منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   أمشي إليها .نصيرة تختوخ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=21911)

نصيرة تختوخ 14 / 01 / 2012 40 : 08 PM

أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أفرغت غرفتي المفضلة من كل مالايشبهني. من كل ما يملأ المكان دون أن يؤدي أدنى وظيفة.
رميت الأشياء الدخيلة قطعة قطعة وكأنني أحاول تخليص سفينة تغرق من حمولتها الزائدة وحين انتهيت جلست على كرسيي الهزاز وتمنيته أن يحملني دون أن يعبر عن وجوده ويهتز.
خفت عليه ربما أن يزعجني ويلحق بالبقية.
خفت أن يكون الذي يحدث غير ماأصارح به نفسي ،وأن أكون بدأت ماأخاف.
بقيت على الكرسي دهرا أحدق في فضاء الغرفة الخالية من دلالات الوقت والزمن والفصول ولاأفكر في أمر معين.
لا أدندن شيئا ,لا أنوي شيئا ولا أتخيل أو ربما تخيلت وأضعت صور الخيال في جرن نسيان انفتح على الفراغ.
لم أسمع حسيس روحي إلا والظلام يقتحم المكان ويقتادني إلى مدن البكاء, لأبكي بلا موعد.
أبكي أمام كل الشتاءات التي قاومتُ وهزمت وأمام كل العواصف التي روضت ريحها ولم تطوني كساق قصب.
أبكي ورود المخدات التي انمحت قبل أن تنجح في التسلل إلى حلم واحد من أحلامي وأغنيتي التي نسيت طريقها إلى قلبي.
أبكي دموعي المالحة وأشواكي الساقطة ونهاراتي السريعة ، الهاربة.
في لُجة الظلام لحق بي حزنٌ ثقيل، كثيف ،ظننت أنه ظالم آتٍ من أسطورة قديمة، سيجرني لدهاليز العذاب. واشتهيت أن أمنح في طريقي وهم أمنية تسليني.
تنهدت وحركت رأسي .وضعت شفاهي على ظهر يدي واستسلمت لانسياب أنين خافت يرافق دموعي.
ماذا يريد بي غول الحزن ولمَ حضر؟
أهي لعنة كانت تسكن مزهرية قديمة خرجت لتسكن روحي ؟ أم هو القدر الليلي الذي يحدث كما نُدِر له أن يفعل؟
تساؤلات بدأت تشعل تفكيري رويدا رويدا وانتبهت لزر المصباح القريب مني .
ضغطت عليه .أغمضت عيناي ثم فتحتهما.
أطلت علي خزانة الكتب كبناية صامدة في وجه التحديث .
أجبرتني على القيام إليها.
وضعت يدي على الرف الرابع على اليمين وسحبت ديوان شعر.
تصفحته وكان فيه المجنون يمر على الديار ديار ليلى يقبل ذا الجدار وذا الجدار .
حاولت أن أبتسم لكن الحزن جرني إليه.
كدت أقع وكدت لاأعي أنني أخطو أولى خطاي بعد الخروج من الظلام.
ديار ليلى وصهيل خيل ودياري وصوت أمي وعاشق يقبل الجدار .
أيام هدمت ديارا ومسحت قُبَلا.
قُبَلٌ صنعت أجنحة وقبل صعدت إلى السماء وقُبَلٌ روت العطاشى وقبلٌ بحثت عن شفاه لتبكي عليها .
تذكرت يدي كانت على شفاهي وتذكرت عودا وقانونا وبُنَّا عربيا.
ارتفع صهيل الخيل وأفلتت حواسي من لجام الحزن، غَلَبَتْه.
أعدت المجنون إلى ديار ليلى والمجلد إلى مكانه .
نظرت خلفي ثم أمامي. تبعت حواسي وخرجت.
Nassira [/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

علاء زايد فارس 14 / 01 / 2012 05 : 09 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
دعيني أنظر خلفي ثم أمامي لحظة!
سأشعل النور....

نعم نعم أنا أول من قرأ هذه القصة أختي نصيرة http://www.ansaralhusain.net/mysmile...es/36_14_3.gif
وهي رائعة وجميلة ومعبرة
أختي نصيرة مهما تحدثنا ومهما تكلمنا فالحزن قد يبسط سيادته علينا أوقاتا كثيرة
لكن الحياة لابد أن تمضي ولابد أن نمضي معها!
نتحايل على الحزن تارة، نسكنه تارة أخرى ، يهزمنا ونهزمه...
المهم أن الحياة ستمضي وعلينا أن نتكيف معها....


شكراً لك أختي نصيرة
نصك جميل وراقي صدقاً
سلمت يداك



دينا الطويل 14 / 01 / 2012 41 : 09 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
أنت رائعة هنا بكل ما تحمله الكلمة من دلالات الروعة يا نصيرة....
نصك هو لحظات نادرة تقبع في جرن الزمن..
عمل أدبي ولا أروع...شعرت بنكهته حقا تسري في كياني...
لقد أبدعت حقا هنا
!!!!!!!!

نصيرة تختوخ 14 / 01 / 2012 47 : 09 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أشكر قراءتك و تسجيلك لانطباعك أستاذ علاء.
الاستمرار أحيانا لايكون إلا بالرجوع إلى الخلف والعودة إلى الذات.
لك التحية و التقدير.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 14 / 01 / 2012 49 : 09 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
حقا أشكرك يادينا.
أحيانا نحتاج لانطباع نحس بعفويته وتلقائيته وإيجابيته كهذا.
دمت بكل الخير والألق.

مرمريوسف 15 / 01 / 2012 28 : 12 AM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
الأخت العزيزة / نصيرة

عشت معك كل كلمة وكل حركة وكل تنهيدة ممتازة يا نصيرة فى تصويرك وفى طريقة عرضك للموضوع

نشتاق للمزيد سلمت يمينك

نصيرة تختوخ 15 / 01 / 2012 38 : 11 AM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]شكرا أخت مرمر و دام لنا نبلك [/align][/cell][/table1][/align]

ميساء البشيتي 15 / 01 / 2012 21 : 12 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
لا أعلم ماذا أقول لك نصيرة
لكن كل ما أشعر به أن هناك جبلاً من الحزن يرزخ على صدرك
أتمنى أن تتحرري فعلا من حزنك
قمتِ بأول خطوة نحو النهار وهذه بداية التحرر
نصيرة
أتمنى ان تكوني بخير .

نصيرة تختوخ 15 / 01 / 2012 45 : 12 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]الحزن حالة تروح وتجيء مالم يوجد له وقود يجعلها لاتنطفئ.
أنا بخير ولله الحمد وكعادتي أنتظر الربيع فحاجتي للشمس لاتقل عن حاجة الثمر و الزهر لها.
دمت باسمة ياميساء ودام لنا الفرح.[/align]
[/cell][/table1][/align]

حسن ابراهيم سمعون 15 / 01 / 2012 29 : 10 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
الأستاذة نصيرة , نص بديع ومكتمل من وجهة نظري ,, واللافت
جمالية الحبكة , والعقدة اللاملحوظة بمباشرة, وهذا يحسب لك ..
تطوردراماتيكي يصعد عموديًا ببطء ليلج عين الحبكة , ويشد القارىء ,, وسرعان ماينحدر صوب القفلة الممتازة ..
تماما كإغلاق الديوان ...
التكثيف والبلاغة , باللغة السلسة , والواضحة من سمات النص النثري الجيد , وأرى بأن هذه العناصر توفرت هنا ..
أوقع معجبًا يا أختي
ملاحظة : لعله من الظلم أن يقيد النص بباب القصة ...
حسن ابراهيم سمعون

نصيرة تختوخ 15 / 01 / 2012 33 : 11 PM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
يشرفني أن تبدي رأيك فيما كتبت أستاذ حسن و أن يكون بهذه الإيجابية.
بالنسبة لوضع النص في مكان آخر فإني لم أر له مكانا أنسب من هنا للسرد الوارد فيه ولطبيعته لكن أحترم رأيك طبعا وأنت أفقه مني في أمور التصنيف .

دمت بكل الخير أستاذ حسن وتحية طيبة من هولندا

محمد الصالح الجزائري 16 / 01 / 2012 02 : 02 AM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
أولا شكرا على الدعوة..ما أخّرني سوى المساجلات الشعرية متابعتها وتنسيقها و..و... وإلا ما سبقني أحد !!! تستهويني كثيرا مثل هذه النصوص الشفيفة ذات المسحة الحزينة...جاء السرد الممزوج ببعض السياقات الوصفية القريبة جدا من لغة الشعر النثري...وأجمل ما في النص كله سلامة لغته وفصاحتها..10 على 10 .... فقط بعض الجمل جاءت طويلة النفس وكان الأفضل لو جعتيها قصيرة ، حتى تعطي النص في بعض أجزائه القلق والحزن الداخلي... اللمسة التي أعجبتني توظيف الموروث الثقافي (مجنون ليلى) لمسة موفقة جدا جدا...الغول..الآخر الآتي من الأساطير...هذا موروث إنساني أضاف إلى النص قيمة إنسانية كبيرة...وضعية الأنطلاق..توالي الأحداث والمئثرات الخارجية والداخلية ونقطة الوصول كل هذا يجعل النص (قصة قصيرة) يبدو أن تختوخ بدأت بكتابة الخاطرة أولا ..ففي القصة بقايا الخاطرة ..الأمر الذي جعل أخي حسن يراها خاطرة لا قصة قصيرة...شكرا جزيلا على متعة القراءة ولذة الاستمتاع بنص جميل...مودتي..

نزار ب. الزين 16 / 01 / 2012 46 : 02 AM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
الأديبة الفاضلة نصيرة
تمر في دواخلنا لحظات من اليأس
و الحزن لا نجد لها تفسيرا مقنعا
***
أختي المبدعة
اسلوب التداعي العقلي
الذي اختطته أناملك
شدني كقارئ حتى الحرف الأخير
سلم يراعك باسقا
نزار

نصيرة تختوخ 16 / 01 / 2012 51 : 10 AM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
الأخ الفاضل محمد الصالح شكرا على تنويرك لصفحتي هذه.
ذكرت ملاحظة يبدو وأنها تتكرر على أكثر من قصة لي و هي لغة الشعر مع أني لاأتعمدها لأنني أترك النص يندلق لوحده كما أحسه و أود إنشاء تفاصيله.
بالنسبة لنية كتابة الخاطرة في الحقيقة لم أكن أنو أن أكتب خاطرة وإن أوحت البداية بذلك لأني أتحدث عن نفسي وأحاسيسي ..
يسعدني أن ينال ماكتبت إعجابك و أن نلتقي على عتبات نصوص أخرى.
لك مني التحية و التقدير

نصيرة تختوخ 16 / 01 / 2012 53 : 10 AM

رد: أمشي إليها .نصيرة تختوخ
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ نزار شهادتك تشرفني وحضورك يسرني.
دامت لنا إطلالاتك ومشاركاتك.
تقديري و تحيتي[/align]
[/cell][/table1][/align]


الساعة الآن 58 : 07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية