![]() |
الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
http://www.annasronline.com/images/s...8-00/malek.gif
يقول الشاعر مالك بوذيبة إن الشاعر ليس سياسيا وليس زعيما حتى يقود الثورات، لأن دوره أن يستنبئ الآتي، وإذا نطق قبل العاصفة فماذا يفيد الكلام. ومن جهة أخرى يؤكد في حوار أن النخب العربية سقطت وفقدت دورها الريادي، وأصبح الوضع الراهن يشبه الهرم المقلوب.. القاعدة في الأعلى والنخبة في الأسفل. تقول نطق الشارع فسكت الشاعر. هل هذا يعني أنه على الشاعر أو المثقف أن يبقى في الهامش؟ أو أنك تخشى ركوب المتسلقين هذه الموجة بعدما عجزوا في تفجيرها؟ شكرا سيدتي على هذه الالتفاتة وشكرا للجريدة لأنها أتاحت لنا وقتا لكي نتحدث، فقد مضى علي وقت لم أقل فيه شيئا لا نثرا ولا شعرا... وأشعر الآن أن شهيتي مفتوحة للبوح والإسراء مع ثورة الشباب التي أعادت إلينا الكثير من الأمل في إمكانيات التغيير، ومن هنا جاء قولي ذاك.. لقد نطق الشارع فسكت الشاعر، وأعتقد أن الشاعر الذي كان يؤدي دور شهرزاد لعقود كثيرة قد أفحمته ثورة الشارع هذه الثورة التي تمثل الصباح، حيث يسكت كل كلام مباح... وهذا الترميز أو الكناية أو المقابلة بين الشاعر والشارع تجدينه يتكرر كثيرا في قصائدي، حيث أقول في إحداها: أنا شاعر الحزن؛ أو شارع الحزن لا فرق بين الشوارع والشعراء فكل يمر على ظهره العابرون وكل ينام على صدره البسطاء هذا المزج أو المتزاج في ذهني وفي وعيي الباطن بين ثورة الشاعر وثورة الشارع يسقط نظرية الحياد أو البقاء على الهامش، وأنت لو قرأت ديواني الموسوم (ما الذي تستطيع الفراشة؟) لوجدت الجواب على سؤالك وإن كان الجواب يأتي في صيغة سؤال آخر لاستفزاز القارئ ودفعه إلى المشاركة في خلق الوعي الجماعي بدلا من الركون إلى الأجوبة الجاهزة وانتظار المجهول... فالشاعر يا سيدتي ليس سياسيا وليس زعيما حتى يقود الثورات.. الشاعر دوره أن يستنبئ الآتي ويقرأ المستقبل، وهو في ذلك يشبه زرقاء اليمامة التي نظرت فرأت ما سيحدث عن بعد قبل أن يحدث، فإذا صدق الشارع رؤاه نجا الشارع ونجا الشاعر، وإذا كذب الجميع رؤاه هلك الجميع.. الشاعر ينطق قبل العاصفة، أما إذا وقعت الكارثة فماذا يفيد الكلام، وماذا يضير سلخ الشاة بعد ذبحها؟ هل تثق في ثورة الشباب بالجزائر، الكثيرون يقولون إننا لم ننضج بعد للقيام بثورة ضد الفساد. ما رأيك؟ لست سياسيا كي أجيبك عن هذا السؤال، ولكني أقول لك بإحساس الشاعر الذي يرى الأحداث من زاوية نظر خاصة، إن ما حدث في تونس ويحدث الآن في مصر يختلف كثيرا عما قد يحدث أو يراد له أن يحدث في الجزائر، والسبب بكل بساطة راجع للفرق الشاسع بين العفوية التي انطلقت بها الأحداث في كل من تونس ومصر، وخصوصا تونس، وبين البريكولاج والتخطيط المسبق لقلب الأوضاع في الجزائر رأسا على عقب، لن يستفيد منها أحد ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى. تقولين هل نحن لم ننضج كفاية لنقود ثورة ضد الفساد ؟ أقول نعم والسبب ليس عدم ثقتي في الشباب الجزائري، ولكن لأن الواقع الجزائري أكثر صعوبة وتعقيدا مما هو عليه في تونس ومصر، مع أن الأوضاع الاجتماعية تكاد تكون نسخة طبق الأصل في كل البلدان العربية حاشا دول الخليج التي تتمتع بفائض من الثروة مع فقر شديد في الوعي وتقليد غبي للثقافة الأمريكية. هل صحيح أنك تريد الاستقالة من الشعر؟ هل الشعر يحتمل هذا النوع من التخلي… إذا كان جوابك بنعم: ألا يمكن وضع هذه الاستقالة في خانة الخيانة؟ هذه مزحة أطلقتها على "الفايس بوك" والغرض منها هو النقد السياسي للأوضاع... لقد قلت إن 30 سنة من الكتابة كفاية وأنوي عدم الترشح لعهدة أخرى، فالكتابة ليست منصبا سياسيا، وحتى لو قرر الشاعر أن يقدم استقالته من الشعر، فإلى من يقدمها؟ هل يقدمها إلى حبيبته أم إلى قرائه؟ أم يقدمها بدفن شعره على طريقة عادل صياد؟ سبق وأن قلت أن النخبة الآن قد سقطت مع الأنظمة، أو أنها تحاول أن تركب الموجة على حساب الشعب... ثم دعوت لسقوط النخبة العربية. هل هناك نخبة؟ ثم ما السبيل إلى نخبة لا تنحني؟ نعم للأسف... النخب العربية سقطت وفقدت دورها الريادي وأصبح الوضع الراهن يشبه الهرم المقلوب.. القاعدة في الأعلى والنخبة في المؤخرة أو في الأسفل، ولعلك قد لاحظت كما لاحظ الجميع أن الشارع في كل من تونس ومصر هو من قاد الثورة ثم التحق المثقفون والصحفيون والمحامون وغيرهم، وحتى جابر عصفور في مصر استقال تحت الضغط بعد أن قبل بالوظيفة في حكومة البلطجية، وكل ذلك يؤكد أو يؤشر على تراجع النخبة العربية وقبولها بدور الذيل بعد أن كانت هي الرأس (ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟) كما قال الشاعر قديما. هناك برامج من طراز أمير الشعراء تسعى إلى تلميع الشعراء، أو لنقل صناعة نجوم شعرية. هل أنت مع هذا النوع من البهرجة، أم أنها ضرورة ملحة للقيام بالشعر؟ الذين يعرفونني حق المعرفة يعرفون أني لا أحب البهرجة والأضواء الزائفة، كما أرفض الانحناء لالتقاط الفتات الذي يتساقط هنا وهناك.. الأحذية فقط في حاجة دائمة إلى تلميع.. أما الشعراء الأصيلون فلا يحتاجون إلى برامج كبيرة مثل التي ذكرتها، مع احترامي لكل الجهود التي تبذل وتكون نواياها صادقة، فإن وجود شخص مثل مرتاض في لجنة تحكيم إحدى هذه المسابقات يجعل المشاركة الجزائرية تقتصر على أسماء بعينها وعلى تيار فكري وسياسي بعينه، وهذا الأمر قلته وأعلنته أيضا على "الفايس بوك" عدة مرات، والدليل على ذلك ما نشاهده هذه الأيام، وقبلها شاركت إحدى الشاعرات المغمورات بقصيدة مسروقة، فكانت الفضيحة بجلاجل، وهذا يسيء لسمعة الشعر الجزائري ويسيء للشعراء الذين يكتبون ويبدعون بعيدا عن الأضواء. : وسيلة بن بشي - سميرة إراتني : حوار نشر مع الشاعر الراحل في "وقت الجزائر" في 14 فيفيري 2011 ــــــــــــــــــــ قالوا عن رحيل الشاعر مالك بوذيبة "حان دورك يا مالك لنرثيك بعدما رثيت كل الشعراء" خبر وفاة الشاعر مالك بوذيبة كان قاهرا لسببين، الأول أننا فقدنا شاعرا فذا، والثاني أن رحيله كان بصمت بارد، أوشكنا أن نسمع بخبر دفنه بعد أيام بعدما غاب خبر وفاته، ولولا "الفايسبوكيون" الذين نابوا وكالة الأنباء الجزائرية في نقل الخبر، لصدق استشراف شاعرنا الراحل "ما الذي يترك الشعراء لقرائهم، في بريد الصباح، وهم يسقطون بلا سبب واضح، في الفراغ الرهيب، كما تسقط الثمرة الذابلة". حج عدد من الشعراء إلى صفحة مالك بوذيبة على شبكة التواصل الاجتماعي "فايس بوك"، هذه المرة ليس لإلقاء السلام أو السؤال عن جديد مالك الإبداعي، لكن ليعزوا أنفسهم برحيل الشاعر وبجفاء قلم في عز عطائه، وهذه تصريحات بعضهم، فيما فضل أغلب الشعراء تقديم التعازي دون التعليق: ـ عفاف فنوح مالك... هل تسمعني هناك؟؟ هل تقرأ ما يكتب اللحظة على جدارك الكئيب؟؟ يارب وحدك تدري.. فارحمه واسكنه جنات الخلد... فموته سكتة قلمية لكل الأصدقاء! ـ عبد الكريم قذيفة كم كان فرحا مبتهجا وهو يؤسس صفحته الخاصة على الأنترنت.. بدا كطفل صغير أهدوا له لعبه يحبها.. كان سعيدا وهو يخبرني بمشاركته في حصة ليلة الشعراء بمحطة ورڤلة، كما لو أنه بذلك استعاد الشاعر فيه وهزم النسيان الذي طاله، لم يكن يعرف أنه بذلك يضع اللمسات الأخيره قبل مغادرتنا إلى الأبد.. كان يودعنا بطريقته، قبل 3 أيام تواصل معي هنا في "الشات"، أخبرني أنه مريض (قليلا)، وأنه يتطلع الى أن نلتقي في فضاءات إنسيانية وإبداعية نقيه، أقسم على ذلك، ولأول مرة لم يسألني عن الشهرية زادونا أم لا... بل تحدث طويلا عن الأصدقاء والعلاقات الثقافية وعن صفحته الأدبية التي يحلم بتطويرها.. كيف لم انتبه ولم أحس أنه كان بكل ذلك مختلفا، هادئا، ومسالما جدا.. وهو الذي كان شعلة من الحركة والنشاط، وكان لا يتردد في قول ما يراه بصوت مسموع. أصدقائي، أصدقاء مالك بوذيبة، لقد رحل عنا الشاعر والإنسان مالك بوذيبة، لن تجدوه هنا بعد اليوم، تذكروه، أحبوه أكثر، وأحفظوا شعره ومشاعره، ليظل فيكم، شاعرا رائعا وإنسانا صادقا وتلقائيا، اسألوا له الرحمة والمغفرة والسلام، فهناك سيرتاح بعيدا عن صخب الحياة، وعن حالات سوء الفهم التي تؤلم.. سلاما مالك وأنت تنام.. عليك السلام. ـ كمال أونيس لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، أكاد لا أصدق الخبر، يوم الجمعة فقط، على الساعة الثامنة ليلا رن هاتفي النقال على رقم جديد، لم أكد أصل إليه لأرد على المكالمة، حتى انقطع الاتصال، عاودت الاتصال بسرعة، وفي اعتقادي أنه رقم لصديق آخر.لم أتعرف على نبرة صوته في البداية، حتى أعلمني بنفسه أنه مالك، عرفته، كانت المرة الأولى وللأسف الأخيرة التي يهاتفني فيها مالك، بعدما طلب مني الرقم على الفايسبوك، وهي المكالمة الوحيدة بعد أكثر من 16 سنة لم نلتق فيها، تحدثنا لمدة 10 دقائق، توقف هاتفي لانتهاء الرصيد، عاود مالك مهاتفتي، اعتذرت له عن انقطاع المكالمة، قال لي بنبرته الهادئة، أعرف، وتكلمنا في أمور كثيرة، عرفت من خلالها أن مالك آثر العزلة، كما قال لي "من البيت إلى العمل" شعرت من خلالها أن مالك حزين، حزين جد، كما عرفته دائما، لا أستطيع أن أكمل.. الله يرحمك يا مالك ويسكنك فسيح جنانه. ـ رابح ظريف كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، رحمك الله يا مالك، صديقي الرائع. ـ صليحة نعيجة أيها الموت ترجل، أريد أن يعرف أصدقائي كم أحبهم قبل أن أرحل، أيها الموت ترجل.. لم يعد للعمر متسع كى نعرف غيرهم بضجيجهم وفوضاهم، مات مالك بوذيبة.. الشاعر الطيب.. هذا العام فجعت به وبالراحل مصطفى نطور.. على الأقل كنت أتأهب للخبر مسبقا بالنسبة للأستاذ نطور، أما أنت يا مالك فقد خذلتنا، سبقنا الموت، كنا ننتظر مناسبة ما بفيسيرا كي نشاغب و"نمنشر في شكري". ـ سامية عبد الله مالك بوذيبة: أيها المتدفق من دهشة آخر الأنقاض الوجعية، في خضم هذا البحر الآمن.. من تراث الجوع الأدبي من الضمير المثقوب الوعي..؟ من ضوضاء التواضع.. فارس لا ككل الفرسان، يرتدي قبعة الأحزان، اغتراب الأوطان يجمعنا البحر، يجمعنا شمل الأدب. |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
غاب، أمس، الشاعر مالك بوذيبة. لم يمنح فرصة الوداع لأحد، ربما أراد أن يكمل قصيدته على هذا النحو الفاجع الصادم، كعادته. الفتى الأشقر الذي ظهر في المشهد الشعري في الثمانينيات بقصائده العذبة، فضل الخروج الآن بعدما أخذ حظه من الحياة وأخذت الحياة حظها منه، على حد تعبير سلفه الصالح ماياكوفسكي. في الرابعة والأربعين من "عمره السريع" أوقف مالك قصيدته، و تنحى من الزحام آخذا معه أسراره و ألامه الكثيرة، هو الذي خبر الألم وصادقه، لم يبح بمرضه أو يعلنه كما يفعل طالبو التعاطف والدعم، لذلك كان موته مفاجئا للكثير من أصدقائه الذين لم يصدقوا أمس أن مالك... مات. عاش مالك في الشعر، أي على هامش الحياة، هو الذي هجر مهنة التعليم، ولم يجرب مهنة أخرى إلا في السنوات الأخيرة حين أصبح مخرجا في إذاعة سكيكدة، و ربما أراد أن يكون شاعرا وكفى، لا يحتاج إلى عدة أو حساب مع حياة بلا قلب لا تقبل الكلمات مهرا لها، الحياة ذاتها التي هجاها في مرثيته الرفيعة لبختي بن عودة الذي كف قبله عن إيقاظ الفراشات. و ربما يمكن تفسير ثورته الدائمة وغضبه من هنا، حتى وإن كان الغضب هو رفيق الشعراء وعنوانهم الدائم. وما يحزن في حالة مالك بوذيبة أنه لم يذهب بمشروعه الشعري إلى مداه، رغم أنه لفت الأنظار منذ ظهوره في الساحة الشعرية كواحد من قلة كان يعوّل عليها في إحداث انقلاب في الشعر الجزائري، لكن الحياة انقلبت على الشعر وعلى نفسها و كان هو تنبأ بذلك حين رأى "شجرا أسود يتقدم". حسنا يا مالك، لم تمنحنا،هذه المرة، فرصة لإغضابك أو للغضب منك، لم تمنحنا فرصة لمعانقتك أو استفزازك، ما أقساك! كان عليك أن تلوّح لنا بدمك أو بذاك الذي ينبض ذاك الذي ليس لك، و أنت تفتح باب الخروج. كان عليك أن تلقي بلعنة أو تحية، فهل كنت وفيا لعاداتك أم أن "التسكع في الموت طول الحياة" علّمك ألا شيء يستحق الوداع؟ |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
http://www.elayem.com/wp-content/upl...98-300x225.jpg
الشاعر وابنه الوحيد... «……ومنذها، ظل يُسائل العالمَ، وكلّ من عشِقه، عن صفات دمه التي لا يراها هو ذاته. دمه الذي كان يترصّدُ له عند مدخل فتوّة العمر، كي يأخذه بعيدا عن أصدقائه، في غفلة من منّا، كنا نظن فيها سني العمر مستحيلة الانتهاء، وإذ بها، تكذّبُ ظنّنا. دمُه الذي كان يخبؤه عنّا أياما وأياما، ثمّ يعود بعدها كأيوب كتوم، بقصيدة أو ” تمنشيرة” طيبة، تستبق ألمه “الوجيع”…» ***من قصيدة: قراءة في كف زرقاء اليمامة الراحل : مالك بوذيبة يناجيكم يا شاعرَ الليل, ليلي مالهُ قمرُ ولا نجومٌ ولا صحبٌ ولا سمرُ ليلي طويل , ولا طيف يسامرني إلاك أنت, ولا ناي ولا وتر يا شاعر الليل, ليلانا لنا وطن وخيمتان وإنا فيهما غجَر أنا وأنت سليلا نجمةٍ أفلت قبل الأوان, وغطى وجهَها الخفر جرحان نحن, وهذا الليل ثالثنا إذا اجتمعنا يذوب البرد ينصهر يا شاعر الوهم, أحلامي مزخرفة وبالقصائد, زانت وجهَها الصور دمي العطوف وقلبي المنحني خجلا للعاشقين وفاء غامر نضِر أنا الوفيّ بما قدَّمت من نذر هذي الشواهد, لو أن تصدق النذر أنا الوفي, وإن خانت ذُرى شيمي يد الزمان, وإن جافى دمي القدر يا ساحر الناي والأزهار, يجرحني عطر الصباح , ويُدمي وجنتي الزهر وتستبيني رياح الفضل ترسلها بالأمنيات, أيادي فضلك الكُثر يأيها الوعد زر لو مرةً, فأنا لو زرتني مرة في العمر, أنتظر بالمنِّ تأتي وبالسلوى ونافذتي بالياسمين يغطيها الفم العطر يا شاعر الليل، كم كانت لنا قصص مع الزمان وكم كانت لنا عِبر كيف هو الموت يا مالك؟ بقلم: سهيلة بورزق/ الجزائر هل إلتقيت الموت أخيرا يا مالك؟ .كنت مشدوهة إلى تفاصيل حزنك، كان يبدو لي عميقا تجتمع فيه ألوان الغياب كلّها، كنت أسرق من صمتك أسئلتي لأنثرها على اللغة كيف هو الموت يا مالك؟ هل هو حقيقي مثلك؟ قبل أيام قليلة.. راسلتني كنت تسأل عنّي وعن غربتي..في الأخير لا تجمعنا الأقدار إلا لتفرقنا..أمور كثيرة تحدث لنا في حياتنا ولا نتمكن من حبها كما يليق بها..أيّها الكبير في حزنك وقصائدك وقلقك ومرضك لا يمكنني أن أستسيغ خبر غيابك عن الحياة كما لو أنّك انتهيت وانطفأت فجأة.. هذا الشعرالذي يملأ المدينة والأغنيات والأمكنة والأفكار والحزن ومحطات القطار ينتصر لك أخيرا إنّه يصعد بك إلى الله ويعيدك إليك في دهشتك وقيام ساعتك وخلاصك من الأسئلة.. هل إلتقيت الموت أخيرا يا مالك؟ كيف هو؟ ما لونه؟ ما مقياس رعشته؟ ما لغته؟ أتحتمي بالموت منّا؟ لا أعاتبك..أنت ترحل بدهشة الكبار في صمت، ولا يمكنني البكاء عليك حتى لا أوقظك من رحمة الله فيك. نتعلم من رحيلك كيف أنّ الحياة في شساعتها مجرد نص يكتبنا بلغات مختلفة لا نفهمها ولا نشبهها ولا ننتظر منها أكثر من إجابة.. كيف ترحل وأنا لم أجب على آخر رسائلك إليّ بعد؟ مالك..هل مت حقا؟ هل ستدفن حقا؟ هل ستصمت حقا؟ كيف لم أنتبه في آخر رسائلك إليّ أنّك وحيد كيتم تماما كما تكتب قصيدتك في عزلة تامة؟ كنا نتناقش على الدّوام حول الفكرة واللغة والقصد والمقصود ولوعة الحبر والمجاز اللغوي وفتنة المعنى.. هناك ضوء ما يشعّ في مكانك كدهشة..أنا لست مجبرة على تصديق خبر غيابك، لكنّني مجبرة على الحزن والصمت لأجلي ..كم سيضيق بي غيابك. قدري أن يؤلمَني “مالكُ” حتى الموت بقلم: شرف الدين شكري/ الجزائر أسبوعٌ أو يزيد، وأنا أتردّدُ في مكالمته، فقد كان كثيرَ السؤال عني، ولا أيامٌ قليلة دون سؤال منه. ترددتُ كثيرا، وأجّلت مكالمتي له، من باب الدّلال حتى يهاتفني هو، ريثما انتهي من وضع اللمسات الأخيرة في ترجمتي للإعمال الشعرية الكاملة لـ”مالك حدّاد”. قلتُ: سأكلِّمه هذا المساء، وأتباهى أمامه بإتمام العمل. رنّ الهاتفُ- سليم بوفنداسة على الخطّ – : “خبرٌ مزعجٌ أنقله لك يا صديق”: مالك بوذيبة توفي الآن !!! ظلّ هاتفي معلّقا إلى سماء العدم، التي كلما لاح منها بريق أملٍ، إلا وخسفت به ظلال اليأس من جديد. لماذا أجلت مكالمتي له؟ هل كان هذا اليوم فاصلا في تاريخ أحاديثنا الطويلة التي بدأت منذ عقدين ونيف من الزمن، “بالفيرمة”، حيث كان الشباب وعنفوان الأحلام والعشق المشترك لأشياء كثيرة، يجمعنا على ديانته، كشعراء اختزلوا كل شيء في دمهم، كتابةً وتجربة؟ كنت أسأله: أين ذهب دمك يا “مالك”؟ كان يجيب بكل خبثٍ ودهاء وطيبة: هو في أصابعي التي تكتب، ولك أن “تصفه” كما تشاء !!! . كتب بعدها قصيدة: “صفي لي دمي” ومنذها، ظل يُسائل العالمَ، وكلّ من عشِقه، عن صفات دمه التي لا يراها هو ذاته. دمه الذي كان يترصّدُ له عند مدخل فتوّة العمر، كي يأخذه بعيدا عن أصدقائه، في غفلة من منّا، كنا نظن فيها سني العمر مستحيلة الانتهاء، وإذ بها، تكذّبُ ظنّنا. دمُه الذي كان يخبؤه عنّا أياما وأياما، ثمّ يعود بعدها كأيوب كتوم، بقصيدة أو ” تمنشيرة” طيبة، تستبق ألمه “الوجيع”… أجّلتُ السؤال عنه حتى نهاية هذا اليوم. أجّلتُ دعوته لأفراح الأدباء ببسكرة، التي لطالما كان يلحُّ على حضورها، دونا عن سواها من المدن، وقد اختار غرفة الفندق التي تُطلُّ على وادي وسط المدينة، كي يرى أمواجَ دمه، وما عشقناه سويا تتقلّب في صفحات الذاكرة. أجّلتُ السؤال عنه، واستبقتُ ندمًا لن اغفره لنفسي متى حييت، كان وراءه مالك حاضرا دوما؛ حدّادا كان أو ذيبةً. في رثاء شاعر لم يمتْ..!! شعر: بشير ضيف الله/ الجزائر إهداء: إلى “مالك بوذيبة” -رحمه الله- ذوِّبْ حُروفكَ للقناديلِ المضيئةِ .. واشتعلْ إلى “مالك بوذيبة” -رحمه الله- ذوِّبْ حُروفكَ للقناديلِ المضيئةِ .. واشتعلْ فليس ثمَّةَ منْ يضيءُ النَّصَّ في غُرفِ الفجيعةِ ، ليس ، ليس يضيئها قمرٌ ولا أزلْ ! سقطَ السِّتارُ ممزَّقا كصباحِ يومكَ يشهرُ الغيابَ في سفَرِ الحضورِ وينتشي غيما بلا مطرٍ نصًّا بلا لغةٍ ولا لونٍ ولا جُملْ! أيناكَ؟… يَسْمقُ “مالكُ الويدان” ، يُسرفُ في العلوِّ عميقا ثمَّ أعمقَ، ثمَّ أعلى، خارجَ الظَّرفِ المعتَّقِ .. بالأجلْ! أيناكَ؟ قد فعلتْ فراشةُ نصِّكَ المفجوعِِ.. ما فعلتْ وظلَّ طيفُكَ صامتا فما الذي قد تَستطعْهُ فراشةُ الألوان بعدكَ؟ يا صديقي … لا.. أملْ! عزاء فايسبوكي : كرونولوجيا الفقد عبد العالي مزغيش: توفي قبل نصف ساعة من الآن صديقنا الشاعر والمذيع بإذاعة سكيكدة مالك بوذيبة ،،، عن عمر 44 سنة ،،، رحمه الله … وتغمد روحه برحمته الواسعة … وداعا يا أيها الشاعر الصديق العزيز … إنا لله وإنا إليه راجعون … سليمان جوادي: آخر كلمة قلتها لي أيها الراحل العزيز : إن الله يحب التوابين ويحب المستغفرين… رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.. أيها الشاعر المبدع ” مالك بوذيبة “ محمد الأمين سعيدي: أمرُّ بأطراف الغياب ولا أدري فيشتاقني موتي ويفرح بي قبري وألبسُ ليل الحزن كالحزن علني أضيء سماء القلب في غيهبِ السِّرِّ وأبكي على الأحباب ما دام في دمي حنين إلى ما كان لي في يد الدهر سأخرجُ من ظلِّي وأهجر طينتي وأطرق باب الله مرتديا فقري عبد الرزاق بوكبة: ينظم فضاء صدى الأقلام للمسرح الوطني الجزائري تأبينية للشاعر الراحل مالك بوذيبة [ كتاب يتحدثون عنه ويعرضون نصوصه ] يوم السبت 07 أفريل على الساعة الثانية بعد الزوال بالمسرح الوطني الجزائري والدعوة مفتوحة للجميع. على الكتاب والمثقفين الدين عرفوا الشاعر الراحل مالك بوديبة والدين يتعذر عليهم حضور التأبينية التي سينظمها فضاء صدى الأقلام للمسرح الوطني الجزائري يوم السبت 07 أفريل القادم على الساعة الثانية بعد الزوال بالمسرح الوطني أن يتفضلوا بإرسال شهاداتهم ليتم عرضها أثناء النشاط من طرف منشطة الفضاء الشاعرة لميس سعيدي، كما أننا سننتقي بعض ما كتب عنه بعد رحيله وقبله ونشر لعرضه دون العودة إلى أصحابه شاكرين لهم دلك مسبقا. أمين الزاوي: إلى مالك بوذيبة حيا دائما صعب تصديق خبر موت شاعر ماذا يا ترى يقول ملك الموت لمالك الشعر؟ سأذكرك دائما عند سماع حفيف الفراشات التي من هشاشتها بنيت عشا للقصيدة ***عيناك سيدتي!.. شعر : مالك بوذيبة عيناك سيدتي في القلب أمطرتا عيناك أغرقتا صحراء حرماني! عيناك أسكرتا أغصان داليتي عيناك أضحكتا صفصاف أحزاني! عيناك محبرتا دمع تكحلتا بالليل واحتمتا بالأسود الحاني عيناك صفصافتا حزن تعانقتا في التيه وارتمتا في غابة الزان! عيناك ساحرتا نار, وضاربتا رمل, وقارئتا كف وفنجان! عيناك سيدتي حرفان في شفتي حاء وباء هما عيناك جرحان عيناك آهان في صدري لو اجتمعا استشهد الحب, بين الآه والثاني! سران عيناك لو أني نطقتهما باحت بأصدافها أمواج شطآني! عيناك نهران, يا للكوثرين هما ! في سلسبيلهما أغرقت إنساني! عيناك سيدتي شمسان أشرقتا عيناك أبدلتا شكي بايماني عيناك مشتلتا ورد تفتحتا لولا سوادهما أبصرت نيساني! عيناك-أقسم لم أبصر بمثلهما في الحلم في الوهم في سري وإعلاني عيناك يا أنت! لم أظلمك سيدتي, إذ قلت إنّهما من وحي شيطاني! عيناك أنت، أنا أنت، وأنت أنا ألروح واحدة, والجسم جسمان عيناك أنت، أنا أمراهما بيدي لو قلت كوني! لكانا ملء أكواني عيناك أنت، أنا كنت أكونهما، لو لم تكونيهما، لو لم يكوناني! عيناك أرجوحتا موت, تأرجحتا للموت عيناك, للإعدام حبلان! سيفان عيناك، لا إلاهما قتلا, أنا القتيل ولا إلاه الآني! عيناك إني، أخيرا، قد عرفتهما عيناك حقا هما عيناك عينان!! |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]هو الموت يبكينا حتى عن أشخاص لم نعرفهم عن قرب.نقرأ حروفهم ونخالهم وإنسانيتهم.
كانوا هنا ومضوا تركين بصماتهم.انطفأوا بعد ألم ومعاناة أوحتى دونهما وتركوا أماكنهم فارغة من حيويتهم وتجدد عطائهم. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه. تقديري لما قدمت أستاذ محمد ولتقريبنا من عالم هذا الإنسان الشاعر. دمت بخير [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
[align=justify] شكراً جزيلا أستاذ محمد لتعريفنا على هذا الشاعر والأديب والمفكر خسارة فعلا وضع شاعرنا الغالي أستاذ طلعت سقيرق ملفات في مكتبة نور الأدب لتوثيق الأدب والأدباء في كل قطر من أقطار وطننا العربي الحبيب وكم تمنيت التفاعل معه لنتعرف أكثر على الأدب وقاماته في كل قطر نتمنى دائماً أن نتعرف على المبدعين قبل أن يعبروا الجسر من رصيف الوجود إلى فضاء الذكرى لروح الشاعر عبد المالك بوذيبة تحية تعارف جاء للأسف بعد الرحيل ومن الروح إلى الروح أيها الشاعر سلاماً سلاماً وألف رحمة هدى الخطيب [/align] |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
اقتباس:
|
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
اقتباس:
|
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
تعزيــــــة عن : اصوات الشمال
http://www.aswat-elchamal.com/photos/1333404501.jpg http://www.aswat-elchamal.com/photos/26034_.jpg لا إلـــه إلا الله محمد رسول الله كل نفس ذائقة الموت إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون بقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقينا نبــأ وفاة الأخ والصديق الإعلامي الشاعر مالك بوذيبة وبهذه المناسبة الأليمة نتضرع لله مخلصين أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنه على ذلك لقدير اللهم لا تفتنا بعده لا إله إلا الله محمد رسول الله نشر في الموقع بتاريخ : الاثنين 10 جمادى الأول 1433هـ الموافق لـ : 2012-04-02 التعليقاتالبشير بوكثير رأس الوادي إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ، كلّ نفس ذائقة الموت ، وإنّا على فراقك لمحزونون يا مالك ، رحمك الله تعالى وألهم ذويك الصبر والسلوان. عيسى ماروك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .....نسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان السعيد زيدي أم البواقي هكذا العظماء يرحلون في صمت وتبقى أعمالهم تشهد عليهم إننا بوفاة مالك نقول إن الساحة الإعلامية والأدبية فقدت أحد رموز القلم إننا نعزي عائلة الفقيد ونرجوا من الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. آسيا رحاحليه إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون . رحم الله الفقيد وألهم ذويه جميل الصبر والسلون . الــسعيد مــرابــطي اللهم ارحمه وأدخله فراديسك وارزق أهله وذويه وكل من التقى به في عالم الثقافة والأدب جميل الصبر والســلوان. يا أيتها النفس الــمطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادس وادخلي جنتي. إنَّا لله وإنَّا إليه راجــعون. صدق الله العظيم. جميلة طلباوي بحزن شديد تلقيت الخبر وإنَّا لله و إنَّا إليه راجعون أتضرّع للمولى عزّ وجلّ أن يتغمّد روحه الطيّبة بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنّاته وأن يلهمنا وذويه جميل الصبر والسلوان إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون. بشير ضيف الله رحم الله الفقيد وأسكنه علياء جناته...لله ما أعطى ولله ما أخذ ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم . عباس بومامي تغمد الله الفقيد مالك بواسع رحمته وعظيم مغفرته ، وأسكنه فسيح جنانه . إنَّا لله وإنا إليه راجعون " اللهم ارحمه واغفر له وآتي أهله وذويه الصبر والسلوان . فريدة بوقنة إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون..تغمّد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح الجنان. عبد القادر رابحي {إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون} رحم الله الفقيد و تغمده بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان . قلولي بن ساعد رحم الله الفقيد وغفر لنا وله وألهم أسرته ومحبيه جميل الصبر والسلوان إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون الميلود شويحة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وألهم أهله وذويه في مصابهم الجلل جميل الصبر والسلوان. الميلود شويحة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. في مصابهم الجلل وأعظم أجرهم. محمد الصغير داسه { ياأيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية .فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.}رحم الله الفقيد وألهم ذويه الصبر والسلوان...ورحمة من الله ورضوان.. رابـــــح بلطرش لا إله إلا الله محمد رسول الله إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون اللهم لا تفتنا بعده وداعا الأخ والصديق مالك محمد الزين ربيعي (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون) رحم الله الفقيد وطيب ثراه وألهم أهله ومحبيه جميل الصبر . ساعد بولعواد إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون . { ياأيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية .فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.}.صدق الله العظيم. رحم الله الفقيد وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. نورالدين لعراجي وداعا ايها الصديق الرقيق مالك في رحمة الله مضيت. وفي جنان الخلد سكنت.عزائي الكبير لأسرته الصغيرة وعزائي للوطن في فقدان شاعر من الطراز المتميز العارف رحمة الله عليك وصبرا جميل آل بوذيبة لله ما أعطى وله ما أخذ وطيب الله ثراه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. زكية علال رغم أن المصاب جلل ، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله .. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون .. هي ذي الساحة الأدبية والثقافية تخسر اسما متميزا كان له وزن كبير .. ولكن العظماء لا يموتون .. يرحلون بأجسادهم وتبقى أفكارهم حية تمشي على الأرض . زكية علال محمد بن جلول كان مبدعاً شاعراً يارب ، رحمة واسعة ومغفرةٌ على روحه الطيّبة.. رقية هجريس رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله علي قوادري {إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون} رحم الله الفقيد وتغمده بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان لله ما أعطى ولله ما أخذ. تعازينا لأهل الفقيد. الطيب طهوري ماذا يمكنني أن أقول؟..هكذا تفاجئنا وتفجعنا الموت.. تخطفنا منا واحدا واحدا.. لا ظل لنا في شمسه اللاهبة سوى البكاء في الصمت الذي يبدو أنه صار رفيقنا الدائم...قبل أسابيع فقدنا الأديب الكبير مصطفى نطور ..وها نحن نفقد أديبا آخر هو مالك..مالك بوذيبة.....وكلاهما من سكيكدة...هكذا الدنيا.. محمد ميساوي مالك بوذيبة صوت ينبعث من الماضي الجميل..إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون اللهم ارحمه وبدل سيئاته حسنات وأدخله الفردوس بغير حساب.وألهم ذويه الصبر والسلوان وأصلح حالهم من بعده.آمين جهاد الجزائري رحلت يا فارس الزمن الجميل إنَّا لله وإنــَّا إليه راجعون ابراهيم صحراوي رحمه الله ووسَّع عليه وغفر له ولنا والهم ذويه ومُحبّيه جميل الصَّبر والسلوان. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. جلول بن يعيش إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين ،وألهم ذويه الصبر والسلوان توفيق صاولي رحم الله مالك بوذيبة وطيب الله ثراه و أسكنه فسيح جنانه إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون رحلت عنا يامن كانت لنا معك ذكريات جميلة على صفحات الجرائد... إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون . توفيق صاولي قسنطينة عادل سلطاني (((إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون))) رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى وألهم ذويه جميل الصبر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم نصيرة عمارة إنَّا لله وإنَّا اليه راجعون اللهم يا ربي ارحم جميع موتانا واسكنهم فسيح جنانك آمين رب العالمين رابح خدوسي رحمه الله ..كان طيبا خلوقا .. علاوة كوسة رحم الله اطيب خلقه..لا نملك قول اكثر.. السعيد لعزيري إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون... المصاب جليل ...والخطب علينا وعلى أهلك وعلى الشعر والأدب عظيم...غفر الله لنا ولك و تقبلك برحمته الواسعة ...إنه سميع مجيب ... ولعائلته وذويه أعمق مشاعر العزاء...عظم الله أجركم. رابح بوكرش رحم الله كاتب ومبدع الجزائر الذي أعطى الكثير من خلال كتابته ولم يطلب منا سوى القراءت والاستيعاب ؛ ستظل ذكراه خالدة في نفسي ونفس من عرفه ماحيينا الموضوع منقول من أصوات الشمال بتصرف |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
هل يدرك الشاعر بأنه بات عند حافّة الموت وعلى وشك أن يسلك هو والموت كل منهما طريقه المحتوم.
يتسلل الموت إلى الجسد لتشقّ الروح طريقها في عوالمها الخاصة. نظرة الحزن بدت واضحة في عيني هذا الشاعر الرقيق، وكأنه يحذّر من دنو اللحظة الأخيرة، عندها تدفق الشعر كلّه ليخبرنا بأن الشاعر يبدأ بكتابة قصيدته التي لا تنتهي أبدًا، لأنها تبقى متشبثة به طويلا. الشاعر عبد المالك بوذيبة بقي مخلصًا للقصيدة لأنها عشقته ويمكن قراءة هذه الحقيقة في أعين أحبته. إلى رحمة الله يا مالك. |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
شكرا لك أخي عادل على الإضافة الرائعة والتي توثّق فعلا لرحيل شاعر أحب الحرف كحبه للوطن...
|
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
اقتباس:
|
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
شكراً لك أستاذ محمد الصالح الجزائري على تعريفنا بهذا الشاعر الكبير الراحل عبد المالك بو ذيبة حتى ولو بعد رحيله المبكر والمفاجئ , والذي كان خسارة كبيرة في الساحة الأدبية والثقافية . وليت أننا نلقي الضوء على هذه النخبة الرائعة من شعرائنا وأدبائنا في الساحة العربية ونكرمهم قبل رحيلهم . رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله وأصدقاءه الصبر على رحيله . |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
اقتباس:
|
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
[gdwl]قال في وداعه أصدقاؤه (جريدة النصرـ الصادرة بقسنطينة) 2012/04/09[/gdwl]
http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a2.gif لكأن أحدنا مات سيف الملوك سكتة كطعنةمات مالك فتذكرت أني حي وأنه لم يكن ميتا بعد.. والآن سنضع باقة بلاغاتعلى قبره وأختار من الذكريات أنساها.. وهو ينام في الحانوت، ويأكل الياغورتبالفرشاة والسكين.. وهو يرعى الفراشات والنسيان مع جمال بن عمار على الجسرالأبيض، وفي غرفة حسن مساسط الثلاثية الأبعاد (لا يتفقان على قصيدة) كنانعيش حياتنا الافتراضية قبل الانترنت.. وفي شتاء مقاهي عنابة نحك الكلامببعضه كيما يضئ ونكتشف النار ثانية.. يخلط عصيري بقهوته، وأخلط قهوتهبعصيري، أصفعه ويتحين سهوي ليصفعني ضاحكا.. يا الله لم يكفه الشعر ليحيا.. لم تكفه دموع حسين زبرطعي ولميس كما لم تفلح أبدا في ردع عبد الله شاكري عنالموت.. هل صارت أنوفنا (ياأيها الأعدقاء) زجاجية لا تشم روائح جيفنا تمشي على أرض كانت أمنا..؟ ألم يحتمل قلبه الزورق بلوغ عقله سن الفراشة؟.. يهمسفي أذن القلب.. إلى متى نتبادل أدوار الغياب؟ أرأيته يا سليم في سيرتاوعقله برتقالة حتى أن السكران لا يصدق ما يفعله مالك؟ والآن سنتذكر أن لنادموعا، سنحبه ميتا أكثر مما أحببناه حيا.. سنتذكر شعره.. ونضع عرجون التمرحيث لا يستطيع الوصول إليه "إذا عشت مشتاقا إلى تمرة * فما نفعه العرجون يوضع في فمي" تلك مجالس النميمة، لحم أحلامنا المتساقط.. ومحمد رابحي ميت يرزق والذين شيعنا جنائزهم مازالوا يدبون على أرض تدور على نفسها مالكيا مالك.. هل قررت الموت انتقاما منا؟ ماذا قال ملك الموت لك ليقنعكبالغياب؟ هل أخبرك أن لاعب النرد، والماغوط، والسياب، وبوخالفة، وشاكري،وفاروق سميرة، وبختي، وأمل دنقل، في انتظارك.. هل علي الموت أكثر كي أعرفأخبارك؟ ذلك الكناري الجالس على كرسي موسيقي الآتي من سينية البحتري كان لايتحدث إلا همسا.. لا يقوى على الصراخ ولا يحب الصارخين على المنابر.. مالكيا مالك لا تغب طويلا لا تفعل هذا بنا.. في سينما "الكرامة" لم يكن يكترثلأحداث الفيلم بل لأحداث الكاميرا يراها من خلال المشاهد يترصد حركاتهاوبدهشة بريئة يحدثني عن ذكائها.. كان يحترم حذاءه كان لا ينحني إلا لحذائهبمنديل ورقي يمسح عنه دموع الشوارع.. في بلادي أنا.. في بلاد البلابل.. لاينحني الناس حتى وهم يحصدون السنابل.. لا ينحني شعراء الحداثة حتى وهميحصدون المتاه.. وقبل منتصف الليل بعقربين رأيتك وحيدا عض الحزن قلبكفاتكأت إلى جدار.. لم تستطع الكلام فتحدثت إليك لأساعدك على إخفاء حزنك (فقد كان في داخلي ما يكفنا سنة) ولمالك كبرياء النسور التي كانت جسوره نحورؤاه.. ولمالك أربعة فصول نفسية في اليوم.. دمه الذي لا يعرف لونه أحدتتغير فصيلته حسب إيقاع قصيدته.. بعد أن بلغ سن النبوءة وصار أبا حاول أنيقنعني أنه تغير وحاولت أن أقنعه أني صدقته.. لكنه كان يعلم أني أعلم أنه.. مالك يا مالك هل كنا في التسعينيات في العشرين من عمرنا؟ هل كنا فيالعشرين من عمرنا في التسعينيات من أحلامنا؟ هل تظن يا مالك أني صدقتغيابك؟ هذه لعبة العبها مع غيري.. ألم أقل لك يا لميس أني سألتقيه هذاالمساء.. كان فقر دمك وغنى شعرك منسجمان.. ولم أصدقك يا مالك حتى وأنت "تتسكع في الموت طول الحياة" وتهمس في أذن اللامبالاة "مضى زمني.. وأناراحل راحل.. أرتدي كفني باحثا عنك يا زمنا لا يبيع دمي" آه يا مالك هلكان الموت متنكرا في زي الحياة؟ كلماتك مازالت معلقة في الهواء وأنا أقطفنجوم أفريل كلها لك.. أعصر الليل في كأسي وأشرب نخب غيابنا -فقد كان الليلعطرك المفضل- مالك يا مالك لكأن أحدنا مات.. هل من هنا يذهب الشعراء إلىموتهم؟ هل ها هنا لا تثير خطاك غبارا.. قل لي يا من حول أصابعه إلى ناياتونفخ في النايات الجنيات.. من منا ابتكر الحزن أولا؟ لم تكن تشبه وجه الشبهوكنت تصفق بلا أدب على خدود العالم.. والآن تستيقظ ورود الجنازات لتتجمللك.. فالورود التي تأخرت عن موعد العرس لا تتأخر عن موعد الموت يا صاحبي.. كالآتي.. تصرخ في آخر الربمات.. تدق على القلب وافتح.. لا أحد.. لا أحد.. مر الآتيعدة مرات وأنا لست هنا يا بليغ الصفات.. وعندي من الموت متسع، وعندي بيوتمن الشعر مغلقة، وعندي من العودة العثرات –هكذان أنا- وكنت تحب الحبرالأسود. هل تظن أني صدقت غيابك.. هذه لعبة العبها مع غيري. فتى الفراشات إلى مالك بوديبة في مهب رؤاه الفتى يعصر الغيم في شفة الورد.. وأشار إلى مطر قادم من غمام مضى.. قال: قد جاء في علم نفس الفراشة أختي الفراشة أن لها حدس الذئب ذاكرة الفيل خفة ظل المساء فحين تطير على غابة الأمازون تغير طقس أوروبا وطعم الفواكه في الصين قال: ومن عادة الياسمين إذا هجرته الفراشة أختي الفراشة أكثر من ليلتين يموت وحدث عن غجر تركوا عندما عبروا في الهواء غناء سيثمر في الصيف فاكهة يفتح الغيب والغيب ملك الإله فارس السر.. والسر أخفاه في صدره ملكان وكان بريئا كدودة قز وفي رقة اليرقات على آلة كهرمائية كان يعزف حزن المساء ويخفي اليعاسيب تحت ثياب العراة فالفتى كان حين يعانقه الموت يحيا وتخرج روحه من شجر الكستناء ويسقط قلبه كالمزهرية من طابق سادس في السماء والفتى.. كان يحمل في رأسه ذكريات البلابل أخطأ ليل خطاه مضى في مهب رؤاه الفتى هادئا كالسلام هادئا كالحمام قال لي: قد رموا فوق جسمي ترابا مشيت عليه كثيرا سأفتح شباك قبري أطل عليكم من اللا هنا وهنا يا هناي نحن كنا معا في الحياة وصرنا معا في الغياب تعثر بالناس.. ظل كلامه يخفي رؤوس جبال تفكر كيف النزول إليه إلى قمر شاحب في المياه ها هنا كنت أجمع وجهي من الماء كان مضى في مهب رؤاه الفتى هادئا كالسلام هادئا كالحمام سيف الملوك سكتة http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a3.gif كيف هو الموت يا مالك؟ سهيلة بورزق/ واشنطن هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟ كنت مشدوهة إلى تفاصيل حزنك، كان يبدو لي عميقا تجتمع فيه ألوان الغياب كلّها، كنت أسرق من صمتك أسئلتي لأنثرها على اللغة. كيف هو المـــــــوت يا مالك؟ هل هو حقيقي مثلك؟ قبل أيام قليلة.. راسلتني كنت تسأل عنّي وعن غربتي.. فيالأخير لا تجمعنا الأقدار إلا لتفرقنا..أمور كثيرة تحدث لنا في حياتنا ولانتمكن من حبها كما يليق بها..أيّها الكبير في حزنك وقصائدك وقلقك ومرضك لايمكنني أن أستسيغ خبر غيابك عن الحياة كما لو أنّك انتهيت وانطفأت فجأة.. هذا الشعر الذي يملأ المدينة والأغنيات والأمكنة والأفكار والحزن ومحطاتالقطار ينتصر لك أخيرا إنّه يصعد بك إلى الله ويعيدك إليك في دهشتك وقيامساعتك وخلاصك من الأسئلة.. هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟ كيف هو؟ ما لونه؟ ما مقياس رعشته؟ ما لغته؟ أتحتمي بالموت منّا؟ لا أعاتبك..أنت ترحل بدهشة الكبار في صمت، ولا يمكنني البكاء عليك حتى لا أوقظك من رحمة الله فيك. نتعلممن رحيلك كيف أنّ الحياة في شساعتها مجرد نص يكتبنا بلغات مختلفة لانفهمها ولا نشبهها ولا ننتظر منها أكثر من إجابة.. كيف ترحل وأنا لم أجبعلى آخر رسائلك إليّ بعد؟ مالك..هل مت حقا؟ هل ستدفن حقا؟ هل ستصمت حقا؟ كيفلم أنتبه في آخر رسائلك إليّ أنّك وحيد كيتم تماما كما تكتب قصيدتك فيعزلة تامة؟ كنا نتناقش على الدّوام حول الفكرة واللغة والقصد والمقصودولوعة الحبر والمجاز اللغوي وفتنة المعنى.. هناك ضوء ما يشعّ في مكانككدهشة ..أنا لست مجبرة على تصديق خبر غيابك، لكنّني مجبرة على الحزن والصمتلأجلي ..كم سيضيق بي غيابك. http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a4.gif للموت أن يتباهى هذا الربيع سليم رزقي/ فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات لم نلتق هذا ليس أمر. الأمر أننا لن نلتقي أبدا يا صاحبي لم أره منذ أكثر من عشر سنوات ولن أراه و إلى الأبد... يا للفاجعة كان واحدا من الأصدقاء غير المستعملين و غير القابلين للاستعمال الذين حملت أسماءهم في دمي عندما خرجت من البلاد. عرفته شاعرا على صفحات الجرائد بداية التسعينيات وعندما التقيته قرأت بل و رأيت شعره فيه مالك و شعره كانا الوجه و القفا عكس كثيرين و عندما توطدت صداقتي به اكتشفت أنه ليس من الصنف الذي يكتب بالحبر لقد كان يكتب بدمه عرفته بسيطا و لكنه لم يكن عاديا أي متكررا . هو من الشعراء القلائل الذين يكتبون الشعر و يتركون للآخرين الثرثرة حوله أو الارتزاق من فتاته هكذاعرفت مالك و اعرفه عندما جئت إلى فرنسا بقيت على اتصال به .كنا نتواصل عبرشبكة الفايسبوك .كنتأسأله عن الأصدقاء فكان يجد صعوبة في الرد .كان يقوللي أرجوك لا تسألني سوى عن نفسي .الآن فهمت .كان يريد بالأحرى أن أساله متىسيقول وداعا ... في دردشاتي معه كنت أجده غير راض لم يكن بخير كان ناقما . كان مستاءا كثيرا كنت أسأله عن البلاد فكان يرد بلا أمل لذلك ربما عجل بالرحيل إذنيشاء القدر أن يرحل مالك هكذا وبلا مقدمات . لقد تلقيت خبر موته على صفحاتالفايسبوك هنا في فرنسا لم يكن أحد بجانبي لألطمه أو اصرخ في وجهه احتجاجالم أجد أحدا يشاطرني اللوعة بقيت مسمرا أمام شاشة الحاسوب .لم أصدق إلابعد أن قرأت عمود صديقي بوفنداسة هنا أحسست بالعرق البارد يتصبب مني . ليس هناك أصعب من خبر موت يأتي من بعيد و موت من موت صديقي الجميل مالك اللعنةعلى هذه الغربة وللموت أن يتباهى لفصول أحسدكم يا أصدقائي هناك. علىالأقل انتم ستعزون بعضكم أما أنا في غربتي وهذه صفحة مالك تقول لي كل مساءأنه Hors ligne. http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a5.gif "طوبى لمالك ... طوبى لبقعة الضوء" السلام عليك يا مالك، السلام عليك أقولها لك و أنا أدرك أنك لن ترد عليً هذه المرة ، ولكن لابأس ستكون بخير يا مالك،هل تعرف لماذا؟لأنك لا شك ستجد بقعة الضوءالتي فتشت عنها دوما في الحياة و في الشعر و لم تجدها ، ستجدها وحدك حيث لاأحد، و ستغمرك بضوئها و ستلامسها بحواسك اللامتناهية ، و سترى نبعالشعر و بيته الأزلي هناك، كما سترى كائنات كلها طيبة و محبة لن تحسدكعلىموهبتك التي حسدك عليها أصدقاؤك من الشعراء ،أحبك القليل منهم و لم يحبكأغلبهم . لا تأسف يا مالك ، لا تأسف حتى لا تأسف نحن، وعلام تأسف ؟ إنكلم تترك وراءك ما يجعلك تأسف عليه سوى بعض الدواويين التي ستباع علىالأرصفة و ليس على رفوف المكتبات ، إنك لم تترك وراءك سواء شعراء و كتابأكلهم الحسد و الحقد من بعضهم البعض و مزقتهم الدسائس و المؤامرات . لابأس يا مالك، فلقد قال صديقنا " مرياش" " العظماء هم الموتى"، لا بأس سأطلبك على رقمك كما كنت أفعل دائما... و سأكلمك ... و سأحمل لك أخبارا سارة عن وضعي الصحي كما تمنيت دائما... و سأحدثك عن سهراتنا المجنونة ،سكتة سيف الملوك و جمال بن عمار. لقد بكيناك يا مالك، بكيناك كما لم نبك أحدا، و شهقنا كما لم نفعل من قبل، و حين أفقنا قلنا " طوبى لك يا مالك طوبى لبقعة الضوء" الشاعر : حسين زبرطعي http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a6.gif العائدون من الموت ... مرفوعة إلى الشاعر مالك بوديبة "حيا"... جمال بن عمار ... أيُّها الإحسَاس أأنتَ المدُّ الخاطِرُ المستوقدُ في الأعماقِ المهيمِن على القلب أم أنِّيَ الموجُ المجزور* المنيب إلى البدء أيها الإحساسْ حمَّلتُك، مذْ حمَّلتَنِي الأَنفَاسْ كيفْ ؟ ... ... ... أيُها الآتِي من جبال القندولِ و العنصلْ ، منْ سَاسكْ إلى الرّاسْ* لم تَتعَبْ روحُكَ ، أيْ ، نعمْ لم تَتعبْ وأنت تصعد إلى علياء الشعر /نقطة البعث ، باضبط في قاع اللّغة البوديبية لم تَتعَب روحُك، و منذ قصائِدكَ الأُولى تفتّحتي ميموزة* أين تَبَاهى القولُ بمسرّاتِ الفتح المتبطِن في الذاتْ ،الذات الإنسانية التي هي الوجه ُ الحقيقيّ والملاذ الحيّ الذي يجوهر إختياراتِ الكائنْ لم تَتعب روحُك البتّة في بين الويدان* الجسر الأبيض*... و سيذكرُك أتذكُر كم سهرنا في الحانوت ، وأنت تأكل الياغورت بالسكين ، تضحك ... كلانا ضحكَ من قلبهِ لامن فوق كتفهِ أو من تحت فمِه أتذكر جلستنا في مقهى الجسر، حسين زبرطعي سيف الملوك وأنت تحرِق القصائدْ تقرأ القصائد تلتحِفُ القصائدْ ، لم تنمْ ، إذ تنامُ هي ، __________ لابأس... لم تتعبْ أرواحُكم أيّها العائِدون من الموت / عبد الله بوخالفة /عبد الله شكري / بختي بن عودة فاروق اسميرة ؟ لم تَتعبْ... ذلك لأنّكم تأتون من الموت/ الموت جسرٌ الحياة ُ نقطة فقط ، نقطة عجيبة نقطة تشبهُ الموت تمامًا كهذا الصباح المعلقِ فوق جبال التّردد *.... ---- نقطةٌ أعمق من الفَلسفة وأوسع من الكيمياء أو الرياضات أين يصبح الجسد خلدًا بجسدِ اللّغة، الرّوحُ خالدة بمعنى النص لم تَتعبْ روحُك أبدًا ولم تمُت ، فأنت حيّ بلغتِك/ جسدُك خالدٌ في معناك/روحُك البوديبية حياةٌ في حياةْ لحظة بلحظة ، كفنٌ لكفنْ ، كيف تصِفُ لكَ دمَك* وهي المفجوعةُ بكَ ، مرجُومة بالهذيان والغَليان والخفقَان أيّها الإحساس، أطلِق إحساسَك لا تنَمْ خُدْهُ إلى الحياة فهذا وقت دامُوس دامِجَانَةٌ يحمِلُهاالإنتظارُ الفتيُّ إلى الكشف ، من سيقرَأ رسَائلكَ إذن ؟ على شاطئ الوحدةِ ، غيرعاشقٍ لَبِقٍ مِجوَادْ ياالله...، خدهُ إلى الخلاصِ وخلِّصْهُ منَ الفقدْ ، طهّرهُ برَحْمتكَ ياالله ، يارب العالمين آمين آمين ---------------- هامش: المجزور: ربما أقصد بها المد والجزر من ساسك إلى الرّاس : لغة أمية يُفسر معناها حسب النص البوديبية :نسبة إلى الشاعر الراحل مالك بوديبة تفتحتي ميموزة :جملة من ايات قصائد الشاع بين الويدان : مسقط رأس الشاعر الجسر الأبيض : شارع بمدينة عنابة كهذا الصباح المعلق فوق جبال التردد : مقطع من مادا تستطيع الفراشة أن تحمله صفي لي دمي :عنوان قصيدة للشاعر http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a7.gif يسألني مالك يسألني لماذا أتألم؟ و الجثث اليتيمة أفلت و هي تعزف أشكال سمفونيات العزاء ... " التماسيح و الديناصورات و الفيلة " و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟ تسألني لماذا أتألم؟ لقد صدقوا أنك مت يا مالك ... خبر تداوله الذين لا يدركون "أن الشعراء لا يموتون بل يتظاهرون بالموت"... " من يحذرهم من فساد الظنون و من طعنة في الظلام الشفيف " و تسألني لماذا أتألم يا مالك ؟؟؟ تسألني لماذا أتألم ؟ حين نتناول " ما الذي تستطيع الفراشة أن تحمله" و انت تتلو علينا ما الذي يكتب الشعراء و هم خائفون؟ " كما ينبغي أن تخاف الطيور على ريشها" من رذاذ المساء و هم جائعون ... و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟ تسألني لماذا أتالم ؟ و كتاب الحداثة يبكونك شعرا وحبا و يبكونك فراق و حسرة حسين ، جمال، سيف ، لميس و الميت الذي يرزق ... يبكونك بكاءا يفقد البصر و لهم أن يبكوا شاعرا رحل من غير وداع...و لأنك تستحق هذا البكاء لإنهم يدركون هذه الفراشة لن تحترق ... و هذا الشاعر في رحمة الله و ستبقى عزيزا في قلوبنا و سوف نحكي لأطفالنا عن مالك في ليالي الشتاء و في كل الفصول المسرحي: جمال صمادي http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a9.gif شذرات من نشيد شاعر قاوم الموت ثم انهزم.. بقلم/ يوسف وغليسي فيالبدء كان (مالك) الشاعر، وكانت (بين الويدان) زينة الحياة الدنيا، ثم كانالموت الرهيب، وكان الوداع على حين غرة...فالواداع... الوداع أيها الودوداللدود! وداعا أيها المسافر في القلب ذكرى موجعة لا تبيد أبدا...وداعا يامالك القلب والشعر،، وداعا يا قريبي في الحبر والتاريخ والجغرافيا، وشريكيفي الماضي والمصير، وحبيبي في الآلام والأحلام، وصديق الطفولة الأدبية...هلكنا نحتاج إلى الموت حتى نتصالح؟! ما أسوأنا وما أخبثنا و ما أرخصنا!.... وحده الموت الجبار يقوى على مصالحتنا رغم أنوفنا.... إنا لله ...وإنا للموت... وإنا للحب، وإنا إليه راجعون! اللعنةعلينا جميعا، لعلنا ضاقت صدورنا عن صاحبنا ولم نستطع معه صبرا (تماماكموسى وصاحب الحوت)، أو لعلنا أجمعنا على الخطأ في حق (مالك) حين عاملناهكما نعامل أنفسنا، ولم نقدر سيكولوجية عصابيته العصيبة، أو لم ننتبه إلىاستثنائية مزاجه الشاعري المتقلب، ثمة شعراء استثنائيون (و مالك منهم) يعتقدون أن من حقهم أن يهربوا جنون اللحظة الشعرية من النص إلى الحياة،وأن يعيشوا في حياتنا كما هم في نصوصهم، وسرعان ما يسقط هذا الحق فيشعرونبإحباط اجتماعي فظيع ينتهي باللاتواصل بينهم وبين أفراد المجتمع فيزيدهمذلك إحباطا وانهزاما وانعزالا، وتبدأ فصول المأساة الإجتماعية لأفراد هذهالفصيلة النادرة المهددة دوما بالإنقراض. يا إلهي، كيف لم ننتبه إلى هذهالسلالة الشاعرية العجيبة إلا بعد فوات الأوان ؟!... *** لاأدري لماذا أجد هذا الشبه الفني والتاريخي بين مالك بوذيبة وشاعر عربيعجيب إسمه عبد الحميد الديب (1898 – 1943) ، كانوا يلقبونه (شاعر البؤس)،حيث ثقلت مؤونته على ذوي قرباه، أراد وزير الشؤون الإجتماعية المصري أنيشفق عليه فوهبه وظيفة في مكتب من مكاتب وزارته، وحين دخل الشاعر مكتبهالجديد وجده طللا يرثى لحاله، لا طاولة فيه ولا كرسي، فقال بيته الشهير: « بالأمس كنت مشردا أهليا * واليوم صرت مشردا رسميا « ! وكذلك عاش مالك البؤس والتشرد هاويا ومحترفا ! ... من أراد أن يفهم هذا فليقرأ سيرة ذاك ! *** هوشاعر أنهك الموت أسرته، وقد بدأ أفراد أسرته الكبيرة نسبيا يسقطون كأعجازنخل خاوية، منذ مطلع سنوات التسعين، مات شقيقه (سعد) مريضا، ثم مات شقيقهالأكبر (عمار) مغتالا، وماتت أمه (عمتي الزغدة) بعد مقاومة عسيرة لمرض عصبيمتقطع، ثم مات والده (عمي الصغير)...فأي قلب حديدي يستطيع أن يحتمل نشيجكل هذه الجنازات الفظيعات ؟! ... وبدأ مالك يتحسس الموت يسري في أوصاله،ويقاومه بالكلمات... كان يقول: «كنت مثل صفوف النخيل أقاوم موتي...» وكانفي مستهل قصيدته (لك أحلام، العذارى والقصائد) المرفوعة إلى عبد اللهبوخالفة ذات صيف (1989) يردد مع أحلام مستغانمي: «الشعراء فراشات لاتعمر طويلا..البقاء للتماسيح والفيلة، موتوا شعراء ولا تعيشوا تماسيح !» !،وكذلك كان يحيي الثلاثي المنتحر (عبد الله بوخالفة وصالح زايد و صفية كتو) بقصيدته (مزيدا من الموت شعرا، مزيدا من الإنتحار)!... وقد خشيت عليهأن يفعل ما فعلوا حين كان يزورني آنذاك في غرفتي الجامعية بقسنطينة، ويرددعلى مسمعي بين حين وآخر مقولته اليائسة: (جسور قسنطينة تغري بالإنتحار)! ،كأنه ألبير كامو وقد قال: (مقابر عنابة تمنح شهية للموت)!... ظلّ مالك يقاوم موته و(يؤجلهُ) ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى فتك به الداء اللعين وأرداه ميتا في لحظة لا تقبل التأجيل... *** لاأدري أيضًا، إنْ كنت قد استشرفتُ موت صديقي، وأنا أقرأ كلمة كتبتها فيحفلة تكريمه التي نظمتها مديرية الثقافة بسكيكدة (سنة 2007)، قلت بالحرفالواحد في ختامها: «.. إننا لن ندرك قيمة وجود مالك بوذيبة بيننا إلا بعدرحيله، ولن نقدر حضوره مادام بيننا، فاستمتعوا بجمال هذا الشاعر في حضورهقبل أن تفيقوا ذات يوم ( لاقدر الله!) على خبر افتقاده. تمتعوا إذن بهذاالجمال الشعري البديع، ولا تنسو أن عمر الزهور قصير!»!!! فهل تواطأنا على موتك أيها الحيٌ في قلوبنا؟!... *** تعرفتإلى مالك (الذي يكبرني –تاريخيا – بعامين اثنين، ويبعد عني – جغرافيا – بثلاث كيلومترات): عام 1982، كان زميل الدراسة المتوسطة لأخي الذي سبقهإلى الموت منذ 12سنة، وكنا نلتقي مرارا في حافلات النقل المدرسي (وسيارةعمي يوسف بن شعيبنة ذكره الله بخير) على محور بين الويدان – تمالوس، وثمبدأت تتشكل ملامح صداقتنا الإنسانية والأدبية... كان مشاكسا مشاغبا ،يهوى قراءة الجرائد والمطالعات الحرة، يستثقل الانضباط الدراسي ويعشقالتسيّب المدرسي! ، وكانت له في كل مرة حكاية مع وثيقة صك الغفران!، وورقةالـ (Billet d›entrée) التي نكفر بها خطايا غيابنا، لدى المراقب العام،ودون صعابٌ، ودون ذلك صعابٌ وصعاب، أبسطها إحضار ولي الأمر. وخلالالدراسة الثانوية بدأت عذابات المسالك والممالك العذبة في رحلة الشعر.. إلتقينا مرة أخرى، وجها لوجه، على بوابة قصيدة في صائفة 1987، عامحزننا/ فرحنا الشعري، نشر قصيدته الأولى (أحزان تستوطن قلبي) في جريدة (النصر)، أياما قبل نشري قصيدتي الأولى في جريدة (أضواء)، وبدأ تقاربُ آخربين ضفتي البحر الشعري...بدأ مالك يضع قدما «على مدارج التخييل» بالنصر (في عهد المرحوم مصطفى نطور)، وأخرى على «مسالك الإبداع» بأضواء (في عهدالغائبة الطيبة الذكر نزيهة زاوي درار).. بدايات قوية جعلت السيدة نزيهةتصفه بأنه (مشروع أديب)، وبعد عام (في خريف 1988 تحديدا) أغراني هذا الوصففرحت أستجمع قواي النقدية المحدودة ابتغاء تأكيد أن المشروع قد صار علىوشك التنفيذ، جمعت ما أتيح لي من نصوصه الأولى (دعيني قليلا، شعار في مهبالعواطف، أخاديد في وجه الزمن، القبلة السبعون، برقيات حب... برقياتحزن،...) ثم نسجتُ من حولها دراسة طويلة جعلت السيدة نزيهة تخصص لهاالصفحة الشهرية (المرفأ الشهري) من الجريدة الأسبوعية كاملة، وقد وطأت لهابكلمات تشجيعية كبيرة (لي ولمالك)، ذكرتني بكلمة التشجيع الخالدة التيفعلت فعلها في حياة العقاد حين قال عنه محمد عبده – وقد قرأ كتاباتهالبسيطة الأولى: - ما أجدر هذا أن يكون كاتبا! كانت دراستي البسيطة تلكأول عهد تجربة مالك بما يشبه النقد. كنتُ مزهوا بما فعلت، وكان صوتطفولي في أعماقي يقول: ما أروع أن تكون أول طائر نقدي بهي يحط على هذهالأغصان الشعرية الغضة الطرية! والعاقبة للاحقين الذين تعاقبوا على تلكالأفنان في فترات متقاربة، أذكر من بينهم في ذلك الزمن الأدبي الجميل: عاشور بوكلوة وعلال سنقوقة ومحمد حسونات وناصر يوسف وشارف عامر... بعدهاحاورته ثلاث محاورات مطوّلة: أولاها في «أضواء» (جوان 1990)، والثانية في «النور» (أكتوبر 1991)، والثالثة في «الحياة» (صائفة 1994)، كانت مقدمةالمحاورة الثالثة سبب جفاء طويل بيننا، أدخل علاقتنا في غيبوبة مطولةاستمرت ثلاثة اشهر كاملة أو تزيد، وكنتُ أستحقٌ عقاباً أكبر! *** مالكبوذيبة هو شاعر الطفولة بامتياز شديد... كما أن ديوانه الأول (عطرالبدايات) هو طفولة شاعر، ديوان دبجه قلمُ طفل كبير، يتضوع منه إحساس طفلفقد الأمان في محيطه وموطنه، فراح يلوذ بالكلمات ويحتمي بالقصائد، فكانهذا الاحتفاء بهذه الجزيرة السرابية الساحرة في عمر الإنسان وذاكرتهالزمانية والمكانية، يكفي أن تكون معقل الحلم والصفاء والسذاجة والبراءةوالعفوية والوفاء، كي يعلن أنَ «الشعر رحلة مضمونة الوصول إلى الطفولة»،ووفقا لهذا الاعتقاد البريء كتب (روائعه) الشعرية الأولى: صبابة شاعر،جدارية الحلم الطفولة، تنويعات على حلم طفولي،.... ومنذ البدء، اختارعدم الانحياز إلى شكل شعري دون آخر، انحاز فقط إلى الشعر الصادق الجميلحيثما وُجد وفي أيّ قالب تشكل، كان يسْخر من أولئك الذين يفاضلون بينشعر عمودي وآخر حر، ويقول إن المفاضلة تذكره بمن يميز بين قمح صلب وقمحلين!.. *** وحده (معجم) البابطين للشعراء العرب المعاصرين) ينفرد بإيراد سيرة وجيزة لمالك، مرفقةبقصيدته (قراءة في كف زرقاء اليمامة) و(تفريعات على حلم طفولي). لا (موسوعة الشعر الجزائري) ذكرته، ولا (معجم الشعراء الجزائريين) أوْمأ إليهولا عاشور شرفي في قاموسه البيوغرافي العظيم فكر فيه... قُدر عليه أنيظل نسيا منسيا، أو كأن هؤلاء جميعا وغيرهم قد توحدوا ضدّه، دون اتفاقمسبق بينهم... الكلٌ أجمع على النسيان، يوم صار التذكر مُعممًا حتى على منلا يستحق أن يذكر، أو من على هذه الأرض الشعرية لا يستحق الحياة!.. *** كانمالك كثيرا ما يرى نفسه خروفا أسود في قطيع أبيض! تمامًا كحكاية عباسالأبيض في اليوم الأسود! فهل آن أوان إعادة هذا الخروف الشعري الوديع إلىقطيع الشعرية الجزائرية المعاصرة، لتحديد موقعه منه وتوصيف جمالياتهالفتانة؟!.. الرحمة عليك يا مالك الحزين في قبرك السعيد إن شاء الله... والصبر والسلوان لك يا (أُم أنس)!.... -يوسف وغليسي صباح التاسع نيسان من عام الحزن! http://www.annasronline.com/images/s...0-03-12/a8.gif موت مالك أو التحليق خارج "كونتا مينا" الفساد سلوى لميس مسعي سوف لن أنسى مالك .. وسأظل أحتفظ بموتتي في حلم بقائه .. ستظل عيني على الشمس التي خطفته منا لتعبث به في روحها. كان دوما شبيها لأمه الشمس لذلك سمي أشقر الشعراء. لميستطع أن يصف دمه .. لصفرة كانت ممتدة حتى في هوائه كذلك أراد لونا له منذأول أغنية حب وأول امرأة التقاها ليقول لها "صفي لي دمي" !! سأصف مالكبالتفاصيل التي لم يكن هو نفسه يراها في نفسه ولو كان علم يوما أنه يستحقعمرا أطول ما كان مات سريعا وأوقف أجنحة الفراش عن التحليق «أعاتبك ياصديقي أنا التي لم أودعك حتى .. ولم أمنحك ما يكفي من الحب والدفء كي تبقى .. لذلك أراد قلبك التوقف عن الحياة والرحيل في هضبة الأربعة والأربعين. منذ الإثنين وأنظارنا باتجاه السماء تماما كما تنهيداتنا تماما كما ذاكرتنا التي نستوقفك عندها. لقدغير مالك مساره الى الأبد واختار أن لا يكون معنا في أرض للأسف لم يعدعليها ما يستحق البقاء.. لأنه وببساطة لم يقو على تحمل كذبنا بالخلود !! أينعم والله .. صدق ما فعل قلبه الصغير.. اختار السكوت عن الضوضاء وعنالاجابات التافهة ربما ليثبت أن لغة الطيبين لم يعد يفهمها الأشقياء !! وحتىلا نعوّل على بقائه أكثر وحتى لا ينخرط في لعبة السعادة التي نمارسها «نفاقا.. وغباءً» على أنفسنا وظّل الفتى الأشقر أن لا يحيى بعد اليومأحدا !! لا يحتاج مالك للعزاء بقدر ما يحتاج لالتفاتة جديرة تجعلكتاباته التي خلفها تحت الضوء يحتاج منحه –على الأقل- تأشيرة البقاء بينناوأدعو فعليا كل المقصرين في حقه الى الاشتغال على كتاباته بشكل جدي وموسعتضامنا مع أنفاس مشروعه الشعري الذي اختنق باكرا. الطفل الذي التحق بركب الكتابة بحذاء الشعرية الجديدة كانمالك عضوا بنادي الإبداع الأدبي والفني بعنابة إنخرط في تسعينيات القرنالمنصرم في أجواء الكتابة الحديثة مع كوكبة من كتاب عنابة وولايات الشرق،ومر عليها وهو لا يزال طالبا بجامعة التكوين المتواصل شارك في العديد منالملتقيات الأدبية وإستطاع وفي فترة وجيزة التحليق بعيدا في فضاءات النصالشعري الجديد ومنذ قصائده الأولى نهاية الثمانينيات عانق مالك الحرف بكلما يحمل من صدق وعمق لم يقص حتى وهو يجدد في لغته وأفكاره الأجيال التيسبقته.. بل إعتبر نفسه تلميذا في مدرسة الحداثة، محاولا التأسيس لمشروعشعري مختلف، ربما لم يأخذ حقه، ربما غافلنا ورحل، ربما إختارته الموتإيمانا منها بطبيته وصدقه هو الذي كان ملاكا مشرقا بإستمرار لم يسمع لصوتهأفأفة حتى عندما تنكر له الأقربون من اصدقائه ومعارفه ظل في الهامش ينحت منقلبه كي يفرحنا ولم تذله الحاجة فيعطي بظهره للفرح تمسك مالك بالحياة غيرأن قلبه الصغير أبى إلا أن يقول كلمته الأخيرة للحياة: «Stop أيها الهواءالملوث !!dégage؟». |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
رحم الله الشاعر عبد المالك بوذيبة
قرأت بعضاً من أشعاره وأدركت رغم قراءتي السريعة أنه صاحب بصمة وفلسفة إبداعية خاصة شكراً لك أستاذي الصالح على هذا الملف الذي حتماً سأعود إليه إن شاء الله فقد اكتنفني فضول شديد لمعرفة المزيد عن هذا الشاعر الرائع رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
ألف ألف شكر على المرور وعلى التوقيع!!! مودتي...
|
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
من عجائب الدنيا أن يعرفنا الموت بمن كان يجب على الحياة أن تعرفنا بهم
إنا لله وإنا إليه راجعون وتبقى الكلمة حية لا تموت ربما كانت عظة لنا لنلتقي بها بعد أن فقدنا الالتقاء بقائلها للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول البقاء |
رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..
اقتباس:
|
الساعة الآن 31 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية