منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   حوارات نقدية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=483)
-   -   أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=22419)

عبد الحافظ بخيت متولى 23 / 03 / 2012 01 : 01 PM

أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
أثر المناهج الغربية على الدرس النقدي العربي
نفتح الآن موضوع جديدا على مائدة الحوار حول اثر المناهج الغربية على الدرس النقدي العربي محاولين الاجتهاد حول تبين هذا الأثر واثره على الإبداع العربي
ففي وضح التلاقح الثقافي بين الثقافة العربية والثقافة الغربية كان لابد من تأثير وتأثر في كثير من الجوانب الحضارية والاجتماعية والفكرية والثقافية وفيما يخص الجانب النقدي تأثرنا كثيرا بهذه المذاهب وجعلناه غايات نقدية مثل البنوية والتفكيكية والسيمي وطيقا ونظرية العبث والنقد التحليلي والتاريخي والسؤال المهم هنا
كيف تعاملنا مع هذه المذاهب؟
وماذا عن دورها في تأصيل أو غياب الدرس النقدي العربي؟
وهل كان لها اثر مباشر على طبيعة الإبداع العربي وتوجهاته؟
وهل تأثرت الذائقة العربية بإفرازات هذه التيارات؟
وهل هناك فعلا - كما يقال- فوضى عروض نقدية أضرت بالإبداع العربي والدرس النقدي العربي
وهل يمكن الوصول إلي نظرية نقدية عربية؟
وأين التراث النقدي العربي القديم من التنظير النقدي الآني؟
نطرح هذه الأسئلة الآن على مائدة النقاش آملين في أن ندير نقاشا واعيا لنخلص الى نتائج تؤسس لفكر مغاير فى الدرس النقدى
وفى انتظار مناقشاتكم وأرائكم التي نثمنها ونعتز بها
كل محبتي وعظيم تقديري

منجية بن صالح 23 / 03 / 2012 29 : 09 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 





أستاذي الكريم عبد الحافظ الموضوع شيق و هام جدا و له أبعاد و جذور ليس من السهل الإحاطة بها و لا تتبع تفرعاتها لكني سأقدم تصورا أحاول من خلاله الرد على البعض مما تفضلت بطرحه
1- كيف تعاملنا مع المذاهب النقدية الغربية ؟

تعاملنا معها تعامل الأضعف مع الأقوى لا يخفى على أحد أن الشعوب العربية عانت من الاحتلال طوال عقود و دمر المستعمر البلاد و العباد حيث لم يترك للحضارة معالم و لا للتراث وجود ....خرج و ذلك بعد أن نهب خيرات البلاد المادية و البشرية و تركها قاعا صفصفا في حاجة للمعونة لإعادة البناء و الثقافة هي إسمنت المجتمع الذي يجعله يتواصل و يتماسك و كما تقترض البلدان الفقيرة المال من البنوك العالمية فهي أيضا تستورد الثقافة و العلوم الضرورية لإعادة بنا الإنسان الذي دمر فيه الإستعمار هويته و طمس فيه معالم مخزونه التراثي ليجعله ينظر إليه بازدراء و يقول عنه تخلف هي السلطة الإستعمارية التي تهزم الإنسان من الداخل لتجعله يعيش الفراغ و يبحث عن طريقة لإشباعه حتى يشعر بتوازنه الفكري الثقافي الضروري لإستمراريته في الحياة

هكذا تخلينا عن مخزون تراثي لفائدة آخر ليس لنا به صلة قبلنا وجود المستعمر و تعاملنا معه و ذلك بخدمته ليجعلنا في خدمة فكره و نظرياته التي تعتمد على عقل قاصر و متحول ليس له ثبوت فهو دائما في طور التجربة و كلما أثبتت نظرية فشلها إلا و صدرها لنا لنجد مادة تشغلنا عن البحث الجاد و النابع من الجوهر الإنساني القادر على هزيمة كل التحديات و صياغة حلول جذرية لمشاكله الفكرية الثقافية و الإجتماعية السياسية و التي لها خصوصيتها و تجذرها في البيئة

هكذا نتعامل مع الثقافة الغربية دون أن نفكر في خطورة ما يلقى إلينا من نفايات فكرية أدبية قاتلة للعقل العربي لأنها تعطيه وهم الإكتفاء الذاتي باسم التجديد و مصطلحات رنانة أخرى مثل ما قبل الحداثة و الحداثة و ما بعد الحداثة .....ما أصل هذه الحداثة ؟ لا أحد يعرف .... ما هي منطلقاتها و منتهاها ؟ أيضا ليس هناك جواب شافي
خطورة هذه النظريات المستوردة تكمن في المنطق الذي نتعامل به مع الأشياء و هذا أخطر شيء في الموضوع لأنها تؤسس إلى مشروع تفتيت الفكر لينتهي الإنسان بقبول الأمر الواقع و تفتيت الوطن
ربما في جوابي هذا قد أكون تجاوزت السؤال لكني حاولت الإجابة على طريقة تعاملنا مع النظريات الغربية و هدف المستعمر من ترويجها

يتبع




:nic100:


منجية بن صالح 25 / 03 / 2012 09 : 02 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
ماذا عن دور هذه المذاهب في تأصيل أو غياب الدرس النقدي العربي ؟

لقد تعرضت إلى الجواب عن هذا السؤال في ردي السابق و أقول أن ذو الحاجة عندما يجد من يقدم له خدمة مجانية فهي يكتفي بها و لا يبحث عن بديل حتى و إن كانت هذه الحاجة لا تفي بالغرض يكفي أنها مجانية و في الأصل هي لست كذالك بل المقابل وقع دفعه مسبقا و ينتظر المزيد من فكر أراده مقدم الخدمة أن يكون عقيما و متلق سلبي لا يحرك ساكنا يتغاضى عن مصلحته التي تتطلب البحث و التنقيب و الجهد ليتبنى فتات نظريات تلغي العقل لتجعل من الإنسان مقلدا ينقب في أرض غير أرضه ليتبنى هوية غير هويته
و أقول أن الغرض من ذلك هو مسخ للفكر العربي الإسلامي و اقتلاعه من جذوره و استبداله بفكر صنع في الغرب ليحتل الشرق و يدجن قدراته الفكرية و الإنسانية و يجعلها تابعة لا مبدعة

عندما نأتي بقالب مصنوع لغرض معين ليكون على مقاس نص له فكر و بنية معينة و نضعه على نص باللغة العربية حامل لفكر و له مواصفات خاصة على مستوى المبنى و المعنى فلن يتزاوج القالب مع النص ...يجعلنا ذلك نغير المفهوم الكامل للنص و لنسيجه الداخلي و لفكره حتى يكون على مقاس القالب المستورد لنجد أن الفوضى قد عمت النص و الفكر و هذا ما تطالعنا به المنتديات من أجناس أدبية دخيلة على تراثنا الأدبي باسم الحداثة و ما بعدها لتبرز لنا قصيدة النثر و القصة القصيرة جدا ليكون التكثيف سيد الموقف حتى أن النص يستغلق فهمه على المتلقي و لا يدرك معناه غير صاحبه ليصبح النص مفتوحا على التأويل و يفقد رسالته الأدبية لتكون الكتابة للكتابة ليس لها هدف بل هي فعل استعراضي لصور الخيال على شاشة نص .....

و هنا أصل إلى الجواب عن سؤال هل كان لهذه المذاهب أثر مباشر على طبيعة الإبداع العربي و توجهاته؟
الأثر كان مغرقا في المباشرة لكنه خفي على من ركب قطار الحداثة بل أقول طائرة الحداثة ليصل أدبنا العربي إلى المطارات الأدبية الغربية و قد طمست ملامحه و قطعت جذوره ليفقد أصالته و يصبح منبتا عن تراثه المتأصل في التاريخ الذي واكب كل تطوراته حتى و صل إلينا على ما هو عليه
إننا نستهين بما نملك لنبحث عن ما لا نملك فنفقد الملك و المالك

يتبع





:nic77:

منجية بن صالح 25 / 03 / 2012 12 : 02 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 




- لقد تأثرت الذائقة العربية بإفرازات هذه التيارات و التي هي و ليدة عقل حضاري عاش في غير بيئتنا له فكر يناسب محيطه التاريخي و الثقافي و الاجتماعي و السياسي و التي شكلت عقل الإنسان الغربي و جعلته يفرز أدبا و فكرا اختزله عقله ووجدانه منذ قرون.... فكيف لنا أن نأتي بما اختزلته أدبياته لتطبيقها على بيئة عربية إسلامية لها خصوصياتها و جذورها الغائرة في عمقها التراثي و الحضاري ؟
تأثر الأدب العربي بالمناهج النقدية الغربية التي غيرت معالم المشهد الثقافي و جعلته يفقد تألقه و إبداعه ليكون باهت الملامح عديم الجدوى بل يصبح سلاحا قاتلا للفكر العربي الخلاق يقول أبو تمام

السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ إنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ


لأقول أن الكتاب أصدق إنباء من السيف فهو قد قطعنا عن جذورنا دون أن نشعر و طمس معالم الهوية العربية الإسلامية من كتاباتنا ليجعلها مغتربة غريبة ربما لأن البعض منا أغرق في حياة غربة استوطنته ليعيش بمنطق الغرب يتبنى نظرياته و يدافع عن وجوده المحتل للفكر و الأرض العربية

5- في هذا الوضع المتشظي أصبحت هناك فوضى عروض نقدية لاختلاف المدارس و التي أصبحت لها تفرعات لتجعل من النص جثة هامدة على مائدة التشريح و كأنه جسم غريب اسقط علينا من خارج الكرة الأرضية هذا المنطق قتل الإبداع و المبدع لتصبح النصوص تتناسل من بعضها البعض كغثاء السيل
6- هل يمكن الوصول إلى نظرية نقدية عربية ؟
أقول أن النظرية النقدية العربية موجودة في تراثنا و أدبنا و في فكر و عقل المبدع فكل من يكتب هو ناقد و كل ناقد هو أديب و إذا انتفت هذه المعادلة فقد الأدب من الناقد و النقد من الأديب و أصبحنا نعيش فوضى الخيال على أرض واقع النقد
كل الشكر لأستاذي عبد الحافظ الذي أتاح لي فرصة التواصل معكم و التعبير عن كل من الكاتب و الناقد و الحامل لهَمِّ الكتابة و الإبداع الذي فقد معناه و مبناه ليحتل ساحته خيال الصورة و فوضى الحس و قد قتل هذا مفهوم القراءة الواعية و مع الأسف الشديد نحن أمة اقرأ أصبحنا لا نقرأ




:nic11:


عبد الحافظ بخيت متولى 27 / 03 / 2012 09 : 05 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الفضلى الكريمة الأستاذة منجية
لقد أسعدنى جدا ردك فى وقت غاب فيه أعضاء نور الأدب عن الحوار وكأن الأمر لايعنيهم وكأننا نعيد مرة أخرى ذلك التكاسل والتواكل و"الإنمالية" وهى كلمة منحوتة من عبارة "وأنا مالى" التى أفضت إلى هزيمة الثقافة العربية منذ قرون
وأدهشنى أيضا ردك بما يعمل من وعى حاد بطبيعة علاقة الثقافة الأوربية بثقافتنا وتراجع ثقافتنا أمام المد الغربى الثقافى بشكل عام واسمحى لى سيدتى أن أعود قليلا إلى الوراء لنكشف كيف تم هزيمة الثقافة العربية
ففى عصر الدولة الأندلسية كان الثقافة العربية فى أوجها والحضارة العربية هى الحضارة الازهى والاجمل بما تحمل من تقدم علمى بهر الدنيا جميعا ثم دخلنا فى الحروب الصليبية وهنا حدثت ردة للعقل العربى الذى كسرت شموخه تلك الحروب وهزيمة العرب عسكريا وكأن الغرب الأوربى لم يكتفٍ بهذا بل أراد هزيمة العرب فكريا وثقافيا فجاء فردريك الثانى ملك النورمان فى ذلك الوقت وبدأ فى حركة ترجمة للعلوم العربية ونقلها بالكامل إلى الثقافة الأوربية ونشطت حركات الترجمة فى ذلك الوقت وبدأها قسطنطين الأفريقى ثم توالت تلك الحركات ونشطت ايضا بمساعدة الكنيسة التى عملت على نقل التراث من خالا مدارس الترجة التى أشأتها الكنيسة فى ذلك الوقت وتم نقل الفكر العلمى العربى الى اوربا وهذه كانت هزيمة اخرى للعقل العربى ومن هنا صار العقل العربى يعتمد على المنتج الفكر والثقافى الغربى بشكل ولقد فطن الغرب الى ذلك فحرصوا على ابهار هذا العقل العربى بما ينتجون من فكر ثقافى ويروجون له بانه فكر النعيم والرقى الحضارى
وكما تفضلتِ فى عرضك السابق صار العقل العربى اتكاليا يركن لمن يقدم له الفكر الجاهز وعليه ان يتمعامل معه بغير منهج يعى طبيعة هذا الفكر وكيفية التعامل معه بما يخدم الفكر العربى ويحفظ له هويته
وفيما يتعلق بالنقد ان العقل العربى لم يتعامل مع المذاهب والتيارات الغربية بمنهج يجعل منها وسائل اجرائية لفك شفرات النص الادبى بل تعامل معها على اعتبار انها غايات نقدية ومن ثم استطاع النقد العرب ان يخضعوا النصوص لصالح هذه المذاهب التى لم تخلق اصلا للمجتمع العربى المختلف فكريا وسسيولوجيا عن المجتمع الغربى
وصار عندنا مسميات للنقاد تضحكنا احيانا وتحزننا احيانا اخرى فهذا ناقد بنيوى وذاك تفكيكى وثالث تحليلى ورابع حداثى وخامس ما بعد الحداثى وغير ذلك ومع هذه الفوضى غير الممنهجة فى العروض النقدية والتى تتعامل مع السطح النصى دون العمق فيه والوصول الى المعنى الذى من اجلة أنشئ النص جماليا ودلاليا صارت الذائقة العربية فى انصراف شبه مطلق عن النص الادبى لانها فقدت هويتها العربية وصارت النصوص ايضا افرازا لهذه الفوضى النقدية اقرب الى النص المترجم من النص العربى الخالص
من هنا فسدت الذائقة العربية وصار لدينا نقاد مترجمون وليسوا مبدعين
ويمكن ان تكون لدينا نظرية نقدية عربية متى اعدنا قراءة تراثنا النقدى العربى ومزجنا بينه وبين المعطيات الفكرية الغربية عبر منهج يضمن التوازن والعمل على اخراج مركب نقدى ثالث يوافق إليات الحضارة الحالية
شكرا لك سيدتى الكريمة على هذه المداخلات الرائعة والتى افادتنى على المستوى الشخصى كثيرا واتمنى ان تشرفينا بالتواجد هنا وان نتعاون معا فى تنشيط هيئة النقد فى نور الادب لنصل بها الى الاهداف السامية والفكر الخلاق المتوزان وبانتظار مقترحاتك سيدتى الفضلى
كل محبتى وعظيم تقديرى

محمد الصالح الجزائري 27 / 03 / 2012 07 : 06 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
طرح جد هام أخي الغالي عبده..ما تفضّلتَ به وما أثرته أختنا الفاضلة منجية..جدير بالاهتمام! سأوجز مداخلتي المتواضعة فقط لتحريك مثل هذه المواضيع الهامة والهامة جدا...
جاء في معرض حديثك (قيام الغرب بترجمة كتابات العرب بجميع صنوفها الأدبية والعلمية والفكرية وما إلى ذلك..) تم ذلك بعد ضعفنا وانهزامنا.. فالخطأ الذي وقعنا فيه هو أننا لم نترجم فقط بل تأثّرنا ونحن ننقل ثقافتهم وبالتالي أهملنا رصيدنا المتبقي..انسلخنا عن أصالتنا عن قصد منا يشبه الجهل أو عن وعي منا يشبه الغباء! فما البنيوية والتفكيكية والتحليلية و غيرها إلا مناهج كانت في حضارتنا..فاللعب على المصطلحات والمسميات أدخلنا في متاهات ما استطعنا الخروج منها...أنا لا أستغرب من أقلامنا الشابة ومبدعونا (الكبار) زعما تنصّلوا لهويتهم فهذا أدونيس وغيره يتبجّحون بالحداثة وما بعد الحداثة ؟؟!! ويكتبون أشياء هم أنفسهم يجهلون فحواها !!! فالعقلية العربية تختلف تماما عن غيرها ..فالقوالب النقدية الجاهزة لا نستطيع بأي حال من الأحوال إعمالها في نصوصنا الأصيلة..لذلك أصبح لزاما علينا خلق منهج نقدي لا يلغي ما وصل إليه الغرب ولا يتنكّر للنقد العربي القديم..ومثلما قلتَ أخي عبد إيجاد منهج يمازج بين جميع المدارس الآنية والمدارس القديمة فيلائم سيرورة العصر بكل تعقيداته..فالنص فعل إبداعي نابض واللغة كائن حي ..وحين يتحوّل النص إلى جماد واللغة إلى قوالب نكون في عالم من الماديات بعيدا عن الإبداع..فللنص روح وما النقد إلا ضخّ الدماء في النص ليستمر ويعيش !!! شكرا عبده ..شكرا منجية...مودتي..

رأفت العزي 30 / 03 / 2012 31 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

أستاذي الكبير عبد الحافظ بخيت
أساتذتي الكبار الأفاضل / منجية بن صالح / محمد الصالح ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أي شيء أعترف بجهلي في شؤون الأدب وشجونه ولكني ببساطة أعشق لغتي ، تاريخي ، وأمتي .. وببساطة أكثر أطير
ساعة قراءتي لنص يهز نفسي ويحرك مشاعري فأغمض عيناي وآخذ نفسا عميقا كأنني خارج من صحراء لأقف على
شاطئ يحمل نسيمه رذاذ البحر وأشتم رائحته التي لا تشبهها رائحة ؛ اعترف بجهلي تماما ، ولكني اتنفس بجزئيات
التاريخ الذي لو نظرنا إلى أحداثه لوجدنا شيئا عجيبا قد يشبه الوصف التحليلي الذي قدمه أخي " الجزائري "
عندما قال : فالخطأ الذي وقعنا فيه هو أننا لم نترجم فقط بل تأثّرنا
ونحن ننقل ثقافتهم وبالتالي أهملنا رصيدنا المتبقي.. انسلخنا عن أصالتنا عن قصد منا يشبه الجهل أو عن وعي منا يشبه الغباء "

ويا ليتنا توقفنا عند هاتيك الأخطاء ؛ بل إن تلك الأخطاء على ما أعتقد لها علاقة برواية التاريخ ..
فهل نحن من كتبنا تاريخنا أيها الأعزاء ؟ أرجوكم ، بل أتوسل إليكم أن تدلوني على كتاب تاريخ للتاريخ العربي
الحضاري والمعاصر كتبه العربي نفسه ..!
اقول كما قال الجزائري الحبيب " انسلخنا " عن تاريخنا " وأهملنا " الأصل الذي بين يدينا ألا وهو الحجر ،
اللغة الأصدق للتاريخ " عن قصد منا يشبه الجهل أو عن وعي منا يشبه الغباء " فكل الأمم كتبت في تاريخ العرب
والذي قيل فيه بأنه " تاريخ الإسلام " حيث بتنا نخشى الوقوع في آفة التخويف الكبرى ، فنقد أي نص قد يصدمنا بالدين ،
نقد أي نص كتبه رجل يتلحف بالدين يصبح في نظره وعلى منبره الناقد مرتدا أو في أحسن الأحوال ضالّ .. إذ ليس للضال
منبر بينما الآخر له كل المنابر إن أردت خمس " حبات يوميا ، وجرعة كبيرة أسبوعيا فهجرنا الفلسفة .ز مات المفكرون
والفلاسفة مع محرقة الفكر لابن رشد .. أعتقد كما فهمت أن سيدتي الفاضلة منجية قد أشارت بطريقة ما إلى هذا الأمر .
ليس المستعمر الخارجي فقط هو السبب إنما المستعمر الداخلي " الجهل " أيضا له افضال كثيرة أوصلتنا إلى تلك النتائج
التي تتحدث عنها سيدي الفاضل ؛ فالمصطلحات التي لا أفهماها والغربة الفكرية لإبداعنا الذاتي هما نتيجة لتعثر الأمة التي
ما زال أبناءها يبحثون عن الهوية ولا يعرفون معنى الانتماء .

سيدي الفاضل ربما تحدثت بغير كتاب أو قد أكون لامست جانبا من جوانب ازماتنا الفكرية فاقبلوه أو اهملوه
ولكني فرد في امة فيها ملايين البشر يفكرون ربما قريبا مما أفكر فضعونا بحسبانكم على هذا الأساس
إني هنا لأتعلم وأحاول التفكير
تحيتي احترامي محبتي


محمد الصالح الجزائري 30 / 03 / 2012 20 : 11 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
أخي رأفت..تواجدك إثراء وإضافة وعلامة مميزة متميّزة!! ما شدّني في مداخلتك هذا الذي يهمله الكثيرون :(((بتنا نخشى الوقوع في آفة التخويف الكبرى ، فنقد أي نص قد يصدمنا بالدين ، نقد أي نص كتبه رجل يتلحف بالدين يصبح في نظره وعلى منبره الناقد مرتدا أو في أحسن الأحوال ضالّ ..)))
والنقطة الثانية مهمة جدا جدا هي تلك التي ذكرتها قائلا: (((
فهل نحن من كتبنا تاريخنا أيها الأعزاء ؟))) هذا تساؤل العارف فيه جواب الحكيم أيضا!!!
ومثلك جدير بمناقشة أمهات القضايا..شكرا جزيلا لك..أرجو أن نتواصل أكثر فطرحك يروق لي كثيرا...مودتي..


عبد الحافظ بخيت متولى 31 / 03 / 2012 09 : 08 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الرائع الجميل الاستاذ رافت
ادهشنى هذا التواضع منك وانت تملك من الفكر والثقافة ما يجعلك جديرا بمناقشة مثل هذا الموضوع وغيره وعلى نفس الدرجة جاءت دهشتى من هذه الموضوعية التى ناقشت بها الامر ونحن فعلا بتنا نخشى التأويل مع الاجماع الدينى السايسى الذى يتمدد بقوة الان على الساحة ونخشى ان نقع بلا وعى فى احادية الثقافة التى قد يفرضها القرار السياسى وهنا نرتد الاف الاعوام وبتنا نخشى ان تفسد الذائقة العربية وترزح تحت مظلة تغييب من نوع جديد
اشكرك صديقى الاعز على هذه المداخلة الكريمة

منجية بن صالح 04 / 04 / 2012 49 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

أستاذي الكريم عبد الحافظ و أساتذتي الأجلاء

محمد الصالح الجزائري و رأفت العزي

سعيدة بوجودي بينكم و أسعد أكثر بمحاورتكم في هذا الموضوع الشيق و الشائك في نفس الوقت و أتمنى أن تتقبلوا تصوري المتواضع في هذا الموضوع

لقد أثار الأستاذ الكريم رأفت العزي العديد من النقاط وهي جديرة بالإهتمام و المتابعة لأنه أشار إلى مواضيع تثير الكثير من الجدل و الذي سببه مرجعيات و ثقافة المُحاور سأكون محايدة على قدر الإمكان و في نفس الوقت سافصح عن مرجعيتي وهي عربية إسلامية حتى أكون واضحة لأن الحياد لا يمكن أن يكون مطلقا
أتفق مع حضراتكم أن ما نحن فيه هو نتيجة طبيعية للجهل و الغباء الذي نتخبط فيه و عندما نتأمل حالنا نجد أننا نعيش زمن الجاهلية الممتدة جذورها من أخرى عاشت في حقبة تاريخية معينة وهي أشد علينا من الأولى لأننا نتصور أن العلوم الإنسانية قادرة على مسح جهلنا بينما هي تساعدنا فقط على تحسين أمور حياتنا لتجعل العقل رهين تصور علمي بحت كل تفكيره يكون مسخرا لخدمة النظرية العلمية في شتى الاختصاصات
سوف يكون ردي في هذه المداخلة على النقاط التالية و التي أثيرت في المداخلات السابقة

الجهل بقدرة الإنسان
نظرية المستعمر
الإنسلاخ الحضاري الهوية و الإنتماء
أزمة العقل و الفكر العربي
كتابة التاريخ
علاقة الدين بالفكر
الأدب و مفهوم الإبداع و النقد


الجهل بقدرة الإنسان

ليس للجهل علاقة بالشهائد العلمية و لا بالمستوى الدراسي و الثقافي كل هذه الإعتبارات هي علوم لها تراكمات عبر التاريخ الإنساني استطاعت أن تجعل الإنسان يعيش في رفاهية فقد ساعدته على الإرتقاء من حياته البسيطة جدا لتجعلها أكثر تعقيدا و رفاهية و هذا الترف المادي أثر على الفكر و السلوك و جعله أكثر خمولا .... تعود الإنسان أن يجد كل ما يريد بكبسة زر ليكون العالم بين يديه، يستفيد منه الباحث و المثقف في عمله لكن ما هو مدى تأثير هذه التقنيات الحديثة على العامة من الناس و على الفكر العربي بصفة خاصة ؟ و نحن نعلم جيدا أننا شعوب غير منتجة بل مستهلكة فقط؟ الجواب لا يتطلب التوضيح
أعتقد أن حقيقة الجهل تكمن في الداخل البشري فهو يحتوينا ليجعلنا نرى الأشياء من خلاله بمعنى أن الإنسان هو جاهل بقدرته الفاعلة و الخلاقة فعندما ندخل غرفة مظلمة و لا نعرف أن فيها كهرباء فإننا نبقى في الظلام هكذا يكون الإنسان جاهلا بأن له أدواة و قدرة على تغيير واقعه بأقل التكاليف و أنجعها و مع هذا نجده يتبنى أعقد النظريات و يلتجيء لقتل الإنسان ماديا و فكريا لتدجين الشعوب و أمتلاك قدراتها البشرية و المعنوية
من خلال جهل الإنسان بقدرته و أدواته القادرة على الفعل و الخلق و الإبتكار تراه يتعامل مع الأشياء و الفكر بعقل قاصر و محدود مهما حوى من علوم نظرية و التي تبقى عملية أكثر منها أداة تفكير لها قدرة على تفكيك مفردات تكون حاجزا بيننا و بين الرؤية الواضحة لحقيقة الأشياء تتوارى منا لتقبع في غرفنا الداخلية و التي تبقى مظلمة تحتاج منا اشعال شمعة

يتبع

:nic7:



عبد الحافظ بخيت متولى 04 / 04 / 2012 05 : 11 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الفضلى الكريمة الأستاذة منجية
أسعدتنى جدا مداخلتك بما تحمل من الوعى والمخزون الثقافى الذى استطاع أن يضع الطار العقلانى لهذه القضية وضعا يقوم على تراتبية الفكر والمنهج الفكرى الذى تسلمنا ألفه إلى يائه وهنا نحقق لذة التلقى من ناحية ومن ناحية أخرى نقف على إضاءة حقيقية وكاشفة لأبعاد الموضوع بشكل علمى
وأتفق معك فى أن الجهل بالإنسان خطوة مهمة فى التأسيس الحقيقى للمعرفة الجادة وقديما قال العقاد قد يحمل الرجل أرفع الشهادت فى جيبه وهو أمى
نعم سيدتى يجب أن يتعرف الانسان على قدراته الداخيلية حتى يكون قادرا على الاتساق الفكرى والنفسى والتعامل مع منهج الغير بموضوعية يستطيع من خلالها التفريق بين ما هو متسق مع معطياته الاجتماعية والفكرية والقافية وما لا يتفق معها
من هنا قلت ان معرفة الانسان بنفسه هى الخطوة الاولى فى التأسيس العلمى المبنى على رؤى علمية وفكرية
وما زلنا ننتظر البقية سيدتى بشغف فكرى
كل محبتى وعظيم تقديرى

رأفت العزي 05 / 04 / 2012 32 : 03 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الأستاذة الفاضلة منجية بن صالح أسعد ربي أوقاتك بكل الخير
أنا سعيد جدا بهذا الحوار الراقي حيث شجعنا ومكننا أستاذنا الحبيب عبد الحافظ على ومن المشاركة فيه
ولأني وجدت أذنا تسمع ليس ما قلته وما قلت بجديد او مختلف ، إنما لأن هناك من له القدرة على ترجمة
ما أشعر به ويشعر به ملايين من أبناء وطننا العربي في هذا الاتجاه .

سيدتي الفاضلة ، حين تعلنين عن مرجعيتك فهذا يعني أنك في الجانب المضيئ المؤصل لفكر منتصر
وإن إحدى مآسي أمتنا هو بمثقفيها الذين هم أحد اسباب نكستها لأن لا مرجعية واضحة يعتمدونها بل
إن سقوط معظمهم في هذا الضياع ، لأن غالبيتهم على العكس تماما : الهزائم مرجعيتهم .
لا يرون بقعة ضوء ، ولا يضيئون شمعة مع أنهم يحسنون كيل اللعنات على الظلام .
ما تفضلت به أوافقك تماما فيه وبكل حماسة أنتظر فصلك الثاني فأنا أبحث عن مثل هذا العقل
النظيف " المرتب " والمنتج
تحيتي إليك سيدتي وإلى إخوتي أساتذتي عبد الحافظ والصالح الأحباء

منجية بن صالح 05 / 04 / 2012 26 : 08 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
نظرية المستعمر

في زمن الثورات العربية نجد الشعوب منقسمة بين مؤيد لها و مندد بها فالموقف الأول هو الأقرب للمنطق الإنساني فعندما يرزح الإنسان تحت الظلم و القهر لمدة عقود فمن الطبيعي أن يثور فكل ضغط يولد إنفجار و هذه سنة كونية
لا مناص منها ليجد الموقف الثاني تبريرا يعتبره مقنعا بإنكاره لهذه الثورات عندما يقول أنها صنيعة الغرب و أن الإستعمار و أياديه الخفية هو من حرك الشعوب و له غايات و أهداف بعيدة المدى لنجد أننا على طرفي نقيض مما يجعل تقريب وجهات النظر عملية مستحيلة
مع الأسف الشديد نجد هذا الإنقسام على كل المستويات و ما يهمنا هنا هو الأحزاب السياسية و النخبة المثقفة و التي من المفروض أن تكون لها رؤية واضحة فهي مغيبة تماما إبان الثورة في تونس و مصر و أيضا بعدها وكان الأحداث تجاوزتها بأميال فلم تجد نفسها لا مع النظام القديم و لا ما بعد الثورة فقد عمت الفوضى الشارع و الفكر و السلوك و كأنها تمهد الأرضية للقوى الخارجية للتدخل على راحتها و اللعب بأوراق السياسة و الإقتصاد و هذا أمر طبيعي و متوقع لنجد من يريد ركوب قطار الثورة و البطولة يندد بالعمالة للخارج و يتهم الحكومات المنتخبة بقبض ثمن الثورة و هذا غير صحيح و لا يستند لمنطق سليم

للفوضى الفكرية تداعيات خطيرة على سلوك الأفراد و المجتمع و لها تأثير على جميع الميادين الثقافية و الأدبية و السياسية و الإقتصادية لتتساوى العامة بالنخبة و هذا أخطر ما في الأمر لأن ذلك يهدد المجتمع بالتحلل لينفرط النظام على المستوى الأمني و الإقتصادي و يُغَيب المنطق على المستوى الفكري
و أقول أن سبب هذه الفوضى هو النخبة و التي من المفروض أن تقود المجتمع و تاطره و تلملم شتاته لكن في غياب رؤية واضحة تكتنف الضبابية كل الخطابات مهما كانت توجهاتها فهي غير مقنعة و لا ذات جدوى لأن من يهاجم واقع موجود على الأرض لا بد أن يكون له طرح بديل حتى لا يكون الهجوم من باب التشفي أو محاولة السطو على كرسي هناك من سبقه إليه بطريقة ديمقراطية

إن أحزاب المعارضة و النخبة المثقفة وقعت تنشأتهم في ظل نظام دكتاتوري سخر كل المؤسسات التعليمية و الثقافية لتدجين الشعب و إخضاعه لسياط الخوف من القمع لتكون ملامح أحزاب المعارضة و النخبة واضحة ليست في حاجة لتوضيح فهي غير قادرة على طرح بديل عملي و لا تصور قكري ناضج و راشد قادر أن يخرج من دائرة النظام السابق فكل ما يطرحه هو فكر مشتت يجذر الصراعات أكثر مما يحاول أن يطفيء نيرانها و لهذا أسباب منطقية:
لقد تربت الشعوب لمدة عقود تحت ظل إستعمار إحتل الأرض و الفكر ليعشش في العقل العربي الذي تعود على الترغيب و الترهيب و التغريب ليستهلك و يتكلم و يفكر بمنطق الغرب و يتجاهل قدراته الذاتية يمتلكه الجهل و يستوطنه الغباء و يصبح تابعا لا متبوعا و متلق سلبي لكل النظريات الغربية في جميع الميادين التعليمية الثقافية الفكرية الإقتصادية و السياسية و حتى المدارس الأدبية الغربية وجدت طريقها إلينا و غزت العقل العربي و هيمنت على الأجناس الأدبية هي عملية تطبيع بالكامل مع الغرب طمست معالم تراثنا و أدبنا العربي الإسلامي لنخرج من هذا النفق بعد الثورة بجهل كامل بقدرة الإنسان العربي على الخلق و الإبداع و بالتالي يكون له جهل مركب يسخر فكره وخطابه و فعله لخدمة الغرب من حيث لا يشعر لأنه غيب قدرته الفاعلة و القادرة على تخليق بديل من تراثه يتماشى مع بيئته و دينه و حضارته العربية الإسلامية.......

لأقول أن الجهل هو اليد الخفية التي تحرك النخبة المثقفة لتجعلها أداة طيعة في يد المستعمر الخارجي لأن هذه النخبة عجزت عن الخروج من دائرة الفكر الغربي و بالتالي كل تنظيراتها تصب في مصلحة الإستعمار فمن يتكلم و يسمع و يستهلك و يفكر بمنطق الغرب كيف نطلب منه أن ينتج فكرا يقاوم الهيمنة الغربية على الوطن العربي و المفكر نفسه واقع تحت سلطة الفكر الغربي فمرجعياته كلها غربية و قد إستهلك الإستعمار عقله ليجعل فكره في خدمته فهو لم يعد في حاجة لإحتلال الأرض لأنه أصبح قادرا على تحريكه عن بعد لأن الفكر الغربي مادي بحت يقسم الشعوب لتباين الآراء باسم حرية التعبير و الديمقراطية و حقوق الإنسان ليسهل إستيعاب بعض الأطراف و جعلها في مقابل أطراف أخرى تناهض فكره

نجد أنفسننا نندد بالإستعمار الخارجي وندعي الذكاء و الحرص على الوطن بينما عدونا اللدود يوجد داخلنا وهو من يمنعنا من تحرير فلسطين و العراق و كل شبر من أرضنا المحتلة هذه هي النظرية التي أوجدها المستعمر على أرضنا لنندد بها دون ان ندرك أننا السبب في وجودها و أن تنديدنا لا يحل المشكلة بل هو ما يريده الغرب حتى يكون له متسع من الوقت لإحتوائنا ليترسخ فينا أكثر إحساسنا بالعجز و لا نهب لمقاومته بسلاح نحن من صنعه

يتبع


:nic110:


محمد الصالح الجزائري 05 / 04 / 2012 34 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
أتابع مثلما ذكر أخي رأفت..شكرا منجية ، شكرا رأفت شكرا عبده..أنتظر الفصل القادم بشغف..مودتي..

منجية بن صالح 05 / 04 / 2012 28 : 11 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

الإنسلاخ الحضاري الهوية و الإنتماء

عندما يجهل الإنسان مقومات حضارته و تراثه و لا يعترف بمخزونه الثقافي لا يفعله و لا يبني عليه و يبحث عن حضارة و تراث آخر يتبنى مفرداته ليجعله يشكل حاضره و يبني عليه مستقبله ليكون منبت الجذور مقطوعها لا يعترف بالتاريخ و لا بالدين الذي يصبح من التراث القديم تجاوزه الزمن لأن الإختراعات العلمية و التقنيات الحديثة غزت العقل البشري و جعلته في خدمتها حتى أنه أصبح لا يستغنى عنها و يطورها كلما وجدها لا تلبي طموحه
بتبني العقل العربي المنطق و اللغة و الفكر الغربي يقطع نهائيا مع مقومات وجوده في بيئته و التي تصبح كل مفرداتها غربية من لباس و معمار و سلوك
إلى غير ذلك من مظاهر حياتية و التي تأثر سلبا على نمط العيش و تطمس كل المعالم الخاصة بالبيئة العربية الإسلامية و التي تعاني من جهلنا و تجاهلنا لها بإتلاف مظاهرها و عدم الحفاظ على مكتسبات أثرية تراثية شاهدة على أجيال بنت قبلنا لتترك لنا و هذا دليل على أن العقل العربي تخلي عن ماضيه بكل ما يحتويه من فكر و تراث حضاري مادي و معنوي و ألقي به إلى البحر ليبحث في الحضارات المجاورة عن هوية لأنه غير قادر على مواجهة الحياة دون أن يكون له إنتماء و مرجعية لغوية ثقافية فكرية هي سنده وهي من تعطيه هوية و تجنسه ليكون هذا الإنسان الناطق و المفكر و القادرعلى مواجهة الحياة

لا ننسى دور الإستعمار في طمس معالم التراث العربي الإسلامي بترسيخه لواقع الإحتلال على الأرض العربية وبفرضه لسياسته و لغته فهو ينشر فكره الذي تتغلغل مفرداته الحاملة لتراث و سلوك و فكر بيئة مختلفة في العقل العربي الذي ينبهر بهذا الجديد الوافد إليه ليتبناه و يفعله على أرض الواقع و قد برع الغرب في تزييف المزيف و تلقين الفكر و المنطق المغاير للحقيقة و الشاهد في ذلك هو قدرتهم على تحريف كتبهم السماوية فكيف بالعقل العربي؟
لا أقدم تبريرا هنا لما يحدث لنا من إنسلاخ و فقد للهوية و الإنتماء للأرض و الوطن بقدر ما أحاول فهم وضعنا الحالي حتى نستطيع مقاومة السلبيات الوافدة علينا من وراء البحار بإدراك ما يحدث داخلنا و تغييره حتى نكتسب مناعة المقاوم الذي لا يلين أمام مغريات العصر المادية و المعنوية الفكرية و أمام الغزو الفكري الممنهج في وسائل الإعلام و الأدبيات الغربية

يتبع

:nic28:




جمال سبع 06 / 04 / 2012 06 : 12 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
[align=justify]الأساتذة ( عبد الحافظ - محمد الصالح - رأفت العزي)
الأستاذة الرائعة منجية بن صالح
موضوع جد شيق و يستحق المتابعة و الإهتمام ، لأنه يصب في صميم الأزمة الفكرية التي نعانيها ، هي تراكمات متعددة و مختلفة ما جعل الحال يكون كما هو عليه .
شكرا للجميع و على رأسهم أخي و أستاذي عبد الحافظ ، و الذي فتح هذا الموضوع للنقاش ، و الأستاذة منجية بن صالح و التي أعطت الموضوع دفقة قوية .
أنا تلميذ هنا أتابع بتمعن .[/align]

محمد الصالح الجزائري 06 / 04 / 2012 26 : 03 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
ويستمرّ النقاش بالتحاق ألمع شباب المنتدى (جمال) شكرا لك ..ونحن جميعا طلاّب علم نافع ومريدو ثقافة أصالية أصيلة بإذن الله..

هدى نورالدين الخطيب 06 / 04 / 2012 28 : 03 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
[align=justify]
تحياتي وعميق تقديري لهذا الحوار المتعمق الراقي
الأستاذة منجية اسمحي لي بتسجيل إعجابي الشديد بطرحك وثقافتك وإن كنت أختلف معك إلى حد ما بالتعميم بشأن قصيدة النثر والقصة القصيرة جداً ولعل هذا يحتاج لمزيد من البحث.

لا شك أن ثقافة العولمة ( القيم الأميركية وثقافتها ونمطها الفكري ) تشكل خطرا على تراث الشعوب الأصيلة، وحتى في أوروبا نفسها من يخافون منها وكثير يحاولون ويعملون للتصدي لها من مختلف الجوانب، ومعظم ثقافات العالم القوية منها والمتوسطة القوة تحاول التصدي لحماية لغاتها وثقافتها وآدابها وتراثها الإنساني.
هيمنة ثقافة معينة تختلف إختلافاً جذرياً عن التبادل الثقافي والمعرفي
التلاقح الثقافي / الأدبي الندّي بين الشعوب إن ارتكز على دعائمه الوطنية القوية شخصياً أعتبره إيجابياً، وإن كنا اليوم أمة ضعيفة تعجز عن حماية ثقافتها الوطنية وفرض هيمنة ثقافة المستعمر على بني جلدتها ونعيش عصر الردّة إلى البداوة وقيمها حتى نكاد نحن ننسخ حضارتنا ومفهوم الحضارة يغدو لدينا الحضارة الغربية وما يمثلها، فعلى مر الأزمنة ومنذ نشأة المجتمعات كان هذا التلاقح موجوداً بين الناس ونحن عبر التاريخ الإنساني أعطينا الكثير والكثير جداً إن لم نقل كنا أساس كل الحضارات أو الجزء الأكبر منها في الدين والعلوم والأدب وفنونه وحتى اللغات، ففي كل اللغات الحية تجد العديد من المفردات الأساسية في كل لغة تعود لأصول عربية.
بعيداً عن التزوير الذي أحاق والسرقات التي تمت
الانسانية كلها كانت وما زالت تستعمل أحرفنا التي صدرناها لهم وأنشأها أجدادنا وترتكز على علومنا وتتوسع فيها
صدرنا لهم الأحرف الأبجدية وعلمنا العالم كله الكتابة حيث ابتكر أجدادنا أحرف للتصدير وأحرف لنا ووحد الأرقام والتي ما زالت تعرف حتى اليوم بالأرقام العربية وتجدها في هذا الاسم حتى على جهاز حاسوبك فما كان منا إلا أن تخلينا عن أرقامنا العربية واقتبسنا الأرقام الهندية ( هذا مجرد مثال)
وفي الدين نحن أساس الديانات وتهذيب مفهوم الألوهية وإعلاء شأنه، وموضوع التوحيد الذي سرقه من جمع في التوراة المزيف تراثنا ولغاتنا عرفه أجدادنا الكنعان في مدينة القدس وغيرها ونادى به ملك القدس الكنعاني الفلسطيني " ملكي صادق " وعلمه للنبي الأرامي / العراقي " ابراهيم عليه السلام، وعرفه ونادى به الملك المصري "أخناتون" إلخ.. ونحن نفهم جيداً أننا نحن فقط مصدر الديانات السماوية وتوضيح مفهوم واجب الوجود الذي على مساحة الكرة الأرضية ارتقى بالبشرية وعبر بها إلى الإنسانية وأنقذها من تخلف عبادة الحجارة والأخشاب والنجوم والأجداد ووحشية الطقوس والذبائح البشرية إلخ..
وأرجو معذرتي إن ابتعدت في لمحتي هذه عن الموضوع المطروح واستكمالا لجولتي ولأننا هنا نتحدث عن أثر المناهج الغربية على الدرس النقدي العربي
بين ابن رشد وملوك الطوائف ما زال السوس ينخر في جسد الأمة، والتجربة تستحضر وتنفذ!

وبالعودة إلى الأندلس وما قبلها، ولكوني أعيش في الغرب وتعمقت في دراسة المذاهب الأدبية والمجتمعات الغربية، نجد المذاهب الأدبية اقتُبس بعضها عنا مثل المذهب الابتداعي ( الرومانسي ) ..الفناء في المحبوب وعشق الموت ونهلت من نبع " أدب التصوف الإسلامي عند العرب " ولم يزل الغرب مفتون بأدب التصوف الإسلامي ويقتبس ويتعلم منه، حتى المذاهب الدينية الجديدة اليوم كلها تنهل من نبع التصوف وتبني عليه تصدياً للكراهية والزمن الجاف الذي تئن روح الغربي تحت سياطه
طبعاً نحن في زمن ضعفنا وردتنا نتصدى للتصوف وأدب التصوف ونعمد إلى تشويهه ونقده نقداً تكفيرياً جاهلا.
وقبل أن أختم لمحتي هذه لا بد لي من الإشارة لقوانين تنظيم الضرائب في الدولة والتكافل الاجتماعي الذي اقتبسته تماماً الدول الغربية عن المسلمين ويعملون به بعد أن توقفنا عن استعماله

لي عودة بالتأكيد
هدى الخطيب

[/align]

منجية بن صالح 06 / 04 / 2012 26 : 12 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 



تحية صباحية عطرة و جمعة مباركة


أساتذتي الأفاضل تحية طيبة لكم من تونس الخضراء و لا أحد يدري مدى سعادتي بهذا النقاش الراقي و هذا الحضور الجميل الذي يعطيني ثقة أننا مازلنا أمة تنبض بالحياة و العطاء لها عطش للعطاء و أرتواء من معين تراثها و علومها و دينها و الذي لا ينضب فنحن أمة محبة و علم و ثقافة و أدب

كل الشكر و التقدير لأستاذي عبد الحافظ و الإخوة الكرام جمال السبع و محمد الصالح و أقول للأستاذة القديرة هدى نور الدين الخطيب سعيدة حقا بردك على الموضوع و هذا شرف لقلمي المتواضع وما وجودي هنا إلا لأتعلم منكم و أجود بما أملك لعلي أكون عند حسن ظنكم بي كل التحية أستاذتي الكريمة و أسمحي لي بالتعقيب على مداخلتك الثرية و القيمة
مداخلتك القيمة إختزلت كل ما يسعدنا كأمة أعطت الكثير للعالم و يحزننا لأننا فقدنا مكانتنا بين الأمم لكن الأيام دول و لا حال يستمر فمثل هذه النقاشات تدل على أننا أمة حية لا تموت و كل يضيف لبنة في صرح هدمه جهلنا نرجو من الله تعالى أن يوفقنا للمشاركة في تقديم الجيد و المفيد

أستاذتي الفاضلة بالنسبة لقصيدة النثر و القصة القصيرة جدا لقد تعرضت لهما في سياق الحديث و المجال لا يسمح بتناول الموضوع لكني مستعدة لإبداء تصوري في موضوع مستقل و سأكون سعيدة بالاستفادة من آرائكم
تعرضتي في مداخلتك للعولمة وهي فكر استعماري لا يعترف بوجود الآخر فكيف بخصوصيته الثقافية و الدينية وهي التي تحدثنا عن الديمقراطية و حقوق الإنسان فهي تدعو إلى نمطية فكرية علمانية تكون هي المسطرة لمعالمها فلكل زمان فرعونه الذي يكرس الهيمنة الفكرية على جميع المجالات و أخطرها الثقافة و الأدب و التعليم لأنها المجالات التي تتحكم بالفكر و توجهه و تسخر قدرته المادية و المعنوية ففي ظل هذه الهيمنة الطاغية سوف لن يكون هناك مجال للتلاقح الثقافي فالبقاء فقط يكون للأقوى الذي يفرض سياسته بالترهيب و الترغيب و نشر الجهل الفكري بقدرة الإنسان الفاعلة و القادرة على تغيير الوضع ليعيش العجز ويستسلم في النهاية للأمر الواقع فعندما صدرنا علومنا للحضارات الأخرى كنا الأقوى فكريا و لم نفكر مثلهم في الهيمنة السياسية عليهم بالطريقة التي يعاملوننا بها فالجهل عندما يستشري و يصبح أحادي النظرة فإنه يطغى لأقول أن الحروب الصليبية مازالت متواصلة على الأمة لكنها في كل مرة تأخذ شكلا مختلفا
متى يكون هناك تبادل و تلاقح ثقافي ؟ عندما نملك زمام أمورنا و نكون أقويا سياسيا و فكريا حتى نستطيع أن نختار من الحضارات الأخر أحسن ما عندهم و أيضا و هذا المهم ما يتفق مع بيئتنا و ديننا و طبيعتنا الجغرافية و الإنسانية و لا نستورد بدون تمييز و لا دراسة فالأمة كالجسد هناك ميكروبات ضرورية للحياة و هناك أخرى قاتلة يجب مقاومتها فهي عندما تستوطن الجسد تدمره من الداخل

بالنسبة لدراساتهم للتصوف الإسلامي و إقبالهم عليه هذا أمر طبيعي فالحضارة الغربية شاخت باعتراف أهلها و من يعيشون على أرضها فهم قد أفلسوا على المستوى الفكري و الفلسفي و استهلكوا كل ما لديهم فمن الطبيعي أن يبحثوا عن أجوبة لأسئلة وجودية يحتارون أمامها في علم التصوف و الذي أعتبره العلم الوحيد الذي لا ينضب عطائه و إن حاربناه نحن فلتخلفنا و غبائنا المستفحل و الذي يعتمد على الفكر المادي الغربي و لا يعترف بالغيب القادر على تغيير الفرد من الداخل و الواقع على الأرض لأن التصوف يجعل الإنسان يكتسب إنسانيته الآدمية ليكون الخليفة على الأرض لقد انتبه الغرب لهذا و أقبل على الإسلام و التصوف بينما نحن مازلنا نعيش التغريب و الترهيب من الإسلام فكما قلت عدونا داخلنا و ليس خارجنا

سعيدة حقا بتواجدي بينكم و شكرا جزيلا ليس له مدى للفاضلة هدى نور الدين على هذا المنتدى القيم و الراقي و لأستاذي عبد الحافظ لإتاحة هذه الفرصة الثمينة للنقاش الجميل و المثمر و لكل الإخوة الكرام و قد سعدت حقا بتواجدي معكم في هذا المتصفح

يتبع



:nic103:


نصيرة تختوخ 06 / 04 / 2012 47 : 01 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]هذا أمر طبيعي فالحضارة الغربية شاخت باعتراف أهلها و من يعيشون على أرضها

أستاذة منجية كنت كتبت والله مداخلة طويلة بخصوص هذه الجملة . لكن للأسف ضاعت وأنا ألمس أحد الأزرار على لوحة المفاتيح خطأ.
فحبذا أن تعطي هنا أمثلة على ماقلت. لأني شخصيا لاأرى في الغرب إلا اهتماما وتنوعا وإقبالا على الأدب و الثقافة بشكل عام و دعما له وإنتاجات غزيرة ومتنوعة متاحة للمواطنين المهتمين المتابعين والذين قد يغيبون في العالم العربي أو يتواجدون بنسب أقل بكثير.
إن المواطن الغربي الذي توفر له دولته إمكانيات السفر إلى أي بقعة من بقع العالم يستطيع أن ينهل من ثقافات غيره ويختار أو يبحر في التصوف أو البوذية أو غيرهما بينما قد لايتوفر ذلك لقرينه العربي الذي قد يظل إما يتباكى على الأطلال أو يستهلك مايقدم له لأن مايسوق ليس دوما هو الأجود والأفضل.
فلتسويق أغراضه المادية التي قد تكون ضارة أحيانا.
إن تسارع الإيقاع والوجودية التي تؤدي بالمواطن الغربي إلى التوقف أحيانا للإجابة على أسئلة روحية والبحث في معتقدات أو طقوس أخرى يقابله ربما ذلك القنوط في المجتمع العربي من ممارسات وعادات أرهقت كاهل المواطن فأصبح يهرب إلى عوالم أخرى تريحه أكثر ولو كانت بعيدة عن المثالية.
الأدب العربي جزء من الأدب الإنساني فيه من الروعة و الإبهار ما فيه وله أدواته ومقوماته للاستمرار والإزدهار ولازال المبدعون من الكتاب العرب يثبتون أنه ممكن أن يحلق في الفضاءات الإنسانية ويثبت وجوده. وهذا لايعني الانتقاص من شأن الأدب العالمي كان غربيا أم شرقيا.
من قرأ كانديد لفولتير وقرأ متشائل إميل حبيبي قد يجد تشابها خفيفا، جميلا يثبت ذلك التشابه الأدبي الإنساني الجميل الذي لايقيد الإنسان بالزمان و المكان واللغة ويستطيع تخليده وأفكاره وخياله في كل الأزمنة.
بالمناسبة حضرت يوم أمس مسرحية عن حكاية من حكايات أوديسوس وبينيلوبي ..هل أعتبر الثقافة الأوربية شاخت تظل تسترجع الأساطير والحكايا الإغريقية في الفن أظن لا لأن الفن يقدمها كل مرة بشكل جديد ونصوص وتقنيات جديدة وليتنا في ثقافتنا العربية ننجح في إحياء القديم بحلل جديدة وتقنيات جديدة وشكل ينجح في كسب اهتمام شريحة عريضة و لايبعث على النفور والتثاؤب و يكون بعيدا عن الناس والناس بعيدة عنه .
قبل أن أنسى هناك من يرى في مذاهب إسلامية أيضا تأثرا بديانات ومعتقدات أخرى كالبوذية والمسيحية.
فشخصية سيدنا الحسين في بعض المذاهب والممارسات المرافقة للحزن عليه تلتقي بممارسات مرتبطة في بعض المذاهب بالحزن على السيد المسيح الذي عذب ...
تحياتي وتقديري من هولندا لجميع المشاركين والمشاركات في هذا الملف.[/align]
[/cell][/table1][/align]

منجية بن صالح 07 / 04 / 2012 16 : 12 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

الأخت الغالية نصيرة

سعيدة جدا بمداخلتك الثرية و إن شاء الله سيكون لي عليها رد لتوضيح النقاط التي جاءت فيها
لكن بعد أن أكمل طرح جميع جوانب الموضوع التي وعدت بتناولها
كل التحية و التقدير مع محبتي



:nic92:



منجية بن صالح 07 / 04 / 2012 57 : 12 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 


أزمة العقل و الفكر العربي

يعاني العقل العربي من أزمة حادة قضت على قدرته الفكرية الناجعة و هذا له تأثير خطير على الخطاب و السلوك فعندما يصاب العقل بشلل أساسه الجهل تصاب كل أعضاء الجسد الحيوية و الفاعلة بالعجز و يستسلم الفكر للأمر الواقع و يعيش الإنسان التواكل و التحلل و الإنحلال الأخلاقي و الثقافي و التغريب و التهويد على مستوى الفكر في البلدان العربية و مظاهره التطبيع و على الأرض في فلسطين و ما تعانيه من تهويد للأرض و المقدسات ففقد الهوية و عدم الشعور بالإنتماء لأرض ووطن و محيط و دين يجعل الإنسان في مهب الريح تتقاذفه الأهواء و تصبح مرجعيته المكان الذي يتواجد عليه ليتصرف و يتعامل بالعرف السائد مقلدا شعائر المحيطين به لتجده مسيحي مع المسيحين يهودي مع اليهود فهو يلبس لباس أهل الدار و يذوب فيهم لتكون مرجعيته مرجعيتهم و خطابه متوافق مع فكرهم و سلوكهم هكذا يفقد الإنسان خصوصيته البيئية الفكرية الدينية و يصبح كقشة في مهب الريح يتبنى كل النظريات و يتعامل معها دون تفريق أو تمييز لنسمع من يقول أنا إنسان كوني ليس لي هوية أنتمي إلى الكون ليكون الفرد جسدا له جنس ليس له فكر يميز به بين الأشياء و لا قادرأن يدافع عن نفسه ليصبح مائع الوجود يأخذ شكل المحيط الذي يجد فيه نفسه غير قادر على أن يشعر بإنسانيته فيكون مفعولا به لا فاعلا و أنا هنا لا أعمم لكني أتحدث عن شريحة عريضة في المجتمع العربي و التي تعيش في الداخل و الخارج و النسبة الواعية هي محدودة و غير فاعلة

ففقد المرجعية يفقد الإنسان إحساسه بذاته كإنسان له قدرة مؤثرة على الخطاب و السلوك و الفعل الفردي و الجماعي ليكون كيانا متحركا و مستهلكا لا منتجا ليعيش حياته على خط مستقيم يبدأ من نقطة وجوده على الأرض يوم ميلاده لينتهي في أخرى عندما يطوى داخلها و ما أقصرها من حياة تدفن مع صاحبها و لا تترك أي أثر يذكر يستفاد منه ليعيش الإنسان حياته مقطوع الجذور كشجرة اقتلعت لتعيش الموت رغم وجودها في الطبيعة ككيان مادي

التخلي عن المعتقد الديني و الذي هو فطري فينا يفقد الفرد انتمائه الإنساني فيشعر كأنه أتى من فراغ ليروح إلى آخر و هذا صعب التحمل لكن هناك من تعود على هذا الفكر الإلحادي و الذي يجعله ينسلخ بسهولة عن حضارته و تراثه فإذا هو تخلى عن إنتمائه الوجودي و مرجعية خلقه فكيف له أن يتشبث بتراث و حضارة و انتماء إلى أرض و هوية ؟


:nic41:

نبيل عودة 07 / 04 / 2012 38 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
مررت مرورا سريعا. أعترف بذنبي. ولكني وجدت موضوعا هاما ومثيرا نقلته الى ملف خاص على حاسوبي لأهميته ولأعود اليه على راحتي .
رغم كل الجدل والتناقض في الطرح ، وهو أمر حيوي جدا ودليل عافية فكرية الا ان لي رؤية ليس شرطا انها تتناقض مع المطروح.
لا بد من تحديد نقاط اولية.
انا لا ارى بالتسمية "النقد الغربي " الا جانبها الأكاديمي. منذ كتبت اول مقال نقدي ، وبعد قراءات عديدة في النقد وجدت نفسي في حالة تحليق بلا ارض ثابتة وبدون ان اجد النتاج الأدبي العربي الذي يمكن ان نتعامل معه على اساس النقد الغربي.
بعد ان التقيت بمؤلفات مارون عبود شعرت اني اقف على ارض صلبة.
انا اتحدث عن تجربة مثقف شاب في بداياته لم يكن يعنيه النقد وكان يحلم بالكتابة القصصية فقط وقد اندفع الى النقد مكره أخاك لا بطل للرد على واقع ثقافي لا اجد ضرورة لفرده هنا.
صارت صفة النقد ملازمة ولما لا ؟ ما لا ينفع لا يضر.
لا اريد الخوض في اشكاليات ما طرحه الزملاء حول النقد الغربي والمجتمع الاسلامي.
هذا طرح لن يوصلنا الى فهم اشكاليات النقد العربي.واقول اشكاليات النقد العربي لأن الطرح ينبع من واقع النقد العربي الذي يلاحظ العديد من اصحاب القلم انه في تراجع وانا اضيف انه في أزمة عميقة جدا. وكانت من ابرز الأسماء النقدية مفكرين من قامة محمود امين العالم وحسين مروة والناقدان من مدرسة واحدة ، المدرسة الماركسية او الواقعية الاشتراكية.
بالطبع هناك اسماء برزت في اتباعها اساليب النقد الغربي ، وهذا ليس تماثلا مع الفكر الذي طور المدارس الغربية انما تأثر بمدارس ومحاولة تطبيقها على الثقافة العربية والانتاج الأدبي العربي.
اعترف اني لست ملما بشكل واسع حول هذه التجارب لأني لم ار بها الا نقلا وليس نتاجا له جذوره في ثقافتنا.
تاريخيا العرب لم يعرفوا عن أدب اليونان كثيرا. ومع ذلك نجد تأثير الأدب اليوناني القديم على النقد الأدبي العباسي.وبالأساس التأثير الكبير كان لكتاب ارسطوطاليس "فن الشعر" فنجد ان اديبا عباسيا يفوتني اسمه له كتاب يسمى "نقد الشعر" وتأثر آخرون أيضا ولكني في هذه العجالة لا استطيع الاعتماد الا على ما ترسب في ذاكرتي.
كانت هناك فكرة او قناعة سائدة في الحضارة العربية بأن أدبهم يغنيهم عن آداب الشعوب الأخرى.
فترة الغياب الحضاري العربية بعد سيطرة العثمانيين التي استمرت خمسة قرون. تركت صحراء ثقافية عربية قاحلة في حين كان الغرب ينطلق من القرون الوسطى الى عصر التنوير – النهضة- الأول والثاني وتطور الفلسفات وتطور الرواية في اطار التطور الامبريالي وكجهاز اعلامي امبريالي من هنا نشهد مثلا تطور الروايتين الفرنسية والانكليزية مع تطور الدولتي الامبرياليتن القديمتين.بينما تأخرت الرواية الأمريكية حتى بداية القرن العشرين مع بدء ظهور الامبريالية الأمريكية في المقدمة. وتطور الثقافة هو تطور شامل للنقد أيضا.
مراجعة اصطلاحات الأدب الغربي تشير الى مدارس ومراحل تكاد تصل الى 70 مرحلة واصطلاح لا اجد شيئا يمكن ان نظبقه الا ان نتعلم لتطوير وعينا النقدي ومفاهيمنا النقدية والعودة الى جذورنا الثقافيةواعتقد اني ارى حتى اليوم بندرسة مارون عبود ارقى المدارس العربية النقدية.. وأكثرها ملائمة لثقافتنا وان أي تطوير لا حق لا يعتمدها هو تحليق بلا هبوط.
ربما من اسباب بروز محمود امين العالم وحسين مروة وفريق غير صغير من التيار الماركسي النقدي، هو اعتمادهم على نظرية فلسفية من أكثر النظريات تأثيرا على عالمنا ومجتمعاتنا البشرية (وكان تأثيرها محدودا في الشرق العربي ).
الموضوع النقدي الثقافي حين يخلط مع الدين يفقد شرعية الحوار . الدين ثوابت والفكر لا شيء ثابت فيه.
منة هنا كتبت مرات عديدة ان مشكلة النقد العربي غياب نظرية فلسفية عربية.. او نظريات فلسفية.
النقد الغربي ، الاوروبي بالأساس تطور على قاعدة الفلسفة. كل فلسفة اوجدت مدارسها النقدية.. لأنها هي نفسها مقد فكري واجتماعي وسياسي وعلمي ، ونحن بقينا نقلد دون ان نطور نقدا مبنيا على فلسفة ولن يكون أي نقد بغياب فلسفة ، وما هو قائم اليوم طرح انطباعات ثقافية، ومحاولة التنظير ووهي محاولات جادة حقا ، ولكنها لن تقود الى انتاج مدارس نقدية تتماثل مع مميزات ثقافتنا. ولا انفي اهمية الدراسات العربية ولكن يجب ان نميز بين النقد وبين البحث والدراسة.
الموضوع المثار هنا هام جدا.. وامل اني عبرت عن راي اولي. ليس من السهل اعطاء رأي نهائي. ولكن يجب الحذر من الفهم الخاطئ ان الحضارة الغربية قد شاخت.
هي الحضارة الوحيدة السائدة اليوم في عالمنا حتى لو رفضنا النهج السياسي لدول هذه الحضارة.
جامعاتهم في المكان الأول وجامعاتنا تخرج طلاب مع شهادات دون مقدرة علمية. يطورون الفيزياء والتكنلوجيات الدقيقة وسائر العلوم ونحن نصرخ انها "علومنا من كتابنا" ولا نفعل لنجعلها رافعة حضارية لمجتمعاتنا.هم مجتمع يوظف من 3% - 6% من ناتجهم القومي للأبحاث العلمية والعالم العربي يوظف 0.02% من ناتجه وهو أقل ب 15 مرة مما توظفه اسرائيل لوحدها ( توظف ما يقارب 5% من ناتجها القومي).
هذا يسبب فجوة حضارية ، والنقد لم يخلق لمراجعة الشعر والقصص فقط ، بل لنقد العلم والنظريات الاج=تماعية والبرامج التعليمية والنظام والفكر..
من يستطع ان ينتقد شيخ يفتي بان الاسلام يبيح الجماع مع الجثة الجديدة كما افتى الشيخ المغربي الزمزمي والفتوى مصورة بالفيديو منشورة في موقع "هسيبرس"!!
من السابق لأوانه ان نقف بمواجهة الفكر النقدي الفلسفي الغربي هم في تطور دائم ونحن نقلد وننسخ وندعي.. على الأقل لنسال لماذا لا توجد فلسفة عربية؟ وهل يمكن ان تنشأ نظريات نقدية بدون نظريات فلسفية؟
امل ان اتحرر من مشاغلي لأعود للموضوع بنظرة فاحصة اخرى

محمد الصالح الجزائري 07 / 04 / 2012 57 : 11 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
أخي نبيل شكرا لك على هكذا مرور يشعل النقاش من جديد ويثريه أكثر..هناك نقاط عديدة ذكرتها تحتاج منك إلى عودة أخرى لتوضيحها أكثر...أما عن الكتاب الذي ذكرته في نقد الشعر أظنه لأبي فرج قدامة بن جعفر !!؟؟ شكرا مرة أخرى..

محمد الصالح الجزائري 08 / 04 / 2012 35 : 12 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
((من السابق لأوانه ان نقف بمواجهة الفكر النقدي الفلسفي الغربي هم في تطور دائم ونحن نقلد وننسخ وندعي.. على الأقل لنسال لماذا لا توجد فلسفة عربية؟ وهل يمكن ان تنشأ نظريات نقدية بدون نظريات فلسفية؟))
أخي عودة إليك هذه الأسماء التي حاولت أن تكون لها مواقف ومقاربات فلسفية:
[gdwl] 1. أبو يعرب المرزوقي.
2. جورج طرابيشي.
3. حسام الألوسي.
4. حسن حنفي.
5. رشدي راشد.
6. سمير أمين.
7. طه عبد الرحمن.
8. طيب تيزيني.
9. عبد الله العروي.
10. عبد الوهاب المسيري.
11. محمد أركون.
12. محمد عابد الجابري
13. محمود اسماعيل.
14. محمود أمين العالم.
15. نصر حامد أبو زيد.
16 ـ ا.د. أميرة حلمي مطر.
17 ـ ا.د. إمام عبد الفتاح إمام.
18 ـ ا.د. أنور عبد الملك.
19 ـ ا.د. أحمد ماضي.
20 ـ ا.د. حسن الشافعي.
21 ـ اد. صلاح قنصوة.
22 ـ ا.د. عبد الغفار مكاوي.
23 ـ ا.د. عبد المعطي بيومي.
24 ـ ا.د. عبد الحميد مدكور.
25 ـ ا.د. عبد الأمير الأعسم.
26 ـ ا.د. عبد السلام المسدي.
27 ـ ا.د. عبد الرحمن التليلي.
28 ـ ا.د. فؤاد زكريا.
29 ـ ا.د. فتحي التريكي.
30 ـ ا.د. سالم يفوت.
31 ـ ا.د. على حسين الجابري.
32 ـ ا.د. عبد الرزاق الدواي.
33 ـ ا.د. كمال عبد اللطيف.
34 ـ ا.د. محمد السيد الجليند.
35 ـ ا.د. محمد سبيلا.
36 ـ ا.د. محمد عاطف العراقي.
37 ـ ا.د. محمود حمدي زقزوق.
38 ـ ا.د. مراد وهبة.
39 ـ ا.د. مصطفى حلمي.
40 ـ ا.د. السيد نفادي.
41 ـ ا.د. ناصيف نصار
42 ـ ا.د. صلاح عثمان.
43 ـ ا.د. عبد السلام ابن عبد العالي.
44 ـ ا.د. على أومليل.
45 ـ ا.د. غانم هنا.
46 ـ ا.د. ماهر عبد القادر محمد..
47 ـ ا.د. محمد عبد الرحمن مرحبا.
48 ـ ا.د. مصطفي النشار.
49 ـ ا.د. مصطفي لبيب.
50 ـ ا.د. مصطفي عبده خير.
51 ـ ا.د. يمنى طريف الخولي.
52 ـ ا.د. يوسف سلامة.[/gdwl]

علاء زايد فارس 08 / 04 / 2012 44 : 12 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
رغم أن هذا الموضوع متخصص ولا يمكنني أن أفتي فيه بغير علم
إلا أني وجدت الكثير من الفوائد في قراءة مداخلاتكم الراقية، وسأستمر في قراءتها...
سأبدي رأيي في هذه القضية بشكل عام دون الخوض في التفاصيل التي لا أدرك الكثير من متاهاتها بعد...
اعتقد أننا في عصر أصبح فيه التأثير الثقافي من جانب واحد، ولم يعد هناك أتزان أو رجوح للكفة في صالحنا كما كان في الماضي!
بالتالي نحن الآن مستوردون للحضارة والتكنولوجيا وللثقافة أكثر بكثير مما نصدر ونمنح للآخرين...
وأنا أرى أن علينا أن نحافظ على هويتنا الثقافية وليس معنى ذلك الانغلاق والانكفاء على الذات
بل نأخذ ما يفيدنا ونرمي وراء ظهورنا ما يتعارض مع ثقافتنا أو ما لا يناسبنا...أو نعيد تصنيع بعض الأشياء والنظريات لتتناسب مع خصوصياتنا الثقافية والاجتماعية والأدبية والحياتية...

ويجب أن لا ننسى أن لكل بيئة خصوصياتها وسماتها التي تختلف بها عن غيرها من البيئات الأخرى، وبالتالي ليس بالضرورة ما يصلح عند الغرب أن يصلح عندنا!
وإذا ما تحدثنا عن اللغة العربية والأدب العربي هما أيضاً لهما مميزاتهما الخاصة وليس بالضرورة أن تنجح النظريات والمناهج الأخرى المستوردة عندنا في شتى المجالات ومن ضمنها النقد!

لذلك علينا أن نتخلى عن التبعية في كل شيء وأن نبدع وننجز ونحاول الارتقاء بأنفسنا، وأن نكتسب من جديد الثقة في أنفسنا وثقافتنا وبيئتنا العربية الأصيلة ولغتنا الرائعة وموروثنا الحضاري الجميل...حتى نصنع بأنفسنا ما يلائمنا، ونعطي أكثر مما نأخذ، ونؤثر في الآخرين أكثر مما نتأثر كما كنا قديما....

أتابع معكم بكل شغف
شكراً لك أستاذ عبد الحافظ على هذا الموضوع المهم

عبد الحافظ بخيت متولى 08 / 04 / 2012 21 : 01 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الأخوة الكرام
كم أنا سعيد بالتحولات التى اتخذها مسار الحديث هنا والاطروحات الفكرية الرائعة التى كشفت عنها الاستاذة منجية والاستاذة هدى الخطيب والاستاذة نصيرة والاستاذ محمد الصالح والاستاذ رافت وكل الاخوة المشاركين
وارى ان الحديث ربما يتفرع بنا كثيرا لكنى سوف اركز هنا على بعض النقاط اراها ضرورية
منها ما طرحته الاستاذة هدى حول القصة القصيرة جدا وقصيدة النثر كافراز طبيعى للتشابك بين الثقافة الغربية والعربية وهو طرح جدير يالنقاش والحوار لانه يعمل واعيا مراقبا وكاشفا وراصدا لتطورات العلاقة على المستوى الفكرى والادبى
وكذلك اطروحات الاستاذة منجية الجميلة حول فكرة المستعمر واللغة و ازمة العقل والفكر ومداخلة الاستاذة نصيرة حول الوجودية فى الفكر الغربى ومناطق التصال والنفصال ومداخلة الاستاذ نبيل عودة حول حيوية الحضارة الغربية وتطوراتها المتلاحقة فى مجال العلوم والفكر وكيفية قيام نظرية نقدية عربية تقوم على فكر فلسفى وتعرضه للنظرية الماركسية عند لعض الكتاب العرب وعلى راسمهم محمود امين العالم الذى كان يتبنى فكرة الديالكتيك الماركسى والفلسفة الماكسية فى النقد وقد تجلى هذا بوضوح فى قراءته لروايا صنع الله ابراهيم تحت عنوان ثلاثية الرفض والهزيمة عند صنع الله ابراهيم ومداخلة الاستاذ محمد الصالح التى ترى ان الوجود الفكرى العربى موجود ومؤثر ومع ذلك فمن الصعب قيام نظرية نقدية عربية
وكل هذا جميل لكننا نكاد لانضع ايدينا على قبض معين فى الاثر الغربى على النقد العربى او الخطاب الثقافى العربى بشكل عام نريد ملموسات محددة كما فعل الاستاذ نبيل عودة حين ذكر فكر محمود امين العالم ومحمد صالح حين ذكر المفكرين العرب ومثلا التبنى المنهجى للنظريات الغربية كاتفكيكية عند محمد المطلب والبنوية عند جابر عفصفور ومحمد بنيس وغيرهم هل افادت الذائقة العربية وخدكت الفكر النقدى العربى ودفعته الى التطور ام اضرت به
كل الحب والتقدير لكم جميعا وما زلت اتابع معكم بلهفة هذا الحوار الجيد

منجية بن صالح 08 / 04 / 2012 48 : 01 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 


كتابة التاريخ

لقد حقق المستشرقون العديد من المخطوطات و التي هي تراثنا الأدبي مصدر فخر أمة إقرأ من المعروف أن من يريد شيئا يتعب من أجله و الظاهر أننا لسنا في حاجة إلى تراثنا لهذا لم نهتم به لكن الغرب لا يفوت أية فرصة للتعرف علينا حتى يستطيع أن يجد مداخل يقنعنا بها أنه يريد مصلحتنا و أن له القدرة و القوة لمساعدتنا لنجد أن كل تراثنا و تاريخنا مخترق عن قصد أو عن غير قصد و أنا أقول أن هناك الوجهان فليس الأصل كالصورة لأن المحقق بعيد كل البعد عن البيئة العربية الإسلامية و مهما أتقن اللغة تبقى دائما نظرته للأشياء خاصة تحمل خصوصياته الثقافية و الحضارية و التربوية و منقوصة تقف عند حد تصور قاصر لأنه يُقيم الأمر من خارج البيئة ومهما حاول أن تكون نظرته شاملة غير أنها تبقى محدودة جدا و هناك أيضا الوجه الأخر وهو أن الفكر الاستعماري يهيمن و يدس السم في العسل
لا ننسى أن الاستعمار أستعمل كل أدواته الظاهرة و الخفية ليجعل الشعوب المحتلة تخدم مصالحه سواء أن كان ذلك بطريقة مباشرة بالإحتلال أو بطريقة غير مباشرة وهو شراء ذمة الحكام و جعلهم أتباع ينفذون أجندات خارجية ليسخر الغرب كل طاقته المادية الحربية و الأدبية الفكرية لخدمة مصالحه الآجلة و العاجلة و هذا لا يبرر ما نحن فيه بقدر ما يبين عجزنا كأفراد و كنخبة للانتباه لما يحدث ومقاومته بشتى الوسائل المتاحة لكن في ظل ما ذكرت سابقا يبقى النفس المقاوم ضعيف جدا و الفكر المقاوم عاجز عن التفكير في حلول ناجعة
مشكلتنا الأزلية كعرب أننا أمة اقرأ لا تقرأ أول فكر مهيمن خلق على الأرض هو في قصة ابني آدم و التي انتهت بالقتل لم نتعض بالقصص القرآني و لا بالتاريخ الذي تتكرر معانيه و أحداثه بشكل مذهل لكن مظاهر الأحداث تأخذ صورة حديثة تتماشى مع العصر و الزمان و المكان و البيئة الجيوسياسية
لأقول أين هي النخبة؟ و التي ما فتأت منذ عقود تغرد خارج السرب منهم من يُنَظر لثقافة الغرب و منهم من يدعو إلى القومية العربية ليبقى الخطاب أخرس و و الفعل على الأرض عاجز لنجد أننا نستهلك طاقتنا في التنظير و الصراع هناك من أنجز أعمالا من منطلق وطني لتبقى مجهوداته فردية غير قادرة على تغيير جذري للواقع المتردي و الذي يتطلب مجهودات جماعية جبارة تحتويها مؤسسات لها جذور راسخة في بيئتها و تراثها تعمل ليلا نهارا مع كل الكفاءات لتطرح بديل على المستوى الفكري و الأدبي و التعليمي
فكتابة التاريخ لا تنطلق من فراغ لا بد أن يحتويها فكر له هوية و أنتماء فكيف لمن إنسلخ من حضارته و أنكر انتمائه لها و تجذر في هوية غيره أن يخدم الوطن و الذي يصبح لا يعني له شيء ؟


:nic83:

نبيل عودة 08 / 04 / 2012 51 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الكاتبة منجية بن صالح تصر على امر لم يسبق ان سجله أي ناقد عربي لعدم وجود ما يمكن ان يبرر موقفها.
اولا نحن لا نتجادل الا لنطور رؤيتنا المشتركة ووعينا لحقائق النقد وتطوره وتأثره .. قرأت مثلا ما كتبت:"تأثر الأدب العربي بالمناهج النقدية الغربية التي غيرت معالم المشهد الثقافي و جعلته يفقد تألقه و إبداعه ليكون باهت الملامح عديم الجدوى بل يصبح سلاحا قاتلا للفكر العربي الخلاق".
للأسف لم يتأثر الأدب العربي من الأدب الغربي بمقدار ما نقل وقلد وتأثر ( الأثر كان ايجابيا رغم كل سلبيات الاستعمار الذي تلوح به بحق).. النقد اصلا هو صيغة تطورت في الثقافة الغربية بناء على فكر فلسفي، حاربناه وحرقناه برفضنا مثلا لإبن رشد.. وبالتالي خسرنا فرصة تاريخية لتطوير فلسفة عربية . النقد لم ينشأ كرد فعل للإبداع النثري او الشعري. النقد هو تيار فكري فلسفي اجتماعي نهضوي وليس مادة لعلاج النصوص فقط. هذا المجال ساد في ثقافتنا لغياب نظريات فلسفية عربية، ابقت العرب أكثر المجتمعات تخلفا منذ القرون الوسطى. هذا لا ينفي وجود مفكرين عرب وباحثين من ارقى المستويات ينشطون مع الأسف لخدمة مجتمعات الغرب، بسبب عدم وجود القاعدة الاجتماعية والعلمية لتبني نشاطهم والاستفادة منه لمصلحة التقدم العربي. ولا اكشف سرا ان الكثيرين من المفكرين والمبدعين العرب اضطروا للنشاط في دول الغرب الديمقراطية وخارج اوطانهم حتى لا يتعرضوا لسيف البطش .. ومهم مفكرين وعلماء وكتاب ونقاد ، وهل ننسى جريمة قتل حسين مروة ومهدي عامل ومحاولة قتل نجيب محفوظ وقتل فرج فودة وهروب ، او اضطرار المفكر الاسلامي المصري والباحث نصر حامد ابو زيد لترك وطنه وجامعة القاهرة والعمل في جامعتي ليدن واوترخت في هولندا بعد ان صدر حكم من "محاكم التفتيش المصرية الحديثة" بالفصل بينه وبين زوجته رغما عن انفه وانفها بحجج تثير الضحك على عقولنا وتقولين ان "الغرب افقدنا تألقنا وابداعنا؟"
قبل ان نواصل تعالوا نضع الأمور في نصابها العلمي والتاريخي.
ما هو أصل الرواية؟ (لا اعني قصص قال فلان عن فلان عن فلان بل أعني الرواية الفنية التي أضحت اليوم فنا ادبيا هاما في الثقافة ىالشرقية العربية.. ولا اقول الاسلامية لأن العرب ليسوا مسلمين فقط.وتطور الحضارة العربية والثقافة العربية في الحقبة العباسية لم يكن بجهود العلماء المسلمين فقط / والأكثرية لم يكونوا مسلمين او عربا. نفس الأمر في الحضارة العربية في اسبانيا ، كانت بتلاقي جهود العرب والمسيحيين الاسبان واليهود)
قبل النقد لنفهم ما هي جذور الرواية؟
ان الرواية بجوهرها هي ظاهرة برجوازية، ضمن فن الكتابة للمجتمع البرجوازي.
لوكاتش ، المفكر التنويري الكبير يصر بأن الرواية ليست إلا ملحمة البرجوازية التي ظهرت على مسرح التاريخ في أعقاب النهضة الأوروبية، وبالتحديد بعد الثورة الصناعية التي جعلت من الطبقة البرجوازية الطبقة السائدة في المجتمعات الأوروبية"، وعلى اعتبار أن البورجوازية طبقة أوروبية فرضت انتصارها عالميا بعد تمكنها من فرض قيمها على أوروبا.
ولكن ماذا عن بقية الأقطار غير الأوروبية؟
تعالوا ننتقل للمفكر الفلسطيني الكبير في كتابه الرائع الثقافة والامبريالية. يقول ان القصص تغدو الوسيلة التي تستخدمها الشعوب المستعمرة لتأكيد هويتها الخاصة ووجود تاريخها الخاص.
اي بكلمات احرى هي رد فعل مقاوم بنفس السلاح - الرواية.
راجعوا ما نشر من ادب روائي مترجم في مصر مثلا في بداية القرن التاسع عشر... بينما الرواية العربية تأخرت ويمكن اعتبار نجيب محفوظ الأديب الذي ارسى فن الرواية العربية، ولا يمكن ان اتجاهل أيضا جهود جرجي زيدان الروائية في سلسله رواياته عن التاريخ الاسلامي اذا من الناحية الفنية ابدع اعمالا روائية ..
ونرجع لادوارد سعيد الذي يقول ان الرواية الفرنسية والانكليزية تطورتا مع تطور الاستعمارين القديمين الفرنسي والانكليزي وان الرواية الأمريكية لم تتطور الا مع بداية القرن العشرين وبداية تعزز مكانة الإمبريالية الأمريكية عالميا.
أي ان الرواية لعبت دورا اعلاميا للإستعمار ويقدم نمذجا برواية روبنسون كروزو المعروفة حيث الهدف منها اظهار ان الغرب جلب الحضارة للدول والشعوب المتخلفة. وأيضا يحلل روايات كامو والتي تهدف خدمة الاستعمار الفرنسي.
ويقول ما معناه ان المفارقة ان هذا الفن الانساني الراقي هو وليد العصر الاستعماري الاستبدادي.
واليوم الحضارة الغربية تقدم لنا كل ما نحتاجه في منازلنا وتنقلنا ومأكلنا وحواسيبنا وحتى اوراق الطباعة ووسائل الاعلام الألكتروني . بماذا نحن نساهم الا بذمهم بما انتجوه وزودونا به ؟
ربما ليس بالصدفة ان نجد انه حيث تواجد المستعمرين تطورت الرواية المضادة او الثقافة المضادة. نفس الحال في الأدب الفلسطيني ، تطور الشعر مثلا ( محمود درويش ورفاقه) ربما بتأثير الموروث الثقافي في ظل حصار ثقافي اسرائيلي على الفلسطينيين في داخل اسرائيل. ولكننا نجد أيضا الرواية ( اميل حبيبي واخرين) التي انطلقت كرد فعل انتفاضي ضد الحكم التعسفي (بعد اقامة اسرائيل )على الأقلية الفلسطينية التي لم ترحل من وطنها.ورد فعل على الرواية الصهيونية التي حاولت تزييف التاريخ والحقائق عبر الفن الروائي.
هل يمكن الحديث عن النقد بمجتمعات تضطهد المفكرين وتقلص مساحة المواضيع المتاحة امام المواطن؟
الم نضطهد ونقمع في تاريخنا؟
النقد هو نتاج المجتمع الغربي ولا نقد بدون رؤية فلسفية، لا نقد بدون نشوء فلسفة . المدارس النقدية الأوروبية لا تلائم حسب رايي كثيرا ثقافتنا . ربما تساعدنا في تطوير مفاهيمنا النقدية وتوسيع عالمنا المعرفي. والنقد بدأ تاريخيا مع تطور الفلسفة بدءا من الحضارة الاغريقية ...

هدى نورالدين الخطيب 09 / 04 / 2012 28 : 12 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
[align=justify]
مداخلة هامة أستاذ نبيل
لدي ملاحظة في نقطتين - أولا في موضوع الروي - فالروي القصصي بجانبيه التوثيقي والأسطوري موجود في مجتمعاتنا وفق المكتشفات الأثرية منذ ما لا يقل ربما عن ستة آلاف سنة وما اخترع أجدادنا الأحرف الأبجدية للكتابة سوى للحفاظ على هذا الفن الروائي التوثيقي ورغم أني لا أريد أن أقحم الدين، فالكتب السماوية فيها القص الروائي، وما عنا ببعيد فضيحة اكتشاف التوراة الكنعانية في رأس شمرة والتي ثبتت أقدميتها عن توراة اليهود ، وإيجاد كل الرويات المروية بالتوراة فيها بما فيهم حكاية أيوب وبنفس الاسم والأسماء عموما / نسخ حرفي.

الأدب الجنزي المصري أو ما يعرف بأدب المقابر والذي يتمحور حول رحلة آله الشمس و ما يصاحبهم من الموتى الصالحين و المذنبين ، وما يواجههم من أهوال و صراعات في العالم السفلي و صولا إلى عمليه البعث من جديد، و قد اشتمل الأدب الجنائزي على ترانيم ومدائح وصلوات وتعاويذ لمساعدة المتوفى على إكمال مسيرته في العالم الآخر، كذلك اشتمل على رسائل للأحياء (وصايا)، ورسائل للموتى وشكاوى، وسير ذاتية ، سجلت على الجدان الداخلية للمقابر سواء كانت أهرام ومصاطب كما كان في عصر الدولة القديمة ، أو في حجرات داخلية تلحق بممرات و سراديب كما كان في الدولة الحديثة ، و سجلت أيضا على التوابيت في عصور الدولة الوسطى وهو ما عرف اصطلاحا بنصوص التوابيت وكله كان بأسلوب الروي، ونكمل من الفراعنة إلى البطالمة ولا ننسى في العودة سبعة آلاف سنة إلى بلاد ما بين النهرين في موضوع الروي الأثري المكتشف، والذي نعرف جيدا أن قسم لا يستهان به من غزو العراق جاء لوضع اليد على آثارها ووثائقها في الروي التوثيقي لتاريخ المنطقة الذي يبطل كل ما زيفته الصهيونية والدول المستعمرة، ومسرحية سرقة الآثار العراقية ليست عنا ببعيد!
وقد بدأت بالآثار الفلسطينية ثم استغلت الحرب الأهلية في لبنان لتنهب آثاره والروايات عن الملك حيرام وغيره وأكملت في مصر عهد مبارك والفساد من خلال عصابات عملت مع الصهاينة لنهب الآثار المصرية الروائية التوثيقية ونعرف دور حتى سوزان ثابت مبارك في هذا النوع من التجارة مع الصهاينة، والحبل على الجرار وكلنا نعرف أن تزييف الحاضر أسهل حين يمسح الروي الأثري التاريخي
ونعود لهذا الروي الأسطوري عند الفينيقيين / كنعان الذين ابتكروا الأحرف الأبجدية في شواطئ بلاد الشام ثم امتدادهم في تونس ( قرطاجة )
أدونيس وعشتروت وأليسار والنهر الشمالي الكبير ونهر الكلب أو نهر الموت الذي قتل فيه الخنزير البري أدونيس ( نهر الكلب أو الموت في مدينة جونية شمال لبنان) وكم هائل من الأساطير الروائية التي نحفظها إلخ...
رواية الخلق التي وجدت في الآثار عند كل سكان المنطقة وحتى قبل الأحرف الأبجدية وبالأحرف المسمارية وقبل التوراة طبعاً بآلاف السنين، وهي رواية طويلة كاملة رويت في كل منطقة بأسلوب روائي مختلف تلتقي جميعاً في النقاط الهامة والمراحل في الروي.
أردت أن أوضح هذه النقطة فأجدادنا فعلا أجادوا فن الروي
موضوع تسطيح الدين والاختراق الداخلي والهدم الذاتي ومخاطره نعرفه ونؤمن به ونعرف مصدره وتحويل الناس من التدين الإيجابي إلى التعصب السلبي التفكيكي.
كنت أشرت بمداخلتي السابقة إلى موضوع عكس الحضارة من حيث الانتقال بنا من حضارة ثرية تراكمية وإدخلنا مجدداً في البداوة والتي أرى فيها مفتاح القضية على الأقل من وجهة نطري.
الخلاصة أننا عدنا بديننا وأدبنا وقيمنا من عصور الحضارة ودخلنا في عصر البداوة.
عميق تقديري للجميع

[/align]

نبيل عودة 09 / 04 / 2012 33 : 08 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
ملاجظة
يجب الانتباه ان فن القص ساد منذ عرف الانسان اللغة . بل ونجد ان الرسومات في كهوف الانسان القديم تروي تفاصيل ما كان يواجهه بطريقة الرسم
ولكن يبجب التمييز بين ما يعرف اليوم بالفن الروائي الذي يعتمد على خلق حيوات جديدة ، اي الخيال ( ويمكن ان نسميها بالكذبة) وبين رواية تفاصيل الأحداث او التاريخ او الوقائع
الأمر الثاني التوراة اليهودية هي ترجمة لأساطير بابلية ولم تكن كتابا مقدسا الا في فترة متأخرة من تاريخ الدولة العبرية القديمة وحتى شخصيات مثل الملك سليمان والملك داوود هناك ميل كبير وقوي لدى باحثين يهود متخصصين باللاهوت وعلم الآثار باعتبارهما اسطورتان.وانصح القراء بالبحث في غوغل عن كتاب ترجم للعربية لمؤلفان يهوديان واسمه :"التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها" وتجاهلوا مقدمة المترجم السخيفة التي كتبها كما يبدو لتبرير ترجمة هذا الكتاب الذي يشكل نسفا لقصص دينية . ما دام هذا اعتقاده لماذا كرس جهدا كبيرا وصعبا في ترجمة كتاب يرى فيه اكاذيب وضلال؟ .
اعرف انه من الصعب الخوض بالدين رغم ان الهدف ليس التعرض للإيمان بل للبحث والإدراك وعقلنة التفكيروالايمان . وكل نفي لها الحق الانساني الأولي لا يعبر عن ايمان وتدين بل عن انغلاق وتحجر.
الأدب الروائي في صيغته الفنية السائدة اليوم ابدعه المجتمع البرجوازي وتطور مع تطور الاستعمار القديم بصفته اداة لخدمة سيطرته على الشعوب بحجة نقل الحضارة اليها وترقيتها بينما في الواقع نهب ثروتها وشل تطورها .. وهذا لا ينفي وجود خيال قصصي ونصوص دينية حكائية في الحضارات القديمة وبلاد الرافدين ومصر الفرعونية واليونان القديمة وبلاد فارس هي النماذج الأرقى في تاريخ تطور المجتمعات البشرية. حتى الشعر العربي الجاهلي كان بجانبه الكبير رواية احدات ووصف عن الحب والخيل والعلاقات القبلية والاجتماعية والمعارك ولكن الرواية الحديثة هي أمر آخر تماما.
صحيح ان الحديث عن النقد وما جرنا للرواية هو الرابط الاندماجي بين الرواية ( او الأدب) وبين النقد. وانا هنا الاحظ اننا ما زلنا نفهم النقد بجانبه الأدبي فقط.. بينما النقد هو مساحة واسعة تشمل كل جولنب المجتمع البشري. بدون النقد ، مثلا... لا تطور للعلوم التي تثبت صحتها عبر نقدها. ماذا مع نقد الدين الذي اتسع في عصر الرينيسانس ( النهضة) وقاد اليوم الى ان يعتذر الفاتيكان لغاليلو وكوبرنيكوس ويقبل نظرية دارون كنطرية علمية؟ الم يقد النقد في هذه الحالة الى انقلاب فكري عظيم في الكنيسة المسيحية ؟ هل تأثرت مكانة الكنيسة المسيحية؟ لا اعتقد بل ازدادت قوتها الروحية وتأثيرها على احداث عالمنا. رفض النقد يقود الى العكس تماما. من هنا لا افهم كيف ان النقد الغربي يتهم بأنه كان سلبيا في تأثيره على ثقافتنا؟ هل يمكن ان نقول ان الانترنت كان له دورا سلبيا في التاثير على اتصالاتنا وتواصلنا.ولن التلفزيون أضعف قدراتنا الاعلامية؟

نصيرة تختوخ 09 / 04 / 2012 39 : 11 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]إسمحوا لي أن أترجم لكم هنا جزءً من رسالة للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير إلى الروائية جورج ساند يقول فيها :'إنكم تحدثونني عن النقد في رسالتكم الأخيرة.و تقولون لي أنه سيندثر عما قريب.
لكنني أظن العكس إن النقد ليس إلا في فجره...في زمن لاهارپLa harpe كنا نحويين وفي زمن سانت بوڤ وطينTaine كنا مؤرخين .
متى نصير فنانين ؟ مجرد فنانين؟ فعلا فنانين؟
أين تعرفون نقدا ينشغل بالعمل الأدبي في حد ذاته، بطريقة حثيثة؟
إننا نحلل بدقة الوسط الذي أُنتِج فيه العمل والأسباب التي أتت به.
لكن الشاعرية الجاهلة عما تترتب؟ تركيبتها، نمطها، رأي الكاتب ..أبدا.
وبكلمة أبدا يقصد أنهم لايتعرضون لذلك في النقد.
نقد الجانب الفني في العمل الأدبي أو النقد الفني هل يمكن أن نقول أنه توجه يسيء للأدب العربي أو الإنساني كيفما كان شكله؟.
تساؤل تبادر إلى ذهني وجعلني أرى أنه علينا ربما أن نضع إصبعنا على ألوان أو أنواع النقد المختلفة أو على الأقل إن اتهمنا مناهج النقد الغربي بالتأثير السلبي نحدد تلك التوجهات النقدية التي أثرت أوتؤثر سلبا.
تحياتي وتقديري للجميع [/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نبيل عودة 09 / 04 / 2012 50 : 02 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الأديبة نصيرة تختوخ
جميل رائع وقاطع : واقتبس ما جاء في ردك الأخير لتأكيده رغم انه كما اعتقد امر جوهري في فهم النقد :"نقد الجانب الفني في العمل الأدبي أو النقد الفني هل يمكن أن نقول أنه توجه يسيء للأدب العربي أو الإنساني كيفما كان شكله؟."

يبدو ان فهمنا مصاب بعسر الهضم لموضوع النقد ، والأخطر ان ننظر لكل فكر تطور في الغرب بوصفه اداة استعمارية او بدع تلحق الضرر بالعرب.
يجب ان نتخلص من وهم ان الغرب لا يفكر الا باذلالنا.
الكرامة لا نستوردها ولانحصل عليها هبة من احد بل هي صنعنا او فشلنا.
وما زلت مصرا ان النقد هو نهج فلسفي .. ضعفه في ثقافتنا هو ضعف في تطوير فلسفتنا.

منجية بن صالح 09 / 04 / 2012 31 : 03 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 


علاقة الدين بالفكر

يدعو البعض لفصل الدين عن الدولة و لفصل الدين عن الفكر فمنطقيا هل هذا ممكن ؟
الإنسان متدين بالفطرة فعندما يولد يعرف في لاوعيه أن هناك خالقا لوجوده المحدد في الزمان و المكان تجاهل وجود الخالق على مستوى الوعي الإنساني و إن صدقنا به يبقى موجودا في الاوعي الذي أحببنا أم كرهنا له تأثير كبير على سلوكنا و تفكيرنا و كتاباتنا من حيث نشعر أو لا نشعر إذا فصل الدين عن الفكر مهما كان سياسي إقتصادي أو أدبي هو مجرد تنظير و مهما ألغينا وجود المعتقد الديني من تشريعاتنا و من أدبيتنا تبقى له خلفية تشكل نسيج ما وراء الكلمة و الخطاب بصفة عامة لأن نفس هذا النسيج يشكل الغيب الإنساني الفطري فعندما يولد الطفل يتجه فورا لصدر أمه و لا أحد علمه الرضاعة و أقول أيضا أن لا أحد يستطيع أن يحصر ما يوجد في أعماق البحار فجهلنا بذلك لا يلغي وجود عالم كامل متكامل فيه حياة أخرى نجهل الكثير عنها

النص هو مرآة كاتبه ليكون صورة مصغرة منه يعكس لنا حالته الشعورية و أيضا مستواه الثقافي المعرفي الأدبي كل هذه العناصر تكون منظومة متماسكة تتخللها مرجعية دينية و التي هي في حد ذاتها فكر منظم للحياة لأن الدين هو معتقد مبني على فكر واضح في عالم الشهادة يؤمن بمعلوم مجهول في عالم الغيب فمهما حاولنا الوصول إلى الحقيقة عن طريق العلم تبقى الحقيقة المطلقة غائبة عنا لأن ما عرفناه هو ظاهرها المادي فقط و ما تمكن العقل البشري المحدود التوصل إليه

و أقول أن للدين علاقة بالفكر مهما حاولنا فصله أو عقلنة هذا الفكر في أدبياتنا يبقى للدين وجود فاعل فهو النسيج الداخلي الذي يشكل هويتنا و أنتمائنا إلى أرض و مبدأ و قيمة ندافع عنها لأنها عنصر أساسي في تكوين المجتمع و إثبات أحقية الإنسان في الحياة الكريمة فالقناعات و القيم و المباديء هي أساس حياة وهي التي تشكل التوازن الداخلي للإنسان و أيضا توازن المحيط الإجتماعي وتماسك نسيجه فالأدبيات مهما كانت لا تخلو من مرجعيات لها إنتماء عقائدي لديانات سماوية أو طقوس دينية إخترعها الإنسان لأنه في حاجة إليها فمن دونها يفقد توازنه و يعيش فوضى فكرية سلوكية تؤثر على الحياة الفردية و الجماعية بصفة عامة

في زمن ثورة الاتصالات و تأثر الحضارات ببعضها البعض فقد الأدب و النقد هويته فأصبحنا نتواجد بين تيارين لا ندري أيهما نتبع الأول يتبنى الفكر الغربي ليجنس الأدب و يعتمد مدارسه النقدية و الثاني يأخذ ما لذ له و طاب من الساحة الأدبية العالمية فمنهم من يعتمد الفلسفة أو النظريات الإشتراكية و الماركسية في التحليل و النقد ليطعمها بما جاء في المدارس الغربية الأخرى لنجد أننا أمام فسيفسفاء يصعب التواصل معها كمتلقي يجهل ماهية النظرية المعتمدة في النقد و مهما حاول فهو لا يستطيع أن يدرك مرجعية الخطاب الذي يعتمد مشارب مختلفة ليُكون منها نظرية متفردة في النقد ليقول لنا قال فلان و قال علان و على هذا الأساس أقول.............و بين فلان و علان كما بين السماء و الأرض و أيضا باستعمال مفردات موغلة في الرمزية على مستوى المقال ليكون هناك العديد من المصطلحات التقنية التي لا يدركها غير المتمكن و المتخصص في الميدان لأقول هل الغرض من النقد هو استعراض ما جاء في النظريات مهما كانت مرجعيتها ؟ أم محاولة إدراك ما جاء في النص و توضيح أبعاده اللغوية و الفكرية و تقديم صوره الجمالية التي تحتوى على فكر و ذوق يستفيد منه المتلقي لبناء كيانه الأدبي المستقل ليعبر به عن ذاته ؟

كلنا يعرف أن الاستيراد مهما كان نوعه مادي أو فكر يقتل قدرة الإنسان على الإبداع و الخلق لأنه يجد كل ما يريده متاحا و بلا ثمن مادي لكنه يدفع ثمنا آخر باهظا جدا من تبعيته و موت قدرته على التفكير و الإبداع ليدخل حلبة النقاشات العقيمة و المفتعلة و التي تتصارع حول المرجعيات الدينية و الهوية و الإنتماء و التاريخ و الجغرافيا و التي من المفروض هي مسائل محسومة ليست في حاجة لنقاش لأن التعامل بين المثقفين يكون على أساس الإحترام المتبادل حول الخصوصيات الثقافية و للديانات و التوجهات السياسية لبعضنا البعض فما يوحدنا هو فكر و منطق و الذي يمكن أن نختلف حولهما لكن لا يمكن بحال من الأحوال أن أهاجم المسيحي و أقول له أن الراهب الفلاني قام بالفعل الفلاني و لا أن اسمح له أن يقول لي الشيخ الفلاني أفتى ......
لأقول في النهاية أن لكل منا مرجعيته الدينية و التي لا يمكن أن نختلف حولها الإختلاف في الٍراي لا يكون إلا حول فكر يعتمد تحليلا منطقيا يمكن أن يكون سليم أو خاطيء و لايجب بأي شكل من الأشكال أن نتعرض للمرجعيات الدينية مهما كانت في النصوص الأدبية

عندما بدأت كتابة هذا المقال حددت مرجعيتي لأكون واضحة لأن مشكلتنا الأساسية هي في عدم تحديد المرجعية و الأخذ من كل شاردة واردة على حسب مزاج الكاتب و هذا إن كان مريحا للناقد فهو يدخل المتلقي في فوضى تعيق تفكيره أكثر مما تقدم له شيئا مفيدا
مع تحياتي و جزيل شكري لرحابة صدوركم




:nic110:




نبيل عودة 09 / 04 / 2012 46 : 03 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
علاقة الدين بالفكر
لا شك ان هناك علاقة تأثير لا يمكن نفيها.
السؤال هل هي علاقة انتاجية .. أي علاقة تدفع الى الابداع؟
لم يثبت في كل التطور التاريخي للعلوم والثقافات ان الدين لعب دورا ايجابيا مطلقا. بل دورا نسبيا يتعلق بالمنهج الديني السائد وهذا بارز في فترة هارون الرشيد وولدية الأمين والمأمون بينما صعود حفيده قاد الى حرق المكتبات والعودة القهقرى بكل التطور الحضاري الذي شهدته الحضارة العربية في بغداد ,
الدين والفتوحات حطمت الحضارة الفارسية والحضارة المصرية القديمة ولم تقدم الا في فترات محددة تطورا حضاريا ايجابيا ولم يكن كله بناء على الدين بحكم ان الأكثرية التي ساهمت بالبناء الحضاري لم تكن تنتمي لنفس الدين او نفس القومية ولكن الانفتاح الديني والحريات النسبية قادت الى نيسير التطور.
الأمر الثاني الدين يختلف جذريا عن الفكر ، بل يتناقض تماما في خواصه. الدين ثوابت لا تتغير والفكر في حركة تغير وتطور دائمين.

نصيرة تختوخ 09 / 04 / 2012 22 : 04 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
''كلنا يعرف أن الاستيراد مهما كان نوعه مادي أو فكر يقتل قدرة الإنسان على الإبداع و الخلق لأنه يجد كل ما يريده متاحا و بلا ثمن مادي لكنه يدفع ثمنا آخر باهظا جدا من تبعيته و موت قدرته على التفكير و الإبداع'

الأستاذة منجية تتحدثين عن الاستيراد وفعلا قد يكون مايستورده المرء لاستهلاكه واستنساخه دون تجديد لا ينفع كثيرا.لكني ربما أذكر بشيء يسمى الانفتاح والتواصل.
إن المعرض الياباني الذي أقيم في فرنسا في فترة تواجد الفنان الهولندي فان خوخ فيها وانتشار الرسوم اليابانية في فرنسا أعطى تحولا نوعيا في الانطباعية وأثر في الفن التشكيلي الأوروبي بشكل واضح جعله يستدعي الدراسة والتأمل.كما جعل الفنانين في تلك الفترة يتواصلون مع بعضهم بذلك الخصوص وينشطون أكثر.
هل نسمي استيراد الرسوم اليابانية التي كانت رخيصة جدا ودأب الفنانون على اقتنائها مضرة أم أنها كانت دافعا للتجديد وإعطاء أبعاد جديدة للفن الأوروبي بل والعالمي.
في وجهة نظري المتواضعة فإن طريقة التعامل مع ما ينتجه الغير هي التي تحدد إن كان سيكون حافزا للإثراء أم للإفقار أو الاغتراب.
إن النقد الذي لم يقتصر في الغرب على الأدب بل شمل مختلف المجالات هو الذي نفض الغبار على بعض اللوحات وجعل شهرتها وأصحابها تطبق الآفاق حتى بعد رحيلهم.
و النقد والرد عليه هو الذي دفع بعجلة تطور ألوان من الإبداع الإنساني. كما أحيا أعمالا وجمالياتها بعد أن غابت حتى دون النظر إلى انتماء المبدع .
تحياتي[/align]
[/cell][/table1][/align]

منجية بن صالح 10 / 04 / 2012 38 : 08 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 

الأدب و مفهوم الإبداع و النقد

الأدب هو صورة لإنسان و حضارة و ثقافة و بيئة و حقبة تاريخية معينة في تاريخ الفرد و الزمان و المكان كيف يمكن أن نبدع في أدبياتنا ؟ما هي معايير الإبداع ؟ و هل للإبداع معايير ؟
ما نكتبه هو مرآتنا العاكسة للحظة كتابة كانت فيها مشاعر و فكر و ذوق و فعل و حركة على أرض النص شكلت قيمته الفنية فكان الصدق يتخلل النص يستشعره المتلقي ليتواصل به مع الكاتب و كأنه يحي فيه قيمة إنسانية في كثير من الأحيان تكون غائبة عنا في زحمة حياة تريدنا أن نسايرها لتستدرجنا إلى عالمها المليء بالتناقضات فمقابل جمال الصدق هناك قبح الكذب لأقول أن جمال الداخل الإنساني هو الذي يصنع الإبداع و فقد هذه القيمة الإنسانية يجعل النص يفتقر إلى أبسط مقوماته الجمالية ليجعله ميتا لا يحرك وجدان المتلقي و لا فكره فالنص يعكس كل ما فينا من جمال و قبح من مشاعر حب صادق لها عمق حي داخلنا إلى حزن دفين يشعر الآخر بالكآبة و يذكره بلحظات حالكة في حياته فللنص جذور تمتد داخل المتلقي و تكون فاعلة فيه سلبا أو إيجابا

و أقو لأن الإبداع رسالة و على قدر نوعية و قيمة الرسالة و انسانيتها يكون الإبداع متألقا ليخترق الزمان و المكان و يخلد على الأرض و تتناقله الأجيال و تتعلم منه و الأمثلة على ذلك كثيرة فصقل النفس و الذات هما مصدر الإبداع الأدبي فبدون صدق تكون أعمالنا غائية غوغائية بمعنى أنها لا تكون رسالة إنسانية بل رسالة فردية يرجى من ورائها مصلحة فردية ضيقة و هذا يقتل فيها كل نفس إبداعي لتكون غوغائية تخوض زحمة النصوص تبحث لنفسها عن مكان في الساحة الأدبية ليسمى كاتبها أديبا أو شاعرا و ذلك لمجرد الحصول على نسبة لجنس أدبي معين
قلة وجود النصوص و الكتابات ذات قيمة فنية راقية في حاضرنا الأدبي مرده عدم وضوح الرؤية و غياب المنطق التحليلي عدى مرض العصر القاتل وهو الإزدواجية في التفكير و هذا يكرس التشتت الفكري لأننا نعيش ثنائية فكرية عقيمة لا تثمر فكرا واضحا خلاقا مبدعا و هذا ينعكس على النقد شئنا أم أبينا لأن الأديب هو ناقد و الناقد هو أديب لا يمكن الفصل بينهما و إن فعلنا فقد النقد من الأديب و الأدب من الناقد و أصبحنا نعيش فوضى الفكر مع فوضى مصطلاحات و إستيراد قطع غيار لما أشكل علينا ادراكه و هذا بشكل مبسط ما نعيشه فعلا في زمن العولمة و هيمنة الأقوى على الفكر و القدرة البشرية و المادية للشعوب فالتقدم العلمي مرهون بالقوة الإقتصادية و التي أساس وجودها واستمراريتها الهيمنة و استغلال القدرات المادية للشعوب الصغيرة و الضعيفة ماديا و حتى تبقى كذلك لابد من غزو فكري ممنهج يقضي على قدرتها في التفكير حتى لا تتمرد على سلطة المهيمنة فكل ما نسمعه من كلام حول التقدم العلمي و الحضاري عند الغرب هو مسخر لخدمة مصالحه الداخلية و الخارجية

يقول الفكر المادي أن العلاقات الإنسانية هي علاقات تجارية فإن أدركنا جيدا أبعاد هذه المقولة فإننا نعرف أن بمثل هذه العلاقات لا يكون هناك لا إبداع و لا نقد بل نكون تجار كلمة تباع في المزاد ليكون الربح أكبر وهو أساس نمو التجارة أو إفلاسها

لا يكون هناك أدب إلا عندما يكون هناك أديب راسخ في هويته و أنتمائه و ثقافته يحترم خصوصية تراثه و يطوره بأدواته الخاصة فالأدب ينبت في طبيعة الإنسان الخاصة فلا يمكن أن نستورد ثلج القطب الشمالي و نجعله في محيط صحراوي و لا أن نحمل الصحراء و مكوناتها الطبيعية إلى أوروبا الشمالية فكل طبيعة خلقت لبيئتها الخاصة و زرعها في بيئة أخرى يقضي عليها و يصيب أصحابها بالجوع المادي و الفكري كمن يخرج السمكة من البحر ليجعلها تعيش في بركة صناعية لتفقد مذاقها و نكهتها وتتشابه الأذواق و تفقد خصوصياتها المميزة
هكذا يفقد الأدب مميزاته و خصوصية بيئته الجغرافية و الإنسانية لتصيبه العولمة في المقتل و يصبح الغثاء ابداعا بمنظور غيرنا لأننا فقدنا هوية و أنتماء هو ميزتنا التي تشكل خصوصياتنا الثقافية الحضارية
لقد تقدم العلم و الفكر المادي إلى درجة أنه توصل إلى إستنساخ الإنسان و الحيوان و الخطير في الأمر أنه بذلك أراد أن يوحد الجنس البشري ليكون على نفس الشكل حاملا لنفس الفكر و هذا يلغي أهم خاصية كونية و إنسانية و التي خلقها الله تعالى على الأرض ألا وهي خاصية التكامل فلا أحد كامل بذاته ليكون دائما محتاجا لغيره لينتج و هذه الحاجة لا يمكن أن تكون مبنية على الهيمنة و البغي بقدر ما تكون تكامل في ظل ألفة و محبة و تواصل بناء يعترف الكل بنقصه للآخر ليتكامل معه ليكون الأديب في حاجة للناقد و الناقد في حاجة للأديب تربطهما علاقة تعاون و حب لتأدية رسالة إنسانية تضيف للفكر و الثقافة و تبني حضارة و ترسخ الإنسان في هويته الثقافية و أنتمائه إلى أرض و تاريخ

شكري الجزيل لكم لرحابة صدوركم و طول نفسكم في متابعة الموضوع و أقول بهذا الطرح حاولت ا، اقدم تصورا كاملا لوضع راهن و كيفية الخروج منه ربما يكون لبنة في بناء فكر عربي راسخ على الأرض بدون أن يلغي قاعدة التواصل الواعي مع الآخر و من يستورد لا بد أن يكون عارفا بسلبيات و إجابيات ما يستورده ويعرف كيف يتعامل معه حتى لا يدفعنا الجهل بقيمتنا و قيمنا للإستيراد العشوائي فعلى المستوى الإقتصادي هذا المنطق يقتل الصناعة المحلية لأقول انه يقتل ايضا الفكر المحلي و يجعله غير قادر على تأمين حاجياته الضرورية

ما يحدوني للكتابة هو محاولة مني لطرح تصور ربما يكون مختلفا يشاركني فيه البعض و يخالفني فيه البعض الآخر وهي لبنة للبعض ليبني عليها و هذا يكون دائما مصدر سعادة للكاتب لأنه مهما نجتهد فإننا نضيف و لا نفرض و ذلك ابتغاء التواصل نتمنى أن أكون قد ساهمت في بلورة فكر آخر ينطلق من تراثنا و خصوصياتنا على أرض وطن يمتد من المحيط إلى الخليج و الذي هو المرجعية الوحيدة لإخواننا المتواجدين على أرض الغربة فإن عمت هذا الوطن فوضى فبالضرورة ستتطال غربتهم لتصبح غربتان

:nic92:
كل التحية و جزيل الشكر و الإمتنان لكل المشاركين و لكل من اطلع على الموضوع



نبيل عودة 10 / 04 / 2012 09 : 10 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الزميلة العزيزة الأديبة منجية بن صالح
تعليقك الأخير هو سرد جميل وتوصيف للأدب لا يسعنا رفضه . الا انك اوردتي جملة تنسف كل البناء الفكري الذي تنطلقي منه، تقولين:(" يقول الفكر المادي أن العلاقات الإنسانية هي علاقات تجارية فإن أدركنا جيدا أبعاد هذه المقولة فإننا نعرف أن بمثل هذه العلاقات لا يكون هناك لا إبداع و لا نقد بل نكون تجار كلمة تباع في المزاد ليكون الربح أكبر وهو أساس نمو التجارة أو إفلاسها")
لا اعرف كيف توصلت الى هذا التفسير للمادية.
اولا انت تخلطين بين المادة والمادية. بين البديهات التي تحيط بنا وبين الفكر الفلسفي ( المادي في حالتنا) وهو امر لا علاقة له بالكسب والتجارة بل بالفكر والمعرفة والعلوم والابحات واسلوب فهم العالم الذي نعيش به والذي يمتد من اليونان قبل خمسة الاف سنة حتى يومنا الراهن
المادة هي المسائل البسيطة التي تحيط بحياتنا. الحجارة التراب الماء الحديد الخشب الورق ومليارات الأشياء التي نبني منها بيوتنا وشبكاتنا التحتية وسياراتنا وطائراتنا وزراعتنا ... الخ .. الخ مليار مرة.. والانسان المادي هو الشخص الذي يبيع نفسه ببعض الفضة.
االفكر المادي ليس المادة وليس التجارة والكسب بل هو علم العلوم وتقابله المثالية ..
ما هي المادية؟
المادية او الفكر المادي هو توجه فلسفي مضاد للمثالية. ينطلق من اولوية المادة ، أي الطبيعة - الواقع الموضوعي - ويعتبر الوعي صفة له.والمادية كمذهب تعمم انجازات العلوم الطبيعية والاجتماعية . والفكر المادي تطور في اليونان القديمة وابرز فلاسفته ديمقريطوس وارسطو وتاثر الفلاسفة العرب بفكرهم المادي وابرزهم الفارابي وابن سينا وابن رشد فهل كانوا فلاسفة تجاريين؟ ام يعتبروا من ارقى ما توصلت اليه الحضارة العربية؟
كذلك نجد ان اهم علماء عصر النهضة - الرينيسانس كانوا ماديين ومنهم بيكون وغاليليه وليوناردو دي فنشي وبرونو وغيرهم . ومن الفلاسفة الماديين في العصور الحديثة نيتشه وفورباه وانجلز وماركس وسارتر وروجيه غاروديه وغيرهم ، وقد مات ماركس جائعا لأنه لم يبع نفسه وفكره من اجل المادة والربح.
الموضوع واسع بشكل هائل لذلك امل اني نقلت جوهر الفرق بين المادة والمادية ومعنى المادية الأولي على الأقل.لأن التوسع سيجرني الى طرخ مدخل للفلسفة خاصة حول المادة واشكال وجودها ولا اعني المادة التي تملآ الجيوب بل الفكر الذي يملآ العقل بالتنوير ..
اعتقد ان خطاك ينبع من تفسيرات خاطئة تسود ثقافتنا للأسف ومن غياب تعليم الفلسفة في المدارس الثانوية العربية بحيث يبقى التفسير المباشر البسيط هو السائد ويبنى عليه.
من هنا لا يمكن البناء على فهم خاطىء والاستنتاج على اساسه. قد اقبل ان هناك محركات انتهازية لدى البعض مثل مثقفي السلطة وهم اصلا بلا ضمير ثقافي وانساني يضرون بالثقافة وهمهم الربح المادي ويفتقرون للفكر المادي الفلسفي ..ولكنها ظاهرة ساقطة منذ يومها الأول \\\\\ وما ينفع الناس يبقى في الأرض.

منجية بن صالح 11 / 04 / 2012 30 : 07 PM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
الأستاذ الكريم نبيل عودة

العلاقات الإنسانية علاقات تجارية

هذه المقولة وردت على لسان ماركس أظن و إن أنا نسبتها للفكر المادي فلي توضيح على ذلك لم أتناوله في ردي السابق حتى لا يتشعب الموضوع و أنا سردت ذلك في سياقه أما أن حضرتك تركت المقولة في حد ذاتها و التي اعتمدتها في تحليلي لمفهوم الإبداع و النقد والتي هي نتيجة فكر مادي و بدأت في نقاش مفهوم الفكر المادي و الذي لا أختلف فيه معك فهذا ما لم أدرك مغزاه أهو استطراد ليتحول الموضوع لنقاش الفلسفة الاشتراكية و مفهومها ؟ إن كان كذلك فأنا غير مؤهلة لنقاش الموضوع لأني لست متخصصة في هذا الميدان و لا أهرف بما لا أعرف
بالنسبة للتعريف بالفكر المادي تقول حضرتك المادية أو الفكر المادي هو توجه فلسفي مضاد للمثالية ينطلق من أولوية المادة أي الطبيعة الواقع الموضوعي و يعتبر الوعي صفة له و المادية كمذهب تعمم إنجازات العلوم الطبيعية و الإجتماعية
لا اختلف معك في هذا الطرح وهذا ما أعرفه جيدا من خلال دراستي للفلسفة و أنا في الجامعة

تقول أن الفكر المادي مضاد للمثالية بمعنى أنه مضاد للمثل العليا الدينية والتي هي مثالية و هذا ما جاء به الرسل و الأنبياء و ماركس يعتبر الدين أفيون الشعوب إذا هو لا يعترف بوجود المثالية الغيبية و يعتمد في تفكيره على كل ما هو ظاهر و محسوس و ملموس كالطبيعة و الواقع الموضوعي إذا الفكر المادي هو فكر يقول بأن العلاقات الإنسانية تبنى على مصالح مشتركة لا يكون أساسها الغيب و المثل العليا بل تكون العلاقة مبنية على مقابل مادي في حياة الفرد وهو لا يتعامل مع الغيبيات بل على أشياء لها وجود محسوس في محيطه
و هذا ما قصدته بقولي الفكر المادي بعيدا عن الفلسفة و تعقيداتها بل تعرضت للفكر المادي كفكر نعتمده في حياتنا الإجتماعية و الإقتصادية و الأدبية في عصر طغت فيه المادة على العلاقات البشرية و الذي مرده هيمنة هذا الفكر على مفهوم الأدب و الإبداع في ظل الهيمنة الغربية الإقتصادية و الفكرية و الحربية (على الشعوب المتخلفة) و التي شعارها ترسيخ مفهوم العولمة التي تكرس أحادية النظرة و لا تعترف بخصوصيات الشعوب و لابهويتها و أنتمائها إلى بيئة جغرافية تاريخية لها تراثها و حضارتها
مقولة العلاقات الإنسانية هي علاقات تجارية هي ثمرة الفكر المادي الذي يعتمد بالأساس في تحليلاته و إدراكه للوجود الإنساني و الكوني على الطبيعة الجغرافية و علومها و الطبيعة الإنسانية و علومها بما في ذلك علم النفس و الإجتماع ليقول لنا ان الدين هو أفيون الشعوب باعتبار أن الدين يدعو للإيمان بغيب ليس له وجود مادي ملموس و محسوس
لا أناقش صحة أو غلط الفكر المادي بقدر ما أني أوضح واقع نعيشه له تأثير بالغ الخطورة على واقعنا العربي الإسلامي وهويتنا و أنتمائنا البيئي و الجغرافي و التاريخي و تراثنا وخصوصياتنا الحضارية

نبيل عودة 12 / 04 / 2012 26 : 11 AM

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
 
زميلتي العزيزة
احترم حرصك على النقاش المثمر الذي بات لأسفي عملة نادرة في ثقافتنا العربية.
هناك الكثير من النشر الخاطئ حول الماركسية .. التي تعتبر بانها الفلسفة التي اثرت الفكر الانساني بشكل لا سابق له. ولكنها تظل فكر قابل للتغيير والتطوير وليس نصوصا مطلقة. انا شخصيا لي الكثير من الرؤية المغايرة للطرح الماركسي.. نشرت مقالين في المنتدى وساواصل ولكني غارق ببعض الأعمال الصحفية والأدبية..
ماركس لم يقل تلك الجملة اطلاقا . ماركس قال ان المادة ليست مكونة من شيء ولا تتحول الى شيء المادة تغير اشكال وجودها وهي موجودة منذ الأزل وحتى الأبد.وحدد المادة بالواقع الموضوعي اي بكل ما هو خارج وعي الانسان. والوعي الانساني هو انعكاس للوجود المادي . وطبقت الماركسية المفهوم المادي على المجتمع وهي اول فلسفة تفعل ذلك بعد ان كانت المادية تدور في اطار الفكر فقط. ومرة اخرى الموضوع المادي لا يتعلق بما نسمية بانسان مادي اي يحب الربح والتملك والجشع الشخصي . بل يتعلق في الموقف من المسالة الفلسفية الكبرى.وهنا ينقسم الفلاسفة الى معسكرين المعسكر المادي الذي يقول باولوية المادة على الوعي والمعسكر المثالي الذي يقول باولوية الوعي على المادة. لست في باب تحبيذ فلسفة على اخرى انما طرح الاتجاهات لتوضيح موضوع هام هو اختصاصي الشخصي. وانا وجدت لدى الفلاسفة المثاليين امورا رائعة اثرتني رغم اني في تفكيري الأساسي ارى بالفكر المادي اقرب للعلوم والحقائق العلمية من الفكر المثالي.والمثالية هنا لا علاقة لها بالمثاليات والاخلاق والايمان والدين. بل بالفكر والتحليل الفكري لفهم العالم وما يجري حولنا من تطورات واحداث وخاصة في مجال العلوم.
الفلسفتان المادية والمثالية تنقسمان الى عشرات الاتجاهات والاجتهادات.مثلا اللاهوتي ( كان رجل دين ) والفيزيائي بليز باسكال من اكبر ممثلي الفكر المثالي كتب ان الايمان بالله هو مقامرة ، لأنه اذا لم يؤمن وتبين ان الله موجود عندها سيخسر ملكوت السموات ، اما اذا آمن وتبين ان الله غير موجود فلن يخسر شيئا. هذا فلسفي مثالي من اهم الفلاسفة المثاليين. وصار الايمان بالله يدعى في الدراسات الأكاديمية بالمقامرة الباسكالية. اي ان الفلسفة كلها لا تأخذ اي قضية بشكل مطلق كحقيقة لا جدال حولها حتى موضوع الإله (بل واحد ممثلي الفلسفة المثالية قال "ان الله قد مات".)بل بنظرة الشك لكل شيء من هنا تعليم الفلسفة ضعيف ومشوه في العالم العربي حتى في الجامعات. الفلسفة تعلم على التفكير وترفض التلقين وشعوبنا وطلابنا مجبرون على اسلوب التلقين البدائي والفاشل جامعاتنا للأسف تخرج طلاب مع شهادات ولكن بدون خبرة عملية لغياب الأبحاث والتجارب العلمية وتعليم الفلسفة على اصولها، بينما جامعات الغرب تخرج علماء وباحثين يحصلون على نوبل ويطورون اليات وعلوم لم نعد قادرين على العيش بدونها. أي تحولنا الى مستهلكين لا ننتج ..ومن هنا حظنا بنوبل صفر .
بالطبع لا يمكن في هذه العجالة استعراض كامل للموضوع ، والان انا متحمس لكتابة سلسلة مداخل للفلسفة. لأني من مراجعاتي الانترنيتية للموضوع وجدت الكثير من المغالطات والأخطاء والتضليل ، بنفس الوقت هناك كتابات ممتازة لكنها للأسف صيغت بلغة معقدة وادعي انه يمكن تبسيطها دون الاضرار بمضمون الطرح. وآمل ان يسعفني الوقت لأفعل ذلك.
لذلك ارجو عدم اقحام الدين في حوار ثقافي فكري او سياسي او فلسفي .. لكل منا زاوية رؤيته وفهمه المغاير ... وليس شرطا ان البشر ولدوا على نسق واحد وشبلونه واحدة.


الساعة الآن 59 : 04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية