منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قاعة الندوات والمحاضرات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=438)
-   -   الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23551)

هدى نورالدين الخطيب 10 / 08 / 2012 29 : 11 AM

الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
يسخر البعض منا ويقولون أننا كأمة مصابون بداء التوجس من كل شيء واعتبار كل ما يحدث يتبع لـ: " نظرية المؤامرة "
أما الحقيقة فإن المؤامرة أو المؤامرات علينا وعلى أمتنا ووطننا الكبير بكل أقطاره واضحة وضوح الشمس وتوجسنا في مكانه لكنه توجس سلبي أو سالب معطِّل، حيث أن معظمنا يجلس وينتظر وكأن كل ما يراد لهدم هذه الأمة وتفتيتها قدر محتوم مثل الولادة والموت والبراكين والهزات الأرضية!!
لنعد مرة إلى الخلف لعلنا نتعلم
الوطن القومي لليهود والصهيونية العالمية ووعد بلفور ومخططات سايكس - بيكو إلخ...
في حقيقة الأمر حين نعود للوراء ونقرأ نجد أنها معلنة لم تأت بغتة، لكننا نحن لم نفعل شيئاً لتداركها بالشكل والتوقيت الصحيح والمنظم.
كذلك اليوم نعيش نفس الهاجس
مشروع الشرق الأوسط الجديد وتقسيم الوطن الكبير إلى كنتونات عرقية وطائفية متصارعة!
نعرف المخطط ونعرف أنه قد رصدت له ميزانية كبيرة
نعرف كعرب وغير عرب شركاء في هذا الوطن من محيطه إلى خليجه أن قوتنا في اتحادنا وأن القضبان تفرق ليسهل كسرها ليس إلا وأن أي مجموعة عرقية أو دينية ليست أكثر من ثور أكل يوم أُكل الثور الأبيض وأنه لا يلزم أبداً أن تكون أي أمة من عرق ودين ومذهب واحد وأن كل الأمم لديها أعراق وديانات وأحياناً لغات شتى وأننا أكثر الأمم التي لديها ما يجمع أكثر مما يفرق، ومخططات الغرب ليست قدراً محتوماً إن لم نساعدهم نحن على أنفسنا لتنفيذ مخططاتهم الشريرة لتمزيق الأمة.
الحرب الايرانية العراقية الطويلة، إعداد وتدريب البشمركة وصولاً إلى أحداث أيلول / سبتمبر 2001 مروراً بتنظيم القاعدة المخترق من قبل عدد من الحكومات وحكاياته المبهمة منذ بداية تشكيله، التخطيط والدفع لاحتلال العراق للكويت ثم حصار العراق القوي المنيع والعمل على تفكيكه وصولاً إلى احتلاله من قبل أميركا وتسليمه إلى إيران رغم العداء بينها وبين أميركا كما يشاع!
الحكومة العالمية بين الوهم والحقيقة أو ما يعرف بسطوة الصهيونية العالمية
كيف نرتب الأحداث حتى نتمكن من فهمها قبل أن نصل للربيع العربي الذي يراه البعض تلقائياً كتعبير عن طول الظلم والفساد والديكتاتورية وإذلال الشعوب وسرقة مقدراتهم وصولاً إلى الخيانة والتعامل ضمن اتفاقيات تعتبر بمجملها ضد مصلحة الوطن، بينما يرى البعض الآخر هذا الربيع ليس أكثر من تنفيذ مقصود في تحريك الشعوب وخلق حالة ما عرفت عنه يوماً أميركا في زمن سيء الذكر بوش - جونيور بمشروع " الفوضى الخلاقة "
وظهرت بالتزامن مع كل هذا وثائق " ويكليكس " المختارة بعناية بحيث لا تمس هيبة الكيان الصهيوني والدول الاستعمارية الكبرى.
وجهات نظرنا أكثر من أي وقت مضى تختلف بين موالاة لأنظمة إجرامية ومعارضة بعضها الشريف وبعضها العميل وفريق ثالث هو بحد ذاته أكثر من فريق وأكثر من رأي، لكننا جميعاً مهما اختلفت آراؤنا يسكننا الخوف من الغد ويقتلنا سيل الدماء، هرمنا من شدة الألم، نتلوى حزناً على ما نرى ونسمع
أقل من سنتين مرت علينا وكأنها ألف سنة
لو توقفنا لحظات في مصر وما حدث مؤخراً في رفح نلمس حجم المؤامرة وقوة فلول النظام الخائن ودهاء الصهاينة والفلسطيني هنا وهناك ما زال من السهل تحميله تبعات كل شيء فإسرائيل ترتكب الجريمة والفلسطيني يتهم بها ويدفع ثمنها وتغلق من دونه الأبواب!!
على هامش الحديث سألني أحدهم بالأمس عن رأيي فقلت له:
"برأيي أن نبني محرقة شاسعة تشبه محارق بورما على أكبر مقاس يرمى بها كل الفلسطينيين!!"
لم أكن أمزح - كنت غاضبة وما زلت - هنا يقتل الفلسطيني وهناك يتهم!
إسرائيل تخطط وتستأجر من ينفذ لها جرائمها والفلسطيني دائماً هو المتهم بل المجرم
ربما من أجل هذا أمس الأول رفعت على الشريط مادة شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت " احذروا الإيدز الإسرائيلي!! "
ولكن!!
الإيدز وإن يكن إسرائيلي فالفلسطيني هو المتهم به، والنتيجة مخالب الخونة تقوى والتشرذم يردنا للخلف فالإسرائيلي بريء بل وبطل يكشف الجريمة ويتصدى لها والخائن بريء أيضاً ، والضحية منا وكذلك المتهم!
قهقه أيها الظلم ويا أيتها الجريمة فنحن أمة لا تتعلم الدرس أبداً ولا نبحث عن المستفيد على الأقل لنفهم ولا نقتل الشهيد مرتين
وهكذا تمر بنا الأيام
كم أتمنى أن نتدارس مع بعضنا البعض
ألسنا أمة تستحق الحياة؟
نستحق الديمقراطية وحكومات منتخبة والقضاء على الفساد والحفاظ على أمتنا وأمننا الوطني وإيجاد فرص عمل للشباب وأن تستفيد أوطاننا بعقولنا وأن تعيش شعوبنا حياة كريمة أسوة ببقية البشر والتطور والتحول من الاستهلاك إلى الاكتفاء الذاتي ونستحق أولاً وأخيراً ألا تكون مخططات الغرب ضدنا قدر محتوم
[/align]

حياة شهد 10 / 08 / 2012 41 : 11 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
ما يسعني كمشاركة أولى إلّا أن أضع علامة استفهام كبيرة ..
؟
قد تفي بالغرض مبدئيا ..
فهو الأصوب لأنّ ما يحدث في بلداننا العربية يحتاج لمزيد من التساؤلات و الاستفسارات العميقة
قبل محاولة وضع الأجوبة و بالتالي إيجاد الحلول .. رغم أنّ هذه الخطوة في رأيي مستبعدة لأنّ الصمت المحبط
المحيط يثير الخوف و الهواجس و الكوابيس من حولنا ..
فلو تساءلنا عن تلك الوضعيات الشاذة و الامور التي تحدث متناسقة تماما مخطّط لها
و التنفيذ كان تدريجيا و نحن نشاهد مسلسل الذّل و الهوان و نصمت بل و ننتظر الحلقات القادمة و ما تحمله من مفاجآت
العدو واحد و نحن أمة ... ؟؟؟
فأين الخلل .. لدينا عقول .. لدينا من المقومات و التاريخ و الدين ما يمكننا من اختراق العالم ..
لكن ... ؟؟؟
***
سيّدة النّور أشكر مساعيك النبيلة خدمة لكلّ القضايا العربية .. و فلسطين خاصة ..
ملف مهم .. أرجو أن يفتح أمامنا المزيد من الأبواب لتدارك أخطاءنا على الأقل في فهم ما يجري حولنا ..
و فهم رسالتنا و أهدافنا و ما يجب فعله أو التخطيط له ..
..
كلّ التقدير و المودة ..

مازن شما 11 / 08 / 2012 35 : 04 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]جزاك الله خيرا اختنا الغالية هدى نورالدين الخطيب على فتح هذا الموضوع،
تائه لاأجد جوابا شافيا ولعلنا امام مرحلة اصبح فيها الحق باطل والباطل حق

سريعا وعلى عجل أطرح للنقاش أسئلة مشروعة برسم الاجابة:

لماذا يسمح لمرسي ان يدخل سيناء بغير حساب ( طيران حربي، دبابات، اليات حربية وغير حربية والآف الجنود ) بينما لم يسمح من قبل بتعزيز تواجد جنود مصر بأبسط الاسلحة الفردية أو بزيادة عدد الجنود وذلك حسب اتفاقيات الاستسلام الموقعة بين الاحتلال والدولة المصرية؟.

هل تتصور أن يأتي يوم يصفق فيه العربي في مصر العربية عندما تدمر شرايين حياة قطاع غزة؟.

هل أصبحت دولة الاحتلال تقاتل بجنودنا (كمسلمين وعرب) وتحولنا بذلك الى قاتل وضحية؟.

لماذا تدفع دول البترودولار بسخاء "للربيع العربي" بينما هناك من هم بحاجة ماسة لمد يد العون لهم قبل ان يدفنوا احياء؟

لماذا كل هذا الصمت العربي على مايجري للمسجد الاقصى؟[/align]

عبدالكريم سمعون 11 / 08 / 2012 03 : 12 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أستاذتنا الغالية هدى تحية طيبة وتقدير
من لهجتك في الخطاب يتضح لنا حجم الألم والأسى الذي يسكن قلبك مما يحصل
وهذا الألم حقيقة هو في كل قلب نقي حر ولكن نعود لنقول ما العمل ؟؟
ما هي الحلول ؟؟
ولا يحرك العالم سوى المال... وحده المال ..
كان يحرك العالم المال والدين ولكن الآن بكل أسف وبعد تسييس الدين من قبل البعض
أصبح العالم محكوم بالمال فقط
والأخلاقيات والقيم الإنسانية خلت من المجتمعات وإن وجدت فهي بيد من لا سلطان ولا نفوذ ولا مال له ..
ولا رأي لمن لا يطاع ..
الحال مؤسف بل محزن بل قاتل ..ولكن ....

تقديري لروحك المفعمة بالنور

عبدالكريم سمعون 11 / 08 / 2012 12 : 12 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن شما (المشاركة 155391)
[align=justify]جزاك الله خيرا اختنا الغالية هدى نورالدين الخطيب على فتح هذا الموضوع،
تائه لاأجد جوابا شافيا ولعلنا امام مرحلة اصبح فيها الحق باطل والباطل حق

سريعا وعلى عجل أطرح للنقاش أسئلة مشروعة برسم الاجابة:

لماذا يسمح لمرسي ان يدخل سيناء بغير حساب ( طيران حربي، دبابات، اليات حربية وغير حربية والآف الجنود ) بينما لم يسمح من قبل بتعزيز تواجد جنود مصر بأبسط الاسلحة الفردية أو بزيادة عدد الجنود وذلك حسب اتفاقيات الاستسلام الموقعة بين الاحتلال والدولة المصرية؟.

هل تتصور أن يأتي يوم يصفق فيه العربي في مصر العربية عندما تدمر شرايين حياة قطاع غزة؟.

هل أصبحت دولة الاحتلال تقاتل بجنودنا (كمسلمين وعرب) وتحولنا بذلك الى قاتل وضحية؟.

لماذا تدفع دول البترودولار بسخاء "للربيع العربي" بينما هناك من هم بحاجة ماسة لمد يد العون لهم قبل ان يدفنوا احياء؟

لماذا كل هذا الصمت العربي على مايجري للمسجد الاقصى؟[/align]






أستاذنا القدير والمحلل الواعي الأخ مازن شما تحية طيبة
تقديري الكبير لوعيك ونضجك ورؤياك السليمة لما يحصل ..
أرى ماتراه هو عين الصواب
شكرا لك
تحياتي

عادل سلطاني 11 / 08 / 2012 46 : 04 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أولا أشكر الأستاذة هدى نور الدين الخطيب على طرح هذا الموضوع الراهن الهام المستفز وأشكر كل المتدخلين لإثراء هذه الندوة مغتنما هذه الفرصة الرائعة لأضع بين يدي القارئ النوري الجزء السادس الموسوم : أمركة الوطن العربي والهوية من الفصل الثالث الموسوم : العولمة من الصفحة 147 إلى الصفحة 154 من مذكرتي الموسومة : الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها في إعادة تشكيل ثقافة الشباب في عصر العولمة..

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية حسب ميشال بوغنون إلى أمركة الشرق الأوسط فهي المنسق الوحيد لعملية السلام ، ليقدم الفلسطينيون الكثير من الضمانات والتنازلات وأمريكا مازالت تقود المفاوضات مع الأطراف المعنية بمفردها ، وسوريا لا تجري محادثات إلا مع الولايات المتحدة منذ حرب الخليج حيث أسعفها الحظ لتختار المعسكر الرابح ، ورغم فشل اتفاقيات أوسلو المزعج لواشنطن ، إلا أن السيطرة الأمريكية على المنطقة لم تتأثر بذلك، ومع وجود نقاط ارتكاز مثل المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والأردن ، بجانبها إسرائيل المتذبذبة والمحيرة أحياناً ولكنها الحليف الأبدي لها، فسيطرة الولايات المتحدة على منابع النفط ومناورتها لمحاصرة إيران، وحظر التبادلات الاقتصادية والتجارية معها ، وفرضه على العالم أجمع بواسطة قوانين ( هلمز – بورتون وأماتو ) محاولة استخدام كل الأساليب لعزلها .[1]
وبشكل متناقض لموقفها تدعم طالبان ، مما يدفعنا أن نفكر جدياً حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأمريكيون في الجزائر ، إنما تريد الولايات المتحدة تحقيقه على المدى المنظور يتجاوز الخنق الممكن للنظام الإيراني؟. [2]
فالولايات الأمريكية بعد زوال المعسكر الشرقي بدأت تنافس الدول الأوروبية على أماكن نفوذها في مستعمراتها القديمة ، محاولة إيجاد موضع قدم لها وتحقق لها الأمر في الجزائر وتونس والمغرب وليبيا ومصر لتكون المنسق الوحيد كطرف في معادلة السلام الواهية بين الفلسطينين والكيان الصهيوني مستغلة الفجوات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لتجد المنفذ الذرائعي ، لتتدخل في هذه الدولة أو تلك ، فتارة تدعم حركة طالبان من أجل مصالحها لمرور أنبوب الغاز بالأراضي الأفغانية ، وتضييق الخناق على إيران كقوة تحاول قلب الموازين في الشرق الأوسط إضافة إلى أنها دولة نفطية ، وتدخلها السافر في العراق في حملتها الائتلافية الشرسة التي يعتبرها الباحث روجيه جارودي حربا من نوع جديد ، وحملتها الراهنة على النظام الليبي رغم دكتاتوريته واستبداده ودمويته بمباركة مجلس الأمن ، وتدعيم الإرهاب في الجزائر كما أشار إلى ذلك الباحث ميشال بوغنون إلا أن هذه التدخلات السافرة تعكس هشاشة الأنظمة العربية الاستبدادية القائمة.
يبين الباحث نبيل علي في كتابه الموسوم : الثقافة العربية وعصر المعلومات حينما تطرق إلى هويتنا القومية التي تتعرض إلى تهديدات العولمة التي أعطت لنفسها الحق في تجنيس ثقافات العالم ، وطمس خصوصياتها فعولمتهم هذه تريدنا أن نكون عالميين بلا تاريخ ، وبلا مكان لتضعف التكنولوجيا الاتصالية المتطورة الارتباط بالمكان وتسحق الزمان .[3]

أما المغرب حيث التوتر والألم يمثل اليوم مسرحا لإعادة توزيع الأوراق، ليتراجع دورفرنسا هناك لصالح الأمركة الزاحفة والماكرة، وفي تونس يحافظ النظام على وضعه بصرامة بواسطة حكومة قمعية إلا أن دورها المساعد على الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن تتجاهله الولايات المتحدة ، مما يتيح لهذه الأخيرة أن تركز اهتمامها على الجزائر وليبيا .[4]

ففي الجزائر حيث الشعور المناهض لفرنسا فسيكون ذلك أمراً مستساغاً ، وبين مصر الحليفة القوية والجزائر المسيطر عليها لن تتأخر ليبيا بالسقوط ، وهذا ما تأمله الولايات المتحدة،وبعد اتهامها دون دليل مقنع بحادثتي لوكاربي وتـنره ، خضعت ليبيا لحصار اقتصادي لأربع سنوات فتت بنيانها بشكل ملموس .[5]

وفكك أيضا نسيجها الاجتماعي لتعود الصراعات القبلية إلى الظهور لتفقد السلطة السياسية المعزولة عن الشعب الكثير من هالتها وقانون هلمز – بورتون المطبق ( خارج كل شرعية حسب القانون الدولي ) ، خارج الأراضي الأمريكية ينال من كل الشركات الصناعية والتجارية التي تقيم علاقات اقتصادية مع ليبيا ، وقد وجد الكثيرون أنها إجراءات رادعة فعلاً إن طلقة الرحمة لن تتأخر كثيراً ، لأن السيناريو الأمريكي الأخير قد بدأ، ألم يعلن جهاز السي. أي. أيه. أنه اكتشف بفضل أقماره الصناعية للتجسس في ترهونه معملاً للسلاح الكيميائي تحت الأرض ؟ [6]

لقد تراجع دور فرنسا الريادي في المغرب والجزائر من خلال الرهان على الورقة السياسية والثقافية التي بدأ تأثيرها في التلاشي في المغرب والجزائر ، لتستغل الدولة العظمى الفجوة الحاصلة فالشعب الجزائري بكل تشكيلاته في الغالب ، لا يستسيغ التدخل الفرنسي في الشأن الداخلي الوطني ، وهذه المناهضة الشعبية استغلتها أمريكا كورقة رابحة تدخل من خلالها وتتغلغل فارضة مصالحها على الحكومات في دول الشمال الإفريقي ، فأمريكا لم تتدخل عسكريا في الشأن الجزائري أثناء العشرية السوداء ، لأن الوضع آنذاك يسير في اتجاه مصالحها ويخدمها لأن استخباراتها حسب الباحث ميشال بوغنون من حركت خيوط اللعبة الدموية في الجزائر والتدخل العسكري لا يخدمها ، لتلجأ إلى تدخل آخر أشد فتكا من التدخل العسكري يتمثل في خلق بؤر للتوتر الاجتماعي تستغله لتعزيز مصالحها الاقتصادية والسياسية وإن كان استشراف بوغنون الباحث لحملة عسكرية محتملة وأكيدة على النظام الليبي ، فطلقة الرحمة البوغنونية المستشرفة أطلقها التحالف الائتلافي في التاسع عشرمن شهر مارس سنة ألفين وإحدى عشر.

وفي هذا الصدد يشير برهان غليون محللا أزمة حرب الخليج الأولى ، فغزو أمريكا للعراق يعكس الهيمنة الليبيرالية العولمية التي تريد فرضها على الشعوب قاطبة لتكسيرها وتفتيتها من الداخل واستنزاف ثرواتها ، وهذه الأزمة عكست انعدام وجود الأسس الموضوعية والذاتية لوحدة المصالح العربية لتهز جسد الأمة رغم المحاولة التي يجب أن تكون صحية تستثمر مجددا للخروج من هذا المأزق .[7]
فمهما كان الاختلاف قي تقييم نتائج المواجهة بين العراق والولايات المتحدة وتقييم دوافع الأزمة الراهنة في الخليج ، لا يمكن بأي حال رأب الصدع ، وإعادة الوضع لما كان عليه قبل أوت من ذات السنة ، ويقصد برهان غليون بالوضع مجموع التوازنات ، والخيارات السياسية والاقتصادية ، والأمنية التي قادت الأمة أكثر من ثلاثة عقود إثر الهزيمة الناصرية وانهيار الحركة القومية في المشرق .[8]
ولكن بعد الضربة الإجهاضية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحرب الاستنزاف اليمنية قام الوضع الجديد على مبدأين حاسمين أساسين بالتخلي عن القضية الفلسطينية والانسحاب من خط المواجهة العربية الإسرائيلية ، ودفن الخيار العربي الواحد على الصعيدين الأمني والاقتصادي ، ومن ثم تكريس اقتحام الأمركة وفكرها العولمي الاحتوائي في تأكيد إحكام وتكريس السيطرة العسكرية الإسرائيلية والسياسية المطلقة ، وتفتيت الصف العربي وكسر وحدته المادية والمعنوية ، باستعمال جزء من مواردنا النفطية لإفساد نخبنا ، وتكسير إرادتنا الوطنية .[9]

وفي ذات السياق يشير برهان غليون إلى مدى الاحتوائية العولمية من خلال التدخل في فضاء الشرق الأوسط ومحاولة بناء معالمه الجديدة حسب الأبجدية الثنائية الأمريكية الإسرائيلية أو ما يسمى خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وهذا المشروع الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله لأمركة المنطقة ، وتوسيع دائرة الصراع ودائرة الحروب الإقليمية والوطنية والأهلية وانتشار العنف والإرهاب على أوسع نطاقه ، وكانت ثمرة هذا المشروع تدويل السياسات الأمنية العربية والقطرية والإقليمية والعودة بالمنطقة إلى ما قبل الحقبة الوطنية .[10]

حيث تكرس الأمركة العسكرية متمثلة في القواعد العسكرية المبثوثة هنا وهناك وتوقيع اتفاقيات الحماية والوصاية الخارجية ، لتحصل في الأخير على شرق أوسطي معزول معولم مسلوب الإرادة والقرار ، وبالتالي حرمان الشعوب الشرق أوسطية وتسطيحها من خلال تفريغ أنظمتها من المحتوى السياسي والاجتماعي والثقافي ، لتنتشر الفوضى الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والثقافية في النسيج الشرق أوسطي ، وتعم البطالة والفقر والتفكك الاجتماعي ويحل المفهوم العشائري الضيق ويسود بدل مفهوم الدولة الوطنية ، وذلك من أجل تعميق أزمة الهوية .[11]

يبين الباحث أمارتيا صن في كتابه الموسوم : الهوية والعنف الحاجة الماسة في عالمنا المعاصر إلى أن نسأل أسئلة لا تعنى باقتصادات العولمة وسياساتها وحسب ، بل عن القيم والأخلاق والشعور بالانتماء الذي يشكل مفهومنا عن العالم الكوكبي ، والانخراط في الهوية الكوكبية والشعور بالانتماء الكوكبي لإقامة الدولة العالمية لا يستدعي بالضرورة استبدال ولاءاتنا القومية والمحلية بالكامل حتى ننخرط في هذا السياق .[12]

يبين الباحث جون جوزيف في كتابه الموسوم : اللغة والهوية ..قومية إثنية دينية إلى أن الهوية رغم اشتمالها على التصنيف فإنها نوع من التمثل ، وبقدر ما تشتمل على التفاعل اللغوي بين الناس فإنها نوع من التواصل ، فالتمثل الذاتي لهوية المرء هو المركز المنظم لتمثلاته للعالم المشكل لها وفي التواصل .[13]

يبين الباحث ميشال بوغنون موردون أن المواطن الواعي الناشط القادر على التعبير يحب لغته قبل كل شيء ، مشيرا إلى مقولة موريس دريون : بأنه لا شيء يمكن أن ينفع الدولة في النضال من أجل اللغة القومية ، إذا استمرت اللغة داخل الأمة نفسها بالتراجع وبالتلف وبالتفتت وهكذا فإن العطب قد أصاب جسد من يجب أن يكون في وسط المعركة من صحافة وتلفاز ودعاية وإدارة وتعليم، فالكل أصابه مرض اللامبالاة وبات كسيحاً، لدينا الكثير ممن هبطت قواهم اللغوية والكثير من الناس الذين يلتفون قليلاً أو كثيراً بالرايات الأجنبية من أجل مصالح وهمية ، قبل كل شيء علينا إفهام الشبيبة واليافعين بأن كل واحد منا مسؤول بطريقته وأمام نفسه ، بأن اللغة هي التعبير عن النفس والطبع، فمن لا يحترم لغته لا يحترم ذاته أي أنه لن يصبح بالتالي محترماً من الآخرين ، يقول بوغنون مشيرا لفرنسا : لنرفض شراء كل المنتجات التي تستخدم لغة دعائية تشوه اللغة الفرنسية، والاستماع إلى البرامج التي تقلل من كرامتها، والاعتراض على كل نشرة غير مفهومة، لنطرد من حياتنا كل كلام غير مفهوم في أي مكان نواجهه لنرمي بالخزي والعار كل أولئك الذين يوسخون ويذلون ويشوهون أغلى ما نملك من تراثنا ».[14]

فأين نحن كمسلمين في واجبنا تجاه لغتنا فيما ذهب إليه الباحث بوغنون تجاه لغته ؟ فالأفكار التي أوردها في هذا السياق الواعي تدق ناقوس الخطر تجاه اللغة الفرنسية التي تتعرض للأمركة. ويعتبر الدولة الفرنسية المسؤولة المباشرة على ما يقارب خمسين دولة تستعمل اللغة الفرنسية في إداراتها ، ولا بد أن تأخذها الغيرة للحفاظ على إرثها اللغوي بالأحرى في مستعمراتها القديمة لتحافظ على نفوذها ، فهذا السياق يعكس أهمية اللغة كقوة وسلطة وكمعنى محدد للوجود الإنساني في عمومه ، فاللغة تحدد معالم الهوية الحضارية على المستوى المحلي والعالمي ، فهذا الشعور الواعي بزحف الأمركة جعل المثقفين على غرار بوغنون يدقون ناقوس الخطر مشيرين إلى الخطر الداهم الذي يهدد خصوصيتهم الثقافية مركزا على المقاومة الذاتية الداخلية للغة وصمودها كبنية ومؤسسة قائمة بذاتها إزاء أعاصير العولمة العاتية ، فاللغة كمؤسسة إذا أصابها العطب فإن الأجهزة الناقلة لها على غرار الجهاز التعليمي التربوي والإداري والإعلامي وغيرها من الأجهزة التي تعتمد على التواصل اللغوي سينتقل إليها العطب والتشويه الحاصل في اللغة أصلا ليعلن الرفض المطلق لكل شيء يستهدف نقاء الفرنسية من المنتجات الدعائية التي تشوه على حد تعبيره أعز ما يملكون .
فماذا نقول نحن المسلمون تجاه لغتنا التي تسحق أمام أعيننا صباح مساء في أجهزتنا المختلفة في الإدارة والتعليم والإعلام ، فاللغة تدهورت في هذه الأجهزة وتقهقرت وتراجعت ولم تعد تؤدي وظيفتها الحضارية ، لتكتسح اللغة الإنجليزية دول الخليج المنفتحة والمنخرطة في هذا التيار والمقبلة على لغته بنهم شديد لتنحسر اللغة العربية الأم في عقردارها.
وفي ذات السياق يشير محمد شعبان علوان إلى أن العولمة تحاول باستمرار طمس الثقافة الهوياتية للشعوب ، في محاولة للاتجاه نحو تفريغ العالم من هذا المكون الأساس الذي يعكس خصوصية شعب عن شعب وأمة عن أمة ، فتفريغ العالم من الهوية الوظيفية والقومية يمثل هاجسا عولميا يسعى الكبار إلى تحقيقه ، وهويتنا الإسلامية يستهدفها بشراسة هذا الإفراغ العولمي واللغة العربية من أولى الأولويات في الأجندة العولمية لأهمية اللغة كأساس متين في الحفاظ على الهوية ومايعكس محاولة صهر العالم وسبكه في لغة وحيدة هي لغة العولمة.[15]

فاللغة تعكس الهوية الوظيفية والقومية ، فمحاولة العولمة المستمرة والمتواصلة في فرض نهجها على الدول القومية والتدخل في شؤونها الداخلية ، لإملاء سياساتها في التعليم والاقتصاد والإعلام باستهداف اللغة كإسمنت يساهم في تلاحم النسيج الاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات القومية في العالم ، وما من شك أن اللغة العربية لا تخرج عن دائرة الاستهداف العولمي لأنها تعكس الهوية الإسلامية ، فلابد أن تفرغ هوية الأمة من مكون أساس ضمن مكوناتها الأخرى التي تحفظ استمرارها ، وهذا ما تعكسه العولمة من أمركة تستهدف العالم برمته في جميع المناحي فاللغة العولمية يجب أن يقف عندها التاريخ لأنها الأجدر الأصلح بالبقاء ، فالمشيئة التي يؤمن بها أتباع كالفن يجسدها ريتشارد نيكسون قد اختارت أمريكا لتقود العولمة واختارت لغتها لتسود كل اللغات وتهيمن على العالم.

[1] - ميشال بوغنون موردون ، أمريكا المستبدة وسياسة السيطرة على العالم " العولمة " ، ترجمة الدكتور حامد فرزات منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق 2001 ، ص.ص.203- 206.

[2]- نفس المرجع والصفحة.

[3]- نبيل علي ، الثقافة العربية وعصر المعلومات ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد رقم 265 ، الكويت ، الطبعة الأولى 2001 ، ص.43.

[4] - ميشال بوغنون موردون ،مرجع سابق .

[5] - نفس المرجع والصفحة.

[6]- نفس المرجع والصفحة.

[7] - برهان غليون ، مابعد الخليج وعصر المواجهات الكبرى ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الأولى 1993، ص.ص.26-34.

[8] - برهان غليون ، نفس المرجع والصفحة.

[9]- نفس المرجع والصفحة.

[10] - برهان غليون، العولمة وأثرها على المجتمعات العربية ، ( بيروت : 1 ديسمبر 2005 )، ص.2.
http://www.escwa.un.org/divisions/sdd/events/19dec05Ghalioun.pdf

[11]- برهان غليون، مرجع سبق ذكره ، ص.2.

[12]- أمارتيا صن ، الهوية والعنف - وهم المصير الحتمي - ، ترجمة سحر توفيق ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 352 ، الكويت ، الطبعة الأولى 2008 ، ص. 171.

[13]- جون جوزيف ، اللغة والهوية قومية إثنية دينية ، ترجمة عبد النور خراقي ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد رقم 342 ، الكويت ، الطبعة الأولى 2007 ، ص.286.

[14]- ميشال بوغنون موردون ، مرجع سابق ، ص.228 .

[15]- محمد شعبان علوان ، مرجع سابق ، ص.3.


إبراهيم بشوات 12 / 08 / 2012 54 : 12 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية الشكر الجزيل للأخت هدى على الاستفاضة في طرق وطرح الموضوع بحيث أصبح إيجاد ما يكمله صعبا.
ورغم ذلك أحاول عرض وجهة نظري
من قراءاتي المتواضعة للتاريخ العالمي والعربي خاصة،وجدت أن طبيعة الإنسان متوترة تتوق إلى التذبذب والتوهان،حتى في أعز مراحل الحكم الإسلامي كان الأمير المسلم يصادق عدوه ليحافظ على العرش فيقتل أخاه أو أباه بكل بروده،تلك سمة لم تزل تتوارثها الدول وإن تبدلت وسائل الاضطراب ومظاهرها.
إن قيادة الأمم مهمة كل الهم معلق بها والغريب أنها اليوم سبيل لزوال كل الهم! ذلك أن الكرسي أصبح وسيلة للسيطرة لا طريقا للقيادة الرشيدة،ثم عد من جديد واستقرئ صفحات التاريخ على تلك الفترات التي زهت فيها الدولة الإسلامية تجد أن القادة كانوا راشدين عازفين عن ملذاتهم واضعين نصب أعينهم المسؤولية الكبرى،فإن لم يكونوا على هذه الدرجة من النباهة وجدتَ البطانة الصالحة تنير طريقهم.
نعم كل حاكم له الحق في التمتع بثروة بلاده لأنه على رأسها،ولكن قبل ذلك يجد بكل مسؤول أمام التحديات الكبيرة الحاضرة أن يضع ألف حساب،فتلتقي بذلك القلوب على هدف واحد هو صلاح الدولة.
أعود إلى نقطة الاضطراب في النفس البشرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى وعلم ما تكن كل نفس،فأوجد مع استخلاف البشر في الأرض القوانين التي يحكم بها الناس أنفسهم،ونحن كما نعلم لنا دين كان الكفيل الوحيد في إظهار وحدتنا والتفافنا على قلب رجل واحد،فإذا تفرقنا فيما هو أولى أن نتفق فيه باعتباره دعامة الأمة الأولى وأساسها هوى البناء قبل اكتماله أو آل إلى الزوال في مدة قصيرة.
إبراهيم بشوات
11أوت 2012

رشيد الميموني 12 / 08 / 2012 18 : 02 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أختي الغالية ، الأديبة هدى .. حياك الله و رعاك ..
تاريخيا ، بدأ التآمر منذ الوهلة الأولى التي أعقبت نداء ربنا الجليل لنبيه عليه الصلاة والسلام بأن يصدع بما يؤمر و يعرض عن المشركين ..ولكنه كان تآمرا محليا .
وتتالت المؤامرات بعد الهجرة النبوية الشريفة حيث كانت هناك عدة أقطاب تآمرية أو لنقل عدة محاور أهمها : اليهود و المشركون و المنافقون .
ثم بدت معالم المؤامرة تتجلى في اغتيال الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب ومن بعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب ..
ولكي لا أطنب في ذكر الوقائع التاريخية رغم أني أجدها هامة ، لأن عدم قراءة الأجيال الحالية للتاريخ له عواقب كارثية على مستقبل الأمة ، فإني أنتقل مباشرة إلى المؤامرة الكبرى التي دبرت إبان حكم العثمانيين بحيث شوهت صورة السلطان العثماني عبد الحميد الذي لايجب أن ننكر فضله في رفضه لتوطين اليهود بفلسطين التابعة آنذاك للحكم العثماني .
الوعود التي أعطيت للعرب بعد انهيار الخلافة العثمانية و نشوب الحربين العالميتين الأولى و الثانية أبانت عن خبث و مكر الغرب و الشرق وتآمرهما ضد الأمتين العربية و الإسلامية ..
وبانتهاء الحرب الباردة انتهى الاستعمار القديم بانهيار المعسكر الشيوعي الذي كان يقف ندا للغرب بدفاعه عن المجموعة المنضوية تحت حمايته من الدول العربية من أجل مصالحه الخاصة فقط ..
الاستعمار الجديد تزامن وبزوغ العولمة التي ابانت عن شراستها ووحشيتها في تدمير كل القيم و الهويات التي تتمتع بها كل دولة عريقة تاريخيا و حضاريا .. وها نحن نرى هذه الهجمة تطال الدين و التاريخ و اللغة .
أختي الغالية هدى .. في طرحك المميز نقطة إيجابية و هي تلك التي تتساءل عما يمكن فعله و تتساءل في ما إذا كنا سنبقى متفرجين على كل هذه المؤامرات بسلبية تامة ..
وقد ذكرت في معرض حديثي في منتدى المشرفين حول ما يمكن فعله لتطوير المنتدى عن فكرة الاعتماد على محاور ثلاثة يقوم عليها صرح منتدانا العزيز وهي :
الدين
اللغة
التاريخ
وأنا أرى ان تفعيل كل المنتديات التي لها صلة بهذه المحاور كفيل بأن يبعدنا عن الارتجال والتشتت في بلورة موقف كل واحد منا ، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر فعالية حين نضع هذا السؤال : كيف يمكننا التأثير على محيطنا و إبلاغ آرائنا حتى نقوم بدور التوعية و التحسيس أحسن قيام ؟
"إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله ."
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون ."
صدق الله العظيم .
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

محمد السنوسي الغزالي 12 / 08 / 2012 48 : 02 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
نظرية المؤامرة بلاشك لااستبعدها
لكن لماذا العرب بالذات من يتم التآمر عليهم؟؟
الحكام هم السبب..حتى اؤلئك الحكام الذين تحبهم شعوبهم وينحازون للعروبة لايستطيعون المطالبة بالكثير ..لأنهم في الغرف الدولية المغلقة يواجههم الغرب بديكتاتورياتهم..فيمرر ما يشاء لأنهم ليسوا فوق مستوى الشبهات,,القضية من وجهة نظري هي قضية ثقافة وحضارة وتقدم..الشعوب الحية لايتم التآمر عليها لأنها تستطيع ان تتحدى حكامها وتسقط حكوماتهم..الشعوب المقموعة هي برسم كرسي الحاكم الذي هو على استعداد للتنازل عن كل شيء مقابل ان يبقى على الكرسي..
نظرية المؤامرة من وجهة نظري هذه هي ابوابها التي تدخل منها الى العرب.
وقد اكون على خطأ
الموضوع طويل ومتشعب ومحزن ايضا
فاللعرب ثروات بدلا ان تكون اداة ضغط للتحرر ..تصبح اداة شراء لذمم العالم مقابل السكوت عن مثالب الأنظمة..

فتيحة عبد الرحمن 12 / 08 / 2012 19 : 07 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 

محزن جدا هذ المسلسل الدموي الذي نراه يوميا عبرَ وسائل الإعلام
فالمنطق يفرض نفسه هنا ومن المعيب أن نلوح بشعاراتنا الحماسية التي تحركها مشاعرنا لنلغي العقل
واهمون إن ظننا أنّ بوادره بدأت في الثمانينات أيام العُشرية السوداء التي عاشتها الجزائر!! ..
شئنا أم أبينا ، هو مخطط منذ أزمنة ، تعاقبته أجيال تمشي وفق مخطط مدروس ذاكَ الذي نفاه البعض وبشدة ، فقط لأنهم يرفضون بقاء الحاكم ، فالقضية أبدا ليست وجود حاكم أو تغييره والدليل مايحدث في أوطاننا بعد غياب/ الإطاحة بـ كل حاكم !!!
وواهمون أيضا إن فكرنا أنّ الهدف هو الدين ، فالإسلام باتَ في عقرِ ديارهم ويمارس بصفة أفضل من وطنه الأصلي
القضية قضية منطقة برمتها عاصمتها قدسنا الشريف وما يحتويه هذا الوطن من خيرات وموقع إستراتيجي عالمي مهم جدا
فكل التنازلات التي قدمتها الأمة العربية لم تكفهم بل زادت من أطماعهم وزادت شهيتهم للنيل من وطننا قطعة قطعة بل ودماغا دماغ ...
فالخسائر التي تكبدتها أمريكا في كل حروبها العربية العربية ليست لوجه الله كلنا يعلم أنها أموال من أصل خليجي
وهنا نتساءل لما تعزم أمريكا على التغيير وترسيخ ماتسميه بالدمقراطية في ربوع بلادنا ؟
أنا لا أقول أنّ العدل يسود أوطاننا لا ولن أقول أننا أمة صادقة نقية تقية ، لا بل نحن أمة نخر السوس عظامها ، تُفَضل النوم على العمل
عقولنا ومفكرينا وكل طاقة تولد عندنا نصدرها للغرب لأننا وببساطة لا نعرف قيمة الإنسان ولا الموهبة
عيوبنا كثيرة فكيف نطالب أن يكون الحاكم منا مثَاليًا وكيف نريد لأوطاننا التقدم ونحن لا نعمل إلا على تخريبها
دون شك كل هذا لا يخفى عن الغرب وإسرائل وأمريكا وهي دول تنام بعين وتترك لنا عينها الثانية تحرسنا ، ليسَ لأننا من غواليها ولكن لأننا منطقة تستحق كل الإهتمام والمتابعة
درسوا أفكار شبابنا وعرفوا نقاط ضعفهم ففصلوا لنا ولهم عباءات على المقاس ، فكانت أولى ما صدروه لنا وسائل الإتصال التي تكالبنا عليها ، ومن خلالل الإتصال رسموا لنا سبلا وعززوها بشعارات وهمية هم أنفسهم لا يعترفون بها
أما الذي نعرفه جميعنا فكل الثورات التي تفجرت عبر وطننا العربي الكبير هي تكملة لحرب الخليج والتي تمت بتعزيزات عربية
وجهها كان إطاحة نظام وباطنها تغير جغرافية منطقة وامتصاص خيراتها حتى آخر قطرة ...
نحن شعوب لا تتعض تملؤنا الأحقاد فتعمى بصائرنا ، أما كفانا إنقسام السودان والعراق وليبيا ...؟؟
البعض سيقول أن الثورة نجحت في تونس ومصر .. وأنا أقول كلها ثورات إنطلقت من مبدأ حرية ودمقراطية وانتهت لاختلاف طائفي ومذهبي وفكري وكل صار يغني على ليلاه ...
كل مايحدث الغاية منه أن ننشغل عن قضيتنا الأم .. فلسطين ، والدليل أن مصر تُزَود بملايين الدولارات منذ بداية الثورة وذلك باعتراف خارجية أمريكا
وآخر منحة تحصلت عليها مصر مبلغ مليوني دولار أمريكي منحة من قطر أليسَ غريبا أن تتزامن الهِبَة ومصر تغلق الأنفاق وتقتل كل من يحاول العبورمن الفلسطينيين .. بحجة الإرهاب
يا من تهللون للثورات .. أين حصادها ؟ .. أليسَ فقط إنقسام وتقسيم وقََسمَة ظهر ؟ !!



هدى نورالدين الخطيب 12 / 08 / 2012 20 : 10 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]جميل ويثري النقاش فعلاً هذا التنوع والتباين بالآراء بمثل هذا الوعي والتعمق الراقي الرشيد
أنتظر معكم المزيد من المداخلات ثم نبدأ بأخذ أهم النقاط والتركيز عليها لاستخلاص النتائج والبحث معاً عن الآلية التي ينبغي للمثقف التركيز عليها في رسالته الوطنية الفكرية للمراحل القادمة
عميق تقديري وبانتظار المزيد من الاضاءات [/align]

سارة أحمد 12 / 08 / 2012 59 : 04 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
الثقافة حياة فثقافة أي أمة هي حياتها بكل ما فيها حياتها الآن وبالأمس وغدا ، الممتدة في الزمان والمكان ، بماضيها وحاضرها ومستقبلها .وحياة الناس بكل مكوناتها تشكل هويتهم . اعتقادي الدائم أن المفتاح السحري لنهضة أي أمة هو تنمية ثقافتها بينما المفتاح السحري لهدمها هو قهر ثقافتها ومحاولة إحلال ثقافة أخرى محلها . هذه التنمية لا تعني الركود أو الجمود لأن الثقافة حين تترك لتنمو بشكل طبيعي دون تدخل سافر من الغرباء أو محاولة قهرها مع تحكم أبنائها بها فهم من يمتلكونها وأصحاب الحق في ذلك ؛ فكل أمة تقوم بعمليات تشذيب وإضافة وحذف وتطوير وترتيب أولويات لمعطياتها الثقافية وحين تسير خطاها-الثقافة- على هذا النحو بوعي من أبنائها وتحملهم للمسؤولية وإدراكهم الأصيل لهويتهم بما أن تميزهم وتفردهم الثقافي هو الذي يحقق لهم هذه الهوية فإنها-الثقافة- تعمل على نهضتها " الأمة " . ويؤدي قهر الثقافة أو محاولة إحلال ثقافة أخرى محلها وتشويه العملية الطبيعية لنموها إلى مسخ الهوية أو تفكيكها . مما يؤدي بدوره إلى ضعف الانتماء الذي تكون له عواقب وخيمة تنتهي بتدهور هذه الأمة وتقهقرها حضاريا . وحين يصبح هذا هو حالها يكون من السهل عندئذ السيطرة عليها وإخضاعها . وفي عصرنا الحاضر حل الاحتلال الثقافي محل الاحتلال العسكري-أقول احتلال ولا أقول استعمار لأن هذه الكلمة كما قد عرفت تحمل في اللغة العربية معاني البناء والتعمير والخير –
ولمن يرفضون نظرية المؤامرة أقول لهم : أجل سيداتي وسادتي..نعم هناك دائما مؤامرات وتاريخ البشرية كله يحفل بها منذ أقدم العصور ، والمؤامرة الثقافية التي بدأ شنها على عالمنا العربي منذ عقود بعد أن ولى عصر الاحتلال العسكري عدا فلسطين وقطعة أرض هنا أو هناك حقيقة واقعة لا شك فيها وليست وهما أو ظنونا تذهب بنا كل مذهب . والمتأمل في أوضاعنا الثقافية بما فيها اللغة لا بد أن يكون واثقا من أن هناك من يخططون وهناك خطط يتم وضعها لجعلنا غير عرب داخل أراضينا العربية لنصبح عربا بالاسم فقط دون الهوية . فالهوية ليست مجرد بطاقة يكتب عليها اسم الوطن ، ولكن هوية الإنسان هي ماهيته ، هي عقله ووجدانه ، وإنسان بلا هوية هو إنسان غير موجود . حين أفكر في هذه الخطط وأحاول تأمل خطوطها العريضة والأساسية أجد أنها لا يمكن أن تخرج عن النقاط الآتية مرتبة ترتيبا منطقيا وتعمل كلها في خطوط متوازية مع بعضها في الوقت نفسه فحين أكون أنا في مرحلة 1 تكون أنت في 2 ويكون غيرنا في 3 وهكذا .

  • تنويم العقول : وجعلها مهيأة سلفا للقبول بأية أفكار وآراء دون تأمل أو مناقشة . ووسيلة تحقيق ذلك هي تشجيع ونشر ثقافة الاستهلاك بما فيها من استهلاك الأفكار الجاهزة أيضا وليست السلع فقط ونبذ ثقافة الإنتاج بما فيها من إنتاج الأفكار ومن أهم مداخل تحقيق هذا :
الدين : فالدين مدخل خطير جدا لتنويم العقول فمن الممكن تدريب الناس على عدم التفكير باسم الدين بتشجيعهم على قبول أفكار معينة سواء كانت ضارة أو نافعة ، عقلانية أم غير عقلانية ، متطرفة أم معتدلة ، على أنها من الدين ولا يجوز التفكير فيها رغم أن الدين نفسه يأمرنا بالتعقل والتدبر والتأمل . وهنا تأتي لعبة خلط الأوراق ودس ما ليس من الدين فعلا وإيهام الناس به . وهكذا ما دام الناس مستعدون لقبول أي شيء على أنه من الدين دون تفكير فسيكون من السهل استخدام الدين كلما استدعى الأمر بالطريقة المناسبة لخدمة مصالح المخططين .

حيونة الإنسان : عن طريق التأكيد على المقومات والصفات والغرائز التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوان وشغل الناس بها في الوقت الذي يتم فيه استبعاد كل ما يميز الإنسان عن الحيوان ويجعله أرقى مخلوقات الله فوق الأرض " العقل الواعي المفكر بصفاته الخاصة التي تختلف عن عقول الحيوانات التي تعتمد بشكل أساسي على غريزتها ، الثقافة ، صنع الحضارة ، التعبير باللغة فيتم تمزيق الهوية وتشتيتها من خلال إضعاف اللغة ومحاولة إقحام لغات أخرى عليها " . وتنتهي هذه العملية بأن يصبح الإنسان كالأنعام بل أضل سبيلا يعيش ليأكل ويشرب ويتزوج ويبحث عن الرفاهية المادية فقط . وتبدأ هذه العملية منذ الصغر" تدريب الناس على عدم التفكير" ، من التعليم في المدارس والمناهج التي تغرس بذور ضعف الانتماء في عقول النشء وقلوبهم . وطرق التدريس التي لا تحث الطالب على الفهم والتفكير وإن حثته على ذلك فيتم توجيه تفكيره في اتجاه معين لا يخدم تنمية ثقافة أمته أو الحفاظ عليها . -لاحظوا أيضا المدارس والجامعات الأجنبية المنتشرة في دول عربية والتي يصبح التحاق الأطفال والشباب بها علامة على ارتفاع طبقتهم الاجتماعية أو أنهم أفضل وأرقى من أقرانهم -والإعلام الموجه للأطفال أيضا وأفلام الكرتون لا بد أن تعتمد كلها على تدريب الطفل على عدم التفكير أو جره إلى تبديد تفكيره وخياله فيما لا يفيد انظروا إلى نوعية أفلام الكرتون التي تمتلىء بمشاهد العنف ومشاهد خيالية لا فائدة منها أكثر من تشويه خيال الطفل أو أنماط غربية للحياة وندرة أفلام الكرتون العربية .

  • غسيل الأمخاخ وتعبئتها :حين يتوقف الناس عن ممارسة التفكير يكون من السهل أن تبدأ عملية غسيل أمخاخهم أو تعبئتها وتمرير الأفكار المرادة إليها ..الأفكار المسمومة والمغالطات وتحبيبهم في الثقافة والحضارة الغربية وتحقير الثقافة والحضارة العربية الحاضرة في نظرهم متزامنا مع قطع صلاتهم بماضيهم الحضاري وتراثهم وتاريخهم . ويقوم الإعلام والتعليم بدور خطير في ذلك . ومن أهم التقنيات المستخدمة في تعبئة الأمخاخ وغسيلها :
الاستبعاد والانتقاء : الاستبعاد من تاريخ وحضارة ومنجزات العرب والمسلمين كل ما من شأنه أن يجعلك تفخر بهويتك العربية -سواء كنت مسلما أم لا فالحضارة العربية يشترك في صنعها المسلمون وغير المسلمين منذ بدايتها الرابط بينهم هو العروبة أو العيش معا فوق أرض عربية- أو يعمق انتمائك إليها . والمحاولات المستمرة لوأد التراث وجعل الناس غير مكترثين به .
والانتقاء من تاريخ وحضارة ومنجزات الغرب ما يبهرك ويجعلك تشعر بأنه أفضل وأرقى من حضارتك بل قد يصل شعورك حد أن تشعر بأن الإنسان الغربي أرقى من الإنسان العربي بشكل عام . مع استبعاد تام لمساوىء وعيوب ومثالب الحضارة الغربية والعكس صحيح انتقاء من تاريخ وحضارة العرب ما يجعلك تحكم عليها بأنها أدنى وأن الإنسان العربي أقل شأنا من الآخرين .
تزييف الحقائق :ونشر المغالطات التي تخدم مصالح المخططين وأهدافهم . تؤدي هذه التعبئة إلى :

  • الشعور بالدونية والعار تجاه الغرب وأنهم أفضل منا في جميع المجالات وقدوة لا بد أن نحذو حذوها رغم أن هذه مغالطة وخرافة كبيرة فليس هناك تقدما يكون في جميع المجالات في وقت واحد ،لكن هناك تقدم في هذا الشيء وتأخر في ذاك والتقدم التكنولوجي لا يشمل كل أوجه التقدم.

  • ضعف الانتماء: يؤدي هذا الشعور بالدونية والعار إلى ضعف الانتماء ما يؤدي بدوره إلى :


  • السلبية واللامبالاة فيحدث :

  • الوقوع فريسة سهلة لأهداف المخططين .

هذه الخطوات والمراحل كلها تستخدم للتعامل مع عدم الواعين بها أما من يعونها فيتم التعامل معهم بما يضمن بقاءهم محلك سر عن طريق تشجيع :
ثقافة البكاء على الأطلال والوقوع في براثن الماضي ، التفني بأمجاده والحنين إليه ، واعتبار الحاضر في حد ذاته عدو لنا .
الاكتفاء بالكلام والقول المهم دون الفعل .
العداء المتطرف للغرب الذي يبرر للمخططين تنفيذ مخططاتهم أكثر ويتخذونه ذرائع لها .
الولولة وممارسة العويل والتشاؤم دون جدوى أو عمل أي شيء .
تثبيط الهمم والعزائم عن طريق الشعور بالعجز والإحباط وبأنه ليس في الإمكان إصلاح ما كان .

فها نحن بين باك على الأطلال، ومولول على الحال ، ومتحدث بالكلام البليغ دون فعال ، ومتحمس لعمل سرعان ما ينقضي دون اكتمال ، ومتطرف يأتي علينا بالشر والوبال .

كانت هذه هي وجهة نظري المتواضعة في الموضوع فالمشكلة كلها الآن أصبحت أكثر من أي وقت مضى مشكلة ثقافة وهناك حرب ثقافية عنيفة يتم شنها علينا . إذا صلح حال الثقافة العربية واستطعنا أن نواجه ثقافة التغريب والأمركة بقوة استطعنا أن نواجه كل شيء ونحل كل مشكلاتنا بعد ذلك لأن الثقافة كما سبق أن قلت هوية وانتماء وحين يضعف انتماء أمة لنفسها ولتاريخها وحضارتها وثقافتها فقولوا عليها السلام واقرؤوا عليها سورة الفاتحة .

باختصار في سطور:
المشكلة مشكلة ثقافة إذا استطعنا أن ننهض بثقافتنا ونواجه ثقافة التغريب استطعنا أن نخلص هويتنا من المسخ والتشويه والتفكيك واستطعنا أن نكون أكثر انتماء لأمتنا وبالتالي نتخلص من السلبية واللامبالاة التي يغط فيها كثير من الشباب المغيبين اليوم المدفوعين إلى تقليد الغرب في مظاهره الملبس واللغة والعادات ليتهم يقلدونه في التسلح بالعلم أو يهتمون لقضايا أمتهم وكثير من الكبار الذين لا يهمهم سوى الحصول على لقمة العيش الصغيرة أو الكبيرة سواء كانوا فقراء أم اغنياء . نحن لا ينقصنا شيء ولا تنقصنا الموارد كل ما ينقصنا هو أن نفيق وأن نوقظ عقولنا من ثباتها وننتبه لما يحاك لنا وأن نحب أمتنا أكثر وأكثر وأكثر . هذه هي المشكلة الأساسية التي تربط بين كافة مشاكلنا والتي يجب أن ننتبه لها ولكن للأسف فنحن العرب نشتت جهودنا في الحديث في تفاصيل مشاكلنا الكثيرة ومناقشة كل مشكلة على حدة دون أن نصل إلى شيء، لا أقول اننا يجب أن نتجاهل هذه المشاكل بل على العكس يجب أن نظل نتحدث فيها ونبحث عن حلولها ولكن هذا المجهود كي يجدي نفعا لا بد من أن يتزامن مع الانتباه للمشكلة الأساسية التي تشكل جذور كل هذه المشاكل الأخرى..نظرة شاملة بعيدا عن التجزيء إلى الحال العربي العام منذ عقود حتى الآن تكشف عن أن المشكلة الحقيقية..المشكلة الأساسية..المشكلة الكبرى هي مشكلة الثقافة ودون حلها لا يمكن حل غيرها .



الأستاذة والأديبة الفاضلة هدى نورالدين مشكورة جدا على هذا الطرح المهم وأرجو من الجميع أن يهتموا بقراءة ردود بعضهم البعض للفائدة والتواصل الفكري وإثراء النقاش. وهذا ما سوف أفعله بعد أن أدرج ردي . وستكون لي عودة لإدراج اقتباسات من كتابي الدكتور جلال أمين المفكر و أستاذ الاقتصاد المصري " خرافة التقدم والتخلف " و" التنوير الزائف "..وربما اقتبست لكم أيضا من كتاب القصة في الأدب العربي القديم للدكتور محمود ذهني . فكلها كتب مخلصة للعروبة وتطرقت للهجمة الشرسة التي تتعرض لها ثقافتنا وحضارتنا العربية .

لا يمكنني أن أكون عربية اسما فقط..أنا عربية اسما وثقافة وهوية وانتماء وعقلا ووجدانا وقولا وفعلا وتاريخا وحضارة وأنا فخورة بعربيتي ..سارة

سارة أحمد 12 / 08 / 2012 39 : 06 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
الأستاذ العزيزة هدى والآن انتبهت إلى توقيعك الرائع نعم سيدتي لكِ الحق في أن تفخري وأن ترفعي رأسك ولنا الحق جميعا في ذلك : تسألين عما ينبغي على المثقفين فعله ؟
مبدئيا أعتقد أن هناك هوة شديدة الاتساع بين المثقف العربي ومجتمعه أو أمته . ربما تنبع هذه الهوة أساسا من كون أن بعض من نصفهم بالمثقفين العرب يتبنون الدفاع عن قهر الثقافة العربية ويتبنون الترويج لثقافات أخرى على حسابها..ثقافات غريبة على ثقافتنا ودخيلة عليها لا ترضى عنها مجتمعاتنا العربية . هذا عن المثقف -عفوا-المأجور أو المتأمرك أو المتصهين أو المتآمر على ثقافة أمته وهذا في حد ذاته خيانة عظمى وجريمة لا تغتفر المشكلة أنه من الصعب إثباتها بالأدلة المادية الملموسة المعروفة للجرائم فليس في هذه الجريمة أسلحة بيضاء أوسوداء ليس فيها سيوف ولا مدافع ولا رشاشات أو قنابل ولا فيها مواد مخدرة ملموسة يتم تهريبها أو أموال يتم سرقتها ، لكن في هذه الجريمة سلاح هو القلم الذي يكتب أو اللسان الذي ينطق وفيها المخدر الخفي الذي لا يمكن رؤيته أو لمسه لكنه يوضع للناس بين السطور وفي ثنايا الكلام لتنويم عقولهم وتعبئتها في هذه الجريمة يا سيدتي سرقة لا يمكن إثباتها هي سرقة عقول الناس وفيها ذبح وقتل وجرح للجسد الثقافي للأمة دون أن نرى الدم دليلا عليها أما المثقف العربي المخلص فمشكلته أنه بكل وعيه وحماسه وقوة انتمائه لأمته وثقافتها ونور بصيرته يعيش في واد بينما يعيش معظم مجتمعه في واد آخر يمكنني أن أسميه " فخ الظلمات " بكل ما فيه من تنويم للعقول وغسيل للأمخاخ وتعبئتها وضعف انتماء وسلبية ولامبالاة وتفكيك للهوية وتمزيقها و...الخ
أما المطلوب من هذا المثقف وأمثاله من المثقفين العرب المخلصين فمبدئيا مطلوب منهم أن يجتمعوا على قلب رجل واحد ويفكروا في المشكلة الأساسية " الثقافة " ويصنفون فروعها ويبحثون عن حلول لكل فرع منها على سبيل المثال فرع اللغة..لا بد أن نتوقف عن الكلام الذي لا يتبع بالأفعال وأن نتحد لنحول آمالنا وطموحاتنا إلى أفكار محددة يمكن تنفيذها ورؤيتها ملموسة على أرض الواقع ولكي يحدث ذلك لا بد أن نتفاءل ونتخلص من مشاعر الإحباط التي يعاني منها معظمنا وتعيق تنفيذ أي حلول يمكن أن تكون ناجحة فعلا فقط لو بدأناها وصممنا على تنفيذها . ولا تسأليني عن هذه الحلول والمقترحات ولا تسألي أي شخص غيري منفردا فالقضية كبيرة تحتاج إلى تعاون واجتماع " يد الله مع الجماعة " وإلى بذل جهود كبيرة جدا في سبيل ذلك..فلنتخلص اولا من البكاء على الأطلال ومن مشاعر الإحباط ولنحدد هدفنا
لدينا مشكلة أساسية لابد من حلها وتندرج تحت هذه المشكلة فروع كثيرة لا بد من تصنيفها والبحث عن حلول لها ونحتاج إلى دعم المؤسسات المخلصة و إلى رؤوس أموال كبيرة وهلم جرا..

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 16 : 02 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
استدراك: يبدو أني قد أسهبت في الحديث عن الثقافة دون أن أوضح المعنى الذي أقصده منها لأن الاستخدام الشائع للكلمة قد ينصرف إلى معان غير صحيحة أو غير مكتملة فالثقافة ليست كمية المعلومات التي يعرفها الإنسان وليست مجرد الفنون والآداب والفكر كبناء فوقي ، لكني قصدت الثقافة بمعناها الأنثروبولوجي الشامل: ذلك الكل المركب المعقد من مجموع التراث والقيم والمعتقدات والأفكار والعادات والأعراف والتقاليد وأنماط الاستهلاك والإنتاج والسلوك والحياة السائدة واللغة في مجتمع من المجتمعات ولذلك قلت أنها الحياة . تخيلوا الطامة الكبرى في استمرار محاولة تغريب وأمركة كل هذه المكونات .

ويروق لي كثيرا تعريف عالم النفس الاجتماعي كوتو للثقافة عام 1949 "
الثقافة هي أحد التكوينات الأكثر شمولا والتي تطلق عليها مجالات التفاعل الاجتماعي ، إنها اسلوب حياة شعب بأسره مثل الشعب الصيني ، أو شعب غرب أوروبا أو الولايات المتحدة ، إن الثقافة بالنسبة لشعب من الشعوب هي كالشخصية بالنسبة للفرد ، وروح الجماعة بالنسبة للثقافة هي كالأنا بالنسبة للشخصية أي أنها لب كل أنواع السلوك المحتملة " التعريف من ترجمة د.سامية الساعاتي من كتابها الثقافة والشخصية .
ولي عودة .



أيها العرب
لبننا مسكوب
وأنتم لا تكفون عن البكاء
روحي تأن وقلبي ينفطر
كفوا..!!

سارة

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 35 : 03 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
" الاستعمار محنة مثلثة النكبات ، تبدأ بالاستعمار السياسي المعتمد على الاحتلال العسكري والسيطرة المباشرة ، وتهدف من وراء ذلك إلى الاحتلال الاقتصادي للاستيلاء على خيرات البلد المحتل والتحكم في مقدراته ، ثم يتبع ذلك الاحتلال الثقافي الذي يمكن لها من استمرار فرض احتلالها..والاحتلال العسكري هو أسهل أنواع الاحتلال وأظهرها ، حيث يقع بمجرد نجاح القوات الأجنبية في النزول إلى أرض البلد المحتل ، وينتهي بمجرد نجاح أصحاب تلك البلد في إجلاء القوات الأجنبية الغازية عنها.. والاحتلال الاقتصادي يتطلب فترة زمنية حتى يستطيع أن يحكم قبضته على موارد البلد المحتل والتصرف فيها لمصلحته ، كما أنه يحاول أن يسلك في سبيل ذلك طرقا جانبية غير مباشرة .وتبعا لهذا فإن التخلص من الاستعمار الاقتصادي يتطلب وقتا وجهدا أكثر مما يتطلبه التخلص من الاستعمار العسكري. فقد تجلو قوات الدولة المحتلة ومع ذلك تستمر سيطرتها الاقتصادية على البلد المحتل لفترة تطول أو تقصر تبعا لقدرة ذلك البلد على تطوير نفسه وتخليص مقدراته..أما الاستعمار الثقافي فهو أشق ألوان الاستعمار وأكثرها إمعانا في التخفي، وأشدها قدرة على التأثير ، وأصعبها في الكشف عنه والتخلص منه ، فقد تستطيع البلد المحتلة أن تحرر أراضيها من قوات الاستعمار وأن تخلص اقتصادياتها من سيطرته ، ولكنها تظل عاجزة عن الفكاك من استعماره الثقافي ، أو لعلها في المقام الأول تكون جاهلة بوجوده غير قادرة على كشفه.."



القصة في الأدب العربي القديم ص4،5.د.محمود ذهني.الطبعة الأولى 1984.مكتبة الأنجلو المصرية .

علاء زايد فارس 13 / 08 / 2012 41 : 03 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أستاذة هدى تحية طيبة لك ولكل المشاركين في هذا الموضوع القيم:
وجهة نظري بسيطة ومختصرة، أرى أن الأنظمة العربية والقيادات العربية أصبحت جزء من المؤامرة الدولية على الأمة العربية
حينما يكون النظام العربي فاشل، والقائد العربي فاشل ودمر البلد وسرقها ونهبها نهبا، فأرى أنه جزء من المؤامرة
وحينما أرى بأم عيني زعيم عربي يفعل في شعبه مالم يفعله العدو به!
سأقول أنه جزء من المؤامرة
هي باختصار، إما أن أكون حاكمكم غصب عن أهلكم ، أو أدمركم واجلب الغزو ، أو أوقعكم في حروب أهلية!
لذلك أرى أن نظرية المؤامرة لا تخدم سوى الأنظمة الديكتاتورية
والقيادات الفاشلة
التي تستخدمها لحماية ذاتها، وفي ذات الوقت هي تلوح بتقديم البلد للاستعمار بأسلوب رخيص وتافه، وتوظف مسمى الإرهاب باسلوب حقير ووضيع!
أما بالنسبة للقوى الدولية واسرائيل فبالطبع لن يحتاجوا كثيراً للمؤامرات والتخطيطات وهم يعرفون جيداً من يمسك بزمام الأمور في البلاد العربية، فالأنظمة القمعية التي لا تستند إلى قبول شعبي مستعدة لتقديم الأرض والانسان والاستقلال لقمة سائغة لهم دون أن يتعبوا عقولهم، في مقابل النجاة أو الاحتفاظ بالكرسي لأطول مدة ممكنة أو بدافع الانتقام من الشعب والمعارضة!
ورغم كل هذا أرفض أن يستعين الشعب بالتدخل الأجنبي مهما كان الثمن!
لأن التدخل سيكون كارثياً ولن يأتي إلا بعد أن تحرق البلد وتدمر بشكل كامل....
شكرا لك على هذا الموضوع
مودتي وتقديري

هدى نورالدين الخطيب 13 / 08 / 2012 52 : 09 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
أهلاً وسهلاً بالأستاذة سارة أحمد سعيدة بك وبفكرك أختي الكريمة ومرحباً بك بين أهلك في نور الأدب
***

أتابع باهتمام
عميق تقديري لمداخلاتكم الناضجة
ننتظر المزيد من المداخلات ثم نحدد أهم النقاط التي تطرق إليها السيدات والسادة هنا لعلنا نتمكن من الاتفاق على دور المثقف وخصوصاً من يعمل في مجال الفكر في المرحلة القادمة.
مبدئياً رغم اختلاف الآراء أرانا نتفق هنا على أهم الأسس ويمكننا أن نلتقي عند كثير من المعطيات التي يمكن أن ننطلق منها في منطقة وسطى نؤسس من خلالها لنهج سليم في دور المثقف
يهمنا جداً أن نقرأ الماضي جيداً بإيجابياته وسلبياته لنستفيد منه في الحاضر والمستقبل
مهما تباينت الآراء يهمنا أن نصغي للرأي الآخر لا لننتصر عليه بل لنتوصل معاً إلى قناعات تجمع ولا تفرق وقاعدة مشتركة يمكننا أن نبني من خلالها ونؤسس لنهج سليم، التعصب للرأي أكبر آفة نعاني منها
نعتز بقوميتنا كما نعتز بمختلف قوميات وطننا الكبير وفسيفسائها الجميلة التي ساهمت عبر التاريخ بإثراء الوطن وثقافته في لوحة بديعة، بعيداً عن العنصرية وإلغاء أو إنكار الآخر، فمن يتربص بنا يدخل إلينا من عيوبنا
عميق تقديري ولي عودة
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 13 / 08 / 2012 13 : 10 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
أخي الكريم أستاذ فهيم رياض تحياتي
نحن فتحنا هنا المجال الكامل للحوار والنقاش مهما اختلفت الآراء وكنت أتمنى أن أقرأ رأيك
أعلم أنك تحب مشاكستي لكن لم تكن موفقاً هذه المرة فموضوعك الطويـــــــــــــــــل لحجب هذه الندوة اضطررت لطوله أن أحذفه وعنوانه: " أفقر رئيس دولة " ونص الموضوع أيضا: " أفقر رئيس دولة " فقط لا غير هو كل النص!
هي لوحة سوريالية فيما يبدو
أكيد أفقر رئيس دولة ليس عربياً
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 13 / 08 / 2012 16 : 11 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]آسفة
يبدو أن السيد فهيم رياض مصر على حجب الموضع بفتح ما لا صلة له بالندوات فوقه بغرض حجب هذا الموضوع ليس إلا[/align]

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 52 : 11 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
" التاريخ الإنساني ليس كالسلم الذي يقف البعض على درجاته العليا والبعض الآخر على درجاته الدنيا ، ولا هو كالطريق الواحد الذي يتقدم فيه البعض خطوات على الآخرين ،وإنما هو كمجموعة من الطرق المتشعبة ، لكل طريق مزاياه وعيوبه ، واختار الغرب أن يسير في إحداها فكسب أشياء وخسر أشياء ، وأن هذا الاختيار كان تحكميا إلى حد كبير ومحكوما بظروف اجتماعية وبيلوجية ونفسية مختلفة ، ومن السخف محاولة إقناعنا بأن هذا هو"الطريق الوحيد" الذي يمكن السير فيه ، ويجب السير فيه بسرعة وإلا كنا متخلفين . مثال بسيط للتدليل على ذلك: إن ما نسميه الآن الحضارة الغربية أصبح خلال هذا القرن العشرين أكثر فأكثر حضارة أمريكية إذ طبعت الولايات المتحدة هذه الحضارة بطابعها الذي لا تخطئه العين . ولكن ما يمكن أن نسميه الحضارة الأمريكية ليس إلا نتيجة هجرة جماعات معينة من البشر لها تاريخ معين وصفات نفسية معينة وظروف اجتماعية ودينية خاصة إلى أرض شاسعة وغنية بالموارد لها أيضا سماتها الطبيعية والاقتصادية الخاصة ، ونتج عن التفاعل بين هذه المجموعات البشرية بذات ، والظروف الاقتصادية والطبيعية لهذه القارة بذات منتجات وسلع وعادات وأزياء وأطعمة وأفلام واختراعات ولهجات وأنواع معينة من العلاقات الاجتماعية..الخ، وجد هؤلاء الناس أنها أنسب السلع والعادات والعلاقات لهم في هذه الظروف الخاصة .فكيف يمكن أن يزعم أحد أن ما أسفرت عنه هذه التجربة بذات يمثل قمة التقدم للناس جميعا ، وأن هذه التجربة الأمريكية الخاصة جدا تمثل الوقوف على أعلى الدرجات في سلم التطور الإنساني ؟ كنت كلما زرت أوروبا أو أمريكا خلال الخمسة وثلاثين عاما التي انقضت على إنهاء دراستي للدكتوراة ، تأكد لدي هذا اليقين: أن المسألة ليست مسألة تقدم وتخلف بل شيء آخر . كان هذا يمثل في جانب منه خيبة أمل في ذلك المثل الأعلى الذي كنا نحاول احتذاءه ، ولكنه كان يمثل أيضا تحررا عقليا ونفسيا حقيقيا . فقد تخلصت من خرافة كبيرة كانت تعشش في عقلي والأهم من ذلك أني تخلصت أو كدت أتخلص من ذلك الشعور المقيت بالعار . نعم نحن فقراء ولكن هذا لا يعني أننا متخلفون . هم متقدمون عنا في التكنولوجيا ، أي في فن إنتاج السلع والخدمات ، أو بالأحرى في إنتاج سلع وخدمات معينة دون غيرها..لا بد إذن أن نميز بين الفقر والتخلف . نعم نريد التخلص من الفقر وعلاجه زيادة أنواع معينة من السلع والخدمات. أما التخلف فأنا أعرف الآن ما هو ، إنه ليس إلا هذا الشعور بالعار ، فأنت لست متخلفا إلا بقدر شعورك بالعار إزاء هؤلاء الذين يسمون أنفسهم متقدمين . وسوف تظل متخلف ، مهما زاد متوسط دخلك وارتفع معدل نموك ومهما زاد ما في حوزتك من سلع وخدمات ، طالما أنك تشعر بالعار لأنك لا تملك ما يملكونه..نعم نريد إطعام الجوعى وتوفير الكساء والمأوى المناسب..، ولكن هذا في حد ذاته ليس مبررا للشعور بالعار بل لعل أول شروط النهضة وزيادة السلع الضرورية هو التخلص من هذا الشعور ، وإلا كانت النتيجة إذا استمررنا نرفع شعار التنمية ونفهمه على النحو الذي نفهمه الآن ، إذا استمررنا نسمي أنفسنا متخلفين ونحدد هدفنا بأنه اللحاق بمستوى المعيشة في الغرب ، ستكون النتيجة أننا بعد خمسين عاما أخرى من التنمية ، سيكون لدينا محلات ماكدولاند أكثروكوكاكولا أكثر ، وبلوجينز أكثر ، وأيضا سلاح أكثر وإعلانات أكثر وأفلام جريمة أكثر وشذوذ جنسي أكثر ومخدرات أكثر ، وستكون المرأة المصرية أو العربية قد حققت بالطبع نجاحا باهرا في الحصول على مساواتها بالرجل: كلاهما يتمتع بنفس مستوى المعيشة وبحرية الحصول على نفس الكمية من الماكدونالد والبلوجينز والمخدرات والإعلانات ، وكلاهما له نفس النصيب في المساهمة في الجريمة والشذوذ الجنسي . بل لا أخفي على القارىء أني اكتشفت أن تقييمي للمثقفين والكتاب المصريين ، بل والسياسيين أيضا ، وترتيب مكانتهم في نظري ، إنما يكاد يتطابق مع درجة تقديري لمدى " شعورهم بالعار " ، كما يبين لي من كتاباتهم وتصريحاتهم ومواقفهم . "

التنوير الزائف ، الطبعة الأولى 1999، د.جلال أمين ، دار المعارف ، سلسلة إقرأ ، القاهرة ، ص 9،10،11،12

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 38 : 12 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
الأستاذ الفاضل مازن شما

" لماذ تدفع بعض دول البترودولار بسخا ء للربيع العربي بينما هناك من هم بحاجة ماسة لمد يد العون لهم قبل أن يدفنوا أحياء ؟ "

والأستاذة الفاضلة فتحية عبد الرحمن

" كل ما يحدث الغاية منه أن ننشغل على قضية فلسطين "

منذ اندلاع الثورات العربية التي يسمونها ربيعا والعرب منقسمون إلى من يعتقد كما ذكرت الأستاذة هدى بأنها كانت نتيجة لاستمرار عهود من الظلم والقهر ومن يرى أنها مؤامرة علينا ..في رأيي أنه أيا كانت حقيقة الثورات العربية ، سواء كانت ربيعا أم خريفا ، سواء كانت ثورات بريئة أم مؤامرة دنيئة ، لكننا في الحالتين وأيا ما كان الأمر ، سيان ، فما حدث قد حدث والأيام لا تعود للوراء ، نستطيع أن نتحكم بها ونستفيد منها لصالحنا فإن كانت مؤامرة فإن تفتيتا ليس قدرا محتوما كما ذكرت الأستاذة هدى وعلينا ألا نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري . وربما كان من المفيد أن نتوقف عن الجدال حول وجهتين النظر المختلفتين هاتين ونلتفت فقط للعمل على جعل الأمور تسير نحو الأفضل وإفشال هذه المؤامرة إذا كانت موجودة . لا بد من استغلال هذه الثورات للتخلص من ظلم الحكام العرب وفي الوقت نفسه لا بد من أن نكون لأمريكا والصهاينة ومخططاتهم بالمرصاد فلا نسمح لهم بتنفيذها . أرجو أن تكون هذه إحدى نقاط الاتفاق .

الأستاذ العزيز رشيد الميموني

أتفق معك حول ما ذكرته من أن جهل الأجيال الحالية بالتاريخ مسألة كارثية ، لقد أثرت شجوني وذكرتني بأني وأنا من هذه الأجيال لم يقولوا لي شيئا في المدرسة عن الحضارة العربية الإسلامية أو ربما القليل المبتسر إذا كان قد وُجد ، أذكر فقط أنهم درسوا لنا الحضارة اليونانية والحضارة الفينيقية والحضارة الفرعونية والحضارة الآشورية وتاريخ مصر الحديث أما الحضارة العربية الإسلامية فلم يكن لها مكان في المناهج التي درسناها ، وكل ما عرفته عنها عرفته من كتب غير مدرسية حينما كبرت ، والحقيقة أن هذه جريمة وخيانة عظمى ، فما هو المقصود من استبعاد حقبة كاملة ومشرفة من تاريخنا وهي أهم حقبة فيه وأكثرها تعبيرا عن هويتنا ؟ ومعرفتها أهم من معرفة كل الحضارات القديمة حيث أن ما يربطنا بهذه الحضارات القديمة السحيقة الآن روابط لا تتعدى الفخر بتاريخنا والآثار الشامخة الدالة على عظمة أجدادنا واستخدام هذه الآثار في السياحة أما الحضارة العربية الإسلامية فالذي يربطنا بها روابط وثيقة جدا..روابط تتعلق بهويتنا وحاضرنا . لأن ما يرتبط بهويتي لابد أن له معنى وتأثير على حاضري وإذا كان هذا الأمر طيب فلا بد أن يكون تأثيره طيبا أيضا ، ولكن هناك من لا يريدون لهذا الأثر الطيب أن يكون . يعاونهم خونة من الحكام وبعض المثقفين وصانعي القرار والمالكين لزمام الأمور في الداخل .

الأستاذة العزيزة هدى هوني عليكِ
فهذه الندوة مستمرة وناجحة رغم أي شيء ، يكفيها فقط طرحك الرائع في البداية كل الشكر لكِ ولكل الأقلام المخلصة التي كتبت..

منجية بن صالح 13 / 08 / 2012 22 : 06 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 

الأديبة القديرة هدى نور الدين الخطيب

تحية عربية أصيلة على فتح هذا الموضوع الخطير للنقاش علنا نقدم شيئا يفيد و يثري الموضوع و يفتح أبوابا أغلقناها لأننا نخاف من فتحها لما تخفي وراءها من جهل و عجز و إحباط خلقناه داخلنا و استسلمنا له و حتى لا أطيل سأحاول سرد النقاط التي أثرتها في مداخلتك و التطرق إليها و التواصل مع تفرعاتها بإيجاز
1- نظرية المؤامرة
2- القضية الفلسطينية
3- الربيع العربي
4- دور المثقف في التوعية والتحسيس

سأنطلق من مداخلة الأستاذ القدير رشيد الميموني و التي قال فيها حين ذكر فكرة التطوير أنها تعتمد على محاور ثلاثة الدين اللغة التاريخ و أنا أوجز و أقول أنني سأنطلق من الدين لأن القرآن لغة و لأن التاريخ هو إنسان صنع حدثا تاريخيا فعندما نفكك شفرة هذا الإنسان اللغز اعتمادا على اللغة و ما حملت من معاني الوحي القرآني نستطيع أن ندرك الواقع على الأرض و يمكن لنا استشراف المستقبل و التعامل معهما بحكمة و استباق الضربات الموجعة و إحباط المؤامرة كيف ذلك؟

يتناول القرآن الكريم النفس البشرية في مختلف حالاتها و أدق تصرفاتها السالبة و الموجبة فلسنا في حاجة للمدارس الغربية في علم النفس اللهم إلا للإطلاع على ما توصلوا إليه كذلك في علم الإجتماع و السياسة و التاريخ و الإقتصاد و المعاملات ففي المنهج القرآني أساسيات هذه العلوم والتي يمكن الإنطلاق منها و تطويرها و الإعجاز القرآني تناول هذه العلوم إنطلاقا من النفس البشرية و طبيعتها و متطلباتها لأن من خلقها وحده العارف بأدق تفاصيل ميولها تفكيرها و تصرفاتها و قدرتها على عمل الخير أو الشر و إلى أي مدى يمكن لها أن تذهب في تلك التوجهات وهو القادر أيضا على تسديد خطاها أوقهرها .... هذا ما لم تعتمده أي نظرية وضعية لأنها إنطلقت من واقع استندت عليه لتجد له حلا و الواقع ليس حقيقة بل هو إفراز فكر الأفراد و الشعوب وهو ملوث و رديء في أغلب الأحيان

يقول تعالى: و من يعشُ عن ذكر الرحمن نُقيض له شيطانا فهو له قرين ( الزخرف الآية 36)
لكل منا قرين يصرف أعماله و يوجه فكره و مقاله ليكون لكل فرد في الوطن من المحيط إلى الخليج وجهة هو موليها ليصبح الإختلاف خلافا و هذا يشمل العامة والخاصة من المثقفين والحكام و بطاناتهم و هذا ما نعيشه على أرض الواقع فصراع التيارات السياسية والدينية والفرق المتناسلة من بعضها البعض يصبح أمرا طبيعيا و عدم وجوده يصبح شذوذا عن القاعدة فاختلاف المرجعيات يجعل البعض يبحث عن التقارب بين وجهات النظر لكن سرعان ما تتداخل الأهواء و المصالح وتهدم التحالفات ليعاد بنائها من جديد ليصبح عدو الأمس صديق اليوم هكذا تتأصل التوازنات السياسية و التحالفات الإستراتيجية على مر التاريخ فمنذ القتل الأول على الأرض بين إبني آدم عليه السلام والدم ما زال ينزف و التآمر مستمر .....هل العيب فينا أم في المتآمر علينا؟

و أقول أن العيب فينا لأن مرجعياتنا تعددت ولأنها تشرب من معين غربي مسموم و أيضا لأن أرضيتنا الفكرية مستعمرة والعقل العربي لم يتحرر من قرينه الذي يسوسه و يملي عليه أقواله و أفعاله و جعله يعتقد أن القرآن تجاوزه الزمن و أنتهت صلوحيته و لم يعد نافعا حتى أصبح الإسلام مذاهبا لفرق متناحرة و طقوسا دينية و مواسم و أعياد.... نستشهد برموز غربية وما تمليه علينا مدارسه و نطبق ما جاء فيها و ندافع عن فكر يساهم في تغريب حياتنا حتى أننا طمسنا معالم تراثنا و حضارتنا و استبدلناها بأخرى فترانا نعيش أعلى درجات المسخ و الخسف و التحريف يقول تعالى لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

المؤامرة تسكننا فهي داخلية قبل أن تكون خارجية و لا نتخلص منها حتى لا نستمع و نطبق أمر قرين السوء و لا نشرك بالله أحدا... حتى ننتصر على العدو الخارجي لابد أن يكون لنا نصرا مؤزرا على داخلنا المحتل و المعتل و الملوث بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان أبعد ما تكون عن العقل الإنساني الفطري و الذي خلقه تعالى في أحسن تقويم هذا العقل و الذي إن تحرر من فكر دخيل عليه أصبحت له قدرة هائلة لا تهزم
ربما يقول البعض ما دخل هذا بذاك أقول أن هناك قاعدة أصلية تكون هي مرتكز كل الأحداث ففي مادة الرياضيات تعتمد القاعدة حتى يحل المشكل و نصل إلى نتيجة صحيحة فإن غابت القاعدة تعددت النتائج و تاه الحل
هذه هي نظرية المؤامرة والتي نتوجس منها كلنا و نخافها و نبقى أمامها مكتوفي الأيدي ننتظر حدوثها و لا نستطيع مقاومتها لأنها متأصلة فينا نابعة منا تجعلنا نقبل ما يحدث لنا و كأنه قدر محتوم عندما يعجز الإنسان عن مقاومة فساده الداخلي فانه يعجز على مقاومة العدو الخارجي مهما كان الطرف المقابل ضعيف لأن عجزه يضخم له قوة خصمه حتى يخافه و يبقى على الحال الذي هو عليه مستكينا خاضعا يبرر الغير مبرر و يدافع عن خراب نفسه ووطنه و يُنظّر حتى يبقى غافيا بين أحضان عجزه
هذه القاعدة والتي إن طبقنا مفرداتها أدركنا ما يحدث بفلسطين قضية كل عربي أصيل
مع تحياتي للجميع
(يتبع)


علاء زايد فارس 14 / 08 / 2012 06 : 03 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب (المشاركة 155545)
[align=justify]
أهلاً وسهلاً بالأستاذة سارة أحمد سعيدة بك وبفكرك أختي الكريمة ومرحباً بك بين أهلك في نور الأدب
***

أتابع باهتمام
عميق تقديري لمداخلاتكم الناضجة
ننتظر المزيد من المداخلات ثم نحدد أهم النقاط التي تطرق إليها السيدات والسادة هنا لعلنا نتمكن من الاتفاق على دور المثقف وخصوصاً من يعمل في مجال الفكر في المرحلة القادمة.
مبدئياً رغم اختلاف الآراء أرانا نتفق هنا على أهم الأسس ويمكننا أن نلتقي عند كثير من المعطيات التي يمكن أن ننطلق منها في منطقة وسطى نؤسس من خلالها لنهج سليم في دور المثقف
يهمنا جداً أن نقرأ الماضي جيداً بإيجابياته وسلبياته لنستفيد منه في الحاضر والمستقبل
مهما تباينت الآراء يهمنا أن نصغي للرأي الآخر لا لننتصر عليه بل لنتوصل معاً إلى قناعات تجمع ولا تفرق وقاعدة مشتركة يمكننا أن نبني من خلالها ونؤسس لنهج سليم، التعصب للرأي أكبر آفة نعاني منها
نعتز بقوميتنا كما نعتز بمختلف قوميات وطننا الكبير وفسيفسائها الجميلة التي ساهمت عبر التاريخ بإثراء الوطن وثقافته في لوحة بديعة، بعيداً عن العنصرية وإلغاء أو إنكار الآخر، فمن يتربص بنا يدخل إلينا من عيوبنا

عميق تقديري ولي عودة
[/align]

أستاذة هدى مسائك سعيد
وكل عام وأنت بخير
كانت مداخلتي بالأمس مداخلة سريعة حول نظرية المؤامرة تحديدا، وأردت من خلالها أن أوضح كيف أن هذه النظرية وظفت بشكل سلبي ضد مصالح الشعوب العربية...

أما بخصوص دور المثقف في هذه المرحلة من وجهة نظري المتواضعة:

1- المثقف عليه أن ينبذ التعصب وأن يتحرر من قيد الأحزاب والتعصب للشخوص، وأن يدعو الآخرين لفعل ذلك...
فالمثقف عليه أن يحكم على الأمور من منطلق فكري ناقد وأن يخلص قلبه من الميول المسبقة، وأن يتعصب فقط لمصلحة الوطن..

2- أن ندعو لثقافة اختلاف تقوم على الاحترام بعيدا عن التخوين، فاذا كان المثقفون يخونون بعضهم البعض فعلينا أن ننتظر من عامة الناس أن يقتلوا بعضهم!
انظروا الى ثقافة الاختلاف من خلال الفضائيات والتي وصلت الى الركل والتهديد والشتم والردح ورفع الأحذية...
بالله عليكم إذا كان المثقفين يفعلون ذلك فماذا ننتظر من الناس؟؟؟
طبعا راح يضربوا بعضهم بالآربيجي، وراح تحسم الخلافات بالرمي من فوق البنايات العالية...
والأدهى من ذلك، بعد الخلاف السياسي يرفض كل طرف أن يسلم على الآخر!
وكأنه سيسلم على عدو أو صهيوني...


3- أن نوجه أقلامنا وكتاباتنا وأعمالنا باتجاه ثقافة التسامح، وأن نزرع هذا الأمر في الأطفال خصوصا...
علينا أن نتسامح، وأن نبتعد عن ثقافة الانتقام!
وحينما تنتقل البلاد من عصر إلى عصر جديد، يجب أن نحتضن كل أطياف الشعب
ونبتعد ما استطعنا عن كلمات...
ارهابي، فلول، خونة ، .....إلخ
وأن نحاول جبر الكسر، وعزل الذين يثيرون النعرات والفتن وكشفهم للناس حتى لو كانوا من أقرب الناس لنا،


4- آن الأوان أن نوجه أعمالنا نحو بنية حضارية حقيقية، معظم الأعمال والآراء والأفكار مع الأسف الشديد وجهت باتجاه الخلافات والمشكلات، لكنها لم توجه باتجاه حل تلك المشكلات أو نحو بنية حضارية حقيقية تنقل المجتمعات العربية نحو الوعي والحضارة وتنمي روح البحث والابتكار والابداع وتزرع الأمل والمحبة والفضول الفكري والعلمي في قلوب الناس...

والاعتراف بالحق فضيلة، كتاباتي المتواضعة في غالبيتها أيضا تركز على المشكلة، فأنا جزء من منظومة المشكلة التي لم تطرح حلول منطقية حتى اللحظة :-)
أتمنى أن أتخلص من هذه العقدة قريبا هههه




هذا ما لدي الآن وعذرا على غيابي بسبب ظروف قاهرة طارئة
مودتي وتقديري

هدى نورالدين الخطيب 15 / 08 / 2012 38 : 10 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
تحياتي مجدداً
يبدو أن المداخلات توقفت ولعلنا يجب الآن أن نأخذ أهم نقاط المداخلات والآراء ومن خلال النتائج نقدم طرح جديد.
وصلتني بعض المشاركات حول هذا الموضوع على بريد الموقع وبريدي الالكتروني ومداخلة واحدة من خلال الرسائل الخاصة، واسمحوا لي هنا بالتنويه:
أي طرح أرسل به رسالة أرجو من السيدات والسادة كتابة مداخلاتكم الكريمة مباشرة في ملف طرح القضية، هذا بالنسبة للأعضاء وبالنسبة للسيدات والسادة الزوار يمكنهم وضع مداخلاتهم الكريمة من خلال صفحتنا على الفيس بوك لمن يملك حساب في الفيس بوك أو التويتر، ويتبقى فقط رسائل السيدات والسادة الزوار الذين لا يملكون أي حساب يمكنهم مراسلتي بمداخلاتهم أو كتابة الرأي مع التنويه في المجلة في زاوية المشاركات الحرة للزوار، وشكراً جزيلاً للاهتمام

سأورد أدناه فقط مداخلة العضو في المنتديات الأستاذ فرحان موسى علقم والتي أرسلها لي في رسالة خاصة، وذلك لأهميتها والتي رأيت أنها تعبر عن رأي شريحة من شعبنا من المحيط إلى الخليج واسعة قد أتفق معه شخصياً بنسبة لا تقل عن 70% وهذا ما سأتناوله لاحقاً في سياق الرد والتعبير عن رأيي الخاص بقدر ما يسمح به موقعي من نور الأدب، وهنا أود التنويه أني شخصياً لكوني صاحبة المؤسسة والترخيص وحقوق النشر يفرض عليّ الكثير من الحيادية لإعطاء المزيد من الحرية وكي لا يمثل رأيي أي ضغط معنوي من جهة ومن جهة أخرى لأن رسالة نور الأدب الأساسية هي الوحدة الوطنية ورأب الصدع وعدم المساهمة في أي تفريق أو تمزق أو عصبية وحتى يظل نور الأدب بيت ومنبر الجميع وللجميع من الشرفاء، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نور الأدب مسجل كمؤسسة أدبية.


[gdwl]
فرحان موسى علقم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ليس قدرا محتوما، وليس ذلك أمرا محسوما لا مفر منه، وإن محاولات إظهار التغيير الإيجابي في العالم العربي على أنه من رحم الغرب وأمريكا، أمر يراد منه نزع فرحة الشعوب بيقظتها، وتقزيم تضحياتها بوضعها ضمن سياق نظرية المؤامرة، والإيحاء بأن كل ما يجري في العالم العربي خاصة وبقية العالم عامة، إنما يجري بإرادة أمريكا وإسرائيل، وأنه لا يمكن تحقيق أي أمر إلا إذا باركته أمريكا وإسرائيل، وهذا أمر في غاية الخطورة. إذ أنه تسلل إلى عقول ووجدان الكثيرين، نتيجة لسنوات الذل والمهانة، والقهر والاستبداد التي عاشتها الشعوب تحت سياط الجلادين، من أبناء جلدتها، وممن يسمون بأسمائنا، ويتحدثون بحروفنا، ولا أقول لغتنا، فلغتنا التي نتحدث لا تقبل الذل والمهانة، والتبعية المخزية. فليس عربيا من يفعلها.
إن ما يقوم به الكثيرون من رمي كل تحرك أو محاولة للتغيير بأنه تحرك ضمن نظرية المؤامرة أمر قد استقر في عقول ووجدان الكثيرين لشدة ما عاشوه من الظلم، مما أفقدهم الثقة في وجود أحياء بين ثنايا هذه الأمة، وأفقدهم الثقة بأن رحم هذه الأمة ما ينجب الأوفياء والمخلصين، وأولي العزم، الذين لا تلين لهم في الحق قناة، والذين ما يزالون على الحق ثابتين لعدوهم قاهرين، مهما ادلهمت حولهم الخطوب ومهما تقلب عليهم الدهر، ومهما طالت عليهم السنون، مصداقا لحديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين، وحديث آخر، لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وسأحصر مداخلتي في أمرين اثنين:-
1- نظرية المؤامرة:- لقد بات من المسلم به عند قطاع واسع من شعوبنا العربية، أن كل ما يحصل في عالمنا العربي هو نتاج المؤامرة الغربية التي تتزعمها أمريكا وإسرائيل، وأنه لا يمكن أن يحدث حادث أو يتحرك شيء إلا وفق المخططات الأمريكية، والإسرائيلية، وكأن أمريكا هي التي تكتب القدر وتتحكم في القضاء في كل ما يخص الشعوب العربية والإسلامية. وهذا فيه تعدٍ على رب العزة، فالمقادير بيد العزيز الحميد وحده، ولكن شدة المحن وحلكة الظلام الذي لف عالمنا العربي ردحا طويلا من الزمن، أفقد بوصلتنا اتجاهها، وأفقد بصيرتنا نفاذها، وأضاع منا الحكمة والتوازن، فبتنا لا نرى بوارق الأمل. ولا نبصر ضوء آخر الشفق. ومع ذلك فإنني لا أنفي وجود مؤامرات تستهدفنا، ولا أنكر وجود مؤسسات ودول تواصل الليل بالنهار للنيل منا، وتنفيذ مخططاتها للسيطرة على مقدراتنا، وإبقائنا تحت رحمة سياطها وجلاديها. ولكن مؤمن كذلك باستمرار وجود الخير في هذه الأمة، وأن ما يحصل في عالمنا العربي من حراك شعبي أيقظ فينا الأمل، وأحيا فينا الطموح لغد مشرق، لا يجدر أن نقبل بوضعه في دائرة المؤامرة، ولكن يجب أن نميز بين ما هو مؤامرة وما هو تحرك أصيل، نابع من ضمير الشعب ومن وجدان الأمة. يجب أن نفرق بين الغث والسمين، حتى لا نظلم أنفسنا ونقزم تضحياتنا، ونبدد إنجازاتنا. ويجب أن تبقة شعلة الأمل متوقدة دائما، فلا وجود لليأس في حياتنا ونحن المؤمنون بالله، المتمسكون بكتابه، والسائرون على درب نبيه. وعليه فإن المؤامرات التي تحاك من أجل نشر الفوضى الخلاقة، وتفتيت الشرق الأوسط لإنتاج شرق أوسط جديد بمقاسات صهيونية ومواصفات أمريكية، لا تنتهي ولا تتوقف5، ولكنها كذلك ليست قدرا محتوما أن تنجح في مسعاها، وأن تصل إلى مبتغاها، وإنني أرى أن الربيع العربي هو ربيع عربي بامتياز، وليس ابتكارا أمريكيا أو صهيونيا، وإن كانت المساعي الأمريكية والصهيونية لاحتوائه، وامتطاء صهوته لم ولن تتوقف، ولكن نجاح ذلك رهن بمدى تسليمنا بذلك. والذي أرى أنه لن يكون، طال الزمن أو قصر.
2- تحميل الشعب الفلسطيني تبعات كل خطأ وجريرة كل خطيئة: فالشعب الفلسطيني كالأيتام على موائد اللئام، ولا بواكي له وإن بكى، وإنني كفلسطيني أعيش هذا الألم، وأتجرع مرارته، شأني في ذلك شأن أبناء شعبنا الفلسطيني، أجد في ذلك ظلم شديد يضاف إلى ظلم الاحتلال، ولا يقل عنه قسوة ومرارة. وخاصة عندما تظهر الحقيقة، ويظهر الشعب الفلسطيني فيها أنه هو الضحية، وليس الجلاد، ومع ذلك لا يفطن من ساموه الخسف ورموه بأقذع التهم، وأخس المزايا أن يزيلوا عنه آثار عدوانهم، ويخففوا عنه مرارة ظلمهم، بل يستمر الاتهام في الإلقاء بظله، وتبقى الشكوك تحوم حول حماه، رغم نصاعة بياض البراءة. وذلك لأن أسهل ما في الأمر هو إلقاء التهم ولو جزافا على الشعب الفلسطيني، فكل ما يرمى به الشعب الفلسطيني لا يحتاج في ظنهم إلى دليل إدانة، ولكن البراءة وإن توفر الدليل تبقى حزينة حبسة الأدراج حتى يطويها النسيان، وتموت مع بروز أو جريمة جديدة تلقى تبعاتها على الشعب الفلسطيني، لتتكرر المأساة وتعاد الكرة مرة أخرى. ويبقى السؤال الذي حفر في الذاكرة وانغرس في الوجدان، إلى متى؟ أليس من نهاية لهذه الدوامة من الظلم، والتعدي، والتمادي في الطغيان؟ إلى متى يستمر مسلسل الاستهداف والاستضعاف والتضليل؟ والجواب على هذه الأسئلة ليس سهلا، ولكن انتهاء هذه الحالة يرتبط في جانب منه بالفلسطينيين أنفسهم، فلم يعد من المقبول أن يستمر الفلسطينيون في دائرة الشك المستديم، والتهم الجاهزة دون دليل أو قرينة، ولم يعد من المناسب أن يقبل الفلسطينيون الاستمرار في دفع فواتير وضرائب غير مستحقة عليهم، ولم يعد مقبولا أن يظل الفلسطينيون هم الجناة بينما هو الضحية على الدوام. ويجب أن ينتقل الفعل الفلسطيني من دور الاجتهاد في محاولة التبرؤ، إلى دور الاجتهاد في إدارة الدفة في الاتجاه الصحيح، وتسمية الأشياء بأسمائها، وعدم انتظار أن ينظر العالم إلينا بعين العطف، فلسنا بحاجة إلى عطف، وإن كنا نحتاج التعاطف، ولكننا بحاجة إلى إحقاق الحقوق والاعتراف بها والتسليم.
راجيا من الله العلي القدير أن يرفع عن شعبنا هذا الظلم وأن يرد إليه حقوقه وأن يزيح عنه الاحتلال
[/gdwl][/align]

ناهد شما 17 / 08 / 2012 31 : 04 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 

الأستاذة الفاضلة هدى الخطيب
تعودنا منك على طرح المواضيع القيمة والتي تحتاج الى عقول واعية مثقفة وقلوب نقية بعيدة عن الغطرسة والأنانية وتعتمد في تحليلها للأمور على المنطق والحوار الناجع للوصول الى الهدف المراد من الطرح

سمعنا مقولة رددها زعماء أمريكا منذ الثمانينات والتسعينات والألفية الجديدة
الشرق الأوسط الجديد
ما يحصل في الوطن العربي ليس بصدفة أو ما بين بيوم وليلة ولكن هناك وثائق قرأتها وسمعت عن كثير من بعضها نشرها الصهاينة وتم الكشف عنها يجعلنا نقول بوجود عبث خارجي وما يجري على الساحة العربية قد تم وفق ما خططت له الوثائق عبر أدوات صهيونية ودور أمريكي من تفتيت العالم العربي وشرذمتهم ونشر الخلافات بينهم وتقسيمهم وما يحصل يتم وفق هذه الرؤية التي بدأت منذ عشرات العقود واستمرت حتى الآن والهدف هو حروب طائفية وتحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يعني تفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية وما هدف الصهاينة وامريكا إلا الإستيلاء على ثروات العرب إضافة الى استهداف الهوية العربية من خلال القضاء كلياً على الثقافة العربية ونحن نعلم ملياً عندما جاء نابليون وخاطب اليهود بأنهم ورثة فلسطين ودعاهم للحرب واتفاقية سايكس بيكو وزرع الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة والهدف من كل هذا هو إضعاف العرب وتجزئتهم وتمزيقهم وإبقائهم في دائرة التخلف والتبعية
وهذه هي طريقة الغرب في التخطيط والتنفيذ تقدم كبش فداء بل أكثر من كبش للمحرقة في سبيل الوصول لتحقيق الهدف الأساسي لذلك نتوقع المزيد من التفتيت والتقسيم للعالم العربي وما ذلك إلا أن نقول الهدف الأساسي إلهاء العالم العربي وإشغاله عن القضية العربية ألا وهي القضية الفلسطينية
والله أعلم

أرجو أن أكون قد ساهمت قليلاً في هذا الحوار
ولا يسعني في هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك الا ان أضع بين ايديكم هذا الدعاء

اللهم يا غياث المستغيثين .. ويا صريخ المستصرخين .. ويا عون المؤمنين .. ويا جار المستجيرين .. يا ذا العظمة والسلطان .. يا من قصمت القياصرة .. وقَهرت الجبابرة .. وخضعت لك أعناق الفراعنة ....
اللهم سلط على اليهود و الأمريكيين الريح القوا صم .. والبراكين والعواصف .. واملأ قلوبهم بالرعب والخوف ....
اللهم نكس لهم كل راية .. وحُل بينهم وبين كل غاية ....
اللهم اجعل جيش المسلمين جيشا لا ينهزم .. وبيوت المسلمين حصنا لا
اللـهم كـن لـهم جـارا ومعيـنا لـهم من شر أعدائهم .. وشر ما يحاكى ضدهم من الأنس والجن أن يفرط عليهم أحد أو أن يطغى .. عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك
اللهم أهلك اليهودَ و الأمريكان كما أهلكت عادًا و إرم .. وأنزل عليهم سَيل العَرِمْ
اللهم اكسر شوكتهم .. واقض على ساستهم .. واجعل أموالهم وديارهم غنيمة للمسلمين في كل وقتٍ وحين .. يا منتقمُ يا جبار .. يا قهار
اللهم سلط على اليهود و الأمريكان فتنةً سوداء .. تمزقُ قوتهم .. وتخطفُ أبصارهم. وتُذهبُ عقولهم. وتُخرب بيوتهم . وتنكسُ راياتهم
اللهم أيقظ في المسلمين الهمم والعزائم .. ونبه فيهم الغافل والنائم .. وارفع قدرهم إن قل عددهم . واجعل الملائكة مددًا لهم . واجعل الملائكة عونًا لهم
اللـهم احفـظ الأقـصى وجميع ديـار المسلمين .. احفظهما كـما حفظت القـلب بين الضلوع .. فسبحانك خيـر الحـافظين
يا رافع السماء بلا عمد .. ارفع عنا ما نحن فيه من ضعف .. واصرف عنا الرعب والخوف .. وأيقظ غافلنا من ثُبات أهل الكهف .. وأمدنا بجبريل وميكائيل ومائة ألف .. بقوتك يا قوى يا متين ....
اللهم ارزقنا صحوة الفجر .. وسرعة النصر .. وغوثَ بدر .. إليك نرفعُ صلاتنا .. ومناجاتنا .. وبكاءنا.. ودعاءنا .. وسؤالنا .. فأقر أعيننا بنصرة إخواننا في جميع الدول العربية الإسلامية ....
اللهم اجمع كلمتهم ....
ووحد صفوفهم ....
وألف بين قلوبهم ....
وارحم شهدائهم ....
وتقبلهم في جنات النعيم ....
اللهم آمين .... اللهم آمين .... اللهم آمين

شيماء البلوشي 18 / 08 / 2012 38 : 01 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
تسجيل حضور .. وان شاء الله لي عودة قريبة ..
اتمنى ان لا تغلقوا الندوة او تنهوها .. فالموضوع في غاية الاهمية
لكِ يا حبيبتي واستاذتي العزيزة هدى اجمل وارق تحية :)
ودمتم جميعا بصحة وعافية :)

شيماء البلوشي 22 / 08 / 2012 01 : 04 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
عدنا :)
اولا : اختلف مع استاذي العزيز كريم سمعون على ان المشكلة تكمن في المال ..
فنحن لا ينقصنا المال استاذي الغالي .. ولو رأيت قائمة اغنى اغنياء العالم تجد العرب على رأس القائمة .. ولكن جزء من المشكلة تكمن في توظيف المال .. فبدل الانفاق على مصانع العطور والقنوات الفضائية التي تفرق وتفضح وتلهي شبابنا بامور تافهة .. لِمَ لا تفتح مصانع تكنولجية .. مصانع تصنع السيارات والطائرات .. لِمَ لا تفتح قنوات فضائية ثقافية على غِرار قناة ديسكفري ونشونال جيوغرافيك وعلى شاكلتها ..

والجزء الاخر من المشكلة - برأيي- تكمن في مثقفينا وآرائهم التي يتأثر بها شبابنا وشريحة كبيرة من المجتمع ... فهناك مجموعة من المثقفين للاسف غلّقوا الابواب على قومياتهم .. فمثلا بمصر هناك مثقفون تعالت اصواتهم وللاسف فئة كبيرة تتبعهم ينادون بمصرية مصر وفرعونيتها وبرائتها من العروبة .. فهم يرون ان العرب غزاة، وهابيون، بدو وهمج جاءوا من الصحراء ليطمسوا حضارة الفراعنة !!
وبرأيي من ينادي بذلك .. فهو جاهل بالتاريخ والجغرافيا وبعلم اصول البشرية ..

وهنا اعود واتفق مع الاستاذ رشيد .. على اننا يجب ان نركز على المحاور التي ذكرها ..
الدين .. اللغة .. والتاريخ .. وجميعها تكمن في كتاب واحد لو تم دراسته واخذ ما فيه من علوم وتاريخ ولغة لكنا خير امة اخرجت للناس .. وهو القرآن الكريم ..
ولا انكر ان هناك محاولات فردية لدراسته واستخراج مافيه من كنوز .. ولكن هذا دور مؤسسات وحكومات قادرة على التمويل وانشاء مقرات ومختبرات وارسال بعثات ..
نعم .. هناك مؤامرة .. ومن اطراف كثيرة .. بعضها مكشوف .. والكثير منها غامض ولا نعرف عنه .. ولكن هل علينا ان نقف ونتأملها ونكشفها ونتابعها ؟؟
ام علينا ان نعمل مثلما عمل الصهاينة وخططوا لبرنامجهم ووطنهم الصهيوني .. ان نربي اجيالا نزرع فيهم بذور الصلاح محافظين على دينهم ولغتهم ويعلمون تاريخهم ويعتبرون منه ؟
ان نمضي قدما ونفتح افاق العلم والمعرفة والتكنلوجيا .. ونعلن ثورة على الظلامية والفكر المتحجر والمتعصب قبل ان نعلن ثورة على الحكام وطواغيت العصر ؟

ولكِ يا سيدتي واستاذتي الغالية هدى الخطيب ..
ولكل الاساتذة الكرام ..
كل محبة وتقدير وشكر ..
ودمتم جميعا بخير وعافية :)

منجية بن صالح 03 / 09 / 2012 09 : 06 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أعتذر للأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب و لكل الإخوة و الأخوات عن التأخر في نشر ما وعدت بنشره لإستكمال مناقشة الموضوع و ها أنا أوفي بوعدي و أتمنى أن أكون قد وفقت في ما جاء في هذا المقال و أن أضيف و لو شيئا يسيرا لما تفضل به الأساتذة الكرام


الأديبة القديرة هدى نور الدين الخطيب

تحية عربية أصيلة على فتح هذا الموضوع الخطير للنقاش علنا نقدم شيئا يفيد و يثري الموضوع و يفتح أبوابا أغلقناها لأننا نخاف من فتحها لما تخفي وراءها من جهل و عجز و إحباط خلقناه داخلنا و استسلمنا له و حتى لا أطيل سأحاول سرد النقاط التي أثرتها في مداخلتك و التطرق إليها و التواصل مع تفرعاتها بإيجاز
1- نظرية المؤامرة
2- القضية الفلسطينية
3- الربيع العربي
4- دور المثقف في التوعية والتحسيس

سأنطلق من مداخلة الأستاذ القدير رشيد الميموني و التي قال فيها حين ذكر فكرة التطوير أنها تعتمد على محاور ثلاثة الدين اللغة التاريخ و أنا أوجز و أقول أنني سأنطلق من الدين لأن القرآن لغة و لأن التاريخ هو إنسان صنع حدثا تاريخيا فعندما نفكك شفرة هذا الإنسان اللغز اعتمادا على اللغة و ما حملت من معاني الوحي القرآني نستطيع أن ندرك الواقع على الأرض و يمكن لنا استشراف المستقبل و التعامل معهما بحكمة و استباق الضربات الموجعة و إحباط المؤامرة كيف ذلك؟

يتناول القرآن الكريم النفس البشرية في مختلف حالاتها و أدق تصرفاتها السالبة و الموجبة فلسنا في حاجة للمدارس الغربية في علم النفس اللهم إلا للإطلاع على ما توصلوا إليه كذلك في علم الإجتماع و السياسة و التاريخ و الإقتصاد و المعاملات ففي المنهج القرآني أساسيات هذه العلوم والتي يمكن الإنطلاق منها و تطويرها و الإعجاز القرآني تناول هذه العلوم إنطلاقا من النفس البشرية و طبيعتها و متطلباتها لأن من خلقها وحده العارف بأدق تفاصيل ميولها تفكيرها و تصرفاتها و قدرتها على عمل الخير أو الشر و إلى أي مدى يمكن لها أن تذهب في تلك التوجهات وهو القادر أيضا على تسديد خطاها أوقهرها .... هذا ما لم تعتمده أي نظرية وضعية لأنها إنطلقت من واقع استندت عليه لتجد له حلا و الواقع ليس حقيقة بل هو إفراز فكر الأفراد و الشعوب وهو ملوث و رديء في أغلب الأحيان

يقول تعالى: و من يعشُ عن ذكر الرحمن نُقيض له شيطانا فهو له قرين ( الزخرف الآية 36)
لكل منا قرين يصرف أعماله و يوجه فكره و مقاله ليكون لكل فرد في الوطن من المحيط إلى الخليج وجهة هو موليها ليصبح الإختلاف خلافا و هذا يشمل العامة والخاصة من المثقفين والحكام و بطاناتهم و هذا ما نعيشه على أرض الواقع فصراع التيارات السياسية والدينية والفرق المتناسلة من بعضها البعض يصبح أمرا طبيعيا و عدم وجوده يصبح شذوذا عن القاعدة فاختلاف المرجعيات يجعل البعض يبحث عن التقارب بين وجهات النظر لكن سرعان ما تتداخل الأهواء و المصالح وتهدم التحالفات ليعاد بنائها من جديد ليصبح عدو الأمس صديق اليوم هكذا تتأصل التوازنات السياسية و التحالفات الإستراتيجية على مر التاريخ فمنذ القتل الأول على الأرض بين إبني آدم عليه السلام والدم ما زال ينزف و التآمر مستمر .....هل العيب فينا أم في المتآمر علينا؟
و أقول أن العيب فينا لأن مرجعياتنا تعددت ولأنها تشرب من معين غربي مسموم و أيضا لأن أرضيتنا الفكرية مستعمرة والعقل العربي لم يتحرر من قرينه الذي يسوسه و يملي عليه أقواله و أفعاله و جعله يعتقد أن القرآن تجاوزه الزمن و أنتهت صلوحيته و لم يعد نافعا حتى أصبح الإسلام مذاهبا لفرق متناحرة و طقوسا دينية و مواسم و أعياد.... نستشهد برموز غربية وما تمليه علينا مدارسه و نطبق ما جاء فيها و ندافع عن فكر يساهم في تغريب حياتنا حتى أننا طمسنا معالم تراثنا و حضارتنا و استبدلناها بأخرى فترانا نعيش أعلى درجات المسخ و الخسف و التحريف يقول تعالى لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

المؤامرة تسكننا فهي داخلية قبل أن تكون خارجية و لا نتخلص منها حتى لا نستمع و نطبق أمر قرين السوء و لا نشرك بالله أحدا... حتى ننتصر على العدو الخارجي لابد أن يكون لنا نصرا مؤزرا على داخلنا المحتل و المعتل و الملوث بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان أبعد ما تكون عن العقل الإنساني الفطري و الذي خلقه تعالى في أحسن تقويم هذا العقل و الذي إن تحرر من فكر دخيل عليه أصبحت له قدرة هائلة لا تهزم
ربما يقول البعض ما دخل هذا بذاك أقول أن هناك قاعدة أصلية تكون هي مرتكز كل الأحداث ففي مادة الرياضيات تعتمد القاعدة حتى يحل المشكل و نصل إلى نتيجة صحيحة فإن غابت القاعدة تعددت النتائج و تاه الحل
هذه هي نظرية المؤامرة والتي نتوجس منها كلنا و نخافها و نبقى أمامها مكتوفي الأيدي ننتظر حدوثها و لا نستطيع مقاومتها لأنها متأصلة فينا نابعة منا تجعلنا نقبل ما يحدث لنا و كأنه قدر محتوم عندما يعجز الإنسان عن مقاومة فساده الداخلي فانه يعجز على مقاومة العدو الخارجي مهما كان الطرف المقابل ضعيفا لأن عجزه يضخم له قوة خصمه حتى يخافه و يبقى على الحال الذي هو عليه مستكينا خاضعا يبرر الغير مبرر و يدافع عن خراب نفسه ووطنه و يُنظّر حتى يبقى غافيا بين أحضان عجزه
هذه القاعدة والتي إن طبقنا مفرداتها أدركنا ما يحدث بفلسطين قضية كل عربي أصيل (يتبع)

القضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية تخضع أيضا لما طرحته في الجزء الأول من مداخلتي فالمؤامرة هي إنسانية فردية تتحول إلى داخلية على مستوى فئات الشعب الفلسطيني و خارجية على مستوى الدول العربية لنجد فلسطين تنزف على مدى عقود مرت والله أعلم إلى متى سيستمر هذا النزيف لأننا غير قادرين على نقد الذات نقدا موضوعيا حتى نستطيع نقد الماضي و الحاضر بشكل سليم يجعلنا نقدم حلولا ناجعة غير منقوصة و لا غائية قصيرة المدى و النظرة

لا ننسى أن العدو قارئ جيدا لما نقوم به لأنه ببساطة شديدة نحن من يساعده على التآمر علينا بالتحالف معه و أقول التحالف لأن التطبيع هو تحالف خبيث لا ندري إلى أي مستوى يصل و ما هو الثمن المقبوض و السلعة التي وقع بيعها بأقساط على مدى سنين عمر الشعب الفلسطيني الكادح و الذي ينتظر الخلاص من براثن المحتل الغاصب لنرى أنه وحده يدفع ثمن مؤامرة الفرد على نفسه و الحكام على أوطانهم و بيعهم لقضية غيرهم لأرض لا يريدون الإنتماء إليها فقط قبض ثمنها و بيع ما لا نكسب هو سرقة لوطن و لشعب فقد آن الأوان أن يتحرك الشعب الفلسطيني و أن يعرف أن الحرية لا يمكن أن تأتي من الخارج لأنه باعها و لكنها تأتي من الداخل لأنه وحده المالك للأرض و العرض و أن خلاصه بيده ليس بيد غيره و أن من يتوكل على الله و قدرته الذاتية لا يخيب و من يتوكل على سارق يمنى بالفشل الذريع
إلى متى يبقى الفلسطيني ينتظر من غيره أن يحرره ؟ إلى متى يبقى يرزح تحت الإحتلال و مشتت الطاقة و العزيمة ؟ إلى متى يبقى يتحمل القتل و التشرد و اللجوء؟

آن الأوان أن نحرر الفكر حتى يتحرر الإنسان الفلسطيني من التبعية لقوى يعتبرها عظمى و أخري محيطة به وهي أوهن من بيت العنكبوت فمن لا يستطيع تحرير نفسه من حاكم طاغية كيف يحرر فلسطين ؟ حتى أميركا هي رهينة اللوبي الصهيوني فكيف لأسير الفكر و الجسد أن يحرر أرض مغتصبة ؟

منجية بن صالح 03 / 09 / 2012 13 : 06 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 

الربيع العربي

يقال في أوساط النخبة المثقة أن الربيع العربي هو مؤامرة غربية صيغت بايد عربية و أقول من يسكنه فكر المؤامرة فلا يمكن أن يكون تحليله للحدث إلا من خلالها لأنها النظارة التي يرى من خلال سوادها هزيمة نفسه أمام نفسه و أمام الحاكم و كل سلطة خارجية.....فتراه يحني لها قباعته على المستوى الفكري و العملي حتى و إن انتقدها ظاهرية ليجعل من نفسه بطلا و مناضلا لكن عند الشدة تجده أول من يستسلم للأمر الواقع و يرتمي بين أحضانه و يخدمه طائعا خاضعا و محاولا إقناع نفسه و غيره بمصداقية ما يقوم به و تجده أول من يقبل الواقع و ينظِّر له فهو يعتقد جازما أنه ليس هناك أحسن مما كان و الشاهد على ذلك ما يحدث في سوريا و فلول النظام السابق في مصر و تونس و محاولاتهم البائسة لاسترجاع نظام فاسد انبطح و بغى و خان طوال عقود
تغيير الوضع الفاسد الذي يحتل الوطن من المحيط إلى الخليج يستوجب علينا أن ننطلق من الأفراد لنشكل مجموعات تُحرر الوطن الصغير ليعم التغيير الوطن الكبير و هذا المبدأ ينطبق على الكل بما فيهم القضية الأم فلسطين فلا يستطيع الأولاد تحرير أمهم حتى يحرروا أنفسهم و لا تستطيع الأم تحرير أولادها حتى تتحرر من نفسها و تحرر أرضها هي جدلية الوجود التي تتداخل لتتكثف الجهود و تصبوا إلى هدف واحد تتوحد حوله و لا تحيد عنه

فمن يتمسك بنظرية المؤامرة و يقدم الربيع العربي على هذا الأساس أقول له أنه

- إنه يروج لفكر الهزيمة و الانبطاح الذي يسكنه وهو غير قادر على التخلص منه
- انه من أنصار التنظير العقيم و الذي لا يعترف بجدوى الفكر في استنباط أدوات العمل القادرة على تغيير الوضع كمن ينتظر رغيفا ينزل عليه من السماء
- أنه غير قادر على تفكيك منظومة الهزيمة التي تسكنه و التي يروج لها بكل طاقته السلبية و أنه لا يمكن أن يكون إيجابيا مع نفسه و لا مع غيره
- و بالتالي فهو غير قادر على الاعتراف بقدرة الإنسان على التغير لأنه يلغي العقل الحي المفكر و طاقة الشعوب على الحركة فكل فكر ميت لا يمكن أن ينتج عملا مثمرا بل تراه يزرع الخراب أينما حل
هذا ما يريد الغرب أن نصدقه و مع الأسف الشديد هناك من النخبة من يصدق و يدافع عن فكر المؤامرة .... هم يغتالوننا بأيدينا فنراهم يروجون أخبارا من الممكن أن تكون صحيح و مفادها أن المخابرات الأمريكية كانت تحضر للربيع العربي وهي من تدخلت لإثارة الشعوب لأنها أرادت أن تغير وجه العالم العربي ما أبلهنا عندما نصدق هذا الكلام و ما أغبانا

لا أحد ينكر أن الحروب الصليبية مازالت متواصلة على الوطن العربي و أن العدو مازال يستنبط طرقا و أساليب خبيثة و لا أخلاقية لمحاربتنا فقد كان يستعمل السلاح لإبادتنا ماديا و احتلال الأرض بعدها وجد ذلك غير مجد و مكلف فغير أساليبه وهو يحتل الآن الفكر العربي لأنه رمى سلاحه المقاوم و استسلم للعدو و أعتبره صديق وقبل اليد التي تغتال فكره بعد أن تسممه و تشل قدرته على التفكير و الحركة ليستورد منها الفكر و السلعة و يبقى أمام التلفزيون و الحسوب يتحاور مع منظومتها الفكرية و يستقبل ما تبثه من أخبار و تيارات فكرية و نظريات مدروسة لتدجن العقل العربي ليجد الإنسان نفسه مستسلما للراحة و الإستجمام لماذا يفكر بينما الآخر يفكر مكانه و يخدمه ماديا و يقدم له المعونات المالية و اللوجستية فما عليه إلا أن يفتح آبار البترول و يغدق على هذه الغانية التي تبسطه و يسكره جمالها و حضارتها و رقي فكرها و تقدمها التكنولوجي.... سيدة العالم أميركا و أذيالها ؟ هذا هو وضعنا و مع الأسف الشديد إن لم نتحرر منه فلنقرأ على قبور الأموات الأحياء سورة الفاتحة

دور المثقف في التوعية و التحسيس

سأنطلق من الربيع العربي و الذي أعتبره النقطة المضيئة الوحيدة في هذه العتمة
الثورة على الظلم و الإستبداد أطاحت برأس النظام السياسي لكن هذ الهرم الفرعوني و الذي استغرق سنوات في البناء له قاعدة عريضة موجودة و متغلغلة في فكر ما نسميه نخبة مُدَّعُو الثقافة وفي الفكر الشعبي البسيط لأن فرعون له بطانة تمسك بأوتاد حكمه و تناصر فكره و تدعمه فمن غيرها لا يكون له وجود
هذه القاعدة لا يمكن أن تكون فاعلة في وضعها الحالي نراها تتخبط بعد الثورة فهم أيتام نظام فاسد كغريق يريد النجاة و لا يعرف السباحة فكلما تخبط أكثر كلما أشرف على الهلاك على مستوى المجتمع يحدث ذلك فوضى عارمة و انفلات أمني و اجتماعي و سياسي و اقتصادي

باسم الحرية و الديمقراطية و مصطلحات مستوردة نرى أن الباطل قد أريد به حق فلا يمكن أن يستقيم فتراه يهدم و لا يبني شيئا بل يترك الخراب ورائه........ كيف نعالج الأمر؟
لابد أن نكون واعين بذلك و نقوم بثورة فكرية تساند السياسية و التي لم تستند إلى فكر معين بل كانت تلقائية شعبية هزت أركان الحكم لأن الشعب وصل إلى درجة الإشباع و الإرتواء الغير مسبوق من كاس الطغيان و الفساد فلقد ثار بالفطرة ووجد نفسه بعدها لا يملك آليات التسيير و التحكم في المسار السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي هنا نجد الغرب يركض ليقدم لنا المعونة على جميع المستويات ....... يجب أن نكون واعين بهذا الشرك فما خسره الغرب عند سقوط رأس الهرم يحاول أن يسترجعه من القاعدة الموجودة على الأرض والتي ستكون وفية لولي نعمتها بتنفيذ أمر سيد سيدها و خدمته على الأرض و تطبيق تعليماته بحذافرها فهو يعرف مدى جشعها و سيغدق عليها من الأموال ما لا يحصى و لا يعد حتى لا ينقصها شيء

كان الغرب يعطي تعليماته لرئيس الدولة ليصبح هو بعد الثورة رأس الهرم و يعطي التعليمات مباشرة لرأس أحزاب تقول أنها معارضة باسم الحرية و الديمقراطية و العالم المتحضر ليجد الشعب نفسه بين تيارات متداخلة فلا يستطيع بعدها التفريق بين كوعه و بوعه يصيبه الإحباط بين متطلبات الحياة اليومية و السياسية و التشغيل و.....و....و يتدخل الغرب ليقدم له فتات موائده المسمومة
الحل الوحيد هو أن نكون واعين بما يحدث لنا و لا نستكين و لا نهدأ و نستنبط أساليب للمقاومة على الأرض و نسخر كل طاقتنا الفكرية وهو ما أسميه الفكر المقاوم لقد انقضى زمن المقاومة بالسلاح فلا بد من مقارعة الفكر بالفكر و ليس بالسلاح حتى لا نساهم في نشر (الإرهاب) هذا السلاح الذي يخوفوننا به ليضربوا قدرتنا على الدفاع عن النفس

هنا ياتي دور المثقف و الذي يصبح أخطر على العدو من المقاوم بالسلاح لأنه يحلل فكره و يجعله يتحلل و يفقده عناصر قوته و التي تكمن في خفاء حقيقته
عندما نجسد المشكلة تجسيدا سليما و نشخص ما أراد العدو خداعنا به فإن الحل يصبح متاحا و تسديد السلاح يكون قاتلا هكذا نخرج من منطق الإرهاب المادي إلى منطق الإرهاب المعنوى و الذي يقول فيه تعالى في سورة الأنفال الآية 60

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ

كلمة الحق هي رباط الخيل الذي يسابق الريح و يترك العدو يتخبط في نظرياته و جهله بأمة اقرأ و قدرتها على صرع عدوها و إلغاء فكره من على أرض العروبة و الإسلام
فالصراخ من المحيط إلى الخليج وراء ذئب المؤامرة يجعل العالم يقول يا أمة ضحكت من جهلها الأمم و يجعل الراعي ممسوخ الهوية غارقا في جب التخلف ينتظر ساعة تخسف به الأرض و تلفظه الشعوب الأخرى بعد أن خسفت به أرض فكره و أصبح عقيما عديم الجدوى

الإنسان أرض حاملة لفكر و تاريخ و عطاء و تراث و حضارة و دين فإن لم يحرر كل هذه المكونات التي تسكنه من براثن الفكر الغربي الاستعماري الغاصب بقي مستعبدا ماديا على أرض وطنه و معنويا على أرض فكره

مع التحية و الشكر و التقدير


:nic92:


الساعة الآن 52 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية