على مسرح مركز الشهيدة " حلوة زيدان " .. يومها وقف الجمهور و أخذ يصفق طويلاً .. هل هي الكلمة .. هل هو الصدق في الأداء من قبل الذين مثلوا المسرحية .. ربما هذا و ذاك .. لكن ما أجمل أن تجد كلمتك مجسدة ..

* قبل نظم القصيدة هل تكون لديك فلسفة معينة أو رؤية ما لشكل القصيدة ومضمونها ؟..
** في الذهن هناك دائماً حركة تسعى إلى رسم و تكوين الأفكار و الأشكال و المشاعر .. أما حين تكون في حالة التماثل مع الورقة ، حالة النزف و الفيضان ، فصعب أن تقول بالاختيار النهائي للشكل ، من عمودي إلى حر ، إلى نثر .. و أنت تعلم أن القصيدة اتسعت الآن لتضم أحياناً كل هذه الأشكال في وقت واحد .. تستدعي المنظومة بيتاً فتكون منظومة بيت .. و تستدعي مقطعاً فتكون منظومة مقطع .. و هكذا .. و التداخل يحصل في كثير من الأحيان .. أما الموضوع ، مع أن النقد الحديث ألغى مثل هذه التقسيمات ، فإنه في الذهن بكل تأكيد .. إذ لا يمكن أن تكتب في فراغ الموضوع .. و لا أقول لك إن الشاعر عندي لا يكتبه أحياناً من أجل التعبير عن حالة شعورية غامضة .. أنا معك .. فالكتابة حالة تعبير ، أحياناً تكون حالة تنفس ..

* ما هي علاقة شكل القصيدة بمضمونها .. هل يلعب المضمون في تحديد ما إذا كانت القصيدة يجب أن تكون شعراً موزوناً على بحر ما بذاته ، أو حديثاً يعتمد على تفعيلة أو أكثر يؤدي غرض الموضوع سواء كان انفعالاً أو رغبة أم تحقيق هدف له علاقة بأثر وقع " موسيقى " هذا البحر أو ذاك في نفس السامع أو القارئ يثير فيه مشاعر معينة أنت تريد إثارتها ؟..
** ربما.. في كثير من الأحيان يلعب المضمون لعبته في شد خيوط الشكل .. هذا إذا كان الشاعر يكتب العمودي و الحر و النثر .. عندها قد تأتي القصيدة في أبيات ، أو على التفعيلة ، أو قصيدة نثرية .. أقول ربما .. لأنه في كثير من الأحيان يأتي الشكل سابقاً و مصراً على أخذ الخط الذي يريد .. كل شيء خاضع برأيي للحظة الإبداع .. للتركيبة الإبداعية .. لكل هذا البناء الذي يشكل هذا الإنسان المبدع .. و هكذا .. من حين كتبت الشعر العمودي ، و شعر التفعيلة ، و النثر ، " قصيدة النثر " كما كتبت الشعر المحكي بأشكاله المتعددة أيضاً ..

* و القصة ؟..
** أكتب القصة القصيرة ، القصة القصيرة جداً ، .. " أحاديث الولد مسعود " مثلاً تقترب من الرواية ، أو هي رواية .. بينما تأتي " الخيمة " و " السكين " لتصب في مسار القصة القصيرة جداً ..

* من أين تستمد مواضيع قصصك ؟..
** أكثر قصصي ذات موضوعة فلسطينية ، كما في الشعر .. هناك طبعاً قصص تتحدث عن الإنسان بشكل عام .. لكن معظم قصصي تتناول قضيتي " القضية الفلسطينية ".. أكثرها تتحدث عن الانتفاضة .. عن المخيم .. عن العجول .. و هكذا ..

* يقال للمبدع شخصيتان ، شخصية الإنسان العادي و تتجلى في ممارسة الحياة العادية ، و شخصية الإنسان المبدع حين ينفرد إلى نفسه و يتوحد مع إبداعاته ، ما رأيك بهذا القول .. و بماذا تحدثنا عن شخصيتك حين تختلي بنفسك ؟..
** أخي فتحي أنت فنان و تعرف جوانب هذه المسألة بكل أبعادها .. على كل فإنني أرى هذه الثنائية بمعناها السريع عند كل إنسان ، فالإنسان الذي يحادثك .. غير الإنسان الذي يجلس و حيداً .. كنت أقول دائماً للأصدقاء : هناك قناع ، أو عدة أقنعة يضعها الإنسان على وجهه ، و لا يكون صادقاً غاية الصدق إلا في وحدته ، لأنه لا يحتاج إلى أقنعة .. من جهتي أحاول في حياتي العادية أن أكون صادقاً ، أقول أحاول ، و المحاولة قناع أيضاً ، لكن صدقني يضعني أحياناً في كثير من المشاكل .. الناس لا يريدون أن تكون صادقاً .. فتضطر أحياناً لوضع رتوش على مسألة الصدق ، و هو قناع آخر .. أما في حالة الإبداع ، في حالة الشخصية المبدعة .. فأكون مثل زجاج في غاية الصفاء .. انفعالاتي تبدو بشكلها الواضح .. إحساساتي .. حركاتي .. صورة وجهي .. هل يعني ذلك أنني أحمل شخصيتين .. أو أن كل مبدع يحمل شخصيتين .. أنا أرى أن شخصيتي واحدة ذات حالات انفعالية متعددة ، و التلون في الانفعال قد يضعك أمام صورة تريك شخصية مغايرة لما تعرفه .. لكن اختلاف في الانفعال ليس إلا ..

* أرى أنك تبدي في أحاديثك معي اهتماماً كبيراً بالفن التشكيلي ، و لا شك أنك ترى أن هناك علاقة وطيدة بين الفن و الأدب ، هل لك أن تكشف عن لنا عن هذه العلاقة ، و تقرنها أيضاً بالموسيقى طالما أن الفنون بأشكالها تؤثر و تتأثر ببعضها ؟..
** كما قلت لك من قبل ، أعشق الرسم و لا أستطيعه .. و طبيعي أن العلاقة قائمة بين كل الفنون .. إحساس الشاعر باللوحة أو قطعة الموسيقى ليس كإحساس الإنسان العادي .. كذلك إحساس الفنان التشكيلي بالقصيدة أو القطعة الموسيقية .. و أنت ترى إلى هذا التلاحم أو اللقاء في الأغنية ، فالشعر و الموسيقى يشكلان أغنية في أوضح دلالة على العلاقة الوثيقة بين الفنون .. و طبيعي أن يكون التأثر قائماً ، فكثيراً ما تخلق اللوحة في نفسي قصيدة أكتبها .. و لك أن تقيس ..

* ما رأيك بالحركة الأدبية و الثقافية في الساحة الفلسطينية ، و كيف تؤثر مجريات الأحداث في هذه الحركة ، و ما هو مستقبلها ؟..
** الأدب الفلسطيني أدب كبير وعظيم ، وسيبقى كذلك ، وإذا كانت الأحداث تؤثر في كل عمل أدبي بشكل عام ، فإن تأثيرها على الأدب الفلسطيني أشد لأنه أدب قضية ، والأحداث أحداث تؤثر على القضية ، وعلى الأدب بالتأكيد .. أما أدبنا ومستقبله .. فسيبقى كبيراً شامخاً مستمراً ، باستمرار وشموخ وبقاء شعبنا .. الأدب الفلسطيني أدب شعب .. وطبيعي أن يبقى أدب شعب فلسطين وأن يكبر باستمرار ..

• طلعت سقيرق :
-
من مواليد دمشق 18 / 3 / 1953 .
- حائز على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق في العام 1979 .
- عمل في الصحافة / وما زال / منذ العام 1976 .. وهو المسؤول الثقافي في مجلة "صوت فلسطين" منذ العام 1979 .
- توزعت كتاباته بين الشعر والقصة و القصة القصيرة جداً والنقد الأدبي ، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد / وقد قدم بعضها على خشبات المسرح / وكتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية .
- كتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية كما أذيعت بعض أعماله الشعرية والنقدية من عدة إذاعات .
- تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات .
- عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين .
- عضو اتحاد الصحفيين في سورية .
- من أعماله المطبوعة :
1. " لحن على أوتار الهوى " شعر / 1974 .
2. " في أجمل عام " شعر/ 1975
3. " أحلى فصول العشق " شعر/ 1976 .
4. " سفر" قصيدة /1977 .
5. " أشباح في ذاكرة غائمة " قصة / 1979 .
6. " لوحة أولى للحب " شعر / 1980 .
7. " أحاديث الولد مسعود " قصة /1984 .
8. " هذا الفلسطيني فاشهد " شعر / 1986 .
9. " الخيمة " قصص قصيرة جداً / 1987 .
10. " السكين " قصص قصيرة جداً / 1987 .
11. " أنت الفلسطيني أنت " شعر / 1987 .
12. " الإسلام ومكارم الأخلاق " دراسة / 1990 .
13. " الإسلام دين العمل " دراسة / 1991 .
14. " أغنيات فلسطينية " شعر محكي / 1993 .
15. " قمر على قيثارتي " شعر / 1993 .
16. " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " دراسة / 1993 .
[/frame][/frame]

حسن ابراهيم سمعون 01 / 01 / 2012 40 : 07 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
قرأتك أخي فتحي , ومررت بروضتك استاف بعضًا من عبير الذكرى ..
وأشعر بحزنك , وأنت تطهر النفس باستذكار محطات مع الراحل الحبيب
أخي فتحي , شكرًا لك , فأنت من الأوفياء ..
لك محبتي واحترامي
حسن ابراهيم سمعون

فتحي صالح 06 / 01 / 2012 31 : 05 AM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
[frame="13 98"]

الأخ الشاعر الأستاذ ابراهيم حسن سمعون

[frame="13 98"]أشكر لك هذا المرور الكريم ، و هذه الكلمات العابقة بمشاعر الصدق و المحبة ..[/frame]


دمت أخاً عزيزاً و شاعراً لا ينضب عطاؤه [/frame]

بوران شما 29 / 01 / 2012 02 : 02 AM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
ا|لأخ الكريم الأستاذ فتحي صالح

أعيدها وأكررها للمرة الألف : بأنني لمستُ في كل ما كتبته
عن صديقك الراحل طلعت سقيرق , كل الوفاء والإخلاص
وحتى عندما رأيتك للمرة الأولى في حفل التأبين الذي أقيم
في المركز الثقافي في المزة بدمشق , ورأيت اهتمامك
بتوثيق هذا الحفل , تأكدتُ بأنك نعمّ الصديق الذي يحمل
في قلبه كل الوفاء لصديقه في حياته ومماته .
تحياتي وتقديري .

فتحي صالح 29 / 01 / 2012 11 : 01 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
[frame="13 98"][frame="13 98"]الأخت العزيزية بوران شما


أشكر لك انتباهك و اهتمامك الذي يدل على روعة روحك و جمال قلبك ..
من لي صديق أوفى ، و شريك أصدق ، و أخ محب ، و مبدع أبهى ، ... من الباقي معي أبداً طلعت ....


اعنزازي باختيارك صورتك الرمزية
لك كل التقدير و الاحترام
[/frame][/frame]

محمد الصالح الجزائري 30 / 01 / 2012 28 : 05 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
أخي فتحي..نحن عرفناه في العالم الافتراضي فتعلّقنا به وأحببناه وحزنا عليه حين رحل وكيف وقد عرفتَه عن قرب حقيقة !!! أنا أشعر بما تشعر به أخي الغالي..هو في الوجدان دوما كالوطن...شكرا لك على الوفاء...

فتحي صالح 01 / 02 / 2012 15 : 01 AM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
[frame="13 98"][frame="11 98"]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 135408)
أخي فتحي..نحن عرفناه في العالم الافتراضي فتعلّقنا به وأحببناه وحزنا عليه حين رحل وكيف وقد عرفتَه عن قرب حقيقة !!! أنا أشعر بما تشعر به أخي الغالي..هو في الوجدان دوما كالوطن...شكرا لك على الوفاء...

الأخ محمد الصالح الجزائر ي :
محبتي لك ، و شكري على مشاعرك النبيلة
[/frame][/frame]

علاء زايد فارس 04 / 02 / 2012 26 : 06 AM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
لقد قرأت ما كتبته أخي العزيز عن الأستاذ طلعت رحمه الله
لطالما كنت أتساءل عن علاقة الرسم بالشعر والموسيقى، وشعرت بوجود نوافذ متصلة بين كافة أنواع الفنون
وقد خضت تجارب متواضعة في هذا المجال سابقاً " محاولات"
وقد استفدت كثيراً من نقاشك مع الأستاذ طلعت رحمه الله
واستفدت كثيراً من تحليلك الراقي للعلاقة بين الفنون

شكراًً لك أستاذي العزيز
وأتمنى أن تطرح أمامنا المزيد من تجاربك الفردية والثنائية مع الأديب طلعت سقيرق رحمه الله
تحياتي وتقديري لك

فتحي صالح 11 / 02 / 2012 38 : 09 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="13 98"][frame="13 98"] من لي صديق أوفى ، و شريك أصدق ، و أخ محب ، و مبدع أبهى ، ... منك أيها الباقي معي أبداً ..


في آخر الليل أدعوك كي تجلس قربي و هماً أو خيالاً ... و قلبك ينبض داخل روحي نستذكر عمراً قضيناه وصالاً ... صدقاً و حباً لا ينتهي ..
حفرنا على مسلة الإبداع ترتيلاتنا .. صغناها بذهب الكلمات و الألوان الخالدة ..
موسيقى وجدي لروحك و أنت الآن قربي ..
أهواك لحناً ملائكياُ تسافر في دمي ، تنقيه كي أستريح ..
تفضل .. هذه قهوتنا نضجت تواً .. دعنا نحتسيها على موسيقى المطر ..
نتجادل قليلاً .. نتحاور كثيراً ... مرايانا صافيات ..
المرسم بارد .... هل أوقد لك قلبي ؟!!! .. هلّا ارتديت روحي ؟!!! ..
انظر إليّ .. تبعثرتُ هنا و هناك .. أصبحت أشلاء و لكن لا بأس ...
دعنا نرتشف قهوتنا .. و ننهي حوارنا قبل أن يطلع الفجر
لدينا الكثير كي نفعله هذا الصباح .......
[/frame][/frame]

فتحي صالح 11 / 02 / 2012 24 : 10 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="13 98"][frame="13 98"]

تصعد سلم قلبي .. و أنت له مطر يرخ ..
أصعد لونين و حرف دافئ من برتقال ..
أستحضرك حين المساء يزفني عوسجاً ..
ألملم خيط المسافة بين حضورك و الغياب ..
أحقاً أنت تغفو على جناح النور !!! ..
أصدقاً ما يشاع عن احتجابك الطويل !!! ...
هم يقولون ... و أنا أتفهم ...
قبل شهور صعدنا سلم الكلمات
كنت تحمل حقيبتك الصغيرة .. تنظر إلى السماء ..
وقفنا عند باب القلب ..
و كان الباب مفتوحاً كعادته على ضياء المحبة ... و لم يزل ..
هنا قصائدك .. و بعض ألواني
أستحضرك الآن .. و الوقت متوقف عند هاتيك المسافة ..
لن تسافر ألواني دون قصائدك
فادخل الآن باب القلب ..
و اتل علي قصائدك ..
حتى تبحر روحي في فضاء عالمك الجميل ...



فتحي صالح 11 / 2 / 2012

[/frame][/frame]

فتحي صالح 11 / 02 / 2012 50 : 10 PM

رد: مما كتبته عن صديقي طلعت
 
1 مرفق
[frame="13 98"]أقدم هذه الحلقة المفرغة ، لأسرة الشاعر الغالي طلعت سقيرق ، و لأسرة نور الأدب ، و لأصدقاء و محبي هذا الشاعر العظيم ... فتحي صالح



ضمن البرنامج الأسبوعي ( حق العودة ) الذي يرعاه تجمع العودة الفلسطينية ( واجب )
و من إعداد الباحث و الإعلامي ماهر شاويش
إذاعة القدس تقدم : حلقة خاصة بمناسبة أربعينية الشاعر طلعت سقيرق
مقدمة البرنامج الإعلامية سحر جبريل ( يافا )
ضيوف الحلقة :
- الصحفي و الباحث وسام الباش عضو هيئة التحرير لبيت فلسطين للشعر
- الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح
- الإعلامي نعيم ابراهيم
- على الهاتف الشاعرة غادة فطوم

--------------------------------------------------------------
الإعلامية يافا :
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أهلاً بكم أعزائي المستمعين
خسرت ساحتنا الفلسطينية علماً من أعلام الفكر و الأدب ، من الصعب أن نعوضه ، إنه الأديب و الشاعر طلعت سقيرق الذي أصبح في ذمة الله .. و كان لنا الشرف في هذا البرنامج أن استضفناه أكثر من مرة ربما كان آخرها بمناسبة تأبين الشاعر الكبير يوسف الخطيب حيث كان في مقدمة مؤبنيه ، و تحدث عنه بحميمية ربما دلالاتها الآن تفسر كأنه كان يقول له : بأن هذا الزمان لا يتسع لأصحاب النهج الواضح و الكلمة الصارخة ، لا يتسع لنا جميعاً ، لا يتسع لنا و لهؤلاء الذين ارتضوا بالذل موطناً و للقضية تشرذماً ..
ها هو الحاضر بننا الآن رغم غيابه إنه الأديب طلعت سقيرق و حلقة خاصة عنه في أربعينية تأبينه ...
معي داخل الاستديو أعزائي المستمعين ضيوف هذه الحلقة :
- الصحفي و الباحث وسام الباش عضو هيئة التحرير لبيت فلسطين للشعر
- و الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح
- و الإعلامي نعيم ابراهيم
أهلا بكم ضيوفي الأعزاء في حلقة اليوم من برنامج حق العودة ....
بداية أبدأ حديثي معك الصحفي و الباحث وسام الباش .. هذه الشخصية ، شخصية الشاعر و الأديب طلعت سقيرق بفقدانه كما ذكرت في مقدمتي فقدنا علماً من أعلام الساحة الفلسطينية
هل هذا له انعكاس على مشهدنا الثقافي ، مشهدنا الأدبي الفلسطيني خاصة في هذا الزمن و كأننا نفقد هذه الأيقونات واحدة تلو الأخرى ؟...
الصحفي و الباحث وسام الباش :
بسم الله الرحمن الرحيم .. بوفاة الشاعر الأستاذ طلعت سقيرق خسارة فادحة للشعب الفلسطيني و الساحة الأدبية و الثقافية الفلسطينية لأن هذا الشاعر يجمع صفات في شخصيته لا تتوافر في كثير من الشعراء الفلسطينيين ، الأخلاق ، اللغة الصلبة ، الموقف المتين , لهذا كان يشكل فارقاً في مسيرة الشعر الفلسطيني في الشتات و حتى في الداخل .. شعراء الداخل كانوا يعتبرونه أبرز شعراء فلسطين في عموم الشتات .. لذلك خسرت الساحة الشعرية و الأدبية الفلسطينية شاعراً مهماً و رائعاً جداً في مسيرته الأخلاقية و اللغوية و الأدبية ..
الإعلامية يافا :
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح ، أيضاً أعيد سؤالي ، ما هي انعكاسات وفاة الشاعر طلعت سقيرق على المشهد الثقافي و الأدبي الفلسطيني ؟ هذا الفراغ من سيولده ؟ عندما فقدنا الشاعر الكبير محمود درويش فقدنا علماً كبيراً و قلنا بأن هذه الخسارة لن يعوضها أحد .. فقدنا الشاعر يوسف الخطيب كذلك الأمر .. هل نحن الآن أمام فقدان هذا الشاعر الذي وافته المنية في ظل هذه الظروف لم يأخذ حقه في الحقيقة في التأبين .. لذا نحن نخصص هذه الحلقة ، مدى تأثير غيابه
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
بداية نترحم على صديقنا الشاعر طلعت سقيرق الذي كانت وفاته مفاجئة للجميع ، ذلك لأنه كان يتمتع بصحة جيدة ، و هو متفائل دائماً ، كثير الضحك و المزاح .. كان يتوقع أن يحيى 113 عاماً ، لدرجة أنني توهمت ذالك .... بفقدانه فقدت الساحة الأدبية الفلسطينية و العربية شاعراً مرموقاً و خاصة أنه كانت له عدة مشاريع شخصية و عامة .. من مشاريعه الشخصية كان يضيف بسخاء إلى إبداعاته و نشاطاته على صعيد الشعر و الكتابة و الدراسة و الكتابة الأدبية و الروائية ... و على الصعيد العام كان واحداً من المشجعين للأدباء و التشكيليين و كان يأخذ بيدهم .. و كان ينفرد بصورة أساسية بشعراء الأرض المحتلة و كان أول من كتب عنهم .. بالإضافة إلى أنه كان صاحب مشاريع متعددة اشتركت معه في عدد منها في مجال التوثيق ، الكتابة و النشر ( الشر الإلكتروني و النشر المطبوع ) و منم المعروف أنه كان لديه دار نشر هي دار المسبار للطباعة و النشر و التوزيع أصدر من خلالها الكثير من الكتب الأدبية لأدباء معروفين و مغمورين و غيرهم ..
الإعلامية يافا :
الزميل الإعلامي نعيم ابراهيم أيضاً أنت كان لك معه علاقات ، و قد أجريت معه أكثر من لقاء .. ما ذا يشكل هذا الغياب بالنسبة للساحة الثقافية الفلسطينية ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
زميلة يافا اسمحي لي بداية أن أترحم على روح فقيدنا الغالي الشاعر الكبير و الأديب المناضل طلعت سقيرق ، و من خلاله على أرواح شهدائنا الأدباء و المناضلين و المجاهدين في كل ساحة من ساحات الوغى على امتداد هذا الوطن العربي الكبير.. الحديث عن الشاعر طلعت سقيرق مهما كان لا يمكن أن يفيه حقه في دقائق معدودات ، و هو انتقص من حقه بين السياسيين الفلسطينيين و العرب بداية فكيف إذا كان هذا الشاعر بحجم الشاعر طلعت سقيرق الذي كانت لنا معه تجربة غنية ..
أنت سألت السؤال الأول و اسمحي لي أن أعقب هنا ماذا خسر الشارع الفلسطيني ؟ الثقافة الفلسطينية ؟ القضية الفلسطينية ؟ برحيل هذا الشاعر .. أقول حقيقة نحن جميعاً خسرنا الكثير بوفاة هذا الشاعر - و إن كان الموت حق على الإنسان – لكن في ظل الظروف التي تعيشها قضيتنا الفلسطينية و أمتنا العربية اليوم ، و في ظل الفوضى و جر الوطن إلى ساحة المنفى البعيد كلياً ، و ساحة الموت البطيء ، أدرك تماماً بأن الشاعر طلعت سقيرق بالنسبة لي و بالنسبة للزملاء و بالنسبة للكثير من الشعراء و الإعلاميين و الأصدقاء كان له ميزات إيجابية عديدة و كثيرة جداً فهو شاعر وكان يحب أن يكنى بهذه الصفة رغم أنه كتب القصة و كتب الرواية و كتب المقال الصحفي ..لكنه كان يحب أن يكنى أو ينادى بالشاعر لحبه للشعر و تحديداً لشعر المقاومة ، لشعر فلسطين ، لشعر القدس ... لذلك أنا أعتب على السياسيين الفلسطينيين لمَ لم يأخذ هذا الشاعر حقه الكافي في التعاطي معه كشاعر و أديب فلسطيني .. و بالتالي هو رحل في ظل هذه الزحمة التي تعيشها المنطقة و الأحداث المتتالية و لم يأخذ نصيبه الكافي في عملية الحديث عنه بشكل واسع في وسائل الإعلام و غيرها .. لكن على كل حال أنا أشكر إذاعة القدس على هذه اللفتة الكريمة ، و يمكن أن نسمي ما يجري في هذه الحلقة حل تأبيني مصغر لهذا الشاعر الراحل الكبير ..
الإعلامية يافا :
إذا أرنا تقييم التجربة الشعرية للغائب الحاضر المرحوم طلعت سقيرق .. الآن الصحفي و الباحث وسام الباش و كما ذكر الزميل نعيم بأنه لم يأخذ حقه ، لكن هذه التجربة الشعرية و كم خلال هذه السيرة الذاتية التي سردتم على الصعيد الشخصي و على الصعيد العام ، لا بد أن هذه التجربة غنية ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
تعقيباً على ما قاله الزميل نعيم الشاعر لم يأخذ حقه بالفعل .. إن الشاعر طلعت سقيرق لم يأخذ حقه أمام السياسيين لسبب واحد ، لأنه لم ينتمي لأي فصيل فلسطيني ، و من المعروف أن الفصيل الفلسطيني يرفع من أدبائه و من مثقفيه و سياسييه و شعرائه ... و لهذا لم يأخذ الشاعر طلعت سقيرق حقه أمام هؤلاء السياسيين ..
الإعلامية يافا :
هل العديد من الشعراء في ساحتنا الفلسطينية كلهم كانت لهم فصائل رافعة ؟
الصحفي و الباحث وسام الباش :
معظمهم ( القدامى و المعاصرون ) معظمهم ينتمي إلى فصيل فلسطيني ، و إن لم يكن ينتمي إلي فهو ينتمي إلى إيديولوجيته ...
الإعلامية يافا :
من المفروض أن ينتمي الشاعر إلى فلسطين ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
نعم هو ينتمي إلى فلسطين ، كان يقول لي : ( أنا لا أنتمي إلى أي فصيل فلسطيني ، و أرفض أن أنتمي إلى أي فصيل لأنه يقيدني في موقفي الشعر ي و أنا أنتمي إلى فلسطين فقط ) ...
بالنسبة لتجربة الشعرية .. عندما ننظر إلى أكثر من عشرين ديواناً نوقن بأن هذا الشاعر تجربة كبيرة جداً خاضها في معركته مع اللغة من أجل فلسطين .. أول ديوان كتبه كان عمره ( 19 ) عاماً و كان يقول لي إنه خربشات .. الآن بعد صدور ديوانه ( نقوش على جدران العمر ) ، بعد أكثر من عشرين عاماً على صدور ديوانه الأول يقو بالحرف الواحد : ( هنا علينا أن نقيس المسافة الطويلة من النضج ، المسافة الطويلة جداً من التجربة ، المسافة الطويلة جداً من التجربة ، المسافة الطويلة جداً من التي اكتسبناها في كتابة الشعر ، الشعر في الديوان الأول كان عبارة عن عاطفة تتدفق دون أن يتدخل أي شيء فني ، دون أن تتدخل اليد لكتابة أشياء فنية لتلقى القصيدة بعداً فنياً ، أما الآن فلا بد من أن يتدخل الناقد ، هل هذا يعني إلى أنني أكون إلى جانب القصيدة أمدّ القصيدة ؟ فعلاً أحار أحياناً ، و لكن من حسن حظي أن الناقد دائماً يكون في الخلف ، أي أنه لا يتدخل بشكل مباشر ..) .. كان هناك تدرج في مسيرته الشعرية كتب خربشات كان معظمها تغزل بالأنثى ، صعد من لغته الشعرية كتب لفلسطين ، ثم عاد في نهاية العمر إلى الذاتيات كما في ديوانه ( نقوش على جدران العمر ) ، فالشاعر طلعت سقيرق تجربته الشعرية لم تأخذ حقها أولاً ، و ثانياً بالفعل هو كان يمتلك اللغة ، أحدهم قال لي : إن الشاعر طلعت سقيرق يمسك اللغة في يده و يعجنها حتى يخرجها قصيدة ..
الإعلامية يافا :
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح أنت تحدثت عن الشاعر بأنه كان له العديد من المشاريع الشخصية و العامة و كان يأخذ بيد الشعراء المغمورين و يدفع بهم ، هل هذه السمة هي ما تميزه و يفتقدها الشعراء الكبار ؟؟..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
الشاعر طلعت سقيرق كان يقول بأن الشاعر طفل كبير فلا ينبغي أن ندمر هذه الطفولة ، من هذا المنطلق نستطيع أن نرى علاقة هذا الشاعر بالوسط المحيط ، من خلال الجميع ، كان يحب الجميع ، و له علاقات طيبة مع الجميع ، و كان يدعم الجميع سواء كانوا أصدقاء أم أدباء كبار أو حتى شعراء يحبون امتطاء هذا الطريق ، فكان يدعمهم بشكل كبير ...
الإعلامية يافا :
الزميل نعيم ابراهيم ، للشاعر كما ذكرت العديد من المناقب بعضها مرئي و معروف من قبل المحيطين ، لكن ما الذي م يتحدث عنه الناس في شخصية هذا الشاعر الكبير طعت سقيرق الذي لم يأخذ حقه في الحياة و أيضاً أنا أقول في الممات ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
أجريت معه العديد من الحوارات و بالفعل في كل حوار كنت آخذ منه شيئاً جديداً على صعيد الأدب ، و على صعيد الثقافة ، و على صعيد الانتماء الوطني الفلسطيني و التمسك بهذا الوطن مهما كانت الظروف و مهما كانت الضغوط و مهما كانت التحديات .. الشاعر طلعت سقيرق إذا أردنا أنن نتحدث عنه فهو موسوعة بكل معنى الكلمة .. كتب كما ذكرنا شعراً و قصة و رواية و مقالاً نقدياً و صحفياً ، إضافة إلى أنه كتب للأطفال ، كتب للقدس و كتب للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها ..
كنت ألاحظ أن هذا الشخص كان يشارك في العديد من الأمسيات الأدبية على مستوى المراكز الثقافية هنا في سوريا و ربما في الوطن العربي أيضاً ، لكن لم أجده كثيراً في المخيمات الفلسطينية و هذه ربما من النقاط السلبية ... و نعود هنا للحديث عن الفصائل ربما لم تدع هذا الشخص ليقوم بدوره على صعيد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين و حتى المؤسسات الثقافية الفلسطينية الموجودة في الساحة الفلسطينية اليوم ، لم تأخذ في نصب أعينها أن تضع هذا الشخص بين الشعراء و الأدباء و المثقفين الذين يمكن أن يغني الشارع الفلسطيني فكراً و ثقافة و شعراً ، و بالتالي تتح له المجال لأن يكون بين أبناء شعبه في المخيمات و التجمعات الفلسطينية ..
الإعلامية يافا :
هل الحضور في المخيم بحاجة إلى إذن فصائلي عادة ؟ هذا دور المؤسسات الثقافية برأيي ، دور المجتمع المحلي ، من يريد أن يطرق باب المخيم و يمنع ؟..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
سؤال وجيه زميلة يافا ، حتى نكون منصفين يجب ، لا نضع اللوم دائماً على الفصائل الفلسطينية و إن كان هناك تقصير في جوانب عديدة ، لكن المؤسسات الثقافية الفلسطينية تقريباً شبه مشلولة إلا ما ندر أو من خلال المناسبات الخاصة بالفصائل أو بالقضية الفلسطينية بشك أو بآخر لم تأت إلى هذا الشاعر أو غيره ممن الشعراء الكثر أو الأدباء الفلسطينيين الذين لم يروا أزقة الحارات و شوارعها و ساحاتها ... و كيف يناقش اللاجئ الفلسطيني و كيف يحاور و كيف يقتنع و كيف يعطي موقفه من هذه القضية أو تلك الإيديولوجيا و الانتماء إلى فلسطين .. الخ .... الشاعر طلعت سقيرق ربما يكون قصر في جوانب كثيرة في هذا الصعيد و أنا تناقشت معه كثيراً ، و قلت له مراراً لم لا نراك حقيقة بين صفوف اللاجئين تتحفهم بما تكتب شعراً و قصة و رواية ، كان يقو لي دائماً : ربما أكون أنا مقصراً و لكن أريد من يدعوني ، أأذهب وحيداً ؟ أفرض نفسي و لا أعرف إن كان في هذا المخيم مركز ثقافي أو منتدى أستطيع من خلاله أن ألتقي مع الآخرين و أتحاور معهم ..
السلبيات من الجميع ، من الفصائل و من الشاعر نفسه ، من المراكز الثقافية ، من المهتمين في مخيماتنا ..هناك العديد من المثقفين المتعلمين لم يبحثوا عن هؤلاء الشعراء أمثال طلعت سقيرق و غيره دائماً كنا نركض وراء الأسماء اللامعة مثل محمود درويش ، سميح القاسم يأتي أينما كان نجد الجموع تذهب و إن كان موسمياً .. لكن أمثال طلعت سقيرق و غيره ربما كان يعتقد البعض أن هذا الشاعر غير معروف ، لم يصل إلى مرتبة الشعراء أمثال محمود درويش أو غيره لكن نحن نقول : لا ، من تابع سيرة حياة و إبداع هذا الشاعر يدرك تماماً أنه شاعر كبير ، أديب كبير ، هو قصر بحق نفسه ؟ ، نعم ، و نحن قصرنا بحقه و الآخرون قصروا بحقه على كافة الصعد ..
الإعلامية يافا :
أسأل على صعيد بيت فلسطين للشعر ، الباحث وشام الباش ما الذي كان يشكله الشاعر طلعت سقيرق في بيت فلسطين للشعر على أنها المؤسسة الثقافية التي تهتم بالشعر بالشعراء بالمثقفين .. و على أنه شخصية أدبية شمولية مكسب لهكذا مؤسسة ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
الشاعر طلعت سقيرق أنا أعتبره من الشعراء الشباب ، كان قريباً من القلب يتحدث الطفل معه فيجاوبه ، يتحدث الشاب معه فيجاوبه ، يتحدث معه الكبير في السن فيجاوبه ... كنا على يقين أن من يطرق باب هذا الشاعر سيلبيه .. فعندما انطلق بيت فلسطين للشعر عام 2009 ، و ضعنا أجندة لحوارات و لقاءات مع الشعراء الفلسطينيين على الساحة الفلسطينية و كان على رأسهم الشاعر طلعت سقيرق ... و بالفعل أجرينا أول حوار في نافذة حوارات معه و كان حواراً طويلاً نشرناه كاملاً ..
الإعلامية يافا :
ماذا كانت معاناته من خلال هذه الحوارات في بيت فلسطين للشعر على الصعيد الذاتي و على الصعيد العام ؟ .
الصحفي و الباحث وسام الباش :
أول هموم كان يتحدث عنها شكواه من الساحة الأدبية الفلسطينية ، و من المؤسسات الفلسطينية ..
الإعلامية يافا :
لأنها لم تعطه حقه ؟..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
حقه و حق غيره ، لذلك كان على عتب ، بالرغم من أنه كان معطاء كل يوم لديه جديد ، كانت حياته تتجسد بالشعر ، تتجسد في القصيدة ..كان يشدد على موضوعة الشعراء الشباب كان يقول : ( يا أخي إحنا كبرنا ، خذوا بأيدي الشعراء الشباب هم مستقبل الشعب الفلسطيني ، يشكلون اللبنة الأساسية ...) .. نحن بدأنا في بيت فلسطين للشعر ، و خصصنا بعد حوارنا مع الأستاذ طلعت سقيرق نافذة للشعراء الشباب برغبة منه ، و بالفعل أخذت هذه النافذة تتمدد تنتشر ، و صار الشعراء الشباب يكتبون فيها و يشاركون فيها حتى أن مهرجاناً شعرياً أقامه بيت فلسطين للشعر للشعراء الشباب استناداً إلى رؤية الشاعر طلعت سقيرق ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
ربما ما جرى في الساحة الفلسطينية من تحولات في العقدين الأخيرين منذ اتفاقا أوسلو حتى الآن ، لا حظنا كثيراً من الكتاب و الأدباء لم يستطيعوا أن يقولوا كلمة حق .. التراجع بشكل عام كل ذلك أدى إلى تراجع الحالة الثقافية و الحالة السياسية و الحالة العامة ربما من الأسباب التي كان يعاني منها الشاعر المرحوم طلعت سقيرق ، كان يقول : ( أين هم كتاب شعر المقاومة ؟ أين هم كتاب أدب المقاومة ؟ لماذا هذا التراجع ؟ لماذا هذا الانحسار ؟ لماذا نلاحظ أعداداً كبيرة مع الأسف من الكتاب و الأدباء و الشعراء ينافقون من امتطوا صهوة اتفاقات أوسلو و غيرها ، و اتفاقات السلام كما تسمى و المفاوضات مع العدو الصهيوني .. هناك الكتاب المأجورين الذين يكتبون لصالح هذه الفئة أو تلك و بالتالي أقلامهم ربما تأخذ تسعيرات متعددة في هذا السياق و من هذا المنطلق كانت معاناة هذا الأديب ..
الإعلامية يافا :
هل كانت هذه المقولة ( أعطني قلماً أعطك حزباً ) مقلوبة لديه ؟؟
الإعلامي نعيم ابراهيم :
بالطبع أكيد .. لذلك في كل لقاء معه إن لم يكن للنشر ، أي حوار بين شخصين من أبناء هذه القضية كما تحدث زميلي يقول : بقينا وحيدين في الساحة الفلسطينية نحن كتاب المقاومة الحقيقيين ..
الإعلامية يافا :
حالة أوسلو كانت عملية فرز ، فصاحب القلم النظيف لا يمكن أن ينجر إلى ( و هذا ذكرته في مقدمتي ) من رضي للذل موطناً و لقضية تشرذماً ، بطبيعة الحال أصحاب الأقلام الملتزمة هم من الفقراء دائماً ، من الذين لا يجدون قوت يومهم ، و هذا للأسف أن نقوله لكن هذا حالنا ، يوجد نهج يغذى بالمال و بالدعم السياسي ، و المال هو عجلة الحياة لذلك هو الذي ينهض به ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
هناك سطرين أحب أن أقتبسهما من كلام الأستاذ المرحوم طلعت ، يقول : ( الانقسام سبب قلة الأدب المقاوم ممن يكتبون الأدب المقاوم ، و من يكتبون الأدب المقاوم مازالوا كما هم لم يتغيروا ، و أنا كأديب فلسطيني أؤمن بأن فلسطين من الشمال إلى الجنوب أؤمن بفلسطين كاملة ، أؤمن بأني يجب أن أعود إلى بيتي أؤمن بأن النافذة التي كانت تطل منها والتي سأنظر منها ، أؤمن بأن الشارع الذي كان يمشي فيه والدي يجب أن أمشي فيه ، ) .. هذا مقاومة ، هكذا كان نفس الشاعر ..
الإعلامية يافا :
هذا الاتهام بأن انقسام الساحة الفلسطينية هو قلة أدب ، اعتبرها الشاعر طلعت سقيرق ..
الكاتب و الصحفي فتحي صالح ، صور خاصة عن الشاعر نشرت في بيت فلسطين للشعر ، لما انفرد بيت فلسطين في هذا الأمر لطالما يقال بأن هناك تقصير من المؤسسات في ترويج هذه الشخصية الأدبية الكبيرة ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
بيت فلسطين للشعر كان من أولى المؤسسات الثقافية التي اعتنت و اهتمت بالشأن الأدبي الفلسطيني بشكل متميز و حقيقي ، و كان الشاعر طلعت سقيرق من أوائل الذين ساهموا فيه ، لذلك انفرد بيت فلسطين للشعر بنشر مجموعة من الصور الخاصة بالشاعر طلعت إكراماً له و حباً به كشاعر مبدع انفرد بإبداعات جلى أهمها برأيي قصيدته المدورة التي كان نموذجا ( القصيدة الصوفية ) و هي عبارة عن بيت واحد يمتد مقطعاً كاملاً ، مقطعين أو ثلاثة يمكن أن تشكل ديواناً كاملاً .. في مشروع لبيت فلسطين للشعر لتكريم الشعراء الفلسطينيين طلب مني كفنان أن أرسم صوراً لمجموعة من الشعراء و كان من بينهم الشاعر طلعت سقيرق طبعاً ، و بالمناسبة يمكن القول : إن صداقتي بطلعت سقيرق أفرزت العديد من الصور التي رسمتها له ، رسمت له أكثر من خمسة عشرة صورة شخصية ، بعض هذه الصور أرسلتها لبيت فلسطين للشعر و حملت في موقعه ..
الإعلامية يافا :
اسمحوا لي ضيوفي الكرام أن أتواصل مع الشاعرة غادة فطوم عبر الهاتف و هي صديقة للراحل طلعت سقيرق .. أهلاً بك الشاعرة غادة فطوم في برنامج حق العودة .. نحن اليوم في أربعينية الشاعر طلعت سقيرق هل لك أن تحدثينا عن هذه الصداقة و هذه الزمالة التي تلازمتم بها لفترة طويلة ، عن هذه الشخصية التي فقدتها الساحة الأدبية و الساحة الفكرية ..
الشاعرة غادة فطوم :
تقولين أربعينية و أنا حتى الآن لا أصدق أنه مر أربعين يوماً على وفاته رحمه الله الشاعر طلعت سقيرق الذي كان أباً و كان أخاً ، و كان صديقاً كنا نشعر أنا و صديقاتي من الشاعرات بأن الشاعر طلعت سقيرق شكل منا أسرة بك محبة و كل صدق .. كنا نشعر بأنه حين نخطئ كان ينبهنا ، و حين نبدع يحفزنا ..لا أدري ماذا أقول الشاعر طلعت سقيرق إنسان بكل معنى الكلمة ، شاعر حمل حب قضيته التي كانت شغله الشاغل ، و زاد حبي لفلسطين من خلال هذا الشاعر ، و أنا التي أعرف بأن فلسطين كانت مغتصبة و كنت أتمنى أن أكون من الفلسطينيين الذين يقاومون و يقومون بعمليات فدائية ، هو كان يقول لي أنت تستطيعين أن تكوني ما تريدين من خلال ما تكتبينه .. في الحقيقة هو الذي أخذ بيدي كثيراً و ساعدني .. منذ عشر سنوات قال لي أنت لماذا تخافين ؟ كل كلمة يقولها أي شخص هي إبداع لأنها نابعة من ذاته و نابعة من وجدانه و هي نزيف روحه .. لذلك لا أستطيع أن أنسى ما قدمه لأسرة الشعر التي شكلها المرحوم طلعت سقيرق ..
الإعلامية يافا :
برأيك الشاعرة غادة فطوم عملية الاحتواء التي تحدثت عنها خاصة لك و للعديد من الشاعرات و الشعراء ما مدى تأثيرها على الأقلام الواعدة ؟ على المستقبل الشعري في الساحة الثقافية
الشاعرة غادة فطوم :
التأثير يكون حين نعمل بجد و نحاول أن نشكل جمعية شعر صغيرة ، لقاءات كل فترة ، في الحقيقة تحدثتم عن بيت فلسطين للشعر ، و مخيمات اللاجئين ، لكن أجد هنا فجوة كبيرة بين مثقفي فلسطين ، هذه الفجوة لا أدري ما سببها ..
الإعلامية يافا :
هل المقصود بين مثقف و مثقف ؟
الشاعرة غادة فطوم :
الفجوة بين الثقافة الفلسطينية بشكل عام الثقافة التي يجب أن تعمم على الوطن العربي ، أن تكون إعلامياً منتشرة ، لأنها هي نزيف ، نزيف كل شخص فلسطيني ، نزيف كل طفل فلسطيني ، نزيف كل شاعر فلسطيني ..
الإعلامية يافا :
أرجو توضيح فكرة الفجوة ، هذه الفجوة بين من و من ؟
الشاعرة غادة فطوم :
مثلاً الشاعر طلعت سقيرق ، مخيمات اللاجئين لا تقوم بأمسية له ..
الإعلامية يافا :
لنقل ما بين المثقف و الشارع ..
الشاعرة غادة فطوم :
نعم و أعتقد أن ما كتبه الشاعر طلعت سقيرق عن القضية الفلسطينية يوازي و يساوي الشاعر محمود درويش ، سميح القاسم من شعراء فلسطين يأتون إلى سوريا و يقيمون أمسيات و نشاطات ، مع ذلك الشاعر طلعت سقيرق كان مغيباً عن هذه الساحة ، هذا الغياب أعتقد أن المؤسسة الثقافية الفلسطينية خسرت هكذا إنسان ، خسرت هكذا شاعر ..
الإعلامية يافا :
أكثر ما كان محبب لك من شخصية هذا الشاعر الكبير
الشاعرة غادة فطوم :
في الحقيقة صدق هذا الشاعر ، الطيبة ، تجدينه في كل تصرف يتصرفه هو شاعر ، هو أيقونة ، أنا لا أستطيع أن أسميه سوى أيقونة ، يحتوي الجميع ، يحافظ على صداقة الجميع ، يمكن أن أصفه بـ ( راهب ) يمكن أن أصفه بـ ( صادق ) بكل معنى الكلمة صادق مع أصدقائه ، صادق مع أسرته ، صادق مع عمله ..
الإعلامية يافا :
يعني نسجل لهذا الشاعر أنك أحببت قضية فلسطين من خلاله و عبره ؟ ..
الشاعرة غادة فطوم :
طبعاً من خلاله و من خلال آخرين ..
الإعلامية يافا :
لكن لنقل هو اللبنة الأولى التي أخذت بيدكم كشعراء ؟
الشاعرة غادة فطوم :
أعتقد كما قلتم صاحب القلم النظيف لا يمكن لأدبه و نزيفه أن يسير مع الذل ، بل يرفضه و يسعى للفظه .. أعتقد هذا موقف كبير للمرحوم طلعت سقيرق لا يساير الحكام أو السياسة ، و هو يساير فقط ما تجول به نفسه ، لا يمكن أن يكون تحت سلطة حاكم في الشعر ...
الإعلامية يافا :
ربما لهذا السبب هو فضل الرحيل على البقاء ، فهذا الزمن صعب أن يحتوي هكذا شخصيات .. أشكرك الشاعرة غادة فطوم ..
بالإضافة إلى ما تحدثتم به جميعاً عن شخصية الشاعر طلعت سقيرق كانت هناك سلبية من عوامل الخارج ، و كانت هناك سلبية أيضاً من ذاته في عدم المشاركة ، عدم النزول إلى المخيمات .. إلى آخر ذلك .. أيضاً هذا الشاعر كان يرفض المشاركة في المسابقات الشعرية ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
في حواري معه سألته عن موقفه من المسابقات الشعرية ، كان موقفاً سلبياً ، و يرد على سؤالي بقول : ( أنا لا أؤمن بهذه المسابقات و هي عبارة عن لعبة كبيرة تقضي على الشعر و لنقل إنها تنهي الشعر كما تنهي الأغنية ، تنهي كل ما هو جميل ، كما أنهت الأدب على التلفزة .. يقولون هذا أمير الشعراء ، يقولون هذا ملك الشعراء ، إذا كان فلان هذه السنة ملك الشعراء فمن يكون السنة المقبلة ؟ ) .. فلذلك كان له موقفاً سلبياً ، كان يظنها عبارة عن تجارة لا أكثر ..
الإعلامية يافا :
أليست هذه المسابقات هي حافز لاستيلاد أقلام ، و استيلاد إبداعات .. الخ ؟
الصحفي و الباحث وسام الباش :
هذا هو موقفه ، بالنسبة لي لا ، المسابقات الشعرية على التلفزة العربية شجعت الشعراء الشباب لكتابة الشعر ، فهناك من الشعراء لديه موهبة بسيطة ، عندما شارك في مسابقة أخرج من ذاته ومن داخله كل ما تجيش به نفسه فكتب شعراً جميلاً ، هذا هو موقفه من المسابقات الشعرية و هو موقف لا أشاطره إياه ..
الإعلامية يافا :
الزميل نعيم ابراهيم أنت ذكرت إنه عبارة عن شخصية شمولية ، و الكثير يجهل هذا الجانب من مسيرة حياة الشاعر طلعت سقيرق ، كتب أيضاً في الدراسات الإسلامية و الأدبية بالإضافة إلى القصة .. تحدثنا عن هذا الجانب ، و كيف تقيم أنت هذه التجربة من خلال تعاطيك معه ، و أيضاً إبقاء هذه الجوانب مغمورة في حياته ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
حقيقة سؤال كبير يحتاج إلى إنسان ذو قامة كبيرة للإجابة عليه ، و بالتالي لست ناقداً و لكنني مما قرأت و مما اطلعت من خلال لقاءاتي و حواراتي مع هذا الزميل الكبير أستطيع أن أقول : ربما هو كما ذكرت يحبذ أن يكنى بالشاعر ، كانت له هناك الكثير من الكتابات الجميلة الإبداعية له في الدراسات الإسلامية و الدراسات التي تتناول شؤون المقاومة و القضية الفلسطينية كالقصة و الرواية .. لم يقصر حقيقة ، ربما لم نقرأ له الكثير في هذا الجانب أنا و غيري من الأشخاص المتابعين .. أنا كإعلامي كنت كلما أريد أن أجري معه حواراً ، أذهب إلى بعض ما كتب ، و بعض ما نشر ، أحاول أن ألم مما كتب من هنا و هناك بعض الأفكار أو بعض الأقاويل أو بعض الجمل ... لكن حقيقة أنا أدعو في هذا الصدد لأن يتم نبش هذا التراث الذي تركه الراحل الكبير على الصعد التي ذكرتها زميلة يافا .. حقيقة هناك كثير من الدراسات ينبغي أن تأخذ حقها إلى النقد الصحيح ، و بالتالي إلى النشر الصحيح ، و بالتالي أن تأخذ طريقها إلى القراء في الشارع الفلسطيني و العربي حتى على الصعيد العالمي ..
في هذا السياق لا يمكن إلا أن نقول كلمة حق في هذا الشخص و هي أننا جميعاً ينبغي أن نقوم بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى بنبش هذا التراث و كتابته حتى نستطيع أن نفيه حقه يعني ، رواياته ، كتاباته الصحفية ، مقالاته دراساته ، قصصه ، كل ذلك أغنى الساحة الفلسطينية الأدبية و الثقافية و بالتالي يجب الاستفادة منها ، و بالتالي يطلع هذا الجيل و الأجيال القادمة على ما كتب حتى نستطيع أن نقول بأن هذا الشاعر كان ذات يوم موجوداً هنا و قد أبدع في هذا السياق و في ذلك السياق ...
الإعلامية يافا :
الأستاذ فتحي صالح قبل دخولنا إلى الأستديو حدثتني أن عن مشاريع كنتم تنوون إنجازها مع الشاعر طلعت سقيرق هل يمكن أن يطلع المستمعون على بعض منها ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
ربطتني بالشاعر طلعت سقيرق صداقة من نوع خاص ، صداقة مثالية ، هو أديب و شاعر ، و أنا فنان تشكيلي .. فكانت لنا مشاريع مشتركة في هذا الجانب أهمها ديوانه المفتوح زمنياً / ومضات / و هو على شكل بطاقات تضم كل بطاقة قصيدة له ، و لوحة لي ، و هذا الديوان هو الأول من نوعه في العالم أخذ شهرة و انتشر انتشاراً واسعاً ، صدر من هذا الديوان خمس مجموعات ، و كنا نحضر لمجموعة سادسة استئنافاً للمشروع ، بالإضافة لذلك كانت لدينا مشاريع أخرى مشتركة منها مشروع لأفلام توثيقية تتحدث عن المبدعين العرب في الأدب و الفن التشكيلي تصدر عن مرسم الفنان فحي صالح للإبداع التشكيلي و الأدبي و دار المسبار للطباعة و النشر و التوزيع التي هو صاحبها ، و كنا نبحث في صيغة لدمج المرسم و الدار ، و كنا سنمنح شهادات تقدير للمبدعين في الأدب و التشكيل صادرة عن هذه المؤسسة المشتركة ..
رحمه الله الآن ستمنح الشهادات عن طريق المرسم و ستكون أول شهادة هي للمبدع الراحل طلعت سقيرق ..
و أنا يحز في نفسي أنه غادرنا قبل أن أوفي بوعد له و هو أن أنجز عنه فيلماً ظناً بأنني أمتلك الوقت ..
الإعلامية يافا :
هل تعطل هذا المشروع طالما أنك تمتلك الكثير من الوثائق التي قد تكون نواة لهكذا فيلم أستاذ فتحي صالح الفنان ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
هو بالتأكيد لن يتعطل هذا المشروع ، لكن ربما تتغير الصيغة .. كان من المقرر أن نصوره و هو يلقي بعض الشعر ، بالإضافة إلى السيناريو المعد .. الآن سوف يتغير السيناريو و ستتغير بعض الأمور ، إلا أن المشروع بكل تأكيد باق و سينجز بإذن شاء الله ...
الإعلامية يافا :
و بالنسبة للأفلام التوثيقية عن المبدعين العرب كنتم تفكرون معاً أن ينطلق هذا المشروع ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
نعم كنا نفكر في هذا المشروع ، طبعاً أنجزت في هذا المجال عدة أفلام عن فنانين تشكيليين ، و شاركني الأستاذ طلعت في أن نبدأ بصيغة مشتركة بدمج دار المسبار مع المرسم و ننتج أفلاماً أكثر توسعاً تشمل الأدباء بالإضافة إلى التشكيليين .. لكن كان ينقصنا بعض المعدات لذلك تأخر قليلاً .. و للأسف هذا التأخير لم يكن في صالحنا .. فجاءت وفاته المفاجئة و تغير المشروع قليلاً ..
الإعلامية يافا :
الأستاذ وسام الباش عضو هيئة التحرير في بيت فلسطين للشعر عندما تحدثت قبل قليل عما كان يقوله الشاعر المرحوم طلعت سقيرق عن أن الانقسام سبب قلة الأدب المقاوم ، يؤمن أن النافذة التي كانت تطل منها والدته سينظر منها يوما ً ، و يؤمن بأن الشارع الذي كان يمشي فيه والده يجب أن يمشي فيه .. هو إذاً كان لديه إيماناً عميقاً بحق العودة .. هل برأيك أن هذا الإيمان ، و قليل من الناس أصبحوا الآن يؤمنون به خاصة في ظل التفريط بهذا الحق .. ربما هو من أبخس هذا الشعر أو أحد الأسباب التي أبخست هذا الشعر حقه لأنه كان يؤمن بعودته ، يؤمن بأن فلسطين له من بحرها إلى نهرها .. الخ ؟ ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
قيل فيما قيل : إن الشعر موقف ، و الشاعر موقف ، و كثير من الشعراء الفلسطينيين ، دفعوا ضريبة كبيرة عن هذه المواقف ، شعراء ما يسمى بالسلام ، و شعراء ما يسمى بمرحلة المصالحة ..
الإعلامية يافا :
لو كان من هؤلاء كان اسمه لامعاً ؟
الصحفي و الباحث وسام الباش :
طبعاً .. لترشح لجائزة نوبل كغيره ، و لكن كما قلت الشعر موقف و كان يدفع ضريبة غالية لموقفه ، إيمانه بفلسطين كان عميقاً جداً ، إيمانه بحق العودة كان عميقاً جداً ، هذا الكلام تقرئينه في سطور في قصائده ، يقول بالحرف الواحد : ( أنا كإنسان أدعو إلى المقاومة ، كإنسان أرفض تماماً أن أتعايش مع الآخر ) – العدو – يرفض مهما كانت الأسباب ، مهما كانت المبررات ، لذلك هو شاعر يرى في فلسطين كل فلسطين ، لا يرى فيها جزءاً ..
و نحن في بيت فلسطين للشعر بصدد مشروع جمع الأعمال الكاملة للشاعر طلعت سقيرق ، و إصدارها في كتاب واحد ..
الإعلامية يافا :
الزميل نعيم ابراهيم .. لماذا دائماً الشاعر الراحل هو الشاعر الجيد ، و ليس قبل ذلك ، بكل مناحي حياتنا يصبح من يهتم بطباعة دواوينه ، بكتبه ، بصوره على غرار الصور التي رسمها الفنان الذي معنا فتحي صالح ، لماذا ؟؟؟؟ !!!! ...
الإعلامي نعيم ابراهيم :
حقيقة هذا سؤال الوجع الفلسطيني و الوجع العربي و ربما الوجع العالمي أيضاً أن المبدع عندما يموت يأخذ حقه بشكل أو بآخر من النقد أو الحديث عنه و عن أدبه و عن إنجازاته .. حقيقة أنا لا أغالي إذا قلت : إن هذا الشاعر هو فعلاً شاعر كبير و يستحق الاهتمام به أكثر من ذلك ، في حياته لم يأخذ نصيبه كما ذكرنا من النجومية إذا جازت التسمية ، و كنه كان معروفاً ، كان اسماً لامعاً ، كان قلماً سيالاً في العطاء الأدبي بكل أصنافه ، و الآن ينبغي أن يأخذ حقه أكثر في نبش ما كتبه ، و في نبش التراث الذي تركه و حتى نستطيع أن نخلد هذا الاسم و هذا العطاء و هذا المنتوج ، و لكن اسمحي لي زميلتي العزيزة هنا أستطيع أن أتحدث بثوان معدودات أن هذا الأديب كتب الكثير من الأغاني للفرق الفلسطينية و التي للأسف لم يذكر اسمه نهائياً في ذلك ، وهذا تقصير في حقه ، و هو كان يحزن عندما نتطرق إلى هذا الحديث .. أغلب ما غنته الفرق الفنية الملتزمة الفلسطينية كتبه طلعت سقيرق ، لماذا لا يذكر اسمه ؟ لماذا لا يتم الحديث عنه ؟ .. و أعتقد أن أرشيف إذاعة القدس غني في ذلك ، و موجود له الكثير من القصائد المغناة ..
الإعلامية يافا :
هل هذا سطو أدبي ؟ أم تجاهل ؟
الإعلامي نعيم ابراهيم :
حقيقة تجاهل .. هنا أجدد دعوتي لنبش هذا التراث على كافة الصعد .. و هناك لديه موسوعة الأدباء و الكتاب و المثقفين الفلسطينيين أيضاً لم تأخذ طريقها إلى النور .. أرجو من الجهات المعنية أن تأخذ في الحسبان ذلك لاستكمال هذا المشروع و غيره من المشاريع التي تحدث عنها الأستاذ فتحي ...
الإعلامية يافا :
أختم معك الأستاذ فتحي عن الفضاء الإلكتروني و موقف الشاعر طلعت سقيرق من هذا الفضاء رغم أن معظم الشعراء لا يجيدون التعامل مع هذه الوسيلة الحديثة ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
في البداية دعينا نتحدث عن ميزته ، إنه شاعر يأبى أن يكبر ، ففي روحه الشباب المتجدد دوماً ، و هو دائماً يحب التعرف إلى كل شيء ، و أن يخوض في كل شيء فلا تمر مناسبة أو موضوع إلا و يحب أن يخوض و يجرب فيه ، و عندما ظهرت المواقع الإلكترونية كان من السباقين إلى تعلم الكمبيوتر ، و تعلم الدخول إلى مواقع الانترنت ، و كان من السباقين إلى عمل المواقع و التواصل ، في البداية كان التواصل من خلال البريد الإلكتروني ، ثم مشاركات في منتديات كان يدعى إليها ثم تأسيس مواقع و من هذه المواقع / نور الأدب / و كان مديراً له .. في هذا الموقع حضني لأن أكون مشاركاً فيه في مجال الفن التشكيلي .. لذلك هذه الروح الحيوية عند الشاعر طلعت سقيرق جعلته دائماً يتقبل كل جديد سواء في الشعر و الأدب و غير ذلك ، لم يكن متشنجاً ...
الصحفي و الباحث وسام الباش : يختم بقصيدة / ومضة / للشاعر طلعت سقيرق
المرحوم طلعت سقيرق يقول :
سنة .. سنة
كن نحلة تمتص حلو الأزمنة
و تصوغه عسلاً لكل الناس
إن القلب حين يعانق الدنيا هوى
يزداد دفء الأمكنة
الإعلامية يافا :
أشكركم ضيوفي الكرام :
- الصحفي و الباحث وسام الباش عضو هيئة التحرير لبيت فلسطين للشعر
- الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح
- الزميل الإعلامي نعيم ابراهيم
- أكرر شكري للشاعرة غادة فطوم التي شاركتنا عبر الهاتف في حلقة اليوم
- و أشكر لكم طيب المتابعة أعزائي المستمعين
- زميلي أيهم مشكوراً شاركنا في الهندسة الإذاعية
- تحية إلى اللقاء
.................................................. .
[/frame]


الساعة الآن 48 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية