![]() |
ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:7px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
ستة أشهر مضت ستة أشهر بلياليها ونهاراتها على درب الرحيل الموجع زمهرير وقصف وبرق ورعود ومرفأ الأمل الفلسطيني على جناح غمامة في الأفق ونوم طويل... ستة أشهر وظلام الهجر مخيم والظلال تملأ الأعماق والغيوم تملأ الطريق وعلى أشواك الفقد تمضي بنا الأيام قالوا ذهب من بعيد.. ذهب ولن يعود! ستة أشهر والحديث كابوس طويل وطلعت ما زال يقرض الشعر ويصيغ الحروف نجوما في سماء فسيحة صافية صوته المموسق الذي خلق ليقرض الشعر وحرفه المذهل وإبداعه الآسر وإنسانيته النبيلة وقيمه الناصعة وعروبته وعشقه لفلسطينه لم يزل ماثلا وسيبقى في مثل هذا اليوم منذ ستة أشهر توقف نبض القلب الكبير الذي كان يتسع لكل الناس وغاب الصوت في مثل هذا اليوم منذ ستة أشهر انتصب جدار مغيباً الجسد وانطلقت الروح إلى أنوار الخلود وبقي الابداع لنا ننهل منه في مثل هذا اليوم منذ ستة أشهر انطلق طائر الفينيق من الرماد محلقاً في سماء الخلود وفوق ربى حيفا ويافا والقدس وفوق قمم الكرمل... كثير من الناس يموتون كما ولدوا دون أن يتركوا بصمة في هذه الحياة وبعض البشر يحولون الدنيا إلى جحيم! وقلة فقط هؤلاء ماسات الإنسانية الذين يجاهدون في ما حباهم الله ليتركوا شموسا تشرق على دروب الانسانية وأقمارا تنشر الضياء في أشد الليالي حلكة أينما ساروا ينثرون الياسمين وحين يحلقوا عالياً إلى أنوار الخلود يتركون للإنسانية زاداً من الابداع كل الناس يموتون لكن قلة منهم فقط يستطيعون أن يكونوا طائر الفينيق الذي ينبعث من الرماد حياً في كل حرف تركوه لنا طلعت سقيرق طائر الفينيق الباقي فينا المحلق في فضاء أرواحنا وفضاءات الابداع بعد ستة أشهر نتوقف في ندوة مع محطات من أعماله الأدبية والشعرية ومع إنسانيته طلعت سقيرق الأديب الموسوعي ورحلة الابداع [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:7px double white;"][cell="filter:;"][align=justify]
· احتلت القضية الفلسطينية في إبداعاته المرتبة الأولى وأخذت مدينة القدس عند الشاعر طلعت سقيرق مكانة كبيرة في قصصه القصيرة و القصيرة جدا وأغنياته الشعبية كذلك في شعره ونلاحظ عمق وأبعاد تعامله مع القدس كمدينة صارت ترمز إلى الكثير من الأبعاد كونها عاصمة الأديان السماوية بامتياز ، وكونها محط أفئدة العرب والمسلمين والمسيحيين في كل أنحاء العالم .. وتلاحم القدس مع كل المدن الفلسطينية العربية دون فاصل (3) في شعر الشاعر طلعت سقيرق نرى صورة العاشق الذي يحنّ إلى فلسطين وتبرز من خلال ثنايا هذا العشق حكاية أو ألوان التماهي مع مدينة القدس كمدينة لها مكانتها في الذات الشاعرة التي ترسم بحنينها لوحات عشق تعيدنا دائما إلى تمثل المدينة / الحبيبة .. استحضار الشاعر طلعت سقيرق لمدينة القدس في شعره يمثل صورة غير نمطية أو مطروقة فهو يتحدث عنها بلغة العاشق المحب الموله وهي لغة تجعله يمتاز بحرارة وصدق التجربة ، كما أنّ شعره الموسوم بالسطر المدور يعطي هوية جديدة للقصيدة في تعاملها مع هذه المدينة الحبيبة القدس دخل فيه مجال التجديد فنيا وموضوعيا .. فالشاعر لم يتناول القدس واضعا أيّ مسافة حتى وإن شعرية ، جاء ذلك أولا من خلال قصيدة السطر الواحد ، أو السطر المدور ..(4) · القصيدة المدورة تقنية فنية امتاز بها الشاعر طلعت سقيرق حين جعل القصيدة بكاملها سطرا واحدا تتدحرج فيه التفعيلة دون توقف مما يعني أنّ العاطفة تكون على الأغلب في حالة غليان بعض الشعراء استعملوا مقاطع من السطر المدور خلال كتابة قصائدهم ، وهذا قليل .. من جهته ومنذ أعوام أخذ في كسر القاعدة ، خاصة حين رأى كما كان يقول قصيدة التفعيلة تدخل حالة النمط الشكلي دون الخروج عن ذلك.. فأراد أن يجرب .. وبدأ البحث عن صورة أو شكل غير نمطي .. فكتب قصيدة السطر الواحد أو القصيدة المدورة ليرسخ مفهوماً مغايراً للسائد .. مأزق الشاعر في مثل هذه القصيدة يتمثل في إيقاف عمل أخذ النفس.. هنا لا يجوز أن يتوقف .. هذا يعني أنّ على الشاعر أن يكون في حالة صدق مع انفتاح مطلق على أحاسيسه ومشاعره .. ويعتبر أنّ دراسة نفسية الشاعر وعواطفه تنجح هنا بشكل تام .. صدر للشاعر طلعت سقيرق في العام 1999 " القصيدة الصوفية" و هي ديوان يضم قصيدة واحدة بهذا العنوان ويعتمد السطر المدور أو التفعيلة التي لا فواصل بينها ثم صدر له ديوان " خذي دحرجات الغيوم " عن وزارة الثقافة في سورية عام 2002 الذي اعتمد القصيدة المدورة أو قصيدة السطر الواحد أيضاً وفي عام 2008 أصدر " قيثارة الوجد" ضمن ديوان " نقوش على جدران العمر " وهي قصيدة مطولة من شعر السطر الواحد أو المدور في القصيدة الصوفية تحديداً قيل أنه تفرد ولم يعد أحد يستطيع أن يأتي بمثلها حتى كاتبها .. وهناك من وجد أن القصيدة الصوفية هي قصيدة القرن العشرين · ديوان (( ومضات )) صدر على مراحل في بطاقات متفرقة تحمل كلّ بطاقة قصيدة ولوحة فنية .. أطلق على هذا الديوان صفة الديوان المفتوح زمنياً .. وقيل إنه الديوان الأول في العالم الذي جاء على هذا الشكل (5) · تميز بأنه لا يتوقف عن الابتداع والتجريب .. النمط الجاهز كان يخيفه ويزرع الملل في نفسه ويرى أنالشاعر مجرب ويجب أن يبقى مجربا .. وكان حقيقة يعد بأنه سيكتب الجديد قريباً! · طلعت سقيرق يملك ناصية اللغة في شعره والشفافية إلى حد التصوف حتى في شعره الوطني، فلسطين هي الحبيبة المعشوقة التي يتغنى بها روحاً وكياناً لشعر الحب عند طلعت سقيرق تحليق لا يحد في سماء الإبداع وفضيلة الروح و الارتقاء التي تزخر بها صوره الشعرية و الأدبية، شفافية لا تقل أبداً عن مستوى المذهب الرومانسي العالمي و لكن ببصمةٍ و خلفية عربية واضحة استطاعت أن تجمع النفس و الروح في بوتقةٍ واحدة · الملهمة في شعر طلعت سقيرق تتصف بالسمو فلا هي ملاك كما في المدرسة الأدبية الغربية ومن انتمى لها من الشعراء العرب ولا هي جسد على طاولة التشريح كما يتغزل كثير من الشعراء العرب (عينين وشعر وشفتين إلخ.. ) كانت ملهمة الشاعر طلعت سقيرق إنسانة متكاملة يحترمها ويحترم عقلها وأميرة نبيلة متوجة إنسانياً والآن نأتي للأسئلة الافتراضية الموجهة للسادة الأدباء وليس بالضرورة أن يتم تناول كل ما جاء من أسئلة في كل كلمة من كلمات السادة كيف تبدو لك صورة الملهمة في شعره؟ كيف تقيم تجربته الشعرية والفنية؟ كيف ترى الخطاب الشعري عند الشاعر طلعت سقيرق وما مميزات هذا الخطاب؟؟ ما تصورك نحو التجديد فى شعر طلعت سقيرق؟ هل نعتبر الشاعر طلعت سقيرق من الشعراء المجددين فى بنية القصية العربية؟ ما رؤيتكم حول توظيف اللغة في شعره؟ صورة القضية الفلسطينية في شعره وأدب المقاومة كيف تبدو؟ للشاعر طلعت سقيرق تجارب مدهشة فى القصيدة الومضة والقصيدة المدورة فما رأيكم فى تأسيسه لهذا التجديد؟ القصيدة الصوفية ملمح مغاير في شعر طلعت فما رؤيتكم لهذا الملمح؟ كيف ترون الأطر الموسيقية وعلاقتها بالخطاب الشعري عند الشاعر طلعت سقيرق؟ كيف ترى توظيف القضية فى فن القص عند طلعت سقيرق؟ كيف تقيم تجربته الشعرية والأدبية الغنية؟ ما انعكاس غياب طلعت سقيرق على المشهد الثقافي الفلسطيني ومدى الخسارة؟ برأيك من يتابع سيرة حياة هذا الشاعر وإبداعاته هل يدرك أنه أمام شاعر وأديب موسوعي كبير شامل وصاحب تجارب هامة وابتكارات غنية ويتميز كثيراً عن بعض الأسماء اللامعة المدعومة سياسياً ومادياً؟؟ لماذا برأيك لم يأخذ الشاعر طلعت سقيرق حقه فلسطينيا؟ هل تشعر بالعتب على السياسيين الفلسطينيين في التقصير تجاهه وهل مرد هذا أنه لم ينتسب لأي حزب أو فصيل؟؟ برأيك ما سبب تقصير المؤسسات الثقافية الفلسطينية تجاه القامات الأدبية والشعرية في الشتات بشكل خاص؟ كصديق للشاعر الإنسان طلعت سقيرق ماذا يمكنك أن تحكي لنا عنه؟ وأو ما هي كلمتك الختامية لهذه الندوة حول الشاعر طلعت سقيرق؟ **** 1-الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني واحد من ثلاثة كتب كتبها عن شعر الوطن المحتل .. صدر الكتاب عن اتحاد الكتاب العرب في العام 1993 وقدم فيه الجديد عن شعراء أتوا بعد الجيل الأول في شعر المقاومة ، أي تابع ما قدمه شهيدنا غسان كنفاني الذي قدم الجيل الأول .. الكتاب اخذ منه وقتا طويلا لأنه كان يذهب لمؤسسة الأرض وينقل القصائد من صحف الوطن المحتل .. قدم ما يزيد عن أربعين شاعرا لم يقدمهم الشهيد غسان كنفاني .. الكتاب طبع عدة مرات ومنها في الوطن المحتل .. والجميل أن أكثر من كتب عنهم صاروا أصدقاء تعرف عليهم فيما بعد أثناء زياراتهم لدمشق .. 2-أظنه قدم الموسوعة لوزارة الثقافة في سورية لتقوم هي بطباعتها .. لم يكن يدرك حجم هذا العمل خاصة بعد أن بدأت ترده تراجم كثيرة من جميع مدن فلسطين.. أراد فيها أن يضع كل أسماء الكتاب دون أي تجاوز 3-من قصائد ديوانه هذا الفلسطيني فاشهد قصيدة: " وكان الزعتر البلديّ في لغتي " يقول: "لنا حيفا .. لنا يافا .. لنا القدس …." وفي "جذور الحب ضاربة " يقول: " لنا كلّ الترابِ ….. لنا .. لنا كلّ الديار .. لنا .. وما بينَ الهوى والشوقِ أمنيتي وفي الجسدينِ أسلاك محطمةٌ ورايات .. مرفرفة ٌ.. وتنبت من عيون العشقِ أغنية ٌ. لأطفالٍ .. عيونِ القدس طلعتهمْ " وعندما يكتب عن الشاعر أبي سلمى في قصيدة " سلمى قفي فالشمس واقفة " 4 - نقرأ في قصيدة " قامة الشجر الجميل " قوله: " هاجرتُ من دمعي قليلاً كي أفيضَ على الدروبِ صلاة َ عشق ٍ وانتباه َ مسافرٍ حتى الضلوع ِ لشهقة ِ الأقصى وما حمل َ الصغارُ الصبيةُ الروحُ الصباحُ منَ الحجارةِ وارتعاش ِ زمانهمْ نوراً وريحاناً وحباً دافئاً هي صورةُ القدسِ ارتميتُ على الرصيفِ ورحتُ أشربُ من خطاهمْ لحظة َ الولع ِ الجميلِ وأنتشي بوقوفهمْ " وهي القصيدة التي تختتم بقوله:" لا شيء يرجع قامة الشجر الجميل سوى الصباح يكون في كل البلاد ويرحل الغرباء عن أيامنا وتزغرد ُ القدس الحبيبة تنتشي بنشيدها ... " .. ونلحظ دون عناء كيف تعامل الشاعر مع القدس بحميمية شديدة وولع يلغي أي مسافة .. وهو ما توفر في قصيدة أخرى من هذه النوعية / السطر الواحد وقصائد كل هذا الديوان تنتهج نهج السطر الواحد / هي قصيدة " يا قدسنا يا قلبنا " ( 5) حيث يقول :"كفان من نور ونار فاشرب الآن الزمان قصيدة غراء تغتسل الشوارع بالظلال ورقصة الوعد الجميل وآيتين تناول الولد السماء وماتبقى من فضاء وانحنى كي يجمع الحناء من قدس العطاء وقدسه شفتاه من حبق وموسيقى ونار واندلاع وارتفاع يرتوي من ماء فضتها الحياة ويمتطي كل الدروب إلى يديه وعشقها كم أشعل الأقصى حدود العمر أغنية وراح يذوب في شفق التوحد خصلة من ألف موال قديم ساحر "وأيضا " ولي في القدس يا قدس الوقوف تدفق الشجر الجميل قصيدة لا تحملي إلا دمي والقلب والشريان والوطن الجميل وصرختي " ... 5- الديوان المفتوح زمنيا كان عبارة عن بطاقات رسم لوحاتها الفنان التشكيلي الأستاذ فتحي صالح وتحمل قصيدة للشاعر طلعت سقيرق في كل بطاقة .. أي أنه ديون لا يجمعه كتاب بل هو مجرد بطاقات متفرقة صدرت في الأعوام 1996 وبشكل متتابع حتى العام 2000 أي أنه أصدر ما يقرب من 90 بطاقة حيث كان أصدر كل سنة 18 بطاقة [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
من الجميل ان تطرح هذه الندوة بهذه المعايير النقدية التى ترمى الى كشف جوانب الابداع عند الشاعر طلعت سقيرق وعلاقة هذا الابداع بالذات والواقع والانسانية حيث ياتى الخطاب الشعرى عنده مفتوحا على فضاءات كثيرة تلامس ذات الشاعر وتكشف عن رؤيته الفنية والموضوعية لامتدادات الواقع والملاحظ بشكل لافت فى شعر الشاعر طلعت سقيرق ان خطابه الشعرى يحمل معجما خاصا بالشاعر هذا المعجم غير متكرر وغير متشابه ويسعى دوما للتجديد وفق وعى شعرى ومخزون ثقافى وحس خاص بالوطن والانسان حتى ان ذات الشاعر تمثل مرصدا يسلط عدساته على كل الواقع وينقل هذا الواقع ليس نقلا برتروهيا وانما يعيد تشكيله على بياض الصفحة فى تشابك فنى جميل
كم تكشف القصيدة الصوفية عنده عن جانب عرفانى جميل يشير الى نقاء الذات وحلمه بشفافية العالم من حوله وتختزل القصيدة الومضة عنده مفردات العالم كما تختزل اللغة وتحولها الى طاقات ابداعية متفجرة على متن النص حتى ان الومضة الواحدة تشبه الطلقة فى كل دلالاتها المختلفة والقصة عند طلعت تحمل بعدا انسانيا وقوميا ورؤى تعيد تشكيل البعد السياسى وفق منهج جمالى رائع كما الدم يحتل جانبا من مخيلة الوجدان الشعرى والادبى بشكل عاك عند الشاعر والدم عنهد دم ايجيابى يسيل ليخلق روحا قادرة على التعبئة واجتلاب النصر هذه مالمح عامة اضعها هنا ولى مداخلات اخرى فى هذه الندوة الجميلة التى جاءت بوعى السيدة الفضلى هدى الخطيب هذا الوعى البادى من طرح الاسئلة العميقة التى طحتها هنا وكل سؤال يحتاج الى ندوة خاصة لكنه وعى المثقف الاديب الذى يمتلك حسا خاصا ووعيا مفتوحا على الماضى ومستشرفا المستقبل وهذا ما تتمتع به هدى الخطيب الادبيبة والمفكرة الجميلة والمخلصة الوفية |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
لا شك بأن حضور الوطن كان غالبًا في كافّة أعمال الشاعر والأديب طلعت سقيرق الذي لم يهادن يومًا في عروبة فلسطين وقدرتها على البقاء في وعينا المشوّه بحكم الغربة ومحاولات تزوير التاريخ.
الكبير طلعت سبق زمنه بمراحل عديدة، وترك للأجيال المقبلة مادّة زخمة، ستكون نواة لدراسات وأطروحات ثرية لنيل الماجستير والدكتوراة في العلوم الإنسانية والأدبية، وفي مساق حبّ الوطن والتشبث به رغمًا عن الغياب. طلعت غنّى لحيفا وليافا وللقدس ولم يترك ذكرى الوطن تمرّ في أيّة مناسبة دون أن يحضر هذا الوطن كاملاً بين أيدينا، لنشهد معاناته المتواصلة عبر الكلمة والقافية وهي الأقوى دائمًا. كلّما مرّ الزمن ازداد حضور الشاعر طلعت بيننا ولن تكفي ندوة أو محاضرة أو دراسة لتناول التراث الكبير الذي تركه لنا الأديب والشاعر طلعت. لكن كيلا ننسى، كيلا ننسى! طلعت - أنت حاضر بيننا في كلّ المناسبات، هكذا شاءت قصائدك ونزف قلمك. |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
المشاركة في الندوة الأدبية النقدية عن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيله. كيف تبدو لك صورة الملهمة في شعره؟ الملهمة في شعر العملاق الفلسطيني الراحل طلعت محمود سقيرق لن تكون إلا تلك الأنثى الفاتنة بكل حضورها ، بكل تفاصيلها الواقعية والخيالية ، فهي الحبيبة تارة والأم تارة أخرى والقضية الفلسطينية الكبرى ، والوطن الفلسطيني أيضا بكل حيثياته وتضاريسه ، أين تمتزج هذه الصور الملهمة التي يستشفها القارئ الواعي في سياقه الشعري بوجه عام ، أين يتماهى الوطنُ والأمَّ والحبيبةَ والقضيةَ ، أين تصير هذه الصور الملهمة روحا واحدة في أجساد مختلفة ((( الجسد الحبيبةُ ، الجسدُ الوطنُ ، الجسدُ الأمُّ ، الجسدُ القضيةُ ))) كيف تقيم تجربته الشعرية والفنية؟ إن التجربة الفنية لدى الشاعر المرحوم طلعت محمود سقيرق ، لايمكن أن نحكم عليها إلا بالثراء والتنوع والاختلاف على مستوى ممارسته الإبداعية الثرية ، من الشعر إلى الرواية والحكاية إلى القصة القصيرة والقصيرة جدا إلى أعماله النقدية والصحفية ، فالفقيد شاعر "فصيح عامي" ، قاص صحفي ناقد استطاع بعبقريته الخاصة أن يصقل هذه التجربة التي أراها تقارب وتعكس المبدع الموسوعي في أروع وأسمى تجلياته الإبداعية والإنسانية التي أضفى عليها من حسه الجمالي لتدخل دائرة الخلود الإبداعي ، فهي ذاتية إنسانية كونية ، وفي رأيي الخاص هو شاعر من طبقة درويش وسميح القاسم ، ويتميز شعره عنهما وعن بقية الشعراء بظاهرة التدوير الكلي التي ابتدعها لتكون ظاهرة سقيرقية بلا منازع من خلال نماذج شعرية كثيرة أبدعُهَا قصيدتهُ الصوفيةُ المدورةُ من بدايتها أي ((( من آخر سطرها الأول إلى سطرها الأخير ))) ، وفي الحقيقية أن تقييم الظاهرة الشعرية والفنية لشاعرنا الراحل لايمكن أن نورده في هذه العجالة ، لأن كل ممارسة فنية من ممارساته المختلفة ، من الشعر إلى السرد بمختلف أشكاله تحتاج إلى عمل أكاديمي جاد لمحاولة رصد الظاهرة السقيرقية ودراستها ومن ثم تقييمها بحياد وموضوعية لإثراء مشهدنا الثقافي الراكد المأزوم . كيف ترى الخطاب الشعري عند الشاعر طلعت سقيرق وما مميزات هذا الخطاب؟؟ الخطاب الشعري لدى المرحوم طلعت محمود سقيرق موجه للإنسان في مطلقه ، للخاص والعام للنخبوي والشعبي ، ذلك الذي يتسم بالمرونة والاستمرارية والسيولة والتفاعل والنشاط والحركة ، بعيدا عن التخشب والتسلط والقهر والتعسف والسياسة ، والإيديولوجيا المخادعة المزيفة للوعي بالواقع والممكن ، أي أنه ذلك الخطاب المتملص من إسار الزمان والمكان لينطلق إلى عوالم أثيرية تجسد الظاهرة الخلاصية التي يبثها الخطاب الشعري السقيرقي ، أين يصنع هذا الأخير فضاءه الزماني والمكاني ، أين تطغى نبرته الصوفية المحلقة المتأملة ليكون الخطاب الشعري ذلك المحور الذي يدور حوله الكون. ما تصورك نحو التجديد فى شعر طلعت سقيرق؟ ما من شك أن شاعرنا الراحل طلعت محمود سقيرق من التيار الشعري التجديدي الفلسطيني بوجه خاص ، والعربي بوجه عام ، والظاهرة التجديدية في شعره يمكن أن نحصرها في ملمحين ، أين يتضمن الأول القصيدة الوامضة ، أو الومضة وهي عبارة عن نص شعري قصير جدا يعتمد الاختزال والتكثيف والتركيز الصوري ، يمكن أن نقارنه بالقصة القصيرة جدا كملمح سردي نثري ، أما الملمح الثاني فيتمثل في ظاهرة التدوير الكلي في النص الشعري التفعيلي ، وهذه الأخيرة سابقة إبداعية تجديدية تحسب له مقترنة باسمه لأنها إبداع سقيرقي محض ومثاله الحي قصيدته الصوفية. هل نعتبر الشاعر طلعت سقيرق من الشعراء المجددين فى بنية القصيدة العربية؟ أجل فهذه حقيقة لا ينكرها إلا متكبر جاهل ، فشاعرنا المرحوم طلعت محمود سقيرق يمكن اعتباره إلى حد بعيد من المجددين على مستوى البنية النصية للقصيدة العربية الفصيحة ، أين تبرز هذه الأخيرة كمنظومة لغوية اتصالية جديدة شحنها الشاعر بطاقته الروحية، ليخلص مفرداتها من الكينونة القاموسية ، لتصبح المفردة الشعورية السقيرقية الجديدة كائنا حيا يمتد في الفضاء النصي ، فظاهرة التدوير الكلي على مستوى النص الشعري السقيرقي يعكس التجديد البنيوي في القصيدة العربية بوجه عام ، وأيضا ظاهرة النص الومضة ، فهذان المولودان الإبداعيان الجديدان حدثان سقيرقيا الملامح مضافان إلى ظاهرتنا التجديدية الشعرية ، وبالتالي تم إثراء مشهدنا الثقافي في عمومه بهذين الفعلين التجديدين الرائدين. ما رؤيتكم حول توظيف اللغة في شعره؟ إن توظيف اللغة في شعره يعكس مكنته في اختيار المفردة الحية الشعورية ولهذا بذور إجابة في السؤال السابق ، فاللغة السقيرقية ملمح تجديدي بلاشك يعكس ملكته ومكنته العالية في تحرير المفردة الشعرية من إسار القاموسية الفجة ، لتحتل مكانها كلبنة ضمن جدار شعري مرصوص يشد بعضه بعضا ، فاللغة الشعرية الموظفة في النص السقيرقي لايمكن إلا أن نحكم عليها بأنها لغة شاعرية محلقة تصنع فضاءها الصوري الاتصالي المدهش في الفضاء الزمان كما في الفضاء المكان ، تلك اللغة التي تمتلك زمنها النفسي الخاص ، تلك اللغة المفعمة بالحياة والسيولة والاستمرارية والاختراق ، أين حاول شاعرنا من خلالها خلخلة البناء النصي القديم ، وإثرائه بهذه اللغة الجديدة المحملة بالمعاني الجديدة ذات الدلالة أيضا. صورة القضية الفلسطينية في شعره وفي أدب المقاومة كيف تبدو؟ إن صورة القضية الفلسطينية في التجربة الشعرية السقيرقية وفي أدب المقاومة الذي أنتجه على مدار حياته الأدبية الإبداعية بوجه عام ذات حضور جلي ، أين تحتل محورا ارتكازيا أساسا مفصلا في هذه التجربة التي أعتبرها رائدة بامتياز ، تلك الصورة الحية المتدفقة التي ترفد هذه التجربة بجداول تغذي نهر المعاناة الفلسطينية لكي لاينضب ويبقى دافقا تنمو على ضفتيه الحياة والأمل ، تلك الصورة الثائرة المتوهجة ، أين تكون الثورة حقيقة لا خيالا ، تلك الثورة المحملة بالبعدين النضالي والإنساني على مستوى هذه التجربة التي لم يردها شاعرنا عبثا إيديولوجيا مخادعا ، أو سرابا سياسيا مضللا منفرا ، تلك الثورة الوحدوية الحلم المحتذاة التي يجب أن تكون ليتحقق الانعتاق الفلسطيني. للشاعر طلعت سقيرق تجارب مدهشة فى القصيدة الومضة والقصيدة المدورة فما رأيكم فى تأسيسه لهذا التجديد؟ ما من شك أن هذين الملمحين التجديدين البارزين في التجربة السقيرقية هما امتداد تراكمي صحي في ممارستنا الشعرية العربية ، ويشكلان إثراءً حقيقيا لمشهدنا الشعري في عمومه ، وهذان الملمحان يحتاجان إلى دراسات أكاديمية متنوعة جادة ، ليزاح عنهما الغبار من أجل تفعيل مشهدنا الثقافي المأزوم ، وضخ الحياة في شرايينه من جديد عسى ينتعش ليغادر سرير الرداءة الفجة في أمة إقرأ التي يجب أن تكون قارئة ريادية قائدة. القصيدة الصوفية ملمح مغاير في شعر طلعت فما رؤيتكم لهذا الملمح؟ تعتبر القصيدة الصوفية ملمحا شعريا مفارقا مغايرا يبصم مشهدنا الشعري ، فهذه القصيدة الرائعة أعادت تشكيل الموروث الصوفي وبعثته في حلة جديدة تتلاءم وسياق العصر الذي نعيشه بتغييراته السريعة المتلاحقة ، أين استطاع شاعرنا أن يهضم هذه التجربة في عمومها على غرار ((( تجربة ابن الفارض وابن عربي وغيرهم من أساطين الصوفية ))) ليتمثلها هادما إياها ليعيد بناءها من جديد ببصمة سقيرقية دافئة مبدعة أين تضفي عليها تقنية التدوير الكلي بنائية جمالية أسلوبية دلالية وإيقاعية صوتية محلقة لتطل على عين يقين الشعر. كيف ترون الأطر الموسيقية وعلاقتها بالخطاب الشعري عند الشاعر طلعت سقيرق؟ ما من شك أن الأطر الموسيقية في الظاهرة الشعرية السقيرقية تشكل منظومات صوتية إيقاعية يسمها التنوع والاختلاف والتباين ، من خلال البحور الشعرية المتباينة المختلفة المتنوعة التي صاغ الشاعر فيها بوحه وسكب فيها معاناته ، فهذه المنظومات الإيقاعية المختلفة تعكس أن لكل خطاب منظومة إيقاعية ملائمة ، والعلاقة بين الإطار الإيقاعي والخطاب الشعري علاقة تكاملية فالإيقاع يثري الخطاب ويكمله ، والخطاب أيضا يثري الإيقاع ويكمله أيضا. كيف ترى توظيف القضية فى فن القص عند طلعت سقيرق؟ أراه توظيفا موفقا إلى أبعد حد كما في نصوصه الشعرية، أين تتحول القضية كمعادل موضوعي محور في هذا الأخير. كيف تقيم تجربته الشعرية والأدبية الغنية؟ ما من شك أن تجربته الشعرية والأدبية رائدة متفردة ناجحة على مستويي التجربة والممارسة الإبداعيين ، ولن أستطيع أن أقيمها في هذه العجالة ، لأن هذا الفعل التقييمي يتطلب فحصا أكاديميا علميا دقيقا غير منحاز لأكثر من تخصص ، حتى نتمكن من رصد هذه الظاهرة الإبداعية المتميزة التي تحتاج إلى ملتقى تخصصات مختلفة ، تعمل جنبا إلى جنب بموضوعية ودقة لتجلية هذه الظاهرة المتنوعة ، وإعطائها حقها المنصف من الدرس المتأمل الفاحص. ما انعكاس غياب طلعت سقيرق على المشهد الثقافي الفلسطيني ومدى الخسارة؟ مما لاريب فيه أن فقد شاعرنا طلعت محمود سقيرق يشكل خسارة فادحة لمشهدنا الثقافي الفلسطيني ، كما المشهدين العربي والإنساني ، فبانطواء هذه الصفحة المشرقة ، وبسقوط هذه الزهرة المتفتحة ، لا يسعني إلا أن أقدم العزاء للثقافة سائلا أن يعظم الله أجرها وأجرنا وصبرها وصبرنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. برأيك من يتابع سيرة حياة هذا الشاعر وإبداعاته هل يدرك أنه أمام شاعر وأديب موسوعي كبير شامل وصاحب تجارب هامة وابتكارات غنية ويتميز كثيراً عن بعض الأسماء اللامعة المدعومة سياسياً ومادياً؟؟ حقيقة هو ذاك فشاعرنا أديب فذ يمكن أن نخلع عليه بامتياز صفة الموسوعي دون مجاملة مداهنة مزيفة للوعي والواقع ، لأنه لم يعرض ذاته العزيزة في سوق النخاسة والنجاسة السياسية ، ولم يبع نفسه وإبداعه ومبادئه كما المأجورين ، والوصوليين الانتهازيين متسلقي أكتاف الآخرين ، فحظه من الإبداع وفير ومتميز ، لم يتح بصراحة لأكبر شعراء فلسطين وشعراء العالم العربي ((( ذلك الكبر المدعوم جراء ثقافة الدهن والتلميع التي أمست علامة جيدة لجودة الرداءة والترويج لها من خلال سلطة السياسة والمادة ))). لماذا برأيك لم يأخذ الشاعر طلعت سقيرق حقه فلسطينيا؟هل تشعر بالعتب على السياسيين الفلسطينيين في التقصير تجاهه وهل مرد هذا أنه لم ينتسب لأي حزب أو فصيل؟؟ نعم بكل تأكيد لأننا لا نهتم من خلال مؤسساتنا ولا نحتفي بالمبدع الحقيقي الأصالي الأصيل ونعلي من أشباه المبدعين والمثقفين ، فالمبدعون الحقيقيون كما الأنبياء والأولياء وعلى رأي هذين الشاهدين الشعرين الرائعين المسقطين : ((( وما مقامي بأرض نخلة إلا ** كمقام المسيح بين اليهود ))) ، و((( أقيموا بني أمي صدور مطيكم ** فإني إلى قوم سواكم لأميل ))) فهم مقصرون مقصرون وأحملهم أمام الله والناس أجمعين والتاريخ ذنب العقوق الثقافي إزاء أب رائد من آباء الإبداع في أسمى تجلياته وتطلعاته من أجل الوطن القضية والإنسان ، فشاعرنا المبدع النقي لم يتدنس مطلقا بدنس السياسة ، ولم يداهن الساسة والمسؤولين ، ولم يتملق أو يتسول كائنا من كان من أجل منصب زائف زائل ، ولكن بغض النظر عن الطيف السياسي والانتماء الحزبي فإن شاعرنا قدم للقضية الفلسطينية الكبرى ولوطنه المقدس من خلال انعكاسات إبداعاته المختلفة الثرية والمتنوعة ما لم يستطعه الساسة تقديما للقضية المقدسة وللوطن. برأيك ما سبب تقصير المؤسسات الثقافية الفلسطينية تجاه القامات الأدبية والشعرية في الشتات بشكل خاص؟ هي تلك النظرة اللامبالية بالآخر المبدع التي تسم حياتنا ومشهدنا الاجتماعي والسياسي والثقافي ، فنحن بغض النظر عن القطر لا نفي المبدع الحقيقي حقه ونبوئَهُ مكانته اللائقة المحتذاة ، لأن هذه المؤسسات باختصار بيد الحاكم لخدمة مآرب ومصالح فئوية ميكيافيلية ، فهل تهتم مؤسساتنا الثقافية من المحيط إلى الخليج بالمبدع المثقف ؟ لأن هناك باختصار وبساطة فرق شاسع بين سلطة المثقف ومثقف السلطة ، وشاعرنا يتخندق في الخندق الأول لا في الثاني ، لأنه نذر روحه لقضيته ورسالته التي يتنفسها كما يريد ، من خلال إبداع تجديدي حقيقي مغاير مفارق ، فأدباء الشتات ليسوا كما أدباء الداخل الفلسطيني ، وهذه نظرة قاصرة مفرقة شعارها فرق تسد ، عرجاء ضالة مضلة ، ومهما كانت أعذارها فهي أقبح من الذنوب ، وهي الذنوب بعينها ، والعقوق بعينه تجاه شاعر قامة راسخ كما النخل في ثرى الإبداع. ما هي كلمتك الختامية لهذه الندوة حول الشاعر طلعت سقيرق؟ في كلمتي الختامية أريد أن أقولها صريحة لكل أولئك الذين همشوا شاعرنا العملاق المرحوم بقصد أو بغير قصد ، بأنهم ارتكبوا جريمة في حق الإبداع الإنساني في عمومه ، وفي حق إبداعنا العربي بوجه خاص ، فشاعرنا كما هو معروف لدى الجميع نذر شعره وإبداعه بشكل عام لقضيتنا الفلسطينية الكبرى ، ولم يتخلَّ عن مبادئه السامية يوما ولم يتسول المناصب المغرية أبدا لأنها لا تعني له شيئا إلا عينَ العبث ، ولم يتسلق الآخرين ليصل ، فهذا الشاعر الرسالي المبدع الإنسان لم يحظ بالاهتمام اللائق الذي يجب أن يحظى به ، كما حظي به من هم دونه باعا وإبداعا في الشعر كما النثر بكل أشكاله ، فهذا العظيم لا يَنْبَتُّ عن العطاء الإبداعي الحقيقي ، لأنه باختصار شاعرنا طلعت محمود سقيرق ولن يكون غيره. عادل سلطاني ، بئر العاتر / الجزائر الأحد 15 أفريل 2012 |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
1 -تَتَمايل أوْراق حُبِّي وأسْمع الأطْيارْ وهي تَتَناغى بصَداهْ -فأرحل إليه بأنغامي وتَرانيم قلبي - ويخْطِفُني إليك ذكريات عُمري فأزْرَع حبّكَ في أضلعي يعزّ على قلبي ذكراكَ ..وفراقكَ فيخْفُقُ له قلبي -وتتدَّفق الأحلام شوقاً.. فأختبئ بين حروفي -أسكبْ فرحتي على كلماته -وأغَنِّي لــهُ على رحيق أنْفاسي **************** أيا .. شاعر اهتزّت لهُ الأرْض دم ودموع آه ..لليل.. وخوفٍ.. وبحرٍ من الدموعْ.. آهٍ لتسابيحْ الضّحى.. وقوافي تخطُف الثّغْرِ الرَقيقْ آه ..لي إني أكتبُ السطور، لأبحث عن لقياك ، يا ليتك كنت لي صدفة اللقاء..وبسمة الوداع ..في غربتك وطريقك لله كنتَ يا( طلعت ) بالأمس بعيد عن.. السماء كنتَ الشّعر ....وزهرة العمر.. و صرتَ النحيب والبكاء ويلاه ...لفد قضيت عمركَ على ربوعِ الشعر تنثر الرّيحانْ جاء الموتُ إليكَ بصمتٍ ..وأنتَ تنازع المرض والأشجانْ شدوتُ للأدب لحناً خالداً ... وظلّتْ ذِكراك محْفورة في كل مكانْ فأنتَ في كل قلبٍ وكيانْ وهذا لا يختلفْ عليه اثنانْ لنا لقاء معك بإذن الله في الجنانْ جئتَ للحياة... ومضتْ الأيام... وشاءَ القدَر المحتوم أن يُلَبّي النِداءْ أيا فُسْحَة المدى ومَسْبَح الخيال أيا نغمة خاطري وسرّ الشعراءْ أيا صرخات الحبّ وزفرات الفؤاد الجريح أيا شعلة الوريد ورحلة الشتاءْ أيا شاعر فلسطين .. نسجت أراضيك بقافية تعلو لثورة العمر آه ...لغرام الليل الحائر.. وذكرياتِ الأمْس وقفارِ الزّمان وضياء الأهواءْ أيا .. (شاعر فلسطين ) كم أنا أهيم بأمسكَ وحروفكَ وعصارة زمنكَ يمرّ طيفكَ في خيالي مرور خافق فَأنفضُ قلمي بنجوى ميلادك .. ووحي روحكَ المنيرْ أنت الذكرياتْ.. أنت الأغنياتْ ..أنت ميلاد الرّوح ..والنفجات وضنين هوايْ.. وعليل السلامْ أرتوي من كأسكَ .. وأسكبُ اليوم اسمكَ الحَبورْ وأرْتشف معسول نُظمك في كأس مشاعري..ذ. وحياتي ******** أنتَ الشجونْ.. والأحزانْ... ورحيلك... عناء ...وشقاء ...واكتئاب للقلوب أناجيك (ياشاعر فلسطين) بأوتاري ولحْني الظامئ المسْتجير أيا ..موكبِ الجلالْ أيا (بلادِ الشامْ) و(بيتُ المقدس) وهتفات التهليل..والذكريات إن شاعركَ يَحُفّكِ بقافيته ،و ينطق بدم السيوف.. ومطارق الغد.. ونشيد البطولات أيا ..(شاعر الكون) والفكر البديع.. وتهاويل السطور ...والكلمات يَرُقُّ الفَنّ ويحلّق لسماك بنغمات الخلود لِمَزامير ساحاتْ أدبكَ آه...ل الحزن الآسي.. والفلم الحبور الدامي ...آه للصمت وهو ..يتنفس باشتياق واحتراق اعتدنا( يا طلعت ) الأَسَى ..والفراق.. والدجى ..،حينما ذهب طيفكَ العاصف .. أيا.. شعراء النور والأدب.. والنقّاد وبساتين الخواطر.. وحكايا الرّوح ..والقصص وأعضاء .. داري ..ونوري... إنّ الماضي الصامت سيشعُّ من صفحات( طلعت ) نوراً وجمالاً، وروحا وضباء ستطرب المسامع لشعرهُ الخالدْ... وبأقلام النور سنمجّد أدبه وعلمه وشعره ************** غرّدي أيتها الرّوح.. و..أوْدعي (لطلعت سقيرق) طائر الأبدْ.. والولهْ والأشواقْ.. أخبريه أني ألقاه .. في رسوماته.. وصوره ..و أشعاره.. وكتبه.. ونور سماه أخبريه أن الأجيال تخلّده قروناً وقرونْ ..وعهدٌ...وعهودْ أرجو أن تتقبلوا مني هذه الكلمات ، وإ أتمنى أن أقدم الأفضل والأعلى ولكن قلمي حينما يلتقى بالأحباب يعاني الكثير ..قأكون نقطة في محيط الأدب ، و شعر طلعت سقيرق فمنكم العذر... ومني كلمات وعطاء ونقاء و دعاء... أبعثه من ترابي إلى سماه (اللهم اغفر لطلعت سقيرق وخلد روحه بعطر أناشيده وأدبه) سأعود بإذن الله..للحوار ************** خولة الراشد |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/28.gif');border:4px inset burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]التنوع الأدبي عند الأديب والشاعر طلعت سقيرق سعي نحو التميز أم نهم إبداعي؟
من يبحث في المنتوج الأدبي للأديب والشاعر طلعت سقيرق لاشك سيفاجئ بكم التنوع والاختلاف الذي يسم أعماله. في القصيدة، كما في المقال و القصة فإن الكاتب لايؤطر نفسه في نمط معين بل نجده ساعيا للتجديد والابتكار ورسم صور غير محصورة في الخيال والشاعرية أو الوطنية و الواقعية والانتماء بل تتعداها إلى مزيج يخلق كل مرة عوالم جديدة تصل حد إثارة الدهشة لدى القارئ. في مقالاته نجد الكاتب أحيانا يعرفنا بجديد غيره ويقدمنا لنا نظرة عامة مشوقة عن إصدار جديد أو نجده يكتب ردا يتعرض فيه لموقف أو رأي قد يكون متفقا معه أو معارضا له أويتأمل الإبداع بشكل عام أو خاص فنجده يتناول كلمات محمود درويش وديوان كزهر اللوز أو أبعد فيقول :'المفردة عند محمود درويش مدروسة أو قل آتية من مشاعره الفياضة لتصبّ في مكانها المحدد دون زيادة أو نقصان .. الشاعر في هذه الحالة مشبع بل مليء بذهب الإبداع وعصير كرمته حتى لتراه مرتويا في كل كلمة ،قابضا على جمرة التوهج الجميل بل الرائع في كل جملة .. ' كما قد نصادفه في مواضيعه الكثيرة عن الإبداع يتأمل جماليات الإبداع وخصوصياته و معوقاته فيختص بموضوع الإبداع مقاله ويتطرق مثلا للاختلاف بين الشعر الأجنبي و العربي ذاكرا الآتي:'نقول بفخر إن شعرنا أعظم بكثير من الشعر الأجنبي !!.. وهي وجهة نظر تنطلق منا لا من سوانا أي أنها تعريف نصدره نحن لنا لا لغيرنا .. ونقف حائرين لماذا يصل شاعر أجنبي إلى الأعالي ولا نفعل نحن الشعراء العرب ؟؟.. والوصفة الجاهزة عندنا هي التحيز الأعمى وافتراء الغرب علينا في كل شيء .. ولا نحاول لمرة واحدة أن ندرس ونقارن ونقول لماذا يحدث ما يحدث . ولماذا أدبنا ميت في أرضه أو شبه ميت ، بينما هو شديد الثراء في الآداب العالمية ؟؟.. تعالوا نأخذ أي مدرسة من مدارس الأدب التي صارت نسيا منسيا عند الآخرين ونرى كيف يتبارى أدباؤنا ونقادنا للحديث عنها وكأنها اكتشفت البارحة .. قد يتعلق هذا بالحداثة والبنيوية وما شابه .. فنقادنا مازالوا مولعين بهذه المدارس التي صارت مثل الديناصورات المنقرضة في أماكن أخرى!! .. تدور نقاشات ومعارك والكثير من الأخذ والرد دون فائدة لأن السيوف الخشبية ما عادت تجدي بعد أن تجاوزها الزمن .. وقد يقول قائل ما المطلوب إذن؟؟..' وقد يكون هذا المقطع تحديدا واحدا من المقاطع الأكثر تعبيرا عن توجه الكاتب وإلحاحه على التجديد والتجدد والتجريب معا. كما أن فيه تفسيرا ولو جزئيا لكم التنوع الذي جاء به والذي هو حتما ليس وليد الصدفة أو المزاجيات العابرة. إن اهتمام طلعت سقيرق بما يكتبه غيره وبالإصدارات الجديدة في الوطن العربي واطلاعه على التوجهات النقدية وحتى كونه ناقدا ومتأملا دائما للأدب والإبداع يجعلنا نوقن أنه لم يكن من الساعين للتميز شهرة أو باحثا مستمرا عن الأضواء، بقدر ماكان الإبداع و الأدب عنده انشغالا دائما يقبل عليهما ميولا وغاية قبل أي اعتبارات أخرى. نسمي ذلك نهما أدبيا أو إبداعيا أو شغفا بالكتابة والأدب أو سعيا للارتقاء بمستويات الإبداع والأدب قد تختلف في ذلك الرؤى والاختيارات لكن أمرا مهما قد يتفق عليه كل المتصفحون لإصدارات وكتابات طلعت سقيرق بتنوعها هو أنه امتلك أدوات الإبداع والانفتاح اللازم الذي يمنحه القدرة على التجريب و التجديد والتنويع والنجاح في كل هذا. هل كان الكاتب ناجحا في كل ماقدمه ؟ من المؤكد أنه لايوجد كاتب بنفس القامة في كل أعماله وأن طلعت سقيرق كان أكثر تميزا في بعض الأعمال عن غيرها.والأكيد أيضا أن مانجح فيه طلعت سقيرق إلى حد بعيد هو تحرر اسمه من الارتباط بشكل قصيد معين أو تيمة قصصية محددة .. الالتقاء باسم طلعت سقيرق ممكن في ألوان الأدب المختلفة بل وأكثر من ذلك فاسم الكاتب فعلها وتسلل حتى لعالم المواويل والأغاني الشعبية الفلسطينية ليكون جزء من الذاكرة الفلسطينية التي تحتفظ بتاريخ فلسطين وتراثها وانتفاضاتها وبصور وأسماء مناضليها وعشاقها. إحنا الفلسطينيات مامنهاب الردى جنب رجالنا ع طول بالحرب والفدا يآلله ياأهل البلد خلو الإيد ع الإيد ْ زفوا الأرض للشمس وملوا العرس زغاريدْ هكذا غنت فلسطينيات طلعت سقيرق وكل الكلمات الفلسطينية في أعماله تغني مثلها بإصرار وتفاؤل وتضيف إلى تنوع أعماله ملامحه الوطنية المشرقة بنبل الأدب حين يخدم الوطنية. Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]
اختلاف التوقيت الطويل بين الوطن العربي الحبيب وكندا جعلني أغيب بضع ساعات شكراً للأساتذة الكرام الناقد الأستاذ عبد الحافظ بخيت متولي الأديب الأستاذ خيري حمدان الشاعر الأستاذ عادل سلطاني الأديبة الأستاذة نصيرة تختوخ أقرأ بتمعن قبل أن أتوقف عند ما تم طرحه من قبل السادة بانتظار دخول السيدات والسادة الفنان الأستاذ فتحي صالح الشاعرة الأستاذة فابيولا بدوي الشاعرة والروائية الأستاذة غادة فطوم الأديب الأستاذ وسام الباش عن بيت فلسطين للشعر الأديبة الأستاذة لبنى ياسين الأديبة الأستاذة بشرى شاكر ونرجو الله أن يتمكن الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية من الدخول والمشاركة لكونه يعاني في الأيام الأخيرة من مشكلة في الانترنيت، وهو جزاه الله خيراً ترك مداخلته في هذه الندوة عندي احتياطياً في حال لم يتمكن من الدخول طبعاً يفترض كنت أن أتوقف عند كل سؤال أو محور وأطرحه لنناقشه لكن اختلاف التوقيت وعدم القدرة على وجود الجميع بوقت واحد جعلني أطرح أسئلة افتراضية وأترك للمشاركين الكرام أن يتناولوا ما أردنا طرحه دفعة واحدة أو على مراحل ليس من السهل في ندوة كتابية أو ملف واحد أن نتناول كل ما ينبغي تناوله عند الشاعر والأديب الموسوعي طلعت سقيرق لكن مع مداخلاتكم القيمة وإضاءاتكم المميزة سنتمكن من تسليط الضوء على جوانب هامة [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]لا يبالغ من يقول إن القصيدة الصوفية عند الشاعر طلعت سقيرق كانت قصيدة القرن العشرين في كل شيء.. السطر الواحد، الموضوع حيث الغزل يرقى إلى درجة عالية رائعة.. كسر الشكل النمطي لقصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية، وطبعا قصيدة النثر وغن كانت تعتمد التفعيلة بعيدا عن النثر..
'الشاعر طلعت سقيرق والقصيدة الصوفية بقلم: د. رؤوف مصطفى تعتبر تجربة الشاعر طلعت سقيرق في القصيدة المطولة التي صدرت في العام 1999 بعنوان " القصيدة الصوفية، واحدة من التجارب الرائدة بل المدهشة في القرن العشرين، حيث كانت وما زالت أول قصيدة عربية تنتهج السطر الواحد، وتاخذ موضوعا واحدا، وتفعيلة واحدة، وتجعل القارئ في حالة غريبة من حالات الوجد التي قلّ نظيرها.. والغريب أنّ هذه التجربة الرائدة والوحيدة في أدبنا العربي لم تأخذ حظهاالحقيقي والواقعي من الشهرة والانتشار، مع أنّ طبعتها الأولى نفدت خلال فترة قصيرة في العام 1999ورفض الشاعر نشرها مرة ثانية، كونه يريد حسب رأيه أن ينشر الجديد ويبتعد عن تكرار ما كان قد نشر من قبل..رغم ذلك انتشرت القصيدة بشكل واسع على الشبكة العنكبوتية وعدها الكثيرون قصيدة القرن العشرين دون منازع.. وحتى لا يبقى حديثي في مجال الحديث عن نص غير موجود امامنا.. اورد مقطعا من القصيدة، وهي مؤلفة من عشرين مقطعا.. يقول : " أحبكِ فوق ما في الحبِّ من حبٍّ وأسرد كلَّ تاريخي وموالي وأحوالي على درب ارتعاش اللوز في أفياء أغنيتي وفي أنواء ما في القلب من بلحٍ أعيد إليك أسرار انتباه المشط في شعر الحقول السمر في شعر الفصول السبع من صيفٍ إلى سيفٍ ومن طيفٍ إلى مطرٍ يداخلني فأنسى كلَّ أشعاري على عتبات أمنيةٍ مضت فانداحتِ الأحلام في كرةٍ يدحرج صوتها صوتي على صمتي ويكسرني شظايا من نداء الوجد تسبح في كرياتي وآياتي فهل أنت التي شدَّتْ على نهر الترانيم التي فاءت إلى قدسية العتبات راجعة من البلل الذي في الظل يا وجدي ويا قبلي ويا بعدي ويا سمعي ويا بصري ويا طلقات فردوس النبوات ارتميتُ الآن لم أشرب حليب الناي من شفتي ولم أدخل إلى ما كان من ودعٍ يلون ما تريد الروح من منفى إلى منفى ومن ضربات أحلامٍٍ ممزقةٍ على جسر الدموع وشهقة الآهات يا حبي ويا قلبي لماذا تدخلين الآن أيامي ويرقص وجهك السحريُّ في حبق الزمان يعيد إليَّ ذاكرتي ويسرقها فأنسى عند باب الذكر أنّ هواك في بدني حقول سرَّحتْ جسدي وراحتْ تزرعُ الحنّاء والأنواء في جلدي وفي لحمي وفي أفياء ما في القلبِ من بلحٍ أجرُّ إليَّ ضوءَ الوعد كي أبقى على سلكٍ من النسيان أو سككٍ من الفيضانِ حيَّرني هواك فرحت لا أدري لماذا كنتُ في صدري ومن في البابِ أوقد شعلة التذكار أشجاراً تردُّ ضلوعَ أشجاري وأمطاراً تهزُّ فصول أمطاري كأني يا حدود البحر يا فيء الفصولِ العشرِ مجنونٌ يحدِّث عنكِ ذاكرةً من النسيان أو فصلاً من الذوبان أو نهراً من الصمت الحنونِ أحنُّ يا وجهي وأبكي في دروب العشق أصعد سدّة التذكار مخنوقاً ومقتولاً ومذبوحاً أمدّ إليك ما في القلب من بلحٍ لأشرب شهقة الأمطار تغسلني فأرجعُ في يدي قلبي وفي عمري حدائق صوتكِ النامي على أنغام أحلى فيضِ أغنيةٍ كأني حينما أهواك أنسى كلَّ ما في العمر أهربُ من دمي وجداً فيهطل فيَّ حقل الروح مجنوناً يوزعني على وترين من حبقٍ وذاكرةٍ أعيد إليك أسبابي ونهر السرةِ العذراء سرَّحها حنينُ الوجد فانتبهتْ على فيض من الأنوار يأخذها وراحت تمطر الأشعار تضحك في توحدها على باب انتباه اللوز يا دنيايَ يا وجدي وقبل البدء في وحدي وقبل الغيم في مطري أريدك أنتِ يا صدري وليس سواك لي شدّي على كفي وخلِّي كلَّ ما في الأرض من مطرٍ يراجع فيك موالي يرتله إلى ما شاء يرسلهُ ويرقص رقصة الفيضان والتحنان يبدأ عزف ما في العزفِ من عزفِ.."... طبعا كانت تفعيلة / مفاعلتن / هي تفعيلة القصيدة من اولها حتى آخرها..وعليّ أن أذكر هنا ما كتبته القاصة حنان درويش في مقدمة القصيدة " بعد إطلاق ديوانه المفتوح زمنياً ((ومضات)) في بطاقات شكلت عملاً رائداً متميزاً في نشر الشعر ووصوله إلى الناس، يضع الشاعر طلعت سقيرق خطوة غير مسبوقة في التميز والانفتاح على عالم شعري لا مثيل له من خلال قصيدته المتفوقة حقاً ((القصيدة الصوفية)) هذه القصيدة التي تعتبر بحق قصيدة القصائد دون منازع.. فهل وضع الشاعر سقيرق الدرجة الأعلى في الشعر، أم ما زال هناك جديد يمكن أن يقنعنا بأن ميلاد قصيدة مثل ((القصيدة الصوفية)) ما زال ممكناً.. سؤال يبقى قيد انتظار جواب ؟؟.. " طبعا صدر للشاعر ديوان " خذي دحرجات الغيوم " عام 2003 عن وزارة الثقافة في سورية، ثم " قيثارة الوجد " ضمن ديوان " نقوش على جدران العمر " في العام 2008.. لكن هل تجاوز الشاعر طلعت سقيرق القصيدة الصوفية أم بقي كما قالت الاصة حنان درويش رهين تأثيرها وطغيانها ؟؟.. هناك من يقول لم يستطع الشاعر تجاوز قصيدته الصوفية، وهناك من يرى أنه تماثل معها أو جاراها، ولم يقل أحد انه استطاعة أن يتجاوزها في تجربة السطر الواحد الفريدة.. أما الشعراء الاخرون فقد عجزوا تماما عن كتابة ما يماثل هذه القصيدة بأي شكل.. وربما تكون قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش " الجدارية " والتي صدرت بعدها بقليل قريبة بعض الشيء منها مع الاختلاف في الموضوع وتوزيع التفعيلة، وأسلوب كل شاعر..وطبيعي أنّ سربيات سميح القاسم تبتعد عن ذلك كل الابتعاد.. يبقى السؤال لماذا لم تعط هذه القصيدة حقها من الانتشار ؟؟.. كتب عنها الكثير، وتحدث عنها كثيرون، لكن لم يتح لها أن تكون في مكانها الحقيقي بالنسبة للشعر العربي في القرن العشرين.. ولا يبالغ من يقول إنها كانت قصيدة القرن العشرين في كل شيء.. السطر الواحد، الموضوع حيث الغزل يرقى إلى درجة عالية رائعة.. كسر الشكل النمطي لقصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية، وطبعا قصيدة النثر وغن كانت تعتمد التفعيلة بعيدا عن النثر.. ملحمية النفس ووصوله إلى الأعلى..؟؟.. لا شك انّ قراءة قصيدة من هذا النمط متعب، لكنه ممتع..وقد تعود القارئ العربي ومثله الناقد طبعا على الكسل والركون إلى ما هو منجز معروف.. وربما لأنّ الشاعر لا ينتمي لحزب أو منظمة سياسية تعمل على إعطاء العمل حقه، حيث الشاعر ينتمي لها.. وتبقى التخمينات كثيرة.. لكن الأهم ربما أن القصيدة بقيت بعيدة عن اخذ مكانها الذي تستحقه.. عليّ هنا ان اذكر أيضا " الديوان المفتوح زمنيا" للشاعر طلعت سقيرق والذي صدر على مدار سنوات، وكان يصدر على شكل بطاقات تشبه بطاقات المعايدة، وكل بطاقة تحمل قصيدة للشاعر وموتيفة للفنان فتحي صالح..ومثل هذا الديوان يبقى غريبا عجيبا في شكل الإصدار وجمالية الشعر الذي يحمل، إلى جانب انه التجربة الوحيدة في العالم التي تأتي كديوان لا يضمه كتاب، بل يتوزع في بطاقات.. وظني أن هذه التجربة تحتاج إلى حديث آخر.. [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
يسعدني أخواتي اخوتي أعضاء وزوار نور الأدب أن أضع بين أيديكم في هذه المناسبة (الكتاب الفلسطيني ) لأديبنا الغالي طلعت سقيرق الغائب الحاضر في أعماله وكرمه وتفانيه في حب الوطن أرضا وشعبا الذي صدر عن: دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع في عام 2011 وجاء في مقدمة الكتاب هذا الإهداء: لكل مؤمن بأن فلسطين ستعود ذات يوم لأهلها الفلسطينيين العرب كاملة غير منقوصة بعيدا عن الاحتلال كلّ الاحتلال أهدي طلعت سقيرق ثم قدم هذا التنويه: يسمح بطباعة وتوزيع ونشر هذا الكتاب دون قيد أو شرط في أي مكان أو زمان، على شكل كتاب أو زوايا منفصلة دون المطالبة بأي مقابل .. والمؤلف متنازل عن كلّ حقوقه المادية والمعنوية والقانونية .. والشيء الوحيد الذي يطالب به الناشر هو ذكر اسم المؤلف وعدم المساس بمضمون الكتاب تحريفا أو تصحيفا أو تغييرا .. وبدل المطالبة بأي مقابل فالمؤلف يقدم شكره لكل من يقوم بنشر هذا الكتاب وتعميمه في كل مكان وزمان .. طلعت سقيرق وقد جاء وصفه لهذا الكتاب فقال: هذا الكتاب ملك شخصي بشكل كامل لكلّ فلسطينيّ وعربيّ كون فلسطين كانت وما زالت وتبقى أرضا عربية ، لا تنفصل عن المحيط العربي بكلّ مكوناته ، وجذوره وتاريخه وامتداده ، وهي بهذا المعنى لكلّ فلسطينيّ عربي مسلم أو مسيحي أو يهودي ، والأصل طبعا عروبة الأرض والانتماء العربي .. وهذا الكتاب ملك شخصي لكلّ إنسان يؤمن بالعدالة والحق وأن من واجب كل صاحب حسّ إنسانيّ حقيقيّ أن يعمل بكلّ جهده من أجل إعادة فلسطين العربية لأصحابها الفلسطينيين العرب ولمحيطها العربي الطبيعيّ .. أمّا مسألة الدين التي ربطت الصهيونية فلسطين بها، فهي خطأ لا يمكن الركون إليه بأيّ شكل من الأشكال ، لأن الدين يمتدّ إلى كل مكان دون حصره في هذه المنطقة أو تلك .. ومن غير المنطقيّ أن يأتي كلّ المسيحيين واليهود ليسكنوا ويقيموا في فلسطين كونها منبع هذين الدينين .. وليس من حقّ المسلمين، كلّ المسلمين أن يقيموا في السعودية، لأنها منبع هذا الدين .. ولنا أن نتصور مجرد تصور أن يقيم كل أصحاب الديانات الثلاث في فلسطين والسعودية فقط ، تاركين بلادهم الأصلية ، عودة إلى الدين كرابط بالأرض .. ماذا تكون النتيجة إذا تخيلنا الصورة مجرد تخيل ؟؟..!!.. بشكل طبيعيّ من حق كل مسلم ومسيحيّ ويهودي غير عربي أن يزور فلسطين كونها مفتوحة لكلّ هؤلاء بما تضمه وتحويه من أماكن ومعان وٍرموز دينية .. لكن الزيارة هي مجرد زيارة وعبور ، وليست زيارة ارتباط وإقامة لأن الأمور لا تستقيم جغرافيا ومعنى وجذورا وتاريخا وتوزيعا سكانيا.. ومن حق كل مسلم أن يزور السعودية كونها مفتوحة لكل مسلم بما تضمه أماكن ومعان ورموز دينية ، والزيارة أيضا لا تعني الإقامة .. فاتكاء الصهيونية على مسألة الدين اليهوديّ لإقامة وطن بدل وطن ، وإحلال سكان بدل سكان، شيء غير منطقيّ ولا يستقيم من أي معنى من معاني الحق والعدالة والحقيقة .. لذلك يرجى أن يكون هذا الكتاب ملكا شخصيا وذاتيا لكلّ من يؤمنون بذلك.. وهذه الملكية تتوجب توزيع الكتاب وطباعته وإيصاله إلى كل مكان وفي كل زمان حتى تعود الحقوق إلى أصحابها .. وزع الكتاب للمرة الأولى يوم ١٥ /٥/ ٢٠١١ ذكرى نكبة واغتصاب فلسطين.. رابط تحميل الكتاب: http://raifamasri.com/wp-content/upl..._______pdf.pdf يتألف الكتاب من 1000 صفحة بصيغة pdf يحتاج فقط لبرنامج قارئ اكروبات مثل Adobe Reader |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]
حين نتحدث عن شاعر أنفق جل عمره في النضال من أجل قضية ساميه فإننا مهما تحدثنا وأعطينا إضاءات نكون مقلين في أن نجعله يتبوأ المكانة التي يستحقها فما بالكم إن كان الذي نتحدث عنه هو الشاعر طلعت سقيرق: حين يعانق القديس فضاءات الآلهة,وتندمج ذاته بالكثير من صفات القداسة تبقى ملهمة الشاعر تحلق في أماكن صعب الوصول لها ..ويجب أن تنأى عن صفات البشر .. فهي ليست كالبشر تأكل وتنام وتصحو هي تلك الروح والخيال والتي تحلق عاليا في فضاءات الشاعر وترتقي مع روحه إلى حدود المجرة ... إذا فالقديس :ملهمته تكون أنثى إلهية تبتعد عن صفات البشر وتؤاخي الآلهة في صفاتها .. - إن تجربة الشاعر طلعت سقيرق تجربة اتسمت بالسمو والثورة عن المألوف لكن بطابع فلسطيني محض ,فهو ابن فلسطين العاشق المأزوم والمشبع حزنا على ارض اغتصبت عنوة من قبل عدو سرق الاحلام والآمال ولم يترك بغزوه إلّا النكبات والآلام..وهي الحالة التي حفزت الشاعر لان يكون أو لايكون .. الشعر والكتابة أعطته استمرارا تجربته الشعريه اندمجت مع تجربته الفنيه وشكلت طلعت العاشق للأرض.. للإنسان .. - حتى في قصائد الحب والعشق كان خطابه الشعري موجها إلى كل فلسطين خصوصا وإلى كل عربي شريف عموما .. خطابه الشعري حماسيا يحمل نفحات الحب للوطن والارض .. - كل شاعر لديه الحافز للتجديد ولكن ليس كل شاعر قادرا على تغيير أو تجديد بناءالقصيدة , لكن الشاعر طلعت استطاع أن يجدد في بنية القصيدة على الرغم من التمويه والتعتيم والتغييب وعدم الإضاءة فمن خلال قراءتنا لإنتاجه نجد أنه أجاد في تجديد بناء القصيدة التي تستمر مع كل الاجيال والأزمنه وتبقى خالدة بعده . - القدس حاضرة لدى الشاعر حتى في قصائده .. الحب العشق كم أسلفت سابقا إن لهمة الشاعر هي خارج حدود الكون وكذا القدس بالنسبة له .. هي قريبة جدا منه وبعيدة لحد الالتصاق بالآلهة هي تلك اللؤلؤة التي تنتظر من يقطفها من مزرعتها ويتوج بها صدره ويملي عينيه بفتنتها وجمالها فهي القدس ! - وحين أراد أن يخرج الشاعر عن المألوف استطاع من خلال ذلك أن يؤسس لمدرسة واسمحوا لي ان أقول أنه أسس لمدرسة حتى لو خالفتموني الرأي فمن كتب الومضة التي تبحر بنا وترسخ في عقلنا وذاتنا ومن يدور بنا حتى التوهان في قصيدته المدورة ونحن نتابعه ونتوه مع كلماته .. يجعلنا نتأكد بأنه ذاك القائد الأوبرالي والذي يبحر بنا شعرا وقصصا تجعلنا نطلب المزيد .. - صفة القديس لاتنطبق إلا على طلعت ..عندما نقول عنه قديس لا بد من أن يكون متصوفا يعانق القصيدة الصوفية لهذا هي له.. لأنه طلعت - من خلال متابعاتي أجد أن المشهد الثقافي الفلسطيني حتى الآن لم يستفق إلى حجم الخسارة التي خسرها بغياب طلعت .. قامة بحجم الشاعر خسارة كبيرة بالرغم من غنى تجربته والتي يجب أن نقف عندها وإن لم نقف نكون قد أجحفنا بحق الشاعر أولا وبحق مدرسة يجب أن تدرس في المدارس والجامعات وتحديدا القصيدة المدورة وقصيدة السطر الواحد أعلم من خلاله رحمه الله أن هناك العديد من المشاريع المؤجلة والتي كانت تصب في صلب القضية الفلسطينية خصوصا من خلال البرامج التي كان يحضر لها لإطلاقها عبر الفضائيات .. كان يحلم بإلغاء الهوة بين فلسطينيي الارض المحتله وفلسطينيي الشتات .. كانت أحلامه مؤجله وبقيت مؤجله رحمه الله - عمله كان من أجل فلسطين لم يحلم يوما بالشهرة ولأنه صادق وينأى عن تلك الشهرة التي يستحقها بجدارة ,كان عمله بصمت . وعشقه لفلسطين جعل تلك الاحلام خلف ظهره والقدس تتقدم كل طموحاته على الرغم من يقيننا بأنه يستحق مكانة تليق به كشاعر صادق يعانق اللغة فنا وشعرا .. - لن أزيد إن الشاعر كان مغيبا تماما أما إذا عدنا للأسباب فإن حجم الهوة كبير بين فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الخارج أتمنى على المشهد الثقافي الفلسطيني ان يحاول ردم هذه الهوة وإغناءها إعلاميا سواء بالبرامج المسموعة أو المرئيه.. قد تكون المؤسسات الثقافية الفلسطينية محاربه على جميع الأطر والأصعدة لكن عليها أن تناضل كما الفدائي في فلسطين لتسمو بقامات قدمت ولازالت تقدم من أجل فلسطين أن تكون حرة عربية العتب على الساسة الفلسطينيين أن يكون الأدب مجاورا للبندقيه .. البندقيه لها عملها والأدب والشعر رديفا لها من أجل التحرير والنصر - أعتقد أن الشاعر طلعت لو وجد في أي دولة أجنبيه لكان لايقل عن بريخت أو نيتشه أو بودلير أو أو أو لكن دائما لو لاتفي بما نتمناه أو نصبوا إليه .. إنه ذاك القديس الذي ترك لنا الأرض ليجاور الافلاك في قيلوته الابديه أغنانا شعرا وحلقنا معه إلى درب التبان وأغدق في قصائده وقصصه على المشهد الثقافي في سوريا يكفينا أن صدقه حين كان يقرأ مخطوطات اتحاد الكتاب العرب كان السباق لانجاز مابين يديه والمثابر لابداء رأيه الصادق الصريح لاي تجربة إبداعيه جديدة كان شاعر بكل ماتحمل الكلمة من صفات وأديبا راقيا ساميا نبيلا كان يجعلنا نقف أمامه بكل وقار واحترام ..إلى جنات الخلد يامن جعلت الاحرف والكلمات طوع أصابعك ويديك الشاعرة غادة فطوم [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
http://up.arab-x.com/Mar12/jxJ97433.jpg
الشاعرالفلسطيني طلعت سقيرق في حوار خاص لمؤسسة القدس للثقافة والتراث أجريت المقابلة بتاريخ 7-5-2011 في منزل الشاعر الراحل أديب يجول في أروقة الثقافة والأدب، يكتب بجميع الأجناس الفنية والأدبية ، من الشعر إلى المسرح والأغنية والرواية، كما كتب للأطفال . وبين مطرقة الإلهام وسندان الإيحاء تولد الفكرة التي تجعل منه أديباً متقدماً عن باقي الأدباء في زمن أصبحت فيه الكتابة الأدبية الأصيلة من النوادر إن لم تكن من المستحيلات. وفي ظل كل هذا تبقى المظلة الوطنية حاضرة ، والمرجعية برأيه واحدة ، هي فلسطين فقط . وعلى الجميع أن يعمل منها ولأجلها ، وفلسطين هي كل فلسطين ، لا نقبلها منقوصة..... تنفرد مؤسسة القدس للثقافة والتراث في حديث خاص مع الشاعر – كما يحب أن نسميه – الفلسطيني الأستاذ طلعت سقيرق ، تزامناً مع ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 . بداية نرحب بالأستاذ طلعت سقيرق في مؤسسة القدس للثقافة والتراث ونشكره على إتاحة الوقت لنا بلقائه # ازدحمت الساحة الأدبية بالكثير من الأسماء وبالتالي الكثير من النتاجات الأدبية ، كيف تقيم هذه الحركة ، وهل هي بحاجة إلى موجه لها؟ بالطبع إن كل مرحلة تستدعي أسماء جديدة ووجوهاً جديدة أيضاً، بحسب الظروف التي تستجد، نحن أبناء قضية متحركة دائماً ويجب أن تتقدم نحو الأمام ونحو بوصلة تحدد فلسطين بشكل كامل والتي يجب أن توجد من خلال الشعب المتطور الحي أسماء جديدة ، فهناك توجهات وأشكال فلسطينية جديدة وكذلك أساليب أدبية جديدة . فلو قسمنا الأدب الفلسطيني إلى مراحل فسنجد أن هناك أدب قبل النكبة عام 1948، وأدب النكبة ، وأدب الداخل ، وأدب ما بعد النكبة ، كل ذلك شكل أشياء من الممكن أن نصنفها في العديد من المحاور وكلها يقبل التقييم . وأقول إن التقانة المتطورة جرت الناس بعيداً عن القراءة والثقافة ، فالتلفزيون مثلاً وانتشار الفضائيات والانترنت الذي أخذ الناس نحو ثقافة جديدة أنتجت ( أدباء انترنت ) وبالتالي لا نستطيع إلغاء العديد من الأسماء التي صعدت عبر الانترنت ، وأصبحت أشهر من الذين صعدوا عبر المنشورات الورقية . ضمن المتاح أنا راض عما يقدمه الشباب الفلسطيني اليوم ، لأن الكاتب الفلسطيني الشاب مظلوم ومتروك من دون موجه ،و دون مساعدة من أحد ، وبالتالي الجميع يتحمل مسؤولية ذلك من أدباء ومؤسسات ومنظمات أدبية وكل واحد من الشعب الفلسطيني يجب أن يتحمل المسؤولية تجاه رعاية واحتضان هؤلاء الشباب . لأن الشاب الذي يكتب أفضل بكثير من الشاب الذي يتلهى هنا وهناك ، لماذا نترك الشباب يلهثون وراء من يطبع لهم كتبهم، لذلك علينا احتضانهم وعدم تركهم لأنهم إن تركوا سيذهبون للمجهول بعيداً عن الاتجاه الصحيح ، لأننا أخذنا فرصتنا كاملة واليوم يجب إعطاؤها لهم . الصحفي عبدالله قنديل بحواره مع الشاعر طلعت سقيرق # كتبت والمقاومة حاضرة في معظم ما تكتب ، كيف ترى العلاقة المتبادلة بين الأدب والمقاومة ؟ لا أعتقد أن هناك أدباً فلسطينياً من دون مقاومة ، حتى عندما نكتب عن الحب هناك مقاومة ، وليس هناك انفصال بين الأدب الفلسطيني والمقاومة . الأديب الفلسطيني أديب مقاوم شاء أم أبى ، لأنه يتجه دائماً إلى فلسطين ، فهو يعيش بأي مكان من الأرض عيشاً غير مستقر ، لذلك هو يبحث عن وطنه وذلك يستدعي المقاومة والوطن لا يعود إلا بالمقاومة . أما بالنسبة لي لا وجود لشيء اسمه سلام ، لأن السلام يقوم بين طرفين والطرف الثاني هنا هو احتلال وأنا أنفي الاحتلال . لأنني أريد فلسطين من الشمال إلى الجنوب ، وهذا الموجود على أرضي استيطان غريب وسرطان نريد التخلص منه . أنا أعبر عن ضمير الشعب وللسياسي ما أراد ، فموقفنا مخالف تماماً لأي موقف ينادي بالتسوية . #هنا أريد أن نسألك كيف يساهم المثقف في بناء وعي الشباب تجاه القضايا الوطنية ؟ إننا نرفض رفضاً تاماً أي سلام مع الاحتلال الصهيوني ، لأنني أقول احتلال ، وأنا عندما أكتب أضع دائماً قبلها سيئة الصيت وأضعها بين قوسين ، لأنها كلمة غريبة . هناك فلسطين مسلمة ومسيحية ولجميع الأديان لكنها عربية ، ولا نقبل وجود هذا الكيان الغاشم بين هذه الدول العربية الأصيلة .لا ننسى أن ( إسرائيل) قامت على الدين وليس ثمة دولة قامت على الدين ، فهل من المنطقي أن نقول على جميع المسلمين أن يعودوا إلى السعودية ، هل من المنطقي أن يعود اليهود إلى فلسطين . وبالرغم من المحاولات لزرع أيديولوجيا جديدة تنادي بالتطبيع والتسوية وإنهاء الصراع ؟ هنا تقول زرع ، والزرع اصطناعي وليس حقيقياً لأنه ليس له جذور ، ودور المثقف هنا أن يشير دائماً إلى البوصلة الحقيقية باتجاه فلسطين ، فلسطين عربية ولا يمكن أن تكون إلا عربية ومن الواجب أن تكون عربية . http://up.arab-x.com/Mar12/Xhn97433.jpg # بوصفكم أدباء ومثقفين فلسطينيين كيف تشاركون بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أحداث يومية في الداخل ؟ من خلال التصوير اليومي لمعاناة الشعب الفلسطيني من قتل ممنهج واستيطان وتصوير الحنين الفلسطيني من الخارج وكذلك تصوير عذابات الشعب الفلسطيني في الداخل ، وتصوير ما تقوم به ( إسرائيل ) من تثبيت أن لها الحق ، والسؤال من أين لها هذا الحق ؟ . ومعظم قصصي كتبت عن الانتفاضة الأولى والثانية وكتبت عن محمد الدرة وعن الكثير ، لا يمكن أن يمر العلم الفلسطيني أو الطفل الفلسطيني أمام ناظريك دون أن تكتب شيئاً . # ما دور الأديب الفلسطيني المبعد في رسم الصورة الحقيقية للوطن الأم فلسطين ؟ السياسة لها أن تصمت ، ونحن من يعبر عن الضمير الفلسطيني الحي ، كل سياسي يقول إن فلسطين جزء منها لنا وجزء منها للآخرين ، يجب أن يصمت فهو يعبر عن نفسه فقط . نحن نعبر عن الضمير الشعبي الحي ولا يمكن أن يذهب أي دم لشهيد فلسطيني وعربي قدم لاسترجاع فلسطين هباء .فعلينا جميعاً أن نعود لفلسطين وحتى أبي الذي مات خارج فلسطين ، علينا استعادة عظامه ودفنها هناك في فلسطين . الحق لا أحد يتخلى عنه ، فلسطين لنا وكاملة لنا وستبقى لنا . وإن طال الزمن لا بأس سننتظر ، ولكن يجب أن تعود ، فأنا من حيفا لا أرضى غير حيفا وطناً بديلاً ، دفعنا الكثير وسندفع أيضاً الكثير لأن الوطن غالٍ والعودة مكلفة ولا بأس في ذلك . # من خلال تجربتك الطويلة في العمل الأدبي والإعلامي خارج فلسطين كيف تقيّم لنا الحركة الثقافية والأدبية الفلسطينية في الشتات ؟ هي معبرة عن وجود كل فلسطيني في مكان ما وجميع هذه الجداول تصب في مجرى واحد يتجه نحو عودة فلسطين ونحو حق العودة ، نحو شمولية فلسطين . الصوت الفلسطيني في سورية له خصوصية ، والصوت من مصر له خصوصية أخرى ، ومن لبنان له خصوصية أخرى ، وكلها جداول تلتقي في نهر واحد يصب في البحر الفلسطيني . وبرأيي هذا التعدد يفيد الأدب الفلسطيني ولا يضره ، وأنا قمت بدراسات عديدة للأدب الفلسطيني ، لذلك أقول إن هناك نكهة وخصوصية لكن بلد ، والأديب الفلسطيني لا يستطيع إلا أن يتأثر ويؤثر في المكان الموجود فيه . والنتيجة المهمة أن أدبه فلسطيني . # إلى أي مدرسة أدبية ينتمي طلعت سقيرق، كما يشعر بنفسه ؟ لا أحب أن أنتمي إلى أي مدرسة ، على نحو عام أنا أنتمي إلى الأدب الفلسطيني ، لأن كل قصة أو مسرحية أو قصيدة من الممكن أن أميل فيها إلى الانطباعية لكونها تحمل المشاعر ، والانطباعية حتى في الدراسة تحمل بصمة المشاعر . تحمل الاحساسات وتحمل شعوري نحو شيء ما . ما زلت متحرراً من جميع المدارس لأن المدارس قيد ، ولكل قصة لها حالة منفردة وبالتالي فهي ترفض القولبة والتأطير ، مع العلم أن جميع المدارس مستوردة ولم تولد عندنا لذلك أقرب شيء لنا المدرسة الانطباعية . مع العلم أن الأدب الفلسطيني هو مدرسة بحد ذاته ، لأن هناك أدباً في المهجر وفي الداخل ، فنياً أفاد الأدب الفلسطيني من كل المدارس ولكن وظفها لكي تكون ضمن بوتقة واحدة هي البوتقة الفلسطينية .التي تحمل الطعم الفلسطيني .مستفيدة من جميع الفنون من دون استثناء . فأقول إنه ممكن أن يكون أدبي مائلاً نحو الانطباعية ، كونها تابعة للعواطف وقابليتها بالتأثر من كل شيء . #هل تسيطر المشاعر على قلم طلعت سقيرق ؟ بالتأكيد لأن الشعر عندي قبل أي جنس أدبي آخر ، إذا سألتني ماذا تحب أن أناديك أقول لك: الشاعر طلعت سقيرق وحتى القصة التي كتبتها استفادت من الشعر . # ما تأثير الحركة السياسية على الحالة الأدبية الفلسطينية ؟ دائماً الحركة السياسية فكرت عندما كانت المنظمات كبيرة ، وعندما كانت المنظمات هي التي تخرج الأديب وليس الأديب من يخرج المنظمات ، وأسماء مثل محمود درويش ، غسان كنفاني ، معين بسيسو ، هذه أسماء كبيرة لا يمكن لأي منظمة أن تجذب هؤلاء الأدباء لتكتب وفقاً لصفّها . بالمقابل هناك أسماء كثيرة لم يعد أحد يتذكرها ، والسبب في ذلك أن التنظيم أنشأها لتكتب له وتزول بزوال المنظمات عن الساحة الفلسطينية . فمن الخطأ أن نصنع أديباً ، لأن الأديب إن صنع سوف ينتهي بتاريخ الصلاحية ، الكثيرون لم أعد أسمع صوتهم ولم يعاودوا الكتابة ، وأسأل أين هم ؟ الأديب هو أديب بالأصل ، والمنظمات والمؤسسات وغيرها تساعد على ذيوع صيت الأديب لكنها لا تصنعه. http://up.arab-x.com/Mar12/lCJ98183.jpg # كيف تراقب الحالة الثقافية الفلسطينية ؟ من خلال اختصاصي كوني خريج أدب ، ولي أربعة كتب جميعها في النقد الأدبي الفلسطيني ، ومتابع لمعظم ما يصدر من الأدب الفلسطيني في الداخل والشتات . ومن خلال عملي الحالي في الببليوغرافية ، أستطيع أن أقوم بمتابعة ما يصدر في الأدب الفلسطيني. #هل تشعر بفوارق بين ما يكتب اليوم ، وما كان يكتب في الماضي حول القضية ؟ نعم هناك فوارق واضحة ، الالتزام في صعود وهبوط ، فمثلاً هناك فترات ازدهرت بها الأغنيات الفلسطينية وعلو صوتها ، واليوم غابت وأسأل لماذا ؟ وأين هي ؟ والسبب برأي هو انعكاس للحالة السياسية العامة وللظروف المتموجة للقضية الفلسطينية ،وانعكاس للتراجعات والهزائم والتراخي ولأشياء أخرى ، وهنا أدين الجميع من جهات ومؤسسات التي صنعت من الإنسان الفلسطيني إنساناً يعمل من أجل فلسطين وتركته وحيداُ بالفراغ . # ماذا يريد طلعت سقيرق ممن يكتب اليوم ؟ أن يكتب بشكل مبدع ، بشكل متميز ، أن يعبر عن الإبداع الفلسطيني بشكل متميز بكل شيء ، وهو يتميز عن العديد من الفنون الأدبية الغربية ، فعندما يكثر الشعر كيف ستقنع المستمع العربي بأن يسمع الشعر ؟ لذلك لابد من الإبداع لتفادي حالة التردي لا سمح الله في مستوى الكتابة في الأدب الفلسطيني . وهناك أيادٍ تلعب وهي مستفيدة من إنتاج واقع أدبي متردٍ ، فالسياسي الذي يريد التسوية يهمه كثيراً ألا يكون هناك مبدع كبير لأن هذا المبدع يشير دائماً لفلسطين ، والدليل لماذا اغتالت (إسرائيل ) ناجي العلي ، وغسان كنفاني وأخرين ؟ # من خلال قراءتي لبعض ما كتبت ، استوقفت عند كتاب أغنيات فلسطينية ( شعر محكي ) ، ما قصة الكتاب ؟ أنا كاتب فلسطيني لا أنتمي لأي منظمة أو حزب أو تيار سياسي محدد ، لذلك طلب مني أن أكتب أغنيات من قبل كل الفصائل والمنظمات الفلسطينية كوني مستقلاً ، ولكني منتمٍ لفلسطين التي هي أكبر من كل انتماء جزئي . الكتاب أخذ جائزة في رومانيا ، والسبب وراء كتابته وجمعه في هذا الشكل يعود إلى أن هناك من أصبح يستخدم هذه الأغنيات دون الإشارة لمن كتبها ، وهذا مزعج جداً لكل إنسان يعمل ويضيع مجهوده. تصور أن لي أغنية ( أمي يا حباً أهواه ) ، قاموا بغنائها بالسعودية والكويت وعدة تلفزيونات عربية ولم يذكروا فيها اسمي مطلقاً ، مع العلم أني كتبتها وأنا في السادسة عشرة من عمري . # حبذا لو تحدثنا عن تجربتك الجديدة في ببليوغرافية أدباء فلسطين ؟ لي كتاب اسمه أدباء فلسطين في القرن العشرين ، صدر عام 1998 عن دار الفرقد ، ضم حوالي 890 اسم أديب وكاتب فلسطيني ، ثم قررت أن يتحول إلى موسوعة أعلام فلسطين في القرن العشرين ، فقمت بمراسلة الكتاب والأدباء في الخارج والمهجر ، وحقيقة أن الشعب الفلسطيني غني جداً بالأدباء والكتاب والإبداعات المتميزة ، لذلك لابد من الحفاظ عليه كما نحافظ على التراث الفلسطيني من الضياع . لكن من واقع التجربة للأسف هناك محاولات من البعض يقوم بتقليد البعض الأخر وبالتالي لا إضافة جديدة وهذه مشكلة أدبية كبيرة ، يقومون بتكرير بعضهم البعض دون محاولة استكمال لما قام به السلف ، وهناك أجيال تفنى وتأخذ معها ما أنتجته ، وللتاريخ إن من أفضل من يقوم بالتوثيق العلمي الصحيح هو الباحث الفلسطيني محمد توفيق السهلي ، فهو متابع جيد للتوثيق ، ومثله الباحث نمر سرحان . اليوم تحوي الموسوعة الجديدة التي أقوم بكتابتها حوالي 3000 أسم كاتب وشاعر وباحث فلسطيني ، وستعتبر من أهم المراجع في مجال الببليوغرافية إن شاء الله . واليوم مشروع آخر بدأت العمل به وهو أنطولوجيا القصة والرواية والشعر الفلسطيني ، وهو عمل أدبي ضخم ، وبحاجة إلى وقت ومجهود كبيرين. من أجل ذلك أدعو جميع المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال الأدب والتراث الفلسطيني أن توجه مجهودها نحو أعمال بهذا الحجم للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية ، لأن التواصل عند الشعب الفلسطيني هو تواصل شفوي ، ومعظمهم يعتمد على الذاكرة الشفوية ، لذلك لابد من الحفاظ على التراث الفلسطيني . وأتساءل عن دور المؤسسات من الذاكرة الفلسطينية التي تموت أمام أعيننا ؟ ماذا يفعل كتّاب التراث الفلسطيني ؟ والجميل في عمل الببليوغرافية أنها من الممكن أن تعتمد على المقابلة الحية والمباشرة ، فبدلاً من أن يقتبس أحدهم من كتاب طلعت سقيرق لماذا لا يتواصل مع الأديب نفسه ، حقيقة هذه مشكلتنا بالتكرار. ففي عملي هذا أنا أكملت عملاً قام به الكاتب الشهيد غسان كنفاني ،و قدمت 50 شاعراً جديداً لم يقدمهم غسان كنفاني ، قديماً كان الجميع يعيش على التراث الذي قدمه غسان كنفاني ، من محمود درويش ، توفيق زياد ، سميح القاسم ..... لقد اضطررت ولمدة عشر سنوات أن أذهب لمؤسسة الأرض وأن أكتب بخط يدي حتى استطعت أن أصل إلى كتابي( الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثالث ) ، والذي قدمته ليصبح مرجعاً في الأدب الفلسطيني . # هل أنت مع المعاصرة أم الأصالة أم الجمع بينهما ؟ إذا كنت أكتب من دون معاصرة فكتاباتي ناقصة ، وإذا كنت أكتب من دون أصالة فأيضاً هي ناقصة ، لابد من الجمع والاستفادة من كل شيء . يجب أن تستفيد حتى من قصص الأطفال ، لا تترك شيئاً ، فترك الأشياء يجعلها غير مكتملة ، إذا أنا لا أؤمن بالشيء هذا لا يعني ألّا أقرأه . هذا لا يعني أن نلغي الأصالة نهائيا ً بدمجها في التجديد أبداً ، هناك أصالة أدبية عربية كبيرة وجميلة جداُ . كما لا أستطيع أن أنفرد بنوع واحد من الكتابة كالشعر العامودي مثلا ً ، ما المانع من أن أكتب بكل الأشكال .... كل ما يخدم الأدب يجب أن أنطلق منه ، مادام يقدم وظيفة جمالية، وظيفة قومية، وظيفة تخدم الإنسان ، فهو جيد. لا داعي لإلغاء أي نوع جديد إذا كان مفيداً . # من أحب الشعراء أو الأدباء الفلسطينيين إليك ؟ محمود درويش ، شاعر عالمي ، وهو كبير جداً جداً ، وكل شاعر متميز يترك بصمة جميلة ، ويكتب قناعاته ، فأنا لا ألغي أحداً بشكل مطلق ، كما أنني لست أفضل من أحد بشكل مطلق . # ما أحب أعمال طلعت سقيرق إليك ؟ القصيدة الصوفية 1999 ، التي تناولت السطر المدور ، وقصيدة وطنية إنسانية ، وهي أول قصيدة تكتب كاملة بالسطر المدور ، وحكي عنها كثيراً لذلك هي قريبة إلي كثيراً ، ولم يبق وقتها في الأسواق أي نسخة مطبوعة بوقت قصير جداً . الديوان المفتوح زمنياً، وهو عبارة عن بطاقات الذي صدر تقريباً خلال خمس سنوات ، ما يقارب 18 بطاقة سنوياً، هذا الديوان انتشر بشكل كبير جداً وخاصة بين طلاب الجامعات .... # ماذا يحب أن يقول طلعت سقيرق من خلال مؤسسة القدس للثقافة والتراث ؟ علينا أن نؤمن دائما بأن فلسطين هي فلسطين العربية ولا يمكن أن تكون إلا عربية ، فلسطين كاملة من الشمال إلى الجنوب ، ولن نترك حبة رمل واحدة مهما حصل . حوار : عبد الله قنديل |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify] الأستاذ الغالي مازن شما الشاعرة الأستاذة غادة فطوم الأديبة الأستاذة ميساء البشيتي كل الشكر والتقدير لإضاءاتكم القيمة لم يتوقف الابتكار عند الأديب الموسوعي الشاعر الكبير طلعت سقيرق عند القصيدة المدورة والومضات واسمحوا لي هنا أن أسلط الضوء على جانب آخر من أساليبه المذهلة في الابتكار والتجديد الذي لم يسبقه إليه أحد داخل الشاعر طلعت سقيرق في قصيدته " صرت في الخمسين " بين فاعلاتن ومتفاعلن في قصيدة واحدة، والعجب أن فاعلاتن متداخلة بشكل ما مع متفاعلن، حين انتبه إلى هذا التشابه فشابك بين بحرين في قصيدة واحدة وقد كان دائم التجديد والشعور بالجمال يملأ كيانه صرتُ في الخمسينَ فاتئدي قليلا ... صار قلبي فضة ً ودمي نخيلا .. كلما يممتُ نحوك عدت من شوق قتيلا تطلبين الوجدَ خيلا أيّ ُخيل ٍ !! تلك نار العمر ِ قد مدّتْ على سكك ِالهوى من قبل أن ألقى النوى في كلّ ثانية ٍ صهيلا مرّت الأيام ُ وانكسرتْ وسالتْ!!.. ها أنا أمشي إليك ِ ولست أدري أيّنا ضلّ السبيلا أرتدي كفيك في برد الشتاء ِ وأمتطي في ليلة الحنّاء ِ من مطر ٍ ذهولا .. *** كلما ذاب السؤالُ يشدّني همس ٌ فأضحك من نهاراتي وليلي أرتجي حدّ الجواب ِ فتهطل الدنيا على سقف الأصابع عريها وتمرّ في البال الظلالُ وأنحني فوق الرصيف لعلّ َ دقات الخطى تبني على حرف ِ الشبابيك انتظارات ٍ تطول إذا مررتُ وتضحك الدنيا قليلا آه كم تاهتْ خطايَ وما وجدتُ بطول هذا العمر ِ في برٍّ وصولا *** خبئيني حاولي أن تعبري ضلعين مني واحضنيني واسكني جلدي ولحمي وانتباهاتي وعريي واصهلي بين الكريات انتشاءً مستحيلا ربما من ثلج هذا العمر ِ من شك ٍ وآه ٍ أرتدي بعض اليقين ِ فخبئيني خبئي وجدا جميلا *** صرت في الخمسينَ والأيام ما عادت بكفّي صرت في الخمسين َ أصرخ من جراح الروح ِ من أعماق قلبي هل ترى أبقى الزمان لشعلة الشعر البهيّ لبسمتي بعض الذي في العمر يكفي؟؟!!.. صرت في الخمسين فاقتربي طويلا أو ..طويلا كي أحسّ بنبضة ٍ تجتاح حرفي ... ترجع الزمن الذي ولّى قليلا... أتمنى من النقاد والشعراء الكرام التوقف معي قليلاً عند هذا التشابك وإبداء الرأي به لو أمكن [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
1 مرفق
[frame="13 98"]
رؤية تشكيلية في الديوان المفتوح زمنياً ومضــــــــــــــــــات - بطاقات للشاعر الأديب طلعت سقيرق بقلم : فتحي صـــالح [align=justify]حين كان الشعر قد دخل روحي خلسة دون أن أشعر ، و قد بلغت الرغبة حد البوح في عالم يراك فيه الآخرون غريب الأطوار فلا بد من الكتابة ، و لأن المشهد السياسي و الاجتماعي و بوجود موهبة أخرى دفعتني بقوة أكثر نحو التعبير اللوني – عالم الفن التشكيلي – كان لابد من التعويض ، و من المصادفات الطريفة أن يأتي هذا التعويض من خلال مبدع آخر يحتاج إلى تعويض من نوع مكمل ، فالشاعر الذي عشق الرسم و لم يتقنه وجد في الفنان التشكيلي ذلك الجزء المتمم ..هكذا في العام 1991 كانت بداية التماهي الروحي بيني و بين الشاعر طلعت سقيرق . و هنا لا نية لي في استعراض كنه الصداقة المثالية بيننا ، و إنما التلويح بالعلاقة التشكيلية الأدبية بنموذجها الشعري لدى صديقي الذي كانت لنا تجربة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي و العالمي . ديوان شعري مفتوح زمنياً يمكن الإضافة إليه في أي وقت تحت عنوان – ومضات - ، الديوان ليس له دفتين تجمعانه في صفحات متسلسلة كما هو معروف ، و إنما هو بطاقات بريدية يجتمع فيها الشعر و الرسم على وجه واحد ضمن تكوين فني متناسق ، و يمكن تداولها بشكل منفرد ... اتفقنا أن تكون المرحلة الأولى على خمس سنوات ، كل عام نضيف مجموعة مكونة من ثماني عشرة بطاقة و حدث ذلك منذ العام 1996 إلى العام 2000 ضمناً حيث صدر من الديوان خلال هذه الفترة ( 88 ) ثمان و ثمانون بطاقة مطبوعة أتبعناها بـ ( 25 ) خمس و عشرين أخرى لم يتسن لنا طباعتها .. و كنا قد اتفقنا قبل رحيله بأسابيع أن نستأنف تجربتنا ببطاقات كاملة الألوان – البطاقات السابقة كانت بلون و لونين .. هذه المقدمة تمهيد لكي أتحدث عن الجوانب التشكيلية في النصوص الشعرية لهذا الديوان ، لا بصفتي شريكاً و إنما بصفتي ناقداً تشكيلياً ... سألته ذات لقاء : هل حاولت أن ترسم ؟!! أجاب : ( مع أنك فنان تشكيلي يا صديقي فما توقعت منك هذا السؤال .. كنت دائماً أحب الرسم ، و أكاد أقول أعشقه ، لكنني ما استطعت أن أرسم .. أنت تستعمل الريشة و الألوان و تستطيع أن تجيد .. أما أنا فألجأ إلى الكلمات ، أستطيع من خلالها و بها أن أرسم و أجيد ... الشعر رسم .. أو هو أقرب الفنون إلى الرسم .. ) طالما سألت نفسي كفنان ، كيف أقرأ القصيدة لأترجمها بصريا ؟!! .. يأتيني الجواب من داخلي : كيفما تشاء .. و استحضرت رؤية الناقد البلغاري بوغوميل راينوف ( بأن التعامل مع الفن أمر مشيئي ، كل عنصر من عناصر الطبيعة قد يحطم عفوية التلقي ، أما القواعد فهي دائماً شكل للطبيعة الذهنية .... و المهم في النهاية هو ليس كيف ننظر بل ماذا نرى ..) .. و أول ما نراه في ومضات الشاعر طلعت سقيرق هو جمالية التصوير و جمالية التصور الذهني للمفردات التي تعكس صوراً تشكيلية تمثل نموذجا نظرياً أو قاعدة للتمثيل البصري ، فالصور الذهنية المتلاحقة هي مشاهد يمكن اختزالها في صور بصرية ملونة بصيغ تعبيرية رمزية ، أو سريالية خيلائية ، أو حتى واقعية .. في النموذج التالي توصيف بصري مقترح لإحدى قصائد الديوان : [/align] [table=99%][tr=tcat][td]القصيدة / بعنوان – المحبة -[/td][td]توصيف بصري مقترح[/td][/tr][tr=alt1][td]روحي المحبّةُ و الصّفا[/td][td]طائر أبيض منقى بالثلج و البرد[/td][/tr][tr=alt2][td]لا وقت عندي للعتابْ[/td][td]يطير بعيدا عن أسراب طيور سوداء[/td][/tr][tr=alt1][td]ما أجملَ العمرَ الذي فيه المودة و الشّبابْ[/td][td]الطائر يتجه نحو الأفق الرحب يصفق بجناحيه القويين فيبرز الألق و العنفوان[/td][/tr][/table]:nic39: [align=justify]التعبيرية في التشكيل هي أن تبالغ في التوصيف من خلال تضخيم و توسيع فسحة المشاعر و الانفعالات المنعكسة في الصورة البصرية و ويظهر ذلك أكثر من خلال الألوان المعبرة عن تلك الحالات و من خلال الخطوط التي تشتد قوتها ... في الديوان – ومضات - تعبيرية الصورة الذهنية في أحيان كثيرة مركبة و متداخلة في تصورات يخلقها برهافة ، نموذجها في القصيدة التالية بعنوان ( غريب ) : غريبٌ أنا و ارتحالُ السنينْ يقصُّ جناحي و لا يستكينْ يبعثرُ ريشَ المنى هازئاً و عمري على كلِّ سطرٍ أنينْ تعبتُ و نصلُ الهوى قاتلٌ يجرُّ بقايا فؤادي الحزينْ الغربة و الارتحال ، قص الجناح ، عدم الاستكانة ، بعثرة الريش ، الهزء ، الأنين ، التعب ، القتل ، الجر ، الفؤاد الحزين : في الترجمة البصرية كل هذه التوصيفات صور تعبيرية يمكن إسقاطها من خلال التعبير باللون و الخط كحالات انفعالية شديدة الـتأثير النفسي في المتلقي البصري .. الرمزية في التشكيل هي أن ترسم عنصرا ما لتستعير صفته و تسقطها على عنصر آخر تضمره في نفسك بصفته عرفاً أو خلقاً ابتكارياً ، فالشمس عرفاً في الثقافة العربية و حتى العالمية هي رمز للحرية ، و الحمامة البيضاء رمز للسلام ، و الأسلاك الشائكة رمز للأسر ..... الخ ، حينما أرسم شخصاً تحت طاولة مسئول قد أرمز به لشخص بعينه أو أرمز لظاهرة متفشية – التبعية و تمسيح الجوخ مثلاً ... – و قد يتداخل المعنيان في انتقال من الخاص إلى العام و هذا ترميز ابتكاري .. ابتكارية الرمز لدى الشاعر طلعت سقيرق تطغى لأنه مبدع استثنائي سآخذ نموذجها عبارات من قصائد مختلفة : ( شبابيك التمني ، تاج الغرام ، مفاتيح روحي ، خطوتي أكبر من كل الأرصفة ، شفتاي قيثارة و نغم ، تفاح الصباح ، شعلة نفسي ، أذوب على جمر همي ..... ) .. و هنا سأترك الاحتمالات مفتوحة على التأويل ، فلكل منا تفسيراته الخاضعة لطبيعة ثقافته و مدركاته ، يهمني هنا توصيف المدرك السمعي كتأويل بصري قابل للترجمة التشكيلية ... الواقعية في التشكيل هي أن تجسد فكرتك باستخدام عناصر واقعية منطقية ، و للواقعية هنا أنماط منها ، الواقعية الكلاسيكية و الواقعية الفوتوغرافية ، و الواقعية التعبيرية ، و الواقعية المبسطة .. و لست هنا بصدد الشرح التفصيلي ، و إنما عمومية الفكرة حيث نجد في قصائد صديقنا الشاعر طلعت أن الواقعية بصيغتها الواضحة قليلة ( صدمني أحد المارة و مضى ، كانت الوجوه أكثر ألفة ، مد يده و صافحني ، فرد العصفور جناحيه .... ) . و القلة هنا أمر طبيعي لأنه مبدع حقيقي و هو يرى ما وراء الواقع من إذهال و سحر و هذا يقودني بشكل أو بآخر إلى الصورة السريالية الخيلائية في تجربته الشعرية عامة ، و في ديوانه – ومضات – المفتوح زمنياً خاصة .. السريالية في التشكيل بوصفها المبسط هي أن ترسم عناصر واقعية و تركبها تركيباً خيلائياً كما في الأحلام و أحلام اليقظة ، أن تحلق بخيالك في اتجاه الابتكار بعيدا عن كل الضوابط ، و ما أكثر هذه الصور لدى صديقنا بصيغ أشد تعقيداً و تداخلاً ( غيبت وجهي بين صدرك و السماء ، كنت بينك و المرايا زهرة في كوب ماء ، يداك من ذهب الربيع ، الشارع معلق على حبل المطر ، فواصل الوقت تستريح ، من شطحة الحلم البعيد ، أدخل لحم المسافات ، سلة الحزن استفاضت ....... ) الزمان و المكان في البطاقات مبنيان على الانفتاح المطلق فلا حدود لزمان ، و لا أرض محددة يقع فيها الفعل و الحدث ، الأفق رحب و ممتد و واسع وسع الروح و وسع الخيال الجانح للمدى ، دليل كونية المحتوى .. كونية العلاقة الإنسانية ، في البطاقات شعور بالدفء و التحليق ، شعور بالآخر القابع في أي مكان من الكون ... التناص بين اللوحة و القصيدة : تارة أرسم اللوحة و هو ينظم القصيدة بناء عليها ، و تارة هو ينظم القصيدة ثم أرسم أنا اللوحة و هنا مجازاً أطلقت على هذه العملية اسم التناص مستعيراً ذلك من التناص في الشعر و الأدب و أنا لا أدعي أن التناص متطابقاً كلية في البطاقات بين اللوحة و القصيدة لأنني من جهتي كنت أستلهم القصيدة و أبني عليها تداعيات أجسدها في هيئة ألوان ، و يمكن أن أدعي أن صديقي كان يفعل ذلك و هذا ما أعتبره تناصاً إلهامياً تكون فيه القصيدة محرضاً و سبباً في خلق اللوحة و كذلك اللوحة محرضاً و سبباً في خلق القصيدة ، و من ثم يتماها الخلقان في شكل بطاقة ... لحظة تأمل خيلائي في الديوان الزمني : تقول النظرية: إن النقطة لا أبعاد لها ، فإذا تحركت في مسار شكلت خطاً ، و الخط إذا انسحب شكل مساحة ، و المساحة أذا انسحبت شكلت حجماً أو كتلة ، أما الكتلة إذا انسحبت فهي تتحرك من مكان لآخر و هذا الانسحاب يحتاج لزمن ... النقطة بلا أبعاد ، الخط له بعد واحد نطلق علية البعد الأول .. المساحة لها بعدان العرض و الارتفاع و نطلق على الارتفاع البعد الثاني .. الكتلة لها ثلاثة أبعاد العرض و الارتفاع و العمق و نطلق على العمق البعد الثالث .. أما الزمن فهو البعد الرابع و هو بعد مستمر عداده لا يتوقف عند حدود ... يتساءل واحد من أصدقاء الشاعر إلام ترمي ؟!! و ما علاقة هذا بصديقنا و ديوانه ؟!! .. أجيبه : تأمّل في هذا التحليل : [/align] [table=99%][tr=tcat][td]البعد[/td][td]المعادل الشعري[/td][td]التوصيف العلمي[/td][td]التوصيف الأدبي[/td][/tr][tr=alt1][td]بلا أبعاد[/td][td]يداكِ[/td][td]نقطة[/td][td]كلمة[/td][/tr][tr=alt2][td]البعد الأول[/td][td]يداكِ من ذهبِ الربيعْ[/td][td]مستقيم[/td][td]شطر[/td][/tr][tr=alt1][td]البعدان : الأول و الثاني[/td][td]يداكِ من ذهبِ الربيعْ تنقِّطان شمساً على صدري أستقلُّ الدروبَ و أمضي خطوتي أكبرُ من كلّ الأرصفهْ عينايَ شجرتانِ تضحكانْ .. شفتايَ قيثارةٌ و نغمْ ... كمْ أنتَ جميلٌ أيُّها العالمْ و كم في القلبِ من تفّاحِ الصباحْ[/td][td]سطح[/td][td]قصيدة[/td][/tr][tr=alt2][td]الأبعاد : الأول و الثاني و الثالث[/td][td]المجموعة الأولى عام 1996[/td][td]حجم[/td][td]مجموعة[/td][/tr][tr=alt1][td]كافة الأبعاد :[/td][td]كافة المجموعات و هي خمس منذ العام 1996 حتى العام 2000 و مازال الديوان مفتوحاً[/td][td]زمن[/td][td]ديوان لا ينتهي من العطاء[/td][/tr][/table][/frame] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]في مثل هذا اليوم، الذي يكمل فيه غياب مبدع حقيقي مثل الراحل المرحوم طلعت سقيرق ستة شهور، مبدع ترك وراءه إرثاً أدبياً وثقافياً ووطنياً وإنسانيا لا يمكن اغفال أهميته في الساحة الأدبية ، أريد أن أنقل صورة عما يعتمل في خاطري تجاه إرثه الأدبي والإنساني، الذي حتى اللحظة لميساعدني وقتي ولا حظي في قراءته كاملاً، نظراً لغزارته، وتنوعه، وتفرده. للصديق الراحل طلعت سقيرق خصوصية غير خفية في تعاطيه مع إبداعه وربما مع الحياة بأكملها، فهو ينتقل بسلاسة غريبة من الشعر للقصة، إلى الرواية، إلى النقد، وفي كل مجال منها يبرز قلمه كقلم مبدع متميز في أدائه، كما ينتقل بالسهولة ذاتها من الساخر إلى الجاد، ومن الوطني إلى العاطفي، وكأنه يثبت أن الابداع لا حد له ولا حواجز في ملكاته. الوطن حاضر بقوة، والمشاعر الوطنية التي تلتهب في قصائده سواء المغناة او غير المغناة، تنفث بريقها في صدر القارئ، وتمنحه دفء وطن. فيما تحضر المرأة بشفافية غريبة في شعره، وفي القصة، وفي سائر كتاباته. أتساءل أحياناً، كيف استطاع أن يخلف لنا المبدع الراحل زخماً كبيراً مثل الذي خلفه؟ ومتى استطاع كتابة كل ما كتبه؟ هل كان يعرف أنه رحيله سيكون مبكراً فآثر أن يكرس وقته لعطاء يتركه لنا بعد أن يرحل؟وللحقيقة يؤسفني أن الشاعر الراحل لم يأخذ حقه فقد كان يستحق أن يتبوأ مكاناً يتربع فيه على عرش الابداع، فقد كان مجدداً بقصيدته الصوفية، وبكتاباته، وبرسائله الأدبية المطبوعة ككتاب يستحق الوقوف عنده لوقت طويل، تلك التي تركها ورحل. هذا الصديق المبدع، المخلص، الراقي، ترك فراغاً ورحل، فقد كان إنساناً نبيلاً فريداً، وصديقاً لا يمكن تعويضه، لا يتوانى في السؤال والتفقد، يملك حيزاً من الطيب والرقي والنبل يجعل الحواجز تسقط تلقائياً في حضرة رقيه ونبله. للراحل كل الرحمة، ولعائلته وللمبدعة الرائعة هدى الخطيب محبتي واحترامي. لبنى ياسين[/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
مساء الخير
قبل أن أعرف موقع نور الأدب، وصلتني بعض قصائد الشاعر طلعت سقيرق كالكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، وذلك في ظل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية " انتفاضة الأقصى " ، لكن مع الأسف الشديد لم يكن ينسب العمل إلى صاحبه! من الواضح أن الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق هو شاعر وأديب أحب عمله لدرجة أصبح هو وعمله كياناً واحدا لا ينفصلان عن بعضهما... بمعنى أن أدب طلعت سقيرق كان يمثل رؤيته ومشاعره واتجاهاته وقيمه وميوله ونظرته لكل ما يدور حوله من أحداث أو أشياء، كانت أعماله تعبر عن فلسفته الخاصة بالاضافة الى القيم الانسانية المفقودة، وكانت أعماله أيضاً وسيلة مهمة لنقل رسالة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لكل من يعنيه هذا الأمر....لقد كان دفاعه مستميتاً عن الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني، وكان جريئاً عند حق شعبه في المقاومة والصمود بشكل لا يقبل الحلول الوسط! والجميل أنه كان يحاور بالمنطق ويدافع بالمنطق، ومثال ذلك المقدمة التي أوردها الأستاذ مازن شما من الكتاب الفلسطيني والتي فيها تفنيد لحق إسرائيل في الوجود على أرضنا... لقد تعامل مع الأدب بروحه الحقيقية، فهو وسيلة الاتصال الأسمى وهو وسيلة راقية من وسائل الاتصال الإنساني.، وقد وظفه بكل ما أوتي من قوة كي يحقق الغرض الأساسي وكي يؤثر في الملتقى أعظم تأثير... ومن نقاشكم وكلامكم حول محاولاته الإبداعية لصنع قوالب أدبية جديدة لأول مرة ، أدركت أنه كان يحاول أن يبحث ويبتكر أساليب جديد تلبي طموح ثورته الإبداعية ومشاعره الجياشة وأفكاره التي تتوالد كأنها سلسلة من الإنفجارات المتسلسلة التي لا تتوقف عن الإبداع والتنوع وتغطية مجالات أدبية كبيرة وعديدة، ولربما إن أعطيت تجاربه حقها وأعماله لاقت ما تستحقه من اهتمام سنكتشف مناجم من الإبداع قد تؤسس لمدرسة أدبية إبداعية في المستقبل وتحتاج لمستكشف جريء يكمل الطريق ويبني على القواعد التي أسس لها شاعرنا الرائع حتى تؤتي هذه الجهود أكلها وتضيف شيئاً جديدا للواقع الأدبي العربي ... ولابد لي أيضاً أن أتطرق إلى سؤال الأستاذة هدى حول تقصير المؤسسات الفلسطينية الرسمية في شاعرنا سقيرق، أؤكد على هذا الكلام ، وأقول لك أستاذة هدى أن حمى التعصب الأعمى قد أصابت معظم النخبة الحاكمة على طرفي الحكم في الضفة وغزة، كل يغني على ليلاه ، والحزبية أصبحت كالمرض! ورب ضارة نافعة، لأن طلعت سقيرق لم يكن حزبياً فهو لم يرى الأمور بمنظور الرجل الحزبي! فالإنسان الحزبي حينما يكتب تجد أن ميوله واتجاهاته تأخذه باتجاه تبرير الأخطاء والدفاع عنها طالما أن من ارتكبها هم أهل حزبه ونخبتهم الحاكمة.. وللأسف تجد هذا الحزبي فيما بعد يناقض نفسه حينما يلوم غيره على هذا العمل الذي مدحه فيما سبق! وأنا سعيد بأني هنا أمام أديب فلسطيني له وجهة نظره المستقلة ورؤيته الاستبصارية التي تسبق الكثير من أقرانه بعشرات السنين الضوئية، فالحزبي يا أستاذة هدى لا يرى أبعد من نانومتر واحد! ومع الأسف منذ استشهاد عرفات وياسين رحمهما الله ، شعرنا بتفشي هذا المرض.... بالطبع لقد نأى شاعرنا بنفسه عن تبني توجه أي حزب، وكان يمجد الصواب ويبين الخطأ أياً كان مصدره وكم أحوجنا إلى الكثير من أمثاله في مثل هذه الظروف التي انقسم فيها الوطن وأبناؤه على سلطة تحت احتلال! أما بخصوص أدب المقاومة، فهذا الرجل صادق وأي إنسان يستقبل أشعاره وكتاباته سيعرفه أنه صادق، وسيشعر بدفقة مشاعر إنسانية ووطنية ستدخل قلبه دونما استئذان، وبالتالي هو بالنسبة لي مقاوم ومناضل لا يقل نضالاً ومقاومةً عن العسكري في الميدان... بل إنه كان يدعو باللتي هي أحسن، ينتقد بأدب وأخلاق وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويغار على وطنه وشعبه بشكل قلما نجد له نظير ويخاف على مستقبلنا يحذرنا يوجهنا ويفعل كل ما يستطيع من أجل قضيته.... رحم الله شاعرنا القدير... واعتذر فأنا لست ناقداً حتى أطرح رأيي بشكل علمي متخصص لكني هنا تكلمت كإنسان وصلته رسالة الأديب طلعت عبر نصوصه الأدبية شكراً لكم فرداً فرداً وسأهتم بقراءة كل ما يكتب هنا حرفاً حرفاً وكم سررت بالنص الني أوردته أختي العزيزة هدى قبل قليل والذي أعجبني كثيراً نصاً ومحتوى وشعوراً وكانت موسيقاه عذبة رائعة وأنا أقرؤه بصوت مرتفع... تحياتي لكم |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
اقتباس:
[gdwl] لقد تعمّد الفقيد طلعت تنوع التفعيلات على مستوى هذه القصيدة دون أن يُفقد قصيدته وحدة الشعور أو وحدة الخيال أوتجانس الإيقاع! فمثل هذه المحاولة تذكرنا بمحاولة السياب في ركوب البحور الممتزجة تبعا لمعادلة تحقّق الفرضية التي يقوم عليها الإطار الموسيقي للقصيدة فرضية ممكنة صحيحة ! لأننا حين نقرأ القصيدة في وحدتها، ونستأنس بقراءتها إلى آخرها، نكون قد قرأناها في إطارها التشكيلي الموسيقي لأنّ صورتها العروضية هي: فاعلاتن فاعلاتُ مفاعلاتن *** فاعلاتن فاعلاتُ مفاعلاتن 13 حرفا متحركا + 8 أحرف ساكنة = 13 حرفا متحركا + 8 أحرف ساكنة (في كل مقطع شعري) كما نلاحظ إمكانية قراءة التفعيلات على نحو آخر: فاعلنْ مُتْفاعلن مُتَفاعلاتن فاعلن متْفاعلن متْفاعلات وهكذا مع هذا الإيقاع النغمي : 21 حرفا بين متحرّك وساكن في كل (شطر) وكأنّ الشاعر كيميائي يحضّر محلولا جديدا يمكن تناوله بطريقة أسهل وألذّ!!! ولا شك أن الشاعركذلك تعمّد الهرمونية الشعرية فمازج بين تفعيلات متجانسة متقاربة ، مما أكسبها إيقاعا متميزا، لأنه لجأ أصلا إلى مبدإ التنويع لأنّ لذلك علاقة مباشرة بأوجه الدلالة...فحقّق التناظر والتناغم والتناسب وذلك يحسبُ له كلمسة إيقاعية فيها جمالية مقنعة!!![/gdwl] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
خسرناك يا مذهل الإبداع وخسارتنا فادحة
لو كان الشاعر طلعت سقيرق في بلد أجنبي بكل هذا الإبداع المذهل لكان الجميع حوله مبهورين .. لكن للأسف كل شيء عندنا يتبع للسياسة ومن فلسطينه هي الانتماء يجري طمس مكانته عن قصد!! يكفي طلعت سقيرق بالاضافة لشعره المذهل أنه لم يتوقف فقط عند الشعر وهذا ما يجعله أكبر من كل الشعراء الذين سلطت الأحزب عليهم الأضواء، فهم اكتفوا بالشعر وتفرغوا له وهو خاض وأبدع وتميز في كل الأجناس الأدبية وكان ضمير فلسطين وقرب بين فلسطينيي الشتات والداخل نذر حياته لهذا الأوار المتوهج ولتلك الثورة الجامحة التي اجتاحت أرض فلسطين المحتلة عام (1987)م، والتي أطلق عليها اسم (الانتفاضة) أو (ثورة الحجارة) والتي كان وقودها أطفال بعمر الزهور، حملتهم أجنحة ملائكة، وتهاووا بأجنحتهم الغضة تلك كما يتهاوى الفراش على اللهب المقدس، لهب النار الخالدة التي سيظل شعبنا وقودها إلى أن تتحرر الأرض، وتعود لها حريتها المقدسة، وشعبها الأبي المشرد، صاحب الحق، مهما تكالبت عليه قوى الشر والطغيان. سأتوقف عند دراسته: " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " تقع الدراسة في (189) صفحة من الحجم الكبير. وتكلمت بوعي وصدق عن الشعر الفلسطيني المقاوم، الذي ارتفعت أصواته بعد عام 1967م. بعد أن عمَّ الخطب واحتلت أرض فلسطين بكاملها، ووقع ما تبقى من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في براثن الصهاينة، إضافة إلى أولئك الذين كانوا قد وقعوا في غيابة الأسر منذ عام 1948م. لقد استثنى الشاعر (طلعت سقيرق) الحديث عن الجيل الأول من شعراء المقاومة كمحمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وحنا أبو حنا، وسالم جبران وغيرهم. لأن أولئك الشعراء لقوا حفاوة كبيرة سواء من الناشرين في البلاد العربية، أو من الدارسين والنقاد، فذاعت شهرتهم وعلا صيتهم في كل مكان من أنحاء الوطن العربي الكبير، وأصبح شعرهم مألوفاً لدى القراء من جميع الأعمار. ولذا قصر الشاعر دراسته على الجيل الثاني من الشعراء الذي جاؤوا في أعقاب أولئك، ونموا في ظلهم واتكؤوا عليهم، حتى أصبحوا بمثابة الرواد الأوائل لشعر المقاومة، واستطاعوا من جراء الأضواء المسلطة عليهم من حجب شعراء الجيل الثاني، وتركهم في الظل إلى أمدٍ ليس بالقصير. وهذا ما شعر به الشعراء الأوائل أنفسهم، فجعل (محمود درويش) يصرخ بملء فمه: "أنقذونا من هذا الحب القاسي". أو يقول: "لسنا أهلاً للتقديس في زمان لا يجوز فيه التقديس. "أو قوله: "إن وتيرة الحب قد أوصلت بعض المراقبين في العالم العربي إلى محاولة وضع شعرائنا ليس في مكان أوسع منهم فقط، وإنما إلى محاولة وضعهم على امتداد مساحة الشعر العربي المعاصر بحيث يغطونها كلها". وجاء (طلعت سقيرق) ليرى أن الشعر المقاوم يحتل مساحة أكبر من أن تكون وقفاً على عدد معين من الشعراء، ولذا كانت هذه الدراسة الشاملة، التي أعادت الحق إلى ذويه، من شعراء الجيل الثاني، الذين كادت شهرة روادهم أن تطمسهم إلى الأبد. ولذا فقد بذل مؤلف الكتاب جهداً كبيراً بحق، وظل طيلة عشر سنوات يتابع هذا الشعر في مظانه.. إذ بدأت رحلته مع هذا الشعر منذ عام 1979م. حيث تعرف في ذلك العام إلى أصوات شعرية، لم يكن على معرفة بها من قبل. وهذا ما جعله شديد الميل إلى متابعة ذلك الموضوع للتعرف على المزيد. واكتشفت فيما بعد أن هناك أسماء كثيرة تساهم في مسيرة الشعر الفلسطيني، وإن كنا لا نعرف عنها شيئاً. يقول (طلعت سقيرق): "منذ عام 1979م. بدأت ومن خلال زيارات متعددة ومتواصلة لمؤسسة الأرض الفلسطينية بدمشق، أعمل على نقل كل قصيدة كنت أقرؤها في صحيفة (الاتحاد) أو في مجلة (الجديد) الصادرتين في مدينة (حيفا) المحتلة، وكنت أتعامل مع كل قصيدة بفرح وشوق لأنها تحمل الجدة والإضافة بهذا الشكل أو ذاك.. كنت أنقل بخط يدي دون كلل أو ملل وكانت الأوراق تزداد شيئاً فشيئاً، بعدها أخذت ومن خلال معايشة كل قصيدة، في التعرف إلى هذا الشاعر أو ذاك، وشعرت أنني أقيم صداقة خاصة مع كل واحد منهم، كانت القصيدة يداً تستطيع أن تمتد لتصافح وتقول بعمق التواصل، وكانت المفردات قلباً يستطيع أن ينبض ليعبر بصدق عن مشاعر صاحبه، ولشدة إحساسي بالقرب من هؤلاء الشعراء، آلمني كثيراً موت الشاعر "هايل عساقلة" إثر مرض عضال، وكأنني أعرفه معرفة شخصية حميمة. لم تكن العلاقة علاقة دارس شعراء يتعرف شعرهم من خلال قراءة الصحف والمجلات، وكانت علاقة تحمل الكثير من المعاني النابضة بحب الوطن "واستمر (طلعت) على جهده ذاك، حتى تجمع لديه عدد كبير من القصائد، التي صاغ حولها مقالات كثيرة، الواحدة تلو الأخرى، وهداه تفكيره أخيراً إلى جمع كل ذلك في كتاب ليستريح جميع أولئك الشعراء في ظلاله إلى الأبد، فكان هذا الكتاب. رتب المؤلف كتابه في ثلاثة أبواب: 1-الباب الأول: وهو بعنوان "أقانيم الثبات" تحدث المؤلف في فصوله الثلاثة عن موضوعة الأرض ومستويات التداخل، ثم عن الشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة، ثم عن الدخول في مسافة الحلم. 2-الباب الثاني: وجعله بعنوان "الانتفاضة وانعكاساتها" وقد تحدث فيه عن تعامل هؤلاء الشعراء عن موضوعة الفعل المتوهج عطاءً في الوطن المحتل، وقسمه إلى فصلين: أولهما: الانتفاضة وصورة التوهج، وثانيهما: الانتفاضة والشخصية القصصية في الشعر، وهو ما شكل كما –يقول المؤلف –ملمحاً هاماً من ملامح القصيدة عند شعراء الجيل الثاني. 3-الباب الثالث: وجعله تحت عنوان "ملامح فنية" وتحدّث في فصلين عن المعجم الشعري ومستويات المفردة، والرسم بألوان الطبيعة ودفء المشاعر، وهو ما شكل برأي المؤلف دراسة حاولت أن تنظر إلى الملامح الفنية بعيداً عن أية صورة تقليدية سابقة. كما ألحق بالدراسة ملحقين هامين: قدم في الملحق الأول تعريفاً بالأسماء الواردة في فصول الكتاب، بقدر ما توافر له من معلومات، فكان الملحق معجماً مستقلاً ضمّ أكثر من أربعين ترجمة قصيرة لشعراء الجيل الثاني من شعراء المقاومة. أما الملحق الثاني فخصّصه المؤلف لنماذج شعرية لبعض أولئك الشعراء الذين دارت الدراسة حولهم. تقع الدراسة في (189) صفحة من الحجم الكبير. وتكلمت بوعي وصدق عن الشعر الفلسطيني المقاوم، الذي ارتفعت أصواته بعد عام 1967م. سأتوقف مع ما كتبه الشاعر خليل خلايلي عن هذه الدراسة: (( بعد أن عمَّ الخطب واحتلت أرض فلسطين بكاملها، ووقع ما تبقى من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في براثن الصهاينة، إضافة إلى أولئك الذين كانوا قد وقعوا في غيابة الأسر منذ عام 1948م. لقد استثنى الشاعر (طلعت سقيرق) الحديث عن الجيل الأول من شعراء المقاومة كمحمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وحنا أبو حنا، وسالم جبران وغيرهم. لأن أولئك الشعراء لقوا حفاوة كبيرة سواء من الناشرين في البلاد العربية، أو من الدارسين والنقاد، فذاعت شهرتهم وعلا صيتهم في كل مكان من أنحاء الوطن العربي الكبير، وأصبح شعرهم مألوفاً لدى القراء من جميع الأعمار. ولذا قصر الشاعر دراسته على الجيل الثاني من الشعراء الذي جاؤوا في أعقاب أولئك، ونموا في ظلهم واتكؤوا عليهم، حتى أصبحوا بمثابة الرواد الأوائل لشعر المقاومة، واستطاعوا من جراء الأضواء المسلطة عليهم من حجب شعراء الجيل الثاني، وتركهم في الظل إلى أمدٍ ليس بالقصير. وهذا ما شعر به الشعراء الأوائل أنفسهم، فجعل (محمود درويش) يصرخ بملء فمه: "أنقذونا من هذا الحب القاسي". أو يقول: "لسنا أهلاً للتقديس في زمان لا يجوز فيه التقديس. "أو قوله: "إن وتيرة الحب قد أوصلت بعض المراقبين في العالم العربي إلى محاولة وضع شعرائنا ليس في مكان أوسع منهم فقط، وإنما إلى محاولة وضعهم على امتداد مساحة الشعر العربي المعاصر بحيث يغطونها كلها". وجاء (طلعت سقيرق) ليرى أن الشعر المقاوم يحتل مساحة أكبر من أن تكون وقفاً على عدد معين من الشعراء، ولذا كانت هذه الدراسة الشاملة، التي أعادت الحق إلى ذويه، من شعراء الجيل الثاني، الذين كادت شهرة روادهم أن تطمسهم إلى الأبد. ولذا فقد بذل مؤلف الكتاب جهداً كبيراً بحق، وظل طيلة عشر سنوات يتابع هذا الشعر في مظانه.. إذ بدأت رحلته مع هذا الشعر منذ عام 1979م. حيث تعرف في ذلك العام إلى أصوات شعرية، لم يكن على معرفة بها من قبل. وهذا ما جعله شديد الميل إلى متابعة ذلك الموضوع للتعرف على المزيد. واكتشفت فيما بعد أن هناك أسماء كثيرة تساهم في مسيرة الشعر الفلسطيني، وإن كنا لا نعرف عنها شيئاً. يقول (طلعت سقيرق): "منذ عام 1979م. بدأت ومن خلال زيارات متعددة ومتواصلة لمؤسسة الأرض الفلسطينية بدمشق، أعمل على نقل كل قصيدة كنت أقرؤها في صحيفة (الاتحاد) أو في مجلة (الجديد) الصادرتين في مدينة (حيفا) المحتلة، وكنت أتعامل مع كل قصيدة بفرح وشوق لأنها تحمل الجدة والإضافة بهذا الشكل أو ذاك.. كنت أنقل بخط يدي دون كلل أو ملل وكانت الأوراق تزداد شيئاً فشيئاً، بعدها أخذت ومن خلال معايشة كل قصيدة، في التعرف إلى هذا الشاعر أو ذاك، وشعرت أنني أقيم صداقة خاصة مع كل واحد منهم، كانت القصيدة يداً تستطيع أن تمتد لتصافح وتقول بعمق التواصل، وكانت المفردات قلباً يستطيع أن ينبض ليعبر بصدق عن مشاعر صاحبه، ولشدة إحساسي بالقرب من هؤلاء الشعراء، آلمني كثيراً موت الشاعر "هايل عساقلة" إثر مرض عضال، وكأنني أعرفه معرفة شخصية حميمة. لم تكن العلاقة علاقة دارس شعراء يتعرف شعرهم من خلال قراءة الصحف والمجلات، وكانت علاقة تحمل الكثير من المعاني النابضة بحب الوطن "واستمر (طلعت) على جهده ذاك، حتى تجمع لديه عدد كبير من القصائد، التي صاغ حولها مقالات كثيرة، الواحدة تلو الأخرى، وهداه تفكيره أخيراً إلى جمع كل ذلك في كتاب ليستريح جميع أولئك الشعراء في ظلاله إلى الأبد، فكان هذا الكتاب. رتب المؤلف كتابه في ثلاثة أبواب: 1-الباب الأول: وهو بعنوان "أقانيم الثبات" تحدث المؤلف في فصوله الثلاثة عن موضوعة الأرض ومستويات التداخل، ثم عن الشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة، ثم عن الدخول في مسافة الحلم. 2-الباب الثاني: وجعله بعنوان "الانتفاضة وانعكاساتها" وقد تحدث فيه عن تعامل هؤلاء الشعراء عن موضوعة الفعل المتوهج عطاءً في الوطن المحتل، وقسمه إلى فصلين: أولهما: الانتفاضة وصورة التوهج، وثانيهما: الانتفاضة والشخصية القصصية في الشعر، وهو ما شكل كما –يقول المؤلف –ملمحاً هاماً من ملامح القصيدة عند شعراء الجيل الثاني. 3-الباب الثالث: وجعله تحت عنوان "ملامح فنية" وتحدّث في فصلين عن المعجم الشعري ومستويات المفردة، والرسم بألوان الطبيعة ودفء المشاعر، وهو ما شكل برأي المؤلف دراسة حاولت أن تنظر إلى الملامح الفنية بعيداً عن أية صورة تقليدية سابقة. كما ألحق بالدراسة ملحقين هامين: قدم في الملحق الأول تعريفاً بالأسماء الواردة في فصول الكتاب، بقدر ما توافر له من معلومات، فكان الملحق معجماً مستقلاً ضمّ أكثر من أربعين ترجمة قصيرة لشعراء الجيل الثاني من شعراء المقاومة. أما الملحق الثاني فخصّصه المؤلف لنماذج شعرية لبعض أولئك الشعراء الذين دارت الدراسة حولهم. عندما وصلتني الدراسة وضمتها يداي، رحت أمشي أدراجي عائداً إلى منزلي، وأنا أشعر بأن يديّ تمسكان بكنز حقيقي، كنز طال شوقي إليه، فالشعر هنا ليس كأي شعر، بل هو الشعر الذي نبت في حواكير الجليل، وعلى مطلات الكرمل ومنحنيات الجرمق، وفي سهول فلسطين الفواحة، وفي تلك البقع المقدسة التي غادرتها صبياً يافعاً منذ سبع وأربعين سنة، ومازلت أراها في أحلامي ليلة إثر ليلة، والتي ما داهمني خطب أو تكالبت على المصائب إلا ووجدت في حناياها موئلاً وملاذاً ولو في الأحلام. إنها أرضي التي هي ليست إلا صدر أمي الحنون التي كثيراً ما كنت آوي إلى حضنها متعباً أو خائفاً أو جائعاً، فأغتدي مما تجود به من خيرات ومحقق لي ما أبتغي من طمأنينة وراحة نفس، وترفع هامتي بالكبرياء، تلك الكبرياء التي افتقدتها عندما عشت على تراب الغربة. وصلت المنزل وأخذت بالقراءة، وغصت في أعماق الكتاب فإذا بي أقع في لجة طهور، فجعلت أغتسل بها وأتطهر، فقد أعادتني إلى أحلام طفولتي المتوهجة بالحب والحنان والبراءة والطمأنينة. أنا الآن أدرج على أرضٍ أعرفها تماماً، فهي ما زالت تعيش في ذاكرتي ومخيلتي وهيهات أن تنمحي من ذاكرتي.. وهيهات لي أن أنسى لذاذاتها وأنا مازلت أتمتع برحلتي الخيالية إليها آناً بعد آن. هاهو ذا الجليل بجلاله وعظمته وروعته، وذاك هو الجرمق بجبروته وكبريائه وتلك هي الأرض المقدسة التي درجت عليها صبياً تتراءى لي وكأنها جنان الخلد، تلك هي (حيفا) وشاطئها الفضي، وتلك هي (عكا) قاهرة الغزاة وداحرة (نابليون) وتلك هي (جسكالا) تتألق كنرجسة برية، وهاهي ذي القرى تتراءى كالنجوم الزاهرة على مدى البصر، تتلألأ بضياء لا أحلى ولا أجمل. وهأنذا أشتمُّ عبير النفل وأريج الأقحوان والحبق والخزامى، فأرتمي على الأرض أشم صدرها الحبيب، وأشتمُّ تربها العجيب، فتفيض الدموع في عيني، وتسيل على خدّي حارّة حارّة. وأعود إلى حلمي فأرى شعراء المقاومة الذين أقرأ عنهم يتجمعّون ويعدون حفلاً خاصاً لاستقبالي، وأنا العائد إليهم بعد غياب قسري طويل، قسري لأنه كان فوق طاقتي ودون إرادتي. كانت وجوههم تشيح عني تتهمني بالهرب، وكان لهم الحق في ذلك، ولكنهم ليتهم عرفوا مقدار ما عانيت من آلام ومشاق خلال غيابي عنهم، ولكانوا غفروا لي خطيئتي ونسوا آثامي وتجاوزوا عن ذنبي. وكان أول من سارع إلى استقبالي ومعانقتي الشاعر (سليمان دغش) مواطني في الجليل، وابن قرية "المغار" الصامدة كقلعة صخرية. كان ما يزال على عهده يرتدي ملابسنا الوطنية التي كنا نرتديها أيام كنا صغاراً ندرج على أرض الجليل، هاهو ذا ينتحي ناحية من المرج ويستلقي على الأرض الخضراء وينشد بصوت جميل حنون: مخدتي زهر وفرشتي حشائش برية والبدر قنديل السمر وأنت لي أغنية إن جعت آكل التراب وأمضغ الحجر وإن عطشت أوقف السحاب وأنزل المطر *** لي الأرض والكروم ربيتها على يدي إن شحت الغيوم سقيتها عيني *** أنا بهثت في ضميرها البذور لتولد الأطفال والسنابل أنا وفجرت الصخور جداولاً.. جداول *** أرضي أنا أعرفها جبلت من ترابها الأصيل من شامة في خدها الجميل خضراء اسمها الجليل *** أصابعي شجر ومهجتي صخرية وأنت لي قدر يا أرض والهوية صفقت له بحرارة وهتفت من أعماقي: بوركت يا أخا العرب وبوركت أرضك ونعماً ثباتك وصمودك وجعلت أقترب من البقعة التي افترشها فمدّ لي يده مشيراً أن أقعد، فقعدت. كان يتلفت حوله بين الحين والحين، فشعرت أنه على موعدٍ مع حبيبته أو مع بعض لصحاب، فاستأذنت وهممت بالنهوض، فإذا به يتشبث بي ويشدني، ويفهمني بأنه ينتظر عدداً من رفاق الدرب الطويل وكلهم من الشعراء، وقد حان موعد وصولهم. وفي الحال تراءى لنا خيال شخص من بعيد، فأحدَّ نظره واضعاً كفه فوق عينه اليمنى وقال: هاهو قد جاء. قلت: من؟ قال: أحد أفراد خليتنا المقاومة والتي سيحضر رجالها كلهم في هذه اللحظة وستكون سهرتنا اليوم شعرية، نقول فيها ما يهدئ روعك، ويبل شوقك ويشفي غليلك، ويطمئن نفسك فأهلاً بك ومرحباً. وكان أول الوافدين الشاعر (هايل عساقلة) ثم تلاه الشاعر (منيب فهد الحاج) و(عمر محاميد) و(خالد عوض) ثم (نزيه حسون). كانت الشمس تميل إلى الغروب، وقد غمرت الأفق بحمرة قانية، ذكرتني بالدماء التي سفحت ظلماً وغدراً على تلك البطاح، وهبت نسمات بليلة آتية من الشمال، كانت جبال الجليل تموج بكبرياء، واصطفقت أشجارها بحنان، ورن صوت شبابة راع من بعيد، فزفت للغروب الحزين أعذب الألحان، في حين كانت صبية تلوح عن بعدٍ ممسكة منجلاً، وتحمل على رأسها حزمة من حشائش خضراء لخرافها الذين كانوا ينتظرون عودتها على شوق، كان صوتها الجميل ينطلق بين الحين والحين ببيت عتاباً فتنصت لها التلال والوهاد، ويحمل النسيم العليل تموجات صوتها العذب إلى آذاننا شهياً كسمفونية خالدة. أنصت الجميع وكنت أكثرهم إنصاتاً، وبقينا في جلال صمتنا ذاك إلى أن توارت الصبية عن أنظارنا، وغابت في ظلال أشجار الزنزلخت التي تظل الطريق. وقف (هايل عساقلة) وألقى كلمة ترحيبية مقتضبة، ثم أنشد بصوت حنون متوهج، كان يلتقط أنفاسه بين الحين والحين، وتظهر على محياه آثار التعب، لم كن أعرف أن السلطان كان يعيث في أحشائه. ذي فلسطين التي نعبدها سواها جنة لا نعبد كل نجم في سماها قبلة كل شبر في ثراها عسجد بنيت من أضلعي ساحاتها وعلى الصدر تعالى المسجد وتخونه ذاكرته فإذا به ينتقل إلى أبيات أخرى فيقول: وتنمو الدوالي على راحتي وظل الدوالي على منكبي وتشدو العصافير صبحاً وعصراً ويعصف سهل الثرى المعشب يصفق له الجميع بحرارة، ويثنون عليه بألفاظٍ مشجعة، مثل: أحسنت أبا الهول أحسنت وسلمت. بعده وقف (منيب فهد الحاج) بقامته الفارعة، وأنشد بثقة في النفس كبيرة فقال: هنا باقون لن نرحل سنبقى فوق هذي الأرض نحيا لا نفارقها ففوق ترابها أجدادنا درجوا وغذوها بدمهم فهل نرحل؟ سنبقى فوق هذي الأرض نزرعها ونحميها بأضلعنا ونعشقها لتبقى حبنا الأمثل هنا باقون لن نرحل. شعرت بالخزي في أعماقي، وأحسست بأنه يعنيني ويغمز من طرفي، أنا المذنب الذي رحل تاركاً خلفه جنته وأرضه، فشرقت بريقي وتوردت وجنتاي خجلاً، فصرخت من أعماقي: ليتني مت قبل ذاك الرحيل يا رفاق. عاد (منيب) إلى الإنشاد: صامد كالطود شعبي صامد يأبى المذلّة والهوان راسخ كالسنديان مثل زيتون الجليل ارتاحت نفسي لنغمته الحزينة، فشعرت بأن كل أشجار زيتون الجليل، ترحب بي وتحتفي بمقدمي، وتمد فروعها لتظللني وتحميني، فهدأت نفسي، وشعرت بأنني بين أهلي وإخواني، وغاضت شجون فعلتي الشنيعة في أعماق النسيان. وهنا جاء دور الشاعر (عمر محاميد) بن (أم الفحم) البار وجعل ينشد: كان في الأرض سنابل كان حقل يمتد حتى ابتعاد الشفق كان في الحقل طيور أشجار وشمس كانت حول الشمس نجوم وأحلام عروس، ودوال عرفت الامتداد نحو الشمس والوطن المغنى حالت بين الحلم والأرض الخصيبة قبضة الريح وأسباب الرحيل لم التفتّ إلى الزحافات الواردة في بعض أبياته، وغابت تلك الأغلاط في غمرة الحلم اللذيذ. ثم وقف الشاعر (نزيه حسون) ليذكرنا بالليالي السود عندما أنشد قصيدته (تواقيع على قيثارة الأرض). في زنازين اعتقالي رغم سجاني وسجني يزهر الزيتون في زندي المقيد وعلى جدران قلبي كل زيتون بلادي كل زهر في رباها يتجدد مهما يا سجان تقسو سيذوب القلب عشقاً، وستبقى الأرض معبد. عندما انفضت سهرتنا الرائعة تلك، كان القمر يعتلي قبة السماء بهدوء عجيب ويرسل أشعته نحونا بحنوٍ ومودة، إنه قمر فلسطين الذي لا يبدو كالأقمار العادية، بل يبدو كأم فلسطينية جميلة، تبدو عليها سيماء الحزن، فتعصب رأسها بمنديل أحمر في حين تتدلى خصلات شعرها الكستنائي على فوديها وتتراءى في نظراتها أسمى آيات الحنان والحزن، أي نعم، الحزن الذي يغمر الدهور. نهضنا بتؤدة، ومشينا على طريق ترابية، تجنباً لدوريات العدو المؤللة وتلافياً لطلقات رصاصهم الغادر، وما هي إلا ساعة أو بعض الساعة حتى كنا على أبواب قرية (المغار) قرية مضيفنا (هايل عساقلة). انتبهت من ذهولي فإذا بي أستيقظ من حلم يقظة مديد –عشت معه لحظة لا أحلى ولا أجمل. فحاولت العودة إلى الحلم، ولكن هيهات فقد أفلت مني متوارياً عن مخيلتي ولم يبق بين يدي إلا الكتاب كتاب (طلعت سقيرق)... الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني. الذي حقق لي كل تلك المتع البريئة وذلك الحلم اللذيذ. أهمية الكتاب: تتمحور أهمية الكتاب حول قضيتين مهمتين لا بُدَّ لكل كتاب مهم أن يتضمنها: الأولى: هي مضمون الكتاب والثانية: أسلوب الكتاب وصياغته. 1-أما من حيث المضمون: فالكتاب يدور حول المقاومة التي هي قدرنا نحن الفلسطينيين، والتي أصبحت صفة تلازمنا مادمنا أحياء، ومادامت المقاومة قدراً لنا، فلا بد والحالة هذه إلا أن نرفدها بكل طاقتنا وفعالياتنا وإبداعاتنا الفنية والشعرية. إضافة إلى دمائنا الزكية التي بذلناها بسخاء وسنظل نبذلها إلى ما شاء الله أن نبذل، حتى يتحرر وطننا ويعود إلى أصحابه الأصليين ولذا فليس عجيباً أن نرى أنّه ما أن يغلق ضريح على جثمان شهيد حتى يتمخض رحم عن طفل يرث عبء ما لم يستطيع الشهداء أن يفعلوه ليفعله هو والأجيال اللاحقة. إذن المعركة مستمرة إلى النهاية ويخالها الناظر فيها سرمدية، وقودها الناس والحجارة إلى أن يتحقق النصر الأكيد في نهاية الدرب المديد، الدرب الذي لم يكن مفروشاً بالزهور، لأنه طريق حرية، ومن المؤكد أنه سيكون مفروشاً بالأشواك والألغام ولا بد لمن يسير عليه أن يكون مسلحاً بالوعي العلم والأثرة وحب الشهادة، التي أصبحت سمتنا منذ قرن من الزمان أو يزيد. ومضمون الكتاب كان جديداً كل الجدة على القارئ العربي لأنه يدور حول إبداعات شعرية لشعراء كانوا –على الأقل –بالنسبة لنا مغمورين، لأنهم ولدوا وعاشوا وكبروا في ظل الاحتلال، الذي فرض حولهم ستاراً حديدياً جعل من الصعب على أدبهم أن يصل إلينا إلا في أضيق الحدود... ولذا فقد طربنا له عندما وصلنا عبر تلك الحدود الضيقة لأنه جديد علينا وحبيب إلينا، وكيف لا وهو نتاج فلذات أكبادنا الذين عاشوا في ظل حكم بغيض مكروه من الأعماق لغطرسته وطغيانه وجبروته.. كان هذا الشعر الآتي من أرضنا التي طال شوقنا إليها، وطال عناؤنا ومعاناتنا كنسمات بليلة مضمخة بعبير الوطن، مما جعلنا نستقبله بأرواحنا قبل أن نستقبله بشفاهنا وألسنتنا. آه أيها الأحباء، كم يعترينا الخجل، عندما نتذكر أننا تركناكم صغاراً بين أرجل خيل الصهاينة، دون أن نقدم لكم أية معونة، لأننا لم نكن قادرين على أن نفعل شيئاً، بعد الهزيمة المّرة التي طرحتنا خارج حدود الوطن الحبيب. الأسلوب: وإذا كان المضمون جديداً ومحبباً للنفس، فقد جاء الأسلوب رائعاً يخلب اللب ويبهر النفس، وبدا الأستاذ طلعت متمكناً لآخر حدود التمكن، فإضافة إلى الصياغة الجميلة المتضمنة روحاً وعبارة شاعريتين، فقد بدا أيضاً أن الأستاذ (طلعت) يملك عقلاً منظماً وواعياً يناقش ويحلل بذكاء وألمعية ولا يترك ثغرة أو فراغاً، بل يستنفذ القول في موضوعه بثقة ما بعدها ثقة، وهو يعالج موضوعه بحدب وحميمية صادقة وبحنو عجيب، ولا غرو في ذلك فأولئك الشعراء الذين كتب عنهم هم لداته، والذين كان من الممكن، أن يكونوا رفاق صباه، وأبناء حارته، وزملاء مدرسته، ورفاق جامعته وأصدقاء عمله لو مشت التقادير على غير المسار الذي سارته. والحقيقة أن (طلعت) رغم أسلوبه العذب والسهل الممتنع والذي ينصب كشلال رائق من علو باتجاه الهدف، فإنه لا يرسل الكلام على عواهنه، بل يقيده بعقل راجح وبفكر منطقي وكثيراً –بل في كل الأحوال –يناقش الفكرة متكئاً على فكر متوهج ولا يركض وراء الأوهام والخيال. لقد كان (طلعت سقيرق) أستاذاً كبيراً في فكره وأسلوبه معاً، وأشعرنا بجلال الموضوع وجماليته وحساسيته، حتى جعلنا نلاحق نتف المعلومات الصغيرة التي اقتنصها من هنا وهناك بشوق كبير. كم كنت أتمنى لو انفتحت مغاليق المعرفة عن هؤلاء الشعراء الذين احتلوا مكانة ساحرة في ذهني، وأصبحنا قادرين على معرفة كل شيء عنهم، ولكن ليس بيدنا ولا بيد المؤلف أية حيلة. على أن المؤلف استطاع بحق أن يقدم لنا دراسة راقية ومهمة شكلاً ومضموناً، حتى أنني عندما انتهيت من قراءتها، تمنيت لها أن لا تنتهي لأنني أحسست بأنني لم أحصل من النبع إلا على وشل لا يروي ظمأ ولا ينقع غلة. ويظل العمل رائعاً يهنأ المؤلف عليه، لأنه بذل جهداً حميداً مضنياً حتى أتحفنا بكتاب رائع جميل، عطر أشواقنا بأريج زهرات فاغيات نبتن هناك تحت سماء فلسطين.)) رحمك الله يا سيد العطاء والإبداع ولنا الله في خسارتنا لك |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
وبسرعة أنشر ما أرسلته سابقا خوفا من انقطاع النت...
سفر وامض في أنفاس أقدس الشعراء!! هدى لا تلومي دموعي فقلبي قتيل وجرحي كهذا الزمان طويل طويل وقهري من القهر شاخ فآخٍ وآخ أأصرخ!!.. ما عاد يجدي الصراخ أنا متعبُ يا هدى رأيتك في كندا تسألين عن الناس في في وطنٍ من حنين عن القدس والمسجد المستباح وهذا البكاء الحزين!! هدى كلّ شيء بخيرٍ فنامي!!.. غداً عندما تصبح فينا الجراح بحجم البلادِ جميع البلاد غداً تعرفين!!.. إذا لم نغيّر جلود الوجوهِ ونبض القلوبِ إذا لم نغيِّر أحاسيس هذا الزمان الكئيب غداً تعرفين بأنا ذهبناورحنا وصرنا أقلّ وأدنى من الميتين غداً تعرفين ..ولقدعرفنا جميعا أيهذا الراحل الحي..نعم عرفنا.. من تقاسيم وجهك عرفنا..من تموّجات صوتك ونبرتك الحزينة عرفنا..نعم عرفنا أنك لن ترحل كالآخرين.. عرفنا أنّ الآتي فيك أقرب من الوطن إلى قلبك..ف(آخٍ) عوّضت الآه المعتادة لدى الشعراء إذا أرادوا التعبير عن انفعال أو إحساس معيّن !! فعندما يبكي شاعر بصبر طلعت ورباطة جأشه ..ويطلب من البعيدة مكانا ، القريبة وجدانا أن لا تلومه..لأنّ قلبه أصبح قتيلا..نعلم أنّ عمر الشاعر بعض مسافة ..مسافة بين النداء والصدى !أو عندما يشيخ القهر والقهر ما شاخ في الوجود..القهر يظل يافعا في عالم من الأحزان..لكنّ القهر عند شاعرنا شاخ وضعف ! لأنّ الذات الشاعرة في الهزيع الأخير ! (أنامتعب يا هدى).. ما كان ليصرّح بها بكل هذه المباشرة المبهرة الصارخة ، رغم عمق التصريح، لو لم يشعر فعلا بما صرّح..متعب من عالمنا..متعب من عالم الأحياء الأموات!! واحات الأمل والراحة ضاقت في ناظريه..كل المسافات تقلّصت..هو أقرب إلى الرحيل..إذ كيف نقرأ هذا البوح الصادق الصريح: بأنا ذهبنا ورحنا وصرنا أقلّ وأدنى من الميتين !!! لكن لِـمَ يصرّح بكل هذا لهدى ؟ هذا ما لم أعرفه أخي طلعت ..أيها الراحل الحي في الوجدان.. فكم أحببتُه أخيّتي هدى!! ..سأقول لك ما قاله : غدا تعرفين.. ستعرفين وسنعرف جميعا أنّ شاعرا اسمه طلعت سقيرق ليس ككل الشعراء.. شاعر أحبّ وطنه بقلبه ومن قلبه..فكانت فلسطين في قلبه ..بل كانت قلبه الذي ينبض بالحب!! وليس سرّا أن تتكرّر لفظة القلب في أشعاره..نكرة أو معرفة أو مضافة إليه!! فالقلب عند الراحل الحي مصدر كل خير..منبع كل حب..فمن شرايين وأوردة القلوب يسافر الحب في كل الخلايا..من القلب صاغ سمفونية العودة وفتح أبوابها من الجهات الأربع ..حذفتُ ما أمكنني من أسطر وقطّعتُ ما استطعتُ من شرايين القصائد واحتفظتُ بالقلوب ..فعدوا معي هذه القلوب التي سخّرها للعودة: 1 ـ قناديل العودة أمدّالقلبَ موالا وأغنية ًلعينيكِ ارسمي قلبي تعالي وافتحي الشباك هل تدرين كم في القلب من ذكرى لها الوطن الذي في القلبِ يا أنت الفلسطينيّ قلبي زهرةٌ أولى لها شعرٌ من الأمواج ِ خذْ قلبي وعلقْ فوق جدران الهوى عمري وقل اللهُ يا اللهُ كم في القلب من شوق وموال وتنهيد فصار المشط مشط القلب تفاحا وجذرالقلب في أحقاب ماضيها 2 ـ زهور العودة وقلتُ وكيف للقلب الذي يهوى فهل في القلب أو في الروح غير زمانها يأتي رأتْ في القلب خفقة عاشق تمضي فقلتُ أحبها قلبي لها ميناء أفراح هي النبض الذي في القلب أزهارٌ هي الحبّ الذي في القلب في روحي وأمنحها مفاتيح الهوى قلبي هي الحبّ الذي أشعلت في قلبي 3 ـ دروب العودة على درب الرجوع إليكَ خذ ْقلبي ويافا غزة الأحرار نحو جميع ما في القلبِ من مدن ٍ من الأشواق يا قلبي مفاتيح الهوى دقتْ وقالت شوكة في القلب تؤلمني وأعطتني حدود القلب نبض القلب شكل القلب أو قمري وهذا القلبُ حين أحبّ مأخوذا إلى قلبي على درب الرجوع هناك معنى القلب معنى الضحكة الموال والدنيا 4 ـ مواويل العودة هل الزمنُ الذي أدمنتَ من زيت ٍيشابه فيه ضوء القلب قلتُ وقلبيَ المعجون بالأشواق مشغولٌ بفتنة من ترامى تشاغلُ قلبه الظمآن لا أدري سوى موالك المعجون بالسحر الذي في القلب في نبضي وفي قلبي وفي عمري; فلسطين انتباه الوجد للحب الذي في القلب أغنية إذا ما شدت الآهاتُ شوق القلب دهشتنا إذا امتدت يد ٌ تمتصّ شكل الوعد حين نحبّ نبض القلب قافية وأرسم نبض هذا القلب آمالا من الأشعار والفلّ من الجزائر: الأستاذ: محمد الصالح شرفية (الجزائري) |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]
مداخلات قيمة الأساتذة الكرام: أستاذ فتحي صالح أستاذة لبنى ياسين أستاذ محمد الصالح شرفية أستاذ علاء زايد فارس بانتظار السيدات والسادة الشاعرة فابيولا بدوي عسى المانع خيرا غاليتي الأستاذة بشرى شاكر الأستاذ وسام الباش بانتظاركم [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
اسمحوا لي هنا أن أشير إلى طريقته الساحرة في التحريك في بعض رواياته وقصصه القصيرة حيث ينتهي بنفس الفقرة التي بدأ بها، وسأضع هنا مثالاً من روايته: " أشباح في ذاكرة غائمة " " … كالعادة ملأت الكوب بالماء ، شربته مرة واحدة، خرجت من غرفتي ، كان الشارع طويلاً جداً ، عرفت أنني سأصل وسيكون بانتظاري ، كل يوم تقريباً ألتقي به ، قد نتكلم عن أشياء كثيرة، وقد لا نتكلم أبداً ، حتى السلام قد لا يكون بيننا ، السلام أصبح شيئاً تافهاً مكرراً ، لماذا أسلم ويسلم.. أسأل عن صحته ويسأل عن صحتي ، هو يعرف حالي وأنا أعرف حاله ، لا داعي إذاً للسؤال ، وما دمت سأصل إليه فلماذا أفكر بالوصول .. …. عجيب أمر هؤلاء الباعة ، يبيعون بشكل غريب أحسدهم عليه ، ورغم ذلك فهم لا يشبعون، إذا سألتهم عن الرزق سيقولون : ( الرزق قليل ).. مزروعون في هذا الشارع كالصيادين ، الزبون الذي يدخل محلاتهم لا يخرج إلا وفي يده شيء ما .. فوضى .. فوضى .. العالم كله فوضى .. لا أحد يؤمن بشيء .. ولا شيء يؤمن بأحد .." وأنهى بما بدأ به : " … كالعادة ملأت الكوب بالماء ، شربته مرة واحدة، خرجت من غرفتي ، كان الشارع طويلاً جداً ، عرفت أنني سأصل وسيكون بانتظاري ، كل يوم تقريباً ألتقي به ، قد نتكلم عن أشياء كثيرة، وقد لا نتكلم أبداً ، حتى السلام قد لا يكون بيننا ، السلام أصبح شيئاً تافهاً مكرراً ، لماذا أسلم ويسلم.. أسأل عن صحته ويسأل عن صحتي ، هو يعرف حالي وأنا أعرف حاله ، لا داعي إذاً للسؤال ، وما دمت سأصل إليه فلماذا أفكر بالوصول .. …. عجيب أمر هؤلاء الباعة ، يبيعون بشكل غريب أحسدهم عليه ، ورغم ذلك فهم لا يشبعون، إذا سألتهم عن الرزق سيقولون : ( الرزق قليل ).. مزروعون في هذا الشارع كالصيادين ، الزبون الذي يدخل محلاتهم لا يخرج إلا وفي يده شيء ما .. فوضى .. فوضى .. العالم كله فوضى .. لا أحد يؤمن بشيء .. ولا شيء يؤمن بأحد .. " |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
1 مرفق
[frame="13 98"]
الأخت الغالية الأستاذة هدى الخطيب لقد أرسلت لي الأخت الغالية ..الكاتبة و الصحفية بشرى شاكر / من المغرب الشقيق / مشاركتها ، و طلبت مني أن أحملها على موقع الندوة و ها أنا أفعل بناء على رغبتها .. مع شكري و تقديري لها و لكل المساهمين في هذه الندوة عن أغلى الأصدقاء .. المبدع الكبير طلعت سقيرق [frame="13 98"] مشاركة الكاتبة و الصحفية بشرى شاكر [align=justify]كيف تبدو لك صورة الملهمة في شعره؟[/align] [align=justify]سألت مرة في حوار لي مع الشاعر طلعت سقيرق رحمه الله عبر مجلة فرح المغربية عن مكانة المرأة في شعره فرد قائلا: شعري الغزلي كثير بل كثير جدا .. تأخذ المرأة في شعري مكان الصدارة لأنها ملهمتي وحبيبتي وأختي وزوجتي وابنتي وصديقتي هذا في العموم ..* أما في شعر الغزل فقد ابتعدت عن تشييء المرأة أو تفكيكها وكأنها آلة* نحولها إلى قطع .. عينان .. شفتان .. قدمان .. هذا خطأ .. فهي أكبر من ذلك بكثير .. في دواويني الأولى وجد هذا التفكيك ومرجعه كما أعتقد التفكير بالأنثى تفكيرا جنسيا قبل أي شيء آخر .. أول ديوان كان عمري عشرين سنة .. أما بعد نضوج العمر فقد كانت الأنثى وما زالت عالما رائعا كاملا .. التجزيء يقتلها .. وأنا أريد لها الحياة .. لذلك تستوقفني الأنثى الجميلة .. ولست أقصد مطلقا الجمال المجزأ .. فهي جميلة ككيان كامل يلتقي فيه الشكل الخارجي بالفكر والروح والتصرفات والعادات والدفء وكل شيء ، الظاهر بالباطن.. أنا لا أحب امرأة أريد وضعها في برواز أو إطار بل أريد امرأة تعرف كيف تحاورني وتحاور قصيدتي .. مرة سألني أحدهم في مقابلة إذاعية " هل يحق للفلسطيني أن يحب ؟؟" قلت : الفلسطيني هو الأقدر على الحب ومعرفة معنى الحب .. الفلسطيني إنسان يعشق ويحب وليس آلة صماء أو استثناء .. هذا كان رد أستاذنا القدير طلعت سقيرق رحمه الله، ولا أظن أن بعد رأيه رأي، وإنما لأتم الفكرة، فانا أرى أن ملهمته كما أتقن التعبير عنها هي حبيبته وأخته وزوجته وصديقته، هي تلك الأم التي ترمز للأرض، هي الوطن، هي الروح التي تسمو وترقى بعيدا عن قيود الجسد، هي تلك المرأة التي لا يجزأ ملامحها كما يفعل ذلك معظم شعرائنا للأسف، فكيفما كان مظهرها فجوهرها يعبق نسمات تفوح عطرا بالكلمات، حروف تصبح قصائد يكتبها طلعت ولكن يتغنى بها كل من يعرف المعنى الحقيقي للجمال ولا يسجنه في أشكال معينة أو تفاصيل مشكلة... [/align] [align=justify]كيف تقيم تجربته الشعرية والفنية؟[/align] [align=justify]الشاعر القدير طلعت سقيرق رحمه الله، كان ينبوع شعر يتدفق، تجربته تستحق أن تدرس في اكبر الجامعات، لأنه استطاع من خلال أشعاره أن يوصل لنا أحاسيسه مازجا بين ما هو خاص وما هو عام، لم يتخل قط عن قضيته ولكنه لم يجعلها تأسره بالحزن والكمد كما كان حال الكثير من الشعراء، بل استطاع أن يخرج من قضية فلسطين الأمل والفرح، كان يهدينا أملا لنتفاءل ونستمر، لو بقي معنا لأعطانا أكثر، فالشعر عنده لا ينضب أبدا، لأنه إنسان حساس قبل أن يكون شاعرا يكتب ما يشعر به ويسطره، حينما نحتفظ بإنسانيتنا فبالتأكيد سنظل نرتوي من نبع الشعر ونهره الذي سيستمر يجري ولا يركد، وشعر أستاذنا طلعت لن ينضب ولن يجف ولن يركد أبدا... لذلك فهو لن يفارقنا مطلقا حتى وإن غيبته المنية...[/align] [align=justify]ما رؤيتكم حول توظيف اللغة في شعره؟[/align] [align=justify]هذا سؤال أحبه شخصيا لأنه يلمس جرحا غائرا في قلبي، سأروي لكم قصة حدثت لي مؤخرا، دعيت لملتقى شعري ضم العديد من البلدان العربية بمدينة الدار البيضاء المغربية، فكان هناك شعراء من العراق واليمن والمغرب وغيرهم، استمعت لشعر البعض منهم ثم حل على المنصة شاعر معروف جدا، بدأ يسرد قصيدته التي كانت تبدأ ب"اليد التي" وتنتهي ب"اليد التي" وتتخللها كلمات نابية بعيدة عن خلقنا العربي فكان هو يردد اليد التي اليد التي واليد التي و كنت أنا اكتب بتوتر على مذكرتي "اليد التي ترغب في أن تنتزع ذلك الديوان من يدك لأن صفحاته تئن دون ذنب سوى انك كتبت عليها كلماتك هاته"... بينما كنت ارغب في أن أمزق ديوان ذلك الشاعر الذي أهان اللغة والأخلاق، تذكرت شاعرنا طلعت وقلت يا الله بقدر ما ارغب في انتزاع ديوان هذا الشاعر من يده بقدر ما كنت أتمنى ألا يكف طلعت عن قراءة شعره... شتان بين الاثنين... طلعت سقيرق استعمل لغة راقية، يمكن أن نعلمها لأطفالنا وشبابنا، سما في عالم الحروف والكلمات، هذب أخلاقنا وناء بنا عن متاهات لغة لا تمت للعربية بصلة... مثله قليلون فقط للأسف، ولذلك فمن الواجب علينا أن ندون شعره أكثر وأن ندرسه أكثر وأن نحافظ عليه أكثر وننشره أكثر... حتى لا تتغلب علينا لغة الرعاع ممن يدعون الأدب والشعر والفكر ... فيقتلون لغتنا ويشنقون أخلاقنا...[/align] [align=justify]صورة القضية الفلسطينية في شعره وأدب المقاومة كيف تبدو؟[/align] [align=justify]القضية الفلسطينية لم تكن صورة في شعر طلعت بل كانت الجوهر والمكمن، حتى في قصائد كنا نراها غزلا، ما أظن جماليتها إلا من معاناة شخص يبحث عن حل لقضيته وقضية كل العرب، الم يقل كما أسلفت: الفلسطيني هو الأقدر على الحب ومعرفة معنى الحب .. الفلسطيني إنسان يعشق ويحب وليس آلة صماء أو استثناء كان فلسطينيا بكل معنى الكلمة، وهو يتحدث وهو يروي وهو يقرأ وهو يستمع وهو يكتب وهو يحاور... فكم من فلسطيني لا يحمل من القضية غير اسمها المنسوب لأصل هو لم يختره ولكن طلعت وكأنه اختار أن يكون فلسطينيا ولم يولد فسلطينا فقط... [/align] [align=justify]كيف ترى توظيف القضية في فن القص عند طلعت سقيرق؟[/align] [align=justify]فن القص ... هذا جزء مهم من حياة الشاعر والكاتب طلعت سقيرق رحمه الله، العديد ممن يتحدثون عنه شاعرا فقط، وأنا كنت اعشقه قاصا أيضا، كنت أتوصل بقصصه فاقرأها للنهاية حتى وإن كان لدي عمل كثيف، فلقصة طلعت كنت أجد دائما متسعا من الوقت، هو لم يكن يشير بالضرورة للقضية ولكن كل قصصه كانت تتضمن معاناة أشخاص ومواطنين ومعاناة شعب، بعضها يروي لنا قصة عاشق سارت به الأيام عكس ما كان يريد وتقبل حياته كما عليه أن يفعل، تماما كما لو كان يروي حكاية كل واحد فينا ومسيرة كل منا، وهذا المواطن البسيط الذي يركض وراء لقمة العيش، وذاك المناضل الذي يتمنى يوما أجمل وغدا أفضل، وهذا العربي الذي يشاطر إخوته العرب قضاياهم ليجعلها قضية له، وذاك الفلسطيني الذي يحن للعودة لأرضه وصون كرامته بعزة وأنفة... في قصص طلعت حتى في حزنها نجد القوة، وانأ شخصيا لا أنكر أنني استطعت أن استمد من العديد من قصصه دافعا كبيرا للاستمرار في أحلك الظروف... هو كان يضع نفسه مكان كل واحد فينا لذلك لا يمكن أن يقرأ احدنا قصة له دون أن يحس انه مقصود بها في موضع أو في آخر... [/align] [align=justify]ما انعكاس غياب طلعت سقيرق على المشهد الثقافي الفلسطيني ومدى الخسارة؟[/align] [align=justify]طلعت، كان دائما رمزا للقوة في أشعاره وقصصه وحتى في حياته، لذلك بالتأكيد فهو لن يحب أن نتحدث عن خسارة ولكن سيريد منا أن نتحدث وبإصرار عن الاستمرار... برأيك من يتابع سيرة حياة هذا الشاعر وإبداعاته هل يدرك أنه أمام شاعر وأديب موسوعي كبير شامل وصاحب تجارب هامة وابتكارات غنية ويتميز كثيراً عن بعض الأسماء اللامعة المدعومة سياسياً ومادياً؟؟ يكفي أن أرد على هذا السؤال وأقول لك، إن كان محمود درويش قد بلغ العالمية ومازال الكل يذكره ويرددون أشعاره ويسمونه شاعر القضية، فأنا إن طلبت مني المقارنة بين الاثنين، أفضل الشاعر طلعت سقيرق بعشرات الدرجات أو أكثر...[/align] [align=justify]لماذا برأيك لم يأخذ الشاعر طلعت سقيرق حقه فلسطينيا؟[/align] [align=justify]لم يأخذ حقه فلسطينيا لأنه فلسطيني بقلبه وروحه، ومن اخذوا حقهم كانوا يتغنون بفلسطين ويتملقون لغير فلسطين... وأظن أن الكل سيفهم ما اعنيه... طلعت كان إنسانا وكان صادقا وكان حانقا بجد عن الوضع في فلسطين... فلأنه كان صادقا أيما صدق فبالتأكيد سيلحق ركب الصديقين ولن ينال حظه كما يجب في هذه الدنيا، لأن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال: "ستأتى على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضه" فطلعت كان أمينا وصادقا ووفيا ... فإن لم ينل حقه فلسطينيا أو على هذه الأرض الزائلة، فيكفيه انه ترك علما نقتدي به ونورا نهتدي به، ودعوات صالحة ترافقه حيثما هو من جميع محبيه، وبالتأكيد أجره عند الله اكبر ولذلك فهو الأسعد حتما الآن... [/align] [align=justify]كصديق للشاعر الإنسان طلعت سقيرق ماذا يمكنك أن تحكي لنا عنه؟[/align] [align=justify]لقد اختزلت طلعت الإنسان والشاعر بكلماتي الأخيرة، هو صادق، أمين ووفي، هو نبض روح الشارع العربي، هو أنا وأنت وهو... يكتبنا قصصا ويروينا أشعارا... بكل إيثار وبعيدا عن الأنانية يفكر في كل واحد فينا... لم يكتب قط لنفسه ولكنه كان يكتب لكي نعيش نحن... طلعت سقيرق رائع بكل معنى الكلمة وسيبقى خالدا في قلوبنا إلى الأبد... أود أن اختم كلامي بأمر قاله لي في حواري معه وهو الأمر الذي ما زال يحز في قلبي إلى الآن وأتمنى أن نحققه له، قال لي: مشاريعي كثيرة، لكن مشروعي الأمنية هو نجاح دار نشري في مساعدة الكاتب .. في تقديم مكافأة مادية له على جهده وليس أخذ المال منه* كما تفعل معظم دور النشر معذورة طبعا فسوق الكتاب يعاني كسادا لا مثيل له .. توفير المادة يعني نجاح مشروع أحلم به لأرى الكاتب مرتاحا في نشر كتابه ..[/align] [align=justify]أتمنى من كل قلبي من أهل طلعت وأصدقائه إعادة فتح دار" المسبار" للنشر، لأنها تتمة لمسيرة هو تمناها وأنا مستعدة للمساهمة بنشر بعض كتبي على نفقتي باسم الدار لاستمرارها لأن طلعت سقيرق كان يستحق أن نحقق أمنيته... رحم الله الغالي طلعت سقيرق وأدخله فسيح جنانه وحما الله عائلته وكل الفلسطينيين وأرض فلسطين الحبيبة وأراضي العرب جميعها، وجعلنا قادرين على حمل المشعل بمعية ذكراه... [/align][/frame][/frame] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
1 مرفق
[align=justify] شكراً لك فناننا الغالي أستاذ فتحي وشكراً للأديبة الأستاذة بشرى شاكر سأتوقف الليلة بإذن الله عند أهم المحاور التي فرد لها الأدباء الأعزاء مساحات في هذا الملف عند إبداع شاعر وأديب موسوعي كبيبر [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px double white;"][cell="filter:;"][align=justify]
الندوة الأولى حول أعمال الأديب الموسوعي والشاعر الكبير طلعت سقيرق أتقدم بجزيل الشكر لكل السيدات والسادة الأدباء الكرام الذي تفضلوا بالمساهمة في هذه الندوة اختلاف التوقيت بين مختلف بقاع العالم وكل منا في ديار، والظروف والعمل والانترنيت تقيد أحياناً العمل الافتراضي، وقد تكون حالت دون وجودنا جميعاً في وقت واحد لكن ما يهمنا في كل هذا الاضاءات وما تناوله السادة في إبداع شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق في مقدمتي أشرت إلى احتلال القضية الفلسطينية المرتبة الأولى في إبداعات الشاعر طلعت سقيرق، وكان لمدينة القدس مكانة كبيرة في شعره وأناشيده وقصصه ورمزيتها أشرت إلى صورة العاشق لفلسطين التي تموج بها صوره الشعرية والتماهي مع مدينة القدس كمدينة لها مكانتها في الذات الشاعرة بأسلوب غير نمطي أو مطروق يمتاز بحرارة وصدق التجربة شعره الموسوم بالسطر المدور أعطى هوية جديدة للقصيدة في تعاملها مع هذه المدينة... انتقلت بعد هذا للحديث عن القصيدة المدورة وبعض ابتكارات الشاعر طلعت سقيرق في عدد من المحاور الفنية والتجارب الأدبية الهامة والتي لم يتطرق إليها أحد قبله مثل شعر الومضة على بطاقات فنية مفتوحة زمنياً في مشروعه مع صديقه الفنان التشكيلي الأستاذ فتحي صالح بعد هذا انتقلت إلى مدرسة الشاعر طلعت سقيرق الأدبية، وهي التي ما زالت تستحق الكثير من الدراسات، حيث أن الشاعر طلعت سقيرق له مذهبه الخاص لا شرقي ولا غربي، ابتداعي ابتكاري سقيرقي المعالم... ولا بد عند الحديث عن مذهب الشاعر طلعت سقيرق الأدبي الوقوف عند صورة الملهمة في شعره واختلافها عن كثير من الصور النمطية السائدة. هنا يتداخل الأديب الناقد الأستاذ عبد الحافظ بخيت متولي ليحدثنا عن علاقة هذا الإبداع بالذات والواقع والإنسانية حين يأتي الخطاب الشعري عند الشاعر طلعت سقيرق مفتوحاً على فضاءات كثيرة تلامس ذات الشاعر وتكشف عن رؤيته الفنية والموضوعية لامتدادات الواقع ويلفتنا الناقد متولي أن خطاب سقيرق الشعري يحمل معجما خاصا به، غير متكرر وغير متشابه ويسعى دوما للتجديد وفق وعي شعري ومخزون ثقافي وحس خاص بالوطن والانسان ، ثم يركز على ذات الشاعر التي تمثل مرصدا يسلط عدساته على كل الواقع ويعيد تشكيله في تشابك فني جميل وينتقل هنا إلى قصيدة السطر الواحد و " القصيدة الصوفية " تحديداً ونقاء الذات والتحليق في عالم شفاف، ثم ينتقل بنا إلى شعر الومضة عند الشاعر سقيرق التي تختزل اللغة وتحولها إلى طاقات إبداعية متفجرة على متن النص هنا ينتقل بنا الناقد الأستاذ متولي إلى أبعاد القصة عند القاص سقيرق إنسانياً وقومياً في تشكيل الأبعاد السياسية، ويعطينا هنا مثلاً في قصة: " الدم " والتي يرى فيها جانباً من مخيلة الوجدان الشعري والأدبي والذي يسيل ليخلق روحا قادرة على التعبئة واجتلاب النصر هنا يتداخل الأديب الأستاذ خيري حمدان ليحدثنا عن حضور الوطن غالباً مهيمناً في كافة أعمال شاعرنا وأديبنا الموسوعي، ويذكرنا أن طلعت سقيرق لم يهادن يوماً في عروبة فلسطين وقدرتها على البقاء رغم وعينا المشوه بحكم بؤس الشتات والتشرد ومحاولات تزييف التاريخ. يتوقف الأديب حمدان يبتلع غصة ويمسح دمعة قد تكون انفلتت على رصيف غربته ثم يلتفت إلينا مجدداً ليؤكد لنا بأن كبير الإبداع طلعت سقيرق سبق زمانه بمراحل عديدة وأنه ترك للأجيال مادة زخمة لدراسات وأطروحات ثرية لنيل درجة الماجيستير والدكتوراة في العلوم الإنسانية والأدبية، وفي مساق حبّ الوطن والتشبث به رغمًا عن الغياب، فطلعت سقيرق أنشد حيفا ويافا والقدس وكان يحضر الوطن كاملاً بين أيدينا لنعيش معاناته ولا ينسى أن يؤكد لنا أنه كلما مر الزمن سيزداد حضور الشاعر طلعت سقيرق، وبأنه لن تكفينا ندوة أو محاضرة أو دراسة لتناول تراثه الكبير الذي تركه لنا ولكن يلتفت إلينا قائلاً: كي لا ننسى كي لا ننسى [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:7px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
نجلس ونصغي جيداً للشاعر الأستاذ عادل سلطاني يحدثنا أولاً عن ملهمة هذا الشاعر العملاق ، الأنثى الفاتنة بكل حضورها وتفاصيلها الواقعية والخيالية، تارة الحبيبة أو الأم وغالباً ما تكون فلسطين وقضيتها الكبرى ويتماهى الوطنُ والأمَّ والحبيبةَ والقضيةَ ، وتبدو هذه الصور الملهمة روحا واحدة ويرى الشاعر سلطاني في تجربة الشاعر سقيرق ثراء وتنوع استطاع بعبقريته الخاصة أن يصقل التجربة لتعكس صورة المبدع الموسوعي في أروع وأسمى تجلياتها لتدخل دائرة الخلود وإن يكن كتب مختلف الأجناس الأدبية فهو يراه كشاعر من طبقة محمود درويش وسميح القاسم، بل ويتميز عنهما وعن سواهما بظاهرة التدوير التي ابتدعها لتكون ظاهرة سقيرقية بلا منازع وابتكارات ونماذج شعرية أبرزها قصيدته " الصوفية " يتوقف الشاعر سلطاني قليلاً ويجيبني قائلا: (( في الحقيقية أن تقييم الظاهرة الشعرية والفنية لشاعرنا الراحل لايمكن أن نورده في هذه العجالة ، لأن كل ممارسة فنية من ممارساته المختلفة ، من الشعر إلى السرد بمختلف أشكاله تحتاج إلى عمل أكاديمي جاد لمحاولة رصد الظاهرة السقيرقية ودراستها ومن ثم تقييمها بحياد وموضوعية لإثراء مشهدنا الثقافي الراكد المأزوم . )) وهنا حين أسأله عن الخطاب الشعري عند الشاعر سقيرق، يرى أنه موجه للإنسان بشكل مطلق ولكل فئات المجتمع ... بعيدا عن التخشب والتسلط والقهر والتعسف والسياسة ، والإيديولوجيا المخادعة المزيفة للوعي بالواقع الخطاب المتملص من إسار الزمان والمكان لينطلق إلى عوالم أثيرية تجسد الظاهرة الخلاصية التي يبثها الخطاب الشعري السقيرقي يدخل هنا ليحدثنا الشاعر سلطاني عن الظاهرة التجديدية في شعر سقيرق والتي حصرها في ملمحين، القصيدة الوامضة التي اعتمدت الاختزال والتكثيف والتركيز الصوري والملمح الثاني هو التدوير الكلي في النص الشعري التفعيلي والتي يراها سابقة إبداعية تجديدية تحسب له مقترنة باسمه لأنها إبداع سقيرقي محض ومثاله الحي قصيدته الصوفية يؤكد لنا الشاعر سلطاني أن الشاعر سقيرق من المجددين على مستوى البنية النصية للقصيدة العربية الفصيحة شحنها الشاعر بطاقته الروحية، ليخلص مفرداتها من الكينونة القاموسية ، لتصبح المفردة الشعورية السقيرقية الجديدة كائنا حيا يمتد في الفضاء النصي ، فظاهرة التدوير الكلي على مستوى النص الشعري السقيرقي يعكس التجديد البنيوي في القصيدة العربية بوجه عام وأيضا ظاهرة النص الومضة ، فهذان المولودان الإبداعيان الجديدان حدثان سقيرقيا الملامح مضافان إلى ظاهرتنا التجديدية الشعرية ، وبالتالي تم إثراء مشهدنا الثقافي في عمومه بهذين الفعلين التجديدين الرائدين. ثم يتحدث عن ملكة الشاعر سقيرق في تحرير المفردة الشعرية من إسار القاموسية الفجة... تصنع فضاءها الصوري الاتصالي المدهش في الفضاء الزمان كما في الفضاء المكان ويسترسل الشاعر الأستاذ عادل سلطاني يذهلنا في إضاءته العميقة الهامة والشجاعة التي يصعب تلخيصها لأهمية كل ما جاء فيها وأكتفي هنا باقتباس الفقرة الختامية لهذه الإضاءة الرائعة: (( بغض النظر عن القطر لا نفي المبدع الحقيقي حقه ونبوئَهُ مكانته اللائقة المحتذاة ، لأن هذه المؤسسات باختصار بيد الحاكم لخدمة مآرب ومصالح فئوية ميكيافيلية ، فهل تهتم مؤسساتنا الثقافية من المحيط إلى الخليج بالمبدع المثقف ؟ لأن هناك باختصار وبساطة فرق شاسع بين سلطة المثقف ومثقف السلطة ، وشاعرنا يتخندق في الخندق الأول لا في الثاني ، لأنه نذر روحه لقضيته ورسالته التي يتنفسها كما يريد ، من خلال إبداع تجديدي حقيقي مغاير مفارق ، فأدباء الشتات ليسوا كما أدباء الداخل الفلسطيني ، وهذه نظرة قاصرة مفرقة شعارها فرق تسد ، عرجاء ضالة مضلة ، ومهما كانت أعذارها فهي أقبح من الذنوب ، وهي الذنوب بعينها ، والعقوق بعينه تجاه شاعر قامة راسخ كما النخل في ثرى الإبداع. في كلمتي الختامية أريد أن أقولها صريحة لكل أولئك الذين همشوا شاعرنا العملاق المرحوم بقصد أو بغير قصد ، بأنهم ارتكبوا جريمة في حق الإبداع الإنساني في عمومه ، وفي حق إبداعنا العربي بوجه خاص ، فشاعرنا كما هو معروف لدى الجميع نذر شعره وإبداعه بشكل عام لقضيتنا الفلسطينية الكبرى ، ولم يتخلَّ عن مبادئه السامية يوما ولم يتسول المناصب المغرية أبدا لأنها لا تعني له شيئا إلا عينَ العبث ، ولم يتسلق الآخرين ليصل ، فهذا الشاعر الرسالي المبدع الإنسان لم يحظ بالاهتمام اللائق الذي يجب أن يحظى به ، كما حظي به من هم دونه باعا وإبداعا في الشعر كما النثر بكل أشكاله ، فهذا العظيم لا يَنْبَتُّ عن العطاء الإبداعي الحقيقي ، لأنه باختصار شاعرنا طلعت محمود سقيرق ولن يكون غيره. )) وأقول: شكراً لك أستاذ عادل، من القلب والروح شكراً كفيت ووفيت وقلت ما تمنيت قوله وعجزت بحكم القرابة والقرب [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify] الرابعة صباحاً أكمل التلخيص لاحقاً هذا اليوم بإذن الله وأكمل أيضاً النشر في المجلة شكراً لكم جميعاً هدى الخطيب [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[frame="10 10"]
[align=justify] تحياتي أرجو المعذرة عن غياب يوم أمس لسبب طارئ سأتابع الليلة بإذن الله تلخيص الندوة تنويه: وصلني من بعض السيدات والسادة الأدباء الكرام إعتذار عن التأخير الذي منعهم من المشاركة بالندوة وهنا أود الإشارة لشيء هام الملف مفتوح وسيبقى مفتوحاً والكتابة عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق صاحب هذه الدار غير مقيد بالوقت ولا بالتاريخ أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً الأسئلة موجودة ومطروحة للعموم وأي من السادة الأدباء يستطيع الكتابة في أي وقت الوفاء لمن يستحق الوفاء والواجب تجاه من نذر حياته لخدمة الأدب والوطن لا يقيدان بتوقيت وهذا يعتبر بمثابة رد على الرسائل التي وصلتني تقبلوا أعمق آيات الشكر والتقدير هدى الخطيب [/align][/frame] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
كل عمل إبداعي سبيكة متكاملة متراصة متداخلة مدروسة موظفة متقنة وهل أجمل من هذا الوصف والتوصيف لأي عمل إبداعي , والذي حدثنا عنه المبدع العظيم الراحل الكبير طلعت سقيرق ... المتعة والجذب في العمل الإبداعيّ هل يستطيع أيّ عمل إبداعي ، مكتوبا أو مشاهدا ، أن يتخلى عن عنصري المتعة والجذب ؟؟..أجيب مباشرة ، لأنه لا داعي للإطالة أن لا،فأي عمل يتخلى عن هذين العنصرين يفقد بريقه ويصبح بالنسبة للمتلقي عملا باردا لا يستحق المتابعة ، وتراه يستعجل الانصراف عنه إلى سواه..ولا داعي هنا للكلمات الكبيرة أو الشعارات التي تجعل من هذا وذاك ترفا أو ما يشبه الترف ، فحديثنا عن الإبداع ، ولا إبداع ينفصل عن الحياة بكل ما فيها ، ما لها وما عليها، أكان العمل الإبداعيّ يتحدث عن أهمّ قضايا الدنيا ، أم عن شيء عاديّ لا يخرج عن كونه شيئا يعاش ببساطة .. فأن تدور عجلة الحياة ، يعني أن يدور معها الفعل ، والفعل دائما له ردّ فعل ، مما يعني حركة يفترض أن تكون جاذبة مسيطرة على العين والذهن والتفكير ، ولا فعل في أي مكان من العالم يتخلى عن السؤال البسيط ، أو ذلك الذي نظنه بسيطا، وهو الذي يقول : ماذا سيحدث بعد ذلك ؟؟.. كل عمل إبداعي ، عليه أن يجيب عن هذا السؤال ، في السرد وسواه،وإن كان ذلك للسرد أقرب .. فمن جهتي أجد أنّ الشعر ملزم في جزئية من جزئياته أن يجيب عن هذا السؤال حتى يحتفظ بحركة جاذبة تجعل المتلقي يعايش حدثا أو حركة أو صيرورة .. السكون في أي عمل ، نوع من الموت،حتى وإن فلسفناه!! لأن الفلسفة هنا ستكون جامدة لا تحمل الحياة التي نريدها لها .. وقولنا بالحياة قول مقصود لذاته ، إذ الحياة حركة وجذب وتشويق وانتظار وأسئلة وأجوبة وتداخلات بين طباع عديدة ، تتباين وتتقارب لكن لا تلتقي حد التطابق .. وهو ما يخلق صفة الغليان دائما في كل فعل حياتي نعيشه أو نكتبه أو نشاهده.ولا ننسى أنّ الكتابة تكثيف وتركيز وتدقيق وتحريك، فإذا كانت حركة الحياة العادية لا ترينا أحيانا ظهور التباينات بشدة على السطح ، كون الأيام قد تبدو لنا متشابهة وهي ليست كذلك بالتأكيد ، فإنّ لحظة الكتابة تكثف وتجمع وتظهر وتجعل الأشياء واضحة بينة على السطح.. فالشخصية تتحرك أمام العين بكل ما فيها دون حاجة لرتابة قد تخفي الحياة جزءا منها ..الكاتب ملزم بأخذ خلاصة الأشياء ، وهذه الخلاصة تجعله يعطينا كما مدهشا من الإثارة والتباين والتضاد والجذب في السيرة التي يقدمها ، بعيدا عن البطء الذي يجعل كثيرا من الكتاب يفشلون في إيصال أعمالهم إلى الآخرين .. فالبطء قد يخدم مرة في عمل كبير له الكثير من المدارات،لكنه يقتل العمل حين يصبح هدفا وغاية أو وسيلة وحيدة يلجأ إليها المبدع ..الإدهاش كلمة رائعة في كل عمل ، وهو إدهاش يفترض أن يؤدي دوره ويخدم موضوعه لا أن يكون خارج إطاره أو وظيفته ..فهو شيء رائع ما دام يأتي في مكانه ويؤدي دوره بإتقان .. وكل إدهاش من اجل الإدهاش ليس إلا ، لا معنى له ، كالفعل الساكن الذي يعني في كثير من الأحيان الموت .. فالمتعة لها دورها ، والجذب له دوره، والإدهاش له وظيفته .. كل عمل إبداعي سبيكة متكاملة متراصة متداخلة مدروسة موظفة متقنة .. الزيادة هنا شيء خاطئ ، والنقص هنا شيء ضار .. وهذا يحتاج إلى ميزان موهبة مدهشة ، وكمّ من الثقافة كاف ٍ لرفد حركة الفعل في ورد الفعل في أي عمل .. والمتعة التي نتحدث عنها ، أو الجذب ،من الضروريات التي لا تلغى بتنظير أو ما يشبه التنظير ..فالإبداع حياة ، حركة ، غليان ، صور متتابعة لا تتوقف، ومن الوهم أن نظن غير ذلك .. من هنا قيمة كل حركة في العمل الإبداعي دون زيادة أو نقصان .. |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/40.gif');border:4px double silver;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي وشكراً لك أستاذة بوران *** نتوقف مع الأديبة الأستاذة خولة الراشد ومداخلتها الوجدانية تحدثنا عن طيور الشوق وآلام الذكرى حين تختبئ الأحلام شوقاً من حزن كبير على رحيله حين تغني له رحيق الأنفاس يسكب في إبداعات كلماته فرحاً وأملاً... وتقف الأديبة الراشد تخاطب روحه وهي تشعر بالأرض تهتز لفراقه وكأنها تشاركها في ذرف الدموع، وأمام بحر الدموع تشعر بسطوة الليل تراه وقد خطف الثغر الرقيق الذي ألقى أجمل ما كتب من شعر... وتسترسل في مناجاتاتها لروحه بين أمس كان فرحة الشعر ينثر فيه الريحان ويوم تركه لنا خلفه لدموع الفراق حين جاء الموت بصمت بينما كان يشدو للأدب لحنه الخالد وتسترسل الأديبة الراشد في مناجاتها الروحية الرقيقة لروح الشاعر الكبير وهي تؤكد له أن فلسطين والأمة والأجيال ستخلده كما يستحق ... نصغي لمناجاتها الرقيقية تنساب على صفحة الكون كخرير نهر.... وبينما نحن مع الأديبة الراشد وسط الأجواء الروحية الوجدانية نحلّق في عوالمها ونتفاعل معها ... تتداخل الأديبة الأستاذة نصيرة تختوخ لتحدثنا عن التنوع الأدبي عند شاعرنا الكبير طلعت سقيرق وتتساءل هل هو سعي نحو التميز أم أنه نهم إبداعي؟؟ ترى الأديبة تختوخ أن من يبحث في نتاج أديبنا الموسوعي سقيرق سيفاجأ بكم التنوع الذي تتسم به أعماله بين الشعر والقصة والرواية والمقالة والمسرحية والأناشيد الفلسطينية دون أن يؤطر نفسه في جنس أدبي واحد وساعياً دوماً إلى التجديد والابتكار ورسم صور متنوعة بين الشاعرية والخيال إلى الوطنية والواقعية والانتماء ثم تتجاوزها كلها في خلق مزيج فريد في خلق عوالم جديدة في كل مرة تثير دهشة القارئ المتلقي.. وتنتقل إلى محور آخر من محاور تميز الشاعر سقيرق في المقالة والنقد حيث العطاء والإيثار حين يقدم للأدباء والشعراء، ويعرض للمتلقي آراء وأفكار بقالب إيجابي أكان متفقاً معها أو معارضاً، وكيف كان يتعمق بأي نص وهو المشبع بذهب الإبداع وعصير كرمته قابضاً على جمر التوهج الرائع.. تنتقل هنا لتحدثنا عن ثقافته وسعة اطلاعه بين الشعر الأدبي والأجنبي وتميزه في النقد الذاتي لأدبنا في التقليد وعدم الرغبة في التجديد وتعود إلى اطلاعه بعين الناقد المتعمق والأديب المتأمل إلى الحد الذي يبدو جليا عدم اهتمامه بالأضواء والشهرة لأن الأدب عنده انشغالا ومشروعاً وهماً للارتقاء بمستوى وترى أنه لا شك أن أي دارس له سيلاحظ أنه امتلك بهذا وغيره كل أدوات الإبداع والانفتاح للابتكار والتجديد... وتتابع حول ألوان الأدب المختلفة التي أجادها إلى حد المواويل والأغنيات الشعبية باللهجة الفلسطينية ( أناشيد الوطن والانتفاضة) وليكون بهذه جزءً من الذاكرة الفلسطينية وتراثها ونضالها ، ثم تعطينا أمثلة من هذه الأناشيد ثم تختم بالإشارة إلى ملامحه الوطنية الأدبية حين يكرس الأدب النبيل لخدمة الوطن وقضاياه. [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
أستاذتــي الأديبــة هــدى الخطـــيب...
يا لفرحتي وسعادة بساتين أنغامي .. يا لسعلدتي وأنت تكتبنين بأناملك اسمي.. وتستمعين لكلماتي التي تتطاير على النّور بابتسامتي... ما أسعدني لأني هنا أصفق للجميع وأحنو لأدب (طلعت سقيرق) إن كلماتي تشكرك لأنك استمعت لتغريدها يا لسعادتي لقد قدمتِ لي أجمل وعاء مذهّب ، يسْبَح في محيط بحري الهائج ،ويفوح عطرا في.. وجداني.. ومشاعري كيف لا أغرّد وأحلق لسماه وأزهو زهوا وانشراحاً !. .... كيف.. لا أغني لروحه .. وأنت تطلقين لقلمي العنان.. فأحلق إلى بحره ونظمه..و وأسكب شوقي واشتياقي على أوراقي ! ولكن ما زال الليل يا هدى .. يتوسد مدامعك ،وينْتفض لأشواقكِ.. وعناء كاهلك وشجنك ، بينما تنساب الدموع على مدامع الأحباب والأدباء ، وتتضرع من رائحة الموت ، وما زالت كلماتنا تَحْيا... باسْمُهُ و..علمهُ وعملهُ ، ما أجملكِ يا هدى وأنتِ تنظرين لزرقةِ السماء على أنها قصيدة( طلعت) وحبكِ الوفي الدائم ... سأتلذّذ بكلماتي و بمزامير الروح ، عند مرافئ ذكراه .. وأروقة غيابه ،لألمس قلمي وقلبي بروح تكشف عن حدائقه الغنّاء ...سيكون حكايتي منذ هذا المساء.. ****************************** أيا .. (شاعر فلسطين ) كم أنا أهيم بأمسكَ وحروفكَ وعصارة زمنكَ _______________________ -تَتمايل أوْراق حُبِّي وأسْمع الأطْيارْ وهي تَتَناغى بصَداهْ -فأرحل إليه بأنغامي وتَرانيم قلبي - ويخْطِفُني إليك ذكريات عُمري فأزْرَع حبّكَ في أضلعي يعزّ على قلبي ذكراكَ ..وفراقكَ فيخْفُقُ له قلبي -وتتدَّفق الأحلام شوقاً.. فأختبئ بين حروفي -أسكبْ فرحتي على كلماته -وأغَنِّي لــهُ على رحيق أنْفاسي **************** أيا .. شاعر اهتزّت لهُ الأرْض دم ودموع آه ..لليل.. وخوفٍ.. وبحرٍ من الدموع.. آهٍ لتسابيحْ الضّحى.. وقوافي تخطُف الثّغْرِ الرَقيقْ آه ..لي إني أكتبُ السطور، لأبحث عن لقياك ، يا ليتك كنت لي صدفة اللقاء..وبسمة الوداع ..في غربتك وطريقك لله كنتَ يا( طلعت ) بالأمس بعيد عن.. السماء كنتَ الشّعر ....وزهرة العمر.. و صرتَ النحيب والبكاء ويلاه ...لفد قضيت عمركَ على ربوعِ الشعر تنثر الرّيحانْ جاء الموتُ إليكَ بصمتٍ ..وأنتَ تنازع المرض والأشجانْ شدوتُ للأدب لحناً خالداً ... وظلّتْ ذِكراك محْفورة في كل مكانْ فأنتَ في كل قلبٍ وكيانْ وهذا لا يختلفْ عليه اثنانْ لنا لقاء معك بإذن الله في الجنانْ ************* جئتَ للحياة... ومضتْ الأيام... وشاءَ القدَر المحتوم أن يُلَبّي النِداءْ أيا فُسْحَة المدى ومَسْبَح الخيال أيا نغْمة خاطري وسرّ الشعراءْ أيا صرخات الحبّ وزفرات الفؤاد الجريح ،أيا شعلة الوريدْ ورحلة الشتاءْ أيا... (شاعر فلسطين ).. نَسَجْتََ أراضيكْ بقافيةٍ تعْلو لثوْرة العُمر آه ...لغرام الليل الحائر.. وذكرياتِ الأمْس وقفارِ الزّمان وضياء الأهواءْ أيا .. (شاعر فلسطين ) كم أنا أهيم بأمسكَ وحروفكَ وعصارة زمنكَ يمرّ طيفكَ في خيالي مرور خافق فَأنفضُ قلمي بنجوى ميلادك .. ووحي روحكَ المنيرْ أنت الذكرياتْ.. أنت الأغنياتْ ..أنت ميلاد الرّوح ..والنفحات وضنين هوايْ.. وعليل السلامْ أرتوي من كأسكَ .. وأسكبُ اليوم اسمكَ الحَبورْ وأرْتشف معسول نُظمك في كأس مشاعري..ذ. وحياتي ******** أنتَ الشجونْ.. والأحزانْ... ورحيلك... عناء ...وشقاء ...واكتئاب للقلوب أناجيك (ياشاعر فلسطين) بأوتاري ولحْني الظامئ المسْتجير أيا ..موكبِ الجلالْ أيا (بلادِ الشامْ) و(بيتُ المقدس) وهتفات التهليل..والذكريات إن شاعركَ يَحُفّكِ بقافيته ،و ينطق بدم السيوف.. ومطارق الغد.. ونشيد البطولات أيا ..(شاعر الكون) والفكر البديع.. وتهاويل السطور ...والكلمات يَرُقُّ الفَنّ ويحلّق لسماك بنغمات الخلود لِمَزامير ساحاتْ أدبكَ آه...ل الحزن الآسي.. والفلم الحبور الدامي ...آه للصمت وهو ..يتنفس باشتياق واحتراق اعتدنا( يا طلعت ) الأَسَى ..والفراق.. والدجى ..،حينما ذهب طيفكَ العاصف .. أيا.. شعراء النور والأدب.. والنقّاد وبساتين الخواطر.. وحكايا الرّوح ..والقصص وأعضاء .. داري ..ونوري... إنّ الماضي الصامت سيشعُّ من صفحات( طلعت ) نوراً وجمالاً، وروحا وضباء ستطرب المسامع لشعرهُ الخالدْ... وبأقلام النور سنمجّد أدبه وعلمه وشعره ************** غرّدي أيتها الرّوح.. و..أوْدعي (لطلعت سقيرق) طائر الأبدْ.. والولهْ والأشواقْ.. أخبريه أني سألقاه .. في رسوماته.. وصوره ..و أشعاره.. وكتبه.. ونور سماه أخبريه أن الأجيال ستخلّده قروناً وقرونْ ..وعهدٌ...وعهودْ ********** أرجو أن تتقبلوا مني هذه الكلمات ، و أتمنى أن أقدم الأفضل والأعلى ولكن قلمي حينما يلتقى بالأحباب يعاني الكثير ..قأكون نقطة في محيط الأدب ، و شعر طلعت سقيرق فمنكم العذر... ومني كلمات وعطاء ونقاء و دعاء... أبعثه من ترابي إلى سماه (اللهم اغفر لطلعت سقيرق وخلد روحه بعطر أناشيده وأدبه) الغالية هدى متى ما شئت أن أكتب سأكتب وإن صمت قلمي سأأمره أن ينثر أمطاره على أدبك ـوإنه ليشرّفني أن أشارككم الندوة .. لأن قلمي يعشق العطاء ،ويكتب لمن يهوى ويقدر كلماته وحروفه ،وأنت هكذا دوما ... ترفعين بنا للأفضل حتى نكون من أبناء النور وديار الأدب المخلصين والمبدعـــــــين .. ******************************************** شكري وتقديري واحترامي ....للأديبـــة هـــــدى الخطــــيب خولــــــة الراشد |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[align=justify] الأديبة الأستاذة خولة كل الشكر والتقدير لك ولوفائك ولشفافية روحك كل التقدير [/align] |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
[frame="10 10"]
بريد نور الأدب الرسمي لا أفتحه أكثر من مرتين أسبوعياً على العكس من: Nooreladab.media@gmail.com والذي أتابعه يومياً، وهذا ما يجعل بعض المشاركات تصلني متأخرة وصلني من الشاعر الجزائري الأستاذ الزبير دردوخ النص التالي: [/frame] [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/26.gif');border:4px double silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify] بسم الله الرحمن الرحيم أخي طلعت .. وأنتَ تطَّلع الآن من سمائك في عليين، لترى واقعَنا المتعفنَ المثقلَ بالمراثي التي لا تنتهي.. لتقول لنا .. أيها المقتتلون على جيفة نَتِنَة .. أوقفوا شلال الدم، وانكفئوا قليلا كي تلتقط الشعوب أنفاسَها، وتلملم مآسيها، امنحوها بعضَ الوقت لتدفنها مع جثث الحكام النّتنة. أخي طلعت .. لقد استضفتني في بيتك ذات مرة حين كنت عائدا من الكويت بعد تكريمي بوسام جائزة الشهيد محمد الدرة،التي نظمتها مؤسسة البابطين، وكنت كريما معي، حيث أقسمتَ علي أنْ أبيتَ معك في بيتك، كأيِّ فرد من أفراد عائلتك الكريمة، بدل المبيت في الفندق. لم تكن تلك الثقة سوى تعبيرٍ عن معدنك الأصيل الذي قَلَّ نظراؤه في هذا الزمان، إذ كيف يعقل أن تستضيفني في بيتك دون سابق معرفة، فلا نحن كنا نتعارف قبل ذلك، ولا نحن التقينا هنا أو هناك. إذا أنت أكرمت الكريم ملكتَه وإنْ أنت أكرمتَ اللئيمَ تمردا ووضعُ النَّدى في موضع السيف بالعلا مضر .. كوضع السيف في موضع الندى ............................. ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا لست أنسى لك ذلك الجميل، لقد وثقت بي لمجرد أنني كتبت قصيدة في فلسطين، ففتحتَ لي قلبك وبيتكَ وعرَّفتني على أبنائك، لأنك الرجل الشهم الذي يؤمن بوشائج الدين والوطن والقربى والمودة في الشعر والقضية والقدس .. لقد أهديتني مجموعة من أعمالك الشعرية، وطلبتَ مني أن أقرأ لك بعض ما عندي، فقرأتُ مما كنتُ أخربش، فأثنيتَ وأبديتَ الإعجابَ، لأنك كنت تؤمن بأن الكتابة مسار مفتوح على التجريب والتنوع. أخي طلعت .. ها أنت من عليائك ترى شلال دمائنا في كل بيت وحارة وزاوية ... وها أنت تنظر جراحاتنا وهي تنزف ليس من أجل فلسطين التي كنا نعدها جرحَنا الأوحد ، فإذا الجرح جراح ، وإذا القدس أقداس ، وإذا العدو أعداء ، وإذا الوطن الواحد أشلاء ممزقة ، فبأيِّ قصيدة يا ترى نرد عليك السلام، وأنت الذي تسلم علينا من عليائك. لقد تركت من روحك وشِعرك فينا ما ليس تُبليه الأيام والأعوام، وتركت من أخلاقك ما لا ينساه ذوو الأفهام. أخي طلعت... كنتَ استمعتَ مني لقصيدة الشهيد محمد الدرة، وأثنيتَ عليها. لقد كتبتُ بعدها عشرات القصائد للقدس ولفلسطين وللوطن الممتد من أقصى الجرح إلى أقساه. أخي طلعت ... لا تحزن، فإن المخاضَ عسير ، ولكن النصر قريب.. وعلى عتبات القدس والأقصى سنلتقي قريبا في معركة التحرير. بَشائرُ النَّصرِ لاحَتْ .. فارقُبي مَدَداً مِنَ السَّماءِ .. فإنَّ النَّــصْرَ ينْهَمرُ !! عَصْرُ الهزائمِ وَلىَّ .. فاكْتـُبي قَدَراً حُراًّ .. كَماَ نَبتَغِي أن يَكْتُبَ القـدَرُ فَمـَهرُهُ دَمُنا الغَالي إِذاَ نَصَــرُوا وَمَـَهرُهُ دَمُنا الغَالي إِذاَ اعتــذَرُوا !! واستلْهِمِي حَمْحَماتِ القُدْسِ رافِضةً فَـمِنْ مــآذِنِه نادَى بِنَا عُمَـرُ !! *** أخي طلعت ... سلام عليكَ يوم ولدتَ .. ويوم متَّ .. ويوم تُبعثُ حيًّا سلام عليك في عِلِّيِّين .. " ... فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ " سورة آل عمران (195) أخوك : الزبير دردوخ/ الجزائر : [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]Zoubir =============================== |
رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق
" قتار الوجد" نص شعري ..ومقطع من مقاطع .... ديوان " نقوش على جدران العشق " ( لطلعت سقيرق رحمه الله) يقول "أن القيتارة بوجدها بنبض حروفها وعزف الروح عشقا فيها مهداة لمن كتبها في وجداني حرفا حرفا قكانت بكل هذا الامتداد الذي ينبض بحبها..." هكذا يبدأ طلعت سقيرق رحمه الله .. بدايتة في... "قتارة الوجد" ثم ينشد قصيدته وكلماته : "أغنّي لعينيكِ أجملَ ما في الوجودِ منَ الشّعر ِ أرسمُ فوقَ ذراع ِ النجوم ِ حكاية َ عشقي وأبدأ منك ِ ارتداءَ فصول ِ الزمان ِ الذي أشتهيه ِ لأنـّي على راحتيك ِ وجدتُ جميعَ الزغاريد ِ صحوَ كريّات ِ عمري بأنـّك ِ حبي الذي كانَ خلفَ زجاج ِ ارتحالي طويلا وراءَ السراب ِ وحينَ انتبهْتُ وجدتـُك ِ قربي فراحتْ فراشاتُ عمري تحطُّ على ورد ِ خدّيك ِ هل فتـّحَ الآنَ عمريَ عشقا ً أسائلُ نفسي فأمضي إليك ِ لأشربَ أصفى غرام ٍ وأركضَ نحوَ هواك ِ أمدُّ ذراعي وقلبي وروحي وأقسم ُ بالله أنـّك ِ حين أداخلُ عينيك ِ رغمَ المسافات ِ والبعد ِ تسقـينَ قلبي كؤوسَ الغرور ِ لأنكِ صرتِ مليكة َ قلبي وحبي وروحي وكلِّ ضلوعي تُرى هل تدركينَ إذا دقّ عمري على بابِ كفيكِ أنّ السماءَ ستمطرُ فوقَ الدروب ِ يماما وحلما وعشقا وأني إذا ما رأيتك ِ تأتينَ نحوي سأفرشُ كلَّ الشوارع ِ بالوردِ والزهرِ والأغنياتِ لكي تستحقَّ الدروبُ خطاكِ فأنت المليكةُ أنتِ الجمالُ الذي حينَ يعبرُ يدهـِشُ حتى الصباحَ النديَّ فيصرخُ آه ٍ يفيضُ منَ الوجد ِ شعرا وعشقا لأنكِ يا عمرَ عمري تحطِّينَ في قلبِ قلبي أخافُ إذا ما ذكرتـُكِ للغيم ِ أنْ يتطايرَ نحوَك ِ عشقا أخافُ إذا ما ذكرتكِ للشـِّعرِ أنْ تستحيلَ جميعُ القوافي لعينيكِ آهاتِ عشق ٍ أخبـّئُ في القلبِ وصفـَكِ سحرَك ِ يا أجملَ الأغنياتِ فأنت ِ عبيرُ العبيرِ ورودٌ وهمسٌ أحبّكِ أشعرُ أنـّي أدورُ بسحرِ هواكِ أقبِّلُ كلَّ النجوم ِ لأنّكِ سوفَ ترينَ دوائرَ وجدي على كلِّ نجم ٍ يناديكِ يا أجملَ الأمنيات ِ لكِ الحبُّ وحدَك ِ يكتبُ كلَّ رسائل ِ عشقي ويمطرُ شعرا ويسقط ُ فوقَ يديكِ زهورا وقلبا يدقُّ وروحا ترقُّ ووجدا يقولُ بكلِّ اللغاتِ بأنكِ حبـّي حبيبةَ عمري لأنـّي وجدتُ جميعَ الذي أرتجيه ِ تجسَّدَ فيكِ تراقصَ قلبي وصرتُ لعينيك ِ أحملُ أجملَ شعري أغنـِّـي " *************** كان لي وقفة مع مقطع من مقاطع هذه القصيدة ..لقد عزفت معه عليها لأبحر ببعض كلماته البلاغية وأساليبه التي تتبلور نحو منحنى مميز وشغف يرمي به لأنغام وجدانه ،أحاول أن أبحث في هذا المقطع ،عن حلم( طلعت سقيرق ) رحمه الله ، فألحن على ألحانه ،لأبني له قصراً عالياً ، وأحلّق معه بذهني لسماه ،وألقي عليه كلماته الغنائية ببلاغة تمكنني ...لدراسة أسلوبه الذكي ،وقدرته على على ماتحمله الألفاظ والمعاني، ببلاغة تمكن المخاطب والمتلقي من التحليق معه إلى عالم ..متفاؤل ..مبتسم وجداني ..راقص ..متناغم ،و أسلوب جذاب لروعة المعاني.. وبليغ الكلمات والحروف .. وها أنا أتناولها لأوسع مداركي...وأستمتع معها فأرسم لها لوحة بأنامله ومشاعري ، بل أنسق له الألوان لتكون صورة جميلة ببرواز " لطلعت سقيرق" رحمه الله ...صورة نقدية..وفن بليغ ...جمالي *************** بسم الله الرحمن الرحيم نقد بليغ، لبديع كلماته وألحانه في.... "قيتارة الوجد " هكذا يكون الغناء بانسياب ورقة وجمال ،هكذا تُنثر الكلمات بحروف تتراقص لتحمل أجمل الكلمات ،هكذا يقول وينشد (طلعت سقيرق رحمه الله) نصه الموسيقي المتناغم ،والذي أشعر كأنه أنشودة وتراتيل تتوالى بانتظام وسجع ، إنه يسقل حروفه على نظمٌ متجانسة ، للوهلة الأولى قرأت فيها قصيدته الغنّاء شعرت أن روحي ترفرف مع معاني كلماته الوجدانية التي جاءت ،منبسطة بليغة.. ب انسجام ..المعنى و..استرساله.. وسجع منتظمة ومرادفات ... بحيث أننا نشعر وكأنه ينشدها بسلاسة وخفة ،حتى بدأت بقلمي أتراقص مع كلماته ،و أسلوبه الفريد، بل إني أشعر أني أسبح في أجواءها ومدينتها ..وأنسج من اللفظ معنى ،ومن المعنى حياة لحكاية قصيدته... نعم لقد قلت من قبل أنه سيكون حكايتي ،وهنا سأتحدث معه عن الحبيبة التي وصفها بلفظ بليغ يدل على نوع من أنواع الائتلاف في المعنى ،وبالكناية فينظم كلامه المنثور بأسلوب بلاغي وتأتي الاستعارة أو تسمية الشيء بغير معناه لتحتل في نصه مكانة واسعة يزين بها وصفه لحبيبته ، وكعادته يُحَسن النُظم في نصه ..ب أجمل وصف، حيث أنه يجعل من النجوم مكان غير مكانها فيمتزج اللفظ بالمعنى ،و الذي يُخفي من وراءه خياله ، ويحتضن حبيبته من بين السطور ويناجيها دون أن تعلم ،إنه يفجّر حبه ويحاكي به جمال الكون، هكذا يتغزل بجمالها ويداوي أشواقه ،بالطبيعة المتحركة الخلابة، هكذا يقصّر المسافات ،ويتلاعب بالزمان والمكان ،وهو أسلوب من الأساليب البيانية، مما يدل على دلالة عقل (طلعت) وقدرته على الخلق والإبداع والتشبيه بأسلوب ذكي، وذلك بسمو وعمق وسعة خياله الخصب فيُظهر مدى قدرته على تمثيل المعاني والتعبير عنها بصورة رائعة خلاّبة متناسقة ،فلا يتوقف بل يتجاوز التشبيه إلى التشبيهين، ليخرجها من معناها الأصلي مبتدأ بالنجوم التي كانت حكايته الأولى و عشقه ،وكأنه يشير بأن حكايته ..طويلة تمتد به من بداية الفصول ...إلى ... كأن بي أراه يتلاعب بالمكان .. والزمان.. بحسّ مرهف ، فيحرّك الجمال ويَحضن النجوم ليبدأ ويحكي قصة عشقه التي تعيش معه . ".شتاءه.. وصيفه.. وربيعه.. وخريفه "،فهو يعشق الحياة لأنها هي ..(أي حبيبته) كما أنه يتأرجح بمشاعره الدافئة بين حضنها، أو راحتيها، لتنبض بنبض قلبه الذي شبهه بالزغاريد ،عندما جعل من الصمت صدى أو من دقات قلبه الخافتة دقات مسموعة بأصوات تتسارع بين عروقه كصوت الزغاريد أو ..أعلى نبرة وفرحة تخرج من حسّ الإنسان ، لقد وصفَ العُمر بتشبيه رائع ،كأنه يتنفس، أو كجسد إنسان ذلك الإنسان ينطق ..ألا و هو حبه....ووجدانه و بعد أن التقى بالحس والرؤى والخيال قي رحلته ، كانت رحلته الثانية أطول .. للوصول إليها على الرغم أنها كانت من خلف الزجاج...ولكنها هي القريبة البعيدة ،وهذا ترادف بالمعنى ،هي "الزجاج والسراب "وهذا تشبيه دقيق للروح الشفافة الساكنة والروح المحلقة ،وهنا يتعمق ويتغنى لها أكثر بقتار غنوته ورحلته ووجدانه و راح يعزف على أوتار حبه بوجدان أكبر حينما التقى بها ،فكانت حقيقة لا سراب ،بل حقيقة في حديقته الغَنّاء ،قد تكون بعيدة ولكن قلبها قريب ونبضها ونبضه مسموع له ، وبعدما أن ابتسمت الحياة لربيعه وحلق لفراشته ،يعود ويسأل نفسه بسؤال يجيب عليه في نهاية النص أي بجواب عن سؤال ،فيجمع بين الكلام وفصيح المعنى بفخامة ،ويَخرج من الاستفهام لأداءه عن طريق سياق الكلام واللفظ إلى معنى الإخبار بل بتأكيده،و يستخدم القسم بأسلوب بليغ فنحن نعلم أن القسم ثقيل لكنه بطريقة ذكية استخدمه ووظّفه ... بسلاسة ،وذلك بالغوص في أمواج عينيها ،على الرغم من أن المسافات بعيدة قريبة... فهو يراها بقلبه وحلمه...أو أنها الحاضر الغائب ، وهنا نجد الكثير الكثير.. من الشعراء يستخدمون هذا الأسلوب أو الغزل وذلك لإخفاء الموصوف و المحبوب ،عن المتلقي فيتسع بخياله ويبالغ بغزله فيعشقها أكثر ..ف يصبّ شلال كلماته وأشواقه في نص يتغنىّ به لها ويداوي أشواقه ، بأسلوب الفصل والوصل في الكلام يلخص لغته البلاغية و بذوق جميل منعش يفرش لأميرته المغرورة بساط من الورود ، ويسبح في جمالها ويغرد لها بالآه ،ومعاني غنائية تمطر حبا وهذه استعارة لتبين لنا أن حبه يهطل عليه كماء يرتوي من عشقه يماما وعشقا ، لذا هي المطر الذي جعلت منه حياة ... ليجعل من المستحيل ممكن فيرتوي من كلماته على الرغم أنه لا يعرف من تكون ،أو لم يصل إليها ،لكنه يصف حبه لها بدقة وإبداع ..وكلما استرسل بنصه كلما اتسع خياله ونثر وتعمق بانسجام ألحانه وأمطر علينا الكثير من جميل الألفاظ ، و بغزله يغني بغناء أعمق وذلك كلما استرسل ب حبه لها وبنصه والذي يخرج به من الاستفهام والمعنى الأصلي ليستخدم دلالات يتحلّى بها بوصفها أنها أميرته المغرورة التي يغار عليها من الشعر والقافية ، قد يكون نصه فيه نوع من الاستبطاء في الاستجابة هو الذي باعد بين زمن الإجابة والسؤال ،ومن هنا يعود باستعارته ل السجع والمترادفات ، التي يهيم لها الشعراء وقراء (طلعت سقيرق)، وكأنه لا يريد لشاعر غيره يغني لها ،وإن كانت الغيوم.. وأخيرا تأتي الاستجابة ..المؤكدة والمكررة، وهذا التأكيد هو نوع من الاطمئنان والاستقرار للوجدان والحبيب ، فيكون هذا النص والمقطع امتداد لكل ما كتب .. وذلك عندما يغني لها بكل اللغات ... وأنها أجمل قافية وشعر وسجع ومترادفات بلاغية وشعرية ومساحات واسعة متمكنة .... ذلك الامتداد ينصب في معاني .. الغرام.. والنجوم ..والوجدان.. والقلب.. والعشق ..والعمر ..والذي ينبض بأنفاسها وبدفء وجودها هي حبيبته التي وصفها بكريات دمه ونبضه و التي تحرك حياته ، ب زغا ريد المزامير والقتار ..وصدى القلوب ونبض الروح.. تلك الحكاية بفصولها وعمرها ووجدانه... ونبضه ... وألحان قيتاره.. لكن يظل الحب أمنية له ...ولكل شاعر.. إنه يرسم النجوم بدوائر حبه التي تتلألأ من عينيها وجمالها ،ويغني لها أجمل الأغاني،و إذا ما أقبلت عليه فرش لها الورود لتتراقص الزهور على درب الجمال ،والذي يعبر منه إليها ومن الواضح أن الوزن يحتل مكانة مميزة وبنظم متناسقة .."كالنجوم والوجود والفصول"...بل بتنسيق بليغ "عبير العبور "وزهرة الورود" .."وعمر عمري "و قلبا يدق ..وروحا ترق"...ونظم كثيرة موزنة بسجع موسيقي ..وتشبيه ....،ووصف بلاغي ، وهو لا يكتفي بذلك بل يتجاوز التشبيه ب بتشبيهين، ف يجعلني وكأني بين أموج تأخذني تارة فوق تيار .. وتارة تهبط بي لأعماق البحر فتأرجح بي ..وينبض لها قلبي ويغني لموالها.. وأركب شراعي وأنا أحمل حروفها التي تأخذني إلى جزيرة "وجدان قتارة".. لأهبط عند ندوته الجميلة التي يسعدني أن أكون من المتواجدين فيها دوما وأبدا... ل قد اخترتها لأنني أحب غناء الحروف التي تنساب على السطور ببلاغة واتزان ...اخترتها لأنها حكاية ،بوزن وقافية ونظم ،وإبداع في الألفاظ وبليغ الكلام وجمال الوصف ورقة المعنى ورقي النص ،اخترتها لأنها حكاية ورسالة ونص شعري ..شامل.. ولأنها طلعت سقيرق كانت أعمق ..لها بريق متلألأ في نجوم سماه ***************** كما قلت سابقا إن طلعت سيكون ويظل هو حكايتي الجميلة حكايتي التي لا أستطيع أن أن أصل لنهايتها بل أحاول أن أتلاعب على بيقتاره على السطور وأتعمق أكثر بأدبه ف أتلذذ بكلماته وأنقش أعماله الخالدة ،وأقدم لو القليل ..ويظل قلمي يعاني عندما يخاطب أحبابه وبتسلق إليهم ، لذا كنت أتمنى أن أقدم الأقضل فمنكم العذر على التقصير.. ومني حب .. ودعاء ..ووفاء ..وبقاء..أرسله من ترابي إلى سماه ... شكري وتقديري... لكل من اشترك في هذه الندوة المميزة .... شكر خاص للأديبة ... هدى الخطيب ... أتمنى لك التوفيق وتحقيق الأحلام أتمنى أن يعلو النور إلى" دار نشر " ...ل الأدباء المبدعين والموهبين ... خــــــــولة الراشـــــــــــد |
الساعة الآن 42 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية