منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الموسوعة الفلسطينية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=214)
-   -   فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-مجلد3 (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24038)

بوران شما 13 / 10 / 2012 36 : 07 PM

فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-مجلد3
 
فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحّالين المسلمين (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الثالث ):


تميّز القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي بالاهتمام بالجغرافية الوصفية وصلتها بفن رسم المصوّرات الجغرافية أو الخرائط. ثم اهتم علم الجغرافية بوصف الرحلات فأضحى أكثر تنوعاً في نهجه . وفي القرنين الخامس والسادس الهجريين / الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين ظهرت المعاجم الجغرافية وأصبح للجغرافية مكانة واسعة في الموسوعات التي صنعت في ما بعد في عهد المماليك . ولا بدّ من الإشارة إلى أن معظم المؤرخين العرب كانوا أيضاً جغرافيين وأن القول يصدق على أن معظم مؤلفاتهم يمكن تصنيفها فيما يعرف " بالجغرافية التاريخية " . ومع أن معظم هؤلاء ولد وعاش في العراق أو فارس أو الأندلس , وقلّ منهم من ولد وأقام في فلسطين , فقد كان للأرض المقدسة , فلسطين, نصيب وافر في ما ألّفوه من كتب أو قاموا به من رحلات .
وقد بدأت الجغرافية الوصفية تتكّون , ولو ببطء ملحوظ, في منتصف القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي فظهرت في النصف الثاني منه مصنفات قائمة بذاتها في هذا الموضوع . ولعل من أقدم من زاروا فلسطين وكتبوا عنها المؤرخ الجغرافي ابن خُرداْذبَة (205-280هـ) مؤلف كتاب " المسالك والممالك" . وقد كان جلّ اهتمامه بالطرق والجباية والمسافات , فتراه يذكر المسافة بين كل بلدة وأخرى مبتدئاً ببيت المقدس حتى يصل إلى الفسطاط بمصر. كما أتى على ذكر ووصف كور طبرية وبيسان وصفورية وعكا والرملة والقدس واللد ويافا ونابلس وقيسارية وسبسطية وعسقلان وغزة وبيت جبرين , وحدّد ما بينها من مسافات .
وفي الربع الأخير من ذلك القرن أيضاً ألفّ المؤرخ الجغرافي أحمد بن إسحاق اليعقوبي (231-318هـ) كتاب البلدان بعد أن ساح في الأقطار الإسلامية شرقها وغربها , ويمتاز كتابه هذا بأنه لا أثر فيه للنقل عمن سبق من المؤلفين , كما أنه يخلو من ذكر العجائب والأساطير التي افتتن بها معظم المؤلفين الآخرين . وأكثر اهتمامه يتعلق بالجانب الإحصائي الطوبغرافي والسكاني . وتميّز الكتاب من غيره من الكتب بنزعة مؤلفة إلى التحليل العقلي . وقد هدف إلى إعطاء لوحة عامة للبلدان لمن يريد الإلمام السريع بها. فتراه يذكر " الغور ومدينته ريحا – كما يلفظها حتى اليوم أهل منطقة القدس – وأهلها قوم من , قيس وبها جماعة من قريش" . ويأتي على ذكر " بيت جبرين وأهلها من جذام ". ويسهب كذلك في ذكر بيت لحم والناصرة وعلاقتهما بالسيد المسيح , وطبرية وحمّاماتها المعدنية, واللد والرملة ونابلس" وبها أخلاط من العرب والعجم", حتى يبلغ رفح والعريش .
ظهر في هذا القرن المؤرخ الجغرافي أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279هـ) مؤلف كتاب " فتوح البلدان " وهو أشبه بتاريخ للفترة الأولى من الفتوحات الإسلامية العربية , وخاصة في بلاد الشام. ولكنه يورد مع التاريخ العسكري الأخبار المحلية عن السكان والهجرات والأبنية الشهيرة .
وقد امتاز القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي بكثرة ما ظهر فيه من المؤلفات الجغرافية . ولعل أكثر الكتّاب الجغرافيين أصالة في هذا القرن المؤرخ الرحالة البحّاثة علي بن الحسين المسعودي (ت 346هـ) . وأفضل كتبه التي تظهر فيها مادة جغرافية بالمعنى الصحيح " كتاب التنبيه والإشراف" . وكان قد قام برحلات كثيرة لم يفتر في أثنائها عن التحرّي والاستقصاء . ثم جاء معاصره الجغرافي الرحالة أبو إسحاق الإصطخري (ت 346هـ) مؤلف كتاب " صور الأقاليم" و "مسالك الممالك" . وقد أولع بالأسفار وطوّف من جزيرة العرب إلى بعض الهند شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً. وقد أتى على ذكر كثير من مناطق فلسطين ومدنها. وعند ذكر المدن يأتي على ما فيها من أشجار وفواكه , وما بينها من مسافات , وكم يستغرق السفر بينها من أيام . فهو يقول مثلاً:" ومن طبرية إلى الرملة ثلاثة أيام ". كما أتى على وصف الغور ونخيله وعيونه ومناخه وبحيرة طبرية وعيونها الحّارة . ومن الرحالين العالم محمد ابن حوقل (ت367هـ) مؤلف كتاب "المسالك والممالك" , وهو أشبه بكتاب الإصطخري مع إضافات زهيدة , وقد طاف المؤلف بجميع البلاد الإسلامية , ومنها فلسطين , مدة 28 عاماً.
ولعل أشهر جغرافيي القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء البشّاري المعروف بالمقدسي لأنه ولد في بيت المقدس (336-380هـ) . وهو القائل عن نفسه " سميت بستة وثلاثين اسماً دعيت وخوطبت بها , مثل مقدسي , وفلسطيني, ومصري, ومغربي , وخراساني... الخ وذلك لاختلاف البلدان التي حللتها, وكثرة المواضع التي دخلتها ". وقد قصر كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" الذي يعدّ من أجل المصنفات التي وضعت في البلدانية العامة على وصف البلاد الإسلامية , وعلى ما شاهده بعينه واختبره بذاته بكثير من التفصيل . ولم يفته ذكر مذاهب السكان وتجارات فلسطين وصناعاتها ومحاصيل كل بقعة من بقاعها ومنتوجاتها ومعادنها. ويتكلم كذلك عن مكاييلها وأوزانها وأعياد الطوائف الأخرى وشهورهم, وعن أصحاب المهن من كتّاب وصباغين ودبّاغين وصيارفة إلى غير ما هنالك. وتراه يقسم التضاريس الطبيعية لفلسطين , كالجغرافيين المحدثين, إلى أربعة صفوف: أولها السهل الساحلي , وثانيها المنطقة الجبلية, وثالثها الأغوار, ورابعها سيف البادية (أي المرتفعات الشرقية). وعندما يتكلم على كل مدينة من المدن الفلسطينية لا يترك شاردة ولا واردة . فهو يأتي على ذكر دروبها وأسواقها ومساجدها وحمّاماتها وموقعها, وحتى مقابرها . ومن أقواله في وصف مسقط رأسه :" بيت المقدس ليس في مدائن الكور أكبر منها, لا شديدة البرد, وليس بها حرّ , وقلّ ما يقع بها الثلج ... بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه , ولا أتقن من بنائها, ولا أعفّ من أهلها , ولا أطيب من العيش بها, ولا أنظف من أسواقها, ولا أكبر من مسجدها, ولا أكثر من مشاهدها . عنبها خطير وليس لمعتّقها نظير . وفيها كل حاذق وطبيب وإليها قلب كل لبيب , ولا تخلو كل يوم من غريب ... وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبال ... وأما الفضل فلأنها عرصة القيامة ومنها المحشر وإليها المنشر . وإنما فضلت مكة والمدينة بالكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم . ويوم القيامة تزفّان إليها فتحوي الفضل كله".
وقال عن مذاهب أهل فلسطين :" مذاهبهم مستقيمة أهل جماعة وسنّة, وأهل طبرية ونصف نابلس وقَدَس وأكثر عمّان شيعة". وقال عن الطقوس والأعياد : "ورسومهم أنهم يقِدون القناديل في مساجدهم على الدوام يعلقونها بالسلاسل مثل مكة ... ومن أعياد النصارى التي يتعارفها المسلمون ويقدرون بها الفصول : الفصح وقت النيروز , والعنصرة وقت الحر , والميلاد وقت البرد , وعيد بربارة وقت الأمطار ".
وممن اشتهر كثيراً من جغرافيّي القرن التالي, أي الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي , الرحالة الفارسي ناصر خسرو (394هـ - 481هـ) مؤلف كتاب "سفر نامة" الذي ضمنه أخباراً عن اجتيازه المدن الفلسطينية في طريقه إلى الحج بمكة المكرمة , أمثال عكا وطبرية وحيفا والرملة والقدس والخليل وعسقلان, وضمّنه كذلك وصفاً للحرم القدسي يعدّ من أدق ما وصل من المعلومات . ولعله أول من ضبط أبعاده وقياساته . وتراه يلاحظ أبواب المدن واتجاهها, ويُعنى بمصادر المياه في كل بلد. ومن أدق ملاحظاته الجغرافية قوله أن قرى القدس تقوم على رؤوس الجبال أو سفوحها. وقد ألقت رحلته " سفر نامة " هذه ضوءاً على الكثير من الشؤون الاجتماعية والاقتصادية لفلسطين قبل غارة الصليبيين عليها .
وتميّز القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي بالكتابة عن جغرافية فلسطين أكثر من غيره بسبب كونه عهد استيلاء الصليبيين على بيت المقدس وقسم كبير من هذه البلاد المقدسة . ومن أبرز من كتب الرحالة الأندلسي ابن جبير (540هـ -614هـ ) الذي زار عكا في هذا العهد وعاد إلى فلسطين بعد فتح صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس . والمعروف أنه زار المشرق ثلاث مرات إحداها سنة 578هـ/1183م , وهي التي ألفّ فيها " رحلة ابن جبير" . وقد عُني هذا الرحالة بالنواحي الاجتماعية وبالحياة الاقتصادية من حيث المزروعات والسلع المتبادلة , وبالبحث عن المدارس والمارستانات في فلسطين خاصة . وقد أفاد منه جمهرة الجغرافيين بعده .
وجاء بعد ابن جبير معاصره الرحالة المؤرخ علي بن أبي بكر الهروي(ت611هـ) وهو الذي قال عنه ابن خلّكان :" طاف أكثر المعمور ". فقد أقام ببيت المقدس تحت سلطة الصليبيين وألف كتاب " الإشارات إلى معرفة الزيارات " , وخصّ القسم الأوفى منه بوصف بلد مآب ومدينة طبرية وأعمالها ونابلس والقدس الشريف وما حوله والطريق من القدس إلى مدينة الخليل والخليل والطريق من القدس إلى عسقلان . وقد قصر كتابه على ذكر الزيارات دون الأبنية والآثار والعجائب والأصنام على حدّ قوله .
أفاد من كتاب الهروي كثير من المؤلفين منهم المؤرخ الرحالة ابن العديم (588-660هـ) في كتابه المشهور "زبدة الحلب في تاريخ حلب", والمؤرخ ابن شدّاد (613-684هـ) في كتابيه " بغية الطلب في تاريخ حلب" و " الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة " الذي ألّفه برسم الملك الظاهر بيبرس . وقد قسّم كتابه هذا تبعاً لنظام الأجناد الخمسة المعمول به منذ الفتح الإسلامي, وهي: جند قنسرين(وفيها حلب) , وجند حمص, وجند دمشق, وجند الأردن, وجند فلسطين. وقد عقد الباب الرابع من كتابه على ذكر بلاد جند الأردن وأسماء كورها , وذكر طبرية وبحيرتها, وبيسان, وبانياس وحصون هذا الجند وما فيه من البلاد الساحلية مثل : صور وعكا وحيفا . وعقد الباب الخامس على ذكر بلاد جند فلسطين وهي: الرملة واللد وإيلياء (بيت المقدس) وبنائه ولمعة من فضائله , وفضل الصخرة الشريفة, وخراب بيت المقدس , وفتحه وملوكه وحروبه. وذكر مدينة الخليل ونابلس وقيسارية وأرسوف ويافا وعسقلان وغزة وغيرها من المدن الساحلية وما فيها من المزارات والأمكنة المشهورة . هذا بالإضافة إلى المعلومات عن الحروب الصليبية , مما جعل من الكتاب المذكور مصدراً تاريخياً قيّماً.
كذلك أفاد منه إمام الجغرافيين ياقوت الحموي(574-626هـ) صاحب " معجم البلدان" الذي زار فلسطين مرتين وقال في تعريفها:" إنها آخر كور الشام من ناحية مصر , قصبتها بيت المقدس , ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمّان ويافا وبيت جبرين ". فهو يفسر الأعلام الجغرافية ويبين نطقها الصحيح ويورد الروايات والاشتقاقات المختلفة بشأنها مع بيان طول المكان وعرضه وتحديد البرج الذي يقع تحته . فهو بحق جمّاع للجغرافية في صورها الفلكية والوصفية واللغوية , وللرحلات وللجغرافيا التاريخية . ولم يقتصر على وصف بلدان جزيرة العرب بل تعداها إلى جميع البلدان التي عرفها العرب أو سمعوا بها من حدود الصين إلى إسبانيا .
وكان لفلسطين ذكر في كتاب " تقويم البلدان " للمؤرخ الجغرافي الملك المؤيد صاحب حماة أبي الفداء (672- 732هـ) الذي غلب على كتابه الطابع الجغرافي الوصفي.
واستمرت الرحلات في القرن الثامن فكان ابن بطوطة (703-779هـ) أمير الرحالين المسلمين كما يدعوه الإنكليز. وقد زار فلسطين وأقام فيها في طريقه إلى الحج عدة مرات . وكتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار " المعروف اختصاراً" بالرحلة " من الكتب الهامة لمعرفة العالم الإسلامي في هذا القرن , وفيه وصف لجغرافية فلسطين. ومن جغرافيي هذا القرن أيضاً برهان الدين بن الفركاح, وقد خصّ فلسطين في اثنين من كتبه بقدر كبير من الحديث القيّم في مجالي الجغرافية التاريخية والآثار المختلفة .
وفي القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي ألّف أبو البقاء يحيى بن شاكر الجيعان(814-885هـ) كتاب " القول المستطرف في سفر مولانا الأشرف" , ويسمى أيضاً " تاريخ قايتباي", ووصف فيه رحلة الملك الأشرف قايتباي (815-901هـ) في سورية سنة 882هـ على شكل يوميات. وكانت غاية السلطان من الرحلة الإشراف بنفسه على حصون البلاد وقلاعها وطرقها وجسورها . فهي في الواقع رحلة عسكرية لكنها تضمنت بعض المعلومات الجغرافية عن المدن الفلسطينية التي زارها كغزة والناصرة وصفد , وفيه معلومات وفوائد اجتماعية عن عادات تلك الأيام وأحوال أهلها.
وجاء بعد ابن الجيعان الأمير المملوكي غرس الدين الظاهري المقدسي المعروف بابن شاهين (813-873هـ) الذي تولى نيابة الكرك وصفد وملطية فألف كتاب " زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك" وصف فيه المدن الفلسطينية وطرقها ومسالكها ومظاهر العمران فيها, وخصّ القدس بصفحات ذكر فيها أسواقها ومدارسها وخاناتها وحمّاماتها وعمائرها وكنائسها ودياناتها وضواحيها وقبورها وأماكنها المقدسة عند المسلمين والمسيحيين .
وأغنى ما كتب في القرنين التاسع والعاشر الهجريين/الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين عن طبوغرافية القدس والخليل وبقية مدن فلسطين هو ما جاء في كتاب " الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" للمؤرخ الباحث مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي الحنبلي المقدسي (860-928هـ) فقد وصف في كتابه القدس والخليل وما ورد في أخبارهما وآثارهما وما جرى فيهما من وقائع وحروب .
وفي القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي اقتصرت الكتابات الجغرافية على الأماكن المقدسة في فلسطين . ومن أشهر من كتب في ذلك الشيخ مصطفى أسعد بن أحمد الدمياطي اللقيمي مؤلف كتاب "سوانح الأنس برحلتي لوادي القدس " سنة 1143هـ, وعبد الغني بن إسماعيل النابلسي (1050-1143هـ) من مؤلف كتاب " الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية " الذي أودع فيه ما شاهده في مدن عكا والناصرة ونابلس والقدس والرملة ويافا وعسقلان وغزة وخان يونس في رحلته التي قام بها إلى فلسطين سنة 1101هـ .

بوران شما 16 / 10 / 2012 40 : 11 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
أتمنى أن يطلع الأخوة والأخوات الأعزاء على هذا الموضوع الهام من مواضيع
الموسوعة الفلسطينية " فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين"
فقد مرّ الموضوع دون أن يحظى بالاهتمام والقراءة من الكثيرين , وشكراً لكم .

بوران شما 23 / 10 / 2012 37 : 09 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
مرة أخرى أرجو أن يحظى هذا الموضوع بالإطلاع والقراءة ,
وشكراً لكم .

شيماء البلوشي 24 / 10 / 2012 59 : 03 AM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
واضم صوتي لصوتك استاذة بوران ..
اتمنى فعلا ان يحظى هذا الموضوع باهتمام جميع الاعضاء ..
لما فيه من معلومات قيّمة وجديدة .. فمثلا بالنسبة لاعياد النصارى التي يعرفها المسلمون في القدس ..
اعرف عن عيد الميلاد وعيد الفصح .. اما عن العنصرة والبربارة فلم اكن اعرف عنهما ..
لكِ الشكر والتقدير على مجهودكِ عزيزتي استاذة بوران ..
ودمتِ بخير وعافية :)

بوران شما 29 / 10 / 2012 47 : 10 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
أشكركِ جزيل الشكر عزيزتي أستاذة شيماء على اهتمامك بهذا الموضوع الهام
من مواضيع الموسوعة الفلسطينية , وللأسف بأنه لم يحظ بالقراءة من الزميلات
والزملاء , وأجدد الدعوة مرة أخرى للاطلاع على الموضوع الشيّق والهام .
شكري وتقديري ومحبتي .

فاطمة البشر 02 / 11 / 2012 28 : 04 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 

من الجميل أن نعرف كيف اهتم الرحالة بفلسطين ،
بالفعل الموضوع شيق ومفيد ،
دمتِ "أ. بوران " ودام عطاؤك
ودي ووردي

علاء زايد فارس 02 / 11 / 2012 59 : 05 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
أختي العزيزة بوران
والله قد جئت إلى هنا بدافع الفضول
لأن هذا الموضوع كان يجذب فضولي منذ وقت بعيد
كنت أسمع عن الرحالة المسلمين وكيف يصفون البلدان
وذات يوم قرأت عن وصف علماء الغرب لبعض الرحالة المسلمين، وأنهم أفادوهم كثيراً بكتاباتهم ووصفهم وخرائطهم في نهضتهم اللاحقة...
فكنت أنتظر الوقت المناسب كي أقرأ ماذا كان يكتب الرحالة المسلمون
وحينما وجدت أن الأمر يتعلق بفلسطين زاد الفضول
وسعدت جدا حينما قرأت بعض المقتطفات
ولي عودة قريبة لأطلع بشكل شامل على هذا الملف...

سأخبرك بشيء، لقد كنت أيام الطفولة والمراهقة، أكتب عن بعض المناطق التي نزورها، وخصوصا الوصف البيئي للطبيعة والكائنات التي تعيش هناك :-)
كنا في السعودية وقتها، وكنا نزور الأردن وفلسطين ونسافر للكثير من المناطق في السعودية وكنت مصاباً بهوس اسمه البيئة !!!

شكرا لك على هذا الملف
سلمت يداك
وجعله الله في ميزان حسناتك



علاء زايد فارس 02 / 11 / 2012 08 : 06 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوران شما (المشاركة 161026)
فهو يأتي على ذكر دروبها وأسواقها ومساجدها وحمّاماتها وموقعها, وحتى مقابرها . ومن أقواله في وصف مسقط رأسه :" بيت المقدس ليس في مدائن الكور أكبر منها, لا شديدة البرد, وليس بها حرّ , وقلّ ما يقع بها الثلج ... بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه , ولا أتقن من بنائها, ولا أعفّ من أهلها , ولا أطيب من العيش بها, ولا أنظف من أسواقها, ولا أكبر من مسجدها, ولا أكثر من مشاهدها . عنبها خطير وليس لمعتّقها نظير . وفيها كل حاذق وطبيب وإليها قلب كل لبيب , ولا تخلو كل يوم من غريب ... وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبال ... وأما الفضل فلأنها عرصة القيامة ومنها المحشر وإليها المنشر . وإنما فضلت مكة والمدينة بالكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم . ويوم القيامة تزفّان إليها فتحوي الفضل كله".
وقال عن مذاهب أهل فلسطين :" مذاهبهم مستقيمة أهل جماعة وسنّة, وأهل طبرية ونصف نابلس وقَدَس وأكثر عمّان شيعة". وقال عن الطقوس والأعياد : "ورسومهم أنهم يقِدون القناديل في مساجدهم على الدوام يعلقونها بالسلاسل مثل مكة ... ومن أعياد النصارى التي يتعارفها المسلمون ويقدرون بها الفصول : الفصح وقت النيروز , والعنصرة وقت الحر , والميلاد وقت البرد , وعيد بربارة وقت الأمطار ".


الله ما أجمل هذا الوصف
رائع جدا
شكرا لك مرة أخرى أختي بوران

محمد جادالله محمد 02 / 11 / 2012 54 : 06 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
الاستاذة ....بوران شما...
بعد التحية....
قرات موضوع فلسطين فى مؤلفات الجغرافين والرحالين المسلمين من مواضيع الموسوعة الفلسطينية
واقول انه موضوع صعب بالاضافة الى اهميته ....
ذلك انه فى حاجة الى تشخيص كل ماورد بالنسبة لفلسطين فى كتب هؤلاء الرحالة
ليس فقط بالنسبة للجغرافيا ولكن بالنسبة للسكان اى معرفة جغرافيا السكان عددهم
وانتمائاتهم العرقية والدينية ....
حيث انى اثناء اطلاعى لم يلفت نظرى وجود اى يهودى فى اى من كتب هؤلاء الرحالة فى اى من قرى ومدن فلسطين
اذا امكن عمل تاريخ للجغرافيا السكانية فى فلسطين ...ثم مقارنتها بجغرافيا المستشرقين والجغرافيين الاجانب
هل يكن التوصل الى نتيجة ما.....هذا ما اقصده....
شكرا لك استاذة بوران ..
محمد جادالله محمد

بوران شما 03 / 11 / 2012 30 : 12 AM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر (المشاركة 162412)

من الجميل أن نعرف كيف اهتم الرحالة بفلسطين ،
بالفعل الموضوع شيق ومفيد ،
دمتِ "أ. بوران " ودام عطاؤك
ودي ووردي


نعم عزيزتي أ. فاطمة توقعتُ أن يلقى هذا الموضوع كل الاهتمام لأنه
فعلاً شيّق جداً وهو يثبت عروبة فلسطيننا الحبيبة في مؤلفات الجغرافيين
والرحالين .
وأشكر لكِ دوام اهتمامك ومتابعتك لموضوعات الموسوعة الفلسطينية .

محبتي وتقديري .

نصيرة تختوخ 03 / 11 / 2012 03 : 12 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذة بوران جميلة هذه النظرة الشاملة عن من كتبوا عن جغرافية فلسطين و أظن أن في الرحالة المسيحيين الذين كانوا يأتون لفلسطين للحج أيضا من كتبوا عن فلسطين ومن بلدان متنوعة .
فقدوجدت ذات يوم سرد أحد الكتاب البلجيكيين والذي قد أوردته في موضوع سابق لي حيث وصف البلجيكي يوس فان خيستل يووس فڢان خيستيل بعض أمكان فلسطين،حين وصلها حاجا كما كان العديد من المسيحيين يحجون إليها مسالمين ويعاملون بتسامح و كرم، فقال عن عكا :'بالقرب من هذه المدينة الفضية تمتد مساحات كبيرة جميلة مليئة بأشجار الفاكهة ..في الإنجيل تسمى هذه الأرض أرض الحليب و العسل' وعن القدس:'للحديث عن حجم القدس ولإعطاء فكرة عن مساحتها إنها حتما تضاهي مساحة كورترايك البلجيكية...بجوارها أشجار زيتون رائعة وأشجار لوز والكثير الكثير من الخيرات ...وعن المنطقة بين رام الله ونابلس:'على يمين الطريق كانت تبدو الأراضي الكثيرة الثمار والخيرات:حبوب وأشجار تفاح ورمان وتين وليمون وغيرها..
والشيء الذي يلفت الإنتباه في ماسرده هذا الرحالة عن فلسطين إلى جانب انبهاره بالأرض الغناء أنه لم يذكر لا حائط المبكى ولا حجاجا يهود بينما تحدث عن الأماكن المقدسة والمسلمين والمسيحيين وحجاجهم وحتى عن المماليك.
تحياتي لك أستاذة بوران ودمت بكل خير.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 03 / 11 / 2012 09 : 12 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أضيف هنا ماكنت نشرته سابقا عن ما كتبه العلامة الشريف الإدريسي عن فلسطين:
أورد الشريف الإدريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق عن فلسطين مايلي :

"وأما حدود فلسطين هي أول أحواز الشام وحدودها مما يلي المغرب مقدار أربعة أيام وذلك من رفح إلى اللجون وعرضه من يافا إلى ريحا مسيرة يومين وزغر وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وجبال الشراة مضمومة إليها وهي منها في العمل إلى حدود أيلة.
وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وزغر إلى بيسان وطبرية وتسمى الغورلأنها بقعة بين جبلين وسائر مياه الشام تنحدر ثم تجتمع فيكون منها نهر زخار أوله من بحيرة طبرية فيأخذ من طبرية وجميع الأنهار تصب إليه مثل نهر اليرموك والحد وأنهار بيسان وماينصب من كوروجبال بيت المقدس وجبل قبر إبراهيم عليه السلام وجميع أيضا ماينصب من نابلس فإنه يجتمع الكل منها حتى يقع في بحيرة زغر وتسمى بحيرة سادوم وغاموراء وهما كانتا مدينتي قوم لوط فغرقهما الله تعالى وعاد مكانهما بحيرة منتنة سميت البحيرة الميتة لأن مافيها شيء له روح لاحوت ولا دابة ولاشيء متكون مثلما يتكون في المياه الراكدة والمتحركة وماؤها حار كريه الرائحة وفيه سفن صغاريسافر بها في تلك الناحية وتحمل عليها الغلات والتمر من زغر و الدارة إلى ريحا وسائر أعمال الغور وطول هذه البحيرة ستون ميلا وعرضها اثنا عشر ميلا.
ومن ريحا إلى زغر يومان ومن زغر إلى جبال الشراة ومن جبال الشراة إلى آخر الشراة يومان.
ومن ريحا إلى بيت المقدس مرحلة ومن بيت المقدس إلى عمان والبلقاء يومان ومن الرملة إلى قيسارية مرحلة كبيرة.
وريحا المذكورة من أجمل بقاع الغور وعمتا وبيسان وأكثر غلات بلاد الغور النيلج وأهله سمر بل هم إلى السواد أقرب.
والجي بلد من بلاد فلسطين صغير ،ماؤه حار وهواؤه وخيم.
وأما مدينة بيسان فصغيرة جدا وبها نخل كثير وينبت بها السامان الذي يعمل به الحصر السامانية ولايوجد نباته البتة إلا بها وليس في سائر الشام شيء منه.
وفلسطين ماؤها من الأمطار و السيول وأشجارها قليلة وديار فلسطين حسنة البقاع بل أزكـى بلاد الشام ومدينتا الشام هما الرملة ثم بيت المقـدس.
فأما الرملـة فهي مديـنة حسـنة عامرة وبـها أسواق وتجارات ودخل وخرج ومنها إلى يـافـا التي على ساحل البحر الملح نصف يوم.
ومن الرملة إلى نابلس يوم.
ومن الرملة إلى قيسارية مرحلة كبيرة.
ونابلس مدينة كبيرة وبها البئر الذي حفره يعقوب عليه السلام وبها جلس السيد المسيح وطلب من المرأة السامرية الماء ليشرب وعليه الآن كنيسة حسنة ويزعم أهل بيت المقدس أن السامرية لايوجد أحد منهم إلا بهذه المدينة.
وبآخر مدن فلسطين مما يلي الجفار و طريق مصر مدينة غــزة وبينهما من الأميال ثلاثون ميلا.
وبين عسقلان وغزة نحو من عشرين ميلا وهي الآن عامرة بأيدي الروم ومرسـى غزة تيدا.
.................
ومن غزة إلى مدينة رفح وهي مدينة صالـحة مرحلة ومنها إلى العريش مرحلة ومن العريش إلى الورادة وهي منزل قرب البحر مرحلة.
ومن الورادة إلى الفرما وهي مدينة على بحر الشام مجاورة لبحيرة تنيس مرحلة.
وأما مدينة عسقلان فهي مدينة حسنـة ذات سوريـن و بها أسواق وليس من خارجها بساتين وليس بها شيء من الشجر واستفتحها صاحب القدس بعساكر الروم من الإفرنجة وغيرهم عام 548وهي الآن بأيديهم وعسقلان معدودة في أرض فلسطين ويقابلها في جهة الجنوب ناحيتان جليـلتـان وهما جبال وشراة فأما جبال فمدينتها تسمى دراب وشراة أيضا مدينتها تسمى أذرح وهما في غايـة الخصـب و كثرة أشجار الزيـتون و التيـن و الكروم والرمان وعامة سكانها من قيس.
وكذلك بين جنوب منها وشرق قرية مؤتة ومنها إلى عمان تمر فيما بين شعبي جبل يقال له الموجب وهو واد عظيـم عميـق القعر ويمر فيما بين هذين الشعبين وليسا بمتباعدين وذلك مكن أن يكون بمقدار مايمكن أن يكلم إنسان إنسانا وهما واقفان على ضفتي النهر فيسمع بعضهما بعضا ينزل فيه السالك ستة أميال و يصعد ستة أميال.
ومن عسقلان الساحلية المتقدم ذكرها إلى حصن الماحوز الأول على البحر خمسة وعشرون ميلاً ويقابله في البرية كوم زنجل وبيت جبريل وهما محلان ينزل بهما ثم إلى الماحوز الثاني خمسة وعشرون ميلاً ومنها إلى مدينة يافا وهي فرضة بيت المقدس وبينهما مرحلتان خفيفتان.
وبيت المقدس مدينة جليلة قديمة البناء أزلية وكانت تسمى إيلياء وهي على جبل يصعد إليها من كل جانب وهي في ذاتها طويلة وطولها من المغرب إلى المشرق وفي طرفها الغربي باب المحراب وهذا الباب عليه قبة داوود عليه السلام وفي طرفها الشرقي باب يسمى باب الرحمة وهو مغلق لا يفتح إلا من عيد الزيتون لمثله ولها من جهة الجنوب باب يسمى باب صهيون ومن جهة الشمال باب يسمى باب عمود الغراب وإذا دخل الداخل من باب المحراب وهو الباب الغربي كما قلناه يسير نحو المشرق في زقاق شارع إلى الكنيسة العظمى المعروفة بكنيسة القيامة ويسميها المسلمون قمامة وهي الكنيسة المحجوج إليها من جميع بلاد الروم التي في مشارق الأرض ومغاربها فيدخل من باب في غربها فيجد الداخل نفسه في وسط القبة التي تشمل على جميع الكنيسة وهي من عجائب الدنيا والكنيسة أسفل ذلك الباب ولا يمكن أحداً النزول إليها من هذه الجهة ولها باب في جهة الشمال ينزل منه إلى أسفل الكنيسة على ثلاثين درجة ويسمى هذا الباب باب شنت مرية وعند نزول الداخل إلى الكنيسة تلقاه المقبرة المقدسة المعظمة ولها بابان وعليها قبة معقودة قد أتقن بنيانها وحصن تشييدها وأبدع تنميقها وهذان البابان أحدهما يقابل الشمال حيث باب شنت مرية والباب الآخر يقابله من جهة الجنوب ويسمى باب الصلوبية وعلى هذا الباب قنبنار الكنيسة ويقابلها من جهة الشرق كنيسة عظيمة كبيرة جداً يقدس فيها إفرنج الروم ويتقربون.
وفي شرقي هذه الكنيسة منحرفاً بشيء لطيف إلى الجنوب الحبس الذي حبس فيه السيد المسيح ومكان الصلوبية وأما القبة الكبيرة فهي قوراء مفتوحة للسماء وبها دار بها الأنبياء مصورون والسيد المسيح والسيدة مريم والدته ويوحنا المعمدان وعلى المقدسة من القناديل المعلقة على المكان خاصة ثلاثة قناديل ذهب وإذا خرجت من هذه الكنيسة العظمى وقصدت شرقاً ألفيت البيت المقدس الذي بناه سليمان بن داؤود عليه السلام وكان مسجداً محجوجاً إليه في أيام دولة اليهود ثم انتزع من أيديهم وأخرجوا عنه إلى مدة الإسلام فكان معظماً في ملك المسلمين وهو المسجد المعظم المسمى بالمسجد الأقصى عندهم وليس في الأرض كلها مسجد على قدره إلا المسجد الجامع الذي بقرطبة من ديار الأندلس وفيما يذكر أن مسقف جامع قرطبة أكبر من مسقف الجامع الأقصى وصحن المسجد الأقصى هو في تربيع طوله مائتا باع في عرض مائة وثمانين باعا نصفه مما يلي المحراب مسقف بأقباء صخر على عمد كثيرة صفوفاً والنصف الثاني صحن لا سقف له وفي وسط الجامع قبة عظيمة تعرف بقبة الصخرة وهذه القبة مرصعة بالفص المذهب والأعمال الحسنة من بناء خلفاء المسلمين وفي وسطها الصخرة المسماة بالواقعة وهو حجر مربع كالدرقة في وسط القبة رأسها الواحد مرتفع عن الأرض مقدار نصف قامة أو أشف من ذلك ورأسها الثاني لاصق بالأرض وطول هذه الصخرة مقارب لعرضها يكون بضعة عشر ذراعاً في مثلها وينزل من باطنها وأسفلها إلى سرداب كالبيت المقلم طوله عشرة أذرع في عرض خمسة وارتفاع سمكه يشف على القامة ولا يدخل إلى هذا البيت إلا بمصباح يستضاء به ولهذه القبة أربعة أبواب والباب الغربي منها يقابله مذبح كان بنو إسرائيل يقربون عليه القرابين وبالقرب من الباب الشرقي من أبواب هذه القبة الكنيسة المسماة بقدس القدس وهي لطيفة القدر والقبلي منها يقابله المسقف الذي كان مصلى للمسلمين فلما استفتحها الروم وبقي بأيديهم إلى وقت تأليفنا لهذا الكتاب صيروا هذا المسقف من المسجد بيوتاً يسكنها الجيل المعروفون بالداوية ومعناه خدام بيت الله ويقابل الباب الشمالي بستان حسن مغروس بأنواع الأشجار ودائر هذا البستان أعمدة رخام مضفورة بأبدع ما يكون من الصنعة وفي آخر البستان مجلس برسم الغذاء للقسيسين والمدرجين.
وتخرج من هذا المسجد أيضاً شرقاً فتصل إلى باب الرحمة المغلوق كما قدمنا وبالقرب من هذا الباب باب آخر مفتوح يعرف بباب الأسباط عليه الدخول والخروج وإذا خرجت من باب الأسباط سرت في حدود مقدار رمية سهم فتجد كنيسة كبيرة حسنة جداً على اسم السيدة مريم ويعرف المكان بالجسمانية وهناك قبرها يبصر جبل الزيتون وبينه وبين باب الأسباط نحو ميل.
وفي طريق الصعود إلى هذا الجبل كنيسة عظيمة حسنة متقنة البناء تسمى كنيسة باتر نصتر وعلى أعلى الجبل كنيسة أخرى حسنة معظمة وفيها رجال ونساء محبوسون يبتغون بذلك أجر الله سبحانه وفي شرقي هذا الجبل المذكور منحرفاً قليلاً إلى الجنوب قبر العازر الذي أحياه السيد المسيح وعلى ميلين من جبل الزيتون القرية التي جلب منها الأتان لركوب السيد المسيح عند دخوله إلى أورشليم وهي الآن خراب لا ساكن بها.
وعلى قبر العازر يؤخذ طريق وادي الأردن وبين وادي الأردن وبيت المقدس مسافة يوم واحد ومن قبل أن تصل إلى وادي الأردن مدينة ريحا السابق ذكرها وبينها وبين الوادي ثلاثة أميال وعلى الوادي المسمى الأردن كنيسة عظيمة على اسم شنت يوحنا يسكنها رهبان الإغريقيين ووادي الأردن يخرج من بحيرة طبرية ويصب في بحيرة سادوم وغاموراء اللتين كانتا مدينتي قوم لوط فغرقهما الله بذنوب أهلهما ومما يلي قبلة وادي الأردن برية متصلة.
وأما ما يلي بيت المقدس في ناحية الجنوب فإنك إذا خرجت من باب صهيون وسرت مقدار رمية حجر وجدت كنيسة صهيون وهي كنيسة جليلة حصينة وفيها العلية التي أكل عليها السيد المسيح مع التلاميذ وفيها المائدة باقية إلى الآن ولها ميعاد في يوم الخميس ومن باب صهيون تنزل في خندق يعرف بوادي جهنم وفي طرف الخندق كنيسة على اسم بطرس وفي هذا الخندق عين السلوان وهي العين التي أبرأ بها السيد المسيح الضرير الأعمى ولم تكن له قبل ذلك عينان ومن هذه العين المذكورة إلى الجنوب الحقل الذي يدفن فيه الغرباء وهي أرض اشتراها السيد لذلك وبقربها بيوت كثيرة منقورة في الصخر وفيها رجال قد حبسوا أنفسهم فيها عبادة.
وأما بيت لحم وهو الموضع الذي ولد فيه المسيح فبينه وبين القدس ستة أميال وفي وسط الطريق قبر راحيل أم يوسف وأم ابن يامين ولدي يعقوب عليهم السلام وهو قبر عليه اثنا عشر حجراً وفوقه قبة معقودة بالصخر وبيت لحم هناك كنيسة حسنة البناء متقنة الوضع فسيحة مزينة إلى أبعد غاية حتى إنه ما أبصر في جميع الكنائس مثلها بناء وهي في وطاء من الأرض ولها باب من جهة المغرب وبها من أعمدة الرخام كل مليحة وفي ركن الهيكل من جهة الشمال المغارة التي ولد بها السيد المسيح وهي تحت الهيكل وداخل المغارة المذود الذي وجد به وإذا خرجت من بيت لحم نظرت في الشرق منه كنيسة الملائكة الذين بشروا بولادة السيد المسيح. ومن بيت لحم إلى مسجد إبرهيم في الجنوب نحو من ثمانية عشر ميلاً وهي قرية ممدنة وفي مسجدها قبر إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام وكل قبر من قبورهم تجاه قبر امرأة صاحبه وهذه المدينة في وهدة بين جبال كثيفة الأشجار أعني شجر الزيتون والتين والجميز وفواكه كثيرة.
وليس بشمال بيت المقدس شيء من البناء ومن مدينة بيت المقدس شمالاً إلى مدينة نابلس يومان وكذلك من نابلس إلى الرملة يوم كبير.
ومن بيت المقدس إلى عمان والبلقاء يومان وبعض يوم.
ومن بيت المقدس إلى طبرية تسعون ميلاً وكذلك من طبرية إلى الرملة ثلاث مراحل وطبرية مدينة الأردن الكبرى وهي قصبتها فمنها إلى صور يومان كبيران ومنها إلى عقبة افيق نحو يوم ومنها إلى بيسان بعض يوم ومنها إلى عمتا مدينة الغور إلى آخر عمل الأردن ومنها إلى موضع يعرف بالجميلة يوم.
ومن طبرية إلى عكة يومان خفيفان وهي مدينة جليلة على جبل مطل طويلة في ذاتها قليلة العرض وطولها نحو من ميلين وأسفلها من جهة المشرق بحيرة عذبة الماء طولها اثنا عشر ميلاً في عرض مثلها وبها مراكب سامحة تحمل فيها الغلات إلى المدينة ولها سور حصين ويعمل بها من الحصر السامانية كل عجيبة وقليلاً ما يصنع مثلها في بلد من البلاد المعروفة وفي هذه المدينة حمامات حامية من غير نار توقد لها فهي حارة في الشتاء والصيف وفيها حمام يعرف بحمام الدماقر وهو كبير عظيم وماؤه في أول خروجه حار تسمط فيه الجداء والدجاج ويسلق فيه البيض وماؤه ملح وبها حمام اللؤلؤ وهو أصغر من حمام الدماقر وماؤه حار عذب وهذا الماء الحار يخترق في الدور المجاورة له وبه يغتسلون ويتصرفون ومن حماماتها حمام المنجدة وماؤه حار عذب وليس فيها حمام ترقد له النار إلا الحمام الصغير الذي بها وذلك أنه بناه أحد الملوك الإسلامية في داره ليدخله هو ومن له من أهل وولد وحاشية فلما مات أخرج وجعل للناس عامة فهم يدخلونه وماؤه يسخن بالنار وحده وفي جهة الجنوب منها حمامات كثيرة مثل عين موقعين وعين الشرف وغيرهما تصب إليها عيون مياهها حارة مدى الدهر ويقصد إليها من جميع النواحي أهل البلايا من الناس مثل المقعدين والمفلوجين والمرياحين وأصحاب القروح والجرب فيقيمون بها في الماء ثلاثة أيام فيبرؤون بإذن الله من ذلك.
ومدن سواحل فلسطين منها عسقلان وأرسوف ويافا وهذه كلها مدن تتقارب مقاديرها وصفاتها وأحوال أهلها مع أنها لطاف حصينات كثيرة العمارات وبها شجر الزيتون والكروم كثيرة جداً ويافا في ذاتها مدينة ساحلية وهي فرضة لبيت المقدس وبينهما ثلاث مراحل خفاف.
وبين يافا والرملة عشرون ميلاً.
وقيسارية بلد كبير عظيم له ربض عامر وحصن منيع حسن.
وبين يافا وقيسارية ثلاثون ميلاً ومن قيسارية إلى نابلس مرحلة وكذلك من قيسارية إلى الرملة مرحلتان خفيفتان ومن قيسارية إلى مدينة حيفا على الساحل يومان.
وحيفا تحت طرف الكرمل وهو طرف خارج في البحر وبه مرسى حسن لإرساء الأساطيل وغيرها ومدينة حيفا هي فرضة لطبرية وبينهما ثلاث مراحل خفاف.
ومن حيفا إلى مدينة عكة مرحلة في البر وهي من الأميال ثلاثون ميلاً وفي البحر رؤوسية ثمانية عشر ميلاً ومدينة عكة كبيرة واسعة الأرجاء كثيرة الضياع ولها مرسى حسن مأمون وناسها أخلاط فمن طبرية إلى عكة يومان ومن عكة إلى حصن الزيب اثنا عشر ميلاً وهو حصن حسن على ضفة البحر الملح."


[/align]
[/cell][/table1][/align]
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?p=145350

بوران شما 03 / 11 / 2012 57 : 08 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء زايد فارس (المشاركة 162418)
أختي العزيزة بوران
والله قد جئت إلى هنا بدافع الفضول
لأن هذا الموضوع كان يجذب فضولي منذ وقت بعيد
كنت أسمع عن الرحالة المسلمين وكيف يصفون البلدان
وذات يوم قرأت عن وصف علماء الغرب لبعض الرحالة المسلمين، وأنهم أفادوهم كثيراً بكتاباتهم ووصفهم وخرائطهم في نهضتهم اللاحقة...
فكنت أنتظر الوقت المناسب كي أقرأ ماذا كان يكتب الرحالة المسلمون
وحينما وجدت أن الأمر يتعلق بفلسطين زاد الفضول
وسعدت جدا حينما قرأت بعض المقتطفات
ولي عودة قريبة لأطلع بشكل شامل على هذا الملف...

سأخبرك بشيء، لقد كنت أيام الطفولة والمراهقة، أكتب عن بعض المناطق التي نزورها، وخصوصا الوصف البيئي للطبيعة والكائنات التي تعيش هناك :-)
كنا في السعودية وقتها، وكنا نزور الأردن وفلسطين ونسافر للكثير من المناطق في السعودية وكنت مصاباً بهوس اسمه البيئة !!!

شكرا لك على هذا الملف
سلمت يداك
وجعله الله في ميزان حسناتك



الأخ العزيز الأستاذ علاء زايد فارس

أشكرك على مشاركتك الكريمة واللطيفة , وسعدتُ لأن الموضوع أثار فضولك
وأنه ينسجم مع رغبتك وهوايتك بتسجيل كل ما يتعلق بالبيئة .
أما ما سجله الجغرافيين والرحالين المسلمين عن فلسطين فهذا ما يثبت عروبتها
وأن السكان الأصليين هو من العرب .
تحياتي وتقديري .

بوران شما 04 / 11 / 2012 52 : 11 PM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جادالله محمد (المشاركة 162423)
الاستاذة ....بوران شما...
بعد التحية....
قرات موضوع فلسطين فى مؤلفات الجغرافين والرحالين المسلمين من مواضيع الموسوعة الفلسطينية
واقول انه موضوع صعب بالاضافة الى اهميته ....
ذلك انه فى حاجة الى تشخيص كل ماورد بالنسبة لفلسطين فى كتب هؤلاء الرحالة
ليس فقط بالنسبة للجغرافيا ولكن بالنسبة للسكان اى معرفة جغرافيا السكان عددهم
وانتمائاتهم العرقية والدينية ....
حيث انى اثناء اطلاعى لم يلفت نظرى وجود اى يهودى فى اى من كتب هؤلاء الرحالة فى اى من قرى ومدن فلسطين
اذا امكن عمل تاريخ للجغرافيا السكانية فى فلسطين ...ثم مقارنتها بجغرافيا المستشرقين والجغرافيين الاجانب
هل يكن التوصل الى نتيجة ما.....هذا ما اقصده....
شكرا لك استاذة بوران ..
محمد جادالله محمد


الأخ الكريم الأستاذ محمد جاد الله محمد
أشكرك جزيل الشكر على مرورك واهتمامك بموضوعات الموسوعة الفلسطينية
الموضوع نقلته كما ورد في الموسوعة الفلسطينية وهكذا كانت هي مشاهدات
الرحالين الجغرافيين , ولا شك أن ملاحظتك صحيحة , ونحتاج إلى عمل دراسة
بتاريخ الجغرافيا السكانية في فلسطين .
تحيتي وتقديري .

بوران شما 05 / 11 / 2012 16 : 12 AM

رد: فلسطين في مؤلفات الجغرافيين والرحالين المسلمين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-قسم1-م
 
الأخت الغالية الأستاذة نصيرة

أشكركِ جزيل الشكر ومن القلب على ماأضفتيه إلى هذا الموضوع من معلومات
هامة ومفيدة جداً , وخاصة ما كتبه العلامة الشريف الإدريسي عن فلسطين .
أما ما كتبه الرحالة المسيحيين عن فلسطين وخاصة في رحلات الحج التي كانوا
يقومون بها فهو لا شك كثير جداً جداً , أما الموضوع الذي كُتب في الموسوعة
الفلسطينية فهو متخصص بما كتبه الجغرافيين والرحالين المسلمين .
أشكركِ مرة أخرى على إثراء هذا الموضوع ورفده بهذه المعلومات الهامة ,
فلكِ مني كل المحبة والتقدير .


الساعة الآن 01 : 05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية