منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   خي تو * (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=22062)

فهيم رياض 08 / 02 / 2012 09 : 03 AM

خي تو *
 
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــــيء
لم يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى
المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة
الإبتدائية ، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من أحلامها
بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير قريتها
وعالم آخر الذي حتما سيكون أفضل من عالمها الحالي
الضيق والرتيب .
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء
بجسدها الذي فاق بكثير سنها ، ومساهمة من الوالد
في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل
إلى معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين
من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل التكفل
التام به .
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها وفهمها
للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها ، لكن سرعان ما تبدلت
الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى ملتقى للسمر بأحاديث القلوب
والعواطف بين المعلم وتلميذته ، وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة
إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي اصبحت الطريق إليها
سالكة - شيئ ما ، لكن خوفه تبدد مع مرور الوقت .
تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج الرباط المقدس الذي
يلف العش الحاضن لها تحت جناح فارسها المعلم وما عادت تهمها الدروس
ولا الإمتحانات ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها وكانت تجيب كل من
يسألها عن الأمر : وماذا أفعل بالشهادة ؟ أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة .....................
وأنتظرت ........... وطال الإنتظار ........... ولما أيقنت أن لاعودة ،
وأنها كانت مجرد نزوة عابرة ، تلبدت سماؤها ، وتقوقعت في صمت
رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم ، كانت تأخذ
نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي تردد " خي تو
.... خي تو ...." ، و عبثا حاولت صديقاتها معرفة مغزى هذه
العبارة ، ولما انتشر ذلك بين الناس : أطلقوا عليــــــــها إســـــــــم
" خي تو " .
دارت الإيام ، ومرت الإيام و" خي تو " لا تزال على حالها رغم
بلوغها سن الكهولة ، وفي يوم من الإيام تناهى إلى سمعها أن
المعلم المتقاعد متواجد بالقرية في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه
فأنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس الحال
وهي تردد " خي تو ، خي تو ......" وتجري في الأزقة الضيقة
والساحات حتى ألتقت بالمعلم فأتجهت صوبه وهي تردد نفس
العبارة وظن أن أمرأة من نساء القرية أشتاقت لرؤيته ، ولما وصلت إليه ممرت
كالبرق النصلة التي شحذتها سنين عددا على رقبته التي لم يبق فيها سالما
شريان ولا وريد ثم عادت بنفس السرعة وهي تقول : يكفيني يا ربي ،
يكفيني يا ربي " ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت من يدها النصلة
وسقطت هي بعدها مفارقة لحياة لم تعرف فيها بعد الحلم إلا العذاب والتعاسة .
فارقتها بعد أن حققت هدفا لم يكن يخطر على البال لولا تصرف من خص بحمل
أنبل رسالة وأشرفها .
لقد حققت هدفا بلون رمادي بعدما كان في السابق أهدافا وبألوان الطيف .

* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .






فاطمه شرف الدين 09 / 02 / 2012 04 : 02 AM

رد: خي تو *
 
أحسنت أحسنت قصه جميله جداً والعبره ان لكل ظالم نهايه والامل بإنتصار المظلوم على الظالم رغم انني لا انكر ان خي تو أخطأت ونالت العقاب الشافي وهي ان
تبقى على مشارف الجنون وكأن الزمن لفظها ورمى بها الى أودية الحزن والشجن
راقني نصك سيدي وابتي الفاضل
اتمنى ان لا تحمنا من ابداعتكم
تقبل مروري بود
فاطمه

فاطمة البشر 10 / 02 / 2012 52 : 11 AM

رد: خي تو *
 

نهاية يستحقها ذاك المعلم ،
ولكل نصيب مما يفعل ،
قصة واقعية وذات نهاية مستحقة
دمت مبدعا "أ. فهيم رياض"
ودي ووردي

فهيم رياض 10 / 02 / 2012 04 : 01 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه شرف الدين (المشاركة 136411)
أحسنت أحسنت قصه جميله جداً والعبره ان لكل ظالم نهايه والامل بإنتصار المظلوم على الظالم رغم انني لا انكر ان خي تو أخطأت ونالت العقاب الشافي وهي ان
تبقى على مشارف الجنون وكأن الزمن لفظها ورمى بها الى أودية الحزن والشجن
راقني نصك سيدي وابتي الفاضل
اتمنى ان لا تحمنا من ابداعتكم
تقبل مروري بود
فاطمه

مرحبا بك بل شكرا لك على تخصيصك بعض
وقتك الثمين لقراءة قصتي والتعليق عليها .
هي البراءة إلى حد السذاجة والثقة العمياء
في أن المعلم لا يخطيء وإذا أخطأ فسرعان
ما يبادر إلى تصحيح خطأه .......
بارك الله فيك .

فهيم رياض 10 / 02 / 2012 08 : 01 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر (المشاركة 136509)

نهاية يستحقها ذاك المعلم ،
ولكل نصيب مما يفعل ،
قصة واقعية وذات نهاية مستحقة
دمت مبدعا "أ. فهيم رياض"
ودي ووردي

سعيد جدا بأن طال نشاطك الغزير
في هذه المنتديات قصتي
المتواضعة برد جميل جدا .
شكرا جزيلا لك .

ميساء البشيتي 10 / 02 / 2012 27 : 08 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض (المشاركة 136341)
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــــيء
لم يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى
المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة
الإبتدائية ، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من أحلامها
بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير قريتها
وعالم آخر الذي حتما سيكون أفضل من عالمها الحالي
الضيق والرتيب .
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء
بجسدها الذي فاق بكثير سنها ، ومساهمة من الوالد
في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل
إلى معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين
من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل التكفل
التام به .
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها وفهمها
للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها ، لكن سرعان ما تبدلت
الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى ملتقى للسمر بأحاديث القلوب
والعواطف بين المعلم وتلميذته ، وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة
إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي اصبحت الطريق إليها
سالكة - شيئ ما ، لكن خوفه تبدد مع مرور الوقت .
تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج الرباط المقدس الذي
يلف العش الحاضن لها تحت جناح فارسها المعلم وما عادت تهمها الدروس
ولا الإمتحانات ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها وكانت تجيب كل من
يسألها عن الأمر : وماذا أفعل بالشهادة ؟ أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة .....................
وأنتظرت ........... وطال الإنتظار ........... ولما أيقنت أن لاعودة ،
وأنها كانت مجرد نزوة عابرة ، تلبدت سماؤها ، وتقوقعت في صمت
رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم ، كانت تأخذ
نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي تردد " خي تو
.... خي تو ...." ، و عبثا حاولت صديقاتها معرفة مغزى هذه
العبارة ، ولما انتشر ذلك بين الناس : أطلقوا عليــــــــها إســـــــــم
" خي تو " .
دارت الإيام ، ومرت الإيام و" خي تو " لا تزال على حالها رغم
بلوغها سن الكهولة ، وفي يوم من الإيام تناهى إلى سمعها أن
المعلم المتقاعد متواجد بالقرية في زيارة مجاملة لأحد أصدقائه
فأنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس الحال
وهي تردد " خي تو ، خي تو ......" وتجري في الأزقة الضيقة
والساحات حتى ألتقت بالمعلم فأتجهت صوبه وهي تردد نفس
العبارة وظن أن أمرأة من نساء القرية أشتاقت لرؤيته ، ولما وصلت إليه ممرت
كالبرق النصلة التي شحذتها سنين عددا على رقبته التي لم يبق فيها سالما
شريان ولا وريد ثم عادت بنفس السرعة وهي تقول : يكفيني يا ربي ،
يكفيني يا ربي " ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت من يدها النصلة
وسقطت هي بعدها مفارقة لحياة لم تعرف فيها بعد الحلم إلا العذاب والتعاسة .
فارقتها بعد أن حققت هدفا لم يكن يخطر على البال لولا تصرف من خص بحمل
أنبل رسالة وأشرفها .
لقد حققت هدفا بلون رمادي بعدما كان في السابق أهدافا وبألوان الطيف .

* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .






بشر الظالمين لو بعد حين
قصة جميلة أستاذ فهيم رياض
شكرا لك

بوران شما 10 / 02 / 2012 32 : 09 PM

رد: خي تو *
 
ليكن عبرة لكل من تسوّل له نفسه اللعب في عواطف وعقول الفتيات
قصة رائعة ومعبرة ,
دمت أستاذ فهيم رياض , ودام لك هذا التألق والإبداع .
تقديري واحترامي .

نوره الدوسري 11 / 02 / 2012 38 : 01 AM

رد: خي تو *
 
الاستاذ الفاضل // فهيم رياض

يظل المعلم قدوة للطلاب وأهاليهم لأنه يحمل رسالة

سامية وأن أختلت النظرة بفعل مشين

فـ هذه هي الكارثة

الاستاذ الفاضل //

نص جميل وسرد متمكن ومتميز جداً

رائع

تقديري

نورة الدوسري

دينا الطويل 11 / 02 / 2012 02 : 02 AM

رد: خي تو *
 

قصة جمية. تحمل مدلولات معبرة ..يقال أن الاعرابي اخذ بثأره بعد أربعين سنة...
وعلى فكرة خي تو تعني باللغة السويدية الرقمان سبعة واثنان...
شكرا لك على امتاعنا من خلال هذه الرائعة...
باقة ورد لك

علاء زايد فارس 11 / 02 / 2012 54 : 04 AM

رد: خي تو *
 
قصة واقعية
نهايتها مؤلمة
لكن لا دخان بدون نار!
شكرا لك أخي فهيم على هذه القصة
احترامي وتقديري لك
أتمنى دائما أن تكون بخير

فهيم رياض 11 / 02 / 2012 25 : 03 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 136538)
بشر الظالمين لو بعد حين
قصة جميلة أستاذ فهيم رياض
شكرا لك

بك يا أستاذة أصبح الموضوع مركب بقصة
وآية من قول رب عظيم وتقييم جميل جدا
يعكس سمو قدرك.
تحياتي وتقديري


فهيم رياض 11 / 02 / 2012 47 : 03 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوران شما (المشاركة 136544)
ليكن عبرة لكل من تسوّل له نفسه اللعب في عواطف وعقول الفتيات
قصة رائعة ومعبرة ,
دمت أستاذ فهيم رياض , ودام لك هذا التألق والإبداع .
تقديري واحترامي .

هو كذلك يا أستاذة
سررت بتعليقك الجميل
وقبل ذلك بعودتك والعود
إن شاء الله أحمد وأغزر و أفيد .
لك مني سمو تقدير و كبير إحترام .

فهيم رياض 11 / 02 / 2012 54 : 03 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوره الدوسري (المشاركة 136573)
الاستاذ الفاضل // فهيم رياض

يظل المعلم قدوة للطلاب وأهاليهم لأنه يحمل رسالة

سامية وأن أختلت النظرة بفعل مشين

فـ هذه هي الكارثة

الاستاذ الفاضل //

نص جميل وسرد متمكن ومتميز جداً

رائع

تقديري

نورة الدوسري

نعم يا أستاذة ، فالقصة تدور حول
تصرف شاذ والشاذ لا يقاس عليه .
فرحت كثيرا لتعليقك ، ودمت بخير
ومتألقة .

فهيم رياض 11 / 02 / 2012 08 : 04 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا الطويل (المشاركة 136577)

قصة جمية. تحمل مدلولات معبرة ..يقال أن الاعرابي اخذ بثأره بعد أربعين سنة...
وعلى فكرة خي تو تعني باللغة السويدية الرقمان سبعة واثنان...
شكرا لك على امتاعنا من خلال هذه الرائعة...
باقة ورد لك

سعدت سيدة دينا بإطلالتك على قصتي
من نافدة شطر السويد ، وأعجبت بتعليقك
أيما إعجاب ، الثأر في هكذا مواضيع يستسيغه
الناس ويعذرون من يقوم به حتى ولو بعد حين
طبعا إن لم يعالج الخطأ في حينه معالجة سليمة ومقبولة .
شكرا جزيلا لك على التعليق و على المعلومة
الجديدة ودمت متألقة ودافئة بحيوية النشاط
الدؤوب .

فهيم رياض 11 / 02 / 2012 18 : 04 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء زايد فارس (المشاركة 136591)
قصة واقعية
نهايتها مؤلمة
لكن لا دخان بدون نار!
شكرا لك أخي فهيم على هذه القصة
احترامي وتقديري لك
أتمنى دائما أن تكون بخير

أيها الشحرور المتنقل بين الزهرات والسواقي
بقلب كبير وأبيض بياض الثلج على قمم الشريعة
عندنا ، أستسمحك عذرا على تأخري في تقديم
التهاني على الترقية والتتويج المستحقين في هذه
المنتديات .
شكرا جزيلا على لمستك الحاملة لنبض الشباب
وحيويته متمنيا لك المزيد من العطأ والتألق والرقي .

فهيم رياض 31 / 08 / 2013 49 : 11 PM

رد: خي تو *
 
كانت صبية في قريتها البائسة تحلم بكل شــــيء
لم يستطع أبوها تحقيقه لها من أكلات وثياب وسفر إلى
المدينة الكبيرة و تعليم وغير ذلك .
كانت في سنتها السادسة وهي آخر سنة من المرحلة
الإبتدائية، وهذه فرصة ثمينة تتاح لها لتحقيق جزء من
أحلامها بالإنتقال إلى المتوسطة هناك في مكان آخر غير
قريتها وعالم آخر سيكون
حتما أفضل من عالمها الحالي
الضيق والرتيب.
لم يعد أمام الصبية سوى الإهتمام بدراستها والإعتناء
بجسدها الذي فاق بكثير سنها. ومساهمة من الوالد
في إنجاح مسعى صغيرته البريء والمشروع توسل إلى
معلمها الغريب عن القرية والذي لم يبلغ بعد العشرين
من عمره بأن يوجهها ويراعيها عند المراجعة مقابل
التكفل التام به.
ابدت التلميذة سعادتها بالأمر وأزداد مستوى استيعابها
وفهمها للدروس ما أدى إلى ارتياح أفراد عائلتها، لكن
سرعان ما تبدلت الأحوال وتحولت غرفة المراجعة إلى
ملتقى للسمر بأحاديث القلوب والعواطف بين المعلم
وتلميذته. وفي يوم ليس كبقية الإيام وفي جلسة
إستثنائية حدث شيء إستثنائي بين الإثنين .
خشي المعلم أن يتكون في أحشاء الصغيرة - التي
اصبحت الطريق إليها سالكة - شيئ ما، لكن خوفه
تبدد مع مرور الوقت.
تحول حلم الصبية بتوجيه مركز من المعلم إلى نسج
الرباط المقدس الذي يلف العش الحاضن لها تحت جناح
فارسها المعلم وما عادت تهمها الدروس ولا الإمتحانات
ولا المتوسطة ولا المدينة التي تحتضنها.
رسبت التلميذة في آخر العام وخاب ظن الأسرة فيها و
كانت تجيب كل من يسألها عن الأمر: وماذا أفعل بالشهادة؟
أنتم تعرفون مآل كل بنت ".
وسافر المعلم بعد إنتهاء الدراسة على أمل العودة ........
وأنتظرت..... وطال الإنتظار.... ولما أيقنت أن لاعودة،
وأنها كانت مجرد نزوة عابرة، تلبدت سماؤها، وتقوقعت في
صمت رهيب واتخذت لنفسها عادة حيرت أهل القرية كلهم،
كانت تأخذ نصلة " خنجر " صدئة وتشرع في شحذها وهي
تردد " خي تو... خي تو...". و عبثا حاولت صديقاتها معرفة
مغزى هذه العبارة. ولمّا انتشر خبرها بين الناس: أطلقوا عليها
إسم " خي تو ".
دارت الإيام ، والأعوام و" خي تو " لا تزال على حالها
رغم بلوغها سن الكهولة .
وذات يوم تناهى إلى سمعها أن المعلم الذي درّس بمدرسة
القرية منذ أربعة عقود تقريبا متواجد حاليا بها في زيارة
مجاملة لأحد أصدقائه وهو الآن في حالة التقاعد.
أنطلقت كالسهم إلى داخل البيت وخرجت بنفس الحال
وهي تردد "خي تو، خي تو..."متنقلة بين الأزقة الضيقة
و الساحات ولمّا رأت المعلم عرفته فتوجهت نحوه فظن
أن
أمرأة من نساء القرية أشتاقت
لرؤيته، وعندما دنت أكثر و
ألتقت به وجها لوجه استعاد ذكرى حادث جرى في لحظة
خاطفة، هذا الحادث الذي أبى أن يفارق مخيلتها هي أبدا. و
بسرعة فائقة مررت
النصلة التي شحذتها أمدا طويلا على رقبته
التي لم يبق فيها سالما شريان ولا وريد. ثم عادت وهي تترنح
كالعصفور المصاب وهي تقول: يكفيني يا ربي، يكفيني يا ربي ".
ولم تكد تصل عتبة الدار حتى سقطت متكومة جثة هامدة على
النصلة التي سقطت قبلها من يدها .
* خي تو : كلمة أمازيغية ( زناتية ) مركبة من خي و تو .
خي : ب
تو : هذه
بهذه
أي سأخذ ثأري بهذه النصلة .







وسام أحمد 01 / 09 / 2013 24 : 02 PM

رد: خي تو *
 
عبرة وفائدة لاهل أهملوا
وصغيرة غرر بها و معلم ضيع الأمانة
فكانت النتيجة واقعية ومتناسبة مع حجم الجرم وفداحته
تقديري

فهيم رياض 02 / 09 / 2013 19 : 09 PM

رد: خي تو *
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام أحمد (المشاركة 182205)
عبرة وفائدة لاهل أهملوا
وصغيرة غرر بها و معلم ضيع الأمانة
فكانت النتيجة واقعية ومتناسبة مع حجم الجرم وفداحته
تقديري

حياك الله أستاذة وسام فما جاء في ردّك
هو عين الصواب ، فشكرا جزيلا لك .

خولة السعيد 15 / 05 / 2025 14 : 07 PM

رد: خي تو *
 
قصة جميلة ومؤثرة


الساعة الآن 15 : 05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية