منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قاعة الندوات والمحاضرات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=438)
-   -   تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=24161)

هدى نورالدين الخطيب 24 / 10 / 2012 39 : 07 PM

تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]
تحياتي..

لا أناقش كثيرا من الأمور لسبب بسيط إدراكي أننا للأسف لا نجيد ثقافة الاختلاف واحترام اختلاف وجهات النظر ولا نفصل بين الرأي وصاحب الرأي وحتى لا أخسر من أحبهم إنسانياً ولهم مكانة كبيرة عندي لكني بالطبع حين أُحشر لن أزيف نفسي وضميري أو أتزلف، ولهذا أختار للندوات والحوارات ما يمكننا أن نخوض فيه دون أن يتحول لأزمة ومشكلة.

الطائفية آفة الآفات في العالم كله ومعظم من يتصفون بالطائفية هم أشخاص غير متدينين.

ما هي الطائفية وكيف تعرف أن إنسان ما طائفي متعصب؟؟

قاعدة النفي كثيراً ما تكون دليل إثبات

أذكر فيما أذكر وكنت في سن المراهقة نقاش دار بيني وبين شخص حول مفردة يستعملها الناس في طرابلس - لبنان، عند أي حديث سلبي عام فيقولون لمن يحدثونه: " البعيد كذا " على سبيل المثال: " من يفعل كذا هو إنسان مراوغ او منافق إلخ.. " فيقولون: البعيد أو بعيد عنك من يفعل إلخ..والقصد منها أني لا أعنيك وبعيد فكري عن وصمك فيا أشير إليه أو تقييمي السلبي لا أعنيك به.

طلب مني شخص حين كنت أتحدث عن بعض الآفات أن أقول " البعيد "

وكنت مصرة ألا أقولها وأنها مجرد لعب على الألفاظ تحمل الرياء ودليل سوء نية يؤكده النفي من خلال المفردة، واختلفنا حول المفردة اختلافاً شديداً

كان رأيي أني حين أدرج مفردة "البعيد " وكأني أقول للشخص رأيت فيك هذه السلبيات التي أتحدث عنها ولهذا أتدارك بمفردة البعيد للتمويه.....


حين يقول لي شخص ما أنه غير متعصب ولا طائفي مرة أصدقه وحين يكرر تأكيده أوقن بدوري أنه طائفي متعصب، ولهذا يكثر النفي وكثرة الإشارة دليل إدانة.

إذا درسنا الشخصية الطائفية حسب تعريف علم النفس فسنجد أن الشخص الطائفي هو إنسان متعصب لطائفته ويتهمك بالطائفية إن لم تتنصل من طائفتك

العصبية الطائفية مثل كل تشعبات العنصرية مرض فتاك ومعدي وإن يكن قالبه الدين فهو خير دليل على ضعف الإيمان والبعد عن رحمة الله، فالله سبحانه وتعالى محبة ومن يحب الله وتنعم روحه بأنوار ملكوته لا يعرف الكراهية ويحترم إنسانية الإنسان لأن كل إنسان هو آية من آيات الله سبحانه.

نحن كمسلمين نعاني جداً في هذا الزمن من التعصب الموجه ضدنا ومن ثقافة هذه العصبية عند الحكومات والأفراد خصوصاً منذ أحد عشرة سنة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر.

بمجرد أن تكون مسلماً متمسكاً بدينك وصلاتك وصيامك فأنت موصوم بأنك إرهابي ومتخلف وخطر على أتباع الطوائف الأخرى وأنه لو فك لجامك فستأكل الناس

قتيلك مجرم متخلف وقاتلك ضحية متحضر.

صك البراءة من الإرهاب والتطرف يمنح لك بقدر ما تبتعد عن دينك وأخلاقياته وقيمه وبقدر ما تحلل الحرام وتحرم الحلال على نفسك...

( ألا يشبه هذا نهر الدجال؟ )

سمعنا ونسمع أحياناً في صكوك براءة أشخاص من الإرهاب والتخلف والتعصب:

الرجل بعيد عن التطرف ويسخر من الدين ومن كل ذلك التخلف

ويقال في تبرئته على سبيل المثال

- يشرب الخمر

- لا يصلي ولا يصوم

- لا يذهب أبداً إلى المسجد

- يسهر ويرقص

- يسخر من الدين والمتدينين


هذه الصفات وغيرها باتت تعتبر اليوم مثالب وصفات حميدة تنقي صاحبها من تهمة الإرهاب والتخلف والهمجية إلخ..

هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن كل العادات والأنماط والمعتقدات الغريبة عند ديانات أخرى تحترم ولا يتدخل بها أحد رغم غرابة وشواذ بعضها وسخافتها وحتى عند أكثر الأمم التي توصف بالتحضر

على سبيل المثال لا الحصر

المرشح الجمهوري لرئاسة أميركا " رومني " ينتمي لطائفة المورمن، وهؤلاء يؤمنون بتعدد الزوجات ومتشددون جداً في طعامهم وملبسهم ونهج حياتهم ، ومع هذا الاختلاف البيّن بينهم وبين عموم المجتمع الأميركي وثقافته لا يهتم أحد بهذا الاختلاف أو يسلط الضوء عليه

بل يوجد في أميركا ما يعرف بديانة " عبادة الشيطان " وطقوسها في احتساء الدماء الحية (غالبيته برضى الضحية ودون أن يصل للقتل وبإحداث شق صغير في أحد الأوردة بالعنق) وهذا كله يندرج تحت بند حرية الرأي والمعتقد.

ولكن من جهة أخرى ألا يوجد مظاهر شاذة ساهمت بالإساءة لسمعة المسلمين وزادت من وتيرة الطائفية تجاههم؟؟

هل نستطيع أن ننكر أن هناك من خطفوا الإسلام وشوهوه وقزموه وضيقوه وادعوه لأنفسهم وحولوه إلى شماعة يعلقون عليها جهلهم وعاداتهم ومفاهيمهم التي لا تمت إلى الإسلام وتاريخه العريق بصلة؟؟

ولكن هل هذا يعني أن نسقط البعض على الكل وألم تكن هذه الفرق الشاذة المتشددة مخترقة منذ وجدت وألا تستغلها الحكومات تحديداً، وألا تعتبر هذه الفرق دليل واضح لاستهداف الإسلام والإساءة له؟؟؟

ونعود للطائفية موضوع حوارنا الأساسي

كيف ترى الطائفية وكيف تعرّفها؟؟

كيف تتصدى للطائفية وكيف تنجو من سمومها؟؟

ما السبيل لأن ننجو بأنفسنا ومجتمعاتنا من هذا المرض المعدي الفتاك؟



بانتظار مساهماتكم القيمة البناءة تفضلوا بقبول فائق آيات احترامي

[/align]

حسن ابراهيم سمعون 24 / 10 / 2012 15 : 10 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
ملف شائك , وعسير , وصعب , ومعقد
لكنك هدى التي أعرفها...
فارسة الساحة , وسيدة الحلبة ,, وأعرف مقدار تواضعك ,, ورقي الأنثى التي تسكنك
وأعرف بأنك لو جردت سيفك, المطعم بفقه الرافعي, ووطنية الخطيب ,لاجتثثت جذور الطائفية
والعرقية والعنصرية عموما, فأنت فتاة كنعان.............. ولديك ماتفخرين به
آه يا أختي.............................................. ............................................
.................................................. .................................................. .......
.................................................. .................................................. .......
حسن

هدى نورالدين الخطيب 25 / 10 / 2012 32 : 01 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]
شكراً أستاذ حسن بانتظار مداخلتك ومداخلات السيدات والسادة الأعضاء
طبعاً مستغربة جداً عدم التفاعل
[/align]

نصيرة تختوخ 25 / 10 / 2012 56 : 09 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]في مجتمعات متحضرة تسعى للتواصل والإفادة والإستفادة . يكون التعصب والطائفية وغيرها من أشكال نبذ الآخـر عوائـق ونقط ضعف.
يكفي النظر إلى دول أخرى وعدد المعتقدات والطوائف فيها والانتباه للقدرة على التعايش والإنتاج والتقدم معاً لندرك كم ذلك ممكن وكم أنه لايمنع أحدا عن ممارسة شعائره والإيمان بمعتقداته.
الإسلام دينٌ جامع ودين سلام وليس دين حرب كما صار يتهم، ويُنسب إليه ماينافي قيمه وتعاليمه .
الانزلاق إلى العداوة والعنف بدعوى الاختلاف مؤشر غالبا على وجود مصالح مستترة وأيادٍ تضر ولاتنفع.
من المحبط أننا ،وبعد أن عاش الإسلام قرونا، صرنا نرى بعض التوجهات المحسوبة على الإسلام تزج بالدين في كل شيء وكالإمبريالية التي قد تلعب بورقة التنصير في رغبة التحكم والسيطرة تلعب على طريقتها لحشد الأنصار وإيذاء الدين عوض نصرته.
الإنسان المؤمن يقدر الحياة والروح والسلام ويخاف من الكبائر والآثام لذا فهو قادر بسلوكه أن ينأى عن الطائفيـة أمَّا ما يحدث على أرض الواقع فغالبا ما يكون حشدا ودفعا وتأجيجا لخدمة مصالح بعيدة عن الدين وللأسف هي تنافي أيضا مصالح الأوطان وتأتي على التعايش والإنتاج والتقدم فيها.
نتمنى أن يعي الكثيرون هذا ويراجعوا التاريخ ففيه دروس وعبر .
تحياتي لك أستاذة هدى وتقديري لطرحك.[/align]
[/cell][/table1][/align]

علاء زايد فارس 25 / 10 / 2012 10 : 02 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]
أعتقد أن الطائفية هي ضد الفطرة السوية
لأنها تتنكر لشيء أصيل في المجتمع الإنساني وهو ثقافة الاختلاف، فالأصل في الإنسان الاختلاف!
والاسلام حينما جاء، هو دين يتفهم هذا الاختلاف ولا ينكره!
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول " من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة "



والمشكلة الحقيقية في العالم العربي والاسلامي أن الطائفية بدات تتحرك وتجد من يغذيها من الداخل،
والدول الأخرى بدأت تستخدم هذه الورقة بشكل واضح أو خفي لتدمير البلاد العربية وإلحاق الأذى بها!

والمشكلة الأصعب أن هناك أنظمة بنيت على أساس طائفي ساهمت في تأجيج هذا الواقع الأليم!
إن سيطرة قبيلة على مفاصل الدولة
أو حزب قومي
أو طائفة تمثل الأكثرية أو الأقلية في المجتمع بعيدا عن مقياس الكفاءة هو من الطائفية...ويؤجج الطائفية


وقد لاحظت في إحدى الثورات العربية، أن الأنظمة المستبدة لجأت إلى تأجيج الصراع القبلي والطائفي لكي تنجو!


ولدي أمثلة كثيرة واضحة على ذلك، في ثورة ليبيا وذلك قبل تدخل الناتو المؤسف والمؤلم!
وفي اليمن !
وفي سوريا التي وقعت في هذا المأزق الذي لن ينقذها منه إلا رحمة الله سبحانه وتعالى !
والعراق
وبعض دول الخليج
وفي دول غير عربية
كالباكستان
وإيران
وميانيمار حيث تحرق الأقليات أمام العالم أجمع
والبوسنة سابقاً
ونيجيريا!

والقائمة تطول وتطول!!!



وأتمنى أن يعي الجمهور، أن من يصنع الطائفية ويغرسها في المجتمعات هو أخطر من الإنسان الطائفي بملايين المرات!

فالإنسان الطائفي " التابع" الذي ينساق وراء الشعارات الطائفية حينما يموت تنتهي طائفيته ويتلاشى تأثيره تدريجيا!

لكن من يزرع الطائفية هو الذي يجذرها في المجتمع، ويجعلها نهجاً وسلوكاً ونمط حياة!
هؤلاء هم الخطر!
هم الخطر!

وهم يفعلون ذلك إما جهلاً أو وجلاً من غضب الشعوب!

قبل ان نلوم على الطائفيين أصحاب منهج العنف، علينا أن نفهم من الذي يصنعها، من الذي يجبر إنساناً أن يهجر عشيرته ومنزله كي يذهب ليؤذي طائفة أخرى أو دولة أو حزباً أو شريحة من شرائح المجتمع؟؟!


إن العدل في المجتمعات، في توزيع وظائف الدولة، في التعليم والصحة، في القضاء ، في التصدي للفاسدين، في إنفاذ القانون وصناعة دولة القانون، والبعد عن استعباد الناس واستغبائهم ....هو الضمانة لعزل الطائفية وإنهائها...
إن التصدي العربي للمخططات الغربية والاسرائيلية، وحماية مصالح الشعوب العربية يقطع الطريق على من يريد النفاذ من خلال هذا الشعار وتوجيه الجمهور توجيها طائفياً قد يضيع الحق أكثر مما يحافظ عليه...


إن القائد الحكيم والنظام الحكيم هو الذي يجنب أهله وشعبه نيران الطائفية، من خلال دولة مؤسسات وإعلام قوي وتعليم مبني على أسس علميه مهنية عالية وقانون يطبق على القوي قبل الضعيف!

هذا ما لدي حتى اللحظة
شكرا لك أستاذة هدى على هذا الملف الرائع والذي نحتاجه في هذا الوقت العصيب
[/align]

حسن ابراهيم سمعون 25 / 10 / 2012 53 : 10 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
لعله من أهم الملفات التي طرحت على مستوى الشبكة العنكبوتية عمومًا وبنور الأدب خصوصًا ..
وأشكر الأستاذة هدى أختى الغالية على طرح ملف , بهذه الجرأة
والوضوح , وكم نحن بحاجة لمناقشة أمور كهذه ...
ليس غريبًا على سليلة الرافعي والخطيب , طروحات فكرية بهذا الحجم لذلك أتمنى أن نشارك جميعًا بهذا الملف, سيما بأن نور الأدب كمنتدى , يقف ضد الطائفية , والتمذهب , والعنصرية , لأن فلسطين هي محور نور الأدب , وكل شريف ومقاوم..
وبداية يجب أن نضع منظومة أوليات وتعريفات , لكي نرقى إلى نهج الدراسة الموضوعية , والعقلانية للملف........
قد يتبادر إلى تصور بعض الناس بأن مصطلح الطائفية مرتبط بالإسلام , وهذا من الظلم بمكان فالإسلام آخر الديانات والمعتقدات التي دخلت التجربة الطائفية ..
لذلك سأتابع مع الغالية هدى هذا الملف بشكل أكاديمي , وموضوعي
عسانا نؤسس لمدرسة جديدة , تعود بنا إلى رحاب الإسلام , والأديان التوحيدية كما أنزلها الله ...
والآن سأبدأ بتعريف الطائفة الدينية بالمفهوم الغربي , وسيليها تعريف بالمفهوم الشرقي والإسلامي خصوصًا . , التي هي جوهر البحث , فهناك الطائفة السياسية ( الأحزاب ) وهناك الطائفة الا جتماعية , ووووووووووووووووو
أقدم هذه التعريفات لكي نشارك جميعًا , ضمن منظومة تغني البحث
وتطوره إلى مجال الدراسة . وقد يصبح هذا الملف كتابًا نرفد به المكتبة العربية
الطائفة الدينية
مصطلح يعني في المفهوم الغربي فرقة دينية تدين بالولاء لزعيم حي أو تعاليم جديدة أو ممارسة غير عادية. ويتراوح عدد أفراد الطائفة ما بين عدد قليل من الأنصار يدينون بالولاء لزعيم ما، وتنظيمات على نطاق العالم تديرها سلسلة معقّدة من القيادات. وقلما تطلق مثل هذه المجموعات الدينية على نفسها اسم طائفة دينية وهي ترفض عادة هذه التسمية. ويستخدم معظم مؤرخي الأديان التسمية الأكثر حيادًا وهي
الحركات الدينية الحديثة.
وبما أنه ليس هناك تعريف واحد للطائفة الدينية في المفهوم الغربي، لذا يصعب حصر أعدادها وعضويتها، على وجه الدقة. ومع ذلك يقدر الخبراء هذه الطوائف بثلاثة آلاف طائفة في مختلف بقاع العالم. وتبلغ عضوية هذه الطوائف مجتمعة ثلاثة ملايين شخص معظمهم من الشباب البالغين.
مميزات الطوائف الدينية. يشير مصطلح الطائفةالدينية بهذا المفهوم، عادة، إلى أي شكل من أشكال العبادة أو ممارسة الطقوس الدينية أو حتى أية مجموعة من الناس تجمع بينهم أهداف مشتركة. بيد أن الدعاية التي صاحبت ظهور هذه الطوائف منذ منتصف القرن العشرين أضفت على المصطلح معنى أكثر تحديدًا. وهو يُستعمل اليوم عادة عند الإشارة إلى أية جماعة يتزعمها قائد حيّ يدعو إلى عقائد غامضة.
ويطلب معظم قادة هذه الطوائف من أتباعهم أن يعتزلوا الحياة الاجتماعية، وأن يعيشوا في مجموعات تسمىكوميونات. ويدّعي قادة هذه الطوائف أنهم يمتلكون الحقيقة الدينية الكاملة ويأمرون أتباعهم بالطاعة والولاء المُطلقين. وتطالب طوائف دينية عديدة أتباعها بالتبرع بكل ما يملكون لصالح الطائفة.
الطوائف الدينية الحديثة. لعل أسوأ الطوائف الدينية سمعة بالولايات المتحدة في أواخر القرن العشرين هي جماعة المعبد التي قادها القس البروتستانتي جيم جونز؛ إذ أن مئات من أعضاء الطائفة انتقلوا إلىكوميونةريفية تسمى جونز تاون في غايانا بأمريكا الجنوبية، وعاشوا هناك تحت حكم جونز المطلق. وفي عام 1978م اغتال قادة الطائفة أحد أعضاء الكونجرس وثلاثة من الصحفيين كانوا يحققون فيما كان يدور من نشاطات داخل جونز تاون. فما كان من جونز إلا أن أمر أتباعه بالانتحار فانتحر ما يزيد على 900 شخص.
بدأت اثنتان من أكبر الطوائف الدينية في الأقطار الغربية أنشطتهما في آسيا؛ إذ تأسست الجمعية العالمية للوعي بتعاليم كريشنا والمعروفة عادة باسم هير كريشنافي كلكتا بالهند عام 1954. وأسست هذه الطائفة خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين العديد من المراكز في المدن الغربية. وكان أعضاء طائفة هير كريشنا يستجدون الأموال في المطارات والأماكن العامة. يحلق الذكور رؤوسهم ويستغرق أعضاء الطائفة في تأملاتهم بطريقة خاصة. أما الطائفة الآسيوية الثانية ـ الكنيسة التوحيدية ـ فيحكمها مؤسسها الكوري البروتستانتي صن ميونج مون. وهي مستمدة من النصرانية، ويُعرف أتباعها عادة باسم المونيون. وهم يعتقدون أن إدخال الناس في دينهم سوف يفضي في النهاية إلى حدوث مواجهة نهائية بين قوى الخير وقوى الشر ممثلة في الشيوعية العالمية. ويبرر قادتهم فرض الوحدة الدينية والسياسية على أتباعهم بأن الحق في جانبهم تمامًا.
أما الطوائف الدينية الأقل عدوانية وانضباطًا فتميل إلى التركيز على التأمل الشخصي الانفرادي.
نبذة تاريخية
. صُنفت على مر العصور مجموعات دينية عديدة باعتبارها طوائف دينية، وقد بدأت المسيحية بوصفها طائفة دينية في إطار اليهودية ثم تطورت إلى كنيسة راسخة التقاليد. وفي العصر الحديث فإن الجماعات التي بدأت في هيئة طوائف دينية ثم تطورت إلى كنائس منتظمة تشمل الكويكرز، والمورمون، والروزيكروشيين والسويدنبورجيين، وعلماء الروحانية النصرانية، والميثوديست، وشهود يهوه والمجيئيين (السبتيين). وهناك طوائف أخرى لا حصر لها ذاب بعضها في الحركات الدينية الموجودة، وتلاشى بعضها الآخر. ومن أمثلة الطوائف التي لم تتغير إلا قليلاً عبر القرون الأميشيون وهي جماعة بروتستانتية في أمريكا الشمالية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي.
...../ يتبع ....................
والتالي تعريف الطائفية بالمفهوم الشرق عمومًا والمسيحي
والإسلامي خصوصًا ...


حسن ابراهيم سمعون

ملاحظة أتمنى بأن يشارك الجميع , بهذا الملف لنصدره بحثًا , وكتابًا, لأن نور الأدب حسب يقيني , ويقين المرحوم طلعت ,طبعًا والأخت هدى يسعى جاهدًا لمحاربة التفرقة , والطائفية , والعنصرية , أقله على المستوى الأدبي
ولكم محيتي واحترامي

بوران شما 27 / 10 / 2012 13 : 01 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
الشكر والتقدير لكِ أستاذة هدى الخطيب على فتح هذا الملف الهام جداً وخاصة في
هذا الوقت العصيب والصعب الذي نمر به هذه الأيام , الذي يتفشى فيه هذا المرض
الذي يسمى " الطائفية ".
الطائفية هي سلوك تعصبي في الولاء لجهة دون جهة , والاقتداء بتعاليم جهة دون
جهة أخرى , أو جماعة دون جماعة أخرى . ولها شواهد في القرآن الكريم كقوله
تعالى :" إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يُذبح
أبناءهم ويستحيي نساءهم , إنه كان من المفسدين "
وقال سبحانه وتعالى :" وإنّ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت
إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله , فإن فاءت فأصلحوا
بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " صدق الله العظيم .

وللطائفية دور مقيت في كون أن التقسيم يبلغ مبلغ التناحر والتنافر وعدم القبول بالتعايش
مع الآخرين , وهي التي توصل إلى مرحلة نبذ الآخرين والحكم بكفرهم وإقصائهم عن
دائرة العيش المشترك .
والطائفية هي التي تساهم في تفكيك المجتمع وتزوير التاريخ وتشتيت الناس وإثارة الضغائن
وجعل الناس فريسة سهلة .

أما الفتنة الطائفية فهي تسبب زيادة الغليان بين فريقين , لا يسمع أحدهما الآخر , وكل يحمل
في طياته غدراً للآخر , وهذا لا يوجد حقيقةً إلا بين نفوس المرضى ومحبي الدنيا وراغبي
الحكم والشهرة .

أما من أهم السبل العملية للتخلص من سلبيات الطائفية فهي :
1- محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والالتزام بالإسلام الذي ينشر الخير
ويشجع الفضيلة , ويعيد العزة للأمة .
2- الحرص على وحدة الأمة واجتماع كلمة علمائها وإصلاح ذات بينها .
3- إشاعة العلم بكل المسائل والدعوة للابتعاد عن العنف والتعصب في المسائل المختلف عليها,
وتشجيع الحوار بين أهل العلم .
4- الدعوة إلى إخضاع العلاقات المختلفة لمنطق الحق والعدل .
5- لزوم الوسطية والاعتدال في الأقوال والأفعال والعلاقات واحترام قواعد الأمر والنهي .

هذا الموضوع موضوع كبير ويحتاج لمشاركات الأخوة والأخوات , وبانتظار ذلك , أشكركِ
مرة أخرى أستاذة هدى , وتقبلي مني فائق التقدير والاحترام .

شيماء البلوشي 27 / 10 / 2012 00 : 06 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
الاستاذة العزيزة هدى الخطيب ..
موضوع الطائفية والتعصب والقبلية موضوع شائك .. ولكني على يقين باننا هنا في نور الادب على قدر المسئولية وعلى قدر هذه الانواع من المواضيع الشائكة :)
ونحن بانتظار تتمة موضوعك استاذي الكريم حسن سمعون :)

اما رأيي الفقير ..
فالطائفية كانت موجودة قبل الاسلام بقرون ويتجلى ذلك في تناحر القبائل وتعصبها .. ولكن الاسلام عندما جاء انهى كل ذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع : لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى ... ونحن نعلم ان التقوى في القلب وما يعلم اسرار القلب وخوالجه الا الله سبحانه وتعالى .. لذا لابد ان نتعامل بانسانية مع الجميع حتى وإن اختلفوا معنا في الدين .. فاوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بالذمم ..
اما في اوروبا فالطائفية متجذرة في الاوربيين .. وعندما اكتشفوا القارة الامريكية الشمالية ابادوا شعبها وقضوا على ثقافتهم وحضارتهم .. ومن تبقى منهم فهم على هامش الحياة ويعيشون في فقر مدقع وفي المناطق القارسة والباردة ..
ومحاكم التفتيش الكاثوليكية طالت حتى الكاثوليكيين انفسهم .. ناهيكم عن المسلمين واليهود "الموريسكيون" ..
وبما ان العرب يعشقون كل ماهو غربي واوروبي فقد رجعنا لزمن الطائفية والتناحر ..
واجد الحل في تنمية روح الانسانية داخل الانسان .. واننا جميعا بشر نحمل الصفات الانسانية ولا بد من احترام تلك الصفة الانسانية في الاخرين رغم اختلاف طائفتنا او عرقنا او حتى آرائنا

حاولت الاختصار قدر الامكان .. وربما لي عودة بعد قراءة تتمة الاستاذ العزيز حسن سمعون :)

هدى نورالدين الخطيب 28 / 10 / 2012 02 : 11 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]تحياتي لكم جميعاً
مداخلات غاية في الأهمية والأهم أننا جميعاً متفقون على التصدي للطائفية وكل أشكال العنصرية والتفرقة بناء على الاختلاف.
طبعاً أخي الغالي أستاذ حسن ليس لدي أي مانع في التوسع بنبذة عن الطوائف كما تفضلت وتعريف الطائفية وأشكالها وصورها وجميل ما تفضلت بإضافته، وبانتظار المزيد فأنا درست العديد من الطوائف والمذاهب القديمة والحديثة ودمج الديانات ومسارها في وسط وشمال أميركا ولدي بحث طويل في هذا الموضوع.

طيف من الأدباء وطائفة من القراء إلخ.. وطائفة تعني كما نعلم مجموعة من الناس تنضوي تحت هدف أو فكر محدد، والطائفية هي التعصب الأعمى للطائفة دينية أو اجتماعية أو عشائرية أو عرقية...

غريزة الأنا عند كل المخلوقات موجودة وتنبع من غريزة البقاء والحفاظ على الجنس واللون والنوع والطيف، ومن غير الطبيعي أو المنطقي أن يكون الإنسان بخلاف الفطرة عدو نفسه وأهله وقومه ولكن بقدر نضج الإنسان وإنسانيته وحكمته يستطيع تشذيب ذاته وما يتصل بها وتهذيبها وكبح جماحها ويحولها لعاطفة إيجابية مبصرة واعية تعرف الحق من الباطل تضيف ولا تنقص وتفيد ولا تضر وتحترم الغير بقدر احترام النفس، خيط رفيع هنا يفصل لكنه بغاية الأهمية ودائماً أفضل ما نداوي به التعصب وكل أنواع العنصرية أن نضع أنفسنا مكان الآخر وحين نحكم لا بد أن نبتعد عن المشهد بمساحة كافية وننظر بشكل محايد يسمح لنا برؤية الصورة كاملة من كل الجهات والزوايا ثم نزن الأمور بميزان الإنسانية والعقل لا بميزان العاطفة والهوى والغريزة.

أتابع باهتمام بالغ وبانتظار المزيد ويمكننا التوقف بين الحين والآخر لتلخيص المداخلات ومناقشة بعضها
تقبلوا أعمق آيات تقديري واحترامي لإنسانيتكم الواعية[/align]

نصيرة تختوخ 28 / 10 / 2012 38 : 11 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px inset green;"][cell="filter:;"][align=center]أضع في الملف صحيفة المدينة التي نظمت العلاقات بين بين جميع طوائف وجماعات المدينة.
لتكون نموذجا حيا لما جاء به الدين الإسلامي وللتعايش فيه.
أنقل هنا من الويكيبديا قول المستشرق الروماني جيورجيو:
"حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، كلها من رأي رسول الله. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أى عام 623م. ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده"
*************************
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]نص ميثاق صحيفة المدينة:[/align][/cell][/table1][/align]

قال ابن إسحاق: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود، وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم.

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم، بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس.

المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا (أي المثقل بالدين وكثرة العيال) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.

وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة (كبيرة) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعا، ولو كان ولد أحدهم.

ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافرا على مؤمن، وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.

وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.

وإن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.

وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا.

وإن المؤمنين يبئ بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله.

وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه، وإنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسها، ولا يحول دونه على مؤمن.

وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول، وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.

وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا (مجرما) ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.

وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.

وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ (أي لا يهلك) إلا نفسه وأهل بيته.

وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.

وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم، وإن لبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف وإن البر دون الإثم.

وإن موالي ثعلبة كأنفسهم، وإن بطانة يهود كأنفسهم، وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم، وإنه لا ينحجز على ثأر جرح، وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته إلا من ظلم، وإن الله على أبر هذا.

وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه وإن النصر للمظلوم.

وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.

وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.

وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.

وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.

وإن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.

على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.

وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة، مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة.

قال ابن إسحاق:

وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه.

وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره، وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم.

وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم أو أثم.

وإن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
________________
المصدر
1 - السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص 150-151.


**************
صلى الله على سيدنا محمد وعلى صحبه وآله أجمعين.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 28 / 10 / 2012 31 : 12 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]''أكد قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم 152 (1/17) بشأن الإسلام والأمة الواحدة والمذاهب العقدية والفقهية والتربوية، الصادر عن الدورة السابعة عشرة المنعقدة بعمان (المملكة الأردنية الهاشمية) عام 1427هـ، الموافق 2006م على أن اختلاف العلماء من أتباع المذاهب هو اختلاف في الفروع وبعض الأصول، وهو رحمة. كما أكد على الاعتراف بالمذاهب الإسلامية والحوار والالتقاء وتقوية الروابط فيما بينها، ونبذ الخلاف بين المسلمين. ودعا إلى توحيد كلمتهم، ومواقفهم، واحترام بعضهم لبعض، وتعزيز التضامن بين شعوبهم ودولهم، وتقوية روابط الأخوة التي تجمعهم على التحابّ في الله، وألاّ يتركوا مجالاً للفتنة وللتدخّل بينهم. امتثالا لقول الله عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].
وقد كان معالي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي قد دعا إلى اجتماع لأئمة المذاهب بتاريخ 24/5/2008م للتداول في أسلم الطرق وأفضل الإجراءات لتنفيذ ما ورد في برنامج العمل العشري في هذا الخصوص، وقد انتهى المجتمعون إلى تكليف مجمع الفقه الإسلامي الدولي بوضع خطة شاملة لموضوع التقريب بين المذاهب، يلتزم الجميع بتنفيذها، وقد أعدّ المجمع هذه الخطة، واعتمدت في الاجتماع الثاني بتاريخ 28/6/2008م، وستعرض على مؤتمر حاشد ينظمه المجمع بالتعاون مع المنظمة لاعتمادها، والعمل على تفعيل إجراءات تنفيذها في التقريب بين أتباع المذاهب على جميع الأصعدة وفي كل الميادين، وقد كان من مسلمات هذه الخطة ضرورة الامتناع عن كل مجالات التبشير بأي مذهب في مناطق المذاهب الأخرى، في إطار الاحترام المتبادل والحرص على عدم القيام بما يثير مظاهر الاختلاف والتنازع.
وقد رحب بذلك وأكد عليه المجلس الاستشاري العالمي للتقريب بين المذاهب، العامل في إطار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الآيسيسكو"، والتي تعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي.
فليلتزم الجميع بذلك بكل جد وإخلاص وحرص على ما يعمّق معاني الوحدة، ويبعد كل ما يمكن أن يثير الاختلاف والتنازع. قال تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة الأنفال، من الآية 46]''.

***************
نقلت هنا هذا الخبر الذي وإن كان قديما إلا أنه يوضح أن هناك إدراكا وسعيا للتقريب كما أن هناك موقفا دينيا واضحا وأن لنا أسوة في التعايش منذ بداية الإسلام كما حملت ذلك صحيفة المدينة ومانعلم عن طابع الإسلام الوحدوي الذي جاء وكانت شبه الجزيرة العربية مشتتة ومتناثرة قبائلا فتحولت إلى نواة أمـة وتآخى فيها الناس نابذين كل تفرقة وتمايز يعودان إلى الجاهلية العمياء.
ربما يظهر هنا دور علماء الدين ويمكن التساؤل: هل يؤدي علماء الدين دورهم كما يجب؟ وهل المنظمات الدينية تلعب دورها المنوط بها في درء الفتن والتقريب بين المذاهب في وقت هناك من يسعى لتأجيج نيران الكراهية والعنف؟
السياسة ليست بريئة في موضوع الطائفيـة فهناك سياسات تلعب بالورقة الطائفيـة للتفتيت وهذا معروف وواضح ومن هنا العودة لعلماء الدين الغيورين على هذه الأمة فمنهم من قد لا يمتلكون الحرية والدعم اللازم للدفاع عن الحقيقة ونبذ التطرف وتصحيح المسار لأن السياسة لها دُمَاها الدينية التي تشجع على التشنج وتزيد الوضع إرباكاً ولها وسائل الترويج لذلك .لكنهم في ظل وحدة كلمتهم وموقفهم الحق ومنظمات شاملة قوية ومؤتمرات يثق بها الناس يمكن لهم أن يؤدوا دورهم الإيجابي المأمول.
هناك ملاحظة هامشية أحب إضافتها وهي كون القضية الفلسطينية قضية جامعة لهذه الأمـة وأن التوعيـة بها والحقائق المحيطة بها سبيل للتقريب أيضا.
تحياتي لك أستاذة هدى وأتمنى لهذا الطرح أن يستمر.[/align]
[/cell][/table1][/align]

حسن الحاجبي 28 / 10 / 2012 25 : 04 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
سيدة الدار وصاحبة الألق والنور : هدى نور الدين الخطيب
لقد أخذ الله عز وجل على أهل العلم أن يبينوا للناس سبل الرشاد , وباقتراحك لموضوع من حجم ما نحن بصدد الخوض فيه , تكونين سيدتي قد أوقدت سراجا من سراجات النور للتائهين في المدلهمات , ولك عند الله خير الثواب .
معشر الأحبة الكرام ,,, التناقض والصراع ميسم كل المجتمعات , ودفاع الله الناس بعضهم ببعض سنته في خلقه منذ كان الخلق , وما الطائفية إلا زيغ عن جادة الإختلاف الذي هوفي الأصل رحمة .ولو غربلنا الميراث المنتسب للكثير من الطوائف لوقفنا على جبال من الأساطير الفكرية,وكم هائل من الأثافي , وقد تفضل قبلي مشكورا من أوضح أن الطائفية ليست وقفا على الدين دون السياسة ودون باقي مناحي الحياة , ولكن يبقى الدين في صدارة هذا الأمر لارتباطه بالإعتقاد وأصول الخلاف .
الحق والعدل معيار التصنيف , وكلما تقهقرا تقدمت الطائفية ,ولأننا نعيش عصر التخلف والجور, فلابد لمن يقيم أركان الظلم أن يدعم بنيانه بفساد الطائفية المقيتة , لأنها السبيل إلى الحفاظ على مواريث عهود الإنحطاط ,وتثبيت ركائز الإستبداد, وبهذا المعنى تخترق الطائفية كل بلد ودولة مادام مجتمع الفضيلة والكمال غير موجود على الإطلاق , وكلما انبجس بريق من النور في ظلماء الطائفية , هب الذين اعتادوا على الظلام بالتنديد والإحتجاج , لأن عيونهم لا تتحمل البريق , فما بالك بالشمس الساطعة ؟؟
قد تستبدل الطائفية لبوسا بلبوس , وسواء إعتمرت عمامة الدين إو تدثرت بلحاف السياسة أو تسربلت بسربال الأدب , يبقى معناها ومبناها عند أهلها أنهم أهل الحق وصميمه , ومن قال بغير ذلك حاد عن الحق , وتكفيك فلتة بسيطة , فإذا بك أمام سهام الغضب الوبيئ , وطوفان الهجو القميئ . إذ لا يستقيم الرأي عند الطائفيين إلا إذا قام على تسفيه رأي الآخرين وتبيان انحرافهم , فالطائفي لا يتسع صدره إلا لأهل النصرة ممن والاه من طائفته التي تؤويه , ويضيق ذرعا بمن خالفه القول بما لا يعجبه ويرضيه .
معشر الأحبة الكرام ,,, إنما الفتنة من ضعف الدين وقلة اليقين , ومن زخرف القول ووسوسة الهوى , فإذا اجتمع للطائفية حكام جائرون , وساسة ماكرون , وشعراء مادحون وكتاب متزلفون , وعلماء بلاط مكفرون , إرتفع سهمها , وصلب عودها , وتأجج أوارها , وعلا غبارها , فاحتجبت شمس الحقيقة من وراء كيد وتواطؤ سدنة الشر ورعاة الطائفية البارعين في لبس الحق بالباطل وتحريف مقامات الصدق وكسر جناح العدل ونصرة الفئة الباغية .
وإنما اخطر أنواع الطائفية تلك التي تبنى عن علم مسبق ونية مبيتة , لأن للطائفية مدارج ومناهج , تتأرجح بين طائفية إعتزالية تروم التنزه عن المعاصي وتربأ بالخوض في مثالب الغافلين حسب اعتقاد أصحابها ويقينهم بأنهم الممسكون بناصية الحقيقة دون غيرهم , وطائفية تصالحية توقن بضرورة تصحيح ما أخطئ فهمه عند الآخرين , وتعمل على تبيان الحق باعتمال ميزان العقل , وطائفية إستعلائية تمتح من ثقافة العلو والإستكبار وتنهج أساليب العنف والتكفير .
وليس من يتعصب لطائفته من العامة كسواه من الخاصة , وتلك قصة أخرى أخطر وأنكى .
أدام الله أوقاتكم جميعا بكل يمن وأعاد أمثال عيدكم وأنتم في حل من كل طائفية بغيضة .

حسن ابراهيم سمعون 28 / 10 / 2012 09 : 08 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
حبًا وكرامة , وتكرم عينك يا أختي الغالية شيماء , وأشكرك على مداخلتك العاقلة , وسنتابع ...
وتحية لكل من شارك بهذا الملف , وخصوصًا الأستاذة هدى ,, فهو ملف لأهم قضية في العصر الحديث , تكاد أن تفجر مجتماعتنا

تعريف الطائفة بالمنظور العربي ( والشرقي ) :

قد توحي كلمة طائفة , عند تداولها بشيء من السلبية لدى بعض الناس .. وللموضوعية فهي دال , ومصطلح شأنه شأن كل المفردات , وقد وردت بالكتب المقدسة , ( أسباط ) ووردت بالقرآن الكريم .. لكن المفهوم السلبي قد يرتبط بالطائفيين ( المتعصبين ) من كل الطوائف.

تعريف الطائفة : الطائفة فى اللغة الجزء ، ورد فى لسان العرب( الطائفةُ من الشيء: جزء منه.(لسان العرب)،والجماعة والفرقة ،جاء في المعجم الوسيط ( الطائفة: الجماعة والفرقة، وفي التنـزيل " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما " . والطائفة: جماعة من الناس يجمعهم مذهب أو رأي يمتازون بـه . والطائفة: الجزء والقطعة.) وقد وردت الاشاره إلى الطائفة بالمعنى اللغوي فى القران الكريم كما فى قوله تعالى ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾( الحجرات :9) وقوله تعالى ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ ( القصص: 4) ، أما الطائفة اصطلاحا فهي مذهب ديني مقصور على عشيرة او قبيلة او شعب معينين.
الطائفية
.أما الطائفية فهي علاقة انتماء إلى طائفة معينه.
أسباب نشؤالطائفية فى المجتمعات المسلمة :
عندما جاء الإسلام كانت هذه المنطقة عبارة عن شعوب وقبائل متفرقة ﴿ وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ﴾فحوَّلها إلىأمة،غير أن الأمة لا تلغي العشائر والقبائل والشعوب، بل تحدها كما يحد الكل الجزء فتضيف إليها وتكملها وتغنيها.كما أن تاريخ الأمة قد صادف عقبات في مسيرته (كالجمود وقفل باب الاجتهاد وظهور البدع والاستبداد...)،وأخرى فرضتها عليها القوة المعادية (كالاستعمار والتبعية)؛ مما أدي إلى شلِّ مقدرتها على تحقيق تقدُّمها. فتخلفت كأمة؛ أي حال ُ هذا التخلف دون أن تبرز الأمة كطور ارتقت إليه القبائل والشعوب يمكن من خلاله حل مشاكل الناس المتجددة، وهنا بدأ الناس في البحث عن حل مشاكلهم من خلال علاقات أخرى أضيق (كالعشائرية، القبلية...)، ومن أشكال هذا البحث العودة إلي المذاهب الدينية محاولين اتخاذها رابطة اجتماعية بديلة يحلون من خلالها مشاكلهم؛ فالطائفة إذاً مذهب ديني مقصور على جماعة أو جماعات معينة (عشيرة أو قبيلة أو شعب معين". أما الطائفية فهي علاقة انتماء إلى الطائفة. بناءا على ما سبق فان تحديد ان الجماعة المعينة هي طائفة إنما يتحقق من خلال تتبع تاريخ هذه الجماعة ،وهل حدث فى تاريخها الفكري تحول من مذهب إلى طائفة ، وبالتالي تحولت هذه الجماعة إلى مذهب ديني مقصور على عشائر وقبائل معينه ، وتكون هذه الجماعة قد تحولت إلى طائفة إذا توافرت فيها عده شروط أهمها:
أولا:ن يكون المذهب الديني المعين مقصور على عشائر او قبائل معينه
ثانيا: ان لا تدعو هذه الجماعة غيرها من الأفراد والجماعات إلى الانتماء إلى المذهب المعين او لا تحاول نشره بين الجماعات الأخرى .
خصائص الطائفية:
الطائفيةو نمط التفكير والسلوك الجماعي:
والطائفية هي احد انماط نمط التفكير والسلوك الجماعي، وهى بهذا تفارق الفكر الاجتماعي الاسلامى ، الذى يتجاوز الفردية التي تؤكد وجود الفرد لتلغى المجتمع ، كما يتجاوز الجماعية التي تؤكد على الجماعة وتلغى الوجود الفردي، و يدعوا إلى فلسفه اجتماعيه توفق بين الفرد والجماعة ،فالمجتمع بالنسبة للفرد بمثابة الكل للجزء لا يلغيه بل يحدده فيكمله ويغنيه، فمصدر الطائفية إذا ليس الإسلام كدين بل المجتمعات المسلمة التي انزلقت إلى الجماعية القبلية .فى مراحل تاليه كمحصله لتخلف النمو الاجتماعي لهذه المجتمعات، نتيجة لعوامل ذاتيه وموضوعيه متفاعلة
الطائفيةوالعنصرية:
كما ان الطائفية كعلاقة انتماء إلى الطائفة بما هي مذهب ديني مقصور على إلى عشيرة او قبيلة او شعب معينين، تقترن بالعنصرية التي هي التقاء على إحدى المميزات القبلية، أو الموروثة عن الطور القبلي، مثل: وحدة الجنس، أو الأصل(العنصرية العرقية كما عند الجماعات القبلية)، أو اللغة، أو التقاليد( العنصرية اللغوية كما عند الجماعات الشعوبية).فهي هنا تخالف الإسلام كدين انسانى عالمي،دعي إلى الاجتهاد فى بل زمان ومكان ، ونهى عن العنصرية،، ذلك انه عندما ظهر الإسلام كانت أغلب الجماعات في هذه المنطقة قد أصبحت إما شعوباً أو قبائل تتميز بأصلها الواحد وتسود فيها بالتالي العنصرية؛ بمعنى اعتقاد كل جماعة بامتيازها على غيرها احتجاجاً بأصلها الواحد. وعندما جاء الإسلام بدين دعا إلى المساواة "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدِ اللهِ أنقاكم". وعمل على نقض العنصرية كما يدل على ذلك جملة الأحاديث الواردة في ذم العصبية، ثم ترك هذه الجماعات تتفاعل تفاعلاً حراً مع الأرض المشتركة وبالتالي صنع من تلك الجماعة أمـة،غير أنه نسبة لتخلف النمو الاجتماعي للمجتمعات المسلمة؛ عادت العنصرية كمظهر مسلكي سلبي.


الطائفيةوالديموقراطيه:
وعلاقة الطائفية بالديموقراطيه هي علاقة ذات حدين ،فمن ناحية فان تحرير الناس من الطائفية هو شرط للديموقراطيه، لأنها احد أشكال التبعية الاجتماعية، التي تمكن مجموعه من الأفراد" زعماء الطائفة" من فرض إرادتهم على غيرهم ،وإكراه الناس " أكراها معنويا" على ان يحبسوا آراءهم .ومن ناحية أخرى فان الديموقراطيه هي احد أساليب تجاوز الطائفية .
وسائلتجاوز الطائفية :
هنا يجب التمييز – لا الفصل -بين الطائفة كمذهب ديني مقصور على عشيرة او قبيلة او شعب معين ، والطائفية كعلاقة انتماء إلى طائفة معينه،فالطائفة نشأت نتيجة لتخلف النمو الاجتماعي، الذى هو احد أبعاد تخلف النمو الحضاري، للمجتمعات المسلمة كمحصله لعوامل ذاتيه موضوعيه متفاعلة، وبالتالي فان تجاوز الطائفة، لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال العمل (السلمي والتدريجي)على إلغاء تخلف النمو الاجتماعي،وتخلف النمو الحضاري ، بإلغاء العوامل الذاتية والموضوعية لذا التخلف كمقدمه ومحصلة
والمقصود بهذاالتجاوز ليس إلغاء الطائفة باعتبارها جزء من كل، بل إلغاء اعتبارها كل قائم بذاته مستقل عن غيره ومتميز عنه.أما الطائفية كعلاقة انتماء إلى الطائفة فان تجاوزها يتحقق من خلال نشر الوعي الاجتماعي والديني، مع ملاحظه ان الوعي اشمل من التعليم، فالتعليم هو شرط للوعي وليس هو الوعي بذاته

التاريخ
كثير هي الاحداث الطائفية مثل ما حدث في أوروبا في العصور الوسطى بين البروتستانت والكاثوليك أو الأرثوذكس والكاثوليك(بيزنطة وروما).وقد كانت الطائفية أبرز الانقسامات التي شهدها التطور التاريخي العربي إلى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر والشام، وكما بين التاريخ أنه لم تمكن تلك الانقسامات عناصر تهديد لوحدة الكيان العربي أو مبررا للتمايز والانفصال والتمزق بين أبنائه، فالمسيحيون العرب لم يعلنوا – على سبيل المثال- مناصرة الصليبيين في حملاتهم على البلاد العربية ولو يتحالفوا معهم حتى في لحظات انكسار المسلمين.
المفهوم العام
ثم مزج مفهوم "طائفية" ذات المكون العددي مع مفاهيم أخرى ذات مضمون فكري أو فسلفي أو عرقي أو مذهبي فتحول إلى ما يشبه "المصدر الصناعي" لتفنيد معنى الفاعلية الخاصة بالأقلية العددية والمنفصلة عن فاعلية الأمة، وبذلك أصبح مفهوم الطائفية يستخدم بديلا لمفاهيم "الملة والعرق والدين" التي كانت سائدة قبل ذلك، واختلطت هذه المفاهيم جميعا في بيئة متزامنة فكريا وسياسيا فأنتجت مفهوم "الطائفية" باعتباره تعبيرا عن حالة أزمة وتعيشها مجتمعات عربية مثل العراق ولبنان حيث أصبحت الطائفية مذهبا وإيديولوجيات وهوية حلت محل الهويات الأخرى والانتماءات الأعلى بل وبدأت تتعالى عليها وقد تبدي الاستعداد للتقاطع معها وأخذ موقعها وهذا كان يحدد وحدة العراق اليوم.
الطائفية في العصر الحالي
هناك اتفاق بين كل الدول في أن من حق كل البشر الانتماء والتصريح بالانتماء لأي دين أو اعتقاد أو طائفة، بشرط أن تكون أفكار الشخص لا تحض على أذى أو الإجرام بالآخرين. ويعرف معجم الأوكسفورد الشخص "الطائفي" بأنه الشخص الذي يتبع بشكل مُتعنّت طائفة معينة.
بالنهاية يمكن وصف الطائفية في عصرنا الحالي بأنها التمييز بالعمل والمدخول، أو الكره، أو حتى القتل على أساس طائفة الشخص أو دينه. وغالباً في سياق الشركات تعبّر عن ترقية شخص ليس تبعاً لمؤهلاته وإنما فقط لأنه ينتمي إلى طائفة معينة.
السياسة والطائفية
معظم الأحيان تكون "الطائفية" السياسية مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي بل هو موقف انتهازي للحصول على "عصبية" كما يسميها بن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها في عصرنا هذا ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة. إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو فقرة أو مذهب لجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفيا كما لا يجعله طائفيا عمله لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيشون فيها دون إضرار بحق الآخرين، ولكن الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويغمطها حقوقها أو يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها تعاليا عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها.
وما زلنا ضمن العنوان العريض الذي أوردته الأستاذة هدى , وسنتابع قدر المستطاع لإغناء البحث , بكل موضوعية قدر الإمكان
يتبع..../....
والتالي عن سلبيات الطائفية, في العالم عمومًا , وشرقنا خصوصًا
حسن ابراهيم سمعون

فهيم رياض 28 / 10 / 2012 23 : 09 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
نحن في الجزائر نقول " بعيد الشر " .
تحية تقدير واحترام وكل عام والجميع بخير .
الطائفية : كما عرفتها ورأيتها متجسدة أمامي منذ أن بلغت سن الرشد
هي : إرضا أمريكا ومعاداتها ......أشرح : الطائفية هي الإختلاف القائم
بين المسلمين الذي اساسه معصية أو إرضاء أمريكا والذي يتبلور تقية
في صورة الإختلاف الديني و/أو الأيديولوجي .
لقد كان العرب السنة على وفاق تام مع محمد رضا بهلوي - شاه إيران
المخلوع- لمّا كان يسبح بحمد أمريكا ، وكان يشكل معهم مقدمة الجبهة
الموكل لها مهمة محاربة الشيوعية ، و كانت إيران وقتها وقبل ذلك
شيعية صفوية إثني عشرية ، ولمّا انتصرت ثورة الخميني واعلنت عدائها
لأمريكا وإسرائيل انقلب رفاق الأمس إلى أعداء ألداء وإيران لم تتحول عن
شيعيتها وصفويتها وإثنتيها العشرية .
وتحولت أفغانستان إلى قبلة الجهاد الأولى مدحرجة قبلة فلسطين إلى آخر
المراتب لأنها أحتلت من قبل روسيا الشيوعية ، ولمّا أحتلت من قبل أمريكا
أصبح الجهاد في هذا البلد - الذي تحول بفعل شراسة المجاهدين إلى أطلال
يعافها الغراب والبوم - إرهابا .
وفي هذه الأثناء لوح للثور العراقي بإيعاز أمريكي بالقماش الأحمر صوب
إيران لأنها شيعية فنطحه وبعد ثمان سمان بالدم والدمار والإفلاس الإقتصادي
وبعد أن استشعروا منه خطرا لتوفره على بعض أسباب القوة لوح له صوب
الكويت فنطحه فحق عليه القول وأقيمت عليه الحجة فدمر العراق ثم قدم على
طبق من ذهب لأيران لتفعل به ما تشاء .
وأبى حماة الدين - الذين ملاؤوا الآفاق بالفتاوي والخطب التي جعلت من الحرب
ضد الروس المحتلين لأفغانستان جهادا بدرجة " فرض العين " - أن ينبسوا ببنت
شفا عن الحرب الإسرائيلية على المقاومة اللبنانية والتي سجلت فيها هذه الأخيرة
اروع البطولات وانتصارا لم تحققه أمة بكاملها ، لا لشيء إلا لأن ذلك كان يضر
بأمريكا وسيدتها الأولى إسرائيل .
وكذلك فعلوا عندما هجم شارون على الضفة الغربية ، حيث كان بعضهم يمضي
إجازته في بلد سياحي لأن أمريكا أفتت بشرعية هذا العمل الإجرامي ضد الفلسطيين .
هذه هي نظرتي للطائفية وعبثا أحاول إقناعي بالتفسيرات والتأويلات الدينية والتاريخية
التي يتحجج بها الكثير من الأئمة والجيوش من الأتباع والمريدين ....سلمت .

نصيرة تختوخ 29 / 10 / 2012 16 : 12 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ فهيم إسمح لي أن أوضح مسألة قد تغيب عنك بينما تفرض نفسها كظاهرة في بعض البلاد. وهي تعمد نشر مذاهب في أماكن تطغى فيها مذاهب أخرى فكما يقوم المبشرون بمحاولة نشر الكاثوليكية أو مذاهب مسيحية أخرى في إفريقيا وغيرها قد تصرف أموال وتجند طاقات لنشر مذاهب إسلامية تخلق بلبلات وصراعات تصل لحد القتل والتناحر والتهجم على أماكن العبادات.
سأضع بين يديكم هذا المقال كنموذج :

من قلب مساجد الشيعة المغاربة في بلجيكا، تكشف «المساء» في هذا التحقيق، حقائقَ مثيرة عن مهاجرين مغاربة اعتنقوا التشيّع ودرسوا في الحوزات

الدينية في إيران، وتحاور آخرين لا يرون أي تعارض بين الإسلام المغربي والتشيّع، كما تنقل آراء خطباء مغاربة سنيين يقولون إن التشيع أخطر على المغرب من الصهيونية..
الجمعة، 14 محرم 1433. أربعة أيام مضت على ذكرى عاشوراء، التي يُخلـّدها الشيعة بالبكاء والنحيب ولطم الخدود وجلد الذات.. حزنا على الحسين، ابن علي، الذي قـُتِل في كربلاء في العراق يوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة. خطيب الجمعة في مسجد الغفران في منطقة أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسيل يقول: «إن خطر الشيعة والتشيع على الأمة الإسلامية وعلى أبناء الجالية المغربية أشدّ من خطر اليهود الصهاينة»!.. لا حديث في مقاهي شارع «ستالينغراد»، الذي يعج بمحلات المغاربة من مقاهٍ ومطاعم ومكتبات، إلا عن خطبة الجمعة هاته.

مسجد ليس كبقية المساجد

«المساء» اختارت أن تحضر صلاة الجمعة في قلب مسجد الرحمان، الشيعي في شارع «جورج مورو»، غير بعيد عن مقر القنصلية العامة للمملكة المغربية في بروكسيل. سأل مبعوث «المساء» شيخا ستينيا بلباس مغربي عن المسجد الشيعي للمغاربة، فأشار بأصبعه إلى نهاية الشارع، وهو يقول: «هادوك راهوم مْخارْبة ماشي مْغاربة».. في مدخل المسجد، لافتة كتب عليها «السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين». في قاعة الصلاة، مصلون يؤدون تحية المسجد، بعضهم يسجدون فوق حجر صغير وآخرون يضعون جباههم مباشرة فوق البساط الأخضر. «من غير الجائز في الدين أن يضع مسلم جبهته، أثناء السجود، فوق ما يُؤكل وما يُلبَس، والزرابي مصنوعة مما يُلبس»، يشرح مهاجر شيعيّ من تطوان، ويعلق فؤاد أحيدار، وهو برلماني بلجيكي من أصول مغربية، عن الحزب الاشتراكي الفلاماني، مازحا: «أن تسجد على حجر خاص بك خير من السجود فوق «موكيط» تفوح منه رائحة الأرجل»..
أسفل المنبر، جلس القرفصاء شيخ ثمانينيّ بجلباب أبيض، بدأ يُحدّث المُصلـّين في انتظار قدوم الخطيب، قال بدارجة مغربية: «إن اثنتين من نساء الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، قد تزوجتا بعد وفاته، رغم أن القرآن يقول: «وما كانَ لكم أن تُؤذوا رسولَ اللهِ ولا أن تَنكِحوا أَزواجَه مِن بعدِه أبداً إنّ ذلكم كان عندَ اللهِ عظيما»، أما الزوجة الثالثة فلن أتحدث عنها، وأنتم تعرفون ما الذي فعلتْه». كان يقصد زوجة الرسول عائشة بنت أبي بكر.
صعد الخطيب إلى المنبر فعاد الشيخ بين صفوف المُصلـّين. المنبر عبارة عن شرفة نصف دائرية تَحُفـّـُها لافتة سوداء كُتِب عليها بالأحمر: «يا حسين». على يسار المنبر، نقش بجبص مُذهّب: «إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس آل البيت ويُطهّركم تطهيرا». لم تخْـلُ خطبة الجمعة التي ألقاها الخطيب محمد بلخيضر، وهو فقيه مغربي من مدينة طنجة، من حثِّ المصلين على «فضح كل المنافقين الذين عاشوا قريبين من الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، ثم ما فتئوا أن انقلبوا على آل بيته وقتلوهم». كان الشيخ محمد بلخيضر ينفعل في بعض المقاطع فينطق بدارجة شمالية قحة: «راهوم كيْعطيو لـْولادنا القرقوبي وكيعلموهومْ بزّاف د الكذب والمغالطات». مَن هؤلاء الذين يخدرون أبناء المغاربة والمهاجرين بـ «القرقوبي»؟ لا يجيب الشيخ محمد ولكنه يستطرد قائلا إن مثل «هؤلاء الذين يُزوّرون التاريخ الإسلامي هم الذين تسببوا للعديد من المسلمين في ترديد مقولة ماركس: «الدين أفيون الشعوب». يصمت الشيخ محمد لبرهة، ويعود ليشعل المسجد حماسا وهو يردد: «صلـّوا على رسول الله وآله»، فيُردّد المُصَلـّون بصوت واحد وبنبرة شرقية: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد». ينتقل الشيخ محمد إلى مرحلة إقناع مستمعيه بأن «فضح المنافقين وقتلة آل البيت واجب شرعي على كل مسلم، ويؤكده القرآن من خلال الحديث عن زوجة نوح، التي عصت زوجها، وزوجة لوط وأبناء النبي يعقوب، الذين حاولوا قتل أخيهم يوسف». مَن هؤلاء القتلة والمنافقين في تاريخ الإسلام الذين يستوجب فضحهم، تسأل «المساء» الشيخ محمد بن خيدر، بعد انتهاء الصلاة فيجيب: «هم الفئة الباغية التي تَحدّث عنها الرسول في حديثه إلى عمار بن ياسر حين قال: ستقتلك الفئة الباغية يا عمار». ومن هو زعيم هذه الفئة الباغية؟ يجيب خطيب مسجد الرحمان، بدم بارد: «هو معاوية بن أبي سفيان»!..

حكى الشيخ محمد بلخيضر خطيب مسجد الرحمان الشيعي، الذي صعد المنبر بجلبابه المغربي، لـ«المساء» قصة تشيعه، بقوله: «لقد جئت من المغرب إلى بلجيكا سنة 1983 سُـنّيا، ووجدت التشيع في تكويني وثقافتي المغربية، فأمي كانت تذهب بي إلى مولاي عبد السلام بن مشيش لحفظ القرآن، وعندما درستُ سيرة هذا الولي وجدتُه من آل البيت، كما كانت أمي تأخذني إلى ضريح الإمام إدريس، لـ«الزيارة». عندما جئت إلى بلجيكا، سنة 1983، كان والدي قد سبقني إلى هنا. كان والدي عضوا في رابطة علماء المغرب، بقيادة المرحوم الشيخ المكّي الناصري، كما كان صوفيا من أتباع الشيخ بنعجيبة. ولم يمض وقت طويل حتى أخذتُ أنوب عن والدي في الخطابة، فكنت متأثرا بعلماء بلدتي في طنجة من آل الصديق، وهم الحافظ سيدي أحمد والحافظ سيدي عبد الله والحافظ سيدي الحسن.. بدأت أتحدث عن آل البيت وفضائلهم فوجدت من يرميني بالتشيّع، وهذا كان دافعي إلى دراسة الشيعة وفكرهم، بخلفية أنه إذا كان هؤلاء الناس على حق فنحن أَولى بإظهار هذا الحق، وإذا كانوا على باطل فالمنبر يدعونا إلى إماطة اللثام عن الباطل، لكي لا نترك أبناء جاليتنا ينساقون وراءه. جعلني هذا البحث الذي قمت به أعطف على الشيعة، وسرى بين الناس أنني شيعي». يرفع الشيخ محمد بلخيضر من نبرة صوته ويستطرد في الحديث: «المغاربة يدرسون الفكر الإسلامي، فلماذا لا يدرسون فكر الشيعة، وهم أقرب إلى فكر الشيعة منهم إلى فكر ابن تيمية وأمثاله؟.. المغاربة، إذا جاءت مسألة الزيارة ومسألة الذكر الجماعي وحب آل البيت.. كل هذا يتفق مع المدارس الشيعية وهو موجود في المغرب. أنا أعتبر أن كل مسلم مغربي مُرحَّب به في مسجدي، سواء كان صوفيا أو مالكيا أو وهابيا، وأقول لشباب الجالية المغربية: أنا أعلـّمكم كيف تصلون إلى الحق ولا ألقـّنكم ما أعتقد به، لذلك لن تستطيع أن تأتيني بشخص يقول إنني شيَّعته أو جعلته سُنـّيا، لأنني أعمل بالمنطق الصيني: لا تُعطِني سمكة ولكنْ علـّمني كيف أصطادها». يود أن يقول شيئا ثم يعذل عنه، قبل أن يضيف: «نحن في بلد يحكمه الفكر الليبرالي، وإذا كنتم ترون في المغرب أن هناك تزايدا في أعاد المتشيعين هنا في بروكسيل ومنها يدخل التشيع إلى المغرب، كما يقال، فإننا لا نرى الأمر كذلك، لأننا وجدنا هنا الباب مفتوحا لخيارات عدة، وليس محددا في مذهب بعينه، كما هو الشأن في المغرب، لذلك اخترنا أن نكون سُنـّيين لكنْ متشيعين للنصوص الواردة في آل البيت».
أما الشيخ محمد التجكاني، رئيس رابطة الأئمة في بلجيكا، وخطيب مسجد الخليل بحي مونلبيك في بروكسيل، والذي يعتبر من أقدم الخطباء المغاربة السنة في بلجيكا، فقال، في لقائه بـ«المساء»، إنه كان شاهدا على البدايات الأولى لتحول أفراد من الجالية المغربية في بلجيكا نحو التشيّـع وإنه لا يعتبر أن الأسباب الأولى لتشيّع المغاربة في بلجيكا هي محبة آل البيت، بل كانت دوافع سياسية. «بعد انتصار الثورة الإيرانية سنة 1979، التي رفعت شعار الثورة الإسلامية وليس الثورة الشيعية، تعاطف معها المغاربة على اعتبار أنها ثورة بديلة جاءت ضد قوى الاستكبار الغربية، بقيادة أمريكا التي أطلقت عليها إيران لقب «الشيطان الأكبر»، وضد الاتحاد السوفياتي، وأنها جاءت لإعلاء كلمة الإسلام وتحرير فلسطين. وقد كان ذلك تشيّعاً عاطفيا».. المرحلة الثانية من تشيع المغاربة في بلجيكا بدأت باستقطاب بعض مثقفي وفقهاء السنة بالمال».
عن هذا الأمر حكى لـ«المساء» خطيب بارز في بروكسيل، التمس عدم ذكر اسمه، كيف أن جهات شيعية عرضت عليه، في أواسط الثمانينيات، مبالغ مالية جد مغرية مقابل إعلان تشيّعه: «كانت لي مع شيعة بروكسيل سجالات طويلة، خاصة في بداية ظهور هذا التيار، إلى أن بدؤوا يرسلون إلي وفودا لأجْل «استقطابي» إلى التشيع. كنتُ، حينها، أتقاضى ما مقداره 7000 فرنك بلجيكي، مقابل خطابتي في أحد مساجد بروكسيل، فعرضوا عليّ مبلغ 100 ألف فرنك بلجيكي كراتب شهري، أي ما يعادل الآن 3000 أورو، وكان هذا المبلغ حينها كفيلا بشراء منزل في بلجيكا.. لكنني رفضت وكان رفضي مبدئيا، لأنني أعرف الدوافع التي تقوم عليها المذاهب الشيعية، وأخطرها أنها تستبيح دماء السّـُنّة، بل تعتبر قتل السنّي أحبَّ إلى الله من قتل الصهيوني.. وهذا مدون في كتاب «الكافي»، الذي هو بمثابة صحيحي البخاري ومسلم عندنا، نحن السنة.. وعندهم، أيضا، أن دماء أهل السنة أحطّ من دماء حيوان».. والخطير، يضيف هذا الفقيه، هو أن «الشيعة يستدرجون الناس بداية بمحبة آل البيت، ثم يتدرجون إلى القول إن آل البيت ظُـلِموا، ثم يخلصون إلى أن معاوية سلب المُلك من عليّ، ويَصِلون إلى أن يقولوا عن الصحابة إنهم مُرتدّون، باستثناء عدد قليل منهم. ثم ينتهون إلى أن القرآن مُزوَّر وإلى أن المصحف الفاطمي هو الذي لم يطله التزوير، وهذا المصحف، حسبهم، لن يظهر إلا بظهور الإمام المهدي، الذي يعتقدون أنه وُلِـد واختفى في السرداب، وينتظرون ظهوره كل يوم جمعة»..
الشيخ عبد الله الدهدوه، وهو وجه شيعيّ بارز في بروكسيل، يتفق، على ربط ظهور التشيع في بلجيكا بانتصار الثورة الإيرانية، مع الشيخ التجكاني، السني، أكثر مما يتفق مع زميله في التشيّع، محمد بن خيدر، الذي يركز على أن انتشار التّـشيُّع وسط الجالية المغربية في بلجيكا مرده إلى محبة آل البيت. يقول الدهدوه: «نحن كبرنا هنا في بلجيكا، ولم تكن لنا ثقافة مالكية أو صوفية، كما هو عليه الأمر في المغرب.. صحيح أننا كنا سنة «بالوراثة»، إلا أنه مع انتصار الثورة الإيرانية في بداية الثمانينيات، لم يكن أكثر المغاربة الذين تشيّعوا يعرفون أي شيء عن ولاية الفقيه. لكنهم انحازوا إلى إيران، لأن الثورة أنشأت الجمهورية الإسلامية وليس الجمهورية الشيعية». ثم يضيف: «كان المغاربة الذين تشيعوا بداية من الثمانينيات بُسطاء في تفكيرهم، لم يكونوا يفقهون في المذهب المالكي، وكان تشيعهم ردَّ فعل على التهميش والإقصاء والظلم، كما هو الأمر بالنسبة إلى الشباب الذين يعتنقون المذاهب السلفية الآن في المغرب. القيٍّمون عن الشأن الديني في المغرب يقولون إن الشعب مع المذهب المالكي؟ إنهم يكذبون، فالعديد من المغاربة يتـّبعون هذا المذهب من دون معرفة ولا اختيار».
الشيخ محمد بلخيضر، خطيب مسجد الرحمان الشيعي، يقول إن انتصار الثورة الإيرانية لم يكن ليؤثر في الإسلام المغربي، لأن المغرب سابق على إيران في ما يتعلق بمحبة آل البيت، ويستشهد بلخيضر على ذلك بما قاله المرجع الشيعي الإيراني الشيخ النعماني: «عندما استدعى الملك الحسن الثاني الأستاذَ النعماني، وهو تلميذ للإمام الخميني، لإلقاء درس حسني كان عنوانه «إنما يريد الله ليُذهِب عنكم الرجس آل البيت ويُطهّركم تطهيرا»، قال الأستاذ العماني حينها للملك الحسن الثاني: «هذه بضاعتكم رُدّت إليكم»، يقصد الحسن الثاني والعلويين المتحدرين من آل البيت. ثم يضيف الشيخ بلخيضر: «بالمناسبة، أقول للذين يريدون الاصطياد في الماء العكر: نحن لدينا أمير لا يخشى من الشيعة، فقد استدعى تلميذا للخميني وأجلسه أمامه وأمام القوى السياسية للبلاد وقادة الجيش واستمع إلى تشيُّعه»..

التشيع الثاني

يحكي الشيخ عبد الله الدهدوه، الذي التقته «المساء» داخل «مسجد الرضا»، الشيعيى، الكائن في شارع الدكتور ديميسمان في قلب بروكسيل: «تشيّعتُ وعمري 23 سنة، وبعد أربع سنوات، ذهبت للدراسة في قم في إيران، وهناك اطـّلعتُ على الفكر الشيعي بعمق».
«تصدير الشباب للدراسة في إيران» يعتبره الشيخ السني محمد التجكاني أخطرَ أشكال الاستقطاب، حين يقول: «السبب الأخطر هو استدعاء بعض الشباب للدراسة في مدارس الشيعة في إيران وسوريا ولبنان وتأمين النفقات والمِنح لهم في دراستهم، إضافة إلى السكن وزواج المتعة.. هذا الاستقطاب يؤرق المخلصين لهذه الأمة، خصوصا عندما يرَوْن أن هناك ميزانية خاصة للترويج للفكر الشيعي بين أبناء الجالية في أوربا، أمام شبه غياب لدعم المحور السنّي».
بين رؤية الفقيه السني ونظيره الشيعي، استقت «المساء» وجهة نظر سياسية. البرلماني فؤاد أحيدار عن الحزب الاشتراكي الفلاماني، الذي قارب مسألة انتشار التشيع في بلجيكا من منظور حقوق الإنسان، يقول: «في بلجيكا لا مانع في أن يمارس الناس مجموعة من الطقوس والممارسات التي تدخل في إطار معتقداتهم، ما دامت لا تؤدي إلى أعمال إرهابية. السؤال المطروح هو: هل المغرب بلد ديمقراطي يحترم طابع التعدد الثقافي والعقدي أم إننا سنقول إن الدين الأصح قطعا هو الإسلام والمذهب الأصح قطعا هو السنة.. هذا شيء خاطئ، بالفعل هناك تغليب للمذهب السني في المغرب، لكنْ هناك فئة من الناس لا يجدون أنفسهم في المذهب السني ويميلون إلى المذهب الشيعي، أنا شخصيا لا أرى أي سوء في هذا الأمر، فما هي إلا ممارسات دينية عقدية. في بلجيكا لا يمكن أن ننكر أن هناك العديد من المساجد، سواء السنية أو الشيعية. هنا يحظى الجميع بحرية اختيار العقيدة وممارستها علنا، فإضافة إلى الشيعة، يعيش الأحمديون، الذين يتمتعون بكافة حقوقهم رغم أنهم أقلية، وهؤلاء لم يكونوا يستطيعون الجهر بمذهبهم في المغرب. في بلجيكا، لا ضير في أن تمارس معتقداتك، بكل حرية، شريطة عدم المساس بحريات الآخرين أو التطرف أو الإرهاب».

أنواع التشيع في بلجيكا

أول من استقبل «المساء» في «مسجد الرضا»، الشيعي، كان حسين. رجل في الستينات من العمر، ببنية جسدية ضخمة، يعلق فوق صدره سلسلة واسعة الحلقات يتدلى منها سيف طوله حوالي 15 سنتمترا، يرمز إلى سيف علي بن أبي طالب. تتوزع أصابعَ حسين ستة خواتم، قال: «كلها تحمل آيات قرآنية، إلا واحدة إذا دخلت بها على أي جبار يلين قلبه».. يتحدر حسين من مدينة تطوان، التي غادرها سنة 1972 نحو جبل طارق، ثم إلى برشلونة، قبل أن يصل، في 1978، إلى بروكسيل، التي بقي فيها إلى اليوم. استضاف حسين، الذي يشتغل في مطبخ مسجد الرضا، مبعوث «المساء» ومرافقيه الاثنين على طريقة المغاربة: حضَّر القهوة والحلويات وجلس يحكي قصة تشيعه: «في سنة 1994، تعرفتُ على مغربي شيعيّ أعطاني كتابا اسمه «طريق الهدى»، قرأته فاهتديتُ إلى مذهب آل البيت، وبعدها، درستُ كتبا أخرى، فترسخ المذهب في عقلي وقلبي»..
يؤكد حسين أنه «لا يكفي أن يكون الإنسان دارسا لكي يهتدي إلى المذهب الشيعي، بل يجب أن يميل قلب المؤمن إلى محبة آل البيت وحقيقة ما جرى لهم». ضرب حسين مثالا على هذا بأحد أقربائه في مدينة تطوان: «صهري حاصل على الإجازة في الشريعة من كلية تطوان، وكثيرا ما ناقشتُ معه المذهب الشيعي ومددْتُه بعدة كتب في الموضوع، لكنني وجدت أنه كان يضعها بين الرفوف من دون أن يقرأها، وعندما كنت أواجهه بحقائق عن صحة التشيّع، لم يكن يسعه إلا أن يؤيـّدني في قولي، لكنه لا يفعل أي شيء، لذلك لم أعد أعطيه أي كتاب». عندما تسأل «المساء» حسين عن ذكرى عاشوراء وكيف أحيوها هنا في «مسجد الرضا»، يعود إلى «بداية الفتنة»، التي حدثت بعد وفاة الرسول. وهنا يبدو واضحا على حسين أنه يتحدث بتحفظ أمام شخص عرف أنه صحافي، يقول حسين: «لقد تركوا الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، بدون غسل ولا كفن (يقصد الخليفتين أبا بكر وعمرا) وذهبا لمنازعة عليّ، عليه السلام، في الخلافة، التي هي من حقه.. ثم قتل بعضهم فاطمة، عليها السلام، وهي حامل». يُطرق طويلا ويضيف: «والنتيجة ماذا؟ يقال إن عمر قتل أبا بكر بوضع السم له.. وعمر قتله غلامه، الماجوسي. أما عائشة فقد ثبت في السنة أن الرسول قام يخطب ثم أشار إلى بيتها وقال: «ها هنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان».. دخل الشيخ عبد الله الدهدوه إلى المطبخ، فاستأذن حسين وغادر..
لم يرد الشيخ الدهدوه الخوض في الموقف من الصحابة، فهو يقول إن الشيعة من أصول مغربية لا تكون لهم حمولة نفسية تجاه الصحابة حتى يتناولوهم بالسب والقذف والتجريح، وهذا راجع إلى أسباب تاريخية، «لكن هذا لا يمنعنا من أن نقول، بإثبات طبعا، إن فلانا من الصحابة قد أخطأ في المسألة الفلانية، وهذا لا نقوله حصرا على أبي بكر وعمر وعثمان، بل إن العديد من صحابة الرسول قد أخطؤوا، ونحن لا نُخفي ذلك عندما يتطلب الأمر قوله. طبعا، نحن نقوله مع الدراسة الموضوعية العميقة».
تترك «المساء» الشيخ الدهدوه، الذي درس في إيران ويتعمَّم بعماماتها كواحد من آيات الله الشرقيين، وتعود لتسأل الشيخ محمد بلخيضر، الذي درس في المغرب ويتحدر من أسرة صوفية ويرتدي الجلباب المغربي. يقول بلخيضر: «أنا معروف في بلجيكا بأنني الفقيه الأول الذي أدخل ثقافة الحوار والنقاش، وحتى هؤلاء الذين تتحدث عنهم، أي الغلاة الذين يسُبّون الصحابة ونساء الرسول، لا يقوون على فعل ذلك أمامي، لأنهم بدؤوا معي قبل أن ينسحبوا ويصبحوا غلاة في الدين، لأنهم يعرفون أنني قوي الحجة». تسأله «المساء» حول ما إذا كان انسحاب هؤلاء الغلاة من حوله نتيجة لأنه لم يستطع إقناعهم، فيجيب: «لا. المسألة مسألة حظ، ويستشهد بالآية القرآنية: «وما يلقاها إلا الذين آمنوا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم»، وهؤلاء لم يكونوا محظوظين وأصبحوا شواذا فكريا، والإنسان عندما يشذ لا يمكنك أن ترده، لأنه تصبح فيه علة ويرى أن فهمه هو المعنى الحقيقي للتديّن، أما نحن فلا نقول بتفوقنا، بل نعتمد التفسير، الذي يخدم وحدة الأمة الإسلامية ووحدة المغاربة».
فما هو «التشيع» أو التفسير الذي يخدم الأمة الإسلامية ووحدة المغاربة، والذي اختاره محمد بلخيضر وأصدقاؤه في مسجد الرحمان؟ يجيب: «لا يمكن أن نأخذ التشيع كما هو مطروح في إيران أو لبنان أو العراق. نحن ننتقي من الفكر الشيعي ما يُلائم خصوصيتنا، كما ينتقي السياسيون من الفكر الليبرالي ما يخدم توجهاتهم. نحن لدينا الليبرالية في تراث الأمة، فالشيخ الكتاني المغربي، صاحب كتاب «الرسالة المستطرفة»، كان يتوضأ على مذهب مالك ويصلي على مذهب الشافعي».
يُقسّم الشيخ محمد بلخيضر التشيع الموجود في بلجيكا إلى نوعين، فـ«الناس الذين تشيّعوا لآل البيت صنفان: صنف تعصّبَ للطائفة والمذهب والرجال، وصنف تعصَّبَ للأحاديث والنصوص القرآنية التي نزلت في آل البيت، لذلك لا عيب في أن يكون المغربي شيعيا وسُنيا في نفس الوقت، أي مناصرا للنصوص التي اهتمّت بآل البيت. الإمام إدريس كان يقول للأمازيغ المغاربة: «اذهبوا أينما شئتم فإنكم لن تجدوا الحق إلا عندي»..
الفقيه السني، الشيخ محمد التجكاني، له تقسيم آخر لشيعة بلجيكا، فهو يُقسّمهم إلى ثلاثة أصناف: «صنف موظف، وهؤلاء قد يصِلون إلى درجة قذف الصحابة وسبّهم، وبالخصوص معاوية، رضي الله عنه، لكنهم لا يصِلون إلى القول بتحريف القرآن. أما الصنف الثاني فهم أولئك الذين تربَّوا في إيران على فكر «الروافض»، وهم شباب من الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين، وهؤلاء قد يصلون إلى سب أبي بكر وعمر وعائشة. والأمر الخطير هو أن الكثير من كل هؤلاء «الروافض» الغلاة يتّهمون السيدة عائشة بما اتهمها به المنافقون، ويقولون بإنه عندما سيأتي الإمام المهدي سيُخرجها من قبرها ويقيم عليها الحد»!..
الصنف الثالث من المغاربة الشيعة في بلجيكا هم المقلـّدون، وهؤلاء، يقول الشيخ التجكاني، «هم الأغلبية ويُنظـّمون لهم رحلات إلى إيران وغيرها ويُمتـّعونهم بالنساء، في إطار زواج المتعة، فتلتقي شهوتهم مع هذا التيار. لكنْ، إذا قلت لواحد من هذا النوع من الشيعة المغاربة تعال، زوجني ابنتك أو أخت فلن يرضى، فهو قد يستسيغ رغبة في قضاء شهوته، في إطار زواج المتعة، لكنه لن يرضى ذلك لأخته أو ابنته.. هؤلاء مثل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت، وهذا هو الأخطر في صنف المقلـّدين، فقد يكون الإنسان ملحدا، لكنْ لديه عقل وغير خاضع للتوجيه الخارجي، فيكون أهون لأنه يتصرف بعقله».

أرقام متضاربة

أمام عدم قيام الدولة البلجيكية بإعلان أي أرقام حول عدد المنتسبين إلى الأديان والمذاهب المتواجدة فوق أراضيها، يصبح الأمر صعبا على الباحثين في هذا المجال للوصول إلى إحصائيات دقيقة حول عدد الشيعة من أصل مغربي في بلجيكا، ومع ذلك يتحدث العديدون عن أن عدد الشيعة في بلجيكا هو 30 ألفا، يوجد أغلبهم في مدينة بروكسيل، ويشكل المتحدرون من أصول مغربية أغلبَهم. يسخر الشيخ عبد الله الدهدوه من هذا الرقم ويعتبره مُبالـَغا فيه وغيرَ ذي أهمية علمية. مقابل اللبس الحاصل حول أعداد الشيعة المغاربة في بلجيكا، هناك آراء متناقضة في ما يتعلق بتمويل المساجد والحسينيات والمراكز الثقافية والتربوية والأنشطة الإشعاعية الشيعية التي يقوم بها الشيعة هنا. عندما حضرت «المساء» صلاة الجمعة في «مسجد الرحمان»، لاحظتْ أن إمامه، محمد بن خيدر، وبمجرد ما انتهى من الصلاة، دعا المصلين إلى المساهمة من أجل إصلاح المسجد، وسيصرّح بن خيدر، لاحقا، لـ»المساء» قائلا: «نحن لا نتلقى أي دعم من أي جهة أو دولة، بل نُنفق على المسجد من مالنا الخاص ومن مال المحسنين». الشيء نفسه أكده عبد الله الدهدوه، المسؤول عن «مسجد الرضا»، الشيعي، حين نفى أن يكون المسجد والمركز التابع له يتلقيان أموالا من إيران أو من جهة أخرى. لكن الشيخ محمد التجكاني، الفقيه السني، قال إن المساجد والمؤسسات الثقافية والتربوية الشيعية في كل أوربا تتلقى دعما من جهات تدعم التشيع، وهو دعم مادي ومعنوي لا يتوفر للمساجد والمؤسسات الدينية السنية. ويضيف الشيخ التجكاني قائلا: «مقابل الدعم الإيراني للمذاهب الشيعية، كان هنا في بلجيكا دعم للتيار الوهابي السعودي، لكنه لم يكن ممنهجا بل كان يدعم خطابا لا يمكن أن يستوعب الأمة، لأن الخطاب الذي يمكنه أن يقوم بهذا الدور هو الخطاب المعتدل، لكنه لا يملك نفس الدعم والسند». ما لذي يمنع المغرب، إذن، من رعاية الخطاب الاعتدالي لضمان «الأمن الروحي» لأبناء جاليته، الذين يتطلعون إلى دراسة علوم الدين؟ يجيب الشيخ التجكاني: «ذات مرة، في سنة 2004 أو 2005، حضرتُ أحد اجتماعات المجلس العلمي الأعلى والتمستُ، خلال هذه المناسبة، باسم خطباء أوربا، ضرورة فتح الجامعات المغربية للشباب المقيمين بأوربا، لتقوية محبة الوطن والوسطية والاعتدال».


عاشوراء بطعم البكاء
«لقد أحييْنا عاشوراء بالحزن والبكاء ودراسة فلسفة عاشوراء، كما نظّمنا محافل لتلقّي العزاء لمدة 10 أيام، بداية من فاتح محرم»، يؤكد الشيخ عبد الله الدهدوه. نفس الشيء يقوله الشيخ محمد بن خيدر، الذي يضيف أن «البكاء على الحسين سُـنّة مؤكدة، وإذا لم تحزن فأنت، إذن، ترفض الحديث». ويستدل خيدر على ذلك بالقول «لقد حزن الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، كثيرا على سبطه عندما دخلت عليه مرضعة الحسين، عليه السلام، واسمها أم الفضل، فوجدته يبكي، فقالت: مم بكاؤك يا رسول الله؟ فقال: جبريل أتاني فأخبرني أن أمتي ستقتل ولدي.. لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة».
وحول المعتقد الشيعي الذي سمعت «المساء» العديد من شيعة بروكسيل المغاربة يرددونه، والذي يقول إن السماء أمطرت دما يوم مقتل الحسين، أجاب الشيخ بن خيدر قائلا: «نحن في المغرب نعتقد أن محمدا الخامس كان يُرى في القمر، فلماذا عندما يتعلق الأمر بالحسين يعتبر الأمر ممنوعا؟.. هذا منطق السلفية والنواصب (النواصب: الذين ناصبوا آل بيت الرسول العداء). ثم إنني لا أدخل هذا في الدين، لأن مسألة الكرامات تبقى شخصية». يصمت الشيخ لبرهة ويكتلم «المريد» عبد اللطيف من مدينة فاس، وهو رجل خمسيني حرص على أن يبقى صامتا طيلة مدة لقاء «المساء» بشيخه، وحتى عندما كان يُسأل، كان يجيب: «نحن لا نتقدم أمام شيخنا سيدي محمد».. في مسألة عاشوراء، تكلم عبد اللطيف وقال: «لقد كانت العادة عندنا في فاس هي توزيع الماء على المارّين، دلالة على موت الحسين عطشاً، وكنا نوقف الاحتفال في الأعراس حتى تنقضي عاشوراء». وتابع عبد اللطيف: «لقد غادرت المغرب في السبعينيات، ولا أعرف التحولات التي حدثت فيه، لكنني بدأت أسمع أن عاشوراء أصبحت مناسبة للفرح وشراء الحلويات واللعب.. ولستُ أدري سبب هذا التحول داخل مجتمع يُقدّس آل البيت؟» الجواب عند الشيخ عبد الله الدهدوه، الذي يقول: «هناك أيادٍ خفيّة اشتغلت، تحت جنح الظلام، على تحويل عاشوراء في المغرب إلى يوم فرح.. ولا أستبعد أن تكون هناك يد للحركة الوهابية، التي انتشرت بقوة في المغرب. لقد تحولت عادات المغاربة كليا مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، فبعدما كان المغاربة يُحرّمون الاحتفالات في عاشوراء ويَحْرِمون أنفسَهم من اللباس الفاخر، أصبحنا أمام احتفالات تعُمّ كل أرجاء البلاد».. وبانفعال زائد، يتعجب الشيخ محمد بن خيدر: «هل من المنطق أن يتخذ المرء يوم وفاة الرسول عيدا؟ الحديث يقول: «الحسين مني وأنا من الحسين»، ونحن نقول أيها المؤمنون التزموا بسنة نبيكم في حزنه على سبطه».



نائبة رئيس «هيأة مسلمي بلجيكا» لـ« المساء »: كنت مسيحية ووجدت في التشيع نموذجا حياتيا
إيزابيل سمية: الإسلام في المغرب ذو أصل شيعي
- كيف اعتنقت الإسلام؟ ولماذا وقع اختيارك على المذهب الشيعي؟
< أنا أتحدر من أسرة مسيحية، ولا يخفى على أحد أن الأديان، عامة، تعرضت لمجموعة من التحريفات والتحولات، فمن خلال بحث روحي رافقني منذ طفولتي، وجدتُ في الإسلام، بشكل عام، وفي التشيع، بشكل خاص، نموذجا حياتيا، أخلاقيا، يحرر المرأة والإيمان، وهو نموذج للتوازن بين التقليد النبوي والحداثة، وقد مكّنني اطّلاعي ودراستي لمجموعة من المراجع المختلفة من أن أسلط الضوء على استمرارية الرسالة السماوية على يد آل بيت رسول الإسلام، النبيل.
-كيف تقيمين حضور المسلمين الشيعة في بلجيكا؟ وهل لديك إحصائيات تتعلق بعدد الشيعة المغاربة المقيمين في بلجيكا؟
< بلجيكا لا تسمح بتعداد رسمي للجماعات والأقليات، خصوصا بعد أهوال الماضي وكذلك تجنـّبا للتمييز، لذلك يتعذر عليّ إعطاء رقم مضبوط. ولكنْ، حسب الكتاب الأخير للبروفيسور فيليس داسيتو، الذي نُـشِر قبل أسابيع قليلة في بروكسيل، والذي يحمل عنوان «القزحية والهلال.. بروكسيل والإسلام في مواجهة الإدراج المشترك»، يذكر الكتاب أن وجود الشيعة في بروكسيل محدود نسبيا في العدد، لكنه متنوع جدا: لبنانيون وعراقيون، باكستانيون وإيرانيون، مغاربة وأتراك، أفغان، وبلجيكيون اعتنقوا الإسلام..
-يشهد المغرب تزايدا لنشاط الفكر الشيعي، ومرد هذا، حسب بعض الباحثين، إلى الحضور القوي للشيعة المغاربة في بلجيكا.. إلى أي حد تتفقين مع هذا الطرح؟
< هناك معلومة غير معروفة كثيرا في المغرب، نظرا إلى تغافل التاريخ عن ظهور الإسلام في المغرب، الذي كان الفضل فيه لهجرة إدريس الأول إلى المغرب، وبالتالي فالإسلام في المغرب ذو أصول شيعي، الشيء الذي يُمكـّننا من فهم وجود مجموعة من الممارسات التقليدية الشيعية في المغرب، وهي أمور اطـّلعتُ عليها بنفسي منذ أكثر من 20 سنة خلال أسفاري إلى المغرب. على سبيل المثال، رغم أن البعض يحتفلون الآن بـ«بابا عاشورا»، هناك الكثير من الناس يوزعون على الأطفال الصغار قُـللا صغيرة من الطين، مملوءة بالماء، إحياء لذكرى مأساة عاشوراء. تسمية الملك الحالي للمغرب «أمير المؤمنين» هي التسمية التي أطلقت على الإمام علي، خليفة الرسول وصهره، وهي كذلك تعبير عن اعتراف رسمي بهذه الحقيقة. أنا أشعر بالتوتر حُيال هذه المسألة، لكنّ الأمر ما هو، ببساطة، إلا رجوع إلى الإسلام الأصلي، ولأصالة التاريخ المغربي الذي يستحق أن يعاد فيه النظر ويعاد اعتماده لتجنب أي تشويش.
-ما هو الدور الذي تقومين به من داخل «المجلس التنفيذي للمسلمين في بلجيكا» من أجل تقديم الدعم المالي والسوسيو -ثقافي للمذهب الشيعي في بلجيكا؟
< شخصيا، لقد شاركتُ دائما من أجل الدفع بالاعتراف للمسلمين عامة في بلجيكا بحقوقهم في الهوية، مع احترام تعدديتهم واحترام كل مكونات المجتمع الإسلامي في بلجيكا، بدون أي تمييز.

من جريدة المساء المغربية.
************************

[/align]
[/cell][/table1][/align]

فهيم رياض 29 / 10 / 2012 18 : 01 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
حياك الله وبياك أستاذة نصيرة وعيد مبارك سعيد :
في هذه القضية بالذات لا أحتاج فيها إلى ما تقوله
الكتب ولا الصحف خاصة تلك التابعة لأنظمة الحكم.
في الجزائر وبعد إلغاء المسار الإنتخابي سنة 1992
كان أول قرار أتخذته السلطة الحاكمة آنذاك في المجال
الديبلوماسي هو قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران
بمبرر واهي يشهد عليه السفير الجزائري في طهران
آنذاك السيد عبد القادر حجار وهذا المبرر الواهي هو
دعم إيران للجماعات الإسلامية المسلحة ، حتى أن
الرئيس هاشمي رفسنجاني قال معقبا على هذا القرار:
عليكم بقطع علاقاتكم مع السعودية لأنها سنية وهذه
الجماعات تتبعها وتتلقى الدعم منها أوعلى الأقل من
بعض الجهات فيها ، لكن الإيديولوجيا فعلت فعلتها و
لم تبق للعقل مكانا .
وقد طبل وهلل التغريبيون والفركوفونيون والفرنكوش
-الذين خلا لهم الجو كما خلا لقنبرة طرفة بن العبد-
أيما تطبيل وايما تهليل لهذا القرار . ولما جاء بوتفليقة
كان أول ما فعله ديبلوماسيا تقريبا هو إعادة تلك العلاقات
إلى سالف عهدها .
الحاصل أن السلطة عندنا أو عندكم أو عند غيرنا إذا
قضت أمرا أوعزت لصحفييها ومؤيديها والعازفين
على وزنها ومقامها ومداحي شوارعها بتسويد أو تبييض
- حسب الحالة والحاجة - ما أومن تتعتزم إتخاذ قرارها
حياله .

نصيرة تختوخ 29 / 10 / 2012 01 : 09 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قد يكون ماقلته صحيحا بالنسبة للجزائر لكنه ليس صحيحا بالنسبة للمقال الذي أوردته لأنني كمقيمة في بلد لصيق ببلجيكا أعرف ما يجري هناك وأن ماورد في المقال التابع لجريدة ليست محسوبة على الحكومة صحيح.
و قد سبق لي أن نشرت نبأً عن مقتل إمام شيعي في مسجد ببروكسيل لو تذكر.
هناك تشيع وهناك مد سلفي أيضا.
كما لايمكن لأحد الإنكار أن هناك طائفية تمت تغذيتها في العراق بشكل رهيب وليست أمريكا وحدها في العالم من لها مصالح استراتيجية .
تحيتي لك أستاذ فهيم.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 29 / 10 / 2012 21 : 09 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]التلغراف: المالكي يلعب بنيران الفتنة الطائفية في العراق
تخصص الديلي التلغراف مساحة واسعة لتغطية تفجيرات العراق، ويكتب مراسلها لشؤون الشرق الاوسط تقريرا موسعا عن موجة التفجيرات التي هزت بغداد.

وتحت عنوان "العراق يتجه نحو صراع طائفي حتمي" يربط التقرير بين التفجيرات التي خلفت اكثر من 70 قتيلا وانسحاب القوات الامريكية من العراق.

كما يربط التقرير بين التفجيرات وقرار رئيس الوزراء نوري المالكي "الذي يرتبط حزبه بجماعة شيعية متحالفة مع ايران" القبض على نائب رئيس الجمهورية السني طارق الهاشمي.

وبالاضافة للتقرير الاخباري تنشر التلغراف تحليلا مطولا لكبير مراسليها للشؤون الخارجية ديفيد بلير بعنوان "تفجيرات العراق: نوري المالكي يلعب بنيران التوتر الطائفي".

يقول بلير انه لم تمض ساعات على رحيل القوات الامريكية من العراق حتى قرر رئيس الوزراء نوري المالكي التخلص من قيادات السنة في الائتلاف الحكومي الذي يقوده.

ويقول الكاتب ان المالكي الذي فاجأ الجميع كشخصية محورية اصبح اكثر ديكتاتورية ينتقده معارضوه بانه وراء اشعال التوتر الطائفي.

وعن التفجيرات يقول: "سيعتقد كثير من الشيعة ان التفجيرات ثأر من جانب الهاشمي. وربما يصدقون تلك النظرية لكن ذلك لا يجعلها صحيحة".

اما في الاندبندنت فيكتب باتريك كوبرن مقالا حول تطورات الاوضاع في العراق، يتسق مع وجهات النظر المذكورة في التلغراف.

يقول الكاتب: "كان متوقعا ان يحاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعزيز سلطاته مع رحيل اخر القوات الامريكية هذا الشهر. لكن قراره غير المتوقع باثارة ازمة سياسية فورا بان يامر بالقبض على نائب الرئيس بتهمة الارهاب ربما يضعف سلطاته ويزعزع استقرار العراق".

ويمضي الكاتب ناقلا عن مسؤول عراقي قال في مقابلة مع الاندبندنت كيف ان المالكي يعاني من جنون الشك والارتياب متصورا طوال الوقت ان هناك مؤامرات ضده شخصيا.

ويخلص كوبرن الى ان المالكي "بدلا من ان يعزز الوحدة الوطنية عمل على استعداء الاقلية السنية واغضاب الاكراد، وهما يشكلان جزءا اساسيا في الحكومة".

وتخصص الاندبندنت واحدة من افتتاحياتها للعراق تحت عنوان "اشارات مقلقة عن صراع مستقبلي في العراق".

وتقول الصحيفة ان الترتيب الذي تركته امريكا بين الشيعة والسنة والاكراد مهدد بالانهيار، وتتساءل عما سيحدث.

وترد على تساؤلها بان المحتمل "ان يقلد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي صدام حسين كرجل العراق القوي. وهو يوظف جهاز امن الدولة بالفعل ضد منتقديه من السنة بزعم تعاطفهم مع حزب البعث".
********************
المقال يعود لديسمبر من العام الماضي.[/align]
[/cell][/table1][/align]

نصيرة تختوخ 29 / 10 / 2012 42 : 09 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]دور التدخلات الإقليمية في صناعة المسـألة الطائفية في العراق
فاضل الربيعي
يرتبط تفجرّ المسألة الطائفية في العراق، وصعود دور العامل الإقليمي كمؤثر خارجي مقرر في الكثير من السياسات المحلية في هذا البلد، وبشكل متلازم، بوقوع الاحتلال الأميركي في 9 نيسان/ إبريل 2003. قبل هذا التاريخ، لم تكن المسألة الطائفية أو العامل الإقليمي، موضوعاً دراسياً إلا في حالات نادرة، كان النقاش يجري خلالها بصورة غير علنية عن سياسات تمييز طائفي ذات طابع محدود، وعن تدخلات إقليمية محدودة كذلك.

اليوم، بعد سنوات من الاحتلال، هناك ما يشبه الإجماع على أن هذا التلازم تدعمه مجموعة من الحقائق، أبرزها أن محو الدولة وتفكيكها وانهيار مؤسساتها، وتلاشي مرتكزات الضبط الاجتماعي التقليدية في المجتمع، أدّى، ذلك كله، إلى شيوع نمط من الانفلات الأمني في جميع المستويات، وإلى تعاظم قوة الفاعل الإقليمي وتأثيره في الأحداث.

إن دراسة هذا الجانب من المسألة يمكن أن يوفر إمكانات ومعطيات جديدة لبناء فهم أفضل وأعمق للنتائج المترتبة على ظهور دور العامل الإقليمي وتبلوره كطرف فاعل.

كان لإيران في فترات ومراحل مختلفة من تاريخ العراق الحديث، بخلاف الكثير من القوى الإقليمية، لأسباب وظروف وبواعث عديدة ومعقدة نجمت عن الاحتلالات المتعاقبة التركية والإيرانية لهذا البلد، شأن مقرر في المعادلات الداخلية العراقية. ولعل حقبة الاحتلال البريطاني للعراق التي بدأت في عام 1917 هي الحقبة الأكثر نموذجية في تصنيف هذا الدور وتحديد طبيعته؛ فقد سعت إيران بعد تلاشي العدو العثماني من المسرح التاريخي، ومن خلال حلفائها السياسيين، وخصوصاً جماعات المجتهدين(1) إلى بلورة تيار ديني-سياسي يدعو إلى ضم العراق إليها وإلحاقه بها (2).

وخلال المناقشات التي أجراها السير أرنولد ويلسون، المفوض المدني البريطاني في نهاية عام 1918، مع بعض قادة هذا التيار، تكشفت أبعاد الدور الإقليمي وحدوده؛ إذ انقسمت الجماعات الشيعية إلى ثلاث كتل رئيسة، طالبت إحداها علناً بضمّ العراق إلى إيران، بينما دعت الثانية إلى إبقاء العراق تحت الحكم البريطاني(3).

أما الثالثة فدعت إلى خروج الاحتلال من العراق وتنصيب ملك عربي عليه. وفي وقت لاحق تمخض اجتماع تاريخي لهذه الجماعات عقده المرجع الشيعي الأعلى كاظم يزدي المعروف بمهادنته البريطانيين، وبناء على طلب ويلسون نفسه، عن نتائج مكرّسة لهذا الانقسام في صوره الأولى.

لكن تيار الضم والإلحاق هذا، سرعان ما أصابه الوهن والضعف بوفاة يزدي المفاجئة في نهاية عام 1919، وصعود آية الله الشيرازي الذي قاد بنفسه تياراً عروبياً لا يقبل المهادنة، ويدعو علناً إلى منح العراق استقلاله وحقه في تنصيب ملك عربي عليه، وهو المطلب الذي سينادي به ثوار 1920. لقد كان الدور الإقليمي لإيران، يتجلى، باستمرار وبأوضح صوره، داخل المسرح العراقي وليس في أي مكان آخر.

من الواضح أن المرتكزات التاريخية لهذا الدور تكمن في عاملين رئيسين، أولهما وجود مؤسسة دينية كبرى قادرة على التأثير المباشر في الجماهير الشعبية الشيعية وفي مختلف الطبقات كذلك، وثانيهما، تفكك ماكينة الدولة "القديمة" وقيام الاحتلال بالتخلص من الإدارة السابقة (السنية الموالية للعثمانيين في الغالب)، وهما أمران تكررا بصورة مأساوية، مرة في عام 1917 حين سرّح الإنكليز موظفي الإدارة من أهل السنة، ومرة أخرى حين طبق الأميركيون بقسوة قانون اجتثاث البعث، وجرى بموجبه استبعاد آلاف الموظفين والعسكريين من أهل السنة.

وعلى الأرجح-من المنظور التاريخي-أن افتقاد أهل السنة مرجعية دينية مؤسسّية، كما هي الحال عند الشيعة، كان له شأن، على نحو ما، في تشتت القوة الشعبية اللازمة والضرورية لوجودهم كقوة سياسية فاعلة. ويتضح هذا البعد بجلاء، أكثر ما يتضح، في تلازم ثلاثة عوامل رئيسة كان لها شأن مهم في صعود الجماعات الشيعية خلال الاحتلالين البريطاني 1917 والأميركي 2003، الأول: وجود المرجعية كمؤسسة دينية موجًّهة للرأي العام (الشيعي). والثاني: نشوء الأحزاب الشيعية داخل حاضنة ترعاها المرجعية بصورة غير مباشرة. والثالث: صعود دور إيران الإقليمي.

لقد نشأ "حزب "الدعوة الإسلامي" عام 1958 مثلاً، داخل حاضنة ترتبط بوشائج وثيقة بالمرجعية، حتى إن لجنة تأسيس الحزب كانت تتألف من محمد باقر الصدر فيلسوف الحزب ومؤسسه، ومحمد مهدي الحكيم ابن المرجع الشيعي محسن الحكيم(4) إلى جانب شخصيات أخرى. وفي الوقت ذاته، ارتبط نشوء الحزب وصعود دوره، بوجود روابط قوية بطهران. والأمر ذاته ينطبق على أحوال تأليف "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" الذي أسسه آل الحكيم في معسكرات الجيش الإيراني على الحدود العراقية-الإيرانية.

واليوم، مع الاحتلال الأميركي للعراق، يتمثل العامل الإقليمي لبعض النخب السياسية العراقية، وحتى للكثير من المواطنين في بروز دور إيران وحدها مجدداً، ومن دون سائر الأطراف، كلاعب مقرّر في المعادلات الداخلية. وفي حالة العراق الراهنة، بات تعبير "العامل الإقليمي" في معظم الأدبيات السياسية السائدة، يعني الإشارة إلى النفوذ الإيراني، بينما يشار إلى إيران في أدبيات سياسية أخرى، ومن دون تسميتها بالاسم، بعبارة "العامل الإقليمي". وهذا أمر مثير بالفعل، لأنه يكشف جانباً معقداً من تلازم المسألة الطائفية مع فاعلية العامل الإقليمي.

بيد أن تباين مستويات الدور الإقليمي واشكاله وتنوع مصادره، تجعل من الصعب اختزال مضمون هذا الدور وتحديده بطرف واحد من دون سائر الأطراف الأخرى. لقد بينت تجارب النزاع الداخلي والصراعات المحلية في العديد من البلدان، ومن بينها العراق، أن العامل الإقليمي، يمكن أن يتحول إلى عامل محلي، وأن يصبح من مكوّنات الصراع الداخلي.

كما بينت سائر هذه التجارب، أن تواصل الصراع واستمراره، وتزايد حاجات الأطراف المحلية إلى مصادر دعم وإسناد، وشعور دول الجوار القريب والبعيد بالخطر على مصالحها في المجال الجيوسياسي لمنطقة النزاع، هي من بين أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تزايد فرص وإمكانات التأثير في المعادلات السياسية الداخلية، سواء جاء ذلك من الدول الطامعة، أو من البلدان المجاورة الخائفة من تداعيات تفجر المسألة الطائفية ونتائجها.

وفي الحالة العراقية الراهنة، يتمثل العامل الإقليمي في ظهور أشكال غير مسبوقة من التدخلات العسكرية والسياسية والثقافية، المباشرة وغير المباشرة، الصادرة عن دول الجوار، كما يتمثل في فاعليته ودرجة تأثيره في مجرى الصراع المحلي والتحكم في مساراته.

ولأن هذا العامل بطبيعته، لا يظهر كسبيكة متماسكة تصدر عن مركز أو طرف واحد، وهو على العكس من ذلك، ينبع من مصادر متنوعة ومتناقضة وحتى متصارعة في الرؤى والمصالح، فقد بات أمراً ملحاً إعادة تعريف "العامل الإقليمي" لإظهار حدود مسؤوليته عن بلورة النزاع الداخلي في صورته الإثنية (العرقية) والمذهبية المرّكبة.

إن التفاوت النسبي في فاعلية هذا الدور وقوة زخمه، بين هذا الطرف أو ذاك، من شأنه أن يحدد درجة التأثير وأمدائه. فالدور الإيراني مثلاً، لا يمكن مضاهاته بالدور التركي، والدور التركي لا يمكن مضاهاته بأدوار بعض الأطراف العربية، وأدوار هذه البلدان لا يمكن مقارنتها بالاتساع المضطرد للنفوذ الإسرائيلي الخفي. ويلاحظ في هذا السياق، أن الدور التركي في العراق، مرسوم بطريقة شديدة الحذر، وعابرة للبعد الطائفي(5). فحين وقعت، بعد أقل من عام على الاحتلال الأميركي، بعض الأحداث الطائفية بين التركمان الشيعة والسنة في الخلاف على أحد المراقد الدينية في كركوك، لم تعط تركيا أي انطباع عن أن دورها الإقليمي مرتبط بالبعد الطائفي للصراع.

وعلى العكس من ذلك، تمركز هذا الدور في ثلاثة محاور. أولها، إعادة صوغ العلاقات التركية-الكردية كعلاقات مصالح سياسية، وتجلى هذا الأمر في نجاح أنقرة في بناء علاقات متوازنة مع كردستان العراق (بمركزيه السياسيين: أربيل والسليمانية). وثانيها، رعاية محادثات سياسية بين الأطراف المتصارعة، وذلك ما برهنت عنه مناسبتان مهمتان متزامنتان تقريباً، التقى خلالهما رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري القادم من طهران، علاوة على الإعلان عن محادثات سرية بين الأميركيين وبعض فصائل المقاومة العراقية في أنقرة برعاية تركية-قطرية.

وثالثها، تشجيع العراق على الانجذاب نحو شراكات اقتصادية جديدة، وذلك ما عبرت عنه الاتفاقات المتنوعة التي وقعها الأتراك مع العراق، وإحداها اتفاقية إنشاء خط بري استراتيجي لنقل المنتجات النفطية لدول الخليج العربي، يربط البصرة بميناء جيهان التركي عبر الأراضي السورية (طرطوس-اللاذقية). ومع أن لأنقرة كثيراً من المبررات لاستغلال مسألة التركمان (في كركوك)، وهي مسألة تتيح لصانع القرار الدخول بقوة على خط التناقضات الداخلية؛ فإن المعطيات والوقائع تؤكد أن تركيا ظلت شديدة الحذر من ورقة التركمان العراقيين.

إن السياسة العابرة للبعد الإثني (العرقي) والمذهبي (الطائفي) والتي انتهجتها تركيا طوال السنوات المنصرمة، هي التي وفرت الأحوال الملائمة لرؤية دورها الإقليمي كفاعل إيجابي في المسألة الطائفية، بينما اتسمت النظرة إلى أدوار بعض البلدان العربية بالتخبط(6)، فتارة يجري لوم البلدان العربية لتخليها عن العراق وتقاعسها عن التدخل، وتارة يجري توجيه اتهام بعضها بالتسبب في أعمال العنف (ودعم الجماعات الإرهابية).

كما هي الحال مع اتهام المملكة العربية السعودية، في بعض الفترات، بالمسؤولية عن تسلل مقاتلين سنة. ومع ذلك، فقد تشكلت في الأدبيات السياسية السائدة في العراق وخارجه وعلى امتداد أكثر من سبع سنوات، صورة نمطية عن الدور الإقليمي وارتباطه بالمسألة الطائفية، والذي يحصر المسألة برمتها في شكل واحد هو الصراع الشيعي-السني، وفي طرف واحد هو إيران، بحيث بات من المألوف سماع اتهامات صريحة ضد طهران، لمسؤوليتها عن تأجيج المسألة الطائفية، واستغلال نفوذها للتمدد المذهبي.

والمثير للاهتمام أن المنظور السائد للمسألة الطائفية في الكثير من الأدبيات السياسية، يخلط بين تصورين للدور الإقليمي الإيراني، أحدهما لا يرى في إيران إلا دولة مذهبية طامعة في التمدد المذهبي (الشيعي) للهيمنة على العراق، بينما يرى التصور الآخر فيها دولة "قومية" تتحكم في استراتيجياتها أطماع تاريخية للفرس تتعدى نطاق العراق.

وهذان المنظوران المتناقضان (المذهبي والقومي) يساهمان في تعقيد النظرة إلى دور إيران، وفي إشاعة أجواء من الحيرة في تفسير أسباب تزايد نفوذها. والأخطر من ذلك، أن إيران تصبح في الحالتين، مصدر النزاع، وفي الآن نفسه الطرف المستفيد منه. والسؤال المعروض اليوم هو: هل أدى تفجر المسألة الطائفية عقب الاحتلال إلى تعاظم فرص إيران في لعب دور مؤثر في المعادلات العراقية الداخلية؟ أم أنها وجدت في الاحتلال الأميركي ضالتها للعب دور إقليمي أوسع، يمكن أن يوفر لها فرصاً متزايدة لدعم نفوذها في العراق والمنطقة ؟

إن إعادة تعريف العامل الإقليمي، وتحديده ودرجة ارتباط تأثيراته بالمسألة الطائفية، تتطلب ملاحظة تعقيدات الحالة العراقية وتراكب مصالح القوى والأطراف المحلية الصانعة وتشابكها. وإن فهماً أعمق لحدود هذا الدور وظروف استمراره بقوة متصاعدة يجب أن يلحظ، ثلاثة عوامل داخلية رئيسة:


أولا ً: انهيار الدولة وتفككها وفاعلية العامل الإقليمي

يرتبط العامل الإقليمي والمسألة الطائفية، بصورة وثيقة، بتلاشي الدولة العراقية بعد الاحتلال. وقد لاحظ تقرير المجموعة الدولية للأزمات International Crisis Group بعد بحث ميداني استغرق عدة أشهر ونشر تحت عنوان "ماذا في إمكان الولايات المتحدة أن تفعل في العراق؟" (7) أن غياب الدولة المركزية سيفتح الأبواب أمام التدخلات الإقليمية، وأن الأحداث في هذا البلد ستكون مدفوعة إلى مدى بعيد بالعوامل الداخلية المرتبطة ببيئة إقليمية ذات دور متزايد الفاعلية. لقد بلغ انهيار الدولة والمجتمع في العراق ذروته خلال عامي 2005 و2006، عندما تفجرت أعمال العنف الطائفي الواسعة النطاق بعد تفجيرات سامراء(8) (تفجير مرقدي الإمامين العسكريين) واتضح بعدها أن أعمال العنف هذه قادتها قوى مسلحة جديدة حلت محل الدولة في الكثير من المرافق، أو فرضت هيمنتها المطلقة بقوة السلاح على المجال الحيوي للدولة المنهارة، أو تسللت إلى أجهزة الجيش والأمن والشرطة في ما عرف بسياسات دمج المليشيات التي اتبعتها وزارة الداخلية.

ثم سرعان ما تحولت هذه القوى وخلال وقت قصير، إلى طرف صانع للمسألة الطائفية. كما اتضح أن أعمال العنف كانت ذات خاصية فريدة، فهي موّلدة لتناقضات جديدة تملك قابلية الاتساع والانتشار في مساحات اجتماعية خارج الدائرة الإسلامية، مثل تجمعات الصابئة المندائيين في محافظة ميسان (الجنوب)، والقرى والبلدات الكلدانية والآشورية والكنائس في الشمال، وهي تجمعات تعرضت، بشكل غير مسبوق، لأعمال تهجير وقتل واختطاف مروعة على خلفية غير طائفية. كما أن أعمال العنف ضربت معظم مناطق العاصمة، وبعض المحافظات القريبة (مثل ديالى شرقي بغداد حيث توجد تجمعات شيعية كبيرة)، وسلسلة أخرى من القرى والمدن الصغيرة ذات الأغلبية السنية غربي بغداد.

وكما لاحظ روبرت درايفوس(9) في مقالته الممتازة Our Monsters In Iraq، أي "وحوشنا في العراق"، فقد لعبت فرق الموت التي أدخلها الأميركيون دور الوحوش المفترسة لآلاف الأبرياء من أبناء الطائفتين. بيد أن أخطر النتائج والتداعيات الناجمة عن تفكيك الدولة، ومحو مؤسساتها الكبرى، وخصوصاً المؤسسة العسكرية، تكمن في الطبيعة المركبة للصراع، فهو إثني-مذهبي، وهو صراع سياسي-طائفي أيضاً. وهذا ما يتجسد في النزاع الكردي-التركماني- العربي على كركوك. وفي هذا ما عادت مكوّنات الصراع في المسألة الطائفية، محلية خالصة، وبات العامل الإقليمي فاعلاً أساسياً فيها. إن البيئة التي يترعرع فيها العامل الإقليمي، هي بيئة المصالح السياسية الكبرى للدول والشعوب، لا المعتقدات الثقافية فحسب، وأي محاولة لتصوير العامل الإقليمي كعامل مذهبي، سيكون نوعاًً من إغفال متعمد لدور المصالح السياسية ولأبعاد الصراع نفسه.


ثانياً: طبيعة الصراع ودور العامل الإقليمي

كشفت أحداث العنف الطائفي خلال عامي 2005 و 2006 أن القوى المنخرطة في الصراع عاجزة عن حسمه بوسائل وأدوات طائفية، وأنها قد تتسبب في حدوث خلل أعمق في التوازن الإقليمي للقوى. والأهم من ذلك، أن تضطر إلى تفعيل العامل الإقليمي كعامل محلي، وهو ما يعني تورط أطراف إقليمية في صراع مباشر. كما كشفت عن حاجتها إلى مبررات وأوضاع ملائمة لمواصلته. لقد اتضح في هذه الآونة أن جوهر الصراع الدائر لم يكن طائفياً، أو أنه لم يتحول إلى صراع طائفي تقليدي (نمطي) إذ لم يحدث ارتطام أو تصادم عنيف بين الكتل المذهبية التقليدية، بعضها مع بعض.

وعلى العكس، تكشَّف عن كونه صراعاً سياسياً بين قوى جديدة متنافسة على مصادر النفوذ والسلطة والمال. وفي حالات كثيرة-مثل عمليات التهجير القسري الذي قامت به الميليشيات الشيعية والسنية شرق وغرب بغداد-تطوع سكان محليون لتقديم الحماية والمأوى لمئات الأسر الشيعية والسنية.

ولعل حادثة انهيار جسر الأئمة الرابط بين الأعظمية (السنية) والكاظمية (الشيعية)، وهو الحادث الذي أدى إلى غرق العشرات من المواطنين المشاركين في احتفالات إحياء ذكرى عاشوراء عام 2005، كاف من حيث دلالاته المباشرة، لتدعيم الانطباع بأن الصراع لم يكن طائفياً بمقدار ما كان سياسياً، وذلك ما أدركه العراقيون وهم يتداولون قصة إنقاذ أسطورية بطلها أحد شبان الأعظمية، الذي دفع حياته لإنقاذ بعض ضحايا انهيار الجسر من أبناء الشيعة.

إن تبلور الصراع خلال تفجر أعمال العنف هذه بصفة كونه صراع إرادات سياسية محلية عاجزة عن تحويله إلى صراع مذهبي، وهشاشة طابعه الطائفي الذي ظل محدوداً وشكلياً، يدعم حقيقة أن العامل الإقليمي شهد، بدوره، الآخر تحولاً مماثلاً في طبيعة دوره. ولكن هذا التحول ظل محدوداً وضيقاً. لذلك، تشكل منظور جديد للدور الإقليمي والمسألة الطائفية، يرى في النفوذ الإيراني فاعلا سياسياً ومذهبياً في آن.


ثالثاً: البعد السياسي للمسألة الطائفية

اتسمت خريطة الصراع المحلي خلال سنوات 2006-2010 بتبلور ثلاثة أطراف رئيسة هي:

أ-قوى التفعيل الطائفي: وتضم هذه جماعات مختلفة شيعية وسنية متنافسة. فالمجلس الأعلى مثلاً، وإن ارتبط مع حزب الدعوة بمشتركات عقائدية وسياسية ومصالح، إلا أنهما ظلا طرفين متنافسين إلى النهاية. لقد كان جوان كول(10) على حق في دراسته العلاقات التاريخية المعقدة والمتوترة التي ربطت حزب الدعوة بآل الحكيم عندما أشار الى أن حزب الدعوة قطع صلته بالمجلس الأعلى عند تأسيسه في العام 1982 ليصون استقلاله.

كما أن التيار الصدري الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بحزب الدعوة، وجد نفسه في قلب صراع دامٍ ضد هذا الحزب حين تولى نوري المالكي رئاسة الوزراء (تعبر عن هذا الصراع معارك البصرة بين الصدريين والقوات الحكومية في صيف 2006)، بينما اتسم التنافس بين الحزب الإسلامي (السني) وجبهة التوافق الوطني (السنية) من جهة، وهيئة علماء المسلمين من جهة أخرى، في كثير من الحالات، بالقسوة والضراوة، ولا سيما حين جرى اتهام الهيئة بدعم الجماعات الإرهابية، فاستولى الوقف السني عنوة على مقر الهيئة في جامع أم القرى. كما أن المعارك التي خاضتها قوات الصحوة ضد تنظيم القاعدة، وفي موازاتها معارك الصحوة ضد الحزب الإسلامي في الأنبار، تدل على الطبيعة المعقدة للصراع.

ب-قوى الصّد الطائفي: تلازم صعود أدوار هذه القوى مع وهن قوى الصّد الطائفي في المجتمع (أي التيارات الليبرالية والقومية والعلمانية القادرة على مواجهة الثقافة الطائفية). وتجلى ضعف هذه القوى بعد الاحتلال مباشرة وفي أسطع صوره، في حالتين نموذجيتين: الأولى في الإعلان المفاجئ عن تحول تيار المؤتمر الوطني (الليبرالي) الذي يقوده أحمد الجلبي إلى حركة سياسية باسم "البيت الشيعي" لضمان مشاركته الفاعلة في انتخابات 2005، والثانية في مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم المؤقت(11) كطرف شيعي (المقعد الرابع عشر عن الشيعة).

وكان لهيمنة القوى الرئيسة التي تملك وشائج وروابط قديمة بطهران على مرافق الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، ومسارعتها إلى احتكار السلطة والنفوذ والثروة، أكبر الأثر في حدوث خلل في توازن القوى الاجتماعية، وفي خلق نمط من التفاوت في قوة الجماعات المحلية وقدرتها على التحكم في مسارات الأحداث وتطورها.

لقد تلازم صعود أدوار قوى تفعيل المسألة الطائفية على مستوى المجتمع (الأحزاب الدينية الشيعية الكبرى مثل المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري وجماعات صغيرة أخرى مؤثرة مثل حزب الفضيلة وحركة العمل الإسلامي) مع صعود أدوار قوى وجماعات وأحزاب سنية مثل (الحزب الإسلامي وجبهة التوافق وهيئة علماء المسلمين وجماعات صغيرة أخرى).

وهذه مجتمعة، كان صعودها يتلازم مع ضعف وحتى تلاشي قدرة التيارات القومية والعلمانية والليبرالية. لكن صعود أدوار هذه القوى، وبعضها قوى تاريخية أعادت تأسيس نفسها وتمكنت من استعادة مكانتها كأطراف فاعلة، لم يكن له أدنى تأثير في إحداث التوازن الاجتماعي-السياسي بين الطائفتين. وفي الغالب، يُعزى هذا الخلل في القوة والتوازن إلى العامل الإقليمي، إذ يشكو أهل السنة بمرارة من النفوذ الإيراني كمصدر أساس من مصادر هيمنة الأحزاب الشيعية على الحياة العامة والمرافق الحكومية. وفي الوقت ذاته، يجرى التركيز على هذا العامل كسبب وحيد لتهميش دورهم السياسي.

ومع ذلك، اتسمت نظرة العراقيين، عموماً، إلى هذه القوى على أنها جماعات سياسية متنافسة على مصادر السلطة، لا جماعات ممثلة للطائفتين، وبأنها تستخدم الخطاب السياسي-الديني في صراعٍ يدور في الأساس، داخل حقل السياسة لا داخل حقل الهويات المذهبية. وهذا التطور في النظرة إلى جوهر الصراع هو الذي أضفى عليه، وبقوة، طابعاً سياسياًً، وجعل من هذه القوى، مجرد جماعات تدير صراعاًً سياسياً بأدوات طائفية، لا قوى اجتماعية تدير صراعاً طائفياً بأدوات سياسية.

إن عجز قوى التفعيل الطائفي عن تحقيق تمثيل حقيقي لأي من الطائفتين، بحيث تصبح هذه القوى ناطقة باسم طوائفها ومعبرة عن مصالحها، هو الذي أضعف قدرتها-في النهاية-على إدارة الصراع الطائفي، وأعاد إدراج تنافسها إلى حقل الصراع السياسي. وكما بينت الأوضاع والأحداث، فقد كانت مشكلة التمثيل الطائفي أعقد من أن تحسم بسهولة. فجميع هذه الجماعات لم تتمكن من تجسيد تمثيلها لطوائفها، وكان من الواضح أن ثمة هوّة تفصل بين الطائفة والحزب الديني، فلا الأحزاب الشيعية تمكنت من تحقيق هذا التمثيل بالمعنى الطائفي، ولا الجماعات السنية كانت قادرة على تقديم نفسها للجمهور السني كتجسيد لإرادته وهويته المذهبية.

ولذلك نشأ وضع غريب وشاذ بالفعل؛ فقد بلغ العداء بين هذه القوى، بعضها ضد بعض، وفي حالات وفترات مختلفة، إلى نشوء أوضاع مولِّدة لصراع طائفي بالفعل، لكنه لا يملك قابلية التحول إلى صراع كتل مذهبية، وظل محصوراً في دائرة التنافس السياسي. ومن بين أبرز الأسباب التي أدت إلى تشكل بنية المسألة الطائفية كبنية محلية يلعب فيها العامل الإقليمي دوراً منشطاً، أن صعود أدوار هذه القوى كان يتلازم مع تزايد وهن قوى الصّد المحلية وضعفها.

ج-البعد الإثني القومي في المسألة الطائفية: اتخذ مسار الصراع السياسي الذي خاضته القوى السياسية المختلقة بأدوات طائفية، بعده الإثني/القومي، مع تفجر مشكلة كركوك. واتضح أن هذه المشكلة تهدد بتطوير الصراع المحلي إلى صراع إقليمي، فلا إيران يمكن أن تسمح بحسم النزاع على ما بات يُعرف بالأراضي المتنازع عليها بين المركز وكردستان (ديالى وخانقين) لمصلحة الأكراد، ولا حتى أن توافق على هيمنتهم على كركوك (حيث توجد أقليتها الشيعية)، ولا تركيا يمكن أن تتقبل تمدد الإقليم الكردي إلى مناطق التركمان. وفي هذا الإطار برز البعد الإثني-المذهبي في العامل الإقليمي، وظهرت طبيعته المركبة.


توصيات واستنتاجات

لمّا كانت المسألة الطائفية في العراق، طبقاً لهذا المنظور، مسألة صراع سياسي تخوضه قوى مختلفة، ولكن بأدوات ووسائل طائفية، ولمّا كان العامل الإقليمي هو، في الجوهر، عامل المصالح السياسية والثقافية المباشرة لقوى المحيط؛ فإن إخماد هذا الصراع وتخطي الأوضاع التي تجعل منه صراعاً متواصلاً، لن يكون ممكناً من دون إنشاء مقاربة جديدة لمصالح الأطراف المحلية والإقليمية المختلفة، وهذا يستدعي:

1ـ التفاهم الإقليمي-الإقليمي: على إعادة بناء نظام الشراكات السياسية في العراق، من خلال إطلاق عملية سياسية جديدة تجمع الأطراف والقوى والجماعات كلها، وتشجعها على التقدم نحو حل وطني شامل. إن انسداد أفق الحل، وتنازع القوى السياسية، هو الأرضية الخصبة للتدخلات الإقليمية. ولذلك فإن تخطي نظام الحصص السياسية (بعدها الطائفي) لن يكون ممكناً إلا عبر التوافق على مساواة دستورية جديدة قاعدتها مبدأ المواطنة.

2ـ التفاهم الإقليمي-المحلي: بينت التطورات والأحداث أن تطويق نتائج العامل الإقليمي وتأثيراته في المعادلات المحلية، وهي تأثيرات مستمرة ومتواصلة، لن يكون ممكناً من دون وجود أرضية لحوار محلي-إقليمي، تشارك فيه جميع القوى (من الطائفتين). إن حواراً مباشراً مع إيران تقدم عليه القوى والأحزاب المعارضة لنفوذها في العراق، يمكن أن يفتح أفقا ً للحل الوطني الشامل.

3ـ الحوار المحلي-المحلي: إن تفاهماً بين دول الإقليم، وإطلاق حوار بين إيران ومعارضي نفوذها في العراق، من شأنه أن ينشئ الأرضية الملائمة لحوار وطني بين القوى السياسية العراقية، في داخل العراق وخارجه. ويجب أن تكون أولى أولوياته الحفاظ على العراق ككيان، ومنع تمزيقه والتلاعب في دوره وخياراته التاريخية.

---------------------------

الهوامش

1.عبد العزيز سليمان نوار، "تاريخ العراق الحديث من نهاية حكم داود باشا إلى حكم مدحت باشا"، القاهرة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1964، ص 300. تاريخياً، أطلق تعبير المجتهدين، أول مرة، على مجموعة من الهنود (من رجال الدين الشيعة كانوا يقيمون في النجف وكربلاء) خلال سنوات الصراع الإيراني ـ التركي على العراق طوال أربعة قرون متواصلة، كما أطلق على بعض رجال الدين الشيعة من العرب، ممن كان لهم شأن متميز في ثورة 1920، وكان حضورهم السياسي لافتاً في المناقشات التي دارت بعد الثورة في مسألة اختيار ملك عربي لحكم العراق. وقد عرف هؤلاء بارتباطاتهم القوية بإيران، وبميولهم المحافظة وبمواقفهم المتهاونة مع الاحتلال البريطاني. 2.فرهاد إبراهيم، "الطائفية السياسية في العالم العربي"، القاهرة: مكتبة مدبولي 1996، ص 84.
3.فرهاد إبراهيم، المصدر السابق، ص 84.
4. المرجع السابق، ص 245.
5.محمد نور الدين، "تركيا الصيغة والدور"، بيروت: رياض الريس للنشر، 2008، ص 235. بخلاف جيرانها (اليونان وأرمينيا) فإن العراق ـ بحسب نور الدين ـ يمثل أهمية أولى لتركيا لأسباب كثيرة، ولذلك فالدور التركي تجاه العراق، مرسوم بطريقة تراعي ثوابتها في هذا البلد، وأهم هذه الثوابت الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية ومنع التقسيم. لكن أهم ثوابتها التاريخية عدم السماح لإيران بالتمدد على حساب مصالحها، ومنع تمركز نفوذها في هذا البلد. ولذلك فهي تعارض سراً وعلناً إقامة فيدرالية شيعية، ولكنها ربما تضطر إلى القبول بهذا الأمر إذا فرضت عليها التطورات نوعا ً من صيغة ما لثلاث مناطق حكم ذاتي للأكراد والشيعة والتركمان.
6.رضوان السيد، "الصراع على مستقبل العراق: الحوزة والعشائر والاجتماع المدني السياسي"، مجلة "المستقبل العربي"، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 292، حزيران/ يونيو 2003، ص 149. يلاحظ السيد أن لا مصلحة لدول المحيط العربي ودول الجوار في تقسيم العراق، ولكن الأتراك والإيرانيين يبدون أكثر قدرة من العرب على الحركة. كما يرى أن وجود أنصار للإيرانيين في داخل العراق قد يكون من بين أسباب قدرتهم على التحكم في مسارات الأوضاع هناك. لكنه لاحظ أيضاً، أن الأتراك يمتنعون عن لعب ورقة الشيعة التركمان. وهذا صحيح بوجه العموم.
7.المجموعة الدولية للأزمات International Crisis Group، "ماذا بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعل في العراق"، مجلة "المستقبل العربي"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت: في 2005، شباط/فبراير، العدد 312، ص 24.
8.تميزت سامراء خلال الأسابيع القليلة التي أعقبت سقوط بغداد، بامتناع سكانها من سلب ممتلكات الدولة ونهبها عبر تأليف منظمات مشتركة من الشيعة والسنة في جميع الأحياء لمنع اي محاولة للنهب.
9.موقع http://WWW.Robertdreyfuss.com\articles.htm على شبكة الانترنت ، 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2010.
10.جوان كول وآخرون، "العراق: الغزوـ الاحتلال ـ المقاومة"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت: 2003، ص 157.
11.أحمد الحاج هاشم الدفاعي، "محاضر مجلس الحكم الانتقالي"، بيروت: دار الطليعة، 2005، ص 61. في مناقشات أعضاء مجلس الحكم في شأن تعيين وكلاء الوزارات، جرى التأكيد على مراعاة هذا الجانب من التمثيل العرقي والطائفي.
--------------------

المراجع والمصادر

1.أحمد الحاج هاشم الدفاعي، "محاضر مجلس الحكم الانتقالي"، بيروت: دار الطليعة، 2005.
2.جوان كول وآخرون، "العراق: الغزو-الاحتلال-المقاومة"، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2003.
3.عبد العزيز سليمان نوار، "تاريخ العراق الحديث من نهاية حكم داود باشا إلى حكم مدحت باشا"، القاهرة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1964.
4.فرهاد إبراهيم، "الطائفية السياسية في العالم العربي"، القاهرة: مكتبة مدبولي، 1996.
5.محمد نور الدين، "تركيا الصيغة والدور"، بيروت: رياض الريس للنشر والكتب، 2008.
----------

الدوريات

1.رضوان السيد، "الصراع على مستقبل العراق: الحوزة والعشائر والاجتماع المدني السياسي"، مجلة "المستقبل العربي"، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 292، حزيران/ يونيو 2003.
2.المجموعة الدولية للأزمات International Crisis Group، "ماذا في إمكان الولايات المتحدة الأميركية أن تفعل في العراق"، مجلة "المستقبل العربي"، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 2، شباط/فبراير 2005.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نصيرة تختوخ 29 / 10 / 2012 54 : 09 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]الطائفية السياسية لها نتائج وخيمة وللأسف المنخرطون فيها موجودون وبشدة من أجل مصالح جيوسوتراتيجية أو فردية ورغبات في بسط النفوذ والسيطرة أو حتى حمايـة الذات والمصالح على حساب الآخرين.
في أي بقعة من العالم فإن الدول تسعى لتأمين مصالحها وحدودها لكن اللعب بالورقة الطائفية خاصة في غياب الدولة القوية أو الوعي الكافي يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي لبلد ما وتفتيته وجعله فريسة انعدام أمان واستقرار وهما لبنتان ضروريتان للتطور والنجاح والتقدم..
هذا ماأحببت إضافته بعد المقال ولكم كل التقدير.[/align]
[/cell][/table1][/align]

فهيم رياض 29 / 10 / 2012 59 : 01 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
حياك الله :
أما الطائفية في العراق أو في العراق وإيران فقد بدأت
ببداية الحرب العراقية الإيرانية حيث كان صدام رغم ما
عليه من مؤاخذات قرة عين أمريكا ، وكانت تمده بكل
أنواع الأسلحة ، وكان يمكن للخميني أن يكون كذلك لو
سبح بحمد هذا البلد . وأول من جسد هذه الطائفية على
أرض العراق بعد ترسيمها على الورق هو الحاكم الأمريكي
" بريمر " .
أما في لبنان فإن المتتبع المحايد والمحلل النزيه للأحداث
يصل لا محالة إلى نتيجة مفادها أن الطائفية في لبنان وما
ينجر عنها من ويلات ومآسي هي نتيجة أو ترجمة أو بعبارة
أخرى لايتم التلويح بها واستغلالها إلا في حالة وجود مقاومة
فلسطينية على أرض لبنان و/أو كتعبير عن رفض وجود مقاومة
لبنانية على أرض الجنوب اللبناني رغم ما قدمته هذه المقاومة
من تضحيات وما حققته من إنتصارات أهمها طرد اليهود من
الجنوب دون مفاوضات أو شروط .
اما محصلة هذا الصراع الطائفي المخزي فنراها عيانا بيانا
ونتلمسها تلمسا في فلسطين وما أدراك ما فلسطين ، حيث
تنقسم السلطة إلى سلطتين : معتدلة و مقاومة وهذا هو جوهر
الصراع . تحية تليق .

نصيرة تختوخ 29 / 10 / 2012 30 : 07 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]طبعا تبقى هذه رؤيتك الشخصية أستاذ فهيم وهناك آراء ودراسات تقول أشياء أخرى لاداعي للخوض فيها كي لايبتعد هذا النقاش عن مساره.
فالهدف كان تسليط الضوء على الطائفية مع البحث عن سبل النجاة منها, مع العلم أن أي انقسام وفتن في الشرق الأوسط تحديدا لاتخدم فلسطين لأنها تضعف جيرانها العرب بينما تحافظ دولة الكيان الصهيوني على استقرارها وقوتها.

تحيتي لك وطاب مساؤك ومساء كل من سيفدون على هذا الملف.[/align]
[/cell][/table1][/align]

هدى نورالدين الخطيب 31 / 10 / 2012 20 : 08 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]
أتمنى أن يستمر هذا الحوار ويتطور وينمو بالشكل الهادئ الواعي الذي يمكننا أن نتعلم ونستفيد منه بعيداً عن الاستفزازات التي تضرب هنا وهناك لإشعال النار وتنقلب بين هنا وهناك مائة وثمانون درجة حتى لا نعود نفهم حقيقة رأي الشخص
صدام وبريمر والخميني وأميركا وإيران والخليج
وجلد الذات على مذبحة لعبة الأمم

أقول:

كيف نحافظ على من نحبهم ولا نخسرهم أو نسمح لهم بخسارتنا في هذا الزمن الصعب إذا وقف كل منا على خط متوازي؟

الأفكار المعلبة وثقافة المجتمع الأبوي الذي يجعل كل منا يقف باتجاه

كيف يمكن برغم كل الجراح والدماء من وأد غريزة الثأر ومن رأب الصدع وتقوية الأساسات حتى نبني بدل أن نهدم ونتكاتف لنعود أهل وأصدقاء ولينتصر الوطن فهو من يستحق الانتصار

يا صديقي كن صديقي في هذا الزمن الصعب ولنكن معاً أصدقاء الوطن والخير والفضيلة والسلام

[/align]

حسن ابراهيم سمعون 31 / 10 / 2012 27 : 10 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
للسيدات والسادة ...........وللجميع احترامي وتقديري ...
أعتذر عن متابعة الموضوع , لأسباب خاصة , منها بأنني أقسمت أن لا أداخل بموضوع سياسي , أو طائقي ...
وعندما شاركت بالملف , ( لأجل الرؤيا التي أعرفها عند الأستاذة هدى ) كنت أعتقد بأن الملف سيبقى عموديًا ..
لتوصيف المشكلة , وتوظيف الحل ................
لكن للأسف سُحب الملف إلى جزئيات يكمن بها الشيطان , والكل يملكها , ويستطيع أن يسوق ألاف الجرائد والمقولات , .............
كنت أتمنى أن يبقى الموضوع ضمن السياق الموضوعي ,والعلمي ,والأكاديمي , وبعيدًا عن الكيديات السياسية , والعقدية , والإيديو لوجية..
لكن للأسف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! نحن العرب والمسلمون هكذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
ملاحظة : هذا الموضوع من أسمى , وأرقى مايطرح في نور الأدب , لكن على مايبدو ... الهرم كله في نور الأدب ... وبدون استثناء ,, يريد تسجيل مواقف وحسب ..
تحيتي للجميع ,,, ومحبتي ...وأكرر اعتذاري
حسن ابراهيم سمعون

شيماء البلوشي 01 / 11 / 2012 21 : 03 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
استاذي القدير حسن سمعون ... يؤسفني قرارك بعدم المتابعة وانا التي كنت انتظرك بشغف ..
ارجو ان تعود لاكمال الموضوع .. فالجميع بحاجة لهد ثقافته وبناءها من جديد ..
واعود لسؤال العزيزة الاستاذة هدى الخطيب ..
كيف نحافظ على من نحبهم من الاصدقاء او الاهل .. او حتى كيف نحافظ على علاقاتنا الانسانية حتى مع الغريب ؟
الاجابة هي .. تعلم فن الانسانية وزرعها في الاطفال خاصة .. لينشأ جيل مثقف انسانيا مترفع عن الطائفية والتعصب ..
الامر بسيط لو علمنا مخاطر الطائفية والتعصب فقط افتح قلبك للعالم وتقبل الاخر على انه انسان يشعر ويتألم ولديه معتقداته التي لابد ان تحترم حتى وان خالفتها ..
فمن يعي ؟؟ ومن يجعل مصلحة وطنه فوق مصلحته ؟

اكرر مرة اخرى .. اتمنى وارجو ان تعود لاكمال الموضوع سيدي واستاذي الغالي حسن سمعون .. فلابد لصوت الحق ان يعلو

محمد الصالح الجزائري 01 / 11 / 2012 53 : 03 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[frame="1 98"]الطائفية : كما عرفتها ورأيتها متجسدة أمامي منذ أن بلغت سن الرشد
هي : إرضا أمريكا ومعاداتها ......أشرح : الطائفية هي الإختلاف القائم
بين المسلمين الذي اساسه معصية أو إرضاء أمريكا والذي يتبلور تقية
في صورة الإختلاف الديني و/أو الأيديولوجي .
لقد كان العرب السنة على وفاق تام مع محمد رضا بهلوي - شاه إيران
المخلوع- لمّا كان يسبح بحمد أمريكا ، وكان يشكل معهم مقدمة الجبهة
الموكل لها مهمة محاربة الشيوعية ، و كانت إيران وقتها وقبل ذلك
شيعية صفوية إثني عشرية ، ولمّا انتصرت ثورة الخميني واعلنت عدائها
لأمريكا وإسرائيل انقلب رفاق الأمس إلى أعداء ألداء وإيران لم تتحول عن
شيعيتها وصفويتها وإثنتيها العشرية .
وتحولت أفغانستان إلى قبلة الجهاد الأولى مدحرجة قبلة فلسطين إلى آخر
المراتب لأنها أحتلت من قبل روسيا الشيوعية ، ولمّا أحتلت من قبل أمريكا
أصبح الجهاد في هذا البلد - الذي تحول بفعل شراسة المجاهدين إلى أطلال
يعافها الغراب والبوم - إرهابا .
وفي هذه الأثناء لوح للثور العراقي بإيعاز أمريكي بالقماش الأحمر صوب
إيران لأنها شيعية فنطحه وبعد ثمان سمان بالدم والدمار والإفلاس الإقتصادي
وبعد أن استشعروا منه خطرا لتوفره على بعض أسباب القوة لوح له صوب
الكويت فنطحه فحق عليه القول وأقيمت عليه الحجة فدمر العراق ثم قدم على
طبق من ذهب لأيران لتفعل به ما تشاء .
وأبى حماة الدين - الذين ملاؤوا الآفاق بالفتاوي والخطب التي جعلت من الحرب
ضد الروس المحتلين لأفغانستان جهادا بدرجة " فرض العين " - أن ينبسوا ببنت
شفا عن الحرب الإسرائيلية على المقاومة اللبنانية والتي سجلت فيها هذه الأخيرة
اروع البطولات وانتصارا لم تحققه أمة بكاملها ، لا لشيء إلا لأن ذلك كان يضر
بأمريكا وسيدتها الأولى إسرائيل .
وكذلك فعلوا عندما هجم شارون على الضفة الغربية ، حيث كان بعضهم يمضي
إجازته في بلد سياحي لأن أمريكا أفتت بشرعية هذا العمل الإجرامي ضد الفلسطيين
هذه هي نظرتي للطائفية وعبثا أحاول إقناعي بالتفسيرات والتأويلات الدينية والتاريخية
التي يتحجج بها الكثير من الأئمة والجيوش من الأتباع والمريدين ....
[/frame]



[frame="1 98"] في هذه القضية بالذات لا أحتاج فيها إلى ما تقوله
الكتب ولا الصحف خاصة تلك التابعة لأنظمة الحكم.
في الجزائر وبعد إلغاء المسار الإنتخابي سنة 1992
كان أول قرار أتخذته السلطة الحاكمة آنذاك في المجال
الديبلوماسي هو قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران
بمبرر واهي يشهد عليه السفير الجزائري في طهران
آنذاك السيد عبد القادر حجار وهذا المبرر الواهي هو
دعم إيران للجماعات الإسلامية المسلحة ، حتى أن
الرئيس هاشمي رفسنجاني قال معقبا على هذا القرار:
عليكم بقطع علاقاتكم مع السعودية لأنها سنية وهذه
الجماعات تتبعها وتتلقى الدعم منها أوعلى الأقل من
بعض الجهات فيها ، لكن الإيديولوجيا فعلت فعلتها و
لم تبق للعقل مكانا .
وقد طبل وهلل التغريبيون والفركوفونيون والفرنكوش
-الذين خلا لهم الجو كما خلا لقنبرة طرفة بن العبد-
أيما تطبيل وايما تهليل لهذا القرار . ولما جاء بوتفليقة
كان أول ما فعله ديبلوماسيا تقريبا هو إعادة تلك العلاقات
إلى سالف عهدها .
الحاصل أن السلطة عندنا أو عندكم أو عند غيرنا إذا
قضت أمرا أوعزت لصحفييها ومؤيديها والعازفين
على وزنها ومقامها ومداحي شوارعها بتسويد أو تبييض
- حسب الحالة والحاجة - ما أومن تتعتزم إتخاذ قرارها
حياله .
[/frame]


[frame="1 98"]
أما الطائفية في العراق أو في العراق وإيران فقد بدأت
ببداية الحرب العراقية الإيرانية حيث كان صدام رغم ما
عليه من مؤاخذات قرة عين أمريكا ، وكانت تمده بكل
أنواع الأسلحة ، وكان يمكن للخميني أن يكون كذلك لو
سبح بحمد هذا البلد . وأول من جسد هذه الطائفية على
أرض العراق بعد ترسيمها على الورق هو الحاكم الأمريكي
" بريمر " .
أما في لبنان فإن المتتبع المحايد والمحلل النزيه للأحداث
يصل لا محالة إلى نتيجة مفادها أن الطائفية في لبنان وما
ينجر عنها من ويلات ومآسي هي نتيجة أو ترجمة أو بعبارة
أخرى لايتم التلويح بها واستغلالها إلا في حالة وجود مقاومة
فلسطينية على أرض لبنان و/أو كتعبير عن رفض وجود مقاومة
لبنانية على أرض الجنوب اللبناني رغم ما قدمته هذه المقاومة
من تضحيات وما حققته من إنتصارات أهمها طرد اليهود من
الجنوب دون مفاوضات أو شروط .
اما محصلة هذا الصراع الطائفي المخزي فنراها عيانا بيانا
ونتلمسها تلمسا في فلسطين وما أدراك ما فلسطين ، حيث
تنقسم السلطة إلى سلطتين : معتدلة و مقاومة وهذا هو جوهر
الصراع .
[/frame]
هذه آراء ومواقف الأخ الأستاذ (رياض فهيم) جمعتها هنا ..قرأتها .. أدركتُ ربّما ما جعل الغالي (حسن سمعون) يفضّل الانسحاب من النقاش.. وأقول للأستاذ فهيم : لطفا بالأوطان!رفقا بنا جميعا..نحن في النور نبحث دوما عما يجمعنا ..لا يجب ذرّ الملح على الجراح..لو كنّا جميعا ننعم بالأمن والأمان لجاز أن نسوق الأمثلة ..يجب احترام شعور كل عربي..خصوصيات كل وطن..
ولهذا وذاك آثرت ألا أشارك في هذا الملف!!! استمرّوا في النقاش ..أتابعكم باهتمام شديد...

مازن شما 01 / 11 / 2012 18 : 05 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]الأخوات والاخوة الاكارم
اثني وأتبنى ماقاله الأخ الغالي محمد الصالح الجزائري حول موضوع الطائفية وطريقة النقاش بها:

لطفا بالأوطان!رفقا بنا جميعا..نحن في النور نبحث دوما عما يجمعنا ..لا يجب ذرّ الملح على الجراح..لو كنّا جميعا ننعم بالأمن والأمان لجاز أن نسوق الأمثلة ..يجب احترام شعور كل عربي..خصوصيات كل وطن.. ولهذا وذاك آثرت ألا أشارك في هذا الملف!!! استمرّوا في النقاش ..أتابعكم باهتمام شديد...
احترم رأيك بعدم المشاركة ولكن مشاركتك تغني الموضوع فلا تبخل علينا.

موضوع حاولت في البداية المشاركة به، ونظرا لحساسية الوضع الفلسطيني والسوري حاليا واختلاف الآراء حول ذلك آثرت أن أتريث قليلا، حبذا لو أننا نترفع عن التقوقع حول مواقفنا الشخصية ونبحث في الموضوع بشكل مجرد، وهنا ايضا اثني على رأي الاخ الغالي حسن ابراهيم سمعون وانتهز هذه المناسبة لاقول لاخي الغالي ان يعيد النظر بقراره ويتابع مشاركاته لان رأيه يهمنا.

وننتظر بنفس الوقت مشاركة الاخوة والاخوات وممن لديه اضافة لايبخل علينا بها.

والادارة تذكر انه من حقها حذف أي مشاركة تتضمن الميول الشخصية والتحريض او التحيز والتعصب.

والله من وراء القصد
[/align]

فهيم رياض 01 / 11 / 2012 14 : 01 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 162313)
[frame="1 98"]الطائفية : كما عرفتها ورأيتها متجسدة أمامي منذ أن بلغت سن الرشد
هي : إرضا أمريكا ومعاداتها ......أشرح : الطائفية هي الإختلاف القائم
بين المسلمين الذي اساسه معصية أو إرضاء أمريكا والذي يتبلور تقية
في صورة الإختلاف الديني و/أو الأيديولوجي .
لقد كان العرب السنة على وفاق تام مع محمد رضا بهلوي - شاه إيران
المخلوع- لمّا كان يسبح بحمد أمريكا ، وكان يشكل معهم مقدمة الجبهة
الموكل لها مهمة محاربة الشيوعية ، و كانت إيران وقتها وقبل ذلك
شيعية صفوية إثني عشرية ، ولمّا انتصرت ثورة الخميني واعلنت عدائها
لأمريكا وإسرائيل انقلب رفاق الأمس إلى أعداء ألداء وإيران لم تتحول عن
شيعيتها وصفويتها وإثنتيها العشرية .
وتحولت أفغانستان إلى قبلة الجهاد الأولى مدحرجة قبلة فلسطين إلى آخر
المراتب لأنها أحتلت من قبل روسيا الشيوعية ، ولمّا أحتلت من قبل أمريكا
أصبح الجهاد في هذا البلد - الذي تحول بفعل شراسة المجاهدين إلى أطلال
يعافها الغراب والبوم - إرهابا .
وفي هذه الأثناء لوح للثور العراقي بإيعاز أمريكي بالقماش الأحمر صوب
إيران لأنها شيعية فنطحه وبعد ثمان سمان بالدم والدمار والإفلاس الإقتصادي
وبعد أن استشعروا منه خطرا لتوفره على بعض أسباب القوة لوح له صوب
الكويت فنطحه فحق عليه القول وأقيمت عليه الحجة فدمر العراق ثم قدم على
طبق من ذهب لأيران لتفعل به ما تشاء .
وأبى حماة الدين - الذين ملاؤوا الآفاق بالفتاوي والخطب التي جعلت من الحرب
ضد الروس المحتلين لأفغانستان جهادا بدرجة " فرض العين " - أن ينبسوا ببنت
شفا عن الحرب الإسرائيلية على المقاومة اللبنانية والتي سجلت فيها هذه الأخيرة
اروع البطولات وانتصارا لم تحققه أمة بكاملها ، لا لشيء إلا لأن ذلك كان يضر
بأمريكا وسيدتها الأولى إسرائيل .
وكذلك فعلوا عندما هجم شارون على الضفة الغربية ، حيث كان بعضهم يمضي
إجازته في بلد سياحي لأن أمريكا أفتت بشرعية هذا العمل الإجرامي ضد الفلسطيين
هذه هي نظرتي للطائفية وعبثا أحاول إقناعي بالتفسيرات والتأويلات الدينية والتاريخية
التي يتحجج بها الكثير من الأئمة والجيوش من الأتباع والمريدين ....
[/frame]



[frame="1 98"] في هذه القضية بالذات لا أحتاج فيها إلى ما تقوله
الكتب ولا الصحف خاصة تلك التابعة لأنظمة الحكم.
في الجزائر وبعد إلغاء المسار الإنتخابي سنة 1992
كان أول قرار أتخذته السلطة الحاكمة آنذاك في المجال
الديبلوماسي هو قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران
بمبرر واهي يشهد عليه السفير الجزائري في طهران
آنذاك السيد عبد القادر حجار وهذا المبرر الواهي هو
دعم إيران للجماعات الإسلامية المسلحة ، حتى أن
الرئيس هاشمي رفسنجاني قال معقبا على هذا القرار:
عليكم بقطع علاقاتكم مع السعودية لأنها سنية وهذه
الجماعات تتبعها وتتلقى الدعم منها أوعلى الأقل من
بعض الجهات فيها ، لكن الإيديولوجيا فعلت فعلتها و
لم تبق للعقل مكانا .
وقد طبل وهلل التغريبيون والفركوفونيون والفرنكوش
-الذين خلا لهم الجو كما خلا لقنبرة طرفة بن العبد-
أيما تطبيل وايما تهليل لهذا القرار . ولما جاء بوتفليقة
كان أول ما فعله ديبلوماسيا تقريبا هو إعادة تلك العلاقات
إلى سالف عهدها .
الحاصل أن السلطة عندنا أو عندكم أو عند غيرنا إذا
قضت أمرا أوعزت لصحفييها ومؤيديها والعازفين
على وزنها ومقامها ومداحي شوارعها بتسويد أو تبييض
- حسب الحالة والحاجة - ما أومن تتعتزم إتخاذ قرارها
حياله .
[/frame]


[frame="1 98"]
أما الطائفية في العراق أو في العراق وإيران فقد بدأت
ببداية الحرب العراقية الإيرانية حيث كان صدام رغم ما
عليه من مؤاخذات قرة عين أمريكا ، وكانت تمده بكل
أنواع الأسلحة ، وكان يمكن للخميني أن يكون كذلك لو
سبح بحمد هذا البلد . وأول من جسد هذه الطائفية على
أرض العراق بعد ترسيمها على الورق هو الحاكم الأمريكي
" بريمر " .
أما في لبنان فإن المتتبع المحايد والمحلل النزيه للأحداث
يصل لا محالة إلى نتيجة مفادها أن الطائفية في لبنان وما
ينجر عنها من ويلات ومآسي هي نتيجة أو ترجمة أو بعبارة
أخرى لايتم التلويح بها واستغلالها إلا في حالة وجود مقاومة
فلسطينية على أرض لبنان و/أو كتعبير عن رفض وجود مقاومة
لبنانية على أرض الجنوب اللبناني رغم ما قدمته هذه المقاومة
من تضحيات وما حققته من إنتصارات أهمها طرد اليهود من
الجنوب دون مفاوضات أو شروط .
اما محصلة هذا الصراع الطائفي المخزي فنراها عيانا بيانا
ونتلمسها تلمسا في فلسطين وما أدراك ما فلسطين ، حيث
تنقسم السلطة إلى سلطتين : معتدلة و مقاومة وهذا هو جوهر
الصراع .
[/frame]
هذه آراء ومواقف الأخ الأستاذ (رياض فهيم) جمعتها هنا ..قرأتها .. أدركتُ ربّما ما جعل الغالي (حسن سمعون) يفضّل الانسحاب من النقاش.. وأقول للأستاذ فهيم : لطفا بالأوطان!رفقا بنا جميعا..نحن في النور نبحث دوما عما يجمعنا ..لا يجب ذرّ الملح على الجراح..لو كنّا جميعا ننعم بالأمن والأمان لجاز أن نسوق الأمثلة ..يجب احترام شعور كل عربي..خصوصيات كل وطن..
ولهذا وذاك آثرت ألا أشارك في هذا الملف!!! استمرّوا في النقاش ..أتابعكم باهتمام شديد...

مبروك العيد وكل عام وأنت أيها الأستاذ
النوفمبري بألف خير .
أريد فقط لفت الإنتباه إلى أنني لم أقدم إلا
تعليقا واحدا ، لكن لمّا علق على تعليقي كان
لزاما عليّ الدفاع عن موقفي .
أما بالنسبة للأستاذ حسن فالله وحده ثم هو
من يعلم ويعرف ماذا يريد ويقصد .
أيها السادة ما قلته هو قناعة شخص عايش
فترة عويصة من عمر أمته، وكنت في إنتظار
طرق مسألة الحلول و كيفية التخلص من هذا
الوباء المعدي والفتاك لتقديم رؤيتي الخاصة
أيضا ، أما والأمر قد بلغ هذا المبلغ فلا يسعني
إلا إعلان مغادرتي خيمة الإنتظار متمنيا للجميع
التوفيق والنجاح ، بل أدعو السيد المشرف إلى
حذف مشاركاتي الثلاث ليتسنى لكل من يتحرج
منها المساهمة بكل اريحية .
تحية للجميع تليق .

حسن الحاجبي 01 / 11 / 2012 41 : 01 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
يكفي أن تمنع عني طائفيتك كي أصبح بدوري غيرطائفي
يكفي أن تمنحني حقي في الكلام وفي التعبير
يكفي أن لا تجعلني مستنسخا عنك رغم أنفي , أن لا تجدع أنفي , ولا تسمل عيني , ولا توقر أذني , ثم تطلب مني أن أشم بأنفك , وأرى بعينك , وأسمع بأذنك .
يكفي أن لا تلوي عنق الحقيقة بخنجر أنانيتك , كي أستطيع أن أغالب أنانيتي .
أنا وأنت طائفيان حتى النخاع , مادام كل منا يبحث لرأيه عن منفذ الباطل , ويحجب عن رأي الآخر منافذ الحق .
أنا وأنت طائفيان حتى النخاع , مادمنا نقص أجنحة أفكار الآخر, ونصنع لأفكارنا فراشات محلقة .
يكفي أن لا تستعدي مني كل قول , لمجرد أنني لست من طائفتك , وساعتها ستكتشف أنني أقرب إليك مما تتصور .

مازن شما 01 / 11 / 2012 41 : 05 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
الأخوات والاخوة الاكارم
لنعود الى ماأرادت سيدة الدار الاديبة هدى الخطيب من طرح هذا الموضوع وهو (تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها)، ورؤيتي لتعريف الطائفية يمكن ان يكون صائبا أو خاطئا وهو:

الطائفية هي أن يعيش الانسان في إطار ديني ضيق وداخل سياج دوغمائي مغلق ويحيط نفسه بمجموعة من الاسوار المحرمة التي لايجوز اختراقها او حتى الاقتراب منها ولا الحوار حول تلك المفاهيم وينفر ويبغض جميع البشر والجماعات الذين يخالفونه في الفكر والرأي والمعتقدات التي يؤمن هو بها، بل حتى انه يحارب جميع الأديان والمعتقدات الأخرى التي لاتتوافق مع أفكاره ومعتقداته الضيقة، وهو بذلك يكون اصطفائيا مطلقا وبفعل التجييش الاعلامي والعاطفي سيتحول الى ممارسة عملية القتل دون رادع ديني او ضمير، ويؤطر اعماله وينظر الى الاحداث التي تقع حسب الحقيقة التي يؤمن بها ويرى انها عين الصواب.

قال سبحانه وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
بسم الله الرحمن الرحيم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
وقال أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
صدق الله العظيم

مازن شما 01 / 11 / 2012 20 : 06 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]أخواتي اخوتي
أرى من وجهة نظري أن سبل النجاة من سموم الطائفية هو العودة الى الجذور ونبع الرسالة وهو القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكي نقترب أكثر سأطرح موضوعا ربما يساعد في توضيح بعض النقاط التي تخدم هذا الموضوع:
وسأبدأ بطرح موضوع كنت قد نشرته في مدونتي بتاريخ 3 تموز 2009 تحت عنوان الاختلاف لايعني الخلاف :

الاختلاف لا يعني الخلاف..

إخوتي في الله يؤسفني ماأرى هذه الأيام من جدل قائم على أساس من الفعل ورد الفعل، ويغيب عن أذهاننا أننا جميعا ندعوا إلى الله عز وجل، دين واحد ورسول واحد، الاختلاف في المذاهب لايعني الخلاف وهذا وارد عن أئمتنا الاربعة، ومن يرجع إلى تاريخهم ومجادلاتهم بهذا الخصوص يتبين له ان الاختلاف في المذاهب خدم الاسلام ولم يعمق التفرقة بل زاد اللحمة بين المسلمين..

لو تفكر الطرفان في منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وتأملوا كيف كان يدعو إلى الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف الأعرابي الذي جاء وسأله عن فرائض الله، فلما أخبره بها قال: "والله لا أزيد ولا أنقص" لم يعنفه على تركه للنوافل والسنن والتطوع، وإنما قال "أفلح إن صدق" فلا غلو إذ في الدعوة.
وهو في نفس الوقت لم يقر أصحابه حين حاولوا إطراءه مثلا بحجة عدم تفريقهم في الدين، وإنما قال "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم …"

ولما جاءه الأعرابي يستأذنه في الزنى، لم يأذن له بحجة أن هذا يرغبه في الإسلام، ولما جاءه أحد وفود العرب يستأذنه في ترك بعض الأحكام الشرعية،

لم يأذن لهم في ذلك بحجة السلم والمسالمة وكسبهم إلى الدين، كل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فلم التفريط إذن؟!

ومن تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم "افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" لو تأمل هذا الحديث لعلم أن قضية سكوت الداعية على انحرافات المسلمين العقدية والتعبدية بحجة توحيد كلمتهم أمر يرفضه الإسلام ولا يقبله أبدا، وإلا لما حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالنار على الفرق المنحرفة المخالفة لنهجه.

والخلاصة:
أن المنهج القويم في الدعوة إلى الله هو الاعتدال فلا إفراط ولا تفريط لا غلو ينفر الناس ويبعدهم عن الدين ولا تفريط يقر الناس على بدعهم وضلالهم.

الدعوة إلى الله طريقها وآدابها:

نظرا لأن الحاجة ما زالت في هذا الوقت لمثل هذا الموضوع ولمكانة الشيخ العلمية وخبرته الطويلة في مجال الدعوة إلى الله رأينا نشر الموضوع ليستفيد منه الدعاة إلى الله ويكون منارا لكل داعية يرجو الله والدار الآخرة ويحرص على دلالة الناس على الخير بأحسن طريق وألطفه.

يقول العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله: يقول الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".

علمنا الله تعالى في القرآن أن طريقة رسله في نشر الدين إنما هي الدعوة إليه، وعلمنا بسننه في شؤون الإنسان الاجتماعية أن هذه الطريقة هي الطريقة المثلى لنشر المذاهب والأديان لا يضل سالكها عن مقصده مهما عرف منارها وأعلامها، وراعى آدابها وأحكامها، وسدّد إلى الأغراض سهامها. فخاطب العقل بالبرهان، وحرك سواكن الوجدان، وأشرف على النفوس من شرفات التأثير، وبصرها بحسن العاقبة أو سوء المصير.

و الأديان والمذاهب لا تنتشر إلا بالدعوة، ولا تطوى إلا بتركها، وإن الشرط في انتشارها هو كون الدعوة صحيحة لا كونها هي صحيحة في نفسها،

ولا بد من بيان شروط الدعوة وآدابها خدمة لمن يوفقه الله تعالى من فضلاء المسلمين وعلمائهم وأهل الغيرة والحمية منهم، لإقامة هذا الركن الأعظم، والقيام بهذا الفرض الاجتماعي المحتم، والتصدي لإرشاد هؤلاء الملايين الذين يتشدقون بكلمة (الإسلام) ولا يعلمون مسماها، ويتمسكون بلفظها ولا يفقهون حقيقة معناها، فقد قام فيهم دعاة يهتفون باسم المهدية، ومرشدون يدعون سلوك الطريقة الصوفية، ولكن أحدا منهم لم يرع الدعوة حق رعايتها. ويقف من الطريق على جادتها، فطاشت سهامهم،وخسرت أيامهم وزادوا شمل الأمة تفريقا، وأديم الدين تمزيقا، على أن منهم من دعا إلى حق ولكن بغير حكمة، ولا مراعاة لما تقتضيه سياسة الأمة، وأمر بمعروف ولكن على غير المنهج المعروف، ونهى عن منكر ولكن على غير الوجه المألوف.

علمتنا الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذه المقالة أن للدعوة طريقتين:

الحكمة والموعظة الحسنة.

فأما الحكمة فهي لخطاب العقل بالبرهان

وأما الموعظة فهي للتأثير في النفس بمخاطبة الوجدان،

فالأولى للخواص والثانية للعوام والمقصد واحد. ولا يحتاج إلى الطريقتين إلا من يدعو إلى حق موافق لمصلحة الناس الحقيقية، ولذلك قام أكثر الدعاة في العالم على الطريقة الثانية ووقفوا على منبر الخطابة ابتغاء إقناع النفوس بالمسلمات وجذبهم بزمام الوجدان حيث السلطان الأعلى للقياسات الخطابية والشعرية، لا للحج البرهانية، وإذا نجح هؤلاء في كل عصر مضى فلا يدوم نجاحهم في هذا العصر لأن العلم الحقيقي الرائجة سوقه فيه خصم لهم وهو الخصم الذي لا يغالب. القرت الذي لا يبارز ، والقرن الذي لا يناهز، والناطق الذي لا تدحض حجته، والسالك الذي لا تنطمس محجته.

ذكر الله الطريقتين ثم ذكر كيفية السلوك فيهما، والسير عليهما. وهي المجادلة بالتي هي أحسن. الهادية للتي هي أقوم.

ويشترط في هذه المجادلة بل وفي أصل الدعوة شروط:

( أحدها) العلم بلغة من يراد دعوتهم ومجادلتهم، ولهذا ترى دعاة النصرانية يتعلمون جميع اللغات وينقلون إليها كتبهم الدينية، وأما رجال الدين من المسلمين فيرون في تعلم اللغات إعراضا عن الدين الذي لا وظيفة لهم إلا القيام بحفظه ونصرته، ونشره وتعميم دعوته. وقد علمنا أن الداعي الذي في الهند عارف باللغات المنتشرة هنالك كالأوردية والفارسية والإنكليزية كما هو عارف بالعربية، والشاهد لهذا الشرط من الكتاب العزيز قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم. (

(ثانيهما) العلم بأخلاق الناس وعاداتهم. ومواقع أهوائهم ورغباتهم. ليخاطبهم بما يعقلون ويجادلهم بما يفهمون وأكثر المشتغلين عندنا بعلم الدين يرون البحث في الأخلاق والعادات من تضييع الأوقات والتنقيب عن شؤون الدهماء لا يليق بمقام العلماء.

( ثالثها) الوقوف على ما عندهم من المذاهب والتقاليد الدينية والعلوم والفنون الدنيوية، ما يتعلق منها بالدعوة، ويصلح أن يكون شبهة، ومن جهل هذا القدر كان عاجزا عن إزالة الشبهات، وحل عقد المشكلات، ومن فاته هذا الشرط وما قبله لا يقدر أن يخاطب الناس على قدر العقول والأحلام. كما كان شأن سادة الدعاة إلى الله عليهم الصلاة والسلام. ولقد علم رؤساء الديانة النصرانية أن ما كان جهلهم بالعلوم الكونية ومعاداتهم لها. وتحكيمهم الدين فيها. مؤذن باضمحلالها ومفض إلى زوالها، فأخذوا بزمامها، وقادوها بخطامها. وقربوا بين عالمي الملك والملكوت، وقرنوا بين علمي الناسوت واللاهوت، وبهذا أمكنهم حفظ حرمة الدين وإعلاء كلمته بين العالمين. وديننا هو الذي ربط بين العالمين ولكنا نقطع الروابط، وجميع العلمين ولكننا نهدم الجوامع. ولهذا جهلنا وتعلموا، وسكتنا وتكلموا. وتأخرنا وتقدموا، ونقصنا وزادوا، واستعبدنا وسادوا.

(رابعها) إلقاء الدعوة بصوت ينبه العقول والفكر، وصيحة تستلفتها إلى البحث والنظر، وتشوق النفوس إلى غايتها، وتخيفها من مغبة مخالفتها. هذا الشرط قد نطق به المتكلمون ونص بعضهم على أن من لم تبلغه الدعوة على وجه يستلفت إلى النظر يكون معذورا إذا بقي على كفره. ولا يمكن تحديد هذا الشرط إلا ببيان ما يدعو إليه الداعون، ويرشد إليه المصلحون، ومن نظر في تاريخ الملل. وأخبار دعاة المذاهب والنحل. يعلم أنه لم ينشر مذهب ولا دين. إلا وكان هذا الشرط ركنه الركين. ومن شواهده في القرآن العزيز قوله تعالى : ( وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً).

(خامسها)) التلطف في القول. والرفق في المعاملة. وهذا أول ما يتبادر إلى الفهم من قوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن) والقرآن يبين هذا في مواطن كثيرة وآيات متعددة. اقرأ إن شئت قوله عز وجل ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون) فما بعد هذا التلطف فج يسار فيه، ولا وراء هذا الرفق غاية ينتهى إليها. والسر فيه أن النفوس جبلت على حب الكرامة. وتربت في الغالب على الرعونة، ونشأت على التقيد بالعادة. فمن رام الخروج بها عن عادتها، وصرفها عن غيها إلى رشادها. ولم يمزج مرارة الحق بحلاوة الرفق، ولم يصقل خشونة التكليف بصقال القول اللين اللطيف كان إلى الانقطاع أقرب منه إلى الوصول، ودعوته أجدر بالرفض من القبول. وإن أردت الدليل الصريح من القرآن. على تأييد هذا البيان. فاتل قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فهو ينبئك بأن لين القول محل رجا التذكر. والمعد للنفوس للخشية والتبصر. ومن هنا تفهم السر في حماية الأنبياء عليهم السلام من العاهات المنفرة، وجعلهم أكمل الناس آداباً وأخلاقاً.( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقد اهتدى لهذا دعاة المذاهب الناجحة والأديان المنتشرة، حتى أن دعاة النصرانية في الصين يلبسون لباس البوذيين ويحملون أصنامهم أو يبيعونها منهم توسلا إلى عقيدة يلقونها، وتوصلا إلى كلمة يقولونها أو نفثة ينفثونها، غلوا بازاء غلو، وضعة في مقابلة كبر وعتو، فان الصينيين يغلون في الدين ويحتقرون من دونهم من العالمين وكأين من داع أفسد العنف دعوته وأسفل كلمته، أولئك الذين فرقوا الدين الواحد بالخلاف، وألقوا العداوة بين الإخوة بقلة الإنصاف.

(سادسها) تلبس القائم بالدعوة بما يدعو إليه بأن يكون موقنا أو مقتنعا به إن كان اعتقادا، ومتخلقاً به أن كان خلقاً، وعاملا به إن كان من الأعمال. فمن لم يكن موقناً ولا مقتنعا فقلما يقدر على إقناع غيره لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن حث على التحلي بفضيلة وهو عاطل منها أو أمر بالتزكي من رذيلة هو متلوث بها، لا يقابل قوله إلا بالرد، ولا يعامل إلا بالإعراض والصد. وينشده لسان الحال، إذا سكت لسان المقال:
يا أيها الرجـل المعلـم غيره ***** هلا لنفسـك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي العنا ***** كيما يصــح به وأنت سقيم
ونراك تجـذب للرشاد نفوســـنا ***** أبدا وأنت من الرشاد عديم
فابـدأ بنفسـك فانهـها عن غيـها ***** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهـناك ينفـع ما تقـول ويقتـدى ***** بالقول منـك وينفـع التعليم

وما كان من الدعوة متعلقاً بالأخلاق و الأعمال فهو تربية، والتربية النافعة إنما تكون بالفعل لأنها مبنية على القدوة وحسن الأسوة، لا بمجرد القول. ألم يبلغك حديث الحلق في الحديبية وكيف لم يمتثل الصحابة عليهم الرضوان أمر النبي صلى الله عليه وسلم به حتى حلق هو فاقتدوا بفعله أجمعين ومن هاتفهم السر في عصمة الأنبياء عليهم السلام.

(سابعها) الصبر وسعة الصدر، فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، ومن ضاق صدره مل والملل آفة العمل، وقد جعلنا هذين الشرطين واحداً لتلازمهما وجودا وعدماً، وحسبك من دليل اشتراطهما في الكتاب قوله تعالى: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) وقوله عز وجل( فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به) وقوله تبارك اسمه (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) ولا يختص الصبر بعدم استعجال الفائدة قبل وقتها بل الصبر على الإيذاء الذي يبتلى به الدعاة دائماً آكد وألزم،وفضله أكبر وأعظم، وهو الذي جعله الله تعالى دليل الإيمان والمميز لأهله عن المنافقين ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله). ولم يعر دعاة النصرانية من هذه المزية السامية والمنقبة الشريفة فان الجرائد والبرقيات تحدثنا آناً بعد آن بما يقاسون من الإهانة والإيذاء والمشقة والبلاء لا سيما في أحشاء أفريقيا والصين، ولكن علماءنا يشترطون أن يكافؤوا على الدعوة بالتعظيم، والأجر العاجل الكريم، وأن يكفل لهم كافل بأنهم يقابلون بالقبول، وحصول المأمول، حتى أن منهم من كتب ذلك في جريدة، وصرح بأنه مبني على أصول العقيدة. ومما يحسن ذكره ههنا ما بلغني من كيفية امتحان الدعاة وإليك حديث امتحان منها، درس بعض المستعدين للدعوة علم اللاهوت والعلوم الاجتماعية والتهذيبية والرياضية والطبيعية واخذ الشهادات بها، ثم طلب امتحان الدعوة من إحدى الجمعيات الدينية فأحالته الجمعية على رجل في بلد غير الذي هو فيه، فلما جاءه استأذن عليه معرفاً بقصده، فأجابه خادمه أن انتظره ساعة في هذا المكان من بيته، فمرت الساعة واليوم وخرج الرجل من البيت وعاد إليه ولم يقابله، فلما كان اليوم الثاني دخل عليه بعد الظهر وأكلا، وبعد الأكل كتب له الشهادة من غير أن يسأله عن شيء وإنما كتب حكايته معه، وقال: إنه أكل معي من غير انفعال ولا تأثر، ولم أر على وجهه شيئاً من ملامح الامتعاض لسوء المعاملة التي عاملته بها فليقبل.

(ثامنها) الأمل بالنجاح والرجاء بالفلاح، مهما عظمت المصاعب وانتابت النوائب فان اليأس أدوأ الأدواء، الذي لا ينجع مع وجوده دواء، وناهيك أن القرآن جمعه مع الكفر في قرن. وجعله مع الضلال كفن. والآيات في هذا طوافة في الأذهان فائضة على كل لسان، واذكر من تلبس دعاة النصرانية بهذا الشرط ما كنت قرأته في جريدة لهم قالت ما مثاله: أن أول بعثة أرسلت إلى الصين بعد الاستعداد بتعلم اللغة الصينية وطبع الكتاب المقدس بها مكثت بضع سنين ( وأظنها حددتها بثمان) لم يجب دعوتها أحد فاستأذنت من الجمعية الكبرى بمغادرة الصين لليأس من تنصر أحد من أهله، فأجابتهم الجمعية بأنكم لم ترسلوا لتنصير الناس أو إلزامهم بالنصرانية فترجعوا لعدم حصول المقصود، وإنما وظيفتكم الدعوة إلى آخر الحياة سواء أجابكم الناس أم لم يجيبوكم فثبتوا حتى صار الناس يدخلون في دينهم بالتدريج، وإنما هدى هؤلاء للقيام بهذا الشرط كغيره الصدق في خدمة دينهم والحرص على نشره، وقد فقدنا نحن هذا من عهد بعيد فصرنا نقرأ القرآن ( الذي لم يغادر شرطاً من شروط الدعوة إلا بينه) للتبرك وشفاء الأمراض الجسدية أو للطرب في الأفراح، وهم الذين قاموا بالعمل به،

هل تفكرت يا أخي المسلم بقوله تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) وقوله ( وما أنت عليهم بوكيل) وقوله ( نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) وهل أطلت الفكرة يا أخي فيمن قام بحقوق هذه الآيات وأمثالها ولم تكتف عند قراءتها وسماعها بقول (الله الله) سبحان من هذا كلامه كما تلقيت عن عامة الناس؟؟؟. هذا ما تيسر إيراده من آداب وطرق الدعوة إلى الله نسأل الله جل وعلا أن ينفع بها .

المصدر: http://chams02.maktoobblog.com/37795/
[/align]

نصيرة تختوخ 01 / 11 / 2012 38 : 11 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ مازن نحن نتعامل في نور الأدب منذ سنوات وأظن أنني لست بحاجة للدفاع عن نفسي وتوضيح ابتعادي عن أي تعصب و أنت قد عشت في هولندا وتعلم كم من الجنسيات تتعايش في المدن الهولندية الكبيرة في منتهى السلام.
ماقلته عن التشيع والسلفية في أوروپا لم يكن من باب الدخول في دروب السياسة أو التوغل في الطائفية السياسية وشيطنة هذا على حساب ذاك لكنها مظاهر من الواقع لم أستطع التخلف عن الإدلاء بها كنوع من توضيح وجهة النظر الأخرى.
إن مايحدث في أوروپا ،وحتى غيرها من القارات، من استقطاب وشحذ وتوجيه يحتاج فعلا للتوقف عنده. فأبناء الجيل الثاني والثالث في المهجر الذين قد يميلون للتعرف على دينهم قد يجدون أنفسهم أحيانا يتعرفون على شريعة ومبادئ بعيدة عن الاعتدال الذي ذكرت وللأسف فإن ذلك الإلمام باللغة الذي يساعد على النهل من مصادر عدة والتنقيب والمراجعة لا يكون متاحاً.
الأمثلة كثيرة جدا أقلها حادثة تولوز وتقارب نتانياهو وفرانسوا هولاند يوم أمس وصورة المسلم القاتل الإرهابي التي يتم الترويج لها وحادثة مقتل الإمام في بروكسيل التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية...
كون بعض الدول تشجع هذا التوجه أو ذاك لمصلحتها أو كون الظروف السياسية أو غيرها خلقت منظمات تعمل على استقطاب يضر أكثر مما ينفع أمور كما ذكرتَ أنت في مسألة الدعوة يمكن تداركها بالتوجيه الصحيح وهناك من يحتاجون لهذا التوجيه الصحيح.
أذكر أن إحدى الطالبات حدثتني ذات يوم تقول أنها تريد أن تعرف أكثر عن تفاصيل دينية أنها تجد أشياء متضاربة أحيانا وأن حتى دراسة الإسلام كمعتقد في إطار الثيولوجيا على يد أشخاص غير مسلمين لاتحسه مقنعا...
إنني لاأحب سرد تفاصيل لامنتهية عن حكايات واقعية لكن الأكيد أن البحث عن الاختلاف من أجل الخلاف والنبذ واقع يجب معالجته.
أعود للقول أن للمنظمات الإسلامية التي يجب أن تكون عالمية، قويمة، محايدة دورها في خلق التقارب، في التوجيه الصحيح وفي تدارك مايحدث من استقطابات مضرة أو دعوة لا تقوم على أسس صحيحة.
تحياتي للمشاركين في هذا الملف وعلى رأسهم الأستاذة هدى التي فتحته للنقاش بحسن نية.[/align]
[/cell][/table1][/align]

مازن شما 02 / 11 / 2012 49 : 03 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
الأخت الغالية نصيرة تختوخ
تحياتي وتقديري
أقدر عاليا مشاركاتك حول موضوع الطائفية
وليس سرا ان اقول لك ان ذلك موثق منذ يومين برسالة داخلية
ارسلتها للأخت الغالية الاستاذة هدى حول هذه النقطة،
لايمكننا الابتعاد عن الواقع وتشريحة بقصد التقييم والاصلاح للوصول الى تصور للعلاج الشافي.
بوركت جهودك المخلصة
مع فائق الاحترام والتقدير

طارق فايز العجاوى 03 / 11 / 2012 06 : 10 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
دعوها انها منتنة
صدق رسولنا الكريم

طارق فايز العجاوى 03 / 11 / 2012 07 : 10 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها

طارق فايز العجاوى 03 / 11 / 2012 08 : 10 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
وتراك زعيم السوقية

طارق فايز العجاوى 03 / 11 / 2012 10 : 10 AM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
لو جئت اليوم هنا لحاربك الداعين اليك وسموك شيوعيا

حسن الحاجبي 03 / 11 / 2012 33 : 10 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
أستاذنا الغالي : مازن شما
حسب فهمي المتواضع , فالسيدة هدى نور الدين الخطيب فتحت نقاشا حول الطائقية بمفهومها الشامل وبأوجهها المختلفة , لذلك كان لزاما أن نلامس الموضوع من زواياه المتعددة , ولأنه موضوع شائك , فلا بد أن نتحلى بسعة الصدر الكافية لسماع الرأي والرأي الآخر , أما إذا كان الأمر يتعلق بالطائفية الدينية وحدها , فقد أوفيتموها في مداخلتكم الكريمة ماهي به جديرة من حسن المتابعة وبالغ الإهتمام , وبذلك وجب التوضيح , ولكم سيدي خالص المودة والتقدير .

حسن ابراهيم سمعون 07 / 11 / 2012 18 : 12 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
الفضليات والأفاضل , السلام عليكم جميعًا ....
أشكركم على المشاعر الطيبة ,, ووالله العظيم أنا لم أعتذر عن متابعة الملف بشكل عاطفي, أو مزاجي أو حالة انفعالية ,,أو نكاية بأحد معاذ الله .. فلم يسء لي أحد ...شخصيًا أو فيم أوردته من كتابات ..
فأنا كما فهمت من طرح الأستاذة هدى , بأن يكون الملف لدراسة الظاهرة , وكيف نشئت , وآثارها السلبية بالعالم عمومًا , وببلادنا خصوصًا , وكيفية تشخيصها , وعلاجها ...
وبدأت على هذا الأساس , وكنت أعمل لأكثر من ساعتين لأنجز ما أقدم من مداخلات ,وأبحث في المراجع المتوفرة عندي , وماورد على النت حول الموضوع, عسانا نقدم عملا ًيليق بالنور .وتشكيل دراسة جادة , في طرح أهم ملف يهدد أمن بلادنا وحياتنا في العصر الحديث , ونعري دور الغرب المتصهين بتحريك هذا المرض ..
ولست معترضًا للآراء التي قدمت كآراء , فهذا حق الجميع لكن كان اعتذاري ربما بأن ما قدم ليس بالمكان , والزمان الصحيحين ,ومن الممكن فتح ملف آخر لهكذا نقاشات ..خصوصًا وأنها لاتخدم الموضوع .. لأنها قائمة , وتندرج بتوصيف المشكلة الطائفية القائمة..فهي متوالية لا تنتهي , فهذا يرد , وذاك يرد ,, والمطلوب هو كيفية العلاج , والتخلص من الظاهرة بإزالة المسببات ....
مع تأكيدي على أهمية الآراء الواردة واحترامي لها ولأصحابها
وربما خشيت أن يتحول إلى سجال أحرص أن لا أكون طرفًا فيه . خاصة وأن الجسم السوري (لبيس اليومين دول )
أكرر بأنني لست منفعلا , ولا أقصد أحدًا بعينه شخصيًا لكن مأخذي
على المشاركات ,, مع احترامي وتقديري للأستاذ فهيم , وللأستاذة نصيرة , والأخت شيماء ولكل من شارك بالملف وأنا أقل الناس .. فكان الاعتذار أسهل عليّ من توجيه لفت نظر...
أضف إلى ذلك قلة التفاعل والمشاركات بموضوع ذي أهمية كهذا
فشعرت بشيء من الحرج ...
وللأمانة العلمية .. كنت قد سحبت عدة ملفات عن النت ذات صلة بالموضوع , وعدة مراجع ورقية من مكتبتي كنت سأقدم بها ثبتًا بنهاية البحث على الطريقة المألوفة بالكتب والأبحاث .. لكن للضرورة وجب إليها الإشارة الآن لمن يريد متابعة البحث , أو التوسع فيه , أو الاطلاع ....

مركز التنوع للدراسات
المجموعة المؤسسة
م/ أحمد القرعاني – الأردن
م/ عبد العزيز حمدالدليمي – قطر
أ/ ياسر الغرباوي – مصر
المستشارون
د/ جاسم محمد سلطان- قطر
د / حسن بن حسن – تونس
د/ محمد بن مختار الشنقيطي- مورتنايا
أ/ عصام تليميه- مصر
مجلة الآداب.. والطائفية في الوطن العربي
دمشق: العدد الأخير من مجلة الآداب لعام 2006

مركز إنماء للبحوث , والدراسات
طائفية المجتمع , والدولة
مؤتمر الخرطوم حول الطائفية
محاضرة د. صبري محمد خليل
الموسوعة العربية العالمية

الأستاذة هدى, الأستاذة شيماء , الأستاذ الصالح , الأستاذ مازن ..
أشكركم على دعوتي للعودة عن اعتذاري .. وليس أمامي إلا الامتثال , ولا يعقل أن أخالف رغبتكم ...
سنتابع بإذن الله بالوقت المناسب
حسن إبراهيم سمعون

هدى نورالدين الخطيب 10 / 11 / 2012 00 : 11 PM

رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
 
[align=justify]
شكراً لكم جميعاً وليكن الهدف السامي أمام أعيننا هو الرسالة السامية لمثقفي نور الأدب بالتصدي للأمراض الإجتماعية التي تتسبب في تفكك مجتمعاتنا وتفريق شملنا وإثارة العداوة والبغضاء فيما بيننا...
بذرة التعصب موجودة في داخل كل نفس لأنها متصلة بغريزة البقاء
أنا وكل ما يتصل بهذه الأنا من الأقرب إلى الأبعد وما قد يتم به برمجتي وحقني...
أما الهدف - عند المثقف الواعي الإنساني - أن نوصّف المرض ونسعى لعلاجه ما أمكن والكلمة مسئولية، ولهذا نحن هنا ولدينا مشروع ورسالة هادفة...
الدين عقيدة إيمانية تقترب أو تبتعد من معنى مفهوم العبادة لواجب الوجود وهو وحده سبحانه له الحق أن يقاضينا، والطائفية وسيلة سياسية ( المعنى اللغوي للسياسة ) تستغل الدين لأهداف مختلفة مستغلة العاطفة الدينية عند البشر، وقد قام الاستعمار باحتكار المسيحية ( المسيحية السياسية الاستعمارية ) لفرض سيطرته على الشعوب التي يستعمرها
وجاءت الصهيونية بذات المشروع مستغلة الدين اليهودي كأداة حربة لاحتلال فلسطين إلخ...

الإنسان بإنسانيته في داخل كل منا ما لم يزهق روحاً ويقتل نفساً محرمة، فلنمسح مرايا أرواحنا وننمي إنسانية الإنسان فينا ونتصدى بمحبة وإيجابية لكل بقعة ظلام تفقدنا ولو جزءً بسيطاً من إنسانيتنا
أنا أستحق أن أكون إنسانة ولأني إنسانة لن أسمح لأحد أن يشحن في أروقة نفسي الكراهية التي تظلم روحي وتنمي طاقة الشر في كياني..
أنا أبحث عن الإنسان في داخلي وداخل كل منا

هنالك دائماً حرج وصعوبة في تناول موضوع الطائفية

تجاهله وهو واقع يؤدي إلى تفاقمه وتناوله كما نعرف محفوف بالمخاطر أيضاً لأنه يمكن إن لم ننتبه أن يغدو بمثابة الدعوة إليه وتأجيج نيرانه، ومن هنا يكون دورنا أن نتناوله لكن بحذر ودقة شديدين ولهدف واحد نضعه نصب أعيننا: " التصدي للطائفية "
[/align]


الساعة الآن 14 : 12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية